اختر اللون المناسب لأرضية الصفحة

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 282 : -

 ومن الدعوات في يوم الغدير


ما نقلناه من كتاب محمد بن على الطرازى أيضا باسناده الى أبى الحسن عبدالقاهر بواب مولانا أبى ابراهيم موسى بن جعفر وأبى جعفر محمد بن على عليهما السلام قال : حدثنا أبو الحسن على بن حسان الواسطي بواسط في سنة ثلاثمائة قال :

حدثنى على بن الحسن العبدى قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام وعلى آبائه وأبنائه يقول : صوم يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا ، لو عاش انسان عمر الدنيا ، ثم لو صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك

وصيامه يعدل عند الله عز وجل مائة حجة ومائة عمرة ، وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عز وجل نبيا الا وتبعيد في هذا اليوم ، وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفى الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود .


ومن صلى فيه ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة شكرا لله عز وجل ، ويقرء في كل ركعة سورة الحمد عشراو ( قل هو الله أحد ) عشرا ، و ( انا انزلناه في ليلة القدر )
 

- ص 283 -

عشرا ، وآية الكرسي عشرا ، عدلت عند الله عز وجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة . وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا والاخرة كائنة ما كانت الا أتى الله عز وجل على قضائها في يسر وعافية ، ومن فطر مؤمنا كان له ثواب من

أطعم بعددهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حرم الله عز وجل وسقاهم في يوم ذى مسغبة ، والدرهم فيه بمائة ألف درهم ، ثم قال : لعلك ترى أن الله عزوجل خلق يوما أعظم حرمة منه ؟ لا والله ، لا والله ، لا والله ، ثم قال :

وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن : الحمدلله الذى أكرمنا بهذا اليوم ، وجعلنا من المؤمنين ، وجعلنا من الموفين بعهده الذى عهده الينا ، وميثاقه الذى واثقنا به من ولاية ولاة أمره ، والقوام بقسطه ، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين

ثم قال : وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول :
 

 

ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ،

ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد . اللهم انى اشهدك وكفى بك شهيدا ، واشهد

ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ، المعبود الذى ليس وجهك الكريم ،

لا اله الا أنت المعبود لا معبود سواك ، تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ،

وأشهد أن عليا أمير المؤمنين ووليهم ومولاهم ومولاى ، ربنا سمعنا النداء ، وصدقنا المنادى ، رسولك صلى الله عليه

وآله ، إذ نادى نداء عنك بالذى أمرته أن يبلغ عنك ما أنزلت إليه من موالاة ولى المؤمنين وحذرته وأنذرته ان لم يبلغ

أن تسخط عليه ، وأنه إذا بلغ رسالاتك عصمته من الناس . فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك : الأمن كنت مولاه فعلى

مولاه ، ومن كنت وليه فعلى وليه ، ومن كنت نبيه فعلى أميره . ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك الذى

أنعمت عليه ، وجعلته مثلا لبنى اسرائيل ، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك السوى

المستقيم ، محجتك البيضاء ، وسبيلك الداعي اليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عما يشركون بولايته

وبأمره ربهم باتخاذ الولايج من دونه . فأشهد يا الهي أن الامام الهادى المرشد الرشيد على بن أبى طالب صلوات الله

عليه أمير المؤمنين ، الذى ذكرته في كتابك فقلت : ( وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم ) . اللهم فانا نشهد بأنه عبدك

الهادى من بعد نبيك النذير المنذر ، والصراط المستقيم وامام المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجتك البالغة ،

ولسانك المعبر عنك في خلقك ، والقائم بالقسط بعد نبيك ، وديان دينك ، وخازن علمك ، وعيبة وحيك ، وعبدك وأمينك

المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك وميثاق رسلك من خلقك وبريتك بالشهادة والاخلاص بالوحدانية . بأنك أنت الله لا اله

الا أنت ، ومحمد عبدك ورسولك وعلى أمير المؤمنين ، وجعلت الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص لك بوحدانيتك

واكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك ، فقلت وقولك الحق : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي

ورضيت لكم الاسلام دينا ) . فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك ، وجدت علينا بموالاة

وليك الهادى من بعد نبيك النذير المنذر ، ورضيت لنا الاسلام دينا بمولانا وأتممت علينا نعمتك بالذى جددت لنا عهدك

وميثاقك ، وذكرتنا ذلك . وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق لعهدك وميثاقك ، ومن أهل الوفاء بذلك ، ولم تجعلنا

من الناكثين والمكذبين بيوم الدين ، ولم تجعلنا من المغيرين والمبدلين والمحرفين والمبتكين آذان الأنعام ، والمغيرين

خلق الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم .


وأكثر من قولك : اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين والمكذبين ، الذين يكذبون بيوم الدين من الأولين والاخرين .


ثم قل : اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذى هديتنا الى موالاة ولاة أمرك من بعد نبيك ، والأئمة الهادين الذين جعلتهم

أركانا لتوحيدك ، وأعلام الهدى ومنار التقوى ، والعروة الوثقى ، وكمال دينك ، وتمام نعمتك ، ومن بهم وبموالاتهم

رضيت لنا الاسلام دينا ، ربنا فلك الحمد . آمنا بك وصدقنا بنبيك الرسول النذير المنذر ، واتبعنا الهادى من بعد النذير

المنذر ، ووالينا وليهم وعادينا عدوهم ، وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين . اللهم فكما كان من شأنك

يا صادق الوعد ، يامن لا يخلف الميعاد ، يامن هو كل يوم في شأن ، أن أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك ، المسؤول

عنهم عبادك ، فانك قلت : ( ولتسئلن يومئذ عن النعيم ) ، وقلت : ( وقفوهم انهم مسؤولون ) . ومننت بشهادة الاخلاص

لك بولاية أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر ، السراج المنير ، وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم ،

وأتممت علينا النعم بالذى جددت لنا عهدك ، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدء 4 خلقك ايانا . وجعلتنا من أهل

الاجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا ذكرك ، فانك قلت : ( واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم

وأشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ) . شهدنا بمنك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ربنا وأن محمدا عبدك

ورسولك نبينا ، وأن عليا أمير المؤمنين ولينا ومولانا ، وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من صلب ولينا

ومولانا على بن أبى طالب أمير المؤمنين عبدك الذى أنعمت عليه . وجعلته في ام الكتاب لديك عليا حكيما ، وجعلته

آية لنبيك وآية من آياتك الكبرى ، والنبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون ، والنباء العظيم الذى هم عنه معرضون ، وعنه

يوم القيامة مسؤولون ، وتمام نعمتك التى عنها يسأل عبادك إذ هم موقوفون ، وعن النعيم مسؤولون . اللهم وكما كان

من شأنك ما أنعمت علينا بالهداية الى معرفتهم ، فليكن من شأنك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في

يومنا هذا الذى ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك ، وأكملت لنا ديننا وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا بنعمتك من أهل الاجابة

والاخلاص بوحدانيتك ، ومن أهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين

المكذبين بيوم الدين . فأسألك يا رب تمام ما أنعمت علينا ولا تجعلنا من المعاندين ، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين ،

واجعل لنا قدم صدق مع المتقين . واجعل لنا من لدنك رحمة واجعل لنا من المتقين اماما الى يوم الدين ، يوم يدعى كل

أناس بامامهم ، واجعلنا في ظل القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير ، الأئمة الدعاة الى الهدى ، ولا تجعلنا

من المكذبين الدعاة الى النار ، وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين . ربنا فاحشرنا في زمرة الهادى المهدى وأحينا

ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا على موالاة أوليائك ، والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم الدين ،

والناكثين بميثاقك ، وتوفنا على ذلك ، واجعل لنامع الرسول سبيلا ، اثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم . واجعل

محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب ، على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك ، حتى تتوفانا

وأنت عنا راض ، قد أو جبت لنا الخلود في جنتك برحمتك والمثوى في جوارك والانابة الى دار المقامة من فضلك ،

لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب . ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك ، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين ، فقلت :

( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الأمر منكم ) ، وقلت : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .

ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت أقدامنا وتوفنا مع الأبرار ، مسلمين مسلمين مصدقين لأوليائك ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ

هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ، ربنا آمنا بك وصدقنا نبيك ، ووالينا وليك والأولياء من بعد نبيك ،

ووليك مولى المؤمنين على بن أبى طالب صلوات الله عليه ، والامام الهادى من بعد الرسول النذير المنذر والسراج

المنير . ربنا فكما كان من شأنك أن جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا ، فليكن من شأنك أن تغفر لنا

ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد.

ربنا آمنا بك ، ووفينا بعهدك ، وصدقنا رسلك ، واتبعنا ولاة الأمر من بعد رسلك ، ووالينا أوليائك ، وعادينا أعداءك

فاكتبنا مع الشاهدين ، واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير النذير . آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم ،

وشاهدهم وغائبهم ، وبحيهم وميتهم ، ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغى بهم بدلا ولا نتخذ من دونهم ولائج أبدا .

ربنا فأحينا ما أحييتنا على موالاتهم ، والبراءة من أعدائهم ، والتسليم لهم والرد إليهم ، وتوفنا إذا توفيتنا على الوفاء لك

لهم بالعهد والميثاق ، والموالاة لهم والتصديق والتسليم لهم ، غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين . اللهم انى أسألك

بالحق الذى جعلته عندهم ، وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا ، أن تبارك لنا في يومنا هذا الذى أكرمتنا فيه بالوفاء

لعهدك ، الذى عهدت الينا والميثاق الذى واثقتنا به من موالاة أوليائك وتمن علينا بنعمتك ، وتجعله عندنا مستقرا ثابتا ولا

تسلبناه أبدا ، ولا تجعله عندنا مستودعا فانك قلت : ( فمستقر ومستودع ) ، فاجعله مستقرا ثابتا . وارزقنا نصر دينك .

مع ولى هاد من أهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة الى الهديا واجعلنا تحت رايته وفى زمرته شهداء

صادقين ، مقتولين في سبيلك وعلى نصرة دينك . ثم سل بعد ذلك حوائجك للاخرة والدنيا ، فانها والله والله والله مقضية

في هذا اليوم ، ولا تقعد عن الخير ، وسارع الى ذلك ان شاء الله تعالى (2) .


(2) عنه البحار 98 : 302 - 307 ، روى مثله مع اختلاف في التهذيب 3 : 143 ، اخرج منه قطعات في الوسائل 5 : 224 و 8 : 89 البحار 35 : 318 ، اثبات الهداة 3 : 303 ، غاية المرام : 101 ، اللوامع : 374 ، جامع الاحاديث 7 : 398 ، مصباح المتهجد 2 : 691 .

 


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب