- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 87 : -

ومن الدعوات في يوم عرفة دعاء مولانا زين العابدين على بن الحسين عليه السلام ،
وهو من ادعية الصحيفة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين ، اللهم لك الحمد بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام ، واله كل

شئ مألوه ، وخالق كل شئ مخلوق ، ووارث كل شئ ، ليس كمثله شئ ، ولا يغرب عنه علم شئ ، وهو بكل شئ

محيط ، وهو على كل شئ رقيب . أنت الله لا اله الا أنت ، الأحد المتوحد ، الفرد ، الدائم المتفرد ، وأنت الله لا اله

الا أنت ، الكريم المتكرم ، العظيم المتعظم ، الكبير المتكبر ، وأنت الله لا اله الا أنت ، الرحمان الرحيم ، العليم الحكيم

وأنت الله لا اله الا أنت ، السميع البصير ، القديم الخبير . وأنت الله لا اله الا أنت ، الكريم الاكرم ، الدائم الادوم ،

وأنت الله لا اله الا أنت ، الأول قبل كل احد ، والاخر بعد كل عدد ، وأنت الله لا اله الا أنت ، الدانى في علوه ،

والعالي في دنوه ، وأنت الله لا اله الا أنت ، أنشأت الاشياء من غير سنخ وصورت ما صورت من غير مثال ،

وابتدأت المبتدعات بلا احتذاء . وأنت الله الذى قدرت كل شئ تقديرا ، ويسرت كل شئ تيسيرا ، ودبرت ما دبرت

تدبيرا ، أنت الذى لم يعنك على خلقك شريك ولم يوازرك في امرك وزير ، ولم يكن لك مشابه ولا نظير . أنت الذى

أردت فكان حتما ما أردت ، وفضيت فكان عدلا ما قضيت ، وحكمت فكان نصفا ما حكمت ، أنت الذى لا يحويك مكان

ولا يقوم لسلطانك سلطان ، ولم يعيك برهان ولا بيان ، أحصيت كل شئ عددا ، وجعلت لكل شئ أحدا ، وقدرت كل

شئ تقديرا . أنت الذى قصرت الاوهام عن كيفيته ولم تدرك الابصار موضع انيته ، أنت الذى لا تحد فتكون محدودا ،

ولا تمثل فتكون موجودا مشهودا ، ولم تلد فتكون مولودا . أنت الذى لا ضد لك ( فيعاندك ) ولا عدل لك فيكاثرك ، ولا

ند لك فيعارضك ، أنت الذى ابتدأ واخترع ، واستحدث ، وابتدع ، واحسن صنع ما صنع . سبحانك من لطيف ما ألطفك

ورؤوف ما ارافك ، وعليم ما اعرفك ، وسبحانك من منيع ما امنعك ، وجواد ما اوسعك ، ورفيع ما ارفعك ، سبحانك

بسطت بالخيرات يدك ، وعرفت الهداية من عندك ، فمن التمسك لدين أو دنيا وجدك . سبحانك خضع لك ومن جرى في

علمك ، وخشع لعظمتك ما دون عرشك ، وانقاد للتسليم لك كل خلقك ، سبحانك لا تحس ولا تمس ، ولا تكاد ولا تماط

ولا تغالب ولا تنازع ، ولا تجارى ولا تمارى ، ولا تخادع ولا تماكر ، ولا مبدل لكلماتك . سبحانك قولك حكم ،

وقضاؤك حتم ، وارادتك عزم ، فسبحانك لا راد لمشيتك ، يا فاطر السماوات والأرض ، بانى المسموكات ، بارى

النسمات . لك الحمد حمدا يدوم بدوامك ، ولك الحمد حمدا خالدا بنعمتك ، ولك الحمد حمدا يزيد على رضاك ، ولك

الحمد حمدا مع حمد كل حامد ، وحمدا يقصر عنه شكر كل شاكر ، حمدا لا ينبغى الا لك ولا يتقرب الا اليك . حمدا

يستدام به الأول ويستدعى به دوام الاخر ، حمدا يتضاعف على كرور الأيام ، ويتزايد أضعافا مترادفة ، حمدا يعجز

عن احصائه الحفظة ، ويزيد على ما احصته في كتابك الكتبة ، حمدا يوازن عرشك المجيد ويعادل كرسيك الرفيع .

حمدا يكمل لديك ثوابه ، ويستغرق كل جزاء جزاؤه ، حمدا ظاهره وفق لباطنه ، وباطنه وفق لصدق النية فيه ، حمدا لم

يحمدك خلق مثله ، ولا يعرف أحد سواك فضله ، حمدا يعجز من اجتهد في تعديده ، ويزيد على من ادعى في ترفيته .

حمدا يجمع ما خلقت من الحمد ، وينتظم ما أنت خالقه من بعد ، حمدا لا حمدا اقرب الى قولك منه ، ولا حمد ممن

يحمدك به ، حمدا يجب لكرم وجهك ويقابل عز جلالك . رب صل على محمد وآله المنتجب المصطفى ، المكرم

المقرب ، افضل صلواتك ، وبارك عليه أتم بركاتك ، وترحم عليه اسبغ رحماتك . رب صل على محمد وآل محمد

صلاة زاكية لا تكون صلاة ازكى منها ، وصل عليه وآله صلاة راضية لا تكون صلاة ارضى منها ، وصل على محمد

وآله صلاة برضيه وتزيد على رضاك له ، وصل على محمد وآله صلاة تجاوز رضوانك ويتصل اتصالها ببقاءك ولا

ينفد كما لا ينفد كلماتك . وصل على محمد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وانبيائك ورسلك ، واهل طاعتك ، وتجمع

على صلوات عبادك من جنك وانسك واهل طاعتك ، وتشتمل ، على صلاة كل من ذرأت وبرأت من اصناف خلقك ،

وصل عليه صلاة تحيط بكل صلاة سالفة ومستأنفة . صل اللهم عليه وعلى آله صلاة مرضية لك ولمن دونك ، وتنشئ

مع ذلك صلوات تضاعف معها تلك الصلوات عندها ، وتزيدها على كرور الايام ، زيادة في تضاعيف لا يعدها غيرك .

اللهم صل على محمد وآله اطائب اهل بيته الذين خترتهم لامرك ، وجعلتهم خزنة علمك ، وحفظة دينك ، وخلفاءك في

ارضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنيس تطهيرا بارادتك ، وجعلتهم الوسيلة اليك والمسلك الى

جنتك . رب صل عليه وعليهم صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك ونعمك ، وتكمل لهم بها الأسنى من عطاياك

ونوافلك ، وتوفر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك . رب صل عليه وعليهم صلاة زنة عرشك وما دونه ، وملأ

سماواتك وما فوقهن ، وعدد ارضيك وما تحتهن وما بينهن ، صلاة تقربهم منك زلفى ، وتكون لهم رضى ومتصلة

بنظائرين ابدا . اللهم انك ايدت دينك في كل اوان بامام اقمته علما لعبادك ، ومنارا في بلادك ، بعد ان وصلت حبله

بحبلك ، بامتثال امره والانتهاء عند نهيه ، وان لا يتقدمه متقدم ، ولا يتأخر عنه متأخر ، فهو عصمة اللائذين ، وكهف

المؤمنين ، وعروة المستمسكين ، وبهاء العالمين . اللهم فاوزع لوليك شكر ما انعمت به عليه ، وأوزعنا مثله فيه ، وآته

من لدنك سلطانا نصيرا ، وافتح له فتحا يسيرا ، واعنه بركنك الاعز ، واشدد ازره ، وقو عضده ، وراعه بعينك ،

واحمه بحفظك ، وانصره بملائكتك وامدده بجندك الاغلب . واقم به كتابك وحدودك وشرائعك ، وسنن نبيك ورسولك

عليه وآله السلام ، واحى به ما اماته الظالمون ، من معالم دينك ، واجل به صداء الجور عن طريقك ، وابن به الضراء

عن سبيلك ، وازل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجا ، والن جانبه لاولياءك ، وابسط يده على

اعداءك ، وهب لنا رأفته ورحمته ، وتعطفه وتحننه ، واجعلنا له سامعين طائعيين ، وفى رضاه ساعين ، والى نصرته

والمدافعة عنه مكنفين ، واليك والى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقربين . اللهم صل عليهم وعلى اوليائهم

المعترفين بمقامهم ، المتبعين منهجهم ، المقتفين آثارهم ، المتمسكين بعروتهم ، المؤتمين بامامتهم ، المسلمين لامرهم ،

المجتهدين في طاعتهم ، المنتظرين ايامهم المادين إليهم اعينهم ، واحفظهم بالصلوات المباركات الزاكيات . وصل عليهم

وعلى ارواحهم ، واجمع على التقوى امرهم ، واصلح لهم شؤونهم ، وتب عليهم انك التواب الرحيم وخير الغافرين ،

واجعلنا معهم في دار السلام ، برحمتك يا ارحم الراحمين . اللهم وهذا يوم عرفة ، يوم كرمته وشرفته وعظمته ،

ونشرت فيه رحمتك ، ومننت فيه بعفوك ، واجزلت فيه عطيتك ، وتفضلت فيه على عبادك . اللهم وانا عبدك الذى

انعمت به عليه قبل خلقك له وبعد خلقك اياه ، فجعلته ممن هديته لدينك ، ووفقته لحقك ، وعصمته بحبلك ، وادخلته في

حزبك ، وارشدته لموالاة اولياءك ، ومعاداة اعداءك ، ثم امرته فلم يأتمر ، وزجرته فلم ينزجر ، ونهيته عن معصيتك

فخالف امرك الى نهيك ، لا معاندة لك ، ولا استكبارا عليك . بل دعاه هواه الى ما نهيته والى ما حذرته ، واعانه على

ذلك عدوك وعدوه ، فاقدم عليه خائفا لوعيدك ، راجيا لعفوك ، واثقا بتجاوزك ، وكان احق عبادك ممع ما انعمت به

عليه ان لا يفعل . فها انا ذا بين يديك صاغرا ، خاضعا خاشعا خائفا ، معترفا بعظيم من الذنوب تحملته ، وجليل من

الخطايا اجترامته ، مستجيرا بصفحك ، لائذا برحمتك ، موقنا انه لا يجيرني منك مجير ، ولا يمنعنى منك مانع . فعد

على بما تعود به على من اقترف من تغمدك ، وجد على بما تجود به على من القى بيده اليك من عفوك ، وامنن على

بما لا يتعاظمك ان تمن به على من املك من غفرانك ، واجعل لى في هذا اليوم نصيبا انال به حظا من رضوانك ، ولا

تردني صفرا مما ينقلب بها لمعتذرون اليك . فانى وان لم اقدم ما قدموه من الصالحات ، فقد قدمت توحيدك ونفى

الاضداد والانداد والاشباه عنك ، واتيتك من الابواب التى امرت الن يؤتى منها ، وتقربت اليك بما لا يتقرب به احد

منك الا بالتقرب به . ثم اتبعت ذلك بالانابة اليك والتذلل والاستكانة لك وحسن الظن بك والثقة بما عندك ، وشفعته من

رجاءك الذى لا يخيب عليك به راجيك ، وسألتك مسألة الذليل الحقير 10 البائس الصغير الفقير الخائف المستجير .

ومع ذلك خفية وتضرعا ، وتعوذا وتلوذا ، لا متعاليا بدالة المطيعين ، ولا مستطيلا بشفاعة الشافعين ، وانا بعد ذلك اقل

الاقلين واذل الاذلين ومثل الذرة أو دونها ، فيامن لا يعاجل المسيئين ، ولا يعافص المقترفين ، ويا من يمن باقالة

العاثرين ، ويتفضل انظار الخاطئين . انا المسى المعترف الخاطى ، انا الذى اقدم عليك مجترئا ، انا الذى عصاك متعمدا

، انا الذى استخفى من خلقك وبارزك ، انا الذى لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك ، انا الجاني على نفسه ، انا المرتهن

ببائقته ، انا القليل الحباء ، انا الطويل العناء . فبحق من انتخبت من خلقك ومن اصطفيت لنفسك ، وبحق من اخترت من

بريتك ومن اجتبيت من عبادك ، وبحق من وصلت طاعته بطاعتك ، ومن جعلت معصيته كمعصيتك ، وبحق من قرنت

موالاته بموالاتك ، ومن نطت معاداته بمعاداتك . تغمدنى في يومى هذا بما تغمدت به من حار اليك متنضلا ، وعاذ

باستغفارك تائبا ، وتولنى به اهل طاعتك ، والزلفى لديك ، والمكانة منك ، وتوحدنى بما تتوحد به من وفا بعهدك ،

واتعب نفسه في ذاتك ، واجهدها في مرضاتك . ولا تؤاخذني بتفريطى في جنبك وتعدى طورى في حدودك ومجاوزة

احكامك ، ولا تستدرجني باملاءك لى استدراج من يمنعنى خير ما عنده ، ونبهني من رقدة الغافلين ، وسنة المسرفين ،

ونعسة المخذولين . وخذ بقلبي الى ما استعملت به الطائعين ، واستعبدت به المتعبدين ، واستنفذت به المتهاونين ،

واعذنى مما يباعدني عنك ، ويحول بينى وبين حظى منك ، ويصدني عما احاول لديك . وسهل لى مسلك الخيرات اليل

والمسابقة إليها من حيث امرت ، والمسارعة فيها على ما اردت ، ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما اوعدت ،

ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك ، ولا تتبرنى فيمن تتبر من المنحرفين عن سبيلك . ونجنى من غمرات

الفتنة ، وخلصني من هفوات البلوى ، واجرني من اخذ الاملاء ، وحل بينى وبين عدو يضلني ، وهوى يوبقني ،

ومنقصة ترهقني ، ولا تعرض عنى اعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك ، ولا تؤيسنى من الامل فيك فيغلب على

القنوط من رحمتك ، ولا تمتحني بما لا طاقة لى به فتبهطني بما تحملنيه من فضل محبتك . ولا برسلنى من يدك ارسال

من لا خيرة فيه ، ولا حاجة بك إليه ، ولا انابة له ، ولا ترم بى ربى من سقط من عين رعايتك ، ومن اشتمل عليه

الخزى من عندك ، بل خذ بيدى من سقطه المتردين ووهلة المتعسفين وزلة المغرورين وورطة الهالكين . وعافنى مما

ابتليت به طبقات عبيدك واماءك ، وبلغني مبالغ من عنيت به وانعمت عليه ، فاعشته حميدا وتوفيته سعيدا ، وطوقنى

طوق الاقلاع عما يحبط الحسنات ويذهب بالبركات . واشعر قلبى الازدجار عن قبائح السيئات وقواضح الحوبات ، ولا

تشغلني بما لا ادركه الا بك عما لا يرضيك عنى غيره ، وانزع من قلبى حب دنيا دنية يقطعنى عما عندك ، ويصدني

عن ابتغاء الوسيلة اليك ويذهلني عن التقرب منك والتفرد بمناجاتك بالليل والنهار ، وهب لى عصمة تذنينى من خشيتك ،

وتقطعني عن ركوب محارمك ، وتفكني عن اسر العظائم ، وهب لى التطهير من دنس العصيان ، واذهب عنى درن

الخطايا ، وسربلنى بسربال عافيتك ، وردنى رداء معافاتك ، وجللنى سوابغ نعماءك ، وظاهر على بفضلك وطولك ،

وايدنى بتوفيقك وتسديدك . واعنى على صالح النية ومرضى القول ومستحسن العمل ، ولا تكلني الى حولي وقوتى دون

حولك وقوتك ، ولا تخزني يوم تبعثني للقاءك ، ولا تفضحني بين يدى اولياءك ، ولا تنسنى ذكرك ، ولا تذهب عنى

شكرك ، بل الزمنيه في احوال السهو عند غفلات الجاهلين . واوزعني ان اثنى عليك بما اوليتنيه ، واعترف بما اسديته

الى ، واجعل رغبتي اليك فوق رغبة الراغبين ، وحمدي لك فوق حمد الحامدين ، ولا تخذلني عند فاقتي اليك ، ولا

تهتكني بما اسررته ، لديك ، ولا تخيبني بما جنيت لك . فانى مسلم ، اعلم ان الحجة لك وانت اولى بالفضل واعود

بالاحسان ، واهل التقوى واهل المغفرة ، وانك بان تعفو اولى منك بان تعاقب ، وانك بان تستر اقرب منك الى ان تشهر

فاحيينى حياة طيبة تنظم بكل ما اريد وتبلغ بما احب من حيث لا اتى ما تكره ، ولا ارتكب ما نهيت عنه ، وامتنى ميتة

من يسعى نوره بين يديه ، واعزني عند خلقك ، وضعني إذا خلوت بك ، وارفعني بين عبادك ، واغنني عمن هو غنى

عنى ، وزدنى اليك فاقة وفقرا . واعدني من شماتة الاعداء ومن حلول البلاء ، ومن الذل والعناء ، وتغمدني فيما

اطلعت عليه منى بما يتغمد به القادر على البطش لولا حمله ، والاخذ على الجريرة لولا اناته ، وإذا اردت بقوم فتنة أو

سوءا وانا فيهم ، فنجني منهم عن ارادتك ، واذ لم تفمنى مفام فضيح‌ء في دنياك ، فلا تقمنى مثله في آخرتك . واشفع

لى اوائل مننك باواخرها وقديم فوائدك بحوادثها ، ولا تمدد لى مدا يقسوا معه قلبى ولا تقرعني قارعة يذهب بها بهائي

ولا تسمنى خسيسة يصفر بها قدري ، ولا ترعنى روعة ابلس بها ، ولا تخفني خيفة اوجس بها . اجعل هيبتى في

وعيدك ، وحذرى من اعذارك وانذارك ، ورهبتى عند تلاوة كتابك ، واعنى بانقطاعي فيه لعبادتك ، وتفردى بالتهجد لك

وتجريدى عند شكرى لك ، وانزال حوائجى ببابك ، ومنازلتي اياك في فكاك رقبتي من نارك ، واجارتي مما فيه اهلها

من عذابك . ولا تذرني في طغياني عامها ، ولا في غمرتي ساهيا حتى حين ، ولا تجعلني عظة لمن اتعظ ، ولا نكالا

لمن اعتبر ولا فتنة لمن نظر ، ولا تمكر بى فيمن تمكر به ، ولا تستبدل لى غيرى ، ولا تغير لى اسما ، ولا تبدل لى

جسم ، ولا تتخذني هزوا لخلقك ، ولا تجعلني متحيرا الا اليك ، ولا متعبعا الا لمرضاتك ، ولا مرتهنا الا بالانتقام لك .

واوجدنى برد عفوك وروحك وريحانك ا وجنة نعيمك ، واذقني طعم الفراغ لما تحب بسعة من سعتك ، والاجتهاد فيما

يزلف لديك وعندك ، واتحفني بتحفة من تحفاتك . واجعل تجارتى رابحة ، وكرتى غير خاسرة ، واخفني مكانك ،

وشوقنى الى لقاءك ، وتب على توبة نصوحا لا تبقى معها ذنوبا ، صغيرة ولا كبيرة ، ولا تذر معها علانية ولا سريرة

وانزع الغل من صدري للمؤمنين ، واعطف بقلبي على الخاشعين ، وكن لى كما تكون للصالحين ، والبسنى حلية

المتقين . واجعل لى لسان صدق في الغابرين ، وذكرا باقيا في الاخرين ، وتمم لى سبوغ نعمتك على ، وظاهر نعماك

وكراماتها لدى ، وسق كرائم مواهبك الى ، وجاور بى الاطيبين من اولياءك في الجنان التى زينتها لاصفياءك وانحلني

شرائف نحلك في المقامات المعدة لاحبائك . واجعل لى مقيلا آوى إليه مطمئنا ومثابة اتبوءها واقر عينا ، ولا تناقشني

بعظمات الجرائر ، ولا تهلكني يوم تبلى السرائر ، وازل عنى كل شك وشبهة ، واجعل لى في الحق طريقا الى كل

رحمة ، واجزل لى قسم المواهب من نوالك ووفر على حظوظ الاحسان من افضالك . واجعل قلبى واثقا بما عندك

وهمى مستفرغا لما هو لك ، واستعملني بما استعملت به خاصتك ا ، واشرب قلبى عند ذهول العقول طاعتك ، واجنع

لى الغنى والعفاف والدعة والمعافاة والصحة والسعة والطمأنينة والعافية . ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك ،

ولا خلواتي بما يعرض لى معها من نزعات فتنتك ، وصن وجهى عن الطلب الى احد من العالمين ، وذبني عن التماس

ما عند الفاسقين ، ولا تجعلني للظالمين ظهيرا ولالهم على محو كتابك يدا ولا نصيرا ، وحطنى من حيث اعلم ومن

حيث لا اعلم ، حياطة تقيني بها . وافتح لى ابواب توبتك ورحمتك ورأفتك ورزقك الواسع انى اليك من الراغبين ،

واتمم لى انعامك انك خير المنعمين . واجعل باقى عمرى في الحج والعمرة ابتغاء وجهك ، يا رب العالمين ، وصلى

الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الابرار الاخيار ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته (3) .
 

(3) الدعاء : 47 من الصيحفة السجادية ، رواه عنه البلد الأمين : 483 ، مصباح الكفعمي : 671 ، ينابيع المودة : 505 مختصرا ،
   اتحاف السادة المتقين 4 : 480 ، عنه احقاق الحق 12 : 46 ، اورده في الصحيفة السجادية الجامعة : 316 ، الدعاء : 147 .

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب