الفصل الثلاثون
فيما نذكره مما ينبغى العمل به قبل النوم واذا استيقظ في خلال نومه ولم يجلس يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام افضل السادة انموزج السلف الطاهر وذو الحسبين ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره ياايها الرجل الذى يدعى انه مسلم مصدق بالكتاب والرسول وان عليه ملائكة يكتبون ما يفعل ويقول والله جل جلاله من ورائهم يطلع على ما ظهر للحفظة وعلى ما استتر عنهم ولايستتر منه جل جلاله وهو جليس مماليكه ويرى ما يقع منهم ان كنت كما ادعيت من التصديق بهذه الاسباب فلاتغتنم ظلام
[265]
الليل وتتشمر في مسالك مهالك سوء الاداب فانك ان وجدت فرقا في تحفظك في اعمالك بين علمها بالليل او النهار فاعلم انك انما كنت تعبد بنى آدم او انهم كانوا عندك اعظم حرمة من المالك الجبار القهار المطلع على الاسرار فلما سترك الليل منهم هان عندك مولاك الذى يراك واذا كنت كذلك فكيف تكون مسلما عند نفسك ان كنت من ذوى الالباب وباى عقل او قلب ترجو سلامة يوم الحساب اما تسمع الله جل جلاله وقد صرح تصريحا لايحتمل التأويل انه لايحب مثلك مع خيانتك و استخفائك من الناس وترك الاستخفاء من مقام العظيم الجليل فقال جل جلاله ولاتجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لايحب من كان خوانا اثيما يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لايرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيمة ايها العبد المسكين هل يصح ان يكون الله جل جلاله ما يحبك وتكون من المسلمين انظر في شفاء سقام قلبك ودينك فداؤك عظيم دفين وهلا اهتديت فاقتديت بمن تذكر انك تهتدى بانواره وتقتدى باثاره وكيف كانت احوالهم في ليلهم الذى تضيعه انت باغتنام الغفلات وطلب الشهوات كانك دابة قد رفع عنها حكم التكليفات.
فمن صفات الخواص في ليلهم ما روى الطبرسى في تفسيره في تفسير قوله تعالى قم الليل الا قليلا نصفه قال كان النبى صلى الله عليه وآله وطائفة من المؤمنين يقومون حتى يصبحوا مخافة الا يحيطوا بما بين النصف والثلث والثلثين حتى خفف الله عنهم وكان بين التكليف بذلك والتخفيف منه عشر سنين وذكر هذا الحديث مشروحا ابومحمد جعفر بن احمد بن على القمى في المنبئى عن زهد النبى عليه السلام.
[266]
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدى بهم في ليلهم ما ذكره السعيد ابوجعفر بن بابويه في كتاب العوض عن المجالس باسناده قال ان مولانا على بن ابى طالب عليه السلام كان يصلى الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة ينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال نوف فمر بى بعد هدو من الليل فقال يا نوف اراقد انت ام رامق قلت بل رامق ارمقك بطرفى فقال عليه السلام يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الاخرة الذين اذا جنهم الليل اتخذوا الارض بساطا وترابها فراشا ومائها طيبا والقرآن دثارا والدين (1) شعارا وقرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه.
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدى بهم في ليلهم ما رواه صاحب كتاب زهد مولانا على بن ابى طالب عليه السلام قال حدثنا سعيد بن عبدالله عن ابراهيم بن مهزيار عن اخيه على عن محمد بن سنان عن صالح بن عقبة عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه عن حبة العرنى قال بينا انا و نوف نائمين في رحبة القصر اذ نحن بامير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعا يده على الحايط شبه الواله وهو يقول ان في خلق السماوات والارض إلى آخر الاية قال ثم جعل يقرء هذه الايات ويمر شبه الطاير عقله فقال اراقد يا حبة ام رامق قلت رامق هذا انت تعمل هذا العمل فكيف نحن قال فارخى عينيه فبكى ثم قال لى يا حبة ان لله موقفا ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من اعمالنا يا حبة ان الله اقرب اليك والى من حبل الوريد يا حبة انه لن يحجبنى ولا اياك عن الله شئ
___________________________________
(1) وفى الخصال في آخر ابواب الستة (والدعاء شعارا).
[267]
قال ثم قال اراقد انت يا نوف قال لا يا امير المؤمنين ما انا براقد ولقد اطلت بكائى هذه الليلة فقال يا نوف ان طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزوجل وقرت عيناك غدا بين يدى الله عزوجل يا نوف انه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله الا اطفأت بحارا من النيران يا نوف انه ليس من رجل اعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله واحب في الله وابغض في الله يا نوف من احب في الله لم يستأثر على محبته ومن ابغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا عند ذلك استكملتم حقايق الايمان ثم وعظهما وذكرهما وقال في اواخره فكونوا من الله على حذر فقد انذرتكما ثم جعل يمر وهو يقول ليت شعرى في غفلاتى امعرض انت عنى ام ناظر إلى وليت شعرى في طول منامى وقلة شكرى في نعمك على ما حالى قال فوالله مازال في هذا الحال حتى طلع الفجر.
ومن صفات مولينا على عليه السلام في ليلة ما ذكره نوف لمعوية بن ابى سفيان وانه ما فرش له فراش في ليل قط ولا اكل طعاما في هجير قط وقال نوف اشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين والحديث مشهور ونخاف ان تمل ايها العبد مما يقر بك من مالك يوم النشور.
يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس شرف الله قدره واسمى ذكره واياك ان تقبل قول من يقول هذا تكليف الابرار الامجاد واننا ما كلفنا باتباعهم في العبودية والاجتهاد فلولا خوفى
[268]
عليك ان تمل الحديث عن الله عزوجل وعن خاصته فتكون هالكا حيث كرهت ما يقربك من محبته لكنت اطلت في ايراد صفات شيعة الاطهار وبالغت لك في ذكر الايات ونقل الاثار ولكن اورد لك الان حديثا واحدا كافيا لمن كان قلبه واعيا حدث سعد بن عبدالله قال حدثنى محمد بن عيسى عن ابى محمد الانصارى عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه قال قال لى ابوجعفر عليه السلام يا ابا المقدام انما شيعة على عليهما السلام الشاحبون (1) الناحلون (2) الذابلون ذابلة (3) شفاههم خميصة (4) بطونهم متغيرة الوانهم مصفرة وجوههم اذا جنهم الليل اتخذوا الارض فراشا واستقبلوا الارض بجباههم كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعاؤهم كثير بكاؤهم يفرح الناس وهم محزونون.
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدى بهم ما رويناه باسنادنا إلى ابى جعفر محمد بن بابويه فيما رواه في كتاب اماليه باسنادنا إلى المفضل بن عمر رضوان الله جل جلاله عليه فيما رواه عن مولانا الصادق عليه السلام قال حدثنى ابى عن ابيه عليهما السلام قال ان الحسن بن على عليهما السلام كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم وكان اذا حج يحج ماشيا وربما مشى حافيا وكان اذا ذكر الموت بكى واذا ذكر القبر بكى واذا ذكر البعث والنشور بكى واذا ذكر الممر على الصراط بكى واذا ذكر العرض على الله شهق شهقة يغشى عليه منها واذا قام في صلوته ترتعد فرائصه بين يدى ربه عزوجل وكان اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ويسئل الله الجنة ويتعوذ به من النار وكان عليه السلام لا يقرء
________________________________
(1) الشاحب المهزول وقيل المتغير اللون (2) النحول الهزال (3) جافة (4) ضامرة.
[269]
آية من كتاب الله (فيها) ياايها الذين آمنوا الا قال لبيك اللهم لبيك ولم ير في شئ من احواله الا ذاكر الله سبحانه وكان اصدق الناس لهجة و افصحهم منطقا والخبر طويل.
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدى بهم ما ذكره ابن عبد ربه في الجزء الرابع من كتاب العقد قال قيل لعلى بن الحسين عليه السلام ما اقل ولد ابيك فقال العجب كيف ولدت كان يصلى في اليوم والليلة الف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء.
(ويروى هذا الحديث الالف ركعة لزين العابدين عليه السلام ومن صفات الذين تدعى انك تقتدى بهم ما وجدناه بخط جبريل ابن احمد السوراوى رحمه الله ونحن نروى عنه كلما رواه وظاهر الحديث انه مروى عن ابى جعفر بن بابويه رضى الله عنه وهذا لفظ ما رايناه حدثنا محمد بن موسى بن متوكل رحمه الله قال حدثنى على بن الحسين السعد - آبادى عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه قال حدثنا ابومحمد ابن زياد الازدى قال سمعت مالك بن انس فقيه المدينة يقول ادخل إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فيقدم لى المخدة ويعرف لى قدرا ويقول يا مالك انى احبك فكنت اسر بذلك واحمد الله عليه قال وكان عليه السلام رجلا لا يخلو من احدى ثلث خصال اما صائما واما قائما و اما ذاكرا وكان من عظماء العباد واكابر الزهاد والذين يخشون الله عزوجل وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فاذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من كان يعرفه ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد ان يخر من راحلته فقلت له لابد لك من ان تقول فقال يابن ابى عامر كيف اجسر ان اقول لبيك اللهم لبيك واخشى ان يقول لا لبيك ولا سعديك).
[270]
وقد ذكرت في كتاب تقريب السالك إلى خدمة المالك طرفا من صفات من ذكرت ومن لم اذكر من الذين يقتدى بهم وكانوا على هذا السبيل من الاجتهاد الجليل الجميل.
اقول فاذا لم يحصل لك قوة ولا توفيق للسلوك بمطايا الليل على هذا الطريق فكن كما قال مولينا على بن ابى طالب عليه السلام وتقتضيه معرفتك بمولاك الذى انت بين يديه فانه قال عليه السلام اذا ضعفت من الخير فاضعف عن الشر.
اقول واعتبر صدق دعواك من بطلانها فان نفسك تريد النوم و تتكاسل عن خدمة مالكها وسلطانها بانه لو جائك واحد من اصدقائك او بعض خدم ملوك دار الغرور او جائك حويجة من حويجات دار السرور التى تطلبها من الدنيا التى تفنى لذاتها وتبقى تبعاتها اما كنت تترك الكسل والنوم بالكلية فاذا عرفت ذلك من نفسك فابك عليها فانك مريض في قلبك او ضعيف في عقايدك الدينية فتب إلى الله جل جلاله واسئله العفو وان يكمل جل جلاله لك ما هو من السعادة الدينية والدنيوية فانها حاصلتان في مراقبة تلك الجلالة الالهية.
اقول فاذا جاء النوم وصرت كالمغلوب فانك ان كنت كذلك كنت معذورا ما لم يكن نومك لذنب طردك به علام الغيوب عن مقام خلوة المحب بالمحبوب.
فقد جاء في الحديث ان الله جل جلاله ينوم العبد عن خدمته عقوبة له في طريق الذنوب فانظر هناك فيما رواه ابومحمد زكريا المؤمن في كتابه الذى رواه عن مولينا الصادق عليه السلام باسناده عن عبدالصمد عن
[271]
ابى عبدالله عليه السلام قال قال له رجل اوصنى قال اوصيك بتقوى الله واذا اويت إلى فراشك فاذكر ما كسبت في يومك من خير او شر واذكر ما ادخلت بطنك من طيب او خبيث.
يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى احسن الله اليه وافاض ملابس الجلالة والاكرام عليه اعلم انك اذا اردت النوم مغلوبا عليه او مختارا او مائلا اليه فاعلم ان النوم موت اليقظة ووفاة الجوارح عن حيوة الاستقامة قال الله جل جلاله فيه هو الذى يتوفيكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه فجعل جل جلاله النوم وفاة واليقظة بعثا وحيوة وقد عرفت ان النائم يصير كالاعمى والاصم والاخرس والزمن والمرطوب ويضيع منه عقله وفوايد ما كان يعامل به مولاه علام الغيوب وكانه اذا نام فقد ضيع عياله وامواله وحوائجه وضروراته وما يدرى ما يجرى عليها وما بقى له قدرة على حفظ نفسه ولا حفظ شئ من مهماته التى اشرنا اليها ولو كان قد احرزها بالاقفال والرجال فانه اذا نام امكن فيها وقوع خلاف ما يريد على كل حال.
فاذا نمت كانك اصبت بمصايب هايلة ووقعت في نكبات ذاهلة وما يقدر على جميع شملك باليقضة وسلامة وارحك وكمال حيوتك ورد سمعك وبصرك ولسانك وعقلك وسائر ما تشعث بالنوم من مراداتك الا الله جل جلاله وتقدس كماله فتب بين يديه توبة صريحة من كل تقصير كنت قبل النوم عليه.
فان لم توافقك نفسك وعقلك وقلبك لقلة معرفتك بمولاك الذى
[272]
يراك على التوبة بالتحقيق فاطلب من رحمته وجوده العفو فانه جل جلاله اهل ان يتفضل بذلك على عوايد المالك الحليم الرحيم الشفيق فان لم تطلب العفو ايضا على عادة النجاة المذنبين عند اعظم المالكين القاهرين فاستسلم استسلام المسكين المستكين وسلم دينك ونفسك ومالك وعيالك وامالك وكلما تحتاج اليه إلى حفظ ذلك الرحيم الحليم الكريم الذى قد طالت جرئتك عليه وسوء ادبك بين يديه وليكن في سريرتك ان الذى اودعته من كل ما وهبك اياه فانه ملكه على التحقيق وانت مستعير ومستودع فلاتنازعه في ملكه لخاطر ولا قلب فتصير شريكا فتهلك بذلك ويفوتك رضاه فانك اذا قبلت وصيتى وتبت او طلبت العفو او استسلمت كما ذكرناه واودعت كما شرحناه كان هو الحافظ والحامى والخفير ولم يدخل عليك داخل في قليل ولا كثير ولا صغير ولا كبير.
رأيت في الاخبار ما معناه ان رجلا قال رأيت على ظهر ضفدع عقربا غريبة الجنس وهو عابر بها في نيل مصر من جانب إلى الجانب الذى كنت فيه فلما وصل بها طرف الماء نزلت العقرب على الارض فتبعتها وقلت في نفسى ان لهذه العقرب شانا واذا قد جائت إلى اصل شجرة فصعدت حتى جائت إلى غصن قد تدلى على وجه شاب نائم تحت الشجرة فضربت تلك العقرب ذنب حية ضربة وقعت الحية ميتة فاستعظمت ذلك وجئت إلى الشاب فايقظته وقلت انظر إلى ما قد سلمك الله منه وانشدته:
يانائمــا والجليل يحرسه مما يلاقى في حندس الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تـــأتيك منه فوايد النعم
[273]
ولقد رايت في كتاب الياقوت الاحمر تأليف احمد بن الحسن الاهوازى ما هذا لفظه قال وسمعت ان بعض وصفاء الاكاسرة قال ما نام كسرى قط الا وقبل نومه سجد لله عزوجل ويسئله ان يحييه بعد ما يميته يعنى بالموت النوم ياحيوة وبالحيوة الانتباه.
اقول انا فهذا اذا كان صفة ملك مشغول عن الله وغير عارف به جل جلاله كمعرفتك يعامل الله احسن من معاملتك فما عذرك في غفلتك عن مالك دنياك وآخرتك.
قلت ولو قدرنا انه دخل عليك داخل في حال منامك اذا عملت ما قدمناه وذهب منك بعض ما في يديك فلعل ذلك يكون ليريك الله جل جلاله آياته في رد ذلك عليك كما رويناه في بعض آيات المتوكلين على مالك يوم الدين قال ما معناه ان اعرابيا جاء إلى باب المسجد الحرام فترك ناقته وقال مامعناه اللهم هذه الناقة وما عليها في حفظك ووديعتك ودخل وطاف وخرج فلم يجد الناقة فوقف يقول ما معناه يارب ما سرق منى شئ وانما سرق منك لاننى لولا ثقتى انك تحفظ على ناقتى ورحلى ما تركتها ويكرر امثال هذا والناس يتعجبون من حديثه مع الله عزوجل واذا الناقة زمامها بيد رجل ويده الاخرى مقطوعة وقال للاعرابى خذ ناقتك ما اصبت منها خيرا قال كيف تواريت بها وراء الجبل فاذا فارس قد نزل لاادرى من اين وصل فازعجنى وقطع يدى وامرنى باعادتها.
قلت انا واعرف اننى ابدا ما اودعت الله جل جلاله شيئا فضاع ولو كان قد ضاع شئ مما اودعته لاجل ذنب يكون قد جنيته فاننى اذا طلبت من رحمته اعادة وديعته ردها على ما يخجلنى ولا يقف مع
[274]
الذنب الذى اقتضى ضياعها من حرز رعايته ولقد توجهت إلى الحج سنة سبع وعشرين وستماة واودعت كلما صحبنى في حفظ حياطة المراحم الالهية فسقط سوط لوزمر كان معى مشدودا في الكجاوة ونحن نسير ليلا فلما نزلنا ضاحى النهار فقدت السوط فقلت لرجل علوى صديق كان معنا يقال له على بن الزكى رحمه الله قد سقط السوط فاطلبه فتعجب من قولى اطلبه وقال كيف اطلب سوطا قد سقط البارحة في سرعة مسير الحاج فقلت لاننى كنت اودعت ما معى كله لله جل جلاله وهو جل جلاله يحفظه فلم يقبل واخذ ابريقا ومر يستعمل ماء خارج الحاج فجاء والسوط في يده فقلت كيف وجدته قال وجدته على ظاهر فخارة رجل معلقا فقلت له هذا السوط لفلان سقط البارحة في المسير فقال نعم وجدناه ليلا فحملناه خذوا حمله اليه ولو ذكرت ما تجدد لى من امثال هذا ضجرت بوقوفك عليه.
اقول فاذا عملت كما وصفناه واودعت كما اوضحناه فتطهر كطهورك للصلوة ثم قم إلى فراشك او موضع منامك وقل حين تاوى إلى فراشك مارويناه باسنادنا إلى على بن محمد القمى قال اخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر عن ابيعبدالله عليه السلام قال تقول حين تاوى إلى فراشك واعوذ بعزة الله واعوذ بقدرة الله واعوذ بكمال الله واعوذ بسلطان الله واعوذ بجبروة الله واعوذ بملكوت الله و اعوذ بدفع الله واعوذ بجمع الله واعوذ بملك الله واعوذ برحمة الله و اعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله من شر ما خلق وذرء وبرء ومن شر العامة والسامة ومن شر فسقة الجن والانس ومن شر فسقة العرب والعجم ومن شر كل
[275]
دابة في الليل والنهار انت اخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم وتعوذ من شئت اقول وليكن من عمله اذا اوى إلى فراشه ما رواه محمد بن الحسن بن احمد عن احمد بن الحسن الصفار عن على بن اسمعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين القلانسى عن ابى بصير قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول من قرء قل هو الله احد احدى عشر مرة حين ياوى إلى فراشه غفر له ذنبه وشفع في جيرانه فان قرأها مأة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة.
وتقول اذا اويت إلى فراشك ايضا ما رواه هرون بن موسى رحمه الله قال حدثنا جعفر بن سليمان القمى قال حدثنا اسمعيل بن محمد الزيتونى قال حدثنا محمد بن جعفر الاسدى قال حدثنا على بن ابراهيم عن على الخياط عن يحيى بن محمد عن على بن عثمان عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال من قال اذا اوى إلى فراشه اللهم انى اشهدك انك افترضت على طاعه على بن ابى طالب والائمة من ولده ويسميهم واحدا حتى ينتهى إلى الامام الذى في عصره عليه السلام ثم مات في تلك الليلة دخل الجنة.
ذكر حال العبد اذا نام بين يدى مولاه فاذا قلت ما ذكرناه عند الجلوس في فراشك وموضع منامك فاذكر انك عبد مملوك حقير تريد ان تنام وتمد رجليك وتنبسط في الحركات والسكنات بين يدى مالك عظيم كبير فتادب قولا وفعلا فمهما تاديت وتذللت كان مولاك له اهلا وكنت انت اصغر واحقر محلا واضطجع على شقك الايمن بالاستسلام والتفويض والتوكل وكل ما يليق بذلك المقام وقل ما
[276]
رويناه باسنادنا عن احمد بن محمد بن على الكوفى قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنى يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه في المحرم سنة سبع وستين ومأتين قال حدثنا الحسين بن على بن على بن ابى حمزة قال حدثنى ابى وحسين بن ابى العلا الزندجى جميعا عن ابى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال اذا اويت إلى فراشك فاضطجع على شقك الايمن وقل بسم الله وبالله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم انى اسلمت نفسى اليك ووجهت اليك وفوضت امرى اليك والجأت ظهرى اليك رغبة ورهبة اليك لاملجاء ولا منجا منك الا اليك واسلمت نفسى اليك اللهم امنت بكل كتاب انزلته وبكل رسول ارسلته.
ثم تقرء قل هو الله احد والمعوذتين وآية الكرسى ثلث مرات وآية السخرة وشهد الله وانا انزلناه في ليلة القدر احدى عشرة مرة ثم تكبر اربعا وثلثين مرة وتسبح ثلثا وثلثين مرة وتحمد ثلثا وثلثين مرة وهو تسبيح الزهراء عليها السلام الذى علمها رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم قل لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد ويحيى ويميت وهو حى لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
ثم تقول اعوذ بالله الذى يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه من شر ما خلق وما ذرء وبرء وانشاء وصور ومن الشيطان وشركه وقرعه ومن شر شياطين الانس والجن واعوذ بكلمات الله التامات من شر السامة والهامة واللامة والخاصة ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر طوارق الليل وطوارق النهار الا طارقا يطرق بخير
[277]
بالله وبالرحمن استعنت وعليه توكلت حسبى الله ونعم الوكيل.
ثم تتوسد يمينك وتقول ما رويناه باسنادنا عن ابى محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابيه عن العلاء عن رزين عن محمد بن مسلم قال قال ابوجعفر عليه السلام اذا توسد الرجل يمينه فليقل بسم الله انى اسلمت نفسى اليك ووجهت وجهى اليك وفوضت امرى اليك والجأت ظهرى اليك وتوكلت عليك رهبة ورغبة اليك لاملجاء ولامنجى منك الا اليك امنت بكتابك الذى انزلت ورسولك الذى ارسلت ثم تسبح تسبيح فاطمة عليها السلام.
وقد قدمنا نحو هذا عند الاضطجاع على شقه الايمن وفى ذلك زيادة وهذا مختص بوقت توسده على يمينه.
وتقول ايضا حين تاخذ مضجعك ما رواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن اسحق عن بكر بن محمد عن ابيعبد الله عليه السلام قال من قال حين ياخذ مضجعه ثلث مرات الحمد لله الذى علا فقهر والحمد الله الذى بطن فخبر والحمد لله الذى ملك فقدر والحمد لله الذى يحيى الموتى وهو على كلشئ قدير كان من الذنوب كهيئة يوم ولدته امه.
اقول ان شئت فكن كمملوك اعرفه من مماليك الله اذا نام بالاذن من الله والادب مع الله واستقبل القبلة بوجهه إلى الله وتوسد يمينه على صفات الثكلى الواضعة يدها على خدها فانه قد ثكل كثيرا مما يقربه إلى الله ويقصد بتلك النومة ان يتقوى بها في اليقظة على طاعة الله جل جلاله وعلى ما يراد في تلك الحال من العبودية والذلة لله وكان جبل ذنوب قلبه قد رفع على رأسه ليسقط عليه من يد غضب الله
[278]
كما جرى لبنى اسرائيل حيث قال جل جلاله واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة فان اولئك ذلوا واستسلموا لذلك خوفا من سقوط الجبل على الحيوة الفانية وجبل الذنوب يخاف صاحبه ان يسقط عليه فيهلك جميع حيوته وسعادته الفانية والباقية وان هذا المملوك اذا توسد يمينه قرء الحمد ثلث مرات ثم قرء قل هو الله احد احدى عشرة مرة ثم قرء انا انزلناه احدى عشرة مرة ثم قرء سورة الهكم التكاثر مرة ثم قرء قل ياايها الكافرون ثلث مرات ثم قل اعوذ برب الفلق ثلث مرات ثم قل اعوذ برب الناس ثلث مرات ثم قرء آية الكرسى مرة ثم قرء شهد الله انه لااله الا هو إلى آخر الاية ثم قرء إلى آخر الحشر من قوله لو انزلنا ثم قرء ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا ثم قرء آيات السخرة ثم قرء امن الرسول إلى آخر سورة البقرة ثم قرء اواخر الكهف قل انما انا بشر مثلكم إلى آخر السورة ثم قال اللهم لاتؤمنى مكرك ولا تنسنى ذكرك ولاتول عنى وجهك ولاتهتك عنى سترك ولاتؤاخذنى على تمردى ولاتجعلنى من الغافلين وايقظنى من رقدتى وسهل القيام فيهذه الليلة في احب الاوقات اليك وارزقنى فيها ذكرك والصلوة والدعاء والشكر حتى اسئلك فتعطينى وادعوك فتستجيب لى واستغفرك فتغفر لى انك انت الغفور الرحيم.
ثم قال للخوف من الاحتلام اللهم انى اعوذ بك من الاحتلام ومن شر الاحلام وان يلعب بى الشيطان في اليقظة والمنام ثم قرء لذلك قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن الاية ثم يقرء اخر بنى اسرائيل قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اياما تدعوا فله الاسماء الحسنى
[279]
ولاتجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا.
ثم يسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وهو آخر ما يقوله عند المنام.
وقد روى في كل شئ من ذلك رواية في فضل ما اعتمد عليه ثم رتبه كما هداه جل جلاله اليه ولكلشئ مما قرئه فوايد عظيمة يطول الكتاب بايرادها وتعدادها وقد روينا فيما ختم به هذا المملوك عمله عند المنام من تسبيح الزهراء فامطة عليها افضل السلام ما نرويه عن جدى ابوجعفر الطوسى عن على بن ابى جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الاعمال قال وقال ابو عبدالله اذا اوى احدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم و شيطان مريد فيقول له الملك اختم يومك بخير وافتح ليلك بخير و يقول له الشيطان اختم يومك باثم وافتح ليلك باثم قال فان اطاع الملك الكريم وختم يومه بذكر الله وفتح ليله بذكر الله اذا اخذ مضجعه وكبر الله اربعا وثلثين مرة وسبح الله ثلثا وثلثين مرة وحمد الله ثلثا وثلثين مرة زجر الملك الشيطان عنه فتنحى وكلاءه الملك حتى ينتبه من رقدته فاذا انتبه ابتدر شيطانه فقال له مثل مقالته قبل ان يرقد ويقول له الملك مثل ما قال له قبل ان يرقد فان ذكر الله عزوجل العبد بمثل ما ذكره اولا طرد الملك شيطانه عنه فتنحى وكتب الله عزوجل له بذلك قنوت ليله.
ذكر رواية عن الهادى عليه السلام بما يقول اهل البيت عليهم السلام عند المنام حدث الحسين بن سعيد المخزومى قال حدثنا الحسين بن احمد
[280]
البوشنجى قال حدثنا عبدالله بن على السلامى قال سمعت اسحق بن محمد الزنجانى يقول سمعت الحسن بن على العلوى يقول سمعت على بن محمد بن على بن موسى الرضا عليهم السلام يقول لنا اهل البيت عند نومنا عشر خصال الطهارة وتوسد اليمين وتسبيح الله ثلثا وثلثين وتحميده ثلثا و ثلثين وتكبيره اربعا وثلثين ونستقبل القبلة بوجوهنا ونقرء فاتحة الكتاب وآية الكرسى وسهد الله انه لالاله الا هو الالى اخرخا اراخرها فمن فعل ذلك فقد اخذ بحظه من ليلته.
يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى فكذا وجدت هذا الحديث فان الراوى ذكر عشر خصال ثم عدد تسع خصال فلعله سهى في الجملة او التفصيل والظاهر انه في التفصيل لان خصالهم عند النوم اكثر من تسع كما رويناه ولعل قد وقع السهو عن ذكر قل هو الله احد وقرائة انا انزلناه (1).
ذكر تفصيل فضايل بعض ما اجملناه قد قدمنا فضل قرائة قل هو الله احد احدى عشرة مرة ومأة مرة كما رويناه واما قرائة انا انزلناه احدى عشرة فقد روى ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا احمد بن ميثم ويحيى بن زكريا بن شيبان قالا حدثنا اسحق بن على بن ابى حمزة الطيالسى واخبرنا ابن الطيب عبدالغفار بن عبيد بن السرى المقرى قال حدثنا محمد بن همام
___________________________________
(1) اقول او قل اللهم مالك الملك الخ وهو الاظهر لاقترانه بفاتحة الكتاب وآية الكرسى وشهد الله في تعقيبات الفرايض اليومية محمد حسين القمشهى عفى عنه
[281]
قال احمد بن ادريس عن محمد بن حسان عن اسمعيل بن مهران عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابى المعزا عن ابى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال سمعته يقول من قرء سورة انا انزلناه في ليلة القدر احدى عشر مرة عند منامه وكل الله به احدى عشر ملكا يحفظونه من كل شيطان رجيم حتى يصبح.
ذكر فضيلة قرائة الهكم التكاثر روى ابو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب عن الحسن بن على عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله الدهقان عن درست عن ابيعبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرء الهكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.
ذكر فضيلة الاية ان الله يمسك روى ابو الفضل قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشى قال حدثنا على بن محمد عن محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن العباس بن هليل عن ابى الحسن الرضا عن ابيه عليهما السلام قال لم يقل احد قط اذا اراد ان ينام ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا فسقط عليه بيت.
ذكر فضيلة قرائة آية الكرسى والمعوذتين حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا الحسين بن هرون بن حدور المداينى (حدود المدينى) قال حدثنا ابراهيم بن مهزيار عن اخيه على بن مهزيار عن ابن ابى عمير عن جميل بن صالح عن الوليد بن صبيح قال قال لى شهاب بن عبد ربه اقرء ابا عبدالله منى السلام واخبره اننى يصيبنى فزع في منامى فقلت له ذلك فقال قل له اذا اوى إلى فراشه
[282]
فليقرء المعوذتين وآية الكرسى وآية الكرسى افضل.
ذكر رواية اخرى لمن يفزع من كتاب المشيخة عن ابيعبد الله عليه السلام قال اذا كان يتفزع يقول عند النوم لا اله الا الله وحده لا شريك له يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حى لا يموت عشر مرات ويسبح تسبيح الزهراء عليها السلام فانه يزول ذلك.
ذكر فضيلة لاخر سورة بنى اسرائيل وآخر سورة الكهف حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن نعيم قال حدثنا العياشى قال حدثنا محمد بن نصر عن محمد بن عيسى عن ابى الحسين على بن يحيى عن الحسين بن علوان رفعه إلى النبى صلى الله عليه وآله قال امان لامتى من السرق قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا و قل الحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا ومن قرء هذه الاية عند منامه قل انما انا بشر مثلكم يوحى إلى انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.
رواية الامان من الاحتلام حدث ابوالمفضل محمد بن عبدالله قال حدثنا محمد بن الحسين بن على بن مهزيار قال حدثنا ابى عن ابيه على بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن عبدالله بن ميمون القداح عن ابى عبدالله عليه السلام عن ابيه عليه السلام عن على صلوات الله عليه انه قال يقول اللهم عنى اعوذ بك من الاحتلام ومن شر الاحتلام وان يلعب بى الشيطان
[283]
في اليقظة والمنام.
رواية في الامان من اللصوص حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا عبدالله بن جعفر الحميرى عن احمد بن محمد السيارى عن محمد بن بكر عن ابى الجارود عن الاصبغ بن نباته عن امير المؤمنين عليه السلام قال والذى بعث محمدا بالحق واكرم اهل بيته ما من شئ تطلبونه من حرز من حرق او غرق او سرق او شرق او اتلاف دابة من صاحبها او ضالة من الافق الا وهو في كتاب الله تعالى فمن اراد علم ذلك فليسئلنى عنه فقام اليه رجل فقال يا امير المؤمنين اخبرنى عن السرق فانه لا يزال قد سرق لى الشئ بعد الشئ ليلا فقال اذا اويت إلى فراشك فاقرء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا.
رواية في الامان من السرق حدث ابوالمفضل قال حدثنا جعفر بن محمد العياشى قال حدثنا محمد بن نصر قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا ابوالحسن على بن يحيى قال حدثنا الحسين بن علوان رفعه إلى النبى صلى الله عليه وآله قال امان لامتى من السرق قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن وقرء الاية.
ذكر ما يحتاج اليه الانسان اذا اراد النوم في حال دون حال فمن ذلك اذا كان يريد النوم وقد منع من ذلك لغير العافية حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن ابى الحسن الصائغ قال حدثنا الحسن
[284]
بن على الصيرفى قال حدثنا محمد بن ابيحمزة عن معوية بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال اذا اصابك الارق فقل سبحان الله ذى الشأن دائم السلطان عظيم البرهان كل يوم هو في شأن.
رواية اخرى في زوال الارق واستجلاب النوم حدث ابوالمفضل محمد بن عبدالله رحمه الله قال كتب إلى محمد بن محمد الاشعث الكوفى من مصر يقول حدثنا موسى بن اسمعيل بن موسى بن جعفر قال حدثنا ابى عن ابيه عن على عليهم السلام اجمعين ان فاطمة عليها السلام شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الارق فقال قولى يا بنية يا مشبع البطون الجائعة ويا كاسى الجسوم العارية ويا مسكن العروق الضاربة ويا منوم العيون الساهرة سكن عروقى الضاربة واذن لعينى نوما عاجلا قال فقالته فذهب عنها ما كانت تجده رواية اخرى في زوال الارق واستجلاب النوم حدث اسد بن ابراهيم السلمى قال حدثنى يحيى بن سعيد العطار الحوانى (الحرانى) قال حدثنا محمد بن احمد بن ابى شيخ الرابعى قال حدثنا على بن عبدالحميد قال حدثنا طاهر بن موسى قال حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا مسعود بن علقمة بن زيد عن عبدالرحمن بن سابط (1) قال اصاب خالد بن الوليد ارق فقال النبى صلى الله عليه وآله الا اعلمك كلمات اذا قلتهن نمت قال بلى قال قل اللهم رب السماوات وما اظلت ورب الارضين وما اقلت ورب الشياطين وما اضلت كن حرزى من خلقك جميعا ان يفرط على احدهم او ان يطغى عز جارك ولا اله غيرك.
ومن ذلك رواية فيما يقال عند النوم لطلب الرزق والامان من
___________________________________
(1) سابت خ ل.
