|
|
ومن الدعوات في غرة رجب ما رويناه باسنادنا من عدة طرق ، منها الى أبي العباس احمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن غالب الانصاري ، قال : حدثنا علي بن الحسن الطاطري ، قال : حدثنا احمد بن أبي بشر ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت على بن الحسين عليهما السلام يدعو في الحجر في غرة رجب في سنة ابن الزبير ، فانصت إليه ، وكان يقول
يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ضمير الصامتين ، لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيد ( 1 ) ، اللهم ومواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة ، فاسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حوائجي للدنيا والاخرة إنك على كل شئ قدير . قال : واسر البواقي فلم افهمه ( 2 ) .
حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور ، قال : حدثني محمد بن الحسين الصائغ ، عن محمد بن الحسين الزاهري ، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق وزاهر الشهيد بالطف ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي معشر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه كان إذا دخل رجب يدعو بهذاا الدعاء في كل يوم من أيامه :
خاب الوافدون على غيرك ، وخسر المتعرضون إلا لك ، وضاع
الملمون ( 4 ) إلا بك ، وأجدب ( 5 )
المنتجعون ( 6 ) إلا من
انتجع فضلك بابك مفتوح للراغبين ، وخيرك مبذول للطالبين ، وفضلك مباح للسائلين
، ونيلك متاح ( 7 ) للاملين ،
ورزقك مبسوط لمن عصاك ، وحلمك متعرض لمن ناواك ، عادتك الاحسان إلى المسيئين ، وسبيلك الإبقاء على المعتدين . اللهم فاهدني هدى المهتدين ، وارزقني اجتهاد المجتهدين ، ولا تجعلني من الغافلين المبعدين ، واغفر لي يوم الدين ( 1 ) .
قال : كنت عند مولاي أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل علينا المعلى بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه ، فقال المعلي : يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها فقال : قل يا معلى : اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك ، وعمل الخائفين منك ، ويقين العابدين لك ، اللهم أنت العلي العظيم ، وأنا عبدك البائس الفقير ، وأنت الغني الحميد ، وأنا العبد الذليل . اللهم صل على محمد وآل محمد ( 2 ) ، وامنن بغناك على فقري ، وبحلمك على جهلي ، وبقوتك على ضعفي يا قوي يا عزيز ، اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين ، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين . ثم قال : يا معلى والله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلى محمد صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
وبكى في سجوده حتى عمي ، روى أبو الحسن علي بن محمد البرسي رضي الله عنه ، قال : أخبرنا الحسين بن أحمد بن شيبان ، قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمران البرقي ، عن محمد بن علي الهمداني ، قال : أخبرني محمد بن سنان ، عن محمد السجاد في حديث طويل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به ، قال : فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك : يا من أرجوه لكل خير ، وآمن سخطه عند كل شر ، يا من يعطي الكثير بالقليل ، يا من يعطي من سأله ، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة ، أعطني بمسألتي إياك جميع ( 2 ) خير الدنيا وجميع خير الاخرة ، واصرف عني بمسألتي أياك جميع شر الدنيا وشر الاخرة ( 3 ) ، فانه غير منقوص ما أعطيت ، وزدني من فضلك يا كريم . قال : ثم مد أبو عبد الله عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ، ثم قال : بعد ذلك : يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود ، يا ذا المن والطول ، حرم شيبتي على النار ( 4 ) .
عليه وعلى آبائه الطاهرين ، وفي هذه الرواية زيادة واختلاف في كلمات ، فقال ما هذا لفظه : ذكر محمد بن أبى الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد جعفر الدهان ، إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال : قال : مل ( 1 ) بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك وقد صلى به أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ووطئه الحجج بأقدامهم ، فملنا إليه ، فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ، ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ، ثم مد يديه فقال : وذكر الدعاء الذي يأتي ذكره ، ثم قام إلى راحلته وركبها . فقال لي أبو جعفر الدهان : ألا نقوم إليه فنسأله من هو ؟ فقمنا إليه فقلنا له : ناشدنا كالله من أنت ؟ فقال : ناشدتكما الله من ترياني ؟ قال ابن جعفر الدهان : نظنك الخضر ، فقال : وأنت أيضا ؟ فقلت : أظنك إياه ، فقال : والله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته ، انصرفا فانا إمام زمانكما ، وهذا لفظ دعائه عليه السلام : اللهم يا ذا المن السابغة ، والالاء الوازعة والرحمة الواسعة ، والقدرة الجامعة ، والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة ، والأيادي الجميلة ، والعطايا الجزيلة ، يا من لا ينعت بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا ( 2 ) من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ ، وأنعم فأسبغ ، وأعطى فأجزل ، ومنح فأفضل . يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار
، ودنا في اللطف فجاز هواجس ( 3 ) الأفكار ، يا
من توحد بالملك ( 4 ) فلاند له في ملكوت سلطانه ،
وتفرد
بالكبرياء والالاء ، فلا ضد له في جبروت شأنه . يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام ، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام ، يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لعظمته ، ووجلت القلوب من خيفته . أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا
لك ، وبما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين ، وبما ضمنت الاجابة فيه على
ويا أرحم الراحمين . صل على محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين الأخيار ، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت ، وأن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت ، وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت ، وأحيني ما أحييتني موفورا ، وأمتني مسرورا ومغفورا . وتول انت نجاتي من مسألة البرزخ ، وادرء عني منكرا ونكيرا ، وأرعيني ( 1 ) مبشرا وبشيرا ، واجعل لي إلى رضوانك وجنانك مصيرا وعيشا قريرا ( 2 ) وملكا كبيرا ، وصلى الله على محمد وآله بكرة وأصيلا يا أرحم الراحمين .
لحقك وأرضى لنفسك ، وخيرا لي في المعاد عندك ، والمعاد إليك ،
أن تعطيني جميع ما أحب وتصرف عني جميع ما أكره ، إنك على كل شئ قدير ،
برحمتك يا أرحم الراحمين . وجدنا هذا الدعاء وهذه الزيادات فيه مرويا عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ( 1 ) .
|
|