اللهم إني أسألك بأحب ما دعيت به ، وأرضى ما رضيت به عن محمد
صلى الله عليه وآله أن تصلي على محمد وآل
محمد ولا تجعل وداعي وداع شهر رمضان ،
وداع خروجي من الدنيا ، ولا وداع آخر عبادتك فيه ، ولا آخر صومي
لك ، وارزقني
العود فيه ، ثم العود فيه برحمتك ياولي المؤمنين ، ووفقني فيه لليلة القدر ،
واجعلها لي خيرا من ألف
شهر . يا رب العالمين ، يا رب ليلة القدر ، وجاعلها
خيرا من ألف شهر ، رب الليل والنهار ، والجبال والبحار ،
والظلم والأنوار ،
والأرض والسماء . يا بارئ يا مصور ، يا حنان يا منان ، يا الله يا رحمان ، يا
قيوم يا بديع ، لك
الأسماء الحسنى ، والأمثال العليا ، والكبرياء والالاء .
أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم ، أن تصلي على محمد
وآل محمد وأن تجعل اسمي
في هذه الليلة في السعداء ، وروحي مع الشهداء ، وإحساني في عليين ، وإساءتي
مغفورة
وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وإيمانا لا يشوبه شك ، ورضا بما
قسمت لي ، وأن تؤتيني في الدنيا حسنة ، وفي
الاخرة حسنة ، وأن تقيني عذاب النار
. اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم ، وفيما تفرق من الأمر الحكيم
في ليلة القدر ، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ولا يغير ، أن تكتبني من حجاج
بيتك الحرام ، المبرور حجهم ،
المشكور سعيهم ، المغفور ذنبهم ، المكفر عنهم
سيئاتهم ، واجعل فيما تقضي وتقدر ، أن تعتق رقبتي من النار ،
يا أرحم الراحمين
. اللهم إني أسألك ولم يسأل العباد مثلك جودا وكرما ، وأرغب إليك ولم يرغب إلى
مثلك ، أنت
موضع مسألة السائلين ، ومنتهى رغبة الراغبين ، أسألك بأعظم المسائل
كلها وأفضلها وأنجحها ، التي ينبغي للعباد أن
يسألوك بها . يا الله يا رحمان ،
وبأسمائك ، ما علمت منها وما لم أعلم ، وبأسمائك الحسنى ، وأمثالك العليا ،
وبنعمتك
التي لا تحصى ، وبأكرم أسمائك عليك ، وأحبها إليك ، وأشرفها عندك منزلة
، وأقربها منك وسيلة ، وأجزلها منك
ثوابا ، وأسرعها لديك اجابة . وباسمك
المكنون المخزون ، الحي القيوم ، الأكبر الأجل الذي تحبه وتهواه ، وترضى
عمن
دعاك به ، وتستجيب له دعاءه ، وحق عليك ألا تخيب ، سائلك . وأسألك بكل اسم هو
لك ، في التوراة والانجيل
والزبور والفرقان ، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك ،
وملائكة سماواتك ، وجميع الأصناف من خلقك ، من نبي أو
صديق أو شهيد ، وبحق
الراغبين إليك ، المقربين منك ، المتعوذين بك ، وبحق مجاوري بيتك الحرام حجاجا
ومعتمرين
، ومقدسين ، والمجاهدين في سبيلك ، وبحق كل عبد متعبد لك ، في بر أو
بحر ، أو سهل أو جبل . أدعوك دعاء من
قد اشتدت فاقته ، وكثرت ذنوبه ، وعظم جرمه
، وضعف كدحه ، دعاء من لا يجد لنفسه سادا ، ولا لضعفه مقويا ،
ولا لذنبه غافرا
غيرك ، هاربا إليك ، متعوذا بك ، متعبدا لك ، غير مستكبر ولا مستنكف ، خائفا
بائسا فقيرا ، مستجيرا
بك . أسألك بعزتك وعظمتك ، وجبروتك وسلطانك ، وبملكك
وببهائك وجودك وكرمك ، وبآلائك وحسنك وجمالك ،
وبقوتك على ما أردت من خلقك .
أدعوك يا رب خوفا وطمعا ، ورهبة ورغبة ، وتخشعا وتملقا ، وتضرعا ، وإلحافا
وإلحاحا ، خاضعا لك ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك . يا قدوس يا قدوس يا
قدوس ، يا الله يا الله يا الله ،
يا رحمان يا رحمان يا رحمان ، يا رحيم يا
رحيم يا رحيم ، يا رب يا رب يا رب ، أعوذ بك يا الله ، الواحد الأحد
الصمد
الوتر الكبير المتعال . وأسألك بجميع ما دعوتك به ، وبأسمائك التي تملأ أركان
عرشك كلها ، أن تصلي على
محمد وآل محمد ، واغفر لي وارحمني وأوسع علي من فضلك
العظيم ، وتقبل مني شهر رمضان ، وصيامه وقيامه ،
وفرضه ونوافله . واغفر لي
وارحمني واعف عني ، ولا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك وعبدتك فيه ، ولا تجعل
وداعي إياه وداع خروجي من الدنيا . اللهم أوجب لي من رحمتك ومغفرتك ، ورضوانك
وخشيتك أفضل ما أعطيت
أحدا ممن عبدك فيه . اللهم لا تجعلني اخسر من سألك فيه ،
واجعلني ممن أعتقته في هذا الشهر من النار ، وغفرت له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر
، وأوجبت له أفضل ما رجاك وأمله منك ، يا أرحم الراحمين . اللهم ارزقني العود
في
صيامه ، وعبادتك فيه ، واجعلني ممن كتبته في هذا الشهر من حجاج بيتك الحرام
، المبرور حجهم ، المغفور لهم
ذنبهم المتقبل عملهم ، آمين آمين آمين ، رب
العالمين . اللهم لا تدع لي فيه ذنبا إلا غفرته ولا خطيئة إلا محوتها ، ولا
عثرة إلا أقلتها ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا عيلة إلا أغنيتها ، ولا هما إلا
فرجته ، ولا فاقة إلا سددتها ، وعريا إلا
كسوته ، ولا مرضا إلا شفيته ، ولا داء
إلا أذهبته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا قضيتها على أفضل أملي
ورجائي فيك ، يا أرحم الراحمين . اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، ولا
يذلنا بعد إذ أعززتنا ، ولا تضعنا بعد إذ
رفعتنا ، ولا تهنا بعد إذ أكرمتنا ،
ولا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا ، ولا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا ، ولا تحرمنا بعد إذ
رزقتنا ، ولا
تغير شيئا من نعمك علينا ، وإحسانك إلينا لشئ كان من ذنوبنا ، ولا
لما هو كائن منا ، فان في كرمك وعفوك وفضلك
سعة لمغفرة ذنوبنا ، فاغفر لنا
وتجاوز عنا ، ولا تعاقبنا عليها ، يا أرحم الراحمين . اللهم أكرمني في مجلسي
هذا
كرامة لا تهينني بعدها أبدا ، وأعزني عزا لا تذلني بعده أبدا ، وعافني
عافية لا تبتليني بعدها أبدا ، وارفعني رفعة لا
تضعني بعدها أبدا ، واصرف عني
شر كل جبار عنيد ، وشر كل قريب وبعيد ، وشر كل صغير وكبير ، وشر كل دابة
أنت
آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم . اللهم ما كان في قلبي من شك أو ريبة ،
أو جحود أو قنوط ، أو
فرح أو مرح ، أو بطر أو بذخ أو خيلاء ، أو رياء أو سمعة ،
أو شقاق أو نفاق ، أو كفر أو فسوق ، أو معصية أو
شئ لا تحب عليه وليا لك .
فأسألك أن تمحوه من قلبي ، وتبدلني مكانه إيمانا بك ، ورضا بقضائك ، ووفاء
بعهدك
ووجلا منك ، وزهدا في الدنيا ، ورغبة فيما عندك ، وثقة بك ، وطمأنينة
إليك ، وتوبة نصوحا إليك . اللهم إن كنت
بلغتناه وإلا فأخر آجالنا الى قابل حتى
تبلغناه في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله
كثيرا
ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
1 - رواه الشيخ في مصباح المتهجد 2 : 636 -
642 ، عنه البحار 98 : 176 - 181 . |