|
|
ومن الدعوات في يوم عيد الغدير
أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا ؟ قال : لا ، قالوا : أفيوم الأضحى هو ؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف
منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذى الحجة ، وان رسول الله صلى الله عليه
وآله لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عز وجل جبرئيل عليه
السلام أن يهبط على النبي صلى الله عليه وآله وقت قيام الظهر من ذلك اليوم
، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين عليه
السلام وأن ينصبه علما للناس بعده ، وأن يستخلفه في امته . فهبط إليه وقال له : حبيبي محمد ان الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قم في هذا اليوم بولاية على صلى الله عليه وآله ليكون علما لامتك بعدك ، يرجعون إليه ، ويكون لهم كأنت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حبيبي جبرئيل انى أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه . فعرج ، وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له : ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) (1) . فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ذعرا (2) مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء (3) وقدماه تشويان ، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم (4) ما تحت الدوح (5) من الشوك وغيره ، فغفل ذلك ، ثم نادى بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمرو عثمان وسائر المهاجرين والأنصار . ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية ، فألزمها للناس جميعا فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا وتناجوا بما أسروا . فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره ، وأن يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها ويتطيب امكانه وانبساط يده ثم يقول : اللهم ان هذا اليوم شرفتنا فيه بولاية وليك على صلوات الله عليه وجعلته أمير المؤمنين وأمرتنا بموالاته وطاعته وأن نتمسك بما يقربنا اليك ، ويزلفنا لديك أمره ونهيه . اللهم قد قبلنا أمرك ونهيك ، وسمعنا وأطعنا لنبيك ، وسلمنا ورضينا ، فنحن موالى على صلوات الله عليه ، وأولياؤه كما أمرت ، نواليه ونعادى من
يعاديه ، ونبرء ممن تبرء منه ، ونبعض من أبغضه ، ونحب من أحبه ، وعلى صلى الله عليه مولانا كما قلت ، وامامنا بعد نبينا صلى الله عليه وآله كما أمرت . فإذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء (1) وسكون ووقار وهيبة واخبات (2) وتقول : الحمد لله رب العالمين كما فضلنا في دينه على من جحد وعند (3) ، وفى نعيم الدنيا على كثير ممن عمد (4) ، وهدانا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله ، وشرفنا بوصيه وخليفته في حياته وبعد مماته ، أمير المؤمنين صلى الله عليه . اللهمان محمدا صلى الله عليه وآله نبينا كما أمرت ، وعليا صلى الله عليه مولانا كما أقمت ، ونحن مواليه وأولياؤه .
ولك نسجد ، على ملة ابراهيم ودين محمد وولاية على صلواتك عليهم أجمعين ، حنفاء مسلمين وما نحن من المشركين ولا من الجاحدين .
اللهم العن الجاحدين المعاندين المخالفين لأمرك وأمر رسولك صلى الله عليه وآله ، اللهم العن المتغضين لهم لعن لعنا كثيرا ، لا ينقطع أوله ولا ينفذ آخره . اللهم صل على محمد وآله ، وثبتنا على موالاتك وموالاة رسولك وآل رسولك وموالاة أمير المؤمنين صلوات الله عليهم ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وأحسن منقلبنا يا سيدنا ومولانا .
|
|