|
|
فصل ( 7 ) فيما نذكره أيضا من فضل يوم الغدير
قال : نعم اعظمها حرمة ، قلت : وأى عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذى نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله امير المؤمنين عليه السلام ، وقال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، قلت : وأى يوم هو ؟ قال : ما تصنع باليوم ، ان السنة تدور ولكنه يوم ثمانى عشر من ذى الحجة . فقلت : وما ينبغى لنا ان نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون الله فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد صلى الله عليهم ، وأوصى رسوللله صلى الله عليه وآله امير المؤمنين ان يتخذ ذلك اليوم عيدا ، وكذلك كانت الانبياء تفعل ، كانوا يوصون أوصيائهم بذلك
فيتخذونه عيدا (1) .
رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين للناس فدعاهم الى ولايته ، قال : قلت : في أي يوم ذلك ؟ قال : يوم ثمانية عشر من ذى الحجة . قال : قلت : فما ينبغى فيه وما يستجيب فيه ؟ قال : الصيام والتقرب الى الله عز وجل فيه باعمال الخير ، قال : قلت : فمالن صامه ؟ قال : يحسب له بصيام ستين شهرا .
(2)
ومن اولئك ما رواه الشيوخ المعظمون أبو جعفر محمد بن بابويه والمفيد محمد بن محمد بن النعمان وابو جعفر محمد بن الحسن الطوسى ، باسنادهم جميعا عن الصادق عليه السلام ان العمل في يوم الغدير ثامن عشر ذى الحجة يعدل العمل في ثمانين شهرا (1) .
الله عليه وآله : يوم غدير خم أفضل اعياد امتى هو اليوم الذى أمرنى الله فيه بنصب أخى على بن أبى طالب فيه علما لامتي يهتدون به بعدى ، وهو اليوم الذى أكمل الله فيه الدين واتم على امتى فيه النعمة ورضى لهم الاسلام دينا ، ثم قال : معاشر الناس ان عليا منى وأنا من على خلق من طينتي وهو بعدى يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتى ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين وزوج سيدة نساء العالمين وابو الائمة المهديين .
الأضحى ويوم الجمعة ويوم غدير خم ، ويوم غدير خم بين الفطر
والأضحى يوم الجمعة كالقمر بين الكواكب ، وان الله ليوكل بغدير خم ملائكته
المقربين ، وسيدهم يومئذ جبرئيل عليه السلام ، وانبياء الله المرسلين وسيدهم
يومئذ
محمد صلى الله عليه وآله ، واوصياء الله المنتخبين ، وسيدهم يومئذ امير المؤمنين ، واولياء الله ، وساداتهم يومئذ سلمان وابوذر والمقداد وعمار ، حتى يورده الجنان كما يورد الراعى بغنمه الماء والكلاء . قال المفضل : سيدى تأمرني بصيامه ؟ قال لى : أي والله أي والله أي والله انه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم عليه السلام فصام شكرا لله ، على ذلك اليوم ، وانه اليوم الذى نحبى الله تعالى فيه ابراهيم عليه السلام من النار فصام شكرا لله تعالى على ذلك اليوم ، وانه ليوم الذى أظهر يسى عليه السلام وصيه شمعون الصفا فصام شكرا لله عز وجل على ذلك اليوم . وانه اليوم الذى أقام رسول الله صلى الله عليه وآله عليا للناس علما وأبان فيه فضله ووصيه ، فصام شكرا لله تبارك وتعالى ذلك اليوم ، وانه ليوم صيام وقيام واطعام وصلة الاخوان وفيه مرضاة الرحمان ومرغمة الشيطان
(1) .
|
|