(وبقوتك الّتي قهرت بها كلّ شيء)
(وخضع لها كلّ شيء، وذل لها كلّ شيء)
(وبجبروتك الّتي غلبت بها كلّ شيء)
(وبعزتك الّتي لا يقوم لها شيء)
(وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء)
(وبأسماك الّتي ملأت أركان كلّ شيء)
(وبنور وجهك الّذي أضاء له كلّ شيء)
(يا أوّل الأولين، ويا آخر الآخرين)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تهتك العصم)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تنزل النقم)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تغيّر النعم)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تحبس الدعاء)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تنزل البلاء)
(اللّهمّ اغفر لي الذنوب الّتي تقطع الرجاء)
(اللّهمّ اغفر لي كلّ ذنب أذنبته، وكلّ خطيئة أخطأتها)
(اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بذكرك)
(وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك)
(اللّهمّ إنّي أسألك سؤال خاضع متذلّل خاشع أن تسامحني)
(وترحمني وتجعلني بقسمك راضياً)
(اللّهمّ وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته)
(اللّهمّ لا أجد لذنوبي غافراً ولا لقبائحي ساتراً)
(ولا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدّلا غيرك)
(وسكنت إلى قديم ذكرك لي ومنك عليَّ)
(اللّهمّ مولاي كم من قبيح سترته وكم من فادح من البلاء أقلته)
(وكم من عثار وقيته، وكم من مكروه دفعته، وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته)
(اللّهمّ عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي)
(وحبسني عن نفعي بعد أمالي، وخدعتني الدنيا بغرورها)
(فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي)
(ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري)
(ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي)
(من سوء فعلي وإساءتي، ودوام تفريطي وجهالتي، (وكثرة شهواتي وغفلتي)
(وكن اللّهمّ بعزتك لي في الأحوال كلّها رؤوفاً)
(وعليَّ في جميع الاُمور عطوفاً)
(أسأله كشف ضري، والنظر في أمري)
(إلهي ومولاي أجريت عليَّ حكماً اتبعت فيه هوى نفسي)
(فتجاوزت بما جرى عليَّ من ذلك بعض حدودك)
(فلَكَ الحمدُ عليَّ في جميع ذلك)
(ولا حجّة لي فيما جرى عليَّ فيه قضاؤك)
(وإدخالك إيّاي في سعة من رحمتك)
(اللّهمّ فاقبل عذري، وارحم شدّة ضري، وفكّني من شدّ وثاقي)
(يامن بدأ خلقي وذكري وتربيتي وبرّي وتعذيتي)
(هبني لابتداء كرمك وسالف برك بي)
(يا إلهي وسيّدي وربّي، أتُراك معذبي بنارك بعد توحيدك)
(وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك)
(وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعاً لربوبيتك)
(هيهات، أنت أكرم من أن تضيع من ربيته)
(أو تسلّم إلى البلاء من كفيته ورحمته)
(وليت شعري يا سيّدي وإلهي ومولاي، أتسلّط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة)
(وعلى ألسن نطقت بتوحيدك صادقة)
(وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محقّقة)
(وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة)
(وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة)
(ما هكذا الظنّ بك، ولا اُخبرنا بفضلك عنك يا كريم)
(وما يجري فيها من المكاره على أهلها)
(فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها)
(وهو بلاء تطول مدته، ويدوم مقامه، ولا يخفّف عن أهله)
(لأنّه لا يكون إلاّ عن غضبك وانتقامك وسخطك)
(وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض)
(يا سيّدي فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل، الحقير المسكين المستكين)
(يا إلهي وربّي وسيّدي ومولاي، لأيّ الاُمور إليك أشكو، ولما منها أضجُّ وأبكي)
(لأليم العذاب وشدّته، أم لطول البلاء ومدته)
(فلئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك، وجمعت بيني وبين أهل بلائك، وفرقت بيني وبين أحبائك)
(فهبني يا إلهي وسيّدي ومولاي وربّي صبرت على عذابك)
(فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك)
(أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك)
(فبعزّتك يا سيّدي ومولاي اُقسم صادقاً)
(ولأصرخن إليك صراخ المستصرخين)
(ولاُنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين)
(يا غياث المستغيثين، يا حبيب قلوب الصادقين)
(أفتراك سبحانك يا إلهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته)
(وذاق طعم عذابها بمعصيته، وحبس بين أطباقها بجرمه وجريرته)
(يا مولاي، فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك)
(فضلك ورحمتك، أم كيف يحرقه لهيبها وأنت تسمع صوته)
(أم كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا ربّه)
(أم كيف يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه فيها)
(هيهات، ما ذلك الظن بك، ولا المعروف من فضلك)
(ولا مشبه لما عاملت به الموحّدين)
(لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك)
(لجعلت النار كلّها برداً وسلاماً)
(وما كان لأحد فيها مقراً ولا مُقاماً)
(أن تملأها من الكافرين من الجنّة والناس أجمعين)
(وأن تخلّد فيها المعاندين، وأنت جلّ ثناؤك)
(أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)
(إلهي وسيّدي، فأسألك بالقدرة الّتي قدّرتها)
(وبالقضية الّتي حتمتها وحكمتها)
(أن تهب لي في هذه الليلة وفي هذه الساعة)
(وكلّ سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين)
(الّذين وكلتهم بحفظ ما يكون منّي)
(وكنت أنت الرقيب عليَّ من ورائهم)
(ياإلهي وسيّدي ومولاي ومالك رقّي)
(أن تجعل أوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة)
(حتى تكون أعمالي وأورادي كلها ورداً واحداً)
(حتى أسرح إليك في ميادين السابقين)
(واشتاق إلى قربك في المشتاقين)
(اللّهمّ ومن أرادني بسوء فأرده)
(واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك)
(وجد لي بجودك واعطف عليَّ بمجدك)
(واحفظني برحمتك، واجعل لساني بذكرك لهجاً)
(فإنّك قضيت على عبادك بعبادتك)
(ولا تقطع من فضلك رجائي، واكفني شرّ الجنّ والإنس من أعدائي)
(اغفر لمن لا يملك إلاّ الدعاء)