مهج ‏الدعوات

السيد بن علي طاوس الحلي

الناشر : دار الذخائر – قم

سنة النشر : 1411 ه ، ق

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مهج‏الدعوات ص : 2

 

المقدمة

 

يقول مولانا أفضل العالم العلامة الفقيه الفاضل الحبر الكامل الزاهد العابد البارع المحقق المخلص الطاهر نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب و الأجانب أفضل السادة عمدة أهل بيت النبوة مجد آل الرسول شرف العترة الطاهرة ذو المناقب الظاهرة و الفضائل الباهرة رضي الملة و الدين جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي قدس الله روحه و نور ضريحه أحمد الله الذي ابتدأ بالإحسان و دعا عباده إلى معرفته بلسان ذلك البرهان و تجلى لهم في آفاق ما اختص به من مقدوراته و أراهم في مرآة آياته في خلق ملكوته و سماواته ما كان كافيا و شافيا في الدلالة على مقدس ذاته و عظيم صفاته و أشهد أن لا إله إلا الله ]هو[ شهادة سبقني القلب و العقل إلى الإقرار بتحقيقها قبل أن أهتدي إلى طريقها و قال لسان حالهما قبل بيان مقالهما أن الأنوار الساكنة في ذاتنا و الأسرار الكامنة في صفاتنا مبعوثة إلينا و شاهدة علينا بالمنشئ الفاطر و القادر القاهر و لو ستر ابن آدم وجوهنا بتراب فطرته و حال بيننا و بين بصائرنا بيد غفلته و أين لمالكنا شبيه في الوجود و من ذا يضاهيه في القدرة و الرحمة و الجود

 

مهج‏الدعوات ص : 3

 

حتى نعدل عنه إليه أو يشتبه علينا الحال في الاعتماد معه عليه و أشهد أن جدي محمدا رسول الله ص أسبق أهل الأكوان و الأزمان إلى معرفة فاطر المكان و الإمكان و أصدق في بيان الحقائق و أطلق لعنان السوابق في ميدان الخلائق من كل صامت و ناطق و أشهد أن مجاري منهاجه و مساري معراجه لا يقدم على أبوابها و لا يتهجم على شعابها إلا من كانت أقمار وجوده من شموس أنوار سعوده و من تفرعت أرومات حصوله من نفحات أصوله و من كانت مراكب توفيقه من مواهب تحقيقه صلى الله عليه و عليهم صلاة هادئة إلى اتباع طريقه و داعية إلى كمال تصديقه و بعده فإنني كنت علقت في أوقات رياض العقول و نقلت من خزائن بياض المنقول من الأحراز و القنوتات و الحجب و الدعوات المعظمة عن النبي و الأئمة النجب و مهمات من الضراعات المتفرقة في الكتب ما هو كالمهج لأجسادها و المنهج لمرتادها و كانت متفرقة في أقطار أماكن و متمزقة في أقطار مساكن فرأيت بالله جل جلاله أن أونس وحشتها جمع شملها و أرد غربتها بضمها إلى شكلها لأنها إذا كانت في وطن جامع مصون و مسكن واسع مأمون كان أسعد لمن يريد المجالسة لفوائدها و المنافسة في شرف موائدها و سميته كتاب مهج الدعوات و منهج العبادات و لم أشهرها بالأبواب و الفصول بل جعلتها روضة تزهر لذوي الألباب و العقول و كأنها كالباب للوصول إلى الظفر بالمحصول فنقول

ذكر ما اخترناه من أحراز النبي و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين

حرز النبي ص

 رواه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد التميمي عن الثقفي قال حدثنا محمد بن المظفر بن موسى البغدادي قال أخبرنا جعفر بن محمد الموصلي قال حدثنا أبو عمرو الدوري قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن القرشي عن أبي سعيد عمرو بن سعيد المؤدب عن الفضل بن العباس عن أبي كرز الموصلي عن عقيل بن أبي عقيل عن آمنة أم النبي ص مهج‏الدعوات ص : 4أنها لما حملت به ص أتاها آت في منامها فقال لها حملت سيد البرية فسميه محمدا اسمه في التوراة أحمد و علقي عليه هذا الكتاب فاستيقظت من منامها و عند رأسها قصبة حديد فيها رق فيه كتاب بسم الله أسترعيك ربك و أعوذك بالواحد من شر كل حاسد قائم أو قاعد و كل خلق رائد في طرق الموارد لا تضروه في يقظة و لا منام و لا في ظعن و لا في مقام سجيس الليالي و أواخر الأيام يد الله فوق أيديهم و حجاب الله فوق عاديتهم

حرز آخر عن النبي ص

 عن الشيخ علي بن عبد الصمد قال أخبرني الإمام جدي الشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد الخاجي و الإمام أحمد بن علي بن أبي صالح المقري قراءة عليهم عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد قال أخبرنا الحسن بن محمد الدربندي قال أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي قال حدثنا أبو بكر محمد بن صالح بن خلف الجوراني قال حدثني أبي عن موسى بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص لعلي يا علي إذا هالك أمر أو نزلت بك شدة فقل اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجيني من هذا الغم

حرز آخر لرسول الله ص

وجد في مهده تحت كريمته الشريف في حريرة بيضاء مكتوب أعيذ محمد بن آمنة بالواحد من شر كل حاسد قائم أو قاعد أو نافث على الفساد جاهد ]مجاهد[ و كل خلق مارد يأخذ بالمراصد في طريق ]طرق[ الموارد أذبهم عنه بالله الأعلى و أحوطه منهم بالكنف الذي لا يؤذى أن لا يضروه و لا يطيروه في مشهد و لا منام و لا مسير و لا مقام سجيس ]سعيش[ الليالي و آخر الأيام لا إله إلا الله تبدد أعداء الله و بقي وجه الله لا يعجز الله شي‏ء الله أعز من كل شي‏ء حسبه الله و كفى سمع الله لمن دعا و أعيذه بعزة الله و نور الله و بعزة ما يحمل العرش من جلال الله و بالاسم الذي يفرق بين النور و الظلمة و احتجب به دون مهج‏الدعوات ص : 5خلقه شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم و أعوذ بالله المحيط بكل شي‏ء و لا يحيط به شي‏ء و هو بكل شي‏ء محيط لا إله إلا الله محمد رسول الله ص

حرز آخر عن رسول الله ص برواية أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ باسمك و كلمتك التامة من شر السامة و الهامة و أعوذ باسمك و كلمتك التامة من شر عداتك ]أعدائك[ و شر عبادك و أعوذ باسمك و كلمتك التامة من شر الشيطان الرجيم اللهم إني أسألك باسمك و كلمتك التامة من خير ما تعطي و ما تسأل و خير ما تخفي و ما تبدي اللهم إني أعوذ باسمك و كلمتك التامة من شر ما يجري به الليل و النهار أن ربي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ما شاء الله كان أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن اعلم أن الله على كل شي‏ء قدير و أن الله قد أحاط بكل شي‏ء علما و أحصى كل شي‏ء عددا اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

حرز خديجة ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا الله يا حافظ يا حفيظ يا رقيب

حرز فاطمة الزهراء ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا حي يا قيوم برحمتك استغنيت فأغثني و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و أصلح لي شأني كله

حرز آخر لمولاتنا فاطمة ع

 عن الشيخ علي بن عبد الصمد قال أخبرنا الشيخ جدي قال أخبرنا الفقيه أبو الحسن رحمه مهج‏الدعوات ص : 6الله قال حدثنا السيد الشيخ العالم أبو البركات علي بن الحسين الحسني الجوزي قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه قدس الله روحه قال حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا فرات بن إبراهيم قال حدثنا جعفر بن محمد بن بشرويه القطان قال حدثنا محمد بن إدريس بن سعيد الأنصاري قال حدثنا داود بن رشيد و الوليد بن شجاع بن مروان عن عاصم عن عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه قال خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله ص بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب ع ابن عم الرسول ص فقال لي يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله ص فقلت حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله ص طال فهو الذي منعني من زيارتكم فقال ع لي يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله ص فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة قلت لعلي ع قد أتحفت فاطمة ع بشي‏ء من الجنة بعد وفاة رسول الله ص قال نعم بالأمس قال سلمان الفارسي فهرولت إلى منزل فاطمة ع بنت محمد ص فإذا هي جالسة و عليها قطعة عبا إذا خمرت رأسها انجلى ساقها و إذا غطت ساقها انكشف رأسها فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي ص قلت حبيبتي لم أجفكم قالت فمه اجلس و اعقل ما أقول لك إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس و باب الدار مغلق و أنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا و انصراف الملائكة عن منزلنا فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراءون بحسنهن و لا كهيئتهن و لا نضارة وجوههن و لا أزكى من ريحهن فلما رأيتهن قمت إليهن مستنكرة لهن فقلت بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة فقلن يا بنت محمد لسنا من أهل مكة و لا من أهل المدينة و لا من أهل الأرض جميعا غير أننا جوار من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد مهج‏الدعوات ص : 7أنا إليك مشتاقات فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا ما اسمك قالت اسمي مقدودة قلت و لم سميت مقدودة قالت خلقت للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله ص فقلت للثانية ما اسمك قالت ذرة قلت و لم سميت ذرة و أنت في عيني نبيلة قالت خلقت لأبي ذر الغفاري صاحب رسول الله ص فقلت للثالثة ما اسمك قالت سلمى قلت و لم سميت سلمى قالت أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله ص قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار أبيض من الثلج و أزكى ريحا من المسك الأذفر فقالت لي يا سلمان أفطر عليه عشيتك فإذا كان غدا فجئني بنواة أو قالت عجمه قال سلمان فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله ص إلا قالوا يا سلمان أ معك مسك قلت نعم فلما كان وقت الإفطار أفطرت عليه فلم أجد له عجما و لا نوى فمضيت إلى بنت رسول الله ص في اليوم الثاني فقلت لها ع إني أفطرت على ما أتحفتني به فما وجدت له عجما و لا نوى قالت يا سلمان و لن يكن له عجم و لا نوى و إنما هو من نخل غرسه الله في دار السلام أ لا أعلمك بكلام علمنيه أبي محمد ص كنت أقوله غدوة و عشية قال سلمان قلت علمني الكلام يا سيدتي فقالت إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه ثم قال سلمان علميني هذا الحرز قالت بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله النور بسم الله نور النور بسم الله نور على نور بسم الله الذي هو مدبر الأمور بسم الله الذي خلق النور من النور الحمد لله الذي خلق النور من النور و أنزل النور على الطور في كتاب مسطور في رق منشور بقدر مقدور على نبي محبور الحمد لله الذي هو بالعز مذكور و بالفخر مشهور و على السراء و الضراء مشكور و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين قال سلمان فتعلمتهن فو الله و لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكة ممن بهم علل مهج‏الدعوات ص : 8الحمى فكل بري‏ء من مرضه بإذن الله تعالى

حرز آخر لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين و إمام المتقين علي بن أبي طالب ع

 عن علي بن عبد الصمد قال حدثني جماعة من المدنيين عن الثقفي قال حدثنا يوسف قال حدثنا الحسن بن الوليد قال حدثنا عمر بن محمد الشيباني قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن الكوفي عن محمد بن فضيل بن غزوان بن عمران قال حدثني إسماعيل بن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه قال كنت عند علي بن أبي طالب ع جالسا فدخل عليه رجل متغير اللون فقال يا أمير المؤمنين إني رجل مسقام كثير الأوجاع فعلمني دعاء أستعين به على ذلك فقال أعلمك دعاء علمه جبرئيل ع لرسول الله ص في مرض الحسن و الحسين و هو هذا الدعاء إلهي كلما أنعمت علي بنعمة قل لك عندها شكري و كلما ابتليتني ببلية قل لك عندها صبري فيا من قل شكري عند نعمه فلم يحرمني و يا من قل صبري عند بلائه فلم يخذلني و يا من رآني على المعاصي فلم يفضحني و يا من رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ذنبي و اشفني من مرضي إنك على كل شي‏ء قدير قال ابن عباس فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللون مشرب الحمرة قال و ما دعوت الله بهذا الدعاء و أنا سقيم إلا شفيت و لا مريض إلا برئت و ما دخلت على سلطان أخافه إلا رده الله عز و جل عني

حرز آخر لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

يكتب و يشد على العضد الأيمن و هو بسم الله الرحمن الرحيم أي كنوش يش أي كنوش أره شش عطيطسفيخ يا مظظرون قرتاليون ما و ماسوماس ما طيطسالوس خيطوس مسفقلس مساصعوس الطيعوس لطيفوس أقرطيعوش لطفيكس هذا هذا و ما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر و ما كنت من الشاهدين اخرج بقدرة الله منها أيها اللعين بقوة ]بعزة[ رب العالمين اخرج منها و إلا كنت من المسجونين اخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج مهج‏الدعوات ص : 9إنك من الصاغرين اخرج منها مذموما مدحورا ملعونا كما لعنا أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا اخرج يا ذا المخزون اخرج يا سورا يا سورا سور بالاسم المخزون يا ططرون طرعون مراعون تبارك الله أحسن الخالقين باهيا شراهيا حيا قيوما بالاسم المكتوب على جبهة إسرافيل اطردوا عن صاحب هذا الكتاب كل جني و جنية و شيطان و شيطانة و تابع و تابعة و ساحر و ساحرة و غول و غولة و كل متعبث و عابث يعبث بابن آدم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله أجمعين الطيبين الطاهرين

حرز آخر عن مولانا و عروتنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت و بسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت و بسلطانك العظيم من شر كل سلطان و شيطان استعذت و من فرائض نعمتك و جزيل عطيتك يا مولاي طلبت كيف أخاف و أنت أملي و كيف أضام و عليك متكلي أسلمت إليك نفسي و فوضت إليك أمري و توكلت في كل أحوالي عليك صل على محمد و آل محمد مهج‏الدعوات ص : 10و اشفني و اكفني و اغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب زجرت كل راصد رصد و مارد مرد و حاسد حسد و عاند عند بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كذلك الله ربنا حسبنا الله و نعم الوكيل إنه قوي معين

حرز للإمامين الهمامين الحسن و الحسين ع

 قال الشيخ علي بن عبد الصمد أخبرني الشيخ الفقيه جدي علي بن الحسين بن عبد الصمد التميمي قال حدثني والدي الفقيه أبو الحسن قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد المعاذي محلة في نيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلم قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي قال حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثني محمد بن الحسن عن أحمد بن عبد الله البرقي عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد عن جده عن أبي بصير و محمد بن مسلم قالا حدثنا جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال كان النبي ص يعوذ الحسن و الحسين ع بهذه العوذة و كان يأمر بذلك أصحابه ع و هو هذا بسم الله الرحمن الرحيم أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و خواتيم عملي و ما رزقني ربي و خولني بعزة الله و عظمة الله و جبروت الله و سلطان الله و رحمة الله و رأفة الله و غفران الله و قوة الله و قدرة الله و بآلاء الله و بصنع الله و بأركان الله و بجمع الله عز و جل و برسول الله ص و قدرة الله على ما يشاء من شر السامة و الهامة و من شر الجن و الإنس و من شر ما دب في الأرض و من شر ما يخرج منها و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم و هو على كل شي‏ء قدير و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين

حرز للإمام حسن ع

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بمكانك و بمعاقد عزك و سكان سماواتك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر مهج‏الدعوات ص : 11اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عسري يسرا

حرز آخر للإمام حسين ع

بسم الله يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم الرحمن الرحيم يا كاشف الغم يا فارج الهم يا باعث الرسل يا صادق الوعد اللهم إن كان لي عندك رضوان و ود فاغفر لي و من اتبعني من إخواني و شيعتي و طيب ما في صلبي برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين

الحرز الكامل للإمام الساجد علي بن الحسين زين العابدين ع

و هو مخرج من كتاب الله سبحانه و تعالى يقرأ في كل صباح و مساء و هو هذا بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر و أعز ]و أعلى[ و أجل و أعظم مما أخاف و أحذر أستجير بالله عز جار الله و جل ثناء الله و لا إله إلا الله وحده لا شريك له و صلى الله على محمد و آله و سلم كثيرا اللهم بك أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و من يعينني أمره اللهم بك أعوذ و بك ألوذ و بك أصول و إياك أعبد و إياك أستعين و عليك أتوكل و أذرأ بك في نحر أعدائي و أستعين بك عليهم و أستكفيكهم فاكفنيهم بما شئت و أنى شئت و كيف شئت و حيث شئت بحقك لا إله إلا أنت إنك على كل شي‏ء قدير فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم قال سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون قال لا تخافا إنني معكما أسمع و أرى قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا اخسئوا فيها و لا تكلمون إني أخذت بسمع من يطالبني بالسوء بسمع الله و بصره و قوته بقوة الله و حبله المتين و سلطانه المبين فليس لهم علينا سبيل و لا سلطان إن شاء الله سترت بيننا و بينهم بستر النبوة الذي ستر الله الأنبياء به من الفراعنة جبرائيل ]جبرئيل[ عن أيماننا و ميكائيل عن يسارنا و الله مطلع علينا و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم مهج‏الدعوات ص : 12لا يبصرون شاهت الوجوه فقلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين صم بكم عمي فهم لا يبصرون و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و ابتغ بين ذلك سبيلا و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا سبحان الله بكرة و أصيلا حسبي الله من خلقه حسبي الله الذي يكفي و لا يكتفى منه شي‏ء حسبي الله و نعم الوكيل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أ فلا تذكرون إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و أعذنا بسلطانك الذي لا يضام و ارحمنا بقدرتك يا رحمان اللهم لا تهلكنا و أنت حسبنا يا بر يا رحمان و حصننا حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي الذي لا يمن على الذين يمنون حسبي الله و نعم الوكيل و صلى الله على محمد و آله و سلم كثيرا اللهم إني أصبحت في حماك الذي لا يستباح و ذمتك التي لا تخفر و جوارك الذي لا يضام و أسألك اللهم بقدرتك و عزتك أن تجعلني في حرزك و جوارك و أمنك و عياذك و عدتك و عقدك و حفظك و أمانك و منعك الذي لا يرام و عزك الذي لا يستطاع من غضبك و سوء عقابك و سوء أحداث النهار و طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان اللهم يدك فوق كل يد و عزتك أعز من كل عزة و قوتك أقوى من كل قوة

 مهج‏الدعوات ص : 13و سلطانك أجل و أمنع من كل سلطان أدرأ بك في نحور أعدائي و أستعين بك عليهم و أعوذ بك من شرورهم و ألجأ إليك فيما أشفقت عليه منهم و صلى الله على محمد و آله و أجرني منهم يا أرحم الراحمين و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين و لأجر الآخرة خير للذين آمنوا و كانوا يتقون و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و جميع ما تلحقه عنايتي و جميع نعم الله عندي ببسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الذي خضعت له الرقاب و بسم الله الذي خافته الصدور و بسم الله الذي نفس عن داود كربته و بسم الله الذي وجلت منه النفوس و بسم الله الذي قال به للنار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين و بسم الله الذي ملأ الأركان كلها و بعزيمة الله التي لا تحصى و بقدرة الله المستطيلة على جميع خلقه من شر من في هذه الدنيا و من شر سلطانهم و سطواتهم و حولهم و قوتهم و غدرهم و مكرهم و أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ذوي عنايتي و جميع نعم الله عندي بشدة حول الله و شدة قوة الله و شدة بطش الله و شدة جبروت الله و بمواثيق الله و طاعته على الجن و الإنس بسم الله الذي يمسك السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا و بسم الله الذي فلق البحر لبني إسرائيل و بسم الله الذي ألان لداود الحديد و بسم الله الذي الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون من شر جميع من في هذه الدنيا و من شر جميع من خلقه و ما أحاط به علمه و من شر كل ذي مهج‏الدعوات ص : 14شر و من شر حسد كل حاسد و سعاية كل ساع و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم شأنه اللهم بك أستعين و بك أستغيث و عليك أتوكل و أنت رب العرش العظيم اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظني و خلصني من كل معصية و مصيبة نزلت في هذا اليوم و في هذه الليلة و في جميع الليالي و الأيام من السماوات و الأرض إنك على كل شي‏ء قدير بسم الله على نفسي و مالي و أهلي و ولدي بسم الله على كل شي‏ء أعطاني ربي بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض و السماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم اللهم رضني بما قضيت و عافني في ما أمضيت حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت اللهم إني أعوذ بك من أضغاث الأحلام و أن يلعب بي الشيطان في اليقظة و المنام بسم الله تحصنت بالحي الذي لا يموت من شر ما أخاف و أحذر و رميت من يريد بي سوء أو مكروها من بين يدي بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و أعوذ بالله من شركم شركم تحت أقدامكم و خيركم بين أعينكم و أعيذ نفسي و ما أعطاني ربي و ما ملكته يدي و ذوي عنايتي بركن الله الأشد و كل أركان ربي شداد اللهم توسلت بك إليك و تحملت بك عليك فإنه لا ينال ما عندك إلا بك أسألك أن تصلي على محمد و آله و أن تكفيني شر ما أحذر و ما لا يبلغه حذاري إنك على كل شي‏ء قدير و هو عليك يسير جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن شمالي و إسرافيل أمامي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم مخرج الولد من الرحم و رب الشفع و الوتر سخر لي ما أريد من دنياي و آخرتي و اكفني ما أهمني إنك على كل شي‏ء قدير اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل علي قضاؤك أسألك بكل اسم سميت به نفسك و أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي

 مهج‏الدعوات ص : 15على محمد و آل محمد و أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور بصري و شفاء صدري و جلاء حزني و ذهاب همي و قضاء ديني لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يا حي حين لا حي يا حي يا محيي الأموات و القائم على كل نفس بما كسبت يا حي لا إله إلا أنت برحمتك التي وسعت كل شي‏ء استعنت فأعني و اجمع لي خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني شرهما بمنك و سعة فضلك اللهم إنك مليك مقتدر و ما تشاء من أمر يكن فصل على محمد و آله و فرج عني و اكفني ما أهمني إنك على ذلك قادر ]قدير[ يا جواد يا كريم اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد عبدك و رسولك ع إليك أتوجه اللهم سهل لي حزونة أمري و ذلل لي صعوبته و أعطني من الخير أكثر مما أرجو و اصرف عني من الشر أكثر مما أخاف و أحذر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير

حرز آخر له ع

يقرأ في كل صباح و مساء بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله صددت أفواه الجن و الإنس و الشياطين و السحرة و الأبالسة من الجن و الإنس و السلاطين و من يلوذ بهم بالله العزيز الأعز و بالله الكبير الأكبر بسم الله الظاهر الباطن المكنون المخزون الذي أقام به السماوات و الأرض ثم استوى على العرش بسم الله الرحمن الرحيم و وقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ما لكم لا تنطقون قال اخسئوا فيها و لا تكلمون و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم فهم مهج‏الدعوات ص : 16لا ينطقون لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

حرز لمقتدى الساجدين الإمام زين العابدين ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا أسرع الحاسبين يا أحكم الحاكمين يا خالق المخلوقين يا رازق المرزوقين يا ناصر المنصورين يا أرحم الراحمين يا دليل المتحيرين يا غياث المستغيثين أغثني يا مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرين أنت الله رب العالمين أنت الله لا إله إلا أنت الملك الحق المبين الكبرياء رداؤك اللهم صل على محمد المصطفى و على علي المرتضى و فاطمة الزهراء و خديجة الكبرى و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاء و على علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي التقي و علي بن محمد النقي و الحسن بن علي العسكري و الحجة القائم المهدي بن الحسن الإمام المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين اللهم وال من والاهم و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم و العن من ظلمهم و عجل فرج آل محمد و انصر شيعة آل محمد و أهلك أعداء آل محمد و ارزقني رؤية قائم آل محمد و اجعلني من أتباعه و أشياعه و الراضين بفعله برحمتك يا أرحم الراحمين

حرز محمد بن علي الباقر ع

يكتب و يشد على العضد أعيذ نفسي بربي الأكبر مما يخفى و يظهر و من شر كل أنثى و ذكر و من شر ما رأت الشمس و القمر سبوح قدوس قدوس رب الملائكة و الروح أدعوكم أيها الجن و الإنس إلى اللطيف الخبير و أدعوكم أيها الجن و الإنس إلى الذي ختمته بخاتم رب العالمين و خاتم جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل مهج‏الدعوات ص : 17و بخاتم سليمان بن داود و خاتم محمد سيد المرسلين و النبيين صلى الله عليه و عليهم أجمعين اخسئوا فيها و لا تكلمون اخسئوا عن فلان بن فلان كلما يغدو و يروح من ذي حية أو عقرب أو ساحر أو شيطان رجيم و سلطان عنيد أخذت عنه ما يرى و ما لا يرى و ما رأت عين نائم أو يقظان توكلت على الله لا شريك له و صلى الله على محمد الرسول النبي الأمي سيدنا محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما بسم الله الرحمن الرحيم و من قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون يا حي يا قيوم يا ديان يا ديان يا إهيا شراهيا آذونا أصباوث آل شداي أسألك بحق هذه الأسماء الطاهرة المطهرة أن تدفع عن صاحب هذا الكتاب جميع البلايا و تقضي حوائجه إنك أنت أرحم الراحمين و صلوات الله على محمد و آله الطاهرين اللهم كهكهيج بعسط مهحما مسلع و روره مهفتام و بعونك إلا ما أخذت لسان جميع بني آدم و بنات حواء على فلان بن فلان إلا بالخير يا أرحم الراحمين فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم و صلى الله على مهج‏الدعوات ص : 18محمد و آله الطاهرين

حرز آخر للباقر ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا دان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء لهم و لهم عندك رضا و اغفر ذنوبهم و يسر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و هب لهم الكبائر التي بينك و بينهم يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غم فرجا و مخرجا

حرز للإمام جعفر بن محمد الصادق ع

 قال الشيخ علي بن عبد الصمد حدثني الشيخ الفقيه عم والدي أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الصمد رحمه الله قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي قال حدثنا والدي قال حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي رحمه الله و حدثني الشيخ جدي قال حدثني الفقيه والدي أبو الحسن علي بن عبد الصمد رحمه الله قال حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن نبال القاشي المجاور بالمشهد الرضوي على ساكنه السلام قال حدثني الشيخ أبو جعفر ره عن أبيه عن شيوخه عن محمد بن عبيد الله الإسكندري قال كنت من ندماء أبي جعفر المنصور و خواصه و كنت صاحب سره فبينا أنا إذ دخلت عليه ذات يوم فرأيته مغتما فقلت له ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين قال فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مائة أو يزيدون و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذاك يا أمير المؤمنين قال جعفر بن محمد رأس الروافض و سيدهم فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل شغلته العبادة عن طلب الملك و الخلافة فقال لي قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه حتى أفرغ منه ثم دعا بسياف و قال له إذا أنا أحضرت أبا عبد الله و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي فهو العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه فأمر بإحضار الصادق ع فأحضر في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه

 مهج‏الدعوات ص : 19فلم أدر ما الذي قرأ إلا أنني رأيت القصر يموج كأنه سفينة فرأيت أبا جعفر المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده حافي القدمين مكشوف الرأس يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد الصادق ع و أجلسه على سرير ملكه في مكانه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال ما الذي جاء بك إلينا في هذه الساعة يا ابن رسول الله قال دعوتني فأجبتك قال ما دعوتك و إنما الغلط من الرسول ثم قال له سل حاجتك يا ابن رسول الله فقال أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال لك ذاك و انصرف أبو عبد الله ع فلما انصرف نام أبو جعفر و لم ينتبه إلى نصف الليل فلما انتبه كنت جالسا عند رأسه قال لي لا تبرح يا محمد من عندي حتى أقضي ما فاتني من صلاتي و أحدثك بحديث قلت سمعا و طاعة يا أمير المؤمنين فلما قضى صلاته قال اعلم أني لما أحضرت سيدك أبا عبد الله و هممت بما هممت به من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفته العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثا ابتلعتك و من في الدار جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد قلت ليس هذا بعجيب فإن أبا عبد الله ع وارث علم النبي و جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و عنده من الأسماء و الدعوات التي لو قرأها على الليل المظلم لأنار و على النهار المضي‏ء لأظلم فقال محمد بن عبد الله فلما مضى ع استأذنت من أبي جعفر لزيارة مولانا الصادق فأجاب و لم يأب فدخلت عليه و سلمت و قلت له أسألك يا مولاي بحق جدك رسول الله أن تعلمني الدعا الذي قرأته عند دخولك على أبي جعفر في ذلك اليوم قال لك ذلك فأملأه على ثم قال هذا حرز جليل و دعاء عظيم نبيل من قرأه صباحا كان في أمان الله إلى العشاء و من قرأه عشاء كان في حفظ الله تعالى إلى الصباح و قد علمنيه أبي مهج‏الدعوات ص : 20باقر علم الأولين و الآخرين عن أبيه سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أخيه سيد الأصفياء عن أبيه سيد الأوصياء عن محمد سيد الأنبياء صلوات الله عليه و آله الطاهرين استخرجه من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و هو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هداني للإسلام و أكرمني بالإيمان و عرفني الحق الذي عنه يؤفكون و النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و سبحان الله الذي رفع السماء بغير عمد ترونها و أنشأ جنات المأوى بلا أمد تلقونها لا إله إلا الله السابغ النعمة الدافع النقمة الواسع الرحمة و الله أكبر ذو السلطان المنيع و الإنشاء البديع و الشأن الرفيع و الحساب السريع اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و نبيك و أمينك و شهيدك التقي النقي البشير النذير السراج المنير و آله الطيبين الأخيار ما شاء الله تقربا إلى الله ما شاء الله توجها إلى الله ما شاء الله تلطفا بالله ما شاء الله ما يكن من نعمة فمن الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله أعيذ نفسي و شعري و بشري و أهلي و مالي و ولدي و ذريتي و ديني و دنياي و ما رزقني ربي و ما أغلقت عليه أبوابي و أحاطت به جدراني و ما أتقلب فيه من نعمه و إحسانه و جميع إخوانه و أقربائي و قراباتي من المؤمنين و المؤمنات بالله العظيم و بأسمائه التامة العامة الكاملة الشافية الفاضلة المباركة المنيفة المتعالية الزاكية الشريفة الكريمة الطاهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر و بأم الكتاب و فاتحته و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و بصحف إبراهيم و موسى و بكل كتاب أنزله الله و بكل رسول أرسله الله و بكل حجة أقامها الله و بكل برهان أظهره الله و بكل آلاء الله و عزة الله و عظمة الله و قدرة الله و سلطان الله و

 مهج‏الدعوات ص : 21جلال الله و منع الله و من الله و عفو الله و حلم الله و حكمة الله و غفران الله و ملائكة الله و كتب الله و رسل الله و أنبياء الله و محمد رسول الله و أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و عليهم أجمعين من غضب الله و سخط الله و نكال الله و عقاب الله و أخذ الله و بطشه و اجتياحه و اجتثاثه و اصطلامه و تدميره و سطواته و نقمته و جميع مثلاته و من إعراضه و صدوده و تنكيله و توكيله و خذلانه و دمدمته و تخليته و من الكفر و النفاق و الشك و الشرك و الحيرة في دين الله و من شر يوم النشور و الحشر و الموقف و الحساب و من شر كتاب قد سبق و من زوال النعمة و تحويل العافية و حلول النقمة و موجبات الهلكة و من مواقف الخزي و الفضيحة في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من هوى مرد و قرين مله و صاحب مسه و جار موذ و غنى مطغ و فقر منس و قلب لا يخشع و صلاة لا ترفع و دعاء لا يسمع و عين لا تدمع و نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و عمل لا ينفع و استغاثة لا تجاب و غفلة و تفريط يوجبان الحسرة و الندامة و من الرياء و السمعة و الشك و العمى في دين الله و من نصب و اجتهاد يوجبان العذاب و من مرد إلى النار و من ضلع الدين و غلبة الرجال و سوء المنظر في الدين و النفس و الأهل و المال و الولد و الإخوان و عند معاينة ملك الموت و أعوذ بالله العظيم من الغرق و الحرق و الشرق و السرق و الهدم و الخسف و المسخ و الحجارة و الصيحة و الزلازل و الفتن و العين و الصواعق و البرد و القود و القرد و الجنون و الجذام و البرص و أكل السبع و ميتة السوء و جميع أنواع البلايا في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من شر السامة و الهامة و اللامة و الخاصة و العامة و الحامة و من شر أحداث النهار و من شر طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان و من درك الشقاء و سوء القضاء و جهد البلاء و شماتة الأعداء و تتابع العناء و الفقر إلى الأكفاء و سوء الممات و المحيا و سوء المنقلب و أعوذ بالله العظيم من شر إبليس و جنوده و أعوانه و أتباعه

 مهج‏الدعوات ص : 22و أشياعه و من شر الجن و الإنس و من شر الشيطان و من شر السلطان و من شر كل ذي شر و من شر ما أخاف و أحذر و من شر فسقة العرب و العجم و من شر فسقة الجن و الإنس و من شر ما في النور و الظلم و من شر ما هجم أو دهم أو ألم و من شر كل سقم و هم و غم و آفة و ندم و من شر ما في الليل و النهار و البر و البحار و من شر الفساق و الدعار و الفجار و الكفار و الحساد و السحار و الجبابرة و الأشرار و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم و أعوذ بالله العظيم من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون و الأنبياء المرسلون و الشهداء و عبادك الصالحون و محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة المهديون و الأوصياء و الحجج المطهرون عليهم السلام و رحمة الله و بركاته و أسألك أن تعطيني من خير ما سئلوكه و أن تعيذني من شر ما استعاذوا بك منه و أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت و ما لم أعلم منه و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون اللهم من أرادني في يومي هذا و فيما بعده من الأيام من جميع خلقك كلهم من الجن و الإنس قريب أو بعيد ضعيف أو شديد بشر أو مكروه أو مساءة بيد أو بلسان أو بقلب فاخرج صدره و ألجم فاه و أفخم لسانه و اسدد سمعه و اقمح بصره و ارعب قلبه و اشغله بنفسه و أمته بغيظه و اكفناه بما شئت و كيف شئت و أنى شئت بحولك و قوتك إنك على كل شي‏ء قدير اللهم اكفني شر من نصب لي حده و اكفني مكر المكرة و أعني على ذلك بالسكينة و الوقار و ألبسني درعك الحصينة و أحيني ما أحييتني في سترك الواقي و أصلح حالي كله أصبحت في جوار الله ممتنعا و بعزة الله التي لا ترام محتجبا و بسلطان الله المنيع معتصما متمسكا و بأسماء الله مهج‏الدعوات ص : 23الحسنى كلها عائذا أصبحت في حمى الله الذي لا يستباح و في ذمة الله التي لا تخفر و في حبل الله الذي لا يجذم و في جوار الله الذي لا يستضام و في منع الله الذي لا يدرك و في ستر الله الذي لا يهتك و في عون الله الذي لا يخذل اللهم اعطف علينا قلوب عبادك و إمائك و أوليائك برأفة منك و رحمة إنك أرحم الراحمين حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى و لا دون الله ملجأ من اعتصم بالله نجا كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز فالله خير حافظا و هو أرحم الراحمين و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام و أنا على ذلك من الشاهدين تحصنت بالله العظيم و استعصمت بالحي الذي لا يموت و رميت كل عدو لنا بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين

حرز آخر لمولانا جعفر الصادق ع برواية أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم يا خالق الخلق و يا باسط الرزق و يا فالق الحب و يا بارئ النسم و محيي الموتى و مميت الأحياء و دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله و أنت أهل التقوى و أهل المغفرة

حرز لمولانا موسى بن جعفر ع

 قال الشيخ علي بن عبد الصمد رحمه الله وجدت في كتب أصحابنا مرويا عن المشايخ رحمهم الله أنه لما هم هارون الرشيد بقتل موسى بن جعفر ع دعا الفضل بن الربيع و قال له قد وقعت لي إليك حاجة أسألك أن تقضيها و لك مائة ألف درهم قال فخر الفضل عند ذلك ساجدا فقال أمرا أم مسألة قال بل مسألة ثم قال أمرت بأن تحمل إلى دارك في هذه الساعة مائة ألف درهم و أسألك أن تصير إلى دار موسى بن جعفر و مهج‏الدعوات ص : 24تأتيني برأسه قال الفضل فذهبت إلى ذلك البيت فرأيت فيه موسى بن جعفر و هو قائم يصلي فجلست حتى قضى صلاته و أقبل إلي و تبسم و قال عرفت لما ذا حضرت أمهلني حتى أصلي ركعتين قال فأمهلته فقام و توضأ و أسبغ الوضوء و صلى ركعتين و أتم الصلاة بحسن ركوعها و سجودها و قرأ خلف صلاته بهذا الحرز فاندرس و ساخ في مكانه و لا أدري أ أرض ابتلعته أم سماء اختطفته فذهبت إلى هارون و قصصت عليه القصة قال فبكى هارون الرشيد ثم قال قد أجاره الله مني

 و وري عنه ع أنه قال من قرأ كل يوم بنية خالصة و طوية صادقة صانه الله عن كل محذور و آفة و إن كانت به محنة خلصه الله منها و كفاه شرها و من لم يحسن القراءة فليمسكه مع نفسه متبركا به حتى ينفعه الله به و يكفيه المحذور و المخوف إنه ولي ذلك و القادر عليه الدعا بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر أعلى و أجل مما أخاف و أحذر و أستجير بالله يقولها ثلاث مرات عز جار الله و جل ثناء الله و لا إله إلا الله وحده لا شريك له و صلى الله على محمد و آله اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و اغفر لي بقدرتك فأنت رجائي رب كم من نعمة أنعمت بها على قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمه شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني و يا من رآني على الخطايا فلم يفضحني يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا يا ذا النعم التي لا تحصى عددا صل على محمد و آل محمد اللهم بك أدفع و أدرأ في نحره و أستعيذ بك من شره اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي في ما حضرته يا من لا تضره الذنوب و لا تنفعه ]تنقصه[ المغفرة اغفر لي ما لا يضرك و أعطني ما لا ينفعك إنك أنت وهاب أسألك فرجا قريبا و مخرجا رحيبا و رزقا واسعا و صبرا جميلا و عافية من جميع البلايا إنك على كل مهج‏الدعوات ص : 25شي‏ء قدير اللهم إني أسألك العفو و العافية و الأمن و الصحة و الصبر و دوام العافية و الشكر على العافية و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تلبسني عافيتك في ديني و نفسي و أهلي و مالي و إخواني من المؤمنين و المؤمنات و جميع ما أنعمت به علي و أستودعك ذلك كله يا رب و أسألك أن تجعلني في كنفك و في جوارك و في حفظك و حرزك و عياذك عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك اللهم فرغ قلبي لمحبتك و ذكرك و أنعشه لخوفك أيام حياتي كلها و اجعل زادي من الدنيا تقويك و هب لي قوة أحتمل بها جميع طاعتك و أعمل بها جميع مرضاتك و اجعل فراري إليك و رغبتي في ما عندك و البس قلبي الوحشة من شرار خلقك و الأنس بأوليائك و أهل طاعتك و لا تجعل لفاجر و لا لكافر علي منة و لا له عندي يدا و لا لي إليه حاجة إلهي قد ترى مكاني و تسمع كلامي و تعلم سري و علانيتي لا يخفى عليك شي‏ء من أمري يا من لا يصفه نعت الناعتين و يا من لا يجاوزه رجاء الراجين يا من لا يضيع لديه أجر المحسنين يا من قربت نصرته من المظلومين يا من بعد عونه من الظالمين قد علمت ما نالني من فلان مما حظرت و انتهك مني ما حجرت بطرا في نعمتك عنده و اغترارا بسترك عليه اللهم فخذه عن ظلمي بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عما ينويه اللهم لا تسوغه ظلمي و أحسن عليه عوني و اعصمني من مثل فعاله و لا تجعلني بمثل حاله يا أرحم الراحمين اللهم إني استجرت بك و توكلت عليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك و ضعف ركني إلى قوتك مستجيرا بك من ذي التعزز علي و القوة على ضيمي فإني في جوارك فلا ضيم على جارك رب فاقهر عني قاهري و أوهن عني مستوهني بعزتك و اقبض عني ضائمي بقسطك و خذ لي ممن ظلمني بعدلك رب فأعذني بعياذك فبعياذك امتنع عائذك و أدخلني في جوارك عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك و

 مهج‏الدعوات ص : 26أسبل علي سترك فمن تستره فهو الأمن المحصن الذي لا يراع رب و اضممني في ذلك إلى كنفك فمن تكنفه فهو الأمن المحفوظ لا حول و لا قوة و لا حيلة إلا بالله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا من يكن ذا حيلة في نفسه أو حول بتقلبه أو قوة في أمره بشي‏ء سوى الله فإن حولي و قوتي و كل حيلتي بالله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و كل ذي ملك فمملوك لله و كل قوي ضعيف عند قوة الله و كل ذي عز فغالبه الله و كل شي‏ء في قبضة الله ذل كل عزيز لبطش الله صغر كل عظيم عند عظمة الله خضع كل جبار عند سلطان الله و استظهرت و استطلت على كل عدو لي بتولي الله درأت في نحر كل عاد علي بالله ضربت بإذن الله بيني و بين كل مترف ذي سورة و جبار ذي نخوة و متسلط ذي قدرة و وال ذي إمرة و مستعد ذي أبهة و عنيد ذي ضغينة و عدو ذي غيلة و حاسد ذي قوة و ماكر ذي مكيدة و كل معين أو معان علي بمقالة مغوية أو سعاية مسلبة أو حيلة موذية أو غائلة مردية أو كل طاغ ذي كبرياء أو معجب ذي خيلاء على كل سبب و بكل مذهب فأخذت لنفسي و مالي حجابا دونهم بما أنزلت من كتابك و أحكمت من وحيك الذي لا يؤتى من سورة بمثله و هو الحكم العدل و الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل حمدي لك و ثنائي عليك في العافية و البلاء و الشدة و الرخاء دائما لا ينقضي و لا يبيد توكلت على الحي الذي لا يموت اللهم بك أعوذ و بك أصول و إياك أعبد و إياك أستعين و عليك أتوكل و أدرأ بك في نحر أعدائي و أستعين بك عليهم و أستكفيكهم فاكفنيهم بما شئت و كيف شئت و مما شئت بحولك و قوتك إنك على كل شي‏ء قدير فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم قال سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا مهج‏الدعوات ص : 27يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون لا تخافا إنني معكما أسمع و أرى قال اخسئوا فيها و لا تكلمون أخذت بسمع من يطالبني بالسوء بسمع الله و بصره و قوته بقوة الله و حبله المتين و سلطانه المبين فليس لهم علينا سلطان و لا سبيل إن شاء الله و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون اللهم يدك فوق كل ذي يد و قوتك أعز من كل قوة و سلطانك أجل من كل سلطان فصل على محمد و آل محمد و كن عند ظني في ما لم أجد فيه مفزعا غيرك و لا ملجأ سواك فإنني أعلم أن عدلك أوسع من جور الجبارين و أن إنصافك من وراء ظلم الظالمين صل على محمد و آل محمد أجمعين و أجرني منهم يا أرحم الراحمين أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و من يلحقه عنايتي و جميع نعم الله عندي ببسم الله الذي خضعت له الرقاب و بسم الله الذي خافته الصدور و وجلت منه النفوس و بالاسم الذي نفس عن داود كربته و بالاسم الذي قال للنار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين و بعزيمة الله التي لا تحصى و بقدرة الله المستطيلة على جميع خلقه من شر فلان و من شر ما خلقه الرحمن و من شر كيدهم ]مكرهم[ و حولهم و قوتهم و حيلتهم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم بك أستعين و بك أستغيث و عليك أتوكل و أنت رب العرش العظيم اللهم صل على محمد و آل محمد و خلصني من كل مصيبة نزلت في هذا اليوم و في هذه الليلة و في جميع الأيام و الليالي من السماء إلى الأرض إنك على كل شي‏ء قدير و اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت في هذا اليوم و في هذه الليلة و في جميع الليالي و الأيام من السماء إلى الأرض إنك على كل شي‏ء قدير اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد ص إليك أتوجه و بكتابك أتوسل أن تلطف لي بلطفك الخفي إنك على كل شي‏ء قدير

 مهج‏الدعوات ص : 28جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن شمالي ]يساري[ و إسرافيل أمامي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم خلفي و بين يدي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين و سلم كثيرا

حرز آخر في معناه عنه ع

 قال علي بن عبد الصمد أخبرني الشيخ جدي قراءة عليه و أنا أسمع في شوال سنة تسع و عشرين و خمسمائة قال حدثني الشيخ والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثنا السيد أبو البركات رحمه الله في سنة أربع عشرة و أربعمائة قال حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثنا الحسين بن علي بن يقطين قال حدثنا الحسين بن علي عن أبيه عن علي بن يقطين قال ابن بابويه و حدثنا أحمد بن يحيى الكاتب قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا علي بن هارون بن سليمان النوفلي قال حدثني أبي عن علي بن يقطين أنه قال أنمى الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما ترون قالوا نرى أن تتباعد منه و أن تغيب شخصك عنه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال

زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب

ثم رفع يده إلى السماء و قال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحول مني و لا قوة فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في الدنيا متباعدا مما رجاه في الآخرة فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه

 مهج‏الدعوات ص : 29و عجزا عما يناويه اللهم و أعذني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شناء و من حنقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب بموت موسى بن المهدي

 و بهذا الإسناد عن علي بن يقطين قال كنت واقفا على رأس هارون الرشيد إذا دعا موسى بن جعفر و هو يتلظى عليه فلما دخل حرك شفتيه بشي‏ء فأقبل هارون عليه و لاطفه و بره و أذن له في الرجوع فقلت له يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إنك دخلت على هارون و هو يتلظى عليك فلم أشك إلا أنه يأمر بقتلك فسلمك الله منه فما الذي كنت تتحرك به شفتيك فقال إني دعوت بدعاءين أحدهما خاص و الآخر عام فصرف الله شره عني فقلت ما هما يا ابن رسول الله فقال أما الخاص اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما فاحفظني لصلاح آبائي و أما العام اللهم إنك تكفي من كل أحد و لا يكفي منك أحد فاكفنيه بما شئت و أنى شئت فكفاني الله شره

 و بهذا الإسناد عن علي بن إبراهيم بن هاشم بروايته قال إن الصادق ع أخرج آيات من القرآن و جعلها حرزا لابنه موسى الكاظم ع و كان يقرأه و يعوذ نفسه به و هو هذا بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و لا إله إلا الله أبدا حقا حقا لا إله إلا الله إيمانا و صدقا لا إله إلا الله تعبدا و رقا لا إله إلا الله تلطفا و رفقا لا إله إلا الله بسم الله و الحمد لله و اعتصمت بالله و ألجأت ظهري إلى الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله و ما توفيقي إلا بالله و أفوض أمري إلى الله و ما النصر إلا من عند الله و ما صبري إلا بالله و نعم القادر الله و نعم المولى الله و نعم النصير الله و لا يأتي بالحسنات إلا الله و لا يصرف السيئات إلا الله و ما بنا من نعمة فمن الله و إن الأمر كله لله و أستكفي الله و أستعين الله و أستقيل مهج‏الدعوات ص : 30الله و أستقبل الله و أستغفر الله و أستغيث الله و صلى الله على محمد رسول الله و آله و على أنبياء الله و على ملائكة الله و على الصالحين من عباد الله إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي و أتوني مسلمين كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم و اتقوا الله و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين و زادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا و قربناه نجيا و رفعناه مكانا عليا سيجعل لهم الرحمن ودا و ألقيت لك محبة مني و لتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله و رجعناك إلى أمك كي تقر عينها و لا تحزن و قتلت نفسا فنجيناك من الغم و فتناك فتونا لا تخف إنك من الآمنين لا تخف إنك أنت الأعلى لا تخاف دركا و لا تخشى لا تخف نجوت من القوم الظالمين لا تخف إنا منجوك و أهلك لا تخافا إنني معكما أسمع و أرى و ينصرك الله نصرا عزيزا و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا فوقيهم الله شر ذلك اليوم و لقيهم نضرة و سرورا و ينقلب إلى أهله مسرورا و رفعنا لك ذكرك يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حبا لله ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة

 مهج‏الدعوات ص : 31من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشى به في الناس هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون على الله توكلنا ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم فلله الحمد رب السماوات و رب الأرض رب العالمين و له الكبرياء في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا أ فرأيت من اتخذ إلهه هويه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا مهج‏الدعوات ص : 32فأغشيناهم فهم لا يبصرون و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا و ما لنا ألا نتوكل على الله و قد هدينا سبلنا و لنصبرن على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي‏ء و إليه ترجعون اللهم من أرادني و بأهلي و أولادي و أهل عنايتي شرا أو بأسا أو ضرا فاقمع رأسه و اعقد لسانه و ألجم فاه و حل بيني و بينه كيف شئت و أنى شئت و اجعلنا منه و من كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم في حجابك الذي لا يرام و في سلطانك الذي لا يضام فإن حجابك منيع و جارك عزيز و أمرك غالب و سلطانك قاهر و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم صل على محمد و آل محمد أفضل ما صليت على أحد من خلقك و صل على محمد و آل محمد كما هديتنا به من الضلالة و اغفر لنا و لآبائنا

 مهج‏الدعوات ص : 33و لأمهاتنا و لجميع المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم إني أستودعك نفسي و ديني و أمانتي و أهلي و مالي و عيالي و أهل حزانتي و خواتيم عملي و جميع ما أنعمت به علي من أمر دنياي و آخرتي فإنه لا يضيع محفوظك و لا ترد ودائعك و لن يجيرني من الله أحد و لن أجد من دونه ملتحدا اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و صلى الله على محمد و آله أجمعين

حرز الكاظم ع برواية أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أعطني الهدى و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع إنك أهل التقوى و أهل المغفرة

حرز لمولانا علي بن موسى الرضا ع تسمى رقعة الجيب

 قال علي بن عبد الصمد أخبرني الشيخ جدي قراءة عليه و أنا أسمع في سنة تسع و عشرين و خمسمائة قال أخبرنا والدي الفقيه أبو الحسن قال حدثنا السيد أبو البركات علي بن الحسين الحسني قراءة عليه في سنة أربع عشرة و أربعمائة قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن موسى بن متوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال لما نزل أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه و ناولها حميدا فاحتملها و ناولها جارية له لتغسلها فما لثبت أن جاءت و معها رقعة فناولتها حميدا و قالت وجدتها في جيب أبي الحسن ع فقلت جعلت فداك إن الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فها ]فما[ هي قال يا حميد هذه عوذة لا نفارقها فقلت لو شرفتني بها فقال هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان البلاء مدفوعا عنه و كانت له حرزا من الشيطان الرجيم ثم أملى على الحميد العوذة و هي بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقي أخذت بالله السميع البصير على سمعك مهج‏الدعوات ص : 34و بصرك لا سلطان لك علي و لا على سمعي و لا على بصري و لا على شعري و لا على بشري و لا على لحمي و لا على دمي و لا على مخي و لا على عصبي و لا على عظامي و لا على مالي و لا على ما رزقني ربي سترت بيني و بينك بستر النبوة الذي استتر أنبياء الله به من سطوات الجبابرة و الفراعنة جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و إسرافيل عن ورائي و محمد صلى الله عليه و آله أمامي و الله مطلع علي يمنعك مني و يمنع الشيطان مني اللهم لا يغلب جهله أناتك أن يستفزني و يستخفني اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت

 قلت و لهذا الحرز قصة مونقة و حكاية عجيبة كما رواه أبو الصلت الهروي قال كان مولاي علي بن موسى الرضا ع ذات يوم جالسا في منزله إذا دخل عليه رسول المأمون فقال أجب أمير المؤمنين فقام علي بن موسى الرضا ع فقال لي يا أبا الصلت إنه لا يدعوني في هذا الوقت إلا لذاهية و الله لا يمكنه أن يعمل بي شيئا أكرهه لكلمات وقعت إلي من جدي رسول الله ص قال فخرجت معه حتى دخلنا على المأمون فلما نظر به الرضا ع قرأ هذا الحرز إلى آخره فلما وقف بين يديه نظر إليه المأمون و قال يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة ألف درهم و اكتب حوائج أهلك فلما ولى عنه علي بن موسى بن جعفر ع و مأمون ينظر إليه في قفاه و يقول أردت و أراد الله و ما أراد الله خير

و روي رقعة الجيب برواية أخرى

 حدثني السيد الإمام أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي قال حدثني المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقري قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي و أخبرني الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسن بن علي بن محمد الجويني رحمه الله و أخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن حمد بن محمد بن طحال المقدادي قدس الله روحه و أخبرني الشيخ أبو علي بن محمد بن الحسن الطوسي قال حدثنا والدي رحمه الله و أخبرني شيخي و جدي قال حدثنا والدي الفقيه أبو الحسن قال حدثنا مهج‏الدعوات ص : 35الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال حدثنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد بن أرومة قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا ع أنه قال رقعة الجيب عوذة لكل شي‏ء بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله اخسئوا فيها و لا تكلمون إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أخذت بسمع الله و بصره على أسماعكم و أبصاركم و بقوة الله على قوتكم لا سلطان لكم على فلان بن فلانة و لا على ذريته و لا على أهله و لا على أهل بيته سترت بيني و بينكم بستر النبوة الذي استتروا به من سطوات الجبابرة و الفراعنة جبرئيل عن أيمانكم و ميكائيل عن يساركم و محمد صلى الله عليه و آله أمامكم و الله يطل عليكم بمنعه نبي الله و بمنع ذريته و أهل بيته منكم و من الشياطين ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنه لا يبلغ جهله أناتك و لا تبتله ]يبتليه[ و لا يبلغ مجهود نفسه عليك توكلت و أنت نعم المولى و نعم النصير حرسك الله يا فلان ابن فلانة و ذريتك مما تخاف على أحد من خلقه و صلى الله على محمد و آله و يكتب آية الكرسي على التنزيل الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم و يكتب لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم لا ملجأ من الله إلا إليه و حسبي الله و نعم الوكيل و أسلم في رأس الشهباء فيها طأ لسلسبيلا و يكتب و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين

حرز آخر للرضا ع بغير تلك الرواية

بسم الله الرحمن الرحيم يا من لا شبيه له و لا مثال له أنت الله لا إله إلا أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت حلمت عمن عصاك مهج‏الدعوات ص : 36و في المغفرة رضاك

حرز محمد بن علي الجواد ع

 قال الشيخ علي بن عبد الصمد قال حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن أبي الحسن رحمه الله عم والدي قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن عباس الدرويشي قال حدثنا والدي عن الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي و أخبرني جدي قال حدثنا والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثنا جماعة من أصحابنا رحمهم الله منهم السيد العالم أبو البركات و الشيخ أبو القاسم علي بن محمد المعاذي و أبو بكر محمد بن علي المعمري و أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المدائني قالوا كلهم حدثنا الشيخ أبو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قدس الله روحه قال حدثني أبي قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن جده قال حدثني أبو نصر الهمداني قال حدثني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمة أبي محمد الحسن بن علي ع قالت لما مات محمد بن علي الرضا ع أتيت زوجته أم عيسى بنت المأمون فعزيتها فوجدتها شديدة الحزن و الجزع عليه تقتل نفسها بالبكاء و العويل فخفت عليها أن تتصدع مرارتها فبينما نحن في حديثه و كرمه و وصف خلقه و ما أعطاه الله تعالى من الشرف و الإخلاص و منحه من العز و الكرامة إذ قالت أم عيسى أ لا أخبرك عنه بشي‏ء عجيب و أمر جليل فوق الوصف و المقدار قلت و ما ذاك قال كنت أغار عليه كثيرا و أراقبه أبدا و ربما يسمعني الكلام فأشكو ذلك إلى أبي فيقول يا بنية احتمليه فإنه بضعة من رسول الله ص فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت علي جارية فسلمت فقلت من أنت فقالت أنا جارية من ولد عمار بن ياسر و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع زوجك فدخلني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك هممت أن أخرج و أسيح في البلاد و كاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها فكظمت غيظي و أحسنت رفدها و كسوتها فلما خرجت من عندي المرأة نهضت و دخلت على أبي و أخبرته بالخبر و كان سكران لا يعقل فقال يا غلام علي بالسيف فأتى به فركب و قال و الله لأقتلنه فلما رأيت ذلك قلت إنا لله و إنا إليه راجعون ما صنعت بنفسي و بزوجي

 مهج‏الدعوات ص : 37و جعلت ألطم حر وجهي فدخل عليه والدي و ما زال يضربه بالسيف حتى قطعه ثم خرج من عنده و خرجت هاربة من خلفه فلم أرقد ليلتي فلما ارتفع النهار أتيت أبي فقلت أ تدري ما صنعت البارحة قال و ما صنعت و قلت قتلت ابن الرضا ع فبرق عينه و غشي عليه ثم أفاق بعد حين و قال ويلك ما تقولين قلت نعم و الله يا أبت دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتى قتلته فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا و قال علي بياسر الخادم فجاء ياسر فنظر إليه المأمون و قال ويلك ما هذا الذي تقول هذه ابنتي قال صدقت يا أمير المؤمنين فضرب بيده على صدره و خده و قال إنا لله و إنا إليه راجعون هلكنا بالله و عطبنا و افتضحنا إلى آخر الأبد ويلك يا ياسر فانظر ما الخبر و القصة عنه ع و عجل علي بالخبر فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة فخرج ياسر و أنا ألطم حر وجهي فما كان بأسرع من أن رجع ياسر فقال البشرى يا أمير المؤمنين قال لك البشرى فما عندك قال ياسر دخلت عليه فإذا هو جالس و عليه قميص و دواج و هو يستاك فسلمت عليه و قلت يا ابن رسول الله أحب أن تهب لي قميصك هذا أصلي فيه و أتبرك به و إنما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده هل به أثر السيف فو الله كأنه العاج الذي مسه صفرة ما به أثر فبكى المأمون طويلا و قال ما بقي مع هذا شي‏ء إن هذا لعبرة للأولين و الآخرين و قال يا ياسر أما ركوبي إليه و أخذي السيف و دخولي عليه فإني ذاكر له و خروجي عنه فلست أذكر شيئا غيره و لا أذكر أيضا انصرافي إلى مجلسي فكيف كان أمري و ذهابي إليه لعن الله هذه الابنة لعنا وبيلا تقدم إليها و قل لها يقول لك أبوك و الله لئن جئتني بعد هذا اليوم شكوت أو خرجت بغير إذنه لأنتقمن له منك ثم سر إلى ابن الرضا و أبلغه عني السلام و احمل إليه عشرين ألف دينار و قدم إليه الشهري الذي ركبته البارحة ثم مر بعد ذلك الهاشميين أن يدخلوا عليه بالسلام و يسلموا عليه قال ياسر فأمرت لهم بذلك و دخلت أنا أيضا معهم و سلمت عليه و أبلغت التسليم و وضعت المال بين يديه و عرضت الشهري عليه

 مهج‏الدعوات ص : 38فنظر إليه ساعة ثم تبسم فقال يا ياسر هكذا كان العهد بيننا و بينه حتى يهجم علي بالسيف أ ما علم أن لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه فقلت يا سيدي يا ابن رسول الله دع عنك هذا العتاب و اصفح و الله و حق جدك رسول الله ص ما كان يعقل شيئا من أمره و ما علم أين هو من أرض الله و قد نذر الله نذرا صادقا و حلف أن لا يسكر بعد ذلك أبدا فإن ذلك من حبائل الشيطان فإذا أنت يا ابن رسول الله أتيته فلا تذكر له شيئا و لا تعاتبه على ما كان منه فقال ع هكذا كان عزمي و رأيي و الله ثم دعا بثيابه و لبس و نهض و قام معه الناس أجمعون حتى دخل على المأمون فلما رآه قام إليه و ضمه إلى صدره و رحب به و لم يأذن لأحد في الدخول عليه و لم يزل يحدثه و يستأمره فلما انقضى ذلك قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا ع يا أمير المؤمنين قال لبيك و سعديك قال لك عندي نصيحة فأقبلها قال المأمون بالحمد و الشكر فما ذاك يا ابن رسول الله قال أحب لك أن لا تخرج بالليل فإني لا آمن عليك هذا الخلق المنكوس و عندي عقد تحصن به نفسك و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات كما أنقذني الله منك البارحة و لو لقيت به جيوش الروم و الترك و اجتمع عليك و على غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيأ لهم منك شي‏ء بإذن الله الجبار و إن أحببت بعثت به إليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك قال نعم فاكتب ذلك بخطك و ابعثه إلى قال نعم قال ياسر فلما أصبح أبو جعفر ع بعث إلي فدعاني فلما صرت إليه و جلست بين يديه دعا برق ظبي من أرض تهامة ثم كتب بخطه هذا العقد ثم قال يا ياسر احمل هذا إلى أمير المؤمنين و قل له حتى يصاغ له قصبة من فضة منقوش عليها ما أذكره بعده فإذا أراد شده على عضده فليشده على عضده الأيمن و ليتوضأ وضوء حسنا سابغا و ليصل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و سبع مرات آية الكرسي و سبع مرات شهد الله و سبع مرات و الشمس و ضحيها و سبع مرات و الليل إذا يغشى و سبع مرات قل هو الله أحد فإذا فرغ منها فليشده على عضده الأيمن عند الشدائد مهج‏الدعوات ص : 39و النوائب يسلم بحول الله و قوته من كل شي‏ء يخافه و يحذره و ينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب و لو أنه غزي أهل الروم و ملكهم لغلبهم بإذن الله و بركة هذا الحرز و روي أنه لما سمع المأمون من أبي جعفر في أمر هذا الحرز هذه الصفات كلها غزا أهل الروم فنصره الله تعالى عليهم و منح منهم من المغنم ما شاء الله و لم يفارق هذا الحرز عند كل غزاة و محاربة و كان ينصره الله عز و جل بفضله و يرزقه الفتح بمشيته إنه ولي ذلك بحوله و قوته

الحرز بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ اللهم أنت الواحد الملك ]الديان[ يوم الدين تفعل ما تشاء بلا مغالبة و تعطي من تشاء بلا من و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و تداول الأيام بين الناس و تركبهم طبقا عن طبق أسألك باسمك المكتوب على سرادق المجد و أسألك باسمك المكتوب على سرادق السرائر السابق الفائق الحسن الجميل النضير رب الملائكة الثمانية و العرش الذي لا يتحرك و أسألك بالعين التي لا تنام و بالحياة التي لا تموت و بنور وجهك الذي لا يطفأ و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو محيط بملكوت السماوات و الأرض و بالاسم الذي أشرقت به الشمس و أضاء به القمر و سجرت به البحور و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي و باسمك المكتوب على سرادق العرش و بالاسم المكتوب على سرادق العظمة و باسمك المكتوب على سرادق العظمة و باسمك المكتوب على سرادق البهاء و باسمك المكتوب على سرادق القدرة و باسمك العزيز و بأسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك و أسألك من خيرك خيرا مما أرجو و أعوذ بعزتك و قدرتك من شر ما أخاف و أحذر و ما لا أحذر يا صاحب محمد يوم حنين و يا صاحب علي يوم صفين أنت يا رب مهج‏الدعوات ص : 40مبير الجبارين و قاصم المتكبرين

أسألك بحق طه و يس و القرآن العظيم و الفرقان الحكيم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تشد به عضد صاحب هذا العقد و أذرأ بك في نحر كل جبار عنيد و كل شيطان مريد و عدو شديد و عدو منكر الأخلاق و اجعله ممن أسلم إليك نفسه و فوض إليك أمره و ألجأ إليك ظهره اللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها و أنت أعرف بحقها مني و أسألك يا ذا المن العظيم و الجود الكريم ولي الدعوات المستجابات و الكلمات التامات و الأسماء النافذات و أسألك يا نور النهار و يا نور الليل و يا نور السماء و الأرض و نور النور و نورا يضي‏ء به كل نور يا عالم الخفيات كلها في البر و البحر و الأرض و السماء و الجبال و أسألك يا من لا يفنى و لا يبيد و لا يزول و لا له شي‏ء موصوف و لا إليه حد منسوب و لا معه إله و لا إله سواه و لا له في ملكه شريك و لا تضاف العزة إلا إليه لم يزل بالعلوم عالما و على العلوم واقفا و للأمور ناظما و بالكينونية عالما و للتدبير محكما و بالخلق بصيرا و بالأمور خبيرا أنت الذي خشعت لك الأصوات و ضلت فيك الأحلام و ضاقت دونك الأسباب و ملأ كل شي‏ء نورك و وجل كل شي‏ء منك و هرب كل شي‏ء إليك و توكل كل شي‏ء عليك و أنت الرفيع في جلالك و أنت البهي في جمالك و أنت العظيم في قدرتك و أنت الذي لا يدركك شي‏ء و أنت العلي الكبير العظيم مجيب الدعوات قاضي الحاجات مفرج الكربات ولي النعمات يا من هو في علوه دان و في دنوه عال و في إشراقه منير و في سلطانه قوي و في ملكه عزيز صل على محمد و آل محمد و احرس صاحب هذا العقد و هذا الحرز و هذا الكتاب بعينك التي لا تنام و اكنفه بركنك الذي لا يرام و ارحمه بقدرتك عليه فإنه مرزوقك بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله لا صاحبة له و لا ولد بسم الله قوي الشأن عظيم البرهان شديد السلطان مهج‏الدعوات ص : 41ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن أشهد أن نوحا رسول الله و أن إبراهيم خليل الله و أن موسى كليم الله و نجيه و أن عيسى ابن مريم صلوات الله عليه و عليهم أجمعين كلمته و روحه و أن محمدا صلى الله عليه و آله خاتم النبيين لا نبي بعده و أسألك بحق الساعة التي يؤتى فيها بإبليس اللعين يوم القيامة و يقول اللعين في تلك الساعة و الله ما أنا إلا مهيج مرده الله نور السماوات و الأرض و هو القاهر و هو الغالب له القدرة السابقة و هو الحكيم الخبير اللهم و أسألك بحق هذه الأسماء كلها و صفاتها و صورها و هي سبحان الذي خلق العرش و الكرسي و استوى عليه أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء و محذور فهو عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك مهج‏الدعوات ص : 42و أنت مولاه فقه اللهم يا رب الأسواء كلها و اقمع عنه أبصار الظالمين و ألسنة المعاندين و المريدين له السوء و الضر و ادفع عنه كل محذور و مخوف و أي عبد من عبيدك أو أمة من إمائك أو سلطان مارد أو شيطان أو شيطانة أو جني أو جنية أو غول أو غولة أراد صاحب كتابي هذا بظلم أو ضر أو مكر أو مكروه أو كيد أو خديعة أو نكاية أو سعاية أو فساد أو غرق أو اصطلام أو عطب أو مغالبة أو غدر أو قهر أو هتك ستر أو اقتدار أو آفة أو عاهة أو قتل أو حرق أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ أو مرض أو سقم أو برص أو جذام أو بؤس أو آفة أو فاقة أو سغب أو عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة فاكفنيه بما شئت و كيف شئت و أنى شئت إنك على كل شي‏ء قدير و صلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين و سلم تسليما كثيرا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و الحمد لله رب العالمين فأما ما ينقش على هذه القصبة من فضة غير مغشوشة يا مشهورا في السموات يا مشهورا في الأرضين يا مشهورا في الدنيا و الآخرة جهدت الجبابرة و الملوك على إطفاء نورك و إخماد ذكرك فأبى الله إلا أن يتم نورك و يبوح بذكرك و لو كره المشركون

 و رأيت في نسخة و أبيت إلا أن يتم نورك أقول و أما قوله فأبى الله إلا أن يتم نورك لعله يعني نورك أيها الاسم الأعظم المكتوب في هذا الحرز بصورة الطلسم و وجدت في الجزء الثالث من كتاب الواحدة أن المراد بقوله يا مشهورا في السماوات إلى آخره هو مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

حرز آخر للتقي ع بغير تلك الرواية

يا نور يا برهان يا مبين يا منير يا رب اكفني الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور

حرز لمولانا علي بن محمد النقي عليهما أفضل الصلوات و أكمل التحيات

 قال الشيخ علي بن عبد الصمد أخبرني جماعة من أصحابنا أكثرهم مهج‏الدعوات ص : 43الله تعالى منهم الشيخ جدي قال حدثني أبي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله و أخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي قال حدثنا أبو محمد الحسين بن الحسين بن بابويه عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله قال أخبرني جماعة من أصحابنا عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثني أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني أن أبا جعفر محمد بن علي الرضا ع كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد ع و هو صبي في المهد و كان يعوذه بها و يأمر أصحابه به الحرز بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم رب الملائكة و الروح و النبيين و المرسلين و قاهر من في السماوات و الأرضين و خالق كل شي‏ء و مالكه كف عنا بأس أعدائنا و من أراد بنا سوءا من الجن و الإنس و أعم أبصارهم و قلوبهم و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا إنك ربنا لا حول و لا قوة لنا إلا بالله عليه توكلنا و إليه أنبنا و إليه المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا و اغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ربنا عافنا من كل سوء و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها و من شر ما يسكن في الليل و النهار و من شر كل سوء و من شر كل ذي شر رب العالمين و إله المرسلين صل على محمد و آله أجمعين و أوليائك و خص محمدا و آله أجمعين بأتم ذلك و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم بسم الله و بالله أومن بالله و بالله أعوذ و بالله أعتصم و بالله أستجير و بعزة الله و منعته أمتنع من شياطين الإنس و الجن و من رجلهم و خيلهم و ركضهم و عطفهم و رجعتهم و كيدهم و شرهم و شر ما يأتون به تحت الليل و تحت النهار من البعد و القرب و من شر الغائب و الحاضر و مهج‏الدعوات ص : 44الشاهد و الزائر أحياء و أمواتا أعمى و بصيرا و من شر العامة و الخاصة و من شر نفس و وسوستها و من شر الدناهش و الحس و اللمس و اللبس و من عين الجن و الإنس و بالاسم الذي اهتز به عرش بلقيس و أعيذ ديني و نفسي و جميع ما تحوطه عنايتي من شر كل صورة و خيال أو بياض أو سواد أو تمثال أو معاهد أو غير معاهد ممن يسكن الهواء و السحاب و الظلمات و النور و الظل و الحرور و البر و البحور و السهل و الوعور و الخراب و العمران و الآكام و الآجام و الغياض و الكنائس و النواويس و الفلوات و الجبانات و من شر الصادرين و الواردين ممن يبدو بالليل و ينتشر بالنهار و بالعشي و الأبكار و الغدو و الآصال و المريبين و الأسامرة و الأفاثرة ]الأفاترة[ و الفراعنة و الأبالسة و من جنودهم و أزواجهم و عشائرهم و قبائلهم و من همزهم و لمزهم و نفثهم و وقاعهم و أخذهم و سحرهم و ضربهم و عبثهم و لمحهم و احتيالهم و اختلافهم و من شر كل ذي شر من السحرة و الغيلان و أم الصبيان و ما ولدوا و ما وردوا و من شر كل ذي شر داخل و خارج و عارض و متعرض و ساكن و متحرك و ضربان عرق و صداع و شقيقة و أم ملدم و الحمى و المثلثة و الربع و الغب و النافضة و الصالبة و الداخلة و الخارجة و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم و صلى الله على نبيه محمد و آله الطاهرين

حرز آخر لعلي بن محمد النقي ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا عزيز العز في عزه ما أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك و أيدني بنصرك و ادفع ]بعد[ عني همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع عني بصنعك و اجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد

حرز الحسن بن علي العسكري ع

بسم الله الرحمن الرحيم احتجبت بحجاب الله النور الذي احتجب به مهج‏الدعوات ص : 45عن العيون و احتطت على نفسي و أهلي و ولدي و مالي و ما اشتملت عليه عنايتي ببسم الله الرحمن الرحيم و أحرزت نفسي و ذلك كله من كل ما أخاف و أحذر بالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم و من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها و نسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أ فلا تذكرون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

حرز آخر للعسكري ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا عدتي عند شدتي و يا غوثي عند كربتي و يا مونسي عند وحدتي احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام

حرز لمولانا القائم ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا مالك الرقاب و يا هازم الأحزاب يا مفتح الأبواب يا مسبب الأسباب سبب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و على آله أجمعين

ذكر قنوتات الأئمة الطاهرين ع

وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات ما هذا لفظه مما يأتي مهج‏الدعوات ص : 46ذكره بغير إسناد ثم وجدت بعد سطر هذه القنوتات إسنادها في كتاب عمل رجب و شعبان و شهر رمضان تأليف أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس رحمه الله فقال حدثني أبو الطيب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الصباح القزويني و أبو الصباح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي الكاتبان قالا جرى بحضرة شيخنا فقيه العصابة ذكر مولانا أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين ع فقال رجل من الطالبيين إنما ينتقم منه الناس تسليم هذا الأمر إلى ابن أبي سفيان فقال شيخنا رأيت أيضا مولانا أبا محمد ع أعظم شأنا و أعلى مكانا و أوضح برهانا من أن يقدح في فعل له اعتبار المعتبرين أو يعترضه شك الشاكين و ارتياب المرتابين ثم أنشأ يحدث فقال لما مضى سيدنا الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه و أرضاه و زاده علوا فيما أولاه و فرغ من أمره جلس الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر زاد الله توفيقه للناس في بقية نهار يومه في دار الماضي رضي الله عنه فأخرج إليه ذكاء الخادم الأبيض مدرجا و عكازا و حقة خشب مدهونة فأخذ العكاز فجعلها في حجره على فخذيه و أخذ المدرج بيمينه و ألحقه بشماله فقال الورثة في هذا المدرج ذكر ودائع فنشره فإذا هي أدعية و قنوت موالينا الأئمة من آل محمد ع فأضربوا عنها و قالوا ففي الحقة جوهر لا محالة قال لهم تبيعونها فقالوا بكم قال يا أبا الحسن يعني ابن شيث الكوثاوي ادفع إليهم عشر دنانير فامتنعوا فلم يزل يزيدهم و يمتنعون إلى أن بلغ مائة دينار فقال لهم إن بعتم و إلا ندمتم فاستجابوا البيع و قبض المائة الدينار و استثنى عليهم المدرج و العكاز فلما انفصل الأمر قال هذه عكاز مولانا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا ع التي كانت في يده يوم توكيله سيدنا الشيخ عثمان بن سعيد العمري رحمه الله و وصيته إليه و غيبته إلى يومنا هذا و هذه الحقة فيها خواتيم الأئمة ع فأخرجها فكانت كما ذكر من جواهرها و نقوشها و عددها و كان في المدرج قنوت موالينا الأئمة ع و فيه قنوت موالينا أبي محمد الحسن بن مهج‏الدعوات ص : 47أمير المؤمنين ع و أملاها علينا من حفظه فكتبناها على ما سطر في هذه المدرجة و قال احتفظوا بها كما تحتفظون بمهمات الدين و عزمات رب العالمين جل و عز و فيها بلاغ إلى حين

قنوت سيدنا الحسن ع

يا من بسلطانه ينتصر المظلوم و بعونه يعتصم المكلوم سبقت مشيتك و تمت كلمتك و أنت على كل شي‏ء قدير و بما تمضيه خبير يا حاضر كل غيب و عالم كل سر و ملجأ كل مضطر ضلت فيك الفهوم و تقطعت دونك العلوم أنت الله الحي القيوم الدائم الديموم قد ترى ما أنت به عليم و فيه حكيم و عنه حليم و أنت بالتناصر على كشفه و العون على كفه غير ضائق و إليك مرجع كل أمر كما عن مشيتك مصدرة و قد أبنت عن عقود كل قوم و أخفيت سرائر آخرين و أمضيت ما قضيت و أخرت ما لا فوت عليك فيه و حملت العقول ما تحملت في غيبك ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حي عن بينة و إنك أنت السميع العليم الأحد البصير و أنت الله المستعان و عليك التوكل و أنت ولي من توليت لك الأمر كله تشهد الانفعال و تعلم الاختلال و ترى تخاذل أهل الجبال ]الفساد[ و جنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان و حطام عقباه حميم آن و قعود من قعد و ارتداد من ارتد و خلوي من النصار و انفرادي عن الظهار و بك أعتصم و بحبلك أستمسك و عليك أتوكل اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي و لا منعت وجدي حتى انفل حدي و بقيت وحدي فاتبعت طريق من تقدمني في كف العادية و تسكين الطاغية عن دماء أهل المشايعة و حرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي و دنياي فكنت ككظمهم أكظم و بنظامهم أنتظم و لطريقتهم أتسنم و بميسمهم أتسم حتى يأتي نصرك و أنت ناصر الحق و عونه و أن بعد المدى عن المرتاد و نأى الوقت عن إفناء الأضداد اللهم صل على محمد و آله و امزجهم مع النصاب في سرمد العذاب و أعم عن الرشد أبصارهم و سكعهم في غمرات مهج‏الدعوات ص : 48لذاتهم حتى تأخذهم بغتة و هم غافلون و سحرة و هم نائمون بالحق الذي تظهره و اليد التي تبطش بها و العلم الذي تبديه إنك كريم عليم

و دعا ع في قنوته

اللهم إنك الرب الرءوف الملك العطوف المتحنن المألوف و أنت غياث الحيران الملهوف و مرشد الضال المكفوف تشهد خواطر أسرار المسرين كمشاهدتك أقوال الناطقين أسألك بمغيبات علمك في بواطن أسرار سرائر المسرين إليك أن تصلي على محمد و آله صلاة يسبق بها من اجتهد من المتقدمين و يتجاوز فيها من يجتهد من المتأخرين و أن تصل الذي بيننا و بينك صلة من صنعته لنفسك و اصطنعته لغيبك فلم تتخطفه خاطفات الظنن و لا واردات الفتن حتى نكون لك في الدنيا مطيعين و في الآخرة في جوارك خالدين

قنوت الإمام الحسين بن علي ع

اللهم منك البدء و لك المشية ]المشيئة[ و لك الحول و لك القوة و أنت الله الذي لا إله إلا أنت جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيتك و مكمنا لإرادتك و جعلت عقولهم مناصب أوامرك و نواهيك فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم و أبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك و تدعو إليك بحقائق ما منحتهم به و إني لأعلم مما علمتني مما أنت المشكور على ما منه أريتني و إليه آويتني اللهم و إني مع ذلك كله عائذ بك لائذ بحولك و قوتك راض بحكمك الذي سقته إلي في علمك جار بحيث أجريتني قاصد ما أممتني غير ضنين بنفسي في ما يرضيك عني إذ به قد رضيتني و لا قاصر بجهدي عما إليه ندبتني مسارع لما عرفتني شارع فيما أشرعتني مستبصر في ما بصرتني مراع ما أرعيتني فلا تخلني من رعايتك و لا تخرجني من عنايتك مهج‏الدعوات ص : 49و لا تقعدني عن حولك و لا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك و اجعل على البصيرة مدرجتي و على الهداية محجتي و على الرشاد مسلكي حتى تنيلني و تنيل بي أمنيتي و تحل بي على ما به أردتني و له خلقتني و إليه آويتني و أعذ أولياءك من الافتنان بي و فتنهم برحمتك لرحمتك في نعمتك تفتين الاجتباء و الإخلاص بسلوك طريقتي و اتباع منهجي و ألحقني بالصالحين من آبائي و ذوي رحمي ]لحمتي[

و دعا ع في قنوته

اللهم من آوى إلى مأوى فأنت مأواي و من لجأ إلى ملجأ فأنت ملجئي اللهم صل على محمد و آل محمد و اسمع ندائي و أجب دعائي و اجعل ما بي عندك و مثواي و احرسني في بلواي من افتنان الامتحان و لمة الشيطان بعظمتك التي لا يشوبها ولع نفس بتفتين و لا وارد طيف بتظنين و لا يلم بها فرح حتى تقلبني إليك بإرادتك غير ظنين و لا مظنون و لا مراب و لا مرتاب إنك أرحم الراحمين

قنوت الإمام زين العابدين ع

اللهم إن جبلة البشرية و طباع الإنسانية و ما جرت عليه تركيبات النفسية و انعقدت به عقود النشئية ]النسبية[ تعجز عن حمل واردات الأقضية إلا ما وفقت له أهل الاصطفاء و أعنت عليه ذوي الاجتباء اللهم و إن القلوب في قبضتك و المشية لك في ملكتك و قد تعلم أي رب ما الرغبة إليك في كشفه واقعة لأوقاتها بقدرتك واقفة بحدك من إرادتك و إني لأعلم أن لك دار جزاء من الخير و الشر مثوبة و عقوبة و أن لك يوما تأخذ فيه بالحق و أن أناتك أشبه الأشياء بكرمك و أليقها بما وصفت به نفسك في عطفك و ترائفك و أنت بالمرصاد لكل ظالم في وخيم عقباه و سوء مثواه اللهم و إنك قد أوسعت خلقك رحمة و حلما و قد بدلت أحكامك و غيرت سنن نبيك و تمرد الظالمون على خلصائك و استباحوا حريمك و مهج‏الدعوات ص : 50ركبوا مراكب الاستمرار على الجرأة عليك اللهم فبادرهم بقواصف سخطك و عواصف تنكيلاتك و اجتثاث غضبك و طهر البلاد منهم و اعسف عنها آثارهم و احطط من قاعاتها و مظانها منارهم و اصطلمهم ببوارك حتى لا تبق منهم دعامة لناجم و لا علما لام و لا مناصا لقاصد و لا رائدا لمرتاد اللهم امح آثارهم و اطمس على أموالهم و ديارهم و امحق أعقابهم و افكك أصلابهم و عجل إلى عذابك السرمد انقلابهم و أقم للحق مناصبه و اقدح للرشاد زناده و اثر للثار مثيره و أيد بالعون مرتاده و وفره من النصر زاده حتى يعود الحق بجدته و ينير معالم مقاصده و يسلكه أهله بالأمنة حق سلوكه إنك على كل شي‏ء قدير

و دعا ع في قنوته

اللهم أنت المبين البائن و أنت المكين الماكن الممكن اللهم صل على آدم بديع فطرتك و ركن ]بكر[ حجتك و لسان قدرتك و الخليفة في بسيطتك و أول مجتبى للنبوة برحمتك و ساحف شعر رأسه تذللا لك في حرمك لعزتك و منشئ من التراب نطق إعرابا بوحدانيتك و عبد لك أنشأته لأمتك و مستعيذ بك من مس عقوبتك و صل على ابنه الخالص من صفوتك و الفاحص عن معرفتك و الغائص ]الفائض[ المأمون عن مكنون سريرتك بما أوليته من نعمك و معونتك و على من بينهما من النبيين و المرسلين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و أسألك اللهم حاجتي التي بيني و بينك لا يعلمها أحد غيرك أن تأتي على قضائها و إمضائها في يسر منك و شد أزر و حط وزر يا من له نور لا يطفأ و ظهور لا يخفى و أمور لا تكفى اللهم إني دعوتك دعاء من عرفك و تسبل إليك و آل بجميع بدنه إليك سبحانك طوت الأبصار في صنعتك مديدتها و ثنت الألباب عن كنهك أعنتها فأنت المدرك غير المدرك و المحيط غير المحاط و عزتك لتفعلن و عزتك لتفعلن و عزتك لتفعلن

 مهج‏الدعوات ص : 51قنوت الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع

اللهم إن عدوي قد استسن في غلوانه و استمر في عدوانه و أمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك و تمرد في مباينتك و لك اللهم لحظات سخط بياتا و هم نائمون و نهارا و هم غافلون و جهرة و هم يلعبون و بغتة و هم ساهون و أن الخناق قد اشتد و الوثاق قد احتد و القلوب قد محيت و العقول قد تنكرت و الصبر قد أودى و كاد ينقطع حبائله فإنك لبالمرصاد من الظالم و مشاهدة من الكاظم لا يعجلك فوت درك و لا يعجزك احتجاز محتجز و إنما مهل استثباتا و حجتك على الأحوال البالغة الدامغة و بعبيدك ضعف البشرية و عجز الإنسانية و لك سلطان الإلهية و ملكه البرية و بطشة الأناة و عقوبة التأبيد اللهم فإن كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين و كمد من يشاهد من المبدلين رضى لك و مثوبة منك فهب لنا مزيدا من التأييد و عونا من التسديد إلى حين نفوذ مشيتك فيمن أسعدته و أشقيته من بريتك و امنن علينا بالتسليم لمحتومات أقضيتك و التجرع لواردات أقدارك و هب لنا محبة لما أحببت في متقدم و متأخر و متعجل و متأجل و الإيثار لما اخترت في مستقرب و مستبعد و لا تخلنا اللهم مع ذلك من عواطف رأفتك و رحمتك و كفايتك و حسن كلاءتك بمنك و كرمك

و دعا ع في قنوته

يا من يعلم هواجس السرائر و مكامن الضمائر و حقائق الخواطر يا من هو لكل غيب حاضر و لكل منسي ذاكر و على كل شي‏ء قادر و إلى الكل ناظر بعد المهل و قرب الأجل و ضعف العمل و أرأب الأمل و آن المنتقل و أنت يا الله الآخر كما أنت الأول مبيد ما أنشأت و مصيرهم إلى البلى و مقلدهم أعمالهم و محملها ظهورهم إلى وقت نشورهم من بعثة قبورهم مهج‏الدعوات ص : 52عند نفخة الصور و انشقاق السماء بالنور و الخروج بالمنشر إلى ساحة المحشر لا ترتد إليهم أبصارهم و أفئدتهم هواء متراطبين في غمة مما أسلفوا و مطالبين بما احتقبوا و محاسبين هناك على ما ارتكبوا الصحائف في الأعناق منشورة و الأوزار على الظهور مأزورة لا انفكاك و لا مناص و لا محيص عن القصاص قد أفحمتهم الحجة و حلوا في حيرة المحجة و همس الضجة معدول بهم عن المحجة إلا من سبقت له من الله الحسنى فنجا من هول المشهد و عظيم المورد و لم يكن ممن في الدنيا تمرد و لا على أولياء الله تعند و لهم استبعد و عنهم بحقوقهم تفرد اللهم فإن القلوب قد بلغت الحناجر و النفوس قد علت التراقي و الأعمار قد نفدت بالانتظار لا عن نقص استبصار و لا عن اتهام مقدار و لكن لما تعاني من ركوب معاصيك و الخلاف عليك في أوامرك و نواهيك و التلعب بأوليائك و مظاهرة أعدائك اللهم فقرب ما قد قرب و أورد ما قد دنا و حقق ظنون الموقنين و بلغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقك و نصر دينك و إظهار حجتك و الانتقام من أعدائك

قنوت الإمام جعفر الصادق ع

يا من سبق علمه و نفذ حكمه و شمل حكمه صل على محمد و آل محمد و أزل حلمك عن ظالمي و بادره بالنقمة و عاجله بالاستيصال و كبه لمنخره و اغصصه بريقه و اردد كيده في نحره و حل بيني و بينه بشغل شاغل مؤلم و سقم دائم و امنعه التوبة و حل بينه و بين الإنابة و اسلبه روح الراحة و اشدد عليه الوطأة و خذ منه بالمخنق و حشرجة في صدره و لا تثبت له قدما و أثكله و نكله و اجتثه و اجتث راحته و استأصله و جثه و جث نعمتك عنه و ألبسه الصغار و اجعل عقباه النار بعد محو آثاره و سلب قراره و إجهار قبيح آصاره و أسكنه دار مهج‏الدعوات ص : 53بواره و لا تبق له ذكرا و لا تعقبه من مستخلف أجرا اللهم بادره اللهم عاجله و لا تؤجله اللهم خذه اللهم اسلبه التوفيق اللهم لا تنهضه اللهم اللهم لا ترثه اللهم لا تؤخره اللهم عليك به اللهم اشدد قبضتك عليه اللهم بك اعتصمت عليه و بك استجرت منه و بك تواريت عنه و بك استكففت ]استكهفت[ دونه و بك استترت من ضرائه اللهم احرسني بحراستك منه و من عذابك و اكفني بكفايتك كيده و كيد بغاتك اللهم احفظني بحفظ الإيمان و أسبل علي سترك الذي سترت به رسلك عن الطواغيت و حصني بحصنك الذي وقيتهم به من الجوابيت اللهم أيدني منك بنصر لا ينفك و عزيمة صدق لا تختل و جللني بنورك و اجعلني متدرعا بدرعك الحصينة الواقية و اكلأني بكلاءتك الكافية إنك واسع لما تشاء و ولي لمن لك توالا و ناصر لمن إليك آوي و عون من بك استعدى و كافي من بك استكفى و العزيز الذي لا يمانع عما يشاء و لا قوة إلا بالله و هو حسبي عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

و دعا ع في قنوته

يا مأمن الخائف و كهف اللاهف و جنة العائذ و غوث اللائذ خاب من اعتمد سواك و خسر من لجأ إلى دونك و ذل من اعتز بغيرك و افتقر من استغنى عنك إليك اللهم المهرب و منك اللهم المطلب اللهم قد تعلم عقد ضميري عند مناجاتك و حقيقة سريرتي عند دعائك و صدق خالصتي باللجأ إليك فأفزعني إذا فزعت إليك و لا تخذلني إذا اعتمدت عليك و بادرني بكفايتك و لا تسلبني رفق عنايتك و خذ ظالمي الساعة الساعة أخذ عزيز مقتدر عليه مستأصل شأفته مجتث قائمته حاط دعامته متبر له مدمر عليه اللهم بادره قبل أذيتي مهج‏الدعوات ص : 54و اسبقه بكفايتي كيده و شره و مكروهه و غمزه و سوء عقده و قصده اللهم إني إليك فوضت أمري و بك تحصنت منه و من كل من يتعمدني بمكروهه و يترصدني بأذيته و يصلت لي بطانته و يسعى علي بمكايده اللهم كد لي و لا تكد علي و امكر لي و لا تمكر بي و أرني الثار من كل عدو أو مكار و لا يضرني ضار و أنت وليي و لا يغلبني مغالب و أنت عضدي و لا تجري علي مساءة و أنت كنفي اللهم بك استذرعت و اعتصمت و عليك توكلت و لا حول و لا قوة إلا بك

قنوت الإمام موسى بن جعفر ع

يا مفزع الفازع و مأمن الهالع و مطمع الطامع و ملجأ الضارع يا غوث اللهفان و مأوى الحيران و مروي الظمآن و مشبع الجوعان و كاسي العريان و حاضر كل مكان بلا درك و لا عيان و لا صفة و لا بطان عجزت الأفهام و ضلت الأوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام فضلا عن الأجرام العظام مما أنشأت حجابا لعظمتك و أنى يتغلغل إلى ما وراء ذلك بما لا يرام تقدست يا قدوس عن الظنون و الحدوس و أنت الملك القدوس بارئ الأجسام و النفوس و منخر العظام و مميت الأنام و معيدها بعد الفناء و التطميس أسألك يا ذا القدرة و العلا و العز و الثناء أن تصلي على محمد و آله أولي النهى و المحل الأوفى و المقام الأعلى و أن تعجل ما قد تأجل و تقدم ما قد تأخر و تأتي بما قد أوجبت إثباته و تقرب ما قد تأخر في النفوس الحصرة أوانه و تكشف البأس و سوء اللباس و عوارض الوسواس الخناس في صدور الناس و تكفينا ما قد رهقنا و تصرف عنا ما قد ركبنا و تبادر اصطلام الظالمين و نصر المؤمنين و الإدالة من المعاندين آمين رب العالمين

و دعا ع في قنوته

اللهم إني و فلان بن فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا و مستودعنا و منقلبنا و مثوانا و سرنا و علانيتنا تطلع على نياتنا و تحيط بضمائرنا علمك مهج‏الدعوات ص : 55بما نبديه كعلمك بما نخفيه و معرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره و لا ينطوي عندك شي‏ء من أمورنا و لا يستتر دونك حال من أحوالنا و لا منك معقل يحصننا و لا حرز يحرزنا و لا مهرب لنا نفوتك به و لا يمنع الظالم منك حصونه و لا يجاهدك عنه جنوده و لا يغالبك مغالب بمنعه و لا يعازك معاز بكثرة أنت مدركة أينما سلك و قادر عليه أينما لجأ فمعاذ المظلوم منا بك و توكل المقهور منا عليك و رجوعه إليك و يستغيث بك إذا خذله المغيث و يستصرخك إذا قعد عنه النصير و يلوذ بك إذا نفته الأفنية و يطرق بك إذا أغلقت عنه الأبواب المرتجة و يصل إليك إذا احتجب عنه الملوك الغافلة تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك و تعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا عليما خبيرا قديرا و إنه قد كان في سابق علمك و محكم قضائك و جاري قدرك و نافذ أمرك و قاضي حكمك و ماضي مشيتك في خلقك أجمعين شقيهم و سعيدهم و برهم و فاجرهم أن جعلت لفلان بن فلان علي قدرة فظلمني بها و بغى علي بمكانها و استطال و تعزز بسلطانه الذي خولته إياه و تجبر و افتخر بعلو حاله الذي نولته و عزه إملاؤك له و أطغاه حلمك عنه فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه و تعمدني بشر ضعفت عن احتماله و لم أقدر على الاستنصاف منه لضعفي و لا على الانتصار لقلتي و ذلي فوكلت أمره إليك و توكلت في شأنه عليك و توعدته بعقوبتك و حذرته ببطشك و خوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف و حسب أن إملاءك له من عجز و لم تنهه واحدة عن أخرى و لا انزجر عن ثانية بأولى لكنه تمادى في غيه و تتابع في ظلمه و لج في عدوانه و استشرى في طغيانه جرأة عليك يا سيدي و مولاي و تعرضا لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين و قلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين فها أنا مهج‏الدعوات ص : 56ذا يا سيدي مستضعف في يده مستضام تحت سلطانه مستذل بفنائه مغضوب مغلوب مبغي علي مرعوب وجل خائف مروع مقهور قد قل صبري و ضاقت حيلتي و انغلقت علي المذاهب إلا إليك و انسدت عني الجهات إلا جهتك و التبست علي أموري في دفع مكروهه عني و اشتبهت علي الآراء في إزالة ظلمه و خذلني من استنصرته من خلقك و أسلمني من تعلقت به من عبادك فاستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك و استرشدت دليلي فلم يدلني إلا إليك فرجعت إليك يا مولاي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه لا فرج لي إلا عندك و لا خلاص لي إلا بك انتجز وعدك في نصرتي و إجابة دعائي لأن قولك الحق الذي لا يرد و لا يبدل و قد قلت تباركت و تعاليت و من بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ و قلت جل ثناؤك و تقدست أسماؤك ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فها أنا ذا فاعل ما أمرتني به لا منا عليك و كيف أمن به و أنت عليه دللتني فصل على محمد و آل محمد و استجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد و إني لأعلم يا سيدي أن لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم و أتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لأنك لا يسبقك معاند و لا يخرج من قبضتك منابذ و لا تخاف فوت فائت و لكن جزعي و هلعي لا يبلغان الصبر على أناتك و انتظار حلمك فقدرتك يا سيدي فوق كل قدرة و سلطانك غالب كل سلطان و معاد كل أحد إليك و إن أمهلته و رجوع كل ظالم إليك و إن أنظرته و قد أضرني يا سيدي حلمك عن فلان و طول أناتك له و إمهالك إياه فكاد القنوط يستولي علي لو لا الثقة بك و اليقين بوعدك و إن كان في قضائك النافذ و قدرتك الماضية أنه ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي و يكف عن مكروهي و ينتقل عن عظيم ما ركب مني فصل على محمد و آل محمد و أوقع ذلك في قلبه الساعة

 مهج‏الدعوات ص : 57الساعة قبل إزالة نعمتك التي أنعمت بها علي و تكدير معروفك الذي صنعته عندي و إن كان علمك به غير ذلك من مقامه على ظلمي فإني أسألك يا ناصر المظلومين المبغي عليهم إجابة دعوتي فصل على محمد و آل محمد و خذه من مأمنه ]منامه[ أخذ عزيز مقتدر و أفجئه في غفلته مفاجاة مليك منتصر و اسلبه نعمته و سلطانه و افضض عنه جموعه و أعوانه و مزق ملكه كل ممزق و فرق أنصاره كل مفرق و أعره من نعمتك التي لا يقابلها بالشكر و انزع عنه سربال عزك الذي لم يجازه بإحسان و اقصمه يا قاصم الجبابرة و أهلكه يا مهلك القرون الخالية و أبره يا مبير الأمم الظالمة و اخذله يا خاذل الفرق الباغية و ابتر عمره و ابتز ملكه و عف أثره و اقطع خيره و أطفئ ناره و أظلم نهاره و كور شمسه و أزهق نفسه و اهشم سوقه و جب سنامه و أرغم أنفه و عجل حتفه و لا تدع له جنة إلا هتكتها و لا دعامة إلا قصمتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها و لا قائمة علو إلا وضعتها و لا ركنا إلا وهنته و لا سببا إلا قطعته و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة و اشف بزوال أمره القلوب الوجلة و الأفئدة اللهفة و الأمة المتحيرة و البرية الضائعة و أدل ببواره الحدود المعطلة و السنن الداثرة و الأحكام المهملة و المعالم المغبرة و الآيات المحرفة و المدارس المهجورة و المحاريب المجفوة و المشاهد المهدومة و أشبع به الخماص الساغبة و أرو به اللهوات اللاغبة و الأكباد الطامية و أرح به الأقدام المتعبة و اطرقه بليلة لا أخت لها و بساعة لا مثوى فيها و بنكبة لا انتعاش معها و بعثرة لا إقالة منها و أبح حريمه و نغص نعيمه و أره بطشتك الكبرى و نقمتك المثلى و قدرتك التي فوق قدرته و سلطانك الذي هو أعز من سلطانه و اغلبه لي بقوتك القوية و محالك مهج‏الدعوات ص : 58الشديد و امنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيها ذليل و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره و كله إلى نفسه فيما يريد إنك فعال لما تريد و أبرئه من حولك و قوتك و كله إلى حوله و قوته و أزل مكره بمكرك و ادفع مشيته بمشيتك و أسقم جسده و أيتم ولده و اقض أجله و خيب أمله و أدل ]أذل[ دولته و أطل عولته و اجعل شغله في بدنه و لا تفكه من حزنه و صير كيده في ضلال و أمره إلى زوال و نعمته إلى انتقال و جده في سفال و سلطانه في اضمحلال و عاقبته إلى شر مال و أمته بغيظه إن أمته و أبقه بحسرته إن أبقيته و قني شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته و المحه لمحة تدمر بها عليه فإنك أشد بأسا و أشد تنكيلا

قنوت الإمام علي بن موسى الرضا ع

الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة و الرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة و أنت اللهم مشاهد هواجس النفوس و مراصد حركات القلوب و مطالع مسرات السرائر من غير تكلف و لا تعسف و قد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي و لكن حلمك آمن أهله عليه جرأة و تمردا و عتوا و عنادا و ما يعانيه أولياؤك من تعفيه آثار الحق و دروس معالمه و تزيد الفواحش و استمرار أهلها عليها و ظهور الباطل و عموم التغاشم و التراضي بذلك في المعاملات و المتصرفات مذ ]قد[ جرت به العادات و صار كالمفروضات و المسنونات اللهم فبادر الذي من أعنته به فاز و من أيدته لم يخف لمز لماز و خذ الظالم أخذا عنيفا و لا تكن له راحما و لا به رءوفا اللهم اللهم اللهم بادرهم اللهم عاجلهم اللهم لا تمهلهم اللهم غادرهم بكرة و هجيره و سحرة و بياتا و هم نائمون و ضحى و هم يلعبون و مكرا و هم يمكرون و فجأة و هم آمنون اللهم بددهم و بدد أعوانهم و افلل أعضادهم و اهزم جنودهم و افلل حدهم و اجتث سنامهم و أضعف عزائمهم اللهم مهج‏الدعوات ص : 59امنحنا أكتافهم و ملكنا أكتافهم و بدلهم بالنعم النقم و بدلنا من محاذرتهم و بغيهم السلامة و أغنمناهم أكمل المغنم اللهم لا ترد عنهم بأسك الذي إذا حل بقوم فساء صباح المنذرين

قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى ع

منائحك متتابعة و أياديك متوالية و نعمك سابغة و شكرنا قصير و حمدنا يسير و أنت بالتعطف على من اعترف جدير اللهم و قد غص أهل الحق بالريق و ارتبك أهل الصدق في المضيق و أنت اللهم بعبادك و ذوي الرغبة إليك شفيق و بإجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق اللهم فصل على محمد و آل محمد و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده و النصر الذي لا باطل يتكأده و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا يأمن فيه وليك و يخيب فيه عدوك و يقام فيه معالمك و يظهر فيه أوامرك و تنكف فيه عوادي عداتك اللهم بادرنا منك بدار الرحمة و بادر أعداءك من بأسك بدار النقمة اللهم أعنا و أغثنا و ارفع نقمتك عنا و أحلها بالقوم الظالمين

و دعا ع في قنوته

اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة و الآخر بلا آخرية محدودة أنشأتنا لا لعلة اقتسارا و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا و أيدتنا بالآلات و منحتنا بالأدوات و كلفتنا الطاقة و جشمتنا الطاعة فأمرت تخييرا و نهيت تحذيرا و خولت كثيرا و سألت يسيرا فعصي أمرك فحلمت و جهل قدرك فتكرمت فأنت رب العزة و البهاء و العظمة و الكبرياء و الإحسان و النعماء و المن و الآلاء و المنح و العطاء و الإنجاز و الوفاء و لا تحيط القلوب لك بكنه و لا تدرك الأوهام لك صفة و لا يشبهك شي‏ء من خلقك و لا يمثل بك شي‏ء من صنعتك تباركت أن تحس أو تمس أو تدركك الحواس الخمس و أنى مهج‏الدعوات ص : 60يدرك مخلوق خالقه و تعاليت يا إلهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا اللهم أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين الذين أضلوا عبادك و حرفوا كتابك و بدلوا أحكامك و جحدوا حقك و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك و ظلما منهم لأهل بيت نبيك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فضلوا و أضلوا خلقك و هتكوا حجاب سترك عن عبادك و اتخذوا اللهم مالك دولا و عبادك خولا و تركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة فأعينهم مفتوحة و قلوبهم عمية و لم تبق لهم اللهم عليك من حجة لقد حذرت اللهم عذابك و بينت نكالك و وعدت المطيعين إحسانك و قدمت إليهم بالنذر فأمنت طائفة فأيد اللهم الذين آمنوا على عدوك و عدو أوليائك فأصبحوا ظاهرين و إلى الحق داعين و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل الموازرين لنا بالمواساة فينا المحبين ذكرنا عند اجتماعهم و شد اللهم ركنهم و سدد لهم اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و أتمم عليهم نعمتك و خلصهم و استخلصهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم و لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم و لا تخلهم أي رب بمعصيتهم و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك و البراءة من أعدائك إنك سميع مجيب و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين

قنوت مولانا الزكي علي بن محمد بن علي الرضا ع

مناهل كراماتك بجزيل عطياتك مترعة و أبواب مناجاتك لمن أمك مشرعة و عطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة و قد ألجم الحذار و اشتد الاضطرار و عجز عن الاصطبار أهل الانتظار ]الانتصار[ ]الإضرار[ و أنت اللهم بالمرصد من المكار اللهم و غير مهمل مع مهج‏الدعوات ص : 61الإمهال و اللائذ بك آمن و الراغب إليك غانم و القاصد اللهم لبابك سالم اللهم فعاجل من قد امتز في طغيانه و استمر على جهالته لعقباه في كفرانه و أطمعه حلمك عنه في نيل إرادته فهو يتسرع إلى أوليائك بمكارهه و يواصلهم بقبائح مراصده و يقصدهم في مظانهم بأذيته اللهم اكشف العذاب عن المؤمنين و ابعثه جهرة على الظالمين اللهم اكفف العذاب عن المستجيرين و اصببه على المغيرين ]المفترين[ ]المغترين[ اللهم بادر عصبة الحق بالعون و بادر أعوان الظلم بالقصم اللهم أسعدنا بالشكر و امنحنا النصر و أعذنا من سوء البداء و العاقبة و الختر

و دعا ع في قنوته

يا من تفرد بالربوبية و توحد بالوحدانية يا من أضاء باسمه النهار و أشرقت به الأنوار و أظلم بأمره حندس الليل و هطل بغيثه وابل السيل يا من دعاه المضطرون فأجابهم و لجأ إليه الخائفون فأمنهم و عبده الطائعون فشكرهم و حمده الشاكرون فأثابهم ما أجل شأنك و أعلى سلطانك و أنفذ أحكامك أنت الخالق بغير تكلف و القاضي بغير تحيف حجتك البالغة و كلمتك الدامغة بك اعتصمت و تعوذت من نفثات العندة و رصدات الملحدة الذين ألحدوا في أسمائك و رصدوا بالمكاره لأوليائك و أعانوا على قتل أنبيائك و أصفيائك و قصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرك و كذبوا رسلك و صدوا عن آياتك و اتخذوا من دونك و دون رسولك و دون المؤمنين وليجة رغبة عنك و عبدوا طواغيتهم و جوابيتهم بدلا منك فمننت على أوليائك بعظيم نعمائك و جدت عليهم بكريم آلائك و أتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك حفظا لهم من معاندة الرسل و ضلال السبل و صدقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة و خشعت لك بالعقود قلوب الإذابة أسألك اللهم باسمك الذي خشعت له السماوات و الأرض و أحييت به موات الأشياء و أمت به جميع الأحياء و جمعت به كل متفرق و فرقت به كل مجتمع و أتممت به الكلمات و أريت به كبري الآيات و تبت به على التوابين و أخسرت به عمل المفسدين فجعلت عملهم هباء مهج‏الدعوات ص : 62منثورا و تبرتهم تتبيرا أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا و استنطقوا فنطقوا آمنين مأمونين اللهم إني أسألك لهم توفيق أهل الهدى و أعمال أهل اليقين و مناصحة أهل التوبة و عزم أهل الصبر و تقية أهل الورع و كتمان الصديقين حتى يخافوك اللهم مخافة تحجزهم عن معاصيك و حتى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك و حتى يناصحوا لك و فيك خوفا منك و حتى يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لك فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين و حتى يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك و حتى يفوضوا إليك أمورهم ثقة بك اللهم لا تنال طاعتك إلا بتوفيقك و لا تنال درجة من درجات الخير إلا بك اللهم يا مالك يوم الدين العالم بخفايا صدور العالمين طهر الأرض من نجس أهل الشرك و أخرص الخراصين عن تقولهم على رسولك الإفك اللهم اقصم الجبارين و أبر المفترين و أبد الأفاكين الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأولين و أنجز لي وعدك إنك لا تخلف الميعاد و عجل فرج كل طالب مرتاد إنك لبالمرصاد للعباد أعوذ بك من كل لبس ملبوس و من كل قلب عن معرفتك محبوس و من كل نفس تكفر إذا أصابها بؤس و من واصف عدل عمله عن العدل معكوس و من طالب للحق و هو عن صفات الحق منكوس و من مكتسب إثم بإثمه مركوس و من وجه عند تتابع النعم عليه عبوس أعوذ بك من ذلك كله و من نظيره و أشكاله و أشباهه و أمثاله إنك علي عليم حكيم

قنوت مولانا الوفي الحسن بن علي العسكري

يا من غشي نوره الظلمات يا من أضاءت بقدسه الفجاج المتوعرات يا من خشع له أهل الأرض و السموات يا من بخع له بالطاعة كل متجبر عات يا عالم الضمائر المستخفيات وسعت كل شي‏ء رحمة و علما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم و عاجلهم بنصرك الذي وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد و عجل اللهم اجتياح أهل الكيد و آوهم إلى شر دار في أعظم نكال و أقبح متاب اللهم إنك حاضر أسرار خلقك و عالم بضمائرهم و مستغن لو لا الندب باللجأ إلى تنجز ما وعدته اللاجي عن كشف مكامنهم و قد تعلم يا رب مهج‏الدعوات ص : 63ما أسره و أبديه و أنشره و أطويه و أظهره و أخفيه على متصرفات أوقاتي و أصناف حركاتي من جميع حاجاتي و قد ترى يا رب ما قد تراطم فيه أهل ولايتك و استمر عليهم من أعدائك غير ظنين في كرم و لا ضنين بنعم و لكن الجهد يبعث على الاستزادة و ما أمرت به من الدعاء إذا أخلص لك اللجأ يقتضي إحسانك شرط الزيادة و هذه النواصي و الأعناق خاضعة لك بذل العبودية و الاعتراف بملكة الربوبية داعية بقلوبها و محصنات إليك في تعجيل الإنالة و ما شئت كان و ما تشاء كائن أنت المدعو المرجو المأمول المسئول لا ينقصك نائل و إن اتسع و لا يلحفك سائل و إن ألح و ضرع ملكك لا يلحقه التنفيد و عزك الباقي على التأبيد و ما في الأعصار من مشيتك بمقدار و أنت الله لا إله إلا أنت الرءوف الجبار اللهم أيدنا بعونك و اكنفنا بصونك و أنلنا منال المعتصمين بحبلك المستظلين بظلك

و دعا ع في قنوته

و أمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغي الحمد لله شكرا لنعمائه و استدعاء لمزيده و استخلاصا له ]و استجلابا لرزقه[ و به دون غيره و عياذا به من كفرانه و إلحادا في عظمته و كبريائه حمد من يعلم أن ما به من نعمائه فمن عند ربه و ما مسه من عقوبته فبسوء جناية يده و صلى الله على محمد عبده و رسوله و خيرته من خلقه و ذريعة المؤمنين إلى رحمته و آله الطاهرين ولاة أمره اللهم إنك ندبت إلى فضلك و أمرت بدعائك و ضمنت الإجابة لعبادك و لم تخيب من فزع إليك برغبته و قصد إليك بحاجته و لم ترجع يد طالبه صفرا من عطائك و لا خائبة من نحل هباتك و أي راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا أو وافد وفد عليك فاقتطعته عوائق الرد دونك بل أي محتفر من فضلك لم يمهه فيض جودك و أي مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة سجال عطيتك اللهم و قد قصدت إليك برغبتي و قرعت باب فضلك يد مسألتي و ناجاك بخشوع الاستكانة قلبي و وجدتك خير شفيع لي إليك و قد علمت ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري أو يقع في خلدي فصل اللهم دعائي إياك بإجابتي و اشفع مسألتي بنجح طلبتي اللهم و قد شملنا زيغ الفتن و استولت علينا غشوة الحبرة و قارعنا الذل و الصغار و حكم مهج‏الدعوات ص : 64علينا غير المأمونين في دينك و ابتز أمورنا معادن الابن ممن عطل حكمك و سعى في إتلاف عبادك و إفساد بلادك اللهم و قد عاد فينا دولة بعد القسمة و إمارتنا غلبة بعد المشورة و عدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة فاشتريت الملاهي و المعارف بسهم اليتيم و الأرملة و حكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة و ولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة فلا ذائد يذودهم عن هلكة و لا راع ينظر إليهم بعين الرحمة و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحري من مسغبة فهم أولو ضرع بدار مضيعة و أسراء مسكنة و خلفاء كآبة و ذلة اللهم و قد استحصد زرع الباطل و بلغ نهايته و استحكم عموده و استجمع طريده و خذرف وليده و بسق فرعه و ضرب بحرانه اللهم فاتح له من الحق يدا حاصدة تصدع ]تصرع[ قائمه و تهشم سوقه و تجب سنامه و تجدع مراغمه ليستخفي الباطل بقبح صورته و يظهر الحق بحسن حليته اللهم و لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها و لا جنة إلا هتكتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها و لا سرية ثقل إلا خففتها و لا قائمة علو إلا حططتها و لا رافعة علم إلا نكستها و لا خضراء إلا أبرتها اللهم فكور شمسه و حط نوره و اطمس ذكره و ارم بالحق رأسه و فض جيوشه و ارعب قلوب أهله اللهم و لا تدع منه بقية إلا أفنيت و لا بنية إلا سويت و لا حلقة إلا قصمت و لا سلاحا إلا أكللت و لا حدا إلا فللت و لا كراعا إلا اجتحت و لا حاملة علم إلا نكست اللهم و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة و أسفر لنا عن نهار العدل و أرناه سرمدا لا ظلمة فيه و نورا لا شوب معه و أهطل علينا ناشئته و أنزل علينا بركته و أدل له ممن ناواه و انصره على من عاداه اللهم و أظهر الحق و أصبح به في غسق الظلم و بهم الحيرة اللهم و أحي به القلوب الميتة و اجمع به الأهواء المتفرقة و الآراء المختلفة و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة و أشبع به الخماص الساغبة و أرح به الأبدان اللاغية المتعبة كما الحجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعاءك له و وفقتنا للدعاء إليه و

 مهج‏الدعوات ص : 65حياشة أهل الغفلة عنه و أسكنت في قلوبنا محبته و الطمع فيه و حسن الظن بك لإقامة مراسمه اللهم فأت لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة و يا مصدق الآمال المبطئة اللهم و أكذب به المتألين عليك فيه و اخلف به ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين منه اللهم اجعلنا سببا من أسبابه و علما من أعلامه و معقلا من معاقله و نضر وجوهنا بتحليته و أكرمنا بنصرته و اجعل فينا خيرا تظهرنا له به و لا تشمت بنا حاسدي النعم و المتربصين بنا حلول الندم و نزول المثل فقد ترى يا رب براءة ساحتنا و خلو ذرعنا من الإضمار لهم على إحنة و التمني لهم وقوع جائحة و ما تنازل من تحصينهم بالعافية و ما أضبئوا لنا من انتهاز الفرصة و طلب الوثوب بنا عند الغفلة اللهم و قد عرفتنا من أنفسنا و بصرتنا من عيوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن اشتهار إجابتك و أنت المتفضل على غير المستحقين و المبتدئ بالإحسان غير السائلين فأت لنا من أمرنا على حسب كرمك و جودك و فضلك و امتنانك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنا إليك راغبون و من جميع ذنوبنا تائبون اللهم و الداعي إليك و القائم بالقسط من عبادك الفقير إلى رحمتك المحتاج إلى معونتك على طاعتك إذ ابتدأته بنعمتك و ألبسته أثواب كرامتك و ألقيت عليه محبة طاعتك و ثبت وطأته في القلوب من محبتك و وفقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك و جعلته مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما رد ]دثر[ من أعلام دينك و سنن نبيك عليه و آله سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فاجعله اللهم في حصانة من بأس المعتدين و أشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين و بلغ به أفضل ما بلغت به القائمين بقسطك من اتباع مهج‏الدعوات ص : 66النبيين اللهم و أذلل به من لم تسهم له في الرجوع إلى محبتك و من نصب له العداوة و ارم بحجرك الدامغ من أراد التأليب على دينك بإذلاله و تشتيت أمره ]جمعه[ و اغضب لمن لا ترة له و لا طائلة و عادي الأقربين و الأبعدين فيك منا منك عليه لا منا منه عليك اللهم فكما نصب نفسه غرضا فيك للأبعدين و جاد ببذل مهجته لك في الذب عن حريم المؤمنين و رد شر بغاة المرتدين المريبين حتى أخفى ما كان جهر به من المعاصي و أبدى ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم مما أخذت ميثاقهم على أن يبينوه للناس و لا يكتموه و دعا إلى أفرادك بالطاعة و إلا يجعل لك شريكا من خلقك يعلو أمره على أمرك مع ما يتجرعه فيك من مرارات الغيظ الجارحة بحواس ]بحواشي[ ]بمواشي[ القلوب و ما يعتوره من الغموم و يفزع عليه من أحداث الخطوب و يشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق و لا تحنوا عليها الضلوع من نظرة إلى أمر من أمرك و لا تناله يده بتغييره و رده إلى محبتك فاشدد اللهم أزره بنصرك و أطل باعه فيما قصر عنه من اطراد الراقعين في جماك و زده في قوته بسطة من تأييدك و لا توحشنا من أنسه و لا تخترمه دون أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته و العدل الظاهر في أمته اللهم و شرف بما استقبل به من القيام بأمرك لدى موقف الحساب مقامه و سر نبيك محمدا صلواتك عليه و آله برؤيته و من تبعه على دعوته و أجزل له على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه و أبن قرب دنوه ]منزلته[ منك في حياته و ارحم استكانتنا من بعده و استخذاءنا لمن كنا نقمعه به إذا فقدتنا وجهه و بسطت أيدي من كنا نبسط أيدينا عليه لنرده عن معصيته و افترقنا بعد الألفة و الاجتماع تحت ظل كنفه و تلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته و طلبنا من القيام بحق ما لا سبيل لنا إلى رجعته و اجعله اللهم في أمن مما يشفق عليه

 مهج‏الدعوات ص : 67منه و رد عنه من سهام المكايد ما يوجهه أهل الشنئان إليه و إلى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربه الذين جعلتهم سلاحه و حصنه و مفزعه و أنسه الذين سلوا عن الأهل و الأولاد و جفوا الوطن و عطلوا الوثير من المهاد و رفضوا تجاراتهم و أضروا بمعايشهم و فقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و خاللوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم و قلوا القريب ممن صد عن وجهتهم فأتلفوا بعد التدابر و التقاطع في دهرهم و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنيا فاجعلهم اللهم في أمن حرزك و ظل كنفك و رد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من عبادك و أجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك و أمدهم بتأييدك و نصرك و أزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورك اللهم و إملاء بهم كل أفق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و مرحمة و فضلا و اشكرهم على حسب كرمك و جودك و ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك و ادخرت لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد

قنوت مولانا الحجة محمد بن الحسن ع

اللهم صل على محمد و آل محمد و أكرم أولياءك بإنجاز وعدك و بلغهم درك ما يأملونه من نصرك و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك و تمرد بمنعك على ركوب مخالفتك و استعان برفدك على فل حدك و قصد لكيدك بأيدك و وسعته حلما لتأخذه على جهرة و تستأصله على عزة فإنك اللهم قلت و قولك الحق حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ و قلت فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ و إن الغاية عندنا قد تناهت و إنا لغضبك غاضبون و إنا على نصر الحق متعاصبون و إلى ورود أمرك مشتاقون و لإنجاز وعدك مرتقبون و لحلول وعيدك بأعدائك متوقعون اللهم فأذن بذلك و افتح طرقاته و سهل خروجه و وطأ مسالكه و أشرع شرائعه و أيد جنوده و أعوانه و بادر بأسك القوم الظالمين و ابسط سيف مهج‏الدعوات ص : 68نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثأر إنك جواد مكار

و دعا في قنوته بهذا الدعاء

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير يا ماجد يا جواد يا ذا الجلال و الإكرام يا بطاش يا ذا البطش الشديد يا فعالا لما يريد يا ذا القوة المتين يا رءوف يا رحيم يا لطيف يا حي حين لا حي أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي استأثرت به في علم الغيب عندك لم يطلع عليه أحد من خلقك و أسألك باسمك الذي تصور به خلقك في الأرحام كيف تشاء و به تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق و العظام و أسألك باسمك الذي ألفت به بين قلوب أوليائك و ألفت بين الثلج و النار لا هذا يذيب هذا و لا هذا يطفئ هذا و أسألك باسمك الذي كونت به طعم المياه و أسألك باسمك الذي أجريت به الماء في عروق النبات بين أطباق الثرى و سقت الماء إلى عروق الأشجار بين الصخرة الصماء و أسألك باسمك الذي كونت به طعم الثمار و ألوانها و أسألك باسمك الذي به تبدئ و تعيد و أسألك باسمك الفرد الواحد المتفرد بالوحدانية المتوحد بالصمدانية و أسألك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء و سقته من حيث شئت و أسألك باسمك الذي خلقت به خلقك و رزقتهم كيف شئت و كيف شاءوا يا من لا يغيره الأيام و الليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته و من معه و أهلكت قومه و أدعوك بما دعاك إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته و جعلت النار عليه بردا و سلاما و أدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففلقت له البحر فأنجيته و بني إسرائيل و أغرقت فرعون و قومه في اليم و أدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك فنجيته من أعدائه و إليك رفعته و أدعوك بما دعاك حبيبك و صفيك و نبيك محمد صلى الله عليه و آله فاستجبت له و من الأحزاب نجيته و على أعدائك نصرته و أسألك مهج‏الدعوات ص : 69باسمك الذي إذا دعيت به أجبت يا من له الخلق و الأمر يا من أحاط بكل شي‏ء علما يا من أحصى كل شي‏ء عددا يا من لا تغيره الأيام و الليالي و لا تتشابه عليه الأصوات و لا تخفى عليه اللغات و لا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك و صل على جميع النبيين و المرسلين الذين بلغوا عنك الهدى و أعقدوا لك المواثيق بالطاعة و صل على عبادك الصالحين يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني و اجمع لي أصحابي و صبرهم و انصرني على أعدائك و أعداء رسولك و لا تخيب دعوتي فإني عبدك ابن عبدك و ابن أمتك أسير بين يديك سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام و تفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجز لي ما وعدتني إنك أنت الصادق و لا تخلف الميعاد و أنت على كل شي‏ء قدير

ذكر إحراز و عوذ مشرفات و ضراعات عند الأمور و الشدائد المخوفات عن النبي و عترته عليهم أفضل الصلوات

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس و اعلم أن في هذا القنوتات إشارات منهم ع إلى ما كانت حالتهم عليه في تلك الأوقات و إلى معرفتهم بما يتجدد بعدهم من تأخير دولتهم و إظهار التألم من دفعهم عن إمامتهم و عن فرض طاعتهم و فيها من الأسرار ما قد دلوا عليه كثيرا من ذوي الأبصار

ذكر أدعية النبي

فمن ذلك دعاء النبي ص

يوم بدر اللهم أنت ثقتي في كل كرب و أنت رجائي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة و كم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه القريب و يشمت به العدو و تعنيني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته عني و كفيته فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حاجة و منتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا

و من ذلك دعاء النبي ص يوم أحد

 رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده عن الصادق ع و عن غيره مهج‏الدعوات ص : 70أنه لما تفرق الناس عن النبي ص يوم أحد قال اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان فنزل جبرئيل ع و قال يا محمد لقد دعوت بدعاء إبراهيم حين ألقي في النار و دعا به يونس حين صار في بطن الحوت قال و كان رسول الله ص يدعوا في دعائه اللهم اجعلني صبورا و اجعلني شكورا و اجعلني في أمانك

و من ذلك دعاء النبي ص ليلة الأحزاب

 رويناه من كتاب الدعاء و الذكر تأليف أبي الحسين بن سعيد بإسنادنا إليه عن صفوان عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان دعاء النبي ص ليلة الأحزاب يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرين اكشف عني همي و غمي و كربتي فإنك تعلم حالي و حال أصحابي و اكفني هول عدوي قال فقال في حديثه فإنه لا يكشف ذلك غيرك

و من ذلك دعاء النبي ص يوم الأحزاب

و فيه زيادة يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرين و مفرجا عن المغمومين اكشف عني همي و غمي و كربتي فقد ترى حالي و حال أصحابي اللهم ارزقني الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و صلة الرحم و عظم رزقي و رزق أهل بيتي في عافية اللهم أنت الله قبل كل شي‏ء و أنت الله بعد كل شي‏ء و أنت الله تبقى و يفنى كل شي‏ء إلهي أنت الحليم الذي لا يجهل و أنت الجواد الذي لا يبخل و أنت العدل الذي لا يظلم و أنت الحكيم الذي لا يجور و أنت المنيع الذي لا يرام و أنت العزيز الذي لا يستذل و أنت الرفيع الذي لا يرى و أنت الدائم الذي لا يفنى و أنت الذي أحطت بكل شي‏ء علما و أحصيت كل شي‏ء عددا أنت البديع قبل كل شي‏ء و الباقي بعد كل شي‏ء خالق ما يرى و خالق ما لا يرى عالم كل شي‏ء بغير تعليم و أنت الذي تعطي الغلبة من شئت تهلك ملوكا و تملك آخرين بيدك الخير و أنت على كل شي‏ء قدير أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين و اختم لي بالسعادة و اجعلني من عتقائك و طلقائك من النار آمين رب العالمين

 مهج‏الدعوات ص : 71دعاء آخر للنبي ص في يوم الأحزاب

رويناه من كتاب الدعاء اللهم إني أعوذ بنور قدسك و عظمة طهارتك و بركة جلالك من كل آفة و عاهة و من طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير اللهم أنت غياثي فبك أستغيث و أنت ملاذي فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ يا من ذلت له رقاب الجبابرة و خضعت له مقاليد الفراعنة أعوذ بك من خزيك و من كشف سترك و من نسيان ذكرك و الانصراف عن شكرك أنا في حرزك في ليلي و نهاري و ظعني و أسفاري و نومي و قراري ذكرك شعاري و ثناؤك دثاري لا إله إلا أنت تعظيما لوجهك و تكريما لسبحات نورك و أجرني من خزيك و من كشف سترك و سوء عقابك و اضرب علي سرادقات حفظك و أدخلني في حفظ عنايتك و عذني بخير منك يا أرحم الراحمين

دعاء آخر للنبي ص في يوم الأحزاب

نقلته من الجزء الخامس من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص دعا الله عز و جل يوم الأحزاب فقال الحمد لله وحده لا شريك له الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي أستعفيه فيعافيني و إن كنت متعرضا للذي نهاني عنه و الحمد لله الذي أخلو به كلما شئت في سري و أضع عنده ما شئت من أمري من غير شفيع فيقضي لي ربي حاجتي و الحمد لله الذي وكلني إليه الناس فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني و كفاني ربي برفق و لطف بي ربي لما جفوني فلك الحمد رضيت بلطفك ربي لطيفا و رضيت بكنفك ربي خلفا

و من ذلك دعاء النبي ص يوم حنين

رب كنت و تكون حيا لا تموت تنام العيون و تنكدر النجوم و أنت حي قيوم لا تأخذك سنة و لا نوم

و عنه ع أمان من الجن و الإنس بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن أشهد أن الله على كل مهج‏الدعوات ص : 72شي‏ء قدير و أن الله قد أحاط بكل شي‏ء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

و من ذلك دعاء النبي ص حين عاين العفريت و معه شعلة نار فانكب الشيطان لوجهه

 روي عن عبد الله بن مسعود قال كنت مع رسول الله ص و جبرئيل ع معه فجعل النبي ص يقرأ فإذا بعفريت من مردة الجن قد أقبل و في يده شعلة من نار و هو يقرب من النبي ص فقال جبرئيل ع يا محمد أ لا أعلمك كلمات تقولهن فينكب العفريت لوجهه و تطفأ شعلته قال نعم يا حبيبي جبرئيل قال قل أعوذ بنور وجه الله و كلماته التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض و ما يخرج منها و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر فتن الليل و النهار و من شر طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان فقالها النبي ص فانكب العفريت لوجهه و طفئت شعلته

ذكر رواية أخرى بدعاء النبي ص عند رؤية العفريت

اللهم إني أسألك مفاتيح الخير و خواتيمه و أسألك درجات العلى من الجنة بالله أعوذ و بالله أعتصم و بالله أمتنع و بعزة الله و سلطانه و ملكوته و اسمه العظيم أستجير من الشيطان الرجيم و من عمله و رجله و خيله و شركه و بالله أعوذ و بكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و من شر كل ذي شر و من شر العامة و الخاصة إن ربي سميع الدعاء أعوذ بالله من شر كل عين ناظرة و من شر كل ذي أذن سامعة و من شر كل ذي ألسن ناطقة و من شر أيد باطشة و من شر أرجل ماشية و من شر ما أخفيت في نفسي و أعلنت بالليل و النهار اللهم من أرادني من خليقتك بغيا أو عطبا أو عيبا أو سوءا أو مساءة من إنسي أو جني صغيرا أو كبيرا فأسألك أن تخرج صدره و أن مهج‏الدعوات ص : 73تفحم لسانه و أن تقصر يده و أن تدفع في صدره و أن تكف يمينه و أن تجعل كيده في نحره و أن تندر بصره و أن تقمع رأسه و أن تميته بغيظه و أن تجعل له شغلا في نفسه و أن تكفنيه بحولك و قوتك إنك أنت الله العزيز الحكيم اللهم إني أعوذ بك من صاحب سوء في المغيب و المحضر قلبه يراني و عيناه تبصراني و أذناه تسمعاني إن رأى حسنة أخفاها و إن رأى فاحشة أبداها اللهم إني أعوذ بك من طمع يرد إلى طبع و أعوذ بك من هوى يرديني و غنى يطغيني و فقر ينسيني و من خطيئة لا توبة لها و من منظر سوء في أهل أو مال

دعاء روي أنه نزل به جبرئيل ع على النبي ص يوم خيبر

اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك و صبرا على بليتك و خروجا من الدنيا إلى رحمتك

و من ذلك عوذة النبي ص يوم وادي القرى

تصلح لكل شي‏ء من كتبها و علقها عليه كان في أمان الله و كنفه و حجابه و عزه و منعه و كانت الملائكة تحفظه و هي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يئوده حفظهما و هو العلي العظيم شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات و مهج‏الدعوات ص : 74الأرض و هو العزيز الحكيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب هو الله الذي لا إله إلا هو إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا و هو الله الذي لا يعرف له سمي و هو الرجاء و المرتجى و الملتجأ و إليه المشتكى و منه الفرج و الرجاء و أسألك يا الله بحق هذه الأسماء الجليلة الرفيعة عندك العالية المنيعة التي اخترتها لنفسك و اختصصتها لذكرك و منعتها جميع خلقك و أفردتها عن كل شي‏ء دونك و جعلتها دليلة عليك و سببا إليك فهي أعظم الأشياء و أجل الأقسام و أفخر الأشياء و أكبر العزائم و أوثق الدعائم لا ترد داعيك بها و لا تخيب راجيك و المتوسل إليك و لا يذل من اعتمد عليك و لا يضام من لجأ إليك و لا يفتقر سائلك و لا ينقطع رجاء مؤملك و لا تخفر ذمته و لا تضيع حرمته فيا من لا يعان و لا يضام و لا يغالب و لا ينازع و لا يقاوم اغفر لي ذنوبي كلها و أصلح لي شئوني كلها و اكفني في الدنيا و الآخرة و عافني في الدنيا و الآخرة و احفظني في الدنيا و الآخرة و استرني في الدنيا و الآخرة و قرب جواري منك فأنت الله لا إله إلا أنت باسمك الجليل العظيم توسلت و به تعلقت و عليه اعتمدت و هو العروة الوثقى التي لا انفصام لها و لا تخفر ذمتي و لا ترد مسألتي و لا تحجب دعوتي و لا تنقص رغبتي و ارحم ذلي و تضرعي و فقري و فاقتي فما لي رجاء غيرك و لا أمل سواك و لا حافظ إلا أنت يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و لا إله غيرك أنت رب الأرباب و مالك الرقاب و صاحب العفو و العقاب أسألك بالربوبية التي انفردت بها أن تعتقني من النار بقدرتك و تدخلني الجنة برحمتك و تجعلني من الفائزين عندك اللهم احجبني بسترك و استرني بعزك مهج‏الدعوات ص : 75و اكنفني بحفظك و احفظني بحرزك و احرزني في أمنك و اعصمني بحياطتك و حطني بعزك و امنع مني بقوتك و قوني بسلطانك و لا تسلط علي عدوا بجودك و كرمك إنك على كل شي‏ء قدير

و من ذلك دعاء مجرب رواه أنس عن النبي ص

أنه قال من استعمله كل صباح و مساء وكل الله عز و جل به أربعة أملاك يحفظونه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و كان في أمان الله عز و جل و لو اجتهد الخلائق من الجن و الإنس أن يضاروه ما قدروا و هو هذا الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض و السماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم و لا داء بسم الله أصبحت و على الله توكلت بسم الله على قلبي و نفسي بسم الله على ديني و عقلي بسم الله على أهلي و مالي بسم الله على ما أعطاني ربي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله أكبر الله أكبر أعز و أجل مما أخاف و أحذر عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل سلطان شديد و من شر كل شيطان مريد و من شر كل جبار عنيد و من شر قضاء السوء و من كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم و أنت على كل شي‏ء حفيظ إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

و من ذلك دعاء روي أن النبي ص علمه لبعض أصحابه

فأراد الحجاج قتله فلما قرأه لم يستطع صاحب سيفه أن يقتله و هو هذا الدعاء يا سامع كل صوت يا محيي النفوس بعد الموت يا من لا يعجل لأنه لا يخاف الفوت يا دائم الثبات يا مخرج النبات يا محيي العظام الرميم الدارسات بسم الله اعتصمت بالله و توكلت على الحي الذي لا يموت و رميت كل من يؤذيني بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

و من ذلك دعاء مروي عن النبي ص

 قال حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو جعفر حميد البصري قال بلغنا عن رجل من أهل نيشار يقال له عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن أدهم عن موسى الفراء عن محمد بن علي بن أبي طالب ع عن النبي ص قال من دعا بهذه الأسماء استجاب الله عز و جل له و قال ص لو دعي مهج‏الدعوات ص : 76بهذه الأسماء على صفائح من حديد لذاب الحديد بإذن الله تعالى و قال ص و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا بلغ به الجوع و العطش شدة ثم دعا بهذه الأسماء لسكن عنه الجوع و العطش و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا دعا بهذه الأسماء على جبل بينه و بين الموضع الذي يريده لنفذ الجبل كما يريده حتى يسلكه و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعا بهذا الدعاء عند مجنون لأفاق من جنونه و إن دعي بهذا الدعاء عند امرأة قد عسر عليها الولادة لسهل الله ذلك عليها و قال ص لو دعا بهذا الدعاء رجل و هو في مدينة و المدينة تحترق و منزله في وسطها لنجا منزله و لم يحترق و لو أن رجلا دعا بهذا الدعا أربعين ليلة من ليالي الجمع لغفر الله عز و جل له كل ذنب بينه و بين الله تعالى و لو فجر بأمه لغفر الله له ذلك و الذي بعثني بالحق نبيا ما دعا بهذا الدعا مغموم إلا صرف الله الكريم عنه غمه في الدنيا و الآخرة برحمته و الذي بعثني بالحق نبيا ما دعا بهذا الدعاء أحد عند سلطان جائر قبل أن يدخل عليه و ينظره إلا جعل الله له ذلك السلطان طوعا له و كفى شره إن شاء الله تعالى و هي هذه الأسماء تقول اللهم إني أسألك يا من احتجب بشعاع نوره عن نواظر خلقه يا من تسربل بالجلال و العظمة و اشتهر بالتجبر في قدسه يا من تعالى بالجلال و الكبرياء في تفرد مجده يا من انقادت الأمور بأزمتها طوعا لأمره يا من قامت السماوات و الأرضون مجيبات لدعوته يا من زين السماء بالنجوم الطالعة و جعلها هادئة لخلقه يا من أنار القمر المنير في سواد الليل المظلم بلطفه يا من أنار الشمس المنيرة و جعلها معاشا لخلقه و جعلها مفرقة بين الليل و النهار بعظمته يا من استوجب الشكر بنشر سحائب نعمه أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو أثبته في قلوب الصافين الحافين حول عرشك فتراجعت القلوب إلى الصدور عن البيان بإخلاص الوحدانية و تحقيق الفردانية مقرة لك بالمعبودية و إنك أنت الله أنت الله أنت الله لا إله إلا أنت و أسألك بالأسماء التي تجليت بها للكليم على الجبل العظيم فلما بدا شعاع نور الحجب من بهاء العظمة خرت الجبال متدكدكة لعظمتك و جلالك و هيبتك مهج‏الدعوات ص : 77و خوفا من سطوتك راهبة منك فلا إله إلا أنت فلا إله إلا أنت فلا إله إلا أنت و أسألك بالاسم الذي فتقت به رتق عظيم جفون عيون الناظرين الذي به تدبير حكمتك و شواهد حجج أنبيائك يعرفونك بفطن القلوب و أنت في غوامض مسرات سريرات الغيوب أسألك بعزة ذلك الاسم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تصرف عني و عن أهل حزانتي و جميع المؤمنين و المؤمنات جميع الآفات و العاهات و الأعراض و الأمراض و الخطايا و الذنوب و الشك و الشرك و الكفر و الشقاق و النفاق و الضلالة و الجهل و المقت و الغضب و العسر و الضيق و فساد الضمير و حلول النقمة و شماتة الأعداء و غلبة الرجال إنك سميع الدعاء لطيف لما تشاء و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

قيل إن سلمان الفارسي رحمه الله

قال يا رسول الله بأبي أنت و أمي أ لا أعلمه الناس قال لا يا أبا عبد الله يتركون الصلاة و يركبون الفواحش و يغفر لهم و لأهل بيتهم و جيرانهم و من في مسجدهم و لأهل مدينتهم إذا دعوا بهذا الأسماء

أقول و هذا الدعاء مما ألهمت تلاوته طلبا للسلامة يوم الثلثاء عند شدة الابتلاء عند البلايا فظفرنا بإجابة الدعاء و بلوغ الرجاء و كفينا شر الحساد ببلوغ المراد إن شاء الله تعالى

و من ذلك عوذة مجربة عن النبي ص

 قال سعد بن محمد بن الفراء حدثني الحسين بن محمد بن الجواد بالمشهد الموسوم بمولانا جعفر بن محمد الصادق ع بالجامعين يوم الجمعة الثاني و العشرين من جمادى الآخرة قال حدثني سعيد بن أبي الفتح بن الحسن القمي النازل بواسط قال حدث بي مرض أعيا الأطباء فأخذني والدي المارستان فجمع الأطباء و الساعور فقالوا إن هذا مرض لا يزيله إلا الله تعالى فعدت و أنا منكسر القلب ضيق الصدر فأخذت كتابا من كتب والدي رحمه الله فوجدت على ظهره مكتوبا عن الصادق ع يرفعه عن آبائه عن النبي ص قال من كان به مرض فقال عقيب صلاة الفجر أربعين مرة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخره حسبنا الله مهج‏الدعوات ص : 78و نعم الوكيل تبارك الله أحسن الخالقين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و مسح بيده عليها أزاله الله تعالى عنه و شفاه فصابرت الوقت إلى الفجر فلما طلع الفجر صليت الفريضة و جلست في موضعي أرددها أربعين مرة و أمسح بيدي على المرض فأزاله تعالى فجلست في موضعي و أنا خائف أن يعاود فلم أزل كذلك ثلاثة أيام فأخبرت والدي بذلك فشكر الله تعالى و حكى ذلك لبعض الأطباء و كان ذميا فدخل علي فنظر على المرض و قد زال فحكيت له الحكاية فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و حسن إسلامه

و من ذلك دعاء النبي ص روى ابن عباس رضى الله عنه

أنه قال دخلت على رسول الله ص فرأيته ضاحكا مسرورا فقلت ما الخبر فداك أبي و أمي يا رسول الله فقال يا ابن عباس أتاني جبرئيل ع و بيده صحيفة مكتوب فيها كرامة لي و لأمتي خاصة فقال لي خذها يا محمد و اقرأ ما فيها و عظمه فإنه كنز من كنوز الآخرة و هذا دعاء أكرمك الله به عز و جل و أكرم به أمتك فقلت له و ما هو يا جبرئيل فقال صلى الله عليه و على جميع الملائكة المقربين سبحان الله العظيم و بحمده و هو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى سبحانه هو الله العظيم فقلت يا جبرئيل و ما ثواب من يدعو بهذا الدعاء فقال يا محمد سألتني عن ثواب لا يعلمه إلا الله تعالى و لو صارت البحار مدادا و الأشجار أقلاما و ملائكة السماوات كتابا و كتبوا بمقدار الدنيا ألف مرة لفني المداد و تكسرت الأقلام و لم يكتبوا العشر و لم يكتبوا من ذلك بعض العشر يا محمد و الذي بعثك بالحق نبيا ما من عبد و لا أمة يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله له ثواب أربعة من الأنبياء و أربعة من الملائكة فأما الأنبياء فأولا ثوابك يا محمد و ثواب عيسى و ثواب موسى و ثواب إبراهيم ع و أما الملائكة فأولا ثوابي و ثواب إسرافيل و ثواب ميكائيل و ثواب عزرائيل يا محمد ما من رجل و امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره عشرين مرة فإن الله تبارك و تعالى لا يعذبه بنار جهنم و لو كان عليه من الذنوب مثل زبد البحر و قطر المطر و عدد النجوم و زنة العرش و الكرسي و اللوح و القلم و الرمل مهج‏الدعوات ص : 79و الشجر و الشعر و الوبر و خلق الجنة و النار لغفر الله له ذلك و يكتب له بكل ذنب ألف حسنه يا محمد و إن كان به هم أو غم أو سقم أو مرض أو عرض أو عطش أو قرع و قرأ هذا ثلاث مرة قضى الله عز و جل له حاجته و إن كان في موضع يخاف الأسد و الذئب أو أراد الدخول على سلطان جائر فإن الله تبارك و تعالى يمنع عنه كل سوء و محذور و آفة بحوله و قوته و من قرأ في حرب مرة واحدة قواه الله عز و جل قوة سبعين من أصحاب المحاربين و من قرأه على صداع أو شقيقة أو وجع البطن أو ضربان العين أو لذع الحية أو العقرب كفاه الله جميع ذلك يا محمد من لم يؤمن بهذا الدعاء فهو بري‏ء مني و من ينكره فإنه يذهب عنه البركة قال الحسن البصري ما خلف رسول الله لأمته بعد كتاب الله عز و جل أفضل من هذا الدعاء و قال سفيان كل من لم يعرف حرمة هذا الدعاء فإنه مخاطر قال النبي ص يا جبرئيل لأي شي‏ء فضل هذا على سائر الأدعية قال لأن فيه اسم الله الأعظم و من قرأه زاد في حفظه و ذهنه و علمه و عمره و صحة في بدنه أضعافا كثيرة و يدفع الله عنه عز و جل سبعين آفة من آفات الله و سبعمائة من آفات الآخرة ثم أجر الدعا الأول و الحمد لله كثيرا

صفة أجر الدعاء الثاني

 روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع عن النبي ص أنه قال نزل جبرئيل و كنت أصلي خلف المقام قال فلما فرغت استغفرت الله تعالى لأمتي فقال لي جبرائيل ع يا محمد أراك حريصا على أمتك و الله تعالى رحيم بعباده فقال النبي ص لجبرئيل ع يا أخي أنت حبيبي و حبيب أمتي علمني دعاء تكون أمتي تذكروني به من بعدي فقال لي جبرائيل يا محمد أوصيك أن تأمر أمتك تصومون ثلاثة أيام البيض من كل شهر الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر و أوصيك يا محمد أن تأمر أمتك أن يدعو بهذا الدعاء الشريف فإن حملة العرش يحملون العرش بهذا الدعاء و ببركته انزل إلى الأرض و اصعد إلى السماء و هذا دعاء مكتوب على أبواب الجنة و على حجراتها و على شرفاتها و على منازلها و به تفتح أبواب الجنة و بهذا الدعاء يحشر الخلق يوم القيامة بأمر الله مهج‏الدعوات ص : 80عز و جل و من قرأ هذا الدعاء من أمتك يرفع الله عز و جل عنه عذاب القبر و يؤمنه من الفزع الأكبر و من آفات الدنيا و الآخرة ببركته و من قرأ ينجيه الله من عذاب النار ثم سئل رسول الله ص جبرائيل عن ثواب هذا الدعاء قال جبرئيل ع يا محمد لقد سألتني عن شي‏ء لا أقدر على وصفه و لا يعلم قدره إلا الله يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلاما و البحار مدادا و الخلائق كتابا لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء و لا يقرأ هذا عبد و أراد عتقه إلا أعتقه الله تبارك و تعالى و خلصه من رق العبودية و لا يقرأ مغموم إلا فرج الله همه و غمه و لا يدعو به طالب حاجة إلا قضاه الله عز و جل له في الدنيا و الآخرة إن شاء الله تعالى و يقيه الله موت الفجأة و هول القبر و فقر الدنيا و يعطيه الله تبارك و تعالى الشفاعة يوم القيامة و وجهه يضحك و يدخله الله عز و جل ببركة هذا الدعاء دار السلام و يسكنه الله في غرف الجنان و يلبسه الله من حلل الجنة التي لا تبلي و من صام و قرأ هذا الدعاء كتب الله عز و جل له ثواب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و إبراهيم الخليل و موسى الكليم و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و سلم و عليهم أجمعين قال النبي ص لقد عجب من كثرة ما ذكر جبرئيل ع من الثواب لقارئ هذا الدعاء ثم قال جبرئيل ع يا محمد ليس أحد من أمتك يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا حشره الله يوم القيامة و وجهه يتلألأ مثل القمر ليلة تمامه فيقول الناس من هذا أ نبي هو فيخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبيا و لا ملكا بل هو عبد من عبيد الله تعالى من ولد آدم قرأ في عمره مرة هذا الدعاء فأكرمه الله عز و جل بهذه الكرامة ثم قال جبرئيل للنبي ص يا محمد من قرأ هذا الدعاء خمس مرات حشر يوم القيامة و أنا واقف على قبره و معي براق من الجنة و لا أبرح واقفا حتى يركب على ذلك البراق و لا ينزل عنه إلا في دار النعيم خالدا مخلدا و لا حساب عليه في جوار إبراهيم ع و في جوار محمد ص و أنا ضامن لقارئ هذا الدعاء من ذكر و أنثى أن الله تعالى لا يعذبه و إن كان ذنوبه

 مهج‏الدعوات ص : 81أكثر من زبد البحر و قطر المطر و ورق الشجر و عدد الخلائق من أهل الجنة و أهل النار و إن الله عز و جل يأمر أن يكتب للذي يدعو بهذا الدعاء ثواب حجة مبرورة و عمرة مقبولة يا محمد و من قرأ هذا الدعاء عند وقت النوم خمس مرات على طهارة فإنه يراك في منامه و تبشره بالجنة و من كان جائعا أو عطشانا و لا يجد ما يأكل و لا ما يشرب أو كان مريضا و يقرأ هذا الدعاء فإن الله تعالى يفرج عنه ما هو فيه ببركة هذا الدعاء و يطعمه و يسقيه و يقضي له حوائج الدنيا و الآخرة و من سرق له شي‏ء أو أبق له عبد فيقوم و يتطهر و يصلي ركعتين أو أربع ركعات و يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و سورة الإخلاص مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء و يجعل الصحيفة بين يديه أو تحت رأسه فإن الله تعالى يجمع المشرق و المغرب و يرد العبد الآبق ببركة هذا الدعاء إن شاء الله تعالى و إن كان يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه فيجعله الله تعالى في حرز حريز و لا يقدر عليه أحد و لا أعداؤه و ما من عبد قرأه و عليه دين إلا قضاه الله عز و جل و سهل له من يقضيه عنه إن شاء الله تعالى و إن قرأه عبد مؤمن مخلص لله عز و جل على جبل لتحرك الجبل بإذن الله تعالى و من قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء و لا تعجب من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء فإن فيه اسم الله تعالى الأعظم و إنه إذا قرأه القارئ و سمعه الملائكة و الجن و الإنس فيدعون لقاريه و إن الله تعالى يستجيب منهم دعاءهم و كل ذلك ببركة الله عز و جل تعالى و بركة هذا الدعاء و إن من آمن بالله و رسوله فيجب أن لا يغاش قلبه بما ذكر في هذا الدعاء و إن الله يرزق من يشاء بغير حساب و من قرأه أو حفظه أو نسخه فلا يبخل به على أحد من المسلمين و قال رسول الله ص ما قرأت هذا الدعاء في غزوات إلا ظهرت ببركته على أعدائي و قال ص من قرأ هذا الدعاء أعطي نور الأولياء في وجهه و سهل له كل عسير و يسر له كل يسير و قال الحسن البصري لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفها و لو أن من يقرأه ضرب برجله على الأرض لتحركت الأرض و قال سفيان الثوري ويل لمن مهج‏الدعوات ص : 82لا يعرف حق هذا الدعاء فإن من عرف حقه و حرمته كفاه الله عز و جل كل شدة و إن قرأه مديون قضى الله ديونه و سهل له كل عسر و وقاه كل محذور و دفع عنه كل سوء و نجاه من كل مرض و عرض و أزاح عنه الهم و الغم فتعلموه و تعلموه فإن فيه الخير الكثير

و هذا الدعاء الموصوف هو

الدعاء الثاني في هذا الكتاب

سبحان الله العظيم و بحمده تقول ثلاث مرات سبحانه من إله ما أملكه و سبحانه من مليك ما أقدره و سبحانه من قدير ما أعظمه و سبحانه من عظيم ما أجله و سبحانه من جليل ما أمجده و سبحانه من ماجد ما أرأفه و سبحانه من رءوف ما أعزه و سبحانه من عزيز ما أكبره و سبحانه من كبير ما أقدمه و سبحانه من قديم ما أعلاه و سبحانه من عال ما أسناه و سبحانه من سني ما أبهاه و سبحانه من بهي ما أنوره و سبحانه من منير ما أظهره و سبحانه من ظاهر ما أخفاه و سبحانه من خفي ما أعلمه و سبحانه من عليم ما أخبره و سبحانه من خبير ما أكرمه و سبحانه من كريم ما ألطفه و سبحانه من لطيف ما أبصره و سبحانه من بصير ما أسمعه و سبحانه من سميع ما أحفظه و سبحانه من حفيظ ما أملأه و سبحانه من ملي ما أوفاه و سبحانه من وفي ما أغناه و سبحانه من غني ما أعطاه و سبحانه من معط ما أوسعه و سبحانه من واسع ما أجوده و سبحانه من جواد ما أفضله و سبحانه من مفضل ما أنعمه و سبحانه من منعم ما أسيده و سبحانه من سيد ما أرحمه و سبحانه من رحيم ما أشده و سبحانه من شديد ما أقواه و سبحانه من قوي ما أحكمه و سبحانه من حكيم ما أبطشه و سبحانه من باطش ما أقومه و سبحانه من قيوم ما أحمده و سبحانه من حميد ما أدومه و سبحانه من دائم ما أبقاه و سبحانه من باق ما أفرده و سبحانه من فرد ما أوحده و سبحانه من واحد ما أصمده و سبحانه من صمد ما أملكه و سبحانه من مالك ما أولاه و سبحانه من ولي ما أعظمه و سبحانه من عظيم ما أكمله و سبحانه من كامل ما أتمه و سبحانه من تام مهج‏الدعوات ص : 83ما أعجبه و سبحانه من عجيب ما أفخره و سبحانه من فاخر ما أبعده و سبحانه من بعيد ما أقربه و سبحانه من قريب ما أمنعه و سبحانه من مانع ما أغلبه و سبحانه من غالب ما أعفاه و سبحانه من عفو ما أحسنه و سبحانه من محسن ما أجمله و سبحانه من جميل ما أقبله و سبحانه من قابل ما أشكره و سبحانه من شكور ما أغفره و سبحانه من غفور ما أكبره و سبحانه من كبير ما أجبره و سبحانه من جبار ما أدينه و سبحانه من ديان ما أقضاه و سبحانه من قاض ما أمضاه و سبحانه من ماض ما أنفذه و سبحانه من نافذ ما أرحمه و سبحانه من رحيم ما أخلقه و سبحانه من خالق ما أقهره و سبحانه من قاهر ما أملكه و سبحانه من مليك ما أقدره و سبحانه من قادر ما أرفعه و سبحانه من رفيع ما أشرفه و سبحانه من شريف ما أرزقه و سبحانه من رازق ما أقبضه و سبحانه من قابض ما أبسطه و سبحانه من باسط ما أهداه و سبحانه من هاد ما أصدقه و سبحانه من صادق ما أبداه و سبحانه من بادئ ما أقدسه و سبحانه من قدوس ما أظهره ]ما أطهره[ و سبحانه من ظاهر ]من طاهر[ ما أزكاه و سبحانه من زكي ما أبقاه و سبحانه من باق ما أعوده و سبحانه من عواد ]معيد[ ما أفطره و سبحانه من فاطر ما أرعاه و سبحانه من راع ما أعونه و سبحانه من معين ما أوهبه و سبحانه من وهاب ما أتوبه و سبحانه من تواب ما أسخاه و سبحانه من سخي ما أبصره و سبحانه من بصير ما أسلمه و سبحانه من سليم ما أشفاه و سبحانه من شاف ما أنجاه و سبحانه من منج ما أبره و سبحانه من بار ما أطلبه و سبحانه من طالب ما أدركه و سبحانه من مدرك ما أشده و سبحانه من شديد ما أعطفه و سبحانه من متعطف ما أعدله و سبحانه من عادل ما أتقنه و سبحانه من متقن ما أحكمه و سبحانه من حكيم ما أكفله و سبحانه من كفيل ما أشهده و سبحانه من شهيد ما أحمده و سبحانه هو الله العظيم و بحمده و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم دافع

 مهج‏الدعوات ص : 84كل بلية و هو حسبي و نعم الوكيل و قال سفيان الثوري ويل لمن لا يعرف حرمة ]حق[ هذا الدعاء فإن من عرف حق هذا الدعاء و حرمته كفاه الله عز و جل عنه كل شدة و صعوبة و آفة و مرض و غم ببركة هذا الدعاء فتعلموه و علموه ففيه البركة و الخير الكثير في الدنيا و الآخرة إن شاء الله تعالى

و من ذلك دعاء علمه جبرائيل ع للنبي ص

وجدت في كتاب عتيق تاريخ كتابته أكثر من مائتي سنة إلى تاريخ سنة خمسين و ستمائة قال جاء جبرائيل ع إلى النبي ص و معه ميكائيل و إسرافيل ع قالوا يا رسول الله إن الله تعالى أكرمك و أمتك في الدنيا و الآخرة بهذا الأسماء فطوبى لك و لأمتك و لمن يوفقه الله جل جلاله أن يدعوا بهذا الدعاء فإنه عظيم جليل و هو من كنوز العرش دخل فيه أسامي الرب جل جلاله كلها التي خلق بها الخلائق أجمعين و أهل السماوات و أهل الأرضين و الجنة و النار و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و من في البر و البحر من الدواب و الهوام و الوحوش و الأشجار و ما في البحور من الخلائق و العجائب التي ليس لأحد فيه علم إلا الذي خلقهم فلا تعلم هذا الدعاء إلا الخيار من أمتك لأنه جرى في حكم الله تعالى و علمه أن يستجيب لمن دعا مرة واحدة

و هو هذا الدعاء المبارك

اللهم إني أسألك باسمك الذي إذا ذكرت به تزعزعت منه السماوات و انشقت منه الأرضون و تقطعت منه السحاب و تصدعت منه الجبال و جرت منه الرياح و انتقصت منه البحار و اضطربت منه الأمواج و غارت منه النفوس و وجلت منه القلوب و زلت منه الأقدام و صمت منه الأذان و شخصت منه الأبصار و خشعت منه الأصوات و خضعت له الرقاب و قامت له الأرواح و سجدت له الملائكة و سجت له و ارتعدت له الفرائص و اهتز له العرش و دانت له الخلائق و بالاسم الذي وضع على الجنة فأزلفت و على الجحيم فسعرت و على النار فتوقدت و على السماء فاستقلت و قامت بلا عمد مهج‏الدعوات ص : 85و لا سند و على النجوم فتزينت و على الشمس فأشرقت و على القمر فأنار و أضاء و على الأرض فاستقرت و على الجبال فأرست و على الرياح فذرت و على السحاب فأمطرت و على الملائكة فسبحت و على الإنس و الجن فأجابت و على الطير و النمل فتكلمت و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار و على كل شي‏ء فسبح و بالاسم الذي استقرت به الأرضون على قرارها و الجبال على أماكنها و البحار على حدودها و الأشجار على عروقها و النجوم على مجاريها و السماوات على بنائها و حملت الملائكة عرش الرحمن بقدرة ربها و بالاسم القدوس القديم المتقدم المختار الجبار المتكبر الكبير المتعظم العزيز المهيمن الملك المقتدر القدير القادر الحميد المجيد الصمد المتوحد المتفرد الكبير المتعظم المتعال و بالاسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه الطاهر المطهر المبارك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الأول الآخر الظاهر الباطن الكائن قبل كل شي‏ء و المكون لكل شي‏ء و الكائن بعد فناء كل شي‏ء لم يزل و لا يزال و لا يفنى و لا يتغير نور في نور و نور على نور و نور فوق كل نور و نور يضي‏ء به كل نور و بالاسم الذي سمى به نفسه و استوى به على العرش فاستقر به على كرسيه و خلق به ملائكته و سماواته و أرضه و جنته و ناره و ابتدع به خلقه واحدا أحدا فردا صمدا كبيرا متكبرا عظيما متعظما عزيزا مليكا مقتدرا قدوسا متقدسا لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و بالاسم الذي لم يكتبه لأحد من خلقه صدق الصادقون و كذب الكاذبون و بالاسم الذي هو مكتوب في راحة ملك الموت الذي إذا نظرت إليه الأرواح تطايرت و بالاسم الذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور لا إله إلا الله محمد رسول الله و بالاسم المكتوب في سرادق المجد و بالاسم المكتوب في سرادق البهاء و بالاسم المكتوب في سرادق العظمة و بالاسم المكتوب في سرادق الجلال و بالاسم المكتوب في سرادق

 مهج‏الدعوات ص : 86العز و بالاسم المكتوب في سرادق الجمال الخالق الباعث النصير رب الملائكة الثمانية و رب العرش العظيم و بالاسم الأكبر الأكبر و بالاسم الأعظم الأعظم المحيط بملكوت السماوات و الأرض و بالاسم الذي أشرقت به الشمس و أضاء به القمر و سجرت به البحار و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي و بالأسماء المقدسات المخزونات المكنونات في علم الغيب عنده و بالاسم الذي كتب على ورق الزيتون فألقي به في النار فلم يحترق و بالاسم الذي مشى به الخضر على الماء فلم يبتل قدماه و بالاسم الذي تفتح به أبواب السماء و به يفرق كل أمر حكيم و بالاسم الذي ضرب به موسى بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم و بالاسم الذي كان عيسى ابن مريم يحيي به الموتى و يبرئ به الأكمه و الأبرص بإذن الله و بالأسماء التي يدعو بها جبرائيل و إسرافيل و ميكائيل و عزرائيل و حملة العرش و الكروبيون و من حولهم من الملائكة و الروحانيون الصافون المسبحون و بأسمائه التي لا تنسى و بوجهه الذي لا يبلى و بنوره الذي لا يطفئ و بعزته التي لا ترام و بقدرته التي لا تضام و بملكه الذي لا يزول و بسلطانه الذي لا يتغير و بالعرش الذي لا يتحرك و بالكرسي الذي لا يزول و بالعين التي لا تنام و باليقظان الذي لا يسهو و بالحي الذي لا يموت و بالقيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم و بالاسم الذي تسبح له السموات و الأرضون بأطرافها و البحار بأمواجها و الحيتان في بحارها و الأشجار بأغصانها و النجوم بزينتها و الوحوش في قفارها و الطيور في أوكارها و النحل في أحجارها و النمل في مساكنها و الشمس و القمر في أفلاكهما و كل شي‏ء يسبح بحمد ربه فسبحانه يميت الخلائق و لا يموت ما أبين نوره و أكرم وجهه و أجل ذكره و أقدس قدسه و أحمد حمده و أنفذ أمره و أقدر قدرته على ما يشاء و أنجز وعده تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ليس له شبيه و ليس كمثله شي‏ء له الخلق و الأمر و تبارك الله رب العالمين ]أحسن الخالقين[ و بالاسم الذي قرب به محمدا صلى الله عليه و آله حتى جاوز سدرة المنتهى فكان منه كقاب قوسين مهج‏الدعوات ص : 87أو أدنى و بالاسم الذي جعل النار على إبراهيم بردا و سلاما و وهب له من رحمته إسحاق و برحمته الذي أوتي بها يعقوب القميص فألقاه على وجهه فارتد بصيرا و بالاسم الذي ينشئ السحاب الثقال و يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و بالاسم الذي كشف به ضر أيوب و استجاب به ليونس عليه السلام في ظلمات ثلاث و بالاسم الذي وهب لزكريا يحيى نبيا عليه السلام و أنعم على عبده عيسى ابن مريم عليه السلام إذ علمه الكتاب و الحكمة و جعله نبيا مباركا من الصالحين و بالاسم الذي دعاك به جبرائيل في المقربين و دعاك به ميكائيل و إسرافيل عليهما السلام فاستجبت لهم و كنت من الملائكة قريبا مجيبا و باسمك المكتوب في اللوح المحفوظ و باسمك المكتوب في البيت المعمور و باسمك المكتوب في لواء الحمد الذي أعطيته نبيك محمدا صلى الله عليه و آله و سلم و وعدته الحوض و الشفاعة و المقام المحمود و باسمك الذي في الحجاب عندك لا يضام الحجاب عرشك و باسمك الذي تطوي به السماوات كطي السجل للكتب و باسمك الذي تقبل التوبة عن عبادك و تعفو عن السيئات و بوجهك الكريم أكرم الوجوه و بما توارت به الحجب من نورك و بما استقل به العرش من بهائك يا إله محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف و الأسباط صلى الله عليهم يا رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و رب النبيين و المرسلين و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ]نفسك به[ أو أنزلته في كتاب من كتبك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك يا وهاب العطايا يا فكاك الرقاب من النار و طارد العسر من العسير كن شفيعي إليك إذ كنت دليلي عليك و بالاسم الذي يحق الحق بكلماته و يبطل الباطل و لو كره المجرمون و بالاسم الذي يسبح

 مهج‏الدعوات ص : 88الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و باسمك المكتوب على أجنحة الكروبيين و بأسمائك التي تحيي بها العظام و هي رميم و باسمك الذي دعاك به عيسى ابن مريم و بأسمائك المكتوبات على عصى موسى و باسمك الذي تكلم به موسى عليه السلام و على سحرة مصر فأوحيت إليه لا تخف إنك أنت الأعلى و بأسمائك المنقوشات على خاتم سليمان بن داود عليه السلام التي ملك بها الجن و الإنس و الشياطين و أذل بها إبليس و جنوده و بالأسماء التي نجا بها إبراهيم عليه السلام من نار نمرود و بالأسماء التي رفع بها إدريس مكانا عليا و بالأسماء المكتوبات على جبهة إسرافيل عليه السلام و بالأسماء المكتوبات على دار قدسه و بكل اسم هو لله عز و جل دعا الله به نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن و بكل اسم هو لله عز و جل في شي‏ء من كتبه و بكل اسم هو مخزون في علمه و بأسمائه المكتوبات في اللوح المحفوظ و بالاسم الذي خلق به جبلات الخلق كلهم و باسم الله الأكبر الكبير الأجل الجليل الأعز العزيز الأعظم العظيم و بأسمائه كلها التي إذا ذكر بها ذلت فرائص ملائكته و سمائه و أرضه و جنته و ناره و باسمه الأعظم الذي علمه آدم في جنات عدن و صلى الله و ملائكته على محمد و آله و على جميع أنبياء الله و رسله اللهم فبحرمة هذه الأسماء و بحرمة تفسيرها فإنه لا يعلم تفسيرها غيرك أن تستجيب دعائي و ارحم تضرعي و أدخلني في عبادك الصالحين و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و ما بينهما مغفرة و رحمة و قنا عذاب النار و توفنا مع الأبرار و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد و ترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و قضى بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين

 و هذا الدعاء مما ألهمنا تلاوته عند المهمات و الضرورات و رأيت بالله تعجيل الإجابة و العنايات رؤيا في المنام باقي النهار السلامة من البلاء و إجابة الدعاء و كان كما رئي في المنام

و من ذلك دعاء آخر علمه جبرائيل ع للنبي ص أيضا

بسم الله الرحمن الرحيم يا نور السماوات و الأرض يا جمال السماوات و الأرض يا بديع السماوات و الأرض يا عماد السماوات مهج‏الدعوات ص : 89و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا صريخ المستصرخين يا غوث المستغيثين يا منتهى رغبة الراغبين و المفرج عن المكروبين و المروح عن المهمومين و مجيب دعوة المضطرين و كاشف السوء و أرحم الراحمين و إله العالمين و منزلا به كل حاجة يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله و تدعو ما أحببت

و من ذلك دعاء آخر برواية أنس بن مالك عن النبي ص عن جبرئيل ع

و قد روى كثيرا من فضائله أضربت عن ذكرها للاختصار إذ القصد نفس الدعاء و هو دعاء القدح بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و باسمه المبتدأ رب الآخرة و الأولى لا غاية له و لا منتهى رب الأرض و السماوات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و أخفى الله عظيم الآلاء دائم النعماء قاهر الأعداء ]رحيم بخلقه[ عاطف برزقه معروف بلطفه عادل في حكمه عالم في ملكه الرحمن الرحيم رحيم الرحماء عالم العلماء صاحب الأنبياء غفور الغفراء قادر على ما يشاء سبحان الله الملك الواحد الحميد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد رب الأرباب و مسبب الأسباب و سابق الأسباق و رازق الأرزاق و خالق الأخلاق قادر على ما يشاء مقدر المقدور و قاهر القاهرين و عادل في يوم النشور إله الآلهة يوم الواقعة رحيم غفور حليم شكور الحمد لله الرب العظيم و الحمد لله الملك الرحيم الأول القديم خالق العرش و السماوات و الأرضين و هو السميع العليم قابل التوبة شكور حليم العزيز الرحيم الأول الآخر الظاهر الباطن الدائم القائم رازق الوحوش و البهائم صاحب العطايا و مانع البلايا يشفي السقيم و يغفر للخاطئين و يعفو عن النادمين و يحب الصالحين و يؤوي الهاربين و يستر على المذنبين و يؤمن الخائفين سبحانك لا إله إلا أنت الكريم المعبود في كل مكان تغفر الخطايا و تستر العيوب شكور حليم عالم بالحدود منبت الزروع و الأشجار فالق الحبوب صاحب الجبروت غني عن الخلق قاسم مهج‏الدعوات ص : 90الأرزاق علام الغيوب أنت الذي ليس كمثلك شي‏ء و أنت على كل شي‏ء شهيد أنت الذي تعفو عن المعاصي بعد أن يغرق في الذنوب أنت الذي كل شي‏ء خلقته ينصرف إليك بالمنسوب اغفر لي خطيئتي كما قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و أنت بوعدك صدوق نجني من الهموم و الغموم و الكروب أنت غياث كل مكروب و أنت الذي قلت لا تقنطوا من رحمتي و أنت بقولك ليس بكذوب احفظني من آفات الدنيا و الآخرة و حول يوم اللحود و لا تفضحني سيدي على رءوس الخلائق في اليوم الموعود الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا ضد له و لا ند له و لا صاحبة له و لا والد له و لا ولد له و لا حد له و لا حدود له و لا مثال له و لا كفو له و لا وزير له و لا شريك له في ملكه أسألك يا الله يا الله يا الله يا عزيز يا عزيز يا عزيز أن تريني في منامي ما رجوت منك و أن تكرمني بمغفرة خطيئتي إنك على ما تشاء قدير يا أرحم الراحمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم يا حنان يا منان يا سبحان يا غفران يا برهان يا سلطان يا ذا الجلال و الإكرام أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك باطل غير وجهك ]القديم[ الكريم المعبود ]الدائم[ آمنت بك و استعنت بك بحق لا إله إلا أنت أغثني يا أرحم الراحمين

و من ذلك دعاء النبي ص و هو دعاء الفرج

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله يا من علا فقهر و يا من بطن فخبر و يا من ملك فقدر و يا من عبد فشكر و يا من عصى فغفر يا من لا يحيط به الفكر يا من لا يدركه بصر و يا من لا يخفى عليه أثر يا عالي المكان يا شديد الأركان يا منزل الفرقان يا مبدل الزمان يا قابل القربان يا نير البرهان يا عظيم الشأن يا ذا المن و الإحسان و يا ذا العزة و السلطان يا رحيم يا رحمان يا رب الأرباب يا تواب يا وهاب يا معتق الرقاب يا منشئ السحاب يا من حيث ما دعي أجاب يا مرخص الأسعار يا منزل الأمطار ما منبت الأشجار في الأرض القفار مهج‏الدعوات ص : 91يا مخرج النبات يا محيي الأموات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا من لا تضجره الأصوات و لا تشتبه عليه اللغات و لا تغشاه الظلمات يا معطي السؤلات يا ولي الحسنات يا دافع البليات يا قابل الصدقات يا قابل التوبات يا عالم الخفيات يا مجيب الدعوات يا رافع الدرجات يا قاضي الحاجات يا راحم العبرات يا منجح الطلبات يا منزل البركات يا جامع الشتات يا راد ما كان فات يا جمال الأرضين و السماوات يا سابغ النعم يا كاشف الألم يا شافي السقم يا معدن الجود و الكرم يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا أرحم الراحمين يا أقرب الأقربين يا إله العالمين يا غياث المستغيثين يا جار المستجيرين يا متجاوزا عن المسيئين يا من لا يعجل على الخاطئين يا فكاك المأسورين يا مفرج غم المغمومين يا جامع المتفرقين يا مدرك الهاربين يا غاية الطالبين يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد يا راحم الشيخ الكبير يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير يا عصمة الخائف المستجير يا من له التدبير و إليه التقدير يا من العسير عليه سهل يسير يا من هو بكل شي‏ء خبير يا من هو على كل شي‏ء قدير يا خالق السماء و القمر المنير يا فالق الإصباح يا مرسل الرياح يا باعث الأرواح يا ذا الجود و السماح يا من بيده كل مفتاح يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا عز من لا عز له يا كنز من لا كنز له يا حرز من لا حرز له يا عون من لا عون له يا ركن من لا ركن له يا غياث من لا غياث له يا عظيم المن يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا ذا الحجة البالغة يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزة و الجبروت يا من هو حي لا يموت أسألك بعلمك الغيوب و بمعرفتك ما في ضمائر القلوب و بكل اسم هو لك اصطفيته لنفسك أو أنزلته في كتاب من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بأسمائك الحسنى كلها حتى انتهى إلى اسمك العظيم الأعظم الذي فضلته مهج‏الدعوات ص : 92على جميع أسمائك أسألك به أسألك به أسألك به أن تصلي على محمد و آله و أن تيسر لي من أمري ما أخاف عسره و تفرج عني الهم و الغم و الكرب و ما ضاق به صدري و عيل به صبري فإنه لا يقدر على فرجي سواك و افعل بي ما أنت أهله يا أهل التقوى و أهل المغفرة يا من لا يكشف الكرب غيره و لا يجلي الحزن سواه و لا يفرج عني إلا هو اكفني شر نفسي خاصة و شر الناس عامة و أصلح لي شأني كله و أصلح أموري و اقض لي حوائجي و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت على كل شي‏ء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

و من ذلك دعاء شريف جليل عن النبي ص

 حدث سليمان بن إبراهيم عن موسى بن يزيد عن أنس بن أويس عن علي بن أبي طالب ص قال قال النبي ص من دعا بهذا الدعاء ]الأسماء[ استجاب الله له و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذا الأسماء على صفائح الحديد لذابت و لو دعي بها على ماء جار لجمد حتى يمشى عليه و لو دعي بها على مجنون لأفاق و لو دعي بها على امرأة قد عسر عليها لسهل الله عليها و لو دعي بها رجل أربعين ليلة جمعه غفر الله له ما بينه و بين الآدميين و بين ربه فقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه بأبي أنت و أمي يا رسول الله أ يعطي الرجل بهذه الأسماء هذا كله فقال يا أبا عبد الله لا تحثوا الناس عليها فإني أخشى أن يتركوا العمل و يتكلموا عليها ثم قال ص يا أبا عبد الله يغفر الله لقائلها و لأهل بيته و لمؤدب بلده و لأهل مدينته كلهم إن شاء الله تعالى و هذه الأسماء

و الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله و أنت الرحمن و أنت الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الأول الآخر الظاهر الباطن الحميد المجيد المبدئ المعيد الودود الشهيد القديم العلي العظيم العليم الصادق الرءوف مهج‏الدعوات ص : 93الرحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم ذو القوة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلال و الإكرام العظيم العليم الغني الولي الفتاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفي الولي الحق المبين الخلاق الرزاق الوهاب التواب الرب الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير الديان المتعالي القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحي الدائم الذي لا يموت القيوم النور الغفار الواحد القهار الأحد الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ذو الطول المقتدر علام الغيوب البدي‏ء البديع القابض الباسط الداعي الظاهر المقيت المغيث الدافع الضار النافع المعز المذل المطعم المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنان المفضل المحيي المميت الفعال لما يريد مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب فالق الإصباح و فالق الحب و النوى يسبح له ما في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر في يومي هذا و ليلتي هذه فمشيتك بين يدي ذلك كله ما شئت منه كان و ما لم تشأ منه لم يكن فادفع عني بحولك و قوتك فإنه لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم بحق هذه الأسماء عندك صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و ارحمني و تب علي و تقبل مني و أصلح لي شأني و يسر أموري و وسع علي في رزقي و أغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك و صن وجهي و يدي و لساني عن مسألة غيرك و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت على كل شي‏ء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على سيد المرسلين محمد النبي و آله الطيبين مهج‏الدعوات ص : 94الطاهرين

ذكر ما نختاره من الأحراز و دعوات عن مولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلوات و التسليمات

فمن ذلك دعاء علمه النبي ص عليا ع حين وجهه إلى اليمن اللهم إني أتوجه إليك بلا ثقة مني بغيرك و لا رجاء يأوي بي إلا إليك و لا قوة أتكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلا طلب فضلك و التعرض لرحمتك و السكون إلى أحسن عادتك و أنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا مما أحب و أكره فأيما أوقعت علي فيه قدرتك فمحمود فيه بلاؤك متضح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم فاصرف عني مقادير كل بلاء و مقاصر كل لاواء و ابسط علي كنفا من رحمتك و سعة من فضلك و لطفا من عفوك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و ذلك مع ما أسألك أن تخلفني في أهلي و ولدي و صروف حزانتي بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة و ستر كل سيئة و حط كل معصية و كفاية كل مكروه و ارزقني على ذلك شكرك و ذكرك و حسن عبادتك و الرضا بقضائك يا ولي المؤمنين و اجعلني و ما خولتني و ولدي ]و ولدي و ما خولتني[ و رزقتني من المؤمنين و المؤمنات في حماك الذي لا يستباح و ذمتك التي لا تخفر و جوارك الذي لا يرام و أمانك الذي لا ينقض و سترك الذي لا يهتك فإنه من كان في حماك و ذمتك و جوارك و أمانك و سترك كان آمنا محفوظا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي ع

روي أنه دعا به يوم الجمل قبل الواقعة اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على حسن صنعك إلي و تعطفك علي و على ما وصلتني به من نورك و تداركتني به من رحمتك و أسبغت علي من نعمتك فقد اصطنعت مهج‏الدعوات ص : 95عندي يا مولاي ما يحق لك به جهدي و شكري لحسن عفوك و بلائك القديم عندي و تظاهر نعمائك علي و تتابع أياديك لدي لم أبلغ إحراز حظي و لا صلاح نفسي و لكنك يا مولاي بدأتني أولا بإحسانك فهديتني لدينك و عرفتني نفسك و ثبتني في أموري كلها بالكفاية و الصنع لي فصرفت عني جهد البلاء ]القضاء[ و منعت مني محذور الأشياء فلست أذكر منك إلا جميلا و لم أر منك إلا تفضيلا يا إلهي كم من بلاء و جهد صرفته عني و أريتنيه في غيري فكم من نعمة أقررت بها عيني و كم من صنيعة شريفة لك عندي إلهي أنت الذي تجيب عند الاضطرار دعوتي و أنت الذي تنفس عند الغموم كربتي و أنت الذي تأخذ لي من الأعداء بظلامتي فما وجدتك و لا أجدك بعيدا مني حين أريدك و لا منقبضا عني حين أسألك و لا معرضا عني حين أدعوك فأنت إلهي أجد صنيعك عندي محمودا و حسن بلائك عندي موجودا و جميع أفعالك عندي جميلا يحمدك لساني و عقلي و جوارحي و جميع ما أقلت الأرض مني يا مولاي أسألك بنورك الذي اشتققته من عظمتك و عظمتك التي اشتققتها من مشيتك و أسألك باسمك الذي علا أن تمن علي بواجب شكري نعمتك رب ما أحرصني على ما زهدتني فيه و حثثتني عليه إن لم تعني على دنياي بزهد و على آخرتي بتقواي هلكت ربي دعتني دواعي الدنيا من حرث النساء و البنين فأجبتها سريعا و ركنت إليها طائعا و دعتني دواعي الآخرة من الزهد و الاجتهاد فكبوت لها و لم أسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد و الهشيم البائد و السراب الذاهب عن قليل رب خوفتني و شوقتني و احتجبت علي فما خفتك حق خوفك و أخاف أن أكون قد تثبطت عن السعي لك و تهاونت بشي‏ء من احتجابك اللهم فاجعل في هذه الدنيا سعيي لك و في طاعتك و املأ قلبي خوفك و حول تثبيطي و تهاوني و تفريطي و كلما مهج‏الدعوات ص : 96أخافه من نفسي فرقا منك و صبرا على طاعتك و عملا به يا ذا الجلال و الإكرام و اجعل جنتي من الخطايا حصينة و حسناتي مضاعفة فإنك تضاعف لمن تشاء اللهم اجعل درجاتي في الجنان رفيعة و أعوذ بك ربي من رفيع المطعم و المشرب و أعوذ بك من شر ما أعلم و من شر ما لا أعلم و أعوذ بك من الفواحش كلها ما ظهر منها و ما بطن و أعوذ بك ربي أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري أو السفه بالحلم أو الجزع بالصبر أو الضلالة بالهدى أو الكفر بالإيمان يا رب من علي بذلك فإنك تتولى الصالحين و لا تضيع أجر المحسنين و الحمد لله رب العالمين

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

 عند ابتداء القتال يوم صفين من كتاب صفين لعبد العزيز الجلوذي من أصحابنا رحمه الله قال فلما رجفوا باللواء قال علي ص بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إياك نعبد و إياك نستعين يا الله يا رحمان يا رحيم يا أحد يا صمد يا إله محمد إليك نقلت الأقدام و أفضت القلوب و شخصت الأبصار و مدت الأعناق و طلبت الحوائج و رفعت الأيدي اللهم افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين ثم قال لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاثا

و من ذلك في رواية من كتاب الجلوذ

 قال كان علي بن أبي طالب ع إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله حتى يركب ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون الحمد الله على نعمة علينا و فضله العظيم عندنا ثم يستقبل القبلة ببغلة رسول الله ص و يرفع يديه و مهج‏الدعوات ص : 97يدعو الدعاء الأول و فيه تقديم و تأخير

فصل

 وجدت في كتاب آخر قالبه نصف ثمن الورقة بخط ابن الباقلاني المتكلم النحوي مناما بغير خطه هذا لفظه

 حدثني السيد الأجل الأوحد العالم مؤيد الدين شرف القضاة عبد الملك أدام الله علوه أنه كان مريضا فجاء أمير المؤمنين ع و كأنه قد نزل من الهواء فأراد أن يسأله الدعاء لكونه مريضا فلم يسأله و قال له الشفاء و أمر يده على ذراعه الأيمن ثم قال له قل ثلاث مرات يحفظك الله بها قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إذا قلت الَّذِينَ الآية قال الله تعالى فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ و إذا قلت أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ قال الله تعالى فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ و إذا قلت ما يَفْتَحِ اللَّهُ الآية فهذا الإيمان التام هذا تفسير أمير المؤمنين ص أقول أنا و قد سقط تفسير أمير المؤمنين تمام الآية الأخيرة

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم الهرير بصفين

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء قال حدثنا محمد بن عبد الله المسمعي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم و حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن محمد بن الحسن بن ميمون عن عبد الله عبد الرحمن عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول عن أبي عبد الله ع قال

 مهج‏الدعوات ص : 98دعا أمير المؤمنين ع

 يوم الهرير حين اشتد على أوليائه الأمر دعاء الكرب من دعا به و هو في أمر قد كربه و غمه نجاه الله منه و هو اللهم لا تحبب إلى ما أبغضت و لا تبغض إلى ما أحببت اللهم إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك أو أرد قضاءك أو أعدو قولك أو أناصح أعداءك أو أعدو أمرك فيهم اللهم ما كان من عمل أو قول يقربني من رضوانك و يباعدني من سخطك فصبرني له و احملني عليه يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و يقينا صادقا و إيمانا خالصا و جسدا متواضعا و ارزقني منك حبا و أدخل قلبي منك رعبا اللهم فإن ترحمني فقد حسن ظني بك و إن تعذبني فبظلمي و جوري و جرمي و إسرافي على نفسي فلا عذر لي إن اعتذرت و لا مكافاة أحتسب بها اللهم إذا حضرت الآجال و نفدت الأيام و كان لا بد من لقائك فأوجب لي من الجنة منزلا يغبطني به الأولون و الآخرون لا حسرة بعدها و لا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلا اللهم ألبسني خشوع الإيمان بالعز قبل خشوع الذل في النار أثني عليك رب أحسن الثناء لأن بلاءك عندي أحسن البلاء اللهم فأذقني من عونك و تأييدك و توفيقك و رفدك و ارزقني شوقا إلى لقائك و نصرا في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي و اعزم لي على أرشد أموري فقد ترى موقفي و موقف أصحابي و لا يخفى عليك شي‏ء من أمري اللهم إني أسألك النصر الذي نصرت به رسولك و فرقت به بين الحق و الباطل حتى أقمت به دينك و أفلجت به حجتك يا من مهج‏الدعوات ص : 99هو لي في كل مقام

و ذكر سعد بن عبد الله أن هذا الدعاء دعا به علي ص قبل رفع المصاحف الشريفة ثم قال ما معناه إن إبليس صرخ صرخة سمعها بعض العسكر يشير على معاوية و أصحابه برفع المصاحف الجليلة للحيلة فأجابه الخوارج لمعاوية إلى شبهاته فرفعوها فاختلف أصحاب أمير المؤمنين علي ع كما اختلفوا في طاعة رسول الله ص في حياته فدعا ع فقال اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء و من شماتة الأعداء اللهم اغفر لي ذنبي و زك عملي و اغسل خطاياي فإني ضعيف إلا ما قويت و اقسم لي حلما تسد به باب الجهل و علما تفرج به الجهلات و يقينا تذهب به الشك عني و فهما تخرجني به من الفتن المعضلات و نورا أمشي به في الناس و أهتدي به في الظلمات اللهم أصلح لي سمعي و بصري و شعري و بشري و قلبي صلاحا باقيا تصلح بها ما بقي من جسدي أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب اللهم إني أسألك أي عمل كان أحب إليك و أقرب لديك أن تستعملني فيه أبدا ثم لقني أشرف الأعمال عندك و آتني فيه قوة و صدقا و جدا و عزما منك و نشاطا ثم اجعلني أعمل ابتغاء وجهك و معاشه في ما أتيت صالحي عبادك ثم اجعلني لا أشتري به ثمنا قليلا و لا أبتغي به بدلا و لا تغيره في سراء و لا ضراء و لا كسلا و لا نسيانا و لا رياء و لا سمعة حتى تتوفاني عليه و ارزقني أشرف القتل في سبيلك أنصرك و أنصر رسولك أشتري الحياة الباقية بالدنيا و أغنني ]و أعني[ بمرضاة من عندك اللهم و أسألك قلبا سليما ثابتا حافظا ]حفيظا[ منيبا يعرف المعروف فيتبعه و ينكر المنكر فيجتنبه لا فاجرا و لا شقيا و لا مرتابا يا باسط اليدين بالرحمة يا من سبقت رحمته غضبه أسألك أن تجعل حياتي زيادة لي في كل خير و اجعل مهج‏الدعوات ص : 100الوفاة نجاة لي من كل شر و اختم لي عملي بالشهادة يا عدتي في كربتي و يا صاحبي في حاجتي و وليي في نعمتي و أسألك أن ترزقني شكر نعمتك و صبرا على بليتك و رضى بقدرتك و تصديقا بوعدك و حفظا لوصيتك و ورعا عن محارمك و توكلا عليك و اعتصاما بحبلك و تمسكا بكتابك و معرفة بحقك و قوة في عبادتك و نشاطا لذكرك ما استعمرتني في أرضك فإذا كان ما لا بد منه الموت فاجعل ميتتي قتلا في سبيلك بيد شر خلقك و اجعل مصيري في الأحياء المرزوقين عندك في دار الحيوان اللهم اجعل النور في بصري و اليقين في قلبي و خوفك في نفسي و ذكرك على لساني اللهم اجعل رغبتي في مسألتي إياك رغبة أوليائك في مسائلهم و اجعل رهبتي إياك في استجارتي من عذابك رهبة أوليائك اللهم و استعملني في مرضاتك و طاعتك عملا لا أترك شيئا من مرضاتك و طاعتك مخافة أحد من خلقك دونك اللهم ما آتيتني من خير فأتني معه شكرا يحدث لي به ذكرا و أحسن لي به ذخرا و ما زويت عني من عطاء و آتيتني عنه غنا فاجعل لي فيه أجرا و آتني عليه صبرا اللهم سد فقري في الدنيا و لا تلهني عن عبادتك و لا تنسني ذكرك و لا تقصر رغبتي في ما عندك اللهم إني أعوذ بك من الغم و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و سوء الخلق و ضلع الدين و غلبة الرجال و غلبة العدو و توالي الأيام و من شر ما يعمل الظالمون في الأرض و بلية لا أستطيع عليها صبرا و أعوذ بك من كل شي‏ء زحزح بيني و بينك أو باعد منك أو صرف عني وجهك أو نقص من حظي عندك و أعوذ بك أن تحول خطاياي أو ظلمي أو إسرافي على نفسي و اتباع هواي و استعمال شهوتي دون رحمتك و برك و فضلك و بركاتك و موعودك على نفسك اللهم إني أعوذ بك

 مهج‏الدعوات ص : 101من صاحب سوء في المغيب و المحضر فإن قلبه يرعاني و عيناه تبصراني و أذناه تسمعاني إن رأى حسنة أطفأها ]أخفاها[ و إن رأى سيئة أبداها و أعوذ بك من طمع يدني إلى طبع و أعوذ بك من ضلالة ترديني و من فتنة تعرض لي و من خطيئة لا توبة معها و من منظر سوء في الأهل و المال و الولد و عند غضاضة الموت و أعوذ بك من الكفر و الشك و البغي و الحمية و الغضب و أعوذ بك من غنى يطغيني و من فقر ينسيني و من هوى يرديني و من عمل يخزيني و من صاحب يغويني اللهم إني أعوذ بك من شر يوم أوله فزع و آخره جزع تسود فيه الوجوه و تجف فيه الأكباد و أعوذ بك أن أعمل ذنبا محبطا لا تغفره أبدا و من ذنب يمنع خير الآخرة و من أمل يمنع خير العمل و من حيوة تمنع خير الممات و أعوذ بك من الجهل و الهزل و من شر القول و الفعل و من سقم يشغلني و من صحة تلهيني و أعوذ بك من التعب و النصب و الوصب و الضيق و الضنك و الضلالة و الغائلة و الذلة و المسكنة و الرياء و السمعة و الندامة و الحزن و الخشوع و البغي و الفتن و من جميع الآفات و السيئات و بلاء الدنيا و الآخرة و أعوذ بك من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و أعوذ بك من وسوسة الأنفس مما تحب من القول و الفعل و العمل اللهم إني أعوذ بك من الجن و الإنس و الحس و اللبس و من طوارق الليل و النهار و أنفس الجن و أعين الإنس اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر لساني و من شر سمعي و من شر بصري و أعوذ بك من نفس لا تشبع و من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و صلاة لا ترفع ]لا تقبل[ اللهم لا تجعلني في شي‏ء من عذابك و لا تردني في ضلالة اللهم إني أعوذ بك بشدة ملكك و عزة قدرتك و عظمة سلطانك من شر خلقك أجمعين ثم قال أبو عبد الله ع هذا الدعاء هو لكل أمر مهم شديد و كرب و هو دعاء لا يرد من دعا به إن شاء الله تعالى

 مهج‏الدعوات ص : 102دعاء آخر لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم صفين

 وجدناه و رويناه من كتاب الدعاء و الذكر تصنيف الحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله بإسناده عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال كان من دعاء أمير المؤمنين علي ص يوم صفين اللهم رب هذا السقف المرفوع المكفوف المحفوظ الذي جعلته مغيض الليل و النهار و جعلت فيها مجاري الشمس و القمر و منازل الكواكب و النجوم و جعلت ساكنه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة و رب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للناس و الأنعام و الهوام و ما نعلم و ما لا نعلم مما يرى و مما لا يرى من خلقك العظيم و رب الجبال التي جعلتها للأرض أوتادا و للخلق متاعا و رب البحر المسجور المحيط بالعالم و رب السحاب المسخر بين السماء و الأرض و رب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس إن أظفرتنا على عدونا فجنبنا الكبر و سددنا للرشد و إن أظفرتهم علينا فارزقنا الشهادة و اعصم بقية أصحابي من الفتنة

و هذا آخر الدعاء و كان فيه أظفرتنا و أظفرتهم و لعلها أظهرتنا و أظهرتهم لأجل أنه قال بعدهما علي و لو كانت أظفرتنا كانت بعدها بأعدائنا و إن كانت حروف الخفض يقوم بعضها مقام بعض رأيت في آخر مجموع لأحمد بن الحسين بن سليمان ما هذا لفظه

من دعاء النبي ص

اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك أو أذل في عزك أو أضام في سلطانك أو أضطهد و الأمر إليك اللهم إني أعوذ مهج‏الدعوات ص : 103بك أن أقول زورا أو أغشى فجورا أو أكون بك مغرورا

 و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي ع في صفين وجدته في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم و الأحزان لأحمد بن داود النعماني قال ابن عباس قلت لأمير المؤمنين ع ليلة صفين أ ما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا فقال و قد راعك هذا قلت نعم فقال اللهم إني أعوذ بك أن أضام في سلطانك اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك اللهم إني أعوذ بك أن أغلب و الأمر إليك

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا علي ص علمه لأويس القرني

و هو غير الذي ذكرناه في كتاب السعادة و غير الذي ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي

 و حدثنا موسى بن زيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب ع قال من دعا بهذه الدعوات استجاب الله له و قضى جميع حوائجه و قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا إن من بلغ إليه الجوع و العطش ثم قام و دعا بهذه الأسماء أطعمه الله و سقاه و لو أنه دعا بهذه الأسماء على جبل بينه و بين موضع يريده لاتسع الجبل حتى يسلك فيه إلى أين يريد و إن دعا بها إلى مجنون أفاق من جنونه و إن دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها هون الله عز و جل عليها ولادتها قال و الذي بعثني بالحق نبيا إن من دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر الله له لكل ذنب بينه و بين الله و لو أن رجلا دخل على السلطان لخلصه الله من شره و من دعا بها عند منامه فيذهب النوم و هو يدعو بها بعث الله جل ذكره بكل حرف منه سبعين ألف ملك من الروحانية وجوههم أحسن من الشمس سبعين ألف مرة يستغفرون الله و يدعون له و يكتبون له الحسنات و من دعا بها و قد ارتكب الكبائر غفرت له الذنوب كلها و إن مات من ليلته مات شهيدا ثم قال لي يا أبا عبد الله غفر له و لأهل بيته و لمؤذن مسجده و لإمامه المتخير الدعاء يا سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الطاهر المطهر القاهر مهج‏الدعوات ص : 104القادر المقتدر يا من ينادي من كل فج عميق بألسنة شتى و لغات مختلفة و حوائج أخرى يا من لا يشغله شأن عن شأن أنت الذي لا تغيرك الأزمنة و لا تحيط بك الأمكنة و لا تأخذك نوم و لا سنة يسر لي ما أخاف عسره و فرج لي من أمري ما أخاف كربه و سهل لي من أمري ما أخاف حزنه سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت و الحمد لله رب العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على نبيه محمد و آله و سلم تسليما

و من ذلك دعاء آخر لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص علمه أيضا لأويس القرني

 حدث أبو عبد الله الدنيلي ]الديملي[ يرفع الحديث إلى أويس القرني عن أمير المؤمنين ص قال قال رسول الله صلى الله عليه و على أهل بيته ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلا استجاب الله له و حلف النبي ص دفعات كثيرة أنه لو دعي به على ماء جار لسكن و لو دعا به رجل قد بلغ به الجوع و العطش لأطعمه الله و سقاه و لو دعي به على جبل أن يزول من موضعه لزال و لو دعا به لامرأة قد عسر عليها ولادتها لسهل الله عليها ولادتها و لو دعا به رجل في مدينة و المدينة تحترق و منزله في وسطه لنجا و لم يحترق منزله و لو دعا به رجل أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كل ذنب بينه و بين الآدميين و ما دعا به مغموم أو مهموم إلا فرج الله عنه و ما دعا به رجل على سلطان جائر إلا استجاب الله تعالى له فيه و له شرح طويل اقتصرنا منه

الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى غيرك أسألك يا أمان الخائفين و جار المستجيرين أنت الفتاح ذو الخيرات مقيل العثرات ماحي السيئات و كاتب الحسنات و رافع الدرجات أسألك بأفضل المسائل كلها و أنجحها التي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلا بها يا الله يا رحمان و بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا و نعمك التي لا تحصى و بأكرم أسمائك عليك و أحبها إليك و أشرفها عندك منزلة و أقربها منك وسيلة مهج‏الدعوات ص : 105و أجزلها مبلغا و أسرعها منك إجابة و باسمك المخزون الجليل الأجل العظيم الذي تحبه و ترضاه و ترضى عن من دعاك به فاستجبت دعائه و حق عليك ألا تحرم سائلك و بكل اسم هو لك في التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و بكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا و بكل اسم دعاك به حملة عرشك و ملائكتك و أصفياؤك من خلقك و بحق السائلين لك و الراغبين إليك و المتعوذين بك و المتضرعين لديك و بحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر أو سهل أو جبل أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته و عظم جرمه و أشرف على الهلكة و ضعفت قوته و من لا يثق بشي‏ء من عمله و لا يجد لذنبه غافرا غيرك و لا لسعيه ]لسغبه[ سواك هربت منك إليك معترفا غير مستنكف و لا مستكبر عن عبادتك يا أنس كل فقير مستجير أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم أنت الرب و أنا العبد و أنت المالك و أنا المملوك و أنت العزيز و أنا الذليل و أنت الغني و أنا الفقير و أنت الحي و أنا الميت و أنت الباقي و أنا الفاني و أنت المحسن و أنا المسي‏ء و أنت الغفور و أنا المذنب و أنت الرحيم و أنا الخاطي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت القوي و أنا الضعيف و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الأمين و أنا الخائف و أنت الرازق و أنا المرزوق و أنت أحق من شكوت إليه و استغثت به و رجوته لأنك كم من مذنب قد غفرت له و كم من مسي‏ء قد تجاوزت عنه فاغفر لي و تجاوز عني و ارحمني و عافني مما نزل بي و لا تفضحني بما جنيته على نفسي و خذ بيدي و بيد والدي و ولدي و ارحمنا برحمتك يا ذا الجلال و الإكرام

و من ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين علي ع المعروف بدعاء اليماني

 أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط قال أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال حدثنا أبو القاسم عبد الواحد ]عبد الله[ بن يونس الموصلي بحلب قال حدثنا علي بن محمد بن مهج‏الدعوات ص : 106أحمد العلوي المعروف بالمستنجد قال حدثنا أبو الحسن الكاتب قال حدثنا عبد الرحمن بن علي بن زياد قال قال عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص ذات يوم إذ دخل الحسن بن علي ع فقال يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك قال له ائذن له فدخل رجل جسيم وسيم له منظر رائع و طرف فاضل فصيح اللسان عليه لباس الملوك فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته إني رجل من أقصى بلاد اليمن و من أشراف العرب ممن انتسب إليك و قد خلفت ورائي ملكا عظيما و نعمة سابغة و إني لفي غضارة من العيش و خفض من الحال و ضياع ناشئة و قد عجمت الأمور و دربتني الدهور و لي عدو مشح و قد أرهقني و غلبني بكثرة نفيره و قوة نصيره و تكاثف جمعه و قد أعيتني فيه الحيل و إني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني آت فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله و خيرته و صفوته من خلقه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ص ففيه اسم الله عز و جل فادع به على عدوك المناصب لك فانتبهت يا أمير المؤمنين و لم أعوج على شي‏ء حتى شخصت نحوك في أربع مائة عبد إني أشهد الله و أشهد رسوله و أشهدك أنهم أحرار قد أعتقتهم لوجه الله جلت عظمته و قد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق و بلد شاسع قد ضؤل جرمي و نحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك و بحق الأبوة و الرحم الماسة علمني الدعاء الذي رأيت في منامي و هتف بي أن أرحل فيه إليك فقال مولانا أمير المؤمنين ص نعم أفعل ذلك إن شاء الله و دعا بدواة و قرطاس و كتب له هذا الدعاء و هو بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي يا غفور يا شكور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و ما

 مهج‏الدعوات ص : 107وصل إلى من فضلك السابغ و ما أوليتني به من إحسانك إلي و بوأتني به من مظنة العدل و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى ]حين[ أناجيك داعيا و أدعوك مضاما و أسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في الأمور ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين منذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما أقدم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع الآفات و المصائب في اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء و مصروف جهد القضاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمتك عندي متصلة و سوابق لم تحقق خداري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت إحضاري و شفيت أمراضي و أوصابي و عافيت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني مئونة من عاداني فحمدي لك واصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك و مرضيا لك بيانع ]بنايع[ التوحيد و إمحاض التمجيد بطول التعديد و مزية أهل المزيد لم تغن في قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعلم لك مائية فتكون للأشياء المختلفة مجانسا و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز و لأخرقت الأوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في عظمتك فلا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفكر و لا ينتهي إليك نظر ناظر في مجد جبروتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينقص لا أحد حضرك حين برأت النفوس كلت الأوهام عن تفسير صفتك و انحسرت العقول عن كنه عظمتك و كيف توصف و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها مهج‏الدعوات ص : 108سواك

حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير فتواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لك و انقاد كل شي‏ء لعظمتك و استسلم كل شي‏ء لقدرتك و خضعت لك الرقاب و كل دون ذلك تجير اللغات و ضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهورا و تفكره متحيرا اللهم فلك الحمد متواترا متواليا متسقا مستوثقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في المعالم و لا منتقص في العرفان و لك الحمد ما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر و الصبح إذا أسفر و في البراري و البحار و الغدو و الآصال و العشي و الأبكار و في الظهائر و الأسحار اللهم بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة و جعلتني منك في ولاية العصمة فلم أبرح في سبوغ نعمائك و تتابع آلائك محفوظا لك في المنعة و الدفاع محوطا بك في مثواي و منقلبي و لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاعتي و ليس شكري و إن أبلغت في المقال و بالغت في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكافيا لفضلك لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب و لا تغيب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي بكل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد الحامدين و توحيد أصناف المخلصين و تقديس أجناس العارفين و ثناء جميع المهللين و مثل ما أنت به عارف من جميع خلقك من الحيوان و أرغب إليك في رغبة ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلفتني به من حقك و أعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا مهج‏الدعوات ص : 109و أعطيتني من رزقك اعتبارا و فضلا و سألتني منه يسيرا صغيرا و أعفيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلاءك مع ما أوليتني من العافية و سوغت من كرائم النحل و ضاعفت لي الفضل مع ما أودعتني من المحجة الشريفة و يسرت لي من الدرجة الرفيعة العالية و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوه و أفضلهم شفاعة محمد صلى الله عليه و آله اللهم فاغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحقه إلا عفوك و لا يكفره إلا فضلك و هب لي في يومي يقينا تهون علي به مصيبات الدنيا و أحزانها بشوق إليك و رغبة فيما عندك و اكتب لي عندك المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به على فإنك أنت الله الواحد الرفيع البدي‏ء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع أشهد أنك ربي و رب كل شي‏ء فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة العلي الكبير اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد و الشكر على نعمتك أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد بك أصول على الأعداء و بك أرجو ولاية الأحباء مع ما لا أستطيع إحصاءه و لا تعديده من عوائد فضلك و طرف رزقك و ألوان ما أوليت من إرفادك فإنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق رفدك الباسط بالجود يدك و لا تضاد في حكمك و لا تنازع في أمرك تملك من الأنام ما تشاء و لا يملكون إلا ما تريد قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أنت المنعم المفضل الخالق البارئ القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالمجد و العز و تعظمت

 مهج‏الدعوات ص : 110بالكبرياء و تغشيت بالنور و البهاء و تجللت بالمهابة و السناء لك المن القديم و السلطان الشامخ و الجود الواسع و القدرة المقتدرة جعلتني من أفضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان في بدني و لم تمنعك كرامتك إياي و حسن صنيعك عندي و فضل إنعامك علي إن وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها فجعلت لي سمعا يسمع آياتك و فؤادا يعرف عظمتك و أنا بفضلك حامد و بجهد يقيني لك شاكر و بحقك شاهد فإنك حي قبل كل حي و حي بعد كل حي و حي لم ترث الحياة من حي و لم تقطع خيرك عني طرفة عين في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النقم و لم تغير علي دقائق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلا عفوك و إجابة دعائي حين رفعت رأسي بتحميدك و تمجيدك و في قسمة الأرزاق حين قدرت فلك الحمد عدد ما حفظه علمك و عدد ما أحاطت به قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت فيما مضى فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تمجيدك و تحميدك و تهليلك و تكبيرك و تعظيمك و بنورك و رأفتك و رحمتك و علوك و جمالك و جلالك و بهائك و سلطانك و قدرتك و بمحمد و آله الطاهرين ألا تحرمني رفدك و فوائدك فإنه لا يعتريك لكثرة ما يتدفق به عوائق البخل و لا ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك و لا تفنى خزائن مواهبك النعم و لا تخاف ضيم إملاق فتكدى و لا يلحقك خوف عدم فينقص فيض فضلك اللهم ارزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا و لسانا ذاكرا و لا تؤمني مكرك و لا تكشف عني سترك و لا تنسني ذكرك و لا تباعدني من جوارك و لا تقطعني من رحمتك و لا تؤيسني من روحك و كن لي أنيسا من كل وحشة و اعصمني من كل هلكة و نجني من كل بلاء فإنك لا تخلف الميعاد اللهم ارفعني و لا تضعني و زدني و لا تنقصني و ارحمني و لا تعذبني و انصرني و لا تخذلني و آثرني و لا تؤثر علي و صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا قال ابن عباس رضي الله عنه ثم قال مهج‏الدعوات ص : 111له انظر إن حفظ لك و لا بد عن قراءته يوما واحدا فإني أرجو أن توافي بلدك و قد أهلك الله عدوك فإني سمعت رسول الله ص يقول لو أن رجلا قرأ هذا الدعاء بنية صادقة و قلب خاشع ثم أمر الجبال أن تسير معه لسارت و على البحر لمشى عليه و خرج الرجل إلى بلاده فورد كتابه على مولانا أمير المؤمنين ص بعد أربعين يوما إن الله قد أهلك عدوه حتى أنه لم يبق في ناحيته رجل فقال مولانا أمير المؤمنين ص قد علمت ذلك و لقد علمنيه رسول الله ص و ما استعسر علي أمر إلا استيسر به

و من ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص

الحمد لله أول محمود و آخر معبود و أقرب موجود البدي‏ء بلا معلوم لأزليته و لا آخر لأوليته و الكائن قبل الكون بغير كيان و الموجود في كل مكان بغير عيان و القريب من كل نجوى بغير تدان علنت عنده الغيوب و ضلت في عظمته القلوب فلا الأبصار تدرك عظمته و لا القلوب على احتجابه تنكر معرفته تمثل في القلوب بغير مثال تحده الأوهام أو تدركه الأحلام ثم جعل من نفسه دليلا على تكبره عن الضد و الند و الشكل و المثل فالوحدانية آية الربوبية و الموت الآتي على خلقه مخبر عن خلقه و قدرته ثم خلقهم من نطفة و لم يكونوا شيئا دليل على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم كما خلقهم أول مرة و الحمد لله رب العالمين الذي لم يضره بالمعصية المتكبرون و لم ينفعه بالطاعة المتعبدون الحليم على الجبابرة المدعين و الممهل الزاعمين له شريكا في ملكوته الدائم في سلطانه بغير أمد و الباقي في ملكه بعد انقضاء الأبد و الفرد الواحد الصمد و المتكبر عن الصاحبة و الولد رافع السماء بغير عمد و مجري السحاب بغير صفد قاهر الخلق بغير عدد لكن الله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد مهج‏الدعوات ص : 112و لم يكن له كفوا أحد و الحمد لله الذي لم يخل من فضله المقيمون على معصيته و لم يجازه لأصغر نعمه المجتهدون في طاعته الغني الذي لا يضن برزقه على جاهده و لا ينقص عطاياه أرزاق خلقه خالق الخلق و مفنيه و معيده و مبديه و معافيه ]معاقبته[ عالم ما أكنته السرائر و أخبته الضمائر و اختلفت به الألسن و أنسته الأزمن الحي الذي لا يموت و القيوم الذي لا ينام و الدائم الذي لا يزول و العدل الذي لا يجور و الصافح عن الكبائر بفضله و المعذب من عذب بعدله لم يخف الفوت فحلم و علم الفقر إليه فرحم و قال في محكم كتابه وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ أحمده حمدا أستزيده في نعمته و أستجير به من نقمته و أتقرب إليه بالتصديق لنبيه المصطفى لوحيه المتخير لرسالته المختص بشفاعته القائم بحقه محمد صلى الله عليه و آله و على أصحابه و على النبيين و المرسلين و الملائكة أجمعين و سلم تسليما إلهي درست الآمال و تغيرت الأحوال و كذبت الألسن و أخلفت العدة إلا عدتك فإنك وعدت مغفرة و فضلا اللهم صل على محمد و آل محمد و أعطني من فضلك و أعذني من الشيطان الرجيم سبحانك و بحمدك ما أعظمك و أحلمك و أكرمك وسع بفضلك حلمك تمرد المستكبرين و استغرقت نعمتك شكر الشاكرين و عظم حلمك عن إحصاء المحصين و جل طولك عن وصف الواصفين كيف لو لا فضلك حلمت عمن خلقته من نطفة و لم يك شيئا فربيته بطيب رزقك و أنشأته في تواتر نعمتك و مكنت له في مهاد أرضك و دعوته إلى طاعتك فاستنجد على عصيانك بإحسانك و جحدك و عبد غيرك في سلطانك كيف لو لا حلمك أمهلتني و قد شملتني بسترك و أكرمتني بمعرفتك و أطلقت لساني بشكرك و هديتني السبيل إلى طاعتك و سهلتني المسلك إلى كرامتك و أحضرتني سبيل قربتك فكان جزاؤك مني إن كافأتك عن الإحسان بالإساءة حريصا على

 مهج‏الدعوات ص : 113ما أسخطك متنقلا فيما أستحق به المزيد من نقمتك سريعا إلى ما أبعد من رضاك مغتبطا بعزة الأمل معرضا عن زواجر الأجل لم يقنعني حلمك عني و قد أتاني توعدك بأخذ القوة مني حتى دعوتك على عظيم الخطيئة أستزيدك في نعمتك غير متأهب لما قد أشرفت عليه من نقمتك مستبطئا لمزيدك و متسخطا لميسور رزقك مقتضيا جوائزك بعمل الفجار كالمراصد رحمتك بعمل الأبرار مجتهدا أتمني عليك العظائم كالمدل الأمن من قصاص الجرائم فإنا لله و إنا إليه راجعون مصيبة عظم زرئها و جل عقابها بل كيف لو لا أملي و وعدك الصفح عن زللي أرجو إقالتك و قد جاهرتك بالكبائر مستخفيا عن أصاغر خلقك فلا أنا راقبتك و أنت معي و لا راعيت حرمة سترك علي بأي وجه ألقاك و بأي لسان أناجيك و قد نقضت العهود و الإيمان بعد توكيدها و جعلتك علي كفيلا ثم دعوتك مفتحما في الخطيئة فأجبتني و دعوتني و إليك فقري فلم أجب فوا سوأتاه و قبح صنيعاه أية جرأة تجرأت و أي تعزير عزرت نفسي سبحانك فبك أتقرب إليك و بحقك أقسم و منك أهرب إليك بنفسي استخففت عند معصيتي لا بنفسك و بجهلي اغتررت لا بحلمك و حقي أضعت لا عظيم حقك و نفسي ظلمت و لرحمتك الآن رجوت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و تضرعت فارحم إليك فقري و فاقتي و كبوتي لحر وجهي و حيرتي في سوأة ذنوبي إنك أرحم الراحمين يا أسمع مدعو و خير مرجو و أحلم مغض و أقرب مستغاث أدعوك مستغيثا استغاثة المتحير المستيئس من إغاثة خلقك فعد بلطفك على ضعفي و اغفر بسعة رحمتك كبائر ذنوبي و هب لي عاجل صنعك إنك أوسع الواهبين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يا الله يا أحد يا الله يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد اللهم أعيتني المطالب و ضاقت علي المذاهب و أقصاني الأباعد و ملني الأقارب و أنت الرجاء إذا انقطع الرجاء و المستعان مهج‏الدعوات ص : 114إذا عظم البلاء و اللجأ في الشدة و الرخاء فنفس كربة نفس إذا ذكرها القنوط مساويها أيئست من رحمتك و لا تؤيسني من رحمتك يا أرحم الراحمين

دعاء اليماني برواية أخرى

 يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاوس مؤلف هذا الكتاب وجدت الدعاء المعروف بدعاء اليماني برواية فيها زيادات و اختلاف لما قدمناه من الروايات فأحببت الاستظهار في حفظ الدعاء المذكور بروايتين معا و هذا لفظ ما وجدناه

 حدثنا الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن البساط قراءة عليه قال حدثنا المغيرة بن عمرو بن الوليد العزرمي المكي بمكة قراءة عليه قال حدثنا أبو سعيد مفضل بن محمد الحسيني قراءة عليه قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعي و محمد بن يحيى بن أبي عمر العبدي قال حدثنا فضيل بن عياض عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس قال كنت ذات يوم جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص نتذاكر فدخل ابنه الحسن ص فقال يا أمير المؤمنين بالباب فارس يطلب الإذن عليك قد سطع منه رائحة المسك و العنبر فقال ائذن له فدخل رجل جسيم وسيم حسن الوجه و الهيئة عليه لباس الملوك فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته فقال علي ع و عليك السلام ثم أدناه و قربه فقال يا أمير المؤمنين إني صرت إليك و من أقصى بلاد اليمن و أنا رجل من أشراف العرب و ممن ينتسب و قد خلفت ورائي مملكة عظيمة و نعمة سابغة و ضياعا ناشية و إني لفي غضارة من العيش و خفض من الحال و بإزائي عدو يريد المزايلة و المغالبة على نعمتي همته التحصن و المخاتلة لي و قد يسر لمحاربتي و مناوشتي منذ حجج و أعوام و قد أعيتني فيه الحيلة و كنت يا أمير المؤمنين نمت ليلة فهتف بي هاتف أن قم و ارحل إلى خليفة الله أمير المؤمنين مهج‏الدعوات ص : 115علي بن أبي طالب ع و أسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه رسول الله ص ففيه اسم الله الأعظم و كلمات الله التامات فإنك تستحق به من الله عز و جل الإجابة و النجاة من عدوك هذا المناصب لك فلما انتبهت لم أتمالك و لا عوجت على شي‏ء حتى شخصت نحوك في أربعمائة عبد و إني أشهد الله عز و جل و أشهدك أني قد أعتقتهم لوجه الله عز و جل فإنهم أحرار و قد أزلت عنهم الرق و الملكة و قد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع و موضع شاحط و فج عميق قد تضال في البلد بدني و نحل فيه جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بحق الأبوة و الرحم الماسة و علمني هذا الدعاء الذي رأيت في نومي أن أرتجل فيه إليك فقال نعم ثم دعا بدواة و قرطاس فكتب فيه و كتبت أنا أيضا و هو هذا الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و صلى الله على خاتم النبيين و على أهل بيته أجمعين اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب الرغائب و أوصل إلي من فضائل الصنائع و ما أوليتني به من إحسانك و بوأتني من مظنة الصدق و أنلتني به من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حين أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا حتى أرجوك و أجدك في المواضع كلها لي جابرا و في الأمور ناظرا و على الأعداء ناصرا و للذنوب ساترا لم أعدم فضلك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء و مصروف جهد القضاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك إلا التفصيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة لم تحقق حذاري و صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت إحضاري و شفيت أمراضي و عافيت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني

 مهج‏الدعوات ص : 116شنئان من عاداني فحمدي لك واصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك و مرضيا لك بناصع التحميد و إمحاض التمجيد بطول التعديد و إكذاب أهل التنديد لم تعن في قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و لا حزقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك حدودا في عظمتك و لم تعلم لك مائية فتكون للأشياء المختلفة مجانسا لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن لا ينتهي إليك نظر الناظر في مجد جبروتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك و علا عن ذلك كبير عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينقص لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ند حضرك حين برأت النفوس و كلت الألسن عن تفسير صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك و كيف توصف و أنت الجبار القدوس الذي لم يزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواك و لا هجمت العيون عليك فتدرك منك إنشاء و لا تهدي القلوب لصفتك و لا يبلغ العقول جلال عزتك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير فتواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذلة الاستكانة لك و انقاد كل شي‏ء لعظمتك و استسلم كل شي‏ء لقدرتك و خضعت لك الرقاب و كل دون ذلك تجير اللغات و ضل هنالك التدبير في تضاعيف الصفات فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا و تفكره متحيرا اللهم فلك الحمد متواترا متواليا متسقا مستوثقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في العالم و لا منتقص في العرفان و لك الحمد فيما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر و الصبح إذا أسفر و في البر و البحر و الغدو و الآصال و العشي و الأبكار و الظهيرة و الأسحار اللهم بتوفيقك قد أحضرتني النجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة و لم أبرح في سبوغ نعمائك مهج‏الدعوات ص : 117و تتابع آلائك محفوظا لك في المنعة و الدفاع لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاعتي فليس شكري و لو دأبت منه في المقال و بالغت في الفعال يبلغ أدنى حقك و لا مكاف فضلك لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب و لا تغيب عنك غائبة و لا تخفى في غوامض الولائج عليك خافية و لم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا شئت أن تقول كن فيكون اللهم فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد الحامدين و توحيد أصناف المخلصين و ثناء جميع المهللين و تقديس أحبائك العارفين و مثل ما أنت عارف و محمود به في جميع خلقك من الحيوان و أرغب إليك في بركة ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلفتني من حمدك و أعظم ما وعدتني على شكرك من ثوابه ابتداء للنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اعتبارا و فرضا و سألتني منه صغيرا و أعفيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلائك و جعلت بليتي العافية و وليتني بالبسطة و الرخاء و شرعت لي أيسر الفضل مع ما وعدتني من المحجة الشريفة و يسرت لي من الدرجة الرفيعة و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة و أفضلهم شفاعة محمد صلى الله عليه و آله و سلم اللهم فاغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحاه إلا عفوك و لا يكفره إلا فضلك و هب لي في يومي هذا يقينا يهون علي مصيبات الدنيا و أحزانها و شوقا إليك و رغبة فيما عندك و اكتب لي عندك المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به علي

 مهج‏الدعوات ص : 118فإنك أنت الله الواحد الرفيع البدي‏ء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن فضلك ممنع و أشهد أنك ربي و رب كل شي‏ء فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة العلي الكبير اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد و الشكر على نعمتك و أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد بك أصول على الأعداء و إياك أرجو الولاية للأحباء مع ما لا أستطيع إحصاءه و لا تعديده من فوائد فضلك و طرف رزقك و ألوان ما أوليتني من إرفادك فأنا مقر بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك لا تضاد في حكمك و لا تنازع في أمرك تملك من الأنام ما تشاء و لا يملكون إلا ما تريد أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت المجد بالعز و تعظمت العز بالكبرياء و تغشيت النور بالبهاء و تجللت البهاء بالمهابة لك المن القديم و السلطان الشامخ و الحول الواسع و القدرة المقتدرة إذ جعلتني من أفاضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني في نقصان في بدني ثم لم تمنعك كرامتك إياي و حسن صنيعك عندي و فضل نعمائك علي إذ وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها فجعلت لي سمعا يعقل آياتك و بصرا يرى قدرتك و فؤادا يعرف عطيتك فأنا لفضلك علي حامد و تحمده لك نفسي و بحقك شاهد لأنك حي قبل كل حي و حي بعد كل ميت و حي ترث الحياة لم تقطع عني خيرك في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النقم و لم تغير علي وثائق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلا عفوك عني و الاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي و أنطقت لساني بتحميدك و تمجيدك لا في تقديرك خطأ حين صورتني و لا في قسمة الأرزاق حين قدرت فلك الحمد عدد ما حفظه علمك و عدد ما أحاطت به قدرتك مهج‏الدعوات ص : 119و عدد ما وسعت رحمتك اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت إلي في ما مضى فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تمجيدك و تحميدك و تهليلك و تكبيرك و تعظيمك و تنويرك و رأفتك و رحمتك و علوك و حياطتك و وقائك و منك و جلالك و جمالك و بهائك و سلطانك و قدرتك ألا تحرمني رفدك و فوائد كرامتك فإنه لا يعتريك لكثرة ما يندفق من سيوب العطايا عوائق البخل و لا ينقص جودك التقصير في شكر نعمتك و لا يجم خزائنك المنع و لا يؤثر في جودك العظيم منحك الفائق الجليل و لا تخاف ضيم إملاق فتكدي و لا يلحقك خوف عدم فتقبض ]فتنقص[ فيض فضلك و ترزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا و لسانا ذاكرا و لا تؤمني مكرك و لا تكشف عني سترك و لا تنسني ذكرك و لا تنزع مني بركتك و لا تقطع مني رحمتك و لا تباعدني من جوارك و لا تؤيسني من روحك و كن لي أنيسا من كل وحشة و اعصمني من كل هلكة إنك لا تخلف الميعاد و صلى الله على محمد و آله الطاهرين فقال الرجل يا أمير المؤمنين حققت الظن و صدقت الرجاء و أديت حق الأبوة فجزاك الله جزاء المحسنين ثم قال يا أمير المؤمنين إني أريد أن أتصدق بعشرة آلاف دينار فمن المستحقون لذلك يا أمير المؤمنين قال أمير المؤمنين فرق ذلك في أهل الورع من حملة القرآن فما تزكوا الصنيعة إلا عند أمثالهم فيتقوون بها على عبادة ربهم و تلاوة كتابه فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير المؤمنين ص

و من ذلك الدعاء المفضل على كل دعاء

لأمير المؤمنين ص و كان يدعو به أمير المؤمنين ع و الباقر و الصادق ع و عرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمد بن عثمان قدس الله نفسه فقال ما مثل هذا الدعاء و قال قراءة هذا الدعاء من أفضل العبادة

و هو هذا اللهم مهج‏الدعوات ص : 120أنت ربي و أنا عبدك آمنت بك مخلصا لك على عهدك و وعدك ما استطعت أتوب إليك من سوء عملي و أستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها غيرك أصبح ذلي مستجيرا بعزتك و أصبح فقري مستجيرا بغناك و أصبح جهلي مستجيرا بحلمك و أصبحت قلة حيلتي مستجيرا بقدرتك و أصبح خوفي مستجيرا بأمانك و أصبح دائي مستجيرا بدوائك و أصبح سقمي مستجيرا بشفائك و أصبح حيني ]جبني[ مستجيرا بقضائك و أصبح ضعفي مستجيرا بقوتك و أصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك و أصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدائم الذي لا يبلى و لا يفنى يا من لا يواريه ليل داج و لا سماء ذات أبراج و لا حجب ذات أتراج ]ارتجاج[ و لا ماء ثجاج في قعر بحر عجاج يا دافع السطوات يا كاشف الكربات يا منزل البركات من فوق سبع سماوات أسألك يا فتاح يا نفاح يا مرتاح يا من بيده خزائن كل مفتاح أن تصلي على محمد و آل محمد الطاهرين الطيبين و أن تفتح لي من خير الدنيا و الآخرة و أن تحجب عني فتنة الموكل بي و لا تسلطه علي فيهلكني و لا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عني و لا تحرمني الجنة و ارحمني و توفني مسلما و ألحقني بالصالحين و اكفني بالحلال عن الحرام و الطيب عن الخبيث يا أرحم الراحمين اللهم خلقت القلوب على إرادتك و فطرت العقول على معرفتك فتململت الأفئدة من مخافتك و صرخت القلوب بالوله و تقاصر وسع قدر العقول عن الثناء عليك و انقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك و كلت الألسن عن إحصاء نعمك فإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك فهي تردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها فهي بالاقتدار على ما مكنتها تحمدك بما مهج‏الدعوات ص : 121أنهيت إليها و الألسن منبسطة بما تملي عليها و لك على كل من استعبدت من خلقك ألا يملوا من حمدك و إن قصرت المحامد عن شكرك على ما أسديت إليها من نعمك فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم ]حمد[ الحامدون و اعتصم برجاء عفوك المقصرون و أوجس بالربوبية لك الخائفون و قصد بالرغبة إليك الطالبون و انتسب إلى فضلك المحسنون و كل يتفيأ في ظلال تأميل عفوك و يتضاءل بالذل لخوفك و يعترف بالتقصير في شكرك فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك و لا عكوف من عكف على معصيتك إن أسبغت عليهم النعم و أجزلت لهم القسم و صرفت عنهم النقم و خوفتهم عواقب الندم و ضاعفت لمن أحسن و أوجبت على المحسنين شكر توفيقك للإحسان و على المسي‏ء شكر تعطفك بالامتنان و وعدت محسنهم بالزيادة في الإحسان منك فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك و انتسابه إليك و القوة عليه بك و الإحسان فيه منك و التوكل في التوفيق له عليك فلك الحمد حمد من علم أن الحمد لك و أن بدأه منك و معاده إليك حمدا لا يقصر عن بلوغ الرضا منك حمد من قصدك بحمده و استحق المزيد له منك في نعمه و لك مؤيدات من عونك و رحمة تخص بها من أحببت من خلقك و صل على محمد و آله و اخصصنا من رحمتك و مؤيدات لطفك بأوجبها للإقالات و أعصمها من الإضاعات و أنجاها من الهلكات و أرشدها إلى الهدايات و أوقاها من الآفات و أوفرها من الحسنات و أنزلها بالبركات و أزيدها في القسم و أسبغها للنعم و أسترها للعيوب و أغفرها للذنوب إنك قريب مجيب فصل على خيرتك من خلقك و صفوتك من بريتك و أمينك على وحيك بأفضل الصلوات و بارك عليه بأفضل البركات بما بلغ عنك من الرسالات و صدع بأمرك مهج‏الدعوات ص : 122و دعا إليك و أفصح بالدلائل عليك بالحق المبين حتى أتاه اليقين و صلى الله عليه في الأولين و صلى الله عليه في الآخرين و على آله و أهل بيته الطاهرين و اخلفه فيهم بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين بك يا أرحم الراحمين اللهم لك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرد لها دون النهايات فأية إرادة جعلتها إرادة لعفوك و سببا لنيل فضلك و استنزالا لخيرك فصل على محمد و أهل بيت محمد و صلها اللهم بدوام و ابدأها بتمام إنك واسع الحباء كريم العطاء مجيب النداء سميع الدعاء

و من ذلك دعاء جليل مروي عن أمير المؤمنين علي ع

 روى أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غالب قال حدثنا عبد الله بن أبي حبيبة و خليل بن سالم عن الحرث بن عمير عن جعفر بن محمد الصادق ع عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و على ذريته الطاهرين الطيبين المنتجبين و كثيرا قال علمني رسول الله صلى الله عليه و على أهل بيته هذا الدعاء و أمرني أن أحتفظ في كل ساعة لكل شدة و رخاء و أن أعلمه خليفتي من بعدي و أمرني أن لا أفارقه طول عمري حتى ألقى الله عز و جل غدا بهذا و قال قل لي حين تصبح و تمسي هذا الدعاء فإنه كنز من كنوز العرش قلت ما أقول قال قل هذا الدعاء الذي أنا ذاكره بعد تفسير ثوابه فلما فرغ النبي ص قال له أبي بن كعب الأنصاري فما لمن دعا بهذا الدعاء من الأجر و الثواب يا رسول الله فقال له اسكن يا أبي بن كعب الأنصاري يقطع منطق قول العلماء عما لصاحب هذا الدعاء عند الله عز و جل من المزيد و الكرامة قال بأبي أنت و أمي بين لنا و حدثنا ما ثواب هذا الدعاء فضحك رسول الله ص و قال إن ابن آدم حريص على منع سأخبركم ببعض ثواب هذا الدعاء أما صاحبه حين يدعو مهج‏الدعوات ص : 123الله عز و جل يتأثر عليه البر من مفرق رأسه من أعنان السماء إلى الأرض و ينزل الله عز و جل عليه السكينة و تغشاه الرحمة و لا يكون لهذا الدعاء منتهى دون عرش رب العالمين له دوي حول العرش كدوي النحل و ينظر الله عز و جل إلى من دعا بهذا الدعاء و من دعا به ثلاث مرات لا يسأل الله جل اسمه شيئا من الخير في الدنيا و الآخرة إلا أعطاه سؤله بهذا الدعاء و منحه إياه و ينجيه الله من عذاب القبر و يصرف الله عز و جل به عنه ضيق الصدر فإذا كان يوم القيامة وافى صاحب هذا الدعاء على نجية من درة بيضاء فيقوم بين يدي رب العالمين و يأمر الله عز و جل له بالكرامة كلها و يقول الله تبارك و تعالى عبدي تبوء من الجنة حيث تشاء مع ما له عند الله عز و جل من المزيد و الكرامة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلوب المخلوقين و لا ألسنة الواصفين فقال له سلمان الفارسي رحمه الله زدنا من ثواب هذا الدعاء جعلني الله فداك قال النبي صلى الله عليه و على أهل بيته الطاهرين و سلم تسليما يا أبا عبد الله و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذا الدعاء على مجنون لأفاق من جنونه من ساعته و لو دعي به عند امرأة قد عسر عليها الولد لسهل الله عليها خروج ولدها أسرع من طرفة عين و لو دعي بهذا الدعاء على عاق لوالديه لأصلحه الله لوالديه من ساعته نعم يا سلمان و الذي بعثني بالحق نبيا ما من عبد دعا الله عز و جل بهذا أربعين ليلة من ليالي الجمع خاصة إلا غفر الله عز و جل له ما كان بينه و بين الآدميين و ما بينه و بين ربه و الذي بعثني بالحق نبيا يا سلمان ما من أحد دعا الله عز و جل بهذا الدعاء إلا أخرج الله عن قلبه غموم الدنيا و همومها و أمراضها نعم يا سلمان من دعا الله عز و جل بهذا الدعاء أحسنه أم لم يحسنه ثم نام في فراشه و هو ينوي رجاء ثوابه بعث الله عز و جل بكل حرف من هذا الدعاء ألف ملك من الكروبيين وجوههم أحسن من الشمس و القمر ليلة البدر فقال له سلمان

 مهج‏الدعوات ص : 124أ يعطي الله عز و جل هذا العبد بهذا الدعاء كل هذا الثواب فقال ص يا سلمان لا تخبرن به للناس حتى أخبرك بأعظم مما أخبرتك به فقال له سلمان يا رسول الله و لم تأمرني بكتمان ذلك قال رسول الله ص أخشى أن يدعوا العمل و يتكلموا على الدعاء فقال سلمان أخبرني يا رسول الله قال نعم أخبرك يا سلمان أنه من دعا بهذا الدعاء و كان في حياته و قد ارتكب الكبائر ثم مات من ليلته أو من يومه بعد ما دعا الله عز و جل بهذا الدعاء مات شهيدا و إن مات يا سلمان على غير توبة غفر الله له ذنوبه بكرمه و عفوه و هو هذا الدعاء تقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك المبين المدبر بلا وزير و لا خلق من عباده يستشير الأول غير مصروف و الباقي بعد فناء الخلق العظيم الربوبية نور السماوات و الأرضين و فاطرهما و مبتدعهما بغير عمد خلقهما و فتقهما فتقا فقامت السماوات طائعات بأمره و استقرت الأرضون بأوتادها فوق الماء ثم علا ربنا في السماوات العلي الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى فأنا أشهد بأنك أنت الله لا رافع لما وضعت و لا واضع لما رفعت و لا معز لمن أذللت و لا مذل لمن أعززت و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و أنت الله لا إله إلا أنت كنت إذ لم تكن سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا شمس مضيئة و لا ليل مظلم و لا نهار مضي‏ء و لا بحر لجي لا جبل رأس و لا نجم سار و لا قمر منير و لا ريح تهب و لا سحاب يسكب و لا برق يلمع و لا رعد يسبح و لا روح تنفس و لا طائر تطير و لا نار تتوقد و لا ماء يطرد كنت قبل كل شي‏ء و كونت كل شي‏ء و قدرت على كل شي‏ء و ابتدعت كل شي‏ء و أغنيت و أفقرت و أمت و أحييت و أضحكت و أبكيت و على العرش استويت فتبارك يا الله و تعاليت أنت الله الذي لا إله إلا أنت الخلاق المعين أمرك مهج‏الدعوات ص : 125غالب و علمك نافذ و كيدك غريب و وعدك صادق و قولك حق و حكمك عدل و كلامك هدى و وحيك نور و رحمتك واسعة و عفوك عظيم و فضلك كثير و عطاؤك جزيل و حبلك متين و إمكانك عتيد و جارك عزيز و بأسك شديد و مكرك مكيد أنت يا رب موضع كل شكوى حاضر كل ملأ و شاهد كل نجوى منتهى كل حاجة مفرج كل حزن غني كل مسكين حصن كل هارب أمان كل خائف حرز الضعفاء كنز الفقراء مفرج الغماء معين الصالحين ذلك الله ربنا لا إله إلا هو تكفي من عبادك من توكل عليك و أنت جار من لاذ بك و تضرع إليك عصمة من اعتصم بك ناصر من انتصر بك تغفر الذنوب لمن استغفرك جبار الجبابرة عظيم العظماء كبير الكبراء سيد السادات مولى الموالي صريخ المستصرخين منفس عن المكروبين مجيب دعوة المضطرين أسمع السامعين أبصر الناظرين أحكم الحاكمين أسرع الحاسبين أرحم الراحمين خير الغافرين قاضي حوائج المؤمنين مغيث الصالحين أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرب و أنا العبد و أنت الرازق و أنا المرزوق و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الجواد و أنا البخيل و أنت القوي و أنا الضعيف و أنت العزيز و أنا الذليل و أنت الغني و أنا الفقير و أنت السيد و أنا العبد و أنت الغافر و أنا المسي‏ء و أنت العالم و أنا الجاهل و أنت الحليم و أنا العجول و أنت الرحمن و أنا المرحوم و أنت المعافي و أنا المبتلى و أنت المجيب و أنا المضطر و أنا أشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المعطي عبادك بلا سؤال و أشهد بأنك أنت الله الواحد الأحد المتفرد الصمد الفرد و إليك المصير و صلى الله على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين و اغفر لي ذنوبي و استر علي عيوبي و افتح لي من لدنك رحمة و رزقا واسعا يا أرحم الراحمين و الحمد لله رب مهج‏الدعوات ص : 126العالمين و حسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا علي بن أبي طالب ع

تعلق على الإنسان عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص أنه قال من تعذر عليه رزقه و تغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه ثم كتب له هذا الكلام في رق ظبي أو قطعة من أدم و علقه عليه أو جعله في بعض ثيابه التي يلبسها فلم يفارقه وسع الله رزقه و فتح عليه أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب و هو اللهم لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد و لا صبر له على البلاء و لا قوة له على الفقر و الفاقة اللهم فصل على محمد و آل محمد و لا تحظر على فلان بن فلان رزقك و لا تقتر عليه سعة ما عندك و لا تحرمه فضلك و لا تحسمه من جزيل قسمك و لا تكله إلى خلقك و لا إلى نفسه فيعجز عنها و يضعف عن القيام فيما يصلحه و يصلح ما قبله بل تنفرد بلم شعثه و تولي كفايته و انظر إليه في جميع أموره إنك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه و إن ألجأته إلى أقربائه حرموه و إن أعطوه أعطوه قليلا نكدا و إن منعوه منعوه كثيرا و إن بخلوا بخلوا و هم للبخل أهل اللهم أغن فلان بن فلان من فضلك و لا تخله منه فإنه مضطر إليك فقير إلى ما في يديك و أنت غني عنه و أنت به خبير عليم و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا إن مع العسر يسرا و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب

و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الشدائد و نزول الحوادث و هو سريع الإجابة من الله تعالى

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و مهج‏الدعوات ص : 127وصل إلي من فضائل الصنائع و على ما أوليتني به و توليتني به من رضوانك أملتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا و حتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في أموري ناظرا و لذنوبي غافرا و لعورتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء و مصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت إحضاري و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أحسنت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شر من عاداني اللهم كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لقتلي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد لي صوائب سهامه و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير ممن ناوأني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله فأيدتني يا رب بعونك و شددت أيدي بنصرك ثم فللت لي حده و صيرته بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و رددته حسيرا لم تشف غليله و لم تبرد حرارات غيظه قد عض علي شواه و آب موليا قد أخلفت سراياه و أخلفت آماله اللهم و كم من باغ بغى علي بمكايده و نصب لي شرك مصائده و ضبا إلى ضبؤ السبع لطريدته و انتهز فرصته و اللحاق بفريصته و هو مظهر بشاشة الملق و يبسط إلي وجها طلقا فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته و قبح طويته أنكسته لأم رأسه في زبيته و أركسته في مهوى حفيرته و أنكصته على مهج‏الدعوات ص : 128عقبيه و رميته بحجره و نكأته بمشقصه و خنقته بوتره و رددت كيده في نحره و وبقته بندامته فاستخذل و تضاءل بعد نخوته و بخع و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في حبائله الذي كان يحب أن يراني فيها و قد كدت لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فالحمد لرب مقتدر لا ينازع و لولي ذي أناة لا يعجل و قيوم لا يغفل و حليم لا يجهل ناديتك يا إلهي مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني عالما أنه لن يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك و لا يقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك فخلصتني يا رب بقدرتك و نجيتني من بأسه بتطولك و منك اللهم و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئ رحمة نشرتها و غواشي كرب فرجتها و غمم بلاء كشفتها و جنة عافية ألبستها و أمور حادثة قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها فلم تمتنع منك إذ أردتها اللهم و كم من حاسد سوء تولني بحسده و سلقني بحد لسانه و وخزني بقرف عينيه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني حلالا لم يزل فيه كفيتني أمره اللهم و كم من ظن حسن حققت و عدم و إملاق ضررني جبرت و أوسعت و من صرعة أقمت و من كربه نفست و من مسكنه حولت و من نعمة خولت لا تسأل عما تفعل و لا بما أعطيت تبخل و لقد سئلت فبذلت و لم تسأل فابتدأت و استميح نفسك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و تطولا و أبيت إلا تقحما على معاصيك و انتهاكا لحرماتك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم تمتنع عن إتمام إحسانك و تتابع امتنانك و لم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير

 مهج‏الدعوات ص : 129عن أداء حقك الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك و حسن كفايتك فهب لي اللهم يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من عقابك فإنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم حمدي لك متواصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح و فنون التقديس خالصا لذكرك و مرضيا لك بناصع التوحيد و محض التحميد و طول التعديد في إكذاب أهل التنديد لم تعن في شي‏ء من قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و فطرت الخلائق على صنوف الهيئات و لا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك محدودا في عظمتك و لا كيفية في أزليتك و لا ممكنا في قدمك و لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن و لا ينتهي إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك و عظيم قدرتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك و لا ينتقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينتقص و لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ضد حضرك حين برأت النفوس كلت الألسن عن تبيين صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك و كيف تدركك الصفات أو تحويك الجهات و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير و حسر عن إدراكك بصر البصير و تواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك و انقاد كل شي‏ء لعظمتك و استسلم كل شي‏ء لقدرتك و خضعت الرقاب بسلطانك فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا مبهورا و فكره متحيرا اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوثقا يدوم مهج‏الدعوات ص : 130و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في العالم و لا منتقص في العرفان فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر و في الصبح إذا أسفر و في البر و البحر بالغدو و الآصال و العشي و الأبكار و الظهيرة و الأسحار اللهم و بتوفيقك أحضرتني النجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا بطاعتي فليس شكري و إن دأبت منه في المقال و بالغت منه في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكاف فضلك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت لم تغب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لا تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين و توحيد أصناف الموحدين المخلصين و تقديس أحبائك العارفين و ثناء جميع المهللين و مثل ما أنت عارف به و محمود به من جميع خلقك من الحيوان و الجماد و أرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني من حمدك فما أيسر ما كلفتني من ذلك و أعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اعتبارا و امتحانا و سألتني منه قرضا يسيرا صغيرا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و إعطاء كثيرا و عافيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلائك و منحتني العافية و أوليتني بالبسطة و الرخاء و ضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلة الشريفة و بشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة و أفضلهم شفاعة محمد صلى الله عليه و آله اللهم اغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحقه إلا عفوك و هب لي

 مهج‏الدعوات ص : 131في يومي هذا و ساعتي هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا و أحزانها و يشوقني إليك و يرغبني فيما عندك و اكتب لي المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به علي فإنك أنت الله الواحد البدي‏ء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع و أشهد أنك ربي و رب كل شي‏ء فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة العلي الكبير المتعال اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة في الرشد و إلهام الشكر على نعمتك و أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد اللهم بك أصول على الأعداء و إياك أرجو ولاية الأحباء مع ما لا أستطيع إحصاءه من فوائد فضلك و أصناف رفدك و أنواع رزقك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك لا تضاد في حكمك و لا تنازع في سلطانك و ملكك و لا تراجع في أمرك تملك من الأنام ما شئت و لا يملكون إلا ما تريد اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالعزة و المجد و تعظمت بالقدرة و الكبرياء و غشيت النور بالبهاء و جللت البهاء بالمهابة اللهم لك الحمد العظيم و المن القديم و السلطان الشامخ و الحول الواسع و القدرة المقتدرة و الحمد المتتابع الذي لا ينفد بالشكر سرمدا و لا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان في بدني و لا بآفة في جوارحي و لا عاهة في نفسي و لا في عقلي و لم يمنعك كرامتك إياي و حسن صنعك عندي و فضل نعمائك علي إذ وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها تفضيلا و جعلتني سميعا أعي ما كلفتني بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي و استرعيتني و استودعتني قلبا يشهد بعظمتك و لسانا ناطقا بتوحيدك فإني مهج‏الدعوات ص : 132لفضلك علي حامد و لتوفيقك إياي بحمدك شاكر و بحقك شاهد و إليك في ملمي و مهمي ضارع لأنك حي قبل كل حي و حي بعد كل ميت و حي ترث الأرض و من عليها و أنت خير الوارثين اللهم لم تقطع عني خيرك في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النعم و لم تغير ما بي من النعم و لا أخليتني من وثيق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلي و إنعامك علي إلا عفوك عني و الاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك لا في تقديرك جزيل حظي حين وفرته انتقص ملكك و لا في قسمة الأرزاق حين قرت علي توفر ملكك اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و عدد ما أدركته قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك و أضعاف ذلك كله حمدا واصلا متواترا متوازيا لآلائك و أسمائك اللهم فتمم إحسانك إلي فيما بقي من عمري كما أحسنت فيما مضى منه فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تهليلك و تحميدك و تمجيدك و تكبيرك و تعظيمك و أسألك باسمك الروح المكنون الحي الحي الحي و به و به و به و بك ألا تحرمني رفدك و فوائد كرامتك و لا تولني غيرك بك و لا تسلمني إلى عدوي و لا تكلني إلى نفسي و أحسن إلي أتم الإحسان عاجلا و آجلا و حسن في العاجلة عملي و بلغني فيها أملي و في الآجلة و الخير في منقلبي فإنه لا تفقرك كثرة ما يتدفق به فضلك و سيب العطايا من منك و لا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك و لا تجم خزائن نعمتك النعم و لا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الإعطاء و لا تؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك و لا تخاف ضيم إملاق فتكدي و لا يلحقك خوف عدم فينقص فيض ملكك و فضلك اللهم ارزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا بالحق صادعا و لا تؤمني مكرك و لا تنسني ذكرك و لا تهتك عني سترك و لا تولني غيرك و لا تقنطني من رحمتك بل تغمدني بفوائدك و لا تمنعني جميل عوائدك و كن لي في كل وحشة أنيسا و كل جزع مهج‏الدعوات ص : 133حصنا و من كل هلكة غياثا

و نجني من كل بلاء و اعصمني من كل زلل و خطاء و تمم لي فوائدك و قني وعيدك و اصرف عني أليم عذابك و تدمير تنكيلك و شرفني بحفظ كتابك و أصلح لي ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و ولدي و وسع رزقي و أدره علي و أقبل علي و لا تعرض عني اللهم ارفعني و لا تضعني و ارحمني و لا تعذبني و انصرني و لا تخذلني و آثرني و لا تؤثر علي و اجعل لي من أمري يسرا و فرجا و عجل إجابتي و استنقذني مما قد نزل بي إنك على كل شي‏ء قدير و ذلك عليك يسير و أنت الجواد الكريم

و من ذلك اعتصام و تهليل و سؤال لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الباعث الوارث اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو القائم على كل نفس بما كسبت اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي قال للسماوات و الأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو لا تأخذه سنة و لا نوم اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن على العرش استوى يعلم خائنة الأعين و ما تخفي ]خائنة السر و ما يخفي[ الصدور اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى رب الآخرة و الأولى اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي ذل كل شي‏ء لملكه اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي خضع كل شي‏ء لعزته اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي هو في علوه دان و في دنوه عال و في سلطانه قوي اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو البديع الرفيع الحي الدائم الباقي الذي لا يزول اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي لا تصف الألسن قدرته اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحنان المنان مهج‏الدعوات ص : 134ذو الجلال و الإكرام اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحدا اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو أكرم الأكرمين الكبير الأكبر العلي الأعلى اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو يسبح له ما في السماوات و الأرض كل له قانتون اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحي الحكيم السميع العليم الرحمن الرحيم اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك و أنت أعلم بمسألتي و أطلب إليك و أنت العالم بحاجتي و أرغب إليك و أنت منتهى رغبتي فيا عالم الخفيات و سامك السماوات و دافع البليات و مطلب الحاجات و معطي السؤالات صل على محمد خاتم النبيين و على آله الطيبين الطاهرين اللهم اغفر لي خطيئتي و إسرافي في أمري كله و ما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي و عمدي و جهلي و هزلي و جدي فكل ذلك عندي و اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أسررت و ما أعلنت أنت المقدم و أنت المؤخر و أنت على كل شي‏ء قدير أن تغفر اللهم تغفر جما و أي عبد لك لا ألما هكذا وجد في الأصل

 و من ذلك دعاء جامع لمولانا أمير المؤمنين علي ع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه كتاب فضل الدعاء قال حدثني الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي عن أبيه عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن علي و عن رجل عنه و عن أبيه عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و عليها و آله و سلم و عن محمد بن شهاب عن سلمان عن أمير المؤمنين ع و عن عطاء و عن أبي ذر عن أمير المؤمنين ع و عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين و عن مجاهد نحو من ثلاثين رجلا كلهم و كل هؤلاء يقولون سمعنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص و هو مستقبل الركن مهج‏الدعوات ص : 135اليماني و هو يقول ها و رب الكعبة ثم جاز إلى الحجر الأسود فقال ها و رب الكعبة حتى مر بالأركان الأربعة و هو يقول ها و رب الكعبة ثم قال ها و رب الأركان كلها ها و رب المشاعر ها و رب هذه الحرمات لقد سمعت رسول الله ص يقول هذا الحديث الذي أحدثكم به أنه مكتوب في زبور داود و في توراة موسى و إنجيل عيسى و قرآن محمد ص و على جميع الأنبياء و المرسلين و في ألف كتاب نزل من السماء إلى ألف نبي ع أنه قال من قال لا إله إلا الله في علمه منتهى رضاه لا إله إلا الله بعد علمه منتهى رضاه لا إله إلا الله مع علمه منتهى رضاه الله أكبر في علمه منتهى رضاه الله أكبر بعد علمه منتهى رضاه الله أكبر مع علمه منتهى رضاه الحمد لله في علمه منتهى رضاه الحمد لله بعد علمه منتهى رضاه الحمد لله مع علمه منتهى رضاه سبحان الله في علمه منتهى رضاه سبحان الله بعد علمه منتهى رضاه سبحان الله مع علمه منتهى رضاه و الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه و سبحان الله و بحمده منتهى رضاه في علمه و الله أكبر و حق له ذلك لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله نور السماوات السبع و نور الأرضين السبع و نور العرش العظيم لا إله إلا الله تهليلا لا تحصيه غيره قبل كل أحد و بعد كل أحد و مع كل أحد و الله أكبر تكبيرا لا تحصيه غيره قبل كل أحد و مع كل أحد و بعد كل أحد ]و الحمد لله تحميدا لا يحصيه غيره قبل كل أحد و مع كل أحد و بعد كل أحد و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم تمجيدا لا يحصيه غيره قبل كل أحد و مع كل أحد و بعد كل أحد[ و سبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره قبل كل أحد و مع كل أحد و بعد كل أحد اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي بأن قولك حق و فعلك حق و أن قضاءك حق و أن قدرك حق و أن

 مهج‏الدعوات ص : 136رسلك حق و أن أوصياءك حق و أن رحمتك حق و أن جنتك حق و أن نارك حق و أن قيامتك حق و أنك مميت الأحياء و أنك محيي الموتى و أنك باعث من في القبور و أنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه و أنك لا تخلف الميعاد اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي أنك ربي و أن محمدا رسولك نبيي و الأوصياء من بعده أئمتي و أن الدين الذي شرعت ديني و أن الكتاب الذي أنزلت على محمد رسولك صلى الله عليه و آله نوري اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي فإنك أنت المنعم علي لا غيرك لك الحمد و بنعمتك تتم الصالحات لا إله إلا الله و الله أكبر و الحمد لله و سبحان الله و بحمده و تبارك الله و تعالى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و لا منجى و لا ملجأ من الله إلا إليه عدد الشفع و الوتر و عدد كلمات ربي الطيبات التامات المباركات صدق الله و صدق المرسلون ثم قال من قال هذا في عمره مائة مرة حشر أمة واحدة ثم أرسل إليه مائة ألف ألف ملك رأسهم ملك يقال له مجديال مع كل ملك ألف دابة ليس منها دابة تشبه الأخرى و ألف ثوب ليس فيها ثوب يشبه الآخر حتى إذا انتهوا إليه وقفوا فيقول لهم مجديال دونكم ولي الله و ينهضون نهضة ملك واحد و تسخر له الدواب كدابة واحدة و الثياب كذلك و تحفة الملائكة عن يمينه و عن يساره يسيرون و يسير معهم و هم يقولون هذا ولي الله فطوي له و لا يمر بزمرة من الملائكة و لا من الآدميين إلا سلموا عليه و قالوا سلام عليك يا ولي الله و عظموا شأنه حتى يقف تحت لواء الحمد و قد ضرب له سرير من ياقوت حمراء عليه قبة من زبرجد خضراء فيها حور عين فيتكي فيها مرة عن يمينه و مرة عن يساره حتى يقضي بين الناس و ينزلون منازلهم ثم يؤمر ألف ملك فيحفونه حتى يضعوا ذلك السرير على نجيبه من نجائب الجنة مبتهرة من النور فيسير حتى إذا أتى أول منازله و إذا هو بقهرمان من قهارمته يريد أن يأخذ بيده فلو مهج‏الدعوات ص : 137لا أن الله يعصمه لهوي إعظاما لذلك القهرمان ثم يقول له القهرمان يا ولي الله أنا قهرمان من قهارمتك من أصحاب هذا القصر و لك مائة قصر مثل هذا القصر في كل قصر قهرمان مثلي لكل قهرمان زوجة على صورة خدم لأزواجك و لك بعدد كل جارية زوجة و لك في كل بيت ما لا يحصى علمه فيقول عند ذلك الحمد لله عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و مل‏ء ما أحصى علمه و أضعاف ما أحصى علمه و لا إله إلا الله عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و مل‏ء ما أحصى علمه و أضعاف ما أحصى علمه و الله أكبر عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و مل‏ء ما أحصى علمه و أضعاف ما أحصى علمه سبحان الله عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و مل‏ء ما أحصى علمه و أضعاف ما أحصى علمه فإذا قال هذا زيد في بيوته و ما فيها مثلها و الله واسع كريم

و من ذلك دعاء جامع لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتابه كتاب فضل الدعاء قال حدثنا يعقوب بن زيد يرفعه قال قال سلمان الفارسي رضي الله عنه سمعت علي بن أبي طالب ص يقول قال لي رسول الله ص يا علي لو دعا داع بهذا الدعاء على صفائح الحديد لذابت و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعا داع بهذا الدعاء على ماء جار لسكن حتى يمر عليه و الذي بعثني بالحق نبيا أنه من بلغ به الجوع و العطش ثم دعا بهذا الدعاء أطعمه الله و سقاه و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا دعا بهذا الدعاء على جبل بينه و بين موضع يريده لانشعب الجبل حتى يسلك فيه إلى الموضع الذي يريده و الذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على مجنون لأفاق من جنونه و الذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على امرأة قد عسر عليها ولادتها لسهل الله عليها الولادة مهج‏الدعوات ص : 138و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعا بهذا الدعاء رجل على مدينة و المدينة تحترق و منزله في وسطها لنجا منزله و لم يحترق و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعا به داع أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كل ذنب بينه و بين الآدميين و لو كان فجر بأمه غفر الله له ذلك و الذي بعثني بالحق نبيا أنه من دعا بهذا الدعاء على سلطان جائر جعل الله ذلك السلطان طوع يديه و الذي بعثني بالحق أنه من نام و هو يدعو به بعث الله إليه بكل حرف منه ألف ألف ملك من الروحانيين وجوههم أحسن من الشمس و القمر بسبعين ضعفا يستغفرون الله و يكتبون الحسنات و يرفعون له الدرجات قال سلمان فقلت له بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين أ يعطى بهذا الأسماء كل هذا فقال قلت لرسول الله ص بأبي أنت و أمي يا رسول الله أ يعطى الداعي بهذه الأسماء كل هذا فقال يا علي أخبرك بأعظم من ذلك من نام و قد ارتكب الكبائر كلها و قد دعا بهذا الدعاء فإن مات فهو عند الله شهيد و إن مات على غير توبة يغفر الله له و لأهل بيته و لوالديه و لولده و لمؤذن مسجده و لإمامه بعفوه و رحمته يقول اللهم إنك حي لا تموت و صادق لا تكذب و قاهر لا تقهر و بدي‏ء لا تنفد و قريب لا تبعد و قادر لا تضاد و غافر لا تظلم و صمد لا تطعم و قيوم لا تنام و مجيب لا تسأم و جبار لا تعان و عظيم لا ترام و عالم لا تعلم و قوي لا تضعف و حليم لا تعجل و جليل لا توصف و وفي لا تخلف و غالب لا تغلب و عادل لا تحيف و غني لا تفتقر و كبير لا تغادر و حكيم لا تجور و وكيل لا تحيف و فرد لا تستشير و وهاب لا تمل و عزيز لا تستذل و سميع لا تذهل و جواد لا تبخل و حافظ لا تغفل و قائم لا تسهو و دائم لا تفنى و محتجب لا ترى و باق لا تبلى و واحد لا تشبه و مقتدر لا تنازع يا كريم الجواد المتكرم يا ظاهر يا قاهر أنت القادر المقتدر يا عزيز المتعزز يا من مهج‏الدعوات ص : 139ينادى من كل فج عميق بألسنة شتى و لغات مختلفة و حوائج متتابعة لا يشغلك شي‏ء عن شي‏ء أنت الذي لا تفنيك الدهور و لا تحيط بك الأمكنة و لا تأخذك سنة و لا نوم صل على محمد و آل محمد و يسر لي ما أخاف عسره و فرج عني ما أخاف كربه و سهل لي ما أخاف حزونته سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

و من ذلك دعاء علمه أمير المؤمنين علي ع في المنام سريع الإجابة

رأيته بإسناد طويل متصل فاختصرت معناه و ذلك أن الحاج أصابهم عطش في بعض السنين حتى كادوا أن يهلكوا فجلس واحد منهم ليموت و أخذته سنة النوم فرأى مولانا علي بن أبي طالب ع يقول له ما أغفلك عن كلمة النجاة فقال و ما كلمة النجاة فقال تقول أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي و أنا علي بن أبي طالب قال فاستيقظت و قلتها فنشأ غمام و أغاث الناس في الحال حتى عاشوا و الحمد لله وحده

ذكر ما نختاره من الدعوات عن سيدتنا و أمنا المعظمة فاطمة سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين صلوات الله عليهما و على عترتهما الطاهرين

فمن ذلك دعاء علمها إياه رسول الله صلى الله عليه و آله و عليها

 رويناه بإسنادنا إلى أبي المفضل محمد بن المطلب الشيباني من الجزء الثالث من أماليه بإسناده نسبة إلى مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب ع عن أمه فاطمة بنت رسول الله ص وجدناه بإسناد صحيح أن رسول الله ص قال للزهراء فاطمة ع يا بنية مهج‏الدعوات ص : 140أ لا أعلمك دعاء لا يدعو به أحد إلا استجيب له و لا يجوز فيك سحر و لا سم و لا يشمت بك عدو و لا يعرض لك الشيطان و لا يعرض عنك الرحمن و لا يزغ قلبك و لا ترد لك دعوة و يقضي حوائجك كلها قالت يا أبت لهذا أحب إلي من الدنيا و ما فيها قال تقولين يا أعز مذكور و أقدمه قدما في العز و الجبروت يا رحيم كل مسترحم و مفزع كل ملهوف إليه يا راحم كل حزين يشكو بسه و حزنه إليه يا خير من سئل المعروف منه و أسرعه إعطاء يا من يخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه أسألك بالأسماء التي يدعوك بها حملة عرشك و من حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك و بالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل إلا أجبتني و كشفت يا إلهي كربتي و سترت ذنوبي يا من أمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة يحشرون و بذلك الاسم الذي أحييت به العظام و هي رميم أحي قلبي و اشرح صدري و أصلح شأني يا من خص نفسه بالبقاء و خلق لبريته الموت و الحياة و الفناء يا من فعله قول و قوله أمر و أمره ماض على ما يشاء أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار فدعاك به فاستجبت له و قلت يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ و بالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له و بالاسم الذي خلقت به عيسى من روح القدس و بالاسم الذي تبت به على داود و بالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى و بالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر و تبت به على داود و سخرت به لسليمان الريح تجري بأمره مهج‏الدعوات ص : 141و الشياطين و علمته منطق الطير و بالاسم الذي خلقت به العرش و بالاسم الذي خلقت به الكرسي و بالاسم الذي خلقت به الروحانيين و بالاسم الذي خلقت به الجن و الإنس و بالاسم الذي خلقت به جميع الخلق و بالاسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شي‏ء و بالاسم الذي قدرت به على كل شي‏ء أسألك بحق هذه الأسماء إلا ما أعطيتني سؤلي و قضيت حوائجي يا كريم فإنه يقال لك يا فاطمة نعم نعم

و من ذلك دعاء آخر عن مولاتنا فاطمة الزهراء ص

اللهم قنعني بما رزقتني و استرني و عافني أبدا ما أبقيتني و اغفر لي و ارحمني إذا توفيتني اللهم لا تعيني في طلب ما لا تقدر لي و ما قدرته علي فاجعله ميسرا سهلا اللهم كاف عني والدي و كل من له نعمة علي خير مكافاة اللهم فرغني لما خلقتني له و لا تشغلني بما تكفلت لي به و لا تعذبني و أنا أستغفرك و لا تحرمني و أنا أسألك اللهم ذلل نفسي في نفسي و عظم شأنك في نفسي و ألهمني طاعتك و العمل بما يرضيك و التجنب لما يسخطك يا أرحم الراحمين

و من ذلك للحمى دعاء آخر لمولاتنا فاطمة الزهراء ع

دخل النبي ص على فاطمة الزهراء ع فوجد الحسن ع موعوكا فشق ذلك على النبي ص فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد أ لا أعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده قال بلى قال قل اللهم لا إله إلا أنت العلي العظيم ذو السلطان القديم و المن العظيم مهج‏الدعوات ص : 142و الوجه الكريم لا إله إلا أنت العلي العظيم ولي الكلمات التامات و الدعوات المستجابات حل ما أصبح بفلان فدعا النبي ص ثم وضع يده على جبهته فإذا هو بعون الله قد أفاق

و من ذلك دعاء آخر لفاطمة الزهراء ع

روي أن فاطمة ع زارت النبي ص فقال لها أ لا أزودك قالت نعم قال قولي اللهم ربنا و رب كل شي‏ء منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان فالق الحب و النوى أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شي‏ء و أنت الآخر فليس بعدك شي‏ء و أنت الظاهر فليس فوقك شي‏ء و أنت الباطن فليس دونك شي‏ء صل على محمد و على أهل بيته عليه و عليهم السلام و اقض عني الدين و أغنني من الفقر و يسر لي كل الأمر يا أرحم الراحمين

و من ذلك دعاء آخر لمولاتنا فاطمة الزهراء ع

في الفرج من الحبس و الضيق روي أن رجلا كان محبوسا بالشام مدة طويلة مضيقا عليه فرأى في منامه كان الزهراء ص أتته فقالت له ادع بهذا الدعاء فتعلمه و دعا به فتخلص و رجع إلى منزله و هو اللهم بحق العرش و من علاه و بحق الوحي و من أوحاه و بحق النبي و من نبأه و بحق البيت و من بناه يا سامع كل صوت يا جامع كل فوت يا بارئ النفوس بعد الموت صل على محمد و أهل بيته و آتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها فرجا من عندك عاجلا بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبدك و مهج‏الدعوات ص : 143رسولك صلى الله عليه و آله و على ذريته الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا

ذكر ما نختاره من الدعوات عن مولانا و والدنا المعظم الحسن بن علي بن أبي طالب ع

و من ذلك دعا جدنا و مولانا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ص لما أتى معاوية

 رويناه بإسنادنا إلى أبي الفضل محمد بن عبد الله المطلب الشيباني قال أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرياني قال كتبت هذا الدعاء في دار سيدنا أبي محمد الحسن بن علي صاحب العسكر ع و هو دعاء الحسن بن علي ع لما أتى معاوية بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله العظيم الأكبر اللهم سبحانك يا قيوم سبحان الحي الذي لا يموت أسألك كما أمسكت عن دانيال أفواه الأسد و هو في الجب فلا يستطيعون إليه سبيلا إلا بإذنك أسألك أن تمسك عني أمر هذا الرجل و كل عدو لي في مشارق الأرض و مغاربها من الإنس و الجن خذ بآذانهم و أسماعهم و أبصارهم و قلوبهم و جوارحهم و اكفني كيدهم بحول منك و قوة و كن لي جارا منهم و من كل جبار عنيد و من كل شيطان مريد لا يؤمن بيوم الحساب إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

و هذا قد ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي و إنما كان هذا الكتاب أحق فيه للعارف الواعي

و من ذلك دعاء لمولانا الحسن بن علي ع

يا من إليه يفر الهاربون و به يستأنس المستوحشون صل على محمد و آله و اجعل أنسي بك فقد ضاقت عني بلادك و اجعل توكلي عليك فقد مال علي أعدائك اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني بك أصول و بك أجول و عليك أتوكل و إليك أنيب اللهم و ما وصفتك من صفة أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبتك و رضوانك و مرضاتك فأحيني على ذلك مهج‏الدعوات ص : 144و أمتني عليه و ما كرهت من ذلك فخذ بناصيتي إلى ما تحب و ترضى بؤت إليك ربي من ذنوبي و أستغفرك من جرمي و لا حول و لا قوة إلا بالله لا إله إلا هو الحليم الكريم و صلى الله على محمد و آله و اكفنا مهم الدنيا و الآخرة في عافية يا رب العالمين

و من ذلك دعاء آخر لمولانا و مقتدانا الحسن بن علي بن أبي طالب ع

اللهم إنك الخلف من جميع خلقك و ليس في خلقك خلف منك إلهي من أحسن فبرحمتك و من أساء فبخطيئته فلا الذي أحسن استغنى عن رفدك و معونتك و لا الذي أساء استبدل بك و خرج من قدرتك إلهي بك عرفتك و بك اهتديت إلى أمرك و لو لا أنت لم أدر ما أنت فيا من هو هكذا و لا هكذا غيره صل على محمد و آل محمد و ارزقني الإخلاص في عملي و السعة في رزقي اللهم اجعل خير عمري آخره و خير عملي خواتمه و خير أيامي يوم ألقاك إلهي أطعتك و لك المنة علي في أحب الأشياء إليك الإيمان بك و التصديق برسولك و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك الشرك بك و التكذيب برسولك فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين

و من ذلك دعاء آخر علمه أمير المؤمنين لابنه الحسن ع

إذا قصدت إنسانا لحاجة فاكتب ذلك و أمسكه في يدك اليمنى و تذهب أين شئت اللهم إني أسألك يا الله يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد يا من ملأت أركانه السماوات و الأرض أن تسخر لي قلب فلان بن فلان كما سخرت الحية لموسى بن عمران عليه السلام و أسألك أن تسخر لي قلبه كما سخرت لسليمان جنوده من الجن و الإنس و الطير فهم يوزعون و أسألك أن تلين لي قلبه كما لينت الحديد لداود عليه السلام و أسألك أن تذلل لي قلبه كما ذللت نور القمر لنور الشمس يا الله هو عبدك ابن أمتك و أنا عبدك ابن أمتك أخذت بقدميه و بناصيته فسخره لي حتى يقضي حاجتي هذه و ما أريد إنك على مهج‏الدعوات ص : 145كل شي‏ء قدير و هو على ما هو فيما هو لا إله إلا هو الحي القيوم

و من ذلك دعاء آخر علمه أمير المؤمنين لابنه الحسن ع

يا عدتي عند كربتي يا غياثي عند شدتي يا وليي في نعمتي يا منجحي في حاجتي يا مفزعي في ورطتي يا منقذي من هلكتي يا كالئي في وحدتي اغفر لي خطيئتي و يسر لي أمري و اجمع لي شملي و أنجح لي طلبتي و أصلح لي شأني و اكفني ما أهمني و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و لا تفرق بيني و بين العافية أبدا ما أبقيتني و في الآخرة إذا توفيتني برحمتك يا أرحم الراحمين

ذكر ما نختاره من دعوات مولانا و والدنا من جهة أمنا أم كلثوم بنت زين العابدين بن الحسين بن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين

تزوجها جدنا داود بن الحسن بن الحسن ع فولدت منه جدنا سليمان بن داود بن الحسن و اعلم أن هذا دعا عظيم من أسرار الدعوات و وجدت به ست روايات مختلفات ذكرنا منها روايتين واحدة في أدعية الغروب و واحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم و الليلة من المهمات و رواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات و رواية في آخر كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي و نذكر في هذا الكتاب الخامسة و السادسة استظهارا لهذا الدعاء العظيم عند العارفين به من ذوي الألباب

الرواية المتقدمة من دعاء العشرات

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن الجهم عمن حدثه عن الحسن بن محبوب أو غيره عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال إن عندنا ما نكتمه و لا نعلمه غيرنا أشهد على أبي أنه حدثني عن أبيه عن جده قال قال لي علي بن أبي طالب ع يا بني إنه لا بد من أن تمضي مقادير الله و أحكامه على ما أحب و قضى و سينقذ الله قضاءه و قدره و حكمه فيك فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أستره إليك حتى أموت و بعد موتي باثني عشر شهرا و أخبرك بخبر أصله عن الله مهج‏الدعوات ص : 146تقول غداوة و عشية فيشتغل به ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة و يوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل ملك مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلام و يبنى لك في دار السلم ألف ألف بيت في مائة قصر يكون فيه من جيران أهله و يبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون لك جار جدك و يبنى لك في جنات عدن ألف ألف مدينة و يحشر معك في قبرك كتاب يقول ها أنا لا سبيل عليك للفزع و لا للخوف و لا لزلازل الصراط و لا لعذاب النار و لا تدعو بدعوة فتحب أن تجاب في يومك فيمسي عليك يومك إلا أتاك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت في أي نحو كانت و لا تموت إلا شهيدا و تحيي ما حييت و أنت سعيد و لا يصيبك فقر أبدا و لا جنون و لا بلوى و يكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة و يمحى عنك ألف ألف سيئة و يرفع لك ألف ألف درجة و يستغفر لك العرش و الكرسي حتى تقف بين يدي الله عز و جل و لا تطلب لأحد حاجة إلا قضاها و لا تطلب إلى الله حاجة لك و لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك و آخرتك إلا قضاها فعاهدني كما أذكره لك فقال له الحسن ص عاهدني يا أبة على ما أحببت قال أعاهدك على أن تكتم علي فإذا بلغ محل منيتك فلا تعلمه أحدا سوانا أهل البيت و شيعتنا أو أولياءنا و موالينا فإنك أنت إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها فأنا أحب أن يتم الله بكم أهل البيت بما علمني ما أعلمك ما أنتم فيه تحشرون لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون فعاهد الحسن عليا ص على ذلك ثم قال إذا أردت إن شاء الله ذلك فقل هذا الدعاء سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله في آناء الليل و أطراف النهار سبحان الله بالغدو و الآصال سبحان الله

 مهج‏الدعوات ص : 147بالعشي و الأبكار سبحان الله حين تمسون و حين تصبحون و له الحمد في السماوات و الأرض و عشيا و حين تظهرون يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزة و العظمة و الجبروت سبحان الملك الحق القدوس سبحان الملك الحي الذي لا يموت سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم سبحان العلي الأعلى سبحانه و تعالى سبوح قدوس رب الملائكة و الروح اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية فأتمم علي نعمتك و عافيتك لي بالنجاة من النار و ارزقني شكرك و عافيتك أبدا ما أبقيتني اللهم بنورك اهتديت و بنعمتك أصبحت و أمسيت و أصبحت أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك و سماواتك و أرضك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا صلواتك عليه و آله عبدك و رسولك و أنك على كل شي‏ء قدير تحيي و تميت و تميت و تحيي و أشهد أن الجنة حق و النار حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور و أشهد أن علي بن أبي طالب ع و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الإمام من ولد الحسن بن علي الأئمة الهداة المهديون غير الضالين و لا المضلين و أنهم أولياؤك المصطفون و حزبك الغالبون و صفوتك و خيرتك من خلقك و نجباؤك الذين انتجبتهم مهج‏الدعوات ص : 148لولايتك و اختصصتهم من خلقك و اصطفيتهم على عبادك و جعلتهم حجة على خلقك صلواتك عليهم و السلام اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقنيها و أنت عني راض يوم القيامة و قد رضيت عني إنك على كل شي‏ء قدير اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها و تسبح لك الأرض و من عليها و لك الحمد حمدا يصعد و لا ينفد و حمدا يزيد و لا يبيد سرمدا مددا لا انقطاع له و لا نفاد أبدا حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره و لك الحمد علي و معي و في و قبلي و بعدي و أمامي و لدي و إذا مت و فنيت و بقيت يا مولاي فلك الحمد إذا نشرت و بعثت و لك الحمد و الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها و لك الحمد على كل عرق ساكن و على كل أكلة و شربة و بطشة و حركة و نومة و يقظة و لحظة و طرفة و نفس و على كل موضع شعرة اللهم لك الحمد كله و لك الملك كله و بيدك الخير كله علانيته و سره و أنت منتهى الشأن كله اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك و لك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث الحمد و وارث الحمد و بديع الحمد و مبتدع الحمد و وافي العهد و صادق الوعد و عزيز الجند قديم المجد اللهم لك الحمد مجيب الدعوات رفيع الدرجات منزل الآيات من فوق سبع سماوات مخرج النور من الظلمات مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى و لك الحمد في النهار إذا تجلى و لك الحمد في الآخرة و الأولى و لك الحمد عدد كل نجم و ملك في السماء و لك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء إلى الأرض و لك الحمد عدد كل قطرة في البحار و الأودية و الأنهار و لك الحمد عدد الشجر و الورق و الحصى و الثرى و الجن و الإنس و البهائم و الطير

 مهج‏الدعوات ص : 149و الوحوش و الأنعام و السباع و الهوام و لك الحمد عدد ما أحصى كتابك و أحاط به علمك حمدا كثيرا دائما مباركا فيه أبدا لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير عشر مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه عشر مرات يا الله يا الله عشرا يا رحمان يا رحمان عشرا يا رحيم يا رحيم عشرا يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام عشرا يا حنان يا منان عشرا يا حي يا قيوم عشرا يا لا إله إلا أنت عشرا اللهم صل على محمد و آل محمد عشرا بسم الله الرحمن عشرا آمين آمين عشرا افعل بي كذا و كذا و تقول هذا بعد الصبح مرة و بعد العصر أخرى ثم تدعو بما شئت

و من ذلك الرواية المتأخرة من دعاء العشرات

وجدنا إسنادها دون ما قدمناه من الفضل و كان القصد لفظ الدعاء منها لما فيه من الاختلاف في النقل و هو أيضا مروي عن الحسين بن علي ع و عرفنا من جانب الله أنه أرجح من الذي قبله

بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله بالغدو و الآصال سبحان الله في آناء الليل و أطراف النهار سبحان الله حين تمسون و حين تصبحون و له الحمد في السماوات و الأرض و عشيا و حين تظهرون يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العرش العظيم سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزة و العظمة و الجبروت سبحان الملك الحي القدوس سبحان الدائم القائم سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم سبحان ربي الأعلى سبحان العلي الأعلى سبحانه و تعالى سبحان الله السبوح القدوس رب مهج‏الدعوات ص : 150الملائكة و الروح اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية فصل اللهم على محمد و آل محمد و تمم علي نعمتك و عافيتك و ارزقني شكرك اللهم بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و بنعمتك أصبحت و أمسيت ذنوبي بين يديك أستغفرك و أتوب إليك لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت أنت الجد لا ينفع ذا الجد منك الجد لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و جميع خلقك في سماواتك و أرضك إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك صلى الله عليه و آله اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقنيها يوم القيامة و قد رضيت بها عني إنك على كل شي‏ء قدير اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماوات كنفيها و تسبح لك الأرض و من عليها اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره حمدا يزيد و لا يبيد سرمدا أبدا لا انقطاع له و لا نفاد حمدا يصعد و لا ينفد اللهم لك الحمد في و علي و معي و قبلي و بعدي و أمامي و ورائي و خلفي و إذا مت و فنيت يا مولاي و لك الحمد في كل عرق ساكن و على كل عرق ضارب و لك الحمد على كل أكلة و شربة و بطشة و نشطة و على كل موضع شعرة اللهم لك الحمد كله و لك المن كله و لك الخلق كله و لك الملك كله و لك الأمر كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره و أنت منتهى الشأن كله اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك في و لك الحمد على عفوك عني بعد قدرتك علي اللهم لك الحمد صاحب الحمد و وارث الحمد و مالك الحمد و وارث الملك بديع الحمد و مبتدع الحمد وفي العهد صادق الوعد عزيز الجند قديم المجد اللهم لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل الآيات من فوق سبع سماوات مخرج النور من الظلمات مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك

 مهج‏الدعوات ص : 151المصير اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى و لك الحمد في النهار إذا تجلى و لك الحمد في الآخرة و الأولى و لك الحمد عدد كل نجم في السماء و لك الحمد عدد كل قطرة في السماء و لك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء و لك الحمد عدد كل قطرة في البحار و لك الحمد عدد الشجر و الورق و الثرى و المدر و الحصى و الجن و الإنس و الطير و البهائم و السباع و الأنعام و الهوام و لك الحمد عدد ما على وجه الأرض و تحت الأرض و ما في الهواء و السماء و لك الحمد عدد ما أحصاه كتابك و أحاط به علمك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أبدا ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير عشر مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه عشر مرات يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحمان يا رحمان يا رحيم يا رحيم يا حنان يا حنان يا منان يا منان يا حي يا قيوم كل واحد عشر مرات يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام عشر مرات بسم الله الرحمن الرحيم عشر مرات يا لا إله إلا أنت عشر مرات اللهم صل على محمد و آل محمد عشر مرات آمين آمين عشر مرات ثم تسأل حوائجك كلها بعده لدنياك و آخرتك تجاب عليه إن شاء الله تعالى

و من ذلك دعاء مروي عن مولانا الحسين بن علي ع الدعاء المعروف بدعاء الشاب المأخوذ بذنبه و ما روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي ع قال كنت مع علي بن أبي طالب ع في الطواف في ليلة ديجوجية قليلة النور و قد خلا الطواف و نام الزوار و هدأت العيون إذ سمع مستغيثا مستجيرا مترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع و هو يقول

يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم يا كاشف الضر و البلوى مع السقم‏قد نام وفدك حول البيت و انتبهوا يدعو و عينك يا قيوم لم تنم‏هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي يا من أشار إليه الخلق في الحرم‏إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالنعم

قال الحسين بن علي ع فقال لي يا أبا عبد الله أ سمعت المنادي ذنبه المستغيث ربه فقلت نعم قد سمعته فقال اعتبره عسى تراه فما زلت أخبط في طخياء الظلام و أتخلل بين النيام فلما صرت بين الركن و المقام بدا لي شخص منتصب فتأملته فإذا هو قائم فقلت السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابن عم رسول الله ص فأسرع في سجوده و قعوده و سلم فلم يتكلم حتى أشار بيده مهج‏الدعوات ص : 152بأن تقدمني فتقدمته

فأتيت به أمير المؤمنين ع فقلت دونك ها هو فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه نقي الثياب فقال له ممن الرجل فقال له من بعض العرب فقال له ما حالك و مم بكاؤك و استغاثتك فقال حال من أوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب و غمرة الاكتياب فارتاب فدعاؤه لا يستجاب فقال له علي ع و لم ذلك فقال لأني كنت ملتهيا في العرب باللعب و الطرب أديم العصيان في رجب و شعبان و ما أراقب الرحمن و كان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الحدثان و يخوفني العقاب بالنيران و يقول كم ضج منك النهار و الظلام و الليالي و الأيام و الشهور و الأعوام و الملائكة الكرام و كان إذا ألح علي بالوعظ زجرته و انتهرته و وثبت عليه و ضربته فعمدت يوما إلى شي‏ء من الورق و كانت في الخباء فذهبت لآخذها و أصرفها فيما كنت عليه فما نعني عن أخذها فأوجعته ضربا و لويت يده و أخذتها و مضيت فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع و الألم فأنشأ يقول

جرت رحم بيني و بين منازل سواء كما يستنزل القطر طالبه‏و ربيت حتى صار جلدا شمردلا إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه‏و قد كنت أوتيه من الزاد في الصبا إذا جاع منه صفوة و أطائبه‏فلما استوى في عنفوان شبابه و أصبح كالرمخ الرديني خاطبه‏تهضمني مالي كذا و لوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه

ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام فيستعدي الله علي قال فصام أسابيع و صلى ركعات و دعا و خرج متوجها على عيرانه يقطع بالسير عرض الفلاة و يطوي الأودية و يعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الأكبر فنزل عن راحلته و أقبل إلى بيت الله الحرام فسعى و طاف به و تعلق بأستاره و ابتهل بدعائه و أنشأ يقول

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد فوق المهاري من أقصى غاية البعدإني أتيتك يا من لا يخيب من يدعوه مبتهلا بالواحد الصمدهذا منازل لا يرتاع من عققي فخذ بحقي يا جبار من ولدي‏حتى تشل بعون منك جانبه يا من تقدس لم يولد و لم يلد

قال فو الذي سمك السماء و أنبع الماء ما استتم دعاؤه حتى نزل بي ما ترى مهج‏الدعوات ص : 153ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شل فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعوني في الموضع الذي دعا به علي فلم يجبني حتى إذا كان العام أنعم على فخرجت على ناقة عشراء أجد السير حثيثا رجاء العافية حتى إذا كنا على الأراك و حطمه وادي السماك نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها فألقته إلى قرار الوادي و أرفض بين الحجرين فقبرته هناك و أعظم من ذلك أني لا أعرف إلا المأخوذ بدعوة أبيه فقال له أمير المؤمنين ع أتاك الغوث أ لا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله ص و فيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذي يجيب به من دعاه و يعطي به من سأله و يفرج الهم و يكشف به الكرب و يذهب به الغم و يبرئ به السقم و يجبر به الكسير و يغني به الفقير و يقضي به الدين و يرد به العين و يغفر به الذنوب و يستر به العيوب و يؤمن به كل خائف من شيطان مريد و جبار عنيد و لو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه أو على ميت لأحياه الله بعد موته و لو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب فاتق الله أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك و ليعلم الله منك صدق النية إنك لا تدعو به في معصيته و لا تفيده إلا الثقة في دينك فإن أخلصت النية استجاب الله لك و رأيت نبيك محمدا ص في منامك يبشرك بالجنة و الإجابة قال الحسين بن علي ع فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته و ما نزل به لأنني لم أكن سمعته منه و لا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك ثم ائتني بدواة و بياض و اكتب ما أمليه عليك ففعلت و هو اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا حي لا إله إلا أنت يا من لا يعلم ما هو و لا أين هو و لا حيث هو و لا كيف هو إلا هو يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزة و الجبروت يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور

 مهج‏الدعوات ص : 154يا مفيد يا ودود ]يا مدبر يا شديد يا مبدئ يا معيد يا مبيد[ يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا منيع يا سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا محمود يا معبود يا قديم يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا ديان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادي يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قائم يا دائم يا عالم يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبر يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و لم يكن له صاحبة و لا كان معه وزير و لا اتخذ معه مشيرا و لا احتاج إلى ظهير و لا كان معه إله لا إله إلا أنت فتعاليت عما يقول الجاحدون ]الظالمون[ علوا كبيرا يا علي يا عالم يا شامخ يا باذخ يا فتاح ]يا نفاح[ يا مرتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر يا مهلك ]مدرك[ يا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا طالب يا غالب يا من لا يفوته هارب يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب الأسباب يا مفتح الأبواب يا من حيث ما دعي أجاب يا طهور يا شكور يا عفو يا غفور يا نور النور يا مدبر الأمور يا لطيف يا خبير يا متجبر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا فرد يا صمد ]يا أبد[ يا سند يا كافي ]يا شافي يا وافي يا معافي[ يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا متفضل يا متكرم يا متفرد يا من علا فقهر يا من ملك فقدر يا من بطن فخبر يا من عبد فشكر يا من عصى فغفر و ستر يا من لا تحويه الفكر و لا يدركه بصر و لا يخفى عليه أثر يا رازق البشر و يا مقدر كل قدر يا عالي المكان يا شديد الأركان يا مبدل الزمان يا قابل القربان يا ذا المن و الإحسان يا ذا العز و السلطان يا رحيم يا رحمان يا عظيم الشأن يا من هو كل يوم في شأن يا من لا يشغله شأن عن شأن يا سامع الأصوات يا مجيب الدعوات يا منجح الطلبات يا قاضي الحاجات يا منزل البركات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا ولي الحسنات يا رفيع الدرجات يا معطي المسألات يا محيي الأموات يا مطلع على النيات يا راد ما قد فات يا من لا تشتبه عليه الأصوات

 مهج‏الدعوات ص : 155يا من لا تضجره المسألات و لا تغشاه الظلمات يا نور الأرض و السماوات يا سابغ النعم يا دافع النقم يا بارئ النسم يا جامع الأمم يا شافي السقم يا خالق النور و الظلم يا ذا الجود و الكرم يا من لا يطأ عرشه قدم يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا جار المستجيرين يا أمان الخائفين يا ظهر اللاجين يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين يا غاية الطالبين يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد يا ملجأ كل طريد يا مأوى كل شريد يا حافظ كل ضالة يا راحم الشيخ الكبير يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير يا فكاك كل أسير يا مغني البائس الفقير يا عصمة الخائف المستجير يا من له التدبير و التقدير يا من العسير عليه سهل يسير يا من لا يحتاج إلى تفسير يا من هو على كل شي‏ء قدير يا من هو بكل شي‏ء خبير يا من هو بكل شي‏ء بصير يا مرسل الرياح يا فالق الإصباح يا باعث الأرواح يا ذا الجود و السماح يا من بيده كل مفتاح يا سامع كل صوت يا سابق كل فوت يا محيي كل نفس بعد الموت يا عدتي في شدتي يا حافظي في غربتي يا مونسي في وحدتي يا وليي في نعمتي يا كنفي حين تعييني المذاهب و تسلمني الأقارب و يخذلني كل صاحب يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا كهف من لا كهف له يا ركن من لا ركن له يا غياث من لا غياث له يا جار من لا جار له يا جاري اللصيق يا ركني الوثيق يا إلهي بالتحقيق يا رب البيت العتيق يا شفيق يا رفيق فكني من حلق المضيق و اصرف عني كل هم و غم و ضيق و اكفني شر ما لا أطيق و أعني على ما أطيق يا راد يوسف على يعقوب يا كاشف ضر أيوب يا غافر ذنب داود يا رافع عيسى ابن مريم من أيدي اليهود يا مجيب نداء يونس في الظلمات يا مصطفي موسى بالكلمات يا من غفر لآدم خطيئته و رفع إدريس برحمته يا من نجى نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الأولى و ثمود مهج‏الدعوات ص : 156فما أبقى و قوم نوح من قبل أنهم كانوا هم أظلم و أطغى و المؤتفكة أهوى يا من دمر على قوم لوط و دمدم على قوم شعيب يا من اتخذ إبراهيم خليلا يا من اتخذ موسى كليما و اتخذ محمدا صلى الله عليهم أجمعين حبيبا يا مؤتي لقمان الحكمة و الواهب لسليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة يا من أعطى الخضر الحياة و رد ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها يا من ربط على قلب أم موسى و أحصن فرج مريم بنت عمران يا من حصن يحيى بن زكريا من الذنب و سكن عن موسى الغضب يا من بشر زكريا بيحيى يا من فدا إسماعيل من الذبح يا من قبل قربان هابيل و جعل اللعنة على قابيل يا هازم الأحزاب صل على محمد و آل محمد و على جميع المرسلين و ملائكتك المقربين و أهل طاعتك و أسألك بكل مسألة سألك بها أحد ممن رضيت عنه فحتمت له على الإجابة يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحيم يا رحمان يا رحيم يا رحمان يا رحيم يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا الجلال و الإكرام به به به به به به به أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في شي‏ء من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و بما لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم و أسألك بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك فقلت وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها و قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قلت وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قلت يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ و أنا أسألك يا إلهي و أطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني و قد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا و كذا و تسأل الله تعالى ما أحببت و تسمي حاجتك و لا تدع به إلا و أنت طاهر ثم قال

 مهج‏الدعوات ص : 157للفتى إذا كانت الليلة فادع به عشر مرة و ائتني من غد بالخير قال الحسين بن علي ع و أخذ الفتى الكتاب و مضى فلما كان من غد ما أصبحنا حسنا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافا و الكتاب بيده و هو يقول هذا و الله الاسم الأعظم استجيب لي و رب الكعبة قال له علي ص حدثني قال هدأت العيون بالرقاد و استحلك جلباب الليل رفعت يدي بالكتاب و دعوت الله بحقه مرارا فأجبت في الثانية حسبك فقد دعوت الله باسمه الأعظم ثم اضطجعت فرأيت رسول الله ص في منامي و قد مسح يده الشريفة علي و هو يقول احتفظ باسم الله الأعظم العظيم فإنك على خير فانتبهت معافا كما ترى فجزاك الله خيرا

و من ذلك دعاء آخر لمولانا الحسين بن علي ع

اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى و أعمال أهل التقوى و مناصحة أهل التوبة و عزم أهل الصبر و حذر أهل الخشية و طلب أهل العلم و زينة أهل الورع و خوف أهل الجزع حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك و حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به كرامتك و حتى أناصحك في التوبة خوفا لك و حتى أخلص لك في النصيحة حبا لك و حتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك سبحان خالق النور سبحان الله العظيم و بحمده

و من ذلك دعاء آخر لمولانا الحسين بن علي ع إذا أصبح و أمسى

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و من الله و إلى الله و في سبيل الله و على ملة رسول الله و توكلت على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أسلمت نفسي إليك و وجهت وجهي إليك و فوضت أمري إليك إياك أسأل العافية من كل سوء في الدنيا و الآخرة اللهم إنك تكفيني من كل أحد و لا يكفيني أحد منك فاكفني من كل أحد ما أخاف و أحذر و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا إنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت على مهج‏الدعوات ص : 158كل شي‏ء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين

ذكر ما نختاره من الدعوات عن جدنا و مولانا من جهة ابنته المعظمة أم كلثوم بنت زين العابدين علي بن الحسين ص

و من ذلك دعاء لمولانا علي بن الحسين ع لما حاكم عمه محمد بن الحنفية إلى الحجر الأسود

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه قال حدثنا ]حدثني[ الحسن بن علي بن عبد الله عن الحسين بن سيف عن محمد بن سليمان البصري عن إبراهيم بن المفضل عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال كان الذي دعا به علي بن الحسين عند محاكمته محمد بن الحنفية إلى الحجر الأسود أن قال اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد و أسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء و أسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة و أسألك باسمك المكتوب في سرادق الجلال و أسألك باسمك المكتوب في سرادق العزة و أسألك باسمك المكتوب في سرادق السرائر السابق الفائق الحسن النصير رب الملائكة الثمانية و رب العرش العظيم و بالعين التي لا تنام و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم المحيط بملكوت السماوات و الأرض و بالاسم الذي أشرقت به الشمس و أضاء به القمر و سجرت به البحار و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي و بأسمائك المقدسات المكرمات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كله أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا قال أبان بن تغلب قال أبو عبد الله ع يا أبان إياكم أن تدعوا بهذا الدعاء إلا لأمر مهم من أمر الآخرة و الدنيا فإن العباد ما يدرون ما هو من مخزون علم آل محمد عليه و عليهم السلام

و من ذلك دعاء لمولانا علي بن الحسين ع

 رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا ]حدثني[ محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن هارون بن مسلم مهج‏الدعوات ص : 159عن مسعدة بن صدقة قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلي أوراقا من صحيفة عتيقة فقال انتسخ ما فيها فهو دعاء جدي علي بن الحسين ع للمهمات فكتبت ذلك على وجهه فما كربني شي‏ء قط و أهمني إلا دعوت به ففرج الله كربي و همي و أعطاني سؤلي و هو اللهم هديتني فلهوت و وعظتني فقسوت و أبليت الجميل فعصيت ثم عرفت ما أصدرت إذ عرفتنيه فاستغفرت و أقلت فعدت فسترت فلك الحمد يا إلهي تقمحت أودية هلاكي و تحللت ]حللت[ شعاب تلفي و تعرضت فيها بسطواتك و بحلولها لعقوباتك وسيلتي إليك التوحيد و ذريعتي إني لم أشرك بك شيئا و لم أتخذ معك إلها و قد قررت إليك من نفسي و إليك يفر المسي‏ء و أنت مفزع المضيع حظ نفسه الملتجئ فلك الحمد يا إلهي فكم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و صدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثرة عدد من ناواني و أرصد لي بالبلاء فيما لم أعمل فيه فكري و ابتدأتني بنصرتك و شددت أزري بقوتك ثم فللت لي حده و صيرته من بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و جعلت ما سدده مردودا عليه و رددته لم يشف غليله و لم يبرد حرارة غيظه قد عض علي شواه و أدبر موليا قد أخلفت سراياه و كم من باغ بغاني بمكايده و نصب لي أشراك مصائده و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع لطريدته انتظارا لانتهاز الفرصة لفريصته و هو يظهر لي بشاشة الملق و يبطن علي شدة الحنق فلما رأيت يا إلهي تباركت و تعاليت دغل سريرته و قبح ما مهج‏الدعوات ص : 160انطوى عليه أركسته لأم رأسه في زبيته و رددته في مهوى حفيرته فانقمع بعد استطالته ذليلا في ربق حبائله التي كان يقدر لي أن يراني فيها و قد كاد أن يحل بي لو لا رحمتك ما حل بساحته و كم من حاسد قد شرق بي بغصته و شجى مني بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بقرف عيوبه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم يزل فيه و وخزني بكيده و قصدني بمكيدته فناديتك يا إلهي مستغيثا بك واثقا بسرعة إجابتك عالما أنه لن يضطهد من آوى إلى ظل كنفك و لم يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك فحصنتني من بأسه بقدرتك و كم من سحائب مكروه قد جليتها عني و سحائب نعم أمطرتها علي و جداول رحمة نشرتها و عافية ألبستها و أعين أحداث طمستها و غواشي كربات كشفتها و كم من ظن حسن حققت و عدم إملاق جبرت و صرعة أنعشت و مسكنة حولت كل ذلك إنعاما و تطولا منك و في جميع ذلك انهماكا مني على معاصيك لم يمنعك إساءتي عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك لا تسأل عما تفعل و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إحسانا و أبيت إلا تقحم حرماتك و تعدى حدودك و الغفلة عن وعيدك فلك الحمد من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل هذا مقام من اعترف لك بسبوغ النعم و قابلها بالتقصير و شهد على نفسه بالتضييع إلهي أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة و أتوجه إليك بالعلوية البيضاء فأعذني من شر ما يكيدني و من شر ما خلقت و من شر من يريدني سوء فإن ذلك لا يضيق عليك في وجدك و لا يتكأدك في قدرتك و أنت على كل شي‏ء قدير فهب لي يا إلهي من رحمتك و دوام توفيقك ما أتخذه سلما أعرج به إلى مرضاتك و آمن به من عقابك يا أرحم الراحمين إلهي ارحمني بترك المعاصي ما

 مهج‏الدعوات ص : 161أبقيتني و ارحمني بترك تكلف ما لا يعنيني و ارزقني حسن النظر في ما يرضيك عني و ألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني و اجعلني أتلوه على ما يرضيك به عني و نور به بصري و أوعه سمعي و اشرح به صدري و فرج به قلبي و أطلق به لساني و استعمل به بدني و اجعل في من الحول و القوة ما يسهل ذلك علي فإنه لا حول و لا قوة إلا بك اللهم أنت ربي و مولاي و سيدي و أملي و إلهي و غياثي و سندي و خالقي و ناصري و ثقتي و رجائي لك محياي و مماتي و لك سمعي و بصري و بيدك رزقي و إليك أمري في الدنيا و الآخرة و ملكتني بقدرتك و قدرت علي بسلطانك فلك القدرة في أمري و ناصيتي بيدك لا يحول أحد دون رضاك برأفتك أرجو رحمتك و برحمتك أرجو رضوانك لا أرجو ذلك بعملي فقد عجز عني عملي فكيف أرجو ما قد عجز عني أشكو إليك فاقتي و ضعف قوتي و إفراطي في أمري و كل ذلك من عندي و ما أنت أعلم به مني فاكفني ذلك كله اللهم اجعلني من رفقاء محمد حبيبك و إبراهيم خليلك و يوم الفزع الأكبر من الآمنين فآمني و بتيسيرك فيسر لي و بإظلالك فظللني و بمفازة من النار فنجني و لا تمسني السوء و لا تخزني و من الدنيا فسلمني و حجتي يوم القيامة فلقني و بذكرك فذكرني و لليسرى فيسرني و للعسرى فجنبني و للصلاة و الزكاة ما دمت حيا فألهمني و لعبادتك فقوني و في الفقه و مرضاتك فاستعملني و من فضلك فارزقني و يوم القيامة فبيض وجهي و حسابا يسيرا فحاسبني و بقبيح عملي فلا تفضحني و بهداك فاهدني و بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة فثبتني و ما أحببت فحببه إلي و ما كرهت مهج‏الدعوات ص : 162فبغضه إلي و ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة فاكفني و في صلاتي و صيامي و دعائي و نسكي و شكري و دنياي و آخرتي فبارك لي و المقام المحمود فابعثني و سلطانا نصيرا فاجعل لي و ظلمي و جهلي و إسرافي في أمري فتجاوز عني و من فتنة المحيا و الممات فخلصني و من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فنجني و من أوليائك يوم القيامة فاجعلني و أدم لي صلاح الذي آتيتني و بالحلال عن الحرام فأغنني و بالطيب عن الخبيث فاكفني أقبل بوجهك الكريم إلي و لا تصرفه عني و إلى صراطك المستقيم فاهدني و لما تحب و ترضى فوفقني اللهم إني أعوذ بك من الرياء و السمعة و الكبرياء و التعظم و الخيلاء و الفخر و البذخ و الأشر و البطر و الإعجاب بنفسي و الجبرية رب فنجني و أعوذ بك رب من العجز و البخل و الحرص و المنافسة و الغش و أعوذ بك من الطمع و الطبع و الهلع و الجزع و الزيغ و القمع و أعوذ بك من البغي و الظلم و الاعتداء و الفساد و الفجور و الفسوق و أعوذ بك من الخيانة و العدوان و الطغيان رب و أعوذ بك من الفضيحة و من المعصية و القطيعة و السيئة و الفواحش و الذنوب و أعوذ بك من الإثم و المأثم و الحرام و المحرم و الخبيث و كل ما لا تحب رب أعوذ بك من شر الشيطان و بغيه و ظلمه و عدوانه و شركه و زبانيته و جنده و أعوذ بك من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج ما فيها و أعوذ بك من شر ما خلقت من دابة و هامة أو جن أو أنس مما يتحرك و أعوذ بك من شر ما ذرأ في الأرض و ما يخرج منها و أعوذ بك من شر كل كاهن و ساحر و راكن و نافث و راق و أعوذ بك من شر كل حاسد و باغ و طاغ و نافس و ظالم و متعد و جائر و أعوذ بك من العمى و الصمم و البكم و البرص و الجذام و الشك و الريب و أعوذ بك من الكسل و الفشل و العجز و التفريط و العجلة

 مهج‏الدعوات ص : 163و التضييع و التقصير و الإبطاء و أعوذ بك رب من شر ما خلقت في السماوات و الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى رب و أعوذ بك من الفقر و الفاقة و الحاجة و المسكنة و الضيقة و الغائلة و أعوذ بك من القلة و الذلة و أعوذ بك من الضيق و الشدة و القيد و الحبس و الوثاق و السجون و البلاء و كل مصيبة لا صبر لي عليها آمين رب العالمين اللهم أعطنا كل الذي سألناك و زدنا من فضلك على قدر جلالك و عظمتك بحق لا إله إلا أنت العزيز الحكيم

دعاء الاحتراز من الأعداء و التحصن عن الأسواء بعزائم الله تبارك و تعالى

يقال ذلك بعد طلوع الشمس و عند غروبها لمولانا سيد العابدين ع بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و لا قوة إلا بالله و لا غالب إلا الله غالب كل شي‏ء و به يغلب الغالبون و منه يطلب الراغبون و عليه يتوكل المتوكلون و به يعتصم المعتصمون و يثق الواثقون و يلتجئ الملتجئون و هو حسبهم و نعم الوكيل احترزت بالله و احترست بالله و لجأت إلى الله و استجرت بالله و استعنت بالله و امتنعت بالله و اعتززت بالله و قهرت بالله و غلبت بالله و اعتمدت على الله و استترت بالله و حفظت بالله و استحفظت بالله خير الحافظين و تكهفت بالله و حطت نفسي و أهلي و مالي و إخواني و كل من يعنيني أمره بالله الحافظ اللطيف و اكتلأت بالله و صحبت حافظ الصاحبين و حافظ الأصحاب الحافظين و فوضت أمري إلى الله الذي ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير و اعتصمت بالله الذي من اعتصم به نجا من كل خوف و توكلت على الله العزيز الجبار حسبي الله و نعم الوكيل و من يتوكل على الله فهو حسبه ما شاء الله لا قوة إلا بالله لا إله إلا الله محمد رسول مهج‏الدعوات ص : 164الله صلى الله عليه و آله الطاهرين و سلم تسليما اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ إلى آخر الآية و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا و أولئك هم الغافلون سواء عليهم أ دعوتموهم أم أنتم صامتون إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين أ لهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين و إن تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا و تريهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى و ألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر و لا يفلح الساحر حيث أتى أ فلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار و لكن تعمي القلوب التي في الصدور بسم الله الرحمن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال أ و لو جئتك بشي‏ء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هو ثعبان مبين و نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال كلا إن معي ربي سيهدين يا موسى لا تخف إنك من الآمنين مهج‏الدعوات ص : 165إني لا يخاف لدي المرسلون لا إله إلا أنت رب العرش العظيم يا موسى أقبل و لا تخف إنك من الآمنين قال سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكم سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون و لقد مننا على موسى و هارون و نجيناهما و قومهما من الكرب العظيم و نصرناهم فكانوا هم الغالبين و ألقيت عليك محبة مني و لتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم و هم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن و قتلت نفسا فنجيناك من الغم و فتناك فتونا و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

و من ذلك دعاء آخر لمولانا زين العابدين ع

قال أبو حمزة الثمالي رحمه الله انكسرت يد ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر فنظر إليه فقال أرى كسرا قبيحا ثم صعد غرفته ليجي‏ء بعصابة و رفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علمني علي بن الحسين زين العابدين ع فأخذت يد ابني فقرأت عليه و مسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئا فقال ناولني اليد الأخرى فلم ير كسرا فقال سبحان الله أ ليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة فقلت ثكلتك أمك ليس هذا بسحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين ع فدعوت به فقال علمنيه فقلت أ بعد ما سمعت ما قلت لا و لا نعمة عين لست من أهله قال حمران بن أعين فقلت لأبي حمزة نشدتك بالله إلا ما أوردتناه و أفدتناه فقال سبحان الله ما ذكرت ما قلت إلا و أنا أفيدكم اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم يا مهج‏الدعوات ص : 166حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي يا حي مع كل حي يا حي حين لا حي يا حي يبقي و يفني كل حي لا إله إلا أنت يا حي يا كريم يا محيي الموتى يا قائم على كل نفس بما كسبت إني أتوجه إليك و أتوسل إليك و أتقرب إليك بجودك و كرمك و رحمتك التي وسعت كل شي‏ء و أتوجه إليك و أتوسل إليك بحرمة هذا القرآن و بحرمة الإسلام و شهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك و أتوجه إليك و أتوسل إليك و أستشفع إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم تسليما و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عبديك و أمينيك و حجتيك على الخلق أجمعين و علي بن الحسين زين العابدين و نور الزاهدين و وارث علم النبيين و المرسلين و إمام الخاشعين و ولي المؤمنين و القائم في خلقك أجمعين و باقر علم الأولين و الآخرين و الدليل على أمر النبيين و المرسلين و المقتدى بآبائه الصالحين و كهف الخلق أجمعين و جعفر بن محمد الصادق من أولاد النبيين و المقتدى بآبائه الصالحين و البار من عترته البررة المتقين و ولي دينك و حجتك على العالمين و موسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت المرسلين و لسانك في خلقك أجمعين و الناطق بأمرك و حجتك على بريتك و علي بن موسى الرضا المرتضى الزكي المصطفى المخصوص بكرامتك و الداعي إلى طاعتك و حجتك على الخلق أجمعين و محمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك و حقك و حجتك على بريتك و وليك و ابن أوليائك و حبيبك و ابن أحبائك و علي بن محمد السراج المنير و الركن الوثيق القائم بعدلك و الداعي إلى دينك و دين نبيك و حجتك على بريتك و الحسن بن علي عبدك و

 مهج‏الدعوات ص : 167وليك و خليفتك المؤدي عنك في خلقك عن آبائه الصادقين و بحق خلف الأئمة الماضين و الإمام الزكي الهادي المهدي و الحجة بعد آبائه على خلقك المؤدي عن علم نبيك و وارث علم الماضين من الوصيين المخصوص الداعي إلى طاعتك و طاعة آبائه الصالحين يا محمد يا أبا القاسماه بأبي أنت و أمي إلى الله أتشفع بك و بالأئمة من ولدك و بعلي أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف القائم المنتظر اللهم فصل عليهم و على من اتبعهم و صل على محمد و آل محمد صلاة المرسلين و الصديقين و الصالحين صلاة لا يقدر على إحصائها غيرك اللهم ألحق أهل بيت نبيك و ذريتهم و شيعتهم بنبيك سيد المرسلين و ألحقنا بهم مؤمنين مخبتين فائزين متقين صالحين خاشعين عابدين موفقين مسددين عاملين زاكين تائبين ساجدين راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين منيبين مصيبين اللهم إني أتولى وليهم و أتبرأ إليك من عدوهم و أتقرب إليك بحبهم و موالاتهم و طاعتهم فارزقني بهم خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني بهم أهوال يوم القيامة اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت و أن محمدا و عليا و زوجته و ولديه عبيدك و إماؤك و أنت وليهم في الدنيا و الآخرة و هم أولياؤك و الأولين بالمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من بريتك و أشهد أنهم عبادك المؤمنون لا يسبقونك بالقول و هم بأمرك يعملون اللهم إني أتوسل إليك بهم و أتشفع بهم إليك أن تحييني محياهم و تميتني على طاعتهم و ملتهم و تمنعني من طاعة عدوهم و تمنع عدوك و عدوهم مني و تغنيني بك و بأوليائك عمن أغنيته عني و تسهلني لمن أحوجتهم مهج‏الدعوات ص : 168إلي و تجعلني في حفظك في الدين و الدنيا و الآخرة و تلبسني العافية حتى تهنئني المعيشة و الحظني بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة الشريفة تكشف بها عني ما قد ابتليت به و دبرني بها إلى أحسن عاداتك و أجملها عندي فقد ضعفت قوتي و قلت حيلتي و نزل بي ما لا طاقة لي به فردني إلى أحسن عاداتك فقد آيست مما عند خلقك فلم يبق إلا رجاؤك في قلبي و قديما ما مننت علي و قدرتك يا سيدي و ربي و خالقي و مولاي و رازقي على إذهاب ما أنا فيه كقدرتك علي حيث ابتليتني به إلهي ذكر عوائدك يؤنسني و رجاء إنعامك يقربني و لم أخل من نعمتك منذ خلقتني فأنت يا رب ثقتي و رجائي و إلهي و سيدي و الذاب عني و الراحم بي و المتكفل برزقي فأسألك يا رب محمد و آل محمد أن تجعل رشدي بما قضيت من الخير و ختمته و قدرته و أن تجعل خلاصي مما أنا فيه فإني لا أقدر على ذلك إلا بك وحدك لا شريك لك و لا أعتمد فيه إلا عليك فكن يا رب الأرباب و يا سيد السادات عند حسن ظني بك و أعطني مسألتي يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أحكم الحاكمين و يا أسرع الحاسبين و يا أقدر القادرين و يا أقهر القاهرين و يا أول الأولين و يا آخر الآخرين و يا حبيب محمد و علي و جميع الأنبياء و المرسلين و الأوصياء المنتجبين و يا حبيب محمد صلى الله عليه و آله و أوصيائه و أنصاره و خلفائه و أحبائه المؤمنين و حججك البالغين من أهل بيت الرحمة المطهرين الزاهدين أجمعين صل على محمد و على آل محمد و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين

أقول و فيما تضمنته الصحيفة الشريفة من أدعية مولانا زين العابدين ص ما فيه كفاية لمن عرف ما اشتملت عليه

 مهج‏الدعوات ص : 169ذكر ما نختار من أدعية مولانا الباقر أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه و عليهم أجمعين

و من ذلك ما رواه عيسى بن محمد

 عن وهب بن إسماعيل عن محمد بن علي ع عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص ما من عبد دعا بهذا الدعاء في كل يوم غدوة إلا كان في حرز الله إلى وقته و كفى كل هم و غم و خوف و حزن و كرب و هو للدخول على السلطان و حرز من الشيطان فادع به عند الشدائد فإن دعا به محزون فرج الله عنه و إن دعا به محبوس فرج عنه و به تقضي الحوائج و إياك أن تدعو به على أحد فإنه أسرع من السهم النافذ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين يا كاشف الكرب العظيم يا أرحم الراحمين اكشف كربي و همي فإنه لا يكشف الكرب إلا أنت فقد تعرف حالي و حاجتي و فقري و فاقتي فاكفني ما أهمني و ما غمني من أمر الدنيا و الآخرة بجودك و كرمك اللهم بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و في نعمتك أصبحت و أمسيت ذنوبي بين يديك أستغفرك و أتوب إليك اللهم إني أسألك من حلمك لجهلي و من فضلك لفاقتي و من مغفرتك لخطاياي اللهم إني أسألك الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء اللهم اجعلني أخشاك إلى يوم ألقاك حتى كأنني أراك اللهم أوزعني أن أذكرك كي لا أنساك ليلا و لا نهارا و لا صباحا و لا مساء آمين رب العالمين اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك مجزل في فضلك و عطائك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور بصري و جلاء حزني و ذهاب همي اللهم إني أسألك يا أكبر من كل كبير يا من لا شريك له و لا وزير يا خالق الشمس و القمر المنير يا عصمة الخائفين و جار المستجيرين و يا مهج‏الدعوات ص : 170مغيث المظلوم الحقير و يا رازق الطفل الصغير و يا مغني البائس الفقير يا جابر العظم الكسير يا مطلق المكبل الأسير يا قاصم كل جبار عنيد اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و يسرا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب إنك سميع الدعاء يا ذا الجلال و الإكرام اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني اللهم إنك محسن فأحسن إلي اللهم إنك رحيم تحب الرحمة فارحمني اللهم إنك لطيف تحب اللطف فالطف بي يا مقيل عثرتي و يا راحم عبرتي و يا مجيب دعوتي أسألك الخير كله و أعوذ بك من الشر كله ما أحاط به علمك يا غياث من لا غياث له و يا ذخر من لا ذخر له و يا سند من لا سند له اغفر لي علمك في و شهادتك علي فإنك تسميت لسعة رحمتك الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد و أسألك شكر نعمتك و أسألك حسن عبادتك و أسألك قلبا خاشعا سليما و لسانا ذاكرا صادقا و أسألك من خير ما أعلم و من خير ما لا أعلم إنك تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نصبح و بك نمسي و بك نحيي و بك نموت و عليك نتوكل و إليك النشور و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و أشهد أن لا إله إلا الله إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا أ فرأيت من اتخذ إلهه هويه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أ فلا تذكرون اللهم اطمس علي أبصار أعدائنا كلهم من الجن و الإنس و اجعل على بصره غشاوة و اختم على قلبه و أخرج ذكري من قلبه و اجعل بيني و بين عدوي حجابا و حصنا حصينا منيعا لا يرونه سلطان و لا شيطان و لا أنس و لا جن اللهم إني أدرأ بك في نحره و أستعيذ بك من شره و أستعين بك عليه فاكفنيه كيف شئت و أنى شئت اللهم لك الحمد و أنت المستعان و بك

 مهج‏الدعوات ص : 171المستغاث و إليك المشتكى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اجعل صدر يومي هذا فلاحا و أوسطه صلاحا و آخره نجاحا اللهم اجعل لي في صدر جميع بني آدم و حواء و الجن و الإنس و الشياطين و المردة رأفة و رحمة خيرهم بين أعينهم و شرهم تحت أقدامهم و بالله أستعين عليهم أن يفرط على أحد منهم أو أن يطغى عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك وحدك لا شريك لك صل على محمد و آل محمد و ارزقني الخير كله ما أحاط به علمك يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام و الحمد لله على آلائه و أحمده على نعمائه و أشكره على بلائه و أومن بقضاء الذي لا هادي لمن أضل و لا خاذل لمن نصر و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله المصطفى و أمينه المرتضى انتجبه و حباه و اختاره و ارتضاه صلى الله عليه و آله و سلم اللهم إني أسألك إيمانا صادقا ليس بعده كفر و رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا و الآخرة تباركت ربنا و تعاليت تم نورك ربي فهديت و عظم حلمك ربي فعفوت فلك الحمد وجهك أكرم الوجوه و جاهك أفضل الجاه و عطيتك أرفع العطايا و أهنؤها تطاع ربنا فتشكر و تعصى ربنا فتغفر لمن تشاء تجيب دعوة المضطر إذا دعاك و تكشف الضر و تشفي السقيم و تغفر الذنب العظيم لا يحصى نعماؤك أحد ربنا فلك الحمد حمدا أبدا لا يحصى عدده و لا يضمحل سرمده حمدا كما حمد الحامدون من عبادك الأولين و الآخرين اللهم إني أسألك النصيب الأوفر من الجنة و أسألك الهدى و التقى و العافية و البشرى عند انقطاع الدنيا اللهم إني أسألك تقوى لا تنفد و فرجا لا ينقطع و توفيق الحمد و لباس التقوى و زينة الإيمان و مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه و آله في أعلى جنة الخلد يا بادئ لا بدي‏ء مهج‏الدعوات ص : 172له و يا دائم لا نفاد له يا حي يا محيي الموتى يا قائم على كل نفس بما كسبت أسألك الهدى و التقى و العافية و الغنى و التوفيق لما تحب و ترضى يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي‏ء و بعزتك التي قهرت كل شي‏ء و بعزتك التي ذل لها كل شي‏ء و بقوتك التي لا يقوم لها شي‏ء و بسلطانك الذي علا كل شي‏ء و بعلمك الذي أحاط بكل شي‏ء و باسمك الذي يبيد كل شي‏ء و بوجهك الباقي بعد فناء كل شي‏ء و بنور وجهك الذي أضاء كل شي‏ء أن تغفر لي كل ذنب و تمحو عني كل خطيئة و أن توفقني لما تحب ربنا و ترضى و أن تكفيني ما همني و غمني من الدنيا و الآخرة و أن ترزقني جمل الخير كله ما أحاط به علمك آمين رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد رسوله و آله الطاهرين المعصومين

و من ذلك دعاء آخر عن الباقر محمد بن علي ع

 رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار في كتاب فضل الدعاء عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال و علي بن الحكم عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال جبرئيل يا نبي الله اعلم إني لم أحب نبيا من الأنبياء كحبي إياك فأكثر أن تقول اللهم إنك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و أن إليك المنتهى و الرجعى و أن لك الآخرة و الأولى و أن لك الممات و المحيا و رب أعوذ بك أن أذل أو أخزى

و من ذلك دعاء آخر عن الباقر ع و كان يسميه الجامع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي قال أخذت هذا الدعاء عن أبي جعفر محمد بن علي و كان يسميه الجامع و رويناه أيضا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن علي ع بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله آمنت مهج‏الدعوات ص : 173بالله و بجميع رسل الله و بجميع ما أرسل به رسل الله و إن وعد الله حق و لقاءه حق و صدق الله و بلغ المرسلون و الحمد الله رب العالمين و سبحان الله كلما سبح الله شي‏ء و كما يحب الله أن يسبح و الحمد لله كلما حمد الله شي‏ء و كما يحب الله أن يحمد و لا إله إلا الله كلما هلل الله شي‏ء و كما يحب الله أن يهلل و الله أكبر كلما كبر الله شي‏ء و كما يحب الله أن يكبر اللهم إني أسألك مفاتيح الخير و خواتيمه و شرائعه و سوابقه و فوائده و بركاته و ما بلغ علمه علمي و ما قصر عن إحصائه حفظي اللهم انهج لي أسباب معرفتك و افتح لي أبوابه و غشني بركات رحمتك و من علي بعصمة عن الإزالة عن دينك و طهر قلبي من الشك و لا تشغل قلبي بدنياي و عاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي و أشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله و ذلل لكل خير لساني و طهر قلبي من الرياء و لا تجره في مفاصلي و اجعل عملي خالصا لك اللهم إني أعوذ بك من الشر و أنواع الفواحش كلها ظاهرها و باطنها و غفلاتها و جميع ما يريدني به الشيطان الرجيم و ما يريدني به السلطان العنيد مما أحطت بعلمه و أنت القادر على صرفه عني اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن و الإنس و زوابعهم و توابعهم و بوائقهم و مكايدهم و مشاهد الفسقة من الجن و الإنس و أن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي و يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي أو يعرض بلاء يصيبني منهم لا قوة لي به و لا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيمنعني ذلك من ذكرك و يشغلني عن عبادتك أنت العاصم المانع و الدافع الواقي من ذلك كله أسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني مهج‏الدعوات ص : 174معيشة أقوى بها على طاعتك و أبلغ بها رضوانك و أصير بها منك إلى دار الحيوان غدا و ارزقني رزقا حلالا يكفيني و لا ترزقني رزقا يطغيني و لا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي أعطني حظا وافرا في آخرتي و معاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي و لا تجعل الدنيا علي سجنا و لا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها مرضيا عني و اجعل عملي فيها مقبولا و سعيي فيها مشكورا اللهم من أرادني بسوء فأرده بمثله و من كادني فيها فكده و اصرف عني هم من أدخل علي همه و امكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين و افقأ عني عيون الكفرة و الظلمة الطغاة الحسدة اللهم و انزل علي منك السكينة و الوقار و ألبسني درعك الحصينة و احفظني بسترك الواقي و جللني عافيتك النافعة و صدق قولي و فعالي و بارك لي في ولدي و أهلي و مالي و ما قدمت و ما أخرت و ما أغفلت و ما تعمدت و ما توانيت و ما أعلنت و ما أسررت فاغفر لي يا أرحم الراحمين

 أقول هذا آخر روايتنا عن سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء

 و رويناه عن محمد بن الحسن الصفار بإسناده عن الباقر ع أنه قال كان يقول اللهم من كانت له حاجة هاهنا و هاهنا و هاهنا فإن حاجتي إليك وحدك لا شريك لك

 و من ذلك دعاء آخر لمولانا الباقر ع رويناه بإسنادنا أيضا إلى محمد بن الحسن الصفار في كتاب الدعاء بإسنادنا إلى عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالي قال استأذنت على أبي جعفر ع فخرج و شفتاه يتحركان و قال وبهت لذلك يا ثمالي قال قلت نعم جعلت فداك قال إني و الله تكلمت بكلام ما تكلم به أحد قط إلا كفاه الله ما أهمه مهج‏الدعوات ص : 175من أمر دنياه و آخرته قال قلت له جعلني الله فداك فأخبرني به قال نعم من قال حين يخرج من منزله بسم الله الرحمن الرحيم حسبي الله توكلت على الله اللهم إني أسألك خير أموري كلها و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة ليقضي ما أحبه

و من ذلك دعاء آخر عن مولانا الباقر ع وجدته في أصل من كتب أصحابنا

 عن عباس بن عامر عن ربيع عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي جعفر قال قال أ لا أعلمك دعاء لا ندعو به نحن أهل البيت إذا كربنا أمر و تخوفنا شر السلطان إلا قبل لنا به قلت بلى بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله قال قل يا كائنا قبل كل شي‏ء و يا مكون كل شي‏ء و يا باقيا بعد كل شي‏ء صل على محمد و أهل بيته و افعل بي كذا و كذا برحمتك يا أرحم الراحمين

ذكر ما نختاره من أدعية لمولانا الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين

و من ذلك ما رويناه و رأيناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه

 قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا عبد الله بن كثير التمار قال حدثنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران قال حدثني ياسر مولى الربيع قال سمعت الربيع يقول لما حج المنصور و صار بالمدينة سهر ليلة فدعاني فقال يا ربيع انطلق في وقتك هذا علي أخفض جناح و ألين مسير فإن استطعت أن تكون وحدك فافعل حتى تأتي أبا عبد الله جعفر بن محمد فقل له هذا ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول لك إن الدار و إن بات و الحال و إن اختلفت فإنا نرجع إلى رحم أمس من يمين بشمال و نعل بقبال و هو يسألك المصير إليه في وقتك هذا فإن سمح بالمصير معك فأوطه خدك و إن امتنع بعذر أو غيره فاردد الأمر إليه في ذلك فإن أمرك بالمصير في ثان فيسر و لا تعسر و اقبل العفو و لا تعنف في قول و لا فعل قال الربيع فصرت إلى بابه فوجدته في مهج‏الدعوات ص : 176دار خلوته فدخلت عليه من غير استئذان فوجدته معفرا خديه مبتهلا يظهر يديه قد أثر التراب في وجهه و خديه فأكبرت أن أقول شيئا حتى فرغ من صلاته و دعائه ثم انصرف بوجهه فقلت السلام عليك يا أبا عبد الله فقال و عليك السلام يا أخي ما جاء بك فقلت ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول حتى بلغت آخر الكلام فقال ويحك يا ربيع أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ويحك يا ربيع أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ فاقرأ و بلغ على أمير المؤمنين السلام و رحمة الله و بركاته ثم أقبل على صلاته و انصرف إلي بوجهه فقلت هل بعد السلام من مستعتب عليه أو إجابة فقال نعم قل له أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى و إنا و الله يا أمير المؤمنين قد خفناك و خافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن و لا بد لنا من الاتضاح به فإن كففت و إلا أجرينا اسمك على الله عز و جل في كل يوم خمس مرات و أنت حدثتنا عن أبيك عن جدك أن رسول الله ص قال أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالى دعاء الوالد لولده و الأخ لظهر الغيب لأخيه و المظلوم و المخلص قال الربيع فما استتم الكلام حتى أتت رسل المنصور تقفوا أثري و تعلم خبري فرجعت فأخبرته ما كان فبكى

