- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 446 : -

الباب الخامس والثلاثون فيما نذكره من عمل آخر يوم من شهر رمضان

وفيه عدة دعوات وزيادات منها : الدعوات المتكررة كل يوم من شهر الصيام ، وقد قدمنا ذكرها في اول يوم من الشهر .

ومنها : ما يختص بيوم الثلاثين من الفصول الثلاثين : فمن ذلك ما وجدناه في نسخة عتيقة من كتب الدعوات ، ما يقال آخر يوم من شهر رمضان :

  اللهم انك أرحم الراحمين لا إله إلا أنت ، تفضلت علينا فهديتنا ، ومننت علينا فعرفتنا ، واحسنت الينا فاعنتنا على أداء

ما افترضت علينا من صيام شهرك شهر رمضان . فلك الحمد بمحامدك كلها على جيمع نعمائك كلها ، حتى ينتهي الحمد

إلى ما تحب وترضى . وهذا آخر يوم من شهر رمضان فإذا انقضى فاختمه لنا بالسعادة والرحمة والمغفرة ، والرزق

الواسع الكثير الطيب ، الذي لا حساب فيه ولا عذاب عليه ، والبركة والفوز والفوز بالجنة ، والعتق من النار ، ولا

تجعله آخر العهد منه ، واهله علينا ، بأفضل الخير والبركة والسرور علي ، وعلى أهلي ووالدي وذريتي يا كريم .

اللهم هذا شهر رمضان الذي انزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وقد تصرم ، فاعوذ بوجهك

الكريم أن تغيب الشمس من هذا اليوم ، أو يطلع الفجر من هذه الليلة ، ولك قبلي ذنب أو تبعة ، تريد أن تعذبني عليها

يوم ألقاك . أي ملين الحديد لداود ، أي كاشف الكرب العظيم عن أيوب ، صل على محمد وعلى أهل بيت محمد وهب

لي فكاك رقبتي من النار وكل تبعة وذنب لك قبلي ، واختم لي بالرضا والجنة . يا الله يا أرحم الراحمين ، صل على

محمد وعلى أهل بيته المباركين الأخيار وسلم تسليما .

 

 
ومن ذلك ما وجدناه في كتب الدعوات : دعاء اليوم الثلاثين من شهر رمضان :

  سبحان الله رب السماوات والأرض ، جاعل الملائكة رسلا ، اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ،

إن الله على كل شئ قدير ، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده ، وهو العزيز

الحكيم . سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله المصور ، سبحان الله خالق الأوزاج كلها ، سبحان الله جاعل الظلمات

والنور ، سبحان الله فالق الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شئ ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الله

مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين .

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 448 : -

دعاء آخر في آخر منه : اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول ، على ما ترضاه ويرضاه الرسول ، محكمة فروعه بالاصول ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار صلى الله عليهم .

ومنها : اعتبار جريدة اعمالك من اول الشهر الى آخر يوم منه وقبل انفصاله . فيجلس بين يدي مالك يوم الحساب على
التراب أو بحسب ما يتهيأ جلوسه عليه بلزوم الآداب ، ويحاسب نفسه محاسبة المملوك الضعيف الحقير مع مالكه المطلع

على الكبير والصغير . فينظر ما كان عليه من حيث دخل دار ضيافة الله جل جلاله والحضور بين يديه ، ويعتبر معارفه بالله جل جلاله وبرسوله صلوات الله عليه وآله ، وبخاصته وبما عرفته من الامور التي هي من مهام تكليفه في دنياه وتشريفه في

آخرته . وهل ازداد معرفة بها وحبا هلا واقبالا عليها ونشاطا وميلا إليها ، أم حاله في التقصير على ما دخل عليه في أول الشهر من سوء التدبير ، وكذلك حال رضاه بتدبير الله جل جلاله هل هو قام في جميع اموره ، أو تارة يرضى وتارة يكره

ما يختاره الله جل جلاله من تدبيره . وكيف توكله على الله جل جلاله ، هل هو على غاية ما يراد منه من السكون الى مولاه ، أو يحتاج الى الثقة بالله جل جلاله الى غير الله جل جلاله من علائق دنياه . وكيف تفويضه الى مالك أمره ، وكيف

استحضاره بمراقبة اطلاع الله جل جلاله على سره ، وكيف انسه بالله في خلواته وجلواته ، وكيف وثوقه بوعود الله جل جلاله وتصديقه لانجاز عداته ، وكيف ايثاره لله جل جلاله على من سواه . وكيف حبه له وطلب قربه منه واهتمامه بتحصيل رضاه ، وكيف شوقه الى
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 449 : -

الخلاص من دار الابتلاء والانتقال الى منازل الأمان من الجفاء . وهل هو مستثقل من التكليف ، أو يعتقد ان ذلك من أفضل التشريف ، وكيف كراهته لما كره الله جل جلاله من الغيبة والكذب ، والنميمة والحسد ، وحب الرياسة ، وكلما يشغله عن

مالك دنياه ومعاده . وغير ذلك من الاسقام للأديان التي تعرض لإنسان دون انسان ، وفي زمان دون زمان ، بكل مرض كان قد زال حمد الله جل جلاله على زواله ، وقام بما يتهيأ له من قضاء حق انعام الله جل جلاله وإفضاله . وليكن سروره بزوال

أمراض الأديان اهم عنده من زوال أمراض الأبدان ، وأكمل من المسار بالظفر بالغنى بالدرهم والدينار ، ليكون عليه شعار التصديق بمقدار التفاوت بين الانتفاع بالدنيا الفانية والآخرة الباقية .


أقول : فان رأى شيئا من أمراضه وسوء أغراضه قد تخلف وما نفع فيه علاج الشهر بعبادته ، فليعتقد ان الذنب له وانما أتاه البلاء من جهته ، فيبكي بين يدي مالك رقبته ويستعين برحمته على ازالته .

ومنها : دعاء ختم القرآن : فلا اقل ان يكون قد ختم واحدة في طول شهر رمضان ، كما تقدم ذكره في بعض الاخبار ، لمن يريد ان يقرء بتفكر وتدبر واعتبار .

وسيأتي في هذا الفصل كلمات تختص بالنبي والأئمة وعليه وعليهم السلام ، فإذا أراد غيرهم تلاوتها فيبدلهما بما يناسب حاله من الكلام ، وهي قوله عليه السلام : ( وورثتنا علمه مفسرا - الى قوله : - فصل على محمد الخطيب به ) .

وروى باسناد متصل الى ابي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده الى مولانا علي بن الحسين عليهما السلام قال : وكان من دعائه عليه السلام عند ختم القرآن :

 

اللهم إنك أعنتني على ختم كتابك ، الذي أنزلته نورا ، وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته ، وفضلته على كل حديث

قصصته ، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك ، وقرانا أعربت به عن شرايع أحكامك ، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا

، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله له تنزيلا . وجعلته نورا تهتدي به من ظلم الضلالة ، والجهالة

باتباعه ، وشفاء لمن أنعمت بفهم التصديق الى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه ، ونور هدى لا يطفأ

عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من ام سنته ، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته . اللهم فإذ قد

أفدتنا المعونة على تلاوته ، وسهلت حواشي ألسنتنا بحسن عبارته ، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ، ويدين لك بالتسليم

لمحكم آياته ، ويفزع الى الاقرار بمتشابهه وموضحات بيناته . اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله

مجملا ، وألهمته علم عجائبه مكملا ، وورثتنا علمه مفسرا ، وفضلتنا على من جهل علمه ، وقويتنا عليه لترفعنا فوق

من لم يطق حمله . اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة وعرفتنا برأفتك شرفه وفضله ،  فصل على محمد الخطيب به ،

وعلى آله الخزان له ، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ، ولا يختلجنا الزيغ عن

قصد طريقه . اللهم واجعلنا ممن يعتصم بحبله ، ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله ، ويسكن في ظل جناحه ،

ويهتدي بضوء صباحه ، ويقتدي بتبلج أسفاره ، ويستصبح بمصباحه ، ولا يلتمس الهدى من غيره . اللهم وكما نصبت

به محمدا صلى الله عليه وآله علما للدلالة عليك ، وأنهجت بآله سبيل الوصول إليك ، فصل على محمد وآله واجعل

القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة ، وسلما نعرج فيه إلى محل السلامة ، وسببا نجزى به النجاة في عرصة

القيامة ، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة . اللهم صل على محمد وآله واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار ، وهب

لنا حسن شمائل الأبرار ، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به ، آناء الليل وأطرف النهار ، حتى تطهرنا من كل دنس

بتطهيره وتقفو بنا آثار الذين استضاؤا بنوره ، ولم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره . اللهم صل على محمد

وآله واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا ، ومن نزعات الشياطين وخطرات الوساوس حارسا ، ولاقدامنا عن نقلها

الى المعاصي حابسا ، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير مآفة مخرسا ، ولجوارحنا عن اقتراب الاثام زاجرا ،

ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشدا ، حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله ، التي ضعفت

الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله . اللهم صل على محمد وآله وادم بالقرآن صلاح ظاهرنا ، واحجب به

خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا ، واغسل به زيع قلوبنا وعلائق أوزارنا ، واجمع به منتشر امورنا وارو به في

موقف الأرض عليك ظمأ هواجرنا ، واكسنا به حلل الامان يوم الفزع الاكبر في يوم نشورنا . اللهم صل على محمد

وآله واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق ، وسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق ، وجنبنا به من الضرائب

المذمومة ومداني الاخلاق ، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق ، حتى يكون لنا في القيامة الى رضوانك

وجنانك قائدا ، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائدا ، ولنا عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا . اللهم

صل على محمد وآله وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق ، وجهد الانين ، وترادف الحشارج إذا بغلت

النفوس التراقي وقيل من راق ، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب . ورماها عن قوس المنايا بسهم وحشة

الفراق ، ( وداف لها من ضعاف الموت كأسا مسمومة المذاق ) ، ودنا منا الى الاخرة رحيل وانطلاق ، وصارت

الأعمال قلائد في الأعناق ، وكانت القبور هي المأوى الى ميعاد يوم التلاق . اللهم صل على محمد وآله وبارك لنا في

حلول دار البلى وطول المقامة بين أطباق الثرى ، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا ، وافسح لنا برحمتك في

ضيق ملاحدنا ، ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا . وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا ،

وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا ، ونجنا به من كل كرب يوم القيامة وشدائد أهوال

يوم الطامة ، وبيض به وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة ، واجعل لنا في صدور المؤمنين ودا

، ولا تجعل الحياة علينا نكدا . اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما بلغ رسالاتك ، وصدع بأمرك ، ونصح لعبادك

اللهم اجعل بنبينا صلواتك عليه وآله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا ، وأمكنهم منك شفاعة ، وأجلهم عندك قدرا ،

وأوجههم عندك جاها . اللهم صل على محمد وآل محمد وشرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وثقل ميزانه ، وتقبل شفاعته ،

وقرب وسيلته ، وبيض وجهه ، وأتم نوره وارفع درجته ، وأحينا على سنته ، وتوفنا على ملته ، وخذ بنا منهاجه .

واسلك بنا سبيله ، واجعلنا من أهل طاعته ، واحشرنا في زمرته ، وأوردنا حوضه ، واسقنا بكأسه ، وصل على محمد

وآله صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك ، إنك ذو رحمة واسعة . وفضل كريم . اللهم اجزه بما

بلغ من رسالاتك ، وأدي من آياتك ، ونصح لعبادك ، وجاهد في سبيلك ، أفضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين ،

وأنبياءك المرسلين المصطفين ، والسلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .

 1 - رواه الشيخ في مصباحه : 519 ، والكفعمي في مصباحه : 462 ، بلد الأمين 475 ،
     والقندوزي في ينابيع المودة : 503 ( قطعه ) ، وفي الصحيفة السجادية الكاملة ، الدعاء 42 .

 


ومنها : كيف يختم آخر أعماله وكيف يتحرز من دعاء النبي صلى الله عليه وآله حيث قال : من انسلخ من شهر رمضان ولم يغفر له فلا غفر الله له ، فانها من أصعب الدعوات وأخطر الهلكات . فليعمل على ما حررناه في الجزء الأول من كتاب المهمات والتتمات ، عند آخر كل نهار من تدبير المحاسبات ، وان لم يحضره كتابنا المشار إليه وطلب ان نذكر هاهنا مما لابد له مما يعتمد عليه :


فمن ذلك : ان يتوب الى الله جل جلاله على قدر الخطر الذي بين يديه ، فان توفقت نفسه عن الصدق في التوبة والندم على
ما فات وترك ما هو آت ، وعرف منها ركوب مطايا الاصرار ، ، ولا يقدم ان يلقى الله جل جلاله بالبهت ، وهو مطلع على

الاسرار ، فيطلب من ارحم الراحمين واكرم الاكرمين عفوه الذي عامل به المسيئين وبسط به آمال المسرفين ، فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه . وليكن طلبه للعفو على قدر ما وقع منه ، فان طلب العفو عن الذنب الكبير ما يكون

مثل طلب العفو من عبد من الصغير ، ولا يكون طلب العفو من مالك الدنيا والآخرة ، مثل طلب العفو من عبد من عبيده تؤل حاله الى القبور الداثرة . أقول : فان صدق في طلب العفو على قدر سوء حاله ، وعلى قدر عظمة الله جل جلاله ، فان الله جل جلاله اهل أن يرحمه ويصدقه في آماله .
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 455 : -

أقول : وان جنحت نفس العبد عن طلب العفو على قدر الذنب ومقدار ما يليق بالرب ، فليفد نفسه الى مجلس القود منه ، إذا لم يطمع في العفو عنه ، ويكون عليه آثار صدق الحضور بين يدي من يستقيد من مهجته ونفسه ، خاضعة خائفة من الاستقصاء عليه في مؤاخذته .


أقول : فان تعذر عليه حصول الصدق في هذه الحال ، وابت نفسه المعودة للاهمال الا ان يكون حديثها لله جل جلاله وبين يديه بمجرد اللفظ والمقال ، والقلب خال عن الاقبال ، فليشرع في دعاء اهل البلاء والابتلاء . فقد بلغ اجابة الدعاء الى

ابليس المصر على الذنوب ، حيث قال عنه علام الغيوب في سؤاله : اجعلني من المنظرين ، فقال له في حال الغضب عليه : ( إنك من المنظرين * إلى يوم الوقت الملعوم ) . ويجتهد على عبرات تطفئ نيران الغضب ، وعلى دعوات معروفة بلزوم

الأدب ، وتسليم العمل الذي عمله في شهره ، الى من كان قد جعله خفيرا وحاميا ومالكا لأمره ، فلعل الله جل جلاله لعنايته بخاصته يقبل العمل من يد نائبه الحافظ لشريعته ، ويتمم ما فيه من النقصان وتربح ما اشتملت عليه بضاعته من الخسران ان شاء الله تعالى .


ومنها : الاستعداد لدخول شوال واطلاق الشياطين الذين كانوا في الاعتقال : واعلم ان كل عارف باخبار صاحب النبوة واسرارها ، ومهتد بآثارها وأنوارها ، يكون عنده تصديق باعتقال الشياطين في اول شهر رمضان ، اطلاقهم عند انفصال

الشهر ، وتمكنهم من الانسان . فليكن على وجه العبد الصائم وظاهر احواله اثر التصديق بقول النبي صلى الله عليه وآله ، ويتصل في السلامة عن الاعداء المطلقين على قدر ضررهم واجتهادهم في افساد الدنيا والدين ، على صفة ما لو كان جيش الاعداء قد هجم عليه ، فاعتقلهم سلطان
 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 456 : -

أقوى منهم ، ومنعهم من الاساءة إليه ، ثم عاد السلطان القوى اطلقهم ومكنهم منه ، وهم يقصدون هذا العبد ولا يرجعون عنه ، فليرجع الى باب ذلك السلطان القاهر . فالذل له في منعهم عن هلاكه في الوقت الحاضر أيسر وأكمل وأحمد عاقبة من

الاشتغال بالذل لهم أو بمحاربتهم ، وهو أقوى منه ، فيشغلونه عن صلاح اعماله ، ومالا بد له منه ، فان الله جل جلاله قادر أن يقويه ، وان كان ضعيفا ، كما اخرجه من العدم الى الوجود ولم يزل به برا لطيفا .

 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر رمضان