|
|
فصل ( 9 ) فيما نذكره من زيارة مختصة بشهر رجب اعلم ان هذه الزيارة التي يأتي ذكر صفتها ليست متعينة لأول ليلة من الشهر ، ولكنها متعينة للشهر كله ، فنذكرها في اول ليلة منه لأنه اول وقتها ، فلا يؤخرها عنه ، رويناها باسنادنا الى جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه فيما ذكره عن ابن عياش ، قال : حدثني خير ( 3 ) بن عبد الله ، عن مولانا - يعني أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه - قال : زر أي المشاهد كنت بحضرتها ( 4 ) في رجب تقول : الحمد لله الذي اشهدنا مشهد اوليائه في رجب ، واوجب علينا من حقهم ما قد وجب ، وصلى
الله على محمد المنتجب وعلى اوصيائه
الحجب ، اللهم فكما اشهدتنا مشهدهم ( 1 ) فانجز لنا موعدهم واوردنا موردهم ( 9 ) ، غير محلئين عن ورد في دار المقامة والخلد . والسلام عليكم ، اني قصدتكم ( 2 ) واعتمدتكم بمسألتي وحاجتي ، وهي فكاك رقبتي من النار ، والمقر معكم في دار القرار مع شيعتكم الابرار ، والسلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار . انا سائلكم واملكم فيما اليكم التفويض وعليكم التعويضا ، فبكم يجبر المهيض ( 3 ) ويشفي المريض ، وما تزداد الارحام وما تغيض ، اني لسركم مؤمن ( 4 ) ولقولكم مسلم وعلى الله بكم مقسم ، في رجعي ( 5 ) بحوائجي وقضائها وامضائها وانجاحها ( 6 ) وابراحها ( 7 ) ، وبشؤني لديكم وصلاحها . والسلام عليكم سلام مودع ولكم حوائجه مودع ، يسأل الله اليكم المرجع وسعيه اليكم غير منقطع ، وان يرجعني من حضرتكم خير مرجع الى جناب ممرع ( 8 ) وخفض ( 9 ) عيش موسع
، ودعة ( 10 ) ومهل ( 11 ) الى حين الاجل ، وخير مصير ومحل في النعيم الازل
والعيش المقتبل ( 12 ) ، ودوام الاكل وشرب الرحيق والسلسل ( 13 ) وعل ونهل ( 14
) لاسام منه ولا ملل .
ورحمة الله وبركاته وتحياته عليكم ، حتى العود الى حضرتكم ، والفوز في كرتكم والحشر في زمرتكم ، ورحمة الله وبركاته عليكم وصلواته وتحياته وهو حسبنا ونعم الوكيل ( 1 ) .
احتطنا للتكليف ، وان لم يكن اوله الجمعة ، فيكون قد اذكرناك في اول الشهر بها الى حين حضور اول ليلة جمعة منه لتعمل بها . وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله ، ونقلته أنا من بعض كتب اصحابنا رحمهم الله فقال في جملة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله في ذكر فضل شهر رجب ما هذ لفظه : ولكن لا تغفلوا عن اول ليلة جمعة منه ، فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك انه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض الا يجتمعون في الكعبة وحواليها ، ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول لهم : يا ملائكتي سلوني ما شئتم ، فيقولون : ربنا حاجتنا اليك ان تغفر لصوام رجب ، فيقول الله تبارك وتعالى : قد فعلت ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مامن ا حد صام يوم الخميس اول خميس من رجب ثم يصلى بين العشاء والعتمة اثنتى
عشرة ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و
( انا انزلناه في ليلة القدر ) ثلاث مرات ، و ( قل هو الله احد ) اثنتي عشرة
مرة فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة ، يقول : اللهم صل
على محمد النبي الامي وعلى آله ( 1 ) . ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ثم يرفع رأسه ويقول : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الاعظم . ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاولى ، ثم يسأل الله حاجته في سجوده ، فانه تقضى ان شاء الله تعالى . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة الا غفر الله له جميعا ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وعد ورق ( 2 ) الاشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من اهل بيته ممن قد استوجب النار ، فإذا كان اول ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق ، فيقول : يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدة ، فيقول : من انت فما رأيت احسن وجها
منك ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك ؟ فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة
التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا ، جئت الليلة لأقضي
حقك وآنس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على
رأسك وانك لن تعدم الخير من مولاك ابدا ( 3 ) .
|
|