ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى
للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا
مع الأبرار ،
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا
تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد . اللهم انى اشهدك وكفى بك شهيدا ، واشهد
ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك
وأرضك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ، المعبود الذى ليس وجهك الكريم ،
لا اله الا أنت المعبود لا معبود
سواك ، تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ،
وأشهد أن عليا أمير المؤمنين
ووليهم ومولاهم ومولاى ، ربنا سمعنا النداء ، وصدقنا المنادى ، رسولك صلى الله
عليه
وآله ، إذ نادى نداء عنك بالذى
أمرته أن يبلغ عنك ما أنزلت إليه من موالاة ولى المؤمنين وحذرته وأنذرته ان لم
يبلغ
أن تسخط عليه ، وأنه إذا بلغ
رسالاتك عصمته من الناس . فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك :
الأمن كنت مولاه فعلى
مولاه ، ومن كنت وليه فعلى وليه ، ومن كنت نبيه فعلى
أميره . ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك الذى
أنعمت عليه ،
وجعلته مثلا لبنى اسرائيل ، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا
وداعي الأنام وصراطك السوى
المستقيم ، محجتك البيضاء ، وسبيلك الداعي اليك على
بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عما يشركون بولايته
وبأمره ربهم باتخاذ
الولايج من دونه . فأشهد يا الهي أن الامام الهادى المرشد الرشيد على بن أبى
طالب صلوات الله
عليه أمير المؤمنين ، الذى ذكرته في كتابك فقلت :
( وانه في ام الكتاب لدينا
لعلى حكيم ) . اللهم فانا نشهد بأنه عبدك
الهادى من بعد نبيك النذير المنذر
، والصراط المستقيم وامام المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجتك البالغة ،
ولسانك المعبر عنك في خلقك ،
والقائم بالقسط بعد نبيك ، وديان دينك ، وخازن علمك ، وعيبة وحيك ، وعبدك
وأمينك
المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك
وميثاق رسلك من خلقك وبريتك بالشهادة والاخلاص بالوحدانية . بأنك أنت الله لا
اله
الا أنت ، ومحمد عبدك ورسولك وعلى
أمير المؤمنين ، وجعلت الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص لك بوحدانيتك
واكمال دينك وتمام نعمتك على جميع
خلقك ، فقلت وقولك الحق : (
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم
الاسلام دينا ) . فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص
لك بوحدانيتك ، وجدت علينا بموالاة
وليك الهادى من بعد نبيك النذير المنذر ،
ورضيت لنا الاسلام دينا بمولانا وأتممت علينا نعمتك بالذى جددت لنا عهدك
وميثاقك ، وذكرتنا ذلك . وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق لعهدك وميثاقك ، ومن
أهل الوفاء بذلك ، ولم تجعلنا
من الناكثين والمكذبين بيوم الدين ، ولم تجعلنا
من المغيرين والمبدلين والمحرفين والمبتكين آذان الأنعام ، والمغيرين
خلق
الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، وصدهم عن السبيل
والصراط المستقيم .
وأكثر من
قولك : اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين والمكذبين ،
الذين يكذبون بيوم الدين من الأولين والاخرين .
ثم قل :
اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذى هديتنا الى موالاة ولاة أمرك من
بعد نبيك ، والأئمة الهادين الذين جعلتهم
أركانا لتوحيدك ، وأعلام الهدى
ومنار التقوى ، والعروة الوثقى ، وكمال دينك ، وتمام نعمتك ، ومن بهم
وبموالاتهم
رضيت لنا الاسلام دينا ، ربنا فلك
الحمد . آمنا بك وصدقنا بنبيك الرسول النذير المنذر ، واتبعنا الهادى من بعد
النذير
المنذر ، ووالينا وليهم وعادينا
عدوهم ، وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين . اللهم فكما كان
من شأنك
يا صادق الوعد ، يامن لا يخلف
الميعاد ، يامن هو كل يوم في شأن ، أن أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك ،
المسؤول
عنهم عبادك ، فانك قلت :
( ولتسئلن يومئذ عن النعيم
) ، وقلت : (
وقفوهم انهم مسؤولون ) . ومننت
بشهادة الاخلاص
لك بولاية أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر ، السراج المنير
، وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم ،
وأتممت علينا النعم بالذى
جددت لنا عهدك ، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدء 4 خلقك ايانا . وجعلتنا
من أهل
الاجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا ذكرك ، فانك قلت :
( واذ اخذ ربك من بنى آدم
من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على
انفسهم الست بربكم قالوا بلى ) . شهدنا
بمنك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ربنا وأن محمدا عبدك
ورسولك نبينا ، وأن عليا أمير
المؤمنين ولينا ومولانا ، وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من صلب
ولينا
ومولانا على بن أبى طالب أمير
المؤمنين عبدك الذى أنعمت عليه . وجعلته في ام الكتاب لديك عليا حكيما ، وجعلته
آية لنبيك وآية من آياتك الكبرى ،
والنبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون ، والنباء العظيم الذى هم عنه معرضون ، وعنه
يوم القيامة مسؤولون ، وتمام نعمتك
التى عنها يسأل عبادك إذ هم موقوفون ، وعن النعيم مسؤولون . اللهم وكما كان
من شأنك ما أنعمت علينا بالهداية
الى معرفتهم ، فليكن من شأنك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في
يومنا هذا الذى ذكرتنا فيه عهدك
وميثاقك ، وأكملت لنا ديننا وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا بنعمتك من أهل
الاجابة
والاخلاص بوحدانيتك ، ومن أهل
الايمان والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين
المكذبين بيوم الدين . فأسألك يا
رب تمام ما أنعمت علينا ولا تجعلنا من المعاندين ، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم
الدين ،
واجعل لنا قدم صدق مع المتقين .