[285]
الهوام حدث محمد بن على الغلابى قال حدثنى احمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن خالد عن رجل عن محمد بن الفضل عن ابيحمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام قال من قال اذا اوى إلى فراشه اللهم انت الاول فلا شئ قبلك وانت الظاهر فلا شئ فوقك وانت الباطن فلا شئ دونك وانت الاخر فلا شئ بعدك اللهم رب السماوات السبع ورب الارضين السبع ورب التورية والانجيل والزبور والقرآن الحكيم اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انك على صراط مستقيم نفى الله عنه الفقر وصرف عنه شر كل دابة.
ومن ذلك اذا اردت رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله في منامك حدث الشريف ابوالقاسم الحسين بن الحسن بن على بن محمد بن احمد بن محمد بن اسمعيل بن عبدالله بن على بن ابيطالب العلوى ابن اخى الكوكبى قال اخبرنى اسمعيل بن محمد قال اخبرنى اسمعيل بن على بن قدامة قال حدثنا احمد بن عبدان البردعى قال حدثنا سهل بن صقير قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول من اراد ان يرى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه فليصل العشاء الاخرة وليغتسل غسلا نظيفا وليصل اربع ركعات باربع ماة آية الكرسى وليصل على محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام الف مرة وليبت على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلالا ولا حراما وليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليسبح ماة مرة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله وليقل ماة مرة ما شاء الله فانه يرى النبى صلى الله عليه وآله في منامه.
ومن ذلك اذا اردت رؤيا مولاك امير المؤمنين على بن ابى طالب
[286]
صلوات الله عليه في منامك فقل عند مضجعك اللهم انى اسئلك يا من له لطف خفى واياديه باسطة لا تنقضى اسئلك بلطفك الخفى الذى ما لطفت به لعبد الا كفى ان ترينى مولاى امير المؤمنين على بن ابى طالب في منامى.
ومن ذلك اذا اراد رؤيا ميته في منامه حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مال قال حدثنا محمد بن حسين الصائغ قال حدثنى احمد بن الحسن واعطانيه في رقعة قال حدثنا محمد بن بكر الطحان عن ابيه عن بعضهم عليهم السلام قال اذا اردت ان ترى ميتك فبت على طهر وانضجع على يمينك وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم قل اللهم انت الحد الذى لا يوصف والايمان يعرف منه منك بدت الاشياء واليك تعود فما اقبل منها كنت ملجاءه ومنجاه وما ادبر منها لم يكن له ملجاء ولا منجا منك الا اليك فاسئلك بلا اله الا انت واسئلك بسم الله الرحمن الرحيم بحق محمد صلى الله عليه وآله سيد النبيين و بحق على خير الوصيين وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين وبحق الحسن والحسين الذى جعلتهما سيدى شباب اهل الجنة عليهم اجمعين السلام ان تصلى على محمد واهل بيته وان ترينى ميتى في الحال التى هو فيها فانك تراه ان شاء الله.
ومن ذلك اذا كنت تريد الانتباه على كل حال او للدعاء والاستغفار او لصلوة الليل وفيه روايات فمن الروايات للانتباه على كل حال ما حدث به ابوالمفضل محمد بن عبدالله رحمه الله قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشى قال حدثنا ابى قال حدثنا جعفر بن احمد بن معروف قال حدثنى العمركى بن على قال حدثنا عبدالله بن الوليد النخعى قال
[287]
حدثنا فضيل بياع الملا عن ابيحمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال ما نوى عبد ان يقوم اية ساعة نوى يعلم الله ذلك منه الا وكل الله به ملكين يحركانه تلك الساعة.
ومن الروايات للانتباه على كل حال ما حدث المفضل محمد بن عبدالله قال حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميرى قال حدثنا ابى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الوليد عن ابان بن عثمان عن عامر بن عبدالله بن جذاعه قال مامن عبد يقرء اخر الكهف حين يأوى إلى فراشه الا استيقظ في الساعة التى يريد.
ومن الروايات للانتباه للدعاء والاستغفار حدث محمد بن على بن شاذان قال حدثنى احمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبدالله عن عبدالله بن محمد بن عيسى قال حدثنى الحسن بن على الارجانى عن حماد بن عيسى عن ابى الحسن عمن ذكره عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال من احب ان ينتبه بالليل فليقل عند النوم اللهم لاتنسنى ذكرك ولاتؤمنى مكرك ولاتجعلنى من الغافلين وانبهنى لاحب الساعات اليك ادعوك فيها فتستجيب لى واسئلك فتعطينى واستغفرك فتغفر لى انه لايغفر الذنوب الا انت ياارحم الراحمين قال ثم يبعث الله تعالى اليه ملكين ينبهانه فان انتبه والا امر ان يستغفرا له فان مات في تلك الليلة مات شهيدا وان انتبه لم يسئل الله تعالى شيئا في ذلك الوقت الا اعطاه.
ومن الروايات للانتباه لقيام الليل ما حدث ابوالفضل محمد بن عبدالله قال اخبرنا محمد بن محمد بن الاشعث قال حدثنا موسى بن اسمعيل بن موسى قال حدثنا ابى عن ابيه عن جده جعفر بن محمد بن عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اراد شيئا من قيام الليل
[288]
فاخذ مضجعة فليقل اللهم لاتؤمنى مكرك ولا تنسنى ذكرك ولاتجعلنى من الغافلين اقوم انشاء الله ساعة كذا وكذا فانه يوكل الله به ملكا ينبهه تلك الساعة.
ومن الروايات للانتباه للصلوة حدث ابومحمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الاشعرى قال حدثنا صفوان ين يحيى قال سمعت ابا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول من اراد ان يقوم من ليله للصلوة فلا يذهب به النوم فليقل حين ياوى إلى فراشه الهم لاتؤمنى مكرك ولا تنسنى ذكرك ولاتول عنى وجهك ولاتهتك عنى سترك ولا تأخذنى على تمردى ولاتجعلنى من الغافلين وايقطنى من رقدتى وسهل لى القيام في هذه الليلة في احب الاوقات اليك وارزقنى فيها الصلوة والشكر والدعاء حتى اسئلك فتعطينى وادعوك فتستجيب لى واستغفرك فتغفر لى انك انت الغفور الرحيم.