 مهج‏الدعوات ص : 177ثم قال ارجع إليه و قل له الأمر في لقائك إليك و الجلوس عنا و أما النسوة اللاتي ذكرتهن فعليهن السلام فقد أمن الله روعهن و جلاهمهن قال فرجعت إليه فأخبرته بما قال المنصور فقال قل له وصلت رحما و جزيت خيرا ثم اغز و رقت عيناه حتى قطر من الدمع في حجره قطرات ثم قال يا ربيع إن هذه الدنيا و إن أمتعت ببهجتها و عزت بزبرجها فإن آخرها لا بد و أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج عند انتهاء مدته و على من نصح لنفسه و عرف حق ما عليه و له أن لا ينظر إليها نظر من غفل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه فإن هذه الدنيا قد خدعت قوما فارقوها أسر ما كانوا إليها و أكنز ما كانوا اغتباطا بها طرقتهم آجالهم بياتا و هم نائمون أو ضحى و هم يلعبون فكيف أخرجوا عنها و إلى ما صاروا بعدها أعقبتهم الألم و أورثتهم الندم و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بكأس الفراق فيا ويح من رضي عنها أو أقر عينا بها أ ما رأى مصرع آبائه و من سلف من أعدائه و أوليائه يا ربيع أطول بها حسرة و أقبح بها كثرة و أخس بها صفقة و أكبر بها ترحة إذا عاين المغرور بها أجله و قطع بالأماني أمله و ليعمل على أنه أعطي أطول الأعمار و أمدها و بلغ فيها جميع الآمال هل قصاراه إلا الهرم أو غايته إلا الرحم نسأل الله لنا و لك عملا صالحا بطاعته و مآبا إلى رحمته و نزوعا عن معصيته و بصيرة في حقه فإنما ذلك له و به فقلت يا أبا عبد الله أسألك بكل حق بينك و بين الله جل و علا إلا عرفتني ما ابتهلت به إلى ربك تعالى و جعلته حاجزا بينك و بين حذرك و خوفك فلعل الله يجبر بدوائك كسيرا و يغني به فقيرا و الله ما أعني غير نفسي قال الربيع فرفع يده و أقبل على مسجده كارها أن يتلو الدعاء صحفا و لا يحضر ذلك نيته فقال قل اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا صريخ المستصرخين مهج‏الدعوات ص : 178و يا غياث المستغيثين و يا منتهى غاية السائلين و يا مجيب دعوة المضطرين يا أرحم الراحمين يا حق يا مبين يا ذا الكيد المتين يا منصف المظلومين من الظالمين يا مؤمن أوليائه من العذاب المهين يا من يعلم خائنة الأعين بخافيات لحظ الجفون و سرائر القلوب و ما كان و يكون يا رب السماوات و الأرضين و الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين و رب الجن و الإنس أجمعين يا شاهدا لا يغيب يا غالبا غير مغلوب يا من على كل شي‏ء رقيب و على كل شي‏ء حسيب و من كل عبد قريب و لكل دعوة مستجيب يا إله الماضين و الغابرين و المقرين و الجاحدين و إله الصامتين و الناطقين و رب الأحياء و الميتين يا الله يا رباه يا عزيز يا حكيم يا غفور يا رحيم يا أول يا قديم يا شكور يا حليم يا قاهر يا عليم يا سميع يا بصير يا لطيف يا خبير يا عالم يا قدير يا قهار يا غفار يا جبار يا خالق يا رازق يا فاتق يا راتق يا صادق يا أحد يا صمد يا واحد يا ماجد يا رحمان يا فرد يا منان يا سبوح يا حنان يا قدوس يا رءوف يا مهيمن يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا ولي يا علي يا غني يا قوي يا بارئ يا مصور يا ملك يا مقتدر يا باعث يا وارث يا متكبر يا عظيم يا باسط يا قابض يا سلام يا مؤمن يا بار يا وتر يا معطي يا مانع يا ضار يا نافع يا مفرق يا جامع يا حق يا مبين يا حي يا قيوم يا ودود يا معيد يا طالب يا غالب يا مدرك يا جليل يا مفضل يا كريم يا متفضل يا متطول يا أواب يا سمح يا فارج الهم يا كاشف الغم يا منزل الحق يا قابل الصدق يا فاطر السماوات و الأرض يا عماد السماوات و الأرض يا ممسك السماوات و الأرض يا ذا البلاء الجميل و الطول العظيم يا ذا السلطان الذي لا يذل و العز الذي لا يضام

 مهج‏الدعوات ص : 179يا معروفا بالإحسان يا موصوفا بالامتنان يا ظاهرا بلا مشافهة يا باطنا بلا ملامسة يا سابق الأشياء بنفسه يا أولا بغير غاية يا آخرا بغير نهاية يا قائما بلا انتصاب يا عالما بلا اكتساب يا ذا الأسماء الحسنى و الصفات المثلى و المثل الأعلى يا من قصرت عن وصفه ألسن الواصفين و انقطعت عنه أفكار المتفكرين و علا و تكبر عن صفات الملحدين و جل و عز عن عيب العائبين و تبارك و تعالى عن كذب الكاذبين و أباطيل المبطلين و أقاويل العادلين يا من بطن فخبر و ظهر فقدر و أعطى فشكر و علا فقهر يا رب العين و الأثر و الجن و البشر و الأنثى و الذكر و البحث و النظر و القطر و المطر و الشمس و القمر يا شاهد النجوى و كاشف الغمى و دافع البلوى و غاية كل شكوى يا نعم ]النصير و[ المولى يا من هو على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى يا منعم يا مفضل يا محسن يا مجمل يا كافي يا شافي يا محيي يا مميت يا من يرى و لا يرى و لا يستعين بسناء الضياء يا محصي عدد الأشياء يا علي الجد يا غالب الجند يا من له على كل شي‏ء يد و في كل شي‏ء كيد يا من لا يشغله صغير عن كبير و لا حقير عن خطير و لا يسير عن عسير يا فاعل بغير مباشرة يا عالم من غير معلم يا من بدأ بالنعمة قبل استحقاقها و الفضيلة قبل استيجابها يا من أنعم على المؤمن و الكافر و استصلح الفاسد و الصالح عليه و رد المعاند و الشارد عنه يا من أهلك بعد البينة و أخذ بعد قطع المعذرة و أقام الحجة و درأ عن القلوب الشبهة و أقام الدلالة و قاد إلى معاينة الآية يا بارئ الجسد و موسع البلد و مجري القوت و منشر العظام بعد الموت و منزل الغيب يا سامع الصوت و سابق الفوت يا رب الآيات و المعجزات مطر و نبات و آباء و أمهات و بنين و بنات و ذاهب و آت و ليل داج و سماء ذات أبراج مهج‏الدعوات ص : 180و سراج وهاج و بحر عجاج و نجوم تمور و أرواح تدور و مياه تفور و مهاد موضوع و ستر مرفوع و رياح تهب و بلاء مدفوع و كلام مسموع و منام و سباع و أنعام و دواب و هوام و غمام و آكام و أمور ذات نظام من شتاء و مصيف و ربيع و خريف أنت أنت خلقت هذا يا رب فأحسنت و قدرت فأتقنت و سويت فأحكمت و نبهت على الفكرة فأنعمت و ناديت الأحياء فأفهمت و لم يبق علي إلا الشكر لك و الذكر لمحامدك و الانقياد إلى طاعتك و الاستماع للداعي إليك فإن عصيتك فلك الحجة و إن أطعتك فلك المنة يا من يمهل فلا يعجل و يعلم فلا يجهل و يعطي فلا يبخل يا أحق من عبد و حمد و سئل و رجي و اعتمد أسألك بكل اسم مقدس مطهر مكنون اخترته لنفسك و كل ثناء عال رفيع كريم رضيت به مدحة لك و بحق كل ملك قريب منزلته عندك و بحق كل نبي أرسلته إلى عبادك و بكل شي‏ء جعلته مصدقا لرسلك و بكل كتاب فصلته و وصلته و بينته و أحكمته و شرعته و نسخته و بكل دعاء سمعته فأجبته و عمل رفعته و أسألك بكل من عظمت حقه و أعليت قدره و شرفت بنيانه ممن أسمعتنا ذكره و عرفتنا أمره و ممن لم تعرفنا مقامه و لم تظهر لنا شأنه ممن خلقته من أول ما ابتدأت به خلقك و ممن تخلقه إلى انقضاء علمك و أسألك بتوحيدك الذي فطرت عليه العقول و أخذت به المواثيق و أرسلت به الرسل و أنزلت عليه الكتب و جعلته أول فروضك و نهاية طاعتك فلم تقبل حسنة إلا معها و لم تغفر سيئة إلا بعدها و أتوجه إليك بجودك و مجدك و كرمك و عزك و جلالك و عفوك و امتنانك و تطولك و بحقك الذي هو أعظم من حقوق خلقك و أسألك يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه ثلاث عشرة مرة و أرغب إليك خاصا و عاما و أولا و آخرا و بحق محمد الأمين رسولك سيد المرسلين و نبيك إمام المتقين و بالرسالة التي أداها

 مهج‏الدعوات ص : 181و العبادة التي اجتهد فيها و المحنة التي صبر عليها و المغفرة التي دعا إليها و الديانة التي حرص ]حض[ عليها منذ وقت رسالتك إياه إلى أن توفيته بما بين ذلك من أقواله الحكيمة و أفعاله الكريمة و مقاماته المشهورة و ساعاته المعدودة أن تصلي عليه كما وعدته من نفسك و تعطيه أفضل ما أمل من ثوابك و تزلف لديك منزلته و تعلى عندك درجته و تبعثه المقام المحمود و تورده حوض الكرم و الجود و تبارك عليه بركة عامة خاصة ماسة زاكية عالية سامية لا انقطاع لدوامها و لا نقيصة في كمالها و لا مزيد إلا في قدرتك عليها و تزيده بعد ذلك مما أنت أعلم به و أقدر عليه و أوسع له و تؤتي ذلك حتى يزداد في الإيمان به بصيرة و في محبته ثباتا و حجة و على آله الطاهرين الطيبين الأخيار المنتجبين الأبرار و على جبرئيل و ميكائيل و الملائكة المقربين و حملة عرشك أجمعين و على جميع النبيين و المرسلين و الصديقين و الشهداء و الصالحين عليه و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حيوة و لا نشورا قد ذل مصرعي و انقطع و ذهب مسألتي و ذل ناصري و أسلمني أهلي و ولدي بعد قيام حجتك و ظهور براهينك عندي و وضوح دلائلك اللهم إنه قد أكدى الطلب و أعيت الحيل إلا عندك و انغلقت الطرق و ضاقت المذاهب إلا إليك و درست الآمال و انقطع الرجاء إلا منك و كذب الظن و أخلفت العداة إلا عدتك اللهم إن مناهل الرجاء لفضلك مترعة و أبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة و الاستغاثة لمن استغاث بك مباحة و أنت لداعيك بموضع الإجابة و الصارخ إليك ولي الإغاثة و القاصد إليك قريب المسافة و إن موعدك عوض عن منع الباخلين و مندوحة عما في أيدي المستأثرين و درك من حيل الموازرين و الراحل إليك يا رب قريب المسافة منك و أنت لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم مهج‏الدعوات ص : 182الأعمال السيئة دونك و ما أبرئ نفسي منها و لا أرفع قدري عنها إني لنفسي يا سيدي لظلوم و بقدري لجهول إلا أن ترحمني و تلحظني و تعود بفضلك علي و تدرأ عقابك عني و ترحمني و تلحظني بالعين التي أنقذتني بها من حيرة الشك و رفعتني من هوة الضلالة و أنعشتني من ميتة الجهالة و هديتني بها من الأنهاج الحائرة اللهم و قد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة و إخلاص نية و قد دعوتك بعزم إرادتي و إخلاص طويتي و صادق نيتي فها أنا ذا مسكينك بائسك أسيرك فقيرك سائلك منيخ بفنائك قارع باب رجائك و أنت أنس الآنسين لأوليائك و أحرى بكفاية المتوكل عليك و أولى بنصر الواثق بك و أحق برعاية المنقطع إليك سري لك مكشوف و أنا إليك ملهوف و أنا عاجز و أنت قدير و أنا صغير و أنت كبير و أنا ضعيف و أنت قوي و أنا فقير و أنت غني إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك و إذا صبت علي الأمور استجرت بك و إذا تلاحكت علي الشدائد أملتك و أين يذهب بي عنك و أنت أقرب من وريدي و أحصن من عديدي و أوجد من مكاني و أصح من معقولي و أزمة الأمور كلها بيدك صادرة عن قضائك مذعنة بالخضوع لقدرتك فقيرة إلى عفوك ذات فاقة إلى قارب من رحمتك و قد مسني الفقر و نالني الضر و شملتني الخصاصة و عرتني الحاجة و توسمت بالذلة و علتني المسكنة و حقت علي الكلمة و أحاطت بي الخطيئة و هذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة فامسح ما بي بيمينك الشافية و انظر إلي بعينك الراحمة و أدخلني في رحمتك الواسعة و أقبل علي بوجهك ذي الجلال و الإكرام فإنك إذا أقبلت على أسير فككته و على ضال فهديته و على حائر آويته و على ضعيف قويته و على خائف آمنته اللهم إنك أنعمت علي فلم أشكره و ابتليتني فلم أصبر فلم يوجب عجزي عن شكرك منع المؤمل من فضلك و أوجب عجزي عن الصبر على بلائك كشف ضرك و إنزال رحمتك فيا من

 مهج‏الدعوات ص : 183قل عند بلائه صبري فعافاني و عند نعمائه شكري فأعطاني أسألك المزيد من فضلك و الإيزاع لشكرك و الاعتداد بنعمائك في أعفى العافية و أسبغ النعمة إنك على كل شي‏ء قدير اللهم لا تخلني من يدك و لا تتركني لقاء لعدوك و لا لعدوي و لا توحشني من لطائفك الخفية و كفايتك الجميلة و إن شردت عنك فارددني إليك و إن فسدت عليك فأصلحني لك فإنك ترد الشارد و تصلح الفاسد و أنت على كل شي‏ء قدير اللهم هذا مقام العائذ بك اللائذ بعفوك المستجير بعز جلالك قد رأى أعلام قدرتك فأره آثار رحمتك فإنك تبدأ الخلق ثم تعيده و هو أهون عليك و لك المثل الأعلى في السماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم اللهم فتولني ولاية تغنيني بها عن سواها و أعطني عطية لا أحتاج إلى غيرك معها فإنها ليست ببدع من ولايتك و لا بنكر من عطيتك و لا بأولى من كفايتك ادفع الصرعة و انعش السقطة و تجاوز عن الزلة و أقبل التوبة و ارحم الهفوة و أنج من الورطة و أقل العثرة يا منتهى الرغبة و غياث الكربة و ولي النعمة و صاحبي في الشدة و رحمان الدنيا و الآخرة أنت رحماني إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو عدو يملك أمري إن لم تك علي ساخطا فما أبالي غير أن عفوك لا يضيق عني و رضاك ينفعني و كنفك يسعني و يدك الباسطة تدفع عني فخذ بيدي من دحض الزلة فقد كبوت و ثبتني على الصراط المستقيم و اهدني و إلا غويت يا هادي الطريق يا فارج المضيق يا إلهي بالتحقيق يا جاري اللصيق يا ركني الوثيق يا كنزي العتيق احلل عني المضيق و اكفني شر ما أطيق و ما لا أطيق يا أهل التقوى و المغفرة و ذا العز و القدرة و الآلاء و العظمة يا أرحم الراحمين و خير الغافرين و أكرم الناظرين و رب العالمين لا تقطع منك رجائي و لا تخيب دعائي و لا تجهد بلائي و لا تسئني قضائي و لا تجعل النار مأواي و اجعل الجنة مثواي و أعطني من الدنيا سؤلي و مهج‏الدعوات ص : 184مناي و بلغني من الآخرة أملي و رضاي و آتني في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا برحمتك عذاب النار يا أرحم الراحمين إنك على كل شي‏ء قدير و بكل شي‏ء محيط و أنت حسبي و نعم الوكيل

 كتبته من مجموع بخط الشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري أدام الله تأييده هكذا كان في الأصل

و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة ثانية بعد عوده من مكة إلى المدينة

 حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد النوفلي قال حدثني الربيع صاحب أبي جعفر المنصور قال حججت مع أبي جعفر المنصور فلما صرت في بعض الطريق قال لي المنصور يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ع فو الله العظيم لا يقتله أحد غيري احذر أن تدع أن تذكرني به قال فلما صرنا إلى المدينة أنساني الله عز و جل ذكره قال فلما صرنا إلى مكة قال لي يا ربيع أ لم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة قال فقلت نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين قال فقال لي إذا رجعت إلى المدينة فاذكرني به فلا بد من قتله فإن لم تفعل لأضربن عنقك فقلت نعم يا أمير المؤمنين ثم قلت لغلماني و أصحابي اذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى قال فلم تزل غلماني و أصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه حتى قدمنا المدينة فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه فقلت له يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد قال فضحك و قال لي نعم اذهب يا ربيع فأمني به و لا تأتني به إلا مسحوبا قال فقلت له يا مولاي يا أمير المؤمنين حبا و كرامة و أنا أفعل ذلك طاعة لأمرك قال ثم نهضت و أنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد ص و هو جالس في وسط داره فقلت له جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه فقال لي السمع و الطاعة ثم نهض و هو معي يمشي قال فقلت له يا ابن رسول الله ص إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا قال فقال الصادق امتثل يا ربيع مهج‏الدعوات ص : 185ما أمرك به قال فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه فلما أدخلته إليه رأيته و هو جالس على سريره و في يده عمود حديد يريد أن يقتله به و نظرت إلى جعفر ع و هو يحرك شفتيه به فوقفت أنظر إليهما قال الربيع فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي و تهلل وجهه و قربه منه حتى أجلسه معه على السرير ثم قال يا غلام ائتني بالحقة فأتاه الحقة فإذا فيها قدح الغالية فغلقه منها بيده ثم حمله على بغلة و أمر له ببدرة و خلعة ثم أمره بالانصراف قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله ص إني لم أشك فيه إنه ساعة تدخل عليه يقتلك و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك عليه فلما قلت قال لي نعم يا ربيع اعلم إني قلت حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم حسبي الذي لم يزل حسبي حسبي حسبي حسبي الله و نعم الوكيل اللهم احرسني بعينك التي لا ينام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و احفظني بعزك و اكفني شره بقدرتك و من علي بنصرك و إلا هلكت و أنت ربي اللهم إنك أجل و أجبر مما أخاف و أحذر اللهم إني إدراك في نحره و أعوذ بك من شره و أستعينك عليه و أستكفيك إياه يا كافي موسى فرعون و محمد صلى الله عليه و آله الأحزاب الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل و أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون

و وجدت عقيب هذا الدعاء ما هذا لفظه

عوذة مولانا الصادق ع

حين استدعاه المنصور برواية الربيع بالله أستفتح و بالله أستنجح و برسوله مهج‏الدعوات ص : 186صلى الله علمه و آله أتوسل و بأمير المؤمنين صلى الله عليه أتشفع و بالحسن و الحسين صلى الله عليهما أتقرب اللهم لين لي صعوبته و سهل لي حزونته و وجه سمعه و بصره و جميع جوارحه إلي بالرأفة و الرحمة و اذهب عني غيظه و بأسه و مكره و جنوده و أحزابه و انصرني عليه بحق كل سائح في رياض قدسك و فضاء نورك و شرب من حيوان مائك و انقذني بنصرك العام المحيط جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و محمد صلى الله عليه و آله أمامي و الله وليي و حافظي و ناصري و أماني فإن حزب الله هم الغالبون استترت و احتجبت و امتنعت و تعززت بكلمة الله الوحدانية الأزلية الإلهية التي من امتنع بها كان محفوظا أن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين قال الربيع فكتبته في رق و جعلته في حمائل سيفي فو الله ما هبت المنصور بعدها

 أقول و قد رأيت في كتاب عتيق من وقف أم الخليفة الناصر أوله أخبار وقعة الحرة

 بإسناده عن أبي عبد الله ع قال قرأت إنا أنزلناه في ليلة القدر حين دخلت على أبي جعفر و هو يريد قتلي فحال الله بينه و بين ذلك فلما قرأها حين نظر إليه لم يخرج إليه حتى ألطفه و قيل له بما احترست قال بالله و بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر فقلت يا الله يا الله سبعا إني أتشفع إليك بمحمد و أن تغلبه لي فمن ابتلي بمثل ذلك فليصنع مثل صنعي و لو لا أننا نقرأها و نأمر بقراءتها شيعتنا لتخطفهم الناس و لكن هي و الله لهم كهف

و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة

 رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن مهج‏الدعوات ص : 187الصفار بإسناده في كتاب فضل الدعاء عن إبراهيم بن جبلة عن مخرمة الكندي قال لما نزل أبو جعفر المنصور الربذة و جعفر بن محمد يومئذ بها قال من يعذرني من جعفر هذا قدم رجلا و أخر أخرى يقول أنتحي عن محمد أقول يعني محمد بن عبد الله بن الحسن فإن يظفر فإنما الأمر لي و إن تكن الأخرى فكنت قد أحرزت نفسي أما و الله لأقتلنه ثم التفت إلى إبراهيم بن جبلة فقال يا ابن جبلة قم إليه فضع في عنقه ثباته ثم ائتني به سحبا قال إبراهيم فخرجت حتى أتيت منزله فلم أصبه فطلبته في مسجد أبي ذر فوجدته في باب المسجد قال فاستحييت أن أفعل ما أمرت فأخذت بكمه فقلت له أجب أمير المؤمنين فقال إنا لله و إنا إليه راجعون دعني حتى أصلي ركعتين ثم بكى بكاء شديدا و أنا خلفه ثم قال اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه القريب و يشمت به العدو و تعني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيتنيه فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل حاجة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا أقول و وجدت زيادة في هذا الدعاء عن مولانا الرضا ع بنعمتك اللهم تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف يا من هو بالمعروف موصوف أنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين ثم قال اصنع ما أمرت به فقلت و الله لا أفعل و لو ظننت إني أقتل فأخذت بيده فذهبت به لا و الله ما أشك إلا أنه يقتله قال فلما انتهيت إلى باب الستر قال يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد صلى الله عليه و آله تول عافيتي و لا تسلط علي في هذه الغداة أحدا من خلقك بشي‏ء لا طاقة لي به ثم قال مهج‏الدعوات ص : 188إبراهيم ثم أدخلته عليه فاستوى جالسا ثم أعاد عليه الكلام فقال قدمت رجلا و أخرت أخرى أما و الله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين ما فعلت فارفق بي فو الله لقل ما أصحبك فقال له أبو جعفر انصرف ثم قال التفت إلى عيسى بن علي فقال يا أبا العباس ألحقه فسله أ بي أم به قال فخرج يشتد حتى لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين يقول لك أ بك أم به فقال لا بل بي فقال أبو جعفر صدق قال إبراهيم ثم خرجت فوجدته قاعدا ينتظرني يتشكر لي صنعي به و إذا به يحمد الله و يقول الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي استوجب الشكر علي بفضله و إن كنت قليلا شكري و الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني فرضيت بلطفك يا رب لطفا و بكفايتك خلفا اللهم يا رب ما أعطيتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم و ما زويت عني مما أحب فاجعله قواما لي فيما تحب اللهم أعطني ما أحب و اجعله خيرا لي و اصرف عني ما أكره و اجعله خيرا لي اللهم ما غيبت عني من الأمور فلا تغيبني عن حفظك و ما فقدت فلا أفقد عونك و ما نسيت فلا أنسى ذكرك و ما مللت فلا أمل شكرك عليك توكلت حسبي الله و نعم الوكيل

و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة

 حدث الشيخ العالم أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في شوال من سنة خمس و خمسين و خمسمائة قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الحازن بمشهد أمير المؤمنين ع في صفر سنة ستة عشر و خمسمائة قال أخبرنا الشيخ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل ببغداد في ذي القعدة من سنة سبعين و أربعمائة قال قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حلوبة القطان قراءة عليه مهج‏الدعوات ص : 189بعكبرا قال حدثنا عبد الله بن خلف بن علي بن الحسين بن مليح الشروطي بعكبرا قال حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم الهمداني قال حدثنا الحسن بن علي البصري قال حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني و العباس بن عبد العظيم العنبري قالا حدثنا الفضل بن الربيع قال قال أبي الربيع الحاجب بعث المنصور إبراهيم بن جبلة المدينة ليشخص جعفر بن محمد فحدثني إبراهيم بعد قدومه بجعفر أنه لما دخل إليه فأخبره برسالة المنصور سمعته يقول اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و اتكالي في كل أمر نزل بي عليك ثقة و بك عدة فكم من كرب يضعف فيه القوي و تقل فيه الحيلة و تعييني فيه الأمور و تحدل فيه القريب و يشمت فيه العدو و أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته فأنت ولي كل نعمة و منتهى كل حاجة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا فلما قدموا راحلته و خرج ليركب سمعته يقول اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد صلى الله عليه و آله أتوجه اللهم ذلل حزونته و كل حزونة و سهل لي صعوبته و كل صعوبة و ارزقني من الخير فوق ما أرجو و اصرف عني من الشر فوق ما أحذر فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب قال فلما دخلنا الكوفة نزل فصلى ركعتين ثم رفع يده إلى السماء فقال اللهم رب السماوات و ما أظلت و رب الأرضين السبع و ما أقلت و الرياح و ما ذرت و الشياطين و ما أضلت و الملائكة و ما عملت أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن ترزقني خير هذه البلدة و خير ما فيها و خير أهلها و خير ما قدمت له و أن تصرف عني شرها و شر ما فيها و شر أهلها و شر ما قدمت له قال الربيع فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته بقدوم جعفر بن محمد و إبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا و قال له إذا دخل جعفر بن محمد مهج‏الدعوات ص : 190فخاطبته و أومأت إليك فاضرب عنقه و لا تستأمر

فخرجت إليه و كان صديقا لي ألاقيه و أعاشره إذا حججت فقلت يا ابن رسول الله إن هذا الجبار قد أمر فيك بأمر أكرهه أن ألقاك به و إن كان في نفسك شي‏ء تقوله أو توصيني به فقال لا يروعك ذلك فلو قد رآني لزال ذلك كله ثم أخذ بمجامع الستر فقال يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد صلى الله عليه و آله و عليهم تولني في هذه الغداة و لا تسلط علي أحدا من خلقك بشي‏ء لا طاقة لي به ثم دخل فحرك شفتيه بشي‏ء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صب عليها ماء فخمدت ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد ع و صار مع سريره فوثب المنصور و أخذ بيده و رفعه على سريره ثم قال له يا أبا عبد الله يعز علي تعبك و إنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك قطعوا رحمي و طعنوا في ديني و ألبوا الناس علي و لو ولي هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحما مني لسمعوا له و أطاعوا فقال جعفر ع يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح إن أيوب ع ابتلي فصبر و إن يوسف ع ظلم فغفر و إن سليمان ع أعطي فشكر فقال المنصور قد صبرت و غفرت و شكرت ثم قال يا أبا عبد الله حدثنا حديثا كنت سمعته منك في صلة الأرحام قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال البر و صلة الأرحام عمارة الدنيا و زيادة الأعمار قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص من أحب أن ينسأ في أجله و يعافى في بدنه فليصل رحمه قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو إلى الله تعالى عز و جل قاطعها فقلت يا جبرئيل كم بينهم فقال سبعة آباء فقال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص مهج‏الدعوات ص : 191احتضر رجل بار في جواره رجل عاق قال الله عز و جل لملك الموت يا ملك الموت كم بقي من أجل العاق قال ثلاثون سنة قال حولها إلى هذا البار فقال المنصور يا غلام ائتني بالغالية فأتاه بها فجعل يغلفه بيديه ثم دفع إليه أربعة آلاف دينار و دعا بدابته فأتي بها فجعل يقول قدم قدم إلى أن أتي بها إلى عند سريره فركب جعفر بن محمد ع و عدوت بين يديه فسمعته يقول الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يسألني و الحمد لله الذي استوجب مني الشكر و إن كنت قليلا شكري و الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني يا رب كفى بلطفك لطفا و بكفايتك خلفا فقلت له يا ابن رسول الله إن هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل و لقد دعا المسيب بن زهير فدفع إليه سيفا و أمره أن يضرب عنقك و إني رأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشي‏ء لم أفهمه عنك فقال ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص لما ألبت عليه اليهود و فزارة و غطفان و هو قوله تعالى إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا و كان ذلك اليوم من أغلظ يوم على رسول الله ص فجعل يدخل و يخرج و ينظر إلى السماء و يقول ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فرأى شخصا فقال لحذيفة انظر من هذا فقال يا رسول الله هذا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله ص يا أبا الحسن أ ما خشيت أن تقع عليك عين قال إني وهبت نفسي لله و لرسوله و خرجت حارسا للمسلمين في هذه الليلة فما انقضى كلامهما حتى نزل جبرئيل ع و قال يا محمد إن الله يقرؤك السلام و يقول لك قد رأيت موقف علي بن أبي طالب ع منذ الليلة و أهديت له من

 مهج‏الدعوات ص : 192مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند شيطان مارد و لا سلطان جائر و لا حرق و لا غرق و لا هدم و لا ردم و لا سبع ضار و لا لص قاطع إلا آمنه الله من ذلك و هو أن يقول اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و أعزنا بسلطانك الذي لا يضام و ارحمنا بقدرتك علينا و لا تهلكنا و أنت الرجاء رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد الطاهرين و أدرأ بك في نحور الأعداء و الجبارين اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني في ما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضره المعصية أسألك فرجا عاجلا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من جميع البلاء و الشكر على العافية يا أرحم الراحمين قال الربيع و الله لقد دعاني المنصور ثلاث مرات يريد قتلي فأتعوذ بهذه الكلمات فيحول الله بينه و بين قتلي قال الحسن بن علي قال العباس بن عبد العظيم ما انصرفت ليلة من حانوتي إلا دعوت بهذه الكلمات فأنسيت ليلة من الليالي أن أقرؤها قبل انصرافي فلما كان في بعض الليل و أنا نائم استيقظت فذكرت أني لم أقرأها فجعلت أعوذ حانوتي بها و أنا في فراشي و أدير يدي عليه فلما كان في الغد بكرت فوجدت في حانوتي رجلا و إذا الحانوت مغلق عليه فقلت له ما شأنك و ما تصنع هاهنا فقال دخلت إلى حانوتك لأسرق منه شيئا و كلما أردت الخروج حيل بيني و بين ذلك بسور من حديد

و من ذلك دعاء لمولانا الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة خامسة

إلى بغداد قبل قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن ع وجدتها في كتاب عتيق في آخره و كتب الحسين بن علي بن هند بخطه في مهج‏الدعوات ص : 193شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة

 قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة الهمداني بالمصيصة قال حدثنا محمد بن العباس بن داود العاصمي قال حدثنا الحسن بن علي بن يقطين عن أبيه قال حدثني محمد بن الربيع الحاجب قال قعد المنصور أمير المؤمنين يوما في قصره في القبة الخضراء و كانت قبل قتل محمد و إبراهيم تدعى الحمراء و كان له يوم يقعد فيه يسمى ذلك اليوم يوم الذبح و قد كان أشخص جعفر بن محمد ع من المدينة فلم يزل في الحمراء نهاره كله حتى جاء الليل و مضى أكثره قال ثم دعا أبي الربيع فقال يا ربيع إنك تعرف موضعك مني و أنه يكون إلى الخير و لا تظهر عليه أمهات الأولاد و تكون أنت المعالج له فقال قلت له يا أمير المؤمنين ذلك من فضل الله علي و فضل أمير المؤمنين و ما فوقي في النصح غاية قال كذلك أنت سر الساعة إلى جعفر بن محمد بن فاطمة فأتني به على الحال الذي تجده عليه لا تغير شيئا مما عليه فقلت إنا لله و إنا إليه راجعون هذا و الله هو العطب إن أتيت به على ما أراه من غضبه قتله و ذهبت الآخرة و إن لم آت به و أذهبت في أمره قتلني و قتل نسلي و أخذ أموالي فميزت بين الدنيا و الآخرة فمالت نفسي إلى الدنيا قال محمد بن الربيع فدعاني أبي و كنت أفظ ولده و أغلظهم قلبا فقال لي امض إلى جعفر بن محمد فتسلق على حائطه و لا تستفتح عليه بابا فيغير بعض ما هو عليه و لكن انزل عليه نزولا فأت به على الحال التي هو فيها قال فأتيته و قد ذهب الليل إلا أقله فأمرت بنصب السلاليم و تسلقت عليه الحائط فنزلت عليه داره فوجدته قائما يصلي و عليه قميص و منديل قد ائتزر به فلما سلم من صلاته قلت له أجب أمير المؤمنين فقال دعني أدعو و ألبس ثيابي فقلت له ليس إلى تركك و ذلك سبيل قال فأدخل المغتسل فأطهر قال قلت و ليس إلى ذلك سبيل فلا تشغل نفسك فإني لا أدعك تغير شيئا قال فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه و منديله و كان قد جاوز السبعين ع فلما

 مهج‏الدعوات ص : 194مضى بعض الطريق ضعف الشيخ فرحمته فقلت له اركب فركب بغل شاكري كان معنا ثم صرنا إلى الربيع فسمعته و هو يقول له ويلك يا ربيع قد أبطأ الرجل و جعل يستحثه استحثاثا شديدا فلما أن وقعت عين الربيع على جعفر بن محمد و هو بتلك الحال بكى و كان الربيع يتشيع فقال له جعفر ع يا ربيع أنا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين و أدعو قال شأنك و ما تشأ فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم أفهمه إلا أنه دعاء طويل و المنصور في ذلك كله يستحث الربيع فلما فرغ من دعائه على طوله أخذ الربيع بذراعيه فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الإيوان وقف ثم حرك شفتيه بشي‏ء ما أدري ما هو ثم أدخلته فوقف بين يديه فلما أنظر إليه قال و أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و فسادك على أهل هذا البيت من بني العباس و ما يزيدك الله بذلك إلا شدة حسد و نكد ما يبلغ به ما تقدره فقال له و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا من هذا و لقد كنت في ولاية بني أمية و أنت تعلم أنهم أعداء الخلق لنا و لكم و أنهم لا حق لهم في هذا الأمر فو الله ما بغيت عليهم و لا بلغهم عني سوء مع جفائهم الذي كان لي فكيف يا أمير المؤمنين أصنع الآن هذا و أنت ابن عمي و أمس الخلق بي رحما و أكثرهم عطاء و برا فكيف أفعل هذا فأطرق المنصور ساعة و كان على لبد و عن يساره مرفقه خز مقاينة و تحت لبده سيف ذو فقار كان لا يفارقه إذا قعد في القبة قال أبطلت و أتمت ثم رفع ثنى الوسادة فأخرج منها أضبارة كتب فرمى بها إليه و قال هذه كتبك إلى أهل خراسان تدعوهم إلى نقض بيعتي و أن يباعوك دوني فقال و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا أستحل ذلك و لا هو من مذهبي و إني لمن من يعتقد طاعتك على كل حال و قد بلغت من السن ما قد أضعفني من ذلك لو أردته فصيرني في بعض جيوشك حتى يأتيني الموت فهو مني قريب فقال لا و لا كرامة ثم أطرق و ضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر و أخذ بمقبضه فقلت إنا لله ذهب و الله الرجل

 مهج‏الدعوات ص : 195ثم رد السيف ثم قال يا جعفر أ ما تستحي مع هذه الشيبة و مع هذا النسب أن تنطق بالباطل و تشق عصا المسلمين تريد أن تريق الدماء و تطرح الفتنة بين الرعية و الأولياء فقال لا و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا هذه كتبي و لا خطي و لا خاتمي فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله مضى الرجل و جعلت في نفسي إن أمرني فيه بأمر أن أعصيه لأنني ظننت أنه يأمرني أن آخذ السيف فأضرب به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور و إن أتى ذلك علي و على ولدي و تبت إلى الله عز و جل مما كنت نويت فيه أولا فأقبل يعاتبه و جعفر يعتذر ثم انتضى السيف كله إلا شيئا يسيرا منه فقلت إنا لله مضى و الله الرجل ثم أغمد السيف و أطرق ساعة ثم رفع رأسه و قال أظنك صادقا يا ربيع هات العيبة من موضع كانت فيه في القبة فأتيته بها فقال أدخل يدك فيها فكانت مملوة غالية وضعها في لحيته و كانت بيضاء فاسودت و قال احمله على فاره من دوابي التي أركبها و أعطه عشرة آلاف درهم و شيعه إلى منزله مكرما و خيره إذا أتيت به إلى المنزل بين المقام عندنا فنكرمه و الانصراف إلى مدينة جده رسول الله ص فخرجنا من عنده و أنا مسرور فرح لسلامة جعفر ع و متعجب مما أراد المنصور و ما صار إليه من أمره فلما صرنا في الصحن قلت له يا ابن رسول إني لأعجب مما عمد إليه هذا في بابك و ما أصارك الله إليه من كفايته و دعافه و لا عجب من أمر الله عز و جل و قد سمعتك تدعو عقيب الركعتين بشي‏ء في الأصل بدعاء لم أدر ما هو إلا أنه طويل و رأيتك قد حركت شفتيك هاهنا أعني الصحن بشي‏ء لم أدر ما هو فقال لي أما الأول فدعاء الكرب و الشدائد لم أدع به على أحد قبل يومئذ جعلته عوضا من دعاء كثير أدعو به إذا قضيت صلاتي لأني لم أترك أن أدعو ما كنت أدعو به و أما الذي حركت به شفتي فهو دعا رسول الله ص يوم الأحزاب حدثني به أبي عن أبيه مهج‏الدعوات ص : 196عن جده عن أمير المؤمنين ع عن رسول الله ص قال لما كان يوم الأحزاب كانت المدينة كالإكليل من جنود المشركين و كانوا كما قال الله عز و جل إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً فدعا رسول الله ص بهذا الدعاء و كان أمير المؤمنين ص يدعو به إذا أحزنه أمر و الدعاء اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام و اغفر لي بقدرتك علي رب لا أهلك و أنت الرجاء اللهم أنت أعز و أكبر مما أخاف و أحذر بالله أستفتح و بالله أستنجح و بمحمد رسول الله ص أتوجه يا كافي إبراهيم نمرود و موسى فرعون اكفني ما أنا فيه الله الله ربي لا أشرك به شيئا حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي المانع من الممنوعين حسبي من لم يزل حسبي حسبي مذ قط حسبي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ثم قال لو لا الخوف من أمير المؤمنين كنت لدفعت إليك هذا المال و لكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة و أعطيتني بها عشرة آلاف دينار فلم أبعك و قد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله إنما رغبتي في الدعاء الأول و الثاني و إذا فعلت هذا فهو البر و لا حاجة إلى الآن في الأرض فقال إنا أهل بيت لا نرجع في معروفنا نحن ننسخك الدعاء و نسلم إليك الأرض سر معي إلى المنزل فصرت معه كما تقدم المنصور و كما كتب لي بعهده الأرض و أملى علي دعاء رسول الله ص و أملى علي الذي دعا هو بعد الركعتين ثم ذكر في هذه الرواية الدعاء الذي قدمناه نحن في الرواية الأولى الذي أوله اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و هو في النسخة العتيقة نحو ست قوائم بالطالبي إلى آخره و هو قوله أنت ربي و أنت

 مهج‏الدعوات ص : 197حسبي و نعم الوكيل و المعين قال فقلت يا ابن رسول الله لقد كثر استحثاث المنصور لي و استعجاله إياي و أنت تدعو بهذا الدعاء الطويل متمهلا كأنك لم تخشه قال فقال لي نعم قد كنت أدعو به بعد صلاة الفجر بدعاء لا بد منه فأما الركعتان فهما صلاة الغداة خفقهما و دعوت بذلك الدعاء بعدهما فقلت له أ ما خفت أبا جعفر و قد أعد لك ما أعد قال خيفة الله دون خيفته و كان الله عز و جل في صدري أعظم منه قال الربيع كان في قلبي ما رأيت من المنصور و من غضبه و حنقه على جعفر و من الجلالة له في ساعة ما لم أظنه يكون في بشر فلما وجدت منه خلوة و طيب نفس قلت يا أمير المؤمنين رأيت منك عجبا قال ما هو قلت يا أمير المؤمنين رأيت غضبك على جعفر غضبا لم أرك عضبته على أحد قط و لا على عبد الله بن الحسن و لا على غيره من كل الناس حتى بلغ بك الأمر أن تقتله بالسيف و حتى أنك أخرجت من سيفك شبرا ثم أغمدته ثم عاتبته ثم أخرجت منه ذراعا ثم عاتبته ثم أخرجته كله إلا شيئا يسيرا فلم أشك في قتلك له ثم انحل ذلك كله فعاد رضى حتى أمرتني فسودت لحيته بالغالية التي لا يتغلف منها إلا أنت و لا يغلف منها ولدك المهدي و لا من وليته عهدك و لا عمومتك و أجزته و حملته و أمرتني بتشييعه مكرما فقال ويحك يا ربيع ليس هو مما ينبغي أن يحدث به و ستره أولى و لا أحب أن يبلغ ولد فاطمة ع فيفخرون و يتيهون بذلك علينا حسبنا ما نحن فيه و لكن لا أكتمك شيئا أنظر من في الدار ثم قال لي ارجع و لا يتق أحدا ففعلت ثم قال لي ليس إلا أنا و أنت و الله لئن سمعت ما ألقيته إليك من أحد لأقتلنك و ولدك و أهلك أجمعين و لآخذن مالك قال قلت يا أمير المؤمنين أعيذك بالله قال يا ربيع قد كنت مصرا على قتل جعفر و لا أسمع له قولا و لا أقبل له عذرا و كان أمره و إن كان ممن لا يخرج بسيف أغلظ عندي و أهم علي من أمر عبد الله بن حسن و قد كنت أعلم هذا منه و من آبائه على عهد بني أمية فلما هممت مهج‏الدعوات ص : 198به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله ص فإذا هو حائل بيني و بينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس و قطب في وجهي فصرفت وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية و انتضيت من السيف أكثر مما انتضيت منه في المرة الأولى فإذا أنا برسول الله ص قد قرب مني و دنا شديدا و هم بي أن لو فعلت لفعل فأمسكت ثم تجاسرت و قلت هذا بعض أفعال الرأي ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول الله ص باسط ذراعيه قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتى كاد أن يضع يده علي فخفت و الله لو فعلت لفعل و كان مني ما رأيت و هؤلاء من بني فاطمة ص و لا يجهل حقهم إلا جاهل لا حظ له في الشريعة فإياك أن يسمع هذا منك أحد قال محمد بن الربيع فما حدثني به أبي حتى مات المنصور و ما حدثت أنا به حتى مات المهدي و موسى و هارون و قتل محمد

و من ذلك دعاء مولانا الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم أفضل الصلاة و السلام لما استدعاه المنصور مرة سادسة

و هي ثاني مرة إلى بغداد بعد قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وجدتها في الكتاب العتيق الذي قدمت ذكره بخط الحسين بن علي بن هند

 قال حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال حدثنا بشير بن حماد عن صفوان بن مهران الجمال قال قد رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلى بن خنيس لجباية الأموال من شيعته و أنه كان يمد بها محمد بن عبد الله فكاد المنصور أن يأكل كفه على جعفر غيظا و كتب إلى عمه داود بن علي و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسير إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوم و المقام فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال له اعمد على المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخر قال صفوان و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ مهج‏الدعوات ص : 199إلي جعفر ع فصرت إليه فقال لي تعهد راحلتنا فإنا غادون في غد إن شاء الله العراق و نهض عن وقته و أنا معه إلى مسجد النبي ص و كان ذلك بين الأولى و العصر فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ و من دعائه يا من ليس له ابتداء و لا انقضاء يا من ليس له أمد و لا نهاية و لا ميقات و لا غاية يا ذا العرش المجيد و البطش الشديد يا من هو فعال لما يريد يا من لا يخفى عليه اللغات و لا تتشبه عليه الأصوات يا من قامت بجبروته الأرض و السماوات يا حسن الصحبة يا واسع المغفرة يا كريم العفو صل على محمد و آل محمد و احرسني في سفري و مقامي و في حركتي و انتقالي بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام اللهم إني أتوجه في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك و لا رجاء يأوي بي إلا إليك و لا قوة لي أتكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلا ابتغاء فضلك و التماس عافيتك و طلب فضلك و إجراؤك لي على أفضل عوائدك عندي اللهم و أنت أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما أحب و أكره فمهما أوقعت عليه قدرك فمحمود فيه بلاؤك منتصح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم فاصرف عني فيه مقادير كل بلاء و مقضي كل لاواء و ابسط علي كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك و تماما من نعمتك حتى تحفظني فيه بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين و خلقته في ستر كل عورة و كفاية كل مضرة و صرف كل محذور و هب لي فيه أمنا و إيمانا و عافية و يسرا و صبرا و شكرا و أرجعني فيه سالما إلى سالمين يا أرحم الراحمين

 قال صفوان سألت أبا عبد الله الصادق ع بأن يعيد الدعاء علي فأعاده و كتبته فلما أصبح أبو عبد الله ع رحلت له الناقة و سار متوجها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتى استأذن فأذن له قال صفوان مهج‏الدعوات ص : 200فأخبرني بعض من شهده عند أبي جعفر قال فلما رآه أبو جعفر قربه و أدناه ثم استدعى قصة الرافع على أبي عبد الله ع يقول في قصته أن معلى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال من جميع الآفاق و أنه مد بها محمد بن عبد الله فدفع إليه القصة فقرأها أبو عبد الله ع فأقبل عليه المنصور فقال يا جعفر بن محمد ما هذه الأموال التي يجبيها لك معلى بن خنيس فقال أبو عبد الله ع معاذ الله من ذلك يا أمير المؤمنين قال له تحلف على براءتك من ذلك قال نعم أحلف بالله أنه ما كان من ذلك شي‏ء قال أبو جعفر لا بل تحلف بالطلاق و العتاق فقال أبو عبد الله أ ما ترضى يميني بالله الذي لا إله إلا هو قال أبو جعفر فلا تتفقه علي فقال أبو عبد الله فأين تذهب بالفقه مني يا أمير المؤمنين قال له دع عنك هذا فإني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر فقال نعم هذا صحيح هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت فقال أبو عبد الله ع تحلف أيها الرجل إن هذا الذي رفعته صحيح قال نعم ثم ابتدأ الرجل باليمين فقال و الله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب الحي القيوم فقال له جعفر ع لا تعجل في يمينك فإني أنا أستحلف قال المنصور و ما أنكرت من هذه اليمين قال إن الله تعالى حي كريم يستحي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له و لكن قل يا أيها الرجل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و ألجأ إلى حولي و قوتي أني لصادق بر في ما أقول فقال المنصور للقرشي احلف بما استحلفك به أبو عبد الله ع فحلف الرجل بهذه اليمين فلم مهج‏الدعوات ص : 201يستتم الكلام حتى أجلم و خر ميتا فراع أبو جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه فقال يا أبا عبد الله سر من غدا إلى حرم جدك إن اخترت ذلك و إن اخترت المقام عندنا لم نال في إكرامك و برك فو الله لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا

و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة سابعة

و قد قدمناه في الأحراز عن الصادق ع لكن فيه هاهنا زيادة عما ذكرناه و لعل هذه الزيادة كانت قبل استدعائه لسعاية القرشي و هذه برواية محمد بن عبد الله الإسكندري و هو دعاء جليل مضمون الإجابة نقلناه من كتاب قالبه نصف الثمن يشتمل على عدة كتب أولها كتاب التنبيه لمن يتفكر فيه و هذا الدعاء في آخره فقال ما هذا لفظه روي عن محمد بن عبد الله الإسكندري أنه قال كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة ع مقدار مائة أو يزيدون و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن محمد الصادق فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه أو أفرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا فقال له إذا أنا أحضرت أبا عبد الله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهو العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم أحضر أبا عبد الله ع في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما هو الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد أبي عبد الله الصادق ع و أجلسه على سرير ملكه مهج‏الدعوات ص : 202و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن رسول الله ما الذي جاءك في هذه الساعة قال جئتك يا أمير المؤمنين طاعة لله عز و جل و لرسوله ص و لأمير المؤمنين أدام الله عزه قال ما دعوتك و الغلط من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف أبو عبد الله و حمدت الله عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور بالروائح و نام و لم ينتبه إلا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك و قال لي لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدثك بحديث فلما قضى صلاته قبل علي و قال لي لما أحضرت أبا عبد الله الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد بن الإسكندري قلت له ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين فإن أبا عبد الله وارث علم النبي ع و جده أمير المؤمنين علي ع و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار و لو قرأها على النهار لأظلم و لو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت قال محمد فقلت له بعد أيام أ تأذن لي يا أمير المؤمنين إن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق ع فأجاب فلم يأب

فدخلت على أبي عبد الله ع و سلمت و قلت له أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله ص أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرؤه عند دخولك على أبي جعفر المنصور قال لك ذلك ثم قال لي يا محمد هذا الدعاء حرز جليل و دعاء عظيم حفظته على آبائي الكرام ع و هو حرف مستخرج من كتاب الله عز و جل العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه مهج‏الدعوات ص : 203و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و قال لي اكتب و أملى علي ذلك

و هو حرز جليل و هو دعاء عظيم مبارك مستجاب فلما ورد أبو مخلد عبد الله بن يحيى من بغداد لرسالة خراسان إلى عند الأمير بن الحسن نصر بن أحمد ببخارا كان هذا الحرف مكتوبا في دفتر أوراقها من فضة و كتابتها بماء الذهب وهبها من الشيخ أبي الفضل محمد بن عبد الله البلعمي و قال له إن هذه من أسنى التحف و أجل الهبات فمن وفقه الله عز و جل لقراءته صبيحة كل يوم حفظه الله من جميع البلايا و أعاذه من شر مردة الجن و الإنس و الشياطين و السلطان الجائر و السباع و من شر الأمراض و الآفات و العاهات كلها و هو مجرب إلا أن يخلص لله عز و جل و هذا أول الدعاء

لا إله إلا الله أبدا حقا حقا لا إله إلا الله إيمانا و صدقا لا إله إلا الله تعبدا و رقا لا إله إلا الله تلطفا و رفقا لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أعيذ نفسي و شعري و بشري و ديني و أهلي و مالي و ولدي و ذريتي و دنياي و جميع من أمره يعنيني من شر كل ذي شر يؤذيني أعيذ نفسي و جميع ما رزقني ربي و ما أغلقت عليه أبوابي و أحاطت به جدراني و جميع ما أتقلب فيه من نعم الله عز و جل و إحسانه و جميع إخواني و أخواتي من المؤمنين و المؤمنات بالله العلي العظيم و بأسمائه التامة الكاملة المتعالية المنيفة الشريفة الشافية الكريمة الطيبة الفاضلة المباركة الطاهرة المطهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر و بأم الكتاب و فاتحته و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن العظيم و بصحف إبراهيم و موسى و بكل كتاب أنزله الله عز و جل و بكل رسول أرسله الله و بكل برهان أظهره مهج‏الدعوات ص : 204الله عز و جل و بآلاء الله و عزة الله و قدرة الله و جلال الله و قوة الله و عظمة الله و سلطان الله و منعة الله و من الله و حلم الله و عفو الله و غفران الله و ملائكة الله و كتب الله و أنبياء الله و رسل الله و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و أعوذ بالله من غضب الله و عقابه و سخط الله و نكاله و من نقمة الله و إعراضه و صدوده و خذلانه و من الكفر و النفاق و الحيرة و الشرك و الشك في دين الله و من شر يوم الحشر و النشور و الموقف و الحساب و من شر كل كتاب قد سبق و من زوال النعمة و حلول النقمة و تحول العافية و موجبات الهلكة و مواقف الخزي و الفضيحة في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من هوى مرد و قرين سوء مكد و جار موذ و غنى مطغ و فقر منس و أعوذ بالله العظيم من قلب لا تخشع و صلاة لا تنفع و دعاء لا يسمع و عين لا تدمع و بطن لا يشبع و من نصب و اجتهاد يوجبان العذاب و من مرد إلى النار و سوء المنظر في النفس و الأهل و المال و الولد و عند معاينة ملك الموت ع و أعوذ بالله العظيم من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها و من شر كل ذي شر و من شر ما أخاف و أحذر و من شر فسقة العرب و العجم و من شر فسقة الجن و الإنس و الشياطين و من شر إبليس و جنوده و أشياعه و أتباعه و من شر السلاطين و أتباعهم و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و من كل سقم و آفة و غم و هم و فاقة و عدم و من شر ما في البر و البحر و من شر الفساق و الفجار و الدعار و الحساد و الأشرار و السراق و اللصوص و من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهم إني أحتجز بك من شر كل شي‏ء خلقته و أحترس بك منهم و أعوذ بالله العظيم من الحرق و الغرق و الشرق و الهدم و الخسف و المسخ و الجنون و الحجارة و الصيحة و الزلازل و الفتن و العين و الصواعق

 مهج‏الدعوات ص : 205و الجذام و البرص و الأمراض و الآفات و العاهات و المصيبات و أكل السبع و ميتة السوء و جميع أنواع البلايا في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون و الأنبياء المرسلون و خاصة مما استعاذ به عبدك و رسولك محمد صلى الله عليه و آله و سلم أسألك أن تعطيني من خير ما سألوا و أن تعيذني من شر ما استعاذوا و أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم بسم الله و بالله و الحمد لله و اعتصمت بالله و ألجأت ظهري إلى الله و ما توفيقي إلا بالله و ما شاء الله و أفوض أمري إلى الله و ما النصر إلا من عند الله و ما صبري إلا بالله و نعم القادر الله و نعم المولى الله و نعم النصير الله و لا يأتي بالحسنات إلا الله و لا يصرف السيئات إلا الله و لا الخير إلا الله و ما بنا من نعمة فمن الله و إن الأمر كله بيد الله و أستكفي الله و أستغني بالله و أستقيل الله و أستغيث بالله و أستغفر الله و صلى الله على محمد رسول الله و على أنبياء الله و على رسل الله و ملائكة الله و على الصالحين من عباد الله إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي و أتوني مسلمين كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوى عزيز لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و زادكم في الخلق بسطة له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا و قربناه نجيا و رفعناه مكانا عليا سيجعل لهم الرحمن ودا و ألقيت عليك محبة مني و لتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم مهج‏الدعوات ص : 206على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها و لا تحزن و قتلت نفسا فنجيناك من الغم و فتناك فتونا لا تخف نجوت من القوم الظالمين لا تخف إنك من الآمنين لا تخف إنك أنت الأعلى لا تخاف دركا و لا تخشى لا تخافا إنني معكما أسمع و أرى لا تخف إنا منجوك و أهلك و ينصرك الله نصرا عزيزا و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا فوقهم الله شر ذلك اليوم و لقيهم نضرة و سرورا و ينقلب إلى أهله مسرورا و رفعنا لك ذكرك يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حبا لله ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها سائت مستقرا و مقاما ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته و ما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا و ما لنا ألا نتوكل على الله و قد هدانا سبلنا و لنصبرن على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي‏ء و إليه ترجعون أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم

 مهج‏الدعوات ص : 207و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون على الله توكلنا ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين بسم الله الرحمن الرحيم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و الله سميع عليم شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج مهج‏الدعوات ص : 208الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب و لا يمسنا فيها لغوب الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين فلله الحمد رب السماوات و الأرض رب العالمين و له الكبرياء في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون و له الحمد في السماوات و الأرض و عشيا و حين تظهرون يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي‏ء و إليه ترجعون إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفا و طمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين الذي خلقني فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين و إذا مرضت فهو يشفين و الذي يميتني ثم يحيين و الذي

 مهج‏الدعوات ص : 209أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما و ألحقني بالصالحين و اجعل لي لسان صدق في الآخرين و اجعلني من ورثة جنة النعيم و اغفر لأبي إنه كان من الضالين و لا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون بسم الله الرحمن الرحيم و الصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات و الأرض و ما بينهما و رب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب و حفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كل جانب دحورا و لهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السماوات و الأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شي‏ء قدير ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده و هو العزيز الحكيم إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا أ فرأيت من اتخذ إلهه هويه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على مهج‏الدعوات ص : 210بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أ فلا تذكرون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب و لا تحزن عليهم و لا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ذلكم الله ربكم خالق كل شي‏ء فاعبدوه و هو على كل شي‏ء وكيل قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه أنيب يا أيها الناس اذكروا نعمة الله هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين هو الحي الذي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين رب المشرق و المغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم مهج‏الدعوات ص : 211يولد و لم يكن له كفوا أحد

بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق و من شر غاسق إذا وقب و من شر النفاثات في العقد و من شر حاسد إذا حسد بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس اللهم من أراد بي شرا أو بأهلي شرا أو بأسا أو ضرا فاقمع رأسه و اصرف عني سوءه و مكروهه و اعقد لسانه و احبس كيده و اردد عني إرادته اللهم صل على محمد و آل محمد كما هديتنا به من الكفر أفضل ما صليت على أحد من خلقك و صل على محمد و آل محمد كما ذكرك الذاكرون و اغفر لنا و لآبائنا و لأمهاتنا و ذرياتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات و منزل البركات و دافع السيئات إنك على كل شي‏ء قدير اللهم إني أستودعك ديني و دنياي و أهلي و أولادي و عيالي و أمانتي و جميع ما أنعمت به علي في الدنيا و الآخرة فإنه لا يضيع صنائعك و لا تضيع ودائعك و لا يجيرني منك أحد اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار إلى هنا و الزيادة على هذا من الكتاب فإني أرجوك و لا أرجو أحدا سواك فإنك أنت الله الغفور اللهم أدخلني الجنة و نجني من النار برحمتك يا أرحم الراحمين

ذكر في النسخة التي نقل منها إلى هاهنا آخر الدعاء و الزيادة من الكاتب نسخة نقلت منها يقول سيدنا و مولانا رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أنموذج سلفه الطاهرين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي كبت الله أعاديه و خذل شانيه إن من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب و النطفة الماء المهين إلى المعاندة لرب العالمين مهج‏الدعوات ص : 212في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد ص بعد تكرار الآيات الباهرات حتى يكرر إحضاره للقتل سبع دفعات و من العجب المستطرف المستغرب أن المنصور يرى هذه الآيات و المعجزات و الكرامات للصادق ص فلما بلغته وفاته بكى عليه و أمر بقتل من أوصى إليه

 على ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الحجة في باب النص على أبي الحسن موسى بن جعفر ع قد ذكر بإسناده عن داود بن زربي عن أبي أيوب الجوزي قال بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه و هو جالس على كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي و هو يبكي فقال لي هذا كتاب جعفر بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات فإنا لله و إنا إليه راجعون ثلاثا و أين مثل جعفر ثم قال اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه فاضرب عنقه قال فرجع إليه الجواب أنه أوصى إلى خمسة نفر أحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد الله و موسى و حميد

 و في رواية أخرى أن الصادق ع أوصى إلى أبي جعفر المنصور و عبد الله و موسى و محمد بن جعفر أولاده و مولى لأبي عبد الله ع قال فقال أبو جعفر المنصور ليس إلى قتل هؤلاء سبيل

أقول إنا لله و إنا إليه راجعون مما بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب و العيون أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ

فصل

و أعجب من ذلك ما وقفت عليه بخط الصفي محمد بن صعد رضوان الله عليه من أن المنصور لم يقنع و لم يرتدع بهذه الآيات في ترك مولانا جعفر بن محمد عليه أفضل التحيات حتى أمر بقتله و رأيت بخط عبد السلام البصري بمدينة السلام في شهور سنة ثلاث و ستمائة في كتاب قد كتب على أول الصفحة منه ما هذا صورته أخبار و إنشادات

 رواية أبي الحسن محمد بن يوسف بن موسى الناقط سماع عبد السلام مهج‏الدعوات ص : 213بن الحسين و متع به أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الرازي قال حدثني جدي محمد بن سليمان عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان و أبو سعيد المكاري و غير واحد من أصحابنا عن عبد الأعلى بن أعين عن رزام بن مسلم مولى خالد قال حدثني أبو الدوانيق أنا و نفرا معي إلى أبي عبد الله ع و هو بالحيرة لنقتله فدخلنا عليه في رواقه ليلا فنلنا منه حاجتنا و من ابنه إسماعيل ثم رجعنا إلى أبي الدوانيق فقلنا له قد فرغنا مما أمرتنا به فلما أصبحنا من الغد وجدنا في رواقه ناقتين منحورتين قال أبو الحسن محمد بن يوسف يعني جعفر بن محمد حال الله بينهم و بينه

أقول روى الخطيب في تاريخ بغداد عن أبي عبد الله البصري ما هذا المراد من لفظه عبد السلام بن الحسين بن محمد أبو أحمد البصري اللغوي سكن بغداد و حدث بها عن محمد بن إسحاق بن عباد التحال و جماعة من البصريين حدثني عنه عبد العزيز الأرجي و غيره و كان صدوقا عالما أديبا قاريا للقرآن عارفا بالقراءات و كان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب و إليه حفظها و الإشراف عليها سمعت أبا القاسم عبد الله بن علي الرقي الأديب يقول كان عبد السلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن و إنشادا للشعر و كان سمحا سخيا ربما جاءه السائل و ليس معه شي‏ء فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة و خطر كبير و حدثني علي بن المحسن التنوخي أن عبد السلام البصري توفي يوم الثلثاء التاسع عشر من المحرم سنة خمس و أربعمائة قال غيره و دفن في مقبرة الشونيزي عند قبر أبي علي الفارسي و كان مولده في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة قلت أنا و إنما أردت بذكر هذا عن الخطيب أن راوي حديث المنصور و الصادق ع كان بهذه الصفة التي ذكرها الخطيب بحيث لا يتهمه لعبد السلام من يقف على هذه المعجزة و الكرامة الباهرة و الآية الظاهرة و نحن نروي في تاريخ الخطيب من عدة طرق قد ذكرناها في كتاب الإجازات و لنا بذلك طريق إلى ما رواه الخطيب عن عبد السلام البصري

 مهج‏الدعوات ص : 214و من ذلك ما احتجب به الصادق جعفر بن محمد ص لما بعث المنصور إليه إلى المدينة ليقتله و هي المرة التاسعة

رويناها من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي و قد أثنى عليه محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب مقدار قائمة فقال من جملة وصفه له أبو الفتح محمد بن علي الأصفهاني النطنزي و نطنز بليدة بناحية أصفهان نادرة الفلك باقعة الدهر فاق أهل زمانه في بعض فضائله فقال في كتاب الخصائص ما هذا لفظه قرأت على الإمام أبي منصور بن أبي شجاع و قلت له أخبركم والدك الإمام الحافظ فأقر به قال أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن نوعه قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم تركان قال حدثني منصور بن محمد بن جعفر الصيرفي قال أخبرني أبو الحسن إسحاق بن عبد الرب بن المفضل قال حدثني عبد الله بن عبد الحميد قال حدثني محمد بن مهران الأصفهاني قال حدثني خلاد بن يحيى عن قيس بن الربيع قال حدثني أبي الربيع قال دعاني المنصور يوما قال أ ما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيدي قال جعفر بن محمد و الله لأستأصلن شأفته ثم دعا بقائد من قواده فقال انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة و أخبر جعفر بن محمد فأمر فأتى بناقتين فأوثقهما على باب البيت و دعا بأولاده موسى و إسماعيل و محمد و عبد الله فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم قال أبو نصر فحدثني سيدي موسى بن جعفر أن القائد هجم عليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء فأقبل القائد و كل من كان معه قال خذوا رأسي هذين القائمين فاجتزوا رأسهما ففعلوا و انطلقوا إلى المنصور فلما دخلوا عليه أطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فإذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور و أي شي‏ء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من أن دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل إلي أنهما جعفر و موسى ابنه فأخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فما حدثت به أحدا مهج‏الدعوات ص : 215حتى مات

 قال الربيع فسألت موسى بن جعفر ع عن الدعاء فقال سألت أبي عن الدعاء فقال هو

دعاء الحجاب

بسم الله الرحمن الرحيم و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا اللهم إني أسألك بالاسم الذي به تحيي و تميت و ترزق و تعطي و تمنع يا ذا الجلال و الإكرام اللهم من أرادنا بسوء من جميع خلقك فاعم عنا عينه و اصمم عنا سمعه و اشغل عنا قلبه و اغلل عنا يده و اصرف عنا كيده و خذه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من تحته و من فوقه يا ذا الجلال و الإكرام قال موسى ع قال أبي ع إنه دعاء الحجاب من جميع الأعداء

و من ذلك دعاء التضرع

و كان أبو عبد الله ع يدعو به في الشدائد و يكشف عن ذراعيه و يرفع به صوته و ينتحب و يكثر البكاء اللهم لو لا أن ألقي بيدي و أعين على نفسي و أخالف كتابك و قد قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ لما انشرح قلبي و لساني لدعائك و الطلب منك و قد علمت من نفسي فيما بيني و بينك ما عرفت اللهم من أعظم جرما مني و قد ساورت معصيتك التي زجرتني عنها بنهيك إياي و كاثرت العظيم منها التي أوجبت النار لمن عملها من خلقك و كل ذلك على نفسي جنيت و إياها أوبقت و إلهي فتداركني برحمتك التي بها تجمع الخيرات لأوليائك و بها تصرف السيئات عن أحبائك اللهم إني أسألك التوبة النصوح فاستجب دعائي و ارحم عبرتي و أقلني عثرتي اللهم لو لا رجائي لعفوك لصمت عن الدعاء و لكنك على كل حال يا إلهي غاية الطالبين و منتهى رغبة الراغبين و استعاذة العائذين اللهم فأنا أستعيذك من غضبك و سوء سخطك مهج‏الدعوات ص : 216و عقابك و نقمتك و من شر نفسي و شر كل ذي شر

و أستغفرك من جميع الذنوب و أسألك الغنيمة فيما بقي من عمري بالعافية أبدا ما أبقيتني و أسألك الفوز بالجنة و الرحمة إذا توفيتني فإنك لذلك لطيف و عليه قادر اللهم إني أشكو إليك كل حاجة لا يجيرني منها إلا أنت يا من هو عدتي في كل عسر و يسر يا من هو حسن البلاء عندي يا قديم العفو عني إنني لا أرجو غيرك و لا أدعو سواك إذا لم تجبني اللهم فلا تحرمني لقلة شكري و لا تؤيسني لكثرة ذنوبي فإنك أهل التقوى و أهل المغفرة إلهي أنا من قد عرفت بئس العبد أنا و خير المولى أنت فيا مخشي الانتقام و يا مرهوب البطش يا معروفا بالمعروف إنني ليس أخاف منك إلا عدلك و لا أرجو الفضل و العفو إلا من عندك و أنا عبدك و لا عبد لك أحق باستيجاب جميع العقوبة و بذنوبي مني و لكني وسعني عفوك و حلمك و أخرتني إلى اليوم فليت شعري يا إلهي لازداد إثما أخرتني أم ليتم لي رجائي منك و يتحقق حسن ظني بك فأما بعملي فقد أعلمتك يا إلهي إنني مستحق لجميع عقوبتك بذنوبي غير أنك أرحم الراحمين و أنت بي أعلم من نفسي و عند أرحم الراحمين رجاء الرحمة فيا أرحم الراحمين لا تشوه خلقي بالنار و لا تقطع عصبي بالنار يا الله و لا تفلق قحف رأسي بالنار يا رحمان و لا تفرق بين أوصالي بالنار يا كريم و لا تهشم عظامي بالنار يا عفو و لا تصل شيئا من جسدي بالنار يا رحمان عفوك عفوك ثم عفوك عفوك فإنه لا يقدر على ذلك غيرك و أنت على كل شي‏ء قدير يا محيطا بملكوت السماوات و الأرض و مدبر أمورهما أولها و آخرها أصلح لي دنياي و آخرتي و أصلح لي نفسي و مالي و ما خولتني يا الله خلصني من الخطايا يا الله من علي بترك الخطايا يا رحيم تحنن علي بفضلك يا عفو تفضل علي بفضلك يا حنان جد علي بسعة عافيتك يا منان امنن علي بالعتق من النار يا ذا الجلال مهج‏الدعوات ص : 217و الإكرام أوجب لي الجنة التي حشوها رحمتك و سكانها ملائكتك يا ذا الجلال و الإكرام أكرمني و لا تجعل لأحد من خلقك علي سبيلا أبدا ما أبقيتني فإنه لا حول و لا قوة إلا بك و أنت على كل شي‏ء قدير سبحانك لا إله إلا أنت رب العرش العظيم لك الأسماء الحسنى و أنت عليم بذات الصدور و تسمي حاجتك

ذكر ما نختاره من أدعية مولانا موسى بن جعفر الكاظم ص

فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء الجوشن

 المروي عنه ع رويناه بعدة طرق إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه و نقلناه من نسخة ما هذا لفظها بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن علي بن الطوسي رضي الله عنه في الطرز الكبير الذي عند رأس مولانا أمير المؤمنين ص قرأته عليه في شهر رمضان من سنة سبع و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عز العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي في مدرسته بالري في شعبان في سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا السعيد العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهى بن أبي زيد بن كاكا الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجة من سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ السعيد الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص إجازة في رجب من سنة أربع عشرة و خمسمائة قالوا كلهم حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله بالمشهد المقدس الغروي و على ساكنه أفضل الصلوات في شهر رمضان من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري و أحمد بن عبدون و أبو طالب بن الغرور و أبو الحسن الصفار و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا مهج‏الدعوات ص : 218حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشخي النحوي قال حدثنا أبو الوضاح محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي قال أخبرني أبي قال سمعت الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول التحدث بنعم الله شكر و ترك ذلك كفر فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر و حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء فإن الدنيا جنة منجية ترد البلاء و قد أبرم إبراما

قال أبو الوضاح و أخبرني أبي قال لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه ع و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا

بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيافلسنا كمن كنتم تصيبون نيله فنقبل ضيما أو نحكم قاضياو لكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف راضياو قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيافإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا

ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص و أخذ من الطالبين و جعل ليسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر ص فسأل منه ثم قال و الله ما خرج حسين إلا عن أمره و لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و عمله و فضله و ما بلغني من السفاح فيه من تعريضه و تفصيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق مهج‏الدعوات ص : 219بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج و لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه و قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن ع على ما ورد من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و علينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى ع ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة و هو

زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب

ثم أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرح روعكم أنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن مهدي و هلاكه فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال قد و حرمة هذا القبر مات في يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سأخبركم بذلك بين ما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت عيناي إذ سنح لي جدي رسول الله ص في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فلتحسن لله شكرك قال ثم استقبل أبو الحسن القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو فقال أبو الوضاح

 فحدثني أبي قال كان جماعة من خاصة أبي الحسن ع من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم مهج‏الدعوات ص : 220في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك قال فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته الدعاء إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبه مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت إلي ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرك و فللت لي شبا حده و خذلته بعد جمع عديده و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكايده إليه و رددته و لم يشف غليله و لم تبرد حرارات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكايده و نصب لي أشراك مصائده و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته ]الفرصة[ و هو يظهر لي بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملبه و أصبح مجلبا إلي في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته بمنخره و رددت كيده في نحره و وبقته بندامته و فتنته بحسرته فاستخذل و استخذأ و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق مهج‏الدعوات ص : 221حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و قد كدت لو لا رحمتك يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بمؤق عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم يزل فيه فناديتك يا رب مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كنفك و أن لا تقرع الفوادح من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه قد جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها إذ لم يعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من ظن حسن حققت و من عدم إملاق جبرت و من مسكنة قادحة حولت و من صرعة مهلكة أنعشت و من مشقة أزحت لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسألون و لا ينقصك ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك مهج‏الدعوات ص : 222و طاعة لعدوي و عدوك

لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من سخطك بعزتك و طولك و بحق محمد نبيك و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع إليه القلوب و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و لا يستطيع ضرا و لا نفعا و هو في حسرة و ندامة و أنا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا و جاهلا هاربا طريدا أو منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها و لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و أمان و طمأنينة و عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل مهج‏الدعوات ص : 223صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة و لا يرحمونه فقيدا من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل و بأي مثلة يمثل و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب و السيوف و الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده و لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو غرق أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاحطا عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عرى أو غيره من الشدائد مما أنا منه ]فيه[ خلو و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و

 مهج‏الدعوات ص : 224ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مهجورا جائعا خائفا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه هو أوجه مني عندك أو أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافي المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح شريدا طريدا حيران متحيرا جائعا خائفا حاسرا في الصحاري و البراري أحرقه الحر و البرد و هو في ضر من العيش و ضنك من الحياة و ذل من المقام ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها ينقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات مهج‏الدعوات ص : 225الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع عن الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها يتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه و أخلاءه و أمسى حقيرا أسيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حمل في المطامير و ثقل بالحديد لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها

 مهج‏الدعوات ص : 226قد ركب الفلك و كسرت به و هو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطيور من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني يا لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجئن إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك فبمن أعوذ يا رب و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت معولي و عليك معتمدي ]متكلي[ و أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على الجبال فرست و على الأرض فاستقرت و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك استعنت ]استغثت[ فصل على محمد و آل محمد و أعني ]أغثني[ و بك استجرت و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا و كرما لا باستحقاق مني إلهي فلك مهج‏الدعوات ص : 227الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين قال ثم أقبل علينا مولانا أبو الحسن ع و قال سمعت من أبي جعفر بن محمد يحدث عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ع أنه سمع رسول الله ص يقول اعترفوا بنعمة الله ربكم عز و جل و توبوا إليه من جميع ذنوبكم فإن الله يحب الشاكرين من عباده قال ثم قمنا إلى الصلاة و تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى المهدي و البيعة لهارون الرشيد

الشرح المعروف بشرح دعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود رحمة الله عليه يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته بعينه

خبر دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و لحامله من الثواب

 بحذف الإسناد عن مولانا و سيدنا موسى بن جعفر ع عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال قال أبي أمير المؤمنين ع يا بني أ لا أعلمك سرا من أسرار الله عز و جل علمنيه رسول الله ص و كان من أسراره لم يطلع عليه أحد قلت بلى يا أباه جعلت فداك قال نزل على رسول الله ص الروح الأمين جبرئيل ع في يوم الأحد و يوم الأحد يوم مهول شديد الحر و كان على النبي ص جوشن لا يقدر حمله لشدة الحر و حرارة الجوشن قال النبي ص فرفعت رأسي نحو السماء فدعوت الله تعالى فرأيت أبواب مهج‏الدعوات ص : 228السماء قد فتحت و نزل علي الطوف بالنور جبرئيل ع و قال لي السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام يا أخي جبرئيل فقال العلي الأعلى يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الإكرام و يقول لك اخلع هذا الجوشن و اقرأ هذا الدعاء فإذا قرأته و حملته فهو مثل الجوشن الذي على جسدك فقلت يا أخي جبرئيل هذا الدعاء لي خاصة أو لي و لأمتي قال يا رسول الله هذا هدية من الله تعالى إليك و إلى أمتك قلت له يا أخي جبرئيل ما ثواب هذا الدعاء قال من قرأ هذا الدعاء وقت الصبح أو وقت العشاء لحقه الله تعالى بصالح الأعمال و هو في التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و صحف إبراهيم قلت يا أخي جبرئيل كل من يقرأ هذا الدعاء يعطيه الله هذا الثواب قال نعم و يعطيه الله بكل حرف زوجتين من الحور العين فإذا فرغ من قراءته بنى الله له بيتا في الجنة و يعطيه من الثواب بعدد حروف التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم قلت كل هذا الثواب لمن قرأ هذا الدعاء قال نعم يا رسول الله و الذي بعثك بالحق نبيا و رسولا إن الله تعالى يعطيه مثل ثواب إبراهيم الخليل و موسى الكليم و عيسى الروح الأمين و محمد الحبيب قلت كل هذا الثواب لصاحب هذا الدعاء قال نعم يا رسول الله كل من قرأ هذا الدعاء و حمله كان له أكثر مما ذكرت و الذي بعثك بالحق نبيا إن خلف المغرب أرض بيضاء فيها خلق الله تعالى يعبدونه و لا يعصونه قد تمزقت لحومهم و وجوههم من البكاء فأوحى الله إليهم لم تبكون و لم تعصوني طرفة عين قالوا نخشى أن يغضب الله علينا و يعذبنا بالنار فقال علي ص قلت يا رسول الله ليس هناك إبليس أو واحد من بني آدم فقال و الذي بعثني بالحق نبيا ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا إبليس و لا يحصى عددهم إلا الله و مسير الشمس في بلادهم أربعين يوما لا يأكلون و لا يشربون و إن الله تعالى يعطي ثواب هذا الدعاء ثواب عددهم و عبادتهم قال النبي ص يعطيهم الله ثواب هذا

 مهج‏الدعوات ص : 229كله قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى بنى في السماء الرابعة بيتا يقال له البيت المعمور يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك و يخرجون منه و لا يعودون إليه إلى يوم القيامة و إن الله عز و جل يعطيه ثواب هؤلاء الملائكة و يعطيه ثوابا بعدد المؤمنين و المؤمنات من الإنس و الجن من يوم خلقهم الله تعالى إلى يوم ينفخ في الصور و قال و الذي بعثك بالحق نبيا من كتب هذا الدعاء في إناء نظيف بماء مطر و زعفران ثم يغسله و يشربه حسب ما يقدر أن يشرب عافاه الله تعالى من كل داء في جسده و يشفيه من كل داء و سقم قلت يا أخي جبرئيل كل هذه الفضيلة لهذا الدعاء و كل هذا الثواب يعطيه الله لصاحبه قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن كل من قرأه مات موتة الشهداء فقلت من شهداء البحر أم من شهداء البر قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى يكتب له ثواب سبعمائة ألف شهيد من شهداء البر قلت يا أخي جبرئيل أ يعطيه الله كل هذا الثواب قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن ليلة يقرأ الإنسان هذا الدعاء فإن الله يقبل عليه و ينظر إليه و يعطيه جميع ما يسأله من حوائج الدنيا و الآخرة قلت يا أخي جبرئيل زدني قال و ليلة يقرأ هذا الدعاء يدفع الله عنه شر الشياطين و كيدهم و يقبل أعمالهم كلها و يطهر ماله و كذلك بأعمال المؤمنين و المؤمنات قلت يا أخي جبرئيل زدني قال يا رسول الله قال لي إسرافيل إن الله قال و عزتي و جلالي إنه من آمن بي و صدق بهذا الدعاء أعطيته ملكا و إني أنا الله لا ينقص خزائني و لا يفنى نائلي و لو جعلت الجنة لعبد من عبادي المؤمنين لم ينقص ذلك من خزائني قليلا و لا كثيرا يا محمد أنا الذي إذا أردت أمرا قلت له كن فيكون ما أريد إني إذا أعطيت عبدا أعطيه عطية على قدر عظمتي و سلطاني و قدرتي يا محمد لو أن عبدا من عبادي قرأه بنية خالصة و يقين صادق سبعين مرة على رءوس أهل البلاء في الدنيا من البرص و الجذام و الجنون لعافيتهم من ذلك و أخرجتها من أجسادهم طوبى لمن آمن بالله و صدق نبيه و

 مهج‏الدعوات ص : 230و صدق بهذا الدعاء و الثواب و الويل كل الويل لمن أنكره و جحده و لم يؤمن به يا نبي الله لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور و مسك و غسله و رش ذلك على كفن ميت أنزل الله في قبره مائة ألف نور و يدفع الله عنه هول منكر و نكير و يأمن من عذاب القبر و يبعث الله إليه في قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك طبق من نور ينثرونه عليه و يحملونه إلى الجنة و يقولون له إن الله تبارك و تعالى أمرنا بهذا و نؤنسك إلى يوم القيامة و يوسع الله عليه في قبره مد بصر و يفتح له بابا إلى الجنة و يوسدونه مثل العروس في حجلتها من حرمة هذا الدعاء و عظمته و يقول الله تعالى إنني أستحيي من عبد يكون هذا الدعاء على كفنه قال يا محمد سمعت الباري يقول كان هذا الدعاء مكتوبا على سرادق العرش قبل أن أخلق الدنيا بخمسة آلاف عام و أي عبد دعا بهذا الدعاء بنية صادقة خالصة لا يخالطها شك في أول شهر رمضان أعطاه الله ثواب ليلة القدر و يخلق الله في كل سماء سبعين ألف ملك و ببيت المقدس سبعين ألف ملك و بالمشرق سبعين ألف ملك و بالمغرب سبعين ألف ملك لكل ملك عشرون ألف رأس في كل رأس عشرون ألف فم و في كل فم عشرون ألف لسان يسبحون الله تعالى بلغات مختلفة و يجعلون ثواب تسبيحهم لمن يدعو بهذا الدعاء يا نبي الله لم يبق نبي إلا دعا بهذا الدعاء و ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلا لم يبق بين الداعي و بين الله سوى حجاب واحد و لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه و كل من دعا بهذا الدعاء بعث الله تعالى إليه عند خروجه من القبر سبعين ألف ملك في يد كل ملك علم من نور و سبعين ألف غلام في يد كل غلام زمام نجيب بطنه من لؤلؤ و ظهره من زبرجد أخضر و قوائمه من ياقوت أحمر و على ظهر كل نجيب قبة و للقبة أربعمائة فراش من سندس و إستبرق على كل فراش أربعمائة حورية و أربع مائة وصيفة لكل حورية و وصيفة أربع مائة ذؤابة من المسك مهج‏الدعوات ص : 231الأذفر و على رأس كل وصيفة تاج من الذهب الأحمر يسبحون الله و يقدسونه و يجعلون ثوابهم لمن يدعو بهذا الدعاء و بعد ذلك يأتيه سبعون ألف ملك مع كل ملك كأس من لؤلؤ أبيض فيه أربعة ألوان من شراب و ماء غير آسن و لبن لم يتغير طعمه و خمر لذة للشاربين و عسل مصفى على رأس كل ملك طبق و منديل عليه مكتوب لا إله إلا الله لا شريك له و تحت هذه الكتابة مكتوب هذه هدية من الله تعالى إلى فلان بن فلان المواظب على قراءة هذا الدعاء في عرصات القيامة و الخلق كلهم ينظرون إليه و يقولون من هذا مما يكون حوله من الغلمان و الوصائف و هم على النجيب و الملائكة من بين يديه و من خلفه يسوقونه إلى تحت العرش فينادي مناد من قبل الرحمن يا عبدي ادخل الجنة بغير حساب يا رسول الله أي عبد دعا بهذا الدعاء يكون ملائكته في تعب مما يكتبون له من الحسنات و يمحون عنه السيئات قال رسول الله ص ما من عبد من أمتي دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان ثلاث مرات و إن قرأه مرة واحدة أجزأه إلا و قد حرم الله جسده على النار و وجبت له الجنة فقدره على الله عظيم و منزلته جليل و من دعا بهذا الدعاء وكل الله عز و جل به ملائكة يحفظونه من المعاصي و يسبحون و يقدسون الله و يحفظونه من البلايا كلها و يفتحون له أبواب الجنة و يغلقون عنه أبواب جهنم و ما دام حيا فهو في أمان الله و عند وفاته و قد أعد الله ما وصفت لك فقال النبي ص يا أخي جبرئيل شوقتني إلى هذا الدعاء فقال جبرئيل يا محمد لا تعلم هذا الدعاء إلا لمؤمن يستحقه لا يتوانى في حفظه و يستهزئ به و إذا قرأه يقرأه بنية صادقة خالصة و إذا علقه عليه يكون على طهارة لأنه لا يمسه إلا المطهرون قال الحسين بن علي ص أوصاني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وصية عظيمة بهذا الدعاء و حفظه و قال لي يا بني اكتب هذا الدعاء على كفني و قال الحسين ع فعلت كما أمرني أبي به و هو

 مهج‏الدعوات ص : 232سريع الإجابة خص الله به عباده المقربين و ما منعه عن الأولياء و الأصفياء و هو كنز من كنوز الله و هو المعروف بدعاء الجوشن أيها الحامل لهذا الدعاء المطلع عليه ناشدتك الله لا تسمح بهذا الدعاء إلا لمؤمن موال يستحقه حقي به و إن بذلته لغير مستحقه ممن لا يعرف حقه و من يستهزئ به فأسأل الله العظيم أن يحرمه ثوابه و أن يجعل النفع ضرا و هذه وصيتي إليك في الحرز و الدعاء المعروف بحرز الجوشن جعله الله حرزا و أمانا لمن يدعو به من آفات الدنيا و الآخرة و قال النبي ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي علمه لأهلك و ولدك و حثهم على الدعاء و التوسل إلى الله تعالى و بالاعتراف بنعمته و قد حرمت عليهم ألا يعلموه مشركا فإنه لا يسأل الله حاجة إلا أعطاه و كفاه و وقاه و قال النبي ص يا علي قد عرفني جبرئيل ع من فضيلة هذا الدعاء ما لا أقدر أن أصفه و لا يحصيه إلا الله تعالى عز جلاله و تعالى شأنه و الحمد لله رب العالمين

حرز لمولانا زين العابدين ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا أسرع الحاسبين يا أحكم الحاكمين يا خالق المخلوقين يا رازق المرزوقين يا ناصر المنصورين يا أرحم الراحمين يا دليل المتحيرين يا غياث المستغيثين أغثني يا مالك الدين إياك نعبد و إياك نستعين يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة المضطرين أنت الله رب العالمين أنت الله لا إله إلا أنت الملك الحق المبين الكبرياء رداؤك اللهم صل على محمد المصطفى و على علي المرتضى و فاطمة الزهراء و خديجة الكبرى و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاء و علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد مهج‏الدعوات ص : 233بن علي التقي و علي بن محمد النقي و الحسن العسكري و الحجة القائم المهدي الإمام صلوات الله عليهم أجمعين اللهم وال من والاهم و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم و العن من ظلمهم و عجل فرج آل محمد و انصر شيعة آل محمد و ارزقني رؤية قائم آل محمد و اجعلني من أتباعه و أشياعه و الراضين بفعله برحمتك يا أرحم الراحمين

و من ذلك الدعاء المعروف بدعاء الاعتقاد

 قال الشيخ علي بن محمد بن يوسف الحراني قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر النعماني الكاتب رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي بن همام قال حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأهوازي عن أبيه عن علي بن مهزيار قال سمعت مولاي موسى بن جعفر ص يدعو بهذا الدعاء

و هو دعاء الاعتقاد

إلهي إن ذنوبي و كثرتها قد غبرت وجهي عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتني عن استنجاز مغفرتك و لو لا تعلقي بآلائك و تمسكي بالرجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين و أشباهي من الخاطئين بقولك يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و حذرت القانطين من رحمتك فقلت وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ثم ندبتنا برحمتك إلى دعائك فقلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ إلهي لقد كان ذل الإياس علي مهج‏الدعوات ص : 234مشتملا و القنوط من رحمتك بي ملتحفا إلهي قد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا و أوعدت المسي‏ء ظنه بك عقابا اللهم و قد أسبل دمعي حسن ظني بك في عتق رقبتي من النار و تغمد زللي و إقالة عثرتي و قلت و قولك الحق لا خلف له و لا تبديل يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ذلك يوم النشور فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ و بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ اللهم إني أقر و أشهد و أعترف و لا أجحد و أسر و أظهر و أعلن و أبطن بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك و أن عليا أمير المؤمنين و سيد الوصيين و وارث علم النبيين و قاتل المشركين و إمام المتقين و مبير المنافقين و مجاهد الناكثين و القاسطين و المارقين إمامي و محجتي و من لا أثق بالأعمال و إن زكت و لا أراها منجية لي و إن صلحت إلا بولايته و الايتمام به و الإقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها اللهم و أقر بأوصيائه من أبنائه أئمة و حججا و أدلة و سرجا و أعلاما و منارا و سادة و أبرارا و أدين بسرهم و جهرهم و باطنهم و ظاهرهم و حيهم و ميتهم و شاهدهم و غائبهم لا شك في ذلك و لا ارتياب و لا تحول عنه و لا انقلاب اللهم فادعني يوم حشري و حين نشري بإمامتهم و احشرني في زمرتهم و اكتبني في أصحابهم و اجعلني من إخوانهم و انقذني بهم يا مولاي من حر النيران فإنك إن أعفيتني منها كنت من مهج‏الدعوات ص : 235الفائزين اللهم و قد أصبحت في يومي هذا لا ثقة لي و لا ملجأ و لا ملتجأ غير من توسلت بهم إليك من آل رسولك صلى الله عليه و على أمير المؤمنين و على سيدتي فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و الأئمة من ولدهم و الحجة المستورة من ذريتهم المرجو للأمة من بعدهم و خيرتك عليه و عليهم السلام اللهم فاجعلهم حصني من المكاره و معقلي من المخاوف و نجني بهم من كل عدو طاغ و فاسق باغ و من شر ما أعرف و ما أنكر و ما استتر علي و ما أبصر و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهم بوسيلتي إليك بهم و تقربي بمحبتهم افتح علي أبواب رحمتك و مغفرتك و حببني إلى خلقك و جنبني عداوتهم و بغضهم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم و لكل متوسل ثواب و لكل ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته إليك سببي و قدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا و عامي هذا و شهري هذا اللهم فهم معولي في شدتي و رخائي و عافيتي و بلائي و نومي و يقظتي و ظعني و إقامتي و عسري و يسري و صباحي و مسائي و منقلبي و مثواي اللهم فلا تخلني بهم من نعمتك و لا تقطع رجائي من رحمتك و لا تفتني بإغلاق أبواب الأرزاق و انسداد مسالكها و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا و اجعل لي من كل ضنك مخرجا و إلى كل سعة منهجا برحمتك يا أرحم مهج‏الدعوات ص : 236الراحمين اللهم و اجعل الليل و النهار مختلفين علي برحمتك و معافاتك و منك و فضلك و لا تفقرني إلى أحد من خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين إنك على كل شي‏ء قدير و بكل شي‏ء محيط و حسبنا الله و نعم الوكيل

و من ذلك دعاء مستجاب

يروى أنه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق ص ما دعا به مغموم إلا فرج الله غمه و لا مكروب إلا نفس الله كربه و وقى عذاب القبر و وسع في رزقه و حشر يوم القيامة في زمرة الصديقين و الشهداء و الصالحين و كان له من الثواب عند الله عز و جل عدد من يدعو الله سبحانه و لا يسأله شيئا إلا أعطاه الله و غفر له كل ذنب و لو كانت ذنوبه مثل رمل عالج ابتداء الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم و بحمدك أثني عليك و ما عسى أن يبلغ من ثنائي عليك و مجدك مع قلة عملي و قصر ثنائي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الرازق و أنا المرزوق و أنت الرب و أنا المربوب و أنت القوي و أنا الضعيف إليك و أنت أهل التقوى و أنا السائل و أنت الغني لا يزول ملكك و لا يبيد عزك و لا تموت و أنا خلق أموت و أزول و أفنى و أنت الصمد الذي لا تطعم الفرد الواحد بغير شبيه و القائم بلا مدة و الباقي إلى غير غاية و المتوحد بالقدرة و الغالب على الأمور بلا زوال و لا فناء تعطي من تشاء كما تشاء المعبود بالعبودية مهج‏الدعوات ص : 237المحمود بالنعم المرهوب بالنقم حي لا يموت صمد لا يطعم قيوم لا ينام و جبار لا يظلم و محتجب لا يرى سميع لا يشك بصير لا يرتاب غني لا يحتاج عالم لا يجهل خبير لا يذهل ابتدأت المجد بالعز و تعطفت الفخر بالكبرياء و تجللت البهاء بالمهابة و الجمال بالنور و استشعرت العظمة بالسلطان الشامخ و العز الباذخ و الملك الظاهر و الشرف القاهر و الكرم الفاخر و النور الساطع و الآلاء المتظاهرة و الأسماء الحسنى و النعم السابقة و المنن المتقدمة و الرحمة الواسعة كنت إذ لم يكن شي‏ء و كان عرشك على الماء إذ لا أرض مدحية و لا سماء مبنية و لا شمس تضي‏ء و لا قمر يجري و لا نجم يسري و لا كوكب دري و لا سحابة منشأة و لا دنيا معلومة و لا آخرة مفهومة و تبقي وحدك وحدك كما كنت وحدك علمت ما كان قبل أن يكون و حفظت ما كان قبل أن يكون لا منتهى لنعمتك نفذ علمك في ما تريد و ما تشاء و سلطانك فيما تريد و فيما تشاء من تبديل الأرض بعد الأرض و السماوات و ما ذرأت فيهن و خلقت و برأت من شي‏ء و أنت تقول له كن فيكون لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت الله الله الله العلي العظيم الحي القيوم الله الله الله الحليم الكريم الله الله الله الفرد الصمد الله الله الله بديع السماوات و الأرض عزك عزيز و جارك منيع و أمرك غالب و أنت ملك قاهر عزيز فاخر لا إله إلا أنت خلوت في الملكوت و استترت بالجبروت و حارت أبصار ملائكتك المقربين و ذهلت عقولهم في فكر عظمتك لا إله إلا أنت ترى من بعد ارتفاعك و علو مكانك ما تحت الثرى و منتهى الأرضين السفلى من علم الآخرة و الأولى و الظلمات و الهوى و ترى بث الذر في الثرى و ترى قوام النمل على الصفا و تسمع خفقان الطير في الهواء و تعلم تقلب الساري في الماء تعطي السائل و تنصر المظلوم و تجيب المضطر و

 مهج‏الدعوات ص : 238تؤمن الخائف و تهدي السبيل و تجبر الكسير و تغني الفقير قضاؤك فصل و حكمك عدل و أمرك جزم و وعدك صدق و مشيتك عزيز و قولك حق و كلامك نور و طاعتك نجاة ليس لك في الخلق شريك و لو كان لك شريك لتشابه علينا و لذهب كل إله بما خلق و لعلا علوا كبيرا جل قدرك عن مجاورة الشركاء و تعاليت عن مخالطة الخلطاء و تقدست عن ملامسة النساء فلا ولد لك و لا والد كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر المنزل البرهان المضي‏ء الذي أنزلت على محمد نبي الرحمة القرشي الزكي التقي النقي الأبطحي المضري الهاشمي صلوات الله عليه و على آله و سلم و رحم و كرم بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد فلا إله إلا أنت ذل كل عزيز لعزتك و صغرت كل عظمة لعظمتك و لا يفزعك ليل دامس و لا قلب هاجس و لا جبل باذخ و لا علو شامخ و لا سماء ذات أبراج و لا بحار ذات أمواج و لا حجب ذات إرتاج و لا أرض ذات فجاج و لا ليل داج و لا ظلم ذات أدعاج و لا سهل و لا جبل و لا بر و لا بحر و لا شجر و لا مدر و لا يستتر منك شي‏ء و لا يحول دونك ستر و لا يفوتك شي‏ء السر عندك علانية و الغيب عندك شهادة تعلم وهم القلوب و رجم الغيوب و رجع الألسن و خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و أنت رجاؤنا عند كل شدة و غياثنا عند كل محل و سندنا في كل كريهة و ناصرنا عند كل ظالم و قوتنا في كل ضعف و بلاغنا في كل عجز من كريهة و شدة ضعفت فيها القوة و قلت فيها الحيلة أسلمنا فيها الرفيق و خذلنا فيها الشفيق أنزلتها بك يا رب و لم نرج غيرك ففرجتها و خففت ثقلها و كشفت غمرتها و كفيتنا إياها عمن سواك فلك الحمد أفلح سائلك مهج‏الدعوات ص : 239و أنجح طالبك و عز جارك و ربح متاجرك و جل ثناؤك و تقدست أسماؤك و علا ملكك و غلب أمرك و لا إله غيرك أسألك يا رب بأسمائك المتعاليات المكرمة المطهرة المقدسة العزيزة و باسمك العظيم الذي بعثت به موسى عليه السلام حين قلت إني أنا الله في الدهر الباقي و بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق و باسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك و بكلماتك التامات يا أعز مذكور و أقدمه في العز و أدومه في الملك و الملكوت يا رحيما بكل مسترحم و يا رءوفا بكل مسكين و يا أقرب من دعي و أسرعه إجابة و يا مفرجا عن كل ملهوف و يا خير من طلب إليه الخير و أسرعه إعطاء و نجاحا و أحسنه عطفا و تفضلا يا من خافت الملائكة من نوره المتوقد حول كرسيه و عرشه صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون يا من يشتكى إليه منه و يرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي يا فعال الخير و لا يزال الخير فعاله يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه و عباده بالساهرة فإذا هم قيام ينظرون يا من إذا هم بشي‏ء أمضاه يا من قوله فعاله يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره يا من خص نفسه بالخلد و البقاء و كتب على جميع خلقه الموت و الفناء يا من يصور في الأرحام ما يشاء يا من أحاط بكل شي‏ء علما و أحصى كل شي‏ء عددا لا شريك لك في الملك و لا ولي لك من الذل تعززت بالجبروت و تقدست بالملكوت و أنت حي لا تموت و أنت عزيز ذو انتقام قيوم لا تنام قاهر لا تغلب و لا ترام ذو البأس الذي لا يستضام أنت مالك الملك و مجري الفلك تعطي من سعة و تمنع من قدرة تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير

 مهج‏الدعوات ص : 240تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب أسألك أن تصلي على مولانا و سيدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص و صفيك المستخص الذي استخصصته بالحياة و التفويض و ائتمنته على وحيك و مكنون سرك و خفي علمك و فضلته على من خلقت و قربته إليك و اخترته من بريتك البشير النذير السراج المنير الذي أيدته بسلطانك و استخلصته لنفسك و على أخيه و وصيه و صهره و وارثه و الخليفة لك من بعده في خلقك و أرضك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و على ابنته الكريمة الفاضلة الطاهرة الزاهرة ]الزهراء[ الغراء فاطمة و على ولديها الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة الفاضلين الراجحين الزكيين التقيين الشهيدين الخيرين الفاضلين و على علي بن الحسين زين العابدين و سيدهم ذي الثفنات و على محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكريين و المنتظر لأمرك و القائم في أمرك بما يرضيك و الحجة على خلقك و الخليفة لك على عبادك المهدي بن المهديين الرشيد المرشد ابن المرشدين إلى صراط مستقيم صلاة تامة عامة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة و أن تغفر لنا و ترحمنا و تفرج عنا كربنا و همنا و غمنا اللهم إني أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى سواك و أسألك بجميع مسائلك و أحبها إليك و أدعوك و أتضرع إليك و أتوسل إليك بأحب مسائلك إليك و أحظاها عندك و كلها حظي عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن مهج‏الدعوات ص : 241ترزقني الشكر عند النعماء و الصبر عند البلاء و النصر على الأعداء و أن تعطيني خير السفر و الحضر و القضاء و القدر و خير ما سبق في أم الكتاب و خير الليل و النهار اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين يا رب العالمين و ارزقني خشوع الخاشعين و عمل الصالحين و صبر الصابرين و أجر المحسنين و سعادة المتقين و قبول الفائزين و حسن عبادة العابدين و توبة التائبين و إجابة المخلصين و يقين الصديقين و ألبسني محبتك و ألهمني الخشية لك و اتباع أمرك و طاعتك و نجني من سخطك و اجعل لي إلى كل خير سبيلا و لا تجعل للشيطان علي سبيلا و لا للسلطان و اكفني شرهما و شر ذلك كله و علانيته و سره اللهم ارزقني الاستعداد عند الموت و اكتساب الخير قبل الفوت حتى تجعل ذلك عدة في آخرتي و أنسا لي في وحشتي يا ولي نعمتي اغفر لي خطيئتي و تجاوز عن زلتي و أقلني عثرتي و فرج عن ]عني[ كربتي و أبرد بإجابتك حر غلتي و اقض لي حاجتي و سد بغناك فاقتي و أعني في الدنيا و الآخرة و أحسن معونتي و ارحم في الدنيا غربتي و عند الموت صرعتي و في القبر وحشتي و بين أطباق الثرى وحدتي و لقني عند المساءلة حجتي و استر عورتي و لا تؤاخذني على زلتي و طيب لي مضجعي و هنئني معيشتي يا صاحبي الشفيق و يا سيدي الرفيق و يا مونسي في كل طريق و يا مخرجي من حلق المضيق يا غياث المستغيثين و يا مفرج كرب المكروبين و يا حبيب التائبين يا قرة عين العابدين يا ناصر أوليائه المتقين يا مونس أحبائه المستوحشين و يا مالك يوم الدين يا رب العالمين يا إله الأولين و الآخرين بك اعتصمت و بك وثقت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك انتصرت و بك احتجزت و إليك هربت فصل على محمد و آل محمد و أعطني الخير فيمن أعطيت و اهدني في من هديت و عافني في من عافيت و اكفني في من كفيت

 مهج‏الدعوات ص : 242و قني شر ما قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك لا مانع لما أعطيت و لا مضل لمن هديت و لا مذل لمن واليت و لا ناصر لمن عاديت و لا ملجأ و لا ملتجأ منك إلا إليك فوضت أمري إليك ارزقني الغنيمة من كل بر و السلامة من كل وزر يا سامع كل صوت يا محيي كل نفس بعد الموت يا من لا يخاف الفوت صل على محمد و آل محمد و اجلب لي الرزق جلبا فإني لا أستطيع له طلبا و لا تضرب بالطلب وجهي و لا تحرمني رزقي و لا تحبس عني إجابتي و لا توقف مسألتي و لا تطل حيرتي و شفع ولايتي و وسيلتي بمحمد نبيك و صفيك و خاصتك و خالصتك و رسولك النذير المنذر الطيب الطاهر و أخيه أمير المؤمنين و قائد المؤمنين إلى جنات النعيم و بفاطمة الكريمة الزاهرة الطاهرة و الأئمة من ذريتهم الطاهرين الأخيار صل عليهم أجمعين و ارزقني رزقا واسعا و أنت خير الرازقين فقد تقدمت وسيلتي بهم إليك و توجهت بك إليك يا بر يا رءوف يا رحيم يا الله يا الله يا ذا المعارج فإنك ترزق من تشاء بغير حساب اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحمنا و أعتقنا من النار و اختم لنا بخير إنك على كل شي‏ء قدير آمين آمين يا رب العالمين

و من ذلك عوذة مولانا الكاظم ص لما ألقي في بركة السباع بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده و الحمد لله رب العالمين أصبحت و أمسيت في حمى الله الذي لا يستباح و ستره الذي لا تهتكه الرياح و لا تحرقه الرماح و ذمة الله التي لا تخفر و في عزة الله التي لا تستذل و لا تقهر و في حزبه الذي لا يغلب و في جنده الذي لا يهزم بالله استفتحت و استنجحت و تعززت و استنصرت و تقويت و احترزت و استعنت بالله و بقوة الله ضربت على أعدائي و قهرتهم بحول الله و استعنت عليهم بالله و فوضت أمري إلى الله حسبي الله و نعم الوكيل و تراهم ينظرون إليك مهج‏الدعوات ص : 243و هم لا يبصرون شاهت وجوه أعدائي فهم لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون غلبت أعداء الله بكلمة الله أين من يغلب كلمة الله فلجت حجة الله على أعداء الله الفاسقين و جنود إبليس أجمعين لن يضركم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون تحصنت منهم بالحصن الحصين فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا فآويت إلى ركن شديد و التجأت إلى الكهف المنيع و تمسكت بالحبل المتين و تدرعت بهيبة أمير المؤمنين و تعوذت بعوذة سليمان بن داود عليه السلام و احترزت بخاتمه فأنا أين كنت كنت آمنا مطمئنا و عدوي في الأهوال حيران قد حف بالمهابة و ألبس الذل و قمع بالصغار و ضربت على نفسي سرادق الحياطة و دخلت في هيكل الهيبة و تتوجت بتاج الكرامة و تقلدت بسيف العز الذي لا يفل و خفيت عن الظنون و تواريت عن العيون و أمنت على روحي و سلمت من أعدائي و هم لي خاضعون و مني خائفون و عني نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي و صمت آذانهم عن استماع كلامي و عميت أبصارهم عن رؤيتي و خرست ألسنتهم عن ذكري و ذهلت عقولهم عن معرفتي و تخوفت قلوبهم و ارتعدت فرائصهم من مخافتي و انفل حدهم و انكسرت شوكتهم و نكست رءوسهم و انحل عزمهم و تشتت جمعهم و اختلفت كلمتهم و تفرقت أمورهم و ضعف جندهم و انهزم جيشهم و ولوا مدبرين سيهزم الجمع و يولون الدبر بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر علوت عليهم بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم و بعلو الله الذي كان يعلو به علي صاحب الحروب منكس الفرسان مبيد الأقران و تعززت منهم بأسماء الله الحسنى و كلماته العليا و

 مهج‏الدعوات ص : 244تجهزت على أعدائي ببأس الله بأس شديد و أمر عتيد و أذللتهم و جمعت رءوسهم و وطئت رقابهم فظلت أعناقهم لي خاضعين خاب من ناواني و هلك من عاداني و أنا المؤيد المحبور المظفر المنصور قد كرمتني كلمة التقوى و استمسكت بالعروة الوثقى و اعتصمت بالحبل المتين فلن يضرني بغي الباغين و لا كيد الكائدين و لا حسد الحاسدين أبد الآبدين فلن يصل إلى أحد و لن يضرني أحد و لن يقدر علي أحد بل أنا أدعو ربي و لا أشرك به أحدا يا متفضل تفضل علي بالأمن و السلامة من الأعداء و حل بيني و بينهم بالملائكة الغلاظ الشداد و مدني بالجند الكثيف و الأرواح المطيعة يحصونهم بالحجة البالغة و يقذفونهم بالشهاب الثاقب و الحريق الملهب و الشواظ المحرق و النحاس النافذ و يقذفون من كل جانب دحورا و لهم عذاب واصب ذللتهم و زجرتهم و علوتهم ببسم الله الرحمن الرحيم بطه و يس و الذاريات و الطواسين و تنزيل و الحواميم و كهيعص و حمعسق و ق و القرآن المجيد و تبارك و ن و القلم و ما يسطرون و بمواقع النجوم و بالطور و كتاب مسطور في رق منشور و البيت المعمور و السقف المرفوع و البحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع فولوا مدبرين و على أعقابهم ناكصين و في ديارهم جاثمين فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين و ألقي السحرة ساجدين فوقيه الله سيئات ما مكروا و حاق بهم ما كانوا به يستهزءون و حاق بآل فرعون سوء العذاب و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم اللهم إني أعوذ بك من شرورهم و أدرأ بك في نحورهم و أسألك من خير ما عندك فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و إسرافيل من ورائي و محمد صلى الله عليه مهج‏الدعوات ص : 245و آله شفيعي من بين يدي و الله مظل علي يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بيني و بين أعدائي فلن يصلوا إلي بسوء أبدا و بينهم ستر الله الذي ستر الله به الأنبياء عن الفراعنة و من كان في ستر الله كان محفوظا حسبي الله الذي يكفيني ما لا يكفيني أحد من خلقه و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون اللهم اضرب علي سرادق حفظك الذي لا تهتكه الرياح و لا تخرقه الرماح و وق روحي بروح قدسك الذي من ألقيته عليه كان معظما في أعين الناظرين و كبيرا في صدور الخلق أجمعين و وفقني بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا لصلاحي في جميع ما أؤمله من خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني أبصار الناظرين و اصرف عني قلوبهم من شر ما يضمرون إلي ما لا يملكه أحد غيرك اللهم أنت ملاذي فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ اللهم إن خوفي أمسى و أصبح مستجيرا بوجهك الباقي الذي لا يبلى يا أرحم الراحمين سبحان من ألج البحار بقدرته و أطفأ نار إبراهيم بكلمته و استوى على العرش بعظمته و قال لموسى أقبل و لا تخف إنك من الآمنين إني لا يخاف لدي المرسلون و لا تخف نجوت من القوم الظالمين و لا تخاف دركا و لا تخشى لا تخف إنك أنت الأعلى و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا أ ليس الله بكاف عبده و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان

و من ذلك الدعاء الذي علمه النبي ص لموسى بن جعفر ع في السجن

 بإسناد الصحيح عن عبد الله بن مالك الخزاعي مهج‏الدعوات ص : 246قال دعاني هارون الرشيد فقال عبد الله كيف أنت و موضع السر منك فقلت يا أمير المؤمنين ما أنا إلا عبد من عبيدك فقال امض إلى تلك الحجرة و خذ من فيها و احتفظ به إلى أن أسألك عنه فقال دخلت فوجدت موسى بن جعفر ع فلما رآني سلمت عليه و حملته على دابتي إلى منزلي فأدخلته داري و جعلته مع حرمي و أقفلت عليه و المفتاح معي و كنت أتولى خدمته و مضت الأيام فلم أشعر إلا برسول الرشيد يقول أجب أمير المؤمنين فنهضت و دخلت عليه و هو جالس و عن يمينه فراش و عن يساره فراش فسلمت عليه فلم يرد غير أنه قال ما فعلت بالوديعة فكأني لم أفهم ما قال فقال ما فعل صاحبك فقلت صالح فقال امض إليه و ادفع إليه ثلاث آلاف درهم و اصرفه إلى منزله و أهله فقمت و هممت بالانصراف فقال أ تدري ما السبب في ذلك و ما هو قلت لا يا أمير المؤمنين قال نمت على الفراش الذي عن يميني في منامي قائلا يقول لي يا هارون أطلق موسى بن جعفر فانتبهت فقلت لعلها لما في نفسي منه فقمت إلى هذا الفراش الآخر فرأيت ذلك الشخص بعينه و هو يقول يا هارون أمرتك أن تطلق موسى بن جعفر فلم تفعل فانتبهت و تعوذت من الشيطان ثم قمت إلى هذا الفراش الذي أنا عليه و إذا بذلك الشخص بعينه و بيده حربة كان أولها بالمشرق و آخرها بالمغرب و قد أومأ إلي و هو يقول و الله يا هارون لئن لم تطلق موسى بن جعفر لأضعن هذه الحربة في صدرك و أطلعها من ظهرك فأرسلت إليك فامض فيما أمرتك به و لا تظهره إلى أحد فأقتلك فانظر لنفسك قال فرجعت إلى منزلي و فتحت الحجرة و دخلت على موسى بن جعفر فوجدته قد نام في سجوده فجلست حتى استيقظ و رفع رأسه و قال يا عبد الله أ فعلت ما أمرت به فقلت له يا مولاي سألتك بالله و بحق جدك رسول الله هل دعوت الله عز و جل في يومك هذا بالفرج فقال أجل إني صليت المفروضة و سجدت و عفوت في سجودي فرأيت رسول الله ص مهج‏الدعوات ص : 247فقال يا موسى أ تحب أن تطلق فقلت نعم يا رسول الله ص فقال ادع بهذا الدعاء يا سابغ النعم يا دافع النقم يا بارئ النسم يا مجلي الهمم يا مغشي الظلم يا كاشف الضر و الألم يا ذا الجود و الكرم و يا سامع كل صوت يا مدرك كل فوت يا محيي العظام و هي رميم و منشئها بعد الموت صل على محمد و آل محمد و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا يا ذا الجلال و الإكرام فلقد دعوت به و رسول الله يلقنيه حتى سمعته يقول قد استجاب الله فيك ثم قلت له ما أمرني به الرشيد و أعطيته ذلك

ذكر ما نختاره من أدعية مولانا علي بن موسى الرضا ع

فمن ذلك عوذة وجدت في ثيابه ع

قال لما مات أبو الحسن الرضا علي بن موسى ص وجد عليه تعويذ معلق و في آخره عوذة ذكر أن آباءه ع كانوا يقولون إن جدهم عليا ص كان يتعوذ بها من الأعداء و كانت معلقة في قراب سيفه و في آخرها أسماء الله عز و جل و أنه ع شرط على ولده و أهله أن لا يدعوا بها على أحد فإن من دعا به لم يحجب دعاؤه عن الله جل اسمه و تقدست أسماؤه و هو اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد صلى الله عليه و آله أتوجه اللهم سهل لي حزونته و كل حزونة و ذلل لي صعوبته و كل صعوبة و اكفني مؤنته و كل مؤنة و ارزقني معروفه و وده و اصرف عني ضره و معرته إنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون إنا رسل ربك لن يصلوا إليك طه حم لا يبصرون و جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون فسيكفيكهم الله و هو السميع مهج‏الدعوات ص : 248العليم و تراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين الأسماء اللهم إني أسألك بالعين التي لا تنام و بالعز الذي لا يرام و بالملك الذي لا يضام و بالنور الذي لا يطفأ و بالوجه الذي لا يبلى و بالحياة الذي لا تموت و بالصمدية التي لا تقهر و بالديمومية التي لا تفنى و بالاسم الذي لا يرد و بالربوبية التي لا تستذل أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و تذكر حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى

و من ذلك عوذة علي بن موسى الرضا ع التي تعوذ بها لما ألقي في بركة السباع

 وجدت ما هذا لفظه قال الفضل بن الربيع لما اصطبح الرشيد يوما ثم استدعى حاجبه فقال له امض إلى علي بن موسى العلوي أخرجه من الحبس و ألقه في بركة السباع فما زلت ألطف به و أرفق و لا يزداد إلا غضبا و قال و الله لئن لم تلقه إلى السباع لألقينك عوضه قال فمضيت إلى علي بن موسى الرضا ع فقلت له إن أمير المؤمنين أمرني بكذا و كذا قال افعل ما أمرت فإني مستعين بالله تعالى عليه و أقبل بهذه العوذة و هو يمشي معي إلى أن ينتهي إلى البركة ففتحت بابها و أدخلته فيها و فيها أربعون سبعا و عندي من الغم و القلق أن يكون قتل مثله على يدي و عدت إلى موضعي فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال لعلي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فإني رأيت البارحة مناما هالني و ذاك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي و بأيديهم سائر السلاح و في وسطهم رجل كأنه القمر و دخل إلى قلبي هيبته فقال لي قائل هذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و على أبنائه فتقدمت إليه لأقبل قدميه فصرفني عنه و قال فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ مهج‏الدعوات ص : 249وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مدعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتني أن ألقي موسى للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت إي و الله فقال امض و انظر ما حاله فأخذت الشمع بين يدي و طالعته فإذا هو قائم يصلي و السباع حوله فعدت إليه فأخبرته فلم يصدقني و نهض و أطلع إليه فشاهده في تلك الحال فقال السلام عليك يا ابن عم فلم يجبه حتى فرغ من صلاته ثم قال و عليك السلام يا ابن عم قد كنت أرجو أن لا تسلم علي في مثل هذا الموضع فقال أقلني فإني معتذر إليك فقال له قد نجانا الله تعالى بلطفه فله الحمد ثم أمر بإخراجه فأخرج فقال فلا و الله ما تبعه سبع فلما حضر بين يدي الرشيد عانقه ثم حمله إلى مجلسه و رفعه فوق سريره و قال له يا ابن عم إن أردت المقام عندنا ففي الرحب و السعة و قد أمرنا لك و لأهلك بمال و ثياب فقال له لا حاجة لي في المال و لا الثياب و لكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم و ذكر له قوما فأمر له بصلة و كسوة ثم أمره أن يركب على بغال البريد إلى الموضع الذي يحب فأجابه إلى ذلك و قال لي شيعه فشيعته إلى بعض الطريق و قلت له يا سيدي إن رأيت أن تطول علي بالعوذة فقال منعنا أن ندفع عوذنا و تسبيحنا إلى كل أحد و لكن لك علي حق الصحبة و الخدمة فاحتفظ بها فكتبها في دفتر و شددتها في منديل في كمي فما دخلت إلى أمير المؤمنين إلا ضحك إلي و قضى حوائجي و لا سامرت إلا كان حرزا و أمانا من كل خوف و لا وقعت في شدة إلا دعوت بها ففرج عني ثم ذكرها يقول علي بن موسى بن طاوس مصنف هذا الكتاب ربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر ص لأنه كان محبوسا عند الرشيد لكنني ذكرت هذا كما وجدته و هو بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده فله الملك و له الحمد الحمد لله رب العالمين أمسيت

 مهج‏الدعوات ص : 250و أصبحت في حمى الله الذي لا يستباح و ذمته التي لا ترام و لا تخفر و في عز الله الذي لا يذل و لا يقهر و في حزبه الذي لا يغلب و في جنده الذي لا يهزم و حريمه الذي لا يستباح بالله استجرت و بالله أصبحت و بالله استنجحت و تعززت و تعوذت و انتصرت و تقويت و بعزة الله قويت على أعدائي و بجلال الله و كبريائه ظهرت عليهم و قهرتهم بحول الله و قوته و استعنت عليهم بالله و فوضت أمري إلى الله و حسبي الله و نعم الوكيل و تريهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون أتى أمر الله فلجت حجة الله غلبت كلمته على أعداء الله الفاسقين و جنود إبليس أجمعين لن يضروكم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون تحصنت منهم بالحصن المحفوظ فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا آويت إلى ركن شديد و التجأت إلى كهف رفيع و تمسكت بالحبل المتين و تدرعت بدرع الله الحصينة و تدرقت بدرقة أمير المؤمنين و تعوذت بعوذة سليمان بن داود و تختمت بخاتمه فأنا حيثما سلكت آمن مطمئن و عدوي في الأهوال حيران قد حف بالمهانة و ألبس الذل و قمع بالصغار ضربت على نفسي سرادق الحياطة و لبست درع الحفظ و علقت على هيكل الهيبة و تتوجت بتاج الكرامة و تقلدت بسيف العز الذي لا يفل و خفيت عن أعين الباغين الناظرين و تواريت عن الظنون و أمنت على نفسي و سلمت من أعدائي بجلال الله فهم لي خاضعون و عني نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي و عميت أبصارهم عن رؤيتي و خرست ألسنتهم عن ذكري و ذهلت عقولهم عن معرفتي مهج‏الدعوات ص : 251و تخوفت قلوبهم و ارتعدت فرائصهم و نفوسهم من مخافتي يا الله الذي لا إله إلا هو يا هو يا من لا إله إلا هو افلل جنودهم و اكسر شوكتهم و نكس رءوسهم و أعم أبصارهم فظلت أعناقهم لي خاضعين و انهزم جيشهم و ولوا مدبرين سيهزم الجمع و يولون الدبر بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر و ما أمر الساعة إلا كلمح البصر علوت عليهم بعلو الله الذي كان يعلو به صاحب الحروب منكس الرايات و مبيد الأقران و تعوذت بأسماء الله الحسنى و كلماته العليا و ظهرت على أعدائي ببأس شديد و أمر رشيد و أذللتهم و قمعت رءوسهم و ظلت أعناقهم لي خاضعين فخاب من ناواني و هلك من عاداني و أنا المؤيد المنصور و المظفر المتوج المحبور و قد لزمت كلمة التقوى و استمسكت بالعروة الوثقى و اعتصمت بحبل الله المتين فلن يضرني كيد الكائدين و حسد الحاسدين أبد الآبدين و دهر الداهرين فلن يراني أحد و لن يقدر علي أحد قل إنما أنا أدعو ربي و لا أشرك به أحدا أسألك يا متفضل أن تتفضل علي بالأمن و الإيمان على نفسي و روحي بالسلامة من أعدائي و أن تحول بيني و بين شرهم بالملائكة الغلاظ الشداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون و أيدني بالجند الكثيفة و الأرواح العظيمة المطيعة فيجيبونهم بالحجة البالغة و يقذفونهم بالحجر الدامغ و يضربونهم بالسيف القاطع و يرمونهم بالشهاب الثاقب و الحريق الملتهب و الشواظ المحرق و يقذفون من كل جانب دحورا و لهم مهج‏الدعوات ص : 252عذاب واصب

قذفتهم و زجرتهم بفضل بسم الله الرحمن الرحيم بطه و يس و الذاريات و الطواسين و تنزيل القرآن العظيم و الحواميم و بكهيعص و بكاف كفيت و بهاء هديت و بياء يسر لي و بعين علوت و بصاد صدقت أنه لا إله إلا هو و بنون و القلم و ما يسطرون و بمواقع النجوم و بالطور و كتاب مسطور في رق منشور و البيت المعمور و السقف المرفوع و البحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع فولوا مدبرين على أعقابهم ناكصين و في ديارهم خائفين فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين و ألقي السحرة ساجدين فوقيه الله سيئات ما مكروا و حاق بآل فرعون سوء العذاب و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون اللهم إني أعوذ بك من شر ما أخاف و أحذر و أسألك من خير ما عندك فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن شمالي و محمد صلى الله عليه و آله أمامي و الله عز و جل يظل علي يمنعكم مني و يمنع الشيطان الرجيم يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بيني و بين أعدائي حتى لا يصلوا إلي بسوء سترت بيني و بينهم بستر الله الذي يستتر به من سطوات الفراعنة و من كان في ستر الله كان محفوظا حسبي الذي يكفي و ما لا يكفي أحد سواه و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون اللهم اضرب مهج‏الدعوات ص : 253علي سرادقات حفظك الذي لا يهتكه الرياح و لا تخرقه الرماح و اكفني شر ما أخافه بروح قدسك الذي من ألقيته عليه كان مستورا عن عيون الناظرين و كبيرا في صدور الخلائق أجمعين و وفق لي بأسمائك الحسنى و كلماتك العليا صلاحي في جميع ما أؤمله من خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني أبصار الناظرين و اصرف عني شر قلوبهم و شر ما يضمرون إلي خير ما لا يملكه غيرك اللهم إنك أنت مولاي و ملاذي فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ يا من دان له رقاب الجبابرة و خضعت له عماليق الفراعنة أجرني اللهم من خزيك و كشف سترك و نسيان ذكرك و الإضراب عن شكرك أنا في كنفك ليلي و نهاري و نومي و قراري و انتباهي و انتشاري ذكرك شعاري و ثناؤك دثاري اللهم إن خوفي أمسى و أصبح مستجيرا بك و بأمانك من خوفك و سوء عذابك و اضرب علي سرادقات حفظك و ارزقني حفظ عنايتك برحمتك يا أرحم الراحمين آمين آمين رب العالمين

و من ذلك دعاء الرضا ع

وجدناه من كتاب أصل يونس بن بكير قال و سألت سيدي أن يعلمني دعاء أدعو به عند الشدائد فقال لي يا يونس تحفظ ما أكتبه لك و ادع به في كل شدة تجاب و تعطى ما تتمناه ثم كتب لي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن ذنوبي و كثرتها قد أخلقت وجهي عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتني عن استيجاب مغفرتك و لو لا تعلقي بآلائك مهج‏الدعوات ص : 254و تمسكي بالدعاء و ما وعدت أمثالي من المسرفين و أشباهي من الخاطئين و أوعدت القانطين من رحمتك بقولك يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و حذرت القانطين من رحمتك فقلت وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ثم ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ إلهي لقد كان ذلك الإياس علي مشتملا و القنوط من رحمتك ملتحفا إلهي لقد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا و أوعدت المسي‏ء ظنه بك عقابا اللهم و قد أمسك رمقي حسن الظن بك في عتق رقبتي من النار و تغمد زلتي و إقالة عثرتي اللهم قلت في كتابك و قولك الحق الذي لا خلف له و لا تبديل يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و ذلك يوم النشور فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ و بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ اللهم فإني أوفي و أشهد و أقر و لا أنكر و لا أجحد و أسر و أعلن و أظهر و أبطن بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك صلى الله عليه و أن عليا أمير المؤمنين سيد الأوصياء و وارث علم الأنبياء علم الدين و مبير المشركين و مميز المنافقين و مجاهد المارقين و إمامي و حجتي و عروتي و صراطي و دليلي و حجتي و من لا أثق بأعمالي و لو زكت و لا أراها منجية لي و لو صلحت إلا بولايته و الائتمام به و الإقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها و أقر بأوصيائه من أبنائه أئمة و حججا و أدلة مهج‏الدعوات ص : 255و سرجا و أعلاما و منارا و سادة و أبرارا و أومن بسرهم و جهرهم و ظاهرهم و باطنهم و شاهدهم و غائبهم و حيهم و ميتهم لا شك في ذلك و لا ارتياب عند تحولك و لا انقلاب اللهم فادعني يوم حشري و نشري بإمامتهم و انقذني بهم يا مولاي من حر النيران و إن لم ترزقني روح الجنان فإنك إن أعتقتني من النار كنت من الفائزين اللهم و قد أصبحت يومي هذا لا ثقة لي و لا رجاء و لا لجأ و لا مفزع و لا منجى غير من توسلت بهم إليك متقربا إلى رسولك محمد صلى الله عليه و آله ثم علي أمير المؤمنين و الزهراء سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و من بعدهم يقيم المحجة إلى الحجة المستورة من ولده المرجو للأمة من بعده اللهم فاجعلهم في هذا اليوم و ما بعده حصني من المكاره و معقلي من المخاوف و نجني بهم من كل عدو و طاغ و باغ و فاسق و من شر ما أعرف و ما أنكر و ما استتر عني و ما أبصر و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم اللهم بتوسلي بهم إليك و تقربي بمحبتهم و تحصني بإمامتهم افتح علي في هذا اليوم أبواب رزقك و انشر علي رحمتك و حببني إلى خلقك و جنبني بغضهم و عداوتهم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم و لكل متوسل ثواب و لكل ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته إليك و قدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا و شهري هذا و عامي هذا اللهم و هم مفزعي و معونتي في شدتي و رخائي و عافيتي و بلائي و نومي و يقظتي و ظعني و إقامتي و عسري و يسري و علانيتي و

 مهج‏الدعوات ص : 256سري و إصباحي و إمسائي و تقلبي و مثواي و سري و جهري اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك و لا تقطع رجائي من رحمتك و لا تؤيسني من روحك و لا تبتلني بانغلاق أبواب الأرزاق و انسداد مسالكها و ارتياح مذاهبها و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا و اجعل لي من كل ضنك مخرجا و إلى كل سعة منهجا إنك أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين

و من ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا ع

 رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر بن بابويه في كتاب عيون أخبار الرضا ع أن رجلا جاء إلى الصادق ع فشكا إليه رجلا يظلمه فقال له أين أنت عن دعوة المظلوم التي علمها النبي ص لأمير المؤمنين ع ما دعا بها مظلوم على ظالم إلا نصره الله تعالى و كفاه و إياه و هو اللهم طمه بالبلاء طما و غمه بالبلاء غما و قمه بالأذى قما و ارمه بيوم لا معاد له و ساعة لا مرد لها و أبح حريمه و صل على محمد و أهل بيته عليه و عليهم السلام و قني شره و اكفني أمره و اصرف عني كيده و أحرج قلبه و سد فاه عني و خشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا و عنت الوجوه للحي القيوم و قد حمل ظلما اخسئوا فيها و لا تكلمون صه صه صه صه صه صه صه

و من ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا ع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه يرفعه قال قال أبو الحسن الرضا ع وجد رجل من الصحابة صحيفة أتى بها رسول الله ص فنادى الصلاة جامعة فلا تخلف أحد لا ذكر و لا أنثى فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم لرءوف رحيم ألا إن خير عباد الله التقي الخفي و إن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى و أن يؤدى مهج‏الدعوات ص : 257الحقوق التي أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم سبحان الله كما ينبغي لله و لا إله إلا الله كما ينبغي لله و الحمد لله كما ينبغي لله و لا حول و لا قوة إلا بالله و صلى الله على محمد و أهل بيته النبي العربي الهاشمي و صلى الله على جميع المرسلين و النبيين حتى يرضى الله و نزل رسول الله ص و قد ألحوا في الدعاء فصبر هنيئة ثم رقى المنبر فقال من أحب أن يعلو ثناءه على ثناء المجاهدين فليقل هذا القول في كل يوم و إن كانت له حاجة قضيت أو عدو كبت أو دين قضي أو كرب كشف و خرق كلامه السماوات حتى يكتب في اللوح المحفوظ

و من ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا ع في سجدة الشكر

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء و قال أبو جعفر عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا و بكير بن صالح عن سليمان بن جعفر عن الرضا قالا دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له أطلت السجود فقال من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعا كان كالرامي مع رسول الله ص يوم بدر قالا قلنا فنكتبه قال اكتبا إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا اللهم العن اللذين بدلا دينك و غيرا نعمتك و اتهما رسولك صلى الله عليه و آله و خالفا ملتك و صدا عن سبيلك و كفرا آلاءك و ردا عليك كلامك و استهزءا برسولك و قتلا ابن نبيك و حرفا كتابك و جحدا آياتك و سخرا بآياتك و استكبرا عن عبادتك و قتلا أولياءك و جلسا في مجلس لم يكن لهما بحق و حملا الناس على أكتاف آل محمد اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا و احشرهما و أتباعهما إلى جهنم زرقا اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما و البراءة منهما في الدنيا و الآخرة اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اللهم زدهما عذابا فوق عذاب و هوانا فوق هوان و ذلا فوق ذل و خزيا فوق مهج‏الدعوات ص : 258خزي

اللهم دعهما في النار دعا و أركسهما في أليم عقابك ركسا اللهم احشرهما و أتباعهما إلى جهنم زمرا اللهم فرق جمعهم و شتت أمرهم و خالف بين كلمتهم و بدد جماعتهم و العن أئمتهم و اقتل قادتهم و سادتهم و كبراءهم و العن رؤساءهم و اكسر رايتهم و ألق البأس بينهم و لا تبق منهم ديارا اللهم العن أبا جهل و الوليد لعنا يتلو بعضه بعضا و يتبع بعضه بعضا اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب و كل نبي مرسل و كل مؤمن امتحنت قلبه للإيمان اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار اللهم العنهما لعنا لم يخطر لأحد ببال اللهم العنهما في مستسر سرك و ظاهر علانيتك و عذبهما عذابا في التقدير و شارك معهما ابنتيهما و أشياعهما و محبيهما و من شايعهما إنك سميع الدعاء

ذكر ما نختاره من الأدعية لمولانا محمد بن علي الجواد ع

أقول حسب المزيد لأدعيته ما رويناه و ذكرناه في الأدعية المذكورة في كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع و هي الأدعية التي علمته إياها الطلحي تغمده الله برحمته فإنه من أسرار الله عند خاصته و لكنا نذكر هاهنا ما يليق بهذا الكتاب بحسب الصواب

 فمن ذلك الوسائل إلى المسائل رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رحمه الله عن إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي قال حدثنا أبي و كان خادما لمحمد بن علي الجواد ع لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ع ابنته كتب إليه أن لكل زوجة صداقا من مال زوجها و قد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة مذخورة هناك كما جعل أموالكم معجلة في الدنيا و كثر هاهنا و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل و هي مناجاة دفعها إلي أبي قال دفعها إلي أبي موسى قال دفعها إلي أبي جعفر قال دفعها إلي محمد أبي قال دفعها إلي علي بن الحسين أبي قال دفعها إلي الحسين أبي قال دفعها إلي الحسن أخي قال دفعها إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص قال دفعها مهج‏الدعوات ص : 259إلي رسول الله ص قال دفعها إلي جبرئيل ع قال يا محمد رب العزة يقرئك السلام و يقول لك هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة فاجعلها وسائلك إلى مسائلك تصل إلى بغيتك و تنجح في طلبتك فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتنجس بها الحظ من آخرتك و هي عشرون وسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح و تطلب بها الحاجات فتنجح

و هذه نسختها

المناجاة للاستخارة

اللهم إن خيرتك فيما استخرتك فيه تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيب المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النوائب اللهم إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني عقلي إليه فسهل اللهم فيه ما توعر و يسر منه ما تعسر و اكفني فيه المهم و ادفع به عني كل ملم و اجعل يا رب عواقبه غنما و مخوفه سلما و بعده قربا و جدبه خصبا و أرسل اللهم إجابتي و أنجح طلبتي و اقض حاجتي و اقطع عني عوائقها و امنع عني بوائقها و أعطني اللهم لواء الظفر و الخيرة فيما استخرتك و وفور المغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك و اقرنه اللهم بالنجاح و خصه ]حطه[ بالصلاح و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة و أعلام غنمها لائحة و اشدد خناق تعسيرها و انعش صريخ تكسيرها و بين اللهم ملتبسها و أطلق محتبسها و مكن أسها حتى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة للنفع باقية الصنع إنك ملي‏ء بالمزيد مبتدئ بالجود

المناجاة بالاستقالة

اللهم إن الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك و الأمل لأناتك و رفقك شجعني على طلب أمانك و عفوك و لي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام و خطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام و استوجبت بها على عدلك أليم العذاب و استحققت باجتراحها مبير العقاب و خفت تعويقها لإجابتي و ردها إياي عن قضاء مهج‏الدعوات ص : 260حاجتي بإبطالها لطلبتي و قطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد انقض ظهري من ثقلها و بهظني من الاستقلال بحملها ثم تراجعت رب إلى حلمك عن الخاطئين و عفوك عن المذنبين و رحمتك للعاصين فأقبلت بثقتي متوكلا عليك طارحا نفسي بين يديك شاكيا بثي إليك سائلا ما لا أستوجبه من تفريج الهم و لا أستحقه من تنفيس الغم مستقيلا لك إياي واثقا مولاي بك اللهم فامنن علي بالفرج و تطول بسهولة المخرج و ادللني برأفتك على سمت المنهج و أزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج و خلصني من سجن الكرب بإقالتك و أطلق أسري برحمتك و طل علي برضوانك و جد علي بإحسانك و أقلني عثرتي و فرج كربتي و ارحم عبرتي و لا تحجب دعوتي و اشدد بالإقالة أزري و قو بها ظهري و أصلح بها أمري و أطل بها عمري و ارحمني يوم حشري و وقت نشري إنك جواد كريم غفور رحيم

المناجاة بالسفر

اللهم إني أريد سفرا فخر لي فيه و أوضح لي فيه سبيل الرأي و فهمنيه و افتح عزمي بالاستقامة و أشملني في سفري بالسلامة و أفدني جزيل الحظ و الكرامة و اكلأني بحسن الحفظ و الحراسة و جنبني اللهم وعثاء الأسفار و سهل لي حزونة الأوعاد و اطو لي بساط المراحل و قرب مني بعد نأي المناهل و باعدني في المسير بين خطى الرواحل حتى تقرب نياط البعيد و تسهل وعور الشديد و لقني اللهم في سفري نجح طائر الواقية و هبني فيه غنم العافية و خفير الاستقلال و دليل مجاوزة الأهوال و باعث وفور الكفاية و سانح خفير الولاية و اجعله اللهم سبب عظيم السلم حاصل الغنم و اجعل الليل علي سترا من الآفات و النهار مانعا من الهلكات و اقطع عني قطع لصوصه بقدرتك و احرسني من وحوشه بقوتك حتى مهج‏الدعوات ص : 261تكون السلامة فيه مصاحبتي و العافية فيه مقارنتي و اليمن سائقي و اليسر معانقي و العسر مفارقي و الفوز موافقي و الأمن مرافقي إنك ذو الطول و المن و القوة و الحول و أنت على كل شي‏ء قدير و بعبادك بصير خبير

المناجاة في طلب الرزق

اللهم أرسل علي سجال رزقك مدرارا و أمطر علي سحائب إفضالك غزارا و أدم غيث نيلك إلي سجالا و أسبل مزيد نعمك على خلتي إسبالا و أفقرني بجودك إليك و أغنني عمن يطلب ما لديك و داو داء فقري بدواء فضلك و انعش صرعة عيلتي بطولك و تصدق على إقلالي بكثرة عطائك و على اختلالي بكريم حبائك و سهل رب سبيل الرزق إلي و ثبت قواعده لدي و بجس لي عيون سعته برحمتك و فجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك و أجدب أرض فقري و اخصب جدب ضري و اصرف عني في الرزق العوائق و اقطع عني من الضيق العلائق و ارمني من سعة الرزق اللهم بأخصب سهامه و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه و اكسني اللهم سرابيل السعة و حلابيب الدعة فإني يا رب منتظر لإنعامك بحذف المضيق و لتطولك بقطع التعويق و لتفضلك بإزالة التقتير و لوصول حبلي بكرمك بالتيسير و أمطر اللهم على سماء رزقك بسجال الديم و أغنني عن خلقك بعوائد النعم و ارم مقاتل الإقتار مني و احمل كشف الضر عني على مطايا الإعجال و اضرب عني الضيق بسيف الاستيصال و أتحفني رب منك بسعة الإفضال و امددني بنمو الأموال و احرسني من ضيق الإقلال و اقبض عني سوء الجدب و ابسط لي بساط الخصب و اسقني من ماء رزقك غدقا و انهج لي من عميم بذلك طرقا و فاجئني بالثروة و المال و انعشني به من الإقلال و صبحني بالاستظهار و مسني بالتمكن من اليسار إنك ذو الطول العظيم مهج‏الدعوات ص : 262و الفضل العميم و المن الجسيم و أنت الجواد الكريم

المناجاة بالاستعاذة

اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء و أهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء و احجبني من سطوات البلاء و نجني من مفاجاة النقم و أجرني من زوال النعم و من زلل القدم و اجعلني اللهم في حياطة عزك و حفاظ حرزك من مباغتة الدوائر و معاجلة البوادر اللهم رب و أرض البلاء فاخسفها و عرصة المحن فارجفها و شمس النوائب فاكسفها و جبال السوء فانسفها و كرب الدهر فاكشفها و عوائق الأمور فاصرفها و أوردني حياض السلامة و احملني على مطايا الكرامة و اصحبني بإقالة العثرة و أشملني بستر العورة و جد علي يا رب بآلائك و كشف بلائك و دفع ضرائك و ارفع كلاكل عذابك و اصرف عني أليم عقابك و أعذني من بوائق الدهور و انقذني من سوء عواقب الأمور و احرسني من جميع المحذور و اصدع صفاء البلاء عن أمري و أشلل يده عني مدى عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما تريد

المناجاة بطلب التوبة

اللهم إني قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح و تثبيت عقد صحيح و دعاء قلب قريح و إعلان قول صريح اللهم فتقبل مني مخلص التوبة و إقبال سريع الأوبة و مصارع تخشع و قابل رب توبتي بجزيل الثواب و كريم المآب و حط العقاب و صرف العذاب و غنم الإياب و ستر الحجاب و امح اللهم ما ثبت من ذنوبي و اغسل بقبولها جميع عيوبي و اجعلها جالية لقلبي شاخصة لبصيرة لبي غاسلة لدرني مطهرة لنجاسة بدني مصححة فيها ضميري عاجلة إلى الوفاء بها بصيرتي و اقبل يا رب توبتي فإنها تصدر من إخلاص نيتي و محض من تصحيح بصيرتي مهج‏الدعوات ص : 263و احتفالا في طويتي و اجتهادا في نقاء سريرتي و تثبيتا لإنابتي مسارعة إلى أمرك بطاعتي و أجل اللهم بالتوبة عني ظلمة الإصرار و امح بها ما قدمته من الأوزار و اكسني لباس التقوى و جلابيب الهدى فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي و نزعت سربال الذنوب عن جسدي مستمسكا رب بقدرتك مستعينا على نفسي بعزتك مستودعا توبتي من النكث بخفرتك معتصما من الخذلان بعصمتك مقارنا به لا حول و لا قوة إلا بك

المناجاة بطلب الحج

اللهم ارزقني الحج الذي افترضته على من استطاع إليه سبيلا و اجعل لي فيه هاديا و إليه دليلا و قرب لي بعد المسالك و أعني على تأدية المناسك و حرم بإحرامي على النار جسدي و زد للسفر قوتي و جلدي و ارزقني رب الوقوف بين يديك و الإفاضة إليك و أظفرني بالنجح بواقر الربح و أصدرني رب من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر و اجعلها زلفة إلى رحمتك و طريقا إلى جنتك و قفني موقف المشعر الحرام و مقام وقوف الإحرام و أهلني لتأدية المناسك و نحر الهدي التوامك بدم يثج و أوداج يمج و إراقة الدماء المسفوحة و الهدايا المذبوحة و فري أوداجها على ما أمرت و التنفل بها كما وسمت و أحضرني اللهم صلاة العيد راجيا للوعد خائفا من الوعيد حالقا شعر رأسي و مقصرا و مجتهدا في طاعتك مشمرا راميا للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار و أدخلني اللهم عرصة بيتك و عقوتك و محل أمنك و كعبتك و مشاكيك و سؤالك و محاويجك و جد علي اللهم بوافر الأجر من الانكفاء و النفر و اختم اللهم مناسك حجي و انقضاء عجي بقبول منك لي و رأفة منك بي يا أرحم الراحمين

المناجاة بكشف الظلم

اللهم إن ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى مهج‏الدعوات ص : 264أمات العدل و قطع السبل و محق الحق و أبطل الصدق و أخفى البر و أظهر الشر و أحمد التقوى و أزال الهدى و أزاح الخير و أثبت الضير و أنمى الفساد و قوى العناد و بسط الجور و عدى الطور اللهم يا رب لا يكشف ذلك إلا سلطانك و لا يجير منه إلا امتنانك اللهم رب فابتر ]فابتز[ الظلم و بث حبال الغشم و أخمد سوق المنكر و أعز من عنه ينزجر و احصد شافة أهل الجور و البسهم الحور بعد الكور و عجل اللهم إليهم البيات و أنزل عليهم المثلات و أمت حياة المنكر ليؤمن المخوف و يسكن الملهوف و يشبع الجائع و يحفظ الضائع و يأوي الطريد و يعود الشريد و يغني الفقير و يجار المستجير و يوقر الكبير و يرحم الصغير و يعز المظلوم و يذل الظالم و يفرج المغموم و تنفرج الغماء و تسكن الدهماء و يموت الاختلاف و يعلو العلم و يشمل السلم و يجمع الشتات و يقوي الإيمان و يتلى القرآن إنك أنت الديان المنعم المنان

المناجاة بالشكر لله تعالى

اللهم لك الحمد على مرد نوازل البلاء و توالي سبوغ النعماء و ملمات الضراء و كشف نوائب اللأواء و لك الحمد على هني‏ء عطائك و محمود بلائك و جليل آلائك و لك الحمد على إحسانك الكثير و خيرك العزير و تكليفك اليسير و دفع العسير و لك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر و إعطائك وافر الأجر و حطك مثقل الوزر و قبولك ضيق العذر و وضعك باهض الإصر و تسهيلك موضع الوعر و منعك مفظع الأمر و لك الحمد على البلاء المصروف و وافر المعروف و دفع المخوف و إذلال العسوف و لك الحمد على قلة التكليف و كثرة التخفيف و تقوية الضعيف و إغاثة اللهيف و لك الحمد على سعة إمهالك و دوام إفضالك و صرف إمحالك و حميد أفعالك و توالي نوالك و لك الحمد على تأخير معاجلة العقاب و ترك مغافصة العذاب مهج‏الدعوات ص : 265و تسهيل طريق المآب و إنزال غيث السحاب

المناجاة بطلب الحوائج

جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك و من وعدته بالإجابة أن يرجوك و لي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي و كلت فيها طاقتي و ضعف عن مرامها قوتي و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء و عدوي الغرور الذي أنا منه مبلو ]مبتلى[ أن أرغب إليك فيها اللهم و أنجحها بأيمن النجاح و اهدها سبيل الفلاح و اشرح بالرجاء لإسعافك صدري و يسر في أسباب الخير أمري و صور إلي الفوز ببلوغ ما رجوته بالوصول إلى ما أملته و وفقني اللهم في قضاء حاجتي ببلوغ أمنيتي و تصديق رغبتي و أعذني اللهم بكرمك من الخيبة و القنوط و الأناة و التثبيط اللهم إنك ملي‏ء بالمنائح الجزيلة وفي بها و أنت على كل شي‏ء قدير بعبادك خبير بصير

ذكر ما نختاره من أدعية مولانا أبي الحسن علي بن محمد الهادي ص

فمن ذلك ما وجدناه في نسخة عتيقة هذا لفظه

 حدثنا الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى بن الرضا أدام الله تأييده يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع و أربعمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام قال حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة يوم السبت لثلاث بقين من سنة اثنتين و سنين و ثلاثمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام من حفظه قال أخبرنا سلامة محمد الأزدي قال حدثني أبو جعفر بن عبد الله العقيلي و حدثني أبو الحسن محمد بن تريك الرهاوي قال أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد الموصلي إجازة قال حدثني أبو محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب ع قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد حدثني أبو روح النسابي عن أبي الحسن مهج‏الدعوات ص : 266علي بن محمد ع أنه دعا على المتوكل فقال بعد أن حمد الله و أثنى عليه اللهم إني و فلانا عبدان من عبيدك إلى آخر الدعاء الذي يأتي ذكره و وجدت هذا الدعاء مذكورا بطريق أخرى هذا لفظه ذكر بإسنادنا عن زراقة حاجب المتوكل و كان شيعيا أنه قال كان المتوكل يحظي الفتح بن خاقان عنده و قربه منه دون الناس جميعا و دون ولده و أهله أراد أن يبين موضعه عندهم فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله و غيرهم و الوزراء و الأمراء و القواد و سائر العساكر و وجوه الناس أن يزينوا بأحسن التزيين و يظهروا في أفخر عددهم و ذخائرهم و يخرجوا مشاة بين يديه و أن لا يركب أحد إلا هو و الفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى و مشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة و كان يوما قائظا شديد الحر و أخرجوا في جملتها الأشراف أبا الحسن علي بن محمد ع و شق عليه ما لقيه من الحر و الرحمة قال زراقة فأقبلت إليه و قلت له يا سيدي يفر و الله على ما تلقى من هذه الطغاة و ما قد تكلفته من المشقة و أخذت بيده فتوكأ علي و قال يا زراقة ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني أو قال بأعظم قدرا مني و لم أزل أسائله و أستفيد منه و أحادثه إلى أن نزل المتوكل من الركوب و أمر الناس بالانصراف فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم و قدمت بغلة له فركبها فركبت معه إلى داره فنزل و ودعته و انصرفت إلى داري و لولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم و الفضل و كانت لي عادة بإحضاره عند الطعام فحضر عند ذلك و تجارينا الحديث و ما جرى من ركوب المتوكل و الفتح و مشي الأشراف و ذوي الاقتدار بين أيديهما و ذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد ع و ما سمعته عن قوله ما ناقة صالح عندي بأعظم قدرا مني و كان المؤدب يأكل معي فرفع يده و قال بالله إنك سمعت هذا اللفظ منه

 مهج‏الدعوات ص : 267فقلت له و الله سمعته يقول فقال لي اعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيام و يهلك فانظر في أمرك و أحرز ما تريد إحرازه و تأهب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجري فقلت له من أين لك فقال أ ما قرأت القرآن في قصة صالح ع و الناقة و قوله تعالى تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ و لا يجوز أن يبطل قول الإمام قال زراقة فو الله ما جاء اليوم الثالث حتى هجم المنتصر و معه بغا و وصيف و الأتراك على المتوكل فقتلوه و قطعوه و الفتح بن الخاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الآخر و أزال الله نعمته و مملكته فلقيت الإمام أبا الحسن ع بعد ذلك و عرفته ما جرى مع المؤدب و ما قاله فقال صدق إنه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون و السلاح و الجنن و هو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به عليه فأهلكه الله فقلت له يا سيدي إن رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه و هو اللهم إني و فلان بن فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا و مستودعنا و تعلم منقلبنا و مثوانا و سرنا و علانيتنا و تطلع على نياتنا و تحيط بضمائرنا علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه و معرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره و لا ينطوي عنك شي‏ء من أمورنا و لا يستتر دونك حال من أحوالنا و لا لنا منك معقل يحصننا و لا حرز يحرزنا و لا هارب يفوتك منا و لا يمتنع الظالم منك بسلطانه و لا يجاهدك عنه جنوده و لا يغالبك مغالب بمنعه و لا يعازك متعزز بكثرة أنت مدركة أين ما سلك و قادر عليه أين لجأ فمعاذ المظلوم منا بك و توكل المقهور منا عليك و رجوعه إليك و يستغيث بك إذا خذله المغيث و يستصرخك إذا قعد عنه النصير و يلوذ بك إذا نفته الأفنية و يطرق بابك إذا أغلقت دونه الأبواب المرتجة و مهج‏الدعوات ص : 268يصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك و تعرف ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا اللهم إنه قد كان في سابق علمك و محكم قضائك و جاري قدرك و ماضي حكمك و نافذ مشيئتك في خلقك أجمعين سعيدهم و شقيهم و برهم و فاجرهم أن جعلت لفلان بن فلان علي قدرة فظلمني بها و بغى علي لمكانها و تعزز علي بسلطانه الذي خولته إياه و تجبر علي بعلو حاله التي جعلتها له و عزة إملائك له و أطغاه حلمك عنه فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه و تغمدني بشر ضعفت عن احتماله و لم أقدر على الانتصار منه لضعفي و الانتصاف منه لذلي فوكلته إليك و توكلت في أمره عليك و توعدته بعقوبتك و حذرته سطوتك و خوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف و حسب أن إملاءك له من عجز و لم تنهه واحدة عن أخرى و لا انزجر عن ثانية بأولى و لكنه تمادى في غيه و تتابع في ظلمه و لج في عدوانه و استشرى في طغيانه جرأة عليك يا سيدي و تعرضا لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين و قلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين فها أنا ذا يا سيدي مستضعف في يديه مستضام تحت سلطانه مستذل بعنائه مغلوب مبغي علي مغضوب وجل خائف مروع مقهور قد قل صبري و ضاقت حيلتي و انغلقت علي المذاهب إلا إليك و انسدت علي الجهات إلا جهتك و التبست علي أموري في دفع مكروهة عني و اشتبهت علي الآراء في إزالة ظلمه و خذلني من استنصرته من عبادك و أسلمني من تعلقت به من خلقك طرا و استشرت نصيحي فأشار إلي بالرغبة إليك و استرشدت دليلي فلم يدلني إلا عليك فرجعت إليك يا مولاي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه لا فرج

 مهج‏الدعوات ص : 269إلا عندك و لا خلاص لي إلا بك انتجز وعدك في نصرتي و إجابة دعائي فإنك قلت و قولك الحق الذي لا يرد و لا يبدل وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ و قلت جل جلالك و تقدست أسماؤك ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و أنا فاعل ما أمرتني به لا منا عليك و كيف أمن به و أنت عليه دللتني فصل على محمد و آل محمد فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد و إني لأعلم يا سيدي إن لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم و أتيقن لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لأنك لا يسبقك معاند و لا يخرج عن قبضتك منابذ و لا تخاف فوت فائت و لكن جزعي و هلعي لا يبلغان بي الصبر على أناتك و انتظار حلمك فقدرتك علي يا سيدي و مولاي فوق كل قدرة و سلطانك غالب على كل سلطان و معاد كل أحد إليك و إن أمهلته و رجوع كل ظالم إليك و إن أنظرته و قد أضرني يا رب حلمك عن فلان بن فلان و طول أناتك له و إمهالك إياه و كاد القنوط يستولي علي لو لا الثقة بك و اليقين بوعدك فإن كان في قضائك النافذ و قدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي أو يكف مكروهة عني و ينتقل عن عظيم ما ركب مني فصل اللهم على محمد و آل محمد و أوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالة نعمتك التي أنعمت بها علي و تكديره معروفك الذي صنعته عندي و إن كان في علمك به غير ذلك من مقام على ظلمي فأسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي فصل على محمد و آل محمد و خذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر و افجأه في غفلته مفاجاة مليك منتصر و اسلبه نعمته و سلطانه و افضض عنه ]و فل[ جموعه و أعوانه و مزق ملكه كل ممزق و فرق أنصاره كل مفرق و أعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر و انزع عنه سربال عزك الذي لم مهج‏الدعوات ص : 270يجازه بالإحسان

و اقصمه يا قاصم الجبابرة و أهلكه يا مهلك القرون الخالية و أبره يا مبير الأمم الظالمة و اخذله يا خاذل الفئات الباغية و ابتر عمره و ابتز ملكه و عف أثره و اقطع خبره و أطفئ ناره و أظلم نهاره و كور شمسه و أزهق نفسه و اهشم شدته و جب سنامه و أرغم أنفه و عجل حتفه و لا تدع له جنة إلا هتكتها و لا دعامة إلا قصمتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها و لا قائمة علو إلا وضعتها و لا ركنا إلا وهنته و لا سببا إلا قطعته و أرنا أنصاره و جنده و أحباءه و أرحامه عباديد بعد الألفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة و اشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة و الأفئدة اللهفة و الأمة المتحيرة و البرية الضائعة و أدل ببواره الحدود المعطلة و الأحكام المهملة و السنن الداثرة و المعالم المغيرة و التلاوات المتغيرة و الآيات المحرفة و المدارس المهجورة و المحاريب المجفوة و المساجد المهدومة و أرح به الأقدام المتعبة و أشبع به الخماص الساغبة و أرو به اللهوات اللاغبة و الأكباد الظامئة و أرح به الأقدام المتعبة و أطرقه بليلة لا أخت لها و ساعة لا شفاء منها و بنكبة لا انتعاش معها و بعثرة لا إقالة منها و أبح حريمه و نغص نعيمه و أره بطشتك الكبرى و نقمتك المثلى و قدرتك التي هي فوق كل قدرة و سلطانك الذي هو أعز من سلطانه و اغلبه لي بقوتك القوية و محالك الشديد و امنعني منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره و كله إلى نفسه فيما يريد إنك فعال لما تريد و أبرئه من حولك و قوتك و أحوجه إلى حوله و قوته و أذل مكره بمكرك و ادفع مشيته بمشيئتك و اسقم مهج‏الدعوات ص : 271جسده و أيتم ولده و انقص أجله و خيب أمله و أزل دولته و أطل عولته و اجعل شغله في بدنه و لا تفكه من حزنه و صير كيده في ضلال و أمره إلى زوال و نعمته إلى انتقال و جده في سفال و سلطانه في اضمحلال و عاقبته إلى شر مآل و أمته بغيظه إذا أمته و أبقه لحزنه إن أبقيته و قني شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته و المحه لمحة تدمر بها عليه فإنك أشد بأسا و أشد تنكيلا و الحمد لله رب العالمين

أقول و قد تقدم أيضا عين هذا الدعاء عن مولانا الهادي و بينهما تفاوت و لهذا حدثت ما رأيته لتلك الرواية

و من ذلك دعاء آخر لمولانا علي بن محمد الهادي ع

 روى محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري عن عم أبيه قال قلت لسيدنا أبي الحسن علي صاحب العسكر ع علمني دعاء و خصني به فقال قل يا عدتي دون العدد و يا رجائي و المعتمد و يا كهفي و السند يا واحد يا أحد يا من هو الله أحد أسألك بحق من خلقته من خلقك و لم تجعل في خلقك منهم أحدا أن تصلي على جماعتهم و تفعل بي كذا و كذا فإني قد سألت الله سبحانه و تعالى أن لا يخيب من دعا به

و من ذلك دعاء آخر لمولانا علي بن محمد الهادي ع

 أخبرنا محمد بن جعفر بن هشام الأصبغي قال أخبرني اليسع بن حمزة القمي قال أخبرني عمرو بن مسعدة وزير المعتصم الخليفة أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتى تخوفته على إراقة دمي و فقر عقبي فكتبت إلى سيدي أبي الحسن العسكري ع أشكو إليه ما حل بي فكتب إلي لا روع إليك و لا بأس فادع الله بهذه الكلمات يخلصك الله وشيكا به مما وقعت فيه و يجعل لك فرجا فإن آل محمد يدعون بها عند إشراف البلاء و ظهور الأعداء و عند تخوف الفقر و ضيق الصدر، قال اليسع بن حمزة فدعوت الله بالكلمات التي كتب إلي سيدي بها في صدر النهار فو الله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي أجب الوزير نهضت و دخلت عليه فلما بصر بي تبسم إلي و أمر بالحديد ففك عني و بالأغلال فحلت مني و أمرني بخلعة من فاخر ثيابه و أتحفني بطيب ثم أدناني و قربني و جعل يحدثني و يعتذر إلي و رد مهج‏الدعوات ص : 272علي جميع ما كان استخرجه مني و أحسن رفدي و ردني إلى الناحية التي كنت أتقلدها و أضاف إليها الكرة التي تليها قال و كان الدعاء يا من تحل بأسمائه عقد المكاره و يا من يفل بذكره حد الشدائد و يا من يدعى بأسمائه العظام من ضيق المخرج إلى محل الفرج ذلت لقدرتك الصعاب و تسببت بلطفك الأسباب و جرى بطاعتك القضاء و مضت على ذكرك الأشياء فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة و بإرادتك دون وحيك منزجرة و أنت المرجو للمهمات و أنت المفزع للملمات لا يندفع منها إلا ما دفعت و لا ينكشف منها إلا ما كشفت و قد نزل بي من الأمر ما فدحني ثقله و حل بي منه ما بهظني حمله و بقدرتك أوردت علي ذلك و بسلطانك وجهته إلي فلا مصدر لما أوردت و لا ميسر لما عسرت و لا صارف لما وجهت و لا فاتح لما أغلقت و لا مغلق لما فتحت و لا ناصر لمن خذلت إلا أنت صل على محمد و آل محمد و افتح لي باب الفرج بطولك و اصرف عني سلطان الهم بحولك و أنلني حسن النظر في ما شكوت و ارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك و هب لي من لدنك فرجا وحيا و اجعل لي من عندك مخرجا هنيئا و لا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك و استعمال سنتك فقد ضقت بما نزل بي ذرعا و امتلأت بحمل ما حدث علي جزعا و أنت القادر على كشف ما بليت به و دفع ما وقعت فيه فافعل ذلك بي و إن كنت غير مستوجبه منك يا ذا العرش العظيم و ذا المن الكريم فأنت قادر يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين

أقول و قد ذكرنا في كتاب الفلاح و النجاح في عمل اليوم و الليلة و في كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع من مهج‏الدعوات ص : 273دعوات علي بن محمد الهادي ص ما فيه بلاغ و إقبال لمن عمل عليه

ذكر ما نختاره من أدعية مولانا الحسن بن علي العسكري ص

اعلم أنني قد ذكرت فيما تقدم من هذا الكتاب أدعية فيها كفاية لأولي الألباب و نقلت في كتاب المهمات و السمات أدعية عنه ع شريفة المقامات و كان ص قد أراد قتله الثلاثة المملوك الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم أن مولانا المهدي يكون من ظهره ص و حبسوه عدة دفعات فدعا على من دعا عليه منهم فهلك في سريع من الأوقات و ما وقفت عليها إلى الآن فإن ظفرت بها كتبتها في هذا المكان

فصل

فمن الخلفاء الذين أرادوا قتله المسمى بالمستعين من بني العباس رويناه ذلك من كتاب الأوصياء ع و ذكر الوصايا تأليف السعيد علي محمد بن زياد الصيمري من نسخه عتيقة عندنا الآن فيها تاريخ بعد ولادة المهدي ص بإحدى و سبعين سنة و وجد هذا الكتاب في خزانة مصنفه بعد وفاته سنة ثمانين و مائتين و كان رضي الله عنه قد لحق مولانا علي بن محمد الهادي و مولانا الحسن بن علي العسكري ص و خدمهما و كاتبا و رفعا إليه توقيعات كثيرة

فصل

 فقال في هذا الكتاب ما هذا لفظه و لما هم المستعين في أمر أبي محمد ع بما هم و أمر سعيد الحاجب بحمله إلى الكوفة و أن يحدث عليه في الطريق حادثة انتشر الخبر بذلك في الشيعة فأفلقهم و كان بعد مضي أبي الحسن ع بأقل من خمس سنين فكتب إليه محمد بن عبد الله و الهيثم بن سبابة بلغنا جعلنا الله فداك خير أفلقنا و غمنا و بلغ منا فوقع بعد ثلاث يأتيكم الفرج قال فخلع المستعين في اليوم الثالث و قعد المعتز و كان كما قال

فصل

 و روى أيضا الصيمري في كتاب المذكور في ذلك ما هذا لفظه و حدث محمد بن عمر المكاتب عن علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أم مهج‏الدعوات ص : 274أحمد و كان رجلا من وجوه الشيعة و ثقاتهم و مقدما في الكتابة و الأدب و العلم و المعرفة قال دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد ع فيها إني نازلت الله عز و جل في هذا الطاغي يعني المستعين و هو أخذه بعد ثلاث فلما كان في اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلى واسط و قتله أقول فهذا من أخبار مولانا الحسن العسكري ع مع المستعين و لم يذكر لفظ الدعاء الذي دعا به ع

فصل

 و أما تعرض المسمى بالمعتز الخليفة من بني عباس لمولانا الحسن العسكري ع فقد رواه الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه في كتابه الغيبة من نسخة عندنا الآن تاريخ كتابتها سنة إحدى و سبعين و أربعمائة عند ذكر معجزات مولانا الحسن العسكري ع فقال ما هذا لفظه

 حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسين عن عمر بن زيد قال قال أخبرني أبو الهيثم بن سبابة أنه لما كتب إليه لما أمر المعتز بدفعه إلى سعيد الحاجب عند مضيه إلى الكوفة و أن يحدث ما تحدث به الناس بقصر بن هبيرة جعلني الله فداك بلغنا خبر قد أقلقنا و بلغ منا فكتب إليه ع بعد ثلاثة يأتيكم الفرج فخلع المعتز يوم الثالث

أقول لما أقف إلى الآن على ما دعا به ع

فصل

 و أما تعرض المسمى بالمهتدي من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري ص فرويناه عن جماعة منهم علي بن محمد الصيمري في كتابه الذي أشرنا إليه فقال ما هذا لفظه

 سعد عن أبي هاشم قال كنت محبوسا عند أبي محمد ع في حبس المهتدي فقال لي يا أبا هاشم إن هذا الطاغية أراد أن يبعث بالله عز و جل في هذه الليلة و قد بتر الله عمره و جعله الله للمتولي بعده و ليس لي ولد سيرزقني الله ولدا و لطفه فلما أصبحنا سعت الأتراك على المهتدي و أعانهم العامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال و القدر فقتلوه و نصبوا مكانه المعتمد و بايعوا له مهج‏الدعوات ص : 275و كان المهتدي قد صحح العزم على قتل أبي محمد ع فشغله الله بنفسه حتى قتل و مضى إلى أليم عذاب الله

فصل

 و روى الصيمري رضي الله عنه أيضا في كتابه المذكور و جماعة غيره حدثنا في حكم مولانا الحسن العسكري ص و تعريفه بقتل المسمى بالمهتدي من بني العباس قبل وقوع القتل فقال ما هذا لفظه

 عن محمد بن الحسن بن شمون عمن حدثه قال كتبت إلى أبي محمد ع حين أخذه المهتدي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهدد شيعتك و يقول و الله لأجلينهم عن جديد الأرض فوقع بخطه ذلك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام فإنه يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف و ذل يلحقه فكان كما قال ع

أقول و ربما يقال إن بعض هذه الأحاديث لم يذكر فيها أن مولانا العسكري ص دعا على من حبسه أو تعرض به فإن لسان الحال يشهد أنه ع قدم الدعاء و الابتهال

فصل

 و أما تعرض المعتمد من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري ص فرواه جماعة فنذكر ما رواه علي بن محمد الصيمري رضوان الله عليه في الكتاب الذي أشرنا إليه فقال ما هذا لفظه

 الحميري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزيار عن محمد بن أبي الزعفران عن أم أبي محمد ع قالت قال لي يوما من الأيام تصيبي في سنة ستين و مائتين خرازة أخاف أن انكب منها نكتة قالت فأظهرت الجزع و أخذني البكاء فقال لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي فلما كان في صفر سنة ستين أخذها المقيم و المقعد و جعلت تخرج في الأحايين إلى خارج المدينة و تحبس الأخبار حتى ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي جرين و حبس جعفرا أخاه معه و كان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار و يصلي الليل فسأله يوما عن الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال له امض مهج‏الدعوات ص : 276الساعة إليه و أقرئه مني السلام و قل له انصرف إلى منزلك مصاحبا علي جرين فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرحا فدخلت عليه فوجدته جالسا و قد لبس خفه و طيلسانه و شاشه فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت له ما وقوفك يا سيدي فقال لي حتى يجي‏ء جعفر فقلت إنما أمرني بإطلاقك دونه فقال لي ترجع إليه فتقول له خرجنا من دارة واحدة جميعا فإذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى و عادا فقال يقول لك قد أطلقت جعفرا لك لأني حبسته بجنايته على نفسه و عليك و ما يتكلم به و خلى سبيله فصار معه إلى داره

فصل

 و ذكر الصيمري أيضا في كتابه المشار إليه في خروج مولانا الحسن العسكري ع من حبس المعتمد و ما قال له ع ما هذا لفظه

 عن المحمودي قال رأيت خط أبي محمد ع لما خرج من حبس المعتمد يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ

أقول و قد ذكرنا في كتاب الاصطفاء كيف اضطربت بلاد هؤلاء الخلفاء حتى تمت ولادة المهدي ص و هو مشروح في الجزء الثالث عن كتاب المذاكرة للتنوخي في حديث الفتن التي تجددت أيام المعتمد و مشروح أيضا في الجزء الثالث عن أخبار الوزراء تأليف محمد بن عبدوس الجهشياري في أخبار وزراء المعتمد و مشروح أيضا في كتاب الوزراء تأليف فناخسرو بن رستم بن هرمز عند ذكر عبد الله بن يحيى بن خاقان و قد ذكرنا هذه الروايات في كتاب الاصطفاء في أخبار الملوك و الخلفاء

فصل

 و ذكر نصر بن علي الجهضمي و هو من ثقات رجال المخالفين و قد مدحه الخطيب في تاريخه و الخطيب من المتظاهرين بعداوة أهل البيت ع فيما صنفه نصر بن علي الجهضمي المذكور في مواليد الأئمة ع و من الدلائل فقال عند ذكر الحسن بن علي العسكري و من الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري مهج‏الدعوات ص : 277عند ولادة محمد بن الحسن زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر و سماه المؤمل

 و روى عن علي بن محمد أنه قال لو أذن لنا في الكلام لزالت الشكوك يفعل الله ما يشاء

و من دعاء مولانا الحسن علي العسكري ع في الصباح يا كبير كل كبير يا من لا شريك له و لا وزير يا خالق الشمس و القمر المنير يا عصمة الخائف المستجير يا مطلق المكبل الأسير يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير يا راحم الشيخ الكبير يا نور النور يا مدبر الأمور يا باعث من في القبور يا شافي الصدور يا جاعل الظل و الحرور يا عالما بذات الصدور يا منزل الكتاب و النور و الفرقان و الزبور يا من يسبح له الملائكة بالإبكار و الظهور يا دائم الثبات يا مخرج النبات بالغدو و الآصال يا محيي الأموات يا منشئ العظام الدارسات يا سامع الصوت يا سابق الفوت يا كاسي العظام البالية بعد الموت يا من لا يشغله شغل عن شغل يا من لا يتغير من حال إلى حال يا من لا يحتاج إلى تجشم حركة و لا انتقال يا من لا يشغله شأن عن شأن يا من لا يحيط به موضع و لا مكان يا من يرد بألطف الصدقة و الدعاء عن أعنان السماء ما حتم و أبرم من سوء القضاء يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء يا من يمسك الرمق من المدنف العميد العليل بما قل من الغذاء يا من يزيل بأدنى الدواء ما غلظ من الداء يا من إذا وعد وفى و إذا توعد عفا يا من يملك حوائج السائلين يا من يعلم ما في ضمير الصامتين يا عظيم الخطر يا كريم الظفر يا من له وجه لا يبلى يا من له ملك لا يفنى يا من له نور لا يطفأ يا من فوق كل شي‏ء أمره يا من في البر و البحر سلطانه يا من في جهنم سخطه يا من في الجنة رحمته يا من مواعيده صادقة يا من أياديه فاضلة يا من رحمته واسعة يا غياث المستغيثين يا مجيب دعوة المضطرين يا من هو بالمنظر الأعلى و خلقه بالمنزل مهج‏الدعوات ص : 278الأدنى يا رب الأرواح الفانية يا رب الأجساد البالية يا أبصر الناظرين يا أسمع السامعين يا أسرع الحاسبين يا أحكم الحاكمين يا أرحم الراحمين يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا رب العزة يا أهل التقوى و أهل المغفرة يا من لا يدرك أمده يا من لا يحصى عدده يا من لا ينقطع مدده أشهد و الشهادة لي رفعة و عدة و هي مني سمع و طاعة و بها أرجو المفازة يوم الحسرة و الندامة إنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك صلواتك عليه و آله و أنه قد بلغ عنك و أدى ما كان واجبا عليه لك و إنك تعطي قائما و ترزق و تمنع و ترفع و تضع و تغني و تفقر و تخذل و تنصر و تعفو و ترحم و تصفح و تجاوز عما تعلم و لا تجور و لا تظلم و إنك تقبض و تبسط و تحمو و تثبت و تبدئ و تعيد و تحيي و تميت و أنت حي لا تموت فصل على محمد و آله و اهدني من عندك و أفض علي من فضلك و انشر علي من رحمتك و أنزل علي من بركاتك فطال ما عودتني الحسن الجميل و أعطيتني الكثير الجزيل و سترت علي القبيح اللهم فصل على محمد و آله و عجل فرجي و أقل عثرتي و ارحم عبرتي و ارددني إلى أفضل عاداتك عندي و استقبل لي صحة من سقمي و سعة من عدمي و سلامة شاملة في بدني و بصيرة نافذة في ديني و مهدني و أعني على استغفارك و استقالتك قبل أن يفنى الأجل و ينقطع الأمل و أعني على الموت و كربته و على القبر و وحشته و على الميزان و خفته و على الصراط و زلته و على يوم القيامة و روعته و أسألك نجاح العمل قبل انقطاع الأجل و قوة في سمعي و بصري و استعمال العمل الصالح مما علمتني و فهمني إنك أنت الرب الجليل و أنا العبد الضعيف و شتان ما بيننا يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام و صل على من فهمتنا و هو أقرب وسائلنا إليك ربنا محمد و آله و عترته الطاهرين

 يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس مصنف هذا الكتاب وجدت في مجلد عتيق ذكر كتابته أن اسمه الحسين بن علي بن هند و أنه كتب في شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة دعاء العلوي المصري مما هذا لفظه و إسناده دعاء علمه سيدنا المؤمل مهج‏الدعوات ص : 279ص رجلا من شيعته و أهله في المنام و كان مظلوما ففرج الله عنه و قتل عدوه

 حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي بحران قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني و كان يسكن بمصر قال دهمني أمر عظيم و هم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي و كان قد سعي بي إلى أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا و صرت من الحجاز إلى العراق فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي ص عائذا به و لائذا بقبره و مستجيرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو و أتضرع ليلي و نهاري فترأى لي قيم الزمان و ولي الرحمن و أنا بين النائم و اليقظان فقال لي يقول لك الحسين يا بني خفت فلانا فقلت نعم أراد هلاكي فلجأت إلى سيدي ع و أشكو إليه عظيم ما أراد بي فقال هلا دعوت الله ربك و رب آبائك بالأدعية التي دعا بها ما سلف من الأنبياء ع فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك قلت و ما ذا أدعوه فقال إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل و صل صلاة الليل فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء و أنت بارك على ركبتيك فذكر لي دعاء قال و رأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني و أنا بين النائم و اليقظان قال و كان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي هذا القول و الدعاء حتى حفظته و انقطع عني مجيئه ليلة الجمعة فاغتسلت و غيرت ثيابي و تطيبت و صليت صلاة الليل و سجدت سجدة الشكر و جثوت على ركبتي و دعوت الله جل و تعالى بهذا الدعاء فأتاني ليلة السبت ع فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد و قتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند من وشي بك إليه قال فلما أصبحت ودعت سيدي و خرجت متوجها إلى مصر فلما بلغت الأردن و أنا متوجه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني مهج‏الدعوات ص : 280بمصر و كان مؤمنا فحدثني أن خصمك قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال و ذلك في ليلة الجمعة و أمر به فطرح في النيل و كان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا و إخواننا الشيعة إن ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي ص

قلت إنا ثم نذكر الدعاء و فيه زيادة و نقصان عما نذكره من الرواية الأخرى

ذكر ما نختاره من الدعاء لمولانا المهدي و عنه ص برواية أخرى

فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة و عظيمة

 أخبر أبو الحسن علي بن حماد المصري قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال أصابني غم شديد و دهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه فخشيته خشية لم أرح لنفسي منها مخلصا فقصدت مشهد ساداتي و آبائي ص بالحائر لائذا بهم و عائذا بقبورهم و مستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه و أقمت بها خمسة عشر يوما أدعو و أتضرع ليلا و نهارا فتراءى لي قائم الزمان و ولي الرحمن عليه و على آبائه أفضل التحية و السلام فأتاني و أنا بين النائم و اليقظان فقال يا بني خفت فلانا فقلت نعم أرادني بكيت و كيت فالتجأت إلى ساداتي ع أشكو إليهم ليخلصوني منه فقال لي هلا دعوت الله ربك و رب آبائك بالأدعية التي دعا بها أجدادي الأنبياء ص حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز و جل عنهم ذلك قلت و بما ذا دعوه به لأدعوه به قال ع إذا كان ليلة الجمعة فقم فاغتسل و صل صلاتك فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل و أنت بارك على ركبتيك و ادع بهذا الدعاء مبتهلا قال و كان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي القول و هذا الدعاء حتى حفظته و انقطع مجيئه ليلة الجمعة فقمت و اغتسلت و غيرت ثيابي و تطيبت و صليت ما وجب علي من صلاة الليل و جثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء فأتاني ع ليلة السبت كهيئة التي يأتيني فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد و قتل عدوك و أهلكه الله عز و جل عند فراغك مهج‏الدعوات ص : 281من الدعاء قال فلما أصبحت لم يكن لي همة غير وداع ساداتي ص و الرحلة نحو المنزل الذي هربت منه فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي و كتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما و اتخذ لهم دعوة فأكلوا و شربوا و تفرق القوم فنام هو و غلمانه في المكان فأصبح الناس و لم يسمع لهم حس فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه و دماؤه تسيل و ذلك في ليلة الجمعة و لا يدرون من فعل به ذلك و يأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل و سألت عنه و في أي وقت كان قتله فإذا هو عند فراغي من الدعاء

و هذا الدعاء رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه و من ذا الذي سألك فلم تعطه و من ذا الذي ناجاك فخيبته أو تقرب إليك فأبعدته و رب هذا فرعون ذو الأوتاد سمع عناده و كفره و عتوه و إذعانه الربوبية لنفسه و علمك بأنه لا يتوب و لا يرجع و لا يئوب و لا يؤمن و لا يخشع استجبت له دعاءه و أعطيته سؤله كرما منك و جودا و قلة مقدار لما سألك عندك مع عظمة عنده أخذا بحجتك عليه و تأكيدا لها حين فجر و كفر و استطال على قومه و تجبر و بكفره عليهم افتخر و بظلمه لنفسه تكبر و بحلمك عنه استكبر فكتب و حكم على نفسه جرأة منه إن جزاء مثله أن يغرق في البحر فجزيته بما حكم به على نفسه إلهي و أنا عبدك ابن عبدك و ابن أمتك معترف لك بالعبودية مقر بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك و لا رب لي سواك موقن بأنك أنت الله ربي و إليك مردي و إيابي عالم بأنك على كل شي‏ء قدير تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد لا معقب لحكمك و لا راد لقضائك و أنك الأول و الآخر و الظاهر و الباطن لم تكن من شي‏ء و لم تبن عن شي‏ء كنت قبل كل شي‏ء و أنت الكائن بعد كل شي‏ء و المكون لكل شي‏ء خلقت كل شي‏ء بتقدير و أنت السميع البصير و أشهد أنك كذلك كنت و تكون و أنت حي قيوم لا تأخذك سنة و لا نوم و لا توصف بالأوهام و لا تدرك بالحواس و لا تقاس بالمقياس و لا مهج‏الدعوات ص : 282تشبه بالناس و إن الخلق كلهم عبيدك و إماؤك أنت الرب و نحن المربوبون و أنت الخالق و نحن المخلوقون و أنت الرازق و نحن المرزوق فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا و جعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتني من الثدي لبنا مرئا و غذيتني غذاء طيبا هنيئا و جعلتني ذكرا مثالا سويا فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص و إن وضع لم يتسع له شي‏ء حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين و يعلو على حمد كل شي‏ء و يفخم و يعظم على ذلك كله و كلما حمد الله شي‏ء و الحمد لله كما يحب الله أن يحمد و الحمد لله عدد ما خلق و زنة ما خلق و زنة أجل ما خلق و بوزن أخف ما خلق و بعدد أصغر ما خلق و الحمد لله حتى يرضى ربنا و بعد الرضا و أسأله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يغفر لي ذنبي و أن يحمد لي أمري و يتوب علي إنه هو التواب الرحيم إلهي و إني أنا أدعوك و أسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلام و هو مسي‏ء ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته و تبت عليه و استجبت له دعوته و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي خطيئتي و ترضى عني فإن لم ترض عني فاعف عني فإني مسي‏ء ظالم خاطئ عاص و قد يعفو السيد عن عبده و ليس براض عنه و أن ترضى عني خلقك و تميط عني حقك إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به إدريس عليه السلام فجعلته صديقا نبيا و رفعته مكانا عليا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل مآبي إلى جنتك و محلي في رحمتك و تسكنني فيها بعفوك و تزوجني من حورها بقدرتك يا قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه إني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و نجيته على ذات ألواح و دسر فاستجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي

 مهج‏الدعوات ص : 283على محمد و آل محمد و أن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي و تكف عني بأس من يريد هضمي و تكفيني شر كل سلطان جائر و عدو قاهر و مستخف قادر و جبار عنيد و كل شيطان مريد و إنسي شديد و كيد كل مكيد يا حليم يا ودود إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك صالح عليه السلام فنجيته من الخسف و أعليته على عدوه و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تخلصني من شر ما يريدني أعدائي به و سعى بي حسادي و تكفنيهم بكفايتك و تتولاني بولايتك و تهدى قلبي بهداك و تؤيدني بتقواك و تبصرني ]تنصرني[ بما فيه رضاك و تغنيني بغناك يا حليم إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك و خليلك إبراهيم عليه السلام حين أراد نمرود إلقاءه في النار فجعلت له النار بردا و سلاما و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبرد عني حر نارك و تطفئ عني لهيبها و تكفيني حرها و تجعل نائرة أعدائي في شعارهم و دثارهم و ترد كيدهم في نحورهم و تبارك لي فيما أعطيتنيه كما باركت عليه و على آله إنك أنت الوهاب الحميد المجيد إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل عليه السلام فجعلته نبيا و رسولا و جعلت له حرمك منسكا و مسكنا و مأوى و استجبت له دعاءه و نجيته من الذبح و قربته رحمة منك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفسح لي في قبري و تحط عني وزري و تشد لي أزري و تعفر لي ذنبي و ترزقني التوبة بحط السيئات و تضاعف الحسنات و كشف البليات و ربح التجارات و دفع معرة السعايات إنك مجيب الدعوات و منزل البركات و قاضي الحاجات و معطي الخيرات و جبار السماوات إلهي و أسألك بما سألك به ابن خليلك إسماعيل عليه السلام الذي نجيته من الذبح و فديته بذبح عظيم و قلبت مهج‏الدعوات ص : 284له المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه راضيا بأمر والده فاستجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجيني من كل سوء و بلية و تصرف عني كل ظلمة وخيمة و تكفيني ما أهمني من أمور دنياي و آخرتي و ما أحاذره و أخشاه و من شر خلقك أجمعين بحق آل يس إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به لوط عليه السلام فنجيته و أهله من الخسف و الهدم و المثلات و الشدة و الجهد و أخرجته و أهله من الكرب العظيم و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تأذن لي بجميع ما شتت من شملي و تقر عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح لي أموري و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلغني في نفسي آمالي و أن تجيرني من النار و تكفيني شر الأشرار بالمصطفين الأخيار الأئمة الأبرار و نور الأنوار محمد و آله الطيبين الطاهرين الأخيار الأئمة المهديين و الصفوة المنتجبين صلوات الله عليهم أجمعين و ترزقني مجالستهم و تمن علي بمرافقتهم و توفق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين و ملائكتك المقربين و عبادك الصالحين و أهل طاعتك أجمعين و حملة عرشك و الكروبيين إلهي و أسألك باسمك الذي سألك به يعقوب و قد كف بصره و شتت شمله ]جمعه[ و فقد قرة عينه ابنه فاستجبت له دعاءه و جمعت شمله و أقررت عينه و كشفت ضره و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تأذن لي بجميع ما تبدد من أمري و تقر عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح شأني كله و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلغني في نفسي و آمالي و تصلح لي أفعالي و تمن علي يا كريم يا ذا المعالي برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك يوسف عليه السلام فاستجبت له و نجيته من غيابت الجب و كشفت ضره و كفيته كيد إخوته و جعلته بعد

 مهج‏الدعوات ص : 285العبودية ملكا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تدفع عني كيد كل كائد و شر كل حاسد إنك على كل شي‏ء قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك موسى بن عمران إذ قلت تباركت و تعاليت وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا و ضربت له طريقا في البحر يبسا و نجيته و من معه ]تبعه[ من بني إسرائيل و أغرقت فرعون و هامان و جنودهما و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعيذني من شر خلقك و تقربني من عفوك و تنشر علي من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك و يكون لي بلاغا أنال به مغفرتك و رضوانك يا وليي و ولي المؤمنين إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك داود فاستجبت له دعاءه و سخرت له الجبال يسبحن معه بالعشي و الأبكار و الطير محشورة كل له أواب و شددت ملكه و آتيته الحكمة و فصل الخطاب و ألنت له الحديد و علمته صنعة لبوس لهم و غفرت ذنبه و كنت منه قريبا يا قريب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تسخر لي جميع أموري و تسهل لي تقديري و ترزقني مغفرتك و عبادتك و تدفع عني ظلم الظالمين و كيد الكائدين و مكر الماكرين و سطوات الفراعنة الجبارين و حسد الحاسدين يا أمان الخائفين و جار المستجيرين و ثقة الواثقين و ذريعة المؤمنين و رجاء المتوكلين و معتمد الصالحين يا أرحم الراحمين إلهي و أسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك و نبيك سليمان بن داود عليهما السلام إذ قال رب اغفر لي و هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فاستجبت له دعاءه و أطعت له الخلق و حملته على الريح و علمته منطق الطير و سخرت له الشياطين من كل بناء و غواص و آخرين مقربين مهج‏الدعوات ص : 286في الأصفاد هذا عطاؤك لا عطاء غيرك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهدي لي قلبي و تجمع لي لبي و تكفيني همي و تؤمن خوفي و تفك أسري و تشد أزري و تمهلني و تنفسني و تستجيب دعائي و تسمع ندائي و لا تجعل في النار مأواي و لا الدنيا أكبر همي و أن توسع علي رزقي و تحسن خلقي و تعتق رقبتي من النار فإنك سيدي و مولاي و مؤملي إلهي و أسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة و نزل السقم منه منزل العافية و الضيق بعد السعة و القدرة فكشفت ضره و رددت عليه أهله و مثلهم معهم حين ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك شاكيا إليك رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين فاستجبت له دعاءه و كشفت ضره و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف ضري و تعافيني في نفسي و أهلي و مالي و ولدي و إخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادئة نامية مستغنية عن الأطباء و الأدوية و تجعلها شعاري و دثاري و تمتعني بسمعي و بصري و تجعلهما الوارثين مني إنك على كل شي‏ء قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت حين ناداك في ظلمات ثلاث أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و أنت أرحم الراحمين فاستجبت له دعاءه و أنبت عليه شجرة من يقطين و أرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تستجيب دعائي و تداركني بعفوك فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي و ركبتني مظالم كثيرة لخلقك علي صل على محمد و آل محمد و استرني منهم و أعتقني من النار و اجعلني من عتقائك و طلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان

إلهي و مهج‏الدعوات ص : 287أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك عيسى ابن مريم عليهما السلام إذ أيدته بروح القدس و أنطقته في المهد فأحيا به الموتى و أبرأ به الأكمه و الأبرص بإذنك و خلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا بإذنك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفرغني لما خلقت له و لا تشغلني بما قد تكلفته لي و تجعلني من عبادك و زهادك في الدنيا و ممن خلقته للعافية و هنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبإ فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أ هكذا عرشك قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و تكفر عني سيئاتي و تقبل مني حسناتي و تقبل توبتي و تتوب علي و تغني فقري و تجبر كسري و تحيي فؤادي بذكرك و تحييني في عافية و تميتني في عافية إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك زكريا عليه السلام حين سألك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك فقام في المحراب ينادي نداء خفيا فقال رب هب لي من لدنك وليا يرثني و يرث من آل يعقوب و اجعله رب رضيا فوهبت له يحيى و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبقى لي أولادي و أن تمتعني بهم و تجعلني و إياهم مؤمنين لك راغبين في ثوابك خائفين من عقابك راجين لما عندك آيسين مما عند غيرك حتى تحيينا حياة طيبة و تميتنا ميتة طيبة إنك فعال لما تريد إلهي و أسألك بالاسم الذي سألتك به امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و مهج‏الدعوات ص : 288نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين فاستجبت لها دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقر عيني بالنظر إلى جنتك و وجهك الكريم و أوليائك و تفرجني بمحمد و آله تؤنسني به و بآله و بمصاحبتهم و مرافقتهم و تمكن لي فيها و تنجيني من النار و ما أعد لأهلها من السلاسل و الأغلال و الشدائد و الأنكال و أنواع العذاب بعفوك يا كريم إلهي و أسألك باسمك الذي دعتك به عبدتك و صديقتك مريم البتول و أم المسيح الرسول عليهما السلام إذ قلت و مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين فاستجبت لها دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تحصنني بحصنك الحصين و تحجبني بحجابك المنيع و تحرزني بحرزك الوثيق و تكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ و ظلم كل باغ و مكر كل ماكر و غدر كل غادر و سحر كل ساحر و جور كل سلطان جائر بمنعك يا منيع إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك و صفيك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك و بعيثك إلى بريتك و رسولك إلى خلقك محمد خاصتك و خالصتك صلى الله عليه و آله و سلم فاستجبت دعاءه و أيدته بجنود لم يروها و جعلت كلمتك العليا و كلمة الذين كفروا السفلى و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد صلاة زاكية طيبة نامية باقية مباركة كما صليت على أبيهم إبراهيم و آل إبراهيم و بارك عليهم كما باركت عليهم و سلم عليهم كما سلمت عليهم و زدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك و اخلطني بهم و اجعلني منهم و احشرني معهم و في زمرتهم حتى تسقيني من حوضهم و تدخلني في جملتهم و تجمعني و إياهم و تقر عيني بهم و تعطيني سؤلي و تبلغني آمالي في ديني و دنياي و آخرتي

 مهج‏الدعوات ص : 289و محياي و مماتي و تبلغهم سلامي و ترد علي منهم السلام و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته إلهي و أنت الذي تنادي في إنصاف كل ليلة هل من سائل فأعطيه أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له أم هل من راج فأبلغه رجاه أم هل من مؤمل فأبلغه أمله ها أنا سائلك بفنائك و مسكينك ببابك و ضعيفك ببابك و فقيرك ببابك و مؤملك بفنائك أسألك نائلك و أرجو رحمتك و أؤمل عفوك و ألتمس غفرانك فصل على محمد و آل محمد و أعطني سؤلي و بلغني أملي و اجبر فقري و ارحم عصياني و اعف عن ذنوبي و فك رقبتي من المظالم لعبادك ركبتني و قو ضعفي و أعز مسكنتي و ثبت وطأتي و اغفر جرمي و أنعم بآلي و أكثر من الحلال مالي و خر لي في جميع أموري و أفعالي و رضني بها و ارحمني و والدي و ما ولدا من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات إنك سميع الدعوات و ألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك و الجنة و تقبل حسناتهما و اغفر سيئاتهما و أجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك و الجنة إلهي و قد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم و لا ترضاه و لا تميل إليه و لا تهواه و لا تحبه و لا تغشاه و تعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك و بغيهم علينا و تعديهم بغير حق و لا معروف بل ظلما و عدوانا و زورا و بهتانا فإن كنت جعلت لهم مدة لا بد من بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها فقد قلت و قولك الحق و وعدك الصدق يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك المرسلون و رسلك و أسألك بما سألك به عبادك الصالحون و ملائكتك المقربون أن تمحو من أم الكتاب ذلك و تكتب لهم الاضمحلال و المحق حتى تقرب آجالهم و تقضي مدتهم مهج‏الدعوات ص : 290و تذهب أيامهم و تبتر أعمارهم و تهلك فجارهم و تسلط بعضهم على بعض حتى لا تبقى منهم أحدا و لا تنجي منهم أحدا و تفرق جموعهم و تكل سلاحهم و تبدد شملهم و تقطع آجالهم و تقصر أعمارهم و تزلزل أقدامهم و تطهر بلادك منهم و تظهر عبادك عليهم فقد غيروا سنتك و نقضوا عهدك و هتكوا حريمك و أتوا على ما نهيتهم عنه و عتوا عتوا كبيرا كبيرا و ضلوا ضلالا بعيدا فصل على محمد و آل محمد و أذن لجمعهم بالشتات و لحيهم بالممات و لأزواجهم بالنهبات و خلص عبادك من ظلمهم و اقبض أيديهم عن هضمهم و طهر أرضك منهم و أذن بحصد نباتهم و استيصال شافتهم و شتات شملهم و هدم بنيانهم يا ذا الجلال و الإكرام و أسألك يا إلهي و إله كل شي‏ء و ربي و رب كل شي‏ء و أدعوك بما دعاك به عبداك و رسولاك و نبياك و صفياك موسى و هارون عليهما السلام حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك ربنا إنك آتيت فرعون و ملأه زينة و أموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم و اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم فمننت و أنعمت عليهما بالإجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك فقلت اللهم رب قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة و أن تشدد على قلوبهم و أن تخسف بهم برك و أن تغرقهم في بحرك فإن السماوات و الأرض و ما فيهما لك و أر الخلق قدرتك فيهم و بطشتك عليهم فافعل ذلك بهم و عجل لهم ذلك يا خير من سئل و خير من دعي و خير من تذللت له الوجوه و رفعت إليه

 مهج‏الدعوات ص : 291الأيدي و دعي بالألسن و شخصت إليه الأبصار و أمت إليه القلوب و نقلت إليه الأقدام و تحوكم إليه في الأعمال إلهي و أنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها و كل أسمائك بهي بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تركسهم على أم رءوسهم في زبيتهم و ترديهم في مهوى حفرتهم و ارمهم بحجرهم و ذكهم بمشاقصهم و اكببهم على مناخرهم و اخنقهم بوترهم و اردد كيدهم في نحورهم و أوبقهم بندامتهم حتى يستخذلوا و يتضاءلوا بعد نخوتهم و ينقمعوا بعد استطالتهم أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها و ترينا قدرتك فيهم و سلطانك عليهم و تأخذهم أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذك الأليم الشديد و تأخذهم يا رب أخذ عزيز مقتدر فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب شديد المحال اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم و الطاغين من نظرائهم و ارفع حلمك عنهم و احلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شي‏ء و أمر في تعجيل ذلك عليهم بأمرك الذي لا يرد و لا يؤخر فإنك شاهد كل نجوى و عالم كل فحوى و لا تخفى عليك من أعمالهم خافية و لا تذهب عنك من أعمالهم خائنة و أنت علام الغيوب عالم بما في الضمائر و القلوب و أسألك اللهم و أناديك بما ناداك به سيدي و سألك به نوح إذ قلت تباركت و تعاليت وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب و نعم المدعو و نعم المسئول و نعم المعطي أنت الذي لا تخيب سائلك و لا ترد راجيك و لا تطرد الملح عن بابك و لا ترد دعاء سائلك و لا تمل دعاء من أملك و لا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك و لا بقضائها لهم فإن قضاء حوائج جميع مهج‏الدعوات ص : 292خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف و أخف عليك و أهون عندك من جناح بعوضة و حاجتي يا سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ذنبي فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي و ركبني من مظالم عبادك ما لا يكفيني و لا يخلصني منها غيرك و لا يقدر عليه و لا يملكه سواك فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي بل بقساوة قلبي و جمود عيني لا بل برحمتك التي وسعت كل شي‏ء و أنا شي‏ء فلتسعني رحمتك يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين لا تمتحني في هذه الدنيا بشي‏ء من المحن و لا تسلط علي من لا يرحمني و لا تهلكني بذنوبي و عجل خلاصي من كل مكروه و ادفع عني كل ظلم و لا تهتك ستري و لا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب يا جزيل العطاء و الثواب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تحييني حياة السعداء و تميتني ميتة الشهداء و تقبلني قبول الأوداء و تحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها و فجارها و شرارها و محبيها و العاملين لها و ما فيها و قني شر طغاتها و حسادها و باغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة و تفقأ عني أعين الكفرة و تقحم عني ألسن الفجرة و تقبض لي على أيدي الظلمة و توهن عني كيدهم و تميتهم بغيظهم و تشغلهم بأسماعهم و أبصارهم و أفئدتهم و تجعلني من ذلك كله في أمنك و أمانك و حرزك و سلطانك و حجابك و كنفك و عياذك و جارك و من جار السوء و جليس السوء إنك على كل شي‏ء قدير إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين اللهم بك أعوذ و بك ألوذ و لك أعبد و إياك أرجو و بك أستعين و بك أستكفي و بك أستغيث و بك أستنقذ و منك أسأل أن تصلي على محمد و آل محمد و لا تردني إلا بذنب مغفورة و سعي مشكور و تجارة لن تبور و أن تفعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله فإنك أهل التقوى و أهل المغفرة و أهل الفضل و الرحمة إلهي و قد أطلت دعائي و أكثرت خطابي و ضيق مهج‏الدعوات ص : 293صدري

حداني على ذلك كله و حملني عليه علما مني بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة و أن يقول العبد بنية صادقة و لسان صادق يا رب فتكون عند ظن عبدك بك و قد ناجاك بعزم الإرادة قلبي فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقرن دعائي بالإجابة منك و تبلغني ما أملته فيك منه منك و طولا و قوة و حولا لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضاء جميع ما سألتك فإنه عليك يسير و خطره عندي جليل كثير و أنت عليه قدير يا سميع يا بصير إلهي و هذا مقام العائذ بك من النار و الهارب منك إليك من ذنوب تهجمته و عيوب فضحته فصل على محمد و آل محمد و انظر إلي نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنتك و اعطف علي عطفة أنجو بها من عقابك فإن الجنة و النار لك و بيدك و مفاتيحهما و مغاليقهما إليك و أنت على ذلك قادر و هو عليك هين يسير فافعل بي ما سألتك يا قدير و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين

 قال علي بن حماد أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن علي العلوي العريضي و اشترط علي أن لا أبذله لمخالف و لا أعطيه إلا لمن أعلم مذهبه و أنه من أولياء آل محمد ع و كان عندي أدعو به و إخواني ثم قدم علي إلى البصرة بعض قضاة الأهواز و كان مخالفا و له علي أياد و كنت أحتاج إليه في بلده و أنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادره و أخذ خطة بعشرين ألف درهم فرققت له و رحمته و دفعت إليه هذا الدعاء فدعا به فما استتم أسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء و لم يلزمه شيئا مما أخذ خطة و رده إلى بلده مكرما و شيعته إلى الأبله و عدت إلى البصرة فلما كان بعد أيام طلبت الدعا فلم أجده و فتشت كتبي كلها فلم أر له أثرا فطلبته من مهج‏الدعوات ص : 294أبي المختار الحسيني و كانت عنده نسخة بها فلم يجده في كتبه فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا يجده عشرين سنة فعلمت أن ذلك عقوبة من الله عز و جل لما بذلته لمخالف فلما كان بعد العشرين سنة وجدناه في كتبنا و قد فتشناها مرارا لا تحصى فآليت على نفسي ألا أعطيه إلا لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولاية آل الرسول ص بعد أن آخذ عليه العهد ألا يبذله إلا لمن يستحقه و بالله نستعين و عليه نتوكل يقول علي بن موسى بن جعفر محمد الطاوس و قد ذكرنا في كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي عدة دعوات لمولانا المهدي ص و من جملتها دعاء العلوي المصري برواية أخرى فيها اختلاف عن هذه الرواية فمن أرادها فليطلبها من حيث أشرنا إليه و ذكرنا دعوات له ص في تعقيب الظهر من كتاب المهمات و السمات

فصل

 و رأيت في كتاب كنوز النجاح تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رضي الله عنه عن مولانا الحجة ص ما هذا لفظه

 روى أحمد بن الدربي عن خزامة عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البزوفري قال خرج عن الناحية المقدسة من كان له إلى الله حاجة فليغسل ليله الجمعة بعد نصف الليل و يأتي مصلاه و يصلي ركعتين يقرأ في الركعة الأولى الحمد فإذا بلغ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يكررها مائة مرة و يتمم في المائة إلى آخرها و يقرأ سورة التوحيد مرة واحدة ثم يركع و يسجد و يسبح فيها سبعة سبعة و يصلي الركعة الثانية على هيئته و يدعوا بهذا الدعاء فإن الله تعالى يقضي حاجته البتة كائنا ما كان إلا أن يكون في قطيعة الرحم و الدعاء اللهم إن أطعتك فالمحمدة لك و إن عصيتك فالحجة لك منك الروح و منك الفرج سبحان من أنعم و شكر سبحان من قدر و غفر اللهم إن كنت قد عصيتك مهج‏الدعوات ص : 295فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو الإيمان بك لم أتخذ لك ولدا و لم أدع لك شريكا منا منك به علي لا منا مني به عليك و قد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة و لا الخروج عن عبوديتك و لا الجحود لربوبيتك و لكن أطعت هواي و أزلني الشيطان فلك الحجة علي و البيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم و إن تغفر لي و ترحمني فإنك جواد كريم يا كريم يا كريم حتى يقطع النفس ثم يقول يا آمنا من كل شي‏ء و كل شي‏ء منك خائف حذر أسألك بأمنك من كل شي‏ء و خوف كل شي‏ء منك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعطيني أمانا لنفسي و أهلي و ولدي و سائر ما أنعمت به علي حتى لا أخاف أحدا و لا أحذر من شي‏ء أبدا إنك على كل شي‏ء قدير و حسبنا الله و نعم الوكيل يا كافي إبراهيم نمرود يا كافي موسى فرعون أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكفيني شر فلان بن فلان فيستكفي شر من يخاف شره إن شاء الله تعالى ثم يسجد و يسأل حاجته و يتضرع إلى الله تعالى فإنه ما من مؤمن و لا مؤمنة صلى هذه الصلاة و دعا بهذا الدعاء خالصا إلا فتحت له أبواب السماء للإجابة و يجاب في وقته و ليلته كائنا ما كان و ذلك من فضل الله علينا و على الناس و وجدت في مجموع الأدعية المستجابات عن النبي و الأئمة ع قالبه أقل من الثمن نحو السدس أوله دعاء مستجاب اللهم اقذف في قلبي رجاك و في آخره ما هذا لفظه دعاء الإمام العالم الحجة ع إلهي بحق من ناجاك و بحق من دعاك في البر و البحر تفضل على فقراء المؤمنين و المؤمنات بالغناء و الثروة و على مرضى المؤمنين و المؤمنات بالشفاء و الصحة و على أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف و الكرم و على أموات المؤمنين و المؤمنات بالمغفرة و الرحمة و على غرباء المؤمنين و المؤمنات مهج‏الدعوات ص : 296بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين بمحمد و آله أجمعين

فصل

و كنت أنا بسر من رأى فسمعت سحرا دعاءه ع فحفظت منه ع من الدعاء لمن ذكره من الأحياء و الأموات و أبقهم أو قال و أحيهم في عزنا ملكنا و سلطاننا و دولتنا و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة

ذكر ما نختاره في الحجب المروية عن النبي و الأئمة ع التي احتجبوا بها ممن أراد الإساءة إليهم

حجاب رسول الله ص

و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا اللهم بما وارت الحجب من جلالك و جمالك و بما أطاف به العرش من بهاء كمالك و بمعاقد العز من عرشك و بما تحيط به قدرتك من ملكوت سلطانك يا من لا راد لأمره و لا معقب لحكمه اضرب بيني و بين أعدائي بسترك الذي لا تفرقه العواصف من الرياح و لا تقطعه البواتر من الصفاح و لا تنفذه عوامل الرماح حل يا شديد البطش بيني و بين من يرميني بخوافقه و من تسري إلى طوارقه و فرج عني كل هم و غم يا فارج هم يعقوب فرج عني همي يا كاشف ضر أيوب اكشف ضري و اغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين

حجاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم مالك الملك تؤتي مهج‏الدعوات ص : 297الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب الله أكبر الله أكبر الله أكبر خضعت البرية لعظمة جلاله أجمعون و ذل لعظمة عزه كل متعاظم منهم و لا يجد أحد منهم إلي مخلصا بل يجعلهم الله شاردين متمزقين في عز طغيانهم هالكين بقل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس انغلق عني باب المتأخرين منكم و بهتم ضالين مطرودين بالصافات بالذاريات بالمرسلات بالنازعات أزجركم عن الحركات كونوا رمادا لا تبسطوا إلي يدا اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون هذا يوم لا ينطقون و لا يؤذن لهم فيعتذرون جمدت الأعين و خرست الألسن و خضعت الرقاب للملك الخلاق اللهم بالعين و الميم و الفاء و الحاءين بنور الأشباح و بتلألؤ ضياء الإصباح و بتقديرك لي يا قدير في الغدو و الرواح اكفني شر من دب و مشى و تجبر و عتا الله الله الغالب لا ملجأ منه لهارب نصر من الله و فتح قريب إذا جاء نصر الله و الفتح إن ينصركم الله فلا غالب لكم كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز أمن من استجار بالله لا حول و لا قوة إلا بالله

حجاب الحسن بن علي ع

اللهم يا من جعل بين البحرين حاجزا و برزخا و حجرا محجورا يا ذا القوة و السلطان يا علي المكان كيف أخاف و أنت أملي و كيف أضام و عليك متكلي فغطني من أعدائك بسترك و أظهرني على أعدائي بأمرك و أيدني بنصرك إليك اللجأ و نحوك الملتجأ فاجعل لي من أمري فرجا و مخرجا يا كافي أهل الحرم من أصحاب الفيل و المرسل عليهم طيرا أبابيل مهج‏الدعوات ص : 298ترميهم بحجارة من سجيل ارم من عاداني بالتنكيل اللهم إني أسألك الشفاء من كل داء و النصر على الأعداء و التوفيق لما تحب و ترضى يا إله من في السماء و الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى بك أستشفي و بك أستعفي و عليك أتوكل فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم

حجاب الحسين بن علي ع

يا من شأنه الكفاية و سرادقه الرعاية يا من هو الغاية و النهاية يا صارف السوء و السواية و الضر اصرف عني أذية العالمين من الجن و الإنس أجمعين بالأشباح النورانية و بالأسماء السريانية و بالأقلام اليونانية و بالكلمات العبرانية و بما نزل في الألواح من يقين الإيضاح اجعلني اللهم في حرزك و في حزبك و في عياذك و في سترك و في كنفك من كل شيطان مارد و عدو راصد و لئيم معاند و ضد كنود و من كل حاسد ببسم الله استشفيت و بسم الله استكفيت و على الله توكلت و به استعنت و إليه استعديت على كل ظالم ظلم و غاشم غشم و طارق طرق و زاجر زجر فالله خير حافظا و هو أرحم الراحمين

حجاب علي بن الحسين ع

بسم الله استعنت و ببسم الله استجرت و به اعتصمت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت اللهم نجني من طارق يطرق في ليل غاسق أو صبح بارق و من كيد كل مكيد أو ضد أو حاسد حسد زجرتهم بقل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و بالاسم المكنون المنفرج بين الكاف و النون و بالاسم الغامض المكنون الذي تكون منه الكون قبل أن يكون أتدرع به من كل ما نظرت العيون و حققت الظنون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون و كفى بالله وليا و كفى بالله نصيرا

 مهج‏الدعوات ص : 299حجاب محمد بن علي الباقر ع

الله نور السماوات و الأرض جميعا خضع لنوره كل جبار و خمد لهيبته أهل الأقطار و همد و لبد جميع الأشرار خاضعين خاسئين لأسماء رب العالمين حجبت عني شرور جباري الهواء و مسترقى السمع من السماء و حلال المنازل و الديار و المتغيبين في الأسحار و البارزين في إظهار النهار حجبتكم و زجرتكم معاشر الجن و الإنس بأسماء الله الملك الجبار خالق كل شي‏ء بمقدار لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير لا منجى لكم جميعا من صواعق القرآن المبين و عظيم أسماء رب العالمين لا ملجأ لواردكم و لا منقذ لماردكم و لا منقذ لهاربكم من ركسة التثبيط و نزاع المهيط و رواجس التخبيط فرائغكم محبوس و نجم طالعكم منحوس مطموس و شامخ علمكم منكوس فاشتبكوا أحيانا و تمزقوا أشتاتا و تواقعوا بأسماء الله أمواتا الله أغلب و هو غالب و إليه يرجع كل شي‏ء و هو الحكيم العليم

حجاب جعفر بن محمد ع

يا من إذا استعذت به أعاذني و إذا استجرت به عند الشدائد أجارني و إذا استغثت به عند النوائب أغاثني و إذا استنصرت به على عدوي نصرني و أعانني إليك المفزع و أنت الثقة فاقمع عني من أرادني و اغلب لي من كادني يا من قال إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ يا من نجا نوحا من القوم الظالمين يا من نجا لوطا من القوم الفاسقين يا من نجا هودا من القوم العادين يا من نجا محمدا ص من القوم الكافرين نجني من أعدائي و أعدائك بأسمائك يا رحمان يا رحيم لا سبيل لهم على من تعوذ بالقرآن و استجار بالرحمن الرحيم الرحمن على العرش استوى إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ و يعيد و هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال ما يريد فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

حجاب موسى بن جعفر ع

 مهج‏الدعوات ص : 300توكلت على الحي الذي لا يموت و تحصنت بذي العزة و الجبروت و استعنت بذي الكبرياء و الملكوت مولاي استسلمت إليك فلا تسلمني و توكلت عليك فلا تخذلني و لجأت إلى ظلك البسيط فلا تطرحني أنت المطلب و إليك المهرب تعلم ما أخفي و ما أعلن و تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور فأمسك عني اللهم أيدي الظالمين من الجن و الإنس أجمعين و اشفني و عافني يا أرحم الراحمين

حجاب علي بن موسى ع

استسلمت مولاي لك و أسلمت نفسي إليك و توكلت في كل أموري عليك و أنا عبدك و ابن عبديك اخبأني اللهم في سترك عن شرار خلقك و اعصمني من كل أذى و سوء بمنك و اكفني شر كل ذي شر بقدرتك اللهم من كادني أو أرادني فإني أدرأ بك في نحره و أستعين بك منه و أستعيذ منه بحولك و قوتك و شد عني أيدي الظالمين إذ كنت ناصري لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين و إله العالمين أسألك كفاية الأذى و العافية و الشفاء و النصر على الأعداء و التوفيق لما تحب ربنا و ترضى يا إله العالمين يا جبار السماوات و الأرضين يا رب محمد و آله الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين

حجاب محمد بن علي ع

الخالق أعظم من المخلوقين و الرازق أبسط يدا من المرزوقين و نار الله المؤصدة في عمد ممددة تكيد أفئدة المردة و ترد كيد الحسدة بالأقسام بالأحكام باللوح المحفوظ و الحجاب المضروب بعرش ربنا العظيم احتجبت و استترت و استجرت و اعتصمت و تحصنت بألم و بكهيعص و بطة و بطسم و بحم و بحمعسق و نون و بطسين و بق و القرآن المجيد و إنه لقسم لو تعلمون عظيم و الله وليي و نعم الوكيل

حجاب علي بن محمد ع

و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مهج‏الدعوات ص : 301مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون عليك يا مولاي توكلي و أنت حسبي و أملي و من يتوكل على الله فهو حسبه تبارك إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب رب الأرباب و مالك الملوك و جبار الجبابرة و ملك الدنيا و الآخرة رب أرسل إلي منك رحمة يا رحيم ألبسني منك عافية و ازرع في قلبي من نورك و اخبأني من عدوك و احفظني في ليلي و نهاري بعينك يا أنس كل مستوحش و إله العالمين قل من يكلؤكم بالليل و النهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون حسبي الله كافيا و معينا و معافيا فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

حجاب الحسن بن علي العسكري ع

اللهم إني أشهد بحقيقة إيماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي و خفي سطوات سري و شعري و بشري و لحمي و دمي و صميم قلبي و جوارحي و لبي بأنك أنت الله لا إله إلا أنت مالك الملك و جبار الجبابرة و ملك الدنيا و الآخرة تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير فأعزني بعزتك و اقهر لي من أرادني بسطوتك و اخبأني من أعدائي في سترك صم بكم عمي فهم لا يرجعون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون بعزة الله استجرنا و بأسماء الله إياكم طردنا و عليه توكلنا و هو حسبنا و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين و حسبنا الله و نعم الوكيل و هو نعم المولى و نعم النصير و ما لنا ألا نتوكل على الله و قد هدينا سبلنا و لنصبرن على ما مهج‏الدعوات ص : 302آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا

حجاب مولانا صاحب الزمان ع

اللهم احجبني عن عيون أعدائي و اجمع بيني و بين أوليائي و أنجز لي ما وعدتني و احفظني في غيبتي إلى أن تأذن لي في ظهوري و أحي بي ما درس من فروضك و سننك و عجل فرجي و سهل مخرجي و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا و افتح لي فتحا مبينا و اهدني صراطا مستقيما و قني جميع ما أحاذره من الظالمين و احجبني عن أعين الباغضين الناصبين العداوة لأهل بيت نبيك و لا يصل إلي منهم أحد بسوء فإذا أذنت في ظهوري فأيدني بجنودك و اجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين و في سبيلك مجاهدين و على من أرادني و أرادهم بسوء منصورين و وفقني لإقامة حدودك و انصرني على من تعدى محدودك و انصر الحق و أزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا و أورد علي من شيعتي و أنصاري من تقر بهم العين و يشد بهم الأزر و اجعلهم في حرزك و أمنك برحمتك يا أرحم الراحمين

 و هذه الحجب مما ألهمنا أيضا تلاوتها يوم أحاطت المياه و الغرق و صعبت السلامة بكثرة المياه و زادت علي إحاطتها بهدم مواضع دخل بها ماء الزيادات و أمكن المقام بإجابة الدعوات و دفع تلك المحذورات و سلامتنا من الدخول في تلك الحادثات و الحمد لله

ذكر دعوات وردت على خاطري

اللهم إذا آن استدعاؤك لروحي أن تقدم عليك فإني من الآن قد جعلتها مستجيرة بك و ضيفا لك و هاربة منك إليك و قد أمرت بأمان المستجير و إكرام الضيف الفقير و التعطف على الهارب الأسير فاجعل روحي في جملة الآمنين المستجيرين و الضيوف المكرمين و الأسراء المرحومين

دعاء ورد على خاطري

اللهم إنك عرفتني بك و دللتني عليك فمددت يدي بك إليك منذ خمسين سنة بذل مهج‏الدعوات ص : 303سؤالها فإن كانت ظفرت منك بآمالها فأكرمها فيما بقي من عمرها لظفرها بما لك إقبالها و إن كانت قد خابت في سؤالها فارحم من قد بلغت بسوء أعمالها إلى أن تسأل خمسين سنة في السر و الإعلان ممن لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان و عادت من بابه بالخيبة و الحرمان

دعاء آخر من خاطري

اللهم إني ما رحمت روحي حين عرضتها لإعراضك عنها و عدوك و عدوي الشيطان ما رحمها و شمت بما وقع منها و ما بقي معها إلا أنت فلا ترض لحلمك و رحمتك و كرمك أن تكون كواحد منا في ترك الرحمة لها و العناية بها

ذكر ما نختاره من الأدعية المتفرقة من الكتب

فمن ذلك الكلمات التي تلقى بها آدم ربه جل جلاله

 رويناه ذلك بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال الكلمات التي تلقى بها آدم ربه هي اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم إني عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين

و من ذلك ما علمه الله جل جلاله لآدم ع لدفع حديث النفس

 روينا ذلك بإسنادنا أيضا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال شكا آدم ع إلى الله حديث النفس فنزل عليه جبرئيل ع فقال قل لا حول و لا قوة إلا بالله فقالها فأذهب الله عنه فهذا أصل لا حول و لا حول قوة إلا بالله

و من ذلك دعاء آدم ع برواية أخرى لما تلقى من ربه كلمات

و لعله ع دعا بها و هو يا رباه يا رباه يا رباه لا يرد غضبك إلا حلمك و لا ينجي من عقوبتك إلا مهج‏الدعوات ص : 304التضرع إليك حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما حرمتني و إن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني اللهم إني أسألك الفوز بالجنة و أعوذ بك من النار يا ذا العرش الشامخ المنيف يا ذا الجلال و الإكرام الباذخ العظيم يا ذا الملك الفاخر القديم يا إله العالمين يا صريخ المستصرخين و يا منزولا به كل حاجة إن كنت قد رضيت عني فازدد عني رضا منك و قربني منك زلفى و إلا تكن رضيت عني فبحق محمد و آله و بفضلك عليهم لما رضيت عني إنك أنت التواب الرحيم قال أبو عبد الله ع هذا الدعاء الذي تلقى آدم من ربه فتاب عليه فقال يا آدم سألتني بمحمد و لم تره فقال رأيت على عرشك مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال راوي الحديث فو الله ما دعوت بهن في سر و لا علانية في شدة و لا رخاء إلا استجاب الله لي

و من ذلك دعاء نوح ع

 وجدت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم و الأحزان تأليف أحمد بن داود النعماني قال و لما نظر نوح ع إلى هول الماء و الأمواج دخله الرعب فأوحى الله جل و عز إليه قل لا إله إلا الله ألف مرة أنجك قال فدخلت الريح في الشراع فقال لا إله إلا الله ألفا ألفا فنجاه الله

و من ذلك دعاء إدريس ع بما قالها

 وجدناه عن الحسن البصري قال لما بعث الله إدريس ع إلى قومه علمه هذه الأسماء و أوحى إليه أن قلهن سرا في نفسك و لا تبدهن للقوم فيدعوني بهن قال و بهن دعا فرفعه الله مكانا عليا ثم علمهن الله تعالى موسى ثم علمهن الله تعالى محمدا ص و بهن دعا في غزوة الأحزاب قال الحسن و كنت مستخفيا من الحجاج فأدعو الله عز و جل بهن فحبسه عني و لقد دخل علي ست مرات فأدعو بهن فأخذ الله سبحانه أبصارهم عني قال فادع بهن في التماس المغفرة لجميع الذنوب ثم اسأل حاجتك من أمر آخرتك و دنياك فإنك مهج‏الدعوات ص : 305تعطاه إن شاء الله عز و جل فإنهن أربعون أسماء عدد أيام التوبة و هي 1-  سبحانك لا إله إلا أنت يا رب كل شي‏ء و وارثه 2-  يا إله الآلهة الرفيع جلاله 3-  يا الله المحمود في كل فعاله 4-  يا رحمان كل شي‏ء و راحمه 5-  يا حي حين لا حي في ديمومية ملكه و بقائه 6-  يا قيوم فلا شي‏ء يفوت علمه و لا يئوده 7-  يا واحد الباقي أول كل شي‏ء و آخره 8-  يا دائم بلا فناء و لا زوال لملكه 9-  يا صمد من غير شبيه و لا شي‏ء كمثله 10-  يا بارئ فلا شي‏ء كفوه و لا مكان لوصفه 11-  يا كبير أنت الذي لا تهتدي القلوب لوصف عظمته 12-  يا بارئ النفوس بلا مثال خلا من غيره 13-  يا زاكي الطاهر من كل آفة بقدسه 14-  يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله 15-  يا نقي من كل جور لم يرضه و لم يخالطه فعاله 16-  يا حنان أنت الذي وسعت كل شي‏ء رحمته 17-  يا منان ذا الإحسان قد عم الخلائق منه 18-  يا ديان العباد كل يقوم خاضعا لرهبته 19-  يا خالق من في السماوات و الأرض و كل إليه معاده 20-  يا رحيم كل صريخ و مكروب و غياثه و معاذه 21-  يا تام فلا تصف الألسن كنه جلاله و ملكه و عزه 22-  يا مبدع ]مبدئ[ البدائع لم يبغ في إنشائها عونا من خلقه 23-  يا علام الغيوب فلا يئوده شي‏ء من حفظه 24-  يا حليم ذا الأناة فلا يعدله شي‏ء من خلقه 25-  يا معيد ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته 26-  يا حميد الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه 27-  يا عزيز المنيع الغالب على أمره فلا شي‏ء يعادله 28-  يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي لا يطاق انتقامه 29-  يا قريب المتعالي فوق كل شي‏ء علو ارتفاعه 30-  يا مذل كل جبار بقهر عزيز سلطانه 31-  يا نور كل شي‏ء و هداه أنت الذي فلق الظلمات نوره 32-  يا قدوس الطاهر من كل سوء فلا شي‏ء يعازه من خلقه 33-  يا عالي الشامخ فوق كل شي‏ء علو ارتفاعه مهج‏الدعوات ص : 34306-  يا مبدئ البدايا و معيدها بعد فنائها بقدرته 35-  يا جليل المتكبر على كل شي‏ء فالعدل أمره و الصدق وعده 36-  يا محمود فلا تستطيع الأوهام كل شأنه و مجده 37-  يا كريم العفو ذا العدل أنت الذي ملأ كل شي‏ء عدله 38-  يا عظيم ذا الثناء الفاخر و ذا العز و المجد و الكبرياء فلا يذل عزه 39-  يا عجيب فلا تنطق الألسنة بكل آلائه و ثنائه 40-  يا غياثي عند كل كربة و يا مجيبي عند كل دعوة أسألك اللهم يا رب الصلاة على نبيك محمد صلى الله عليه و آله و أمانا من عقوبات الدنيا و الآخرة و أن تحبس عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء و أن تصرف قلوبهم عن شر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكه غيرك اللهم هذا الدعاء و منك الإجابة و هذا الجهد و عليك التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

و من ذلك دعاء إبراهيم ع

 و قد قدمنا به رواية عند دعاء النبي ص يوم أحد و رأيت رواية أخرى في دعاء إبراهيم ع لما دحا به إلى النار فنجاه الله به و ذكر رواته أنه من السرائر العظيمة و القدر الكبير عند الله سبحانه و تعالى فقال ما هذا لفظه

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت المرهوب يرهب منك جميع خلقك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع عرشك من فوق سبع سماواتك و أنت المظل على كل شي‏ء لا يظل شي‏ء عليك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت أعظم من كل شي‏ء فلا يصل أحد عظمتك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا نور النور قد استضاء بنورك أهل سماواتك و أرضك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لا إله إلا أنت تعاليت أن يكون لك شريك و تكبرت أن يكون لك ضد يا نور النور يا نور كل نور لا خامد لنورك يا مليك كل مليك تبقى و يفنى غيرك يا نور النور يا من ملا مهج‏الدعوات ص : 307أركان السماوات و الأرض بعظمته يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا هو يا هو يا من ليس كهو يا من لا هو إلا هو أغثني أغثني الساعة الساعة يا من أمره كلمح البصر أو هو أقرب يا أهيا شراهيا آذوني أصباؤث آل شداي يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا غاية رغبتاه و منتهاه فلما دعا إبراهيم ع عجبت الأملاك من صوته و إذا النداء من العلي الأعلى يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم فخمدت أسرع من طرفة عين

و من ذلك دعاء يوسف لما ألقي في الجب

 رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراوندي من كتاب قصص الأنبياء ع بإسناده فيه إلى أبي عبد الله ع قال لما ألقى إخوة يوسف يوسف ع في الجب نزل عليه جبرئيل ع فقال يا غلام من طرحك في هذا الجب قال إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني قال أ تحب أن تخرج من هذا الجب قال ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب قال جبرئيل فإن الله يقول لك قل اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب برحمتك يا أرحم الراحمين

 و رأيت في مجلد الخامس من حلية الأولياء لأبي نعيم في حديث الخراساني أن داود ع قال يا رب ما لبني إسرائيل إذا نزل بهم كرب أو شدة قالوا يا إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب فأوحى الله تعالى إلى داود ع أن إبراهيم لم يختر بيني و بين شي‏ء إلا اختارني عليه و أن إسحاق جاد لي بمهجته و أن يعقوب ابتليته ببلاء فما أساء بي ظنا في ذلك البلاء حتى فرجته عنه و كشفته

 و من ذلك رواية أخرى وجدناها بدعاء يوسف ع في الجب و لعله دعا بها و هي يا صريخ المستصرخين و يا غوث المستغيثين و يا مفرج كرب المكروبين قد ترى مكاني و تعرف حالي و لا يخفى عليك شي‏ء من أمري

 مهج‏الدعوات ص : 308و من ذلك دعاء يوسف ع في بعض أوقات بلواه

يا راحم المساكين و يا رازق المتكلمين و يا رب العالمين و يا مالك يوم الدين و يا غياث المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين و يا أحكم الحاكمين و يا أسرع الحاسبين و يا خير المسئولين و يا ذا الجلال و الإكرام يا كبير كل كبير و يا من لا شريك له و لا وزير يا من هو على كل شي‏ء قدير يا من هو عليم خبير يا من هو بكل شي‏ء بصير يا خالق الشمس و القمر المنير يا جابر العظم الكسير يا مغني البائس الفقير يا مطلق المكبل الأسير يا مدبر الأمر ثم إليه المصير يا من لا يجار عليه و هو يجير يا من يحيي الموتى و هو عليه يسير يا عصمة الخائف المستجير يا مغني الفقير الضرير يا حافظ الطفل الصغير يا راحم الشيخ الكبير يا من لا يخفى عليه خافية في السماوات و الأرض يا غافر الذنوب يا علام الغيوب يا ساتر العيوب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي و لوالدي و تجاوز عنا فيما تعلم فإنك الأعز الأكرم

 أقول و إن قوله أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد إلى آخره لعله من زيادة الرواة

و من ذلك دعاء يوسف ع لما اتهمه العزيز بزليخا

و هو أنه صلى ركعتين ثم دعا و هو مرفوع رأسه إلى السماء فقال اللهم ارحم صغر سني و ضعف ركني و قلة حيلتي فإنك على كل شي‏ء قدير فاذكرني بصلاح يعقوب و صبر إسحاق و يقين إسماعيل و شيبة إبراهيم برحمتك يا أرحم الراحمين فبكت لبكائه الملائكة في السماوات

و من ذلك دعاء يعقوب ع لما رد الله جل جلاله عليه يوسف ع

بسم الله الرحمن الرحيم يا من خلق الخلق بغير مثال و يا من بسط الأرض بغير أعوان و يا من دبر الأمور بغير وزير و يا من يرزق الخلق بغير مشير و يا من يخرب الدنيا بغير استيمار ثم تدعو بما شئت تستجاب

و من ذلك دعاء أيوب ع

اللهم إني أعوذ بك اليوم مهج‏الدعوات ص : 309فأعذني و أستجير بك اليوم من جهد البلاء فأجرني و أستغيث بك اليوم فأغثني و أستصرخك اليوم على عدوك و عدوي فاصرخني و أستنصرك اليوم فانصرني و أستعين بك اليوم على أمري فأعني و أتوكل عليك فاكفني و أعتصم بك فاعصمني و آمن بك فآمني و أسألك فأعطني و أسترزقك فارزقني و أستغفرك فاغفر لي و أدعوك فاذكرني و أسترحمك فارحمني

و من ذلك دعاء موسى ع لما وقف على فرعون

اللهم بديع السماوات و الأرضين ذا الجلال و الإكرام الذي نواصي العباد بيدك فإن فرعون و جميع أهل السماوات و أهل الأرض و ما بينهما عبيدك نواصيهم بيدك و أنت تصرف القلوب حيث شئت اللهم إني أعوذ بخيرك من شره و أسألك بخيرك من خيره عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك كن لنا جارا من فرعون و جنوده ثم دخل عليه و قد ألبسه الله جنة من سلطانه أن يصل عليه بعون الله

و من ذلك دعاء آخر لموسى ع

لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين اللهم إني أدرأ بك في نحره و أعوذ بك من شره و أستعينك عليه فاكفنيه بما شئت

و من ذلك دعاء يوشع بن نون وصي موسى ع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى الرضا ع قال وجد رجل من الصحابة صحيفة فأتى بها رسول الله ص فنادى الصلاة جامعة فما تخلف أحد ذكر و لا أنثى فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى و أذن فيها و إن ربكم لرءوف رحيم ألا إن خير عباد مهج‏الدعوات ص : 310الله التقي الخفي و إن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى و أن يؤدي الحقوق التي أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم سبحان الله كما ينبغي لله و الحمد لله كما ينبغي لله و لا إله إلا الله كما ينبغي لله و لا حول و لا قوة إلا بالله و صلى الله على محمد و على أهل بيت النبي الأمي و على جميع المرسلين و النبيين حتى يرضي الله و نزل رسول الله ص و قد ألحوا في الدعاء فصبر هنيئة ثم رقى المنبر فقال من أحب أن يعلو ثناءه على ثناء المجاهدين فليقل هذا القول في كل يوم و إن كانت له حاجة قضيت أو عدو كبت أو دين قضي أو كرب كشف و خرق كلامه السماوات حتى يكتب في اللوح المحفوظ

و من ذلك دعاء الخضر و إلياس ع

روي أن الخضر و إلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء و هو بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله ما شاء الله الخير كله بيد الله عز و جل ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله قال فمن قالها حين يصبح ثلاث مرات أمن من الحرق و الشرق و الغرق

و من ذلك دعاء آخر للخضر ع

يا شامخا من علوه يا قريبا في دنوه يا مدانيا في بعده يا رءوفا في رحمته يا مخرج النبات يا دائم الثبات يا محيي الأموات يا ظهر اللاجين يا جار المستجيرين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا صريخ المستصرخين يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا حرز من لا حرز له يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكا يا محيي الموتى يا أمان الخائفين يا إله العالمين يا صانع كل مصنوع يا جابر كل كسير يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد يا قريبا غير بعيد يا شاهدا غير غائب يا غالبا غير مغلوب يا حي حين لا حي يا محيي الموتى مهج‏الدعوات ص : 311يا حي لا إله إلا أنت من قاله قولا أو سمعه سمعا أمن من الوسوسة أربعين سنة

 أقول و أدعية الخضر ع كثيرة و قد اقتصرنا على ما ذكرناه

و من ذلك دعاء يونس بن متى ع

و هو يا رب من الجبال أنزلتني و من المسكن أخرجتني و في البحار صيرتني و في بطن الحوت حبستني فلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فأنجاه الله من الغم

و من ذلك دعاء آخر ليونس بن متى ع

و هو يا رب اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى و آلائك العليا و أسألك يا الله يا الله يا كبير يا جليل يا حنان يا منان يا فرد يا دائم يا وتر يا أحد يا صمد يا الله لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ذنوبي و أن تحرم جسدي على النار اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى ألا تردوا السائلين عن أبوابكم و نحن على بابك فلا تردنا اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك موسى أن اغفروا للظالمين و نحن الظالمون على بابك فاغفر لنا اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الأرقاب و نحن عبيدك فأعتقنا من النار

و من ذلك دعاء داود ع على وصف التحميد

روي أن داود ع لما قال هذا التحميد أوحى الله تعالى إليه أتعبت الحفظة و هو اللهم لك الحمد دائما مع دوامك و لك الحمد باقيا مع بقائك و لك الحمد خالدا مع خلودك و لك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك و عز جلالك يا ذا الجلال و الإكرام

و من ذلك دعاء آصف وصي سليمان بن داود

روي أنه الدعاء الذي أتي به عرش بلقيس و أنه الدعاء الذي كان عيسى ع يحيي به الموتى و هو اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا مهج‏الدعوات ص : 312إله إلا أنت الحي القيوم الطاهر المطهر نور السماوات و الأرضين و في رواية أخرى رب السماوات و الأرضين عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال الحنان المنان ذو الجلال و الإكرام أن تفعل بي كذا و كذا و تجعله أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا فإنه يستجاب لك إن شاء الله هذا لفظه كما وجدناه

و من ذلك دعاء عيسى ع

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن هبة الله الراوندي رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء ع بإسناده إلى الصادق عن آبائه عن النبي ص قال لما اجتمعت اليهود إلى عيسى ع ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرائيل ع فغشاه بجناحه فطمح عيسى ع ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناح جبرئيل و هو اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز و أدعوك اللهم باسمك الصمد و أدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر و أدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبتت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت و أمسيت فيه فلما دعا به عيسى ع أوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن ارفعه إلى عندي ثم قال رسول الله ص يا بني عبد المطلب صلوا ربكم بهذه الكلمات فو الذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد بإخلاص نيته إلا اهتز العرش و إلا قال الله للملائكة اشهدوا قد استجبت له بهن و أعطيته سؤله في عاجل دنياه و آجل آخرته ثم قال لأصحابه سلوا بها و لا تستبطئوا الإجابة

و من ذلك دعاء عيسى ع برواية غير هذه

و هي أن النبي ص رأى في باطن جناح جبرئيل ع الدعاء فعلمه عليا ع و العباس و قال يا علي يا خير بني هاشم يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلاء الكلمات فو الذي نفسي بيده ما دعا بهن مؤمن بإخلاص إلا اهتز بهن العرش و السماوات السبع و الأرضون السبع و قال الله تعالى لملائكته اشهدوا أني قد استجبت للداعي مهج‏الدعوات ص : 313بهن و أعطيته سؤله في عاجل دنياه و آجل آخرته و زعموا أنه الدعاء الذي دعا عيسى ابن مريم فرفعه الله إليه و هو هذا الدعاء اللهم إني أعوذ بك باسمك الواحد الأحد و أعوذ باسمك الأحد الصمد و أعوذ بك باسمك اللهم العظيم الوتر و أعوذ اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ملأ الأركان كلها أن تكشف عني غم ما أصبحت فيه و أمسيت

و من ذلك دعاء لعيسى ابن مريم ع برواية أخرى

و هو اللهم خالق النفس من النفس و مخرج النفس من النفس و مخلص النفس من النفس فرج عنا و خلصنا من شدتنا

و من ذلك دعاء سلمان الفارسي رضوان الله عليه الذي علمه النبي ص

 و يروى أن سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى ع

 روي عن أحد الأئمة ص أن سلمان أدرك العلم الأول و الآخر

وجدته في أصل عتيق تاريخ كتابته ربيع الآخر سنة أربع عشرة و ثلاثمائة قال قال رسول الله ص لسلمان الفارسي أ لا أخبرك بما هو خير من الذهب و الفضة و خير من الدنيا و زهرتها فقال بلى يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك فقال فقل اللهم إن الأمر قد خلص إلى نفسي و هي أعز الأنفس علي و أهمها إلي و قد علمت ربي و علمك أفضل من علمي أنك تعلم مني ما لا أعلم من نفسي لك محياي و مماتي و دنياي و آخرتي إليك مرجعي و منقلبي لا أملك إلا ما أعطيتني و لا أتقي إلا ما وقيتني و لا أنفق إلا ما رزقتني بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و بنعمتك أصبحت و أمسيت ملكتني بقدرتك و قدرت علي بسلطانك تقضي فيما أردت لا يحول أحد دون قضائك أوقرتني ]أوفرتني[ نعما و أوقرت نفسي ذنوبا كثرت خطاياي و عظم جرمي و اكتفنتني شهواتي فقد ضاق بها ذرعي و عجز عنها عملي و ضعف عنها شكري و قد كدت أن أقنط من رحمتك مهج‏الدعوات ص : 314إلي و أن ألقي إلى التهلكة بيدي الذي أيأس منه عذري و ذكري من ذنوبي و ما أسرفت به على نفسي و لكن رحمتك رب التي تنهضني و تقويني و لو لا هي لم أرفع رأسي و لم أقم صلبي من ثقل ذنوبي فإني لك أرجو إلهي أنت أرجأ عندي من عملي الذي أتخوفه و أشفق منه على نفسي إلهي و كيف لا أشفق من ذنوبي و قد خفت أن تكون أوبقتني و قد أحاطت بي و أهلكتني و أنا أذكر من تضييع أمانتي و ما تكلفت به على نفسي ما لم تحمله الجبال قبلي و لا السماوات و الأرضون و هي أقوى مني و حملتها بعلمك بها و قلة عملي و لو كان لي عمل ينفعني لم تقر في الدنيا عيني و لصارت حلاوتها مرارة عندي و لقررت هاربا من ذنوبي لا بيت يأويني و لا ظل يكنني مع الوحوش مقعدي و مقيلي و لو فعلت ذلك لكان يحق لي أتخوف على نفسي الموت يطلبني حثيثا دائبا يقص أثري موكل بي كأنه لا يريد أحدا غيري ليس بناظري ساعة إذا جاء أجلي كأني أراني صريعا بين يديه و كأني بالموت ليس أحد من الموت يمنعني و لا يدفع كربه عني و لا أستطيع امتناعا يؤخرني و بكأس الموت يسقيني و لا منعة عندي أقلب بكرب الموت طرفي جزعا فيا لك من مصرع ما أفظعه ]أفظه[ عندي مغلوبة بكرب نفسي تختلج لها أعضائي و أوصالي و كل عرق ساكن مني فكأنني بملك الموت يستل روحي مستسلم له بل على الكراهة مني كذا رسل ربي يقبضون في الحر روحي فعندها ينقطع من الدنيا أثري و أغلق باب توبتي و رفعت كتبي و طويت صحيفتي و عفا ذكري و رفع عملي و أدخلت في هول آخرتي و صرت جسدا بين أهلي يصرخون و يبكون حولي قد استوحشوا مني و أحبوا فرقتي و عجلوا إلي كفني و حملوني إلى حفرتي فألقيت فيها لجنبي و سويت الأرض علي من فوقي و سلموا علي و ودعوني و أقمت في منتها من كان

 مهج‏الدعوات ص : 315قبلي من جيران لا يؤانسوني و لا أزورهم و لا يزوروني و في عسكر الموت خلفوني فيه مضجعي و منامي وحش قفر مكاني قد ذهب الأهلون عني و أيقنوا بالتفرقة مني لا يرجوني آخر الدهر ليس أحد منهم يؤنسني في وحشتي و لا يحمل ذنبا من ذنوبي و كل قد ذهل عني و تركوني وحيدا في قبري أنا صاحب نفسي لا يراني أحد من الناس ما يفعل بي فإن تك ربي راضيا عني فطوبى ثم طوبى لي و إن تكن الأخرى فيا حسرتى و يا ندامتا على ما فرطت في جنب ربي و كيف أذكر هذا الأمر ثم لا تدمع له عيني و لا يفزع لذكره قلبي و لا ترعد له فرائصي و لا أحمل على ثقله نفسي و لا أقصر على هواي و شهواتي مغرور في دار غرور قد خفت أن لا يكون هذا الصدق مني فأشكو إليك يا رب قسوة قلبي و تقصيري و إبطائي و قلة شكر ربي رب جعلت لي جوارح لاستيهام النعم منك يحق لي لك الشكر على جوارحي و أعضائي و أوصالي بالذي يحق لك عليها من العبادة بخشوع نفسي و بصري و جميع أركاني فيهن عصيتك ربي و لم يكن ذلك جزاءك و لا شكرك مني و قد خفت أن أكون قد أوبقت نفسي و استهلكتها بجرمي فاستوجبت العقوبة منك ليس دونك أحد يأويني و لا يطيق ملجئي و لا من عقوبتك ينجيني و لا يغفر ذنبا من ذنوبي و كل قد شغل بنفسه عني بارزتك بسوأتي و باشرت الخطايا و أنت تراني في سري منها و علانيتي و أظهرت لك ما أخفيت من الناس فاستترت من ذنوبي و لا يروني فيعيبوني استحياء منهم و لم أستحيك إلهي قد أنست إلى نفسي و قذفتني في المهالك شهواتي و تعاطت ما تعاطت و طاوعتها فيما مضى من عمري و لا أجدها تطيعني أدعوها إلى رشدها فتأبى أن تطيعني و أشكو إليك رب ما أشكو لتصرخني و تستنقذني ثم تسأل حاجتك

و من ذلك دعاء المأسور بأرض الروم

قيل أسر رجل بأرض الروم فقام في آخر الليل فصلى ركعتين ثم دعا بهذا الدعاء فبعث الله عز و جل له ملكا حتى صيره في خبائه مع رفقائه مهج‏الدعوات ص : 316فسألوه عن حاله فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء و هو أين إله الداهرين أين إله بني إسرائيل أين مغرق فرعون و جنوده أين مهلك الجبابرة أين الذي من ابتغاه وجده أين الذي من دعاه أجابه أين الذي لا يسلم أولياءه أين الذي كان و لم يكن شي‏ء قبله أين الذي يبقى و يفنى كل شي‏ء بأمره أين الذي أرسى الجبال بقدرته أين الذي زجر البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم أين مفرج الغموم و الهموم أين خالق الخلائق أين عظيم العظماء أنت هو يا رب أنت هو يا رب أنت هو يا رب صل على محمد و آل محمد و أعط محمدا الوسيلة و استجب دعائي بلا إله إلا أنت افككني من كل بلاء و ارحمني يا أرحم الراحمين يا كهيعص آمين آمين يا قدوس يا قدوس يا أول الأولين يا آخر الآخرين يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحمان يا رحمان يا رحيم يا رحيم يا رحيم افعل بي كذا و كذا

و من ذلك ما نذكره في تعيين الاسم الأعظم أو غيره

 فمن الروايات فيه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى معاوية بن عمار عن الصادق ع أنه قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسم الله الأكبر أو قال الأعظم

 و من الروايات فيه بإسنادنا من الكتاب المشار إليه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب

 و من الروايات فيه بإسنادنا من الكتاب المشار إليه عن عمر بن توبة عن أبي عبد الله ع أنه قال لبعض أصحابه أ لا أعلمك اسم الله الأكبر الأعظم قال بلى قال اقرأ الحمد و قل هو الله أحد و آية الكرسي و إنا أنزلناه ثم استقبل القبلة فادع بما أحببت

 و من الروايات في اسم الله الأعظم مما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار إلى سليمان بن جعفر الحميري عن الرضا ع قال من قال بعد صلاة الفجر بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة كان أقرب إلى اسم الله مهج‏الدعوات ص : 317الأعظم من سواد العين إلى بياضها و أنه دخل فيها اسم الله الأعظم

 و من الروايات في اسم الله الأعظم بإسنادنا أيضا إلى عبد الحميد عن أبي الحسن الرضا ع قال اسم الله الأكبر يا حي يا قيوم و من الروايات في اسم الله الأعظم

 بإسنادنا أيضا إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا محمد ع يقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها

 و من الروايات في كيفية اسم الله الأعظم ما رويناه في كتاب البهي لدعوات النبي تصنيف الحافظ أبي محمد الحزمي عن عبد السلام بن محمد بن الحسن بن علي الخوارزمي الأندرسفان في عدة روايات

 فمنها ما رواه أنس قال مر رسول الله ص بأبي عباس ]عماش[ زيد بن الصامت أخي بني زريق و قد جلس و قال اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا منان يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام فقال رسول الله ص لنفر من أصحابه هل تدرون ما دعا به الرجل قالوا الله و رسوله أعلم قال لقد دعا الله عز و جل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى

 و منها برواية أسماء بنت زيد قالت قال رسول الله ص اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إلى بِغَيْرِ حِسابٍ

 و برواية ابن عباس قال قال رسول الله ص اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر الحشر

 و منها برواية أبي أمامة قال رسول الله ص اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث في البقرة و آل عمران و طه قال أبو أمامة في البقرة آية الكرسي و في آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و في طه وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ

 و منها في حديث طويل قال سمع رسول الله ص رجلا يقول عشاء اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن مهج‏الدعوات ص : 318له كفوا أحد و في رواية ذكرناها في الجزء الرابع من التحصيل في ترجمة المبارك بن عبد الرحمن اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد فقال النبي ص و الذي نفسي بيده لقد سئل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى و إذا دعي به أجاب

 و منها برواية عائشة أنها قالت يا رسول الله علمني اسم الله الأعظم فقال ص توضأ فتوضأت ثم قال ادعي حتى أسمع ففعلت فقال اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها و ما لم أعلم و أسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر فقال ص أصبته و الذي بعثني بالحق

 و منها برواية أنس قال قال النبي ص إن يوشع بن نون دعا بهذا الدعاء فحبست له الشمس بإذن الله عز و جل اللهم إني أسألك باسمك الطهر الطاهر المطهر المقدس المبارك المكنون المخزون المكتوب على سرادق الحمد و سرادق المجد و سرادق القدرة و سرادق السلطان و سرادق السرائر أدعوك يا رب بأن لك الحمد لا إله إلا أنت النور البار الرحمن الرحيم الصادق عالم الغيب و الشهادة بديع السماوات و الأرض و نورهن و قيامهن ذو الجلال و الإكرام حنان نور دائم قدوس حي لا يموت

 و برواية حمزة بن عبد المطلب قال قال رسول الله ص اللهم إني أسألك باسمك العظيم و برضوانك الأكبر

 و برواية عائشة قال ص اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت و إذا استفرجت به فرجت

 و منها برواية ابن مسعود قال ص اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و باسمك الأعظم و جدك الأعلى و كلماتك التامات

 مهج‏الدعوات ص : 319 و منها برواية ابن عباس قال ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسم من أسماء الله الأكبر و ما بينه و بين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين و بياضها من القرب

 و منها عن رجل قال كنت أدعو الله تعالى أن يعلمني اسمه الأعظم قال فنمت فرأيت في المنام مكتوبا في السماء بالكواكب يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام

 و منها برواية علي بن الحسين زين العابدين ع قال سألت الله عز و جل في عقيب كل صلاة سنة أن يعلمني اسمه الأعظم قال فو الله إني لجالس قد صليت ركعتي الفجر إذ ملكتني عيناي فإذا رجل جالس بين يدي فقال قد استجيب لك فقل اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ثم قال أ فهمت أم أعيد إليك فقلت أعد علي ففعل قال علي ع فما دعوت بشي‏ء قط إلا رأيته و أرجو أن يكون لي عنده ذخرا

 و منها بإسناده إلى صالح المري قال قال لي قائل في منامي أ لا أعلمك اسم الله الأكبر الذي إذا دعي به أجاب قلت بلى قال إذا دعوت فقل اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطاهر المطهر المقدس قال صالح ما دعوت الله به في بر أو بحر إلا استجاب الله لي و منها قال غالب القطان مكثت فكنت أدعو الله عشرين سنة أن يعلمني اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى فبينا أنا ذات ليلة أصلي إذ سمعت قائلا يقول يا غالب أنصت لما سمعت ثم غلبتني عيناي و أنا قائم إذا سمعت قائلا يقول يا فارج الغم و يا كاشف الهم و يا موفي العهد و يا حي و يا لا إله إلا أنت فما سألت الله بعدها بها شيئا إلا أعطاني

 و منها بإسناده إلى يحيى بن مسلم بلغه أن ملك الموت استأذن ربه تعالى أن يسلم على يعقوب ع فأذن له فأتاه فسلم عليه فقال له بالذي خلقك هل قبضت الروح يوسف قال لا أ لا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا إلا أعطاك مهج‏الدعوات ص : 320قال بلى قال قل يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا و لا يحصيه غيره قال فما طلع الفجر حتى أتي بقميص يوسف ع

 و رويت من تذئيل محمد بن البخاري في ترجمة أحمد بن محمد بن علي الحربي بإسناده عن أسماء بنت زيد قالت قال رسول الله ص اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ

و من الروايات في اسم الله الأعظم

 ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى أبي الجارود عن زيد بن علي ع قال إن أم سلمة سألت رسول الله ص عن اسم الله الأعظم فأعرض عنها و سكت ثم دخل عليها و هي ساجدة يقول اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها و ما لم أعلم و أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت فإن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام فقال لها سألت يا أم سلمة باسم الله الأعظم

و من الروايات في اسم الله الأعظم ما ذكرته في إغاثة الداعي و نحن نذكره هاهنا حيث قد ذكرنا كثيرا مما قيل في الاسم الأعظم فنقول وجدت في كتاب عتيق ما هذا لفظه الدعاء الذي فيه الاسم الأعظم

 عن علي بن عيسى العلوي قال سمعت أحمد بن عيسى العلوي يقول حدثني أبي عيسى بن زيد عن أبيه زيد عن جده علي بن الحسين ص قال دعوت الله تعالى عشرين سنة أن يعلمني اسمه الأعظم فبينا أنا ذات ليلة قائم أصلي فرقدت عيناي إذا أنا برسول الله ص قد أقبل علي ثم دنا مني و قبل ما بين عيني ثم قال لي أي شي‏ء سألت الله تعالى قال قلت يا جداه سألت الله تعالى أن يعلمني اسمه الأعظم فقال يا بني اكتب قلت و على أي مهج‏الدعوات ص : 321شي‏ء أكتب قال اكتب بإصبعك على راحتك و هو يا الله يا الله يا الله وحدك وحدك لا شريك لك أنت المنان بديع السماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام و ذو الأسماء العظام و ذو العز الذي لا يرام و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد و آله أجمعين ثم ادع بما شئت قال علي بن الحسين فو الذي بعث محمدا ص بالحق نبيا لقد جربته فكان كما قال ص قال زيد بن علي فجربته فكان كما وصف أبي علي بن الحسين قال عيسى بن زيد فجربته فكان كما وصف زيد أبي قال أحمد فجربته فكان كما ذكروا رضي الله عنهم أجمعين

أقول أنا الذي رويناه و عرفناه أن علي بن الحسين ع كان عالما بالاسم الأعظم هو و جده رسول الله ص و الأئمة من العترة الطاهرين و لكنا ذكرنا كما وجدناه و من الروايات في الاسم الأعظم ما رويناه أيضا بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار رحمه الله و بإسنادنا إلى ابن أبي قرة من كتابه كتاب المتهجد و ذكر أن الذي كان يدعو به تحت الميزاب و هو مولانا موسى بن جعفر ع

 و هذا أيضا رواية محمد بن الحسن الصفار رحمه الله بإسنادهما إلى سكين بن عمار قال كنت نائما بمكة فأتاني آت في منامي فقال لي قم فإن تحت الميزاب رجلا يدعو الله باسمه الأعظم ففزعت فنمت فناداني ثانية بمثل ذلك ففزعت ثم نمت فلما كان في الثالثة قال قم فإن هذا فلان بن فلان يسميه باسمه و اسم أبيه و هو العبد الصالح تحت الميزاب يدعو الله باسمه الأعظم فقال قمت و اغتسلت ثم دخلت الحجر فإذا رجل قد ألقى ثوبه على رأسه و هو ساجد فجلست خلفه فسمعته يقول يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم يا حي لا يموت يا حي لا يموت يا حي لا يموت يا حي حين لا حي يا حي حين لا حي يا حي مهج‏الدعوات ص : 322حين لا حي يا حي لا إله إلا أنت يا حي لا إله إلا أنت يا حي لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت أسألك يا لا إله إلا أنت ثلاثا و أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم العزيز المتين ثلاثا قال سكين فلم يزل يردد هذه الكلمات حتى حفظتها ثم رفع رأسه فالتفت كذا و كذا فإذا الفجر قد طلع قال فجاء إلى ظهر الكعبة و هو المستجار فصلى الفريضة ثم خرج

 يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس مؤلف هذا الكتاب إن الأخبار كثيرة من طرق أصحابنا و غيرهم مختلفة في اسم الله الأعظم فاقتصرنا على هذه الروايات لما رأيناه من الصواب و ها أنا ذاكر حديثا أيضا في اسم الله الأعظم وجدته غريبا و هذا لفظه

أقول و في رواية عن عطاء ذكر أنه جربه أن اسم الله الأعظم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحمان يا رحمان يا نور يا نور يا ذا الطول يا ذا الجلال و الإكرام دعا فيه الاسم الأعظم عن الربيع بن أنس و هي على التسعة و عشرين حرفا التي ينطق بها العالم تقول بعد أن تصلي مهما أحببت مائتي مرة آمنت بالله الأحد الصمد و مائتي مرة أعبد الله لا أشرك به شيئا و مائتي مرة لا حول و لا قوة إلا بالله ثم تدعو بهذا الدعاء يا متعالي يا مهيمن يا حي يا قيوم يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام أسألك بحق اسمك الأعظم الأكبر الأجل الأعز الأكرم العدل النور و هو اسمك ثم تدعو و تذكر الاسم لا إله إلا الله ما أعظم الله لا إله إلا الله محمد رسول الله اهدني الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا إله إلا هو رب العرش العظيم ثم تدعو على أثر ذلك بهذه التسعة و عشرين اسما تقرأه و أنت منتصب فتقول اللهم إني أسألك أنك حي قيوم رحمان ديان عظيم واحد سبحان ربي و رب العزة مهج‏الدعوات ص : 323عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين اللهم و أنت مجيد مؤمن مهيمن ملك مالك مليك متكبر صدر صمد مولى ملي معط مانع معز متعزز متعال محسن مجمل منعم متفضل مسبح ماجد مجيد متحنن محي مميت مبدئ معيد مقتدر مبين متين أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت حي حميد حكيم حليم حكم حق حفيظ حافظ حسيب حبيب أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت ديان دائم ديموم دافع فادفع عني شر ما أحذر من دنياي و آخرتي أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت سميع سامع سيد سند فاسمع و لا تعرض عني و سلمني من الشر كله و أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت واسع وهاب وال ولي وفي واف وكيل واد ودود وارث اجعلني من ورثه جنة النعيم أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت رحمان رحيم رءوف رب رازق رقيب رافع رفيع فارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت هاد فاهدني بهدايتك من الظلمات إلى النور فإنه لا هادي إلا أنت أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت ذاكر ذو العرش ذو الطول ذو الآلاء و المعارج و المن القديم ذو الجلال و الإكرام ذو القوة المتين فقوني لعبادتك أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت نور ناصر نصير فتاح بالخيرات أعني على نفسي و انصرني على عدوك و عدوي من الجن و الإنس و انصرني على القوم الظالمين و على الشيطان الرجيم اللهم انصرني نصر مهج‏الدعوات ص : 324عزيز مقتدر أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار اللهم و أنت عالم عليم علام الغيوب عال علي عظيم عزيز عفو عطاف عدل فاعف عني ما سلف من خطاياي و ذنوبي و وفقني في ما بقي من عمري لطاعتك أسألك رضوانك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار

و من ذلك دعاء العافية

 رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال كنت جالسا عند أبي و عنده رجل قد سقطت إحدى يديه من فالج به و هو يطلب إلى أبي أن يدعو له دعوة و ذكر أن به حصاة لا يقدر على البول إلا بشدة فعلمه أبي هذا الدعاء فقال له الرجل امسح يديك المباركتين على يدي ففعل فقال له أبي قل هذا الدعاء حين تصلي صلاة الليل و أنت ساجد اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته و قلت حيلته و ضعف عمله من الخطيئة و البلاء دعاء مكروب إن لم تداركه هلك و إن لم تستنقذه فلا حيلة له فلا تحط بي يا سيدي و مولاي و إلهي مكرك و لا تثبت علي غضبك و لا تضطرني إلى اليأس من روحك و القنوط من رحمتك و طول الصبر على الأذى اللهم لا طاقة لي على بلائك و لا غناء بي عن رحمتك و روحك و هذا ابن نبيك و حبيبك صلواتك عليه به أتوجه إليك فإنك جعلته مفزعا للخائف و استودعته علم ما كان و ما هو كائن فاكشف ضري و خلصني من هذه البلية إلى ما عوذتني من عافيتك و رحمتك انقطع الرجاء إلا منك يا الله يا الله يا الله فانصرف الرجل ثم أتاه بعد أيام و ما به شي‏ء مما كان يجد و قال و أمرنا أبو عبد الله أن كتم ذلك و قال أخبرت أبي بعافية الرجل فقال يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس و شكاه إلى الله أن يعافيه من ذلك البلاء عند هذا الدعاء

و من ذلك وجدت في مجموع

أن ابن عقبه بن إسماعيل الحضرمي مهج‏الدعوات ص : 325عمي فرأى في منامه قائلا يقول له قل يا قريب يا مجيب يا سميع الدعاء يا لطيفا لما يشاء رد إلي بصري فقال ذلك فعاد إليه بصره رأيت بخط الرضا الآوي قدس الله روحه ما هذا لفظه

دعاء علمه النبي ص أعمى فرد الله إليه بصره تصلي ركعتين ثم تقول اللهم إني أسألك و أدعوك و أرغب إليك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك ليرد بك علي نور بصري فما قام الأعمى إلا رد الله عليه بصره

و رأيت في المجلد الأول من كتاب التجمل في ترجمة محمد بن جعفر بن عبد الله بن يحيى بن خاقان ما معناه أن إنسانا ضعف بصره فرأى في منامه من يقول له قل أعيذ نور بصري بنور الله الذي لا يطفأ و امسح بيديك على عينيك و تتبعها بآية الكرسي فقال فصح بصره و جرب ذلك فصح في التجربة

و من ذلك دعاء وجدناه بخط الرضي الموسوي رضي الله عنه

نذكره بلفظه و ننظر المراد منه

بسم الله الرحمن الرحيم وجدت في كتاب القاضي علي بن محمد الفروراري ]الفراوي[ أيده الله قال قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد بن عيسى العلوي و ذكر أنه لبعض الأئمة يقنت به كتبته بنيسابور من نسخة أبي الحسن أحمد بن محمد بن كسرى يسار بن قيراط البلخي و يعرف بدعاء الساراي بسم الله بسم الله ما شاء الله توجها بالدعاء إلى الله بسم الله ما شاء الله تقربا بالتضرع إلى الله بسم الله ما شاء الله توسلا بالتطلب إلى الله بسم الله ما شاء الله تعبدا لله بسم الله ما شاء الله تذللا لله بسم الله ما شاء الله تلطفا لله بسم الله ما شاء الله تخشعا لله بسم الله ما شاء الله استكانة لله بسم الله ما شاء الله استعانة بالله بسم الله ما شاء الله استغاثة بالله بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله بسم الله ما شاء الله كان بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله المستعان بالله بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الحليم الكريم بسم الله ما شاء الله العلي العظيم بسم الله ما شاء الله مهج‏الدعوات ص : 326لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما عليهن و ما تحتهن و هو رب العرش العظيم لا إله إلا هو رب العرش الكريم بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الأول قبل كل شي‏ء بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الآخر بعد كل شي‏ء بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله سبحان الله ربنا رب السماوات رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين يا الله يا لطيف يا الله الذي ليس كمثلك شي‏ء و أنت السميع البصير صل على محمد و على أئمة المؤمنين من آله كلهم و عجل فرجهم و ضاعف أنواع العذاب على أعدائهم و ثبت شيعتهم على طاعتك و طاعتهم و على دينك و منهاجهم و لا تنزع منهم سيدي شيئا من صالح ما أعطيتهم برحمتك يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب و الأبصار لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم و هب لهم من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب يا الله يا حي يا قيوم أسألك أن تجعل الصلوات كلها على من صليت عليهم و أن تجعل اللعنات كلها على من لعنتهم و أن تبدأ بالذين ظلما آل رسولك و غصبا حقوق أهل بيت نبيك و شرعا غير دينك اللهم فضاعف عليهما عذابك و غضبك و لعناتك و مخازيك بعدد ما في علمك بحسب استحقاقهما من عذابك و أضعاف أضعاف أضعافه بمبلغ قدرتك عاجلا غير آجل بجميع سلطانك ثم بسائر الظلمة من خلقك لأهل بيت نبيك بحق محمد و آله الطيبين الطاهرين الزاهدين ]الزاهرين[ صلواتك عليهم أجمعين بحسب ما أحاط به علمك في كل زمان و في كل أوان و لكل شأن و بكل لسان و على كل مكان و مع كل بيان و كذا كل إحسان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة يا ذا الفضل و الثناء و الطول لك الحمد لا إله

 مهج‏الدعوات ص : 327إلا أنت سبحانك يا الله و بحمدك ترحمت على خلقك فهديتهم إلى دعائك فقولك الحق في كتابك وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فلبيك لبيك لبيك ربنا و سعديك و الخير في يديك و المهدي من هديت عبيدك داعيك منتصب بين يديك و رقك و راجيك منتهي عن معاصيك و سائلك من فضلك يصلي لك وحدك لا شريك لك بك و لك و منك و إليك لا ملجأ و لا ملتجأ منك إلا إليك تباركت و تعاليت سبحانك ربنا و حنانيك سبحانك و تعاليت سبحانك ربنا و رب البيت الحرام سبحانك ربنا و الرغبة إليك سبحانك ربنا و رب الورى ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و إليك الرجعى و إليك الممات و المحيا و لك الآخرة و الأولى و لك القدرة و الحجة و الأمر و النهي و أنت الغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى فآمنا بك يا سيدي و سألناك و اهتدينا لك بمن هديتنا بهم من بريتك المختار من المتقين محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين الزاهدين المرضيين صلواتك عليهم أجمعين اللهم فصل عليهم بجميع صلواتك و عجل فرجهم بعز جلالك و أدخلنا بهم فيمن هديت و عافنا بهم فيمن عافيت و تولنا بهم فيمن توليت و ارزقنا بهم فيمن رزقت و بارك لنا بهم فيما أعطيت و قنا بهم جميع شرور ما قدرت و قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك و تذل و لا يذل من واليت و تجير و لا يجار عليك و المسير و المعاد إليك آمنا بك يا سيدي و توكلنا عليك و سمعنا لك يا سيدي و فوضنا أمرنا إليك اللهم فإنا نعوذ بك من أن نذل و نخزى و نعوذ بك من درك الشقاء و من شماتة الأعداء و من سوء القضاء و من تتابع الفناء و البلاء و من الوباء و من جهد مهج‏الدعوات ص : 328البلاء

و من حرمان الدعاء و من سوء المنظر في أنفس أهل بيت نبيك محمد صلواتك عليهم و في أديانهم و في جميع ما تفضلت و تتفضل به عليهم ما عاشوا و عند وفاتهم و بعد وفاتهم و نعوذ بك يا سيدي من الخزي في الدنيا و من مرد إلى النار فهذا مقام العائذ بك من النار أعوذ بك يا سيدي من النار هذا مقام الهارب إليك من النار أهرب إليك إلهي من النار هذا مقام المستجير بك من النار أستجير بك يا سيدي و إلهي من النار هذا مقام التائب الراغب إليك في فكاك رقبته من النار إلهي فك رقبتي من النار هذا مقام التائب إليك الضارع إليك الطالب إليك في عتق رقبته من النار هذا مقام من باء بخطيئته و تاب و أناب إلى ربه و توجه بوجهه إلى الذي فطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة على ملة إبراهيم و منهاجه و على دين محمد و شريعته و على ولاية علي و إمامته و على نهج الأوصياء و الأولياء المختارين من ذريتهما المخصوصين بالإمامة و الطهارة و الوصاية و الحكمة و التسمية بالسبطين الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين و بعلي بن الحسين سيد العابدين و بمحمد بن علي باقر علم الأولين و بجعفر بن محمد الصادق عن رب العالمين و بموسى بن جعفر العبد الصالح الأمين و بعلي بن موسى الرضا من المرضيين و بمحمد بن علي التقي من المتقين و بعلي بن محمد الطاهر من المطهرين و بالحسن بن علي الهادي من المهديين و بالحسن المبارك من المباركين و على سننهم و سبلهم و حدودهم و نحوهم و أمهم و أمرهم مهج‏الدعوات ص : 329و تقواهم و سنتهم و سيرتهم و قليلهم و كثيرهم حيا و ميتا و شكر الدنيا على ذلك دائما دائما فيا الله يا نور كل نور يا صادق النور يا من صفته النور يا مدهر الدهور يا مدبر الأمور يا مجري البحور يا باعث من في القبور يا مجري الفلك لنوح يا ملين الحديد لداود يا مؤتي سليمان ملكا عظيما يا كاشف الضر عن أيوب يا جاعل النار بردا و سلاما على إبراهيم يا فادي ابنه بالذبح العظيم يا مفرج هم يعقوب يا منفس غم يوسف يا مكلم موسى تكليما يا مؤيد عيسى بالروح تأييدا يا فاتح لمحمد فتحا مبينا و يا ناصره نصرا عزيزا يا جاعلا للخلق لسان صدق عليا يا مذهبا عن أهل بيت محمد الرجس و مطهرهم تطهيرا أسألك أن تجعل فواضل صلواتك و بركاتك و زاكياتك و مغفرتك و نواميك و رضوانك و رأفتك و رحمتك و محبتك و تحيتك و صلواتك على جميع أهل طاعتك من خلقك على محمد و عليهم و على جميع أجسادهم و أرواحهم و على كل من أحببت الصلاة عليه من جميع خلقك بعدد ما في علمك و آمنت يا الله بك و بهم و بجميع من أمرت بالإيمان به من جميع خلقك و آمنت بك يا الله و بجميع أسرار آل محمد و علانيتهم و ظاهرهم و باطنهم و معروفهم حيا و ميتا و أشهد أنهم في علم الله و طاعته كمحمد صلوات الله عليه و عليهم أجمعين بعدد ما في علم الله في كل زمان و في كل حين و أوان و في كل شأن و بكل لسان و على كل مكان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة بك و بجميع رحمتك يا أرحم الراحمين يا الله يا متعالي المكان يا رفيع البنيان يا عظيم الشأن يا عزيز ]عظيم[ السلطان يا ذا النور و البرهان يا ذا القدرة و البيان يا هادي الإيمان يا مخوف الأحكام يا مخشي الانتقام

 مهج‏الدعوات ص : 330يا ذا الملك و المعارج يا ذا العدل و الرغائب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد عليه و عليهم السلام المتقين الزاهدين ]الزاهرين[ بجميع صلواتك و أن تعجل فرجهم بعز جلالك و أن تجعل أنواع العذاب و اللعائن بعدد ما في علمك على مبغضيهم و معاديهم و عائبيهم و مناويهم و التاركين أمرهم و الرادين عليهم و الجاحدين و الصادين عنهم و الباغين سواهم و الغاصبين حقوقهم و الجاحدين فضلهم و الناكثين عهدهم و المتلاشين ذكرهم و المتشاكلين برسمهم و الواطئين لسمتهم و الناشئين خلافهم و النابذين ولايتهم و الناصبين عداوتهم و المانعين لهم و الناكثين لأتباعهم اللهم فأبح حريمهم و ألق الرعب في قلوبهم و خالف بين كلمتهم و أنزل عليهم رجزك و عذابك و غضائبك و لعائنك و مخاديك و دمارك و دبارك و سفالك و نكالك و سخطك و سطواتك و بأسك و بوارك و نكلاتك و وبالك و بلاءك و هلاكك و هوانك و شقاءك و شدائدك و نوازلك و نقماتك و معارك و مضارك و خزيك و خذلانك و مكرك و متالفك و قوامعك و أوراطك و أوتارك و عقابك بمبلغ ما أحاط به علمك و بعدد أضعاف أضعاف أضعاف استحقاقهم من عدلك من كل زمان و في كل أوان و بكل شأن و بكل مكان و بكل لسان و مع كل بيان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة بك و بجميع قدرتك يا أقدر القادرين يا رب الأرباب يا معتق الرقاب يا كريم يا وهاب يا رحيم يا تواب أنت تدعوني حتى أكلة و أنا عبدك و قد عظمت ذنوبي عندك و خفت أن لا أستحق إجابتك و عفوك و رحمتك أجل و أعظم من ذنوبي حتى لا أقنط من رحمتك و لا أيأس من حسن إجابتك فلتسعني رحمتك برحمتك و لينلني حسن إجابتك برأفتك و لتكرمني بسابغ عطائك مهج‏الدعوات ص : 331و سعة فضلك و الرضا بأقدارك بغير فقر و فاقة و تبلغني سؤلي و نجاح طلبتي و عن حسن إجابتك إلحاحي و عن جملة اعترافي و استغفاري أستغفرك إلهي و سيدي من جميع ما كرهته مني بجميع الاستغفارات لك و تبت من جميع ما كرهته مني بأفضل التوبات لديك مصليا على محمد و أهل بيته الطيبين الزاهدين بجميع صلواتك و لاعنا أعداءك و أعداءهم قبل كل شي‏ء و مع كل شي‏ء و عند كل شي‏ء و في كل شي‏ء و لكل شي‏ء و بعد كل شي‏ء على أفضل محبتك و مرضاتك حيا و ميتا حتى ترضى عني و تمحوني من الأشقياء المحرومين إجابتك و تكتبني من السعداء المستحقين إجابتك فإنك سيدي تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول و والينا الولي و تأممنا الأئمة فاكتبنا مع الشاهدين و أدخلنا بهم في عبادك الصالحين و انصرنا بهم على القوم الكافرين و بجميع رحمتك يا أرحم الراحمين ثم قل سبعين مرة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لجميع ذنوبي و أسأله أن يتوب علينا برحمته ثم اركع و كن مع الساجدين و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين

 أقول و هذا آخر لفظ الدعاء المذكور و فيه ما يحتاج إلى استدراك و تحقيق الأمور

و من ذلك ما نقل من مجموع عتيق

 قال كتب وليد بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الله المري عامله على المدينة أبرز الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع و كان محبوسا في حبسه و اضربه في مسجد رسول الله ص خمسمائة سوط فأخرجه صالح إلى المسجد و اجتمع الناس و صعد صالح المنبر يقرأ عليهم الكتاب ثم ينزل فيأمر بضرب الحسن فبينما هو يقرأ الكتاب إذ دخل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فأفرج الناس عنه حتى انتهى إلى الحسن بن الحسن فقال له يا ابن عم ادع الله بدعاء الكرب يفرج عنك فقال مهج‏الدعوات ص : 332ما هو يا ابن العم فقال قل لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين قال و انصرف علي بن الحسين ع و أقبل الحسن يكررها فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب و نزل قال أرى سجية رجل مظلوم أخروا مرة و أنا أراجع أمير المؤمنين فيه و كتب صالح إلى الوليد في ذلك فكتب إليه أطلقه

 و رأيت من كتاب الدعاء لمحمد بن يعقوب الكليني بإسناده قال إذا حزنك أمر فقل في آخر سجودك يا جبرائيل يا محمد يا جبرائيل يا محمد تكرر ذلك اكفياني مما أنا فيه فإنكما كافيان و احفظاني بإذن الله فإنكما حافظان

و من ذلك ما يدعى به زمن الغيبة

أقول قد ذكرنا في تعقيب العصر من يوم الجمعة فصلين من الدعاء مروية في زمن الغيبة

 و نروي بإسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده و ذكر فيه غيبة المهدي ص قلت كيف تصنع شيعتك قال عليكم بالدعاء و انتظار الفرج فإنه سيبدو لكم علم فإذا بدا لكم فاحمدوا الله و تمسكوا بما بدا لكم قلت فما ندعو به قال تقول اللهم أنت عرفتني نفسك و عرفتني رسولك و عرفتني ملائكتك و عرفتني نبيك و عرفتني ولاة أمرك اللهم لا آخذ إلا ما أعطيت و لا واقى إلا ما وقيت اللهم لا تغيبني عن منازل أوليائك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم اهدني لولاية من افترضت طاعته

و من ذلك ما رواه محمد بن بابويه رحمه الله

 بإسناده في كتاب الغيبة عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع سيصيبكم شبهه فتبقون بلا علم يرى و لا إمام هدى و لا ينجو فيها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت كيف دعاء الغريق قال تقول يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك فقال إن الله عز و جل مقلب مهج‏الدعوات ص : 333القلوب و الأبصار و لكن قل كما أقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

 أقول لعل معنى قوله الأبصار لأن تقلب القلوب و الأبصار يكون يوم القيامة من شدة أهواله و في الغيبة إنما يخاف من تقلب القلوب دون الأبصار

فصل

و رأيت أنا في المنام من يعلمني دعاء يصلح لأيام الغيبة و هذه ألفاظه يا من فضل إبراهيم و آل إسرائيل على العالمين باختياره و أظهر في ملكوت السماوات و الأرض عزة اقتداره و أودع محمدا صلى الله عليه و آله و أهل بيته غرائب أسراره صل على محمد و آله و اجعلني من أعوان حجتك على عبادك و أنصاره

و من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني

 ما هذا لفظه أحمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال رأيت أبي ع في المنام فقال يا بني إذا كنت في شدة فأكثر أن تقول يا رءوف يا رحيم و الذي تراه في المنام كما تراه في اليقظة

 و حدثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جل جلاله له بإنجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من وراء حائط و لم ير وجهه و يقول يا صاحب القدر و الأقدار و الهمم و المهام عجل فرج عبدك و وليك و الحجة القائم بأمرك في خلقك و اجعل لنا في ذلك الخيرة

فصل

 وجدت في كتاب مجموع بخط قديم ذكر ناسخه و هو مصنفه أن اسمه محمد بن محمد بن عبد الله بن فاطر من رواه عن شيوخه فقال ما هذا لفظه حدثنا محمد بن علي بن رقاق القمي قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي عن أبيه قال حدثنا جعفر بن عبد الله الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي يحيى المدني عن أبي عبد الله ع أنه قال من حقنا على أوليائنا و أشياعنا مهج‏الدعوات ص : 334أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدعاء و هو اللهم إني أسألك بحقك العظيم العظيم أن تصلي على محمد و آل محمد الطاهرين و أن تصلي عليهم صلاة تامة دائمة و أن تدخل على محمد و آل محمد و محبيهم و أوليائهم حيث كانوا و أين كانوا في سهل أو جبل أو بر أو بحر من بركة دعائي ما تقر به عيونهم احفظ يا مولاي الغائبين منهم و ارددهم إلى أهاليهم سالمين و نفس عن المهمومين و فرج عن المكروبين و اكس العارين و أشبع الجائعين و أرو الظامئين و اقض دين الغارمين و زوج العازبين و اشف مرضى المسلمين و أدخل على الأموات ما تقر به عيونهم و انصر المظلومين من أولياء آل محمد عليهم السلام و أطفئ نائرة المخالفين اللهم و ضاعف لعنتك و بأسك و نكالك و عذابك على اللذين كفرا نعمتك و خونا رسولك و اتهما نبيك و بايناه و حلا عقده في وصيه و نبذا عهده في خليفته من بعده و ادعيا مقامه و غيرا أحكامه و بدلا سنته و قلبا دينه و صغرا قدر حججك و بدا بظلمهم و طرقا طريق الغدر عليهم و الخلاف عن أمرهم و القتل لهم و إرهاج الحروب عليهم و منع خليفتك من سد الثلم و تقويم العوج و تثقيف الأود و إمضاء الأحكام و إظهار دين الإسلام و إقامة حدود القرآن اللهم العنهما و ابنتيهما و كل من مال ميلهم و حذا حذوهم و سلك طريقتهم و تصدر ببدعتهم لعنا لا يخطر على بال و يستعيذ منه أهل النار العن اللهم من دان بقولهم و اتبع أمرهم و دعا إلى ولايتهم و شك في كفرهم من الأولين و الآخرين ثم ادع بما شئت

و منها دعاء العهد

 قال حدثنا محمد بن علي بن رقاق القمي أبو جعفر قال حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي عن أبيه عن عبد الله بن جعفر مهج‏الدعوات ص : 335عن العباس بن معروف عن عبد السلام بن سالم قال حدثنا محمد بن سنان بن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال أبو جعفر ع من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره كتب في رق و رفع في ديوان القائم ع فإذا قام قائمنا ناداه باسمه و اسم أبيه ثم يدفع إليه هذا الكتاب و يقال له خذ هذا الكتاب العهد الذي عاهدتنا في الدنيا و ذلك قوله عز و جل إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً و ادع به و أنت طاهر تقول اللهم يا إله الآلهة يا واحد يا أحد يا آخر الآخرين يا قاهر القاهرين يا علي يا عظيم أنت العلي الأعلى علوت فوق كل علو هذا يا سيدي عهدي و أنت منجز وعدي فصل يا مولاي عهدي و أنجز وعدي آمنت بك أسألك بحجابك العربي و بحجابك العجمي و بحجابك العبراني و بحجابك السرياني و بحجابك الرومي و بحجابك الهندي و اثبت معرفتك بالعناية الأولى فإنك أنت الله لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و أتقرب إليك برسولك المنذر ص و بعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه الهادي و بالحسن السيد و بالحسين الشهيد سبطي نبيك و بفاطمة البتول و بعلي بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات و محمد بن علي الباقر عن علمك و بجعفر بن محمد الصادق الذي صدق بميثاقك و بميعادك و موسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك و بعلي بن موسى الرضا الراضي بحكمك و بمحمد بن علي الحبر الفاضل المرتضى في المؤمنين و بعلي بن محمد الأمين المؤتمن هادي المسترشدين و بالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانه الوصيين و أتقرب إليك بالإمام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا و ابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين يا من جل فعظم و أهل ذلك فعفي و رحم يا من قدر فلطف أشكو إليك ضعفي و ما قصر عنه أملي من توحيدك و كنه معرفتك و أتوجه إليك بالتسمية البيضاء و بالوحدانية الكبرى مهج‏الدعوات ص : 336التي قصر عنها من أدبر و تولى و آمنت بحجابك الأعظم و بكلماتك التامة العليا التي خلقت منها دار البلاء و أحللت من أحببت جنة المأوى و آمنت بالسابقين و الصديقين أصحاب اليمين من المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ألا توليني غيرهم و لا تفرق بيني و بينهم غدا إذا قدمت الرضا بفصل القضاء آمنت بسرهم و علانيتهم و خواتيم أعمالهم فإنك تختم عليها إذا شئت يا من أتحفني بالإقرار بالوحدانية و حباني بمعرفة الربوبية و خلصني من الشك و العمى رضيت بك ربا و بالأصفياء حججا و بالمحجوبين أنبياء و بالرسل أدلاء و بالمتقين أمراء و سامعا لك مطيعا هذا آخر العهد المذكور

من ألفاظ دعوات جرت في خاطري في الخلوات

اللهم إن هذا الذي يخاطبك مني هو العقل الذي لم يزل موافقا لكم في إقبالكم علي و إعراضكم عني فانظر إليه بعين إنه عبدكم المطيع لكم المشرف بكم فأجيبوا سؤاله و بلغوه آماله و لا تخيبوه و تجبهوه بالرد لأجلي

و من ألفاظ دعوات جرت على ]عن[ خاطري في بعض الخلوات

اللهم إني ما أعلم مصلحتي من مفسدتي و لا أقدم على شرح مسألتي فإني أتوسل بأقرب صفاتك إلى العفو و الغفران أن تطلب لي ما أحتاج إليه من أقرب صفاتك إلى الكرم و الإحسان

و من ألفاظ آخر من الخاطر

اللهم إنك أمرت الموسر أن لا يبخل على المعسر بالقوت الذي لا بد له منه و أنت قوتي و قوتي الذي لا غناء لي عنه و أنت أقدر الموسرين و أكرم من المأمورين فلا تمنع لي ما لا غناء لي عنه من القوت و تداركني قبل أن أموت و أفوت

و من ألفاظ من خاطري

اللهم إنك كرهت للمضيف أن يمنع ضيفه من القرى مع قدرته على الضيافة و إن لم يهلك الضيف بمنعه من الرحمة و الرأفة و المضيف ممن ينقصه مهج‏الدعوات ص : 337البذل و أنا قد جعلت نفسي ضيفك و ما لها غنى عن قراك و متى منعتها من طبق ضيافتك بت طاويا في حماك و وصلت إلى الهلاك فلا تمنعني من ضيافتك يا من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان

و من ألفاظ دعاء ورد على خاطري

اللهم إني وجدت من لسان حال مراحمك و مكارمك من يخبرني عني بأن يد إحساني صفر من اقتداري على وجودي و حياتي و عافيتي و أصول سعادتي في دنياي و آخرتي و إنك جل جلالك أوجدتني جودا و كرما و أحييتني متفضلا و منعما و عافيتني ابتداء في الإنشاء و عافيتني مما أستحقه من أنواع البلاء و الابتلاء بتقصيري في شكر ما وهبتني من النعماء و أنا بالنسبة إلى موصوف بالفناء و بالنسبة إلى جودك و نعمتك معروف بالبقاء فصن يا أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين مغارس معروفك من الذبول و كن حارس نجوم كرمك من الأفول و نزه كمال فضلك أن يهجم عليه سلطان عدلك و احفظ معاهد رحمتك و موائد نعمتك أن تشوشها يد عقوبتك و ارحم من جهل رذالة قدر نفسه و جلالة قدرك و أقدم مع ضعفه و ذله على مخالفة أمرك فهو و إن عصاك بالمقال و الفعال فيد فقره و كسره ممدودة إليك بلسان الحال تسترحم و تستعطف و تستوهب جناياها و تسأل إجرائها على جميل عاداتها يا من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان

دعاء ورد على خاطري

اللهم إن يد لسان حال التراب الذي شرفته بنور الألباب و توليت حفظه في الأصلاب و البطون على اختلاف الأعقاب و الأحقاب ممدودة إلى أفق ذلك الجود و فقرها وارد مع الوفود يستعيذ من الوعيد و يستنجز ما سبق من الرحمة و الكرم و الوعود في أن تأذن في مهج‏الدعوات ص : 338استخراج كل ما يحتاج مملوكك إليه لنفسه و لمن يعز عليه من خزائن إحاطة علمك و حمل تلك الحوائج على مطايا رحمتك و حلمك و تزويدها من ذخائر صيانة فضلك و أمان ظلك أن يلقاه أحد بالإياس منه و بالقنوط الذي صنته عنه و أن توردها على مناهل العفو و الكرم و منازل الحلم و النعم و تسميها مملوكك نجابة بالإنابة و تظفرها بتعجيل الإجابة و أن تكون ضيفانا و جيرانا و تستشهد علمك بفقرها إلى الضيافة و ضرورتها إلى الإجارة و الأمنة من المخافة و تلوذ بوصاياك و بقرى الضيوف و تعوذ بحمالك الذي بذلته للمستجير الملهوف يا أرحم الراحمين

دعاء آخر ورد على صاحبه عند ورود بعض المصائب قديما من كتب الدعاء

اللهم إنك أنشأت هذه الملة النبوية المحمدية بغير ذخيرة كانت من الأموال و الرجال و قطعت بها و لها عقبات الأهوال و الآمال ثم انتظم أمر هذه الدول الإسلامية بغير ذخيرة من العدد و لا كثيرة من العدد حتى مضى حكمها على من عند أو عبد و قد عرفتنا من قوتك و أريتنا من قدرتك أن سلطانك يثبت أساسه و يتم حفظه و انحراسه و بانفراد مرادك و بغير جهاد أحد من عبادك فأقمت لمن نصرت من أنبيائك على أعدائك من الماء اللطيف جسدا كثيفا و غرقا أليما و من الهواء الضعيف ريحا عقيما اللهم فأجرنا على ما عودتنا من نصرك و نصر الإسلام و المسلمين و دفع الباغين و المشركين و لا تشمت بنا الأعداء و لا تجعلنا مع القوم الظالمين و امددنا بما مددت به المتوكلين و المستغيثين من جنودك الغالبين برحمتك يا أرحم الراحمين

 مهج‏الدعوات ص : 339و من ذلك دعاء حدثني به صديقي و المواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي

ضاعف الله جل جلاله سعادته و شرف خاتمته و ذكر له حديثا عجيبا و سببا غريبا و هو أنه كان قد حدثت له حادثة فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيما بين كتبه فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الأصل الذي كان قد وجده رأيت هذا الدعاء في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل و فيه زيادة و نقصان أحضرها ابن الوزير الوراق و ذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري الأعرج بدرهم و نصف و يمكن أن يكون هذا الدعاء موجودا في الكتب و ما كان أخي الرضا الآوي يعرف موضعه فأنعم الله جل جلاله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه رضي الله عنه و يسمى دعاء العبرات و سيأتي ذكره

و هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الكربات أنت الذي تقشع سحاب المحن و قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الإحن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا إلهي فكم من عبد ناداك إني مغلوب فانتصر ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى ماء فرجه على أمر قد قدر و حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا رب إني مغلوب فانتصر يا رب إني مغلوب فانتصر يا رب إني مغلوب فانتصر فصل على محمد و آل محمد و افتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجر لي من عيونك ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر و احملني يا رب من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته يهيم و لم يجد صريخا يصرخه من ولي حميم وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا و وليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له المهم من أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و نقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار صل يا رب على محمد و آل محمد و انظر إلي يا رب نظرة من نظراتك رحيمة تجل بها عني ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفت منها مهج‏الدعوات ص : 340الضروع و تلفت منه الزروع و اشتمل بها على القلوب اليأس و جرت و سكنت بسبها الأنفاس

اللهم صل على محمد و آل محمد و أسألك حفظا حفظا لغرائس غرستها يد الرحمن و شربها من ماء الحيوان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و تجز إلهي من أولى منك أن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك أن يكون له عن حماك حارسا و مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه فإن القلوب كاعت فطمنها و النفوس ارتاعت فسكنها إلهي تدارك أقداما زلت و أفهاما في مهامة الحيرة ضلت أجحف الضر بالمضرور في داعية الويل و الثبور فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلاء و هو لك راج أم هل يجمل من عدلك أن يخوض لجة النقمات و هو إليك لاج مولاي لئن كنت لا أشق على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من الطوى عمش العيون من البكاء بل أتيتك يا رب بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطاء و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي التسويف منقادة أ ما يكفيك يا رب وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأوليائك موال و في محبتهم مغال أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما أو أغدو مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا رب بهذه حرمة لا تضيع و ذمة بأدناها يقتنع فلم تمنعني نصرك يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني بنار عدوك حريق أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا فها يمنعك يا رب أن تكف بأسهم و تنزع عنهم من حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة بها في أرضك مهج‏الدعوات ص : 341يفرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون اللهم صل على محمد و آل محمد و أدركني و لم يدركني الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من عبد خائف التجأ على سلطان فآب عنه محفوفا بأمن و أمان أ فأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا اللهم أين أين كفايتك التي هي نصرة المستغيثين من الأنام و أين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين مولاي ترى تحيري في أمري و تقلبي في ضري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فصل يا رب على محمد و آل محمد و جد لي يا رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا يسر لي يا رب نحو البشرى منهجا و اجعل يا رب من نصب لي حبالا ليصرعني بها صريعا فيما مكر و من حفر لي بئرا ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر و اصرف اللهم عني من شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عمن قاد نفسه لدين الديان و مناد ينادي للإيمان إلهي عبدك عبدك أجب دعوته و ضعيفك ضعيفك فرج غمه فقد انقطع كل حبل إلا حبلك و تقلص كل ظل إلا ظلك إلهي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي إن كذبتها أين تلاقي موقع الإخافة فلا ترد داعي بابك من لا يعرف غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جنانا و تسجد و تقول إلهي إن وجها إليك برغبته توجه خليق بأن تجيبه و إن جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد و إن خدا لديك بمسألته تعفر جدير بأن يفوز بمراده و يظفر و ها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفر خدي و ابتهالي و اجتهادي في مسألتك و جدي فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبولا و سهل إلي مهج‏الدعوات ص : 342طلباتي بعزتك وصولا و ذلل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلا إلهي لا ركن أشد منك فآوي إلى ركن شديد و قد آويت و عولت في قضاء حوائجي عليك و لا قول أسد من دعائك فأستظهر بقول سديد و قد دعوتك كما أمرت فاستجب لي بفضلك كما وعدت فهل بقي يا رب إلا أن تجيب و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه رب انصرني على القوم الظالمين و افتح لي و أنت خير الفاتحين و الطف بي يا رب و بجميع المؤمنين و المؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين

يقول سيدنا و مولانا الإمام العالم العامل الكامل الفقيه العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد المولى الأعظم و الصدر المعظم ركن الإسلام و المسلمين ملك العلماء و السادة في العالمين ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي أسعده الله في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين بمحمد و آله لما وجدت هذا الدعا بعد وفاة أخي الرضي القاضي الآوي قدس الله روحه و نور ضريحه و فيه زيادات حسان و نقصان عن الذي أحضره إلى الأخ علي المسمى ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي و هو عتيق كما كنا ذكرناه و ها أنا أذكر الدعاء كما وجدتم استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره

و هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الزفرات أنت الذي تقشع سحاب المحن و قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الفتن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و بنيانها هديما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا و المقهور قاهرا و المقدور عليه قادرا فكم يا إلهي من عبد ناداك رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملته من كفايتك مهج‏الدعوات ص : 343على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم و لم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم وجد من معونتك صريخا مغيثا وليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و نقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع و تلفت منها الزروع و أنهلت من أجلها الدموع و اشتمل لها على القلوب اليأس و جرت بسببها الأنفاس إلهي فحفظا حفظا لغرائز غرسها و شربها بيد الرحمن و نجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و تجز إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك بأن يكون عن حماك مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه و إن القلوب كاعت فطمنها و النفوس ارتاعت فسكنها إلهي إلهي تدارك أقداما زلت و أفكارا في مهامة الحيرة زلت أن رأت جبرك على كسيرها و إطلاقك لأسيرها و إجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور و لبى داعيه بالويل و الثبور فهل تدعه يا مولاي فريسة للبلاء و هو لك راج أم هل يخوض لجة الغماء و هو إليك لاج مولاي إن كنت لا أشك على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضاء و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من الطوى زبل الشفاه من الظماء عمش العيون من البكاء بل أتيتك بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطاء و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي الشر منقادة أ فما يكفيني يا رب وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأولياء دينك موال و في محبتهم مغال و لجلباب البلاء فيهم لابس و لكتاب تحمل العناء بهم دارس أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما مهج‏الدعوات ص : 344و أغدو مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا مولاي بهذه حرمة لا تضيع و ذمة بأدناها تقتنع فلم لا تمنعني يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني هكذا و أنا بنار عدوي حريق مولاي أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا فما يمنعك يا رب أن تكشف بأسهم و تنزع عنهم في حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني و لما أدركني الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه مخوفا بأمن و أمان أ فأقصد أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر ]أكبر[ من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا ما عذري إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك و أنت الذي لا يخيب آملك و لا يرد سائلك إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من الأنام و أين أين كفايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين مولاي ترى تحيري في أمري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فجد لي يا رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا و يسر لي نحو اليسر لي منهجا و اجعل من ينصب الحبالة لي ليصرعني بها صريعا فيما مكر و من يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر و اصرف عني شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عن القوم المتقين إلهي عبدك عبدك أجب دعوته و ضعيفك ضعيفك فرج غمته فقد انقطع به كل حبل إلا حبلك و تقلص عنه كل ظل إلا ظلك مولاي دعوتي

 مهج‏الدعوات ص : 345هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي هذه إن كذبتها أين تلاقي موضع الإصابة فلا تردد ]ترد[ عن بابك من لا يعرف غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جنابا إلهي إن وجها إليك برغبته توجه فالراغب خليق بأن لا تخيبه و إن جبينا لديك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد و إن خدا عندك لديك بمسألته تعفر جدير أن يفوز السائل بمراده و يظفر هذا إلهي تعفير خدي و ابتهالي في مسألتك و جدي فلق رغباتي برحمتك قبولا و سهل إلى طلباتي برأفتك وصولا و ذلل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلا إلهي و إذا قام ذو حاجة في حاجته شفيعا فوجدته ممتنع النجاح مطيعا فإني أستشفع إليك بكرامتك و الصفوة من أنامك الذين لهم أنشأت ما يقل و يظل و نزلت ما يدق و يجل أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجلالة و أحللته من الفطرة محل السلالة حجتك في خلقك و أمينك على عبادك محمد رسولك صلى الله عليه و آله و بمن جعلته لنوره مغربا ]مغرما[ و عن مكنون سره مغرما سيد الأوصياء و إمام الأتقياء يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين أبي الأئمة الراشدين علي أمير المؤمنين و أتقرب إليك بخيرة الأخيار و أم الأنوار و الإنسية الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء و بقرة عين الرسول و ثمرتي فؤاد البتول السيدين الإمامين أبي محمد الحسن و أبي عبد الله الحسين و بالسجاد زين العباد ذي الثفنات راهب العرب علي بن الحسين و بالإمام العالم و السيد الحاكم النجم الزاهر و القمر الباهر مولاي محمد بن علي الباقر و بالإمام الصادق مبين المشكلات مظهر الحقائق المفهم بحجته كل ناطق مخرس ألسنة أهل الجدال مسكن الشقاشق مولاي جعفر بن محمد الصادق و بالإمام التقي و المخلص الصفي و النور الأحمدي و النور الأنور و الضياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر و بالإمام مهج‏الدعوات ص : 346المرتضى و السيف المنتضى مولاي علي بن موسى الرضا و بالإمام الأمجد و الباب الأقصد و الطريق الأرشد و العالم المؤيد ينبوع الحكم و مصباح الظلم سيد العرب و العجم الهادي إلى الرشاد و الموفق بالتأييد و السداد مولانا محمد بن علي الجواد و بالإمام منحة الجبار و والد الأئمة الأطهار علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه و أنذر و بالإمام المنزه عن المآثم المطهر من المظالم الحبر العالم بدر الظلام و ربيع الأنام التقي النقي الطاهر الزكي مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري و أتقرب إليك بالحفيظ العليم الذي جعلته على خزائن الأرض و الأب الرحيم الذي ملكته أزمة البسط و القبض صاحب النقيبة الميمونة و قاصف الشجرة الملعونة مكلم الناس في المهد و الدال على منهاج الرشد الغائب عن الأبصار الحاضر في الأمصار الغائب عن العيون الحاضر في الأفكار بقية الأخيار الوارث لذي الفقار الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار العالم المطهر محمد بن الحسن عليهم أفضل التحيات و أعظم البركات و أتم الصلوات اللهم فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي و سائلي فصل عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها و لا يبلغ كثير الخلائق صغيرها و كن لي بهم عند أحسن ظني و حقق لي بمقاديرك تهيئة التمني إلهي لا ركن لي أشد منك فآوي إلى ركن شديد و لا قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد و لا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد فهل بقي يا رب غير أن تجيب و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه يا راحم عبرة يعقوب يا كاشف ضر أيوب اغفر لي و ارحمني و انصرني على القوم الكافرين و افتح لي و مهج‏الدعوات ص : 347أنت خير الفاتحين يا ذا القوة المتين يا أرحم الراحمين

 يقول سيدنا و مولانا رضي الدين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي بلغه الله تعالى في الدارين ما يتمناه و كبت أعداءه هذا آخر ما ما وقع في الخاطر أن أثبته من الأدعية في الحال الحاضر في كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و لو أردنا إثبات أضعافه و كلما عرفناه كنا خرجنا عما قصدناه فإن خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلدا في الدعوات و إنما ذكرناه ما يليق بهذا الكتاب و نرجو به فتح الباب بين العبد و بين رب الأرباب و ليكون كالذخيرة التي نرجع إليها نحن و ذريتنا و خاصتنا عند المهمات و من عساه أن يطلعه الله عز و جل عليه في الحيات و بعد المهمات يقول اللهم إننا قد دعونا فيه عبادك إلى الوفادة إليك و الحضور بين يديك و طلب حاجاتهم من جودك فاذكرني جل جلالك بما أنت أهله عند دعاء من يدعو بشي‏ء منه من عبيدك و وفودك و أوصل إلي ثمرة هذه الشجرة و أنا ساكن حيث أسكنتني من ديار مراحمك و مكارمك النضرة و وفق من ينظر في هذه الأسرار أن يخافك خوف الأبرار و أن يؤدي الأمانة فيما يقف عليه و أن يكون قصده العمل بما تهديه إليه و هذا الكتاب لم يكن له عندي مسودة على عوائد أمثاله بل كنت أعين الدعوات و ينقلها ناسخها بحسب حاله فإن كان في شي‏ء منها خلل كثير أو قليل فلعله لأجل السرعة و التعجيل و الحمد لله جل جلاله الهادي لعباده إلى مراده المبدئ لهم بإرقاده و إسعاده و صلاته على خير عباده محمد رسوله و آله الطاهرين من عترته و ثمرة فؤاده و حسبنا الله و نعم الوكيل و نعم الكفيل و المديل يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اعلم أن من شروط إجابة الدعوات أسبابا قد ذكرنا طرفا مهج‏الدعوات ص : 348منها في الجزء الأول من كتاب المهمات و نبهنا على ذلك بالمعقول و المنقول فلا تهون بالطلب لها و العناية بها كيلا تتأخر إجابة دعائك فيخيل به الشيطان لك إن الله قد أخلفك في وعودك و رجائك و نذكر هاهنا أن يكون قلب الداعي عند الدعوات موصوفا بالإقبال على الله جل جلاله في طلب الحاجات كما أنك تقدر أن تقبل على شهوة من الشهوات التي أكثرها ضرر في الحياة و بعد الممات و أن يكون امتداد يدك إلى الله جل جلاله أرجح من امتداد يدك إلى طعام أو شراب فإنك إذا مددتها إلى رب الأرباب و إلى ما عرض عليك من دوام نعيم دار الثواب فإنه أهم من كل ما تمدها إليه فاحضر عقلك و قلبك لمدها بقدر تعظيم من تعرض عليه و متى نقصت الله جل جلاله عن هذا الحال في التعظيم و الإجلال فبالله عليك كيف ترجو و أنت مستخف في الفعال و المقال أن تظفر بإجابته الابتهال فهل رأيت عاصيا يتقرب إلى سلطانه بعصيانه أو طالبا يتقرب إلى من يطلب منه بهوانه أقول و ها نحن نختم ما اخترناه في كتابنا هذا من الدعوات المدخورة و الأسرار المستورة بدعاء أورده الله عز و جل على خاطرنا و هو جل جلاله لمنشئ سرائرنا و المالك لبصائرنا

و هو اللهم إنك ابتدأت بالإحسان قبل منطق اللسان و فتحت أبواب الآمال و تفضلت بالنوال قبل السؤال و دللت على عفوك ذوي الألباب و أذنت لهم في محكم الكتاب بالخطاب ثم أمرتهم بالدعاء و وعدتهم بنجح الطلاب و هددتهم أن لم يسألوك وثقتهم عن الجواب و ها أنا ذا امتثل مقدس مراسمك في التعرض لما وعدت من مراحمك واثقا بشهادة العقول أن الكريم الجواد إذا أذن في السؤال و وعد بالقبول فإنه مهج‏الدعوات ص : 349ينزه كماله عن التوقف في المسئول به و هو قادر على بلوغ المأمول اللهم إني أتوجه إليك بكل ما أملك به آمل و سألك به سائل بلغته آماله و أوجبت سؤاله و بكل ما يؤملك به آمل و يسألك به سائل تبلغه آماله و تجيب سؤاله و بالمراحم و المكارم التي اقتضت الابتداء بالنوال قبل السؤال و بعد السؤال و عند السؤال و بالمراحم و المكارم التي أنكرت بها الآيسين فقلت على لسان سيد المرسلين فيما تضمنه القرآن المصون وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ و بالمراحم و المكارم التي أنكرت بها على القانطين فقلت جل جلالك وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ و بالمراحم و المكارم التي أخرت بها عقوبة الكافرين و المشركين و المتمردين و المتشردين و المنافقين و الفاسقين و الآبقين و أمهلتهم إلى يوم الدين و بالمراحم و المكارم التي ابتدأت بها سحرة فرعون و ما عرفوك و لا طلبوك و لا تعرضوا لرحمتك و لا تعرضوا لإجابتك و بالمراحم و المكارم التي ابتدأت بها أمم الأنبياء و أمة محمد صلى الله عليه و آله و قد كانوا على عظيم من الكفر و الطغيان و العصيان و استحقاق العذاب و الهوان فابتدأتهم في حال غضبك عليهم بما لم يكن في حسابهم من إحسانك إليهم و بعثت لهم رسلا يهدونهم إليك و يدلونهم عليك و يحملون سفههم و جناياهم حتى استنقذوا منهم خلقا كثيرا من ضلالاتهم و شرفوهم بهداياتهم و أظفروهم بسعاداتهم و بالمراحم و المكارم التي أجبت بها قوم إدريس و قوم يونس و من كان على نحو سوء أعمالهم و قد غضبت مهج‏الدعوات ص : 350عليهم أنبياؤهم و توعدوهم بما يستحقونه من نكالهم و أشرفوا على الهلاك و عجزوا عن الاستدراك فرحمت شكواهم و كشفت بلواهم و بالمراحم و المكارم التي جمعت بها شمل يوسف و يعقوب و بالمراحم و المكارم التي كشفت بها كربات أيوب و بالمراحم و المكارم التي خلصت بها يونس بن متى من بطن حوته و يمه و بالمراحم و المكارم التي جمعت بها شمل موسى بأمه و بالمراحم و المكارم التي نصرت بها عيسى على قومه و بالمراحم و المكارم التي نصرت بها محمدا و عليا على أحزاب الكفار و وقيتهما من الأخطار و جعلتهما علما لك إلى دار القرار و بالمراحم و المكارم التي ذكرتني بها في الأول و لم أك شيئا مذكورا و أخرجتني إلى الوجود من باب الجود و قد علمت أني أعصيك فيما لا يزال صغيرا و كبيرا ظاهرا و مستورا و بالمراحم و المكارم التي نقلتني بها من ظهور الآباء إلى بطون الأمهات من لدن آدم إلى هذه الغايات و وقيتني و سلفي مما جرى على الأمم الهالكة من الهلكات و النكبات و العقوبات و بالمراحم و المكارم التي دللتني بها عليك و بالمراحم و المكارم التي شرفتني بها بالمعرفة بك و الخدمة لك و العبودية لديك و بالمراحم و المكارم التي أطلقت بها لساني بالثناء عليك و بالمراحم و المكارم التي حلمت بها عني عند جرأتي عليك و سوء أدبي بين يديك و بالمراحم و المكارم التي علقت آمالي فيها بالرغبة إليك و بالمراحم و المكارم التي أعنتني بها بالوفادة عليك و بالمراحم و المكارم التي أذكرتني بها جرأتي عليك و بالمراحم و المكارم التي رفعت بها يدي إليك و بالمراحم و المكارم التي عرفتني بها شرف الإلحاح

 مهج‏الدعوات ص : 351عليك و بالمراحم و المكارم التي وصلت إلى إبليس و فرعون و من علمت أنه مصر على ما يسخطك عليه إلى أن يحضر في القيامة بين يديك و بالمراحم و المكارم التي أدركت بها إبليس في الساعة التي بسط بها كف سؤاله و قصدك بآماله في حال غضبك عليه و بعده منك و إعراضك عنه و إعراضه عنك و قال اجعلني من المنظرين فوسعته رحمتك يا أرحم الراحمين و قلت فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ و فرجت ما كان يحاذر الاستيصال من الهموم و بالمراحم و المكارم التي أنت أصلها و بالمراحم و المكارم التي أنت أهلها و بالمراحم و المكارم التي لا يعلم غيرك محلها و لا تدرك العقول فضلها و بما أنت أهله و بك و بمن يعز عليك و بجميع الوسائل إليك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا غوث المستغيثين و يا مجيب دعوة المضطرين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد ص و أن تعجل قضاء كل حاجة لمن يريد تقديم حاجاته قبل حاجاتنا و ذكر مهماته قبل مهماتنا و أن تجعل حوائجنا تابعة لإرادته و إرادتك و من جملة حوائجه المختصة بإجابتك و أن تعجل قضاء جميع ما ذكرته و أذكره من الحاجات التي أحاط علمك إننا محتاجون إليها مع دوام بقائك قبل الممات بجملتها و تفصيلها و أن تجعل هذه التوسلات من أسباب تكميلها و تسهيلها و تعجيلها و أن تملأ قلوبنا من معرفتك و هيبتك و عظمتك و حرمتك و رحمتك و تستعمل عقولنا و جوارحنا في طاعتك و مراغبتك ]و مراقبتك[ مهج‏الدعوات ص : 352و تجعل كل ما نتقلب فيه شاغلا لنا بك و مقربا منك و لا تجعل شيئا منه شاغلا لنا عنك و أن تلهمنا كلما تريد منا و ترضى به عنا و أن تكاشفنا بجلالك و تشرفنا بإقبالك و تصل حبائلنا بحبائلك و أن تدبرنا في الكثير و القليل بتدبيرك الحسن الجميل و أن تحفظنا و من يعنينا أمره بما حفظت كل من حفظته و تسعدنا بكل ما أسعدته و أن تمدنا من الأعمار بأطولها و من الأعمال بأفضلها و أن تنصرنا على كل من يؤذينا أو يمكن أن يؤذينا نصرا أنت أهله و أن تذلهم لنا ذلا هم أهله و أن تديلنا منهم إدالة أنت أهلها و أن تزيحهم بانتصارنا عليهم من الآثام التي فضحهم عندك حملها ]جهلها[ و ذلها و تريحنا أن يشغلونا عن الاشتغال بمراقبتك التي جهلوا أمرها و صغروا قدرها و أن تلمح أهل الإساءة إلى من يريد ذكره قبل ذكرنا و تعظيم قدره على قدرنا و أهل الإساءة إلينا و البغاة عليه و علينا و ذوي التحيل في ضرره و ضررنا و التوصل في كدره و كدرنا لمحة في هذه الساعة ترفع بها حلمك عنهم و تعجل النقمة منهم و تستأصل شافتهم و تقطع مدتهم و تسرع نكبتهم و مصيبتهم و أذن في هذه اللحظة في قطع أعمارهم و خراب ديارهم و تغفية آثارهم و تعجيل بوارهم و دمارهم و أخذهم بالمثلات و النكبات و الآفات و العاهات و المصيبات الهائلات الذاهلات القاتلات المستأصلات المحيطات بهم من سائر الجهات حتى تجعل

 مهج‏الدعوات ص : 353تعجيل دمارهم و قطع أعمارهم و خيبة آمالهم و هدم آجالهم عظة للمتعظين و عبرة للمعتبرين و آية باقية على الشهور و السنين و عجل سلبهم اللهم كل نعمة يستعينون بها على معصيتك و كل قوة يضعون بها من حرمتك و كلهم إلى حولهم و قوتهم و أبرئهم من حولك و قوتك و خذهم بياتا و هم نائمون أو ضحى و هم يلعبون و عاجلهم ببأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين و بالقوة ]بالقدرة[ التي تقول بها للشي‏ء كن فيكون اللهم من كان له منهم بقية من أمل أو فسحة في أجل لا بد أن تبلغهم إليها و تقف بهم عليها فامح اللهم معرفتك من عقولهم بظلم الشكوك و الجهالات و أمت قلوبهم بالغفلات و أشغل جوارحهم بالشهوات عن العبادات و الطاعات و مث قلوبهم أعجل سائمات الملح في الماء و اضربهم بتكرار إحظار البلاء و الابتلاء حتى يقدموا عليك و قد خسروا سعادة الدنيا و الآخرة و أتلفوا ما ظفر به السعداء من النعم الباطنة و الظاهرة و سدت أعمالهم بين أيديهم أبواب رحمتك و أظلمت عليهم طرق حلمك و عاطفتك و شهرتهم في القيامة فضائح معصيتك و وسمت جباههم بغضبك و نقمتك اللهم إنك قد نسبتنا إليك و وسمتنا بك و علقتنا عليك و وجدنا عقولنا الدالة لنا بك عليك و قلوبنا الهادية لنا بك إليك شاهدة أن من كمال صفات الملوك مهج‏الدعوات ص : 354أن يغادوا على من وسموه بأبوابهم و نسبوه إلى جنابهم و علقوه عليهم و إن لم يكن مرضيا لديهم

و أنت يا رب أحق بأكمل صفات الموصوفين و أحق بالغيرة من المملوك المستضعفين و أنت علمتهم الغيرة الموافقة لمرادك يا أقدر القادرين و قد عرفت يا رب إن الذين يعادوننا ظلما أعداء لك و لعزتك و مهونون بك و بخاصتك فإما تغضب و تنتقم لعزتك و جلالك و لخاصتك و أهل حمايتك أو لمن علقته على أبواب رحمتك و هيبتك و تفتح عليهم في هذه الساعة ما فتحوه على أنفسهم بالإضاعة للطاعة من استحقاق المصائب الهائلة و النوائب الذاهلة ما يشغلهم عن أذية من هو أهم منا عند سلطانك و عن أذيتنا و تقودهم طوعا و كرها إلى مصلحته و مصلحتنا واجمين نادمين مغلولين مخذولين مكسورين مقهورين و عرفنا قدر النعمة علينا بتعجيل إجابتك و تكميل رحمتك و أوزعنا شكر ذلك بحولك و قوتك يا خير الناصرين و يا صاحب الوعود بإجابة الداعين و من مدح نفسه المقدسة بصرف السوء عن المظلومين و احفظ فينا وصيتك و وصية سيد المرسلين و عترته الطاهرين و احفظنا بما حفظت به كنز أصحاب الجدار لأجل من حفظته به من سلفهم الصالحين فقد عرضنا حاجتنا على أبوابك بيد بوابك و نحن الضعفاء المترقبون لما أنت أهله من جوابك و أنت أرحم الراحمين و أكرم مهج‏الدعوات ص : 355الأكرمين و الحمد لله كما أنت أهله يا رب العالمين

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس مصنف هذا الكتاب مهج الدعوات و منهج العنايات إني متوسل إلى من لا يتعاظمه ذنوب أن يغفرها و لا عيوب أن يسترها و لا عثرات أن يقيلها و لا كربات أن يكشفها و يزيلها بجميع ما ذكرته من الوسائل المنجحة للمسائل في أن يقبل مني ما سألته و يجعل من لسان حالي من يناجيه بما طلبته مع دوام جوده و بقاء وجوده و نحمده بما يستحقه من تحميده و تصلي على سيد عبيده محمد و عترته الدالين على حدوده

فصل و هو خاتمة كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و فيه فصول

منها فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات في كثير من الأوقات

 فنقول من أوقات الإجابة رويناه أن عند زوال الشمس و عند الأذان و في أول ساعة من ظهر يوم الجمعة و في آخر ساعة من يوم الجمعة و في الثلث الأخير من كل ليلة و في ليلة الجمعة كلها و عند نزول المطر و بعد فرائض الصلوات و عقيب صلاة المغرب إذا سجد بعدها و عند وقت الخشوع و عند وقت الإخلاص في الدموع إذا بقي من النهار للظهر نحو رمح كل يوم و في هذه الأوقات ما رويناه و منها ما رأيناه

فصل

 في ما نذكره من الشهور العربية المذكورة للدعوات على أهل العداوات فمن ذلك الأشهر الحرم ذو القعدة و ذو الحجة و محرم و شهر رجب رويناه في كتاب اختصرناه تأليف محمد بن حبيب ما يقتضي أن أحقها بالإجابة ذو القعدة و شهر رجب و وجدت بذلك عدة روايات في الجاهلية و في الإسلام

فصل فيما نذكره من الشفاء بماء المطر في نيسان و الدعا في حزيران

 أما الشفاء بماء المطر في نيسان قرأناه في كتاب زاد العابدين تأليف حسين بن أبي الحسين بن خلف الكاشغري الملقب بالفضل ما هذا لفظه حديث نيسان و قال

 و أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمه الله حدثنا مهج‏الدعوات ص : 356أبو بكر محمد بن عبد الله الخشاني البلخي حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد الباب حريري أخبرنا أبو نصر عبد الله بن عباس المذكر البلخي حدثنا أحمد بن أحيد حدثنا عيسى بن هارون محمد بن جعفر عن عبد الله بن عمر قال حدثنا نافع عن عمر قال كنا جلوسا إذ دخل علينا رسول الله ص فسلم علينا فرددنا عليه السلام فقال أ لا أعلمكم دعاء علمني جبرئيل ص حيث لا أحتاج إلى دواء الأطباء قال علي و سلمان و غيرهم رحمة الله عليهم و ما ذاك الدواء فقال النبي لعلي تأخذ من ماء المطر بنيسان و تقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة و آية الكرسي سبعين مرة و قل هو الله أحد سبعين مرة و قل أعوذ برب الفلق سبعين مرة و قل أعوذ برب الناس سبعين مرة و قل يا أيها الكافرون سبعين مرة و تشرب من ذلك الماء غدوة و عشية سبعة أيام متواليات قال النبي ص و الذي بعثني بالحق نبيا أن جبرئيل ع قال إن الله يرفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء في جسده و يعافيه و يخرج من عروقه و جسده و عظمه و جميع أعضائه و يمحو ذلك من اللوح المحفوظ و الذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد و أحب أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد و إن كانت امرأة عقيما و شربت من ذلك الماء رزقه الله ولدا و إن كان عنينا و المرأة عقيما و شربت من ذلك الماء أطلق الله ذلك و ذهب ما عنده و يقدر على المجامعة و إن أحبت أن تحمل بابن حملت و إن أحبت أن تحمل بذكر أو أنثى حملت و تصديق ذلك في كتاب الله تعالى يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً و إن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذن الله و إن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه و يشرب منه و يغسل عينيه يبرأ بإذن الله و يشد أصول الأسنان و يطيب الفم و لا يسيل مهج‏الدعوات ص : 357من أصول الأسنان اللعاب و يقطع البلغم و لا يتخم إذا أكل و شرب و لا يتأذى بالريح و لا يصيبه الفالج و لا يشتكي ظهره و لا يتجع بطنه و لا يخاف من الزكام و وجع الضرس و لا يشتكي المعدة و لا الدود و لا يصيبه قولنج و لا يحتاج إلى الحجامة و لا يصيبه الناسور و لا يصيبه الحكة و لا الجدري و لا الجنون و لا الجذام و البرص و الرعاف و لا القلس و لا يصيبه عمي و لا بكم و لا خرس و لا صم و لا مقعد و لا يصيبه الماء الأسود في عينيه و لا يفسده داء يفسد عليه صوما و صلاة و لا يتأذى بالوسوسة و لا الجن و لا الشياطين قال النبي ص قال جبرئيل إنه من شرب من ذلك كان ثم كان له جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع فقلت يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع قال جبرئيل و الذي بعثك بالحق نبيا من يقرأ بهذه الآيات على هذا الماء ملأ الله تعالى قلبه نورا و ضياء و يلقي الإلهام في قلبه و يجري الحكمة على لسانه و يحشو قلبه من الفهم و التبصرة و لم يعط مثله أحدا من العالمين و يرسل عليه ألف مغفرة و ألف رحمة و يخرج الغش و الخيانة و الغيبة و الحسد و البغي و الكبر و البخل و الحرص و الغضب من قلبه و العداوة و البغضاء و النميمة و الوقيعة في الناس و هو الشفاء من كل داء

 و قد روي في رواية أخرى عن النبي ص فيما يقرأ على ماء المطر في نيسان زيادة و هي أنه يقرأ عليه سورة إنا أنزلناه و يكبر الله و يهلل الله و يصلي على النبي ص كل واحدة منها سبعين مرة

فصل

 و أما حديث حزيران فإننا رويناه في كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري من الجزء الخامس

 عن أبي عبد الله ع و ذكر عنده حزيران فقال هو الشهر الذي دعا فيه موسى على بني إسرائيل فمات في يوم و ليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس

أقول و إنما فعل ذلك لما فتنوا بحيلة بلعم بن باعوراء و غيره من مهج‏الدعوات ص : 358الأوقات

 و في حديث آخر من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق الشهور و خلق حزيران و جعل الآجال فيه متقاربة

فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات للإجابات فيما يأتي من كل سنة مرة واحدة

 فمن ذلك دعوات ليالي القدر الثلاث و خاصة أن علمها أحد بذاتها و إلا فإن ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان أرجح في تعظيم الدعوات و إجابتها فمن ذلك أيام هذه الثلاث ليالي و من ذلك يوم مولد النبي ص و ليلة مبعثه الشريف و يومه و من ذلك يوم عرفة و ليلة عرفة و خاصة إذا كان بالموقف أو عند الحسين ع و من ذلك ليالي الأعياد الثلاث و أيامها و هي ليلة عيد الغدير و يومه و ليلة عيد الفطر و يومها و ليلة عيد الأضحى و يومها و من ذلك أول ليلة من رجب و يوم النصف منه و ليلة النصف من شعبان و أوقات قد ذكرناها في مواضع من كتاب مهمات في صلاح المتعبد و تتمات المصباح المتهجد

فصل

 فيما نذكره من صفات الداعي و ذكرنا بعضها في الجزء الأول من الكتاب المذكور بروايات و وصف مأثور و نحن نذكر هاهنا جملة فنقول إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه و يدعو و إذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفيه إلى الأرض و ظاهرهما إلى السماء و إذا أراد دعاء التضرع حرك أصابعه يمينا و شمالا و باطن كفيه إلى السماء و إذا أراد دعاء التبتل رفع إصبعه مرة و حطها مرة و يكون عند العبرات و إذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفيه حذاء وجهه و إذا أراد دعاء الاستكانة جعل يديه على منكبيه و من صفات الداعي أن يبدأ بتحميد الله تعالى جل جلاله و الثناء عليه و الصلاة على محمد و آله ص ثم يذكر حاجته و من صفات الداعي أن يعلم أن دعاءه في السر أرجح من دعائه في الجهر و من صفات الداعي أن لا يكون قلبه غافلا و لا لاهيا مهج‏الدعوات ص : 359و من صفات الداعي أن لا يكون مطعمه حراما أو ملبسه حراما أو غذي بحرام و من صفات الداعي أن يكون طاهرا من مظالم العباد و من صفات الداعي أن يكون عند الدعاء تقيا و نيته صادقة و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه و قد ظلم هو عبد آخر بمثلها و من صفات الداعي أنه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتى تقضي حاجته و من صفات الداعي أن يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في قطيعة رحم و من صفات الداعي أن لا يكون دعاء محب على حبيبه فإن الحديث ورد

 عن النبي ص أنه سئل الله جل جلاله ألا يستجيب له فيه

و من صفات الداعي ألا يدعو على أهل العراق فإني رويت في الجزء الأول من كتاب التحميل من ترجمة محمد بن أحمد بن خاتم إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ع أن لا تدعو على أهل العراق و ذكر في الحديث سبب ذلك و من صفات الداعي أن يطهر طعامه من المحرمات و الشبهات عند حاجته إلى إجابة الدعوات و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم فضة فيروزج

 فقد روي عن الصادق ع قال قال رسول الله ص قال الله سبحانه لأستحيي من عبد يرفع يده و فيها خاتم فضة فيروزج فأردها خائبة

و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم عقيق لأننا روينا

 عن الصادق ع أنه قال ما رفعت كف إلى الله عز و جل أحب إليه من كف فيها خاتم عقيق

يقول مولانا أفضل العالم الحبر المعظم المكمل المكرم المبجل الحاذق البارع الألمعي اللوذعي أوحد الدهر فريد العصر نقيب النقباء وارث الأنبياء أنموذج سلفه الأبرار النجباء رضي الدين ركن الإسلام عمدة الأنام شرف العترة جمال الأسرة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي شرف الله قدره و ألهم القلوب و الألسن ذكره و كاتبه مهج‏الدعوات ص : 360الآن فيقول قدس الله روحه و أسكن الرحمة زحامه و ضريحه و فيما ذكرناه من الشروط و الصفات ما أرجو أن يغني عن الزيادات و هذا آخر ما أوردناه من كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و الحمد لله وحده و صلاته على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين