- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 374 : - |
الباب السابع والعشرون فيما نذكره من
زيادات ودعوات في الليلة الثالثة والعشرين
منه ويومها
وفيها عدة روايات اعلم أن هذه الليلة الثالثة والعشرين من شهر
رمضان ، من شهر رمضان ، وردت أخبار صريحة بأنها ليلة القدر على الكشف والبيان .
فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى سفيان بن السمط ، قال : قلت
لأبي عبد الله عليه السلام أفرد لي ليلة القدر ، قال : ليلة ثلاث وعشرين
( 1 ) .
ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى زرارة ، عن عبد الواحد بن
المختار الأنصاري قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر ، فقال :
أخبرك والله ثم لا أعمي عليك ، هي أول ليلة من السبع الاخر
( 2 ) .
أقول : لعله قد أخبر عن شهر كان تسعا وعشرين يوما ، لأنني ما
عرفت أن ليلة أربع وعشرين وهي غيره مفردة ، مما يحتمل أن تكون ليلة القدر .
ووجدت بعد هذه التأويل في الجزء الثالث من جامع محمد بن الحسن
القمي لما روي منه هذا الحديث فقال ما هذا لفظه : عن زرارة قال : كان ذلك الشهر
تسعة
|
* ( هامش ) *
1 - عنه
البحار 98 : 159 . 2 - عنه
البحار 98 : 159 ،
المستدرك 7 : 472 . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 375 : - |
وعشرين يوما . ( 1 )
ومن ذلك باسنادنا إلى ضمرة الأنصاري ، عن أبيه أنه سمع النبي
صلى الله عليه وآله يقول : ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرون .
( 2 )
ومن ذلك ما رويناه باسنادنا أيضا إلى حماد بن عيسى ، عن محمد
بن يوسف ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن الجهني أتى إلى
رسول صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إن لي إبلا وغنما وغلمة ، فاحب
أن تأمرني
ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة و ذلك في شهر رمضان ، فدعاه رسول
الله صلى الله عليه وآله فساره ( 3 ) في اذنه .
قال : فكان الجهني إذا كانت ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله وولده
وغلمته ، فكان تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين بالمدينة ، فإذا أصبح خرج بأهله
وغنمه وإبله إلى مكانه ( 4 ) . واسم الجهني عبد
الرحمن بن أنيس الأنصاري .
وروى أبو نعيم في كتاب الصيام والقيام باسناده ، أن النبي صلى الله عليه وآله
كان يرش ( 5 ) على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين ،
يعني من شهر رمضان ( 6 ) .
ومن الزيادات في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان : فمنها الغسل
، روينا ذلك بعدة طرق : منها باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله
باسناده إلى بريد بن معاوية ، عن أبي عبد الله قال : رأيته اغتسل في ليلة ثلاث
وعشرين من شهر رمضان مرة في أول
|
* ( هامش ) *
1 - عنه
البحار 98 : 159 .
2 - عنه البحار 98 : 160 ، المستدرك 7 : 473 .
3 - ساره : كلمه بسر ، كلمه في اذنه .
4 - عنه البحار 83 : 128 ، 98 : 159 ، رواه
الشيخ في التهذيب 4 : 330 .
5 - رش الماء : نفضه وفرقه .
6 - عنه البحار 98 : 160 ،
المستدرك 7 : 473 .
( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 376 : - |
الليل ، ومرة في آخره ( 1 ) ،
1 - عنه
الوسائل 3 : 311 ، رواه الشيخ في التهذيب 4 : 331 .
ومنها : المأة ركعة وادعيتها على إحدى الروايتين ، أو المائة
وثلاثون على الرواية الاخرى بأدعيتها . وقد تقدم وصف هذه المائة : عشرون منها
في أول ليلة من شهر رمضان بدعواتها ، وثمانون ركعة في ليلة عشر بضراعاتها ،
فتؤخذ من هناك على ما قدمناه من صفاتها .
ومنها : نشر المصحف الشريف ودعاؤه ، وقد ذكرناه في ليلة تسع عشرة . ومنها :
الدعوات المتكررة في كل ليلة في أول الليل وآخره ، وقد تقدم وصفها في أول ليلة
منه .
ومنها : دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة ، وهو ليلة ثلاث
وعشرين :
|
اللهم إن كان الشك في أن ليلة القدر
فيها أو فيما تقدمها واقع ، فانه فيك وفي وحدانيتك وتزكيتك الأعمال
زائل ، وفي
أي الليالي تقرب منك العبد لم تبعده وقبلته ، وأخلص في
سؤالك لم ترده وأجبته ، وعمل الصالحات شكرته ، ورفع
إليك ما يرضيك
ذخرته . اللهم فامدني فيها بالعون على ما يزلف لديك ، وخذ بناصيتي إلى
ما فيه القربى إليك ، وأسبغ
من العمل في الدارين سعيي ، ورق لي من جودك
بخيراتها عطيتي ، وابتر عيلتي من ذنوبي بالتوبة ، ومن خطاياي
بسعة
الرحمة . واغفر لي في هذه الليلة ولوالدي ولجميع الؤمنين والمؤمنات
غفران متنزه عن عقوبة الضعفاء ، رحيم
بذوي الفاقة والفقراء ، جاد على
عبيده ، شفيق بخضوعهم وذلتهم ، رفيق لا تنقصه الصدقة عليهم ، ولا يفقره
ما يغنيهم
من صنيعه [ إليهم ]. اللهم اقض ديني ودين كل مديون ، وفرج
عني وعن كل مكروب ، وأصلحني وأهلني وولدي ،
وأصلح كل فاسد ، انفع مني ،
واجعل في الحلال الطيب الهنئ الكثير السائغ من رزقك عيشي ، ومنه لباسي
، وفيه
منقلبي ، واقبض عن المحارم يدي من غير قطع ولا شل ، ولساني من
غير خرس ، واذني من غير صمم ، وعيني من
غير عمى ، ورجلي من غير زمانة ،
وفرجي من غير إحبال ، وبطني من غير وجع ، وسائر أعضائي من غير خلل
وأوردني عليك يوم وقوفي بين يديك خالصا من الذنوب ، نقيا من العيوب ،
لا أستحيي منك بكفران نعمة ، ولا إقرار
بشريك لك في القدرة ، ولا
بإرهاج في فتنة ، ولا تورط في دماء محرمة ، ولا بيعة اطوقها عنقي لأحد
ممن فضلته
بفضيلة ، ولا وقوف تحت راية غدرة ، ولا اسوداد الوجه
بالأيمان الفاجرة ، والعهود الخائنة ، وأنلني من توفيقك
وهداك ما نسلك
به سبل طاعتك ورضاك ، يا أرحم الراحمين ( 2 )
.
2 - عنه البحار
98 : 160 . |
|
|
ومنها : دعوات مختصة بهذه الليلة من جملة الفصول الثلاثين ، وهو مروي عن رسول
الله صلى الله عليه وآله ، وهو دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
|
سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبوح
قدوس رب الروح والعرش ، سبوح قدوس رب السماوات والأرضين ،
سبوح قدوس رب
البحار والجبال ، سبوح قدوس يسبح له الحيتان والهوام والسباع في الاكام
، سبوح قدوس سبحت له
الملائكة المقربون . سبوح قدوس علا فقهر ، وخلق
فقدر ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح
، قدوس قدوس ،
قدوس قدوس ، قدوس قدوس ، قدوس ، [ أن تصلي على محمد وآله وأن تغفر لي
وترحمني ، فانك
أنت الأحد الصمد ] ( 4 )
.
4 - عنه البحار 98 : 161 . |
|
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 378 : - |
منها : أدعية مختصة بها من أدعية العشر الأواخر ، فمن ذلك :
|
يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف
شهر ، ورب الليل والنهار ، والجبال والبحار ، والظلم والأنوار ، والأرض
والسماء ، يا بارئ يا مصور ، يا حنان يا منان ، يا الله يا رحمان ، يا
حي يا قيوم ، يا بدئ يا بديع السماوات والأرض
يا الله يا الله ، يا
الله يا الله ، يا الله يا الله ، يا الله ، لك الأسماء الحسنى ،
والأمثال العليا ، والكبرياء والالاء والنعماء ،
أسألك باسمك بسم الله
الرحمان الرحيم ، إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من
كل أمر حكيم . فصل
على محمد وآله ، واجعل اسمي في هذه الليلة في
السعداء ، وروحي مع الشهداء ، وإحساني في عليين وإساءتي
مغفورة ، وأن
تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وإيمانا يذهب الشك عني ، وترضيني بما
قسمت لي ، وآتني في الدنيا
حسنة ، وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار .
وارزقني يا رب فيها ذكرك و شكرك ، والرغبة والإنابة اليك ، والتوبة
والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين ، ولا تفتني بطلب
ما زويت عني بحولك وقوتك ، وأغنني يا
رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك
. وارزقني العفة في بطني وفرجي ، وفرج عني كل هم وغم ، ولا تشمت
بي
عدوي ، ووفق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد ، ووفقني لما وفقت له
محمدا وآل محمد عليه وعليهم السلام
افعل بي كذا وكذا ، الليلة الليلة
الساعة الساعة - حتى ينقطع النفس ( 1 ) .
1 - رواه
الشيخ في مصباحه 2 : 629 مع اختصار ، ايضا الصدوق في الفقيه 2 : 162 ،
والكليني في الكافي 4 : 161 . |
|
|
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
|
اللهم امدد لي في عمري ، وأوسع لي في رزقي ، وأصح
جسمي ، وبلغني أملي ، وإن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني من
السعداء ، فانك قلت في كتابك المنزل ، على نبيك المرسل صلواتك عليه وآله : (
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) ( 3 )
.
3 - عنه البحار 98 : 162 . |
|
|
ومن الدعاء في هذه الليلة :
|
اللهم إياك تعمدت الليلة بحاجتي ، وبك
أنزلت فقري ومسألتي ، تسعني الليلة رحمتك وعفوك ، فأنا لرحمتك مني
لعملي
، ورحمتك ومغفرتك أوسع من ذنوبي ،
واقض لي كل حاجة هي لي ، بقدرتك على ذلك ، وتيسيره عليك . فاني لم
اصب خيرا إلا منك ، ولم يصرف عني أحد
سوءا قط غيرك ، وليس لي رجاء لديني دنياي ، ولا لاخرتي ، ولا ليوم
فقري ، يوم ادلى في حفرتي ، ويفردني الناس بعملي غيرك ، يا رب
العالمين ( 5 ) .
5 - عنه
البحار 98 : |
|
|
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
|
اللهم اجعلني من أوفر عبادك نصيبا من
كل خير أنزلته في هذه الليلة ، أو أنت منزله ، من نور تهدي به ، أو
رحمة
تنشرها ، أو رزق تقسمه ، أو بلاء تدفعه ، أو ضر تكشفه ، واكتب لي
ما كتبت لأوليائك الصالحين ، الذين استوجبوا
منك الثواب ، وأمنوا برضاك
عنهم منك العقاب ، يا كريم يا كريم ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي
ذلك ،
برحمتك يا أرحم الراحمين . ( 6 )
6 - عنه البحار 98 |
|
|
ومن الدعاء في هذه الليلة :
|
أسألك مسألة المسكين المستكين ،
وأبتهل إليك ابتهال المذنب البائس الذليل مسألة من خضعت لك ناصيته ،
واعترف
بخطيئته ، ففاضت لك عبرته ، وهملت لك دموعه ، وضلت حيلته ،
وانقطعت حجته ، أن تعطيني في ليلتي هذه مغفرة
ما مضى من ذنوبي ،
واعصمني فيما بقي من عمري ، وارزقني الحج والعمرة في عامي هذا ،
واجعلها حجة مبرورة
خالصة لوجهك ، وارزقنيه أبدا ما أبقيتني ، ولا
تخلني زيارتك وزيارة قبر نبيك محمدا صلواتك عليه وآله . إلهي
وأسألك أن
تكفيني مؤونة خلقك من الجن والانس ، والعرب والعجم ، ومن كل دابة أنت
آخذ بناصيتها ، إنك على
صراط مستقيم . اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من
الأمر المحتوم ومما تفرق من الأمر الحكيم في هذه الليلة ، في
القضاء
الذي لا يرد ولا يبدل ، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، في عامي هذا ،
المبرور حجهم ، المشكور سعيهم
، المغفور ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم
، وأن تطيل عمري ، وتوسع لي في رزقي ، وارزقني ولدا بارا ، إنك على
كل
شئ قدير ، وبكل شئ محيط ( 2 ) .
2 - عنه البحار 98 : 163 . |
|
|
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
|
اللهم إني أسألك سؤال المسكين
المستكين ، وأبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير ، وأتضرع إليك تضرع
الضعيف الضرير
، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل . وأسألك مسألة من
خضعت لك نفسه ، ورغم لك أنفه ، وعفر لك وجهه ،
وخضعت لك ناصيته ،
واعترف بخطيئته ، وفاضت لك عبرته ، وانهملت لك دموعه ، وضلت عنه حيلته
، وانقطعت
عنه حجته ، بحق محمد وآل محمد عليك ، وبحقك العظيم عليهم ،
أن تصلي عليهم كما أنت أهله ، وأن تصلي على
نبيك وآل نبيك ، وأن تعطيني
أفضل ما أعطيت السائلين من عبادك الماضين من المؤمنين ، وأفضل ما تعطي
الباقين من
المؤمنين ، وأفضل ما تعطي من تخلقه من أوليائك إلى يوم
الدين ، ممن جعلت له خير الدنيا وخير الاخرة ، يا كريم يا
كريم يا كريم
. وأعطني في مجلسي هذا مغفرة ما مضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من
عمري ، وارزقني الحج
والعمرة في عامي هذا ، متقبلا مبرورا خالصا لوجهك
يا كريم ، وارزقنيه أبدا ما أبقيتني ، يا كريم يا كريم يا كريم ،
واكفني مؤونة نفسي ، واكفني مؤنة عيالي ، واكفني مؤنة خلقك ، واكفني شر
فسقة العرب والعجم ، واكفني شر
فسقة الجن والانس ، واكفني شر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ( 1
) .
1 - عنه
البحار 98 : 164 . |
|
|
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين - وقد تقدم نحوه في ليلة تسع عشرة
عن مولانا الكاظم عليه السلام - وهذا رويناه باسنادنا إلى عمر بن يزيد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال : يقول :
|
اللهم اجعل فيما تقضي وفيما تقدر من
الأمر المحتوم ، وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر ، من القضاء
الذي لا يرد ولا يبدل ، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، في عامي هذا ،
المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفور ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم
، واجعل فيما تقضي وفيما تقدر أن تطيل عمري ، وتوسع لي في رزقي .
( 2 )
2 - عنه
البحار 98 : 164 . |
|
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 382 : - |
أقول : وهذا الدعاء ذكره محمد بن أبي قرة في دعاء ليلة ثلاث وعشرين ، وأورد
حديثا عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام أن هذا الدعاء من أدعية
ليلة القدر .
ومن زيادات ليلة ثلاث وعشرين القراءة فيها لسورة العنكبوت ،
وسورة الروم .
نروي ذلك بعدة طرق عن الصادق عليه السلام أنه قال : من قرأ
سورة العنكبوت والروم في ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا ابا محمد من أهل الجنة
لا أستثني فيه أبدا ، ولا أخاف أن يكتب الله تعالى علي في يميني إثما ، وإن
لهاتين السورتين من الله تعالى مكانا . ( 1 )
ومن القرائة فيها سورة : (
إنا أنزلناه في ليلة القدر
)
ألف مرة ، وقد تقدمت رواية لذلك في الليلة الاولى عموما في الشهر كله .
وروينا تخصيص قراءتها في هذه الليلة بعدة طرق إلى مولانا أبي عبد الله عليه
السلام قال : لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان
( إنا أنزلناه في ليلة القدر
) ألف مرة ، لأصبح وهو شديد اليقين
بالاعتراف بما يختص فينا ، وما ذاك إلا لشئ عاينه في نومه .
( 2 )
دعاء الحسن بن علي عليهما السلام ( 3 ) في ليلة
القدر :
|
يا باطنا في ظهوره ، ويا ظاهرا في
بطونه ، يا باطنا ليس خفي ، ويا ( 4 )
ظاهرا ليس يرى ، يا موصوفا لا يبلغ بكينونته موصوف ، ولا حد محدود ، يا
غائبا غير مفقود ، ويا شاهدا غير مشهود ، يطلب فيصاب ، ولم يخل منه
السماوات والأرض وما بينهما طرفة عين ، لا يدرك بكيف ، ولا يؤين بأين
ولا بحيث . أنت نور النور ، ورب الأرباب ، أحطت بجميع الامور ، سبحان
من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره -
ثم تدعوه بما تريد ( 5 ) . |
|
|
ومن زيادات عمل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان زيارة الحسين
صلوات الله عليه :
|
* ( هامش ) *
1 - رواه
الشيخ في مصباح المتهجد 2 : 630 ،
التهذيب 3 : 100 ، والمفيد في
المقنعة : 50 ،
والصدوق في ثواب الأعمال
: 136 اخرجه عن المصادر
البحار 98 : 165 ، الوسائل 10 : 361 .
2 - رواه في مصباح المتهجد 2 : 630 ، عنه
البحار 98 : 165 ، اخرجه الشيخ في التهذيب 3 : 100 ،
والمفيد في المقنعة : 50 ، عنهما
الوسائل 10 : 362
.
3 - في البحار : علي بن الحسين عليهما السلام .
4 - ويا باطنا ، ويا ظاهرا ( خ ل ) .
5 - عنه البحار 98 : 165 . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 383 : - |
رويناها من كتاب عمل شهر رمضان لعلي بن عبد الواحد النهدي
باسناده إلى أبي المفضل ، قال : وكتبته من أصل كتابه ،
قال : حدثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمدآباد ، قال : حدثنا عبد الله بن نهيك
، قال : حدثني العباس بن عامر ، عن إسحاق
بن زريق ، عن زيد بن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد عليهما السلام في هذه الآية : ( فيها يفرق كل أمر
حكيم ) ( 1 ) ، قال : هي ليلة القدر ، يقضي فيه أمر السنة من حج وعمرة
أو رزق أو أجل أو أمر أو سفر أو نكاح أو ولد ،
إلى سائر ما يلاقي ابن آدم مما يكتب له أو عليه في بقية ذلك
الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل ، وهي في العشر الأواخر من شهر
رمضان ، فمن أدركها - أو قال : شهدها - عند قبر الحسين عليه السلام يصلي عنده
ركعتين أو ما تيسر له
، وسأل الله تعالى الجنة ، واستعاذ به من النار ، آتاه الله
تعالى ما سأل ، وأعاذه مما استعاذ منه ، وكذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من
خير ما فرق وقضى في تلك الليلة ، وأن يقيه من شر ما كتب فيها ، أو دعا الله
وسأله تبارك وتعالى في أمر لا
إثم فيه رجوت أن يؤتى سؤله ، ويوقى محاذيره ويشفع في عشرة من
أهل بيته ، كلهم قد استوجبوا العذاب ، والله إلى سائله وعبده بالخير أسرع
( 2 ) .
وروينا باسنادنا أيضا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا
علي بن نصر السبندنجي ( 3 ) ، قال : حدثنا
عبيدالله ( 4 ) بن موسى ، عن عبد العظيم الحسني ،
عن أبي جعفر الثاني في حديث قال : من زار الحسين عليه السلام ليلة
ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وهي الليلة التي يرجى أن تكون
ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي ،
كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة
( 5 ) .
|
* ( هامش ) *
1 -
الدخان
: 4 .
2 - عنه البحار 101 : 99 ، 98 : 166 .
3 - في البحار : البرسجي .
4 - عبد الله ( خ ل ) ، ما أثبتناه هو الصحيح ،
وهو الروياني ، راجع معجم الرجال 10 : 46 .
5 - عنه البحار 101 : 100 ، 98 : 166 . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 384 : - |
قال : وأخبرنا أحمد بن علي بن شاذان وإسحاق بن الحسن ، قالا :
أخبرنا محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن
هاشم ، عن مندل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
إذا كان ليلة القدر يفرق الله عزوجل كل أمر حكيم ، نادى مناد من السماء السابعة
من بطنان العرش : أن الله عزوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام
( 1 ) .
فصل : ولا يمتنع الانسان في هذه الليلة من دعوات بظهر
الغيب لأهل الحق
وقد قدمنا في عمل اليوم والليلة فضائل الدعاء للاخوان ،
ورأينا في القرآن عن إبراهيم عليه السلام : (
واغفر لأبي إنه كان من الضالين
) ( 2 ) ، وروينا دعاء النبي صلى الله عليه وآله
لأعدائه ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ) .
أقول : وكنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب
بزمان ، وانا أدعو في السحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له ، ولي ولمن يليق
بالتوفيق أن أدعو له ، فورد على خاطري أن الجاحدين لله جل جلاله ولنعمه
والمستخفين بحرمته
، والمبدلين لحكمه في عباده وخليقته ، ينبغي أن يبدأ بالدعاء
لهم بالهداية من ضلالتهم ، فان جنايتهم على الربوبية ، والحكمة الإلهية ،
والجلالة النبوية أشد من جناية العارفين بالله وبالرسول صلوات الله عليه وآله .
فيقتضي تعظيم الله وتعظيم جلاله
وتعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وحقوق هدايته بمقاله وفعاله
، أن يقدم الدعاء بهداية من هو أعظم ضررا وأشد خطرا ، حيث لم يقدر
( 3 ) أن يزال ذلك بالجهاد ، ومنعهم من الإلحاد
والفساد .
أقول : فدعوت لكل ضال عن الله بالهداية إليه ، ولكل ضال عن الرسول بالرجوع إليه
، ولكل ضال عن الحق بالاعتراف به والاعتماد عليه . ثم دعوت لأهل التوفيق
والتحقيق بالثبوت على توفيقهم ، والزيادة في
|
* ( هامش ) *
1 - عنه
البحار 101 : 100 ، 98 : 166 . 2 -
الشعراء : 86
. 3 - تعذر ( خ ل ) . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 385 : - |
تحقيقهم ، ودعوت لنفسي ومن يعنيني أمره بحسب ما رجوته من
الترتيب الذي يكون أقرب إلى من أتضرع إليه ، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه
وآله ، وقد قدمت مهمات الحاجات بحسب ما رجوت أن يكون أقرب إلى الاجابات .
فصل : أفلا ترى ما تضمنه مقدس القرآن من شفاعة إبراهيم عليه السلام في أهل
الكفران ، فقال الله جل جلاله : (
يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب
) ( 1 ) ، فمدحه جل جلاله على حلمه وشفاعته
ومجادلته في قوم لوط ، الذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته .
فصل : أما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة ، وهو قدوة أهل الجلالة ، كيف كان
كلما آذاه قومه الكفار ، وبالغوا فيما يفعلون ، قال صلوات الله عليه وآله : (
اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ) .
فصل : أما رأيت الحديث عن عيسى عليه السلام : كن كالشمس تطلع على البر والفاجر
، وقول نبينا صلوات الله عليه وآله : اصنع الخير إلى أهله وإلى غير أهله ، فان
لم يكن أهله فكن أنت أهله ، وقد تضمن ترجيح مقام المحسنين إلى المسيئين ، قوله
جل جلاله : ( لا ينهيكم
الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا
إليهم إن الله يحب المقسطين ) ( 2 ) ، ويكفي أن محمدا صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين .
فصل : ومما نذكره من فضل إحياء ليلة القدر : ما ذكره الشيخ الفاضل جعفر ابن
محمد بن أحمد بن العباس بن محمد الدوريستي رحمه الله في كتاب الحسني ، قال :
حدثني أبي ، عن محمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل
، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد
، عن الحسن بن العباس بن الجريش الرازي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى
الرضا عليهم السلام ، عن آبائه ، عن الباقر محمد بن علي عليهم السلام قال : من
أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ، ومثاقيل
|
* ( هامش ) *
1 -
هود :
75 . 2 - الممتحنة : 8 . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 386 : - |
الجبال ومكائيل البحار ( 1 ) .
ومن الكتاب الحسني المذكور ، حدثني أبي ، عن محمد بن علي
السكوني ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي
السكوني ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن
عمارة ، عن أبيه ، عن
جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما
السلام ، قال : من أحيا ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان
وصلى فيها مائة ركعة وسع الله عليه معيشته في الدنيا وكفاه أمر من
يعاديه ، وأعاذه من الغرق والهدم والسرق
ومن شر السباع ، ودفع عنه هول منكر ونكير ، وخرج من قبره نور
يتلألأ لأهل الجمع ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويكتب له براءة من النار ، وجواز على
الصراط ، وأمان من العذاب ويدخل الجنة بغير حساب ، ويجعل فيها من رفقاء النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفقا ( 2 )
.
ومن الزيادات ليلة ثلاث وعشرين قراءة سورة الدخان فيها ، وفي كل ليلة ، وقد
قدمنا الرواية بذلك في أول ليلة ، وأن تحصي بالعبادة كما قدمناه . ومما رويناه
في تعظيم فضلها وإحيائها أيضا ما رواه ابن أبي عمير ، عن جميل وهشام وحفص قالوا
: مرض أبو عبد الله عليه السلام مرضا شديدا ، فلما كان ليلة ثلاث وعشرين أمر
مواليه فحملوه إلى المسجد ، فكان فيه ليلته ( 3 )
.
|
* ( هامش ) *
1 - عنه
البحار 98 : 168 ، الوسائل 8 : 21 ، رواه الصدوق في
فضائل الأشهر الثلاثة : 118
، عنه الوسائل 10 : 358 .
2 - عنه البحار 98 : 165 ،
الوسائل 8 : 19 ، رواه الفتال في
روضة
الواعظين : 349 ، أخرجه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : 138 ، عنه
الوسائل 10
: 359 ، البحار 98 : 168 .
3 - عنه البحار 98 : 169 . ( * ) |
|
- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس
الحسني ج 1 ص 382 : - |
فصل ( 1 ) فيما يختص باليوم الثالث
والعشرين من شهر رمضان من دعاء اليوم الثالث
والعشرين من شهر رمضان :
|
سبحان الذي ينشئ السحاب الثقال ،
ويسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ، ويرسل الصواعق فيصيب بها من
يشاء ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، وينزل الماء من السماء بكلماته
، وينبت النبات بقدرته ، ويسقط الورق بعلمه . سبحان الله بارئ النسم ،
سبحان الله المصور ، سبحان الله خالق الأزواج كلها ، سبحان الله جاعل
الظلمات والنور ، سبحان الله فالق الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شئ
، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان
الله رب العالمين - ثلاثا . |
|
|
دعاء آخر في هذا اليوم :
|
اللهم اغسلني فيه من الذنوب ، وطهرني فيه من العيوب ، وامتحن فيه قلبي
بتقوى القلوب ، يا مقيل عثرات
المذنبين ( 2 ) .
2 - عنه
البحار 98 : 169 . |
|
|
|