اختر اللون المناسب لأرضية الصفحة

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 272 : -

فصل ( 13 ) فيما نذكره من تعيين زيارة لمولانا علي صلوات الله عليه
في يوم الغدير المشار إليه


اعلم اننا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر عدة روايات مطولات يضيق عن مثلها مثل هذا الميقات ، لأن يوم الغدير يختص بيومه زياراة في كتاب المسرة

 

- ص 273 -

من كتاب مزار ابن أبى قرة ، وهى زياراة يوم الغدير . رويناها عن جماعة إليه رحمة الله عليه قال : اخبرنا محمد بن عبدالله ، قال : اخبرنا أبى ، قال : أخبرنا الحسن بن يوسف عميرة ، عن أبيه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبى جعفر

محمد بن على عليهما السلام قال : كان أبى على بن الحسين عليهما السلام قد اتخذ منزلة من بعد مقتل ابيه الحسين بن على عليهما السلام بيتا من شعر واقام بالبادية ، فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطته الناس وملابستهم وكان يسير من البادية

بمقامه بها الى العراق زائرا لأبيه وجده عليهما السلام ، ولا يشعر بذلك من فعله . قال محمد بن على : فخرج سلام الله عليه متوجها الى العراق لزيارة امير المؤمنين عليه السلام وأنا معه ، وليس معنا ذو روح الا الناقتين ، فلما انتهى الى النجف من

بلاد الكوفة ، وصار الى مكانه منه ، فبكا حتى اخضلت لحيته بدموعه ، ثم قال :
 

 

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته ، اشهد لقد جاهدت

يا امير المؤمنين في الله حق جهاده ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله ، حتى دعاك الله الى

جواره ، فقبضك إليه باختياره لك كريم ثوابه ، والزم اعداءك الحجة مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه .

اللهم صل على محمد وآله واجعل نفسي مطمئنة بقدرك ، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة

اوليائك ، محبوبة في ارضك وسمائك ، صابرة على نزول بلائك ، شاكرة لفواضل نعمائك ، ذاكرة لسوابغ آلائك ،

مشتاقة الى فرحة لقائك ، متزودة التقوى ليوم جزائك ، مستنة بسنن اوليائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك .

ثم وضع خده على القبر وقال :

اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة ، وسبل الراغبين اليك شارعة ، واعلام القاصدين اليك واضحة ، وافئدة الوافدين

اليك فازعة ، واصوات الداعين اليك صاعدة ، وابواب الاجابة لهم مفتحة ، ودعوة من ناجاك مستجابة ، وتوبة من

اناب اليك مقبولة ، وعبرة من بكا من خوفك مرحومة . والاستغاثة لمن استغاث بك موجودة ، والاعانة لمن استعان

بك مبذولة ، وعداتك لعبادك منجزة ، وزلات من استقالك مقالة ، واعمال العاملين لديك محفوظة ، وارزاق الخلائق

من لدنك نازلة ، وعوائد المزيد متواترة ، وموائد المستطعمين معدة ، ومناهل الظماء مترعة . اللهم فاستجب دعائي ،

واقبل ثنائي ، واجمع بينى وبين اوليائي واحبائي ، بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين آبائى ، انك ولى

نعمائي ومنتهى مناى وغاية رجائي في منقلبي ومثواى .
 

 


قال جابر : قال لى الباقر عليه السلام : ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر امير المؤمنين عليه السلام ، أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام الا رفع دعاؤه في درج من نور وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله ، وكان محفوظا
 

- ص 275 -

كذلك حتى يسلم الى قائم آل محمد عليهم السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة ان شاء الله .


قال جابر : حدثت به ابا عبد الله جعفر بن محمد بن محمد عليهما السلام وقال لى : زد فيه إذا ودعت احدا منهم فقل :

السلام عليك ايها الامام ورحمة الله وبركاته ، استودعك الله وعليك السلام ورحمة الله ، آمنا بالرسول وبما جئتم به وبما دعوتم إليه ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي وليك ، اللهم لا تحرمنى ثواب مزاره الذى اوجبت له ويسر لنا العود إليه ان شاء الله (2) .


أقول : وقد رواه مولانا الصادق بنحو هذه الألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الاطاعة .


أقول : وروى جدى أبو جعفر الطوسى هذه الزيارة ليوم الغدير عن جابر الجعفر عن الباقر عليه السلام ان مولانا على بن الحسين صلوات الله عليه زاره بها فيه ، وفى ألفاظها خلاف ، ولم يذكر فيها وداعا (3) .
 

 

* هامش *

 

 

(2) رواه في كامل الزيارات : 39 ، عنه البحار 100 : 264 ، المزار الكبير : 112 ، مصباح الزائر : 583 ،
     مزار الشهيد
: 95 ، البلد الامين : 295 ، ومصباح الكفعمي : 480 ، فرحة الغرى : 40 ، عنه الوسائل 10 : 306 ،
     البحار
100 : 264 و 102 : 176 ، وفى الصحيفة السجادية الجامعة : 595 ، الدعاء : 255 .

(3)
مصباح المتهجد : 681 . ( * )


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب