- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 236 : -

 فصل ( 60 ) فيما نذكره من اسرار استقبال يوم النصف من رجب اعلم ان هذا اليوم فيه من الاسرار واطلاق المبار وغنى اهل الاعمار وجبر اهل الانكسار ما قد تضمنه صريح الاخبار ، فابسط عند استقباله كف التعرض لمواهبه ونواله ، واقبل

بوجهه قلبك على عظمة ربك ، وانظر بعين بصيرتك الى من رفع قدرك واحضرك لسعادتك واطلقك من عقال الذنوب وقيود العيوب ، واذن لك في كل مطلوب وان تسأله جمع شملك بكل أمر محبوب واخلع لباس الكسالة ، وافكر انك بحضرة مالك

الجلالة ، وعلى مائدة ضيافة صاحب الرسالة ، ولعلك لا تبلغ الى سنة اخرى ويوم مثله ، فاياك ان تفرط فيما جعلك الله اهلا ان تطلبه من فضله .


اقول : ورأيت في حديث باسناد متصل الى ابن عباس قال : قال آدم عليه السلام : يا رب اخبرني بأحب الأيام اليك وأحب الأوقات ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : يا آدم احب الأوقات الي يوم النصف من رجب ، يا آدم تقرب الي يوم النصف من رجب بقربان وضيافة وصيام ودعاء واستغفار وقول : لا إله الا الله ،
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 236 : -

يا آدم اني قضيت فيما قضيت وسطرت فيما سطرت اني باعث من ولدك نبيا لافظ ولا غليظ ولا سخاب ( 1 ) في الاسواق ، حليم رحيم كريم ( 2 ) عظيم البركة ، أخصه وامته بيوم النصف من رجب ، لا يسألوني فيه شيئا الا اعطيتهم ، ولا

يستغفروني الا غفرت لهم ، ولا يسترزقوني الا رزقتهم ، ولا يستقيلوني الا اقلتهم ، ولا يسترحموني الا رحمتهم .

يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائما ذاكرا خاشعا حافظا لفرجه متصدقا من ماله لم يكن له جزاء عندي الا الجنة ،

يا آدم قل لولدك ان يحفظوا انفسهم في رجب فان الخطيئة فيه عظيمة .


فصل ( 61 ) فيما نذكره من فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم النصف من رجب اعلم اننا قد اردنا تقديمها في اول وظائف هذا اليوم السعيد لأننا رأينا موسمها مهملا عند كثير من العبيد ، فاردنا الدلالة والتنبيه عليها والحث على المبادرة إليها .

فروينا باسنادنا الى الشيخ المعظم محمد بن احمد بن داود القمي باسناده الى الحسن بن محبوب عن احمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام : في أي شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان ( 3 ) .

وروينا باسنادنا الى محمد بن داود القمي ايضا باسناده في كتابه المسمى بكتاب الزيارات والفضائل الى احمد بن هلال ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام أي الأوقات أفضل ان نزور فيه الحسين عليه السلام ؟ قال :
 

 

* ( هامش ) *
1 - سخاب : صياح . 2 - عليم ( خ ل ) . 3 - رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : 182 ، عنه البحار 101 : 96 ، والشيخ في التهذيب 6 : 48 وفي مصباح المتهجد 2 : 807 ، المزار للمفيد : 49 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 237 : -

النصف من رجب والنصف من شعبان ( 1 ) .

اقول : وحسبك تنبيها على تعظيم زيارة النصف من رجب انها تضاف الى زيارة النصف من شعبان ، وسيأتي في ثواب زيارة النصف من شعبان ما يدلك على ان زيارة النصف من رجب على غاية من علو الشأن .

اقول : واما ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا النصف من رجب المشار إليه ، فانني لم اقف على لفظ متعين له الى الآن ، فيزار بالزيارة المختصة بشهر رجب التي قدمناها في عمل اول ليلة منه ، ففيها بلاغ لهذا الميقات والآوان ، وان شاء فيزوره بالزيارات المروية لكل زمان أو لكل امام حيث كان .


