|
|
فصل ( 21 ) فيما نذكره من العمل لمن كان له عذر عن الصيام
وقد جعل الله جل جلاله له عوضا في شريعة الاسلام اعلم اننا كنا قد ذكرنا ونذكر
فضلا عظيما لصوم شهر رجب ، وليس كل أحد يقدر على الصوم لكثرة اعذار الانسان ،
وفي اصحاب الاعذار من يتمنى عوضا عن الصوم ليغتنم اوقات الامكان فينبغي ان نذكر
ما يقوم مقام الصيام عند عدم التمكن
منه ، فان الله جل جلاله بالغ في تركيب الحجة وطلب اقبال عباده عليه وصيانتهم عن الاعراض عنه . وقد روينا في الاخبار عوضا عن الصوم المندوب يحتمل ان يكون لأهل اليسار وعوضا آخر يحتمل ان يكون عوضا لاهل الاعتبار .
وروي عوض عن يوم الصوم درهم ، ولعل التفاوت بحسب سعة اليسار ودرجات الاقتدار . وسيأتي رواية في أواخر رجب انه يتصدق عن كل يوم منه برغيف عوضا عن الصوم الشريف ( 2 ) ، ولعله لأهل الاقتار تخفيفا للتكليف .
الأصم - وذكر فضل صيامه وما لصيام ايامه من الثواب - ثم قال في آخره : قيل : يا رسول الله ، فمن لم يقدر على هذه الصفة يصنع ما ذا لينال ما وصفت ؟ قال : يسبح الله تعالى في كل يوم من رجب الى تمام ثلاثين بهذا التسبيح مائة مرة : سبحان الاله الجليل ، سبحان من لا ينبغي التسبيح الا له ،
سبحان الأعز الأكرم ، سبحان من لبس العزة وهو له اهل ( 3 ) . اقول : فلا ينبغي
للمؤمن الموسر أن يترك الاستظهار باطعام مسكين عن كل يوم من
ايام الصيام المندوبات ، ويقتصر على هذه التسبيحات ، بل يتصدق ويسبح احتياطا للعبادات .
الكتاب مرة و ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات ، غفر الله لك ذنوبك كلها من اليوم الذي جرى عليك القلم الى هذه الليلة ووقاك الله فتنة القبر وعذاب يوم القيامة وصرف عنك الجذام والبرص وذات الجنب ( 1 ) .
آخر يوم من جمادى الآخرة في وقت لم ادخل عليه فيه قبله ، قال
: يا سلمان انت منا اهل البيت أفلا احدثك ؟ قلت : بلى يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قل هو الله أحد ) ثلاث
مرات و ( قل يا ايها الكافرون ) ثلاث مرات ، الا محا الله تعالى عنه كل ذنب
عمله
في صغره وكبره واعطاه الله سبحانه من الأجر كمن صام ذلك الشهر كله ، وكتب عند الله من المصلين الى السنة المقبلة ، ورفع له في كل يوم عمل شهيد من شهداء بدر ، وكتب له بصوم كل يوم يصومه منه عبادة سنة ورفع له ألف درجة ، فان صام الشهر كله انجاه الله عز وجل من النار وأوجب له الجنة ، يا سلمان اخبرني بذلك جبرئيل عليه السلام وقال : يا محمد هذه علامة بينكم وبين المنافقين ، لان المنافقين لا يصلون ذلك . قال سلمان : فقلت : يا رسول الله اخبرني كيف اصلي هذه الثلاثين ركعة ومتى اصليها ؟ قال : يا سلمان تصلي في اوله عشر ركعات تقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و ( قل هو الله احد ) ثلاث مرات و ( قل يا ايها الكافرون ) ثلاث مرات ، فإذا سلمت رفعت يديك وقلت : لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي قدير ، اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، ثم امسح بهما وجهك ( 1 ) .
الثانية بالحمد مرة و ( قل هو الله احد ) عشر مرات و ( قل يا ايها الكافرون ) ثلاث مرات ، وفي الثالثة الحمد مرة و ( قل هو الله احد ) عشر مرات و ( الهيكم التكاثر مرة ، وفي الرابعة الحمد مرة و ( قل هو الله احد ) خمسة وعشرين مرة وآية الكرسي ثلاث مرات ( 2 ) . ذكر صلاة في يوم من رجب ، وجدتها
باسناد متصل الى عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
من صام يوما من رجب وصلى فيه اربع ركعات ، يقرء في اول ركعة مائة مرة آية الكرسي ، ويقرء في الثانية ( قل هو الله احد ) مأتي مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له ( 1 ) . ذكر قرائة ( قل هو الله احد ) في يوم الجمعة من رجب : رأيت في حديث باسناد ان من قرء في يوم الجمعة من رجب ( قل هو الله احد ) مائة مرة كان له نورا يوم . القيامة يسعى به الى الجنة . وان كان اول يوم من رجب ، الجمعة ففيه صلاة زائدة .
مرات و ( قل هو الله احد ) خمس مرات ، ثم قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو واسأله التوبة - عشر مرات ، كتب الله تبارك وتعالى له من يوم يصليها الى يوم يموت كل يوم الف حسنة واعطاه الله تعالى بكل آية قرأها مدينة في الجنة من ياقوتة حمراء ، وبكل حرف قصرا في الجنة من درة بيضاء ، وزوجه الله تعالى من الحور العين ورضي عنه رضا لا سخط بعده وكتب من العابدين ، وختم الله تعالى له بالسعادة والمغفرة ، وكتب الله له بكل ركعة صلاها خمسين ألف صلاة وتوجه بألف تاج ، ويسكن الجنة مع الصديقين ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مقعده من الجنة .
|
|