الكتاب: الطليعة من شعراء الشيعة.
المؤلّف: الشيخ محمّد السَّماوي ( 1292 ـ
1370 هـ ).
المحقّق: كامل سلمان الجبوري.
الناشر: دار المؤرّخ العربي ـ لبنان.
الطبعة: الأُولى ـ سنة 1422 هـ / 2001 م.
إعداد نسخ الكتاب:
علي صراط حق
تنبيه:
رقم صفحات الكتاب غير موافق للمطبوع
ترجمة المؤلف
محمد السماوي (1293 - 1370 هـ = 1876 - 1950 م)
محمد بن طاهر السماوي: شاعر أديب، من القضاة. من أعضاء المجمع العلمي العراقي.
ولد ونشأ بالسماوة (على الفرات، شرقي الكوفة، وهي غير السماوة القديمة) وتعلم بالنجف.
وأقام مدة في بغداد (أيام الحرب العامة الأولى) قبل الاحتلال البريطاني وعاد بعده إلى النجف، وعين فيه قاضيا شرعيا. أكثر في شبابه من نظم الغزل والإخوانيات، وانقطع في كهولته إلى المدائح النبوية وما يتصل بها من مدح الحسين السبط وعلي السجاد ومحمد المهدي ابن الحسن وآخرين من المتقدمين. وصنف كتبا، منها (الطليعة في شعراء الشيعة - خ) [ثم طُبع] يقع في ثلاثة مجلدات، و (إبصار العين في أحوال أنصار الحسين - ط) و (شجرة الرياض في مدح النبي الفياض - ط) و (ثمرة الشجرة في مدح العترة المطهرة - ط) وله (أرجوزة في الربع المجيب) سماها (قرط السمع). وتوفي بالنجف
نقلا عن : الأعلام للزركلي
يا راكبا تطوي المهامـة عيسـه |
وتجـوب كـل تنوفـه ومكـان |
يقتادها الشوق الملح على السرى |
بأزمة فضـلا عـن الأرسـان |
فكأنـه البـدر بيـن نجومــه |
في فتيـة مـن أكـرم الفتيـان |
ومسافرا نحو المكـارم قاصـدا |
هلا مننت على الكئيـب العانـي |
ببلـوغ مالكـة إلـى ساداتــه |
خيـر البريـة إنسهـا والجـان |
لعلـي الهـادي المكـرم وابنـه |
والقائم الخلـف العظيـم الشـان |
سيف الإله المنتضى، فصل القضا |
ء المرتضى، فرج الإله الدانـي |
خزان علم الله أبـواب الهـدى |
ركـن الـولاء معالـم الإيمـان |
سفن النجا غيث المكارم عصمة |
الجانين غوث الوالـه الحيـران |
قسما بهم وبجدهـم لا أختشـي |
هول الحساب وحبهـم بجنانـي |
فإذا حضرت بحضرة القدس التي |
تسمو بهام شرفا علـى كيـوان |
فقل السلام عليكـم يـا سادتـي |
من عبد عبدكم المسيء الجانـي |
من وامق عدم الوفـاق أعاقـه |
عنكـم وأخـره عـن الإتيـان |
لا زال يسـأل ربـه ويـود أن |
مـن الإلـه عليـه بالإمكــان |
فعساهم بـك يقبلـون مقصـرا |
في حقهم مستوجـب الحرمـان |
قد جل بأس ابن النبي لدى الوغا |
من أن يحيط بـه فـم المتظلـم |
إذ هـد ركنهـم بكـل مهنــد |
وأقـام مائلهـم بكـل مقــوم |
وأفاض ضاحكة القتيـر كأنهـا |
برد يلوح علـى شجـاع أرقـم |
ينحو العدى فتفر عنـه كأنهـم |
حمر تنافر من زئيـر الضيغـم |
وإذا العـداة تنظمـت فرسانهـا |
في كل سطـر بالأسنـة معجـم |
وافاهم فمحا صحائـف خطهـم |
مسحـا بكـل مقـوم ومصمـم |
حتى إذا ضاق الفضاء بعزمـه |
ألـوى بـه للـه غيـر مذمـم |
سهم رمى أحشاك يا بن المصطفى |
سهم به كبد الهدايـة قـد رمـي |
غداة البسط وهـو نبيـل فهـر
|
غـدا غرضـا لغاشيـة النبـال
|
فصـار إذا أصابتــه سهــام
|
تكسرت النصال على النصـال
|
تعسفها وضرب الهـام يرغـو
|
كما ترغـو مخطمـة الجمـال
|
يمـوج السـرج منـه بمستقـر
|
عليه يجول في ضنـك المجـال
|
فكيف أعتاق في شـرك المنايـا
|
فتى دق الرعال علـى الرعـال
|
فتى فقـدت نسـاء نـزار فيـه
|
فتـى فتيانهـا رجـل الرجـال
|
لمن بعد الحسيـن يشـد رحـل
|
حـرام بعـده شـد الرحــال
|
أشاقك من أطلال ميـة بالخـال
|
رباع تعفى رسمها راجف الخال
|
ونبه منك الوجد إيماض بـارق
|
سرى من ثنايا الأبرقين وذي خال
|
أجل قد سرى وهنا فنبه لوعتـي
|
فرحت أخا وجد وما كنت بالخال
|
وذكرني مر الصبا أعصر الصبا
|
وعهدا قديما فات بالزمان الخالي
|
ليالي ريعـان الشبـاب مسلـط
|
يقود زمامي حيثما شاء كالخـال
|
وإذ أنا خـدان للغرانـق تـارة
|
وأخرى لدى المريخ ذي اللهو والخال
|
وللخود تقتـاد النفـوس بفاتـك
|
من اللحظ أمضي من شبا الصارم الخال
|
وناصعة ريا البـرى ومعاضـد
|
أسيلة خـد كالوذيلـة ذي خـال
|
وباخلة وهي الكريمة لـم تجـد
|
بوصل وجدت دونهما أنمل الخال
|
إذا رئمت أرضا رئمت رباعهـا
|
وردت مغانيها كذي الرتبة الخال
|
حملت لها قلب الجبان ولـم أزل
|
شجاع الهوى ما كنت بالرعش الخال
|
وبت بمستن الظباء علـى شفـا
|
رذي الأماني خائب السعي والخال
|
ورحت أفدي من يعين على الهوى
|
بعمي من فرط الصبابة والخـال
|
غداة صغت للعاذلين وروعـت
|
لما اتهم الواشي الخنا كبدي الخالي
|
وصالت على حلمي بجيش عرمرم
|
من اللحظ منصور الكتائب والخال
|
ولا عجب أن يقذف الشيب شادن
|
له عند أرباب الهوى رتبة الخال
|
وقد علمت لا أبعد اللـه دارهـا
|
غرامي وأني لست بالسمج الخال
|
وإني عزيز بين قومي وأسرتـي
|
ولست بحاد للعـروج ولا خـال
|
سقى حيائها نوء من الدمع هامع
|
إذا ضن يوما بالحيا طالع الخال
|
وروح معتـل النسيـم قوامهـا
|
وإن لاح في أعطافها شيم الخال
|
فيا راكبا يفري نحورا من الفـلا
|
على سابح عبل الشوامت أو خال
|
وزيافة إن هجهج المعتلـي بهـا
|
فما هي بالواني القطوف ولا الخال
|
حناها السرى حتى الأهان وما يرى
|
بها من لجان يستبـا ولا خـال
|
تلف الفيافي سبسبا بعد سبسـب
|
إذا لمحت غب الظما خافق الخال
|
وساحرة الأقطـار يخفـق آلهـا
|
فيغتر من روادها سيء الخـال
|
رويدا إذا شاهدت لبنـان عامـل
|
وشمت من الجولان لامعة الخال
|
وحيتك هاتيك الربـاع وأهلهـا
|
بنفحة نور النرجس الغض والخال
|
قضيت بها عهد التصابي ولم يكن
|
زمان تعاطيت الصبابـة خـال
|
ورحت بها دهر الشبيبة مارحـا
|
كما راح مفصوم الشكيمة والخال
|
وما أنس لا أنسى عهودا بربعها
|
تقضت ولو أرخى إلى الزمن الخال
|
تحالف جسمي والضنا بعد بعدها
|
كما احتلفت عبس وذبيان بالخال
|
وللحسن الحسني فإن جاد غيـره
|
فذلك جود لا يبل لـدى الخـال
|
إمام له القدح المعلـى وفضلـه
|
لأشهر من نار تشب على خـال
|
وبحر علوم أن تقس غيـره بـه
|
تكن كمقياس الطود ويحك بالخال
|
فتى لم يزل يجري لأشرف غاية
|
تقاصر عن إدراكها نظر الخـال
|
ما أنس لا أنس مسراهم غداة غدوا
|
إلى الكريهة في جـد وتشميـر
|
ثاروا وقد ثوب الداعي كما حملت
|
أسد العرين على سرب اليعافيـر
|
من كل معتصم بالحـق ملتـزم
|
بالصدق متسم بالخيـر مذكـور
|
فلا تعاين منهـم غيـر مندفـع
|
كالسيل يخبط مثبـورا بمبثـور
|
كل يرى العز كل العز مصرعه
|
بالسيف كي لا يعاني ذل مأسور
|
وحين جاء الردى يبغي القرى سقطوا
|
على الثرى ما بين مذبوح ومنحور
|
طوبى لهم فلقد نالـوا بصبرهـم
|
أجرا وأي صبور غير مأجـور
|
كريهة شكر البـاري مساعيهـم
|
فيها ويا رب سعي غير مشكور
|
مبرئين عـن الآثـام طهرهـم
|
دم الشهـادة منهـا أي تطهيـر
|
وقائلة: ما الحال؟ قلت لها: ارحمي
|
قتيل الهوى فالوجه أصفر فاقـع
|
فقالت: وصالي لا يليق بناقـص
|
فهل لك فضل قلت: كالشمس شائع
|
فقالت: وفضل، قلت: كالبدر ظاهر
|
فقالت: وذكر، قلت: كالمسك ذائع
|
فقال: وعز، قلت: كالحصن مانع
|
فقالت: ومال، قلت: كالبحر واسع
|
فقالت: وفكر، قلت: كالسهم صائب
|
فقالت: وسيف، قلت: كالبيض قاطع
|
فقالت: وجند، قلت: إي وهو آفل
|
فقالت: وجد، قلت: بالسعد طالع
|
فأضحت تفديني وبـت منعمـا
|
بحبي وعيشـي باللـذاذة جامـع
|
سألتكـم باللــه أن تدفنونــي
|
إذا مت في قبر بـأرض عقيـر
|
فإني بها جار الشهيـد بكربـلا
|
سلسل رسول الله خيـر مجيـر
|
وإني به في حفرتي غير خائف
|
بلا مريـة مـن منكـر ونكيـر
|
أمنت به في موقفـي وقيامتـي
|
إذا الناس خافوا من لظى وسعير
|
فإني رأيت العرب تحمي نزيلها
|
وتمنعه من أن يضـام بضيـر
|
فكيف بسبط المصطفى أن ينال من
|
بحائـه ثـاو بغيـر نصيــر
|
وعار على حامي الحمى وهو بالحمى
|
إذا ضل في البيدا عقـال بعيـر
|
يا مدرك الأوتار أدركنـا فقـد
|
عظم البلا يـا مـدرك الأوتـار
|
فإليك يا غوث العباد المشتكـى
|
ممـا ألـم بنـا مـن الأشـرار
|
يا سيدا بكت الوحوش عليه فـي
|
الفلوات والأطيار في الأشجـار
|
يا ابن النبي الهاشمي ومن أتـى
|
للعالميـن بأصـدق الأخبــار
|
يا منية الكرار بـل يـا مهجـة
|
المختار بل يا صفـوة الجبـار
|
أتزل بـي قـدم ومثلـك آخـذ
|
بيدي وأنت غدا مقيـل عثـاري
|
ويذوق حر النار من ينمي إلـى
|
الكرار وهو غـدا قسيـم النـار
|
أو يختشي منهـا ونـار سميـة
|
بكم خبت في سالف الأعصـار
|
صلـى الإلـه عليكـم وأحلكـم
|
دار السلام فنعـم عقبـى الـدار
|
لهفي لتلـك الـرؤوس يرفعهـا
|
على رؤوس الرمـاح أوضعهـا
|
لهفـي لتلـك الجسـوم عاريـة
|
وذاريـات الصبــا تلفعهــا
|
لهفي لتلـك الصـدور توطأهـا
|
الخيل وفيهـا العلـوم أجمعهـا
|
لهفي لتلـك الأوصـال تنهبهـا
|
السمر وبيـض الظبـا تقطعهـا
|
لهفي لتلك الأسود وقد ظفـرت
|
بهـا كلـاب الشقـا وأضبعهـا
|
لهفي لتلك البـدور تأفـل فـي
|
الترب وأوج الجمـال مطلعهـا
|
لهفي لتلك البحور قـد نضبـت
|
وكـم طمـى دافقـا تدفعهــا
|
لهفـي لتلـك الجبـال تنسفهـا
|
من عاصفات الضلال تزعزعها
|
لهفـي لتلـك الغصـون ذاويـة
|
ومن أصـول التقـى تفرعهـا
|
لهفـي لتلـك الديـار موحشـة
|
تبكـي لفقـد الأنيـس أربعهـا
|
ما عـذر عيـن لمثـل رزئهـم
|
لـم تنبعـث بالدمـاء أدمعهـا
|
وأي عذر مـن بعدهـم لحشـا
|
لم يك سيـف الأسـى يقطعهـا
|
لا متعـت بالبقـا نفـس فتـى
|
من بعدهم في الحيـاة مطمعهـا
|
يا للرجال لجـرح ليـس يلتئـم
|
عمر الزمان وداء ليس ينحسـم
|
حتى متى أيها الأقـوام والأمـم
|
(الحق مهتضم والديـن مختـرم
|
وفي آل الرسول مقتسم)
|
أودى هدى الناس حتى ان أحفظهم
|
للخير صار بفول السوء ألفظهم
|
فكيف توقظهم أن كنت موقظهم
|
(والناس عندك لا ناس فيحفظهم
|
سوء الرعاء ولا شاء ولا نعم)
|
يا ليت شعري أيدري من تعرقني
|
بعذله وبطـوق الهـم طوقنـي
|
ونام عن ليل أوصابي وأقلقنـي
|
(أنى أبيت قليـل النـوم أرقنـي
|
قلب تصارع فيه الهم والهمم)
|
ألقى الليالي وقد آلـت غياهبهـا
|
أن لا تروح ولا تغدو كواكبهـا
|
بهمـه يستبيـح الهـم قاضبهـا
|
(وعزمة لا ينام الليل صاحبهـا
|
إلا على ظفر في طيه كرم)
|
قالوا أيرضى له عادي منصبـه
|
بصون صارمه الماضي وسلهبه
|
فقلت كلا وأمري غيـر مشتبـه
|
(يصان مهري لأمر لا أبوح بـه
|
والدرع والرمح والصمصامة الخذم)
|
وسابقات جياد ليـس يفضحهـا
|
مهارها يوم مجراهـا وقرحهـا
|
لنا ذراهـا وللأعـداء مذبحهـا
|
(وكل مأثرة الضبعين مسرحهـا
|
رمث الجزيرة والخدراف والعنم)
|
تا الله إن بني العباس قد كفـروا
|
يا ويلهم نعم الباري وما شكـروا
|
وكم عمود لفسطاط الهدى كسروا
|
(يا للرجال أمـا للـه منتصـر
|
من الطغاة ولا للدين منتقم)
|
تعرقوا آل حرب في وجارهـم
|
حرصا على الملك لا أخذا بثأرهم
|
وأصبحت خيفة من حر نارهـم
|
(بنو علي رعايا فـي ديارهـم
|
والأمر تملكه النسوان والخدم)
|
مفرقيـن فـلا دار مجمحــة
|
وخائفين فـلا أمـن ولا دعـة
|
فكيف تعذب للأبـرار مشرعـة
|
(والأرض إلا على ملاكها سعـة
|
والمال إلا على أربابه ديم)
|
يا للحمية هذا الحـادث الجلـل
|
أيصبح العل للأوغـاد والهبـل
|
وعترة المصطفى والسادة الأول
|
(محلأون فأصفى وردهم وسـل
|
عند الورود وأوفى شربهم لمم)
|
فقل لأعدائها اللاتـي تحاربهـا
|
على العلى وهي تاج لا يناسبهـا
|
ويزدهي من حواها وهو غاصبها
|
(للمتقين مـن الدنيـا عواقبهـا
|
وإن تعجل منها الظالم الغشم)
|
لقد فشا في بني المختار نسكهـم
|
كما فشى في بني العباس إفكهـم
|
فقال من كان لا يحويه سلكهـم
|
(لا يطغين بني العبـاس ملكهـم
|
بنو علي مواليهم وإن رغموا)
|
بني نثيلـة لا واللـه مـا لكـم
|
فخر على معشر كانوا جمالكـم
|
لـو اتقيتـم وخالفتـم ضلالكـم
|
(أتفخرون عليهـم لا أبـا لكـم
|
حتى كأن رسول الله جدكم)
|
كانوا بدورا بها الظلماء تنكشف
|
وأبحر بالنـدى راحاتهـا تكـف
|
فكيف تحكونهم والحال مختلـف
|
(وما توازن يوما بينكم شـرف
|
ولا تساون بكم في موطن قدم)
|
ولا يحاكي بنو العباس لو عـدلا
|
زين الورى ملهم علما ولا عملا
|
ولا أبو جعفـر كالباقيـن عـلا
|
(ولا الرشيد كموس في القياس ولا
|
مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم)
|
أفاضل ربهم في الخلق فضلهـم
|
واختارهم للهدى والعلم حملهـم
|
وبالخلافة دون النـاس بجلهـم
|
(قام النبي بها يوم الغديـر لهـم
|
والله يشهد والأملاك والأمم)
|
فكان ما كان من تضييع واجبها
|
بعد النبي ومن تأخيـر طالبهـا
|
إرثا وحقا ومن تقديم غاصبهـا
|
(حتى إذا أصبحت في غير صاحبها
|
باتت تنازعها الذؤبان والرخم)
|
ما أحسنوا بولـي اللـه ظنهـم
|
فضيوها وقـد كانـت مجنهـم
|
وشاركوا حرهـم فيهـا وقنهـم
|
(وصيرت بينهم شورى كأنهـم
|
لا يعلمون ولاة الحق أين هم)
|
يا ليت شعري لا يدرون موقعها
|
أم لا يرون بعين العقل مطلعهـا
|
أم كافل الملة الغـراء ضيعهـا
|
(تالله ما جهل الأقوام موضعهـا
|
لكنهم ستروا وجه الذي علموا)
|
رياسة أظهرت للنـاس خبثهـم
|
وأهلكت نسـل أقـوام وحرثهـم
|
فاجتاحهم عادل لم يرض مكثهم
|
(ثم ادعاها بنو العبـاس إرثهـم
|
وما لهم قدم فيها ولا قدم)
|
إذا تمادى رجال الفخر وابتدرت
|
بنو علي إلى الغايات وافتخـرت
|
رأيت منهم زرافات وإن كثـرت
|
(لا يذكرون إذا ما عصبة ذكرت
|
ولا يحكم في أمرها لهم حكم)
|
قالوا لنا الملك حقـا لا نجاذبـه
|
يومـا وطالعـه منـا وغاربـه
|
وما ترعرع فيهم مـن يناسبـه
|
(ولا رآهم أبو بكـر وصاحبـه
|
أهلا لما طلبوا منها وما زعموا)
|
قالوا الأئمة كانت غير غاصبـة
|
خلافـة ثـم ثنوهـا بكاذبــة
|
دعوى التراث سهاما غير صائبة
|
(فهل هم مدعوها غيـر واجبـة
|
أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا)
|
لقد نشرتم على الدنيا ضبابتكـم
|
ظلما وروفتـم فيهـا صبابتكـم
|
وكم حملتم على بعد صحابتكـم
|
(أما علي فقـد أدنـى قرابتكـم
|
عند الولاية لكن تكفر النعم)
|
أولى أباكـم وصنويـه عطيتـه
|
فضـلا وقلـده بالعفـو منتـه
|
وكم حدى لذوي الأرحام رحمته
|
(أينكر الحبر عبد اللـه نعمتـه
|
أبوكم أم عبيد الله أم قثم)
|
ملكتم وجرحتـم كـل جارحـة
|
من الهدى بسيوف أي جارحـة
|
يا عصبة للمعالي غير صالحـة
|
(كم غدرة لكم في الدين واضحة
|
وكم دم لرسول الله عندكم)
|
خالفتم أمره في الـآل والخلـف
|
وقلتم نحن أهل المجد والشـرف
|
ونحن آل نبـي بالعهـود وفـي
|
(أنتم آلـه فيمـا تـرون وفـي
|
أظفاركم من بنيه الطاهرين دم)
|
إن القرابة إن لم تحفـظ الذمـم
|
وجودها عند أرباب النهى عـدم
|
يا فاخرين بقرب وهـو منجـذم
|
(هيهات لا قربت قربى ولا رحم
|
يوما إذا قضت الأخلاق والشيم)
|
بل القريب الذي لم يكفر النعمـا
|
والأجنبي الذي لم يحفظ الذممـا
|
لذاك يا شرحبيل في الورى علما
|
(كانت مودة سلمان لـه رحمـا
|
ولم يكن بين نوح وابنه رحم)
|
تلطخوا بدم الهـادي وبضعتـه
|
حرصا على الملك في الدنيا ورفعته
|
لذاك يا ويـل مغبـون بسلعتـه
|
(باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته
|
وأبصروا بعض يوم شرهم وعموا)
|
فلا رعى الله منهم أنفسا وردت
|
موارد البغي إسرافا وما اقتصدت
|
ولا سقى الله منهم أربعا همـدت
|
(يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت
|
ومعشرا هلكوا من بعد ما سقموا)
|
لله كم من فؤاد للهـدى جرحـوا
|
وزند شر تحاماه الورى قدحـوا
|
قوم أصابوا لواء الملك فافتضحوا
|
(لاعن أبي مسلم في نصحه صفحوا
|
ولا الزبيري نجى الحلف والقسم)
|
ولولا لواء الهدى في عصرهم عقدوا
|
ولا معارج أرباب الهدى صعدوا
|
ولا وفوا لذوي الآمال ما وعدوا
|
(ولا الأمان لأزد الموصل اعتمدوا
|
فيه الآمان ولا عن عمهم حلموا)
|
فكيف جازيتم عن فعله الحسـن
|
بنيه خير الورى بالقتل والمحـن
|
أيا عبيد الهوى في السر والعلـن
|
(بئس الجزاء جزيتم في بني حسن
|
أباهم العلم الهادي وأمهم)
|
غادرتم القوم صرعى في فنائهم
|
وآية النوح تتلـى فـي نسائهـم
|
والله طالب وتـر مـن ورائهـم
|
(لا بيعة ردعتكم عـن دمائهـم
|
ولا يمين ولا قربى ولا ذمم)
|
تركتم خيـر أبنـاء لخيـر أب
|
فرية لنصال السمـر والقضـب
|
يا أشام الناس من عجم ومن عرب
|
(هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب
|
للصافحين ببدر عن أسيركم)
|
صيرتم البغي والعدوان معدنكـم
|
ولو تحريتم الإحسـان أمكنكـم
|
فأبعد الله في الأزمـان أزمنكـم
|
(هلا كففتم عن الديباج ألسنكـم
|
وعن بنات رسول الله شتمكم)
|
تصيح يا غيرة الإسلام زوجتـه
|
والفاطميـات تبكيـه وجثتــه
|
تحت السياط فيـا للـه حرمتـه
|
(ما نزهت لرسول الله مهجتـه
|
عن السياط فهلا نزه الحرم)
|
أشكو إلى الله أقواما قد اهتظمت
|
ذرية المصطفى ظلما وما احترمت
|
إليه بالهدى يا عصبـة ظلمـت
|
(ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت
|
تلك الجرائم إلا دون نسلكم)
|
أراذل قال ذو جهـل يعظمهـا
|
لقد ذكرتـم أمـورا لا أسلمهـا
|
فقلت والنفـس يشفيهـا تكلمهـا
|
(يا جاهدا في مساويهم يكتمهـا
|
غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم)
|
غداة نم بـه ذو إحنـة عرفـت
|
في الدار في عهد آباء له سلفت
|
وحيـن سـاق يمينـا بالـردى
|
(ذاق الزبيري غب الخنث وانكشفت
|
عن ابن فاطمة الأقوال والتهم)
|
وراكب صير الوجنـاء مدركـة
|
بوخدها لبنـي العبـاس مملكـة
|
ناديتـه وقـاك اللـه مهلكــة
|
(أبلغ إليك بني العبـاس مالكـة
|
لا يدعو ملكها ملاكها العجم)
|
تبوأوهـا فمـا أبقـوا لسائركـم
|
إلا منابر تشكو جـور جائركـم
|
تفاخرون بها يا ويـح فاخركـم
|
(أي المفاخر أمست في منابركم
|
وغيركم آمر فيهن يحتكم)
|
أتفخـرون إذا نابـت الخــدم
|
عنكم بعقد اللوا والباس محتـدم
|
والعـرب تلهـج بالعصيــان
|
(وهل يزيدكم من مفخـر علـم
|
وفي الخلاف عليكم يخفق العلم)
|
كم تدعون العلي يا أيها الهمـل
|
وما لكم من ناقة فيها ولا جمـل
|
كيف الفخار ولا قول ولا عمـل
|
(خلوا الفخار لعلامين إن سئلـوا
|
عند السؤال وعمالين إن علموا)
|
يزداد حلمهم إن نابـت النـوب
|
منهم وللعود عرف وهو ملتهـب
|
شم الأنوف ملوك أمرهم عجـب
|
(لا يغضبون لغير الله إن غضبوا
|
ولا يضيعون حكم الله إن حكموا)
|
غريـري إن أمعـن النظــرا
|
شمس الضحى ونجوم الليل والقمرا
|
ولا تزال وسل عن ذاك من خبرا
|
(تبدو التلاوة من أبياتهم سحـرا
|
ومن بيوتكم الأوتار والنغم)
|
هم الهـداة إذا زاغـت قلوبكـم
|
والمحسنـون إذا زادت ذنوبكـم
|
نصيبهم كل فضـل لا نصيبكـم
|
(إذا تلوا آيـة غنـى خطيبكـم
|
قف بالديار التي لم يعفها قدم)
|
قلتم لنا إن تاج الملـك فضلكـم
|
على بني أحمد الهادي وبجلكـم
|
فيا دعاة العلي ما كان أجهلكـم
|
(منكم علية أم منهم وكـان لكـم
|
شيخ المغنين إبراهيم أم لهم)
|
وأي فخر لقوم مـا لهـم وطـر
|
إلا السلــاف. . . . والوتــر
|
بل الفخار لقوم بالهدى ظفـروا
|
(ما في بيوتهم للخمر معتصـر
|
ولا بيوتكم للشر معتصم)
|
هم الأكارم لا تخفـى مكارمهـم
|
ولا يهيم بغيـر المجـد هائمهـم
|
ولا تشد على سـوء حيازمهـم
|
(ولا تبيت لهـم أنثـى تنادمهـم
|
ولا يرى لهم من مردهم حشم)
|
وهم بنو المصطفى إن كنت تجهلهم
|
وأكرم الناس أعراقـا وأفضلهـم
|
فإن تسل أين مغناهـم وموئلهـم
|
(فالركن والبيت والأستار منزلهم
|
وزمزم الصفا والحجر والحرم)
|
إن الكتاب الذي ما زال مرهفـه
|
يحنى على كـل جبـار ويتلفـه
|
تثني عليهـم معانيـه وأحرفـه
|
(وليس في قسم في الذكر نعرفه
|
إلا وهم غير شك ذلك القسم)
|
هذا الثناء وما وفيـت مجدهـم
|
ولو كتبت بنور العيـن حمدهـم
|
وقد تحققت أن الفـوز عندهـم
|
(فلا أخاف وقد أمسيت عبدهـم
|
والعبد يسلم إن ساداته سلموا)
|
يا رب كاتم فضل ليـس ينكتـم
|
والشمس لم يمحها غيم ولا قتـم
|
والحاسدون لمـن زادت عنايتـه
|
عقباه الخزي في الدنيا وإن رغموا
|
أما رأيت هشاما إذا أتى الحجر السا
|
مي ليلمسـه والنـاس تزدحـم
|
أقام كرسيـه كيمـا يخـف لـه
|
بعض الزحام عسى يدنو فيستلـم
|
فلم يفده وقـد سـدت مذاهبـه
|
عنه ولم تستطع تخطو لـه قـدم
|
حتى أتى الحبر زين العابدين إما
|
م التابعين الذي دانت لـه الأمـم
|
فأفرج الناس طرا هائبيـن لـه
|
حتى كأن لم يكن منهم بهـا إرم
|
تجاهلا قال من هذا؟ فقـال لـه
|
أبو فـراس مقـالا كلـه حكـم
|
يا دهر كيف اقتاد صرفك للردى
|
من كان ممتنعـا علـى المقتـاد
|
عجبا لأرضك لا تميد وقد هوى
|
عن منكبيهـا أعظـم الأطـواد
|
عجبا بجارك لا تغور وقد مضى
|
من راحتاه لهـا مـن الأمـداد
|
عجبا لصبحك لا يحول وقد مضى
|
من في محيـاه ضيـاء النـادي
|
عجبا لشمس ضحاك لم لا كورت
|
وتبرقعت مـن حزنهـا بسـواد
|
عجبا لبدر دجاك لمَ لـم يـدرع
|
ثوب السرار إلى مـدى الآبـاد
|
عجبا جبالك لا تزول ألـم تكـن
|
قامت قيامة مصـرع الأمجـاد
|
عجبا لذي الأفلاك لم لا عطلـت
|
والشهب لم تبرز بثـوب حـداد
|
عجبا يقوم بها الوجود وقد ثوى
|
في الترب منهـا علـة الإيجـاد
|
عجبا لمال الله أصبـح مقسمـا
|
في رائـح للظالميـن وغـادي
|
عجبا عيال الله صـاروا مغنمـا
|
لبنـي زيـاد هديـة وزيــاد
|
عجبا لحلـم اللـه جـل جلالـه
|
هتكوا حجابك وهـو بالمرصـاد
|
عجبا لهذا الخلـق هـلا أقبلـوا
|
كل إليـك بروحـه لـك فـادي
|
لكنهـم مـا وازنـوك نفاســة
|
أنـى يقـاس الـذر بالأطـواد
|
اليوم أمحلـت البلـاد وأقفـرت
|
ديم القطار وجف زرع الـوادي
|
لعمـرك أيهـا الرشـأ المفـدى
|
لقد أخجلت غصـن البـان قـدا
|
وخف بك الدلـال فظـل يلقـى
|
هضيم الخصر من ردفيك جهدا
|
لأن قلـق الوشـاح بـه فقلبـي
|
غدا قلقـا لـه شغفـا ووجـدا
|
ومر بك النسيم فضقـت ذرعـا
|
وقد أوسعتنـي هجـرا وصـدا
|
يقول لي العـذول وقـد رآنـي
|
وبي لعب الهوى هـزلا وجـدا
|
إلى ما وخد من تهـواه أمسـى
|
وقد أخفى العـذار بـه وأبـدى
|
فقلت له ومـلأ الصـدر غيـظ
|
ومن رطب الدموع نثرت عقـدا
|
ترفـق إنمـا أبصـرت سيفـا
|
له اتخذوا حـذار الفتـك غمـدا
|
ألا نوحـوا وضجـوا بالبكـاء
|
على السبـط الشهيـد بكربـلاء
|
ألا نوحوا بسكب الدمـع حزنـا
|
عليـه وامزجــوه بالدمــاء
|
ألا نوحوا على مـن قـد بكـاه
|
رسـول اللـه خيـر الأنبيـاء
|
ألا نوحوا على مـن قـد بكـاه
|
عليّ الطهـر خيـر الأوصيـاء
|
ألا نوحوا على مـن قـد بكتـه
|
حبيبـة أحمـد خيـر النســاء
|
ألا نوحوا على مـن قـد بكـاه
|
لعظم الشجـو أملـاك السمـاء
|
ألا نوحـوا علـى قمـر منيـر
|
عراه الخسف من بعـد الضيـاء
|
ألا نوحـوا لخامـس آل طــه
|
ويـس وأصحــاب الكســاء
|
ألا نوحوا على غصـن رطيـب
|
ذوى بعـد النضـارة والبهـاء
|
ألا نوحوا على شرف القوافـي
|
ومفتخـر المراثــي والثنــاء
|
ألا يـا آل ياسيــن فــؤادي
|
لذكر مصابكـم حلـف العنـاء
|
فأنتم عدتي لـي فـي معـادي
|
إذا حضـر الخلائـق للجـزاء
|
فمـا أرجـو لآخرتـي سواكـم
|
وحاشا أن يخيب بكـم رجائـي
|
أنـا ابـن متـوج توجتمونـي
|
بتـاج الفخـر طـرا والبهـاء
|
صلاة الله ذي الألطـاف تتـرى
|
عليكـم بالصبـاح وبالمســاء
|
ولعنتـه علـى قـوم أباحــوا
|
دمائكــم بظلــم وافتــراء
|
من ذا عليه الشمس ردت بعدمـا
|
كسي الظلام معاطف الجـدران
|
حتى قضى ما فاته من صلواتـه
|
في دبر يوم مشـرق ضحيـان
|
والناس من عجب رأوه وعاينوا
|
يترجحـون ترجـح السكـران
|
ثـم انثنـت لمغيبهـا منحطـة
|
كالسهم طار بريشـة الظهـران
|
وله إذا ذكـر الفخـار فضيلـة
|
بلغت مدى الغايـات باستيقـان
|
إذ قال أحمد أن خاصـف نعلـه
|
لمقاتــل بتــأول القــرآن
|
قوما كما قاتلـت عـن تنزيلـه
|
فـإذا الوصـي بكفـه نعلــان
|
هل بعد ذاك على الرشاد دلالـة
|
مـن قائـل بخلافـة ومعانـي
|
ولـه يقـول محمـد أقضاكـم
|
هـذا وأعلمكـم لـدى التبيـان
|
إني مدينة علمكـم وأخـي لهـا
|
باب وثيق الركـن مصراعـان
|
فأتوا بيوت العلـم مـن أبوابهـا
|
فالبيت لا يؤتى مـن الحيطـان
|
لولا مخافة مفتـر مـن أمتـي
|
ما في ابن مريم يفتري النصراني
|
أظهرت فيك مناقبا في فضلهـا
|
قلب الأريـب يظـل كالحيـران
|
وأسارع الأقوام منك لأخـذ مـا
|
وطأته منـك الثـرى العقبـان
|
متبركيـن بـذاك ترأمـه لهـم
|
شـم المعاطـس أيمـا رئمـان
|
ولـه ببـدر إن ذكـرت بـلاءه
|
يـوم يشيـب ذوائـب الولـدان
|
كم من كمي حل عقـدة بأسـه
|
فيـه وكـان ممنـع الأركـان
|
فرأى به هصرا يهـاب حنابـه
|
كالضيغم المستبسـل الغضبـان
|
يسقي مماصعـه بكـأس منيـة
|
شيبت بطعم الصاب والخطبـان
|
وله بأحـد بعدمـا فـي وجهـه
|
شـج النبـي وكلـم الشفتــان
|
وانفض عنه المسلمون وأجفلـوا
|
متطايريـن تطايـر الخيفــان
|
ونداؤهـم قتـل النبـي وربنـا
|
قتل النبي فكـان غيـر معـان
|
ويقـول قائلهـم ألا يـا ليتنـا
|
نلنا أمانـا مـن أبـي سفيـان
|
وأبو دجانة والوصـي وصيـه
|
بالـروح أحمـد منهمـا يقيـان
|
فروا وما فروا هنـاك وأدبـروا
|
وهما بحبـل اللـه معتصمـان
|
حتى إذا ألـوى هنالـك مثخنـا
|
يغشـى عليـه أيمـا غشيــان
|
وأخو النبي مطاعن ومضـارب
|
عنه ومنه قد وهـى العضـدان
|
يدعو أنا القضم القضقاضة الذي
|
يصمي العدو إذا دنـا الرجـوان
|
وله إذا ذكـر الغديـر فضيلـة
|
لم ننسهـا مـا دامـت الملـوان
|
قام النبـي لـه بشـرح ولايـة
|
نزل الكتاب بهـا مـن الديـان
|
إذ قال بلغ ما أمرت بـه وئـق
|
منهـم بعصمـة كالـئ حنـان
|
فدعا الصلاة جماعـة وأقامهـا
|
علمـا بفضـل مقالـة وبيـان
|
نادى: ألست وليكم؟ قالوا: بلـى
|
حقا فقـال فـذا الولـي الثانـي
|
فدعا له ولمن أجـاب بنصـره
|
ودعا الإله علـى ذوي الخذلـان
|
لمن الخلافة والوزارة هل همـا
|
إلا لــه وعليــه يتفقـــان
|
أو ما همـا فيمـا تلـاه إلهنـا
|
فـي محكـم الآيـات مكتوبـان
|
أدلوا بحجتكـم وقولـوا قولكـم
|
ودعوا حديـث فلانـة وفلـان
|
رحلوا فلا خلت المنـازل منهـم
|
ونأوا فلا سلت الجوانـح عنهـم
|
وسروا، وقد كتموا العداة مسيرهم
|
وضياء نور الشمس ما لا يكتـم
|
وتبدلوا أرض العقيق على الحمى
|
روت جفوني أي أرض يممـوا
|
نزلوا العذيب وإنما في مهجتـي
|
نزلوا وفي قلبي المتيـم خيمـوا
|
ما ضرهم لو ودعوا من أودعوا
|
نار الغرام وسلموا مـن أسلمـوا
|
هم في الحشا إن أعرقوا أو أشأموا
|
أو اءيمنوا أو أنجدوا أو أتهمـوا
|
وهم مجال الفكر من قلبـي وإن
|
بعد المزار فصفو عيشي معهـم
|
أعيت صفاتك أهل الرأي والنظر
|
وأوردتهم حياض العجز والحصر
|
أنت الـذي ذق معنـاه لمعتبـر
|
(يا آية الله بل يا فتنـة البشـر
|
يا حجة الله بل يا منتهى القدر)
|
عن كشف معناك ذو الفكر الدقيق وهن
|
وفيك رب العلى أهل العقول فتن
|
أنى تحدك يا نور الإلـه فطـن
|
(يا من إليه إشارات العقول ومن
|
فيه الألباء بين العجز والخطر)
|
ففي حدوثك قوم في هواك غووا
|
إذ أبصروا منك أمرا معجزا فغلوا
|
حيرت أذهانهم يا ذا العلى فعلوا
|
(هيمت أفكاري ذي الأفكار حين رووا
|
آيات شانك في الأيام والعصر)
|
أوضحت للناس أحكاما محرفـة
|
كمـا أبنـت أحاديثـا مصحفـة
|
أنـت المقـدم أسلافـا وأسلفـة
|
(يا أولا آخـرا نـورا ومعرفـة
|
يا ظاهرا باطنا في العين والأثر)
|
يا مطعم القرص للعاني الأسير وما
|
ذاق الطعام وأمسى صائما كرما
|
ومرجع القرص إذ بحر الظلام طما
|
(لك العبارة بالنطق البليـغ كمـا
|
لك الإشارة في الآيات والسور)
|
أنوار فضلك لا تطفي لهن عـدا
|
مهما يكتمه أهـل الضلـال بـدا
|
تخالفت فيك أفكار الورى أبـدا
|
(كم خاض فيك ناس فانتهوا فغدا
|
مغناك محتجبا عن كل مقتدر)
|
لولاك ما اتسقت للطهـر ملتـه
|
كلا ولا اتضحت للناس شرعتـه
|
ولا انتفت عن أسير الشك شبهته
|
(أنت الدليل لمن حارت بصيرته
|
في طي مشتكلات القول والعبر)
|
أدركت مرتبة ما الوهم مدركهـا
|
وخضت من غمرات الموت مهلكها
|
مولاي يا مالك الدنيـا وتاركهـا
|
(أنت السفينة من صدق تمسكهـا
|
نجا ومن حاد عنها خاض في الشرر)
|
ضربت عن تالد الدنيا وطارفها
|
صفحا ولاحظتها في لحظ عارفها
|
نقدتها فطنة في نقـد صيرفهـا
|
(أنت الغني عن الدنيا وزخرفهـا
|
إذ أنت سام على تقوى من البشر)
|
من نور فضلك ذو الأنوار مقتبس
|
ومن علومك رب العلم يلتمـس
|
لولا بيانك عـاد الأمـر يلتبـس
|
(فليس مثلك للأفكـار ملتمـس
|
وليس بعد تحقيق لمعتبر)
|
جاءت بتأميرك الآيات والصحف
|
فالبعض قد آمنوا والبعض قد وقفوا
|
لولاك ما اتفقوا يوما ولا اختلفوا
|
(تفرق الناس إلا فيك فاختلفـوا
|
فالبعض في جنة والبعض في سقر)
|
خير الخليفة قوم نهجك اتبعـت
|
وشرها على تنقيصك اجتمعـت
|
وفرقة أولت جهلا لمـا سمعـت
|
(فالناس فيك ثلاث فرقة رفعـت
|
وفرقة وقعت بالجهل والغدر)
|
جاءت بتعظيمك الآيات والسور
|
فالبعض قد آمنوا والبعض قد كفروا
|
والبعض قد وقفوا جهلا وما اختبروا
|
(وكم أشاروا وكم أبدوا وكم ستروا
|
والحق يظهر من باد ومستتر)
|
أقسمت بالله بادي خلقنـا قسمـا
|
لولاك ما سمك الله العظيم سمـا
|
يا من سماه بأعلى العرش قد رسما
|
(أسماؤك الغر مثل النيرات كمـا
|
صفاتك السبع كالأفلاك والأكر)
|
أنت العليم إذا رب العلوم جهـل
|
إذ كل علم فشا في الناس عنك نقل
|
وأنت باب الهدى تهدي لكل مضل
|
(وولدك الغر كالأبراج في فلـك
|
المعنى وأنت مثال الشمس والقمر)
|
عليهم محكم القـرآن قـد نـزلا
|
مفصلا من معاني فضلهم جملا
|
هم الهداة فلا نبغـي بهـم بـدلا
|
(شطر الأمانة مواج النجاة إلـى
|
أوج العلوم وكم في الشطر من عبر)
|
للطف سرك موسى فجر الحجرا
|
وأنت صاحبه إذ صاحب الخضرا
|
وفيك نوح نجا والفلك فيه جرى
|
(يا سر كل نبي جـاء مشتهـرا
|
وسر كل نبي غير مشتهر)
|
يلومني فيك ذو بغي أخو سفـه
|
ولا يضر محقا قـول ذي شبـه
|
ومـن تنـزه عـن نـد وشبـه
|
(أجل قدرك عن قـول لمشتبـه
|
وأنت في العين مثل العين في الصور)
|
لبينكم يـا نازليـن علـى نجـد
|
جرى مدمعي وجدا وسال على الخد
|
وألبسني ثوب النحـول تذكـري
|
منازل ليلي العامريـة أو هنـد
|
أحن إلى الوادي الذي تسكنونـه
|
حنين المطايا الصاديات إلى الورد
|
وأهفو إذا غنى على الدوح صادح
|
يذكرني ظـل الأراكـة والرنـد
|
ولي مهجة ذابت غداة ترحلـت
|
ظعونكم عني وركب الهوى نجدي
|
رحلتـم وخلفتـم فـؤادا متيمـا
|
أخا زفرات لا يفيق من الوجـد
|
بكيت دما لمـا استقـل فريقكـم
|
وأم به الحادي إلى ساحة البعـد
|
وقلت لصبري يوم بنتم: هنيئـة
|
فلم يتلبث ساعة بعدكـم عنـدي
|
ولم يبق عندي غير تذكار دمنـة
|
عفاها البلى قدما وغيرها بعـدي
|
أسائل كثبان النقا عن ظعونكـم
|
عسى خبر ممن ألم بـه يبـدي
|
وأستخبر البرق اللموع عسى به
|
لكم خبر يا ساكني العلـم الفـرد
|
أيا برق إن جزت المنازل فابلغن
|
أهيل التقى أني مقيم على العهـد
|
إذا مر لي ذكر العذيـب ومائـه
|
تذكرت في أيـام قربكـم وردي
|
سقى منزلا بالسفح سفح مدامعي
|
وحيا الحيا ربعا خصيبا على نجد
|
الوجد وافـى والمسـرة انتـأت
|
إذ قال من أرخ: (مات المرتضى)
|
وأعطي الفردوس مقصى عن لظى تأريخه: (نال النعيم المرتضى)
|
وحيث لم يلـق عذابـا أرخـوا:
|
(جوار مولانا الحسين المرتضى)
|
وحيث لم يلـق أثامـا أرخـوا:
|
(قل لك عند الله مأوى مرتضى)
|
فليغتبـط وليهنـه أن قـد أتـى
|
تأريخه: (حاز من الله الرضـا)
|
يـا لهـا مـن بلـدة طيبــة
|
تربها مسك وياقـوت حصاهـا
|
حضرة تهوى سمـاوات العلـى
|
أنهـا تصلـح أرضـا لسماهـا
|
فاستلـم أعابهــا مستعبــرا
|
باكيا مستنشقـا طيـب ثراهـا
|
لائـذا بالعسكرييــن التقــي
|
ين أوفى الخلق عند اللـه جاهـا
|
خازني علم رسـول اللـه مـن
|
قد أبـى فضلهمـا أن يتناهـى
|
فرقدي أفق العلـى بـل قمـري
|
فلك العلياء يا شمـس ضحاهـا
|
عيني اللـه تعالـى لـم يـزل
|
بهما يرعى البرايا مـذ رعاهـا
|
ترجمانـي وحيـه مستودعـي
|
سره أصدق من بالصدق فاهـا
|
عمدي سمك العلـى مـن بهمـا
|
قامت الأفلاك فـي أوج علاهـا
|
من بني فاطمـة الغـر الألـى
|
بهـم قـد باهـل اللـه وباهـى
|
وإذا ما اكتحلـت عينـاك مـن
|
رؤية الميل وقـد لـاح تجاهـا
|
فاخلعن نعليـك تعظيمـا وسـل
|
خاضعا تزدد به عـزا وجاهـا
|
واستجـر بالقائـم الذائـد عـن
|
حوزة الإسلام والحامي حماهـا
|
حجـة اللـه الـذي قـوم مـن
|
قنوات الدين مـن بعـد التواهـا
|
قطب آل الله بل قطـب رحـى
|
سائر الأكوان بل قطب سماهـا
|
ذو النهى رب الحجى كهف الورى
|
بدر أفلاك العلى شمـس هداهـا
|
عصمة الدين ملـاذ الشيعـة ال
|
غر منجى هلكهـا فلـك نجاهـا
|
منقذ الفرق مـن أيـدي العـدى
|
مطلق الأمة مـن أسـر عناهـا
|
مدرك الأوتار ساقـي واتـري
|
عترة المختار كاسـات رداهـا
|
يا ولي الله هـل مـن رجعـة
|
تشرق الأرض بأنـوار سناهـا
|
ويعـود الديـن دينـا واحــدا
|
لا يرى فيه التباسـا واشتباهـا
|
ليت شعـري أو لـم يـأن لمـا
|
نحن فيه من أسـى أن يتناهـى
|
خير ذي الخلق صبيـة وشبابـا
|
وكهـولا وخيرهــم أشياخــا
|
أخذوا صدر مفخر العز مذ كانوا
|
وخلـوا للعالميــن المخاخــا
|
النقيـون حيـث كانـوا جيوبـا
|
حيث لا تأمن الجيـوب اتساخـا
|
يألفون الطوى إذا ألـف النـاس
|
اشتـواء مـن فيئهـم واطباخـا
|
خلقـوا أسخيـاء لا متساخيـن
|
وليس السخـي مـن يتساخـى
|
أهل فضل تناسخوا الفضل شيبا
|
وشبابا أكـرم بـذاك انتساخـا
|
بهواهم يزهو ويشمخ من قد
|
كان في الناس زاهيا شماخا
|
يا بن بنت النبي أكرم بـه إبنـا
|
وبأسنــاخ جــده أسناخــا
|
وابن مـن وازر النبـي ووالـاه
|
وصاخاه فـي الغديـر وواخـى
|
وابن من كانت للكريهـة ركابـا
|
وفـي وجـه هولهـا رساخـا
|
للطلى تحت قسطل الحرب ضرابا
|
وللهـام فـي الوغـى شداخـا
|
ذو الدماء التـي يطـل مواليـه
|
اختضابـا بطيبهـا والتطاخــا
|
ما عليكم أنـاخ كلكلـه الدهـر
|
ولكـن علـى الأنـام أناخــا
|
لا تغتـرر بالزمـان واعلــم
|
أن يــد الدهــر تستطيــل
|
فــإن آجالنـــا قصـــار
|
وفيــه آمالنـــا تطـــول
|
لا صاحـب منصـف فأسلــو
|
بــه ولا حافــظ وصــول
|
يـا قـوم مـا بالنـا جفينــا
|
فــلا كتــاب ولا رســول
|
لو وجدوا بعـض مـا وجدنـا
|
لكاتبونــا ولــم يحولـــوا
|
يـا قاتلـي بالصـدود رفقــا
|
بمهجــة شفهــا غليـــل
|
قلبـي قريــح بــه كلــوم
|
آفتــه طرفــك الجميـــل
|
أنحـل جسمـي هـواك حتـى
|
كأنــه خصــرك النحيــل
|
غصن من البان حيـث مالـت
|
ريـح الخزامـى بـه يميــل
|
يسطـو علينـا بغنـج لحــظ
|
كأنــه مرهــف صقيـــل
|
كمـا سطـت بالحسيـن قـوم
|
أراذل مــا لهــم أصــول
|
يا أهـل كوفـان لـم غدرتـم
|
بــه وأنتــم لــه نكــول
|
أنتـم كتبتــم إليــه كتبــا
|
وفــي طوياتــه دخـــول
|
قتلتمــوه بهـــا فريـــدا
|
يـا بأبـي المفــرد القتيــل
|
ما عذركـم فـي غـد إذا مـا
|
قامـت لـدى جـده الذحــول
|
أنا ابـن منصـور لـي لسـان
|
علـى ذوي النصـب يستطيـل
|
ما الرفض دينـي ولا اعتقـادي
|
لكننــي عنــه لا أحـــول
|
أترى أراك وأنت في دست العلى
|
كالبـدر فـي هالاتـه المتهللـة
|
فهناك انشر من مدائحـك التـي
|
شهدت بها سور القرآن مرتلـه
|
وأجيل عيني في علـاك ناظـرا
|
فأخيط منه على الثنا ما فصلـه
|
يا بن النبي وتلك أشرف رتبـة
|
كانت من الله المهيمـن منزلـه
|
أن المدائح في ثنـاك وإن أتـت
|
غاياتهـا وقفـا أراهـا مجملـة
|
وقانـا نفحـة الرمضــاء واد
|
سقاه مضاعف الغيـث العميـم
|
نزلنـا روضـه فحنـا علينـا
|
حنو المرضعات علـى الفطيـم
|
وأرشفنـا علـى ظمـأ مـرارا
|
ألـذ مـن المدامــة للنديــم
|
يراعـي الشمـس أنـى قابلتنـا
|
فيحجبهـا ويــؤذن للنسيــم
|
تروع حصاه حاليـة العـذارى
|
فتلمـس جانـب العقـد النظيـم
|
فأعملت فيكم كل هوجاء جسـرة
|
ذمول السرى تقتاد في كل مقتاد
|
أجوب بها بيد الفلا وتجوب بـي
|
إليك وما لي غير ذكراك من زاد
|
فلما تراءت سر من رآ تجشمت
|
إليك تعوم الماء في مفعم الوادي
|
فآدت إلي تشتكي ألـم السـرى
|
فقلت اقصري فالعزم ليس بمنآد
|
إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا
|
فحسبك من هاد يشير إلى هادي
|
مقاويل إن قالوا بها ليل إن دعوا
|
وفـاة لميعـاد كفـاة لمرتــاد
|
إذا أوعدوا أعفوا وإن وعدوا وفوا
|
فهل أهل فضل غير وعد وإيعاد
|
كرام إذا ما أنفقوا المال أنفـدوا
|
وليـس لعلـم أنفقـوه بإنفــاد
|
ينابيع علم اللـه أطـواد دينـه
|
فهل من نفاد إن علمت لأطـواد
|
نجوم متى نجم خبـا مثلـه بـدا
|
فصلى على الخابي المهيمن والبادي
|
عباد لمولاهـم موالـي عبـاده
|
شهود عليكم يوم حشر وإشهـاد
|
هم حجج الله اثنتي عشـر متـى
|
عددت فثاني عشرهم خلف الهادي
|
بميلاده الأنباء جـاءت بشيـرة
|
فأعظـم بمولـود وأرك بميلـاد
|
أما قال إن اليوم أكملـت دينكـم
|
وأتممت بالنعماء منـي عليكـم
|
وقال أطيعوا اللـه ثـم رسولـه
|
تفوزوا ولا تعصوا أولي الأمر منكم
|
وقام رسول الله في خـم قائـلا
|
وكـل لـه مصـغ فـلا يتكلـم
|
علـي وصيـي فاتبعـوه فإنـه
|
وليكم بعـدي إذا غبـت عنكـم
|
من ذا يساميه بمجد ولـم يـزل
|
يقول سلوني ما يحـل ويحـرم
|
سلوني ففي جنبي علـم ورثتـه
|
عن المصطفى ما فاه مني به الفم
|
سلوني عن طرق السموات إنني
|
من سلوك الطرق في الأرض أعلم
|
فلو كشف الله الغطا لم أزد بـه
|
يقينا على ما كنت أدري وأفهـم
|
وابن كزوج الطهر فاطمة أبـو
|
الشهيدين أبناء الرسول وهم هـم
|
هم باهلوا نجران من داخل العبا
|
فعاد المبادي عنهم وهـو مفحـم
|
وأقبل جبريـل يقـول مفاخـرا
|
لميكال من مثلي وقد صرت منهم
|
فمن مثلي في العالمين وقد غـدا
|
لهم سيد الأملاك جبريل يخـدم
|
وكنت أمضي العزيـم مرتحـلا
|
متسفـا فيـه قــوة العيــس
|
لمشهـد بالزكــاء ملتحــف
|
وبالثنــا والسنــا مأنــوس
|
يا سيدي وابن سـادة ضحكـت
|
وجوه دهري من بعـد تعبيـس
|
لما رأيت النواصـب انتكسـت
|
راياتهـا فـي ضمـان تنكيـس
|
صدعت بالحـق فـي ولائكـم
|
والحق قد كان غيـر منحـوس
|
يا ابن النبـي الـذي بـه قمـع
|
الله ظهـور الجبابـر الشـوس
|
وابن الوصي الذي تقدم في الفض
|
ل علـى البــزل القناعيــس
|
وحائـز الفخـر فيـر منتقـص
|
ولابـس الفخـر غيـر تلبيـس
|
إن بني النصب كاليهـود وقـد
|
يخلـط تهويدهــم بتمجيــس
|
عالمهــم عندمــا أباحثــه
|
في جلد ثور أو مسك جامـوس
|
إذا تأملــت شــؤم جبهتــه
|
وجدت فيهـا اشتـراك إبليـس
|
لـم يعلمـوا والـأذان يرفعكـم
|
صـوت أذان أم قـرع ناقـوس
|
أنتـم حبـال اليقيـن أعلقهــا
|
ما وصل العمر حبـل تنفيـس
|
كـم فرقـة فيكــم تكفرنــي
|
ذللــت هاماتهــا بفطيــس
|
قمعتهـا بالحجـاج فانخذلــت
|
تجفـل عنـي بطيـر منحـوس
|
إن ابـن عبـاد استجـار بكـم
|
فما يخاف الليوث فـي الخيـس
|
وكقصة الأفعى التي فـي خفـه
|
كمنت ومنها يصـرف النابـان
|
رقشاء تنفث بالسمـوم ضئيلـة
|
صمـاء عاديـة لهـا قرنــان
|
لمـا تيمـم لبسـه ألـوى بـه
|
في الجو منقض مـن الغربـان
|
حتى إذا ارتفعت به وتصعـدت
|
أهـوى كمثـل مكائـد حـران
|
فهوى هوي الريح بين فروجـه
|
متقطعا غلقـا علـى الصـوان
|
طال الثواء على منازل أقفـرت
|
من بعد هند والربـاب وزينـب
|
أدم حللـن بهـا وهـن أوانـس
|
كالعين ترعى في مسالك اهضب
|
يضحكن من طرب بهن تبسمـا
|
عن كل أبيض ذي غروب أشنب
|
حور مدامعهـا كـأن ثغورهـا
|
وهناً صوافي لؤلـؤ لـم تثقـب
|
أنس حللن بها نواعـم كالدمـى
|
من بين محصنة وبكر خرعـب
|
لعساء واضحة الجبيـن أسيلـة
|
وعث المـؤزر جثلـة المتنقـب
|
كنا وهن بنضـرة وغضاضـة
|
في خفض عيش راغد مستعذب
|
أيام لي في بطن طيبـة منـزل
|
عن ريب دهـر خائـن متقلـب
|
فهوى وصار إلى البلا بعد البنـا
|
وأزال ذلك صرف دهـر قلـب
|
ولقد حلفت وقلت قولا صادقـا
|
تاللـه لـم آثـم ولـم أتريـب
|
لمعاشر غلـب الشقـاء عليهـم
|
وهـوى أمالهـم لأمـر متعـب
|
من حمير أهل الشجاعة والنـدى
|
وقريش الغـر الكـرام وتغلـب
|
أين التطرب بالـولاء وبالهـوى
|
أإلى الكواذب من بـروق خلـب
|
أإلى أمية أم إلـى الشيـع التـي
|
جاءت على الجمل الحدبّ الشوقب
|
تهوى من البلد الحـرام فنبهـت
|
بعد الهدو كلاب أهـل الحـوأب
|
يحدو الزبير بها وطلحة عسكرا
|
يا للرجـال لـرأي أم مشجـب
|
ذئبان قادهمـا الشقـا، وقادهـا
|
للحين فاقتحما بها فـي منشـب
|
في روضة لحجا بهـا فتحملـت
|
منها على قتـب بإثـم محقـب
|
أم تـدبّ إلـى ابنهـا ووليهـا
|
بالمؤذيات لـه دبيـب العقـرب
|
أما الزبير فحاص حين بدت لـه
|
جأواء برق بالحديـد الأشهـب
|
حتى إذا أمن الحتوف وسما لـه
|
عار بأسمر من رماح الشرعـب
|
أثوى ابن جرموز عمير شلـوه
|
بالقاع منجـدلا كشلـو التولـب
|
وأعتر طلحة عند مختلف القنـا
|
عبل الذراع شديد أصل المنكـب
|
فاختـل حبـة قلبـه بمذلــق
|
ريان من دم جوفـه المتصبـب
|
والمارقون من الجماعة فارقـوا
|
باب الهدى وحيا الربيع المخصب
|
خير البرية بعد أحمد مـن لـه
|
مني الهوى وإلى بنيـه تطربـي
|
أمسي وأصبح معصما مني لـه
|
بهوى وحبل ولاية لـم يقضـب
|
ومودة خلص الـولاء لـه بهـا
|
مني وشاهد نصره لـم يعـزب
|
ردت عليه الشمـس لمـا فاتـه
|
وقت الصلاة وقد دنت للمغـرب
|
حتى تبلج نورهـا فـي وقتهـا
|
للعصر ثم هوت هوي الكوكـب
|
وعليه قد حبسـت ببابـل مـرة
|
أخرى وما ردت لخلق معـرب
|
إلا ليوشـع أو لـه مـن بعـده
|
ولردهـا تأويـل أمـر معجـب
|
ولقد سرى فيمـا يسيـر بليلـة
|
بعد العشاء بكربلا فـي موكـب
|
حتى أتـى متبتـلا فـي قائـم
|
ألقـى قواعـده بقـاع مجـدب
|
بانيه ليس بحيث يلقـى عامـرا
|
غير الوحوش وغير أصلع أشيب
|
في مدمـج زلـج أشـم كأنـه
|
حلقوم أبيض ضيق مستصعـب
|
فدنا فصاح به فأشـرف ماثـلا
|
كالنسر فوق شظية من مرقـب
|
هل قرب قائمـك الـذي بوأتـه
|
ماء يصب فقال ما من مشـرب
|
إلا بغاية فرسخيـن ومـن لنـا
|
بالماء بين نقـا وقـيّ سبسـب
|
فثنى الأعنة نحو وعث فاجتلـى
|
ملساء تبرق كاللجيـن المذهـب
|
قـال اقلبوهـا إنكـم إن تقلبـوا
|
ترووا ولا تروون إن لم تقلـب
|
فاعصوصبوا في قلبها فتمنعـت
|
منهم تمنع صعبـة لـم تركـب
|
حتـى إذا أعيتهـم أهـوى لهـا
|
كفا متى تـرد المغالـب تغلـب
|
فكأنهـا كـرة بكـف حـزور
|
عبل الذراع رحابها في ملعـب
|
قال اشربوا من تحتها متسلسـلا
|
عذبا يريد على الألـذ الأعـذب
|
حتى إذا شربوا جميعـا ردهـا
|
ومضى فخلت مكانها لم يقـرب
|
أعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل
|
في فضله وفعالـه لـم يكـذب
|
ليست ببالغة عشيرُ عشيـر مـا
|
قد كان أعطـاه مقالـة مطنـب
|
صهر النبي وجاره فـي مسجـد
|
طهر بطيبـة للرسـول مطيـب
|
سيان فيـه عليـه غيـر مذمـم
|
ممشاه إن جنبا وإن لـم يجنـب
|
وسرى بمكة حين بـات مبيتـه
|
ومضى بروعة خائف مترقـب
|
خير البرية هاربا مـن شرهـا
|
بالليل مكتتماً ولـم يستصحـب
|
باتوا يرون على الفراش ملفعـا
|
ويرون أن محمـدا لـم يذهـب
|
حتى إذا طلـع الشميـط كأنـه
|
في الليل صفحة خد أدهم مغرب
|
ثاروا لأخذ أخي الفراش فصادفت
|
غير الذي طلبت أكـف الخيـب
|
فوقاه بـادرة الحتـوف بنفسـه
|
حذرا عليه من العـدو المجلـب
|
حتى تغيب عنهـم فـي مدخـل
|
صلى الإله عليـه مـن متغيـب
|
وجزاه خير جزاء مرسـل أمـة
|
أدى رسالتـه ولــم يتهيــب
|
قالوا اطلبوه فوجهوا من راكـب
|
في مبتغاه وطالـب لـم يركـب
|
حتى إذا قصدوا لبـاب مغـاره
|
وجدوا عليه نسيج غزل العنكب
|
صنع الإله لـه فقـال زعيمهـم
|
ما في المغار لطالب من مطلـب
|
ميلوا وصدهم المليك ومن يـرد
|
عنه الدفـاع مليكـه لا يعطـب
|
حتى إذا أمن العيون رمـت بـه
|
خوص الركاب إلى مدينة يثرب
|
فاحتل دار كرامة فـي معشـر
|
آووه في سعة المحل الأرحـب
|
ولـه بخيـر إذ دعـاه لرايــة
|
ردت عليه هناك أكـرم منقـب
|
إذ جاء حاملهـا فأقبـل متعبـا
|
يهوي بها العدوي أو كالمتعـب
|
يهوي بها وفتى اليهـود يشلـه
|
كالثور ولى من لواحـق أقـرب
|
غضب النبي لهـا فأنبـه بهـا
|
ودعا أخا ثقـة لكهـل منجـب
|
رجلا كلا طرفيه من سام ومـا
|
حـام لـه بـأب ولا بأبـي أب
|
من لا يفر ولا يرى فـي نجـدة
|
إلا وصارمه خضيب المضـرب
|
فمشى بها قبل اليهـود مصممـا
|
يرجو الشهادة لا كمشي الأنكـب
|
تهتز في يمنى يـدي متعـرض
|
للموت أروع في الكريهة محرب
|
في فيلق فيـه السوابـغ والقنـا
|
والبيض تلمع كالحريق الملهـب
|
والمشرقيـة بالأكـف كأنهــا
|
لمع البروق بعـارض متحلـب
|
وذوو البصائر فوق كل مقلـص
|
ضد المراكل ذي سبيب سلهـب
|
حتى إذا دنـت الأسنـة منهـم
|
ورموا فنالهـم سهـام المقنـب
|
شدوا عليـه ليرجلـوه فردهـم
|
عنه بأسمـر مستقيـم الثعلـب
|
ومضى فأقبل مرحـب متذمـرا
|
بالسيف يخطر كالهزبر المغضب
|
فتخالسا مهـج النفـوس فأقلعـا
|
عن جري أحمر سائل من مرحب
|
فهوى بمختلـف القنـا متجـدلا
|
ودم الجبيـن بخـده المتتــرب
|
أجلى غوارسه وأجلـى رجلـه
|
عن مقعص بدمائـه متخضـب
|
فكـأن زوره العواكـف حولـه
|
من بين خامعة ونسـر أهـدب
|
شعث لعاطفـة دعـوا لوليمـة
|
أو يأسرون تخالسوا في منهـب
|
فاسأل فإنك سوف تخبر عنهـم
|
وعن ابن فاطمة الأغر الأغلـب
|
وعن ابن عبد الله عمـرو قبلـه
|
وعن الوليد وعن أبيه الصقعـب
|
وبني قريضة يوم فرق جمعهـم
|
من هاربين وما لهم من مهـرب
|
وموائليـن إلــى أزل ممنــع
|
راسي القواعد مشمخر حوشـب
|
رد الخيـول عليهـم فتخضبـوا
|
من بعد أرعن جحفل متحـزب
|
إن الضباع متـى تحـس بنبـأة
|
من صوت أشوس تقشعر وتهرب
|
فدعوا ليمضي حكم أحمد فيهـم
|
حكم العزيز على الذليل المذنـب
|
فرضوا بآخر كان أقرب منهـم
|
دارا فمتـوا بالجـوار الأقـرب
|
قالوا الجوار من الكريم بمنـزل
|
يجري لديـه كنسبـة المتنسـب
|
فقضى بما رضي الإله لهم بـه
|
بالحرب والقتل الملح المخـرب
|
قتل الكهول وكل أمـرد منهـم
|
وسبى عقائـل بدنـا كالربـرب
|
وقضى عقارهم لكـل مهاجـر
|
دون الألى نصروا ولـم يتهيـب
|
وبخـم إذا قـال الإلـه بعزمـة
|
قم يا محمد بالولايـة فاخطـب
|
جعـل الولايـة بعـده لمهـذب
|
ما كان ليجعلهـا لغيـر مهـذب
|
وله مناقب لا ترام متـى يـرد
|
ساع تنـاول بعضهـا بتذبـذب
|
إنـا نديـن بحـب آل محمــد
|
دينا ومـن يحببهـم يستوجـب
|
منا المودة والولاء ومـن يـرد
|
بدلا لـآل محمـد لـم يحبـب
|
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يـرد
|
حوض الرسول وإن يرده يضرب
|
ضرب المحاذر أن يعر ركابـه
|
بالسوط سالفة البعيـر الأجـرب
|
وكأن قلبي حين يذكـر أحمـدا
|
ووصي أحمد نيط من ذي مخلب
|
يذر القوادم من جنـاح مصعـد
|
في الجو أو يذري جناح مصوب
|
هبة ومـا يهـب الإلـه لعبـده
|
يزدد ومهما لم يهـب لا يوهـب
|
يمحو ويثبت ما يشـاء وعنـده
|
علم الكتاب وعلم ما لـم يكتـب
|
ولقد طعنت الليل فـي إعجـازه
|
بالكأس بين غطـارف كالأنجـم
|
يتمايلون علـى النعيـم كأنهـم
|
قضب مـن الهنـدي لـم تتثلـم
|
وسعى بها الظبي الغرير يزيدها
|
طيبا ويغشمهـا إذا لـم تغشـم
|
فـإذا أدارتهـا الأكـف رأيتهـا
|
تثني الفصيح إلى اللسان الأعجم
|
وعلى بنـان مديرهـا عقيانـه
|
من كسبها وعلى فضول المعصم
|
إقر السلام على قبر بطوس ولا
|
تقري السلام ولا النعمى على طوس
|
فقد أصاب قلوب المسلمين بهـا
|
روع وفرخ فيهـا روع إبليـس
|
اختلست راحـة الدنيـا وسيدنـا
|
فأي مختلـس منـا ومخلـوس
|
ما زال مقتبسا من نـور والـده
|
إلى النبي ضياء غيـر مقبـوس
|
في منبت نهضت فيه فروعهـم
|
بشاهق في بطاح الملك مغروس
|
فالفرع لا يرتقي إلا علـى ثقـة
|
من القواعـد والدنيـا لتأسيـس
|
إلى الله أشكو وقع دهياء معضل
|
يشب لظى نيرانهـا بالضمائـر
|
يعز علـى الإسلـام أن حماتـه
|
تئن لهم حزنـا قلـوب المنابـر
|
يعز على الدين الحنيفي أن غدت
|
معارفـه مطموسـة بالمناكـر
|
يعز على الأشراف أن عميدهـا
|
يغيب بعين الله عن كـل ناظـر
|
يعز علـى المختـار أن أميـة
|
رمت ولده ظلما بأدهى الفواقـر
|
يعز علـى الكـرار أن رجالـه
|
أبيدوا بأطراف القنـا والبواتـر
|
عجبت لشمي كورت من بروجها
|
وبدر علا قد غاب بين الحفائـر
|
عجبت لذي الأفلاك لم لا تعطلت
|
وغيب من آفاقهـا كـل زاهـر
|
عجبت لذي الإبحار لم لا تغورت
|
وغيض من أمواجها كل زاخـر
|
عجبت لذي الأطواد لم لا تصدعت
|
وهدم من أركانهـا كـل عامـر
|
ومن عجب أن يمنع البسط ورده
|
وفيض يديه كالبحور الزواخـر
|
ومن عجب أن تكسف الشمس وجهه
|
وقد كان بدرا مشرقا في الدياجر
|
يا بـن عـم النبـي أي معـال
|
لك في أرفـع المدائـح تذكـر
|
بعدمـا أنـزل الإلـه كتابــا
|
فيك لا يستطـاع للقـوم ينكـر
|
وثنـاه النبـي فيـك فأبــدى
|
يـوم خـم ثنـا أثـاب وبكـر
|
هو في مطعم المعاديـن صـاب
|
وبطعـم الـذي يـودك سكـر
|
أي فضل يزويـه عنـك معـاد
|
أو تزوى شمس الضحى لو تفكر
|
كـذب العادلـون فيـك وقالـوا
|
قول زور بهـم يحـاط ويمكـر
|
قد أتوا منكـرا فحسبهـم اللـه
|
تعالـى يـوم اللقـاء ومنكــر
|
بزغت فلاح البشر من طلعاتهـا
|
والسعد مكتوب علـى جبهاتهـا
|
بيض كواعب في شتيت ثغورها
|
قد كان للعشّـاق جمـع شتاتهـا
|
وافت كأمثـال الظّبـاءة بينهـا
|
ذات الدّلال دلالهـا مـن ذاتهـا
|
نجديّــة بدويّــة أجفانهــا
|
سرقت من الآرام لحظ مهاتهـا
|
نشرت علـى أكتافهـا وفراتهـا
|
شمس سمات الحسن دون سماتها
