فهرس الكتاب

مكتبة الدعاء والزيارة

 


الفصل الثامن عشر

فيما نذكره من صفة الاذان والاقامة وبعض اسرارهما يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره وقدس ذكره قد كنا ذكرنا في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى اسرارا جليلة للاذان فتطلب من ذلك المكان ونحن نذكر الان طرفا مما رويناه من اسراره بحسب ما نوثره من الامكان.

قال الشيخ السعيد ابوجعفر محمد بابويه رضوان الله عليه حدثنا احمد بن محمد بن عبدالرحمن المؤذن بن الحاكم المقرى قال حدثنا ابوعمرو جعفر بن محمد المقرى الجرجانى قال حدثنا ابوبكر محمد بن الحسن الموصلى ببغداد قال حدثنا محمد بن عاصم الطريفى قال حدثنا ابوزيد عياش بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن على قال اخبرنى ابى زيد بن الحسن قال حدثنى موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن ابيه حسين بن على عن ابيه على بن ابى طالب عليهم السلام قال كنا جلوسا في المسجد اذ صعد المؤذن المنارة فقال الله اكبر الله اكبر فبكى امير المؤمنين على ابيطالب عليه السلام

[145]

وبكينا لبكائه فلما فرغ المؤذن قال اتدرون ما يقول المؤذن قلنا الله ورسوله ووصيه اعلم قال لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فلقوله الله اكبر معان كثيرة.

ومنها ان قول المؤذن الله اكبر يقع على قدمه وازليته وابديته وعلمه وقوته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه فاذا قال المؤذن الله اكبر فانه يقول الله الذى خلق وله الامر وبمشيته كان الخلق ومنه كل شئ للخلق واليه يرجع الخلق وهو الاول قبل كل شئ لم يزل والاخر بعد كل شئ لايحد فهو الباقى وكل شئ دونه فان.

والمعنى الثانى الله اكبر اى العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل ان يكون.

والثالث الله اكبر اى القادر على كلشئ يقدر على ما يشاء القوى لقدرته المقتدر على خلقه القوى لذاته قدرته قائمة على الاشياء كلها اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون.

والرابع الله اكبر على معنى حلمه وكرمه يحلم حتى كانه لايعلم ويصفح حتى كانه لايرى ويستر كانه لايعصى لايعجل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما.

والوجه الاخر في معنى الله اكبر اى الجواد جزيل العطاء كريم الفعال.

والوجه الاخر في معنى الله اكبر فيه نفى كيفيته كانه يقول الله اجل من ان يدرك الواصفون قدر وصفه الذى هو موصوف به وانما يصفه الواصفون على قدرهم لاعلى قدر عظمته وجلاله تعالى الله عن ان يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا.

[146]

والوجه الاخر الله اكبر كانه يقول الله اعلى واجل وهو الغنى عن عباده لا حاجة به إلى اعمال خلقه.

واما قوله اشهد ان لااله الا الله فاعلام بالشهادة لاتجوز الا بمعرفة من القلب كانه يقول اعلم ان لامعبود الا الله عزوجل وان كل معبود باطل سوى الله عزوجل واقر بلسانى بما في قلبى من العلم بانه لااله الا الله واشهد ان لاملجاء من الله الا اليه ولا منجى من شر كل ذى شر وفتنة كل ذى فتنة الا بالله.

وفى المرة الثانية اشهد ان لااله الا الله معناه اشهد ان لاهادى الا الله ولا دليل لى الا الله واشهد انى اشهد ان لااله الا الله سكان السموات وسكان الارضين وما فيهن من الملائكة والناس اجمعين وما فيهن من الجبال والاشجار والدواب والوحوش وكل رطب ويابس انى اشهد ان لا خالق الا الله ولا رزاق ولا معبود ولا ضار ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطى ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافى ولا شافى ولا مقدم ولا مؤخر الا الله له الخلق والامر وبيده الخير كله تبارك الله رب العالمين.

واما قوله اشهد ان محمدا رسول الله يقول اشهد ان لااله الا هو وان محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه ونجيه ارسله إلى كافة الناس اجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واشهد من في السموات والارض من النبيين والمرسلين والملائكة والناس اجمعين ان محمدا سيد الاولين والاخرين.

وفى المرة الثانية اشهد ان محمدا رسول الله يقول اشهد ان لا حاجة لاحد الا إلى الله الواحد القهار الغنى عن عباده والخلائق اجمعين وانه ارسل محمدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا

[147]

فمن انكره وجحده ولم يؤمن به ادخله الله عزوجل نار جهنم خالدا مخلدا لايبدل عنه ابدا.

واما قوله حى على الصلوة اى هلموا إلى خير اعمالكم ودعوة ربكم وسارعوا إلى مغفرة من ربكم واطفاء ناركم التى اوقدتموها وفكاك رقابكم التى رهنتموها ليكفر الله عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ذنوبكم ويبدل سيئاتكم حسنات وانه ملك كريم ذو الفضل العظيم وقد اذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته والتقدم بين يديه.

وفى المرة الثانية حى على الصلوة اى قوموا إلى مناجاة ربكم وعرض حاجاتكم على ربكم وتوسلوا اليه بكلامه وتشفعوا به واكثروا الذكر والقنوت والركوع والسجود والخشوع والخضوع وارفعوا اليه حوائجكم فقد اذن لنا في ذلك.

واما قوله حى على الفلاح فانه يقول اقبلوا إلى بقاء لافناء معه ونجاة لاهلاك معها وتعالوا إلى حيوة لاموت معها والى نعيم لانفاد له والى ملك لازوال عنه والى سرور لاحزن معه والى انس لاوحشة معه والى نور لاظلمة معه والى سعة لاضيق معها والى بهجة لاانقطاع لها والى غناء لافاقة معه والى صحة لاسقم معها والى عز لاذل معه والى قوة لاضعف معها والى كرامة يالها من كرامة واعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الاخرة والاولى.

وفى المرة الثانية حى على الفلاح فانه يقول سابقوا إلى ما دعوتكم اليه والى جزيل الكرامة وعظيم المنة وسنى النعمة والفوز العظيم ونعيم الابد في جوار محمد صلى الله عليه وآله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

[148]

فاما قوله الله اكبر فانه يقول الله اعلى واجل من ان يعلم احد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد اجابه واطاعه وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره واحبه وانس اليه واطمأن اليه ووثق به وخافه واشتاق اليه ووافقه في حكمه وقضائه فرضى به.

وفى المرة الثانية الله اكبر فانه يقول الله اكبر واعلى واجل من ان يعلم احد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لاعدائه ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن اجابه واجاب رسوله ومبلغ عذابه ونكاله وهو انه لمن انكره وجحده.

واما قوله لااله الا الله معناه لله الحجة البالغة عليهم بالرسول والرسالة والبيان والدعوة وهو اجل من ان يكون لاحد منهم عليه حجة فمن اجابه فله الفوز والكرامة ومن انكره فان الله غنى عن العالمين وهو اسرع الحاسبين.

ومعنى قد قامت الصلوة في الاقامة ان قد حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول إلى الله عزوجل والى كرامته وعفوه ورضوانه وغفرانه.

قال الشيخ الجليل ابوجعفر بن بابويه رضوان الله عليه انما ترك الراوى حى على خير العمل للتقية وقد روى في خبر اخر عن الصادق عليه السلام انه سئل عن معنى حى على خير العمل فقال خير العمل الولاية وفى خبر آخر خير العمل بر فاطمة وولدها عليهم السلام.

ورواية اخرى في اسرار الاذان مروية عن ابن عباس رضوان الله عليه وهو تلميذ مولينا على عليه السلام ورواياته في مثل هذا اما إلى النبى صلى الله عليه وآله واما إلى مولينا على عليه السلام.

[149]

قال السعيد ابوجعفر بن بابويه حدثنى ابوالحسين محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصرى قال حدثنا ابومحمد خلف بن محمد البلخى بها عن ابيه محمد بن احمد قال حدثنا عياش بن الضحاك عن مكى بن ابراهيم عن ابن جريح عن عطاء قال كنا عند ابن عباس بالطائف انا وابو العالية وسعيد بن جبير وعكرمة فجاء المؤذن فقال الله اكبر الله اكبر واسم المؤذن قثم بن عبدالرحمن الثقفى قال ابن عباس اتدرون ما قال المؤذن فسئله ابو العالية وقال اخبرنا بتفسيره.

قال ابن عباس اذا قال المؤذن الله اكبر الله اكبر يقول يامشاغيل الارض قد وجبت الصلوة فتفرغوا لها واذا قال اشهد ان لااله الا الله يقول يقوم يوم القيمة ويشهد لى ما في السموات وما في الارض على انى اخبرتكم في اليوم خمس مرات واذا قال اشهد ان محمدا رسول الله يقول يقوم يوم القيمة ومحمد يشهد لى عليكم ان قد اخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرات وحجتى عند الله قائمة واذا قال حى على الصلوة يقول دينا قيما فاقيموه واذا قال حى على الفلاح يقول هلموا إلى طاعة الله وخذوا سهمكم من رحمة الله يعنى الجماعة واذا قال العبد الله اكبر يقول حرمت الاعمال واذا قال لااله الا الله يقول امانة سبع سموات وسبع ارضين والجبال والبحار وضعت على اعناقكم ان شئتم فاقبلوا وان شئتم فادبروا.

ذكر بعض ما رويناه من اسرار الاقامة قال الشيخ السعيد ابو جعفر بن بابويه رضوان الله عليه حدثنى على بن عبدالله الوراق وعلى بن محمد بن الحسن المقرى غير المعروف بابن معين قالا حدثنا سعد بن عبدالله بن ابى خلف الاشعرى قال حدثنا العباس بن سعد الازرق قال

[150]

حدثنا ابونصر عيسى بن مهران عن الحسن بن عبدالوهاب عن محمد بن هرون عن ابيجعفر عليه السلام قال تدرى تفسير قوله حى على خير العمل قال قلت لا قال دعاك إلى البر اتدرى بر من قال قلت لا قال دعاك إلى بر فاطمة وولدها عليهم السلام.

وقال حدثنى على بن عبدالله الوراق وعلى بن محمد بن الحسن القزوينى قالا حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنا العباس بن سعيد الازرق قال حدثنا ابونصر عن عيسى بن محمد بن مهران عن يحيى بن الحسن بن الفرات عن حماد بن يعلى عن على بن الحزور عن الاصبغ بن نباتة عن محمد بن الحنفية رضى الله عنه انه ذكر عنده الاذان قال لما اسرى بالنبى صلى الله عليه وآله إلى السماء وتناهى إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط فقال الله اكبر الله اكبر فقال الله جل جلاله انا كذلك فقال اشهد ان لااله الا الله فقال الله جل جلاله انا كذلك لااله الا انا فقال اشهد ان محمدا رسول الله قال الله عزوجل عبدى وامينى على خلقى اصطفيته برسالاتى ثم قال حى على الصلوة قال الله جل جلاله فرضتها على عبادى وجعلتها لى دينا ثم قال حى على الفلاح قال الله جل جلاله افلح من مشى اليها وواظب عليها ابتغاء وجهى ثم قال حى على خير العمل قال الله جل جلاله هى افضل الاعمال وازكاها عندى ثم قال قد قامت الصلوة فتقدم النبى صلى الله عليه وآله فام اهل السماء فمن ثم عرف النبى صلى الله عليه وآله.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين افضل السادة ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسنى شرف الله ذكره واجزل له عن اعماله

[151]

الصالحة ثوابه واجره واذ قد ذكرنا بعض ما روينا من اسرار الاذان والاقامة فلنذكر ما نريد ذكره مما يحتاج اليه اهل الاستقامة.

فنقول اذا فرغ من نوافل الزوال كما شرحناه فليؤذن كما سيأتى ذكره وبيانه بواضح المقال وان شاء قدم الاذان بعد ست ركعات من نوافل الزوال وجعل الركعتين الباقيتين من الثمان ركعات ودعاء‌هما بعد الاذان والاقامة فقد رويت في ذلك روايات عامة.

منها ما حدث به ابوالفضل محمد بن عبيدالله رحمه الله قال حدثنا محمد بن جعفر بن احمد بن بطة القمى قال حدثنا محمد بن احمد بن يحيى بن عمران قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن ابى الاعلى الانماطى عن ابيعبدالله وابى الحسن عليهما السلام قال تؤذن للظهر على ست ركعات وتؤذن للعصر على ست ركعات بعد الظهر ذكر ما نريد وصفه من احكام الاذان والاقامة هما مسنونان و فيهما اسرار نذكر بعضها بحسب المصلحة الان وهما فيما يجهر فيه من الصلوات اعظم تأكيدا بمقتضى الروايات وخاصة صلوة الغدوة وصلوة المغرب فانهما فيهما من المهمات ومن كماهما ودلايل حضور قلب العبد مع الرب وانه من المستعدين لخدمة سلطان العالمين ولا يكون من المطرودين كما قال جل جلاله في المجاهدين ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين فيكون العبد على طهارة ومستقبل القبلة وقائما تعظيما للمرسل والرسول وللملة ويرتل الاذان ويحدر الاقامة ويقول كل كلمة منهما بالصدق وموافقة السريرة للعلانية على صفة اهل الاستقامة فيقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لااله الا الله اشهد ان لااله الا الله اشهد ان محمدا

[152]

رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حى على الصلوة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على الفلاح حى على خير العمل حى على خير العمل الله اكبر الله اكبر لااله الا الله لااله الا الله.

ويفصل بين الاذان والاقامة كما رواه ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال اخبرنا ابومحمد الحسن بن حمزة العلوى الطبرى عن احمد بن ماينداد عن احمد بن هليل الكرخى عن ابن ابى عمير عن بكر بن محمد الازدى عن ابيعبد لله عليه السلام قال كان امير المؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام يقول لاصحابه من سجد بين الاذان والاقامة فقال في سجوده رب لك سجدت خاضعا خاشعا ذليلا يقول الله تعالى ملائكتى وعزتى وجلالى لاجعلن محبته في قلوب عبادى المؤمنين وهيبته في قلوب المنافقين.

رواية اخرى قال حدثنا عبدالله بن الحسين بن محمد قال حدثنا الحسن بن حمزة العلوى قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوى قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن يعقوب بن يزيد الانبارى عن محمد بن ابى عمير عن ابيه عن ابيعبد الله عليه السلام قال رأيته اذن ثم هوى للسجود ثم سجد سجدة بين الاذان والاقامة فلما رفع رأسه قال يابا عمير من فعل مثل فعلى غفر الله تعالى ذنوبه كلها وقال من اذن ثم سجد فقال لااله الا انت ربى سجدت لك خاضعا خاشعا غفر الله له ذنوبه.

اقول انا فاذا رفع رأسه من السجدة بين الاذان والاقامة يقول ما رواه ابوعبدالله محمد بن رهبان قال حدثنا على بن حبشى بن قوتى قال حدثنا حميد بن زياد قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال حدثنا الحسن بن معوية بن وهب عن ابيه قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول بين الاذان والاقامة سبحان من لاتبيد معالمه سبحان من لاينسى ذكره

[153]

سبحان من لايخيب سائله سبحان من ليس له حاجب يغشى ولا بواب يرشى ولا ترجمان يناجى سبحان من اختار لنفسه احسن الاسماء سبحان من فلق البحر لموسى سبحان من لايزداد على كثرة العطاء الا كرما وجودا سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.

اقول ثم يدعو بينهما بما يفتح من الله جل جلاله عليه ويبدء بالدعاء لاعظم الخلق في زمانه عند الله جل جلاله واعزهم عليه فانه موضع خاص لاجابة الدعاء ممن يقوم بشروط الدعاء كما ندب اليه ثم يقوم إلى الاقامة.

فيقول الله اكبر الله اكبر اشهد ان لااله الا الله اشهد ان لااله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حى على الصلوة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على الفلاح حى على خير العمل حى على خير العمل قد قامت الصلوة قد قامت الصلوة الله اكبر الله اكبر لااله الا الله.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وعصم من كل وصمة ذكره ايها العبد الضعيف الذى ينسى من حيث لايدرى وينام مغلوبا من حيث لايدرى ويمرض من حيث لايدرى ويهرم من حيث لايدرى ويصاب بالنوائب من حيث لايدرى ويفجع بفقد الحبائب من حيث لايدرى ويموت في اخر الامر من حيث لايدرى ما الذى قواك واقدمك على سوء الادب على سلطان العالمين وانت سمعت ندائه مرارا تلويحا لتقوم إلى خدمته فهونت بذلك ولم تلتفت إلى دعوته فاعاد النداء تصريحا وقال

