الصحيفة الصادقية

الصلاة من أهم العبادات ، ومن أعظمها شأنا في الاسلام ، وهي من
أوثق الروابط ، التي تربط الانسان بخالقه العظيم ، وفي نفس الوقت ، تعود
على الانسان بأجل الفوائد فهي تنفي من أعماق نفسه ، ودخائل ذاته ،
الاكتئاب ، والهلع ، واليأس ، وتمده بقوة نفسية ، يواجه بها الازمات ، فهي
تعرفه بالخالق العظيم ، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ، وإن مشاكل
الانسان الخاصة ، لا مفر لها ، ولا كاشف لها إلا الله ، وبذلك فهي تدفعه
إلى الامل ، وعدم التشاؤم ، الذي هو من أقسى الامراض النفسية .
لقد أهتم الاسلام ، بالصلاة اهتماما بالغا ، فهي إن قبلت قبل ما سواها ،
وإن ردت رد ما سواها - كما في الحديث - ومعنى ذلك ، ان الانسان أول ما
يحاسب عليه ، عند الله تعالى ، الصلاة ، فإن كانت مقبولة وصحيحة نظر في
أعماله الاخرى ، وإن لم تقبل ، لم ينظر في شئ من أعماله ، صحيحا كان أو
باطلا ، ومن الطبيعي ، أن اهتمام الشارع بها ، ليس لمصلحة تعود إليه ، وإنما
المصالح ، والفوائد ، والثمرات كلها ، تعود على المكلف ، فهي من أهم
الاسباب في تهذيب النفوس ، وإقامة الاخلاق ، وهي الصلة الوثيقة لعروج
النفس واتصالها وتشرفها ، بالصانع الحكيم المبدع لهذه الاكوان .
وعلى أي حال ، فإن في الصلاة ، من المعاني الروحية ما لا يحصى ،

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة