حكمته ، والناطق بحجته ، والداعي إلى شريعته ، والماضي على سنته ،
وخليفته على أمته ، سيد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر
المحجلين ، أفضل ما صليت على أحد من خلقك ، وأصفيائك ،
وأوصياء نبيك .
اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك صلى الله عليه وآله ما حمل ،
ورعى ما استحفظ ، وحفظ ما استودع ، وحلل حلالك ، وحرم حرامك ،
وأقام أحكامك ، ودعا إلى سبيلك ، ووالي أولياءك ، وعادي أعداءك ،
وجاهد الناكثين في سبيلك ، والقاسطين والمارقين عن أمرك صابرا
محتسبا ، غير مدبر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى بلغ في ذلك
الرضا ، وسلم إليك القضاء ، وعبدك مخلصا ، ونصح لك مجتهدا ،
حتى أتاه اليقين ، فقبضته إليك شهيدا سعيدا ، وعليا تقيا ، وصيا زكيا ،
هاديا ، مهديا ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، أفضل ما صليت
على أحد من أنبيائك وأصفيائك يارب العالمين . " (1) .
لقد ألمت هذه الزيارة ، ببعض الصفات الماثلة ، في الامام أمير
المؤمنين عليه السلام عملاق الفكر الاسلامي ، ورائد العدالة الاجتماعية في
الارض ، الذي جمع جميع الصفات الخيرة في الدنيا ، والذي فاق بمواهبه
وعبقرياته ، جميع عظماء البشر ، على امتداد التاريخ ، نظرا لما يتمتع به من
سمو الذات ، والتفوق الكامل في الفضل والعلم والعدالة ونكران الذات ،
والتزامه بحرفية الاسلام ، فقد رشحته السماء لقيادة المسلمين بعد النبي صلى
الله عليه وآله ، وحتمت عليه بأن يأخذ له البيعة من عموم من كان معه من
الحجاج في " غدير خم " فأخذ له البيعة حتى من نسائه ، وبذلك فقد كان هذا
اليوم الخالد من أهم الاعياد ، ومن أكثرها قدسية في الاسلام .
(1) الاقبال (ص 476 - 481 - و 494) .(*)