- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 235 : -

فصل ( 1 ) فيما نذكره من تعيين ايام وقت الاضاحي


روينا ذلك باسنادنا الى جدى أبى جعفر الطوسى من تهذيب الاحكام ، باسناده الى على بن جعفر ، عن اخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال : سألته عن الاضحى كم هو بمعنى ؟ فقال : اربعة ايام ، وسألته عن الاضحى في غير منى ؟ فقال : ثلاثة ايام ، قلت : فما تقول في رجل مسافر قدم بعد الاضحى بيومين ، أله ان يضحى في اليوم الثالث ؟ قال : نعم (1) .


أقول : وقد روينا باسنادنا الى محمد بن يعقوب وابن بابويه ، عن أبى عبد الله عليه السلام قال : سألته عن النحر ؟ فقال : اما بمعنى فثلاثة ايام ، واما في البلدان فيوم واحد (2) .


أقول : لعل هذا يراد به ان الافضل في البلدان ان يكون النحر في يوم الاضحى الواحد ، على أجل الامكان ، فلا يؤخر فيودى الى التهاون وحوائل الازمان .
 


فصل ( 11 ) فيما نذكره من قسمة لحم الاضحية

روينا ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب باسناده الى ابى الصباح الكنانى قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن لحوم الاضاحي ؟ فقال : كان على بن الحسين وابو جعفر عليه السلام يتصدقان بثلث على جيرانهم ، وثلث على السؤال ، وثلث يمسكانه لأهل البيت (3) .


أقول : ولتكن النية فيما يخرجه أو يمسكه عن الأضحية ، امتثال أمر الله جل جلاله
 

 

* هامش *

 

 

(1) التهذيب 5 : 203 .
(2) الكافي 4 : 486 ، الفقيه 2 : 486 .
(3)
الكافي 4 : 499 . ( * )

 

 

- ص 236 -

واتباع السنة المحمدية والعبادية بذلك لله جل جلاله ، لأنه اهل للعبادة . أقول : وقد تقدم في عيد الفطر مهمات يحتاج إليها في عيد الاضحى وزيادات ، فلينظر من ذلك المكن ، لئلا يتكرر ذكرها الان .



فصل ( 12 ) فيما نذكره مما يختم به يوم عيد الاضحى

قد ذكرنا في عدة مواقيت معظمات ما يختم زمان تلك الأوقات ، فيعمل على ما ذكرنا ، ونذكر هاهنا ما معناه : ان كل وقت اختص الله جل جلاله بخدمته به ، وجعله محلا لبسط فراش رحمته واطلاق المواهب لأهل مسألته ، للابتداء لمن لم يسأله

من خليقته ، فكل من اخرج من ذلك الوقت شيئا في غير العبادة وطلب السعادة ، فكأنه قد سرق الوقت من مولاه وهتك الحرمة ، وخرج عن رضاه ونازعه في ارادته وتعرض بما لا طاقة له به من نقمته ، فأى انسان أو أي جنان يكون عارفا

بما لك رقاب العبيد ، ويقدم على المجاهرة والمكابرة في مقدس حضرته بما لا يريد . ومتى فعل عبد نحو هذا التبدر والتشريد في يوم عيد ، فقد صار عيده من ايام المصيبات ، ومان جديرا ان يجلس في العزاء ، على ما اقدم عليه من كسر

حرمة مالك الاحياء والاموات وكسر حرمة رسوله ونوابه عليهم السلام الذين جاؤوا بشرائع الاسلام ، ولأجل ما فاته من المواهب والانعام .


ثم لينظر فيمن كان حاميه وخفيره ومضيفه في اليوم المشار إليه ، كما كنا ذكرناه في كتاب جمال الاسبوع بكمال العمل المشروع ، من ان لكل يوم خفيرا ومضيفا ، اما النبي أو بعض الأئمة صلوات الله عليهم ، فليرجع فيما جرى عليه إليهم ويسألهم استدراك أمره وجبر كسره ، كما يرجع كل ضيف فيه الى مضيفه ، وكل متشرف بخفير الى خفيرة ومشرفه .


 

 

الصفحة الرئيسية

 

أعمال أشهر السنة

 

فهرس الكتاب