فصل ( 62 ) فيما نذكره من صلاة عشر ركعات في نصف رجب من رواية سلمان رضوان الله عليه عن النبي صلوات الله عليه وآله ، وهي : وصل في وسط الشهر عشر ركعات تقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله احد ) و ( قل يا

ايها الكافرون ) ثلاث مرات ، فإذا سلمت فارفع يديك الى السماء وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، الها واحدا احدا صمد فردا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا . ثم امسح بهما وجهك ( 2 ) .


فصل ( 63 ) فيما نذكره من صلاة اربع ركعات يوم النصف من رجب ودعائها مروية عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال : دخل عدي بن ثابت الانصاري على
 

 

* ( هامش ) *
 1 - رواه في كامل الزيارات : 182 ، عنه البحار 101 : 907 ، و 10 : 364 ، والتهذيب 2 : 16 ،
مصباح المتهجد 2 : 807 ، الوسائل 10 : 364 ، 1 .
 2 - مصباح المتهجد 2 : 814 ، عنه الوسائل 8 : 98 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 238 : -

أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النصف من رجب وهو يصلي ، فلما اسمع حسه أومئ بيده الى خلفه ان قف ، قال عدي : فوقفت فصلى اربع ركعات لم ار احدا صلاها قبله ولا بعده ، فلما سلم بسط يده وقال : اللهم يا مذل كل جبار ويا معز

المؤمنين ، انت كهفي حين تعييني المذاهب وانت بارئ خلقي رحمة بي ، وقد كنت عن خلقي غنيا ، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ، وانت مؤيدي بالنصر على اعدائي ، ولو لا نصرك اياي لكنت من المفضوحين ( 1 ) . يا مرسل الرحمة من

معادنها ومنشئ البركة من مواضعها ، يا من خص نفسه بالشموخ والرفعة ( 2 ) ، فاولياءه بعزه يتعززون ، يا ( 3 ) من وضعت له الملوك نير المذلة ( 4 ) على اعناقهم ، فهم من سطواته خائفون . أسألك بكينونيتك التي اشتققتها من كبريائك ،

وأسألك بكبريائك التي اشتققتها من عزتك ، وأسألك بعزتك التي استويت بها على عرشك ، فخلقت بها جيمع خلقك ، فهم لك مذعنون ، ان تصلي على محمد واهلي بيته . قال : ثم تكلم بشئ خفي عني ثم التفت الي فقال : يا عدي اسمعت ؟ قلت : نعم

، قال : احفظت ؟ قلت : نعم ، قال : ويحك احفظه واعربه فو الذي فلق الحبة ونصب الكعبة وبرء النسمة ما هو عند احد من اهل الأرض ولا دعا به مكروب الا نفس الله كربته . ذكر صلاة اخرى في النصف من رجب : وجدتها في عمل رجب باسناد متصل الى النبي عليه السلام :
 

 

* ( هامش ) *
 1 - المقبوحين ( خ ل ) . 2 - شمخ الجبل : علا وطال ، والرجل بانفه : تكبر .
 3 - ويا ( خ ل ) . 4 - النير : الخشبة على عنق الثور باداتها . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 239 : -

ان من صلى في النصف من رجب يوم خمسة عشر عند ارتفاع النهار خمسين ركعة ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قل هو الله احد ) مرة و ( قل اعوذ برب الفلق ) مرة و ( قل اعوذ برب الناس ) مرة ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنة مع النبيين ولا يعذب في القبر ويرفع عنه ضيق القبر وظلمته وقام من قبره ووجهه يتلألأ ( 1 ) .


فصل ( 64 ) فيما نذكره من فضل صوم خمسة عشر يوما من رجب ، غير ما اسلفناه روينا ذلك باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب اماليه وثواب الاعمال باسناده الى النبي صلى الله عليه وآله قال : ومن صام من رجب خمسة عشر يوم وقف يوم القيامة موقف الآمنين ولا يمر به ملك ولا نبي ولا رسول الا قالوا : طوبى لك انت آمن مقرب مشرف مغبوط محبور ساكن الجنة ( 2 ) . ( 3 ) .

 

 

* ( هامش ) *
1 - عنه الوسائل 8 : 97 .
 2 - في المصادر : ساكن للجنان .
 3 - ثواب الاعمال : 80 ، امالي الصدوق : 430 ، عنهما البحار 97 : 28 . ( * )

 


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر رجب