اختر اللون المناسب لأرضية الصفحة

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 270 : -

فصل ( 10 ) فيما نذكره من جواب الجاهلين بقبر أمير المؤمنين
صلوات الله عليه من المخالفين


اعلم ان كل ميت كان قبره مشهورا أو مستورا ، فان أهل بيته والمخصوصون بمصيبته والموصوفون بشيعته وخاصته ، يكونون اعرف بموضع دفنه وقبره ، وهذا اعتبار صحيح لا يجحده الا مكابر وضعيف في عقله أو حقير في قدره .


وقد علم اعيان أهل الاسلام ان عترة مولانا على عليه السلام وشيعته الذين لا يحصرهم عدد ولا يحويهم بلدة ، مطبقون متفقون على ان هذا الضريح الشريف الذى يزور أهل الحقائق من المغارب والمشارق ، هو قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه .


فمن العجب ان كل انسان وقف دارس وقال : هذا قبر أبى أو جدى حكم الحاضرون بتصديقه ولم ينازعوه في تحقيقه ، ويكون قبر مولانا على عليه السلام لا يقبل فيه قول أولاده الذين لا يحصيهم الا الله جل جلاله .


ومن العجب ان يكون اصحاب كل ملة وعقيدة يرجع في معرفة قبور رؤسائهم إليهم ، ولا يرجع في قبر أمير المؤمنين عليه السلام الى أصحابه وشيعته وخاصته ، وانما بعض المخالفين ذكر انهم لا يعرفون ان هذا موضع قبره الان ، وربما روى بعضهم ان قبره في غير هذا المكان .


واعلم ان قبر مولانا على عليه السلام انما ستره ذريته وشيعته عن المخالفين عليه ، ولقد صدق المخالف إذا لم يعرفه فان ستره انما كان منه ومن أمثاله فكيف يطلع على حاله .
 

- ص 271 -

فصل ( 11 ) فيما نذكره من الاشارة الى من زارة من الأئمة من ذريته عليه
وعليهم أفضل السلام ، وغيرهم من عترته من ملوك الاسلام


فأقول : قد روينا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر زيارة مولانا على بن الحسين عليه السلام لمولانا على صلوات الله عليه أيام التقية من بنى امية ،

وروينا من كتاب المسرة من كتاب ابن أبى قرة زيارة زين العابدين وولده محمد بن على الباقر عليهما عليه السلام له في هذا القبر الشريف ، وزيارة مولانا على بن محمد الهادى عليه السلام . فهؤلاء اربعة من أئمة الاسلام ومن اعيان ذريته عليه

وعليهم افضل السلام قد نصوا على ان هذا موضع ضريحه وزاروه فيه وشهدوا بتصحيحه ومثلهم لاترد شهادتهم في شئ من احكام المسلمين ، فكيف ترد في معرفة قبر جدهم أمير المؤمنين سلام الله جل جلاله عليهم .

واما الخلفاء من بنى العباس والملوك من الناس ، فاول زاره الرشد وجماعة من بنى هاشم ، ثم المقتفى ، ثم الناصر مرارا واطلق عنده صدقات ومبارا ، ثم المستنصر وجعله شيخه في الفتوة ، ثم المعتصم . واما العلماء والعقلاء والملوك والوزراء ، فلا يحصى عددهم بما نذكره من قلم أو لسان ، وقبورهم شاهدة بذلك ومدافنهم الى الان .



فصل ( 12 ) فيما نذكره من آيات رأيتها انا عند ضريحة الشريف غير مارويناه وسمعنا به

من آياته التى تحتاج الى مجلدات وتصانيف اعلم ان كل نذر يحمل إليه مذ ظهر مقدس قبره بعد هلاك بنى امية والى الان ، فان تصديق الله جل جلاله لأهل النذر ، كالاية والمعجز والبرهان على ان قبره
 

- ص 272 -

الشريف بذلك المكان ، وهذه النذور احد من اهل الدهور ، واما انا فاشهد بالله وفى الله جل جلاله اننى كنت يوما قد ذكرت تاريخه في كتاب البشارات بين يدى ضريحه المقدس ، واقسمت عليه في شئ وسألت جوابه باقى النهار وانفصلت ، فما استقررت بمشهده في الدار حتى عرفت في الحال من رآه في المنام بجواب ما فهمته به من الكلام .


أقول : واعرف اننى كنت يوما وراء ظهر ضريحه الشريف ، واخى الرضى محمد بن محمد بن الاوى حاضر معى ، وأنا أقسم على أمير المؤمنين عليه السلام في اذلال بعض من كان يتجرأ على الله وعلى رسوله وعلى مولانا أمير المؤمنين على

عليه السلام وعلينا بالاقوال والاعمال . فقلت للقاضى الاوى محمد بن محمد : يا اخي قد وقع في خاطري ان قد حصل ما سألته ، وان اليوم الثالث من هذا اليوم يصل قاصد من عند القوم المذكورين بالذل والسؤال لنا على اضعف سؤال السائلين ،

فلما كان اليوم الثالث من يوم قلت له وصل قاصد من عندهم على فرس عاجل بمثل ما ذكرناه من الذل الهائل .


أقول : واعرف اننى دخلت حضرته الشريفة كم مرة في امور هائلة لى وتارة لأولادى وتارة لأهل ودادى ، فبعضها زالت وانا بحضرته ، وبعضها زالت باقى نهار مخاطبته ، وبعضها زالت بعد ايام في جواب زيارته ، ولو ذكرتها احتاجت الى

مجلد كبير ، وقد صنف أبو عبد الله محمد بن على بن الحسن بن عبد الرحمان الحسنى مصنفا في ذلك متضمنا للاسانيد والروايات ، لو أردنا تصنيف مثله وأمثاله كان ذلك أسهل المرادات ، ولكنا وجدنا من الايات الباهرات ما يغنى عن الروايات


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب