|
|
فصل ( 7 ) فيما نذكره من
الاشارة الى بعض من روى ان هذه الاية :
ورواه ايضا عن عبابة بن الربعي وعن ابن عباس وعن أبى ذر ، واجمع اهل البيت الذين وصفهم النبي صلوات الله عليه وآله انهم لا يفارقون كتابه حتى يردوا عليه الحوض ان هذه الاية نزلت في مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه واطبق على ذلك الشيعة الذين تثبت الحجة بما اطبقوا عليه (1) .
روينا ذلك عن جماعة من الاعيان والاخوان ، احدهم جدى أبو جعفر الطوسى فيما يذكره في المصباح في اليوم الرابع والعشرين من ذى الحجة ، فقال ماهذا لفظه : في هذا اليوم تصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه وهو راكع للصلاة فيه ، روى عن الصادق عليه السلام انه قال : من صلى في هذا اليوم ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة ، شكرا لله على مامن به عليه وخصه به ، يقرأ في كل ركعة ام الكتاب مرة واحدة ، وعشر مرات ( قل هو الله ) ، وعشر مرات آية الكرسي الى قوله تعالى : ( هم فيها خالدون ) ، وعشر مرات ( انا انزلناه في ليلة القدر ) ، عدلت عند الله مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ولم يسأل ، الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضاها له ، كائنة ما كانت انشاء الله ، وهذه الصلاة بعينها رويناها في يوم الغدير (2) .
لم تبلغ الامال إليه ، فعسى يأتيك من فضل الله جل جلاله عند صدقاتك ما لم يبلغ املك إليه من سعاداتك . فان لأوقات القبول اسرارا لله جل جلاله ما تعرف نص القرآن العظيم والرسول الكريم ان هذا اليوم فيه كان بذل العطاء الجزيل بالتصديق بالقليل ، ولتكن نيتك مجردة العبادة لله جل جلاله هذه الحال ، لأنه جل جلاله أهل أن يعبد بما يريده من صواب الأعمال .
بما دل عليه من الجلالة ، فليكن العارف بهذا المقدار مشغولا بحمدالله جل جلاله ، على ما وهب من المسار ودفع من الاخطار ، وعلى قدر ما اضاء بهذا اليوم من ظلمات الجهالات ، بما أنا فيه من الدلالات ، وعلى قدر ما اوضح فيه من السبيل الى النعيم المقيم الجليل .
وان تجمع بلسان الحال اطراف عباداتك وتضمها بين يدى الذين جعلهم الله جل جلاله من اسباب حياتك وابواب نجاتك ، وتتوجه إليهم بالله جل جلاله ، وبكل من بعز عليهم ، وتتوجه الى لله جل جلاله بهم في ان يأذن لهم في تسليم اعمالك إليهم ليصلحوا منها ماكان قاصرا ويربحوا فيها ماكان خاسرا ، ويعوضوها بيد قبولهم ، ويدخلوها في سعة قبول الله جل جلاله لأعمالهم وبلوغ آمالهم .
|
|