واجعل لنا من لدنك رحمة واجعل لنا من المتقين اماما الى يوم الدين ، يوم يدعى
كل
أناس بامامهم ، واجعلنا في ظل
القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير ، الأئمة الدعاة الى الهدى ،
ولا تجعلنا
من المكذبين الدعاة الى النار ،
وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين . ربنا فاحشرنا في زمرة الهادى المهدى
وأحينا
ما أحييتنا على الوفاء بعهدك
وميثاقك المأخوذ منا على موالاة أوليائك ، والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم
الدين ،
والناكثين بميثاقك ، وتوفنا على
ذلك ، واجعل لنامع الرسول سبيلا ، اثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم . واجعل
محيانا خير المحيا ومماتنا خير
الممات ومنقلبنا خير المنقلب ، على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك ، حتى
تتوفانا
وأنت عنا راض ، قد أو جبت لنا
الخلود في جنتك برحمتك والمثوى في جوارك والانابة الى دار المقامة من فضلك ،
لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها
لغوب . ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك ، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين ، فقلت
:
(
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الأمر منكم
) ، وقلت : (
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
) .
ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت
أقدامنا وتوفنا مع الأبرار ، مسلمين مسلمين مصدقين لأوليائك ، ولا تزغ قلوبنا
بعد إذ
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك
أنت الوهاب ، ربنا آمنا بك وصدقنا نبيك ، ووالينا وليك والأولياء من بعد نبيك ،
ووليك مولى المؤمنين على بن أبى
طالب صلوات الله عليه ، والامام الهادى من بعد الرسول النذير المنذر والسراج
المنير . ربنا فكما كان من شأنك أن
جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا ، فليكن من شأنك أن تغفر لنا
ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا
مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف
الميعاد.
ربنا آمنا بك ، ووفينا بعهدك ،
وصدقنا رسلك ، واتبعنا ولاة الأمر من بعد رسلك ، ووالينا أوليائك ، وعادينا
أعداءك
فاكتبنا مع الشاهدين ، واحشرنا مع
الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير النذير . آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم ،
وشاهدهم وغائبهم ، وبحيهم وميتهم ،
ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغى بهم بدلا ولا نتخذ من دونهم ولائج أبدا .
ربنا فأحينا ما أحييتنا على
موالاتهم ، والبراءة من أعدائهم ، والتسليم لهم والرد إليهم ، وتوفنا إذا
توفيتنا على الوفاء لك
لهم بالعهد والميثاق ، والموالاة
لهم والتصديق والتسليم لهم ، غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين . اللهم انى
أسألك
بالحق الذى جعلته عندهم ، وبالذي
فضلتهم على العالمين جميعا ، أن تبارك لنا في يومنا هذا الذى أكرمتنا فيه
بالوفاء
لعهدك ، الذى عهدت الينا والميثاق
الذى واثقتنا به من موالاة أوليائك وتمن علينا بنعمتك ، وتجعله عندنا مستقرا
ثابتا ولا
تسلبناه أبدا ، ولا تجعله عندنا
مستودعا فانك قلت : (
فمستقر ومستودع ) ، فاجعله
مستقرا ثابتا . وارزقنا نصر دينك .
مع ولى هاد من أهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا
مهديا من الضلالة الى الهديا واجعلنا تحت رايته وفى زمرته شهداء
صادقين ،
مقتولين في سبيلك وعلى نصرة دينك . ثم سل بعد ذلك حوائجك للاخرة والدنيا ،
فانها والله والله والله مقضية
في هذا اليوم ، ولا تقعد عن الخير ، وسارع الى
ذلك ان شاء الله تعالى (2) .