- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 477 : -

فصل ( 5 ) فيما نذكره من الأمر بالافطار قبل الخروج الى صلاة العيد

 

رويناه باسنادنا الى محمد بن يعقوب الكليني ، باسناده الى حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أطعم يوم الفطر قبل ان تخرج الى المصلى ( 5 ) .

 وباسناده الى الصادق عليه السلام قال : لتطعم يوم الفطر قبل ان تصلي ، ولا تطعم يوم الأضحى حتى ينصرف الإمام ( 6 )

 

* ( هامش ) *
 5 - رواه الكليني في الكافي 4 : 168 ، والشيخ في التهذيب 3 : 138 .
 6 - رواه الكليني في الكافي 4 : 168 ، والصدوق في الفقيه 2 : 113 ، والشيخ في التهذيب 3 : 138 ، عنهم الوسائل 7 : 444 . ( * )

 

 

 ج 1 ص 478

ورينا باسنادنا الى هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله ، باسناده الى حريز بن عبد الله ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ويؤدي الافطار ، وكان لا يأكل يوم الأضحى شيئا حتى يأكل من أضحيته ، قال أبو جعفر : وكذلك ( 1 ) نحن ( 2 ) .



فصل ( 6 ) فيما نذكره مما يكون الافطار عليه وكيفية النية

روى ابن أبي قرة باسناده عن الرجل عليه السلام قال : كل تمرات يوم الفطر ، فان حضرك قوم من المؤمنين ، فأطعمهم مثل ذلك ( 3 ) .

ومن ذلك ما رويناه باسنادنا الى محمد بن يعقوب الكليني باسناده الى علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : اني أفطرت يوم الفطر على طين وتمر ، قال لي : جمعت بركة وسنة ( 4 ) . يعني بذلك التربة المقدسة على صاحبها السلام . أقول : وليكن نيته في افطاره يوم العيد امتثال أمر الله جل جلاله المجيد ، فيكون في عبادة وسعادة في اطعامه كما كان في صيامه .
 


فصل ( 7 ) فيما نذكره من وقت خروجه الى صلاة العيد

رويناه باسنادنا الى يونس بن عبد الرحمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج بعد طلوع الشمس ( 5 ) .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - في الفقيه : كذلك نفعل نحن .
 2 - عنه البحار 90 : 372 ، رواه الصدوق في الفقيه 1 : 321 .
 3 - عنه الوسائل 7 : 445 ، البحار 91 ، 124 .
 4 - رواه الكليني في الكافي 4 : 170 ، والصدوق في الفقيه 2 : 113 ، عنهما الوسائل 7 : 445 .
 5 - عنه الوسائل 7 : 452 ، البحار 90 : 371 . ( * )

 

 

 ج 1 ص 479

ومما رويناه باسنادنا الى أبي محمد هارون بن موسى التلعبكري رضي الله عنه ، باسناده عن زارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا تخرج من بيتك الا بعد طلوع الشمس ( 1 ) .
 


فصل ( 8 ) فيما نذكره من النية في توجهه الى صلاة العيد

أيها الأخ المقبل باقبال مولاه عليه ، لتعلم كيف تحضر بين يديه ، ارحم ضعف روحك واقبل مشورة نصيحك ، وافكر في تعظيم من هو مقبل عليك ، وطهر قلبك من الشواغل التي تحول بينك وبين احسانه اليك ، ووف المجلس ما تقدر عليه من

حقه العظيم ، وامض على ما تريد من الصراط المستقيم . ولتكن نيتك وقصدك طلب رضاه والدخول في حماه ، واعتقاد المنة
لله جل جلاله فيما هداك إليه ، واهلك ان تعمله لديه ، وقم به إليه قيام التمام بالاقبال عليه . واعلم ان المتوجهين الى الله جل

جلاله ، في اليوم الذي سماه جل جلاله عيدا لعبيده وانجازا لوعده ( 2 ) ، بالخروج إليه والوفادة عليه ، فان الناس
المتوجهين فيه على أصناف :

فصنف : خرجوا وقد شغلتهم هيبة الله جل جلاله وعظمته وذهول العقول عن مقابلة حرمته ( 3 ) واجابة دعوته ، حتى صاروا كما يصير من لم يحضر ابدا عند خليفة ، فاستدعاه للحضور بين يدي عظمته الشريفة ، فانه يكون مترددا بين الحياء

والخجالة ، للقاء تلك الجلالة ، وبين خوف سوء الآداب ، وبين أمواج العجز عن الجرأة بالخطاب والتماس الجواب وبين الفكر ، فيما إذا عساه يكون قد اطلع الخليفة عليه من أهواله وسوء أعماله ، فتشغله هذه الشواغل عن بسط كف سؤاله وإطلاق لسان حاله .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - عنه الوسائل 7 : 452 ، البحار 90 : 371 . 2 - لوعوده ( خ ل ) . 3 - رحمته ( خ ل ) . ( * )

 

 

 ج 1 ص 480

وصنف : توجهوا الى الله جل جلاله ، وهم ذاكرون ما تولاه الله جل جلاله بهم من بناء السماوات والأرضين وما بينهما ، وفيهما من منافع الدنيا والدين ، وتسييرهم من لدن آدم عليه أفضل التحيات في طرقاة مخافات الولادات ، والنجاة من آفات

الوف سنين الى حين هذه الغايات ، وقيامه لهم خلفا بعد سلف ، بما احتاجوا إليه من الأقوات وجميع الحاجات ، فاخجلهم ما مضى من انعامه وما حضر من اكرامه طلب شئ آخر من شريف مقامه . وصنف : رأو ان بضائع فما مكنهم فيه من

الاختيار قد عاملوه فيها بالخسران ، وودائع ما سلم إليهم من الاقتدار على عمارة دار القرار قد خانوا فيها في السر والاعلان ، فكساهم ذل الخيانة في الامانة عار الخجل والوجل ، حتى ما بقي عندهم فراغ لرجاء ولا أمل .


وصنف : خرجوا يوم العيد على مراكب دالة اعمالهم والتبسط في سؤالهم ، لابسين ثوب الغفلة عن خالق مراكب امكانهم وفاطر قالب أعمالهم مدة حياتهم وزمانهم ، وعن المنة عليهم في الإنشاء والبقاء ، وما اشتمل عليه وجودهم من النعماء والآلاء ، فهؤلاء كالعميان المحتاجين الى قائد ، وكالمرضى الذين يحتاجون الى طبيب يقبلون منه .


وصنف : خرجوا يطلبون اجرة ما عملوه في شهر رمضان ، وقد بسطوا على أنفسهم لسان حال المحاسبة لهم على ما عمل معهم مولاهم من الاحسان .

وقال لسان حال عدله : إذا كان كل منكم يطلب اجرة فعله ، فاذكروا أفعالنا لأجلكم قبل وجودكم ومدة حياتكم من لدن أبيكم آدم ، وعملنا مع آبائكم وأمهاتكم وجدودكم ، وفكروا في اجرة كل من استخدمناه في مصلحتكم ، من الملائكة والانبياء والمرسلين

والملوك والسلاطين وغيرهم ، من جميع عبيدنا من الماضين والحاضرين ، فانظروا مقدار الفاضل عن اجرة اعمالنا ، فادوه الينا ، ثم تعرضوا لسؤالنا ، حيث عدلتم عن باب الاعتراف لنا بالفضل ، ووقفتم على باب طلب الاجرة بالعدل .
 

 ج 1 ص 481

وصنف : فكروا في ما عمل مولاهم من قبل انشائهم بطول بقائهم ، ومن اول آبائهم الى حين فنائهم ، وما يحتاجون ان يعمل معهم في دار بقائهم ، فاستحقروا ما كانوا فيه من أعمالهم ، ولم يبق لها محل في حضرة ابتهالهم ، وما بقي لهم لسان حال ولا بيان مقال يذكرونها في حضرة آمالهم وسؤالهم ، بل مدوا الكف لسان الحال قبل الوجود الى كعبة الكرم والجود .


وصنف خرجوا الى الله جل جلاله قد لبسوا خلع المعرفة بقدر المنة عليهم ، وباقباله جل جلاله عليهم وحضورهم للاحسان إليهم ، وليس لهم فاطر ولا ناظر يتردد منذ نشروا الى حيث حضروا ، في غير طرق الاعتراف بالمنن للمالك الأرحم ،

والاشتغال بحمد جلاله الأعظم . ويتمنى لسان حالهم ان لو كان لهم قدرة أن يكونوا موجودين في الأزل وما لا يزال مع وجوده ، وكل منهم باذل غاية مجهوده في خدمة معبوده وشكر جوده ، لرآى ذلك قاصرا عن مقصوده ، ولولا خوف

المخالفة لما يراه ، لتمنى كل منهم أن لا يفارق باب الخدمة دنياه وآخرته . فما أسعد موقف هؤلاء العبيد في يوم العيد ، فاقتد أيها الأخ بأهل هذا الحظ السعيد ، وسر في آثارهم واهتد بأنوارهم .


 

 

الصفحة الرئيسية

 

فهرس الكتاب