اختر اللون المناسب لأرضية الصفحة

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 275 : -

 فصل ( 14 ) فيما نذكره من عوذة تعوذ بها النبي صلى الله عليه وآله
في يوم الغدير فتعوذ بها انت ايضا


قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزا لك من المحذور ، وهى :
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله خير الأسماء ، بسم الله رب الاخرة والاولى ، ورب الارض والسماء ، الذى لا

يضر مع اسمه كيد الاعداء ، وبها تدفع كل الاسواء ، وبالقسم بها يكفى من استكفى . اللهم انت رب كل شئ وخالقه ،

وبارى كل مخلوق ورازقه ، ومحصى كل شئ وعالمه ، وكافى كل جبار وقاصمه ، ومعين كل متوكل عليه وعاصمة ،

وبر كل مخلوق وراحمه ، ليس لك ضد فيعاندك ، ولاند فيقاومك ، ولا شبيه فيعادلك ، تعاليت عن ذلك عن ذلك علوا

كبيرا . اللهم بك اعتصمت واسقمت توجهت وعليك اعتمدت ، يا خير عاصم واكرم راحم واحكم واعلم عالم ، من

اعتصم بك عصمته ، ومن استرحمك رحمته ، ومن استكفاك كفيته ، ومن توكل عليك امنته وهديته ، سمعا لقولك

يا رب وطاعة لامرك . اللهم اقول وبتوفيقك اقول ، وعلى كفايتك اعول ، وبقدرتك اطول ، وبك استكفى واصول ،

فاكفني اللهم وانقذني وتولنى واعصمني وعافنى ، وامنع منى وخذ لى وكن لى بعينك ولا تكن على ، اللهم انت ربى

عليك توكلت واليك انبت واليك المصير وانت على كل شئ قدير .
 

 

 

فصل ( 15 ) فيما نذكره من عمل العيد الغدير السعيد

مما رويناه بصحيح الاسناد فمن ذلك بالاسانيد المتصلة مما ذكره ورواه محمد بن على الطرازى في كتابه ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقى ، عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدى ،


ورويناه بأسنادنا أيضا الى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، فيما رواه عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدى أيضا قال : دخلت على أبى عبد الله عليه السلام في اليوم الثامن عشر من ذى الحجة ، فوجدته صائما فقال : ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين ، إذ أكمل الله لهم فيه
 

- ص 277 -

الذين وتمم عليهم النعمة ، وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول ، إذ أنساهم الله ذلك الموقف ، ووفقهم للقبول منه ، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا . فقلت له : جعلت فداك فما صواب صوم هذا اليوم ؟ فقال : انه يوم

عيد وفرح وسرور وصوم شكرا لله عز وجل ، فان صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم ، ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء ، وأفضل ذلك قرب الزوال ، وهى الساعة التى اقيم فيها أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خم علما للناس ، وذلك

أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت . فمن صلى ركعتين ، ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة ، ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود ، الدعاء :
 

 

اللهم انى أسألك بأن لك الحمد وحدك لا شريك له ، وأنك واحد أحد صمد ، ولم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد ،

وأن محمدا عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله . يامن هو كل يوم في شأن ، كما كان من شأنك أن تفضلت على بأن

جعلتني من أهل اجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك ، ووفقتني لذلك في مبتدء خلقي تفضلا منك وكرما وجودا ، ثم أردفت

الفضل فضلا ، والجود جودا ، والكرم كرما ، رأفة منك ورحمة الى أن جددت ذلك العهد لى تجديدا بعد تجديدك خلقي

، وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا . فأقمت نعمتك بأن ذكرتني ذلك ومننت به على وهديتني له فليكن من شأنك

يا الهي وسيدي ومولاى ، أن تتم لى ذلك ولا تسلبنيه حتى تتوفانى على ذلك ، وأنت عنى راض ، فانك أحق المنعمين

أن تتم نعمتك على . اللهم سمعنا وأجبنا داعيك بمنك فلك الحمد ، غفرانك ربنا واليك المصير ، آمنا بالله وحده لا شريك

له ، وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وصدقنا وأجبنا داعى الله واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين ،

أمير المؤمنين على بن أبى طالب عبد الله وأخى رسوله ، والصديق الأكبر ، والحجة على بريته ، المؤيد به نبيه ودينه

الحق المبين ، علما لدين الله ، وخازنا لعلمه ، وعيبة غيب الله ، وموضع سر الله ، وأمين الله على خلقه ، وشاهده في

بريته . اللهم اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربكم ، فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع

الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد . فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا

داعيك ، واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولى المؤمنين ، وكفرنا بالجبت والطاغوت ، فولنا ما تولينا ، واحشرنا مع

أئمتنا فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون . آمنا بسرهم وعلانيتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وحيهم ، ورضينا بهم أئمة

وقادة وسادة ، وحسابنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه لانبتغى بهم بدلا ، ولانتخذ من دونهم وليجة ، وبرئنا الى الله من كل

من نصب لهم حربا من الجن والانس من الأولين والاخرين ، وكفرنا بالجبت والطاغوت والأوثان الأربعة وأشياعهم

وأتبائهم وكل من والاهم من الجن والانس من أول الدهر الى آخره . اللهم انا نشهدك أنا ندين بمادان به محمد وآل

محمد ، صلى الله عليه وعليهم وقولنا ما قالوا ، وديننا ما دانوا به ، ما قالوا به قلنا ، ومادانو به دنا ، وما أنكروا أنكرنا

ومن والوا والينا ، ومن عادوا عادينا ، ومن لعنوا لعنا ، ومن تبرؤا منه تبرأنا منه ، ومن ترحموا عليه ، آمنا وسلمنا

ورضينا واتبعنا موالينا صلوات الله عليهم . اللهم فتمم لنا ذلك ولا تسلبناه ، واجعله مستقرا ثابتا عندنا ، ولا تجعله

مستعارا ، وأحينا ما أحييتنا عليه وامتنا إذا أمتنا عليه ، آل محمد أئمتنا ، فبهم نأتم واياهم نوالى ، وعدوهم عدو الله

نعادي ، فاجعلنا معهم في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، فانا بذلك راضون يا أرحم الراحمين . ثم تسجد وتمحدالله مائة

مرة وتشكر الله عز وجل مائة مرة وأنت ساجد ، فانه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله صلى

الله عليه وآله على ذلك ، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم ،

وكان كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلى الله عليه ومع الحسن والحسين صلى الله

عليهما ، وكمن يكون تحت راية القائم صلى الله عليه وفى فسطاطه من النجباء والنقباء (1) .
 

(1) عنه البحار 98 : 298 ، عنه صدره الوسائل 8 : 90 ، 10 : 444 ، وفى مصباح المتهجد : 737 . ( * )

 


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب