- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 312 : -

الباب الثالث والعشرون فيما نذكره من زيادات ودعوات وصلوات في الليلة التاسعة عشر منه ويومها

وفيها عدة زيادات منها : الغسل المشار إليه مؤكدا فيها . منها : الصلوات الزائدة وأدعيتها . منها : استغفار مائة مرة . منها : الرواية بنشر المصحف ودعائه . منها : ما نختاره من عدة روايات بالدعوات . ومنها : الدعاء المختص بيومها . ومنها : الرواية فضل يوم ليلة القدر مثل ليلته .

أقول : واعلم أن ليلة تسع عشرة اولى الثلاث الليالي الافراد ، وهذه الليالي محل الزيادة في الاجتهاد ، ولعمري أن الأخبار واردة وآكدة في ليلة إحدى وعشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة ، وفي ليلة ثلاث وعشرين من أكثر من ليلة تسع عشر ومن ليلة إحدى وعشرين .


وقد قدمنا ما ذكره أبو جعفر الطوسي في التبيان عند تفسير ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) أنها في مفردات العشر الأواخر بلا خلاف ، وقال رحمه الله : قال أصحابنا : هي إحدى الليلتين : إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين . وهو منقول عن الأئمة الطاهرين ، العارفين بأسرار رب العالمين ، وأسرار سيد المرسلين ، صلوات الله جل جلاله عليهم أجمعين .


وقد قدمنا دعاء العشرين ركعة في أول ليلة منه . أقول : ونحن ذاكرون في هذه الليلة التسع عشرة دعاء الثمانين ركعة ، تمام المائة ركعة ، أنقله من خط أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه ، لتعمل عليه ، وما كان لي إلى تقديم دعاء المائة ركعة قبل هذه الليلة سبب يحوج إليه ، فذلك جعلناه في هذه الليلة .


وقد روي أن هذه المائة ركعة تصلي في كل ليلة من المفردات كل ركعة بالحمد مرة ، و ( قل هو الله احد ) عشر مرات . وإن قويت على ذلك فاعمل عليه ، واغتنم أيها العبد الميت الفاني ما يبلغ اجتهادك عليه ، فان سم الفناء يسري الى الأعضاء

مذ خرجت إلى دار الفناء ، وآخره هجوم الممات وانقطاع الأعمال الصالحات ، وأن تصير من جملة القبور الدارسات المهجورات ، فبادر إلى السعادات الدائمات .


فصل ما تقدم ذكره من العشرين ركعة وأدعيتها ، وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام بين كل ركعتين من جميع الركعات ، ثم قم فصل الثمانين ركعة الباقيات .

تصلي ركعتين وتقول :

  يا حسن البلاء عندي ، يا قديم العفو عني ، يا من لا غناء لشئ عنه ، يا من لابد لشئ منه ، يا من مرد كل شئ إليه ، يا من مصير كل شئ إليه ، تولني سيدي ولا تول أمري شرار خلقك ، أنت خالقي ورازقي يا مولاي ، فلا تضيعني ( 3 ) 
 3 - عنه البحار 98 : 123 .
 

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة ، أو أنت منزله ، من نور تهدي به ، أو رحمة تنشرها ، ومن رزق تبسطه ، ومن ضر تكشفه ، ومن بلاء ترفعه ، ومن سوء تدفعه ، ومن فتنة تصرفها ، واكتب لي ما كتبت لأوليائك الصالحين ، الذين استوجبوا منك الثواب ، وامنوا برضاك عنهم منك العذاب . يا كريم يا كريم يا كريم ، صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم ، واغفر لي ذنبي ، وبارك لي في كسبي ، وقنعني بما رزقتني ، ولا تفتني بما زويت عني ( 1 ) .
 1 - عنه البحار 98 : 123 .
 

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إليك نصبت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل يا سيدي توبتي ، وارحم ضعفي ، واغفر لي وارحمني ، واجعل لي في كل خير نصيبا ، وإلى كل خير سبيلا ، اللهم إني أعوذ بك من الكبر ، ومواقف الخزي في الدنيا والاخرة . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي ما سلف من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، وأورد علي أسباب طاعتك واستعملني بها ، واصرف عني أسباب معصيتك ، وحل بيني وبينها ، واجعلني وأهلي وولدي ( ومالي )  في ودائعك التي لا تضيع ، واعصمني من النار . واصرف عني شر فسقة الجن والإنس ، وشر كل ذي شر ، وشر كل ضعيف أو شديد من خلقك ، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إنك على كل شئ قدير ( 1 ) .
 1 - عنه البحار 98 : 123 .
 

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم أنت متعالي الشأن ، عظيم الجبروت ، شديد المحال ، عظيم الكبرياء ، قادر قاهر ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، وفي العهد ، قريب مجيب ، سامع الدعاء ، قابل التوبة ، محص لما خلقت ، قادر على ما أردت ، مدرك من طلبت ، رازق من خلقت ، شكور إن شكرت ، ذاكر إن ذكرت . فأسألك يا إلهي محتاجا وأرغب إليك فقيرا ، وأتضرع إليك خائفا ، وأبكي إليك مكروبا ، وأرجوك ناصرا ، وأستغفرك متضرعا ، وأتوكل عليك محتسبا ، وأسترزقك متوسعا . وأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ذنوبي ، وتتقبل عملي وتيسر منقلبي ، وتفرج قلبي ، إلهي أسألك أن تصدق ظني ، وتعفو عن خطيئتي وتعصمني من المعاصي . إلهي ضعفت فلا قوة لي ، وعجزت فلا حول ولا قوة لي ، إلهي جئتك مسرفا على نفسي ، مقرا بسوء عملي ، قد ذكرت غفلتي ، وأشفقت مما كان مني ، فصل على محمد وآل محمد ، وارض عني ، واقض لي جميع حوائجي من حوائج . الدنيا والاخرة ، يا أرحم الراحمين ( 3 ) .  3 - عنه البحار 98 : 124 .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء وشماتة الأعداء ، وسوء القضاء ، ودرك الشقاء ، ومن الضرر في المعيشة ، وأن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به ، أو تسلط علي طاغيا ، أو تهتك لي سترا ، أو تبدي لي عورة ، أو تحاسبني يوم القيامة مقاصا ، أحوج ما أكون إلى عفوك وتجاوزك عني . فأسألك بوجهك الكريم ، وكلماتك التامة أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأدخلني الجنة ، واجعلني من سكانها وعمارها . اللهم إني أعوذ بك من سفعات النار ، اللهم صل على محمد وآله ، وارزقني الحج والعمرة ، والصيام والصدقة لوجهك ( 1 )
 1 - عنه البحار 98 : 124 .
 

ثم تسجد وتقول في سجودك :

  يا سامع كل صوت ، ويا بارئ النفوس قبل الموت ، ويا من لا تغشاه الظلمات ، ويا من لا تتشابه عليه الأصوات ، ويا من لا يشغله شئ عن شئ ، أعط محمدا أفضل ما سألك ، وأفضل ما سئلت له ، وأفضل ما أنت مسؤول له ، وأسألك أن تجلعني من عتقائك وطلقائك من النار . اللهم صل على محمد وآله ، واجعل العافية شعاري ودثاري ، ونجاة لي من كل سوء يوم القيامة ( 2 )
 2 -
عنه البحار 98 : 124 .
 

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، أنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم . وأنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين ، وأنت الله لا إله إلا أنت منك بدء الخلق وإليك يعود ، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة والنار ، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر ، وأنت الله لا إله إلا أنت لم تزل ولا تزال . وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، سبحان الله عما يشركون . وأنت الله لا إله إلا أنت الخالق البارئ المصور لك الأسماء الحسنى . يسبح لك ما في السموات والأرض ، وأنت الله العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت والكبرياء رداؤك . ثم تصلي على محمد وآل محمد ، وتدعو بما أحببت ( 2 )
 2 - عنه البحار 98 : 125
 

قال الشيخ باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما مؤمن يسأل الله بهن ، ويقبل بهن قلبه إلى الله عزوجل إلا قضى الله عزوجل له حاجته ، ولو كان شقيا رجوت أن يحول سعيدا . ورأيت في روايتن من غير أدعية شهر رمضان هذا الدعاء ، وفيه : مالك الخير والشر ، وليس فيه : خالق الخير والشر .

ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي جعفر عليه السلام :

  لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . اللهم إني أسألك بدرعك الحصينة ، وبقوتك وعظمتك وسلطانك أن تجيرني من الشيطان الرجيم ، ومن شر كل جبار عنيد . اللهم إني أسألك بحبي إياك وبحبي رسولك ، وبحبي أهل بيت رسولك صلواتك عليه وعليهم ، يا خيرا من أبي وامي ومن الناس جميعا ، اقدر لي خيرا من قدري لنفسي ، وخيرا لي مما يقدر لي أبي وامي ، أنت جواد لا يبخل ، وحليم لا يعجل ، وعزيز لا يستذل . اللهم من كان الناس ثقته ورجاءه فأنت ثقتي ورجائي اقدر لي خيرها عاقبة ، ورضني بما قضيت لي ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وألبسني عافيتك الحصينة ، وإن ابتليتني فصبرني ، والعافية أحب إلي ( 3 ) . 
 3 -
عنه البحار 98 : 125 .
 

أقول : ووجدت في مجلد عتيق لعل تاريخه أكثر من مائتي سنة ، وفي أول المجلد أدب الكتاب للصولي ، وآخره كتاب الجواهر لإبراهيم بن إسحاق الصولي ، وفيه : وكان علي بن أبي طالب يقول في دعائه : ( اللهم إن ابتليتني فصبرني ، والعافية أحب إلي ) .

ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أمير المؤمنين عليه السلام :

  اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك ، فجعلت فيه رضاك ، وندبت إليه أولياءك ، وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا ، وأكرمها لديك مآبا ، وأحبها إليك مسلكا ، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيلك فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا . فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ، ثم وفى لك ببيعته الذي بايعك عليه ، غير ناكث ولا ناقض عهدا ، ولا مبدل تبديلا ، إلا استنجازا لوعدك ، واستيجابا لمحبتك ، وتقربا به إليك فصل على محمد وآله ، واجعله خاتمة عملي ، وارزقني فيه لك وبك من الوفاء مشهدا توجب لي به الرضا ، وتحط عني به الخطايا . اجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة العصاة ، تحت لواء الحق وراية الهدى ، ماضيا على نصرتهم قدما ، غير مول دبرا ، ولا محدث شكا ، أعوذ  بك عند ذلك من الذنب المحبط للأعمال .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهما السلام :

  اللهم إني برحمتك التي لا تنال منك إلا بالرضا ، والخروج من معاصيك ، والدخول في ما يرضيك ، نجاة من كل ورطة ، والمخرج من كل كفر ، والعفو عن كل سيئة ، يأتي بها مني عمد ، أو زل بها مني خطأ ، أو خطرت بها مني خطرات ، نسيت أن أسألك خوفا ان تعينني به على حدود رضاك . وأسألك الأخذ بأحسن ما أعلم ، والترك لشر ما أعلم ، والعصمة [ من ] أن أعصى وأنا أعلم ، أو أخطئ من حيث لا أعلم ، وأسألك السعة في الرزق ، والزهد فيما هو وبال . وأسألك المخرج بالبيان من كل شبهة ، والفلج بالصواب في كل حجة ، والصدق فيما علي ولي ، وذللني بإعطاء النصف من نفسي ، في جميع المواطن  في الرضا والسخط والتواضع والفضل وترك قليل البغي وكثيره ، في القول مني والفعل . و ( أسألك ) تمام النعمة في جميع الأشياء ، والشكر بها حتى ترضى وبعد الرضا ، والخيرة فيما يكون فيه الخيرة بميسور جميع الامور لا بمعسورها ، يا كريم ( 2 )
 2 - عنه البحار 98 : 126 .
 

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين عليهما السلام :

   الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على أطيب المرسلين ، محمد بن عبد الله ، المنتجب الفاتق الراتق ، اللهم فخص محمدا صلى الله عليه وآله بالذكر المحمود ، والحوض المورود ، اللهم أعط محمدا صلواتك عليه وآله الوسيلة ، والرفعة والفضيلة وفي المصطفين محبته ، وفي العليين درجته ، وفي المقربين كرامته . اللهم أعط محمدا صلواتك عليه وآله من كل كرامة أفضل تلك الكرامة ، ومن كل نعيم أوسع ذلك النعيم ، ومن كل عطاء أجزل ذلك العطاء ، ومن كل يسر أيسر ذلك اليسر ، ومن كل قسم أوفر ذلك القسم ، حتى لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلسا ، ولا أرفع منه عندك ذكرا ومنزلة ، ولا أعظم عليك حقا ، ولا أقرب وسيلة من محمد صلواتك عليه وآله ، إمام الخير وقائده والداعي إليه ، والبركة على جميع العباد ، والبلاد ورحمة للعالمين . اللهم اجمع بيننا وبين محمد صلواتك عليه وآله في برد العيش ، وبرد الروح ، وقرار النعمة ، وشهوة الأنفس ، ومنى الشهوات ، ونعيم اللذات ، ورجاء الفضيلة ، وشهود الطمأنينة ، وسؤود الكرامة ، وقرة العين ، ونضرة النعيم ، وبهجة لا تشبه بهجات الدنيا ، نشهد أنه قد بلغ الرسالة ، وأدى النصيحة ، واجتهد للامة ، واوذي في جنبك ، وجاهد في سبيلك ، وعبدك حتى أتاه اليقين ، فصل اللهم عليه وآله الطيبين . اللهم رب البلد الحرام ، ورب الركن والمقام ، ورب المشعر الحرام ، ورب الحل والحرام ، بلغ روح محمد صلواتك عليه وآله عنا السلام . اللهم صل على ملائكتك المقربين ، وعلى أنبيائك المرسلين ، وصل اللهم على الحفظة الكرام الكاتبين ، وعلى أهل طاعتك من أهل السماوات السبع وأهل الأرضين من المؤمنين أجمعين ( 4 )
 4 - رواه في المصباح : 558 ، التهذيب 3 : 83 ، عنهم البحار 98 : 126 .
 

فإذا فرغت من الدعاء سجدت وقلت :

  اللهم إليك توجهت ، وبك اعتصمت ، وعليك توكلت ، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي ، اللهم فاكفني ما أهمني وما لا يهمني ، وما أنت أعلم به مني ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك ، صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم .  

ثم ارفع رأسك وقل :

  اللهم إني أعوذ بك من كل شئ زحزح بيني وبينك ، أو صرف به عني وجهك الكريم ، أو نقص به من حظي عندك . اللهم فصل على محمد وآل محمد ، ووفقني لكل شئ يرضيك عني ، ويقربني إليك ، وارفع درجتي عندك ، وأعظم حظي ، وأحسن مثواي ، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ، ووفقني لكل مقام محمود ، تحب أن تدعا فيه بأسمائك وتسأل فيه من عطائك . رب لا تكشف عني سترك ، ولا تبد عورتي للعالمين ، وصل على محمد وآل محمد ، واجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين ، واساءتي مغفورة ، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة اليك والتوبة والانابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، وأنت لي في كل شديدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم كرب يضعف عنه الفؤاد ، ويقل فيه الحيلة ، ويخذل عنه القريب ، ويشمت به العدو ، وتعييني فيه الامور ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغبا إليك فيه عمن سواك ، ففرجته وكشفته وكفيتنيه ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حاجة ، ومنتهى كل رغبة ، لك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا .  

روى هذا الدعاء ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله يوم الأحزاب : اللهم أنت ثقتي - إلى تمام الدعاء .

  يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، ويا من لم يهتك الستر ، ولم يؤاخذ بالجريرة ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة . يا صاحب كل نجوى ، ومنتهى كل شكوى ، يا مقيل العثرات ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يا مبتدئا بالنعمقبل استحقاقها ، يا رباه يا سيداه ، يا أملاه يا غاية رغبتاه . أسألك بك يا الله أن لاتشوه خلقي بالنار ، وأن تقضي لي حوائجي آخرتي ودنياي ، وتفعل بي كذا وكذا - وتصلي على محمد وآل محمد وتدعو بما بدا لك ( 1 )
 1 - عنه البحار 98 : 129 .
 

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم خلقتني فأمرتني ونهيتني ، ورغبتني في ثواب ما به أمرتني ، ورهبتني عقاب ما عنه نهيتني ، وجعلت لي عدوا يكيدني ، وسلطته مني على ما لم تسلطني عليه منه ، فأسكنته صدري وأجريته مجرى الدم مني ، لا يغفل إن غفلت ، ولا ينسي إن نسيت ، يؤمنني عذابك ، ويخوفني بغيرك . إن هممت بفاحشة شجعني ، وإن هممت بصالح ثبطني ، ينصب لي بالشهوات ويعرض لي بها ، إن وعدني كذبني ، وإن مناني قنطني ، وإن اتبعت هواه أضلني ، وإلا تصرف عني كيده يستزلني ، وإلا تفلتني من حبائله يصدني ، وإلا تعصمني منه يفتني . اللهم فصل على محمد وآله ، واقهر سلطانه عني بسلطانك عليه ، حتى تحبسه عني بكثرة الدعاء لك مني ، فأفوز في المعصومين منه بك ، ولا حول ولا قوة إلا بك ( 4 ) 4 - عنه البحار 98 : 129 .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  يا أجود من أعطى ، ويا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم ، ويا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، يقضي ما أحب ، يا من يحول بين المرء وقلبه . يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شئ ، يا سميع يا بصير ، صل على محمد وآله ، وأوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي ، وأؤدي به أمانتي ، وأصل به رحمي ، ويكون عونا لي على الحج والعمرة .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن الرضا عليه السلام :

  اللهم صل على محمد وآله في الأولين ، وصل على محمد وآله في الاخرين ، وصل على محمد وآله في الملأ الأعلى ، وصل على محمد وآله في النبيين والمرسلين ، اللهم أعط محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة . اللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته ، وارزقني صحبته ، وتوفني على ملته ، واسقني من حوضه مشربا رويا لا أظمأ بعده أبدا ، إنك على كل شئ قدير . اللهم كما آمنت بمحمد صلواتك عليه وآله ولم أره ، فعرفني في الجنان وجهه ، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما - ثم ادع بما بدا لك .  

ثم اسجد وقل في سجودك :

  اللهم إني أسألك يا سامع كل صوت ، ويا بارئ النفوس بعد الموت ، يا من لا تغشاه الظلمات ، ولا تتشابه عليه الأصوات ، ولا تغلطه الحاجات ، ويا من لا ينسى شيئا لشئ ، ولا يشغله شئ عن شئ ، أعط محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أفضل ما سألوا ، خير ما سألوك ، وخير ما سئلت لهم ، وخير ما سألتك لهم ، وخير ما أنت مسؤول لهم إلى يوم القيامة . ثم ارفع رأسك وادع بما أحببت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله :

  اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، اللهم لا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت . اللهم أنت الحليم فلا تجهل ، اللهم أنت الجواد فلا تبخل ، اللهم أنت العزيز فلا تستذل ، اللهم أنت المنيع فلا ترام ، اللهم أنت ذو الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد ، وادع بما شئت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء ، وشماتة الأعداء ، وسوء القضاء ، ودرك الشقاء ، ومن الضرر في المعيشة ، وأن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به ، أو تسلط علي طاغيا ، أو تهتك لي سترا ، أو تبدي لي عورة ، أو تحاسبني يوم القيامة مناقشا ، أحوج ما أكون إلى عفوك وتجاوزك عني فيما سلف . اللهم إني أسألك باسمك الكريم ، وكلماتك التامة ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا تنجي من نقمتك إلا رحمتك ، ولا ينجي من عذابك إلا التضرع إليك ، فهب لي يا إلهي من لدنك رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ، بالقدرة التي بها تحيي ميت البلاد ، وبها تنشر ميت العباد . ولا تهلكني غما حتى تغفر لي وترحمني ، وتعرفني الاستجابة في دعائي ، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه من رقبتي . اللهم إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ، وإن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني ، أو يتعرض لك في شئ من أمري ، وقد علمت يا إلهي أن ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوا كبيرا . فلا تجعلني للبلاء غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، ومهلني ونفسني ، وأقلني عثرتي ، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي ، أستجير بك اللهم فأجرني ، وأستعيذ بك من النار فأعذني ، وأسألك الجنة فلا تحرمني .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول بعدهما ما روي عن أبي الحسن موسى عليه السلام :

