فصل ( 18 ) فيما نذكره من صفة صلاة العيد المهم منها اخلاص النية وكمال الأدب مع العظمة الإلهية ، فتقصد بقلبك ما معناه : اصلي صلاة العيد مندوبا لوجه ندبها ، أعبد الله لأنه أهل للعبادة ثم تكبر كبيرة الاحرام ، وتقرء الحمد و ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، وترفع يديك بالتكبير ، معظما لمولاك الأعظم الكبير ، وتبسطهما بالذل والابتهال ، كما جرت عليه عادة المضطر في السؤال ، وتقول : اللهم أنت أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والرحمة ، وأهل التقوى والمغفرة . أسألك بحق هذا اليوم ، الذي جعلته للمسلمين عيدا ، ولمحمد صلى الله عليه وآله ذخرا وشرفا ( 2 ) ومزيدا ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد ، وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أجمعين . اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون ، وأعوذ بك مما استعاذ ( 3 ) منه عبادك الصالحون ( 4 ) . ثم تكبر الثانية تكبير أهل الضراعة ، بحسب ما تجده من الاستطاعة ، وتدعوا بالفصل المذكور ، ثم تكبر الثالثة تكبير أهل الاستكانة بخشوع أهل الخيانة ، وتدعو بالفصل المشار إليه ، ثم تكبر الرابعة تكبير أهل الرهبة عند شدة الكربة ، وتدعو بالفصل الموصوف ، ثم * ( هامش ) * 2 - وكرامة ( خ ل ) . 3 - من شر ما استعاذ ( خ ل ) . 4 - المخلصون ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 496 : -

صفحة 496 / تكبر الخامسة تكبير الراغب عند فتح ابواب المطالب ، وتدعو بالدعاء المتكرر ، ثم تكبر السادسة تكبير اهل التبتل والخضوع بارسال الدموع ، وقل من الدعاء ما قدمناه . ثم كبر تكبيرة الركوع ، واركع بأبلغ الخشوع ، وارفع رأسك ، ثم اسجد السجدتين ، وقم فاقرء الحمد و ( والشمس وضحيها ) . وكبر تكبيرة على ما شرحناه وادع بما ذكرناه ، ثم كبر ثانية كما وصفناه وادع بما كنا رويناه ، ثم كبر ثالثة كما حررناه ، وادع بما قدمناه ، ثم كبر رابعة على ما أوضحناه وادع بما أسلفناه ، ثم كبر خامسة واركع واسجد سجدتين ثم تشهد وسلم . ثم سبح تسبيح فاطمة الزهراء صلوات الله عليها ، وكبر التكبير الذي ذكرناه عقيب صلاة المغرب من ليلة العيد ، واحضر عقلك وقلبك للتحميد والتمجيد والدعاء بعد صلاة العيد ، فقل : اللهم إني سألتك أن ترزقني صيام شهر رمضان ، وأن تحسن معونتي عليه ، وأن تبلغني استتمامه وفطره ، وأن تمن علي في ذلك بعبادتك ، وحسن معونتك ، وتسهيل أسباب توفيقك وأحسنت ( 1 ) معونتي عليه ، وفعلت ذلك بي ، وعرفتني حسن صنيعك ، وكريم إجابتك ، فلك الحمد على ما رزقتني من ذلك ، وعلى ما أعطيتني منه . اللهم وهذا يوم عظمت قدره ، وكرمت حاله ، وشرفت حرمته ، وجعلته ، عيدا للمسلمين ، وأمرت عبادك أن يبرزوا لك فيه ، لتوفى كل نفس ما عملت وثواب ما قدمت ، ولتفضل على أهل النقص في العبادة ، والتقصير في الاجتهاد في أداء الفريضة مما لا يملكه غيرك ، ولا يقدر عليه سواك . اللهم وقد وافاك في هذا اليوم في هذا المقام ، من عمل لك عملا ، قل ذلك العمل أو كثر ، كلهم يطلب أجر ما عمل ، ويسأل الزيادة من فضلك في ثواب صومه لك وعبادته إياك ، على حسب ما قلت : ( يسئله من في السماوات * ( هامش ) * 1 - فأجبتني وأحسنت ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 497 : -

صفحة 497 / والأرض كل يوم هو في شأن ) ( 1 ) . اللهم وأنا عبدك العارف بما ألزمتني ، والمقر بما أمرتني ، المعترف بنقص عملي والتقصير في اجتهادي ، والمخل بفرضك علي ، والتارك لما ضمنت لك على نفسي . اللهم وقد صمت ، فشبت ( 2 ) صومي لك في أحوال الخطاء والعمد ، والنسيان والذكر ، والحفظ ، بأشياء نطق بها لساني ، أو رأتها عيني وهوتها نفسي ، أو مال إليها هواي وأحبها قلبي ، أو اشتهتها روحي ، أو بسطت إليها يدي ، أو سعيت إليها برجلي ، من حلالك المباح بأمرك ، إلى حرامك المحظور بنهيك . اللهم وكل ما كان مني محصى علي غير مخل بقليل ولا كثير ، ولا صغير ولا كبير ، اللهم وقد برزت إليك وخلوت لك ، لأعترف لك بنقصي عملي ، وتقصيري فيما يلزمني ، وأسألك العود علي بالمغفرة والعائدة الحسنة علي ، بأحسن رجائي وأفضل أملي وأكمل طمعي في رضوانك . اللهم فصل على محمد وآل محمد واغفر لي كل نقص ، وكل تقصير ، وكل إساءة ، وكل تفريط ، وكل جهل ، وكل عمد ، وكل خطاء دخل علي ، في شهري هذا ، وفي صومي له ، وفي فرضك علي ، وهبة لي ، وتصدق به علي ، وتجاوز لي عنه . يا غاية كل رغبة ، ويا منتهى كل مسألة ، واقلبني من وجهي هذا ، وقد عظمت فيه جائزتي ، وأجزلت فيه عطيتي وكرمت فيه حبائي وتفضلت علي ، بأفضل من رغبتي وأعظم من مسألتي يا إلهي . يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، ليس كمثلك شئ ، صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي ذنوبي ، العمد منها والخطأ ، في هذا اليوم ، * ( هامش ) * 1 - الرحمن : 29 . 2 - شاب : خلط . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 498 : -

صفحة 498 / وفي هذه الساعة . يا رب كل شئ ووليه ، افعل ذلك بي ، وتب بمنك وفضلك ورأفتك ورحمتك علي ، توبة نصوحا لا أشقى بعدها أبدا . يا الله يا الله ، يا الله يا الله ، يا الله يا الله يا الله ، لك الأمثال العليا والأسماء الحسنى ، أعوذ بك من الشك بعد اليقين ، ومن الكفر بعد الايمان . يا إلهي إغفر لي ، يا إلهي تفضل علي ، ويا إلهي تب علي ، يا إلهي إرحمني ، يا إلهي إرحم فقري ، يا إلهي إرحم ذلي ، يا إلهي إرحم مسكنتي ، يا إلهي إرحم عبرتي ، يا إلهي لا تخيبني وإنا أدعوك ، ولا تعذبني وأنا أستغفرك ( 1 ) . اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله السلام : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ( 2 ) ، أستغفرك يا رب وأتوب إليك ، أستغفر الله أستغفر الله من جميع ذنوبي كلها ، ما تعمدت منها وما أخطأت ، وما حفظت وما نسيت . اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله الصلاة والسلام : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ( 3 ) ، اللهم إني أدعوك كما أمرتني ، فاستجب لي كما وعدتني ، إنك لا تخلف الميعاد . اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين ، بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، وأدخلني في كل خير أدخلتهم فيه ، وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه ، في الدنيا والاخرة ، يا أرحم الراحمين . اللهم صل على محمد وآل محمد وأعتق رقبتي من النار ، عتقا بتلا ( 4 ) لارق بعده أبدا ، ولا حرق بالنار ، ولا ذل ، ولا وحشة ، ولا رعب ولا روعة ( 5 ) * ( هامش ) * 1 - أرجوك ( خ ل ) . 2 - الأنفال : 33 . 3 - البقرة : 186 . 4 - بتل : قطع وأبان . 5 - ولا لوعة ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 499 : -

صفحة 499 / لا فزعة ولا رهبة بالنار ، ومن علي بالجنة بأفضل حظوظ أهلها ، وأشرف كراماتهم ، وأجزل عطائك ( 1 ) لهم ، وأفضل جوائزك إياهم ، وخير حبائك لهم . اللهم صل على محمد وآل محمد وأقلبني من مجلسي هذا ، ومن مخرجي هذا ، ولا تبق لي فيما ( 2 ) بيني وبين أحد من خلقك ، ذنبا إلا غفرته ، ولا خطيئة إلا محوتها ، ولا عثرة إلا أقلتها ، ولا فاضحة إلا صفحت عنها ، ولا جريرة إلا خلصت منه ، ولا سيئة إلا وهبتها لي ، ولا كربة إلا وقد خلصتني منها ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا عائلة إلا أغنيتها ، ولا فاقة إلا سددتها ، ولا عريا ( 3 ) إلا كسوته . ولا مريضا إلا شفيته ، ولا سقيما إلا داويته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا غما إلا أذهبته ، ولا خوفا إلا آمنته ، ولا عسرا إلا يسرته ، ولا ضعفا إلا قويته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا قضيتها ، على أفضل الأمل وأحسن الرجاء وأكمل الطمع ، إنك على كل شئ قدير . اللهم إنك أمرتني بالدعاء ، ودللتني عليه ، فسألتك ، ووعدتني الاجابة ، فتنجزت بوعدك ، وأنت الصادق القول الوفي العهد ، اللهم وقد قلت : ( ادعوني أستجب لكم ) ( 4 ) ، وقلت : ( واسألوا الله من فضله ( 5 ) ) ( 6 ) ، وقلت : ( وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) ( 7 ) . اللهم وأنا أدعوك كما أمرتني متنجزا لوعدك ، فصل على محمد وآل محمد وأعطني كل ما وعدتني ، وكل امنيتي ، وكل سؤلي ، وكل همي ، وكل تهمتي ، وكل هواي ، وكل محبتي ، واجعل ذلك كله سائحا ( 8 ) في جلالك ، * ( هامش ) * 1 - عطاياك ( خ ل ) . 2 - زيادة : فيما بيني وبينك ولا فيما . 3 - عريانا ( خ ل ) . 4 - غافر : 60 . 5 - زيادة : انه كان بكم رحيما ( خ ل ) . 6 - النساء : 32 . 7 - أحقاف : 16 . 8 - ساح الماء : جرى على وجه الأرض . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 500 : -

صفحة 500 / ثابتا في طاعتك ، مترددا في مرضاتك ، متصرفا فيما دعوت إليه ، غير مصروف منه ، قليلا ولا كثيرا ، في شئ من معاصيك ، ولا في مخالفة لأمرك ( 1 ) ، إله الحق رب العالمين . اللهم وكما وفقتني لدعائك ، فصل على محمد وآل محمد ، ووفق لي إجابتك إنك على كل شئ قدير . اللهم من تهيأ ، أو تعبأ ، أو أعد ، أو استعد ، لوفادة إلى مخلوق ، رجاء رفده وجوائزه ونوافله ، وفضائله وعطاياه ، فاليك يا سيدي كانت تهيئتي وتعبئتي ، وإعدادي ، واستعدادي ، رجاء رفدك وجوائزك وفواضلك ، ونوافلك وعطاياك . وقد غدوت إلى عيد من أعياد امة نبيك محمد عليه السلام ( 2 ) ، ولم آتك اليوم بعمل صالح أثق به قدمته ، ولا توجهت بمخلوق رجوته . ولكني أتيتك خاضعا مقرا بذنوبي ، وإساءتي إلى نفسي ، ولا حجة لي ولا عذر لي ، أتيتك أرجو عظيم ( 3 ) عفوك الذي عفوك به عن الخاطئين ، وأنت الذي غفرت لهم عظيم جرمهم ، ولم يمنعك طول عكوفهم على عظيم جرمهم ( 4 ) ، أن عدت عليهم بالرحمة فيامن رحمته واسعة ، وفضله ( 5 ) عظيم . يا عظيم يا عظيم يا عظيم ، يا كريم يا كريم يا كريم ، صل على محمد وآل محمد ، وعد علي برحمتك ، وامنن علي بعفوك وعافيتك ، وتعطف علي بفضلك ، وأوسع ( 6 ) علي رزقك . * ( هامش ) * 1 - مخالفة أمرك ( خ ل ) . 2 - نبيك محمد وآله عليه وعليهم السلام ولم آتك ( خ ل ) . 3 - اعظم ( خ ل ) . 4 - الجرم ( خ ل ) . 5 - عفوه ( خ ل ) . 6 - توسع ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 501 : -

صفحة 501 / يا رب ! إنه ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا يرد سخطك إلا عفوك ، ولا يجير من عقابك إلا رحمتك ، ولا ينجيني منك إلا التضرع إليك ، فصل ، على محمد وآل محمد وهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد ، وبها تنشر ميت البلاد . ولا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي ، وتعرفني الاجابة في دعائي ، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تسلطه علي ، ولا تمكنه من عنقي . يا رب ! إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ، ومن ذا الذي يرحمني إن عذبتني ، ومن ذا الذي يعذبني إن رحمتني ، ومن ذا الذي يكرمني إن أهنتني ، ومن ذا الذي يهينني إن أكرمتني ، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك ، أو يسألك عن أمره . وقد علمت يا إلهي إنه ليس في حكمك جور ولا ظلم ، ولا في عقوبتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت . وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك سيدي علوا كبيرا . اللهم فصل على محمد وآل محمد ، ولا تجعلني للبلاء غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، ومهلني ونفسني ، وأقلني ( 1 ) عثرتي ، وارحم تضرعي ، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي وتضرعي إليك . أعوذ بك اللهم اليوم من غضبك ، فصل على محمد وآله وأعذني ، وأستجير بك من سخطك فصل على محمد وآل محمد وأجرني ، وأسترحمك فصل على محمد وآله وارحمني ، وأستهديك فصل على محمد وآل محمد واهدني ، وأستنصرك فصل على محمد وآل محمد وانصرني ، وأستكفيك * ( هامش ) * 1 - اقل ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 502 : -

صفحة 502 / فصل على محمد وآل محمد واكفني . وأسترزقك فصل على محمد وآل محمد وارزقني ( 1 ) ، وأستعصمك فيما بقي من عمري ، فصل على محمد وآل محمد واعصمني ، وأستغفرك لما سلف من ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفر لي ، فاني لن أعود لشئ كرهته إن شئت ذلك . يا رب يا حنان يا منان ، يا ذا الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد واستجب لي جميع ما سألتك ، وطلبته منك ، ورغبت فيه إليك ، وأرده وقدره ، واقضه وأمضه ، وخر لي فيما تقضي منه ، وتفضل علي به ، وأسعدني بما تعطيني منه ، وزدني من فضلك وسعة ما عندك ، فانك واسع كريم ، وصل ذلك كله بخير الاخرة ونعيمها ، يا أرحم الراحمين ، إله الحق رب العالمين . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وافتح لهم فتحا يسيرا ، واجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا ، اللهم أظهر بهم دينك وسنة نبيك عليه وآله السلام ، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق . اللهم إنا نرغب إليك ، في دولة كريمة ، تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة . اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم واستجب لنا ، واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى . اللهم وقد غدوت إلى عيد من أعياد امة محمد صلى الله عليه وآله ، ولم أثق بغيرك ، ولم آتك بعمل صالح أثق به ، ولا توجهت بمخلوق رجوته ، اللهم بارك لنا في عيدنا هذا كما هديتنا له ورزقتنا ، وأعنا عليه * ( هامش ) * 1 - وأغنني ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 503 : -

صفحة 503 / اللهم تقبل منا ما أديت عنا فيه من حق ، وما قضيت عنا فيه من فريضة ، وما اتبعنا فيه من سنة ، وما تنفلنا فيه من نافلة ، وما أذنت لنا فيه من تطوع ، وما تقربنا إليك من نسك ، وما استعملنا فيه من الطاعة ، وما رزقتنا فيه من العافية ، والعبادة ، اللهم تقبل منا ذلك كله زاكيا وافيا ، يا أرحم الراحمين . اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، ولا تذلنا بعد إذ أعززتنا ، ولا تضلنا بعد إذ وفقتنا ، ولا تهنا بعد إذ أكرمتنا ، ولا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا ، ولا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا ، ولا تحرمنا بعد إذ رزقتنا ، ولا تغير شيئا من نعمك علينا ، ولا إحسانك إلينا لشئ كان منا ، ولا لما هو كائن . فان في كرمك وعفوك وفضلك سعة لمغفرة ذنوبنا برحمتك ، فأعتق رقابنا من النار ، بلا إله إلا أنت ، يا لا إله إلا أنت . أسألك بوجهك الكريم ، إن كنت رضيت عني في هذا الشهر أن تزداد عني رضا لا سخط بعده أبدا علي ، وإن كنت لم ترض عني ، وأعوذ بك من ذلك ، فمن الان . فارض عني رضا لا سخط بعده علي أبدا ، وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها أبدا ، وأسعدني سعادة لا أشقى بعدها أبدا ، وأغنني غنى لا فقر بعده أبدا ، واجعل أفضل جائزتك لي اليوم فكاك رقبتي من النار . وأعطني من الجنة ما أنت أهله ، وإن كنت بلغتنا ليلة القدر ، وإلا فأخر آجالنا إلى قابل حتى تبلغناه في يسر منك وعافية ، يا أرحم الراحمين ، ولا تجعله آخر العهد منا بشهر رمضان ، وأعط جميع المؤمنين والمؤمنات ما سألتك لنفسي ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبنا ( 1 ) الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وسلم تسليما . اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الأعلى ، فالق الحب والنوى ، * ( هامش ) * 1 - نفوسنا ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 504 : -

صفحة 504 / تعلم السر وأخفى ، فلك الحمد يا رب العالمين ، ولك الحمد في أعلا عليين ، ولك الحمد في الظلمات والنور ، ولك الحمد في الظل والحرور ، ولك الحمد في الغدو والاصال ، ولك الحمد في الأزمان والأحوال ، ولك الحمد في قعر أرضك ، ولك الحمد على كل حال . إلهي صلينا خمسنا ، وحصنا فروجنا ، وصمنا شهرنا ، وأطعناك ربنا ، وأدينا زكاة رؤوسنا ( 1 ) طيبة بها نفوسنا ، وخرجنا إليك لأخذ جوائزنا . فصل على ( 2 ) محمد وآل محمد ، ولا تخيبنا ، وامنن علينا بالتوبة والمغفرة ، ولا تردنا على عقبنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، ولا تجعله آخر العهد منا ، وارزقنا صيامه وقيامه أبدا ما أبقيتنا . وامنن علينا بالجنة ، ونجنا من النار ، وزوجنا من الحور العين ، آمين رب العالمين ، إنك على كل شئ قدير ، وصلى الله على خيرته من خلقه ، محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين ، وسلم تسليما ( 3 ) . وعاء آخر بعد صلاة العيد ، ويدعى به في الاعياد الأربعة : الحمد لله الذي لا إله هو ، وله الحمد رب العالمين ، وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما . اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها ( 4 ) ، فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به . * ( هامش ) * 1 - فصل على ( خ ل ) . 2 - عنه البحار 98 : 205 - 210 ، 91 : 20 - 27 . 3 - الزبرج : الزينة . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 505 : -

صفحة 505 / فقبلتهم وقربتهم وقدرت ( 1 ) لهم الذكر العلي والثناء الجلي ، وأهبطت عليهم ملائكتك ، وكرمتهم ( 2 ) بوحيك ورفدتهم بعلمك ، وجعلتهم الذريعة ( 3 ) إليك والوسيلة إلى رضوانك . فبعض أسكنته جنتك ، إلى أن أخرجته منها ، وبعض حملته في فلكك ونجيته ومن آمن معه ( 4 ) من الهلكة برحمتك ، وبعض إتخذته لنفسك خليلا ، وسألك لسان صدق في الاخرين ، فأجبته ، وجعلت ذلك عليا ، وبعض كلمته من شجرة تكليما ، وجعلت له من أخيه ردءا ( 5 ) ووزيرا . وبعض أولدته من غير أب وآتيته البينات ، وأيدته بروح القدس وكل ( 6 ) شرعت له شريعة ، ونهجت له منهاجا ( 7 ) ، وتخيرت له أوصياء ( 8 ) ، مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة لدينك ، وحجة على عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله ، ولا يقول ( 9 ) أحد لولا أرسلت إلينا رسولا منذرا ، وأقمت لنا علما هاديا ، فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى . إلى أن إنتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك ، محمد صلى الله عليه وآله ، فكان ( 10 ) كما انتجبته سيد من خلقته ، وصفوة من اصطفيته ، وأفضل من اجتبيته ، وأكرم من اعتمدته ، قدمته على أنبيائك ، وبعثته إلى الثقلين من عبادك ، وأوطأته مشارقك ومغاربك ، وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه ( 11 ) * ( هامش ) * 1 - قدمت ( خ ل ) . 2 - اكرمتهم ( خ ل ) . 3 - الذريعة : الوسيلة . 4 - مع من آمن ( خ ل ) . 5 - الردء : الناصر ، العون . 6 - كلا ( خ ل ) . 7 - منهاجه ( خ ل ) . 8 - وصيا ( خ ل ) . 9 - لئلا يقول ( خ ل ) . 10 - وكان ( خ ل ) . 11 - في المزار القديم ومزار شيخ ابن المشهدي وبعض نسخ مصباح الزائر : به . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 506 : -

صفحة 506 / إلى سمائك ، وأودعته علم ماكان وما يكون الى انقضاء خلقك . ثم نصرته بالرعب ، وحففته بجرئيل وميكائيل والمسومين من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، وذلك بعد أن بوأته ( 1 ) مبوء صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس ، للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات ، مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا . وقلت : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 2 ) ، وجعلت أجر محمد صلى الله عليه وآله مودتهم في كتابك ، فقلت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 3 ) ، وقلت : ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) ( 4 ) ، وقلت : ( ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) ( 5 ) ، فكانوا ( 6 ) هم السبيل إليك والمسلك إلى رضوانك . فلما انقضت أيامه ، أقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما ( 7 ) هاديا ، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد ، فقال والملأ أمامه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . وقال : من كنت أنا نبيه ( 8 ) فعلي أميره ، وقال : أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى ، وأحله محل هارون من موسى ، فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . * ( هامش ) * 1 - بوأه : هيأ له وأنزله فيه . 2 - الاحزاب : 33 . 3 - الشورى : 23 . 4 - سبأ : 47 . 5 - الفرقان : 57 . 6 - وكانوا ( خ ل ) . 7 - صلوات الله عليهما وعلى آلهما ( خ ل ) . 8 - من كنت نبيه ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 507 : -

صفحة 507 / وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين ، وأحل له من مسجده ما حل له ، وسد الأبواب إلا بابه ، ثم أودعه علمه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة ( 1 ) فليأتها من بابها . ثم قال له : أنت أخي ووصيي ووارثي ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وسلمك سلمي ، وحربك حربي ، والايمان مخالط لحمك ودمك ، كما خالط لحمي ودمي ، وأنت غدا على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني ، وتنجز عداتي ، وشيعتك على منابر من نور ، مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني ، ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي . وكان بعده هدى من الضلال ، ونورا من العمى ، وحبل الله المتين ، وصراطه المستقيم ، ولا يسبق بقرابة في رحم ، ولا بسابقة في دين ، ولا يلحق في منقبة من مناقبه ، يحذو حذو ( 2 ) الرسول صلى الله عليه وآله ( 3 ) ، ويقاتل على التأويل ، ولا تأخذه في الله لومة لائم . قد وتر ( 4 ) فيه صناديد ( 5 ) العرب ، وقتل أبطالهم ، وناوش ( 6 ) ذؤبانهم ، وأودع ( 7 ) قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن . فأضبت ( 8 ) على عداوته ، وأكبت على منابذته ( 9 ) حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين . * ( هامش ) * 1 - الحكمة ( خ ل ) . 2 - حذا حذوا : قطعها على مثال . 3 - صلى الله عليهما وآلهما ( خ ل ) . 4 - الوتر : الانتقام أو الظلم فيه . 5 - الصنديد : السيد الشجاع . 6 - ناهش ( خ ل ) أقول : ناوشوهم في القتال : نازلوهم . 7 - فأودع ( خ ل ) . 8 - الضب : الحقد الخفي . 9 - بذه الحرب : جاهره بها . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 508 : -

صفحة 508 / ولما قضى نحبه ( 1 ) ، وقتله أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين ، لم يمتثل أمر رسول الله ( 2 ) صلى الله عليه وآله في الهادين بعد الهادين ، والامة مصرة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده ، إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم . فقتل من قتل ، وسبي من سبي ، واقصي من اقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ، إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم . فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما ، فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتذرف ( 3 ) الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضج الضاجون ، ويعج ( 4 ) العاجون . أين الحسن ، أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين الشموس الطالعة ، وأين الأقمار المنيرة ، أين الأنجم الزاهرة ، أين أعلام الدين وقواعد العلم . أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الطاهرة ( 5 ) ، أين المعد لقطع دابر الظلمة ، أين المنتظر لإقامة الأمت ( 6 ) والعوج ، أين المرتجى لازالة الجور والعدوان ، أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن ، أين المتخير ( 7 ) لاعادة الملة * ( هامش ) * 1 - النحب : الحاجة . 2 - أمر الرسول ( خ ل ) . 3 - فلتدر ( خ ل ) . أقول : ذرفت العين : دمعها . 4 - عج : صاح ورفع صوته . 5 - الهادية ( خ ل ) . 6 - الامت : الضعف ، المكان المرتفع . 7 - المتخذ ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 509 : -

صفحة 509 / والشريعة ، أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده ، أين محيي معالم الدين وأهله ، أين قاصم شوكة المعتدين ، أين هادم أبنية الشرك والنفاق ، أين مبيد ( 1 ) أهل الفسوق والعصيان والطغيان ، أين حاصد فروع الغي والشقاق ، أين طامس ( 2 ) آثار الزيغ والأهوال ، أين قاطع حبائل الكذب والإفتراء ، أين مبيد العتاة والمردة ، أين مستأصل أهل العناد والتضليل والالحاد . أين معز الأولياء ومذل الأعداء ، أين جامع الكلمة ( 3 ) على التقوى ، أين باب الله الذي منه يؤتى ، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء ، أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء ، أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى ، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا . أين الطالب بذحول ( 4 ) الأنبياء وأبناء الأنبياء ، أين الطالب بدم المقتول بكربلا ، أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى ، أين المضطر الذي يجاب إذا دعى ، أين صدر الخلائق ( 5 ) ذو البر والتقوى ، أين ابن النبي المصطفى وابن علي المرتضى ، وابن خديجة الغراء فاطمة الكبرى ( 6 ) . بأبي أنت وامي ونفسي لك والوقاء والحما ، يابن السادة المقربين ، يابن النجباء الأكرمين ، يابن الهداة المهديين ( 7 ) ، يا بن الخيرة المهذبين ، يا بن الغطارفة ( 8 ) الأنجبين ، يابن الخضارمة ( 9 ) المنتجبين ، يابن القماقمة ( 10 ) الأكرمين ، * ( هامش ) * 1 - أباده : أهلكه . 2 - طمس : درس وأنمحى . 3 - الكلم ( خ ل ) . 4 - الذحل : الثأر . 5 - الخلائف ( خ ل ) . 6 - الزهراء ( خ ل ) . 7 - المهتدين ( خ ل ) . 8 - الغطريف : السخي ، السيد . 9 - الخضرم : كثير العطاء . 10 - القمقام : السيد الكثير العطاء . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 510 : -

صفحة 510 / يابن الأطائب المعظمين المطهرين ، يابن البدور المنيرة ، يابن السرج المضيئة ، يابن الشهب الثاقة ، يابن الأنجم الزاهرة . يابن السبل الواضحة ، يابن الأعلام اللائحة ، يابن العلوم الكاملة ، يابن السنن المشهورة ، يابن المعالم المأثورة ، يابن المعجزات الموجودة ، يابن الدلائل المشهودة ، يابن الصراط المستقيم ، يابن النبأ العظيم ، يابن من هو في ام الكتاب الله علي حكيم . يابن الايات والبينات ، يابن الدلائل الظاهرات ، يابن البراهين الواضحات الباهرات ، يابن الحجج البالغات ، يابن النعم السابغات ، يابن طه والمحكمات ، يابن يس والذاريات ، يابن الطور والعاديات ، يابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، دنوا واقترابا من العلي الأعلى . ليت شعري أين استقرت بك النوى ، بل أي أرض تقلك ( 1 ) أو ثرى ( 2 ) ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى ، عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيسا ( 3 ) ولا نجوى ، عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ، ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى . بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح ( 4 ) عنا ، بنفسي أنت امنية شائق يتمنى ( 5 ) ، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا ( 6 ) ، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى ( 7 ) ، بنفسي أنت من أثيل ( 8 ) مجد لا يجازى ( 9 ) ، بنفسي أنت * ( هامش ) * 1 - قلا الشئ : حمله . 2 - الثرى : التراب الندى . 3 - الحسيس : الصوت الخفي ، الحركة . 4 - ينزح ( خ ل ) ، أقول : نزح : بعد . 5 - تمنى ( خ ل ) . 6 - تحنى عليه : تحنن وتعطف . 7 - سامى : فاخر ، يقال : لا يسامي : لا يفاخر . 8 - أثل : تأصل في الشرف ، أثل المجد : بناه . 9 - يحازي ، يحاذي ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 511 : -

صفحة 511 / من تلاد ( 1 ) نعم لا تضاهي ( 2 ) ، بنفسي أنت من نصيف ( 3 ) شرف لا يساوى . الى متى احار فيك يا مولاي ، والى متى ، وأي خطاب أصف فيك ، وأي نجوى ، عزيز علي أن اجاب دونك واناغى ( 4 ) ، عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى ، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى . هل من معين فاطيل معه العويل والبكاء ، هل من جزوع فاساعد جزعه إذا خلا ، هل قذيت ( 6 ) عين فساعدتها عيني على القذى ، هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى ، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى ، متى نرد مناهلك الروية فنروي ( 7 ) ، متى ننتقع ( 8 ) من عذب مائك فقد طال الصدى ( 9 ) ، متى نغاديك ونراوحك ( 10 ) فتقر عيوننا ( 11 ) ، متى ترانا ونريك وقد نشرت لواء النصر ترى . أترانا نحف بك ، وأنت تام الملأ ، وقد ملأت الأرض عدلا ، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا ، وأبرت العتاة وجحدة الحق ، وقطعت دابر المتكبرين ، واجتثثت ( 12 ) اصول الظالمين ، ونحن نقول : الحمد لله رب العالمين . اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى ، وإليك أستعدي فعندك العدوى ، وأنت رب الاخرة والاولى ، فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى ، وأره * ( هامش ) * 1 - تلد بالمكان : أقام . 2 - ضاهى : شاكل وشابه . 3 - نصفه : عمه . 4 - نغى إليه : تكلم بكلام يفهمه . 5 - الورى : الخلق . 6 - قذى عينه : قذفت بالغمض والرمض . 7 - فنروي ( خ ل ) ، أقول : روى من الماء ، : شرب وشبع . 8 - ننقع ( خ ل ) ، أقول : نقع بالشراب : اشتفى منه . 9 - الصدى : العطش الشديد . 10 - الرواح : العشى أو من الزوال الى الليل . 11 - فنقر منها عينا ( خ ل ) . 12 - جث : قلعه من أصله . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 512 : -

صفحة 512 / سيده يا شديد القوى ، وأزل عنه به الأسا والجوا وبرد غليله ( 1 ) يا من على العرش استوى ( 2 ) ، ومن إليه الرجعى والمنتهى . اللهم ونحن عبيدك التائقون ( 3 ) إلى وليك ، المذكر بك وبنبيك ، خلقته لنا عصمة وملاذا ، وأقمته لنا قواما ومعاذا ، وجعلته للمؤمنين منا إماما ، فبلغه منا تحية وسلاما ، وزدنا بذلك يا رب إكراما ، واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما ، وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا ، حتى توردنا جنانك ( 4 ) ومرافقة الشهداء من خلصائك . اللهم صل على حجتك وولي أمرك ، وصل على جده محمد رسولك السيد الأكبر ، وصل على على علي أبيه السيد القسور ( 5 ) ، وحامل اللواء في المحشر ، وساقي ألياءه من نهر الكوثر ، والأمير على سائر البشر ، الذي من آمن به فقد ظفر ، ومن لم يؤمن به فقد خطر وكفر . صلى الله عليه وعلى أخيه وعلى نجلهما الميامين الغرر ، ما طلعت شمس وما أضاء قمر ، وعلى جدته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى ، وعلى من اصطفيت من آبائه البررة ، وعليه أفضل وأكمل ، وأتم وأدوم ، وأكبر وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك وخيرتك من خلقك ، وصل عليه صلاة لا غاية لعددها ، ولا نهاية لمددها ، ولا نفاد لأمدها . اللهم وأقم ( 6 ) به الحق ، وأدحض ( 7 ) به الباطل ، وأدل به أوليائك ، وأذلل به أدعداءك ، وصل اللهم بيننا وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه ، واجعلنا ممن * ( هامش ) * 1 - الغليل : العطشان . 2 - يا من هو على العرش استوى ( خ ل ) . 3 - تاق إليه : اشتاق . 4 - جنانك ( خ ل ) . 5 - الأصغر ( خ ل ) ، أقول : القسور : العزيز ، الغلام القوي الشجاع . 6 - اعز ( خ ل ) . 7 - أدحض : أبطل . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 513 : -

صفحة 513 / يأخذ بحجزتهم ، ويمكث ( 1 ) في ظلهم ، وأعنا على تأدية حقوقه إليه ، والاجتهاد في طاعته ، والاجتناب عن معصيته . وامنن علينا برضاه ، وهب لنا رأفته ورحمته ، ودعاءه وخيره ، ما ننال به سعة من رحمتك وفوزا عندك ، واجعل صلاتنا ( 2 ) به مقبولة ، وذنوبنا به مغفورة ، ودعائنا به مستجابا ، واجعل أرزاقنا به مبسوطة وهمومنا به مكفية ، وحوائجنا به مقضية ، وأقبل إلينا بوجهك الكريم ، واقبل تقربنا إليك ، وانظر إلينا نظرة رحيمة ، نستكمل بها الكرامة عندك . ثم لا تصرفها عنا بجودك ، واسقنا من حوض جده صلى الله عليه وآله بكأسه وبيده ، ريا رويا هنيئا سائغا لا ظمأ ( 3 ) بعده ، يا أرحم الراحمين . ( 4 ) فإذا فرغت من الدعاء ، فتأهب للسجود بين يدي مولاك ، وقل ما رويناه باسنادنا الى أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا فرغت من دعاء العيد المذكور ضع خدك الأيمن على الأرض وقل : سيدي سيدي ، كم عتيق لك ، فاجعلني ممن أعتقت ، سيدي سيدي ، وكم من ذنب قد غفرت ، فاجعل ذنبي فيمن غفرت ، سيدي سيدي ، وكم من حاجة قد قضيت ، فاجعل حاجتي فيما قضيت ، سيدي سيدي ، وكم من كربة قد كشفت ، فاجعل كربتي فيما كشفت . سيدي سيدي ، وكم مستغيث قد أغثت ، فاجعلني فيمن أغثت ، سيدي سيدي كم من دعوة قد أجبت ، فاجعل دعوتي فيما ( 5 ) أجبت ، سيدي سيدي ، ارحم سجودي في الساجدين ، وارحم عبرتي في المستعبرين ، * ( هامش ) * 1 - يمكن ( خ ل ) . 2 - صلواتنا ( خ ل ) . 3 - اظمأ ( خ ل ) . 4 - رواه السيد في مصباح الزائر باسناده عن صاحب الزمان عليه السلام ، أورده ابن المشهدي في مزاره ، اخرجه المحدث النوري في تحية الزائر عن المزار القديم . 5 - فيمن ( خ ل ) . ( * )

............................................................

- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 514 : -

صفحة 514 / وارحم تضرعي فيمن تضرع من المتضرعين . سيدي سيدي ، كم من فقير قد أغنيت ، فاجعل فقري فيما أغنيت ، سيدي سيدي ، ارحم دعوتي في الداعين ، سيدي وإلهي أسأت وظلمت وعملت سوء ، واعترفت بذنبي ، وبئس ما عملت ، فاغفر لي يا مولاي ، أي كريم أي عزيز أي جميل . ( 1 ) فإذا فرغت وانصرفت رفعت يديك ، ثم حمدت ربك ، ثم تقول ما تقدم عليه ، وسلمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحمدت الله تبارك وتعالى والحمد لله رب العالمين . اعلم ان يوم اطلاق الخلع من الملوك على الاتباع والأولياء ، هو يوم اشتغال من رحموه وأكرموه بالحمد ، والشكر والثناء ، وحماية جنابهم الشريف ، وبابهم المقدس المنيف ، عن كل ما يكدر صفو اقبالهم ، أو يغير احسانهم إليه . فكن رحمك الله ذلك اليوم على أتم مراقبة لهذا اليوم ، المحسن إليك المطلع عليك ، فكذا عادة العبد الكريم الأوصاف ، يكون استرقاقه الانعام والاحسان ، احسن سريرة وأكمل سيرة ، من يوم تستعبد فيه العبيد واللئام بالاستحقاق والهوان . فلا تكون بالله مملوكا لئيما ، وقد مكنك ان تكون ملكا كريما ، فلا اقل من حفظ اقباله عليك ومراعات احسانه اليك مقدار ذلك النهار ، واختمه تتمة الابرار الاخيار ، ببسط أكف السؤال واطلاق لسان الابتهال ، في أن يلهمك أن تكون معه ، كما يريد فيك ويرضى به عنك مدة مقامك في دار الزوال . فليس ذلك بعزيز ولا غريب ، ممن انهضك من ذل التراب ونطف الاصلاب ، حتى عرض عليك ان تقوم له مقام جليس وحبيب ، وأهلك لارتقاء مدارج العبادات ، والاكرمية عنده جل جلاله ، بالتقوى الذي هو اس العبادات وأساسها ، كما يقول عز من قائل : ( إن أكرمكم عند الله أتقيكم ) ( 2 ) . * ( هامش ) * 1 - عنه البحار 91 : 29 . 2 - الحجرات : 13 . ( * )

/ صفحة 515 / فشمر في ذلك الأمر الجليل ، وانتهز الفرصة واغتنمها ، والله هو الملهم للصواب ، واليه المرجع والمآب .

...............................................................