|
ورق الهنا صدحت على أغصانها
|
وتجاوبت بالبشر فـي ألحانهـا
|
والرّوض من نعمان باكره الحيا
|
وسرى النّسيم الغضّ في نعمانها
|
فطفقت أقطف من ورود رياضها
|
وأشمّ نشر الشّيح مـن كثبانهـا
|
ولقد مررت على ملاعب رامـة
|
فتشوّقت نفسـي إلـى جيرانهـا
|
وبعثت طرفي في رياض المنحنى
|
فرأى فنون الغنج من غزلانهـا
|
ومطاعة فينـا الفـؤاد يجيبهـا
|
لـو أنّهـا أومـت لـه ببنانهـا
|
قد أرسلت فوق المتون غدائـراً
|
الله في العشّـاق مـن ثعبانهـا
|
ليس يدري بكنه ذاتك مـا هـو
|
يـا بـن عـمّ النبـيّ إلا اللـه
|
ممكـن واجـب قديـم حديـثٌ
|
عنك تنفـى الانـداد والأشبـاه
|
لك معنى أجلى من الشمس لكـن
|
خبط العارفـون فيـه وتاهـوا
|
أنت في منتهى الظّهـور خفـى
|
جلّ معنـى علـاك مـا أخفـاه
|
صعدوا نحـو أوجـه خطـرات
|
الوهم وهمـاً فكـلّ دون مـداه
|
قلت للقائليـن فـي أنـك اللـه
|
استقيمـوا فاللـه قـد ســوّاه
|
هـو مشكـاة نـوره والتجلّـي
|
سـر قـدس جهلتهـم معنــاه
|
قد براه من نـوره يـوم خلـق
|
الخلـق طـراً وباسمـه سمّـاه
|
وجـاء بكـلّ فضـل عظيــم
|
وبمقـدار مـا حبـاه ابتلــاه
|
كانت النّاس قبلـه تعبـد الطـا
|
غوت ربا والجبـت فيهـم إلـه
|
ونبي الهدى إلى اللـه يدعوهـم
|
ولا يسمعــون منــه نــداه
|
سله لما هاجـت عليـه قريـشٌ
|
مـن وقـاه بنفســه وفــداه
|
من سـواه لكـلّ وجـه شديـد
|
عنه قد ردنا كـلا مـن سـواه
|
لو رأى مثله النبي لمـا وخـاه
|
حيــا وبعـــده وصـــاه
|
قام يوم الغدير يدعـو ألا مـن
|
كنـت مولـى لـه فـذا مولـاه
|
ما ارتضـاه النبـي مـن قبـل
|
النفس ولكنمـا الإلـه ارتضـاه
|
ولسـت بقائـل قـولا لأحظـى
|
بأمـر لا يصدقــه فعالــي
|
وما التقصير مـا علمـت معـد
|
وأسبـاب الدنيـة مـن خلالـي
|
وأكرم ما تكـون علـي نفسـي
|
إذا ما قل فـي اللزبـات مالـي
|
فتحسن صورتي وأصون عرضي
|
وتجمل عند أهل الذكـر حالـي
|
وإن نلت الغنى لـم أغـل فيـه
|
ولم أخصص ليجفوني الموالـي
|
وقد أصبحـت لا أحتـاج فيمـا
|
بلوت من الأمـور إلـى سـؤال
|
وذلـك أننـي أدبـت نفســي
|
وما حلت الرجال ذوي المحـال
|
إذا ما المرء قصر - ثمّ مـرّت
|
عليه الأربعون - عن الرجـال
|
ولـم يلحـق بصالحهـم فدعـه
|
فليس بلاحـق أخـرى الليالـي
|
أبا موسى جـزاك اللـه خيـرا
|
عراقك إن حظك فـي العـراق
|
وإن الشّام قـد نصبـوا إمامـا
|
من الأحزاب معـروف النفـاق
|
وإنـا لا نـزال لهـم عــدواً
|
أبا موسـى إلـى يـوم التلـاقِ
|
فلا تجعل معاويـة بـن حـرب
|
إمامـا مـا مشـت قـد بسـاق
|
ولا يخدعك عمـرو إن عمـرا
|
أبـا موسـى تحامـاه الرواقـي
|
فكن منه علـى حـذر وانهـج
|
طريقك لا تـزل بـك المراقـي
|
لأنك في الغيب قبـل المجـيء
|
(بجبهته كنـت نـورا تضـيء
|
كما ضاء تاج على مفرق)
|
علـاك وجـودا لــه سببــا
|
كـذاك سجـودا لـه أوجبــا
|
ومن قد أبى بالشقاء اجتبى (لذاك إبليس غداة أبى
|
سجودا له بعد طرد شقي)
|
بـراك الإلـه سنــا ملكــه
|
تشعشـع كالعقـد فـي سلكـه
|
فأنقــذت آدم مــن هلكــه
|
(ومع نوح إذ كنـت فـي فلكـه
|
نجا ومن فيه لم يغرق)
|
أضاء سنـا نـورك المستطيـل
|
لمن في نواحي السما من قبيـل
|
وجلــل آدم فيــه الجليــل
|
(وخلل نـورك صلـب الخليـل
|
فبات وبالنار لم يحرق)
|
لقد كنـت أزكـى نبـي أميـن
|
وآدم مـا بيـن مـاء وطيــن
|
تقلبت فـي الذكـر بالراكعيـن
|
(ومنك القلـب فـي الساجديـن
|
به الذكر أفصح بالمنطق)
|
رقيـت لأعلـى مقـام العـلاء
|
فجاوزت في فضلـك الأنبيـاء
|
أما والذي شاء سمـك السمـاء
|
(سواك مع الرسل فـي إيليـاء
|
مع الروح والجسم لم يلتق)
|
حببت مـن الفضـل فـي فـذه
|
فكـل النبييــن لــم تحــذه
|
وقد أوثـق العهـد مـن نبـذه
|
(فجئت مـن اللـه فـي أخـذه
|
لك العهد منهم على موثق)
|
فأنـت زعيـم لـواء الثنــاء
|
وفي ظـل إعـزازك الأنبيـاء
|
لهم عن لـواء سـواك التـواء
|
(وفي الحشر للحمد ذاك اللـواء
|
على غير رأسك لم يخفق)
|
ولمـا عرجـت لمولـى الأنـام
|
إلى قاب قوسيـن كـان المـرام
|
لذلـك لـم تعـد ذاك المقــام
|
(وعن غرض القرب منك السهام
|
لدى قاب قوسين لم تمرق)
|
عن الحق كم قد كشفت الغطـاء
|
وعن كل عين رفعـت الغشـاء
|
أما والذي فيـك مـد الضيـاء
|
(لقد رمقت فيك عيـن العمـاء
|
وفي غير نورك لم ترمق)
|
خلقــت لأجفانهــا مطبقــا
|
فعــدت بإنسانهــا محدقــا
|
ومثل المرايـا صنعـت رونقـا
|
(فكنــت لمرآتهــا زئبقــا
|
وفو المرايا من الزئبق)
|
أما والذي فيك أولـى السعـود
|
وأنشـأ وجـود للنـاس جـود
|
لقد أظهر الدهـر فيـك الـودود
|
(لولـاك لأنظـم هـذا الوجـود
|
من العدم المحض في مطبق)
|
ولولا وجودك ما اخضر عـود
|
ولا قـام للديـن يومـا عمـود
|
ولا رأت الغيب عيـن الشهـود
|
(ولا شـم رائحــة للوجــود
|
وجود بعرنين مستنشق)
|
ولا قــد أعــدت لتمهيــده
|
يـدا لصنـع آبــاء تعديــده
|
ولا الأمهـــات لتوليــــده
|
(ولولــاك طفــل مواليــده
|
بمهد العناصر لم ينعق)
|
وإن السماء والثرى فـي الـأزل
|
بك اللـه صانهمـا مـن خلـل
|
برتـق وفتـق وعقـد وحــل
|
(ولولاك رتـق السمـاوات وال
|
أراضي لك الله لم يفتق)
|
ولولـاك مـا صـورت خلقنـا
|
يد الصنـع وابتدعـت صنعنـا
|
ولا خفضت مـن ثـرى تحتنـا
|
(ولولـاك مـا رفعـت فوقنـا
|
يد الله فسطاط استبرق)
|
ولا خلقـت لـج يـم يمــوج
|
ولا فكـاً جــزوه بالعــروج
|
ولا نظمـت فيـك درا أجـوج
|
(ولا نثرت كـف ذات البـروج
|
دنانير في لوحها الأزرق)
|
ولم تتراء السمـاء بحـر مـاء
|
لثاليـه يسطـع منهـا الضيـاء
|
ولا كالسفينـة صـارت ذكـاء
|
(ولا طاف من فوق موج السماء
|
هلال تقوس كالزورق)
|
ولا الروض ماس بأسنى حلـل
|
ولا الزهـر مـد فمـا للقبــل
|
ولا رضع الطـل تـاج القلـل
|
(ولولاك مـا كللـت وجنـة ال
|
بسيطة أيدي الحيا المغدق)
|
ولا أرضعت درهـا الغاديـات
|
بنـات النبـات بمهـد الفلــاة
|
ولم تنض ثوب الثرى الغانيـات
|
(ولا كست السحب طفل النبـات
|
من اللؤلؤ الرطب في بخنق)
|
ولا خيمـت ديمـة فـي ربـى
|
ولا برزت حورهـا مـن خبـا
|
ولا رقت بنـت نبـت الصبـا
|
(ولا اختال نبت ربى فـي قبـا
|
ولا راح يرفل في قرطق)
|
فلولاك ما كان سـت الجهـات
|
ولا دار قطب رحـى الكائنـات
|
ولا اخضر دوح رجـاء العفـاة
|
(ولولاك غصن نقا المكرمـات
|
وحق أياديك لم يورق)
|
ألانـت قنـاك القلـوب الغلـاظ
|
من الشرك إذ خزرت باللحـاظ
|
فقـام بهـا لحفــاظ عكــاظ
|
(ولولاك سوق عكـاظ الحفـاظ
|
على حوزة الدين لم تنفق)
|
علـوت السمـا فعـلا هامهـا
|
وزاد بمـــرآك أعظامهـــا
|
فشعـت بجسمـك أجسامهــا
|
(وسبـع السمـوات أجرامهــا
|
لغير عروجك لم تخرق)
|
فـآدم فيـك نجـا إذ عصــى
|
وعيسـى بمعجـزه خصصــا
|
وداود فيـك رمـى بالحصــا
|
(ولولـاك مثعنجـر بالعصــا
|
لموسى بن عمران لم يفلق)
|
فكم للسمـاوات حجبـا خرقـت
|
وكم قد فتقت وكـم قـد رتقـت
|
وجبريل بالسير كم قـد سبقـت
|
(وأسرى بك الله حتـى طرقـت
|
طرائق بالوهم لم تطرق)
|
نزلت بصلب رسـول رسـول
|
وفقت بأصلك أزكـى الأصـول
|
فأهبطك اللـه لا عـن خمـول
|
(ورقاك مولـاك بعـد النـزول
|
على رفرف حف بالنمرق)
|
لقـد عقمـت بعـد المهــات
|
فما وضعت شبهـك الحاملـات
|
فإن علقت في المدى المحصنات
|
(بمثلـك أرحامهـا الطاهـرات
|
من النطف الغر لم تعلق)
|
خلقـت وذا الدهـر لـم يخلـق
|
ونطفــة آدم لــم تعلـــق
|
فجاوزت سبقـا مـدى الأسبـق
|
(أيـا لاحقـا قـط لـم يسبـق
|
ويا سابقا قط لم يلحق)
|
صعدت علـي بالعلـى حائطـا
|
غدا عنه هـام السمـا ساقطـا
|
ومذ كنت عـن هابـط شاحطـا
|
(تصوبت مـن صاعـد هابطـا
|
زارني الليل قد أرخـى الستـارا
|
بدر تـم غـادر الليـل نهـارا
|
فارسـي ليـس يـدري ذممـا
|
لا ولا يرعى عهـودا وذمـارا
|
فـإذا مـا حاولـت منـه قبلـة
|
هز لـي الجيـد دلـالا ونفـارا
|
وإذا ما قلت: صلني، قال لـي:
|
قد عددنا صلة الأعراب عـارا
|
يوسفـي الحسـن لمـا أن بـدا
|
قطـع الأيـدي يمينـا ويسـارا
|
ليبك على الإسلام من كان باكيا
|
فقد ضيعت أحكامـه واستحلـت
|
غداة حسيـن والرمـاح تنوشـه
|
وقد نهلت فيه السيـوف وعلـت
|
وغودر في الصحراء لحما مبددا
|
عليه عتاق الطير باتت وظلـت
|
فما نصرته أمة السوء إذ رعـا
|
لقد طاشت الأحلام منها وضلت
|
بلا قد محوا أنوارهـم بأكفهـم
|
فلا سلمت تلك الأكـف وشلـت
|
وناداهـم جهـدا بحـق محمـد
|
فإن ابنه من نفسه حيـث حلـت
|
فما حفظوا حزب الرسول ولا رعوا
|
وزلت به أقدامهـم واستنزلـت
|
أذاقته حـر القتـل أمـة جـده
|
هفت نعلها في كربـلاء وزلـت
|
فلا قدس الرحمن هاتيـك أمـة
|
وإن هي صامت للإله وصلـت
|
كما فجعت بنت الرسول بنسلهـا
|
وكانوا كماة الحرب حين استقلت
|
أنا ابن نما إما نطقت فمنطقـي |
فصيح إذا ما مصقع القوم أعجما |
وإن قبضت كف امرئ عن فضيلة |
بسطت لها كفا طويلا ومعصمـا |
بنى والـدي نهجا إلى ذلك العلى |
وأفعاله كانت إلى المجد سلما |
كبنيان جدي جعفر خير ما جـد |
فقد كان بالإحسان والفضل مغرما |
وجد أبي الحبر الفقيه أبي البقـا |
فما زال في نقل العلـوم مقدمـا |
يود أناس هدم ما شيـد العلـى
|
وهيهات للمعـروف أن يتهدمـا
|
يروم حسودي نيل شأوي سفاهة
|
وهل يقدر الإنسان يرقى إلى السما
|
أضحت منازل آل البسط مقويـة
|
من الأنيس فمـا فيهـن سكـان
|
باؤوا بمقتله ظلما فقـد هدمـت
|
لفقده من ذرى الإسلـام أركـان
|
رزية عمـت الدنيـا وساكنهـا
|
فالدمع من أعين الباكيـن هتـان
|
لم يبق من مرسل فيها ولا ملـك
|
إلا عرتـه رزيـات وأشجـان
|
واسخطوا المصطفى الهادي بمقتله
|
فقلبه من رسيس الوجـد ملـآن
|
لعمر العلى هذا هو الطود في الورى
|
وذا صعقا موسى بساحته خـرا
|
وماء دجلة الخضراء يمنى ويسرة
|
سوى يده البيضا جرت مننا حمرا
|
وتلك عصا موسى أقيمت بجنبه
|
وقد طلبت أقصى جوانبها بشـرا
|
فكيف بها فـذا تـراءت ثمانيـا
|
أسحرا وحاشا أنها تلقف البحـر
|
أم العرش يغشى الطود فوق قوائم
|
كما عدها في الذكر فاستنطق الذكرا
|
وحسب ابن لاوي بابن جعفر في العلى
|
إذا ما حكاه أن ينال بـه فخـرا
|
فإن يك في هرون قد شـد أزره
|
فقد شد موسى بالجواد لـه أزرا
|
جواد يمير السحب فيض يمينـه
|
على أن فيض البحر راحته اليسرى
|
ضمين بعلم الغيب ما ذر شارق
|
ولا بارق إلا وكـان بـه أدرى
|
تظل العقول العشر من دون كهنه
|
حيارى كأن الله أودعـه سـرا
|
أجل هو سر الله والآيـة التـي
|
بها نثبت الإسلام أو نكفر الكفرا
|
إمام يمد الشمس نورا فإن تغـب
|
كسى بسنا أنواره الأنجم الزهـرا
|
هي الدار تستسقيك مدمعك الجاري
|
فسقيا فخير الدمع ما كان للـدار
|
ولا تستضع دمعا تريق مصونه
|
لعزته ما بيـن نـؤي وأحجـار
|
فأنت امرؤ قد كنت بالأمس جارها
|
وللجار حق قد علمت على الجار
|
عشوت إلى اللذات فيها على سنا
|
سناء شموس ما يغبـن وأقمـار
|
فأصبحت قد أنفقت طيب ما مضى
|
من العمر منها بين عون وأبكار
|
وفج كما شاء المجـال حشوتـه
|
بعزمة عواد على الهول كـرار
|
تمرس بالأسفار حتـى تركنـه
|
لدقته كالقـدح أرهفـه البـاري
|
إلى ماجد يعزى إذا انتسب الورى
|
إلى معشر بيض أماجـد أخيـار
|
ومضطلع بالفضل زر قميصـه
|
على كنز آثار وعيبـة أسـرار
|
سمي النبي المصطفـى وأمينـه
|
على الدين في إراد حكم وإصدار
|
به قام بعد الميل وانتصبت بـه
|
دعائم قد كانت على جرف هار
|
ومنتظر مـا أخـر اللـه وقتـه
|
لشيء سوى إبراز حق وإظهـار
|
له عزمة تثني القضـاء وهمـة
|
تؤلف بين الشاة والأسد الضاري
|
أبا القاسم انهض واشف منا عصابة
|
قضى وطرا من ظلمها كل كفار
|
إلى مَ وحتى مَ المنـى فرجاؤنـا
|
سحائب قد أظللنـا دون أمطـار
|
فيا بن الأولى أثنى الوصي عليهم
|
بما ليس يثني وجهه يـد إنكـار
|
لا ثقلت ظهري بالصنيع فلم أكد
|
أنـوء بأعبـاء ثقلـن وأوقـار
|
وكلفتني جريـا وراءك بعدمـا
|
بلغت مكانا دونه يقف الجـاري
|
فجشمتنيهـا خطـة لا ينالهــا
|
توثب مستوفي الجناحين طيـار
|
وأين مجـاراة السكيـت مجليـا
|
تناول شأو السبق في كل مضمار
|
جهلت على معروف فضلي ولم يكن
|
سواك من الأقوام يعرف مقداري
|
على أنه لم يبـق فيمـا أظنـه
|
من الأرض قطر لم تطبقه أخباري.
|
برغم العوالي والمهنـدة البتـر
|
دماء أراقتهـا سبيطيـة البحـر
|
ألا قد جنا بحر البلـاد وتوبلـي
|
علي بما ضاقت به ساحة القصر
|
فويل بني سن بن أفصى وما الذي
|
رمتهم به أيدي الحوادث من وتر
|
دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى
|
على حد ناب للعـدو ولا ظفـر
|
تحامته أطراف القنا وتعرضـت
|
له الحوت يا بؤس الحوادث والدهر
|
معاهدهم في الأبرقيـن هوامـد
|
رزقن عهاد المزن تلك المعاهـد
|
وقفت بها والوحش حولي كأنني
|
بهن مليك حوله الجنـد حاشـد
|
أسرح في أكنافها الطرف لا أرى
|
سوى أشعث شجته أمس الولائـد
|
وإلا ثلاثـا كالحمائـم جثمــا
|
ونؤيا عفته الذاهبـات العوائـد
|
أناشدها عن أهلها وهي لم تحـر
|
جوابا وهل يستنشد العجم ناشـد
|
لك الخير لا تذهب بحلمك دمنـة
|
عفاها البلا واستوطنتها الأوابـد
|
ولكن هلم الخطب في رزء سيـد
|
قضى ظمأ والماء جار وراكـد
|
كأني بهم بحـر الوغـا وكأنـه
|
لواردهم عذب المجاجـة بـارد
|
إذا اعتقلوا سمر الرماح وجردوا
|
سيوفا أعارتها البطون الأسـاود
|
فليس لها إلا الصـدود مراكـز
|
وليس لهـا إلا النحـور مغامـد
|
هي الدار ما بين اللوى فالنوائـج
|
سقتها مصونات الدموع السوافح
|
وحي ثراها بعدما غيـر البـلا
|
محاسنها هوج الريـاح النوائـح
|
وقفت بها صحبي أسائل ربعهـا
|
متى عهده من شاحط الدار نازح
|
فمن بائح في حبه غيـر كاتـم
|
ومن كاتم من شوقه غير بائـح
|
خبير بها أن لا جـواب لسائـل
|
ولكن وجدا هاج بيـن الجوانـح
|
فيا دارهم أين استقلت يد النـوى
|
بهم فغدوا ما بين غـاد ورائـح
|
وأين الأولى تزهو بهم أربع اللوى
|
فأضحت بوارا بين باك ونائـح
|
فلا الدمع من فقد الأحبة جامـد
|
ولا السقم من بعد الخليط بنـازح
|
تلاعبن بي الأيام حتى تركننـي
|
أنوء بأحداث الزمـان الفـوادح
|
فما لي وللدنيا ينال بهـا الغنـى
|
دني وكدحي عندها غير رابـح
|
وينعم فيها كـل أرعـن جاهـل
|
وأنه منها بعد طي الصحاصـح
|
تمر الليالي ليس أمـري بنافـذ
|
ولا مطلبي يوما لديهـا بناجـح
|
ولا زمني عز ولا العيش لي به
|
أنيق ولا مـا أرتجيـه بصالـح
|
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
|
إذا جد في نيل العلى والمدائـح
|
واقتادها ظمئى النفوس إلى العلا
|
على سابح بحر الوغى أثر سابح
|
فلا رمت أسباب المعالي ولا رقا
|
بي الشرف الأقصى على كل طامح
|
إذا لم أقف مرمى الأسنة مثلمـا
|
غدا ابن علي بين بيض الصفائح
|
يصول بعزم ما الحسـام ببالـغ
|
مداه ولا سمـر القنـا بملامـح
|
وأبض مثل البرق لو شاهد الردى
|
لأرداه واجتاحته أيدي الجوائـح
|
سل عن أهيل الحي سكان النقى
|
أمغربـا قـد ييمـوا أم مشرقـا
|
يقدح زند الشوق فـي قلبـي إذا
|
ذكرت في زرود ما قـد سبقـا
|
وفي لهيـب لوعتـي وعبرتـي
|
أكـاد أن أحـرق أو أن أغرقـا
|
ما أومض البرق بأكناف الحمى
|
من أرضهـم إلا وقلبـي خفقـا
|
ولا انبرت ريح الصبا من نحوهم
|
إلا شممت مـن شذاهـا عبقـا
|
من ناشد لي بالركـاب مهجـة
|
قد تبعت يـوم الرحيـل الأينقـا
|
عهدتهـم أسيـرة فـي حيهـم
|
فمن لهـا يـوم المسيـر أطلقـا
|
يا أيهـا الغـادون منـي لكـم
|
شوقا أذاب الجسـم منـي قلقـا
|
أبقيتـم مضناكـم لا يرتجــى
|
لـه الشفـا ولا تسليـه الرقـا
|
لو يحمد الدمع على غيـر بنـي
|
أحمد منه الدمع حزنا مـا رقـا
|
القاتليـن المحـل إن تتابعــت
|
شهـب السنيـن جمعـا وفرقـا
|
والقائدين الجيش يمـلأ الغضـا
|
رعبا وسكـان البسيـط رهقـا
|
الباذليـن فـي الإلـه أنفســا
|
لأجلها ما فـي الوجـود خلقـا
|
إذا ذكرت كـرب يـوم كربـلا
|
تكاد نفسـي حزنـا أن تزهقـا
|
جـل فهـان كـل رزء بعـده
|
يأتي وأنسـى كـل رزء سبقـا
|
ما سئموا ورد الردى ولا اتقـوا
|
بـأس العـدا ولا تولـوا فرقـا
|
حتى تفانوا والأسى فـي بـارق
|
به التقى الدين الحنيـف والتقـى
|
فكم خليل في بنـي أحمـد ألفـا
|
ه بنار الحـرب نمـرود الشقـا
|
وكم كليـم قـد تجلـت للـورى
|
أنواره مذ خـر يهـوي صعقـا
|
وكم ذبيـح مـن بنـي فاطمـة
|
يرى القنا في رأيه عيـن البقـا
|
غص بهم فم الردى من بعدمـا
|
كان بهم وجه الزمـان مشرقـا
|
يا غيرة الرحمن حتى مَ النـوى
|
غار التصبر واستخـف الثـار
|
فمتى أراك بفيلـق مـن دونـه
|
تهوى النفوس وتخطف الأعمار
|
في معشر إن لاح بارق بيضهـم
|
ماجت له الأقطـار والأمصـار
|
وفوارس خطبت نفوسهم العلـى
|
ولهـا رؤوس الدارعيـن نثـار
|
فالأرض خيل والسماء فـوارس
|
والشهب بيض والفضاء غبـار
|
ورحى المنون تديرها أسد الشرى
|
ودقيقهـا مـا يحصـد البتـار
|
ولقد أقول وأنـت أعلـم بالـذي
|
قد قلت لكـن القلـوب حـرار
|
الله كـم تقضـي وإنـك عالـم
|
قد هتكت عـن دينـك الأستـار
|
أفأنت لم تعلـم بمـا قـد نابنـا
|
أنى وقد ضاقت بنـا الأقطـار
|
أم لم تكن بالمؤمنين أبـر مـن
|
يعقـوب حيـن تنالهـا أشـرار
|
دعـا عبرتـي للنـوى تستهـل
|
فما قـدر قلبـي ومـا يحتمـل
|
دعانـي وشأنـي ولا تحمــلا
|
على القلب داء النـوى والعـذل
|
يمينـا بمهبـط وفـد الحجيـج
|
ومطرح جنب الطلـاح البـزل
|
وبيت أطـاف بـه المحرمـون
|
وطـاف بـه الناسـك المبتهـل
|
ومستلـم النســك الطائفيــن
|
ومهـوى الشفـاه بـه للقبــل
|
لئن حـال بعـد النـوى بيننـا
|
وشطت ديـار وأعيـت حيـل
|
فعـن حبكـم أبـدا لا أميــل
|
وعـن ذكركـم أبـدا لا أمـل
|
مدت إلى رمل الحمـى أعناقهـا
|
طلائح قد شاقنـي مـا شاقهـا
|
تـزف زفـاف الظليـم نافـرا
|
حيث الغـرام قادهـا وساقهـا
|
تلـوي إلـى نسيمـه خياشمـا
|
معللـات بالمنــى أحداقهــا
|
همي اختلـاس نظـرة وهمهـا
|
تمـلأ مـن حوذانـه أشداقهـا
|
ويا بنفسي مـن ظباهـم طفلـة
|
مـا أنكـرت ناشئـة أطواقهـا
|
من لظماي مـن بـرود ريقهـا
|
برشفـة قـد حرمـت مذاقهـا
|
وما سوى المحسود من مسواكها
|
حتى الخيال بالمنى مـا ذاقهـا
|
فكـم لنـواه جــرت عبــرة
|
تقـل لهـا أدمــع العالمينــا
|
جرت ولها قبـل يـوم الفـراق
|
ولم ترحل العيـس بالمزمعينـا
|
فلا نهنه الوجد فيـض الدمـوع
|
وقد شطـت الـدار بالظاعنينـا
|
وبــان وأودعنــا حســرة
|
ومـن لوعـة البيـن داء فينـا
|
أطـال نـواه ومــن نأيــه
|
رزينا بمـا يستخـف الرزينـا
|
نقضـي اليالـي انتظـارا لـه
|
فيا حسرتـا ونقضـي السنينـا
|
نطيــل الحنيــن بتذكــاره
|
ويا برحـا أن نطيـل الحنينـا
|
فمـا لقيـت فاقـدات الحمـام
|
من الوجد في نوحها مـا لقينـا
|
أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر
|
فها أنا مالي فيه نهـي ولا أمـر
|
ألفت بهم سهل القفار ووعرهـا
|
وما راعني منهم سهل ولا وعر
|
أخا سفر أسيان اغتنـم السـرى
|
من الليل تغليساً إذا عرس السفر
|
وزيافـة أعديتهـا بصبابتــي
|
إذا هاجها شوق الديار فلا نكـر
|
أروح وقلبـي للواعـج والجـى
|
مباح وأجفاني عليها الكرى حجر
|
وأحمـل أوزار الغـرام وأنــه
|
غرام به ينحط عن كاهلي الوزر
|
وكم لذلي خلع العذار وإن يكـن
|
بحبي لآل المصطفى فهو لي عذر
|
علقت بهم طفلا فكانت تمائمـي
|
مودتهـم لا مـا يقلـده النحـر
|
ومازج دري حبهم يوم ساغ لي
|
فعن ناظري غابوا وفي خاطري قروا
|
فمن نازح قد غيب الرمس شخصه
|
ومن غائب قد حال من دونه الستر
|
أما ولياي قد شجاني انصرامهـا
|
لقد سح من عيني عليها انسجامها
|
تولت فما حالفت في العمر بعدها
|
سوى لوعة أودى بقلبي كلامهـا
|
وصرت أمني النفس والقلب عالم
|
بأن الأماني مخطئـات سهامهـا
|
فلا حالفت قدري المعالي ولا رعت
|
ذمامي إن لم يرع عندي ذمامها
|
بها بلغت نفسي إلى جل قصدها
|
على أنها في القصد صعب مرامها
|
وما كل من رام انقياد العلى لـه
|
بملقى إليه حيث شـاء زمامهـا
|
ليال بأكناف الغـري تصرمـت
|
فيا ليتها بالروح يشرى دوامهـا
|
سقى الله أكناف الغـري عهـاده
|
وحياه من غر الغوادي ركامهـا
|
ربوع إذا ما الأرض أمست ركوبة
|
فمـا هـي إلا أنفهـا وسنامهـا
|
يباهي دراي الشهب حصباء درها
|
ويزري بنشر المسك طيبا رغامها
|
بها جيرة قد أرضعوا النفس وصلهم
|
فأودى بها بعد الرّضاع فطامهـا
|
سأرعى لهم ما عشت محكم صحبة
|
مدى العمر لا ينفض عنها ختامها
|
إذا شاق صبا ذكر سلع وحاجـر
|
فنفسي إليهـم شوقهـا وهيامهـا
|
فكم غازلتني في حماهم غزالـة
|
يليق عـواذاً للنحـور كلامهـا
|
أقول وقد أرخت لثاما بوجههـا
|
هل البدر إلا ما حـواه لثامهـا
|
أو الليل إلا من غدائـر فرعهـا
|
أو الصبح إلا ما جلاه ابتسامهـا
|
وما المشرفي العضب إلا لحاظها
|
ولا السمهري اللدن إلا قوامهـا
|
فيا ليتهـا لمـا ألمـت تيقنـت
|
بـأن سويـداء الفـؤاد مقامهـا
|
فوالله مالي عن هوى الغيد سلوة
|
وإن جار قلبي الشجي احتكامهـا
|
ولله نفسي كيف تبلى وفي الحشا
|
تباريح وجد لا يطـاق اكتتامهـا
|
وأنى لها تسلو الهوى وغريمهـا
|
إذا أزمعت نحو السلو غرامهـا
|
ألا ليس ينجي النفس من غمرة الهوى
|
ولا ركن يرجى في هواه اعتصامها
|
سوى حبها مولى البرية من غدا
|
بحق هو الهادي لهـا وإمامهـا
|
علي أمير المؤمنيـن ومـن بـه
|
تقوض من أهل الضلال خيامها
|
مقام الندى، ركن الهدى، كعبة غدا
|
على الناس فرضا حجها واستلامها
|
هو العروة الوثقى فمستمسك بها
|
لعمري لا يخشى عليه انفصامها
|
وصي النبي المصطفى ونصيره
|
إذا اشتد من نار الهياج احتدامها
|
له الهمة القعساء والرتبـة التـي
|
تطلع في أعلى السماكين هامهـا
|
ينير به المحراب إن بات قائمـا
|
بجنـح ليـال خيفـة لا ينامهـا
|
وإن نار حرب يوم روع تسعرت
|
وشق على قلب الجبان اقتحامها
|
سطا قاطعا هام الكماة بصـارم
|
غدا فيه يغتال النفوس حمامهـا
|
فكم فل جيشـا للطغـاة بعزمـة
|
يهد الجبال الراسيات اضطرامها
|
وأفناهـم غـزوا بكـل كتيبـة
|
على منهل الأقدام يبدو زحامهـا
|
تثير رياح الخيل فيهـا سحائبـا
|
من النقع يهمي بالنجيع ركامهـا
|
بكل فتى ماضي العزيمة قد غدت
|
له السابغات الغمد وهو حسامهـا
|
ألا إنمـا أحكـام ديـن محمـد
|
بحيدر أضحى مستقيما قوامهـا
|
له معجزات يعجز الحصر ذكرها
|
ويسجع بالحق المبيـن حمامهـا
|
فمنها رجوع الشمس في أرض طيبة
|
وفي بابل إذ كاد يغشى ظلامهـا
|
فيا نبأ الله العظيـم الـذي بـه
|
قد اشتد ما بين البرايا خصامهـا
|
فمن فرقة في الخلد فازت بحبـه
|
وأخرى رماها في الجحيم أثامها
|
فأنت لعمري فلك نوح وجـذوة
|
لموسى بها من طور سينا ضرامها
|
لقد فزت في عهد النبـي برتبـة
|
لهرون من موسى أتيح اغتنامها
|
وأعظم منها أن رقيـت مناكبـا
|
له قد تناهى مجدها واحترامهـا
|
فكسرت أصناما خفضت دعاتها
|
برضك حتى ليس يرجى انضمامها
|
وكنت له في ليلة الغـار واقيـا
|
بنفس لنصر الحق طال اهتمامها
|
عشية قـد رام العـداة اغتيالـه
|
فخابت ولم تدرك مراما لئامهـا
|
وبت ضجيع العزم فوق فراشـه
|
ولم تخش سوءا أضمرته طغامها
|
وجود الفتى بالنفس غاية جـوده
|
وأنفس من ساد الرجال كرامهـا
|
أبا حسن يا ملجأ الخائف الـذي
|
خطاياه قد أعيى الأساة سقامهـا
|
أغث موثقا في قيد نفس شقيـة
|
تعاظم منها إصرها واجترامهـا
|
فليس لها حسنى سوى حبها لكم
|
سيغدو عليـه بعثهـا وقيامهـا
|
وكن مسعفا بالحشر منك بشربة
|
يبل بهـا إذ يحتسيهـا أوامهـا
|
فأنت قسيم النار والخلد في غـد
|
إذا آن ما بيـن العبـاد قيامهـا
|
إليك يا أبا السبطين مني مدحـة
|
يفوق على سمط اللئالي نظامهـا
|
ض (انظر إليها تلوح كالقبـس)
|
ه من نار موسى بدت لمقتبـس
|
ج ضاءت شهابا لرجم عفريـت
|
ح (وبرق غيث همى بمنبجـس)
|
ض (أو غرة السيد الإمام أبـي)
|
ه الأنوار من بالأنام لـم يقـس
|
ج خامس أهل الكساء من ولد ال
|
ح (أطهار من قد خلا من الدنس)
|
ض (يا حبـذا بقعـة مباركـة)
|
ه حوت ضريحـا لعالـم نـدس
|
ج تاهت بتعظيمهـا علـى إرم
|
ح (فاقت بتقديمها على قـدس)
|
ض (لي اشتياقي فمذ حللت بها)
|
ه غنيت في أنسها عـن الأنـس
|
ج مذ سيط لحمي بحبـه ودمـي
|
ح (لم تخل نفسي منه ولا نفسي)
|
ض (شاهدت فيها بد التمام بدا)
|
ه فقلـت نـور الإلـه فاقتبـس
|
ج يهدي البرايا بنـور حكمتـه
|
ح (يحلو سناه غياهب الغلـس)
|
ض (إن فاه نطقي بغير مدحته)
|
ه فاه لسانـي بنطـق محتبـس
|
ج أو أنني في سواه قلـت ثنـا
|
ح (أبدلني الله عنـه بالخـرس)
|
ض (من قام للضد فيه مأتمـه)
|
ه ما بين ذاك النضال والدعـس
|
ج فأمست الوحش منه في فرح
|
ح (وأصبح الطير منه في عرس)
|
ض (سل عنه بدرا فكم بحملته)
|
ه طار شظايا فـؤاد ذي شـرس
|
ج سل عنه حدا فكـم بوقعتهـا
|
ح (من طائح رائح ومن نكـس)
|
ض (وسل حنينا عشية اشتبهت)
|
ه ظلمـة ذاك القتـام بالدمـس
|
ج يا بؤس يوم لهم به التبسـت
|
ح (نعال أفراسه مـع القنـس)
|
ض (هذا عن السرج خر منجدلا)
|
ه ثاو وعهد الحياة منـه نسـي
|
ج وذام بالترب قد مضى شرقـا
|
ح (وذا قضى نحبه على الفرس)
|
ض (وأصبح البر وهو بحر دم)
|
ه فالجرد فيه تعـوم لـم تطـس
|
ج لا غرو بالسابحات لو وسمت
|
ح (فما جرى حافر على يبـس)
|
ض (يفترس الأسد وهي شيمته)
|
ه أسد قراع الهيـاج لا الخيـس
|
ج يا فارسـا فارسـا لشلوهـم
|
ح (كم فارس وهو غير مفترس)
|
ض (يكسو اليتامى وما لصارمه)
|
ه عار وما بالغمود قـط كسـي
|
ج مجـرد باليميـن ليـس لـه
|
ح (غير استلاب النفوس من هونس)
|
ض (اختاره الله للبتول كما أخ)
|
ه تار لهذا السما ضيـا الكنـس
|
ج وخص من دونهم بها وقد اخ
|
ح (تيرت له من حسانها الأنس)
|
ض (ردت له الشمس وهي منقبة)
|
ه في يثرب قد محت دجى الغلس
|
ج كذاك في بابل ومذ رجعـت
|
ح (سما بها جهرة على الشمس)
|
ض (جدد رسم الهدى وقد طمست)
|
ه آثـاره واستـدام فـي نحـس
|
ج (منه استمد السعود واتضحت)
|
ح (أعلامه وهو غير منطمـس
|
ض يكفيك فخرا ما جاء في خبر الطا
|
ه ئـف تكليـم خالـق الأنـس
|
ج وكم أتى في علاك من مثل الطا
|
ح (ئر صدق الحديث عن أنس)
|
ض (ودست كتف النبي أنت ومن
|
ه باريت فيـه حظيـرة القـدس
|
ج أصبحت دون الورى الإمام لذا
|
ح (سواك كتف النبي لم يـدس)
|
ض (كسرت أصنام معشر لبسوا الده)
|
ر أمــور الأنــام بالبلــس
|
ج فزلت ريب الشكوك عن وضح الد
|
ح (ين فقد صار غير ملتبـس)
|
ض (إليك وجهن همتي فعسـى)
|
ه (أبدل حظا بحظـي التعـس)
|
ج يورق عود المنى لدي لكـي
|
ح (أعود والحظ غيره منعكـس)
|
ض (يا حاضر الميت عند شدته)
|
ه محك أهـل النقـاء والدنـس
|
ج تعرف سيماهم ومـا عملـوا
|
ح (ما كان من محسن بها ومسي)
|
ض (عد بالجميل الذي تعود على)
|
ه مستمسك في ولاك من مـرس
|
ج وجد علـى وامـق تضمنـه
|
ح (أحداث قبـر بأربـع درس)
|
ض (عسى أرى سيئي غدا حسنا)
|
ه من رهق لا أخاف أو بخـس
|
ج يماط سكر الغواء من دنسـي
|
ح (فتطهر الراح من أذى النجس)
|
ض (فانت لي حارس وفيك قد اس)
|
ه تكفيت من خيفة ومن وجـس
|
ج ما ضرني صرت مفردا وبك استغ
|
ح (نيت عن عدتي وعن حرسي)
|
ض (كن شافعي عند مالكي فبها)
|
ه تيك الخطايا العظام منغمسـي
|
ج حاشاكـم تتركـون مادحكـم
|
ح (أحمدج بالذنب أي مرتمـس)
|
ض (رضا بها يرتجي لديك رضا)
|
ه هاد يرجي الهدى لذي اللبـس
|
ج جواد يرجو جدواك ملتمسـا
|
ح (فأقبل رجائي وعد بملتمسي)
|
قلت لصحبي حيـن زاد الظمـا
|
واشتد بي الشوق لـورد اللمـى
|
متى أرى المغنى وتلـك الدمـى
|
(قالوا غدا تأتي ديـار الحمـى
|
وينزل الركب بمغناهم)
|
هم سـادة قـد أجزلـوا بذلهـم
|
لمـن أتاهـم راجيـا فضلهـم
|
فمن عصاهم لم ينـل وصلهـم
|
(وكل مـن كـان مطيعـا لهـم
|
أصبح مسرورا بلقياهم)
|
قد لامني صحبي علـى غفلتـي
|
إذ نظـرت غيرهــم مقلتــي
|
فمذ أطالـوا اللـوم فـي زلتـي
|
(قلت فلي ذنـب فمـا حيلتـي
|
بأي وجه أتلقاهم)
|
يا قـوم إنـي عبـد إحسانهـم
|
ولـم أزل أدعـى بسلمانهــم
|
فاليوم هـل أحظـى بغفرانهـم
|
(قالوا أليس العفو مـن شأنهـم
|
لا سيما عمن تولاهم)
|
فمــذ تفكــرت بآدابهـــم
|
وإن حسن العفـو مـن دابهـم
|
ملـت إلـى تقبيـل أعتابهــم
|
(فجئتهـم أسعـى إلـى بابهـم
|
أرجوهم طورا وأخشاهم)
|
جعلت زادي في السرى ودهـم
|
ومـوردي فـي نيتـي وردهـم
|
وقلت هم لـم يخجلـوا عبدهـم
|
(فحين ألقيـت العصـا عندهـم
|
واكتحل الطرف بمرآهم)
|
لـم أر فيهـم مــا تحذرتــه
|
بل لـاح بشـر كنـت بشرتـه
|
كأنمــا فيمـــا تفكرتـــه
|
(كـل قبيـح كنـت أصررتـه
|
حسنه حسن سجاياهم)
|
وراكبـة ممـن أبوهـن أحمـد
|
جرى الوجد في أحشائها جري سابق
|
تنادي بصوت يملأ الدهر حسرة
|
ويوهي احتطام الراسيات الشواهق
|
لقد كنت مأوى كل من حط رحلها
|
وفاجئها صرف الزمان بطـارق
|
ورحلي على المجد الأثيل موطئ
|
وجارى القضا يندك دون سرادقي
|
فأصبحت لا ذو عزة فيحوطنـي
|
ويصرف عني كيد كـل منافـق
|
أقلب طرفي لا حمي ولا حمـى
|
سوى هفوات السوط ما بين عاتقي
|
أسبى ولا ذاك الحسام بمنتضـى
|
أمامي ولا ذاك اللـواء بخافـق
|
أعقيق ما شفـه الحسـن أم فـم
|
شق قلب البـروق لمـا تبسـم
|
وعلى وجنتيك خـط يـراع ال
|
حسن حرفا بمسكة الخال معجـم
|
بلدي المعطي من الأنـس لكـن
|
وافـق الريـم طبعتـه فتريـم
|
أيهـا المجتلـي المحيـا أبـدرا
|
مشرقا قد جلوت من مطلع التـم
|
أم صفات الضيا تجلـت فشمنـا
|
أنجما من ثواقـب النجـم أنجـم
|
بمدحك نصـا فـم الذكـر فـاه
|
فكنت المصـب لمجـرى ثنـاه
|
ترى ما يرى اللـه فيمـا يـراه
|
(أبا حسـن أنـت عيـن الإلـه
|
فهل عنك تغرب من خافيه)
|
بك اجتمع الدين بعـد الشتـات
|
ولان لك الشـرك ليـن القنـاة
|
ولـاك المفـاز فأنـت النجـاة
|
(وأنت مديـر رحـى الكائنـات
|
وإن شئت تسفع بالناصية)
|
وأنت المصرف مجرى القضـاء
|
فتمحـو وتثبـت أنـى تشــاء
|
وأنـت المشفـع يـوم الجـزاء
|
(وأنـت الـذي أمـم الأنبيـاء
|
لديك إذا حشرت جاثيه)
|
بـك الحـق أســس بنيانــه
|
وعـن الهـدى شـع برهانــه
|
معـاد الـورى أنـت عنوانـه
|
(فمـن بـك قـد تـم إيمانــه
|
يساق إلى جنة عالية)
|
حباك الإلـه بمـا قـد حبـاك
|
فأسـرى بقـوم تحلـوا ولـاك
|
إلى جنة زخرفت فـي رضـاك
|
(وأمـا الذيـن تولـوا سـواك
|
يساقون دعا إلى الهاوية)
|
لح بقلب الدجـى ملـاح سهيـل
|
وتحـدر عـن الأكـام كسيـل
|
ولمسـراك شـد جيبـا بذيـل
|
(أيهـا الراكـب المجـد بليـل
|
فوق وجناء من بنت العيد)
|
نصل الخف صافع البرق بالخف
|
وتعيد النسيـم بالعجـز برسـف
|
هي حرف خطت على الوهد أحرف
|
(قد أخفاها السرى طول ما تف
|
لي بأخفاها نواصي البيد)
|
كنها الليل فـي سويـداه سـرا
|
فسرت كالعقاب يطلـب وكـرا
|
وأنيرت ترجع الكواكب حسـرى
|
(فهي كالسهم أمكنتـه يـد الـرا
|
مي أو الريح هب بعد ركود)
|
لف منهـا الظلـام فتلـى ذراع
|
قرحـت همـة بسـن جــذاع
|
هـي والبـرق جليـا بالتمـاع
|
(لم يعقها جذب البرى عن زماع
|
لا ولا الشيح من ثنايا زرود)
|
أنبأتنـا عـن الجديـل وشدقـم
|
بحشى مخطف ووطـأة منسـم
|
ما تراها تكاد تولج فـي السـم
|
(تترامى ما بيـن أكثبـة الـرم
|
ل ترامي الصلال بين النجود)
|
ألهـب البـرق قلبـه حسـرات
|
حين جـازت وميضـه بفـوات
|
أحرزت فـي سباقـه قصبـات
|
(تلتـوي كالقسـي معطفــات
|
أو كشطن من الطوي البعيد)
|
هـي أدنتـك للرجـا وتنـاءت
|
دع خطاها وسيرها كيف شاءت
|
ما سراهـا إلا للنـار أضـاءت
|
(لا نقم صدرها إذا ما تـراءت
|
نار موسى من فوق طور الوجود)
|
نار رشد عين الهـدى خالستهـا
|
ويـد الصبـح بالسنـا قابستهـا
|
لا تخل نفـس شـارق نافستهـا
|
(تلك نـار الكليـم قـد آنستهـا
|
نفسه حين بالنبوة نودي)
|
قذف النون في سناها ابن متـى
|
وابن عمران للهـدى فيـه متـا
|
شام مقباسها شأي الشهب سمتـا
|
(وتجلـت لـه فأبهـت حتــى
|
صعقا خر فوق طور الوجود)
|
مشرف فوقـه النبـوة تفـرس
|
شرفـا ريقـا لأنفـس أنفــس
|
حـل واديـه فهـو واد مقـدس
|
(وترجل فذاك مزدحـم الـرس
|
ل وهم بين ركع وسجود)
|
حـرم فـاز بالمنـى منتحيــه
|
ومطاف والرسل مـن طائفيـه
|
معكف جل عـن مثـال شبيـه
|
(كيف لا تعكف الملائـك فيـه
|
وبه كنز علة الموجود)
|
كوثـر أسبـل المهيمـن فيــه
|
سلسبيـل الثنــاء والتنويــه
|
شيع المرسليـن مـن وارديـه
|
(فهي لولـاه لـم تـرد وأبيـه
|
صفو عذب من سلسل التوحي)
|
لم تحدده فكـرة خـوف لبـس
|
فهو لم يتضح بفصـل وجنـس
|
أشكل الأمر منه سلطـان قـدس
|
(ملك قائـم علـى كـل نفـس
|
بهدي المهتدي وكفر العنيد)
|
هو باب الله الـذي منـه يؤتـى
|
صاغه الله مـن مناقـب شتـى
|
كم بدت من جلالـه جـل نعتـا
|
(آيـة تمـلأ العوالـم حتــى
|
جاوزت بالصعود قوس الصعود)
|
دعم الديـن مـن علـاه بقـوة
|
ورعى الأحكـام عهـد النبـوه
|
قصر الوهـم أن يدانـي علـوه
|
(لم يحطه وهم وهل يرتقي الوه
|
م لأدنى طرافه الممدود)
|
سفرت عن سنـاه هالـة حـق
|
توضح الرشد بين غرب وشرق
|
جـل معنـاه لا يحـد بنطــق
|
(من تعدى عمن سـواه بسبـق
|
كنه معناه [عن] تحديد)
|
أنت يا متعبا من العيـس عنسـا
|
كدت تردي في خوضك الآل نفسا
|
أن تطالع من مطلع الشمس قدسا
|
(حي من مطلع الإمامـة شمسـا
|
هي عين القذى لطرف الحسود)
|
ضل من حاد عن سناها وتاهـا
|
واهتدى النجد قابس من ضياهـا
|
فهي الشمس فـي قبـاب قباهـا
|
(تبهـج الكائنـات روح سناهـا
|
ولقلب الجحود ذات الوقود)
|
زر حمى برجها ولا تخش وزرا
|
واتخذها أن أعوز الذخر ذخـرا
|
واطو عما سوى الإمامة نشـرا
|
(وانتشق من ثرى النبوة عطـرا
|
نشرة ضاع في جنان الخلود)
|
وأو منهـا لظـل أمـن مديـد
|
فهـي كهـف للاجـئ وطريـد
|
واهو في ساحها هـوي سجـود
|
(والتثـم للجـواد كعبـة جـود
|
تعتصم عندها بركن شديد)
|
هو بدر عن مبلج الحـق شعـا
|
هو بحـر عـذب تدفـق نفعـا
|
هو سيـف أجـاده اللـه طبعـا
|
(هو غيث الوجود إن قطب العا
|
م وغوث للخائف المطرود)
|
باسمه للسمـا تسامـى المسيـح
|
وبأسـراره تفــادى الذبيــح
|
هو من جسم حكمـة اللـه روح
|
(هو سـر الإلـه لولـاه نـوح
|
فلكه ما استقر فوق الجودي)
|
سيـد يأمـر العبـاد وينهــى
|
وإليـه أمـر الخليقـة ينهــى
|
حبه نثـرة نبـا الشـرك عنهـا
|
(جنـة أتقـن المهيمـن منهـا
|
محكم السرد لا يدا داود)
|
نبـذ اللـه بالعـرى نابذيهــا
|
وكسـى حلـة الـولا لابسيهـا
|
مس بمنسوجها الجلالـي تيهـا
|
(لا تبالـي إذا تحـرزت فيهـا
|
برقيب من زلة أو عتيد)
|
عن رضا الله قد تراءى رضاكم
|
وسنـاه منـه استمـد سناكــم
|
عـز مـن شـد أزره بولاكـم
|
(يا أميري لا أرى لـي سواكـم
|
آمرا ماسكا بحبل وريدي)
|
بالروا منكمـا الموالـي يخـص
|
يوم لا النـزر ينتحـى فيمـص
|
أنتمـا سلسلـي فلسـت أغـص
|
(أنتما عصمتي إذا نفـخ الصـو
|
ر وأمني من هول يوم الوعيد)
|
كنت والـذر عالـم مـا لديـه
|
جسـد يسمـع النــدا أذنيــه
|
قائـلا والمقـال أصبـو إليـه
|
(قـد تغذيـت حبكـم وعليــه
|
شد عطمي وابيض في الرأس فودي)
|
زدت فيكـم تمسكـا ووثوقــا
|
وبكـم أنهـج المفـاز طريقـا
|
ذا ولاكم أعـاد عـودي وريقـا
|
(كيف أخشى من الجحيم حريقـا
|
وبماء الولاء أورق عودي)
|
رحلتـم ومـا بيننـا موعــد
|
وأثركــم قلبــي المكمـــد
|
وبـت وحيـدا بعيـد البعــاد
|
فـلا مسعـف لـي ولا مسعـد
|
وفارق طرفـي طيـب الرقـاد
|
وفـي سهـده يشهـد الفرقــد
|
أعللـه نظـرة فـي النجــوم
|
وشهـب النجـوم لـه تشهــد
|
أقـوم اشتياقـا لــه تــارة
|
وأخـرى علـى خيبـة أقعــد
|
ويشمت بـي حاسـدي بعدكـم
|
كما كنـت فـي قربكـم أحسـد
|
يكفكف كفـي دمعـي الغزيـر
|
فيرسلــه طرفــي الأرمــد
|
يطـارح بالنـوح ورق الحمـام
|
بتذكاركــم قلبــي الموقــد
|
ومـا كـان ينشـد مـن قبلكـم
|
فقيـدا فـلا والــذي يعبــد
|
سوى من بقلبـي لـه مضجـع
|
ومـن بالطفـوف لـه مشهـد
|
ومـن رزئـه مـلأ الخافقيـن
|
وإن نفــد الدهــر لا ينفــد
|
فمن يسأل الطـف عـن حالـه
|
بقــص عليــه ولا يجحــد
|
بــأن الحسيــن وفتيانـــه
|
ظمايا بأكنافـه قـد استشهـدوا
|
أبا حسـن يـا قـوام الوجـود
|
ويا من به الرسـل قـد سـددوا
|
وريـت وأنـت نزيـل الغـري
|
وفوق السمـا خطبهـا الأمجـد
|
بـأن بنيـك برغـم العــدى
|
على خطـة العـز قـد بـددوا
|
مضوا بشبا ماضيات السيـوف
|
ومـا مـد للـذل منهـم يــد
|
رأوا عزهم في اعتنـاق الظبـا
|
يـوم الوغـا والوغـا تشهــد
|
بأنهـم قـد رعــوا حقهــا
|
بمشرعـة الحتـف مـذ أوردوا
|
وبرق ضئيل الطرتيـن تخالـه
|
مخاريق مطرود بليـل وطـارد
|
ذكرت به صحبي عشية قوضوا
|
على متن محمول على متن ساعد
|
ومن يرفض الدنيا الورود فزاهد
|
ومن زهدت فيه فليـس بزاهـد
|
وأحسن شيء عفو من كان قادرا
|
وأقبح شيء شاع خلق المواعـد
|
ومهما أسر المرء بـأن وجهـه
|
كما بان في المرآة وجه المشاهد
|
وقد تدمع العينان من ذي مسـرة
|
ويضحك ثغر المرء من قلب واحد
|
وللسيف نبـوات وللنـار خبـوة
|
وللحر سقطـات وليـس بعامـد
|
(الله أكبـر والعجائـب جمـة)
|
أيكون ما قـد كـان أو يتوقـع
|
رأس ابن بنت محمـد ووصيـه
|
(كالبدر في أفق الأسنـة يطلـع)
|
(رأس به خلق السماء وأرضها (
|
للناظريـن علـى قنـاة يرفـع
|
والمسلمـون بمنظـر ومسمـع
|
(فكأنهم لم ينظروا أو يسمعـوا)
|
(يتنعمون ويمرحـون غوايـة)
|
لا جـازع منهـم ولا متوجـع
|
كحلت بمنظرك العيـون عمايـة
|
(وجرت بمحمر النجيع الأدمـع)
|
(وأعاد يومك كل ألسـن أبكمـا
|
وأصم رزؤك كـل أذن تسمـع
|
عين علاها الكحل فيك تفرقعت
|
(ومعاطس شمخت تجد وتجدع)
|
وفم تبسـم بالسيـوف مخـذم)
|
ويد تصافح في البريـة تقطـع
|
أيقظت أجفانا وكنت لها كـرى
|
(وأهجت لاعج لوعـة لا تقلـع)
|
(وأمت قلبا كنت عيـن حياتـه)
|
وأنمت عينا لم تكن بـم تهجـع
|
مـا روضـة إلا تمنـت أنهـا
|
(لك موطئ ولترب نعلك موقع)
|
(والعرش والأفلاك ودت أنهـا)
|
لك تربة ولخط قبـرك موضـع
|
يـوم بسفـح الـدار لا أنسـاه
|
أرعى له دهـري الـذي أولـاه
|
يوم عمرت العمـر فيـه بفتيـة
|
من نورهم أخـذ الزمـان بهـاه
|
فكأن أوجههـم ضيـاء نهـاره
|
وكـأن أوجههـم نجـوم دجـاه
|
ومهفهف كالغصن حسن قوامـه
|
والظبي منـه إذا رنـت عينـاه
|
نازعته كأسـا كـأن ضياءهـا
|
لما تبدت فـي الظلـام ضيـاه
|
في ليلة حسنـت لنـا بوصالـه
|
فكأن غدت مـن حسنهـا إيـاه
|
وكأنمـا فيهـا الثريـا إذ بـدت
|
كف تشيـر إلـى الـذي تهـواه
|
والبدر منتصف الضيـاء كأنـه
|
متبسـم للكـف يفتــح فــاه
|
ظبي لو أن الفكـر مـر بخـده
|
من دون لحظـة ناظـر أدمـاه
|
إن لم أكن أهواه أو أهوى الردى
|
في العالمين لكـل مـن يهـواه
|
فحرمت قرب الوصل منه مثلما
|
حرم الحسين الماء وهـو يـراه
|
إذ قال اسقوني فعـوض بالقنـا
|
من شرب عذب الماء مـا أرواه
|
واحتز رأسا طالما مـن حجـره
|
أدنتـه كفــا جــده ويــداه
|
يـوم تغيـر كـان فيـه وإنمـا
|
يملـي لظلـم الظالميـن اللــه
|
وكذاك لـو أردى عـداة نبيـه
|
ذو العرش ما عرف النبي عـداه
|
يوم عليه تغيرت شمس الضحى
|
وبكت دمـا ممـا رأتـه سمـاه
|
لا عذر فيه لمهجة لـم تنفطـر
|
أوذي بطاء لـم تفـض عينـاه
|
تبـا لقـوم تابعـوا أهواءهــم
|
فيمـا يسوءهـم غـدا عصبـاه
|
أتراهم لم يسمعـوا مـا خصـه
|
فيه النبـي مـن المقـال أبـاه
|
إذ قال يوم غديـر خـم معلنـا
|
من كنـت مولـاه فـذا مولـاه
|
هـذي وصيتـه إليـه فاعلمـوا
|
يا من يقول بـأن مـا أوصـاه
|
أقروا من القرآن ما في فضلـه
|
وتأملـوه وافهمــوا فحــواه
|
لو لم تنزل فيه إلا (هـل أتـى)
|
مـن دون كـل منـزل لكفـاه
|
من كان أولى من جنى القرآن من
|
لفـظ النبـي ونطقـه وتلــاه
|
من كان صاحب فتح خيبر من رمى
|
بالكـف منـه بابـه ودحــاه
|
من عاضد المختار من دون الورى
|
من آزر المختـار مـن آخـاه
|
من بات فوق فراشـه متنكـرا
|
لمـا أطـل فراشــه أعــداه
|
مـن ذا أراد إلهنــا بمقالــه
|
الصادقـون القانتـون ســواه
|
من خصه جبريل من رب العلى
|
بتحيـة مـن ربــه وحبــاه
|
أظننتـم أن تقتلــوا أولــاده
|
ويظلكـم يـوم المعـاد لــواه
|
أو تشربوا من حوضـه بيمينـه
|
كأسا وقد شرب الحسيـن دمـاه
|
طوبى لمن ألفـاه يـوم أوامـة
|
فاستـل يـوم حياتـه وسقــاه
|
قد قال قبلي من قريـض قائـل
|
(ويل لمـن شفعـاؤه خصمـاه)
|
أنسيتـم يـوم الكسـاء وأنــه
|
ممن حواه مـع النبـي كسـاء
|
يـا رب إنـي مهتـد بهداهـم
|
لا أهتـدي يـوم الهـدى بـواه
|
