الصحيفة الصادقية

رحمتك ، وتقطعت عني عصم الآمال إلا ما معتصم به من عفوك ، قل
عندي ما أعتد به من طاعتك ، وكبر علي ما أبوء به من معصيتك ، ولن
يضيق عفوك عن عبدك ، وإن أساء فاعف عني ، فقد أشرف على خفايا
الاعمار علمك ، وانكشف كل مستور عند خبرك ، ولا تنطوي عليك دقاق
الامور ، ولا يعرب عنك غيبات السرائر ، وقد استحوذ علي عدوك ، الذي
استنظر فأنظرته ، واستمهلك إلى يوم الدين ، لاضلالي فأمهلته وأوقعني
بصغائر ذنوب موبقة ، وكبار أعمال مردية ، حتى إذا فارقت معصيتك ،

وأستوحشت بسوء سعيي سخطك تولى عن عذر غدره ، وتلقاني بكلمة

كفره ، وتولى البراء‌ة مني ، وأدبر موليا عني ، فأصحرني لغضبك فريدا ،
وأخرجني إلى فناء نعمتك طريدا ، لا شفيع يشفع لي إليك ، ولا خفير
يقيني منك ، ولا حصن يحجبني عنك ، ولا ملاذ ألجأ إليه منك ، فهذا

مقام العائذ بك من النار ، ومحل المعترف لك ، فلا يضيقن عني

فضلك ، ولا يقصرن دوني عفوك ، ولا أكونن أخيب عبادك التائبين ، ولا

أقنط وفودك الآملين .

اللهم ، إغفر لي ، إنك أرحم الراحمين ، فطالما أغفلت من

وظائف فروضك ، وتعديت عن مقام حدودك ، فهذا مقام من استحيا

لنفسه منك وسخط عليها ، ورضي عنك ، فتلقاك بنفس خاشعة ، ورقبة
خاضعة ، وظهر مثقل من الذنوب ، واقفا بين الرغبة إليك ، والرهبة
منك ، فأنت أولى من وثق به ممن رجاه ، وأمن من خشيته واتقاه ،
اللهم ، فصل على محمد وآله ، وأعطني ما رجوت وآمني مما حذرت ،
وعد علي بعائدة من رحمتك . اللهم ، وإذ سترتني بفضلك ، وتغمدتني
بعفوك ، في دار الحياة ، والفناء ، بحضرة الاكفاء ، فأجرني من فضيحات

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة