- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 487 : -

فصل ( 13 ) فيما نذكره من البروز في صلاة العيد تحت السماء

رواه محمد بن أبي قرة في كتابه ، باسناده الى سليمان بن حفص ، عن الرجل عليه السلام قال : الصلاة يوم الفطر بحيث لا يكون على المصلي سقف الا السماء  .

أقول : وقد ذكرنا في عدة مواضع من كتابنا ان السماء كأنها كعبة الدعاء بالساكنين فيها الملائكة وأرواح الأنبياء ، وهي محل العلاء ، وهي باب اطلاق الأرزاق والآمال ونزول الوحي وتدبير ما يكون ، قال الله جل جلاله : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ( 1 ) ، فالبروز والوقوف على باب الله بهذه الصفات ، هو أقرب الى اجابة الدعوات وقضاء الحاجات .



فصل ( 14 ) فيما نذكره مما يصلي عليه في صلاة العيد


روينا ذلك باسنادنا الى محمد بن الحسن بن الوليد باسناده الى أبي عبد الله عليه السلام : ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخرج حتى ينظر الى آفاق السماء ، وقال : لا تصلين يومئذ على بساط ولا بارية ، يعني في العيدين ( 2 ) .


أقول : واعلم انني كنت يوما من ايام الأعياد ، قد قمت من السجادة لأجلس على التراب ، واصلي صلاة العيد على المأمور
به من الآداب ، فأردت أن أجعل ذلك على سبيل العبادة لله جل جلاله لأنه أهل للعبادة ، فورد على خاطري ما معناه : اذكر

كيف نقلناك من هذا التراب الذي تجلس عليه الى ما قد بلغنا بك إليه من التكرم والتعظيم ، وتسخيرنا لك ما سخرناه ، من الأفلاك والدنيا والآخرة والملك العظيم ( 3 ) ، واشتغل بالشكر لنا واعتقاد المنة العظيمة ، من تطلع خاطرك الى الوسيلة

الينا بهذه الخدمة اليسيرة السقيمة . فاننا إذا ( 4 ) رأيناك تقدم حقنا على ما يقع منك من الخدم ، كأني أثبت لك في رسوخ القدم ، وسبوغ النعم ، ودفع النقم ، وأدب العبودية ، وبلوغ الامنية .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - الذاريات : 22 . 2 - عنه البحار 90 : 371 . 3 - القديم ، القويم ( خ ل ) . 4 - فإذا ( خ ل ) . ( * )

 

 

 ج 1 ص 488

وقل بالرحمة والجود وجميع الوسائل التي نقلتني بها من ذلك المقام النازل ، الى هذا الفضل الشامل الكامل . صل على محمد وآل محمد وانقلني عما تكره وقوفه مني الى ما يرضيك عني .



فصل ( 15 ) فيما نذكره من صلاتها جماعة وفرادى


رواه محمد بن أبي قرة ، باسناده الى مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه سئل صلاة الأضحى والفطر قال : صلهما ( 1 ) ركعتين في جماعة وغير جماعة ( 2 ) .


أقول : واعلم ان الانسان على نفسه بصيرة ، فان وجد بما أراه الله جل جلاله من البصائر المنيرة ، ان صلاة العيد في الجماعة أبلغ في الاخلاص والطاعة ، فليبارز الى ما فيها من رضى الرب الرحيم الكريم والفضل العظيم ، ومن عرف

ان صلاة العيد على الانفراد والاختصاص أبلغ في صفات كمال المراد والاخلاص ، فليعمد الى ما هو اقرب الى مراد مولاه ، الذي حديثه معه في دنياه واخراه . هذا حال من كانت صلاة العيد مندوبة له كما رويناه .
 

 

* ( هامش ) *
 1 - صلوتهما ( خ ل ) . 2 - عنه الوسائل 7 : 425 ، البحار 90 : 371 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

فهرس الكتاب