اختر اللون المناسب لأرضية الصفحة

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 370 : -

فصل ( 7 ) فيما نذكره من الاشارة الى بعض من روى ان هذه الاية :
(
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت في مولانا أمير المؤمنين
على بن أبى طالب عليه السلام من طرق اهل الخلاف


اعلم اننا ذكرنا في كتاب الطرائف بعض من روى هذا من طرق المخالف ، وانا أذكر في هذا المكان من يحضرني اسماؤهم منهم لئلا يطول الكلام بذكر اخبارهم على التفصيل والبيان :


فممن روى ذلك من اهل الخلاف مصنف كتاب الجمع بين الصحاح الستة ، من الجزء الثالث من اجزاء الثلاثة ،
ورواه الثعلبي في كتابه في تفسير القرآن عن السدى وعبتة بن أبى حكيم ،
 

- ص 371 -

ورواه ايضا عن عبابة بن الربعي وعن ابن عباس وعن أبى ذر ،
ورواه ايضا الشافعي ابن المغازلى من خمس طرق ،
ورواه ايضا على بن عابس وعبد الله بن عطاء ،
ورواه الزمخشري في كتاب الكشاف في تفسير القرآن ،

واجمع اهل البيت الذين وصفهم النبي صلوات الله عليه وآله انهم لا يفارقون كتابه حتى يردوا عليه الحوض ان هذه الاية نزلت في مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه واطبق على ذلك الشيعة الذين تثبت الحجة بما اطبقوا عليه (1) .



فصل ( 8 ) فيما نذكره من عمل زائد في هذا اليوم العظيم الشأن

روينا ذلك عن جماعة من الاعيان والاخوان ، احدهم جدى أبو جعفر الطوسى فيما يذكره في المصباح في اليوم الرابع والعشرين من ذى الحجة ، فقال ماهذا لفظه : في هذا اليوم تصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه وهو راكع للصلاة

فيه ، روى عن الصادق عليه السلام انه قال : من صلى في هذا اليوم ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة ، شكرا لله على مامن به عليه وخصه به ، يقرأ في كل ركعة ام الكتاب مرة واحدة ، وعشر مرات ( قل هو الله ) ، وعشر مرات آية الكرسي الى

قوله تعالى : ( هم فيها خالدون ) ، وعشر مرات ( انا انزلناه في ليلة القدر ) ، عدلت عند الله مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ولم يسأل ، الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضاها له ، كائنة ما كانت انشاء الله ، وهذه الصلاة بعينها رويناها في يوم الغدير  (2) .


أقول : فإذا عملت ما أشرنا إليه فاعلم ، ان من العمل الزائد الذى يعتمد عليه ، ان تجعل هذا اليوم محلا لبذل الصدقات على اهل الضرورات ، اقتداء بمن يعتدى به صلوات الله عليه ، ومبادرة ، واغتناما لهذا الموسم الذى كانت الصدقة فيه مفتاحا لما
 

 

* هامش *

 

 

(1) رواه الزمخشري في الكشاف 1 : 624 ، الثعلبي في تفسيره عنه احقاق الحق 2 : 402 و 4 : 59 والبحار 35 : 195 ،
    وفى ذخائر العقبى : 102 ، ينابيع المودة : 218 ، المناقب لابن المغازلى : 321 ، الطرائف : 7 4 .

(2) مصباح المتهجد : 758 . ( * )

 

- ص 372 -

لم تبلغ الامال إليه ، فعسى يأتيك من فضل الله جل جلاله عند صدقاتك ما لم يبلغ املك إليه من سعاداتك . فان لأوقات القبول اسرارا لله جل جلاله ما تعرف نص القرآن العظيم والرسول الكريم ان هذا اليوم فيه كان بذل العطاء الجزيل بالتصديق بالقليل ، ولتكن نيتك مجردة العبادة لله جل جلاله هذه الحال ، لأنه جل جلاله أهل أن يعبد بما يريده من صواب الأعمال .




فصل ( 9 ) فيما نذكره من زيادة تنبيه على تعظيم كل وقت عند العارفين بقدر ما تفضل الله جل جلاله على أوليائه المعظمين وعلى المسلمين وإذا كان الله جل جلاله قد جعله للنص على من يقوم مقام صاحب الرسالة ، فقد بالغ جل جلاله في تعظيمه

بما دل عليه من الجلالة ، فليكن العارف بهذا المقدار مشغولا بحمدالله جل جلاله ، على ما وهب من المسار ودفع من الاخطار ، وعلى قدر ما اضاء بهذا اليوم من ظلمات الجهالات ، بما أنا فيه من الدلالات ، وعلى قدر ما اوضح فيه من السبيل الى النعيم المقيم الجليل .



أقول : واما يختم به آخر هذا اليوم الراجح من العمل الصالح : فاعلم اننا قد قدمناه في عدة مقامات ما يختم به ساعات تلك الاوقات ، فان ظفرت بشئ مما قدمناه فاعمل في ذلك بما يقربك الى الله جل جلاله والظفر برضاه ، ونذكر هاهنا ان تكون خاتمة نهار يوم الابتهال ويوم نص الله جل جلاله على مولانا على عليه السلام بصريح مقال بعدما ذكرناه من الاعمال .



من ان تنظر الى جميعما عملت فيه ، من طاعة الله جل جلاله ومراضيه ، بعين الاعتراف لله جل جلاله ولأهل تلك المقامات الكاملة بالمنة العظيمة الفاضلة ، فان اعمالك ، وان كثرت في المقدار ، فانها لا تقوم بحق الله جل جلاله وحقوق القوم الاطهار ، بل هي من مكاسبهم ومعدودة من مناقبهم ، إذ كانوا الفاتحين لأبوابها والهادين الى صوابها .
 

- ص 373 -

وان تجمع بلسان الحال اطراف عباداتك وتضمها بين يدى الذين جعلهم الله جل جلاله من اسباب حياتك وابواب نجاتك ، وتتوجه إليهم بالله جل جلاله ، وبكل من بعز عليهم ، وتتوجه الى لله جل جلاله بهم في ان يأذن لهم في تسليم اعمالك إليهم

ليصلحوا منها ماكان قاصرا ويربحوا فيها ماكان خاسرا ، ويعوضوها بيد قبولهم ، ويدخلوها في سعة قبول الله جل جلاله لأعمالهم وبلوغ آمالهم .


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب