فصل ( 25 ) فيما نذكره من فضل الخلوة بالنساء لمن
قدر على ذلك اول ليلة من شهر رمضان ، ونية ذلك
اعلم ان الخلوة بالنساء اول شهر رمضان من جملة العبادات ، فلا
تخرجها بطاعة الطبع عن العبادة الى عبادة الشهوات ،
ولا تشغلك الخلوة بالنساء تلك الليلة عن مقام من مقامات السعادات ، وان قصرت بك
ضعف الارادة ، فاستعن بالله القادر
على تقوية الضعيف وتأهيلك المقام التشريف .
فمن الرواية في ذلك ما رويناه باسنادنا الى أبي جعفر محمد بن بابويه رحمه الله
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، فقال ما
هذا لفظه : وقال امير المؤمنين صلوات الله عليه : يستحب للرجل أن يأتي أهله أول
ليلة من شهر رمضان . ( 1 )
أقول : ولعل مراد صاحب الآداب من هذه الحال وتخصيص الالمام بالنساء قبل الدخول
في الصيام ، ليكون خاطر الانسان في ابتداء شهر رمضان موفرا على الاخلاص ومقام
الاختصاص ، وطاهرا من وساوس الشيطان .
أو لعل ذلك لأجل انه كان محرما في صدر الاسلام ، فيراد من
العبد اظهار تحليله ونسخ تحريمه . أو لعل المراد احياء سنة رسول الله صلى الله
عليه وآله بالنكاح في ليلة من شهر الصيام . ويمكن ذكر وجوه غير هذه الاقسام ،
لكن هذا الذي ذكرناه ربما كان اقرب الى الافهام .
فصل ( 26 ) فيما نذكره مما يختم به كل ليلة من شهر رمضان
اعلم ان حديث كل ضيف مع صاحبه ضيافته ، وكل مستخفر بخفير ،
فحديثه مع المقصود بخفارته ، وإذا كان الانسان في شهر رمضان قد اتخذ خفيرا
وحاميا كما تقدم التنبيه عليه . فينبغي كل ليلة بعد فراغ عمله ان يقصد بقلبه
خفيره ومضيفه ، ويعرض عمله
|
* ( هامش ) *
1 - عنه
البحار 97 : 348 ، رواه الصدوق في
الفقيه 2 : 173 الخصال
2 : 612 ،
رواه مع اختلاف الكليني في
الكافي 4 : 180 ، عنهم الوسائل 10 : 350 .
( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 191 : - |
عليه ، ويتوجه الى الله جل جلاله بالحامي والخفير والمضيف ،
وبكل من يعز عليه ، وبكل وسيلة إليه ، في ان يبلغ الحامي انه متوجه بالله جل
جلاله وبكل وسيلة إليه ، وفي ان يكون هو المتولي لتكميل من النقصان والوسيط
بينه وبين الله جل جلاله في تسليم العمل إليه ، من باب قبول اهل الاخلاص
والامان .
أقول : ومن وظائف كل ليلة ان يبدء العبد في كل دعاء مبرور ، ويختم في كل عمل
مشكور ، بذكر من يعتقد انه نائب الله
جل جلاله في عباده وبلاده ، وانه القيم بما يحتاج إليه هذا الصائم ، من طعامه
وشرابه وغير ذلك من مراده ، من سائر
الاسباب التي هي متعلقة بالنائب عن رب الأرباب ، ان يدعو له
هذا الصائم بما يليق ان يدعى به لمثله ، ويعتقد ان المنة لله جل جلاله ولنائبه
، كيف اهلاه لذلك ورفعاه به به في مزلته ومحله . فمن الرواية في الدعاء لمن
أشرنا إليه صلوات الله
عليه ، ما ذكره جماعة من اصحابنا ، وقد اخترنا ما ذكره ابن
أبي قرة في كتابه ، فقال باسناده الى علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن
عيسى بن عبيد ، باسناده عن الصالحين عليهم السلام قال : وكرر في ليلة ثلاث
وعشرين من شهر
رمضان قائما وقاعدا وعلى كل حال ، والشهر كله ، وكيف امكنك ،
ومتى حضرك في دهرك ، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله عليهم
السلام :
|
اللهم كن لوليك ، القائم بأمرك ،
الحجة ، محمد بن الحسن المهدي ، عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام ،
في هذه
الساعة وفي كل ساعة ، وليا وحافظا
وقاعدا ، وناصرا ودليلا ومؤيدا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه فيها
طويلا
وعرضا ، وتجعله وذريته من الأئمة
الوارثين . اللهم انصره وانتصر به ، واجعل النصر منك له وعلى يده ،
والفتح
على وجهه ، ولا توجه الأمر إلى غيره ،
اللهم أظهر به دينك وسنة نبيك ، حتى لا يستخفى بشئ من الحق مخافة أحدا
من الخلق . اللهم إني أرغب إليك في
دولة كريمة ، تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا
فيها من
الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك
، وآتنا في الدنيا حسنة ، وفي الاخرة حسنة ، وقنا عذاب النار . واجمع
لنا خير
الدارين ، واقض عنا جميع ما تحب فيهما
، واجعل لنا في ذلك الخيرة برحمتك ومنك في عافية ، آمين رب العالمين ،
زدنا من فضلك ويدك الملئ ، فان كل معط
ينقص من ملكه ، وعطاؤك يزيد في ملكك ( 1 )
.
1
-
عنه البحار 97 :
349 . |
|
|