- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 437 : -

الباب الرابع والثلاثون فيما نذكره من زيادات ودعوات في آخر ليلة منه


وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات :

  بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي لا يدرك العلماء علمه ، ولا يستخف الجهال حلمه ، ولا يحسن الخلائق وصفه

، ولا يخفى عليه ما في الصدور ، خلق خلقه من غير أصل ولا مثال ، بلا تعب ولا نصب ولا تعليم ، ورفع السماوات

الموطودات بلا أصحاب ولا أعوان ، وبسط الأرض على الهواء بغير أركان . علم بلا تعليم ، وخلق بلا مثال ، علمه

بخلقه قبل أن يكونهم ، كعلمه بهم بعد تكوينه لهم ، لم يخلق الخلق لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ولا نقصان ،

ولا استعان بخلقه على ضد مكابر ، ولا ند مشاور ، ما لسلطانه حد ، ولا لملكه نفاد ، تقدس بنور قدسه ، دنا فعلا ،

وعلا فدنا . فله الحمد حمدا ينتهي من سمائه إلى ما لا نهاية له في اعتلائه ، حسن فعاله ، وعظم جلاله ، وأوضح

برهانه . فله الحمد زنة الجبال ثقلا ، وعدد الماء والثرى ، وعدد ما يرى وعدد ما لا يرى . الحمد لله الذي كان إذا لم

تكن أرض مدحية ، ولا سماء مبنية ، ولا جبال مرسية ، ولا شمس تجري ، ولا قمر يسري ، ولا ليل يدجي ، ولا

نهار يضحي ، اكتفى بحمده عن حمد غيره . الحمد لله الذي تفرد بالحمد ودعا به ، فهو ولي الحمد ومنشئه ، وخالقه

وواهبه ، ملك فقهر ، وحكم فعدل ، وأضاء فاستنار ، هو كهف الحمد وقراره ، ومنه مبتداه وإليه منتهاه ، استخلص

الحمد لنفسه ، ورضي به ممن حمده . فهو الواحد بلا نسبة ، الدائم بلا مدة ، المتفرد بالقوة ، المتوحد بالقدرة ، لم يزل

ملكه عظيما ومنه قديما ، وقوله رحيما ، وأسماؤه ظاهرة ، رضي من عباده بعد الصنع أن قالوا : الحمد لله رب العالمين

والحمد لله مثل جميع ما خلق وزنته ، وأضعاف ذلك أضعافا لا تحصى ، على جميع نعمه ، وعلى ما هدانا وآتانا وقوانا

، بمنه على صيام شهرنا هذا ، ومن علينا بقيام بعض ليله ، وآتانا ما لم نستأهله ولم نستوجبه بأعمالنا ، فلك الحمد .

اللهم ربنا فأنت مننت علينا في شهرنا هذا بترك لذاتنا ، واجتناب شهواتنا ، وذلك من منك علينا لا من مننا  عليك ، ربنا

فليس أعظم الأمرين ، علينا نحول أجسامنا ونصب أبداننا ، ولكن أعظم الأمرين . وأجل المصائب عندنا ، أن خرجنا من

شهرنا هذا محتقبين الخيبة ، محرومين ، قد خاب طمعنا وكذب ظننا . فيا من له صمنا ، ووعده صدقنا ، وأمره اتبعنا ،

وإليه رغبنا لا تجعل الحرمان حظنا ، ولا الخيبة جزاءنا ، فانك إن حرمتنا ، فأهل ذلك نحن ، لسوء صنيعنا ، وكثرة

خطايانا ، وإن تعف عنا ربنا وتقض حوائجنا ، فأنت أهل ذلك مولانا . فطالما بالعفو عند الذنوب استقبلتنا ، وبالرحمة

لدى استيجاب عقوبتك أدركتنا ، وبالتجاوز والستر عند ارتكاب معاصيك كافيتنا ، وبالضعف والوهن ، وكثرة الذنوب

والعود فيها عرفتنا وبالتجاوز ، والعفو عرفناك . ربنا فمن علينا بعفوك يا كريم ، فقد عظمت مصيبتنا وكثر أسفنا مفارقة

شهر كبر فيه أملنا ، قد خفي علينا ، على أي الحالات فارقنا ؟ وبأي الزاد منه خرجنا ؟ أباحتقاب الخيبة لسوء صنيعنا

أم بجزيل عطائك بمنك مولانا وسيدنا ، فعلى شهر صومنا العظيم فيه رجاؤنا السلام . فلو عقلنا مصيبتنا لمفارقة شهر

أيام صومنا على ضعف اجتهادنا فيه ، لاشتد لذلك حزننا ، وعظم على ما فاتنا فيه من الاجتهاد تلهفنا . اللهم فاجعل

عوضنا من شهر صومنا مغفرتك ورحمتك ، ربنا وإن كنت رحمتنا في شهرنا هذا فذلك ظننا وأملنا ، وتلك حاجتنا ،

فازدد عنا رضا ، وإن كنا حرمنا ذلك بذنوبنا . فمن الان ربنا لا تفرق جماعتنا حتى تشهد لنا بعتقنا وتعطينا فوق أملنا ،

وتزيدنا فوق طلبتنا ، وتجعل شهرنا هذا أمانا لنا من عذابك ، وعصمة لنا ما أبقيتنا . وإن كنت بلغتنا شهر رمضان أيضا

فبلغنا غير عائدين في شئ مما تكره ، ولا مخالفين لشئ مما تحب ، ثم بارك لنا فيه ، واجعلنا أسعد أهله به . وإن أتت

آجالنا دون ذلك ، فاجعل الجنة منقلبنا ومصيرنا ، واجعل شهرنا هذا أمانا لنا من أهوالنا ما يرد علينا ، واجعل خروجنا

إلى مصلانا ومجتمعنا خروجا من جميع ذنوبنا ، وولوجا في سابغات رحمتك ، واجعلنا أوجه من توجه إليك ، وأقرب

من تقرب إليك ، وأنجح من سألك عاطيته ، ودعاك فأحبته . وأقبلنا من مصلانا ، وقد غفرت لنا ما سلف من ذنوبنا ،

وعصمتنا في بقية أعمارنا ، وأسعفتنا بحوائجنا ، وأعطيتنا جميع الاخرة والدنيا ، ثم لا تعدنا في ذنب ولا معصية أبدا ،

ولا تطعمنا رزقا تكرهه أبدا ، واجعل لنا في الحلال مفسحا ومتسعا . اللهم ونبيك المجيب المكرم الراسخ له في قلوب

امته خالصي المحبة لصفو نصيحته لهم ، وشدة شفقته عليهم ، ولتبليغه رسالاتك ، وصبره في ذاتك وتحننه على

المؤمنين من عبادك . فاجزه اللهم عنا أفضل ما جزيت نبيا عن امته ، وصل عليه عدد كلماتك التامات ، أنت وملائكتك

، وارفعه إلى أعلى الدرج ، وأشرف الغرف ، حيث يغبطه الأولون والاخرون ، ونضر  وجوهنا بالنظر إليه في جنانك

، وأقر أعيننا ، وأنلنا مستشهدا له بالبلاغ والنصيحة . اللهم وصل على جميع أنبيائك ورسلك ، وبلغ أرواحهم منا السلام

، وشهادتنا لهم بالنصيحة والبلاغ ، وصل على ملائكتك أجمعين ، وأجز نبينا عنا أفضل الجزاء . اللهم اغفر لنا ولمن

ولدنا من المؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، وأدخل على أسلافنا من أهل الايمان الروح والرحمة ،

والضياء والمغفرة . اللهم انصر جيوش المسلمين ، واستنقذ اساراهم ، واجعل جائزتك لهم جنات النعيم . اللهم اطو

لحجاج بيتك الحرام وعماره البعد ، وسهل لهم الحزن ، وارجعهم غانمين من كل بر ، مغفورا لهم كل ذنب ، ومن

أوجبت عليه الحج من امة محمد صلى الله عليه وآله فيسر له ذلك ، واقض عنه فريضتك ، وتقبلها منه ، آمين رب

العالمين . اللهم وفرج عن مكروبي امة أحمد ، ومن كان منهم في غم أو هم ، أو ضنك أو مرض ، ففرج عنه ،

وأعظم أجره . اللهم وكما سألتك فافعل ذلك بنا ، وبجميع المؤمنين والمؤمنات ، وأشركنا في صالح دعائهم ، وأشركهم

في صالح دعائنا . اللهم اجعل بعضنا على بعض بركة ، اللهم وما سألناك ، أو لم نسألك ، من جميع الخير كله فأعطناه

، وما نعوذ بك منه ، أو لم نعذ من جميع الشر كله ، فأعذنا منه برحمتك ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة

وقنا عذاب النار . اللهم واجمع لنا خير الاخرة والدنيا وأعذنا من شرهما ، يا أرحم الراحمين ( 3 )

 3 - عنه البحار 98 : 184 - 181 .

 

 

وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في نسخة عتيقة بخط الرضي الموسوي :

  اللهم إني أسألك بأحب ما دعيت به ، وأرضى ما رضيت به عن محمد وعن أهل بيت محمد عليه وعليهم السلام ، أن

تصلي عليه وعليهم ، ولا تجعل آخر وداع شهري هذا ، وداع خروجي من الدنيا ، ولا وداع آخر عبادتك ، ووفقني فيه

لليلة القدر ، واجعلها لي خيرا من ألف شهر ، مع تضاعف الأجر والاجابة ، والعفو عن الذنب برضى الرب ( 2 ) .

 2 - عنه البحار 98 : 184 .

 

 

دعاء آخر وجد في عقيب هذا الوداع :

  اللهم إني أسألك يا مبدئ البدايا ويا مصور البرايا ، ويا خالق السماء ، ويا إله من بقي ومن مضى ، ويا من رفع السماء

وسطح الأرض ، وبأنك تبعث أرواح أهل البلايا  بقدرتك وسلطانك على عبادك وإمائك الأذلاء ، وبأنك تبعث الموتى ،

وتميت الأحياء وتحيي الموتى ، وأنت رب الشعرى ، ومناة الثالثة الاخرى . صل على محمد وعلى أهل بيت محمد ،

عدد الحصى والثرى ، وصل على محمد وعلى أهل بيت محمد ، صلاة تكون لك رضا . وارزقني بمنزلته ومنزلتهم

في هذا الشهر المبارك النهى والتقى ، والصبر على البلاء ، والعون على القضاء ، واجعلني من أهل العافية والمعافاة

، وهب لي يقين أهل التقوى ، وأعمال أهل النهى . فانك تعلم يا إلهي ضعفي عند البلاء ، فاستجب لي في شهرك الذي

عظمت بركته الدعاء . واجعلني إلهي في الدين والدنيا ، والاخرة مع من أتولى وأتوالى ، ولا تلحقني بمن مضى من

أهل الجحود في هذه الدنيا ، واجعلني مع محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام في كل عافية وبلاء ، وكل شدة ورخاء

، واحشرني معهم يوم يحشر الناس ضحى ، واصرف عني بمنزلته ومنزلتهم عذاب الاخرة وخزي الدنيا ، وفقرها

وفاقتها ، والبلاء يا مولانا  ، يا ولي نعمتاه ، آمين آمين يا رباه . ثم صل على محمد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلام

، وسل حوائجك تقضى إن شاء الله تعالى ( 2 )

 2 - عنه البحار 98 : 185 - 184 .

 

 

وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات :

  الحمد لله على نعمه المتظاهرة ، وأياديه الحسنة والجميلة ، على ما أولانا وخصنا بكرامته إيانا وفضله ، وعلى ما أنعم

به علينا ، وتصرم شهرنا المبارك مقضيا عنا ما افترض علينا من صيامه وقيامه . أسألك أن تصلي على محمد وآله

الطاهرين الطيبين ، الذين اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، وأن تتقبل منا ، وأن ترزقنا ما تؤتينا فيه من الأجر ،

وتعطينا ما أملنا ورجونا فيه من الثواب ، وأن تزكي أعمالنا ، وتتقبل إحساننا ، فانك ولي النعمة كلها ، وإليك الرغبة

بجودك وكرمك ، آمين رب العالمين ( 3 )

 3 - عنه البحار 98 : 185 .

 


فصل : واعلم أنك تدعي في بعض هذه الوداعات أن شهر رمضان أحزنك فراقه وفقده ، وأوجعك ما فاتك من فضله ورفده
 ، فيراد منك تصديق هذه الدعوى بأن يكون على وجهك أثر الحزن والبلوى ، ولا تختم آخر يوم منه بالكذب في المقال ،

والخلل في الفعال . ومن وظائف الشيعة الامامية بل من وظائف الامة المحمدية أن يستوحشوا في هذه الأوقات ، ويتأسفوا عند أمثال هذه المقامات على ما فاتهم من أيام المهدي الذي بشرهم
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 443 : -

ووعدهم به جده محمد عليهما أفضل الصلوات على قدومه ، ما لو كان حاضرا ظفروا به من السعادات ، ليراهم الله جل جلاله على قدم الصفا والوفاء لملوكهم الذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا ويوم الوعيد وليقولوا ما معناه : اردد طرفي في

الديار فلا أرى * وجوه أحبائي الذين اريد فالمصيبة بفقده على أهل الأديان ، أعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان ، فلو
كانوا قد فقدوا والدا شفيقا أو أخا معاضدا شقيقا ، أو ولدا بارا رفيقا ، أما كانوا يستوحشون لفقده ، ويتوجعون لبعده ، وأين

الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدي خليفة خاتم الأنبياء ، وإمام عيسى بن مريم في الصلاة والولاء ، ومزيل أنواع البلاء ومصلح امور جميع من تحت السماء . ذكر ما يحسن أن يكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته ، واستدعاء رحمته : وهو ما

رويناه باسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه باسناده إلى محمد بن عجلان قال : سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان علي بن الحسين عليه إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا امة ، وكان إذا أذنب

العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان ، أذنبت فلانة ، يوم كذا وكذا ، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب . حتى إذا كان آخر الليلة من شهر رمضان ، دعاهم وجمعهم حوله ، ثم أظهر الكتاب ثم قال : يا فلان فعلت كذا وكذا ولم اؤدبك أتذكر ذلك ؟

فيقول : بلى يا بن رسول الله ، حتى يأتي على آخرهم ويقررهم جميعا . ثم يقول وسطهم ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم
وقولوا : يا علي بن الحسين إن بك قد أحصى عليك كل ما عملت ، كما أحصيت علينا كل ما عملنا ، ولديه كتاب ينطق

عليك بالحق ، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها ، وتجد كل ما عملت لديه حاضرا ، كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا ، واصفح كما ترجو من المليك
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 444 : -

العفو وكما تحب أن يعفو المليك عنك ، فاعف عنا تجده عفوا ، وبك رحيما ، ولك غفورا ، ولا يظلم ربك أحدا ، كما لديك كتاب ينطق علينا بالحق ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها . فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي

ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ، ويأتي بها يوم القيامة ، وكفى بالله حسيبا وشهيدا ، فاعف واصفح
يعفو عنك المليك ويصفح ، فانه يقول : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) . قال : وهو ينادي بذلك على نفسه

ويلقنهم ، وهم ينادون معه ، وهو واقف بينهم يبكي وينوح ، ويقول : رب إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا ، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا ، كما أمرت ، فاعف عنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن

أبوابنا ، وقد أتيناك سؤالا ومساكين ، وقد أنخنا بفنائك وببابك ، نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك ، فامنن بذلك علينا ، ولا تخيبنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، إلهي كرمت فأكرمي ، إذ كنت من سؤالك ، وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل

نوالك يا كريم . ثم يقبل عليهم ويقول : قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ومما كان مني إليكم من سوء ملكة ، فاني مليك سوء

لئيم ظالم ، مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل ، فيقولون : قد عفونا عنك يا سيدنا وما أسأت . فيقول لهم قولوا : اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفى عنا ، واعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق ، فيقولون ذلك ، فيقول : اللهم

آمين يا رب العالمين ، اذهبوا فقد عفوت عنكم ، وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم . فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عما في أيدي الناس ، وما من سنة إلا وكان يعتق فيها آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر .
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 445 : -

وكان يقول : إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار ، كلا قد استوجب ( 1 ) النار ، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه ، وإني لاحب أن يراني الله ، وقد أعتقت رقابا

في ملكي في دار الدنيا ، رجاء أن يعتق رقبتي من النار . وما استخدم خادما فوق حول ، كان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة ، إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ، ثم أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى

، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم حاجة يأتي بهم إلى عرفات ، فيسد بهم تلك الفرج والخلال ، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال ( 2 ) .

أقول : ومن وظائف هذه الليلة أن يختم عملها على الوجه الذي قدمناه في أول ليلة منه ، فاياك أن تهون به أو تعرض عنه .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - استوجبوا ( خ ل ) .
 2 -
عنه البحار 46 : 105 ، 98 : 186 - 187 ، عنه مختصرا الوسائل 10 : 317 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر رمضان