  اللهم لا إله إلا أنت ، ولا أعبد إلا إياك ، ولا اشرك بك شيئا ، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني  إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وأعلنت وأسررت ، وما أنت أعلم به مني ، وأنت المقدم وأنت المؤخر . اللهم صل على محمد وآل محمد ، ودلني على العدل والهدى ، والصواب وقوام الدين ، اللهم واجعلني هديا مهديا ، راضيا مرضيا ، غير ضال ولا مضل ، اللهم رب السموات السبع والأرضين السبع ورب العرش العظيم ، اكفني المهم من أمري بما شئت ، وصل على محمد وآله - وادع بما أحببت  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إن عفوك عن ذنبي ، وتجاوزك عن خطيئتي ، وصفحك عن ظلمي ، وسترك على قبيح عملي ، وحلمك عن كثير جرمي ، عند ما كان من خطائي وعمدي ، أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك ، الذي رزقتني من رحمتك ، وأريتني من قدرتك ، وعرفتني من إجابتك . فصرت أدعوك آمنا ، وأسألك مستأنسا ، لا خائفا ولا وجلا ، مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك ، فان أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ، لعلمك بعاقبة الامور ، فلم أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك علي . يا رب إنك تدعوني فاولي عنك ، وتتجبب إلي فأتبغض إليك ، وتتود إلي فلا أقبل منك ، كأن لي التطول عليك ، ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة لي والاحسان إلي ، والتفضل علي بجودك وكرمك ، فارحم عبدك الجاهل ، وجد عليه بفضل إحسانك ، إنك جواد كريم - وادع بما أحببت .  

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد ، وقل في سجودك :

  يا كائنا قبل كل شئ ، ويا كائنا بعد كل شئ ، ويا مكون كل شئ ، لا تفضحني فانك بي عالم ، ولا تعذبني فانك علي قادر . اللهم إني أعوذ من العديلة عند الموت ، ومن سوء المرجع في القبور ، ومن الندامة يوم القيامة ، اللهم إني أسألك عيشة هنيئة وميتة سوية ومنقلبا كريما ، غير مخز ولا فاضح . ثم ارفع رأسك من السجود وادع بما شئت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أحدهما عليهما السلام :

  اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان ، بديع السموات والأرض ، ذو الجلال والاكرام ، إني سائل فقير ، وخائف مستجير ، وتائب مستغفر . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي ذنوبي كلها ، قديمها وحديثها ، وكل ذنب أذنبته ، اللهم لا تجهد بلائي ، ولا تشمت بي أعدائي ، فانه لا دافع ولا مانع إلا أنت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، والرضا بما قسمت لي ، اللهم إني أسألك نفسا طيبة تؤمن بلقائك ، وتقنع بعطائك ، وترضى بقضائك . اللهم إني أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك ، تولني ما أبقيتني عليه ، وتحييني ما أحييتني عليه ، وتوفني إذا توفيتني عليه ، وتبعثني إذا بعثتني عليه ، وتبرئ به صدري من الشك والريب في ديني .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  يا حليم يا كريم ، يا عليم يا عليم ، يا قادر يا قاهر ، يا خبير يا لطيف ، يا الله يا رباه ، يا سيداه يا مولاه ، يا رجاياه ( يا غاية رغبتاه ) ، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد . وأسألك نفحة من نفحاتك كريمة رحيمة ، تلم بها شعثي ، وتصلح بها شأني ، وتقضي بها ديني ، وتنعشني بها وعيالي وتغنيني بها عمن سواك . يا من هو خير لي من أبي وامي ومن الناس أجمعين ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل ذلك بي الساعة ، إنك على كل شئ قدير .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إن الاستغفار مع الاصرار لؤم ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بكرمك عجز ، فكم تتحب إلي بالنعم مع غناك عني ، وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك . يا من إذا وعد وفا ، وإذا توعد عفا ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي أولى الأمرين بك ، فان من شأنك العفو ، وأنت أرحم الراحمين . اللهم إني أسألك بحرمة من عاذ بك منك ، ولجأ إلى عزك ، واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى ، يا من سمى نفسه من جوده الوهاب ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل لي يا مولاي من أمري فرجا ومخرجا ، ورزقا واسعا ، كيف تشاء وأنى شئت وبما شئت وحيث شئت ، فانه يكون ما شئت إذا شئت كيف شئت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العزة ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق القدرة ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، السابق الفائق ، الحسن النضير ، رب الملائكة الثمانية ، ورب العرش العظيم . وبالعين التي لا تنام ، وبالاسم الأكبر الأكبر الأكبر ، وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم ، المحيط بملكوت السموات والأرض ، وبالاسم الذي أشرقت له السموات والأرض ، وبالاسم الذي أشرقت به الشمس ، وأضاء به القمر ، وسجرت به البحار ، ونصبت به الجبال . وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي ، وبأسمائك المكرمات المقدسات المكنونات ، والمخزونات في علم الغيب عندك ، أسألك بذلك كله أن تصلي على محمد وآله - وتدعو بما أحببت .  

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد ، وقل في سجودك :

  سجد وجهي اللئيم لوجه ربي الكريم ، سجد وجهي الحقير لوجه ربي العزيز ، يا كريم يا كريم يا كريم ، بكرمك وجودك اغفر لي ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي . ثم ارفع رأسك وادع بما شئت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أحدهما عليهما السلام :

  اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على نعمائك كلها ، حتى ينتهي الحمد إلى ما تحب وترضى ، اللهم إني أسألك خيرك وخير ما أرجو ، وأعوذ بك من شر ما أحذر ، ومن شر ما لا أحذر ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأوسع لي في رزقي ، وامدد لي في عمري ، واغفر لي ذنبي ، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل بي غيري .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم صل على محمد وآل محمد ، واقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ، وانصرنا على ما عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  إلهي ذنوبي تخوفني منك ، وجودك يبشرني عنك ، فأخرجني بالخوف من الخطايا ، وأوصلني بجودك إلى العطايا ، حتى أكون غدا في القيامة عتيق كرمك ، كما كنت في الدنيا ربيب نعمك ، فليس ما تبذله غدا من النجاء بأعظم مما قد منحته اليوم من الرجاء ، ومتى خاب في فنائك آمل ، أم متى انصرف بالرد عنك سائل . إلهي ما دعاك من لم تجبه ، لأنك قلت : ( ادعوني أستجب لكم ) ، وأنت لا تخلف الميعاد ، فصل على محمد وآل محمد يا إلهي واستجب دعائي .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  اللهم بارك لي في الموت ، اللهم أعني على سكرات الموت ، اللهم أعني على غم القبر ، اللهم أعني على ضيق القبر ، اللهم أعني على وحشة القبر ، اللهم أعني على ظلمة القبر ، اللهم أعني على أهوال يوم القيامة ، اللهم بارك لي في طول يوم القيامة ، اللهم زوجني من الحور العين .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم لابد من أمرك ، ولابد من قدرك ، ولابد من قضائك ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم فما قضيت علينا من قضاء أو قدرت علينا من قدر ، فأعطنا معه صبرا يقهره ويدمغه ، واجعله لنا صاعدا في رضوانك ، ينمي في حسناتنا وتفضيلنا وسؤددنا وشرفنا ومجدنا ونعمائنا وكرامتنا في الدنيا والاخرة ولا تنقص من حسناتنا . اللهم وما اعطيتناه من عطاء ، أو فضلتنا به من فضيلة ، أو اكرمتنا به من كرامة ، فاعطنا معه شكرا يقهره ويدمغه ، واجعله لنا صاعدا في رضوانك ، وفي حسناتنا وسؤددنا وشرفنا ، ونعمائك وكرامتك في الدنيا والاخرة . اللهم لا تجعله لنا أشرا ولا بطرا ، ولا فتنة ولا مقتا ، ولا عذابا ولا خزيا في الدنيا والاخرة ، اللهم إنا نعوذ بك من عثرة اللسان ، وسوء المقام ، وخفة الميزان . اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولقنا حسناتنا في الممات ، ولا ترنا أعمالنا علينا حسرات ، ولا تخزنا عند لقائك ، ولا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك ، واجعل قلوبنا تذكرك ولا تنساك ، وتخشاك كأنها تراك حتى تلقاك ، وصل على محمد وآله ، وبدل سيئاتنا حسنات ، واجعل حسناتنا درجات ، واجعل درجاتنا غرفات ، واجعل غرفاتنا عاليات ، اللهم وأوسع لفقيرنا من سعة ما قضيت على نفسك . اللهم صل على محمد وآل محمد ، ومن علينا بالهدى ما أبقيتنا ، والكرامة ما أحييتنا والمغفرة إذا توفيتنا ، والحفظ فيما يبقى من عمرنا ، والبركة فيما رزقتنا ، والعون على ما حملتنا ، والثبات على ما طوقتنا ، ولا تؤاخذنا بظلمنا ، ولا تقايسنا بجهلنا ، ولا تستدرجنا بخطايانا ، واجعل أحسن ما نقول ثابتا في قلوبنا ، واجعلنا عظماء عندك ، وفي أنفسنا أذلة ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما نافعا . أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن عين لا تدمع ، وصلاة لا تقبل ، أجرنا من سوء الفتن ، يا ولي الدنيا والاخرة .  

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد ، وقل في سجودك ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  سجد وجهي لك تعبدا ورقا ، لا إله إلا أنت حقا حقا ، الأول قبل كل شئ ، والاخر بعد كل شئ ، هاأنا ذا بين يديك ، ناصيتي بيدك ، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب العظام غيرك ، فاغفر لي فاني بذنوبي على نفسي ، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك . ثم ارفع رأسك من السجود ، فإذا استويت قائما فادع بما أحببت .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام :

  اللهم أنت ثقتي في كل كربة ، وأنت رجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل عنه القريب ، ويشمت به العدو ، وتعييني فيه الامور ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغبا إليك فيه عمن سواك ، ففرجته وكشفته وكفيته ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حاجة ، ومنتهى كل رغبة ، لك الحمد كثيرا ، ولك المن فاضلا .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه كان يأمر بهذا الدعاء :

  اللهم إنك تنزل في الليل والنهار ما شئت ، فصل على محمد وآله وأنزل علي وعلى إخواني وأهلي وجيراني بركاتك ومغفرتك ، والرزق الواسع ، واكفنا المؤن . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقنا من حيث نحتسب ، ومن حيث لا نحتسب ، واحفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا في جوارك وحرزك ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك .  

ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن الرضا عليه السلام أنه قال : هذا الدعاء العافية :

  يا الله يا ولي العافية ، والمنان بالعافية ، ورازق العافية ، والمنعم بالعافية والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقك ، رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ، صل على محمد وآل محمد ، وعجل لنا فرجا ومخرجا ، وارزقنا العافية ودوام العافية في الدنيا والاخرة ، يا أرحم الراحمين .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ ، وبقدرتك التي قهرت كل شئ ، وبجبروتك التي غلبت كل شئ ، وبقوتك التي لا يقوم لها شئ ، وبعظمتك التي ملأت كل شئ ، وبعلمك الذي أحاط بكل شئ ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شئ ، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شئ ، يا نور يا نور ، يا أول الأولين ، ويا آخر الاخرين ، يا الله يا رحمن ، يا الله يا رحيم . يا الله أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم ، وأعوذ بك من الذنوب تمنع القضاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء . وأعوذ بك من الذنوب التي تديل الأعداء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجل الفناء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء . وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تظلم الهواء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء .  

ثم تصلي ركعتين ، وتقول ما روي عنهم عليهم السلام والدعاء المتقدم :

  اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ، ودعاك المؤمنون فقالوا : ( ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ) ، اللهم إني انشدك برحمتك ، وانشدك بنبيك نبي الرحمة ، وانشدك بعلي وفاطمة ، وانشدك بحسن وحسين صلواتك عليه وعليهم أجمعين ، وانشدك بأسمائك وأركانك كلها . وانشدك باسمك لأعظم الأعظم ، الذي إذا دعيت به لم ترد ما كان أقرب من طاعتك ، وأبعد من معصيتك ، وأوفى بعهدك ، وأقضى لحقك . فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تنشطني له ، وأن تجعلني لك عبدا شاكرا ، تجد من خلقك من تغذبه غيري ، ولا أجد من يغفر لي إلا أنت ، أنت عن عذابي غني ، وأنا إلى رحمتك فقير . أنت موضع كل شكوى ، وشاهد كل نجوى ، ومنتهى كل حاجة ، ومنجي من كل عثرة ، وغوث كل مستغيث . فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعصمني بطاعتك عن معصيتك ، وبما أحببت عما كرهت ، وبالإيمان عن الكفر ، وبالهدى عن الضلالة ، وباليقين عن الريبة ، وبالأمانة عن الخيانة ، وبالصدق عن الكذب ، وبالحق عن الباطل ، وبالتقوى عن الإثم ، وبالمعروف عن المنكر ، وبالذكر عن النسيان . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعافني ما أحييتني ، وألهمني الشكر . على ما أعطيتني ، وكن بي رحيما وعلي عطوفا يا كريم .  

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد ، وقل في سجودك :

  اللهم صل على محمد وآل محمد ، واعف عن ظلمي وجرمي بحلمك وجودك يا رب يا كريم ، يا من لا يخيب سائله ، لا ينفذ نائله ، يا من علا فلا شئ فوقه ، ويا من دنا فلا شئ دونه ، صل على محمد وآل محمد - وادع بما احببت .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  يا عماد من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا سند له ، يا غياث من لا غياث له ، يا حرز من لا حرز له ، يا كريم العفو ، يا حسن البلاء يا عظيم الرجاء . يا عون الضعفاء ، يا منقذ الغرقى ، يا منجي الهلكى ، ويا مجمل يا منعم يا مفضل ، أنت الذي سجد لك سواد الليل ، ونور النهار وضوء القمر ، وضياء الشمس ، وخرير الماء ، ودوي الرياح ، وحفيف الشجر . يا الله يا الله ، لك الأسماء الحسنى لا شريك لك ، يا رب صل على محمد وآل محمد ، ونجنا من النار بعفوك ، وأدخلنا الجنة برحمتك ، وزوجنا من الحور العين بجودك ، وصل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ، إنك على كل شئ قدير - وادع بما أحببت .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  اللهم إني أسألك بأسمائك الحميدة الكريمة ، التي إذا وضعت على الأشياء ذلت لها ، وإذا طلبت بها الحسنات ادركت ، وإذا اريد بها صرف السيئات صرفت ، وأسألك بكلماتك التامات التي لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، إن الله عزيز حكيم . يا حي يا قيوم ، يا كريم يا علي يا عظيم ، يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويا أرحم الراحمين . أسألك بعزتك وأسألك بقدرتك على ما تشاء ، وأسألك بكل شئ أحاط به علمك ، وأسألك بكل حرف أنزلته في كتاب من كتبك ، وبكل اسم دعاك به أحد من ملائكتك ورسلك وأنبيائك أن تصلي على محمد وآل محمد - وادع بما بدا لك .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  سبحان من أكرم محمدا صلى الله عليه وآله ، سبحان من انتجب محمدا ، سبحان من انتجب عليا ، سبحان من خص الحسن والحسين ، سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار ، سبحان من خلق السموات والأرض باذنه . سبحان من استعبد أهل السموات والأرضين بولاية محمد وآل محمد ، سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد ، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم ، سبحان من خلق النار لأجل أعداء محمد وآل محمد ، سبحان من يملكها محمدا وآل محمد ، سبحان من خلق الدنيا والاخرة وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد . الحمد لله كما ينبغي لله ، والله أكبر كما ينبغي لله ، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله ، وسبحان الله كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله كما ينبغي لله ، وصلى الله على محمد وآله وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله . اللهم من أياديك وهي أكثر من أن تحصى ، ومن نعمك وهي أجل من أن تغادر ، أن يكون عدوي عدوك ، ولا صبر لي على أناتك ، فعجل هلاكهم وبوارهم ودمارهم .  

ثم تصلي ركعتين وتقول :

  بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وإن الدين كما شرعت ، والاسلام كما وصفت ، والكتاب كما أنزلت ، والقول كما حدثت ، وأنك أنت أنت أنت الله الحق المبين ، جزى الله محمدا خير الجزاء ، وحيى الله محمدا وآل محمد بالسلام .  

ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا فرغت من صلاتك فقل هذا الدعاء :

  اللهم إني أدينك بطاعتك ، وولايتك ، وولاية رسولك ، وولاية الأئمة من أولهم إلى آخرهم - وتسميهم ، ثم تقول : آمين . أدينك بطاعتهم وولايتهم ، والرضا بما فضلتهم به غير منكر ولا مستكبر ، على معنى ما أنزلت في كتابك ، على حدود ما أتانا منه ، مؤمن مقر بذلك مسلم ، راض بما رضيت به يا رب . اريد به وجهك والدار الاخرة ، مرهوبا ومرغوبا إليك فيه ، فأحيني ما أحييتني عليه ، وأمتني إذا أمتني عليه ، وابعثني إذا بعثتني عليه ، وإن كان مني تقصير فيما مضى فاني أتوب إليك منه ، وأرغب إليك فيما عندك . وأسألك أن تعصمني من معاصيك ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ما أحييتني ، ولا أقل من ذلك ولا أكثر ، إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحمت يا أرحم الراحمين ، وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتى توفاني عليها ، وأنت عني راض ، وأن تختم لي بالسعادة ، لا تحولني عنها أبدا ، ولا قوة إلا بك - ثم تدعو بما أحببت .  

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك :

  سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي ، سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز ، سجد وجهي الفقير لوجهك العظيم الغني الكريم . رب إني أستغفرك مما كان ، وأستغفرك مما يكون ، رب لاتجهد بلائي ، رب لا تسئ قضائي ، رب لا تشمت بي أعدائي ، رب إنه لا دافع ولا مانع إلا أنت ، رب صل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك ، وبارك على محمد وآل محمد بأفضل بركاتك . اللهم إني أعوذ بك من سطواتك ، وأعوذ بك من نقماتك ، وأعوذ بك من جميع غضبك وسخطك ، سبحانك أنت الله رب العالمين ( 3 )
 3 - عنه بطوله البحار 98 : 123 - 140 ، رواه الشيخ في مصباح المتهجد 2 : 542 - 577 .
 

وروي هذا الدعاء في السجود عن أبي عبد الله عليه السلام : يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس : يا أيها المقبل باقبال الله جل جلاله عليه ، حيث استدعاه إلى الحضور بين يديه ، وارتضاه أن يخدمه ويختص به ، ويكون ممن

يعز عليه ، لو عرفت ما في مطاوي هذه العنايات من السعادات ما كنت تستكثر لله جل جلاله شيئا من العبادات ، فتمم رحمك الله جل جلاله وظائف هذه الليلة من غير تثاقل ولا تكاسل ولا إعجاب . فأنت ذلك المخلوق من التراب ، الذي شرفك مولاك

رب الأرباب ، وخلصك من ذلك الأصل الذميم وأتحفك بهذا التكريم والتعظيم ، واخدمه واعرف له قدر المنة عليك . ولا يخطر بقلبك إلا أن هذه العبادة من أعظم إحسانه إليك ، وأنت تعبده ، لأنه أهل والله للعبادة ، فانك مستعظم لنفسك ، كيف بلغ إلى هذه السعادة .
 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر رمضان