ذكر ما يقوله بعد النوم اذا انقلب على فراشه ولم يجلس حدث محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن على بن عبدالله بن المغيرة عن العباس بن عامر القصبانى عمن ذكره عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال كان القوم ينامون ولكن كلما تقلب احدهم قال الحمد لله والله اكبر.
ومن الروايات فيما يقوله عند تقلبه على فراشه ما حدث به على بن محمد بن يوسف قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا القاسم بن محمد بن على عن ابراهيم الهمدانى قال حدثنا ابى عن ابيه عن احمد
[289]
بن عبدربه بن خانبه الكرخى في كتابه (في مملياته) وقد قدمنا اسناد كتاب ابن خانبه ونعيده الان حيث قد تباعد ما بين الموضعين حدث ابومحمد هرون بن موسى رحمه الله قال حدثنا ابوعلى الاشعرى وكان قائدا من القواد عن سعد بن عبدالله بن ابى خلف قال قال لى احمد بن خانبه انه عرض كتابه على ابى الحسن على بن محمد صاحب العسكر الاخير عليهما السلام فوقف عليه وقال صحيح فاعملوا به.
والذى رويناه هناك ان الراوى لعرض كتاب احمد بن خانبه على مولينا الهادى عليه السلام غير احمد بن خانبه فقال احمد بن خانبه في كتابه المشار اليه فاذا انتبهت من منامك وتقلبت على الفراش فقل لااله الا الله الحى القيوم وهو على كل شئ قدير سبحان الله رب السموات السبع وما فيهن ورب الارضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ذكر ما يفعله ويقوله اذا راى في منامه ما يكره حدث احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا على بن الحسن بن فضال قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن معوية بن عمار عن ابيعبدالله عليه السلام قال اذا رأى الرجل في منامه ما يكره فليتحول عن شقهالذى كان عليه نائما وليقل انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا باذن الله ثم ليقل اعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وانبياء الله المرسلون وعباد اله الصالحون من شر ما رايت ومن شر الشيطان الرجيم.
رواية ثانية في دفع رؤيا مكروهة حدث هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا على بن محمد بن يعقوب العجلى قال حدثنا على بن الحسن
[290]
التيملى قال حدثنا محمد بن الوليد عن ابان بن عثمان عن عبدالله و سليمان عن ابيجعفر عن ابيعبدالله عليهما السلام قال شكت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما تلقاه في المنام فقال لها اذا رايت شيئا من ذلك فقولى اعوذ بما عاذت به ملئكة الله المقربون وانبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شر رؤياى التى رايت ان تضرنى في دينى ودنياى واتفلى على يسارك ثلثا.
رواية ثالثة لدفع ما يكره من الرؤيا فيها زيادة كلمات حدث محمد بن احمد بن على البزاز قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان عن الحسن بن على بن ابيحمزة البطائنى عن ابيه وحسين بن ابى العلاء عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال فان رايت في منامك ما تكرهه فقل حين تستيقظ اعوذ بما عاذت به ملئكة الله المقربون وانبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون والائمة الراشدون المهديون من شر ما رايت ومن شر رؤياى ان تضرنى ومن الشيطان الرجيم ثم اتفل على يسارك ثلثا.
يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين افضل السادة ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى بلغه الله مناه وكبت اعداه لما رايت ان هذا الكتاب فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة لاصحاب الاتمام في الصلوات متى جعلته مجلدا وجزءا واحد اشق حمله على اصحاب العبادات ورايت النوم بعد ما شرحنا من آدابه قاطعا للانسان عن عبادته واسبابه رتبت هذا الجزء الاول من هذا الكتاب إلى آخر ما ذكرته في الاداب من ابتداء يقظته إلى حين المنام وسأجعل اول الجزء
[291]
الثانى ما اذكره من الادب عن النبى عليه افضل الصلوة والسلام اذا جلس النائم من رقاده وهو على ما كان عليه من عافيته وتمام مراده انشاء الله تعالى وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبى وآله الطاهرين تمت تسويد هذه النسخة الشريفة في غرة شهر صفر المظفر سنة 1326 قد تم بحمد الله وحسن توفيقه طبع هذا الكتاب المستطاب (فلاح السائل) لاول مرة اذ لم يكن له عهد بالطبع إلى تاريخنا هذا ولقد بذلنا جهدنا وبالغنا في تصحيحه مخطوطا ومطبوعا.
وبالنظر إلى انه لم يكن عندنا منه الا نسخة واحدة مكتوبة في سنة 1326 هجريه مشحونه بالاغلاط والتصحيفات كان تصحيحه وتنقيحه منها امرا صعبا.
ثم قيض المولى سبحانه نسخة اخرى منه لبعض السادة الاجلة زاد الله في توفيقاته مكتوبة بخط محمد ابراهيم بن محمد على الخراسانى القائنى في سنة 1370 المستنسخة من النسخة المكتوبة بخط الشيخ شير محمد الهمدانى في سنة 1357 وكان فيها زيادات مفقودة في الاولى اثبتنا بعضها بين الهلالين فقابلنا هما معا فخرج من الطبع على اصح ما يمكن ان يكون نقيا من الاغلاط الا نزرا يسيرا، زاغ عنه البصر.
فعلى العلماء والاعلام اقتناء نسخة منه قبل نفادها واغتنام ما فيه من الموعظة والتذكرة لكونها من ما القته نفسية بارزة معنوية نابغة في طبقة الرعية في الاسلام يقل وجود مثله وهو السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام ابوالقاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله نفسه الزكية.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله المعصومين وسلم تسليما.