اللهم إليك غدوت بحاجتي ، وبك أنزلت
اليوم فقري ومسكنتي ، فإني لمغفرتك ورحمتك أرجى مني لعملي ، ومغفرتك
أوسع لي من ذنوبي كلها . اللهم فصل
على محمد وآل محمد ، وتول قضاء كل حاجة لي ، بقدرتك . عليها وتيسيرها
عليك وفقري إليك ، فاني لم اصب خيرا
قط إلا منك ، ولم يصرف عني سوء قط غيرك ( ولا أرجو لأمر آخرتي
ودنياي سواك ، يوم يفردني الناس في
حفرتي وافضى إليك يا كريم . اللهم من تهيأ وتعبأ ، وأعد واستعد لوفادة
إلى
مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته ،
فاليك يا رب تهيئتي وتعبئتي واستعدادي ، رجاء رفدك وطلب نائلك وجائرتك
، فلا تخيب دعائي ، يا من يا لا يخب
عليه السائل ، ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك ثقة بعمل صالح عملته ، ولا
لوفادة
إلى مخلوق رجوته . أتيتك مقرا
بالاساءة على نفسي والظلم لها ، معترفا بأن لا حجة لي ولا عذر ، أتيتك
أرجو عظيم
عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين ، فلم
يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم أن عدت عليهم بالرحمة ، فيامن رحمته
واسعة وعفوه عظيم ، يا عظيم يا عظيم
يا رب ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا ينجي من سخطك إلا التضرع إليك ،
فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي
تحيي بها ميت البلاد ، ولا تهلكني غما حتى تستجيب لي دعائي وتعرفني
الاجابة ،
وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ،
ولا تشمت بي عدوي ، ولا تسلطه علي ، ولا تمكنه من عنقي . إلهي إن
وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ، وإن
رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك
أو
يسألك عن أمره ، وقد علمت أنه ليس
حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما
يحتاج
إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك
علوا كبيرا . فصل على محمد وآل محمد ، وانصرني واهدني وارحمني ،
وآثرني وارزقني ، وأعني واغفر لي ،
وتب علي واعصمني ، واستجب لي في جميع ما سألتك ، وأرده بي ، وقدرة
لي ، ويسره امضه وبارك فيه ، وتفضل
علي به ، وأسعدني بما تعطيني منه . وزدني من فضلك الواسع سعة من نعمك
الدائمة ، وأوصل لي ذلك كله بخير
الاخرة ونعيمها يا أرحم الراحمين . ( 1 )
1 - عنه
البحار 98 : 17 . |