الفصل الثاني والعشرون
فيما نذكره من دعاء الغروب وتحرير الصحيفة التى اثبتها الملكان وما تختم به لتعرض على علام الغيوب يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره رويت باسنادى إلى محمد بن يعقوب الكلينى فيما رواه في كتاب الايمان والكفر عن على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن ابى الحسن الماضى صلوات الله عليه قال ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد الله وان عمل سيئا استغفر الله وتاب اليه.
اقول انا فاذا قارب غروب الشمس من يومك وانت سليم مما يقتضى استحقاق عقوبتك او معاتبتك او لومك وانت ذلك العبد السعيد وهذا المقام لغير المعصوم بعيد فان مولينا امير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه لما وصف الدنيا في نهج البلاغة وذك وذكر ان النبى صلوات الله عليه وسلامه ابغضها وحقرها وصغرها فان الله جل جلاله كذلك ابغضها وكرهها لاوليائه وخاصته واحبائه فقال عليه السلام ولو لم يكن فينا الا حبنا ما ابغض الله وتعظيمنا ما صغر الله لكفى بذلك محادة لله وخروجا عن امره.
قلت انا فكيف اذا زدنا على هذه المصائب بان يكون توكلنا على حولنا وقوتنا والمال والامل الخايب اقوى من سكوننا إلى الله
[212]
جل جلاله المالك للمواهب وتكون ثقتنا بوعود العباد اقوى في نفوسنا من ثقتنا بوعد سلطان المعاد وخوفنا من وعيد بعض الانام اشق علينا من وعيد سلطان الليالى والايام ومرادنا من حب بعضنا لبعض احلى عندنا واقوى من حبنا لله او حبه جل جلاله لنا وقرب بعضنا من بعض اهم علينا من تقربنا اليه جل جلاله او قربه منا واقبال بعضنا على بعض اتم عندنا من اقبالنا عليه جل جلاله او طلب اقباله علينا ومدح بعضنا لبعض اوقع في نفوسنا من مدحنا له جل جلاله او طلب مدحه لنا وذم بعضنا لبعض اصعب عندنا من ذمه لنا جل جلاله او ذم بعض اعدائه له جل جلاله فانا قد نصاحب من الكفار من يذمه ولا نسنا بمصاحبة من يعمل في حقنا ما يعمل اعظم من ذلك في حق الله جل جلاله وانسنا بعضنا ببعض اتم علينا من الانس بجلاله وحضوره واحسان بعضنا إلى بعض اعظم في نفوسنا من احسانه الذى نعجز عن شكر يسيره وطلب الحوائج منا والقيام فيها لعباده اخف علينا من القيام في فروضه او مندوباته او اتباع مراده وغير ذلك من سقم الالباب التى يضيق عنها مضمون هذا الكتاب وما هكذا تضمن كتابه جل جلاله فيما بين اهل هذه الملة قال جل جلاله ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله.
وروى محمد بن يعقوب الكلينى في كتاب الروضة في اول خطبة عن مولينا على عليه السلام اما بعد فان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادته ومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعت عباده إلى طاعته ومن ولاية عباده إلى ولايته ولقد رأيت في بعض الاحاديث ان الله جل جلاله شكى إلى بعض انبيائه و خاصته من ظلم عباده لمقدس جلالته.
[213]
قلت انا وكيف لايشكو لسان الحال اذا لم يقع الشكوى من بيان المقال ونحن على ماشرحناه بعضه من سوء الاعمال ولقد بلغ جهل مماليكه وعبيده إلى انه خلقهم وحده جل جلاله وما شركه احد في خلقهم وتقديرهم فقال جل جلاله منبها لهم على انفراده جل جلاله بانشائهم وتدبيرهم نحن خلقناكم فلولا تصدقون افرأيتم ما تمنون ء انتم تخلقونه ام نحن الخالقون وقال جل جلاله ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولاخلق انفسهم وما خلقهم حتى هيأ لهم الارضين مهادا والسماء سقفا ولم يجعل لها عمادا والجبال للارض اوتادا واجرى لهم الانهار وغرس لهم الاشجار ورتب لهم الليل والنهار وبالغ في عمارة هذاالمسكن والدار وكلما يحتاجون اليه مدة الاعمار وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ان الانسان لظلوم كفار ثم رباهم بالرفق والاكرام ثم صاحبهم بعد البلوغ بالجميل والاحترام وقال جل جلاله ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر ولبحر ولما اساؤا العبودية عاملهم بالعفو والتستر فلاحق الانشاء عرفوا ولا بحقوق التربية اعترفوا ولا عند حقوق الصحبة الجميلة وقفوا ولا من ستره وحلمه استحيوا او انصفوا ولا بحق الملكة والسيادة قاموا لجلاله ولا بحق العبودية نهضوا لاقباله ولا لاجل جوده ووعوده ولا لاجل تهديده ووعيده وبلغ الامر إلى ان تصرفوا في انفسهم تصرف الاحرار فلا ترى على الوجوه والحركات والسكنات انهم في حضرة مولاهم الذى يريهم فيكون عليهم ذل العبودية والانكسار وكان هذا من اصعب الاخطار.
ثم اعارهم دارا إلى وقت معلوم وعرفهم انه يخرجها منهم إلى غيرهم بتقدم ورسول ومرسوم فتصرفوا فيها تصرف المالكين ولما جاء
[214]
رسوله ملك الموت بتقدم خرجوا منها خروج المنازعين له والكارهين واعارهم مالا لينفقوه في رضاه فتصرفوا فيه تصرف من ليس على يده يد اخرى ولا مولاه يراه وتملكوه عليه حتى بلغ سوء ادبهم بين يديه إلى انه اذا كتب اليهم كتابا وبعث محمدا رسولا يطلب من امواله كثيرا او قليلا ليصرفها في عمارة دار اخرى كرهوا اخراجها عن ايديهم وكانه يخرجها إلى سواهم وصاروا كانهم هم المالكون لها وكان الله جل جلاله هو المستعير فكان هذا من الهلاك العظيم الكبير وبلغ سوء العبودية بهم إلى ان صاروا في مقام شركاء لمالك حياتهم ومماتهم ينازعون ارادته وكراهاته جل جلاله باراداتهم وكراهاتهم وزاد سوء العبودية إلى انهم عزلوا مولاهم عن مقام الالهية وصاروا لايرضون من تدبيره الا ما وافق رضاهم وكانهم يريدون ان يكون التدبير لهم واليهم في دنياهم واخزتهم فمن يكون على هذا السبيل او دونه بقليل اما يكون وجهه اسود عند المطلع على اسراره وصحيفته سوداء عند الله وعند الملائكة الحفظة له في ليله ونهاره.
(اقول ولقد رويت ورأيت من كتاب رواية الانبياء عن الآباء من اهل البيت عليهم السلام تأليف محمد بن محمد بن الاشعث وقد ذكر النجاشى انه ثقة باسناده ان مولانا على عليه السلام قال ما رايت ايمانا مع يقين اشبه منه بشك على هذا الانسان انه كل يوم يودع إلى القبور ويشيع والى غرور الدنيا يرجع وعن الشهوة والذنوب لايقلع.
فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يوقف عليه الا الموت يبدد شمله ويفرق جمعه ويؤتم ولده لكان ينبغى له ان يحاذر ما هو فيه باشد النصب والتعب.
[215]
ولقد غفلنا عن الموت غفلة اقوام غير نازل بهم وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون اقوام قد ايقنوا بالمقام وغفلنا عن المعاصى والذنوب غفلة اقوام لايرجعون حسابا ولا يخافون عقابا.
اقول وهذا حالنا قد اشار اليها بهذه الاشارة وواضح العبارة على نحو قولهم اياك اعنى واسمعى ياجارة).
ولما عرف الائمة عليهم السلام ما بلغت اليه الحال وكان حديث العباد اليهم واشاروا بما اطلعهم الله جل جلاله ورسوله عليه بان يكون ابتداء الصحيفة واخرها خيرا ليغفر ما بين ذلك من حديث الغفران اليه جل جلاله وتقدس كماله.
اقول فمما رويته بعدة طرق إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان رضوان الله عليه من اماليه قال اخبرنى ابوالحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن ابيه محمد بن الحسن عن محمد بن حسن الصفار عند احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن ابى جميلة عن جابر ين يزيد عن ابيجعفر الباقر عليه السلام عن ابيه زين العابدين عليه السلام قال ان الملك الموكل بالعبد يكتب في صحيفة اعماله فاملئوا اولها وآخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك.
ومما ارويه باسنادى إلى جدى ابى جعفر الطوسى مما يرويه عن محمد بن على بن محبوب ونقلته من خطه رضوان الله عليه عن على بن السندى عن جعفر بن محمد بن عبيدالله عن عبدالله بن ميمون عن جعفر عن ابيه قال ما من يوم يأتى على ابن آدم الا قال ذلك اليوم انا يوم جديد وانا عليك شهيد فافعل في خيرا اشهد لك به يوم القيمة فانك لن ترانى بعده ابدا.
[216]
فاقول فاذا صار اواخر نهار هذا العبد الكثير العثار وهو على ما ذكرناه من سوء العبودية والاصرار فليقبل بقلبه إلى باب رحمة ربه و يتذكر ما جناه في سائر يومه في السرائر والظواهر ويتوب منه توبة عبد ذليل حاضر بين يدى مالك قادر قاهر وان لم يكن يذكر ما اسلفه في نهاره فيدل على قلة اكتراثه بالمطلع على اسراره فيتوب على سبيل الجملة من سائر ذنوبه باطنها وظاهرها اولها وآخرها فان لم توافقه نفسه على مقام التوبة باخلاص الطوية وصدق النية فيكون على صفة اهل الاصرار فاذا خافوا من القصاص ان يهلكوا بالبوار والدمار و خراب الديار ويقف بين يدى الله جل جلاله ويسئله الصفح والعفو عنه فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض منه.
وان لم تصدق سريرته ولم يكمل ارادته في خلاص طلب العفو بذل المصرين من الجناة وخوف المتمردين من العصاة فليمد رقبته على صفة من قد استسلم لمولاه وحمل نفسه إلى موضع القود مما جناه وليكن على صفات المستسلم الذليل لمالك الاعظم الجليل وليدع على ما كنا وصفناه من آداب اهل المناجاة.
اقول وان كنت مع قوم غافلين فاياك ان تشتغل بهم عن مولاك مالك سعادتك في الدنيا والدين.
(فصل) (اقول ثم احضر بعقلك وقلبك وقت المحاسبة لعالم الغيب جل جلاله وللملكين الحافظين وكن كما يحاسب العبد او الساعى في بضاعة لصاحبها او الشريك لشريكه اذا كان لمن يصاحبه اطلاع على كل ما جرت
[217]
الحال عليه وتكون عالما وذاكرا ان الجحود والتغافل لاينفعك بل يقتضى غضب من تحاسبه ويستقصى عليك.
ثم تستحضر بعقلك ان جوارحك قد كتبت قصصا إلى الله تعالى تشكو من تصريفك لها في غير ما خلقت له وكذلك يشكو منك كل من كلفت القيام له بحق وما قمت له به.
فاذا برزت اليك من باب العدل اكتب معها قصة منك بلسان تشكو إلى الله تعالى منك وتشكو لمن شكى منك واعرضها جميعها من باب الفضل فتقول ما معناه اللهم انى قد حضرت للمحاسبة وما كان عندى قوة منى على حضورى بين يديك لمحاسبتك ولا جرئة على كشف سوء اعمالى فانا ذاكر لحضرتك لكن امرت فاقدمت ممتثلا لامرك و تعظيما لقدرتك واول ما اقول ما معى من عمل ارضاه لك لاننى وجدت نفسى انشط لحوائج كثيرة لى ولمن يعز على اكثر من نشاطى لطاعتك ووجدتنفسى اكثر الحوائج التى انشط لها اكثر منك نفعها لغيرى كله او اكثره فانا وقت اشتغالى بها متلف لذلك الوقت من عمرى و مضيع ما كنت قادرا ان اعمله لك ويكون نفعه لى فقد سائنى تدبيرى في معاملتك فما بقى عمل ارضاه لجلالتك ونعمتك.
وانا ياسيدى معسر ايضا عن القوة على عقابك وعتابك وعلى تغير احسانك او هوانك وقد قلت وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وليس لعسرى يسار وكرمك وحلمك وعفوك احق بقبول عذر اهل الاعذار وكيف احبس في حبس غضبك او عقابك وانت غريمى وشاهدى بالاعسار.
ووجدت في عقلى الذى انعمت على بنوره ان العبد اذا هرب
[218]
من مولاه اليه او استسلم بين يديه او استجار بعفوه من غضبه او غضب على نفسه لغضب سيده عليه اذا توسل اليه بمن يعز عليه او دخل من باب قد رحم سيده الداخلين منه اليه فانه جدير بالظفر برحمة مولاه او عفوه او رضاه.
وانا قد سلكت إلى حلمك جميع هذه المسالك لاجل ما قد احاط بى من المهالك.
ودخلت من الباب الذى دخل منه قوم ادريس وقوم يونس عليهما السلام فرحمتهم ولم تقف مع غضب نبيك عليهم.
ودخلت من الباب الذى سألك ابليس منه الانظار مع علمك بما هو عليه من دوام الاصرار فاجبت سؤاله.
ووقفت على الباب الذى ابتدأت منه سحرة فرعون بالهداية والعناية حتى صاروا من اوليائك وقد كانوا من اعدائك.
وعلى الباب الذى ابتدئت منها امم الانبياء الذين كانوا عاكفين على عبادة الاصنام فبعث اليهم مجلس الغضب عليهم من دلهم حتى صار فيهم خلق كثير اوليائك وعزيزين عليك.
ووقفت على باب رحمة رسولك محمد صلواتك عليه استنجد برحمته ان لااكون اعظم ذنوبا من امة موسى وقد عبدوا العجل وقالوا اذهب انت وربك فقاتلا وقالوا ارنا الله جهرة وان موسى عليه السلام شفع فيهم مع هذه الذنوب حتى رأيت في التورية ان قال جل جلالك ان لم تقبل شفاعتى فيهم فامحنى من الرسالة فقبلت يالله شفاعته واحييتهم له بعد الموت واثنيت لهم ثناء من عصاك.
فنحن نتوجه إلى رسولك محمد صلى الله عليه وآله بك ان يشفع لنا اليك به
[219]
ان لاترد شفاعته فينا ومع هذه الوسائل فاننى تائب اليك على قدر ما جنيت وعلى قدر ما انتهكته من حرمتك لما عصيتك وان جهات قدر ذلك وعلى قدر ما كسرت من حرمة رسولك وشريعتك وحرمت خاصتك وحرمت قرآنك والتهوين بعظيم شأنك.
فان قبلت توبتى والا فاعف عنى فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه او لاتغضب على فانما يغضب من لايقدر على العقوبة او اذا امتنع الجانى عليه وانت قادر وانا مستسلم لك ياسيدى.
وانت تعلم ان الشيطان عدوى وهو عدو لك ومتى اخذتنى بتمكينه منى شمت بى وبجنابك فان كان لابد من عقوبتى فمنك إلى لابيد عدوك وعدوى.
ووجدت نفسى منسوبة اليك ومعلقة عليك بمقتضى برك وسترك ورأيت وسمعت الملوك يتجاوزون عمن علقوه عليهم ونسبوه اليهم و تشهد العقول ان ذلك من صفات الكمال وانت احق بصفات الكمال فاذا هانت عليك وسائلى ومسائلى فاذكرنى في ديوان وصيتك للمامولين بالآملين للمسئولين بالسائلين وللمحسنين بالمسيئين وللاقوياء بالضعفاء وللاغنياء بالفقراء وللاعزاء بالاذلاء وللحكماء بالسفهاء و للملوك برعيتهم وللسادة بعبيدهم واتباعهم وللكرام باللئام وللمضيفين بالضيوف وللمستجار بهم بمن جاورهم واستجار بهم وعند كل وصية اوصى بها اهل الكمال باحد من اهل النقصان وانا ياسيدى داخل في هموم تلك الوصايا والمراحم ومتشبث بحبال تلك المكارم لانك جل جلالك على ابلغ صفات الكمال وانا على صفات النقصان في الاعمال والاحوال ووجدتك قد اوصيت بالعفو وبذلت البذول على العفو ومدحت
[220]
الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وانت احق بما اوصيت به وعبدك يقول كلمات وجد من قالها منك مراحم واجابات (وهى) ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ربى انى مسنس الضر وانت ارحم - الراحمين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة انك لا تخلف الميعاد وآخر ما اقول سيدى اننى ما كنت اعرف شيئا مما خاطبتك ولا مما تمسكت بسببه انت علمتنى على حلمك وكرمك ورحمتك حتى نطق لسانى بالتوصل إلى رافتك ومهما كان يحسن بمن لا ينقصه الاحسان ولا يزيده الحرمان اذا علم مماليكه الجناة طرق مسألته و عرفهم كيف يستفتحون به ابواب رحمته وحلم عنهم حتى خاطبوه به واستسلموا له فاصنع بى اولى الامور بكمال صفاتك وجميل عاداتك فانت ارحم الراحمين واكرم الاكرمين واشفق المالكين اللهم وانى قد دعوتك ورجوتك فان كنت مقبلا على فارحمنى واجب دعائى و صدق رجائى لتشريفى باقبالك وان كنت معرضا عنى عند خطابى لجلالك فارحمنى لتلفى وهلاكى باعراضك عنى مع سعة رحمتك و افضالك اللهم وقد توجهت اليك في تضرعى بين يديك بمن يعز عليك فان كانوا مقبلين على فارحمنى لاجلهم وان كانوا معرضين عنى لاجلك فبحرمة وفائهم لك في اعراضهم عنى فارحمنى وادخلنى تحت ظلك وظلهم).
