ذو القعدة

يوم الخامس و العشرين منه دحيت فيه الأرض من تحت الكعبة و صيامه يعدل صوم ستين شهرا

و ادع فيه بهذا الدعاء اللهم داحي الكعبة و فالق الحبة و صارف اللزبة و كاشف كل كربة أسألك في هذا اليوم من أيامك التي أعظمت حقها و أقدمت سبقها و جعلتها عند المؤمنين وديعة و إليك ذريعة و برحمتك الوسيعة أن تصلي على محمد عبدك المجيب في الميثاق القريب يوم التلاق فاتق كل رتق و داع إلى كل حق و على أهل بيته الأطهار الهداة المنار دعائم الجبار و ولاة الجنة و النار و أعطنا في يومنا هذا من عطائك المخزون غير مقطوع و لا ممنون تجمع لنا به التوبة و حسن الأوبة يا خير مدعو و أكرم مرجو يا وفي يا من لطفه خفي الطف لي بلطفك و أسعدني بعفوك و أيدني بنصرك و لا تنسني كريم ذكرك بولاة أمرك و حفظة سرك احفظني من شوائب الدهر إلى يوم الحشر و النشر و أشهدني أولياءك عند خروج نفسي و حلول رمسي و انقطاع عملي و انقضاء أجلي اللهم و اذكرني على طول البلى إذا حللت بين أطباق الثرى و نسيني الناسون من الورى و أحللني دار المقامة و بوئني منزل الكرامة و اجعلني من مرافقي أوليائك و أهل اجتبائك و أصفيائك و بارك لي في لقائك و ارزقني حسن العمل قبل حلول الأجل بريئا من الزلل و سوء الخطل اللهم و أوردني حوض نبيك محمد صلى الله عليه و أهل بيته و اسقني منه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده و لا أحلأ ورده و لا عنه أذاد و اجعله لي خير زاد و أوفى ميعاد يوم يقوم الأشهاد اللهم و العن جبابرة الأولين و الآخرين و لحقوق أوليائك المستأثرين اللهم و اقصم دعائمهم و أهلك أشياعهم و عالمهم و عجل مهالكهم و اسلبهم ممالكهم و ضيق عليهم مسالكهم و العن مساهمهم و مشاركهم اللهم و عجل فرج أوليائك و اردد عليهم مظالمهم و أظهر بالحق قائمهم و اجعله لدينك منتصرا و بأمرك في أعدائك مؤتمرا اللهم احففه بملائكة النصر و بما ألقيت عليه من الأمر في ليلة القدر منتقما لك حتى ترضى و يعود دينك به و على يديه جديدا غضا و يمحض الحق محضا و يرفض الباطل رفضا اللهم صل عليه و على جميع آبائه و اجعلنا من صحبه و أسرته و ابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه اللهم أدرك بنا قيامه و أشهدنا أيامه و صل عليه و عليه السلام و اردد إلينا سلامه و رحمة الله و بركاته

 

ذو الحجة

يستحب صوم هذا العشر إلى التاسع فإن لم يقدر صام أول يوم منه

 فعن الكاظم (عليه السلام) أن صيامه يعدل صوم ثمانين شهرا و هو اليوم الذي ولد فيه إبراهيم (عليه السلام) و فيه اتخذه الله خليلا و فيه تزوج علي (عليه السلام) بفاطمة ع فصل فيها صلاتها و قل بعد الفراغ منها سبحان ذي العز الشامخ المنيف إلى آخره

 

و قد مر ذلك في باب الصلوات

و كان الصادق (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء من أول عشر ذي الحجة إلى عشية عرفة في دبر الصبح و قبل المغرب و هو اللهم هذه الأيام التي فضلتها على الأيام و شرفتها قد بلغتنيها بمنك و رحمتك فأنزل علينا فيها من بركاتك و أوسع علينا فيها من نعمائك اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهدينا فيها لسبيل الهدى و العفاف و الغنى و العمل فيها بما تحب و ترضى اللهم إني أسألك يا موضع كل شكوى و يا سامع كل نجوى و يا شاهد كل ملإ و يا عالم كل خفية أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عنا فيها البلاء و تستجيب لنا فيها الدعاء و تقوينا فيها و تعيننا و توفقنا فيها لما تحب ربنا و ترضى و على ما افترضت علينا من طاعتك و طاعة رسولك و أهل ولايتك اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهب لنا فيها الرضا إنك سميع الدعاء و لا تحرمنا خير ما تنزل فيها من السماء و طهرنا من الذنوب يا علام الغيوب و أوجب لنا فيها دار الخلود اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تترك لنا فيها ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا دينا إلا قضيته و لا غائبا إلا أدنيته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا سهلتها و يسرتها إنك على كل شي‏ء قدير

اللهم يا عالم الخفيات يا راحم العبرات يا مجيب الدعوات يا رب الأرضين و السماوات يا من لا تتشابه عليه الأصوات صل على محمد و آل محمد و اجعلنا فيها من عتقائك و طلقائك من النار الفائزين بجنتك الناجين برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين و سلم تسليما

و قل في كل يوم من هذا العشر أيضا لا إله إلا الله عدد الليالي و الدهور لا إله إلا الله عدد أمواج البحور لا إله إلا الله و رحمته خير مما يجمعون لا إله إلا الله عدد الشوك و الشجر لا إله إلا الله عدد الشعر و الوبر لا إله إلا الله عدد الحجر و المدر لا إله إلا الله عدد لمح العيون لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس و في الصبح إذا تنفس لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري و الصخور لا إله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصور عشرا

 قال الشيخ الطوسي رحمه الله في متهجده أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول من قال ذلك في كل يوم من أيام العشر عشر مرات أعطاه الله بكل تهليلة درجة في الجنة من الدر و الياقوت ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام للراكب المسرع في كل درجة مدينة إلى تمام الخبر

يوم عرفة يوم التاسع منه يستحب صومه لمن لا يضعف عن الدعاء و الاغتسال قبل الزوال فإذا زالت الشمس فابرز تحت السماء و صل الظهرين تحسن ركوعهن و سجودهن فإذا فرغت فكبر الله مائة و احمده مائة و سبحه مائة و اقرأ التوحيد مائة و احمد الله تعالى و هلله و مجده و أثن عليه ما قدرت و تخير لنفسك من الدعاء ما أحببت و اجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة ثم قل اللهم من تهيأ و تعبأ إلى آخره و قد مر ذكره في أدعية ليلة الجمعة ثم ادع بدعاء علي بن الحسين (عليه السلام) يوم عرفة و قد ذكرناه في محله من الصحيفة في هذا الكتاب

ثم ادع بهذا الدعاء و هو من أدعية علي بن الحسين (عليه السلام) أيضا ذكره الطوسي رحمه الله في مصباحيه اللهم أنت الله رب العالمين و أنت الله الرحمن الرحيم و أنت الله الدائب في غيره وصب و لا نصب لا تشغلك رحمتك عن عذابك و لا عذابك عن رحمتك خفيت من غير موت و ظهرت فلا شي‏ء فوقك و تقدست في علوك و ترديت بالكبرياء في الأرض و في السماء و قويت في سلطانك و دنوت من كل شي‏ء في ارتفاعك و خلقت الخلق بقدرتك و قدرت الأمور بعلمك و قسمت الأرزاق بعدلك و نفذ في كل شي‏ء علمك و حارت الأبصار دونك و قصر دونك طرف كل طارف و كلت الألسن عن صفاتك و غشي بصر كل ناظر نورك و ملأت بعظمتك أركان عرشك و ابتدأت الخلق على غير مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شي‏ء منه و لم تشارك في خلقك و لم تستعن بأحد في شي‏ء من أمرك و لطفت في عظمتك و انقاد لعظمتك كل شي‏ء و ذل لعزك كل شي‏ء أثني عليك يا سيدي و ما عسى أن يبلغ في مدحك ثنائي مع قلة عملي و قصر رأيي و أنت يا رب الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرب و أنا العبد و أنت الغني و أنا الفقير و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الغفور و أنا الخاطئ و أنت الحي الذي لا يموت و أنا خلق أموت يا من خلق الخلق و دبر الأمور فلم يقايس شيئا بشي‏ء من خلقه و لم يستعن على خلقه بغيره ثم أمضى الأمور على قضائه و أجلها إلى أجل قضى فيها بعدله و عدل فيها بفصله و فصل فيها بحكمه و حكم فيها بعدله و علمها بحفظه ثم جعل منتهاها إلى مشيته و مستقرها إلى محبته و مواقيتها إلى قضائه لا مبدل لكلماته و لا معقب لحكمه و لا راد لفضله و لا مستزاح عن أمره و لا محيص لقدره و لا خلف لوعده و لا متخلف عن دعوته و لا يعجزه شي‏ء طلبه و لا يمتنع منه أحد أراده و لا يعظم عليه شي‏ء فعله و لا يكبر عليه شي‏ء صنعه و لا يزيد في سلطانه طاعة مطيع و لا تنقصه معصية عاص و لا يبدل القول لديه و لا يشرك في حكمه أحدا الذي ملك الملوك بقدرته و استعبد الأرباب بعزه و ساد العظماء بجوده و علا السادة بمجده و انهدت الملوك لهيبته و علا أهل السلطان بسلطانه و ربوبيته و أباد الجبابرة بقهره و أذل العظماء بعزه و أسس الأمور بقدرته و بنى المعالي بسؤدده و تمجد بفخره و فخر بعزه و عز بجبروته و وسع كل شي‏ء برحمته إياك أدعو و إياك أسأل و منك أطلب و إليك أرغب يا غاية المستضعفين و يا صريخ المستصرخين و معتمد المضطهدين و منجى المؤمنين و مثيب الصابرين و عصمة الصالحين و حرز العارفين و أمان الخائفين و ظهر اللاجئين و جار المستجيرين و طلب الغادرين و مدرك الهاربين و أرحم الراحمين و خير الناصرين و خير الفاصلين و خير الغافرين و أحكم الحاكمين و أسرع الحاسبين لا يمتنع من بطشه و لا ينتصر من عاقبه

 و لا يحتال لكيده و لا يدرك علمه و لا يدرأ ملكه و لا يقهر عزه و لا يذل استكباره و لا يبلغ جبروته و لا تصغر عظمته و لا يضمحل فخره و لا يتضعضع ركنه و لا ترام قوته المحصي لبريته الحافظ أعمال خلقه لا ضد له و لا ند له و لا ولد له و لا صاحبة له و لا سمي له و لا قريب له و لا كفؤ له و لا شبيه له و لا نظير له و لا مبدل لكلماته و لا يبلغ مبلغه و لا يقدر شي‏ء قدرته و لا يدرك شي‏ء أثره و لا ينزل شي‏ء منزلته و لا يدرك شي‏ء أحرزه و لا يحول دونه شي‏ء بنى السماوات فأتقنهن و ما فيهن بعظمته و دبر أمره فيهن بحكمته فكان هو كما هو أهله لا بأولية قبله و لا بآخرية بعده و كان كما ينبغي له يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى يعلم السر و العلانية و لا تخفى عليه خافية و ليس لنقمته واقية يبطش البطشة الكبرى و لا تحصن منه القصور و لا تجن منه الستور و لا تكن منه الخدور و لا تواري منه البحور و هو على كل شي‏ء قدير و هو بكل شي‏ء عليم يعلم هماهم الأنفس و ما تخفي الصدور و وساوسها و نيات القلوب و نطق الألسن و رجع الشفاه و بطش الأيدي و نقل الأقدام و خائنة الأعين و السر و أخفى و النجوى و ما تحت الثرى و لا يشغله شي‏ء عن شي‏ء و لا يفرط في شي‏ء و لا ينسى شيئا لشي‏ء أسألك يا من عظم صفحه و حسن صنعه و كرم عفوه و كثرت نعمه و لا يحصى إحسانه و جميل بلائه أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي حوائجي التي أفضيت بها إليك و قمت بها بين يديك و أنزلتها بك و شكوتها إليك مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني به و تقصيري فيما نهيتني عنه يا نوري في كل ظلمة و يا أنسي في كل وحشة و يا ثقتي في كل شديدة و يا رجائي في كل نعمة و يا دليلي في الظلام أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع لا يضل من هديت و لا يذل من واليت أنعمت علي فأسبغت و رزقتني فوفرت و وعدتني فأحسنت و أعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بعمل مني و لكن ابتداء منك بكرمك و جودك فأنفقت نعمتك في معاصيك و تقويت برزقك على سخطك و أفنيت عمري فيما لا تحب فلم تمنعك جرأتي عليك و ركوبي ما نهيتني عنه و دخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك و لم يمنعني عودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك فأنت العائد بالفضل و أنا العائد في المعاصي و أنت يا سيدي خير الموالي لعبيده و أنا شر العبيد أدعوك فتجيبني و أسألك فتعطيني و أسكت عنك فتبتدئني و أستزيدك

 فتزيدني فبئس العبد أنا لك يا سيدي و مولاي أنا الذي لم أزل أسي‏ء و تغفر لي و لم أزل أتعرض للبلاء و تعافيني و لم أزل أتعرض للهلكة و تنجيني و لم أزل أضيع في الليل و النهار في تقلبي فتحفظني فرفعت خسيستي و أقلت عثرتي و سترت عورتي و لم تفضحني بسريرتي و لم تنكس برأسي عند إخواني بل سترت علي القبائح العظام و الفضائح الكبار و أظهرت حسناتي القليلة الصغار منا منك و تفضلا و إحسانا و إنعاما و اصطناعا ثم أمرتني فلم آتمر و زجرتني فلم أنزجر و لم أشكر نعمتك و لم أقبل نصيحتك و لم أؤد حقك و لم أترك معاصيك بل عصيتك بعيني و لو شئت أعميتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بسمعي و لو شئت أصممتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بيدي و لو شئت لكنعتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك برجلي و لو شئت جذمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بفرجي و لو شئت عقمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بجميع جوارحي و لم يك هذا جزاؤك مني فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقر بذنبي الخاضع لك بذلي المستكين لك بجرمي مقر لك بجنايتي متضرع إليك راج لك في موقفي تائب إليك من ذنوبي و من اقترافي و مستغفر لك من ظلمي لنفسي راغب إليك في فكاك رقبتي من النار مبتهل إليك في العفو عن المعاصي طالب إليك أن تنجح لي حوائجي و تعطيني فوق رغبتي و أن تسمع ندائي و تستجيب دعائي و ترحم تضرعي و شكواي و كذلك العبد الخاطئ يخضع لسيده و يتخشع لمولاه بالذل يا أكرم من أقر له بالذنوب و أكرم من خضع له و خشع ما أنت صانع بمقر لك بذنبه خاشع لك بذله فإن كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن تقبل علي بوجهك و تنشر علي رحمتك و تنزل علي شيئا من بركاتك أو ترفع لي إليك صوتا أو تغفر لي ذنبا أو تتجاوز لي عن خطيئة فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك و عز جلالك متوجه إليك و متوسل إليك و متقرب إليك بنبيك صلى الله عليه و آله أحب خلقك إليك و أكرمهم لديك و أولاهم بك و أطوعهم لك و أعظمهم منك منزلة و عندك مكانا و بعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين الذين افترضت طاعتهم و أمرت بمودتهم و جعلتهم ولاة الأمر بعد نبيك صلى الله عليه و آله يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل قد بلغ مجهودي فهب لي نفسي الساعة الساعة برحمتك اللهم لا قوة لي على سخطك و لا صبر لي على عذابك و لا غنى لي عن رحمتك تجد من تعذب غيري و لا أجد من يرحمني غيرك و لا قوة لي على البلاء و لا طاقة لي على الجهد أسألك بحق محمد نبيك صلى الله عليه و آله و أتوسل إليك بالأئمة عليهم السلام الذين اخترتهم لسرك و أطلعتهم على خفيك و اخترتهم بعلمك

و طهرتهم و أخلصتهم و اصطفيتهم و أصفيتهم و جعلتهم هداة مهديين و ائتمنتهم على وحيك و عصمتهم عن معاصيك و رضيتهم لخلقك و خصصتهم بعلمك و اجتبيتهم و جعلتهم حججا على خلقك و أمرت بطاعتهم و لم ترخص لأحد في معصيتهم و فرضت طاعتهم على من برأت و أتوسل إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار وفدك اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحم صراخي و اعترافي بذنبي و تضرعي و ارحم طرحي رحلي بفنائك و ارحم مسيري إليك يا أكرم من سئل يا عظيما يرجى لكل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر العظيم إلا العظيم اللهم إني أسألك فكاك رقبتي من النار يا رب المؤمنين لا تقطع رجائي يا منان من علي بالرحمة يا أرحم الراحمين يا من لا يخيب سائله لا تردني يا عفو اعف عني يا تواب تب علي و اقبل توبتي يا مولاي حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النار اللهم بلغ روح محمد و آل محمد عني تحية و سلاما و بهم اليوم فاستنقذني يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو يا من يعفو يا من رضي العفو يا من يثيب على العفو العفو العفو تقولها عشرين مرة أسألك اليوم العفو و أسألك من كل خير أحاط به علمك هذا مكان البائس الفقير هذا مكان المضطر إلى رحمتك هذا مكان المستجير بعفوك من عقوبتك هذا مكان العائذ بك منك أعوذ برضاك من سخطك و من فجاءة نقتمك يا أملي يا رجائي يا خير مستغاث يا أجود المعطين يا من سبقت رحمته غضبه يا سيدي و مولاي و ثقتي و معتمدي و رجائي و يا ذخري و ظهري و عدتي و غاية أملي و رغبتي يا غياثي يا وارثي ما أنت صانع بي في هذا اليوم الذي فزعت فيه إليك الأصوات أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقلبني فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه و استجبت دعاءه و قبلته و أجزلت حباءه و غفرت ذنوبه و أكرمته و لم تستبدل به سواه و شرفت مقامه و باهيت به من هو خير منه و قلبته بكل حوائجه و أحييته بعد الممات حياة طيبة و ختمت له بالمغفرة و ألحقته

 بمن تولاه اللهم إن لكل وافد جائزة و لكل زائر كرامة و لكل سائل لك عطية و لكل راج لك ثوابا و لكل ملتمس ما عندك جزاء و لكل راغب إليك هبة و لكل من فزع إليك رحمة و لكل من رغب فيك زلفى و لكل متضرع إليك إجابة و لكل مستكين إليك رأفة و لكل نازل بك حفظا و لكل متوسل عفوا و قد وفدت إليك و وقفت بين يديك في هذا الموضع الذي شرفته رجاء لما عندك و رغبة إليك فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك و أكرمني بالجنة و من علي بالمغفرة و جملني بالعافية و أجرني من النار و أوسع علي من رزقك الحلال الطيب و ادرأ عني شر فسقة العرب و العجم و شر شياطين الإنس و الجن اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تردني خائبا و سلمني ما بيني و بين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك و اسقني من حوضهم مشربا رويا لا أظمأ بعده أبدا و احشرني في زمرتهم و توفني في حزبهم و عرفني وجوههم في رضوانك و الجنة فإني رضيت بهم هداة يا كافي كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء صل على محمد و آل محمد و اكفني شر ما أحذر و شر ما لا أحذر و لا تكلني إلى أحد سواك و بارك لي فيما رزقتني و لا تستبدل بي غيري و لا تكلني إلى أحد من خلقك و لا إلى رأيي فتعجزني و لا إلى الدنيا فتلفظني و لا إلى قريب و لا بعيد تفرد بالصنع لي يا سيدي و مولاي اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك في هذا اليوم تطول علي فيه بالرحمة و المغفرة اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة و رب كل حرم و مشعر عظمت قدره و شرفته و بالبيت الحرام و بالحل و الإحرام و الركن و المقام صل على محمد و آل محمد و أنجح لي كل حاجة مما فيه صلاح ديني و دنياي و آخرتي و اغفر لي و لوالدي و من ولدني من المسلمين و ارحمهما كما ربياني صغيرا و أجزهما عني خير الجزاء و عرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما فإنهما قد سبقاني إلى الغاية و خلفتني بعدهما فشفعني في نفسي و فيهما و في جميع أسلافي من المؤمنين في هذا اليوم يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج عن آل محمد و اجعلهم أئمة يهدون بالحق و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و أنجز لهم ما وعدتهم و بلغني فتح آل محمد و اكفني كل هول دونه ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدر الآجال يا مقسم الأرزاق افسح لي في عمري و ابسط لي في رزقي اللهم صل على محمد و آل محمد و أصلح لنا إمامنا و استصلحه و أصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه و اجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك اللهم املأ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و أراملهم و مساكينهم و اجعلني من خيار مواليه و شيعته أشدهم له حبا و أطوعهم له طوعا و أنفذهم لأمره و أسرعهم إلى مرضاته و أقبلهم لقوله و أقومهم بأمره و ارزقني الشهادة بين يديه حتى ألقاك و أنت عني راض اللهم إني خلفت الأهل و الولد و ما خولتني و خرجت إليك و إلى هذا الموضع الذي شرفته رجاء ما عندك و رغبة إليك و وكلت ما خلفت إليك فأحسن علي فيهم الخلف فإنك ولي ذلك من خلقك لا إله إلا الله الحليم الكريم إلى آخر كلمات الفرج و قد مر ذكرها في أول الكتاب

ثم ادع بدعاء الحسين (عليه السلام) و هو الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع و لا لعطائه مانع و لا كصنعه صنع صانع و هو الجواد الواسع فطر أجناس البدائع و أتقن بحكمته الصنائع و لا تخفى عليه الطلائع و لا تضيع عنده الودائع جازى كل صانع و رائش كل قانع و راحم كل ضارع منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع و هو للدعوات سامع و للكربات دافع و للدرجات رافع و للجبابرة قامع فلا إله غيره و لا شي‏ء يعدله و ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير اللطيف الخبير و هو على كل شي‏ء قدير اللهم إني أرغب إليك و أشهد بالربوبية لك مقر بأنك ربي و إليك مردي ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا خلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمنا لريب المنون و اختلاف الدهور و السنين فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم من الأيام الماضية و القرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي و لطفك لي و إحسانك إلي في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك و كذبوا رسلك لكنك أخرجتني للذي سبق لي من الهدى الذي له يسرتني و فيه أنشأتني و من قبل ذلك رأفة بي بجميل صنعك و سوابغ نعمك فابتدعت خلقي من مني يمنى و أسكنتني في ظلمات ثلاث من بين لحم و دم و جلد لم تشهدني خلقي و لم تجعل لي شيئا من أمري ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى الدنيا تاما سويا و حفظتني في المهد طفلا صبيا من الغذاء لبنا مريا و عطفت على قلوب الحواضن و كفلتني الأمهات الرواحم و كلأتني من طوارق الجان و سلمتني من الزيادة و النقصان فتعاليت يا رحيم يا رحمان حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام و أتممت علي سوابغ الإنعام و ربيتني زايدا في كل عام حتى إذا اكتملت فطرتي و اعتدلت مرتي أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك و روعتني بعجائب حكمتك و أيقظتني لما ذرأت في سمائك و أرضك من بدائع خلقك و نبهتني لشكرك و ذكرك و أوجبت علي طاعتك و عبادتك و فهمتني ما جاءت به رسلك و يسرت لي تقبل مرضاتك و مننت علي في جميع ذلك بعونك و لطفك ثم إذ خلقتني من حر الثرى لم ترض لي يا إلهي نعمة دون أخرى و رزقتني من أنواع المعاش و صنوف الرياش بمنك العظيم الأعظم علي و إحسانك القديم إلي حتى إذا أتممت علي جميع النعم و صرفت عني كل النقم لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك أن دللتني إلى ما يقربني إليك و وفقتني لما يزلفني لديك فإن دعوتك أجبتني و إن سألتك أعطيتني و إن أطعتك شكرتني و إن شكرتك زدتني كل ذلك إكمال لأنعمك علي و إحسانك إلي فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد تقدست أسماؤك و عظمت آلاؤك فأي نعمك يا إلهي أحصي عددا و ذكرا أم أي عطاياك أقوم بها شكرا و هي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت و درأت عني اللهم من الضر و الضراء أكثر مما ظهر لي من العافية و السراء فأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي و باطن مكنون ضميري و علائق مجاري نور بصري و أسارير صفحة جبيني و خرق مسارب نفسي و خذاريف مارن عرنيني و مسارب سماخ سمعي و ما ضمت و أطبقت عليه شفتاي و حركات لفظ لساني و مغرز حنك فمي و فكي و منابت أضراسي و مساغ مطعمي و مشربي و حمالة أم رأسي و بلوغ فارغ حبائل عنقي و ما اشتمل عليه تامور صدري و حمائل حبل وتيني و نياط حجاب قلبي و أفلاذ حواشي كبدي و ما حوته شراسيف أضلاعي و حقاق مفاصلي و قبض عواملي و أطراف أناملي و لحمي و دمي و شعري و بشري و عصبي و قصبي و عظامي و مخي و عروقي و جميع جوارحي و ما انتسج على ذلك أيام رضاعي و ما أقلت الأرض مني و نومي و يقظتي و سكوني و حركات ركوعي و سجودي أن لو حاولت و اجتهدت مدى الأعصار و الأحقاب لو عمرتها أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك إلا بمنك الموجب علي به شكرك أبدا جديدا و ثناء طارفا عتيدا أجل و لو حرصت أنا و العادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك سالفه و آنفه ما حصرناه عددا و لا أحصيناه أمدا هيهات أنى ذلك و أنت المخبر في كتابك الناطق و النبإ الصادق

  وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها صدق كتابك اللهم و أنبياؤك و رسلك ما أنزلت عليها من وحيك و شرعت لها و بها من دينك غير أني يا إلهي أشهد بجهدي و جدي و مبلغ طاقتي و وسعي

و أقول مؤمنا موقنا الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا و لم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع و لا ولي من الذل فيرفده فيما صنع فسبحانه سبحانه لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا و تفطرتا سبحان الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعادل حمد ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و صلى الله على خيرته محمد خاتم النبيين و آله الطيبين الطاهرين المخلصين و سلم ثم اندفع (عليه السلام) في المسألة و اجتهد في الدعاء و قال و عيناه تكفان دموعا اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك و أسعدني بتقواك و لا تشقني بمعصيتك و خر لي في قضائك و بارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت اللهم اجعل غنائي في نفسي و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و النور في بصري و البصيرة في ديني و متعني بجوارحي و اجعل سمعي و بصري الوارثين مني و انصرني على من ظلمني و أرني فيه ثاري و مآربي و أقر بذلك عيني اللهم اكشف كربتي و استر عورتي و اغفر لي خطيئتي و اخسأ شيطاني و فك رهاني و اجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة و الأولى اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا و لك الحمد كما خلقتني فجعلتني خلقا سويا رحمة بي و قد كنت عن خلقي غنيا رب بما برأتني فعدلت فطرتي رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي رب بما أحسنت إلي و في نفسي عافيتني رب بما كلأتني و وفقتني رب بما أنعمت علي فهديتني رب بما أوليتني و من كل خير أعطيتني رب بما أطعمتني و سقيتني رب بما أغنيتني و أقنيتني رب بما أعنتني و أعززتني رب بما ألبستني من سترك الصافي و يسرت لي من صنعك الكافي صل على محمد و آل محمد و أعني على بوائق الدهور و صروف الليالي و الأيام و نجني من أهوال الدنيا و كربات الآخرة و اكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض اللهم ما أخاف فاكفني و ما أحذر فقني و في نفسي و ديني فاحرسني و في سفري فاحفظني و في أهلي و مالي فاخلفني و فيما رزقتني فبارك لي و في نفسي فذللني و في أعين الناس فعظمني و من شر الجن و الإنس فسلمني و بذنوبي فلا تفضحني و بسريرتي فلا تخزني و بعملي فلا تبتلني و نعمك فلا تسلبني ]تبسلني[ و إلى غيرك فلا تكلني إلهي إلى من

 تكلني إلى قريب فيقطعني أم إلى بعيد فيتجهمني أم إلى المستضعفين لي و أنت ربي و مليك أمري أشكو إليك غربتي و بعد داري و هواني على من ملكته أمري إلهي فلا تحلل على غضبك فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالي سبحانك غير أن عافيتك أوسع لي فأسألك يا رب بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض و السماوات و كشفت به الظلمات و صلح به أمر الأولين و الآخرين أن لا تميتني على غضبك و لا تنزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى قبل ذلك لا إله إلا أنت رب البلد الحرام و المشعر الحرام و البيت العتيق الذي أحللته البركة و جعلته للناس أمنا يا من عفا عن عظيم الذنوب بحلمه يا من أسبغ النعماء بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه يا عدتي في شدتي يا صاحبي في وحدتي يا غياثي في كربتي يا وليي في نعمتي يا إلهي و إله آبائي إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و رب محمد خاتم النبيين و آله المنتجبين منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و منزل كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها و تضيق بي الأرض برحبها و لو لا رحمتك لكنت من الهالكين و أنت مقيل عثرتي و لو لا سترك إياي لكنت من المفضوحين و أنت مؤيدي بالنصر على أعدائي و لو لا نصرك إياي لكنت من المغلوبين يا من خص نفسه بالسمو و الرفعة فأولياؤه بعزه يعتزون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و غيب ما تأتي به الأزمنة و الدهور يا من لا يعلم كيف هو إلا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو يا من كبس الأرض على الماء و سد الهواء بالسماء يا من له أكرم الأسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر و مخرجه من الجب و جاعله بعد العبودية ملكا يا راده على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم يا كاشف الضر و البلوى عن أيوب و ممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه و فناء عمره يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى و لم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم و جعل فرعون و جنوده من المغرقين يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته يا من لم يجعل على من عصاه من خلقه يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود و قد غدوا في نعمته يأكلون رزقه و يعبدون غيره و قد حادوه و نادوه و كذبوا رسله يا الله يا الله يا بدي‏ء يا بديع

 لا ند لك يا دائم لا نفاد لك يا حي حين لا حي يا محيي الموتى يا من هو قائم على كل نفس بما كسبت يا من قل له شكري فلم يحرمني و عظمت خطيئتي فلم يفضحني و رآني على المعاصي فلم يشهرني يا من حفظني في صغري يا من رزقني في كبري يا من أياديه عندي لا تحصى و نعمه لا تجازى يا من عارضني بالخير و الإحسان و عارضته بالإساءة و العصيان يا من هداني للإيمان من قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا فشفاني و عريانا فكساني و جائعا فأشبعني و عطشانا فأرواني و ذليلا فأعزني و جاهلا فعرفني و وحيدا فكثرني و غائبا فردني و مقيلا فأغناني و منتصرا فنصرني و غنيا فلم يسلبني و أمسكت عن جميع ذلك فابتدأني فلك الحمد و الشكر يا من أقال عثرتي و نفس كربتي و أجاب دعوتي و ستر عورتي و غفر ذنوبي و بلغني طلبتي و نصرني على عدوي و إن أعد نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها يا مولاي أنت الذي أنعمت أنت الذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي وفقت أنت الذي أعطيت أنت الذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الذي هديت أنت الذي عصمت أنت الذي سترت أنت الذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الذي عضدت أنت الذي أيدت أنت الذي نصرت أنت الذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي أكرمت تباركت و تعاليت فلك الحمد دائما و لك الشكر واصبا أبدا ثم أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي أنا الذي أسأت أنا الذي أخطأت أنا الذي هممت أنا الذي جهلت أنا الذي غفلت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت أنا الذي تعمدت أنا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت أنا الذي اعترفت بنعمتك علي و عندي و أبوء بذنوبي فاغفرها لي يا من لا تضره ذنوب عباده و هو الغني عن طاعتهم و الموفق من عمل صالحا منهم بمعونته و رحمته فلك الحمد إلهي و سيدي إلهي أمرتني فعصيتك و نهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة لي فأعتذر و لا ذا قوة فأنتصر فبأي شي‏ء أستقبلك يا مولاي أ بسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي أ ليس كلها نعمك عندي و بكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة و السبيل علي يا من سترني من الآباء و الأمهات أن يزجروني و من العشائر و الإخوان أن يعيروني و من السلاطين أن يعاقبوني و لو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه

 مني إذا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوة فأنتصر و لا ذو حجة فأحتج بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوءا و ما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني كيف و أنى ذلك و جوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت يقينا غير ذي شك إنك سائلي عن عظائم الأمور و إنك الحكم العدل الذي لا تجور و عدلك مهلكي و من كل عدلك مهربي فإن تعذبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجتك علي و إن تعف عني فبحلمك و جودك و كرمك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الخائفين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراغبين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المسبحين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المكبرين لا إله إلا أنت سبحانك ربي و رب آبائي الأولين اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا و إخلاصي لذكرك موحدا و إقراري بآلائك معددا و إن كنت مقرا إني لم أحصها لكثرتها و سبوغها و تظاهرها و تقادمها إلى حادث ما لم تزل تتعهدني به معها منذ خلقتني و برأتني من أول العمر من الإغناء من الفقر و كشف الضر و تسبيب اليسر و دفع العسر و تفريج الكرب و العافية في البدن و السلامة في الدين و لو رفدني على قدر ذكر نعمتك جميع العالمين من الأولين و الآخرين ما قدرت و لا هم على ذلك تقدست و تعاليت من رب كريم عظيم رحيم لا تحصى آلاؤك و لا يبلغ ثناؤك و لا تكافي نعماؤك صل على محمد و آل محمد و أتمم علينا نعمك و أسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلا أنت اللهم إنك تجيب المضطر و تكشف السوء و تغيث المكروب و تشفي السقيم و تغني الفقير و تجبر الكسير و ترحم الصغير و تعين الكبير و ليس دونك ظهير و لا فوقك قدير و أنت العلي الكبير يا مطلق المكبل الأسير يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له و لا وزير

صل على محمد و آل محمد و أعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت و أنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها و آلاء تجددها و بلية تصرفها و كربة تكشفها و دعوة تسمعها و حسنة تتقبلها و سيئة تتغمدها إنك لطيف بما تشاء خبير و على كل شي‏ء قدير اللهم إنك أقرب من دعي و أسرع من أجاب و أكرم من عفا و أوسع من أعطى و أسمع من سئل يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ليس كمثلك مسئول و لا سواك مأمول دعوتك فأجبتني و سألتك فأعطيتني و رغبت إليك فرحمتني و وثقت بك فنجيتني و فزعت إليك فكفيتني اللهم فصل على محمد عبدك و رسولك و نبيك و على آله الطيبين الطاهرين أجمعين و تمم لنا نعماءك و هنئنا عطاءك و اكتبنا لك شاكرين و لآلائك ذاكرين آمين آمين رب العالمين اللهم يا من ملك فقدر و قدر فقهر و عصي فستر و استغفر فغفر يا غاية الطالبين و منتهى أمل الراجين يا من أحاط بكل شي‏ء علما و وسع المستقيلين رأفة و رحمة و حلما اللهم إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها و عظمتها بمحمد نبيك و رسولك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك البشير النذير السراج المنير الذي أنعمت به على المسلمين و جعلته رحمة للعالمين اللهم فصل على محمد و آل محمد كما محمد أهل لذلك منك يا عظيم فصل عليه و على آله المنتجبين الطاهرين أجمعين و تغمدنا بعفوك عنا فإليك عجت الأصوات بصنوف اللغات فاجعل لنا اللهم في هذه العشية نصيبا من كل خير تقسمه بين عبادك و نور تهدي به و رحمة تنشرها و بركة تنزلها و عافية تجللها و رزق تبسطه يا أرحم الراحمين اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين و لا تجعلنا من القانطين و لا تخلنا من رحمتك و لا تحرمنا ما نؤمله من فضلك و لا تجعلنا من رحمتك محرومين و لا لفضل ما نؤمله من عطائك قانطين و لا تردنا خائبين و لا من بابك مطرودين يا أجود الأجودين و أكرم الأكرمين إليك أقبلنا موقنين و لبيتك الحرام آمين قاصدين فأعنا على مناسكنا و أكمل لنا حجنا و اعف اللهم عنا و عافنا فقد مددنا إليك أيدينا فهي بذلة الاعتراف موسومة اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك و اكفنا ما استكفيناك فلا كافي لنا سواك و لا رب لنا غيرك نافذ فينا حكمك محيط بنا علمك عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير و اجعلنا من أهل الخير اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر و كريم الذخر و دوام اليسر و اغفر لنا ذنوبنا أجمعين و لا تهلكنا مع الهالكين و لا تصرف عنا رأفتك و رحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته و شكرك

 فزدته و تاب إليك فقبلته و تنصل إليك من ذنوبه كلها فغفرتها له يا ذا الجلال و الإكرام اللهم وفقنا و سددنا و اقبل تضرعنا يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون و لا لحظ العيون و لا ما استقر في المكنون و لا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ألا كل ذلك قد أحصاه علمك و وسعه حلمك سبحانك و تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا تسبح لك السماوات السبع و الأرضون و من فيهن و إن من شي‏ء إلا يسبح بحمدك فلك الحمد و المجد و علو الجد يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام و الأيادي الجسام و أنت الجواد الكريم الرءوف الرحيم اللهم أوسع علي من رزقك الحلال و عافني في بدني و ديني و آمن خوفي و أعتق رقبتي من النار اللهم لا تمكر بي و لا تستدرجني و لا تخدعني و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس قال بشر و بشير ثم رفع (عليه السلام) صوته و بصره إلى السماء و عيناه قاطرتان كأنها مزادتان و قال يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد السادة الميامين و أسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك فكاك رقبتي من النار لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك و لك الحمد و أنت على كل شي‏ء قدير يا رب يا رب قال بشر و بشير فلم يكن له (عليه السلام) جهد إلا قوله يا رب يا رب بعد هذا الدعاء و شغل من حضر ممن كان حوله و شهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم و أقبلوا على الاستماع له (عليه السلام) و التامين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ثم علت أصواتهم بالبكاء معه و غربت الشمس و أفاض (عليه السلام) و أفاض الناس معه

و ينبغي أن يقول هذا التسبيح بعد ذلك و ثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا

و هو سبحان الله قبل كل أحد و سبحان الله بعد كل أحد و سبحان الله مع كل أحد و سبحان الله يبقى ربنا و يفنى كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا قبل كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا بعد كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا مع كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا لربنا الباقي و يفنى كل أحد و سبحان الله تسبيحا لا يحصى و لا يدرى و لا ينسى و لا يبلى و لا يفنى و لا يكون له منتهى و سبحان الله تسبيحا يدوم بدوامه و يبقى ببقائه في سني العالمين و شهور الدهور و أيام الدنيا و ساعات الليل و النهار و سبحان الله أبدا الأبد و مع الأبد مما لا يحصيه العدد و لا يفنيه الأمد و لا يقطعه الأبد و تبارك الله أحسن الخالقين ثم قل و الحمد لله قبل كل أحد إلى آخره

كما مر في التسبيح غير أنك تبدل لفظ التسبيح بالتحميد و كذلك تقول لا إله إلا الله و الله أكبر و إن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين فإذا أصبحت و صليت العيد فادع بعدها بالدعاءين المذكورين في الصحيفة و هما بعد دعاء يوم عرفة يوم الغدير صومه كفارة ستين سنة و فضله لا يحصى و هو الثامن عشر من ذي الحجة و من سننه أن تغتسل و تصلي الصلاة التي ذكرناها في باب الصلوات فيه ثم قل بعد التسليم

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و حملة عرشك و سكان سماواتك و أرضك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المعبود فلا يعبد ]نعبد[ سواك فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا و أشهد أن محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك و أشهد أن أمير المؤمنين عبدك و مولانا ربنا سمعنا و أجبنا و صدقنا المنادي رسولك صلى الله عليه و آله إذ نادى بنداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك و حذرته و أنذرته إن لم يبلغ ما أمرته أن تسخط عليه و لما بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا عنك ألا من كنت مولاه فعلي مولاه و من كنت وليه فعلي وليه و من كنت نبيه فعلي أميره ربنا قد أجبنا داعيك النذير محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك إلى الهادي المهدي عبدك الذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني إسرائيل علي أمير المؤمنين و موليهم و وليهم ربنا و اتبعنا مولانا و ولينا و هادينا و داعينا و داعي الأنام و صراطك المستقيم و حجتك البيضاء و سبيلك الداعي إليك على بصيرة هو و من اتبعه و سبحان الله و تعالى عما يشركون و أشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فإنك قلت وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ اللهم فإنا نشهد بأنه عبدك و الهادي من بعد نبيك النذير المنذر و صراطك المستقيم و أمير المؤمنين عليه السلام و قائد الغر المحجلين و حجتك البالغة و لسانك المعبر عنك في خلقك و أنه القائم بالقسط في بريتك و ديان دينك و خازن علمك و أمينك المأمون المأخوذ ميثاقه و ميثاق رسولك من جميع خلقك و بريتك شاهدا بالإخلاص لك و الوحدانية بأنك أنت الله لا إله إلا أنت و أن محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك و أن عليا أمير المؤمنين جعلته و الإقرار بولايته تمام وحدانيتك و كمال دينك و تمام نعمتك على جميع خلقك و بريتك فقلت و قولك الحق الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فلك الحمد بموالاته و إتمام نعمتك علينا بالذي جددت من عهدك و ميثاقك و ذكرتنا ذلك و جعلتنا من أهل الإخلاص و التصديق بميثاقك و من أهل الوفاء بذلك و لم تجعلنا من أتباع المغيرين و المبدلين و المنحرفين و المبتكين آذان الأنعام و المغيرين خلق الله و من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله و صدهم عن السبيل و الصراط المستقيم اللهم العن الجاحدين و الناكثين و المغيرين و المكذبين بيوم الدين من الأولين و الآخرين اللهم فلك الحمد على إنعامك علينا بالهدى الذي هديتنا به إلى ولاة أمرك من بعد نبيك صلى الله عليه و آله الأئمة الهداة الراشدين و أعلام الهدى و منار القلوب و التقوى و العروة الوثقى و كمال دينك و تمام نعمتك و من بهم و بموالاتهم رضيت لنا الإسلام دينا ربنا فلك الحمد آمنا و صدقنا بمنك علينا بالرسول النذير المنذر والينا وليهم و عادينا عدوهم و برئنا من الجاحدين و المكذبين بيوم الدين اللهم فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو كل يوم في شأن إذ أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك المسئول عنهم عبادك فإنك قلت ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ و قلت و قولك الحق وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و مننت علينا بشهادة الإخلاص و بولاية أوليائك الهداة بعد النذير المنذر السراج المنير و أكملت لنا بهم الدين و أتممت علينا النعمة و جددت لنا عهدك و ذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في ابتداء خلقك إيانا و جعلتنا من أهل الإجابة و لم تنسنا ذكرك

فإنك قلت وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شهدنا بمنك و لطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا و محمد عبدك و رسولك نبينا و علي أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت به علينا و جعلته آية لنبيك صلى الله عليه و آله و آيتك الكبرى و النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و عنه مسئولون اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا به و ذكرتنا فيه عهدك و ميثاقك و أكملت ديننا و أتممت علينا نعمتك و جعلتنا بمنك من أهل الإجابة و البراءة من أعدائك و أعداء أوليائك المكذبين بيوم الدين فأسألك يا رب تمام ما أنعمت و أن تجعلنا من الموفين و لا تلحقنا بالمكذبين و اجعل لنا قدم صدق مع المتقين و اجعلنا مع المتقين إماما يوم تدعو كل أناس بإمامهم و احشرنا في زمرة أهل بيت نبيك الأئمة الصادقين و اجعلنا من البرءاء من الذين هم دعاة إلى النار و يوم القيامة هم من المقبوحين و أحينا على ذلك ما أحييتنا و اجعل لنا مع الرسول سبيلا و اجعل لنا قدم صدق في الهجرة اللهم و اجعل محيانا خير محيا ]المحيا[ و مماتنا خير الممات و منقلبنا خير المنقلب على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك حتى توفانا و أنت عنا راض قد أوجبت لنا جنتك برحمتك و المثوى في جوارك في دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب و لا يمسنا فيها لغوب ربنا اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد اللهم و احشرنا مع الأئمة الهداة من آل رسولك نؤمن بسرهم و علانيتهم و شاهدهم و غائبهم اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم و بالذي فضلتهم به على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالموافاة بعهدك الذي عهدته إلينا و الميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك و البراءة من أعدائك أن تتم علينا نعمتك و لا تجعله مستودعا و اجعله مستقرا و لا تسلبناه أبدا و لا تجعله مستعارا و ارزقنا مرافقة وليك الهادي المهدي إلى الهدى و تحت لوائه و في زمرته شهداء صادقين على بصيرة من دينك إنك على كل شي‏ء قدير ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا و الآخرة فإنها و الله مقضية

ثم ادع أيضا هذا الدعاء اللهم إني أسألك بحق محمد صلى الله عليه و آله نبيك و علي وليك و الشأن و القدر الذي اختصصتهما به دون خلقك أن تصلي عليهما و على ذريتهما و أن تبدأ بهما في كل خير عاجل اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة القادة و الدعاة السادة و النجوم الزاهرة و الأعلام الباهرة و ساسة العباد و أركان البلاد و الناقة المرسلة و السفينة الجارية في اللجج الغامرة اللهم صل على محمد و آل محمد خزان علمك و أركان توحيدك و دعائم دينك و معادن كرامتك و صفوتك من بريتك و خيرتك من خلقك الأتقياء النجباء الأبرار و الباب المبتلى به الناس من أتاه نجا و من أباه هوى اللهم صل على محمد و آل محمد أهل الذكر الذين أمرت بمسألتهم و ذوي القربى الذين أمرت بمودتهم و فرضت حقهم و جعلت الجنة معاد من اقتص آثارهم اللهم صل على محمد و آل محمد كما أمروا بطاعتك و نهوا عن معصيتك و دلوا عبادك على وحدانيتك اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك و نجيك و صفوتك و أمينك و رسولك إلى خلقك و بحق أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين الوصي الوفي الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم بين الحق و الباطل و الشاهد لك و الدال عليك و الصادع بأمرك و المجاهد في سبيلك لم تأخذه فيك لومة لائم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني في هذا اليوم الذي عقدت فيه لوليك العهد في أعناق خلقك و أكملت لهم الدين من العارفين بحقه و المقرين بفضله من عتقائك و طلقائك من النار و لا تشمت بي حاسدي النعم اللهم فكما جعلته عيدك الأكبر و سميته في السماء يوم العهد المعهود و في الأرض يوم الميثاق المأخوذ و الجمع المسئول صل على محمد و آل محمد و أقر به عيوننا و اجمع به شملنا و لا تضلنا بعد إذ هديتنا و اجعلنا لأنعمك من الشاكرين يا أرحم الراحمين الحمد لله الذي عرفنا فضل هذا اليوم و بصرنا حرمته و كرمنا به و شرفنا بمعرفته و هدانا بنوره يا رسول الله يا أمير المؤمنين عليكما و على عترتكما و محبيكما مني أفضل السلام ما بقي الليل و النهار و بكما أتوجه إلى الله ربي و ربكما في نجاح طلبتي و قضاء حوائجي و تيسير أموري اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تلعن من جحد حق هذا اليوم و أنكر حرمته فصد عن سبيلك لإطفاء نورك فأبى الله إلا أن يتم نوره اللهم فرج عن أهل بيت نبيك صلى الله عليهم و اكشف عنهم و بهم عن المؤمنين الكربات اللهم املأ الأرض بهم عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و أنجز لهم ما وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد ثم تسجد و تقول شكرا شكرا مائة مرة و تحمد الله مائة مرة و قل مائة مرة الحمد لله على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب الكريم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة على خير خلقه محمد و عترته الطاهرين

 و يستحب أن يقول الإخوان في هذا اليوم عند التقائهم

الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم و جعلنا من الموفين بعهده إلينا و ميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره و القوام بقسطه و لم يجعلنا من الجاحدين و المكذبين بيوم الدين

 و روى زياد بن محمد عن الصادق (عليه السلام) قال قلت للمسلمين عيد غير يوم الجمعة و الفطر و الأضحى قال نعم اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت و أي يوم هو فقال و ما تصنع بذلك اليوم و الأيام تدور و لكنه الثامن عشر من ذي الحجة ينبغي لكم أن تتقربوا إلى الله تعالى بالبر و الصوم و الصلاة و صلة الرحم و صلة الإخوان فإن الأنبياء كانوا إذ أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك و أمروا به

و يستحب في هذا اليوم زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) و سيأتي في باب الزيارات إن شاء الله تعالى اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجة صل فيه صلاة يوم الغدير و قد مرت في باب الصلوات و في هذا اليوم تصدق أمير المؤمنين بخاتمه و هو راكع و هذا اليوم بعينه هو يوم المباهلة على الأظهر قال ابن باقي رحمه الله و فضل يوم المباهلة كثير لا يحتمل ذكره هنا و يستحب فيه الغسل و أن تدعو بما روي عن الصادق (عليه السلام)

و هو اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه و كل بهائك بهي اللهم إني أسألك ببهائك كله اللهم إني أسألك من جلالك بأجله و كل جلالك جليل اللهم إني أسألك بجلالك كله اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله و كل جمالك جميل اللهم إني أسألك بجمالك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من عظمتك بأعظمها و كل عظمتك عظيمة اللهم إني أسألك بعظمتك كلها اللهم إني أسألك من نورك بأنوره و كل نورك نير اللهم إني أسألك بنورك كله اللهم إني أسألك من رحمتك بأوسعها و كل رحمتك واسعة اللهم إني أسألك برحمتك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من كمالك بأكمله و كل كمالك كامل اللهم إني أسألك بكمالك كله اللهم إني أسألك من كلماتك بأتمها و كل كلماتك تامة اللهم إني أسألك بكلماتك كلها اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها و كل أسمائك كبيرة اللهم إني أسألك بأسمائك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من عزتك بأعزها و كل عزتك عزيزة اللهم إني أسألك بعزتك كلها اللهم إني أسألك من مشيتك بأمضاها و كل مشيتك ماضية اللهم إني أسألك بمشيتك كلها اللهم إني أسألك بقدرتك التي استطلت بها على كل شي‏ء و كل قدرتك مستطيلة اللهم إني أسألك بقدرتك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من علمك بأنفذه و كل علمك نافذ اللهم إني أسألك بعلمك كله اللهم إني أسألك من قولك بأرضاه و كل قولك رضي اللهم إني أسألك بقولك كله اللهم إني أسألك من مسائلك بأحبها و كل مسائلك حبيبة اللهم إني أسألك بمسائلك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من شرفك بأشرفه و كل شرفك شريف اللهم إني أسألك بشرفك كله اللهم إني أسألك من سلطانك بأدومه و كل سلطانك دائم اللهم إني أسألك بسلطانك كله اللهم إني أسألك من ملكك بأفخره و كل ملكك فاخر اللهم إني أسألك بملكك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من علائك بأعلاه و كل علائك عال اللهم إني أسألك بعلائك كله اللهم إني أسألك من آياتك بأعجبها و كل آياتك عجيبة اللهم إني أسألك بآياتك كلها اللهم إني أسألك من منك بأقدمه و كل منك قديم اللهم إني أسألك بمنك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم و إني أسألك بما أنت فيه من الشئون و الجبروت اللهم إني أسألك بكل شأن و كل جبروت اللهم و إني أسألك بما تجيبني به حين أسألك يا الله يا لا إله إلا أنت أسألك ببهاء لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت أسألك بجلال لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من رزقك بأعمه و كل رزقك عام اللهم إني أسألك برزقك كله

