|
|
فصل ( 60 ) فيما نذكره من اسرار استقبال يوم النصف من رجب اعلم ان هذا اليوم فيه من الاسرار واطلاق المبار وغنى اهل الاعمار وجبر اهل الانكسار ما قد تضمنه صريح الاخبار ، فابسط عند استقباله كف التعرض لمواهبه ونواله ، واقبل بوجهه قلبك على عظمة ربك ، وانظر بعين بصيرتك الى من رفع قدرك واحضرك لسعادتك واطلقك من عقال الذنوب وقيود العيوب ، واذن لك في كل مطلوب وان تسأله جمع شملك بكل أمر محبوب واخلع لباس الكسالة ، وافكر انك بحضرة مالك الجلالة ، وعلى مائدة ضيافة صاحب الرسالة ، ولعلك لا تبلغ الى سنة اخرى ويوم مثله ، فاياك ان تفرط فيما جعلك الله اهلا ان تطلبه من فضله .
يا آدم اني قضيت فيما قضيت وسطرت فيما سطرت اني باعث من ولدك نبيا لافظ ولا غليظ ولا سخاب ( 1 ) في الاسواق ، حليم رحيم كريم ( 2 ) عظيم البركة ، أخصه وامته بيوم النصف من رجب ، لا يسألوني فيه شيئا الا اعطيتهم ، ولا يستغفروني الا غفرت لهم ، ولا يسترزقوني الا رزقتهم ، ولا يستقيلوني الا اقلتهم ، ولا يسترحموني الا رحمتهم . يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائما ذاكرا خاشعا حافظا لفرجه متصدقا من ماله لم يكن له جزاء عندي الا الجنة ، يا آدم قل لولدك ان يحفظوا انفسهم في رجب فان الخطيئة فيه عظيمة .
فروينا باسنادنا الى الشيخ المعظم محمد بن احمد بن داود القمي باسناده الى الحسن بن محبوب عن احمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام : في أي شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان ( 3 ) . وروينا باسنادنا الى محمد بن داود القمي ايضا باسناده في
كتابه المسمى بكتاب الزيارات والفضائل الى احمد بن هلال ، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام أي الأوقات أفضل ان نزور فيه
الحسين عليه السلام ؟ قال :
النصف من رجب والنصف من شعبان ( 1 ) . اقول : وحسبك تنبيها على تعظيم زيارة النصف من رجب انها تضاف الى زيارة النصف من شعبان ، وسيأتي في ثواب زيارة النصف من شعبان ما يدلك على ان زيارة النصف من رجب على غاية من علو الشأن . اقول : واما ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا النصف من رجب المشار إليه ، فانني لم اقف على لفظ متعين له الى الآن ، فيزار بالزيارة المختصة بشهر رجب التي قدمناها في عمل اول ليلة منه ، ففيها بلاغ لهذا الميقات والآوان ، وان شاء فيزوره بالزيارات المروية لكل زمان أو لكل امام حيث كان .
ايها الكافرون ) ثلاث مرات ، فإذا سلمت فارفع يديك الى السماء وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، الها واحدا احدا صمد فردا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا . ثم امسح بهما وجهك ( 2 ) .
أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النصف من رجب وهو يصلي ، فلما اسمع حسه أومئ بيده الى خلفه ان قف ، قال عدي : فوقفت فصلى اربع ركعات لم ار احدا صلاها قبله ولا بعده ، فلما سلم بسط يده وقال : اللهم يا مذل كل جبار ويا معز المؤمنين ، انت كهفي حين تعييني المذاهب وانت بارئ خلقي رحمة بي ، وقد كنت عن خلقي غنيا ، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ، وانت مؤيدي بالنصر على اعدائي ، ولو لا نصرك اياي لكنت من المفضوحين ( 1 ) . يا مرسل الرحمة من معادنها ومنشئ البركة من مواضعها ، يا من خص نفسه بالشموخ والرفعة ( 2 ) ، فاولياءه بعزه يتعززون ، يا ( 3 ) من وضعت له الملوك نير المذلة ( 4 ) على اعناقهم ، فهم من سطواته خائفون . أسألك بكينونيتك التي اشتققتها من كبريائك ، وأسألك بكبريائك التي اشتققتها من عزتك ، وأسألك بعزتك التي استويت بها على عرشك ، فخلقت بها جيمع خلقك ، فهم لك مذعنون ، ان تصلي على محمد واهلي بيته . قال : ثم تكلم بشئ خفي عني ثم التفت الي فقال : يا عدي اسمعت ؟ قلت : نعم ، قال : احفظت ؟ قلت : نعم ، قال : ويحك احفظه واعربه فو الذي
فلق الحبة ونصب الكعبة وبرء النسمة ما هو عند احد من اهل الأرض ولا دعا به
مكروب الا نفس الله كربته . ذكر صلاة اخرى في النصف من رجب : وجدتها في عمل رجب
باسناد متصل الى النبي عليه السلام :
ان من صلى في النصف من رجب يوم خمسة عشر عند ارتفاع النهار خمسين ركعة ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قل هو الله احد ) مرة و ( قل اعوذ برب الفلق ) مرة و ( قل اعوذ برب الناس ) مرة ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنة مع النبيين ولا يعذب في القبر ويرفع عنه ضيق القبر وظلمته وقام من قبره ووجهه يتلألأ ( 1 ) .
|
|