وافعل ما رواه محمد بن يعقوب في كتاب الدعاء من كتاب الكافى
[221]
باسناده عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول اذا تغيرت الشمس فاذكر الله عزوجل وان كنت مع قوم يشغلونك فقم وادع.
اقول فمن العمل عند تغير الشمس للغروب ان تعمل وتقول كما روينا باسنادنا إلى الربيع بن محمد المسلى ومسلية قبيلة من مذحج باسناده في كتاب اصله عن سليمان (سلام بن ابى عمر - خ ل) بن ابى عمر عن ابى جعفر قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا حمرت الشمس على قمة الجبل هملت عيناه دموعا قال امسنى خوفى مستجيرا بامنك وامسنى ذلى مستجيرا بعزك وامسنى (فقرى) مستجيرا بغناك وامسنى وجهى البالى الفانى مستجيرا بوجهك الباقى الكريم اللهم البسنى عافيتك وغشنى برحمتك وجللنى كرامتك وقنى شر خلقك من الجن والانس ياالله يا يا رحمن يارحيم.
وتقول ما رواه احمد بن عثمان بن احمد الجبائى (الجبار) قال حدثنى ابى على بن محمد قال حدثنا الحسين بن على بن سفيان البزوفرى رحمه الله قال حدثنا ابوالحسن الايادى على بن مخلد قال حدثنا همام بن نهيك عن احمد بن هليل عن ابن ابى عمر عن امية بن على قال ابوعبدالله عليه السلام من قال عند غروب الشمس في كل يوم يامن ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله اختم لى في يومى هذا بخير وشهرى بخير وسنتى بخير وعمرى بخير فمات في تلك الليلة او في الجمعة او في ذلك الشهر او في تلك السنة دخل الجنة.
اقول ويكبر الله جل جلاله ماة تكبيرة قبل الغروب فقد روينا باسنادنا ابى جعفر بن سليمان وهو من اصحابنا
[222]
الثقات في كتاب ثواب الاعمال عن على بن الحسين عليهما السلام من قال ماة مرة الله اكبر قبل مغيب الشمس كان افضل من عتق ماة رقبة.
وتقول ايضا ما رواه ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا الحسين بن هرون بن حمدون المداينى عن ابراهيم بن مهزيار عن اخيه على بن مهزيار عن ابى داود المسترق عن محسن عن يعقوب بن شعيب عن ابيعبد الله عليه السلام قال ما على احدكم ان يقول اذا اصبح وامسى ثلث مرات اللهم مقلب القلوب والابصار ثبت قلبى على دينك ولا تزغ قلبى بعد اذ هديتنى وهب لى من لدنك رحمة انك انت الوهاب واجرنى من النار برحمتك اللهم امدد لى في عمرى واوسع على في رزقى وانشر على رحمتك وان كنت عندك في ام الكتاب شقيا فاجعلنى سعيدا فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب.
وتقول ايضا ما رواه على بن مهزيار عن محمد بن على عن عبدالرحمن بن ابى هاشم عن ابى خديجة عن ابيعبد الله عليه السلام قال الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها سنة واجبة من طلوع الفجر والمغرب.
تقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير عشر مرات وتقول اعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين واعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم عشر مرات.
وتقول ايضا ما قاله على بن مهزيار عن محمد بن على عن الحسن بن على بن رماح عن عبد السلم بن سالم البجلى عن عامر بن عذافر عن ابيعبد الله عليه السلام قال اذا اصبحت وامسيت فضع يدك على راسك فامرها
[223]
على وجهك ثم خذ بمجاميع لحيتك وقل احطت على نفسى واهلى ومالى وولدى من غايب وشاهد بالذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم قاذا قلتها بالغدوة حفظتك في نفسك واهلك ومالك وولدك حتى تمسنى فاذا قلتها بالليل حفظت حتى تصبح.
