- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 340 : -

الباب الثالث والعشرون فيما نذكره من زيادات ودعوات وصلوات في الليلة التاسعة عشر منه ويومها

واعلم أنك إن عبدته لأجل طلب أجرة عبادتك ، كنت في مخاطرتك ، كرجل كان عليه لبعض الغرماء الأقوياء الأغنياء ديون لا يقوم لها حكم العدد والاحصاء ، فاجتاز هذا الذي عليه الديون الكثيرة ، مع غريمه صاحب الحقوق الكثيرة ، على سوق

فيه حلاوة ، فاقتضى إنعام الغريم أنه اشترى لهذا الذي عليه الدين العظيم ، طبقا من تلك الحلاوة العظيمة اللذات ، وكلفه حملها إلى دار الغريم ليأكلها الذي عليه الديون وحده على أبلغ الشهوات . فلما أكلها الذي عليه الديون الكثيرة وفرغ من أكلها

، قال للغريم : إن هذه الحلاوة قد حملتها معك ، فأعطني رغيفا اجرة حملها ، فقال له الغريم : إنما حملتها على سبيل المنة عليك ، ولتصل هذه الحلاوة إليك ، وما كنت محتاجا إنا إليها ، ولي ديون كثيرة عليك ما طلبتك بها . فكيف اقتضى عقلك أن

تطالب رغيفا أجرة حلاوة ما كلفتك وزن ثمن لها ، فهل يسترضي أحد من ذوي العقول السليمة ما فعله الذي عليه الديون من طلب تلك الاجرة الذميمة . فكذا حال العبد مع الله جل جلاله ، فان القوة التي عمل بها الطاعات من مولاه ، والعقل والنقل

الذي عمل به العبادات من ربه مالك دنياه واخراه ، والعمل الذي كلفه إياه ، إنما يحصل نفعه للعبد على اليقين ، والله جل جلاله مستغن عن عبادة العالمين ، ولله جل جلاله على عباده من النعم بانشائه وإبقائه وإرفاده وإسعاده
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 341 : -

ما لا يحصيها الإنسان ، ولو بالغ في اجتهاده . فلا يقتضي العقل والنقل أن يعبد لأجل طلب الثواب ، بل يعبد اله جل جلاله لأنه أهل للعبادة ، وله المنة عليك كيف رفعك عن مقام التراب والدواب وجعلك أهلا للخطاب والجواب ووعدك بدوام نعيم دار الثواب .

واعلم أن من مكاسب إحدى هذه الليالي المشار إليها لمن عبد الله جل جلاله ، على ما ذكرناه من النية التي نبهنا عليها ، ما رويناه باسنادنا إلى ابن فضال باسناده إلى عبد الله بن سنان قال : سألته عن النصف من شعبان ، فقال : ما عندي فيه شئ ،

ولكن إذا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيه الأرزاق ، وكتب فيها الاجال ، وخرج فيها صكاك الحاج ، واطلع الله عزوجل إلى عباده ، فغفر لمن يشاء إلا شارب مسكر ، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين فيها يفرق كل امر حكيم ، ثم ينتهي

ذلك ويقضى ، قال : قلت : إلى من ؟ قال : إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم ( 1 ) ، وباسنادنا إلى علي بن فضال فقال أيضا باسناده إلى منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ، ينزل فيها ما يكون

في السنة إلى مثلها من خير أو شر أو رزق أو أمر أو موت أو حياة ، ويكتب فيها وفد مكة ، فمن كان في تلك السنة مكتوبا لم يستطع أن يحبس ، وإن كان فقيرا مريضا ، ومن لم يكن فيها لم يستطع أن يحج وإن كان غنيا صحيحا ( 2 ) .
 

أقول : فهل يحسن من مصدق بالاسلام ، وبما نقل عن الرسول وعترته عليه وعليهم أفضل السلام ، أن ليلة واحدة من ثلاث ليال ، يكون فيها تدبير السنة كلها ، وإطلاق العطايا ودفع البلايا ، وتدبير الامور ، وهي أشرف ليلة في السنة عند القادر على نفع كل سرور ، ودفع كل محذور ، فلا يكون نشيطا لها ، لا مهتما بها .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - عنه البحار 98 : 142 ، المستدرك 7 : 470 ، رواه الصفار في بصائر الدرجات : 240 .
 2 - عنه المستدرك 7 : 457 ، البحار 98 : 142 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 342 : -

فهل تجد العقل قاضيا أن سلطانا يختار ليلة من سنة للاطلاق والعتاق ، والمواهب ونجاح المطالب ، ويأذن إذنا عاما في الطلب منه لكل حاضر وغائب ، فيختلف أحد من ذلك المجلس العام وعن تلك الليلة المختصة بذلك الأنعام التي ما يعود مثلها

الا بعد عام ، مع أن الذين دعاهم إلى سؤاله ، محتاجون مضطرون إلى ما بذله لهم ، من نواله وإقباله وإفضاله . ماذا تقول لو أنك بعد الفراغ من هذه المائة ركعة أو مائة وعشرين ، سمعت أن قد حضر ببابك رسول بعض ملوك الادميين ، قد

عرض عليك مائة دينار أو شيئا مما تحتاج إليها من المسار ، ودفع الأخطار . فكيف كان نشاطك وسرورك بالرسول
وبالاقبال والقبول ، ويزول النوم والكسل بالكلية الذي كنت تجده في معاملة مولاك ، مالك الجلالة المعظمة ( 1 ) الإلهية ،

الذي قد بذل لك السعادة الدنيوية والاخروية ، لقد افتضح ابن آدم المسكين بتهوينه بمالك الأولين والآخرين . فارحم يا أيها المسعود نفسك ، ولا يكن محمد رسول سلطان العالمين ، وما وعد به عن مالك يوم الدين ، دون رسول عبد من العباد ،

يجوز أن يخلف في الميعاد وأمره يزول إلى الفناء والنفاد ، ولا تشهد على نفسك أنك ما أنت مصدق بوعد ( 2 ) سلطان المعاد ، بتثاقلك عن حبه وقربه ووعده ( 3 ) ، ونشاطك من عبيده . ومن مهمات ليلة تسع عشرة ما قدمناه في أول ليلة منه ، مما يتكرر كل ليلة ، فلا تعرض عنه .


أقول : وروي عن علي بن عبد الواحد النهدي في كتاب عمل شهر رمضان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب الفارسي وإسحاق بن الحسن البصري ، عن أحمد ابن هوذة ، عن الأحمري ، عن عبد الله بن حماد ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 

* ( هامش ) *
 1 - العظيمة ( خ ل ) . 2 - بوعود ( خ ل ) . 3 - ووعوده ( خ ل ) . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 343 : -

إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان انزلت صكاك الحاج ، وكتبت الاجال والأرزاق ، وأطلع الله على ( 1 ) خلقه ، فغفر ( 2 ) لكل مؤمن ما خلا شارب مسكر ، أو صارم رحم ماسة مؤمنة ( 3 ) .

أقول : وقد مضى في كتابنا هذا وغيره ، أن ليلة النصف من شعبان يكتب الاجال ويقسم الأرزاق ، ويكتب أعمال السنة . ويحتمل أن يكون في ليلة نصف شعبان تكون البشارة بأن في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب الاجال ويقسم الأرزاق

، فتكون ليلة نصف شعبان ليلة البشارة بالوعد ، وليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وقت إنجاز ذلك الوعد ، أو يكون في تلك الليلة يكتب آجال قوم ويقسم أرزاق قوم وفي هذه ليلة تسع عشرة يكتب آجال الجميع وأرزاقهم ، أو غير لك مما لم

نذكره . فان الخبر ورد صحيحا صريحا بأن الاجال والأرزاق [ تكتب ] ( 4 ) في ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين من شهر رمضان .


وسنذكر هاهنا بعض أحاديث ليلة تسع عشرة ، فنقول : روى أيضا علي بن عبد الواحد النهدي في كتاب عمل شهر رمضان
، قال : حدثني عبد الله بن محمد في آخرين ، قال : أخبرنا علي بن حاتم في كتابه ، قال : حدثنا محمد بن جعفر - يعني ابن

بطة ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمرات الأشعري ، عن محمد بن عيسى ، عن زكريا المؤمن ، عن إسحاق

بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول وناس يسألونه ، يقولون : إن الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان ، فقال : لا والله ما ذلك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وإحدى وعشرين ، وثلاث
 

 

* ( هامش ) *
 1 - الى ( خ ل ) . 2 - فغفر ( خ ل ) . 3 - عنه البحار 98 : 143 ، المستدرك 7 : 471 . 4 - من البحار . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 344 : -

وعشرين ، فان في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان ، وفي ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم ، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضي ما أراد الله جل جلاله ذلك ، وهي ليلة القدر التي قال الله : ( خير من ألف شهر ) ( 1 ) . قلت : ما معنى قول :

( يلتقى الجمعان ) ؟ قال : قال يجمع الله فيها ما أراد الله من تقديمه وتأخيرها وإرادته وقضائه ، قلت : وما معنى يمضيه في ليلة ثلاث وعشرين ؟ قال : إنه يفرق في ليلة إحدى وعشرين ، ويكون له فيه البداء ، وإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى ( 2 ) .


أقول : وروي أنه يستغفر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان مائة مرة ، ويلعن قاتل مولانا علي عليه السلام مائة مرة ، ورأيت حديثا في الأصل الذي في المجلد الكتاب الذي أوله الرسالة العزية في فضلها ( 3 ) .


أقول : ووجدت في كتاب كنز اليواقيت تأليف أبي الفضل بن محمد الهروي أخبارا في فضل ليلة القدر وصلاته ، فنحن نذكرها في هذه ليلة تسع عشرة ، لأنها أول الليالي المفردات ، فيصليها من يريد الاحتياط للعبادات ، في الثلاث الليالي المفضلات .

ذكر الصلاة المروية : في الكتاب المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : من صلى ركعتين في ليلة القدر ، يقرأ
( 4 )
في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، و ( قل هو الله أحد ) سبع مرات ، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة ، لا يقوم ( 5 )

من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه ، وبعث ( 6 ) الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلى سنة أخرى ، وبعث ( 7 ) الله ملائكة إلى الجنان يغرسون له الأشجار ، ويبنون له القصور ، ويجرون له الأنهار ، ولا يخرج
 

 

* ( هامش ) *
 1 - القدر : 4 . 2 - عنه البحار 98 : 144 ، المستدرك 7 : 418 . 3 - عنه البحار 98 : 144 .
 4 -
فقرء ( خ ل ) . 5 - فما دام لا يقوم ( خ ل ) . 6 و 7 - يبعث ( خ ل ) . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 345 : -

من الدنيا حتى يرى ذلك كله ( 1 ) .

ومن الكتاب المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من أحيا ليلة القدر حول عنه العذاب الى السنة القابلة ( 2 ) .

ومن الكتاب المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : قال موسب : إلهي اريد قربك ، قال : قربي لمن يستيقظ ( 3 ) ليلة القدر ، قال : إلهي اريد رحمتك ، قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر ، قال : إلهي اريد الجواز على الصراط

، قال : ذلك لمن تصدق بصدقة في ليلة القدر . قال : إلهي اريد أشجار الجنة وثمارها ، قال : ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر ، قال : إلهي اريد النجاة من النار ، قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر ، قال : إلهي اريد رضاك ، قال : رضاي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر ( 4 ) .


ومن الكتاب المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يفتح أبواب السموات ( 5 ) في ليلة القدر ، فما من عبد يصلي فيها إلا كتب الله تعالى له بكل سجدة شجرة في الجنة ، لو يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، وبكل ركعة بيتا في

الجنة من در وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ، وبكل آية تاجا من تيجان الجنة ، وبكل تسبيحة طائرا من النجب ، وبكل جلسة درجة من درجات الجنة ، وبكل تشهد غرفة من غرفات الجنة ، وبكل تسليمة حلة من حلل الجنة . فإذا انفجر عمود الصبح أعطاه

الله من الكواعب المألفات ( 6 ) والجواري المهذبات ، والغلمان المخلدين ، والنجائب المطيرات ، والرياحين المعطرات ، والأنهار الجاريات ، والنعيم الراضيات ، والتحف والهديات ، والخلع والكرامات ، وما تشتهي الأنفس وتلذ
 

 

* ( هامش ) *
 1 - عنه الوسائل 8 : 19 ، البحار 98 : 144 ، المستدرك 7 : 445 .
 2 -
عنه الوسائل 8 : 20 ، البحار 98 : 145 ، المستدرك 7 : 456 .
 3 -
استيقظ ( خ ل ) .
 4 -
عنه الوسائل 8 : 21 ، البحار 98 : 145 ، المستدرك 7 : 456 .
 5 -
السماء ( خ ل ) . 6 - المألف : الذي يألفه الانسان . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 346 : -

الأعين ، وأنتم فيها خالدون ( 1 ) .
 1 - عنه البحار 98 : 145 ، عنه صدره الوسائل 8 : 21 ، المستدرك 7 : 456 .
 

ومن هذا الكتاب عن الباقر عليه السلام : من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ، ومكائيل البحار ( 2 ) .
 2 - عنه المستدرك 7 : 457 ، الوسائل 8 : 21 ، البحار 98 : 146 ،
رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : 118 ، عنه الوسائل 10 : 358 .
 


ذكر نشر المصحف الشريف ودعائه : رويناه باسنادنا إلى حريز بن عبد الله السجستاني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر رمضان ، فتنشره وتضعه بين يديك وتقول :

   اللهم إني أسألك بكتابك المنزل ، وما فيه وفيه اسمك الأكبر ، وأسماؤك الحسنى وما يخاف ويرجى ، أن تجعلني من عتقائك من النار ، وتدعو بما بدا لك من حاجة ( 5 )
 5 - عنه البحار 98 : 146 .
 

 

ذكر دعاء آخر للمصحف الشريف : ذكرنا إسناده وحديثه في كتاب إغاثة الداعي ، ونذكر هاهنا المراد منه ، وهو عن مولانا الصادق صلوات الله عليه ، قال : خذ المصحف فدعه على رأسك وقل :

  اللهم بحق هذا القرآن ، وبحق من أرسلته به ، وبحق كل مؤمن مدحته فيه ، وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك ، بك يا الله - عشر مرات . ثم تقول : بمحمد - عشر مرات ، بعلي - عشر مرات ، بفاطمة - عشر مرات ، بالحسن - عشر مرات ، بالحسين - عشر مرات ، بعلي ابن الحسين - عشر مرات ، بمحمد بن علي - عشر مرات ، بجعفر بن محمد - عشر مرات ، بموسى بن جعفر - عشر مرات ، بعلي بن موسى - عشر مرات ، بمحمد ابن علي - عشر مرات ، بعلي بن محمد - عشر مرات ، بالحسن بن علي - عشر مرات ، بالحجة - عشر مرات . وتسأل حاجتك ، وذكر في حديثه إجابة الداعي وقضاء حوائجه ( 1 )
 1 - عنه البحار 98 : 146 .
 

 

ذكر دعاء آخر للمصحف الشريف : ذكرناه باسنادنا إليه في كتاب إغاثة الداعي عن علي بن يقطين رحمه الله ، عن مولانا موسى بن جعفر صلوات الله عليهما يقول فيه : خذ المصحف في يدك وارفعه فوق رأسك وقل :

  اللهم بحق هذا القرآن ، وبحق من أرسلته إلى خلقك ، وبكل آية هي فيه ، وبحق كل مؤمن مدحته فيه ، وبحقه عليك ولا أحد أعرف بحقه منك . يا سيدي يا سيدي يا سيدي ، يا الله يا الله يا الله - عشر مرات ، وبحق محمد - عشر مرات ، وبحق كل إمام - وتعدهم حتى تنتهي إلى إمام زمانك عشر مرات . فانك لا تقوم من موضعك حتى يقضى لك حاجتك ، وتيسر لك أمرك ( 2 ) .
 2 - عنه البحار 98 : 146 .
 

 
ذكر ما نختاره من الروايات بالدعوات ليلة تسع عشرة من شهر رمضان : دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة ، وهو :

  اللهم لك الحمد على ما وهبت لي من انطواء ما طويت من شهري ، وأنك لم تجن فيه أجلي ، ولم تقطع عمري ، ولم تبلني بمرض يضطرني إلى ترك الصيام ، ولا بسفر يحل لي فيه الافطار ، فأنا أصومه في كفايتك ووقايتك ، اطيع أمرك ، وأقتات رزقك ، وأرجو واؤمل تجاوزك . فأتمم اللهم علي في ذلك نعمتك ، وأجزل به منتك ، واسلخه عني بكمال الصيام وتمحيص الاثام ، وبلغني آخره بخاتمة خير وخيره ، يا أجود المسؤولين ، ويا أسمح الواهبين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ( 3 ) .
 3 - عنه البحار 98 : 147 .
 


دعاء آخر في الليلة التاسعة عشر منه ، رويناه باسنادنا إلى محمد بن أبي قرة من كتابه عمل شهر رمضان :

  يا ذا الذي كان قبل كل شئ ، ثم خلق كل شئ ، ثم يبقى ويفنى كل شئ ، يا ذا الذي ليس في السموات العلى ولا في الأرضين السفلى ، ولا فوقهن ولا بينهن ولا تحتهن إله يعبد غيره ، لك الحمد حمدا لا يقدر على إحصائه إلا أنت ، فصل على محمد وآل محمد ، صلاة لا يقدر على إحصائها إلا أنت ( 3 ) .
 3 - عنه البحار 98 : 147 .
 

 دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه :

  اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر ، وفي القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفور ذنوبهم ، والمكفر عنهم سيئاتهم ، واجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري ، وتوسع علي في رزقي ، وتفعل بي كذا وكذا .  

وهذا الدعاء ذكرنا نحوه في دعاء كل ليلة ، ولكن بينهما تفاوت .

دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه :

  اللهم إني أمسيت لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا ، ولا أصرف عنها سوء ، أشهد بذلك على نفسي ، وأعترف لك بضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، فصل على محمد وآل محمد ، وأنجز لي ما وعدتني ، وجميع المؤمنين والمؤمنات من المغفرة في هذه الليلة ، وأتمم علي ما آتيتني ، فاني عبدك المسكين المستكين ، الضعيف الفقير المهين . اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني ، ولا غافلا لإحسانك فيما أعطيتني ، وآيسا من إجابتك ، وإن أبطأت عني ، وفي سراء كنت أو ضراء ، أو شدة أو رخاء ، أو عافية أو بلاء ، أو بؤس أو نعماء ، إنك سميع الدعاء ( 1 ) .
 1 - عنه البحار 98 : 141 .
 


دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله :

  سبحان من لا يموت ، سبحان من لا يزول ملكه ، سبحان من لا يخفى عليه خافية ، سبحان من لا تسقط ورقة إلا بعلمه ، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين إلا بعلمه وبقدرته . فسبحانه سبحانه ، سبحانه سبحانه ، سبحانه سبحانه ، ما أعظم شأنه ، وأجل سلطانه ، اللهم صل على محمد وآله واجعلنا من عتقائك ، وسعداء خلقك بمغفركت ، إنك أنت الغفور الرحيم ( 4 ) .
 4 - عنه البحار 98 : 148 .
 

 


فصل ( 1 ) فيما يختص باليوم التاسع عشر من دعاء غير متكرر دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان :

  اللهم إني أسألك بأنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك ، وبأنك أحد صمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن لك كفوا أحدا . وبأنك جواد ماجد ، رحمن الدنيا والاخرة ، تعطي من تشاء ، وتحرم من تشاء ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، المبرور حجهم ، المبسوط رزقهم ، المحفوظين في أنفسهم وأديانهم ، وأهاليهم وأولادهم . وأن تجعل ذلك في عامي هذا وفي كل عام أبدا ما أبقيتني ، في يسر منك وعافية ، وصحة من جسمي ، ونية خالصة لك ، وسعة في ذات يدي ، وقوة في بدني على جميع اموري . اللهم من طلب حاجته إلى أحد من المخلوقين ، فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا شريك لك ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأسألك أن تجعل لي أن أغض بصري ، وأن أحفظ فرجي ، وأن أكف عن محارمك ، وأن أعمل ما أحببت ، وأن أدع ما سخطت ( 1 ) .
 1 - عنه البحار 98 : 149 .
 

 

دعاء آخر في هذا اليوم :

  اللهم وفر فيه حظي من بركاته ، وسهل سبيلي إلى حيازة خيراته ، ولا تحرمني من قبول حسناته ، يا هاديا إلى الحق المبين ( 6 ) .
 6 - عنه البحار 98 : 149 .
 

أقول : واعلم أن الرواية من عدة جهات عن الصادقين ، عن الله جل جلاله عليهم أفضل الصلوات ، أن يوم ليلة القدر مثل ليلته ، فاياك أن تهون بنهار تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ، وتتكل على ما عملته في ليلتها وتستكثره

 لمولاك ، وأنت غافل عن عظيم نعمته ، وحقوق ربوبيته . وكن في هذه الأيام الثلاثة المعظمات على أبلغ الغايات ، في العبادات والدعوات ، واغتنام الحياة قبل الممات .


أقول : والمهم من هذه الليالي في ظاهر الروايات عن الطاهرين ما قدمناه من التصريح ، أن ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تهمل يومها .

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 351 : -

فمن الرواية ( 1 ) في ذلك باسنادنا عن هشام بن الحكم رضوان الله عليه عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه أنه قال : يومها مثل ليلتها - يعني ليلة القدر ( 2 ) .


وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام قال : هي في كل سنة ليلة ، وقال : يومها مثل ليلتها ( 3 ) .
 

وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سأله بعض أصحابنا ، ولا أعلمه إلا سعيد السمان : كيف تكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر ؟ قال : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ، ليس فيه ليلة القدر ، وقال أبو عبد الله عليه السلام : يومها مثل ليلتها - يعني ليلة القدر ، وهي تكون في كل سنة ( 4 ) .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - الروايات ( خ ل ) .
 2 - رواه الشيخ في التهذيب 4 : 331 ، عنه الوسائل 10 : 359 .
 3 - يعني ليلة القدر ( خ ل ) .
 4 - عنه البحار 98 : 149 ، رواه الكليني في الكافي 4 : 157 ، والصدوق الفقيه 2 : 102 ، عنهما الوسائل 10 : 351 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر رمضان