وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، ودوام
العافية ، وأسأسك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم ، برحمتك ياأرحم الراحمين . "
قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ، وقال طاش كسرى : وأنا الفقير
الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ،
فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح (1) .
: - وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما يراه ، ويسمعه ، من إجماع
المسلمين ، على تعظيم الامام الصادق عليه السلام ، والاعتراف له بالفضل ،
فأخذ يبغي له الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من
يثرب ، أقام بالربذة ، التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبوذر
الغفاري ، وكان فيها الامام الصادق عليه السلام ، فأوعز المنصور إلى إبراهيم
ابن جبلة . يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ، ودفع يديه بالدعاء
إلى الله تعالى قائلا :
" اللهم ، أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت
لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل
فيه الحيلة ، ويخذل فيه القريب ، ويشمت به العدو ، وتعييني فيه
الامور ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، رغبة فيه إليك عمن سواك ،
ففرجته ، وكشفته ، وكفيتنيه ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل
حسنة ، ومنتهى كل حاجة ، فلك الحمد كثيرا ، ولك المن فاضلا . "
وحينما دخل على الطاعية السفاك دعا الله قائلا :
(1) مفتاح السعادة ومصباح السيادة 3 / 155 .(*)