وتقول ايضا ما رواه صفوان بن يحيى يرفعه في كتابه عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال انما سمى نوح عبدا شكورا لانه كان يقول هذا عند كل صباح ومساء اللهم انى اشهدك انه ما امسنى واصبح بى من عافية او نعمة في دين او دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد والشكر على كل حال.
وزاد جدى السعيد ابوجعفر الطوسى رضوان الله عليه في روايته لذلك بعد قوله لك الحمد ولك الشكر حتى ترضى وبعد الرضا.
اقول ومما رويناه عن جدى ابيجعفر الطوسى فيما يرويه عن محمد بن على بن محبوب شيخ القميين في زمانه ووجدته بخطه رضوان الله عليه عن ايوب بن نوح عن عباس بن عامر عن ربيع بن محمد المسلى عن ابى سعيد عن ابان بن ابى عياش عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم مرة اذا امسى و مرة اذا اصبح بعث الله ملكا إلى الجنة معه مكساح من الفضة ويكسح له من طين الجنة وهو مسك اذفر ثم يغرس له غرسا ثم يحيط عليه حائط ثم يبوب عليه بابا ثم يغلقه ثم يكتب على الباب هذا بستان فلان بن فلان.
[224]
اقول ورواه ايضا الربيع بن محمد المسلى في كتاب اصله باسناده إلى محمد بن طلحة عن ابيعبد الله عليه السلام قال من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم من غير عجب محى الله عنه الف سيئة واثبت له الف حسنة وكتب له الف شفاعة ورفع له الف درجة وخلق الله من تلك الكلمة طائرا ابيض يطير ويقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم إلى يوم القيمة وتكتب لقائلها ويستحب ان يدعو بدعاء العشرات فانه مما يدعى به عند المساء والصباح وسيئاتى ذكره في تعقيب الصبح و في افضل مواضع الدعاء به بعد العصر من ايام الجمعات ان شاء الله جل جلاله.
وتقول ايضا ما قاله مولينا امير المؤمنين عليه السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقيه بمهجته من الاعداء فانه من مهمات الدعاء عند الصباح والمساء فروى انه لما ورد الصادق عليه السلام إلى العراق اجتمع اليه الناس فقالوا يامولانا تربة قبر مولينا الحسين شفاء من كل داء وهل هى امان من كل خوف فقال نعم اذا اراد احدكم ان تكون امانا من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته ويدعو دعاء ليلة المبيت على الفراش ثلث مرات وهو امسيت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذى لا يطاول ولا يحاول من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولا اهل بيت نبيك عليهم السلام محتجبا من كل قاصد لى إلى اذية بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم موقنا ان الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم اوالى من والوا واجانب من جانبوا فصل على
[225]
محمد وآل محمد واعذنى اللهم بهم من شر كل ما اتقيه ياعظيم حجزت الاعادى عنى ببديع السماوات والارض انا جعلنا من بين ايديهم سدا و من خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون.
ثم يقبل السبحة ويضعها على عينيه ويقول اللهم انى اسئلك بحق هذه التربة وبحق صاحبها وبحق جده وابيه وبحق امه واخيه وبحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء وامانا من كل خوف وحفظا من كل سوء ثم يضعها في جيبه فان فعل ذلك في الغدوة فلا يزال في امان حتى العشاء وان فعل ذلك في العشاء فلايزال في امان الله حتى الغدوة.
ويقول ايضا اللهم ما قصرت عنه مسئلتى وعجزت عنه قوتى ولم تبلغه فطنتى تعلم فيه صلاح امر اخرتى ودنياى فصل على محمد وآل محمد وافعله بى بلااله الا انت بحق لا اله الا انت برحمتك في عافية سبحان الله رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ثم تسلم على الملكين الحافظين سلام الوداع كما سلمت عليهما عند اقبال النهار وتستودعهم الله جل جلاله وتفترق انت وهما على حسن الصحبة في الاعلان والاسرار حفظا لما اوجبه الله جل جلاله من احترام رسله وحفظته وتجعل ذلك كله خدمة لله جل جلاله ومن جملة عبادته وقد قدمنا في الفصل الرابع عشر ما يقال عند دخول المساجد إلى حين الدخول في الصلوة فاذا اردت صلوة المغرب او العشائين في المسجد فاعمل بما قدمناه.
[226]