- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 482 : -

فصل ( 9 ) فيما نذكره مما رويناه من ان يوم العيد يوم أخذ الجوائز

روينا ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب وغيره باسناده الى عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : إذا كان اول يوم من شوال نادى مناد : ايها المؤمنون اغدوا الى جوائزكم ، ثم قال : يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ، ثم قال : هو يوم الجوائز ( 1 ) .

 

 

* ( هامش ) *
 1 - رواه الكليني في الكافي 4 : 168 ، والصدوق في الفقيه 1 : 323 ، عنهما الوسائل 7 : 480 . ( * )

 

 

 ج 1 ص 482

أقول : وكنت أجد جماعة من أصحابنا يأخذون التربة الشريفة من ضريح مولانا الحسين عليه السلام والصلاة والرضوان ، ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان . فقلت لمن قلت له منهم : هل وجدتم أثرا أو خبرا بأخذ هذه التربة في هذه الليلة ؟

فقالوا : لا ، لكن نرجو أن يكون ليلة القدر ، فقلت : فما أراكم تتركون بعد هذه الليلة الدعاء في كل يوم بالظفر بليلة القدر
من تمام العشر الأخير ، ولأنها لو كانت ليلة القدر على التقدير من أين عرفتم ان ليلة القدر المنيفة محل لأخذ التربة الشريفة

ثم قلت : كان مقتضى المعقول وظواهر المنقول يقتضي ان يكون أخذ التربة للشفاء والدواء ودفع انواع البلاء في وقت
اطلاق الجوائز للانام ، وهو يوم جوائز شهر الصيام ، فيسأل العبد يوم العيد ان يكون من جملة جوائزه التي ينعم الله جل

جلاله بها عليه الاذن في اخذ تربة الحسين عليه السلام ، فيأتي اخذها في وقت اطلاق العطايا والمواهب الجزيلة ، مناسبا لاطلاق التربة المقدسة الجليلة .


أقول : وما هذا الحديث وما رويناه من أمثاله ، منافيا لما ذكرناه من كيفية التوجه الى الله جل جلاله والظفر بأفضاله واقباله ، لان الله جل جلاله انما يعطى الجوائز مع الأدب بين يديه والاخلاص في الاقبال عليه ، وقد كشفنا لك في الوجوه التي أشرنا

إليها ما حضرنا وأذن لنا في التنبيه عليها ، فاختر لنفسك ما أنت محتاج إليه على قدر وجود المالك الذي تقف بين يديه ، وعلى قدر اليوم الذي اطلق الجوائز لكل محتاج إليه ، وعلى قدر فقرك في الدنيا ويوم القدوم عليه . وليكن من جملة مطالبك

ومآربك ان تقول : يا كريم يا جواد يا عواد ، ان عادة الملك الجواد ، إذا أسقط ماله على وفوده وجنوده ، أبقى ما لهم عليه من عوائد مراحمه ومكارم وجوده ، فحيث قد أسقطت عنا وظائف العبادات في شهر رمضان ، فأبق علينا دوام ما كان فيه
من العنايات والسعادات ، والأمان والرضوان وكمال الاحسان .

 

 ج 1 ص 483

فصل ( 10 ) فيما نذكره من اخراج الفطرة قبل صلاة العيد ، وان أفضلها التمر

اعلم ان بدأة الله جل جلاله في مقدس القرآن المجيد بذكر الزكاة قبل صلاة العيد ، تنبيه لأهل النجاة على البدأة بها قبل
الصلاة ، ووصف من يفعل ذلك بالفلاح ، حث عظيم لأهل الصلاح على الاهتمام باخراجها قبل الغدو الى صلاة العيد

والرواح . روينا باسنادنا الى أبي عبد الله عليه السلام قال : ينبغي أن يؤدي الفطرة قبل أن يخرج الناس الى الجبانة ، فان
( 1 )
أداها بعدما يرجع ، فانما هي صدقة وليست فطرة ( 2 ) .


واما ما نذكره في فضل اخراج الفطرة تمرا : فقد رويناه الى محمد بن يعقوب الكليني ، باسناده الى هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : التمر في الفطرة أفضل من غيره ، لأنه أسرع منفعة ، وذلك انه إذا وقع في يد صاحبه أكل منه ، وقال : ونزلت الزكاة وليس للناس أموال ، وانما كانت الفطرة ( 3 ) .



فصل ( 11 ) فيما نذكره من الخروج الى صلاة العيد في طريق والرجوع في غيرها

روينا ذلك باسنادنا الى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه ، باسناده الى علي بن موسى بن جعفر بن
محمد عليهم السلام قال : قلت له : يا سيدي انا نروي عن النبي صلى الله عليه وآله ، انه كان إذا أخذ ( 4 ) في طريق لم

يرجع فيه وأخذ في غيره ؟ فقال : هكذا كان نبي الله صلى الله عليه وآله يفعل ، وهكذا أفعل أنا وهكذا كان أبي عليه السلام يفعل ، وهكذا فافعل ، فانه أرزق لك ، وكان نبي الله صلى الله عليه وآله يقول : هذا أزرق للعباد ( 5 )
 

 

* ( هامش ) *
 1 - فإذا ( خ ل ) . 2 - عنه الوسائل 9 : 355 .
 3 - رواه الكليني في الكافي 4 : 171 ، والصدوق في الفقيه 2 : 117 ،
علل الشرائع ، 390 ، والشيخ في التهذيب 4 : 85 عنهم الوسائل 9 : 352 .
 4 - رجع ( خ ل ) .  5- عنه البحار 190 : 373 ، الوسائل 7 : 479 ، رواه الكليني في الكافي 8 : 147 ، 5 : 314 .( * )

 

 

 ج 1 ص 484

فصل ( 12 ) فيما نذكره من الدعاء في الطريق

قال : استفتح خروجك بهذا الدعاء الى ان تدخل مع الامام في الصلاة ، فان فاتك منه شئ فاقضه بعد الصلاة :

  اللهم إليك وجهت وجهي ، وعليك توكلت ، الله أكبر كما هدينا ، الله أكبر إلهنا ومولانا ، الله أكبر على ما أولانا ،
وحسن ما أبلانا ، الله أكبر ولينا الذي اجتبانا ، الله أكبر ربنا الذي برأنا ، الله أكبر الذي أنشأنا . الله أكبر الذي بقدرته

هدينا ، الله أكبر الذي خلقنا فسوينا ، الله أكبر الذي بدينه حبانا ، الله أكبر الذي من فتنته عافانا ، الله أكبر الذي بالاسلام اصطفانا ، الله أكبر الذي فضلنا بالاسلام على من سوانا ، الله أكبر واكبر سلطانا ، الله أكبر وأعلا برهانا ، الله أكبر

وأجل سبحانا . الله أكبر وأقدم إحسانا ، الله أكبر وأعز غفرانا ، الله أكبر وأسنى شأنا ، الله أكبر ناصر من استنصر ،
الله أكبر ذو المغفرة لمن استغفر ، الله أكبر الذي خلق وصور . الله أكبر الذي أمات وأقبر ، الله أكبر الذي إذا شاء

أنشر ، الله أكبر وأعلا وأكبر ، الله أكبر وأقدس من كل شئ وأطهر ، الله أكبر رب الخلق والبر والبحر ، الله أكبر
كلما سبح الله شئ وكبر ، الله أكبر كما يحب ربنا أن يكبر . اللهم صل على محمد ، عبدك ورسولك ، ونبيك وصفيك ،

ونجيبك وأمينك ، وحبيبك ، وصفوتك من خلقك ، وخليلك وخاصتك ، وخيرتك من بريتك . اللهم صل على محمد ، عبدك الذي هديتنا به من الجهالة ، وبصرتنا به من العمى ، وأقمتنا به على المحجة العظمى وسبيل التقوى ، وكما

أرشدتنا وأخرجتنا به من الغمرات الى جميع الخيرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأفضل وأكمل ، وأشرف وأكبر ، وأطهر واطيب ، وأتم وأعم ، وأزكى وأنمى ، وأحسن وأجمل ما صليت

على أحد من العالمين . اللهم شرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وأعل مكانه ، وكرم في القيامة مقامه ، وعظم على رؤوس الخلائق حاله . اللهم اجعل محمدا وآل محمد يوم القيامة ، أقرب الخلق منك منزلة ، وأعلاهم منك مكانا ، وأفسحهم

لديك منزلة ومجلسا ، وأعظمهم عندك شرفا ، وأرفعهم منزلا . اللهم صل على محمد والأئمة الهدى المهتدين ، والحجج على خلقك ، والأدلاء على سبيلك ، والباب الذي منه يؤتى ، والتراجمة لوحيك ، كما سنوا سنتك ، الناطقين بحكمتك ،

والشهداء على خلقك . اللهم صل على وليك المنتظر أمرك ، المنتظر لفرج أوليائك . اللهم اشعب به الصدع ، وارتق
به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزين بطول بقائه الأرض ، وأيده بنصرك ، وانصره بالرعب ، وقو

ناصرهم ، واخذل خاذلهم ، ودمدم على من نصب لهم ، ودمر على من غشهم ، واقصم بهم رؤوس الضلالة ، وشارعة البدع ، ومميتة السنة ، المتعززين بالباطل ، وأعز بهم المؤمنين ، وأذل بهم الكاذبين والمنافقين وجميع الملحدين

والمخالفين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، يا أرحم الراحمين . اللهم وصل على جميع المرسلين والنبيين ، الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة ، ودعوا العباد إليك بالنصيحة ، وصبروا على ما لقوا من الأذى في جنبك

اللهم وصل على محمد وعليهم ، وعلى ذراريهم وأهل بيوتاتهم وأهل موداتهم ، وأزواجهم الطاهرات ، وجميع أشياعهم ، من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، السلام عليهم جميعا ، في هذه الساعة ، وفي

هذا اليوم ، ورحمة الله وبركاته . ( 3 ) اللهم اخصص أهل بيت نبينا محمد ، المباركين السامعين المطيعين ، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، بأفضل صلواتك ونوامي بركاتك ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ( 4 ) .

 3 - عنه البحار 91 : 16 - 18 ، رواه الشيخ في مصباح المتهجد 652 ، والكفعمي في بلد الأمين : 239 .
 4 - عنه البحار 90 : 371 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

فهرس الكتاب