|
|
فصل ( 13 ) فيما نذكره من البروز في صلاة العيد تحت السماء رواه محمد بن أبي قرة في كتابه ، باسناده الى سليمان بن حفص ، عن الرجل عليه السلام قال : الصلاة يوم الفطر بحيث لا يكون على المصلي سقف الا السماء . أقول : وقد ذكرنا في عدة مواضع من كتابنا ان السماء كأنها كعبة الدعاء بالساكنين فيها الملائكة وأرواح الأنبياء ، وهي محل العلاء ، وهي باب اطلاق الأرزاق والآمال ونزول الوحي وتدبير ما يكون ، قال الله جل جلاله : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ( 1 ) ، فالبروز والوقوف على باب الله بهذه الصفات ، هو أقرب الى اجابة الدعوات وقضاء الحاجات .
كيف نقلناك من هذا التراب الذي تجلس عليه الى ما قد بلغنا بك إليه من التكرم والتعظيم ، وتسخيرنا لك ما سخرناه ، من الأفلاك والدنيا والآخرة والملك العظيم ( 3 ) ، واشتغل بالشكر لنا واعتقاد المنة العظيمة ، من تطلع خاطرك الى الوسيلة الينا بهذه الخدمة اليسيرة السقيمة . فاننا إذا
( 4 ) رأيناك تقدم حقنا على ما يقع منك من الخدم
، كأني أثبت لك في رسوخ القدم ، وسبوغ النعم ، ودفع النقم ، وأدب العبودية ،
وبلوغ الامنية .
وقل بالرحمة والجود وجميع الوسائل التي نقلتني بها من ذلك المقام النازل ، الى هذا الفضل الشامل الكامل . صل على محمد وآل محمد وانقلني عما تكره وقوفه مني الى ما يرضيك عني .
ان صلاة العيد على الانفراد والاختصاص أبلغ في صفات كمال
المراد والاخلاص ، فليعمد الى ما هو اقرب الى مراد مولاه ، الذي حديثه معه في
دنياه واخراه . هذا حال من كانت صلاة العيد مندوبة له كما رويناه .
|
|