اللهم إني أسألك من عطائك بأهنئه و كل عطائك هني‏ء اللهم إني أسألك بعطائك كله اللهم إني أسألك من خيرك بأعجله و كل خيرك عاجل اللهم إني أسألك بخيرك كله اللهم إني أسألك من فضلك بأفضله و كل فضلك فاضل اللهم إني أسألك بفضلك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم صل على محمد و آل محمد و ابعثني على الإيمان بك و التصديق برسولك عليه و آله السلام و الولاية لعلي بن أبي طالب و البراءة من عدوه و الائتمام بالأئمة من آل محمد عليهم السلام فإني رضيت بذلك يا رب اللهم صل على محمد عبدك و رسولك في الأولين و صل على محمد في الآخرين و صل على محمد في الملأ الأعلى و صل على محمد في المرسلين اللهم أعط محمدا صلى الله عليه و آله الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة اللهم صل على محمد و آل محمد و قنعني بما رزقتني و بارك لي فيما أعطيتني و احفظني في غيبتي و في كل غائب هو لي اللهم صل على محمد و آل محمد و ابعثني على الإيمان بك و التصديق برسولك اللهم صل على محمد و آل محمد و أسألك خير الخير رضوانك و الجنة و أعوذ بك من شر الشر سخطك و النار اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظني من كل مصيبة و من كل بلية و من كل عقوبة و من كل فتنة و من كل بلاء و من كل شر و من كل مكروه و من كل مصيبة و من كل آفة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة و في هذه الليلة و في هذا اليوم و في هذا الشهر و في هذه السنة اللهم صل على محمد و آل محمد و اقسم لي من كل سرور و من كل بهجة و من كل استقامة و من كل فرج و من كل عافية و من كل سلامة و من كل كرامة و من كل رزق واسع حلال طيب و من كل نعمة و من كل سعة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة و في هذه الليلة و في هذا اليوم و في هذا الشهر و في هذه السنة اللهم إن كانت ذنوبي أخلقت وجهي عندك و حالت بيني و بينك و غيرت حالي عندك فإني أسألك بنور وجهك الذي لا يطفأ و بوجه محمد حبيبك المصطفى و بوجه وليك علي المرتضى و بحق أوليائك الذين انتجبتهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ما مضى من ذنوبي و أن تعصمني فيما بقي من عمري و أعوذ بك اللهم أن أعود في شي‏ء من معاصيك أبدا ما أبقيتني و أنا لك مطيع و أنت عني راض و أن تختم لي عملي بأحسنه و تجعل لي ثوابه الجنة و أن تفعل بي ما أنت أهله يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة صل على محمد و آل محمد و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين

 و عن الكاظم (عليه السلام) صل يوم المباهلة ما أردت من الصلاة و كلما صليت ركعتين استغفرت الله تعالى بعقبهما سبعين مرة ثم تقوم قائما و تومي بطرفك في موضع سجودك و تقول و أنت على غسل الحمد لله رب العالمين الحمد لله فاطر السماوات و الأرض الحمد لله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض الحمد لله الذي خلق السماوات و الأرض و جعل الظلمات و النور الحمد لله الذي عرفني ما كنت به جاهلا و لو لا تعريفه إياي لكنت هالكا إذ قال و قوله الحق قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فبين لي القرابة فقال سبحانه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فبين لي أهل البيت بعد القرابة و قال تعالى مبينا عن الصادقين الذين أمرنا بالكون معهم و الرد إليهم بقوله سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فأوضح عنهم و أبان عن صفتهم بقوله جل ثناؤه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فلك الشكر يا رب و لك المن حيث هديتني و أرشدتني حتى لم يخف على الأهل و البيت و القرابة فعرفتني نساءهم و أولادهم و رجالهم اللهم إني أتقرب إليك بذلك المقام الذي لا يكون أعظم منه فضلا للمؤمنين و لا أكثر رحمة لهم بتعريفك إياهم شأنه و إبانتك فضل أهله الذين بهم أدحضت باطل أعدائك و ثبت بهم قواعد دينك و لو لا هذا المقام المحمود الذي أنقذتنا به و دللتنا على اتباع المحقين من أهل بيت نبيك الصادقين عنك الذين عصمتهم من لغو المقال و مدانس الأفعال لخصم أهل الإسلام و ظهرت كلمة أهل الإلحاد و فعل أولي العناد فلك الحمد و لك المن و لك الشكر على نعمائك و أياديك اللهم فصل على محمد و آل محمد الذين افترضت علينا طاعتهم و عقدت في رقابنا ولايتهم و أكرمتنا بمعرفتهم و شرفتنا باتباع آثارهم و ثبتنا بالقول الثابت الذي عرفوناه فأعنا على الأخذ بما بصروناه و أجز محمدا صلى الله عليه و آله عنا أفضل الجزاء بما نصح لخلقك و بذل وسعه في إبلاغ رسالتك و أخطر بنفسه في إقامة دينك و على أخيه و وصيه الهادي إلى دينه و القيم بسنته علي أمير المؤمنين و صل على الأئمة من أبنائه الصادقين الذين وصلت طاعتهم بطاعتك و أدخلنا بشفاعتهم دار كرامتك يا أرحم الراحمين اللهم هؤلاء أصحاب الكساء و العباء يوم المباهلة اجعلهم شفعاءنا أسألك بحق ذلك المقام المحمود و اليوم المشهود أن تغفر لي و تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم اللهم إني أشهد أن أرواحهم و طينتهم واحدة و هي الشجرة التي طاب أصلها و أغصانها و أوراقها اللهم ارحمنا بحقهم و أجرنا من مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة بولايتهم و أوردنا

 موارد الأمن من أهوال يوم القيامة بحبهم و إقرارنا بفضلهم و اتباعنا آثارهم و اهتدائنا بهداهم و اعتقادنا ما عرفوناه من توحيدك و وقفونا عليه من تعظيم شأنك و تقديس أسمائك و شكر آلائك و نفي الصفات أن تحلك و العلم أن يحيط بك و الوهم أن يقع عليك فإنك أقمتهم حججا على خلقك و دلائل على توحيدك و هداة تنبه عن أمرك و تهدي إلى دينك و توضح ما أشكل على عبادك و بابا للمعجزات التي يعجز عنها غيرك و بها تبين حجتك و تدعو إلى تعظيم السفير بينك و بين خلقك و أنت المتفضل عليهم حيث قربتهم من ملكوتك و اختصصتهم بسرك و اصطفيتهم لوحيك و أورثتهم غوامض تأويلك رحمة بخلقك و لطفا بعبادك و حنانا على بريتك و علما بما تنطوي عليه ضمائر أمنائك و ما يكون من شأن صفوتك و طهرتهم في منشئهم و مبتدئهم و حرستهم من نفث نافث إليهم و أريتهم برهانا من عرض نسولهم فاستجابوا لأمرك و شغلوا أنفسهم بطاعتك و ملئوا أجزاءهم من ذكرك و عمروا قلوبهم بتعظيم أمرك و جزءوا أوقاتهم فيما يرضيك و أخلوا دخائلهم من معاريض الخطرات الشاغلة عنك فجعلت قلوبهم مكامن لإرادتك و عقولهم مناصب لأمرك و نهيك و ألسنتهم تراجمة لسنتك ثم أكرمتهم بنورك حتى فضلتهم من بين أهل زمانهم و الأقربين إليهم فخصصتهم بوحيك و أنزلت إليهم كتابك و أمرتنا بالتمسك بهم و الرد إليهم و الاستنباط منهم اللهم إنا قد تمسكنا بكتابك و بعترة نبيك صلوات الله عليهم الذين أقمتهم لنا دليلا و علما و أمرتنا باتباعهم اللهم فإنا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون فما لنا من شافعين و لا صديق حميم و اجعلنا من الصادقين المصدقين لهم المطرءين لإمامهم الناظرين إلى شفاعتهم و لا تضلنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب آمين رب العالمين اللهم صل على محمد و ]على[ علي أخيه و صنوه أمير المؤمنين و قبلة العارفين و علم المهتدين و ثاني الخمسة الميامين الذين فخر بهم الروح الأمين و باهل الله بهم المباهلين فقال و هو أصدق القائلين فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ الآية ذلك الإمام المخصوص بمواخاته يوم الإخاء و الموثر بالقوت بعد ضر الطوى و من شكر الله سعيه في هل أتى و من شهد بفضله معادوه و أقر بمناقبه جاحدوه مولى الأنام و مكسر الأصنام و من لم تأخذه في الله لومة لائم صلى الله عليه و آله ما طلعت شمس النهار و أورقت الأشجار و على النجوم المشرقات من عترته و الحجج الواضحات من ذريته

و صلاة آخر يوم من ذي الحجة ركعتان و صلاة أول يوم من المحرم كذلك و قد مر ذكرهن في باب الصلوات

 

المحرم

هو آخر أشهر الحرم عظيم الحرمة في الجاهلية و الإسلام و في عاشره كان مقتل الحسين (عليه السلام) فزره فيه و حيث وصلنا إلى هذا المقام فلنذكر زيارات النبي و فاطمة و الأئمة ع و نبدأ بهذا الشهر لأنه أول السنة اصطلاحا و عليه بني سني الهجرة فنقول من عزم على السفر إلى الحج أو الزيارة فليقطع العلائق بينه و بين الخلائق و يخلص رقبته من جميع الحقوق ثم ينظر في أمر مخلفيه و من تجب عليه نفقته فيترك لهم من النفقة ما يكفيهم مقتصدا مدة غيبته ثم يوصي بوصية يذكر فيها ما يقربه إلى الله تعالى و يحسن وصيته و يسندها إلى من يثق به من المؤمنين فإذا عزم على الخروج فليختر يوما مرضيا له و يجمع أهله و يصلي ركعتين بمهما شاء فإذا سلم قال

اللهم إني أستودعك الساعة نفسي و أهلي و مالي و ذريتي و ديني و دنياي و آخرتي و خاتمة عملي اللهم احفظ الشاهد منا و الغائب اللهم احفظنا و احفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك اللهم لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من عافيتك و فضلك

فإذا خرج من داره قام على الباب تلقاء وجهه الذي يتوجه له و يقرأ الفاتحة أمامه و عن يمينه و يساره و آية الكرسي كذلك ثم يقول

اللهم احفظني و احفظ ما معي و سلمني و سلم ما معي و بلغني و بلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل يا أرحم الراحمين

ثم يقرأ الفاتحة و المعوذتين و التوحيد و آية الكرسي و القدر و آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى آخر السورة و أشرنا إليه قبل الخوض في أدعية الأيام و الليالي ثم يدعو بدعاء الفرج و هو لا إله إلا الله الحليم الكريم إلى آخر كلمات الفرج و قد مر ذكرها في أول الكتاب ثم قل

اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد و من كل شيطان مريد بسم الله دخلت و بسم الله خرجت اللهم إني أقدم بين يدي نسياني و عجلتي بسم الله و ما شاء الله في سفري هذا ذكرته أو نسيته اللهم أنت المستعان على الأمور كلها و أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل اللهم هون علينا سفرنا و اطو لنا الأرض و سيرنا فيها بطاعتك و طاعة رسولك اللهم أصلح لنا ظهرنا و بارك لنا فيما رزقتنا و قنا عذاب النار اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال اللهم أنت عضدي و ناصري اللهم اقطع عني بعده و مشقته و اصحبني فيه و اخلفني في أهلي بخير لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قل ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم آنس وحشتي و أعني على وحدتي و أد غيبتي و لا يخرج إلا متوضيا متحنكا قد تصدق بشي‏ء فإذا أراد الركوب بسمل و قال بسم الله و الله أكبر فإذا ركب قال الحمد لله الذي هدانا للإسلام و من علينا بمحمد صلى الله عليه و آله سبحان الذي سخر لنا هذا الآيتين و الحمد لله رب العالمين اللهم أنت الحامل على الظهر و المستعان على الأمر اللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى الخير بلاغا يبلغ إلى رحمتك و رضوانك و مغفرتك اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا حافظ غيرك اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت و لا يذهب بالسيئات إلا أنت و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإذا أشرف إلى منزل أو قرية أو بلد فليقل اللهم رب السماء و ما أظلت و رب الأرض و ما أقلت و رب الرياح و ما ذرت و رب الأنهار و ما جرت عرفنا خير هذه القرية و خير أهلها و أعذنا من شرها و شر أهلها إنك على كل شي‏ء قدير

و يستحب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و فاطمة و الأئمة ع في كل جمعة و الزيارة في المواسم المشهورة قصدا و قصد المشاهد الشريفة في رجب خصوصا مشهد الرضا (عليه السلام) فإنه من أفضل الأعمال زيارة عاشوراء من قرب أو بعد

 عن الباقر (عليه السلام) فمن أراد ذلك و كان بعيدا عنه (عليه السلام) فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطحا مرتفعا في داره و يومي إليه (عليه السلام) بالسلام و يجتهد في الدعاء على قاتله ثم يصل ركعتين و ليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ثم ليندب الحسين (عليه السلام) و يبكيه و يأمر من في داره بذلك ممن لا يتقيه و ليقم مع من حضره المصيبة بإظهار الجزع و ليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين (عليه السلام) فيقولون أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام) و جعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد ع فإذا أنت صليت الركعتين المذكورتين آنفا فكبر الله تعالى مائة مرة ثم أوم إليه (عليه السلام) و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا خيرة الله و ابن خيرته السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين و ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية و جلت و عظمت المصيبة بك علينا و على جميع أهل الإسلام و جلت و عظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات فلعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت و لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها و لعن الله أمة قتلتكم و لعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت إلى الله و إليكم منهم و من أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة و لعن الله آل زياد و آل مروان و لعن الله بني أمية قاطبة و لعن الله ابن مرجانة و لعن الله عمر بن سعد و لعن الله شمرا و لعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت و تنقبت لقتالك بأبي أنت و أمي لقد عظم مصابي بك فأسأل الله الذي أكرم مقامك و أكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا و الآخرة يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله و إلى رسوله و إلى أمير المؤمنين و إلى فاطمة و إلى الحسن و إليك بموالاتك و بالبراءة ممن أسس أساس ذلك و بنى عليه بنيانه و جرى في ظلمه و جوره عليكم و على أشياعكم برئت إلى الله و إليكم منهم و أتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم و موالاة وليكم و بالبراءة من أعدائكم و الناصبين لكم الحرب و بالبراءة من أشياعهم و أتباعهم إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم و ولي لمن والاكم و عدو لمن عاداكم فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم و رزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة و أن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا و الآخرة و أسأله أن يبلغني المقام المحمود الذي لكم عند الله و أن يرزقني طلب ثاركم مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم و أسأل الله بحقكم و بالشأن الذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطى مصابا بمصيبته يا لها مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيتها في الإسلام و في جميع السماوات و الأرض اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات و رحمة و مغفرة اللهم اجعل محياي محيا محمد و آل محمد و مماتي ممات محمد و آل محمد اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية و ابن آكلة

 الأكباد اللعين ابن اللعين على لسانك و لسان نبيك في كل موطن و موقف وقف فيه نبيك اللهم العن أبا سفيان و معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين و هذا يوم فرحت به آل زياد و آل مروان بقتلهم الحسين عليه السلام اللهم فضعف ]فضاعف[ عليهم اللعن منك و العذاب الأليم اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم و في موقفي هذا و أيام حياتي بالبراءة منهم و اللعنة عليهم و بالموالاة لنبيك و آل نبيك عليهم السلام ثم تقول مائة مرة اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد و آخر تابع له على ذلك اللهم العن العصابة الذين ]التي[ جاهدت الحسين عليه السلام و شايعت و بايعت و تابعت على قتله اللهم العنهم جميعا ثم تقول مائة مرة السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين عليهم السلام ثم تقول اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني و ابدأ به أولا ثم الثاني و ]ثم[ الثالث و ]ثم[ الرابع اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا و العن عبيد الله بن زياد و ابن مرجانة و عمر بن سعد و شمرا و آل أبي سفيان و آل زياد و آل مروان إلى يوم القيامة ثم اسجد و قل اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي اللهم ارزقني شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود و ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين و أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام

ثم صل ركعتي الزيارة و قل بعدهما اللهم إني لك صليت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك لأنه لا يجوز الصلاة و الركوع إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغهم عني أفضل السلام و التحية و اردد علي منهم السلام و التحية اللهم و هاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي و مولاي الحسين بن علي عليهما السلام اللهم صل على محمد و آله و تقبلهما مني و أجرني عليهما أفضل أملي و رجائي فيك و في وليك يا ولي المؤمنين ثم ادع بهذا الدعاء المروي عن الصادق عليه السلام و هو يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين يا كاشف كرب المكروبين يا غياث المستغيثين و يا صريخ المستصرخين و يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد و يا من يحول بين المرء و قلبه و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين و يا من هو الرحمن الرحيم على العرش استوى و يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور يا من لا تخفى عليه خافية يا من لا تشتبه عليه الأصوات و يا من لا تغلطه الحاجات و يا من لا يبرمه إلحاح الملحين يا مدرك كل فوت و يا جامع كل شمل و يا بارئ النفوس بعد الموت يا من هو كل يوم في شأن يا قاضي الحاجات يا منفس الكربات يا معطي السؤلات يا ولي الرغبات يا كافي المهمات يا من يكفي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء في السماوات و الأرض أسألك بحق محمد و علي و بحق فاطمة بنت نبيك و بحق الحسن و الحسين و التسعة من ولد الحسين عليهم السلام فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا و بهم أتوسل و بهم أتشفع إليك و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك و بالشأن الذي لهم عندك و بالقدر الذي لهم عندك و بالذي فضلتهم على العالمين و باسمك الذي جعلته عندهم و به خصصتهم دون العالمين و به أبنتهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي و تكفيني المهم من أموري و تقضي عني ديني و تجيرني من الفقر و تجبرني من الفاقة و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين و تكفيني هم من أخاف همه و عسر من أخاف عسره و حزونة من أخاف حزونته و شر ما ]من[ أخاف شره و مكر ما ]من[ أخاف مكره و بغي من أخاف بغيه و جور من أخاف جوره و سلطان من أخاف سلطانه و كيد من أخاف كيده و مقدرة من أخاف بلاء مقدرته علي و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة اللهم من أرادني فأرده و من كادني فكده و اصرف عني كيده و مكره و بأسه و أمانيه و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره و ببلاء لا تستره و بفاقة لا تسدها و بسقم لا تعافيه و بذل لا تعزه و بمسكنة لا تجبرها

اللهم اضرب بالذل نصب عينيه و أدخل عليه الفقر في منزله و العلة و السقم في بدنه حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه حتى تجعل ذلك شغلا شاغلا له عني و عن ذكري و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك فإنك الكافي لا كافي سواك و مفرج لا مفرج سواك و مغيث لا مغيث سواك و جار لا جار سواك و من كان جاره سواك و مغيثه سواك و مفزعه إلى سواك و مهربه و ملجأه إلى غيرك و منجاه من مخلوق غيرك فأنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجئي و منجاي فبك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع فأسألك يا الله يا الله يا الله فلك الحمد و لك الشكر و إليك المشتكى و أنت المستعان فأسألك يا الله يا الله يا الله بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك صلى الله عليه و آله همه و غمه و كربه و كفيته هول عدوه فاكشف عني كما كشفت عنه و فرج عني كما فرجت عنه و اكفني كما كفيته و اصرف عني هول ما أخاف هوله و مئونة ما أخاف مئونته و هم ما أخاف همه بلا مئونة على نفسي من ذلك و اصرفني بقضاء حوائجي و كفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي و دنياي يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد الله عليكما مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد من زيارتكما و لا فرق الله بيني و بينكما اللهم أحيني حياة محمد صلى الله عليه و آله و ذريته و أمتني مماتهم و توفني على ملتهم و احشرني في زمرتهم و لا تفرق بيني و بينهم طرفة عين أبدا في الدنيا و الآخرة يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد الله قصدتكما بقلبي زائرا و متوسلا إلى الله ربي و ربكما و متوجها إليه بكما و مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرفيع و الوسيلة أني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله فلا أخيب و لا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجيا مفلحا منجحا مستجابا بقضاء جميع حوائجي و تشفعا لي إلى الله انقلبت على ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله متوكلا على الله و أقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس لي وراء الله و وراءكم يا سادتي منتهى ما شاء ربي كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوة إلا بالله أستودعكم الله و لا جعله الله آخر العهد مني إليكما انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد الله يا سيدي و سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار واصل ذلك إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد انقلبت يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راجيا للإجابة غير آيس و لا قانط آئبا عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما و لا عن زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله يا سادتي رغبت إليكما و إلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا فلا خيبني الله ما رجوت و ما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب

ثم صل صلاة عاشوراء و هي أربع ركعات و قد مرت في باب الصلوات

 

شهر صفر

يستحب في العشرين منه زيارة الحسين عليه السلام و هي زيارة الأربعين تزوره عند ارتفاع النهار و هي مروية عن الصادق (عليه السلام) تقول السلام على ولي الله و حبيبه السلام على خليل الله و نجيبه السلام على صفي الله و ابن صفيه السلام على الحسين المظلوم الشهيد السلام على أسير الكربات و قتيل العبرات اللهم إني أشهد أنه وليك و ابن وليك و صفيك و ابن صفيك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة و حبوته بالسعادة و اجتبيته بطيب الولادة و جعلته سيدا من السادة و قائدا من القادة و ذائدا من الذادة و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدعاء و منح النصح و بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة و حيرة الضلالة و قد توازر عليه من غرته الدنيا و باع حظه بالأرذل الأدنى و شرى آخرته بالثمن الأوكس و تغطرس و تردى في هواه و أسخطك و أسخط نبيك و أطاع من عبادك أهل الشقاق و النفاق و حملة الأوزار المستوجبين للنار فجاهدهم فيك صابرا محتسبا حتى سفك في طاعتك دمه و استبيح حريمه اللهم فالعنهم لعنا وبيلا و عذبهم عذابا أليما السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الأوصياء أشهد أنك أمين الله و ابن أمينه عشت سعيدا و مضيت حميدا و مت فقيدا مظلوما شهيدا و أشهد أن الله منجز ما وعدك و مهلك من خذلك و معذب من قتلك و أشهد أنك وفيت بعهد الله و جاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين فلعن الله من قتلك و لعن الله من ظلمك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به اللهم إني أشهدك أني ولي لمن والاه و عدو لمن عاداه بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام الطاهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تكسك المدلهمات من ثيابها و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوكم صلوات الله عليكم و على أرواحكم و أجسامكم و شاهدكم و غائبكم و ظاهركم و باطنكم آمين رب العالمين ثم تصلي ركعتي الزيارة و تدعو بما أحببت

ثم زر علي بن الحسين (عليه السلام) و الشهداء و العباس بما سنذكره في زيارة عرفة إن شاء الله تعالى و هكذا تفعل في كل زيارة للحسين (عليه السلام) و لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة توفي سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فزره فيه و كانت في مثله من سنة خمسين و فات أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أما زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فستأتي إن شاء الله في شهر ربيع الأول فأما زيارة الحسن (عليه السلام) و الأئمة ع في البقيع فستأتي إن شاء الله تعالى بعدها

 

شهر ربيع الأول

زر فيه الحسين (عليه السلام) و كذا في كل شهر للرواية

 عن الصادق (عليه السلام) أن من زار قبر الحسين (عليه السلام) في كل شهر كان له ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر

زيارة مختصرة تعضد ما أشرنا إليه من زيارته (عليه السلام) في كل شهر من الشهور

 روي أن الصادق (عليه السلام) قال لسدير بن حكيم يا سدير أ تزور الحسين (عليه السلام) في كل يوم قال لا قال ما أجفاكم أ فتزوره في كل شهر قال لا قال أ فتزوره في كل سنة قلت قد يكون ذلك فقال ما أجفاكم بالحسين (عليه السلام) أ ما علمت أن لله تعالى ألف ألف ملك شعث غبر يبكونه و يزورونه و لا يفترون و ما عليك يا سدير أن تزور الحسين (عليه السلام) في كل يوم مرة قال فقلت جعلت فداك بيننا و بينه فراسخ كثيرة فقال لي اصعد فوق سطحك ثم التفت يمنة و يسرة ثم ارفع رأسك إلى السماء ثم تنحو نحو القبر و تقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك و رحمة الله و بركاته تكتب لك زورة و الزورة حجة و عمرة

قلت فلهذين الحديثين أوردنا في كتابنا هذا للحسين (عليه السلام) في أول كل شهر زيارة مفردة إلا أن يكون في الشهر زيارة موظفة فنكتفي بذكرها يوم السابع عشر منه قال الشيخ الطوسي رحمه الله في مصباحيه يوم السابع عشر منه كان مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل و هو يوم شريف عظيم البركة و في صومه فضل كثير و ثواب جزيل و هو أحد الأيام الأربعة

 فروي عنهم ع أنهم قالوا من صام يوم السابع عشر من شهر ربيع الأول كتب الله له صيام سنة

و يستحب فيه الصدقة و زيارة المشاهد انتهى كلامه رحمه الله

فإذا أردت زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاغتسل و كذا إذا أردت زيارة أحد من المعصومين ع و قل في أثناء غسلك ما ذكره الشهيد رحمه الله في نفليته و هو اللهم طهر قلبي و اشرح لي صدري و أجر على لساني مدحتك و الثناء عليك اللهم اجعله لي طهورا و شفاء و نورا إنك على كل شي‏ء قدير و تقول بعد الفراغ اللهم طهر قلبي و زك عملي و اجعل ما عندك خيرا لي اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين و يستحب أن تدعو بهذين الدعاءين في جميع الأغسال المستحبة ثم استأذن بهذا الاستئذان إن كانت الزيارة من قرب و كذا تستأذن به في مشاهد المعصومين ع فتقول اللهم إني وقفت على باب من أبواب بيوت نبيك صلواتك عليه و آله و قد منعت الناس أن يدخلوا إلا بإذنه فقلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ اللهم إني أعتقد حرمة نبيك صلى الله عليه و آله في غيبته كما أعتقدها في حضرته و أعلم أن رسولك و خلفاءك عليهم السلام أحياء عندك يرزقون يرون مقامي و يسمعون كلامي و يردون سلامي و أنك حجبت عن سمعي كلامهم و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم و أني أستأذنك يا رب أولا و أستأذن رسولك صلى الله عليه و آله ثانيا و أستأذن خليفتك الإمام المفروض على طاعته فلان ابن فلان و تسميه إن كانت الزيارة لغير النبي صلى الله عليه و آله و الملائكة الموكلين بهذه البقعة المباركة ثالثا أ أدخل يا رسول الله أ أدخل يا حجة الله أ أدخل يا ملائكة الله المقربين المقيمين في هذا المشهد فأذن لي يا مولاي في الدخول أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك فإن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل له فإن خشع قلبك و دمعت عينك فهو علامة الإذن ثم قبل العتبة و ادخل و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه و آله

اللهم اغفر لي و ارحمني و تب علي إنك أنت التواب الرحيم ثم قف عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و استقبل القبلة و قل ما ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله في متهجده أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أنك رسول الله و أنك محمد بن عبد الله و أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و جاهدت في سبيل الله و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين بالحكمة و الموعظة الحسنة و أديت الذي عليك من الحق و أنك قد رؤفت بالمؤمنين و غلظت على الكافرين فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك و الضلالة اللهم فاجعل صلواتك و صلاة ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصالحين و أهل السماوات و الأرضين و من سبح لك يا رب العالمين من الأولين و الآخرين على محمد عبدك و رسولك و نبيك و أمينك و نجيك و حبيبك و صفيك و خاصتك و صفوتك و خيرتك من خلقك اللهم أعطه الدرجة الرفيعة و آته الوسيلة من الجنة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون و الآخرون اللهم إنك قلت وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً و إني أتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي و إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك ليغفر لي ذنوبي و إن كانت لك حاجة فاجعل قبره (صلى الله عليه وآله وسلّم) خلف كتفيك و استقبل القبلة و ارفع يديك و سل حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى

زيارة أخرى له (صلى الله عليه وآله وسلّم) تقول إذا وقفت على ضريحه (صلى الله عليه وآله وسلّم) السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام على صاحب السكينة السلام على المدفون بالمدينة السلام على المنصور المؤيد السلام على أبي القاسم محمد

ثم قل ما روي عن الرضا (عليه السلام) في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا حجة الله أشهد أنك قد نصحت لأمتك و جاهدت في سبيل الله و عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته اللهم صل على محمد و آل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد

أخرى مروية عن الصادق (عليه السلام) تقول إذا وقفت على ضريحه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أسأل الله الذي اجتباك و اختارك و هداك و هدى بك أن يصلي عليك إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما

و تقول في وداعه (صلى الله عليه وآله وسلّم) اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما أشهد عليه في حياتي أن لا إله إلا أنت و أن محمدا عبدك و رسولك و أنك قد اخترته من خلقك ثم اخترت من أهل بيته الأئمة الطاهرين الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا فاحشرنا معهم و في زمرتهم و تحت لوائهم و لا تفرق بيننا و بينهم في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين

و تقول في زيارة حمزة (عليه السلام) و الشهداء بأحد السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار أنتم لنا فرط و إنا بكم لاحقون

ثم تأتي البقيع فزر به فاطمة ع و الأئمة الأربعة ع أما زيارة فاطمة ع فقل بعد أن تجعل القبر بين يديك السلام عليك يا بنت رسول الله السلام عليك يا بنت حبيب الله السلام عليك يا بنت خليل الله السلام عليك يا بنت خير خلق الله السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله و ملائكته و رسله السلام عليك يا بنت صفي الله السلام عليك يا بنت أمين الله السلام عليك يا بنت خير البرية السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين السلام عليك يا زوجة ولي الله و خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله السلام عليك يا أم الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة السلام عليك أيتها الرضية المرضية السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية السلام عليك أيتها التقية النقية السلام عليك أيتها المحدثة العليمة السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على روحك و بدنك أشهد أنك قد مضيت على بينة من ربك و أن من سرك فقد سر رسول الله صلى الله عليه و آله و من جفاك فقد جفا رسول الله و من قطعك فقد قطع رسول الله لأنك بضعة منه و روحه التي بين جنبيه أشهد الله و رسوله و ملائكته أني راض عمن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه متبرئ ممن تبرأت منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت مبغض لمن أبغضت محب لمن أحببت و كفى بالله شهيدا و حسيبا و جازيا و مثيبا ثم صل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و على الأئمة ع

زيارة أخرى لها ع قف بالروضة و قل السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة السلام عليك يا فاطمة يا سيدة نساء العالمين السلام عليك أيتها البتول الشهيدة لعن الله مانعك إرثك و رافعك عن حقك و الراد عليك قولك لعن الله أشياعهم و أتباعهم و ألحقهم بدرك الجحيم صلى الله عليك و على أبيك و بعلك و ولدك الأئمة الراشدين و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته

و أما زيارة الأئمة الأربعة و هم الحسن بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد (عليه السلام) فقل بعد أن تجعل القبر بين يديك و أنت على غسل السلام عليكم أئمة الهدى السلام عليكم أهل التقوى السلام عليكم الحجة على أهل الدنيا السلام عليكم القوام في البرية بالقسط السلام عليكم أهل الصفوة السلام عليكم أهل النجوى أشهد أنكم قد بلغتم و نصحتم و صبرتم في ذات الله و كذبتم و أسي‏ء إليكم فعفوتم و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهتدون و أن طاعتكم مفروضة و أن قولكم الصدق و أنكم دعوتم فلم تجابوا و أمرتم فلن تطاعوا و أنكم دعائم الدين و أركان الأرض لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب كل مطهر و ينقلكم من أرحام المطهرات لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء و لم تشرك فيكم فتن الأهواء طبتم و طاب منبتكم من بكم علينا ديان الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه و جعل صلاتنا عليكم رحمة لنا و كفارة لذنوبنا إذا اختاركم لنا و طيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم و كنا عنده مسمين بعلمكم معترفين بتصديقنا إياكم و هذا مقام من أسرف و أخطأ و استكان و أقر بما جنى و رجا بمقامه الخلاص و أن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى فكونوا لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذا رغب عنكم أهل الدنيا و اتخذوا آيات الله هزوا و استكبروا عنها يا من هو ذاكر لا يسهو و دائم لا يلهو و محيط بكل شي‏ء لك المن بما وفقتني و عرفتني من أئمتي عليهم السلام ما ثبتني عليه إذ صد عنهم عبادك و جحدوا معرفتهم و استخفوا بحقهم و مالوا إلى سواهم فكانت المنة لك و منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مذكورا مكتوبا و لا تحرمني ما رجوت و لا تخيبني فيما دعوت ثم ادع لنفسك بما أحببت و تقول في وداعهم (عليه السلام) السلام عليكم أئمة الهدى و رحمة الله و بركاته أستودعكم الله و أقرأ عليكم السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئتم به و دللتم عليه اللهم فاكتبنا مع الشاهدين و لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و السلام عليهم و رحمة الله و بركاته

زيارة أخرى للبقيع تقول السلام عليكم يا خزان علم الله و حفظة سره و تراجمة وحيه أتيتكم يا بني رسول الله عارفا بحقكم مستبصرا بشأنكم معاديا لأعدائكم مواليا لأوليائكم بأبي أنتم و أمي صلى الله على أرواحكم و أبدانكم اللهم إني أتولى آخرهم كما توليت أولهم و أبرأ من كل وليجة دونهم آمنت بالله و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى و كل ند يدعى من دون الله

 

ربيع الآخر

إذا زرت الحسين (عليه السلام) فيه فقل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين و خير الوصيين السلام عليك يا وارث أخيه الحسن الزكي الطاهر الرضي المرضي السلام عليك أيها الصديق السلام عليك أيها الرضي البار التقي السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام عليك و على الملائكة الحافين بك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت الملحدين و عبدت الله عز و جل حتى أتاك اليقين و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم استلم القبر و سلم عليه و قل السلام عليك يا حجة الله

 

جمادى الأولى

إذا زرت فيه الحسين (عليه السلام) فقل بعد تكبيرك أربعا و ثلاثين مرة السلام عليك يا وارث آدم فطرة الله السلام عليك يا وارث نوح صفوة الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا حسين بن علي الرضي الزكي السلام عليك أيها البر التقي السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام على ملائكة الله المقربين الذين هم بك محدقون أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم التزم القبر و قل السلام عليك يا حجة الله في أرضه و سمائه ثم انكب على القبر و قل اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين و اطلب بثاره اللهم انتقم ممن قتله و أعان عليه

ثم ارفع رأسك و يديك إلى السماء و قل سلام الله و ملائكته و أنبيائه و رسله و الصالحين من عباده و جميع خلقه و رحمته و بركاته على محمد و أهل بيته و عليك يا مولاي الشهيد المظلوم لعن الله قاتلك و خاذلك برئت إلى الله عز و جل منهم و من أفعالهم و ممن شايع و رضي به و أشهد أنهم كفار مشركون و الله و رسوله برءاء منهم

ثم زر علي بن الحسين (عليه السلام) ثم الشهداء و العباس بما سنذكره إن شاء الله تعالى في زيارة عرفة و تصلي ركعات الزيارات و هي ثمان و تدعو بعد كل ركعتين منها بما ذكرناه في زيارة عاشوراء و كذا تفعل في عقب كل زيارة ذكرناها في هذا الكتاب

 

جمادى الآخرة

إذا زرت فيه الحسين (عليه السلام) فقل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة و رحمة الله و بركاته يا من رضاه رضى الرحمن و سخطه سخط الرحمن السلام عليك يا أمين الله و حجة الله و باب الله و الدليل على الله و الداعي إلى الله أشهد أنك قد حللت حلال الله و حرمت حرام الله و أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و دعوت إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة أشهد أنك و من قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون أشهد أن قاتلك في النار أدين الله عز و جل بالبراءة ممن قتلك و ممن قاتلك و شايع على قتلك و ممن جمع عليك و ممن سمع صوتك فلم يغثك يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما

 

شهر رجب

يستحب زيارة الحسين (عليه السلام) في أول ليلة منه و يومه و كذا ليلة نصفه و يومه

فإذا أردت زيارته فيما ذكرناه و كانت الزيارة من قرب فقف على باب قبته (عليه السلام) مستقبل القبلة و أنت على غسل و سلم على النبي و فاطمة و الأئمة ع ثم استأذن بما ذكرناه في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و ادخل و قف على ضريحه (عليه السلام) و استقبل وجهك بوجهه و اجعل القبلة بين كتفيك و هكذا تفعل في كل زيارة له (عليه السلام) إذا كانت الزيارة من قريب ثم كبر مائة تكبيرة و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن خاتم النبيين السلام عليك يا ابن سيد المرسلين السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك أيها الحسين بن علي السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه السلام عليك يا صفي الله و ابن صفيه السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليك يا حبيب الله و ابن حبيبه السلام عليك يا سفير الله و ابن سفيره السلام عليك يا خازن الكتاب المسطور السلام عليك يا وارث التوراة و الإنجيل و الزبور السلام عليك يا أمين الرحمن السلام عليك يا شريك القرآن السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا باب حكمة رب العالمين السلام عليك يا عيبة علم الله السلام عليك يا موضع سر الله السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك بأبي أنت و أمي و نفسي يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة و جلت الرزية بك علينا و على جميع الإسلام فلعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت و لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها بأبي أنت و أمي و نفسي يا أبا عبد الله أشهد لقد اقشعرت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلائق و بكتكم السماء و الأرض و سكان الجنان و البر و البحر صلى الله عليك عدد ما في علم الله لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك و لساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي و سمعي و بصري سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا أشهد أنك طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر طهرت و طهرت بك البلاد و طهرت أرض أنت بها و طهر حرمك أشهد أنك أمرت بالقسط و العدل و دعوت إليهما و أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه و أنك ثار الله في الأرض و أشهد أنك قد بلغت عن الله و عن جدك رسول الله و عن أبيك أمير المؤمنين و عن أخيك الحسن و نصحت و جاهدت في سبيل ربك و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين فجزاك الله خير جزاء السابقين و صلى الله عليك و سلم تسليما اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على الحسين المظلوم الشهيد الرشيد قتيل العبرات و أسير الكربات صلاة نامية زاكية مباركة يصعد أولها و لا ينفد آخرها أفضل ما صليت على أحد من أولاد أنبيائك المرسلين يا إله العالمين ثم قبل الضريح

و زر علي بن الحسين و الشهداء و العباس بما سنذكره في زيارة عرفة إن شاء الله تعالى و يستحب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و الأئمة ع في رجب و إتيان مشاهدهم فيه فنقول أما زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و فاطمة و الأئمة الأربعة ع فقد مرت في شهر ربيع الأول و أما زيارة علي (عليه السلام) فستأتي إن شاء الله في ذي الحجة في ذكر يوم الغدير

و أما زيارة الكاظم و الجواد (عليه السلام) فنقول إذا أردت زيارتهما من قرب فاستأذن بما مر ذكره فإذا دخلت فقف على قبر الكاظم (عليه السلام) و أنت على غسل و استقبله بوجهك و قل السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض أشهد أنك قد بلغت عن الله ما حملت و حفظت ما استودعت و حللت حلال الله و حرمت حرام الله و أقمت حدود الله و تلوت كتاب الله و صبرت على الأذى في جنب الله محتسبا حتى أتاك اليقين أبرأ إلى الله و إليك من أعدائك مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه عارفا بضلالة من خالفك فاشفع لي عند ربك ثم قبل تربته (عليه السلام) و ضع خدك الأيمن و الأيسر عليها و تحول إلى عند الرأس و قل السلام عليك يا حجة الله في أرضه و سمائه

ثم تصلي ركعتي الزيارة و تدعو بعدهما بما ذكرناه في زيارة عاشوراء ثم زر الجواد (عليه السلام) بهذه الزيارة و ترتيب العمل فيها على الترتيب الذي ذكرناه و تقول في وداعهما (عليه السلام) بما مر ذكره في زيارة البقيع

و أما زيارة الرضا (عليه السلام) فقل بعد الاستئذان إن كانت الزيارة من قرب و أنت على غسل اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى الإمام التقي النقي و حجتك على من فوق الأرض و من تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية مباركة متواصلة مترادفة متواترة كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ثم صل ركعتين و قل في وداعه ما روي عن الصادق (عليه السلام) في وداع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال قل لا جعله الله آخر تسليمي عليك و إن شئت قلت السلام عليك يا ولي الله و رحمة الله و بركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن نبيك و حجتك على خلقك و اجمعني و إياه في جنتك و احشرني معه و في حزبه مع الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه فاكتبنا مع الشاهدين

و أما الهادي و العسكري (عليه السلام) فاغتسل لزيارتهما و البس ثوبا طاهرا و استأذن بما مر في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فإذا دخلت فاستقبلهما و اجعل القبلة بين كتفيك و كبر الله تعالى مائة مرة و قل السلام عليكما يا وليي الله السلام عليكما يا حجتي الله السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض السلام عليكما يا أميني الله أتيتكما زائرا لكما عارفا بحقكما مؤمنا بما آمنتما به كافرا بما كفرتما به محققا لما حققتما مبطلا لما أبطلتما أسأل الله ربي و ربكما أن يجعل حظي من زيارتكما الصلاة على محمد و آله و أن يرزقني شفاعتكما و لا يفرق بيني و بينكما و لا يسلبني حبكما و حب آبائكما الصالحين و لا يجعله آخر العهد من زيارتكما و يحشرني معكما و يجمع بيني و بينكما في الجنة برحمته ثم قبل كل واحد من القبرين و ضع خدك الأيمن و الأيسر ثم ارفع رأسك و قل اللهم ارزقني حبهم و توفني على ولايتهم اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم و انتقم منهم اللهم العن الأولين منهم و الآخرين و ضاعف عليهم العذاب الأليم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم عجل فرج وليك و ابن نبيك و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين

ثم صل أربع ركعات صلاة الزيارة و ادع بعد كل ركعتين بما ذكرناه في زيارة عاشوراء و تدعو بعد ذلك بما أحببت ثم ودعهما بوداع زيارة البقيع و قد مر ذكره و أما زيارة القائم (عليه السلام) فستأتي إن شاء الله تعالى في شعبان يوم المبعث يوم جليل القدر يستحب فيه أن تزور النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بما أسلفناه و عليا (عليه السلام) بما يأتي إن شاء الله تعالى في يوم الغدير و الأئمة ع بالزيارة الجامعة و ستأتي إن شاء الله تعالى

 

شهر شعبان

في ليلة نصفه مولد القائم (عليه السلام) يستحب فيها زيارته و زيارة الحسين (عليه السلام) و كذا يوم النصف منه

فتقول في زيارة الحسين (عليه السلام) بعد الاستئذان و وقوفك على قبره (عليه السلام) و أنت على غسل الحمد لله العلي العظيم السلام عليك أيها العبد الصالح الزكي أودعك شهادة مني لك يقربني إليك في يوم شفاعتك أشهد أنك قتلت و لم تمت بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك و بضياء نورك اهتدى الطالبون إليك و أشهد أنك نور الله الذي لم يطف و لا يطفأ أبدا و أنك وجه الذي لم يهلك و لا يهلك أبدا و أشهد أن هذه التربة تربتك و هذا الحرم حرمك و هذا المصرع مصرع بدنك لا ذليل و الله معزك و لا مغلوب و الله ناصرك هذه شهادة لي عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم زره (عليه السلام) بالزيارة التي مر ذكرها في أول شهر رجب

و تقول في زيارة القائم (عليه السلام) بعد الإذن و التكبير مائة قبل أن تنزل في السرداب إن كانت الزيارة من قرب السلام عليك يا خليفة الله و خليفة آبائه المهديين السلام عليك يا وصي الأوصياء الماضين السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين السلام عليك يا وارث علوم النبيين السلام عليك يا بقية الله من الصفوة السلام عليك يا ابن الأنوار الزاهرة السلام عليك يا ابن الآيات الباهرة السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة السلام عليك يا معدن علوم ]العلوم[ النبوية و الأسرار الربانية السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك السلام عليك يا ابن شجرة طوبى و سدرة المنتهى السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفأ السلام عليك يا حجة الله الذي لا يخفى السلام عليك يا حجة الله في الأرض و السماء السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك الله به و نعتك ببعض نعوته التي أنت أهلها و فوقها أشهد أنك الحجة على من مضى و من بقي و أن حزبك هم الغالبون و أولياءك هم الفائزون و أعداءك هم الخاسرون و أنك خازن كل علم و فاتق كل رتق و محقق كل حق و مبطل كل باطل رضيت بك يا مولاي إماما و وليا و مرشدا لا أبغي بك بدلا و لا أتخذ من دونك وليا أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه و أن وعد الله فيك حق لا أرتاب لطول الغيبة و بعد الأمد و لا أتجبر مع من جحدك و جهلك و جهل بك بل منتظر متوقع لآياتك أنت الشافع الذي لا ينازع و الولي الذي لا يدافع ذخرك الله لنصرة الدين و إعزاز المؤمنين و الانتقام من الجاحدين المارقين و أشهد أن بولايتك تقبل الأعمال و تزكو الأفعال و تضعف الحسنات و تمحى السيئات فمن جاء بولايتك و اعترف بإمامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله و تضعفت حسناته و محيت سيئاته و من عدل عن ولايتك و جهل معرفتك و استبدل بك غيرك أكبه الله على وجهه في النار و لم يقبل له عملا و لم يقم له يوم القيامة وزنا أشهد الله و أشهد ملائكته و أشهدك يا مولاي أن مقالي هذا ظاهره كباطنه و سره كعلانيته و أنت الشاهد على ذلك و هو عهدي إليك و ميثاقي لديك إذ أنت نظام الدين و يعسوب المتقين و عز الموحدين و بذلك أمرني رب العالمين و لو تطاولت الدهور و تمادت الأعصار لم أزدد فيك إلا يقينا و لك إلا حبا و عليك إلا توكلا و اعتمادا و لظهورك إلا توقعا و انتظارا و ترقبا لجهادي بين يديك فأبذل نفسي و مالي و ولدي و أهلي و جميع ما خولني ربي بين يديك و التصرف بين أمرك و نهيك يا مولاي فإن أدركت أيامك الزاهرة و أعلامك الباهرة فها أنا ذا عبدك متصرف بين أمرك و نهيك أرجو بطاعتك الشهادة بين يديك و بولايتك السعادة و الفوز لديك مولاي فإن

 أدركني الموت قبل ظهورك فإني أتوسل بك و بآبائك الطاهرين إلى الله و أسأله أن يصلي على محمد و آله و أن يجعل لي كرة في ظهورك و رجعة في أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي مولاي وقفت في زيارتك موقف الخاطئين النادمين الخائفين من عقاب رب العالمين و قد اتكلت على شفاعتك و رجوت بموالاتك و شفاعتك محو ذنوبي و ستر عورتي و مغفرة ذنوبي و زللي فكن لوليك يا مولاي عند تحقيق أمله و أسأل الله غفران زلله فقد تعلق بحبلك و تمسك بولايتك و تبرأ من أعدائك اللهم صل على محمد و آل محمد و أظهر كلمته و أعل دعوته و انصره على عدوه و عدوك يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و أظهر كلمتك التامة و مغيبك الذي في أرضك الخائف المترقب اللهم انصره نصرا عزيزا و افتح له فتحا يسيرا اللهم و أعز به الدين بعد الخمول و أطلع به الحق بعد الأفول و أجل به الظلمة و اكشف به الغمة اللهم و آمن به البلاد و اهد به العباد اللهم املأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما إنك سميع مجيب السلام عليك يا ولي الله ائذن لوليك الدخول إلى حرمك صلوات الله عليك و على آبائك الطاهرين و رحمة الله و بركاته ثم قل عند نزول السرداب السلام على الحق الجديد و العالم الذي علمه لا يبيد السلام على محي المؤمنين و مبير الكافرين السلام على مهدي الأمم و جامع الكلم السلام على خلف السلف و صاحب الشرف السلام على حجة المعبود و كلمة المحمود السلام على معز الأولياء و مذل الأعداء السلام على وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء السلام على القائم المنتظر و الغائب المشتهر السلام على السيف الشاهر و القمر الزاهر و النور الباهر السلام على شمس الظلام و البدر التمام السلام على ربيع الأيتام و نضرة الأيام السلام على صاحب الصمصام و فلاق الهام السلام على الدين المأثور و الكتاب المسطور السلام على بقية الله في بلاده و حجته على عباده المنتهى إليه مواريث الأنبياء و لديه موجودة آثار الأصفياء المؤتمن على السر و الولي ]الوالي[ على الأمم السلام على المهدي الذي وعد الله به الأمم أن يجمع به الكلم و يلم به الشعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا و يمكن له و ينجز له ما وعد المؤمنين أشهد يا مولاي أنك و الأئمة من آبائك عليهم السلام أئمتي و موالي في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد أسألك يا مولاي أن تسأل الله تبارك و تعالى في صلاح شأني و قضاء حوائجي و غفران ذنوبي و الأخذ بيدي في ديني و دنياي و آخرتي لي و لإخواني المؤمنين و المؤمنات إنه غفور رحيم ثم صل اثنتي عشرة ركعة بالحمد و التوحيد فيها كلها و تسبح عقيب كل ركعتين منها بتسبيح الزهراء ع و تدعو بما ذكرناه عقيب ركعتي الزيارة في زيارة عاشوراء ثم أهدها له (عليه السلام) ثم ادع بالصلاة المروية عن صاحب الأمر (عليه السلام) ثم بالدعاءين الذين بعدها و قد مر ذلك في أدعية يوم الجمعة ثم ادع بما ذكرناه ليلة النصف من شعبان و تقول في وداعه (عليه السلام) ما مر ذكره في وداع الرضا (عليه السلام)

 

شهر رمضان

يستحب في ليلة القدر منه زيارة الحسين (عليه السلام) فتقول بعد الاستئذان إن كانت الزيارة من قريب السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا حجة الله في أرضه و شاهده على خلقه السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك حيا و ميتا ثم ضع خدك الأيمن على القبر و قل أشهد أنك على بينة من ربك جئتك مقرا بالذنوب لتشفع لي عند ربك يا ابن رسول الله ثم سلم على الأئمة ع بأسمائهم واحدا واحدا و قل أشهد أنكم حجة الله ثم قل اكتب لي عندك ميثاقا و عهدا إني أتيتك أجدد الميثاق فاشهد لي عند ربك أنك أنت الشاهد ثم تصلي ركعتي الزيارة و تزور علي بن الحسين و الشهداء و العباس بما سيأتي إن شاء الله

 

شهر شوال

يستحب في ليلة الفطر و يومه زيارة الحسين (عليه السلام) فتقول بعد الغسل و الاستئذان إن كانت الزيارة من قرب الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله الفرد الصمد الماجد الأحد المتفضل المنان المتطول الحنان الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي بإحسانه و لم يجعلني عن زيارته ممنوعا و لا عن ذمته مدفوعا بل تطول و منح ثم ادخل فإذا صرت حذاء القبر فقم حذاءه بخشوع و بكاء و تضرع و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح أمين الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد صلى الله عليه و آله حبيب الله السلام عليك يا وارث علي حجة الله السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في الله حق جهاده حتى استبيح حريمك و قتلت مظلوما ثم قم عند الرأس بقلب خاشع و عين دامعة و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا بطل المسلمين أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تكسك من مدلهمات ثيابها و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا ثم تنكب على ضريحه (عليه السلام) و تقول إنا لله و إنا إليه راجعون يا مولاي أنا موال لوليكم و معاد لعدوكم و أنا بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم علمي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع يا مولاي أتيتك خائفا فآمني و أتيتك مستجيرا فأجرني و أتيتك فقيرا فأغنني سيدي و مولاي أنت مولاي و حجة الله على الخلق أجمعين آمنت بسركم و علانيتكم و بظاهركم و باطنكم و أولكم و آخركم و أشهد أنك التالي لكتاب الله و أمين الله و الداعي إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ثم صل عند رأسه (عليه السلام) ركعتين و قل بعدهما ما مر في زيارة عاشوراء ثم تنكب على القبر و تقبله و تقول السلام على ولي الله و حبيبه

إلى آخر زيارة صفر و قد مر ذكرها ثم زر علي بن الحسين (عليه السلام) و الشهداء و العباس بما يأتي ذكره في زيارة عرفة

 

ذو القعدة

إذا زرت الحسين فيه فقل السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه و أبا أوليائه السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته و أبا حججه السلام عليك يا ابن خاتم النبيين و ابن سيد الوصيين و ابن إمام المتقين و ابن قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم و كيف لا تكون كذلك و أنت باب الهدى و إمام التقى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و خامس أصحاب الكساء غذتك يد الرحمة و رضعت من ثدي الإيمان و ربيت في حجر الإسلام و النفس غير راضية بفراقك و لا شاكة في حياتك صلوات الله عليك و على آبائك و أبنائك السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة و قرين المصيبة الراتبة لعن الله أمة استحلت منك المحارم فقتلت صلى الله عليك مقهورا و أصبح رسول الله صلى الله عليه و آله بك موتورا و أصبح كتاب الله بفقدك مهجورا السلام عليك و على جدك و أبيك و أمك و أخيك و على الأئمة من بنيك و على المستشهدين معك و على الملائكة الحافين بقبرك و الشاهدين لزوارك المؤمنين بالقبول على دعاء شيعتك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية و جلت المصيبة بك علينا و على جميع أهل السماوات و الأرض فلعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك و أتيت مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده و بالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة بمنه و رحمته

 

ذو الحجة

يستحب زيارة الحسين (عليه السلام) فيه و في ليلة عرفة و يومها و في ليلة الأضحى و يومه فتقول بعد الاغتسال و استخراج الإذن إن كانت الزيارة من قرب الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدينا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ثم سلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و الأئمة ع و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك الموالي لوليك المعادي لعدوك استجار بمشهدك و تقرب إليك بقصدك الحمد لله الذي هداني لولايتك و خصني بزيارتك و سهل لي قصدك ثم قف مما يلي رأسه (عليه السلام) و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد صلى الله عليه و آله حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد الله و ملائكته و أنبيائه و رسله أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي فصلوات الله عليكم و على أرواحكم و على أجسادكم و على شاهدكم و غائبكم و ظاهركم و باطنكم و رحمة الله و بركاته ثم انكب على القبر و قل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله إلى آخر زيارة ذي القعدة و قد مرت آنفا ثم صل ركعتين عند رأسه (عليه السلام) و قل بعدهما ما مر في زيارة عاشوراء ثم زر علي بن الحسين (عليه السلام) عند رجلي أبيه (عليه السلام) فتقول السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن نبي الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد السلام عليك أيها الشهيد و ابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم ابن المظلوم لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ثم انكب على قبره و قبله و قل السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه لقد عظمت المصيبة و جلت الرزية بك علينا و على جميع المسلمين فلعن الله أمة قتلتك و أبرأ إلى الله و إليك منهم ثم صل عند رأسه (عليه السلام) ركعتين ثم ائت الشهداء و قل السلام عليكم يا أولياء الله و أحباءه السلام عليكم يا أصفياء الله و أوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله و أنصار نبيه و أنصار أمير المؤمنين و أنصار الحسن و الحسين (عليه السلام) بأبي أنتم و أمي طبتم و طابت الأرض التي فيها دفنتم و فزتم فوزا عظيما فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم ثم عد إلى عند الحسين بعد أن تصلي ركعتي زيارة الشهداء ثم انكب على قبره إذا أردت وداعه (عليه السلام) و قل السلام عليك يا مولاي السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خالصة الله السلام عليك يا أمين الله سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك و رزقني العود إلى مشهدك و المقام في حرمك و أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة ثم اخرج و لا تول ظهرك و أكثر من قول إنا لله و إنا إليه راجعون حتى تغيب عن القبر

و تقول في زيارة العباس (عليه السلام) إذا أتيت مشهده السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم و عليك السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و على روحك و بدنك أشهد الله أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون المجاهدون في سبيل الله المناصحون له في جهاد الأعداء المبالغون في نصرة أوليائه فجزاك الله أفضل الجزاء و أوفر جزاء أحد وفى ببيعته و استجاب له دعوته و حشرك مع النبيين و الشهداء و الصالحين و الصديقين و حسن أولئك رفيقا ثم صل عند رأسه (عليه السلام) ركعتين و تدعو بعدهما و كذا بعد ركعتي زيارة الشهداء و ركعتي زيارة علي بن الحسين و هو الأكبر على الأصح بما مر عقيب ركعتي زيارة عاشوراء و تقول في وداع العباس أستودعك الله و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و برسوله و بما جاء به من عند الله اللهم اكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر وليك و ابن أخي نبيك و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني و احشرني معه و مع آبائه في الجنان

ثم زر الحر بن يزيد و هاني بن عروة و مسلم بن عقيل بزيارة العباس (عليه السلام) و ودعهم بوداعه

و تقول في وداع الشهداء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم و أشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك و حجتك على خلقك اللهم اجعلنا و إياهم في جنتك مع الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا أستودعكم الله و أقرأ عليكم السلام اللهم ارزقني العود إليهم و احشرني معهم يا أرحم الراحمين

و إن أمكنك أن تزور الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارات التي ذكرناها له كلها في موسم واحد من المواسم المشهورة التي ذكرناها فافعل و إلا فيما أمكنك منها يوم الغدير قد مر ذكر فضله و أدعيته بعد أدعية عرفة فلا حاجة إلى إعادة ذلك

و يستحب فيه زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فإذا أردت زيارته (عليه السلام) من قرب فاغتسل و قف على بابه (عليه السلام) و قل بعد الاستئذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الحمد لله على هدايته و التوفيق لما دعا إليه من سبيله اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل مقامي هذا مقام من لطفت له بمنك في إيقاع مرادك و ارتضيت له قرباته في طاعتك و أعطيته به غاية مأموله و نهاية سؤله إنك سميع الدعاء قريب مجيب اللهم إنك أفضل مقصود و أكرم مأتي و قد أتيتك متقربا إليك بنبيك نبي الرحمة و بأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فصل على محمد و آل محمد و لا تخيب سعيي و انظر إلي نظرة تنعشني بها و اجعلني عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين ثم ادخل و قدم رجلك اليمنى قبل اليسرى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه و آله اللهم اغفر لي و ارحمني ثم امش حتى تحاذي القبر و استقبله بوجهك و قل السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و خليفته و القائم بالأمر من بعده سيد الوصيين و رحمة الله و بركاته السلام على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله سيدة نساء العالمين السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين السلام على الأئمة الراشدين السلام على الأنبياء و المرسلين السلام على الملائكة المقربين السلام علينا و على عباد الله الصالحين ثم امض حتى تقف على القبر و تستقبله بوجهك و تجعل القبلة بين كتفيك و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا وصي رسول الله صلى الله عليه و آله السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا حجة الله على الخلق أجمعين السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و عنه مسئولون السلام عليك أيها الصديق الأكبر السلام عليك أيها الفاروق الأعظم السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا خليل الله و موضع سره و عيبة علمه و خازن وحيه بأبي أنت و أمي يا مولاي يا أمير المؤمنين يا حجة الخصام بأبي أنت و أمي يا باب المقام أشهد أنك حبيب الله و خاصته و خالصته أشهد أنك عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم أشهد أنك قد بلغت عن رسول الله صلى الله عليه و آله ما حملت

و رعيت ما استحفظت و حفظت ما استودعت و حللت حلال الله و حرمت حرام الله و أقمت أحكام الله و لم تتعد حدود الله و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و رسوله و جدت بنفسك صابرا محتسبا و عن دين الله مجاهدا و لرسول الله صلى الله عليه و آله موقنا و لما عند الله طالبا و فيما وعد راغبا و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله صلى الله عليه و آله و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء و لعن الله من ظلمك و لعن الله من افترى عليك و غصبك و لعن الله من تابع على قتلك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به إنا إلى الله منهم برآء لعن الله أمة خالفتك و أمة جحدت ولايتك و أمة تظاهرت عليك و أمة قتلتك و أمة حادت عنك و أمة خذلتك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم و بئس الورد المورود اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك اللهم العن الجوابيت و الطواغيت و الفراعنة و اللات و العزى و كل ند يدعى من دونك و كل ملحد مفتر اللهم العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أولياءهم و أعوانهم و محبيهم لعنا كثيرا لا انقطاع له و لا أجل اللهم إني أبرأ إليك من جميع أعدائك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي لسان صدق في أوليائك و تحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم تحول إلى عند رأسه (عليه السلام) و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق صديق عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على روحك و بدنك و أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر و أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و أنك باب الله و أنك وجه الله الذي يؤتى منه و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسوله أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله صلى الله عليه و آله أتيتك متقربا إلى الله بزيارتك في خلاص نفسي متعوذا من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي أتيتك انقطاعا إليك و إلى ولدك الخلف من بعدك على الحق فقلبي لكم مسلم و أمري لكم متبع و نصرتي لكم معدة أنا عبد الله و مولاك في طاعتك الوافد إليك التمس بذلك كمال المنزلة عند الله تعالى و أنت يا مولاي ممن أمرني الله بصلته و حثني على بره و دلني على فضله و هداني لحبه و رغبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم و لا يخسر من يهواكم و لا يخيب من أتاكم و لا يسعد من عاداكم

 لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرحمة و دعائم الدين و أركان الأرض و الشجرة الطيبة اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك و آل رسولك و استشفاعي بهم إليك اللهم أنت مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصرك لدينك في الدنيا و الآخرة اللهم إني أحيا على ما حيي عليه مولاي علي بن أبي طالب و أموت على ما مات عليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و على ذريته الطاهرين ثم قبل ضريحه (عليه السلام) و ضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر ثم صل عند رأسه (عليه السلام) ركعتين تقرأ في الأولى بالحمد و الرحمن و في الثانية بالحمد و يس ثم سبح بعدهما بتسبيح الزهراء و استغفر و ادع بما مر عقيب ركعتي زيارة عاشوراء ثم اسجد لله تعالى شكرا و قل اللهم إليك توجهت و بك اعتصمت اللهم أنت ثقتي و رجائي فاكفني ما أهمني و ما لا يهمني و ما أنت أعلم به مني عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك صل على محمد و آل محمد ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل ثلاثا اللهم ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من العالم و أنسي بك يا كريم ثم ضع الأيسر و قل ثلاثا لا إله إلا أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضعفه لي يا كريم ثم عد إلى السجود و قل مائة مرة شكرا شكرا ثم قم إلى زيارة آدم (عليه السلام) و قل السلام عليك يا صفي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا خليفة الله في أرضه السلام عليك يا أبا البشر صلوات الله و سلامه عليك و على روحك و بدنك و على الطاهرين من ولدك و ذريتك صلاة لا يحصيها إلا هو و رحمة الله و بركاته ثم زر نوحا (عليه السلام) فتقول السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا صفي الله السلام عليك يا نجي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا شيخ المرسلين السلام عليك يا أمين الله في أرضه صلوات الله و سلامه عليك و على روحك و بدنك و على الطاهرين من ولدك و رحمة الله و بركاته ثم صل لكل منهما ركعتين و قل بعد كل ركعتين ما مر في زيارة عاشوراء ثم تحول عند رجلي أمير المؤمنين (عليه السلام) و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته أنت أول مظلوم و أول مغصوب حقه صبرت و احتسبت حتى أتاك اليقين أشهد أنك لقيت الله و أنت شهيد عذب الله قاتلك بأنواع العذاب

 جئتك زائرا عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك ألقى على ذلك ربي إن شاء الله و لي ذنوب كثيرة فاشفع لي عند ربك فإن لك عند الله مقاما معلوما و جاها واسعا و شفاعة و قد قال الله تعالى وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ صلى الله عليك و على روحك و بدنك و على الأئمة من ذريتك صلاة لا يحصيها إلا هو و عليكم أفضل الصلاة و السلام و رحمة الله و بركاته و أكثر من الصلاة و الزيارة و التسبيح و التكبير و التهليل و ذكر الله تعالى و تلاوة القرآن و الاستغفار و اجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة فإذا أردت وداعه (عليه السلام) فقف على القبر كوقوفك في ابتداء زيارتك و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسل و بما جاءت به و دلت عليه اللهم فاكتبنا مع الشاهدين اللهم إني أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أن الأئمة علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين إلى آخرهم و أشهد أن من قتلكم و حاربكم مشركون و من رد عليكم في أسفل درك الجحيم و أشهد أن من حاربكم لنا أعداء و نحن منهم برآء و أنهم حزب الشيطان و على من قتلكم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين و من شرك فيه و من سره قتلكم اللهم إني أسألك بعد الصلاة و التسليم أن تصلي على محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلى آخرهم و لا تجعل هذا آخر العهد من زيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء الأئمة المسمين اللهم و ذلل قلوبنا لهم بالطاعة و المناصحة و المحبة و حسن الموازرة و التسليم

و يستحب أن تزور أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الزيارة قال الباقر (عليه السلام) مضى أبي علي بن الحسين (عليه السلام) إلى مشهد أمير المؤمنين فوقف عليه ثم بكى و قال السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته على عباده السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنة نبيه صلى الله عليه و آله حتى دعاك الله إلى جواره و قبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجة مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك ثم وضع خده على قبره و قال اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة و سبل الراغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإغاثة لمن استغاث بك موجودة و الإعانة لمن استعان بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و أرزاقك إلى الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد إليهم واصلة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفرة و عوائد المزيد متواترة و موائد المستطعمين معدة و مناهل الظماء مترعة اللهم فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و اجمع بيني و بين أوليائي بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إنك ولي نعمائي و منتهى مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي

زيارة جامعة زر بها في كل موسم أسلفناه بعد أن تذكر ما يقال فيه إذا أردت زيارة أحد من المعصومين ع فاستأذن بما مر في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ثم ادخل و استقبل وجه المزور و استدبر القبلة و قل بعد التكبير مائة مرة السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد عبدك و رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و أخي نبيك و وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته

اللهم صل على فاطمة الطيبة الطاهرة المطهرة التي انتجبتها و طهرتها و فضلتها على نساء العالمين و جعلت منها أئمة الهدى الذين يقولون بالحق و به يعدلون صلى الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها و السلام عليها و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسن بن علي عبدك و ابن رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسين بن علي عبدك و ابن رسولك إلى آخره كما قلت في الحسن (عليه السلام) و هكذا تصلي على باقي الأئمة ع السلام على أولياء الله و أصفيائه السلام على أمناء الله و أحبائه السلام على أنصار الله و خلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على معادن حكمة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون السلام على مظاهري أمر الله و نهيه السلام على الأدلاء على الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على الممحضين في طاعة الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله و من عاداهم فقد عادى الله و من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله و من تخلى منهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم مؤمن بما آمنتم به كافر بما كفرتم به محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مؤمن بسركم و علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدوكم من الجن و الإنس و ضعف عليهم العذاب الأليم و أبرأ إلى الله منهم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ثم زر بالزيارة المروية عن الهادي (عليه السلام) السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و خزان العلم و منتهى الحلم و معدن الرحمة و مأوى السكينة و أصول الكرم و قادة الأمم و أولياء النعم و عناصر الأبرار و دعائم الجبار و ساسة العباد و أركان البلاد و أبواب الإيمان و أمناء الرحمن و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و آل ياسين و عترة رسول رب العالمين و رحمة الله و بركاته السلام عليكم أئمة الهدى و مصابيح الدجى و كهوف الورى و بدور الدنيا و أعلام التقى و ذوي النهى و أولي الحجى و ذرية الأنبياء و المثل الأعلى و الدعوة الحسنى و ورثة الأنبياء و الحجة على من في الأرض و السماء و الآخرة و الأولى و رحمة الله و بركاته السلام على محال معرفة الله و مشاكي نور الله و مساكن بركة الله و معادن حكمة الله و خزنة علم الله و حفظة سر الله و حملة كتاب الله و ورثة رسول الله و أوصيائه و ذريته صلى الله عليه و آله و رحمة الله و بركاته السلام على الدعاة إلى الله و الأدلاء على مرضات الله و المؤدين عن الله و القائمين بحق الله و الناطقين عن الله و المستقرين في أمر الله و المخلصين في توحيد الله و الصادعين بأمر الله و الثابتين في محبة الله و المظهرين لأمر الله و نهيه و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون و رحمة الله و بركاته السلام على الأئمة الدعاة و القادة الهداة و السادة الولاة و الذادة الحماة و أهل الذكر و أولي الأمر و بقية الله و حزبه و خيرته و عيبة علمه و حجته و عينه و جنبه و صراطه و نوره و برهانه و رحمة الله و بركاته أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم و أشهد أن محمدا عبده المجتبى و رسوله المرتجى و نبيه المصطفى و أمينه المرتضى أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون فصدع صلى الله عليه و آله بأمر ربه و بلغ ما حمله و نصح لأمته و جاهد في سبيل ربه و دعا إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة و صبر على ما أصابه في جنبه و عبده صادقا حتى أتاه اليقين فصلى الله عليه و آله و أشهد أن الدين كما شرع و الكتاب كما تلا و الحلال كما أحل و الحرام كما حرم و الفصل كما قضى و الحق ما قال و الرشد ما أمر و أن الذين كذبوه و خالفوا عليه و جحدوا حقه و أنكروا فضله و اتهموه و ظلموا وصيه و حلوا عقده و نكثوا بيعته و اعتدوا عليه و غصبوه خلافته و نبذوا أمره و أسسوا الجور و العدوان على أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و قتلوهم و تولوا غيرهم ذائقو العذاب في أسفل درك من نار جهنم لا يخفف عنهم من عذابها و هم فيه مبلسون ملعونون متبعون ناكسو رءوسهم يعاينون الندامة و الخزي الطويل مع الأذلين الأشرار قد كبوا على وجوههم في النار و أن الذين آمنوا به و صدقوه و نصروه و وقروه و عزروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون في جنات النعيم و الفوز العظيم و الثواب المقيم الكريم و الغبطة و السرور و الفوز الكبير فجزاه الله عنا أحسن الجزاء و خير ما جزى نبيا عن أمته و رسولا عمن أرسل إليه و خصه بأفضل قسم الفضائل و بلغه أعلى محل شرف المكرمين من الدرجات العلى في أعلى عليين في جنات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر و أعطاه حتى يرضى و زاده بعد الرضا و جعله أقرب النبيين مجلسا و أدناهم إليه منزلا و أعظمهم عنده جاها و أعلاهم لديه كعبا و أحسنهم اتباعا و أوفر الخلق نصيبا و أجزلهم حظا في كل خير الله قاسمه

 بينهم و نصيبا و أحسن اللهم مجازاته عن جميع المؤمنين من الأولين و الآخرين و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و اصطنعكم لنفسه و ارتضاكم لغيبه و اختاركم لسره و اجتباكم بقدرته و أعزكم بهداه و خصكم ببرهانه و انتجبكم لنوره و أيدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه و جعلكم حججا على بريته و أنصارا لدينه و حفظة لحكمته و خزنة لعلمه و مستودعا لسره و تراجمة لوحيه و أركانا لتوحيده و شهداء على خلقه و أسبابا إليه و أعلاما لعباده و منارا في بلاده و سبيلا إلى جنته و أدلاء على صراطه عصمكم الله ساداتي من الذنوب و برأكم من العيوب و ائتمنكم على الغيوب و جنبكم الآفات و وقاكم من السيئات و طهركم من الدنس و الزيغ و نزهكم من الزلل و الخطإ و أذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا و آمنكم من الفتن و استرعاكم الأنام و عرفكم الأسباب و أورثكم الكتاب و أعطاكم المقاليد و سخر لكم ما خلق فعظمتم جلاله و أكبرتم شأنه و هبتم عظمته و مجدتم كرمه و أدمتم ذكره و وكدتم ميثاقه و أحكمتم عقد عرى طاعته و نصحتم له في السر و العلانية و دعوتم إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة و بذلتم أنفسكم في مرضاته و صبرتم على ما أصابكم في جنبه و صدعتم بأمره و تلوتم كتابه و حذرتم بأسه و ذكرتم بأيامه و أوفيتم بعهده و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم بالتي هي أحسن و جاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته و قمعتم عدوه و أظهرتم دينه و بينتم فرائضه و أقمتم حدوده و شرعتم أحكامه و سننتم سنته و صرتم في ذلك منه إلى الرضا و سلمتم له القضاء و صدقتم من رسله من مضى فالراغب عنكم مارق و اللازم لكم لاحق و المقصر عنكم زاهق و الحق معكم و فيكم و منكم و إليكم و أنتم أهله و معدنه و ميراث النبوة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و آيات الله لديكم و عزائمه فيكم و نوره معكم و برهانه عندكم و أمره نازل إليكم من والاكم فقد والى الله و من عاداكم فقد عادى الله و من أحبكم فقد أحب الله و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم يا موالي نعم الموالي لعبيدهم أنتم السبيل الأعظم و الصراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء و الرحمة الموصولة و الآية

 المخزونة و الأمانة المحفوظة و الباب المبتلى به الناس من أتاكم نجا و من لم يأتكم هلك و من أباكم هوى إلى الله تدعون و عليه تدلون و به تؤمنون و له تسلمون و بأمره تعملون و إلى سبيله ترشدون و بقوله تحكمون و إليه تنيبون و إياه تعظمون سعد و الله بكم من والاكم و هلك من عاداكم و خاب من جهلكم و ضل من فارقكم و فاز من تمسك بكم و أمن من لجأ إليكم و سلم من صدقكم و هدي من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة مأواه و من خالفكم فالنار مثواه و من جحدكم كافر و من حاربكم مشرك و من رد عليكم ففي أسفل درك الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى و جار لكم فيما بقي و أن أنواركم و أشباحكم و سناءكم و ظلالكم و أرواحكم و طينتكم واحدة جلت و عظمت و بوركت و قدست و طابت و طهرت بعضها من بعض لم تزالوا بعين الله و عنده في ملكوته أنوارا تأمرون و له تخافون و إياه تسبحون و بعرشه محدقون و به حافون حتى من بكم علينا فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه تولى عز ذكره تطهيرها و رضي من خلقه بتعظيمها فرفعها عن كل بيت قدسه و أعلاها عن كل بيت طهره في السماء لا يوازيها خطر و لا يسموا إلى سمائها النظر و لا يقع على كنهها الفكر و لا يطمح إلى أرضها البصر و لا يغادر سكانها البشر يتمنى كل أحد أنه منكم و لا يتمنون أنكم من غيركم إليكم انتهت المكارم و الشرف و فيكم استقرت الأنوار و العزم و المجد و السودد فما فوقكم أحد إلا الله و لا أقرب إليه و لا أخص لديه و لا أكرم عليه منكم أنتم سكن البلاد و نور العباد و عليكم الاعتماد يوم التناد كلما غاب منكم حجة أو أفل منكم علم أطلع الله لخلقه من عقب الماضي خلفا إماما و نورا هاديا و برهانا مبينا نيرا داعيا عن داع و هاديا بعد هاد و خزنة و حفظة لا يغيض بكم غوره و لا ينقطع عنكم مواده و لا يسلب منكم أريجه سببا موصولا من الله إليكم

و رحمة منه علينا يرشدنا إليه و يقربنا منه و يزلفنا لديه و جعل صلاتنا عليكم و ذكرنا لكم و ما خصنا به من ولايتكم و عرفناه من فضلكم طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و تزكية لنا و كفارة لذنوبنا إذ كنا عنده بكم مؤمنين مسومين و بفضلكم معروفين و بتصديقنا إياكم مشكورين و بطاعتنا لكم مشهورين فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين و أفضل شرف المشرفين و أعلى منازل المقربين و أرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا صديق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دني و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبار عنيد و لا شيطان مريد و لا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم و عظم خطركم و كبر شأنكم و تمام نوركم و صدق مقالكم و ثبات مقامكم و شرف محلكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصتكم لديه و قرب منزلتكم منه بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي و أسرتي يا سادتي و أئمتي أشهد الله و أشهدكم أني مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوكم و بما كفرتم به مستبصر بشأنكم عارف بضلالة من خالفكم موال لكم و لأوليائكم مبغض لأعدائكم و معاد لهم سلم لمن سالمكم حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم مقتد بكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ لائذ بقبوركم مستشفع إلى الله عز و جل بكم و متقرب إليه بمحبتكم و مقدمكم أمام طلبتي و مسألتي و حوائجي و إرادتي و متوسل بكم إليه و مقدمكم بين يدي في كل أحوالي و أموري مؤمن بسركم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أولكم و آخركم و مفوض في ذلك كله إلى الله عز و جل ثم إليكم و مسلم فيه معكم و قلبي لكم سلم و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالى دينه بكم و يردكم في أيامه و يظهركم لعدله و يمكنكم في أرضه فمعكم معكم إن شاء الله لا مع غيركم آمنت بكم و تواليت آخركم بما تواليت به أولكم و برئت إلى الله عز و جل من أعدائكم و من الجبت و الطاغوت و أوليائهم و الشياطين و حزبهم و الظالمين لكم و الجاحدين لحقكم و المارقين من دينكم و ولايتكم و الغاصبين لإرثكم و الشاكين فيكم المنحرفين عنكم و من كل وليجة دونكم و كل مطاع سواكم و من الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم و محبتكم و دينكم و وفقني لطاعتكم و رزقني شفاعتكم و جعلني من خيار مواليكم و التابعين لما دعوتم إليه و جعلني ممن يقتص آثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم و يحشر في زمرتكم و يكر في رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في ولايتكم و يتمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي و أسرتي من أراد الله بدأ بكم

 و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم موالي لا أحصي ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم و لا من الوصف قدركم لأنكم نور الأنوار و خيرة الأخيار و هداة الأبرار و حجج الجبار بكم فتح الله و بكم ختم الله و بكم ينزل الغيث و الرحمة و بكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه و بكم ينفس الهم و يكشف الضر و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته و إلى جدكم بعث الروح الأمين و إن كانت الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقل و إلى أخيك بعث الروح الأمين و بمفتاح منطقكم نطق كل لسان و بكم يسبح القدوس السبوح و بتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح و الله بمنه آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كل شرف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذل كل شي‏ء لكم و أشرقت الأرض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرضوان و على من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي ذكركم في الذاكرين و أسماؤكم في الأسماء و أجسادكم في الأجساد و أرواحكم في الأرواح و أنفسكم في الأنفس و آثاركم في الآثار و قبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم و أكرم أنفسكم و أعظم شأنكم و أجل خطركم و أوفى عهدكم و أصدق وعدكم كلامكم نور و أمركم رشد و وصيتكم التقوى و فعلكم الخير و عادتكم الإحسان و سجيتكم الكرم و شأنكم الحق و كلامكم الصدق و طبعكم الرفق و قولكم حكم و حتم و رأيكم علم و حلم و كرم و أمركم عزم و حزم إن ذكر الخير كنتم أوله و آخره و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و إليكم منتهاه بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي كيف أصف حسن ثنائكم و أحصي جميل بلائكم بكم أخرجنا الله من الذل و أطلق عنا رهائن الغل و فرج عنا غمرات الكروب و أنقذنا بكم من شفا جرف الهلكات و من عذاب النار بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا و بموالاتكم تمت الكلمة و عظمت النعمة و كملت المنة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الأعمال و لكم الطاعة المفترضة و المودة الواجبة و الدرجات الرفيعة و المكان المحمود و المقام المعلوم عند الله عز و جل و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ثم انكب على الضريح فقبله فقل يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا كثيرة لا يأتي عليها إلا رضى الله و رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره و استرعاكم أمر خلقه و قرن طاعتكم بطاعته و موالاتكم بموالاته لما استوهبتم ذنوبي و كنتم شفعائي إلى الله تعالى فإني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله و من عصاكم فقد عصى الله و من أحبكم فقد أحب الله و من أبغضكم فقد أبغض الله ثم ارفع يديك إلى السماء و قل اللهم إني لو وجدت وسيلة أقرب إليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار عليه و عليهم السلام لجعلتهم شفعائي إليك اللهم فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم و في زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك أنت أرحم الراحمين

ثم صل على النبي و آله ع بهذه الصلاة و هي مروية عن العسكري (عليه السلام) اللهم صل على محمد كما حمل وحيك و بلغ رسالاتك و صل على محمد كما أحل حلالك و حرم حرامك و علم كتابك و صل على محمد كما أقام الصلاة و آتى الزكاة و دعا إلى دينك و صل على محمد كما صدق بوعدك و أشفق من وعيدك و صل على محمد كما غفرت به الذنوب و سترت به العيوب و فرجت به الكروب و صل على محمد كما دفعت به الشقاء و كشفت به الغماء و أجبت به الدعاء و نجيت به من البلاء و صل على محمد كما رحمت به العباد و أحييت به البلاد و قصمت به الجبابرة و أهلكت به الفراعنة و صل على محمد كما أضعفت به الأموال و أحرزت به من الأهوال و كسرت به الأصنام و رحمت به الأنام و صل على محمد كما بعثته بخير الأديان و أعززت به الإيمان و تبرت به الأوثان و عظمت به البيت الحرام و صل على محمد و أهل بيته الطاهرين و سلم تسليما اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أخي نبيك و وصيه و وليه و صفيه و وزيره و مستودع علمه و موضع سره و باب حكمته و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و خليفته في أمته و مفرج الكرب عن وجهه قاصم الكفرة و مرغم الفجرة الذي جعلته من نبيك بمنزلة هارون من موسى اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و العن من نصب له من الأولين و الآخرين و صل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوصياء أنبيائك يا رب العالمين اللهم صل على الصديقة فاطمة الزكية حبيبة حبيبك و نبيك و أم أحبائك و أصفيائك التي انتجبتها و فضلتها و اخترتها على نساء العالمين اللهم كن الطالب لها ممن ظلمها و استخف بحقها و كن الثائر اللهم بدم أولادها اللهم و كما جعلتها أم أئمة الهدى و حليلة صاحب اللواء و الكريمة عند الملإ الأعلى فصل عليها و على أمها خديجة الكبرى صلاة تكرم بها وجه محمد صلى الله عليه و آله و تقر بها أعين ذريتها و أبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية و السلام اللهم صل على الحسن و الحسين عبديك و ولييك و ابني رسولك و سبطي الرحمة و سيدي شباب أهل الجنة أفضل ما صليت على أحد من أولاد النبيين و المرسلين اللهم صل على الحسن ابن سيد النبيين و وصي أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الوصيين أشهد أنك يا ابن أمير المؤمنين أمين الله و ابن أمينه عشت مظلوما و مضيت شهيدا و أشهد أنك الإمام الزكي الهادي المهدي اللهم صل عليه و بلغ روحه و جسده عني في هذه الساعة أفضل التحية و السلام اللهم صل على الحسين بن علي المظلوم الشهيد قتيل الكفرة و طريح الفجرة السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد موقنا أنك أمين الله و ابن أمينه قتلت مظلوما و مضيت شهيدا و أشهد أن الله تعالى الطالب بثأرك و منجز ما وعدك من النصر و التأييد في هلاك عدوك و إظهار دعوتك و أشهد أنك وفيت بعهد الله و جاهدت في سبيل الله و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة خذلتك و لعن الله أمة ألبت عليك و أبرأ إلى الله تعالى ممن أكذبك و استخف بحقك و استحل دمك بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لعن الله قاتلك و لعن الله خاذلك و لعن الله من سمع واعيتك فلم يجبك و لم ينصرك و لعن الله من سبى نساءك أنا إلى الله منهم بري‏ء و ممن والاهم و مالاهم و أعانهم عليه أشهد أنك و الأئمة من ولدك كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد أني بكم مؤمن و بمنزلتكم موقن و لكم تابع بذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي في دنياي و آخرتي

اللهم صل على علي بن الحسين سيد العابدين الذي استخلصته لنفسك و جعلت منه أئمة الهدى الذين يهدون بالحق و به يعدلون اخترته لنفسك و طهرته من الرجس و اصطفيته و جعلته هاديا مهديا اللهم فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من ذرية أنبيائك حتى تبلغ به ما تقر به عينه في الدنيا و الآخرة إنك عزيز كريم اللهم صل على محمد بن علي باقر العلم و إمام الهدى و قائد أهل التقوى و المنتجب من عبادك اللهم و كما جعلته علما لعبادك و منارا لبلادك و مستودعا لحكمتك و مترجما لوحيك و أمرت بطاعته و حذرت من معصيته فصل عليه يا رب أفضل ما صليت على أحد من ذرية أنبيائك و أصفيائك و رسلك و أمنائك يا رب العالمين اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق خازن العلم الداعي إليك بالحق النور المبين اللهم و كما جعلته معدن كلامك و وحيك و خازن علمك و لسان توحيدك و ولي أمرك و مستحفظ دينك فصل عليه كما صليت على أحد من أصفيائك و حججك إنك حميد مجيد اللهم صل على الأمين المؤتمن موسى بن جعفر البر الوفي الطاهر الزكي النور المبين المجتهد المحتسب الصابر على الأذى فيك اللهم و كما بلغ عن آبائه ما استودع من أمرك و نهيك و حمل على المحجة و كابد أهل الغرة و الشدة فيما كان يلقى من جهال قومه رب فصل عليه أفضل و أكمل ما صليت على أحد ممن أطاعك و نصح لعبادك إنك غفور رحيم اللهم صل على علي بن موسى الذي ارتضيته و رضيت به من شئت من خلقك اللهم و كما جعلته حجة على خلقك و قائما بأمرك و ناصرا لدينك و شاهدا على عبادك و كما نصح لهم في السر و العلانية و دعا إلى سبيلك بالحكمة و الموعظة الحسنة فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و خيرتك من خلقك إنك جواد كريم اللهم صل على محمد بن علي بن موسى علم التقى و نور الهدى و معدن الوفاء و فرع الأزكياء و خليفة الأوصياء و أمينك على وحيك اللهم و كما هديت به من الضلالة و استنقذت به من الحيرة و أرشدت به من اهتدى و زكيت به من تزكى فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و بقية أوليائك إنك عزيز حكيم اللهم صل على علي بن محمد وصي الأوصياء و إمام الأتقياء و خلف أئمة الدين و الحجة على الخلائق أجمعين اللهم و كما جعلته نورا يستضي‏ء به المؤمنون فبشر بالجزيل من ثوابك و أنذر بالأليم من عقابك و حذر بأسك و ذكر بأيامك و أحل حلالك و حرم حرامك و بين شرائعك و خص على عبادتك و أمر بطاعتك و نهى عن معصيتك فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و ذرية أنبيائك يا إله العالمين اللهم صل على الحسن بن علي بن محمد البر التقي الصادق الوفي النور المضي‏ء خازن علمك و المذكر بتوحيدك و ولي أمرك و خلف أئمة الدين الهداة الراشدين و الحجة على أهل الدنيا فصل عليه يا رب أفضل ما صليت على أحد من أصفيائك و حججك و أولاد رسلك يا إله العالمين اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم و انصره و انتصر به لدينك و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم اللهم أعذه من شر كل باغ و طاغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم به جبابرة الكفرة و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيك صلى الله عليه و آله و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني في آل محمد ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين

ثم صل على النبي و آله بما هو مروي عن صاحب الأمر (عليه السلام) ثم ادع بالدعاءين بعدها و قد مر ذكر جميع ذلك في أدعية يوم الجمعة فإذا فرغت من ذلك فادع بهذا الدعاء و هو مروي عن القائم (عليه السلام)

اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لا تمتني ميتة جاهلية و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم فكما هديتني لولاية من فرضت على طاعته من ولاية ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليا و محمدا و جعفرا و موسى و عليا و محمدا و عليا و الحسن و الحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك و استعملني بطاعتك و لين قلبي لولي أمرك و عافني مما امتحنت به خلقك و ثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك و أمرك ينتظر و أنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و لا أكشف ما سترت و لا أبحث عما كتمت و لا أنازعك في تدبيرك و لا أقول لم و كيف و ما بال ولي الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوض أموري كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي الأمر ظاهرا نافذ الأمر مع علمي بأن لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجة و المشية و الحول و القوة فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك صلواتك عليه ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة شافيا من الجهالة أبرز يا رب مشاهدته و ثبت قواعده و اجعلنا ممن تقر عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفنا على ملته و احشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصي رسولك عليهم السلام اللهم و مد في عمره و زد في أجله و أعنه على ما وليته و استرعيته و زد في كرامتك له فإنه الهادي المهدي و القائم المهتدي و الطاهر التقي الزكي النقي الرضي المرضي الصابر الشكور المجتهد اللهم و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان به و قوة اليقين في ظهوره و الدعاء له و الصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من قيامه و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله و ما جاء به من وحيك و تنزيلك و قو قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى و توفنا على طاعته و ثبتنا على مشايعته و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الراضين بفعله و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتى تتوفانا و نحن على ذلك لا شاكين و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذبين اللهم عجل فرجه و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و كذب به و أظهر به الحق و أمت به الجور و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذل و انعش به البلاد و اقتل به جبابرة الكفر و اقصم به رءوس الضلالة و ذلل به الجبارين و الكافرين و أبر به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقى لهم آثارا طهر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدد به ما امتحى من دينك و أصلح به ما بدل من حكمك و غير من سنتك حتى يعود دينك به و على يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصرة دينك و اصطفيته بعلمك و

 عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهرته من الرجس و نقيته من الدنس اللهم فصل عليه و على آبائه الطاهرين و على شيعته المنتجبين و بلغهم من آمالهم ما يأملون و اجعل ذلك منا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا و غيبة ولينا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن و تظاهر الأعداء و كثرة عدونا و قلة عددنا اللهم فافرج ذلك عنا بفتح منك تعجله و نصر منك تعزه و إمام عدل تظهره إله الحق آمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في بلادك و قتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها و لا بقية إلا أفنيتها و لا قوة إلا أوهنتها و لا ركنا إلا هددته و لا حدا إلا أفللته ]فللته[ و لا سلاحا إلا أكللته و لا راية إلا نكستها و لا شجاعا إلا قتلته و لا جيشا إلا خذلته و ارمهم يا رب بحجرك الدامغ و اضربهم بسيفك القاطع و بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين و عذب أعداءك و أعداء رسولك صلواتك عليه و آله بيد وليك و أيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك و حجتك في أرضك هول عدوه و كد من كاده و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا و اقطع عنه مادتهم و أرعب له قلوبهم و زلزل أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدد عليهم عذابك و أخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشد عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حر نارك فإنهم أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات و ضلوا و أضلوا عبادك اللهم فأحي بوليك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ليل فيه و أحي به القلوب الميتة و اشف به الصدور الوغرة و اجمع به الأهواء المختلفة على الحق و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر و لا عدل إلا زهر

و اجعلنا يا رب من أعوانه و مقوية سلطانه و المؤتمرين لأمره و الراضين بفعله و المسلمين لأحكامه و ممن لا حاجة له إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف الضر و تجيب المضطر إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم و لا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام و لا تجعلني من أعداء آل محمد عليهم السلام و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمد عليهم السلام فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني بهم عندك فائزا في الدنيا و الآخرة و من المقربين آمين رب العالمين

 

ثم ودع بالوداع الجامع لسائر الأئمة (عليه السلام)

تقول إذا أردت الانصراف من الزيارة السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة سلام مودع لا سئم و لا قال و رحمة الله و بركاته إنه حميد مجيد سلام ولي غير راغب عنكم و لا منحرف عنكم و لا مستبدل بكم و لا موثر عليكم و لا زاهد في قربكم لا جعله الله آخر العهد من زيارتكم و إتيان مشاهدكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حشرني الله في زمرتكم و أوردني حوضكم و جعلني في حزبكم و أرضاكم عني و مكنني في دولتكم و أحياني في رجعتكم و ملكني في أيامكم و شكر سعيي بكم و غفر ذنبي بشفاعتكم و أقال عثرتي بمحبتكم و أعلى كعبي بولايتكم و شرفني بطاعتكم و أعزني بهداكم و جعلني ممن ينقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافى غنيا فائزا برضوان الله و فضله و كفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم و مواليكم و شيعتكم و رزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني بنية صادقة و إيمان و تقوى و رزق واسع حلال طيب اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصلاة عليهم و أوجب لي المغفرة و الرحمة و البركة و الخير و النور و الإيمان و حسن الإجابة كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم الموجبين طاعتهم الراغبين في زيارتهم المتقربين إليك و إليهم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي و ولدي فاجعلوني من همتكم و صيروني من حزبكم و أدخلوني في شفاعتكم و اذكروني عند ربكم و أوردوني حوضكم اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغ أرواحهم و أجسادهم مني تحية كثيرة و سلاما و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

خاتمة

يستحب زيارة المهدي في كل مكان و زمان و الدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه عند زيارته و تتأكد زيارته في السرداب بسر من رأى و يستحب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و الأئمة ع كل جمعة و لو من البعد و إذا كان على مكان عال كان أفضل و زيارة المنتجبين من الصحابة خصوصا جعفر بن أبي طالب بمؤتة و العباس و أولاده و سلمان بالمدائن و حذيفة و زيارة الأنبياء ع حيث كانوا خصوصا إبراهيم و إسحاق و يعقوب بمشهدهم المعروف و زيارة قبور الشهداء و الصلحاء من المؤمنين

 قال الكاظم (عليه السلام) من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخواننا يكتب له ثواب زيارتنا و من لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا

و يستحب تلاوة شي‏ء من القرآن عند ضريح المعصوم و إهداؤه إلى المزور و المنتفع بذلك الزائر و فيه تعظيم للمزور و إهداء ثواب الأعمال و القربات و خصوصا القرآن للأموات من المؤمنين و خصوصا العلماء و ذوي الأرحام و خصوصا الوالدين و يستحب زيارة الإخوان في الله تعالى استحبابا مؤكدا

 فعن الصادق (عليه السلام) من زار أخاه في الله تعالى وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت و طابت لك الجنة

و يستحب للمزور استقبال الزائر و اعتناقه و مصافحته و تقبيل موضع السجود من كل منهما و لو قبل يده كان جائزا خصوصا العلماء و ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فإذا زاره نزل على حكمه و لا يحتشمه ]ليحتشمه[ و لا يكلفه و ليتحفه بما حضر من طعام و شراب و فاكهة و طيب و أدناه شرب الماء و الوضوء و صلاة ركعتين عنده و التأنيس بالحديث و التوديع

 فعن الباقر (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان إذا ودع مسافرا أخذ بيده و قال أحسن الله لك الصحابة و أكمل لك المعونة و سهل لك الحزونة و قرب لك البعيد و كفاك المهم و حفظ لك دينك و أمانتك و خواتيم عملك و وجهك لكل خير عليك بتقوى الله أستودع الله نفسك سر على بركة الله عز و جل

و يستحب أن يقال للقادم من الحج الحمد لله الذي يسر سبيلك و هدى دليلك و أقدمك بحال عافية و قد قضى الحج و أعان على السفر تقبل الله منك و أخلف عليك نفقتك و جعلها حجة مبرورة و لذنوبك طهورا

و يستحب حمل سبحة من طين الحسين (عليه السلام) ثلاث و ثلاثون حبة و ليستشف بتربته من حريم قبره (عليه السلام) و حده خمسة فراسخ من أربع جوانبه أو فرسخ أو خمس و عشرون ذراعا أو عشرون ذراعا و كله على الترتيب في الفضل فلتؤخذ من قبره إلى سبعين ذراعا على الأفضل فإذا تناولتها فقبلها و ضعها على عينيك و لا تتجاوز أكبر من حمصة ثم قل

اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة و بحق جبريل عليه السلام الملك الذي قبضها و أسألك بحق محمد النبي الذي خزنها و بحق الحسين عليه السلام الوصي الذي حل فيها أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعله شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء فإذا قلت ذلك فاشددها في شي‏ء نظيف و اقرأ عليها القدر فإن الدعاء الذي تقدم لأخذها هو الاستئذان عليها و قراءة القدر ختمها فإذا أردت الأكل منها للاستشفاء بها فقل اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة و رب النور الذي أنزل فيه و رب الجسد الذي سكن فيه و رب الملائكة الموكلين به صل على محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين لي أمانا من كل خوف و شفاء من كل داء كذا و كذا ثم اجرع من الماء جرعة خلفه و قل بسم الله و بالله اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء و سقم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم رب هذه التربة المباركة و رب الوصي الذي وارثه صل على محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و عزا من كل ذل و عافية من كل سقم و غنى من كل فقر روي ذلك عن الصادق (عليه السلام) و إن من تناولها و لم يدع بما ذكرناه لم يكد ينتفع بها

 

عوذة لكل شي‏ء مروية عن الرضا (عليه السلام)

 ذكرها الشيخ الطوسي رحمه الله في آخر مختصر المصباح و هي رقعة الجيب بسم الله الرحمن الرحيم اخسئوا فيها و لا تكلمون إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أخذت بسمع الله و بصره على أسماعكم و أبصاركم و بقوة الله على قوتكم لا سلطان لكم على فلان بن فلانة و لا على ذريته و لا على أهله و لا على أهل بيته سترت بينه و بينكم بستر النبوة التي استتروا بها من سطوات الفراعنة جبريل عن أيمانكم و ميكال عن يساركم و محمد صلى الله عليه و آله أمامكم و الله مطل عليكم يمنعه نبي الله و يمنع ذريته و أهل بيته منكم و من الشياطين ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنه لا يبلغ حلمنا أناتك فلا تبتله و لا يبلغ مجهود نفسه عليك توكلت و أنت نعم المولى و نعم الوكيل حرسك الله يا فلان بن فلان و ذريتك مما يخاف على أحد من خلقه و صلى الله على محمد و آله و تكتب آية الكرسي على التنزيل و تكتب لا حول و لا قوة إلا بالله لا ملجأ من الله إلا إليه حسبي الله و نعم الوكيل و أسلم في رأس الشهباء ليها ]لياليها[ طلسلسبيلا و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

 

مناجات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)

 مروية عن العسكري عن آبائه ع إلهي صل على محمد و آل محمد و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و امتحى من المخلوقين ذكري و صرت في المنسيين كمن قد نسي إلهي كبرت سني و رق جلدي و دق عظمي و نال الدهر مني و اقترب أجلي و نفدت أيامي و ذهبت شهواتي و بقيت تبعاتي إلهي ارحمني إذا تغيرت صورتي و امتحت محاسني و بلي جسمي و تقطعت أوصالي و تفرقت أعضائي إلهي أفحمتني ذنوبي و قطعت مقالتي فلا حجة لي و لا عذر فأنا المقر بجرمي المعترف بإساءتي الأسير بذنبي المرتهن بعملي المتهور في بحور خطيئتي المتحير عن قصدي المنقطع بي فصل على محمد و آل محمد و ارحمني برحمتك و تجاوز عني يا كريم بفضلك إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما و كان ظني بك و بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما إلهي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين و لا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين إلهي عظم جرمي إذ كنت المبارز به و كبر ذنبي إذ كنت المطالب به إلا أني إذا ذكرت كبير جرمي و عظيم غفرانك وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك إلهي إن دعاني إلى النار بذنبي مخشي عقابك فقد ناداني إلى الجنة بالرجاء حسن ثوابك إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك إلهي إن عزب لبي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك لي فيما ينفعني إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالإيمان أمضتها ]أمضيت[ الماضيات من أعوامي إلهي جئتك ملهوفا قد ألبست عدم فاقتي و إقامتي مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك و جدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك إلهي مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك و أمنيتي لا يغنيها إلا جزاؤك إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التعرض لسواك بالمسألة عادلا و ليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف و مضطر لانتظار خيرك المألوف إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الأخطار مبلوا بالأعمال و الاعتبار فأنا الهالك إن لم تعن علينا بتخفيف الأثقال إلهي أ من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي

إلهي إن حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه و آله في دار السلام و أعدمتني تطواف الوصفاء من الخدام و صرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل و الإنعام إلهي و عزتك و جلالك و لو قرنتني في الأصفاد طول الأيام و منعتني سيبك من بين الأنام و حلت بيني و بين الكرام ما قطعت رجائي منك و لا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت و لو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت و لو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت و لو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت و لو لم تبين لي شديد عقابك ما استجرت إلهي أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو التوحيد و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك و هو الكفر فاغفر لي ما بينهما إلهي أحب طاعتك و إن قصرت عنها و أكره معصيتك و إن ركبتها فتفضل علي بالجنة و إن لم أكن من أهلها و خلصني من النار و إن استوجبتها إلهي إن أقعدني التخلف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار إلهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا كيف تطلع عليه نار محرقة في لظى إلهي نفس أعززتها بتأييد إيمانك كيف تذلها بين أطباق نيرانك إلهي لسان كسوته من تماجيدك أنيق أثوابها كيف تهوي إليه من النار مشتعلات التهابها إلهي كل مكروب إليك يلتجئ و كل محزون إياك يرتجي إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا و سمع الزاهدون بسعة رحمتك فقنعوا و سمع المولون عن القصد بجودك فرجعوا و سمع المجرمون بسعة غفرانك فطمعوا و سمع المؤمنون بكرم عفوك و فضل عوارفك فرغبوا حتى ازدحمت مولاي ببابك عصائب العصاة من عبادك و عجت إليك منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك و لكل أمل قد ساق صاحبه إليك محتاجا و قلب تركه و جيب خوف المنع منك مهتاجا و أنت المسئول الذي لا تسود لديه وجوه المطالب و لم ترزأ بنزيله فظيعات المعاطب إلهي إن أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها فقد أصبت طريق الفزع إليك بما فيه سلامتها إلهي إن كانت نفسي استسعدتني متمردة على ما يرديها فقد استسعدتها الآن بدعائك على ما ينجيها إلهي إن عداني الاجتهاد في ابتغاء منفعتي فلم يعدني برك بي فيما فيه مصلحتي إلهي إن قسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها فقد أقسطت الآن بتعريفي إياها من رحمتك إشفاق رأفتها إلهي إن أجحف بي قلة الزاد في المسير إليك فقد وصلته الآن بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك إلهي إذا ذكرت رحمتك ضحكت إليها وجوه وسائلي و إذا ذكرت سخطك بكت لها عيون مسائلي إلهي فأفض بسجل من سجالك على عبد آيس ]يائس[ فقد أتلفه الظمأ و أحاط بخيط جيده كلال الونى إلهي أدعوك دعاء من لم يزج غيرك بدعائه و أرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه إلهي كيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك و إنما أنا في استرزاقي لهذا البدن أحد عيالك إلهي كيف أسكت بالإفحام لسان ضراعتي و قد أقلقني ما أبهم علي من مصير عاقبتي إلهي قد علمت حاجة نفسي إلى ما تكلفت لها به من الرزق في حياتي و عرفت قلة استغنائي عنه من الجنة بعد وفاتي فيا من سمح لي به متفضلا في العاجل لا تمنعنيه

 يوم فاقتي إليه في الأجل فمن شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه و من محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه إلهي لو لا ما جهلت من أمري ما شكوت عثراتي و لو لا ما ذكرت من الإفراط ما سفحت عبراتي إلهي صل على محمد و آل محمد و امح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات و هب لي كثير السيئات لقليل الحسنات إلهي إن كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فإلى من يفزع المقصرون و إن كنت لا تقبل إلا من المجتهدين فإلى من يلتجئ المفرطون و إن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان فكيف يصنع المسيئون و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون فبمن يستغيث المذنبون ]المجرمون[ إلهي إن كان لا يجوز على الصراط إلا من أجازته براءة عمله فأنى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل انقضاء أجله إلهي إن لم تجد إلا على من قد عمر بالزهد مكنون سريرته فمن للمضطر الذي لم يرضه بين العالمين سعي نقيبته إلهي إن حجبت عن موحديك نظر تغمدك لجناياتهم أوقعهم غضبك بين المشركين في كرباتهم إلهي إن لم تنلنا يد إحسانك يوم الورود اختلطنا في الجزاء بذوي الجحود اللهم فأوجب لنا بالإسلام مذخور هباتك و استصف ما كدرته الجرائر منا بصفو صلاتك إلهي ارحمنا غرباء إذا تضمنتنا بطون لحودنا و غميت باللبن سقوف بيوتنا و أضجعنا مساكين على الإيمان في قبورنا و خلفنا فرادى في أضيق المضاجع و صرعتنا المنايا في أعجب المصارع و صرنا في دار قوم كأنها مأهولة و هي منهم بلاقع إلهي إذا جئناك عراة حفاة مغيرة من ثرى الأجداث رءوسنا و شاحبة من تراب الملاحيد وجوهنا و خاشعة من أفزاع القيامة أبصارنا و ذابلة من شدة العطش شفاهنا و جائعة لطول المقام بطوننا و بادية هنالك للعيون سوءاتنا و موقرة من ثقل الأوزار ظهورنا و مشغولين بما قد دهانا عن أهالينا و أولادنا فلا تضعف المصائب علينا بإعراض وجهك عنا و سلب عائدة ما مثله الرجاء منا إلهي ما حنت هذه العيون إلى بكائها و لا جادت متسربة بمائها و لا أسهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها إلا لما أسلفته من عمدها و خطائها و ما دعاها إليه عواقب بلائها و أنت القادر يا عزيز على كشف غمائها إلهي إن كنا مجرمين فإنا نبكي على إضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه و إن كنا محرومين فإنا نبكي إذ فاتنا من جودك ما نطلبه إلهي شب حلاوة ما يستعذبه لساني من النطق في بلاغته بزهادة ما يعرفه قلبي من النصح في دلالته إلهي أمرت بالمعروف و أنت أولى به من المأمورين و أمرت بصلة و أنت خير المسئولين إلهي كيف ينقل

 بنا اليأس إلى الإمساك عما لهجنا بطلابه و قد ادرعنا من تأميلنا إياك أسبغ أثوابه إلهي إذا هزت الرهبة أفنان مخافتنا انقلعت من الأصول أشجارها و إذا تنسمت أرواح الرغبة منا أغصان رجائنا أينعت بتلقيح البشارة أثمارها إلهي إذا تلونا من صفاتك شديد العقاب أسفنا و إذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا فنحن بين أمرين فلا سخطتك تؤمننا و لا رحمتك تؤيسنا إلهي إن قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك إلهي إنك لم تزل علينا بحظوظ صنائعك منعما و لنا من بين الأقاليم مكرما و تلك عادتك اللطيفة في أهل الخيفة في سالفات الدهور و غابراتها و خاليات الليالي و باقياتها إلهي اجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها إلى ما عرفتنا من جنتك إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا و كيف تلتئم في غمراتها أمورنا و كيف يخلص لنا فيها سرورنا و كيف يملكنا باللهو و اللعب غرورنا و قد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا إلهي كيف نبتهج في دار حفرت لنا فيها حفائر صرعتها و فتلت بأيدي المنايا حبائل غدرتها و جرعتنا مكرهين جرع مرارتها و دلتنا النفس على انقطاع عيشتها لو لا ما صغت إليه هذه النفوس من رفائغ لذتها و افتتانها بالفانيات من فواحش زينتها إلهي فإليك نلتجئ من مكايد خدعتها و بك نستعين على عبور قنطرتها و بك نستفطم الجوارح عن أخلاف شهوتنا و بك نستكشف جلابيب حيرتها و بك نقوم من القلوب استصعاب جهالتها إلهي كيف للدور بأن تمنع من فيها من طوارق الرزايا و قد أصيب في كل دار سهم من أسهم المنايا إلهي ما تتفجع أنفسنا من النقلة عن الديار إن لم توحشنا هنالك من مرافقة الأبرار إلهي ما تضيرنا فرقة الإخوان و القرابات إن قربتنا منك يا ذا العطيات إلهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا إن لم تحم طير الأشائم بحياض رغباتنا إلهي إن عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته و إن رحمتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته إلهي لا سبيل إلى الاحتراس من الذنب إلا بعصمتك و لا وصول إلى عمل الخيرات إلا بمشيتك فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيتك و كيف لي بالاحتراس من الذنب ما إن لم تدركني فيه عصمتك إلهي أنت دللتني على سؤال الجنة قبل معرفتها فأقبلت النفس بعد العرفان على مسألتها أ فتدل على خيرك السؤال ثم تمنعهم النوال و أنت الكريم المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال و الإكرام إلهي إن كنت غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التفضل علي بكرمك فالكريم ليس يصنع كل معروف عند من يستوجبه إلهي إن كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بسعة رحمتك إلهي إن كان ذنبي قد أخافني فإن حسن ظني بك قد أجارني إلهي ليس تشبه مسألتي مسألة السائلين لأن السائل إذا منع امتنع عن السؤال و أنا لا غناء بي عما سألتك على كل حال إلهي ارض عني فإن لم ترض عني فاعف عني فقد يعفو السيد عن عبده و هو عنه غير راض إلهي كيف أدعوك و أنا أنا أم كيف أيأس منك و أنت أنت إلهي إن نفسي قائمة بين يديك و قد أظلها حسن توكلي عليك فصنعت بها ما يشبهك و تغمدتني بعفوك إلهي إن كان قد دنا أجلي و لم يقربني منك عملي فقد جعلت الاعتراف بالذنب إليك وسائل عللي فإن عفوت فمن أولى منك بذلك و إن عذبت فمن أعدل منك في الحكم هنالك إلهي إني جرت على نفسي في النظر لها و بقي نظرك لها فالويل لها إن لم تسلم به إلهي إنك لم تزل بي بارا أيام حياتي فلا تقطع برك عني بعد وفاتي إلهي كيف أيأس من حسن نظرك لي بعد مماتي و أنت لم تولني إلا الجميل في أيام حياتي إلهي إن ذنوبي قد أخافتني و محبتي لك قد أجارتني فتول من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على من غمره جهله يا من لا تخفى عليه خافية صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ما قد خفي على الناس من أمري

إلهي سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها و أنا إلى سترها يوم القيامة أحوج و قد أحسنت بي إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين فلا تفضحني بها يوم القيامة على رءوس العالمين إلهي جودك بسط أملي و شكرك قبل عملي فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي إلهي ليس اعتذاري اعتذار من يستغني عن قبول عذره فاقبل عذري يا خير من اعتذر إليه المسيئون إلهي لا تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك و هي المغفرة إلهي إنك لو أردت إهانتي لم تهدني و لو أردت فضيحتي لم تسترني فمتعني بما له قد هديتني و أدم لي ما به سترتني إلهي ما وصفت من بلاء ابتليتنيه أو إحسان أوليتنيه فكل ذلك بمنك فعلته و عفوك تمام ذلك إن أتممته إلهي لو لا ما فرقت من الذنوب ما فرقت عقابك و لو لا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك و أنت أولى الأكرمين بتحقيق أمل الآملين و أرحم من استرحم في تجاوزه عن المذنبين إلهي نفسي تمنيني بأنك تغفر لي فأكرم بها أمنية بشرت بعفوك فصدق بكرمك مبشرات تمنيها و هب لي بجودك مدمرات تجنيها إلهي ألقتني الحسنات بين جودك و كرمك و ألقتني السيئات بين عفوك و مغفرتك و قد رجوت ألا يضيع بين ذين و ذين مسي‏ء و محسن إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك و انطلق لساني بتمجيدك و دلني القرآن على فواضل جودك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك إلهي تتابع إحسانك إلي يدلني على حسن نظرك لي فكيف يشقى امرؤ حسن له منك النظر إلهي إن نظرت إلي بالهلكة عيون سخطتك فما نامت عن استنقاذي منها عيون رحمتك إلهي إن عرضني ذنبي لعقابك فقد أدناني رجائي من ثوابك إلهي إن عفوت فبفضلك و إن عذبت فبعدلك فيا من لا يرجى إلا فضله و لا يخاف إلا عدله صل على محمد و آل محمد و امنن علينا بفضلك و لا تستقص علينا في عدلك إلهي خلقت لي جسما و جعلت لي فيه آلات أطيعك بها و أعصيك و أغضبك بها و أرضيك و جعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات و أسكنتني دارا قد ملئت من الآفات ثم قلت لي انزجر فبك أنزجر و بك أعتصم و بك أستجير و بك أحترز و أستوفقك لما يرضيك و أسألك يا مولاي فإن سؤالي لا يحفيك إلهي أدعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه و أتضرع إليك تضرع من قد أقر على نفسه بالحجة في دعواه إلهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التنصل أبلغ من الاعتراف به لآتيته فهب لي ذنبي بالاعتراف و لا تردني بالخيبة عند الانصراف إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها و فتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها فهب لها ما سألت و جد عليها بما طلبت فإنك أكرم الأكرمين بتحقيق أمل الآملين إلهي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت و أسرفت على نفسي بما قد علمت فاجعلني عبدا إما طائعا فأكرمته و إما عاصيا فرحمته إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها و انصرف عنها المتبعون من جيرتها و بكى الغريب عليها لغربتها و جاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها و ناديها من شفير القبر ذوو مودتها و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها و لم يخف على الناظرين إليها عند ذلك ضر فاقتها و لا على من رآها قد توسدت الثرى عجز حيلتها فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون و وحيد جفاه الأهلون نزل بي قريبا و أصبح في اللحد غريبا و قد كان لي في دار الدنيا داعيا و لنظري إليه في هذا اليوم راجيا فتحسن عند ذلك ضيافتي و تكون أرحم بي من أهلي و قرابتي إلهي لو طبقت ذنوبي ما بين السماء إلى الأرض و خرقت النجوم و بلغت أسفل الثرى ما ردني اليأس عن توقع غفرانك و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك

 إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني جزاءك الذي وعدتنيه فمن النعمة أن هديتني لحسن دعائك و من تمامها أن توجب لي محمود جزائك إلهي و عزتك و جلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي و ما تنعقد ضمائر موحديك على أنك تبغض محبيك إلهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون و لست أيأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي لا تغضب علي فلست أقوى لغضبك و لا تسخط علي فلست أقوم لسخطك إلهي أ للنار ربتني أمي فليتها لم تربني أم للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني إلهي انهملت عبراتي حين ذكرت عثراتي و ما لها لا تنهمل و لا أدري إلى ما يكون مصيري و على ما ذا يهجم عند البلاغ مسيري و أرى نفسي تخاتلني و أيامي تخادعني و قد خفقت فوق رأسي أجنحة الموت و رمقتني من قريب أعين الفوت فما عذري و قد حشا مسامعي رافع الصوت إلهي لقد رجوت ممن ألبسني بين الأحياء ثوب عافيته ألا يعريني منه بين الأموات بجود رأفته و لقد رجوت ممن تولاني في حياتي بإحسانه أن يشفعه لي عند وفاتي بغفرانه يا أنيس كل غريب آنس في القبر غربتي و يا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي و يا عالم السر و النجوى و يا كاشف الضر و البلوى كيف نظرك لي بين سكان الثرى و كيف صنيعك إلي في دار الوحشة و البلى فقد كنت بي لطيفا أيام حياة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه و أنعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك عندي فعجزت عن إحصائها و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد على ما أوليت و لك الشكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع و أفضل من رجاه راج بذمة الإسلام أتوسل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بحق محمد و آل محمد أتقرب إليك فصل على محمد و آل محمد و اعرف ذمتي التي بها رجوت قضاء حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) على نفسه يعاتبها و يقول أيها المناجي ربه بأنواع الكلام و الطالب منه مسكنا في دار السلام و المسوف بالتوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام فلو دافعت نومك يا غافلا بالقيام و قطعت يومك بالصيام و اقتصرت على القليل من لعق الطعام و أحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى أن تنال أشرف المقام أيتها النفس اخلطي ليلك و نهارك بالذاكرين لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين و تشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها و دامت في الخلوات شدة حنينها و أبكى المستمعين عولة أنينها و ألان قسوة الضمائر ضجة رنينها فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا و آثرت الآخرة على الأولى أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون و يحشر إلى ربهم بالحسنى و السرور المتقون

 

مناجات أخرى له (عليه السلام)

اللهم إني أسألك الأمان الأمان يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و أسألك الأمان الأمان يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا و أسألك الأمان الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي و الأقدام و أسألك الأمان الأمان يوم لا يجزي والد عن ولده و لا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق و أسألك الأمان الأمان يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار و أسألك الأمان الأمان يوم لا تملك نفس لنفس شيئا و الأمر يومئذ لله و أسألك الأمان الأمان يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه و أسألك الأمان الأمان يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته التي تؤويه و من في الأرض جميعا ثم ينجيه مولاي يا مولاي أنت المولى و أنا العبد و هل يرحم العبد إلا المولى مولاي يا مولاي أنت المالك و أنا المملوك و هل يرحم المملوك إلا المالك مولاي يا مولاي أنت العزيز و أنا الذليل و هل يرحم الذليل إلا العزيز مولاي يا مولاي أنت الخالق و أنا المخلوق و هل يرحم المخلوق إلا الخالق مولاي يا مولاي أنت العظيم و أنا الحقير و هل يرحم الحقير إلا العظيم مولاي يا مولاي أنت القوي و أنا الضعيف و هل يرحم الضعيف إلا القوي مولاي يا مولاي أنت الغني و أنا الفقير و هل يرحم الفقير إلا الغني مولاي يا مولاي أنت المعطي و أنا السائل و هل يرحم السائل إلا المعطي مولاي يا مولاي أنت الحي و أنا الميت و هل يرحم الميت إلا الحي مولاي يا مولاي أنت الباقي و أنا الفاني و هل يرحم الفاني إلا الباقي مولاي يا مولاي أنت الدائم و أنا الزائل و هل يرحم الزائل إلا الدائم مولاي يا مولاي أنت الرازق و أنا المرزوق و هل يرحم المرزوق إلا الرازق مولاي يا مولاي أنت الجواد و أنا البخيل و هل يرحم البخيل إلا الجواد مولاي يا مولاي أنت المعافي و أنا المبتلى و هل يرحم المبتلى إلا المعافي مولاي يا مولاي أنت الكبير و أنا الصغير و هل يرحم الصغير إلا الكبير مولاي يا مولاي أنت الهادي و أنا الضال و هل يرحم الضال إلا الهادي مولاي يا مولاي أنت الرحمن و أنا المرحوم و هل يرحم المرحوم إلا الرحمن مولاي يا مولاي أنت السلطان و أنا الممتحن و هل يرحم الممتحن إلا السلطان مولاي يا مولاي أنت الدليل و أنا المتحير و هل يرحم المتحير إلا الدليل مولاي يا مولاي أنت الغفور و أنا المذنب و هل يرحم المذنب إلا الغفور مولاي يا مولاي أنت الغالب و أنا المغلوب و هل يرحم المغلوب إلا الغالب مولاي يا مولاي أنت الرب و أنا المربوب و هل يرحم المربوب إلا الرب مولاي يا مولاي أنت المتكبر و أنا الخاشع و هل يرحم الخاشع إلا المتكبر مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك و ارض عني بجودك و كرمك يا ذا الجود و الإحسان و الطول و الامتنان يا أرحم الراحمين و صلى الله على نبينا محمد و آله أجمعين

ندبة مولانا زين العابدين (عليه السلام)

 رواية الزهري يا نفس حتام إلى الحياة سكونك و إلى الدنيا و عمارتها ركونك أ ما اعتبرت بمن مضى من أسلافك و من وارته الأرض من ألافك و من فجعت به من إخوانك و نقلت إلى دار البلى من أقرانك شعر

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال دواثرخلت دورهم منهم و أقوت عراصهم و ساقتهم نحو المنايا المقادرو خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها و ضمتهم تحت التراب الحفائر

نثر كم اخترمت أيدي المنون من قرون بعد قرون و كم غيرت الأرض ببلاها و غيبت في ثراها ممن عاشرت في صنوف الناس و شيعتهم إلى الإرماس شعر

و أنت على الدنيا مكب منافس لخطابها فيها حريص مكاثرعلى خطر تمسي و تصبح لاهيا أ تدري بما ذا لو عقلت تخاطرو إن امرأ يسعى لدنياه جاهدا و يذهل عن أخراه لا شك خاسر

نثر فحتام على الدنيا إقبالك و بشهوتها اشتغالك و قد وخطك القتير و وافاك النذير و أنت عما يراد بك ساه و بلذة يومك لاه شعر

و في ذكر هول الموت و القبر و البلي عن اللهو و اللذات للمرء زاجرأ بعد اقتراب الأربعين تربص و شيب القذال منذ ذلك ذاعركأنك معني بما هو ضائر لنفسك عمدا أو عن الرشد جائر

نثر انظري إلى الأمم الماضية و القرون الفانية و الملوك العاتية كيف انتسفتهم الأيام فأفناهم الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم و بقيت فيها أخبارهم شعر

و أضحوا رميما في التراب و اقفرت مجالس منهم عطلت و مقاصرو حلوا بدار لا تزاور بينهم و أنى لسكان القبور التزاورفما إن ترى إلا جثى قد ثووا بها مسنمة تسفي عليها الأعاصر

نثر كم عاينت من ذي عز و سلطان و جنود و أعوان تمكن من دنياه و نال منها مناه فبنى الحصون و الدساكر و جمع الأعلاق و الذخائر شعر 

فما صرفت كف المنية إذ أتت مبادرة تهوي إليه الذخائرو لا دفعت عنه الحصون التي بنى و حف بها أنهارها و الدساكرو لا قارعت عنه المنية خبله و لا طمعت في الذب عنه العساكر

نثر أتاه من أمر الله ما لا يرد و نزل به من قضائه ما لا يصد فتعالى الملك الجبار المتكبر القهار قاسم الجبارين و مبير المتكبرين شعر

مليك عزيز ما يرد قضاؤه عليم حكيم نافذ الأمر قاهرعنى كل ذي عز لعزة وجهه فكل عزيز للمهيمن صاغرلقد خشعت و استسلمت و تضاءلت لعزة ذي العرش الملوك الجبابر

نثر فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدنيا و مكايدها و ما نصبت لك من مصايدها و تجلى لك من زينتها و استشرف لك من فتنتها شعر

و في دون ما عاينت من فجعاتها إلى رفضها داع و بالزهد آمرفجد و لا تغفل فعيشك زائل و أنت إلى دار المنية ضائرو لا تطلب الدنيا فإن طلابها و إن نلت منها غبه لك ضائر

نثر فهل يحرص عليها لبيب أو يسر بلذتها أريب و هو على ثقة من فنائها و غير طامع في بقائها أم كيف تنام عين من يخشى البيات أو تسكن نفس من يتوقع الممات شعر

ألا لا و لكنا نغر نفوسنا و تشغلنا اللذات عما نحاذرو كيف يلذ العيش من هو موقن بموقف عدل حين تبلى السرائركأنا نرى ألا نشور و أننا سدى ما لنا بعد الفناء مصاير

نثر و ما عسى أن ينال طالب الدنيا من لذتها و يتمتع به من بهجتها مع فنون مصائبها و أصناف عجائبها و كثرة تعبه في طلابها و تكادحه في اكتسابها و تكابده من أسقامها و أوصابها شعر

و ما أن بنى في كل يوم و ليلة يروح علينا صرفها و يباكرتعاوره آفاتها و همومها و كم ما عسى يبقى لها المتعاورفلا هو مغبوط بدنياه آمن و لا هو عن تطلابها النفس قاصر

نثر كم غرت من مخلد إليها و صرعت من مكب عليها فلم تنعثه من صرعته و لم تقله من عثرته و لم تداوه من سقمه و لم تشفه من ألمه شعر

بلى أوردته بعد عز و منعة موارد سوء ما لهن مصادرفلما رأى ألا نجاة و أنه هو الموت لا تنجيه منه الموازرتندم لو يغنيه طول ندامة عليه و أبكته الذنوب الكبائر

نثر بكى على ما أسلف من خطاياه و تحسر على ما خلف من دنياه حيث لا ينفعه الاستعبار و لا ينجيه الاعتذار من هول المنية و نزول البلية شعر

أحاطت به آفاته و همومه و أبلس لما أعجزته المعاذرفليس له من كربة الموت فارج و ليس له مما يحاذر ناصرو قد جشأت خوف المنية نفسه ترددها دون اللهاة الحناجر

 نثر هنالك خف عنه عواده و أسلمه أهله و أولاده و ارتفعت الرنة و العويل و يئسوا من برء العليل غضوا بأيديهم عينيه و مدوا عند خروج نفسه رجليه شعر

فكم موجع يبكي عليه تفجعا و مستنجد صبرا و ما هو صابرو مسترجع داع له الله مخلص يعدد منه خير ما هو ذاكرو كم شامت مستبشر بوفاته و عما قليل كالذي صار صائر

نثر شق جيوبها نساؤه و لطم خدودها إماؤه و أعول لفقده جيرانه و توجع لرزيته إخوانه ثم أقبلوا على جهازه و تشمروا لإبرازه شعر

فظل أحب القوم كان لقربه يحث على تجهيزه و يبادرو شمر من قد أحضروه لغسله و وجه لما فاظ للقبر حافرو كفن في ثوبين فاجتمعت له مشيعة إخوانه و العشائر

نثر فلو رأيت الأصغر من أولاده و قد غلب الحزن على فؤاده فغشي من الجزع عليه و قد خضبت الدموع خديه ثم أفاق و هو يندب أباه و يقول بشجو وا ويلاه شعر

لأبصرت من قبح المنية منظرا يهال لمرآه و يرتاع ناظرأكابر أولاد يهيج اكتيابهم إذا ما تناساه البنون الأصاغرو رنة نسوان عليه جوازع مدامعها فوق الخدود غزائر

نثر ثم أخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره فحثوا بأيديهم التراب و أكثروا التلدد و الانتحاب و وقفوا ساعة عليه و قد يئسوا من النظر إليه شعر

فولوا عليه معولين و كلهم لمثل الذي لاقى أخوه محاذركشاء رتاع آمنات بدا لها بمدية باد للذراعين حاسرفراعت و لم ترتع قليلا و أجفلت فلما انتحى منها الذي هو حاذر

نثر عادت إلى مرعاها و نسيت ما في أختها دهاها أ فبإفعال البهائم اقتدينا و على عادتها جرينا عد إلى ذكر المنقول إلى الثرى و المدفوع إلى هول ما ترى شعر

هوى مصرعا في لحده و توزعت مواريثه أرحامه و الأواصرو أنحوا على أمواله يخضمونها فما حامد منهم عليها و شاكرفيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها و يا آمنا من أن تدور الدوائر

نثر كيف أمنت هذه الحالة و أنت صائر إليها لا محالة أم كيف تتهنأ بحياتك و هي مطيتك إلى مماتك أم كيف تسيغ طعامك و أنت تنتظر حمامك شعر

و لم تتزود للرحيل و قد دنا و أنت على حال وشيكا مسافرفيا ويح نفسي كم أسوف توبتي و عمري فان و الردى لي ناظرو كل الذي أسلفت في الصحف مثبت يجازي عليه عادل الحكم قاهر

نثر فكم ترقع بدينك دنياك و تركب في ذلك هواك إني لأراك ضعيف اليقين يا راقع الدنيا بالدين أ بهذا أمرك الرحمن أم على هذا دلك القرآن شعر 

تخرب ما يبقى و تعمر فانيا و لا ذاك موفور و لا ذاك عامرو هل لك إن وافاك حتفك بغتة و لم تكتسب خيرا لدى الله عاذرأ ترضى بأن تفنى الحياة و تنقضي و دينك منقوص و مالك وافر

نثر فبك إلهنا نستجير يا عليم يا خبير من نؤمل لفكاك رقابنا غيرك و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك و أنت المتفضل المنان القائم الديان العائد علينا بالإحسان بعد الإساءة منا و العصيان يا ذا العزة و السلطان و القوة و البرهان أجرنا من عذابك الأليم و اجعلنا من سكان دار النعيم يا أرحم الراحمين

 

دعاء الفرج

يدعى به عقيب صلاة الحاجة المروية عن الرضا (عليه السلام) و قد مر ذكرها على الحاشية في باب صلاة الحوائج يوم الجمعة فإذا سلمت فادع بهذا الدعاء و أنت قائم

و هو بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الخلق و قاسم الرزق و فالق الإصباح و جاعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم لا إله إلا هو العزيز الحكيم و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و وليه و نبيه و خليله و صفيه و حبيبه و خالصته و خاصته من خلقه و أمينه على وحيه أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا صلى الله عليه و أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا يا مقوي كل ذليل و معز المؤمنين و مذل الجبارين قد و حقك بلغ مني المجهود ففرج عني يا أرحم الراحمين يا مفرج الفرج يا كريم الفرج يا عزيز الفرج يا جبار الفرج يا رحمان الفرج يا رحيم الفرج يا جليل الفرج يا جميل الفرج يا كفيل الفرج يا منيل الفرج يا مقيل الفرج يا مجير الفرج يا خبير الفرج يا منير الفرج يا مبلغ الفرج يا مديل الفرج يا محيل الفرج يا كبير الفرج يا قدير الفرج يا بصير الفرج يا بر الفرج يا طهر الفرج يا طاهر الفرج يا قاهر الفرج يا ظاهر الفرج يا باطن الفرج يا ساتر الفرج يا محيط الفرج يا مقتدر الفرج يا حفيظ الفرج يا متجبر الفرج يا قريب الفرج يا ودود الفرج يا حميد الفرج يا مجيد الفرج يا مبدئ الفرج يا معيد الفرج يا شهيد الفرج يا محسن الفرج يا مجمل الفرج يا منعم الفرج يا مفضل الفرج يا قابض الفرج يا باسط الفرج يا هادي الفرج يا مرسل الفرج يا دافع الفرج يا رافع الفرج يا باقي الفرج يا واقي الفرج يا خلاق الفرج يا وهاب الفرج يا تواب الفرج يا فتاح الفرج يا نفاح الفرج يا مرتاح الفرج يا نفاع الفرج يا رءوف الفرج يا عطوف الفرج يا كافي الفرج يا شافي الفرج يا معافي الفرج يا مكافي الفرج يا وفي الفرج يا مهيمن الفرج يا سلام الفرج يا متكبر الفرج يا مؤمن الفرج يا أحد الفرج يا صمد الفرج يا نور الفرج يا مدبر الفرج يا فرد الفرج يا وتر الفرج يا ناصر الفرج يا مونس الفرج يا باعث الفرج يا وارث الفرج يا عالم الفرج يا حاكم الفرج يا بارئ الفرج يا متعالي الفرج يا مصور الفرج يا مجيب الفرج يا قائم الفرج يا دائم الفرج يا عليم الفرج يا حكيم الفرج يا جواد الفرج يا بار الفرج يا سار الفرج يا عدل الفرج

يا فاصل الفرج يا ديان الفرج يا حنان الفرج يا منان الفرج يا سميع الفرج يا خفي الفرج يا معين الفرج يا ناشر الفرج يا غافر الفرج يا قديم الفرج يا مسهل الفرج يا ميسر الفرج يا مميت الفرج يا محيي الفرج يا نافع الفرج يا رازق الفرج يا مسبب الفرج يا مغيث الفرج يا مغني الفرج يا مقني الفرج يا خالق الفرج يا راصد الفرج يا حاضر الفرج يا جابر الفرج يا حافظ الفرج يا شديد الفرج يا غياث الفرج يا عائد الفرج يا الله الفرج يا عظيم الفرج يا حي الفرج يا قيوم الفرج يا عالي الفرج يا رب الفرج يا أعظم الفرج يا أعز الفرج يا أجل الفرج يا غني الفرج يا أكبر الفرج يا أزلي الفرج يا أول الفرج يا آخر الفرج يا حق الفرج يا مبين الفرج يا يقين الفرج يا مالك الفرج يا قدوس الفرج يا متقدس الفرج يا واحد الفرج يا أحد الفرج يا متوحد الفرج يا ممد الفرج يا قهار الفرج يا راحم الفرج يا مفضل الفرج يا مترحم الفرج يا قاصم الفرج يا مكرم الفرج يا معلم الفرج يا مصطفي الفرج يا مزكي الفرج يا وافي الفرج يا كاشف الفرج يا مصرف الفرج يا داعي الفرج يا مرجو الفرج يا متجاوز الفرج يا فاتح الفرج يا مليك الفرج يا مقدر الفرج يا مؤلف الفرج يا ممهد الفرج يا مؤيد الفرج يا شاهد الفرج يا صادق الفرج يا مصدق الفرج يا مدرك الفرج يا سابق الفرج يا عون الفرج يا لطيف الفرج يا رقيب الفرج يا فاطر الفرج يا مقني الفرج يا مسخر الفرج يا ممجد الفرج يا معبود الفرج يا مدعو الفرج يا مرهوب الفرج يا مستعان الفرج يا ملتجئ الفرج يا كهف الفرج يا عدة الفرج يا ذا الجلال و الإكرام اللهم بحق هذه الأسماء الحسنى و الكلمات العليا و بحق بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد أهلك عدو محمد و آل محمد اللهم إن كان فلان عدو الله و عدو رسول الله صلى الله عليه و آله و أهل بيته و ذريته و شيعته جحد حقا و ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء و عذابا عاجلا آمين

 آمين آمين رب العالمين و أمان الخائفين أدركنا في هذه الحاجة و أغثنا يا إلهي بحق ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين المطهرين و بشفاعة نبيك محمد صلى الله عليه و آله اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه و آله يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة إنا توجهنا بك إلى الله و توسلنا بك إلى الله و استشفعنا بك إلى الله و قدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله يا أبا الحسن يا علي بن أبي طالب يا أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا و مولانا إنا توجهنا بك إلى الله و توسلنا بك إلى الله و استشفعنا بك إلى الله و قدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله يا فاطمة الزهراء يا بنت رسول الله يا سيدتنا و مولاتنا إنا توجهنا بك إلى الله و توسلنا بك إلى الله و استشفعنا بك إلى الله و قدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله يا أبا محمد يا حسن بن علي يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا و مولانا إنا توجهنا بك إلى الله و توسلنا بك إلى الله و استشفعنا بك إلى الله و قدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله يا أبا عبد الله يا حسين بن علي إلى آخره كما تقدم في الحسن (عليه السلام) يا أبا الحسن يا علي بن الحسين إلى آخره يا أبا جعفر يا محمد بن علي إلى آخره يا أبا عبد الله يا جعفر بن محمد إلى آخره يا أبا إبراهيم يا موسى بن جعفر إلى آخره يا أبا الحسن يا علي بن موسى إلى آخره يا أبا جعفر يا محمد بن علي إلى آخره يا أبا الحسن يا علي بن محمد إلى آخره يا أبا محمد يا حسن بن علي إلى آخره يا وصي الحسن و الخلف الصالح إلى آخره كما مر في الحسن السبط (عليه السلام) اللهم صل على محمد و آل محمد و اكشف عنا كل هم و فرج عنا كل غم و اقض لنا كل حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة اللهم صل على محمد و آل محمد و أعذنا من شر جميع ما خلقت اللهم صل على محمد و آل محمد و ألبسنا درعك الحصينة و قنا شر جميع خلقك اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظ غربتنا و استر عورتنا و آمن روعتنا و اكفنا من بغى علينا و انصرنا على من ظلمنا و أعذنا من الشيطان الرجيم و من جور السلطان و من شر كل ذي شر اللهم اجعلنا في سترك و في حفظك و في كنفك و في حرزك و في عياذك و في عزك و في منعك عز جارك و جل ثناؤك و امتنع عائذك و لا إله غيرك توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره

 تكبيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله أجمعين اللهم كف عن عبدك الضعيف فلان بن فلان شر فلان بن فلان و ذب عنه كيده و مكره و غائلته و بطشه و حيلته و غمزه و طمه بالعذاب طما و قمه بالبلاء قما و أبح حريمه و ارمه بيوم لا معاد له و بساعة لا مرد لها إنك على كل شي‏ء قدير اللهم بحق الأئمة المعصومين و بحق حرمتهم لديك و منزلتهم عندك أهلكه هلاكا عاجلا غير آجل و خذه أخذ عزيز مقتدر برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم بحقك العظيم و بحق محمد و آل محمد و بحق أنبيائك و رسلك و بحق هؤلاء الأئمة المعصومين و بحق عبادك الصالحين و بحق من ناداك و ناجاك و دعاك في البر و البحر صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و تفضل على فقراء المؤمنين و المؤمنات بالغنى و البركة و على مرضي المؤمنين و المؤمنات بالشفاء و العافية و على موتى المؤمنين و المؤمنات بالمغفرة و الرحمة و على غرباء المؤمنين و المؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين و على والدينا و أزواجنا و ذرياتنا و أهل حزانتنا بالعتق من النار و الفوز بالجنة و اجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا و ارزقنا حلالا طيبا من حيث نحتسب و من حيث لا نحتسب و اختم لنا بخير و أصلح لنا شأننا و أعنا لديننا و دنيانا و اقض حوائجنا كلها من أمور الدنيا و الآخرة مما لك فيه رضى و لنا فيه صلاح و أغثنا و أدركنا و ارزقنا حج بيتك الحرام و زيارة النبي و الأئمة عليهم السلام في عامنا هذا و في كل عام و اجعلنا في طاعتك مجدين و في خدمتك راغبين و قنا بفضل رحمتك عذاب الفقر و القبر و النار و سكرات الموت و أهوال يوم القيامة يا أرحم الراحمين ثم يسجد سجدة الشكر و يسأل حاجته تقضى إن شاء الله تعالى

 

دعاء الجوشن المروي عن الصادق (عليه السلام)

و له أخبار مشهورة في سرعة الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد إلي صوائب ]نحوي[ سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف ]ذعاق[ مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير ممن ناوأني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرتك و فللت لي شبا حده و خذلته بعد جمع عديده و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكايده إليه و رددته عليه و لم نشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكايده و نصب لي أشراك مصايده و وكل بي تفقد رعايته و ضبا إلي ضبا السبع لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته و هو يظهر بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملته و أصبح مجلبا لي ]إلي[ في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته و جعلت خده طبقا لتراب رجله و شغلته في بدنه و رزقه و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته لمنخره و رددت كيده في نحره و وثقته بندامته و فثأته ]فتنته[ بحسرته فاستخذأ و استخذل و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و قد كدت يا رب لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا تعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و عدو شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بموق عينه و جعل عرضي غرضا ]و جعلني عرضا[ لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه فناديتك يا رب مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أتعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لا ]لن[ يضطهد من آوى إلى ظل كنفك و كفايتك و اعتضد بولايتك و لن تقرع الحوادث من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من ظن حسن حققت و من كسر إملاق جبرت و من مسكنة فادحة حولت و من صرعة مهلكة نعشت و من مشقة أزحت لا تسأل عما تفعل و هم يسألون و لا ينقصك يا سيدي ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت

و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك ]انتهاك حرماتك[ و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك و لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم و هذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عادتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أرتده إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من سخطك بعزتك و طولك و بحق نبيك محمد صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع له القلوب و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و أنا في صحة من البدن و سلامة في النفس من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا وجلا هاربا طريدا منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و طمأنينة و عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا في الحديد ]بالحديد[ بأيدي العداة لا يرحمونه فقيدا ]بعيدا[ من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة

 بأية قتلة يقتل به و بأية مثلة يمثل به و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب بالسيوف و الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده لا يعرف حيلة و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة من ماء عذب أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاخصا عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عطش أو عرى أو غيره من الشدائد مما أنا منه خلو و في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عارفا مملقا مخفقا مهجورا خائفا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه عندك هو أوجه مني عندك و أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد على ذلك كله يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي

 و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح و قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع من الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها تتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين سيدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه و أخلاءه و أمسى أسيرا حقيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حصر في المطامير و ثقل في الحديد ]بالحديد[ لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و سيدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى

 أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها و قد ركب الفلك و كسرت به فهو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا ]سريعا[ و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجأن إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك يا رب فبمن أعوذ و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت معولي و عليك متكلي أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على الأرض فاستقرت و على الجبال فرست و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي كلها و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك استعنت ]استغثت[ فصل على محمد و آل محمد و أعني ]أغثني[ و بك استجرت فصل على محمد و آل محمد و أجرني و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا منك و كرما لا باستحقاق مني إلهي فلك الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين ثم اسجد و قل سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز الجليل سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكبير سجد وجهي و سمعي و بصري و لحمي و دمي و جلدي و عظمي و ما أقلت الأرض مني لله رب العالمين اللهم عد على جهلي بحلمك و على فقري بغناك و على ذلي بعزك و سلطانك و على ضعفي بقوتك و على خوفي بأمنك و على ذنوبي و خطاياي بعفوك و رحمتك يا رحمان يا رحيم اللهم إني أدرأ بك في نحر فلان بن فلان و أعوذ بك من شره فاكفنيه بما كفيت به أنبياءك و أولياءك من خلقك و صالحي عبادك من فراعنة خلقك و طغاة عداتك و شر جميع خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين إنك على كل شي‏ء قدير و حسبنا الله و نعم الوكيل

دعاء مروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) تعلمه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)

لا يدعو به ملهوف و لا مكروب و لا محزون و لا حريق و لا غريق و لا خائف إلا فرج عنه و هو يا عماد من لا عماد له و يا ذخر من لا ذخر له و يا سند من لا سند له و يا حرز من لا حرز له و يا غياث من لا غياث له و يا كنز من لا كنز له و يا عز من لا عز له يا كريم العفو و يا حسن التجاوز يا عون الضعفاء يا كنز الفقراء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل أنت الذي سجد لك سواد الليل و نور النهار و ضوء القمر و شعاع الشمس و حفيف الشجر و دوي الماء يا الله يا الله يا الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك يا رباه يا الله صل على محمد و آل محمد و افعل بنا ما أنت أهله و نجنا من النار بعفوك و أدخلنا الجنة برحمتك و زوجنا من الحور العين بجودك و صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين إنك على كل شي‏ء قدير و هذه الزيادة ذكرها الشيخ الطوسي رحمه الله في مصباحيه في آخر هذا الدعاء ثم ادع بما أحببت

دعاء عظيم مروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)

اللهم إنك حي لا تموت و صادق لا تكذب و قاهر لا تقهر و خالق لا تعان و بدي‏ء لا تنفد و قريب لا تبعد و قادر لا تضام و غافر لا تظلم و صمد لا تطعم و قيوم لا تنام و مجيب لا تسأم و بصير لا ترتاب و جبار لا تعاز و عظيم لا ترام و عليم لا تعلم و قوي لا تضعف و عالم لا تجهل و عظيم لا توصف و وفي لا تخلف و عدل لا تحيف و غالب لا تغلب و غني لا تفتقر و كبير لا تصغر و حكم لا تجور و وكيل لا تحقر و منيع لا تقهر و معروف لا تنكر و وتر لا تستأنس و فرد لا تستشير و وهاب لا تمل و سميع ]سريع[ لا تذهل و جواد لا تبخل و عزيز لا تذل و حافظ لا تغفل و قائم لا تسهو و قيوم لا تنام و سميع لا تشك و رفيق لا تعنف و حليم لا تعجل و شاهد لا تغيب و محتجب لا ترى و دائم لا تفنى و باق لا تبلى و واحد لا تشبه و مقتدر لا تنازع يا كريم يا جواد يا متكرم يا قريب يا مجيب يا متعال يا جليل يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا متعزز يا جبار يا متجبر يا متكبر يا غافر يا متطهر يا قادر يا مقتدر يا من ينادى من كل فج عميق بألسنة شتى و لغات مختلفة و حوائج متتابعة لا يشغلك شي‏ء عن شي‏ء أنت الذي لا تبيد و لا تفنيك الدهور و لا تغيرك الأزمنة و لا تحيط بك الأمكنة و لا تأخذك نوم و لا سنة و لا يشبهك شي‏ء و كيف لا تكون كذلك و أنت خالق كل شي‏ء لا إله إلا أنت كل شي‏ء هالك إلا وجهك الكريم أكرم الوجوه سبوح ذكرك قدوس أمرك واجب حقك نافذ قضاؤك لازم صل على محمد و آل محمد و يسر لي من أمري ما أخاف عسره و فرج عني و عن كل مؤمن و مؤمنة ما أخاف كربه و سهل لي ما أخاف صعوبته و خلصني مما أخاف هلكته يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال و الإكرام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين

 

دعاء العبرات

عظيم مروي عن القائم (عليه السلام) يدعى به في المهمات العظام و يسمى دعاء العبرات و هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الزفرات ]الكربات[ أنت الذي تقشع سحاب ]سحائب[ المحن و قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الفتن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و بنيانها هديما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا و المقهور قاهرا و المقدور عليه قادرا ]إلهي[ فكم من عبد ناداك رب إني مغلوب فانتصر ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر رب إني مغلوب فانتصر ثلاثا رب صل على محمد و آل محمد و افتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجر لي من عونك عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر و احملني يا رب من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته يهيم و لم يجد له صريخا يصرخه من ولي و لا حميم وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا و وليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و آياته باهرة و نقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار صل يا رب على محمد و آل محمد و انظر إلي يا رب نظرة من نظراتك رحيمة تجلي ]تجمل[ بها عني ظلمة عاكفة مقيمة من عاهة جفت منها الضروع و تلفت منها الزروع و انهملت من أجلها الدموع و اشتمل لها على القلوب اليأس و خرت بسببها الأنفاس إلهي فحفظا حفظا لغراس غرسها بيد الرحمن و شربها من ماء الحيوان و نجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و تجز إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك بأن يكون عن حماك حارسا و مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه و إن القلوب كاعت فطمنها و النفوس ارتاعت فسكنها إلهي إلهي تدارك أقداما زلت و أفكارا في مهامة الحياة ضلت بأن رأت جبرك على كسيرها و إطلاقك لأسيرها و إجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور و لبى داعيه بالويل و الثبور فهل يحسن من عدلك يا مولاي أن تدعه فريسة البلاء و هو لك راج أم هل يجمل في فضلك أن يخوض لجة الغماء و هو إليك لاج مولاي لئن كنت لا أشق على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من الطوى ذبل الشفاه من الظماء و عمش العيون من البكاء بل أتيتك بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطايا و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي الشهوة منقادة أ ما يكفيني يا رب وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأولياء دينك موال و في محبتهم مغال و لجلباب البلاء فيهم لابس و لكتاب تحمل العناء بهم دارس أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما و أغدو مكظوما و أفضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا مولاي بهذه حرمة لا تضيع و ذمة بأدناها تقتنع فلم لا تمنعني يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني هكذا و أنا بنار عدوك حريق مولاي أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصايد و تقلدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم أن لو قطعتها خمدوا فما يمنعك يا رب أن تكف بأسهم و تنزع عنهم من حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون اللهم صل على محمد و آل محمد و أدركني و لما يدركني الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن و أمان أ فأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكبر من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا ما عذري يا إلهي إذا حرمت من حسن الكرامة نائلك و أنت الذي لا تخيب آملك و لا ترد سائلك إلهي إلهي أين أين كفايتك التي هي عصرة ]نصرة[ المستضعفين من الأنام و أين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين بجور الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين

 مولاي ترى تحيري في أمري و تقلبي في ضري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فصل يا رب على محمد و آل محمد و جد لي يا رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا و يسر لي يا رب نحو البشرى منهجا و اجعل يا رب من ينصب لي الحبالة ليصرعني بها صريع ما مكر و من يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر و اصرف اللهم عني من شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عن القوم المتقين و عمن قاد نفسه لدين الديان و مناد ينادي للإيمان إلهي عبدك عبدك أجب دعوته ضعيفك ضعيفك فرج غمته فقد انقطع به كل حبل إلا حبلك و تقلب ]تقلص[ عنه كل ظل إلا ظلك مولاي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي هذه إن كذبتها أين تلاقي موضع الإعانة ]غاثة[ فلا ترد عن بابك من لا يعلم غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعلم سواه جنابا ثم اسجد و قل إلهي إن وجها إليك في رغبته توجه فالراغب خليق بأن تحبه ]لا تخيبه[ و إن جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد و إن خدا لديك بمسألته تعفر جدير أن يفوز بمراده و يظفر و ها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفير خدي و اجتهادي في مسألتك و جدي فتلق يا رب رغباتي برحمتك قبولا و سهل إلي طلباتي برأفتك ]بعزتك[ وصولا و ذلل قطوف ثمرة إجابتك لي تذليلا إلهي فإذا قام ذو حاجة بحاجته شفيعا فوجدته ممتنع النجاح سهل القياد مطيعا فإني أستشفع إليك بكرامتك و الصفوة من أنامك الذين أنشأت لهم ما تظل و تقل و برأت ما يدق و يحل أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجلالة و أحللته من الفطرة الروحانية محل السلالة حجتك في خلقك و أمينك على عبادك محمد رسولك صلواتك عليه و آله و بمن جعلته لنوره مغربا و عن مكنون سره معربا سيد الأوصياء و إمام الأتقياء يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين و أبو الأئمة الراشدين علي أمير المؤمنين (عليه السلام) و أتقرب إليك بخيرة الأخيار و أم الأنوار الإنسية الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء و بقرتي عين الرسول و ثمرتي فؤاد البتول السيدين الإمامين أبي محمد الحسن و أبي عبد الله الحسين و بالسجاد زين العباد ذي الثفنات راهب العرب علي بن الحسين و بالإمام العالم و السيد الحاكم النجم الزاهر و القمر الباهر مولاي محمد بن علي الباقر و بالإمام الصادق مبين المشكلات مظهر الحقائق المفحم بحجته كل ناطق مخرس ألسنة أهل الجدال مساكن الشقاشق مولاي جعفر بن محمد الصادق و بالإمام التقي و المخلص الصفي و النور الأحمدي النور الأنور و الضياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر و بالإمام المرتضى و السيف المنتضى و الراضي بالقضا مولاي علي بن موسى الرضا

و بالإمام الأمجد و الباب الأقصد و الطريق الأرشد و العالم المؤيد ينبوع الحكم و مصباح الظلم سيد العرب و العجم الهادي إلى الرشاد و الموفق بالتأييد و السداد مولاي محمد بن علي الجواد و بالإمام منحة الجبار و والد الأئمة الأطهار علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه و أنذر و بالإمام المنزه عن المآثم المطهر من المظالم الحبر العالم ربيع الأنام و بدر الظلام التقي النقي الطاهر الزكي مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري و أتقرب إليك بالحفيظ العليم الذي جعلته على خزائن الأرض و الأب الرحيم الذي ملكته أزمة البسط و القبض صاحب النقيبة الميمونة و قاصف الشجرة الملعونة مكلم الناس في المهد و الدال على منهاج الرشد الغائب عن الأبصار الحاضر في الأمصار الغائب عن العيون الحاضر في الأفكار بقية الأخيار الوارث لذي الفقار الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار العالم المطهر محمد بن الحسن عليهم أفضل التحيات و أعظم البركات و أتم الصلوات اللهم فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي و وسائلي فصل عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها و لا يبلغ كثير همم الخلائق صغيرها و كن لي بهم عند أحسن ظني و حقق لي بمقاديرك تهيئة التمني إلهي لا ركن لي أشد منك فآوي إلى ركن شديد و لا قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد و لا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد و قد أويت إليك و عولت في قضاء حوائجي عليك و دعوتك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت فهل بقي يا رب غير أن تجيب و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه يا كاشف ضر أيوب يا راحم عبرة يعقوب اغفر لي و ارحمني و انصرني على القوم الكافرين و افتح لي و أنت خير الفاتحين و الطف بي يا رب و بجميع المؤمنين و المؤمنات يا ذا القوة المتين برحمتك يا أرحم الراحمين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين

 

دعاء المشلول

يقول إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح أصلح الله شانه و صانه عما شانه وجدت هذا الدعاء بصورتين متغايرتين الصورة الأولى نقلتها من بعض كتب الأدعية إلهي لك بهاء الجلال في انفراد وحدانيتك و لك كبرياء الجلال في إتقان حكمتك و لك سلطان العز في دوام هيبتك و لك جلال العظمة في شموخ رفعتك يا عالما بباطن مكنون السرائر لم يغب من ذلك شي‏ء عليك فلك الحمد الذي لا يزول و لا ينبغي إلا لظهور قدسك و لا يزكو إلا لكبرياء جبروتك فكيف يلحقك اللهم من عبادك فهم أم كيف ينالك يا إلهي وهم و أنت المتعظم بأنوار الهيبة و غواشي شعاع المهابة و الكروبيون حول كرسي كرامتك و الحاملون ما حملتهم بقوتك من جلال عظمة عرشك و الروحانيون الذين قد تسربلوا بنور جلال هيبتك و الملائكة الذين قد عكفوا على ذكر ما أوليتهم من نعمك لا تنالك أوهامهم و لا تلحقك أفهامهم و قد رسخت هيبتك في قلوبهم اللهم فبحقك يا ذا الجلال و الإكرام و الأسامي العظام و بحق نبيك و أهل بيته عليهم السلام اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني و يدي و ارجعني إلى أحسن العافية عندي و اصرف عني العاهة و الآفة و كل بلية بجودك و عفوك و قدرتك الصورة الثانية من كتاب مهج الدعوات و هي أرجح من التي قبلها غير أني أحببت الاستظهار في حفظ الدعاء بالصورتين معا و هي هذه اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا حي لا إله إلا أنت يا هو يا من لا يعلم ما هو و لا كيف هو و لا أين هو و لا حيث هو إلا هو يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزة و الجبروت يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا مفيد يا مدبر يا شديد يا مبدئ يا معيد يا مبيد يا ودود يا محمود يا معبود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا منيع يا سميع يا عليم يا حليم يا كريم يا حكيم يا قديم يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا ديان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادي يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قائم يا دائم يا عالم يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبر يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و لم تكن له صاحبة و لا كان معه وزير و لا اتخذ معه مشيرا و لا احتاج إلى ظهير و لا كان معه إله لا إله إلا أنت فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا يا علي يا شامخ يا باذخ يا فتاح يا نفاح يا مرتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر

 يا مدرك يا مهلك يا منتقم يا باعث يا وارث يا طالب يا غالب يا من لا يفوته هارب يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب الأسباب يا مفتح الأبواب يا من حيث ما دعي أجاب يا طهور يا شكور يا عفو يا غفور يا نور النور يا مدبر الأمور يا لطيف يا خبير يا مجير يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا فرد يا أبد يا سند يا صمد يا كافي يا شافي يا وافي يا معافي يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا متكرم يا متفرد يا من علا فقهر و يا من ملك فقدر يا من بطن فخبر و يا من عبد فشكر و يا من عصي فغفر و ستر و يا من لا تحويه الفكر و لا يدركه بصر و لا يخفى عليه أثر يا رازق البشر و يا مقدر كل قدر يا عالي المكان يا شديد الأركان يا مبدل الزمان يا قابل القربان يا ذا المن و الإحسان يا ذا العز و السلطان يا رحيم يا رحمان يا من هو كل يوم في شأن يا من لا يشغله شأن عن شأن يا عظيم الشأن يا من هو بكل مكان يا سامع الأصوات يا مجيب الدعوات يا منجح الطلبات يا قاضي الحاجات يا منزل البركات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا ولي الحسنات يا رافع الدرجات يا مؤتي السؤلات يا محيي الأموات يا جامع الشتات يا مطلعا على النيات يا راد ما قد فات يا من لا تشتبه عليه الأصوات يا من لا تضجره المسألات و لا تغشاه الظلمات يا نور الأرض و السماوات يا سابغ النعم يا دافع النقم يا بارئ النسم يا جامع الأمم يا شافي السقم يا خالق النور و الظلم يا ذا الجود و الكرم يا من لا يطأ عرشه قدم يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا جار المستجيرين يا أمان الخائفين يا ظهر اللاجين يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين يا غاية الطالبين يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد يا ملجأ كل طريد يا مأوى كل شريد يا حافظ كل ضالة يا راحم الشيخ الكبير يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكبير يا فاك كل أسير يا مغني البائس الفقير يا عصمة الخائف المستجير يا من له التدبير و التقدير يا من العسير عليه يسير يا من لا يحتاج إلى تفسير يا من هو على كل شي‏ء قدير يا من هو بكل شي‏ء خبير يا من هو بكل شي‏ء بصير يا مرسل الرياح يا فالق الإصباح يا باعث الأرواح يا ذا الجود و السماح يا من بيده كل مفتاح يا سامع كل صوت يا سابق كل فوت يا محيي كل نفس بعد الموت يا عدتي في شدتي يا حافظي في غربتي يا مونسي في وحدتي يا وليي في نعمتي يا كهفي حين تعييني المذاهب و تسلمني الأقارب و يخذلني كل صاحب يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر

 له يا حرز من لا حرز له يا كهف من لا كهف له يا كنز من لا كنز له يا ركن من لا ركن له يا غياث من لا غياث له يا جار من لا جار له يا جاري اللصيق يا ركني الوثيق يا إلهي بالتحقيق يا رب البيت العتيق يا شفيق يا رفيق فكني من حلق المضيق و اصرف عني كل هم و غم و ضيق و اكفني شر ما لا أطيق و أعني على ما أطيق يا راد يوسف على يعقوب يا كاشف ضر أيوب يا غافر ذنب داود يا رافع عيسى ابن مريم و منجيه من أيدي اليهود يا مجيب نداء يونس في الظلمات يا مصطفي موسى بالكلمات يا من غفر لآدم خطيئته و رفع إدريس مكانا عليا برحمته يا من نجا نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى و قوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم و أطغى و المؤتفكة أهوى يا من دمر على قوم لوط و دمدم على قوم شعيب يا من اتخذ إبراهيم خليلا يا من اتخذ موسى كليما و اتخذ محمدا صلى الله عليه و آله و عليهم أجمعين حبيبا يا مؤتي لقمان الحكمة و الواهب لسليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة يا من أعطى الخضر الحياة و رد ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها يا من ربط على قلب أم موسى و أحصن فرج مريم ابنة عمران يا من حصن يحيى بن زكريا من الذنب و سكن عن موسى الغضب يا من بشر زكريا بيحيى يا من فدى إسماعيل من الذبح بذبح عظيم يا من قبل قربان هابيل و جعل اللعنة على قابيل يا هازم الأحزاب لمحمد صلى الله عليه و آله صل على محمد و آل محمد و على جميع المرسلين و ملائكتك المقربين و أهل طاعتك أجمعين و أسألك بكل مسألة سألك بها أحد ممن رضيت عنه فحتمت له على الإجابة يا الله ثلاثا يا رحمان ثلاثا يا رحيم ثلاثا يا ذا الجلال و الإكرام ثلاثا به به سبعا أسألك و بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في شي‏ء من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بمعاقد العز من عرشك و بمنتهى الرحمة من كتابك و بما لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم و أسألك بأسمائك الحسنى التي نعتها في كتابك

فقلت وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها و قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قلت وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قلت يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و أنا أسألك يا إلهي و أدعوك يا رب و أرجوك يا سيدي و أطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني و قد دعوتك كما أمرتني فافعل بي ما أنت أهله يا كريم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله أجمعين ثم تذكر حاجتك تقضى إن شاء الله بمنه و كرمه