|
|
فصل ( 16 ) فيما نذكره من زيارة لأمير المؤمنين عليه السلام يزار بها بعد الصلاة والدعاء يوم الغدير السعيد ، من قريب أو
بعيد روى عدة من شيوخنا عن أبى عبد الله محمد بن أحمد الصفوانى من كتابه
باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال : إذا كنت في يوم الغدير في مشهد
مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء ، وان
كنت في بعد فأوم إليه بعد الصلاة ، وهذا الدعاء :
الانسان عليه مع الله جل جلاله في تحصيل كمال العفو والرضا ،
وإذا عرفت كما قدمناه فضل عيد الغدير على كل وقت ذكرناه . فينبغي ان تكون في هذا العيد على قدر فضله على كل يوم عيد ،
فتكون عند المجالسة لشرف تلك الاوقات ، كما جالست مماليك سلطان معظمين في
الحرمات والمقامات ، وتكون في عيد الغدير كما لو جالست سلطان اولئك المماليك
المعظمين ، وصاحبت مولاهم الذى هم علاقة عليه في امور الدنيا والدين . فاجتهد في احترام ساعاته والتزام حق حرمانه وصحبته لشكر الله جل جلاله على تشريفك بمعرفته وتأهليك لكرامته ، وتجميلك بتجديد نعمته . وقد قدمنا في اخبار فضله آدابا واسبابا يعملها المسعودون في ذلك اليوم ، فاعمل عليها ، فانها من تدبير العارفين .
فنقول : إذا كان لكل صائم في ذلك العيد ما ذكرناه من الحظ السعيد ، فإذا قمت بافطارهم ومسارهم وحفظ القوة التى بذلوها لله جل جلاله في نهارهم ، فكانك قد ملكتها عليهم ، أو صرت شريكا لهم في كل ما وصل من الله جل جلاله إليهم بالمقدار اليسير الذى تخرجه في فطور الصائم .
ومالك دنياك واخراك ، وياطوباك ان يبلغ خير خلق الله جل جلاله
محمدا صلوات الله عليه ومولاك امير المؤمنين صلوات الله عليه ومن يكون حديثك
بعدهما إليه انك عظمت يوما
عزيزا عليهم ، واكرمت كريما لديهم ورفعت رايات معالمهم المذكورة ، وقطعت شبهات من سعى في تعظيم آيات مواسمهم المشهورة ، فتكون كمن كان صدقت محبته وتعطرت فضائله وظهرت دلائله : وتهتز للمعروف في طلب العلى 1 * لتذكر يوما عند ليلى شمائله
اسراره ، وان يجعلك من اعوان المولى المذخور لرفع مناره ، ويشرفك بان يكتب اسمك في ديوان انصاره ، ويضم مثل ما عملت في اليوم المذكور السعيد بلسان الحال ، كما يفعل المؤدب من العبيد .
الحافظين الكاتبين بجميع اعمالك في ذلك النهار ، أو يعرضوه على مزيد كمالهم على وجه الله جل جلاله ، عرضا يليق بالثابت المكمل في صفات الابرار على مولى الممالك المطلع على الاسرار . فتكون قد أديت الامانة في يومك وفى عملك ، واجتهدت في حفظ حرمته ومحله ، وسلمت كل تعويض وتسليم الى اهله .
|
|