|
|
الباب الرابع والثلاثون فيما نذكره من زيادات ودعوات في آخر ليلة منه
وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في نسخة عتيقة بخط الرضي الموسوي :
دعاء آخر وجد في عقيب هذا الوداع :
وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات :
والخلل في الفعال . ومن وظائف الشيعة الامامية بل من وظائف
الامة المحمدية أن يستوحشوا في هذه الأوقات ، ويتأسفوا عند أمثال هذه المقامات
على ما فاتهم من أيام المهدي الذي بشرهم
ووعدهم به جده محمد عليهما أفضل الصلوات على قدومه ، ما لو كان حاضرا ظفروا به من السعادات ، ليراهم الله جل جلاله على قدم الصفا والوفاء لملوكهم الذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا ويوم الوعيد وليقولوا ما معناه : اردد طرفي في الديار فلا أرى * وجوه أحبائي الذين اريد فالمصيبة بفقده على
أهل الأديان ، أعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان ، فلو الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدي خليفة خاتم الأنبياء ، وإمام عيسى بن مريم في الصلاة والولاء ، ومزيل أنواع البلاء ومصلح امور جميع من تحت السماء . ذكر ما يحسن أن يكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته ، واستدعاء رحمته : وهو ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري
رضي الله عنه باسناده إلى محمد بن عجلان قال : سمعت العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان ، أذنبت فلانة ، يوم كذا وكذا ، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب . حتى إذا كان آخر الليلة من شهر رمضان ، دعاهم وجمعهم حوله ، ثم أظهر الكتاب ثم قال : يا فلان فعلت كذا وكذا ولم اؤدبك أتذكر ذلك ؟ فيقول : بلى يا بن رسول الله ، حتى يأتي على آخرهم ويقررهم
جميعا . ثم يقول وسطهم ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم عليك بالحق ، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها
، وتجد كل ما عملت لديه حاضرا ، كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا ، واصفح كما
ترجو من المليك
العفو وكما تحب أن يعفو المليك عنك ، فاعف عنا تجده عفوا ، وبك رحيما ، ولك غفورا ، ولا يظلم ربك أحدا ، كما لديك كتاب ينطق علينا بالحق ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها . فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ، ويأتي بها
يوم القيامة ، وكفى بالله حسيبا وشهيدا ، فاعف واصفح ويلقنهم ، وهم ينادون معه ، وهو واقف بينهم يبكي وينوح ، ويقول : رب إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا ، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا ، كما أمرت ، فاعف عنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا ، وقد أتيناك سؤالا ومساكين ، وقد أنخنا بفنائك وببابك ، نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك ، فامنن بذلك علينا ، ولا تخيبنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، إلهي كرمت فأكرمي ، إذ كنت من سؤالك ، وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم . ثم يقبل عليهم ويقول : قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ومما كان مني إليكم من سوء ملكة ، فاني مليك سوء لئيم ظالم ، مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل ، فيقولون : قد عفونا عنك يا سيدنا وما أسأت . فيقول لهم قولوا : اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفى عنا ، واعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق ، فيقولون ذلك ، فيقول : اللهم آمين يا رب العالمين ، اذهبوا فقد عفوت عنكم ، وأعتقت رقابكم
رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم . فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم
وتغنيهم عما في أيدي الناس ، وما من سنة إلا وكان يعتق فيها آخر ليلة من شهر
رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر .
وكان يقول : إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار ، كلا قد استوجب ( 1 ) النار ، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه ، وإني لاحب أن يراني الله ، وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا ، رجاء أن يعتق رقبتي من النار . وما استخدم خادما فوق حول ، كان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة ، إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ، ثم أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى ، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم حاجة يأتي بهم إلى عرفات ، فيسد بهم تلك الفرج والخلال ، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال ( 2 ) . أقول : ومن وظائف هذه الليلة أن يختم عملها على الوجه الذي
قدمناه في أول ليلة منه ، فاياك أن تهون به أو تعرض عنه .
|
|