|
|
فصل ( 54 ) فيما نذكره من صلاة ليلة النصف من شعبان عند
الحسين عليه السلام اعلم اننا كنا نؤثر ان نذكر هذه الصلاة من المهمات وتأخير وداعها عنها خلاف العادات ، فذكرناها بالقرب مما يختص بالحسين صلوات الله عليه ليقطع نظر الراغب في عملها فيعتمد عليه ، وهي صلاة الحسين صلوات الله عليه .
توفيقه ما ذكر انه حذف اسناده قال : ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليه اربع ركعات ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة و ( قل هو الله أحد ) خمسين مرة ويقرأهما في الركوع عشر مرات ، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك وفي
السجدتين وبينهما مثل ذلك ، كما تفعل في صلاة التسبيح ، وتدعو
بعدها وتقول : انت الله الذي استجبت لادم وحوا حين قالا : ( ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ( 1 ) ، وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وآله من الكرب العظيم ، واطفأت نار نمرود عن خليلك ابراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما . وأنت الذي استجبت لأيوب حين ناداك : ( اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ) ( 2 ) ، فكشفت ما به من ضر وآتيته اهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الالباب ، وانت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات : ( ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين ) . ( 3 ) فنجيته من الغم . وانت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت : ( قد اجيبت دعوتكما ) ( 4 ) ، وأغرقت فرعون وقومه وغفرت لداود ذنبه ، ونبهت قلبه وارضيت خصمه رحمة منك وذكرى . وانت الذي فديت الذبيح بذبح عظيم حين اسلما وتله للجبين ، فناديته بالفرج والروح ، وانت الذي ناداك زكريا نداء خفيا قال : ( رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا ) ( 6 ) ، وقلت ( ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) ( 7 ) . وانت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدهم من فضلك ، رب فلا تجعلني اهون الراغبين اليك ، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك ، وطهرني وتقبل صلاتي وحسناتي وطيب بقية حياتي : وطيب وفاتي ، واخلفني فيمن اخلف واحفظهم رب بدعائي ، واجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية اوليائك واهل طاعتك ، برحمتك يا رحيم ، يا من هو على كل شئ قدير ، وهو على كل شئ رقيب ، ومن كل سائل قريب ، ومن كل داع من خلقه ، مجيب .
انت الله لا اله الا انت الحي القيوم ، الاحد الصمد جبالك ، وفرشت بها ارضك ، واجريت بها الانهار وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والليل والنهار ، وخلقت بها الخلائق . أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي اشرقت به السماوات واضائت به الظلمات ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكفيني امر من يعاديني وامر معادي ومعاشي . واصلح يا رب شأني ولا تكلني الى فنسي طرفة عين ، واصلح امر ولدي وعيالي ، واغنني واياهم من خزائنك وسعة رزق وفضلك ، وارزقني الفقه في دينك ، وانفعني بما نفعت به من ارتضيت من عبادك ، واجعلني للمتقين اماما كما جعلت ابراهيم ، فان بتوفيقك يفوز المتقون ويتوب التائبون ويعبدك العابدون ، وبتسديدك وارشادك نجى الصالحون . اللهم ات نفسي تقواها وانت وليها ومولاها ، وانت خير من زكاها ، اللهم بين لها رشادها وتقواها ونزلها من الجنان اعلاها ، وطيب وفاتها ومحياها واكرم منقلبها ومثواها ومستقرها ومأواها ، انت ربها ومولاها . اللهم اسمع واستجب برحمتك ومنزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ومحمد بن علي ،
وعلي بن محمد والحسن بن علي ، والحجة القائم صلوات الله عليه وعليهم عندك ،
وبمنزلتهم لديك يا ارحم الراحمين ( 1 ) .
|
|