- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 290

فصل ( 4 ) فيما نذكره من احاديث في صوم شهر شعبان كله فمن ذلك ما رويناه باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه من كتاب ثواب الاعمال فقال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : أي الصيام افضل ؟ قال : شعبان تعظيما لشهر رمضان ( 4 ) .

 

 

* ( هامش ) *
 4 - ثواب الاعمال : 86 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 291

وفي حديث آخر من كتاب ثواب الاعمال عن ام سلمة رضي الله عنها : ان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما الا شعبان يصل به شهر رمضان ( 1 ) .


ومن ذلك ما رويناه عن عدة طرق بها من كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : من صام شعبان كان له طهرا من كل زلة ووصمة وبادرة ، قال أبو حمزة : فقلت لأبي جعفر عليه السلام : ما الوصمة ؟ قال : اليمين في المعصية والنذر في المعصية ، قلت : فما البادرة ؟ قال : اليمين عند الغظب والتوبة ، بها الندم عليها ( 2 ) .


ومن ذلك باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه من الكتاب فيما رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهى الناس ان يصلوهما ، وكان يقول : هما شهر الله وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب ( 3 ) .


اقول : هما شهر الله ، وفي الاحاديث : شعبان شهره عليه السلام ، لانه كلما كان له فهو لله جل جلاله ، وقوله صلوات الله عليه : وينهى الناس ان يصلوهما ، لعل المراد بذلك التخفيف عن الناس من موالات شهرين متتابعين ، فيراد منهم ان يفصلوا بينهما بيوم أو يومين .


وينبه على ذلك ما رويناه باسنادنا الى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي يفصل بين شعبان وشهر رمضان بيوم ( 4 ) .


ومن ذلك ما روينا باسنادنا الى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوم شعبان حسن ولكن افصل بينهما بيوم ، وفي حديث آخر : بيوم أو اثنين .

اقول : فان كنت تريد كمال السعادات بصوم شعبان كله والظفر بما فيه من
 

 

* ( هامش ) *
 1 - ثواب الاعمال : 86 .
 2 -
ثواب الاعمال : 83 ، معاني الاخبار : 169 ، عنهما البحار 97 : 74 ، مصباح المتهجد 2 : 825 .
 3 - ثواب الاعمال : 85 ، مصباح المتهجد 2 : 828 .
 4 - ثواب الاعمال : 84 ، عنه البحار 97 : 76 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 292

العنايات ، فانت المستظهر لنفسه قبل الممات ، وان كان لك مانع مما أشرنا إليه فنحن ذاكرون فضائل ايام من شعبان فانظر ما تقدر على صومه منها ، فاعتمد عليها .


فصل ( 5 ) فيما نذكره من فضل شهر شعبان بالمنقول ، وفضل صوم اول يوم منه بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله روينا ذلك باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه من كتاب اماليه وكتاب ثواب الاعمال باسناده الى النبي صلى

الله عليه وآله بصريح المقال ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تذاكر اصحابه عنده فضائل شعبان ، فقال :

شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه ، وهو شهر زاد فيه ارزاق العباد لشهر رمضان وتزين فيه الجنان ، وانما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه ارزاق المؤمنين ، وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين ، والسيئة

محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة ، والجبار جل جلاله يباهي به لعباده وينظر الى صوامه وقوامه ، فيباهي بهم حملة العرش . فقام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في

صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عزوجل فيه ، فقال صلى الله عليه وآله : من صام اول يوم من شعبان كتب الله له عز وجل سبعين حسنة الحسنة تعدل عبادة سنة ( 1 ) .


فصل ( 6 ) فيما نذكره من فضل صوم يوم من شعبان من غير تعيين لأوله ، وذكر فضله روينا ذلك باسنادنا الى ابن بابويه من كتاب اماليه باسناده الى عبد الله بن الفضل
 

 

* ( هامش ) *
 1 - ثواب الاعمال : 86 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 293

الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : صيام شعبان ذخر للعبد يوم القيامة ، وما من عبد يكثر الصيام
في شعبان الا أصلح الله له أمر معيشته وكفاه شر عدوه ، وان أدنى ما يكون لمن يصوم يوما من شعبان ان تجب له الجنة
( 1 )


فصل ( 7 ) فيما نذكره من صوم يوم أو يومين أو ثلاثة ايام منه روينا بعدة اسانيد الى الصادق عليه السلام قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري ورمضان شهر الله عز وجل ، فمن صام يوما من شهري كنت شفيعه يوم القيامة ، ومن صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام ثلاثة ايام من شهري قيل له : استأنف العمل ( 2 ) .


ومن ذلك ما رويناه باسنادنا الى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه فيما رواه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن حزم الأزدي قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : من صام اول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ، ومن صام يومين نظر الله إليه في كل يوم ولية في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة ، ومن صام ثلاثة ايام زار الله في عرشه في جنته كل يوم ( 3 ) .


اقول : لعل المراد بزيارة الله في عرشه ، ان يكون لقوم من أهل الجنة مكان من العرش ، من وصل إليه يسمى زائر الله ، كما جعل الله الكعبة الشريفة بيته الحرام ، من حجها فقد حج الله .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - امالي الصدوق : 11 ، عنه البحار 97 : 68 .
 2 - امالي الصدوق : 13 ، فضائل الاشهر الثلاثة : عنهما البحار 97 : 68 .
 3 - ثواب الاعمال : 84 ، مصباح المتهجد 2 : 830 . ( * )

 

 

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 294

وذكر الشيخ ابن بابويه رحمه الله في كتاب من لا يحضره الفقيه ان معنى هذا الحديث زيارة انبياء الله وحججه في الجنان وان من زارهم فقد زار الله ( 1 ) .


وقد وردت احاديث كثيرة : ان زيارة المؤمن وعيادته واطعامه ، وكسوته ، منسوبة الى انها زيارة الله وموصوفة بانها عملت مع الله .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - الفقيه 2 : 93 .  ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال شهر شعبان