[154]

مرارا في الاذان والاقامة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على خير العمل وانت مع ذلك تسمع باذنيك اى مسكين فلاتلتفت إلى اجابته فاذا كان اليهود والنصارى يسمعون هذا ولا يلتفتون وانت تسمع مثلهم ولا تلتفت بابلغ ما يكون فما الفرق بينك وبينهم في التحقيق فهل يخفى عليك وعلى عاقل ان صفاتك ما هى صفات اهل التصديق ويحك لو كنت من ذوى البصاير يكفيك في تعجيل القيام والاهتمام بالخواطر والسراير تجويز انه يمكن ان يكون هذا النداء من سلطان الاوايل والاواخر فانك لو سمعت نداء من وراء دارك وقال لك قائل لاتعلم صدقه هذا نداء الخليفة والملك فلان او من ترجو منه بلوغ شئ من ايثارك اما كنت اى سقيم تترك اشغالك وتقوم إلى النداء فما قام عندك نداء جميع الانبياء والاوصياء وكافة الدعاة إلى سلطان الارض والسماء مقام قول واحد لاتعلم صدقه على اليقين داو نفسك فانك ان كنت من ذوى العقل فانت سقيم وبك داء دفين او من الهالكين فاياك اذا سمعت هذا النداء ان تتخلف عنه بل تقوم قيام مستبشر قد اهله موليه للدخول إلى حضرة مشافهته والاقبال عليه والقبول منه وما اجد لك عذرا في النصيحة لك والشفقة عليك فاقول لك ان كنت معذورا لانك تعلم ان صاحب هذه الصلوة كلف القيام بها حتى لمن كان محاربا وجريحا وغريقا ومريضا ومأسورا وما عذر فيها صحيح العقل فارحم روحك فان بين يديك يوما عسيرا وخطرا كثيرا.

اقول وان كنت ممن لاينفع عندك في القيام إلى الصلوة اول الوقت صعوبة التهديد والوعيد فنحن نورد لك بعض ما ورد في تقديمها من الوعود.

[155]

فمن ذلك ما رويناه عن ابيجعفر محمد بن بابويه في كتابه مدينة العلم باسناده فيه إلى ابي عبدالله عليه السلام قال فضل الوقت الاول على الاخر كفضل الاخرة على الدنيا.

ومن ذلك باسنادنا إلى الكتاب المذكور عن ابي عبدالله عليه السلام قال لفضل الوقت الاول على الاخر خير للمؤمن من ولده وماله.

اقول فاذا لم تنهض لوعيده ولا وعوده فهل ترى عندك تصديقا لمقدس مقاله او معرفة بحرمة جلاله فاذا قام العبد للصلوة كما قدمناه وقبل النصيحة والاهتمام كما ذكرناه فليدع بما رويناه بعدة طرق إلى الشيخ ابى محمد هرون بن موسى قال حدثنا محمد بن على بن معمر قال حدثنا محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عبدالرحمن بن نجران عن الرضا عليه السلام قال تقول بعد الاقامة قبل الاستفتاح في كل صلوة اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة بلغ محمدا صلى الله عليه وآله الدرجة والوسيلة والفضل والفضيلة بالله استفتح وبالله استنجح وبمحمد رسول الله وآل محمد صلى الله عليه وآله اتوجه اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلنى بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين.

وتقول ايضا ما رواه ابن ابى عمير عن بكر بن محمد الازدى عن ابيعبدالله عليه السلام في حديث هذا المراد منه قال كان امير المؤمنين عليه السلام يقول لاصحابه من اقام الصلاة وقال قبل ان يحرم ويكبر يامحسن قد اتاك المسئى وقد امرت المحسن ان يتجاوز عن المسئى وانت المحسن وانا المسئى فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وتجاوز عن قبيح ما تعلم منى فيقول الله تعالى ملائكتى اشهدوا انى قد عفوت عنه وارضيت عنه اهل تبعاته.

[156]