أهوى الذي يهوى النبـي وآلـه
|
أبدا وأشنـأ كـل مـن يشنـاه
|
وأقـول قـولا يستـدل بأنــه
|
مستبصـر مـا قالــه ورواه
|
ويوم الغدير استوضح الحق أهله
|
بفيحاء لا فيها حجاب ولا ستـر
|
أقام رسول اللـه يدعوهـم بهـا
|
ليقربهم عـرف وينهاهـم نكـر
|
يمـد بضبعيـه ويعلـم أنــه
|
ولي ومولاكم فهـل لكـم خبـر
|
يروح ويغـدو بالبيـان لمعشـر
|
يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر
|
فكان لهم جهـر بإثبـات حقـه
|
وكان لهم في بزهم حقـه ستـر
|
فعلتـم بأبنـاء النبـي ورهطـه
|
أفاعيل أدناها الخيانـة والغـدر
|
ومـن قبلـه خلفتـم لوصيــه
|
بداهية دهياء ليـس لهـا قـدر
|
أخوه إذا عد الفخـار وصهـره
|
فلا مثلـه أخ ولا مثلـه صهـر
|
وشـد بـه أزر النبـي محمـد
|
كما شد موسى بهارونـه الـأزر
|
طغى من عليها واستبدوا برأيهم
|
وقولهـم إلا أقلهــم الكفــر
|
لكم ذخركم إن النبـي ورهطـه
|
وحبلهم ذخري إذا التمس الذخـر
|
جعلت هواي الفاطمييـن زلفـة
|
إلى خالقي ما دمت أو دام لي عمر
|
فيا خير مبعـوث بأعظـم منـة
|
وأكرم منعـوت عنتـه أصـول
|
تقاصر عنك المدح في كل مادح
|
فماذا عسى فيمـا أقـول أقـولُ
|
فقد قال فيك الله جـل جلالـه
|
من الحمد مدحا لم ينله رسـول
|
لأنت على خلق عظيم كفى بهـا
|
فماذا عسى بعـد الإلـه نقـول
|
مدينة علم بابها الصنـو حيـدر
|
ومن غير ذاك الباب ليس دخول
|
إمام برى زند الضلال وقد روى
|
زناد الهدى والمشركين خمـول
|
مولى له من فوق غارب أحمـد
|
صعود بـه للحاسديـن نـزول
|
فكسر أصنام الطغـاة بصـارم
|
بدت للمنايا فـي شبـاه نمـول
|
تصدق بالقرص الشعير لسائـل
|
ورد عليه القرص وهـو أفـول
|
وقائعه في يـوم أحـد وخيبـر
|
لها في حدود الحادثـات فلـول
|
وبيعـة خـم والنبـي خطيبهـا
|
لها في قلوب المبغضين نصـول
|
فيا رافع الإسلام من بعد خفضه
|
وناصب دين الله حيـث يميـل
|
أعزيك بالسبط الشهيـد فـرزؤه
|
ثقيل على أهل السمـاء جليـل
|
دعته إلى كوفان شـر عصابـة
|
عصاة وعن نهج الصواب عدول
|
فلمـا أتاهـم واثقـا بعهودهـم
|
أمالوا وطبـع الغادريـن يميـل
|
فيا آل طه الطاهريـن رجوتكـم
|
ليوم به فصل الخطـاب طويـل
|
مدحتكم أرجو النجـاة بمدحكـم
|
لعلمي بحكم إن الجـزاء جزيـل
|
فدونكـم مـن عبدكـم ووليكـم
|
عروسا ولكن في الزمان ثكـول
|
أتت فوق أعواد المنابـر نادبـا
|
لهـا رنـة محزونـة وعويـل
|
لسبع مئين بعـد سبعيـن حجـة
|
وثنتيـن إيضـاح لهـا ودليـل
|
لها حسن المخزوم عبدكم السليل
|
لآل أبـي عبـد الكريـم سليـل
|
لحسن وجهك في العشاق آيـات
|
ومن لحاظك قد قامت قيامـات
|
يا طالما في الهوى حكمت مقلته
|
في مهجتي فبدت منها جنايـات
|
تفديك نفسي هل للهجر من أمـد
|
يقضي وهل لاجتماع الشمل ميقات
|
ما العيش إلا ليال بالحمى سلفت
|
يا لتها رجعـت تلـك الليلـات
|
نامت صروف الليالي في تقلبها
|
بنا فكم قضيـت فيهـا لبانـات
|
ما كنت أحسب أن الدهر يسلبها
|
وأنـه لحبـال الوصـل بتـات
|
ولم أكن قبل أن الهجـر معتقـدا
|
أن الحبيب له بالوصل عـادات
|
كم قد شكوت له وجدي عليه فلم
|
يسمع ولم تجدني تلك الشكايـات
|
يا راكبا عج بالغري وقف علـى
|
تلـك الربـوع مقبـلا أعتابهـا
|
وقل ابن زين الدين أصبح بعدكم
|
قد ألبسته يـد الشجـون ثيابهـا
|
عبثت به الأشواق ثمـة أنشبـت
|
فيه الصبابـة بعدكـم مخلابهـا
|
ودعت لواعجه الشديـدة جفنـه
|
يوم الفراق إلى البكـا فأجابهـا
|
فدموعه إن دام حبـس طليقهـا
|
غلبت عليه فلا يطيـق غلابهـا
|
عرج على الأحباب يا ذا الحادي
|
وانبئهـم إنـي علـى الميعـاد
|
وقل الكئيـب لبعدكـم غادرتـه
|
كالميت ملقى بيـن أهـل البـاد
|
ذا مقلـة أجفانهـا قـد كحلـت
|
بعـد التفـرق والقلـى بسهـاد
|
بعـدت ديـار أحبتـي فلنأيهـم
|
قـدح الزنـاد مسعـر بفـؤادي
|
ولقد نذرت صيام يـوم لقائهـم
|
مـع أنـه مـن أكبـر الأعيـاد
|
روحي فدى لأحبة من وصلهـم
|
ذهب الزمان وما بلغت مـرادي
|
أشكو الزمـان وأهلـه فكأنمـا
|
خلـق الزمـان وأهلـه لنــاد
|
لكننـي مستمســك بهدايتــي
|
لولاء أصحاب الكسـا الأمجـاد
|
أهل النبوة والرسالـة والهـدى
|
للخلق بعـد الشـرك والإلحـاد
|
أعني النبي المصطفى المبعوث من
|
أم القـرى بالحـق والإرشــاد
|
أعلمت حيـن تجـاور الحيـان |
أن القلـوب مواقـد النيــران |
وعلمت أن صدورنا قد أصبحت |
في القوم وهي مرابط الغزلـان |
وعيوننا عوض العيـون أمدهـا |
ما غادروا فيها مـن الغـدران |
ما الوجد هز فنائهم بـل هزهـا |
قلبي لمـا فيـه مـن الخفقـان |
وتراه يكره أن يـرى أظعانهـم |
فكأنما أصبحن فـي الأضعـان |
أمير المؤمنيـن وخيـر ملجـا
|
يسار إلى حمـاه وخيـر حـام
|
كأني إن جعلت إليـك قصـدي
|
قصدت اركن بالبيـت الحـرام
|
وخيل لـي بأنـي فـي مقامـي
|
لديـه بيـن زمـزم والمقــام
|
أيا مولاي ذكرك فـي قعـودي
|
ويا مولاي ذكرك فـي مقامـي
|
وأنت إذا انتبهت سميـر فكـري
|
كذلك أنت أنسـي فـي منامـي
|
وحبك إن يكن قـد حـل قلبـي
|
وفي لحمي استكن وفي عظامي
|
فلولا أنت لـم تقبـل صلاتـي
|
ولولا أنت لـم يقبـل صيامـي
|
عسى أسقى بكأسك يوم حـري
|
فيروي حيـن أشربهـا أوامـي
|
وأنعم في الجنان بخيـر عيـش
|
بفضل ولـاك والنعـم الجسـام
|
صلـاة اللـه لا تعـدوك يومـا
|
وتتبعهــا التحيــة بالسلــام
|
قالوا علي لماذا لسـت تمدحـه
|
فقلت أصبحت في ذا الفعل معذورا
|
صرفت مدحي إلى من نور مدحته
|
يعده النـاس إسرافـا وتكثيـرا
|
ولم أطق مدح من فاقت فضائله
|
قدر المدائح منظومـا ومنثـورا
|
ومن جواد قريضي أن بعثت به
|
في مدحه من علاه عاد محسورا
|
أرغم الغيث يحيي الأرض وابله
|
أم أرغم البدر قد عم الورى نورا
|
ما قلت ذاك وذا بالفضل مشهده
|
ولا أتيت بفضل كـان مستـورا
|
متى صرفت إليه الشعر أمدحـه
|
شهرت من وصفه ما كان مشهورا
|
لـك اللـه أي بنـاء تداعــى
|
وقد كان فوق النجـوم ارتفاعـا
|
وأي عـزاء دعتـه الخطـوب
|
قلبي ولولا الـردى مـا أطاعـا
|
وأي ضياء ثـوى فـي الثـرى
|
وقد كان يخفي النجـوم التماعـا
|
لقد كان شمس الهـدى كاسمـه
|
فأرخى الكسوف عليـه قناعـا
|
فـوا آسفـا أن ذاك اللســان
|
إذا رام معنـى أجـاب اتباعـا
|
وتلك البحـوث التـي لا تمـل
|
إذا مل صاحب بحـث سماعـا
|
فمن ذا يجيـب سـؤال الوفـود
|
إذا أعرضوا وتعاطـوا نزاعـا
|
ومن لليتامـى ولابـن السبيـل
|
إذا قصـدوه عــراة جياعــا
|
ومـن للوفـاء وحفـظ الإخـاء
|
ورعي العهود إذا الغـدر شاعـا
|
سقـى اللـه مضجعـه رحمـة
|
تروي ثـراه وتأبـى انقطاعـا
|
لم تـدع مدحـة الإلـه تعالـى
|
فـي علـي للمادحيـن مقــالا
|
هــل أتــى لغيــر ثنــاه
|
فاسألنها عنـه تجبـك السـؤالا
|
والحظن الأعراف والحجج والأحزا
|
ب هـودا والكهـف والأنفـالا
|
وطواسين والواميـم بـل طـه
|
وياسيــن عــم والزلــزالا
|
والمثانـي فيهـا علـي حكيـم
|
وإمــام يفصــل الإجمــالا
|
كلما في الوجود أحصـي فيـه
|
وبـه اللـه يضـرب الأمثـالا
|
هو أمر الله الـذي أنزلـت فيـه
|
أتـى لا تعجلــوا استعجــالا
|
هو أمر الله الذي صـدرت كـن
|
عنه في كل حادث لـن يخـالا
|
وهو اللوح والـذي خـط اللـو
|
ح بـلاء العبــاد والآجــالا
|
مظهر الكائنـات فـي مبتداهـا
|
ومبيـن الأشيـاء حـالا فحـالا
|
وقديـم آثـاره كـل موجــود
|
حديـث ولا تقولــن عــالا
|
علم الـروح جبرئيـل علومـا
|
حيـن لا صـورة ولا تمثــالا
|
ممسك الأرض والسماء وهل ذا
|
لســـواه إذ يشـــاء زوالا
|
وهو ميزانه الـذي قـدر اللـه
|
بـه يـوم وزنــه الأعمــالا
|
وقسيم النار مـن كـان عـاداه
|
ومولى الجنان من كـان والـى
|
ولـواء الحمـد العظيـم بكفيـه
|
وساقي أهـل الـولا السلسـالا
|
وإيـاب الخلـق المعـاد إليــه
|
وعليـه حسابهـم لـن يــدالا
|
مبدء الفيض منتهى الأمر يـوم
|
العرض سبحان من له الأمر وإلى
|
وهـو نفـس النبـي لمـا أتـاه
|
وفـد نجـران طالبيـه ابتهـالا
|
فدعـاه وبنتــه أم سبطيــه
|
وسبطيـه لا يــرى أبــدالا
|
فاستهل القسيس والأسقف الـوا
|
فد رعبـا إذا استبانـا الوبـالا
|
واستمالا رضاه بالجزية العظمى
|
عليهــم مضروبــة إذلــالا
|
أزل اللـه ذا اعتمــاد إليــه
|
آيـة تزعـج الوغـا أهــوالا
|
ما استطالت جموعهم يوم عرض
|
الكفـاح إلا عليهـا استطــالا
|
وطواهم طي السجـل وطـورا
|
لفهـم فيـه يمنــة وشمــالا
|
يغمد السيف في الرقاب وأخرى
|
يتحـرى تقليدهــا الأغلــالا
|
صالح الجيش أن تكون له الأروا
|
ح والنـاس تغنــم الأمــوالا
|
قاتل الناكثين والقاسطيـن البهـم
|
والمارقيـن عنــه اعتــزالا
|
كرع السيف في دماهم بما حـا
|
دوا عن الدين نزغـة وانتحـالا
|
من برى مرحبا بكـف اقتـدار
|
أطعمته من ذي الفقـار الزيـالا
|
يوم شام الجبان من حيث ولـى
|
رايـة الديـن ذلـة وانتحــالا
|
فرأت فخرهـا عليـا فماسـت
|
فـي يديـه وخفقـت إقبــالا
|
قلع الباب بعدمـا هـي أعيـت
|
عند تحريكهـا اليسيـر رجـالا
|
ثم مد الرتاج جسـرا فمـا تـم
|
ولكـن بيميـن يمنـاه طــالا
|
وله في الأحزاب فتـح عظيـم
|
إذ كفى اللـه المؤمنيـن القتـالا
|
حين سالت سيل الرمال بأعـلا
|
م من الشرك خافقـات ضلـالا
|
فلــوى خافقاتهــا بيمــان
|
ولواه الخفـاق يـذري الرمـالا
|
وبأحـد إذ أسلـم المسلمــون
|
المصطفى فيه غـدرة وانخـذالا
|
فأحاطت بـه أعاديـه وانثالـت
|
عليـه مـن الجهـات انثيــالا
|
فمشـى يرقـل اشتياقـا علـي
|
للقــاه بسيفـــه أرقـــالا
|
وجثا بعد أن برى ساق عمـرو
|
فوق عمرو تضرمـا واغتيـالا
|
ثم ثنى بـرأس عمـرو فأثنـى
|
جبرئيــل مهلــلا إجلــالا
|
للـه يـوم ابـن البتـول فإنـه
|
أشجى البتولة والنبـي وحيـدرا
|
يوم ابن أحمد والجنود محيطـة
|
نجياه يدعو بالنصير فلن يـرى
|
إلا أعــادي فــي عـــوا
|
د في عوال في قبـال متبـرى
|
فهناك دمدم طامنا فـي جأشـه
|
بمهنـد يسـم العديـد الأكثـرا
|
متصرفا قي جمعهـم بعوامـل
|
عادت بجيشهم الصحيح مكسـرا
|
باس وسيف أخرسا ضوضائهـم
|
لكن أمـر اللـه كـان مقـدرا
|
فهوى على وجه الثرى روحي الفدا
|
لك أيها الثاوي على وجه الثرى
|
أحسين هل وافاك جدك زائـرا
|
فرآك مقطـوع الوتيـن معفـرا
|
ويوم عاد المرتضى الهادي وقد
|
كان رسول الله حكـم واشتكـى
|
فمس صدر المصطفـى بكفـه
|
فكاد أن يحرقهـا فـرط الحمـا
|
قـال النبـي الحمـد للـه لقـد
|
عافانـي اللـه تعالـى وبـرى
|
شبهـه عيسـى فصـد قومـه
|
كفر وقالوا ضل فيـه واعتـدى
|
فجـاءه الوحــي بتكذيبهــم
|
وقال ما كـان حديثـا يفتـرى
|
من زالت الحمى عن الطهر بـه
|
من درت الشمس له قبل العشـا
|
من صوب الطارف من سمائـه
|
لبيتـه ليـلا وكـل قــد رأى
|
من يلهه المرديان المال والأمـل |
لم يدر ما المنجيان العلم والعمل |
خذ رشد نفسك من مرآة عقلك لا |
بالوهم من قبل أن يغتالك الأجل
|
فالعقل معتصـم والوهـم متهـم
|
والعمر منصرم والدهر مرتحـل
|
من لي بصقيل ألباب قد التصقت
|
بها الرذائل والتاطت بها العلـل
|
مطى الأنام هي الأيـام تحملهـم
|
إلى الحمام وإن حلوا أو ارتحلوا
|
لم يولد المرء إلا فوق غاربهـا
|
يحدو به للمنايـا سائـق عجـل
|
يا منفق العمر في عصيان خالقه
|
أفق فإنك من خمر الهوى ثمـل
|
تعصيه لا أنت في عصيانه وجل
|
من العقاب ولا من منـه خجـل
|
أنفاس نفسك أفنـان تعـد فهـل
|
تشري بها لهبا في الحشر يشتعل
|
تشح بالمال حرصا وهو منتقـل
|
وأنت عنه برغم منـك منتقـل
|
ما عذر من بلغ العشرين إن هجعت
|
عيناه أو عاقه عن طاعة كسـل
|
إن كنت منتهجا منهاج رب حجى
|
فقم بجنـح دجـى للـه تبتهـل
|
ألا ترى أولياء الله قـد هجـرت
|
طيب الكرى في الدياجي منهم المقل
|
يدعون ربهم فـي فـك عنقهـم
|
من رق ذنبهم والدمـع منهمـل
|
نحف الجسوم فلا يدري إذا ركعوا
|
قسي نبـل هـم أم ركـع بتـل
|
خمص البطون طوى ذبل الشفاه ظمى
|
عمش العيون بكى ما غبها الحكل
|
يقال مرضى وما بالقوم من مرض
|
أو خولطوا خبلا حاشاهم الخبـل
|
تعادل الخوف فيهم والرجاء فلم
|
يفرط بهم طمع يوما ولا وجـل
|
إن ينطقوا ذكروا أو يسكتوا شكروا
|
أو يغضبوا غفروا أو يقطعوا وصلوا
|
ولا يلم بهـم مـن ذنبهـم لمـم
|
ولا يميل بهم عن وردهم ميـل
|
ولا يسيل لهم دمع علـى بشـر
|
إلا على معشر في كربلا قتلـوا
|
ركب برغم العلى فوق الثرى نزلوا
|
وقد أعد لهم في الجنـة النـزل
|
تنسي المواقف أهليهـا مواقفهـم
|
بصبرهم في البرايا يضرب المثل
|
ذاقوا الحتوف بأكناف الطفوف على
|
رغم الأنوف ولم تبرد لهم غلـل
|
أفدي الحسين صريعا لا صريخ له
|
إلا صرير نصول فيه تنتصـل
|
بخوض امنايا قد تسربـل قلبـه |
على مثل أحداق الأراقم مـردود |
بعضب متى استنهضاه في وجه ضيغم |
هز بركساه الرعب رعشة رعديد |
على سابق لم يحضر الحرب مدبرا |
وما زال فيها طاردا غير مطرود |
في ذلة الإسلام من بعـد عـزه |
ويا لانهدام الدين من بعد تشييـد |
أمثل حسين يركب الشمر صدره |
وما هو صدر بل خزانة توحيـد |
ومثل حسبن يقطع الشمر رأسـه |
ويرفعه من فوق سمـر أملـود |
بأي حمى قلـب الخليـط مولـع
|
وفي أي دار كاد صبرك ينـزع
|
إذا أنكرت منك الديـار صبابـة
|
فقد عرفتهـا أدمـع لـك همـع
|
وقفنـا بهـا لكنهـا أي وقفـة
|
وجدنا قلوبا قد جرت وهي أدمع
|
ترجع ورقاء الصدا في عراصها
|
فتنسيك من بالأيك باتت ترجـع
|
كأن حنيـن وانصبـاب مدامـع
|
زلازل أو عاد به الغيث يهمـع
|
فيا منجد الإسلام إن عز منجـد
|
ويا مفزع الداعي إذا عز مفـزع
|
إذا حسرت سود المنايـا لثامهـا
|
فللشمس وجـه بالغبـار مقنـع
|
فجمعت شمل الدين وهو مفـرق
|
وفرقت شمل الشرك وهو مجمع
|
ولم أدر يوم الطعن من كل فارس
|
قناتك أم طير الهوى فيه أطمـع
|
تشيع ذكر الطف وقفتـك التـي
|
بقيت لديهـا عافـرا لا تشيـع
|
لقد طحنت أضلاعك الخيل والقنا
|
بجنبيك يوم الطعن منهن أضلـع
|
فنحرك منحور وصدرك موطئ
|
ورأسك مشهور وجسمك مـودع
|
وا صريعا بثوب هيجاه مدروجا
|
وفـي درع صبـره مقبــورا
|
صار موسى وآل فرعون حربا
|
والعصا السيف والجواد طـورا
|
كيف قرت في فقد مسكنهـا الأ
|
رض وقد أذنت لـه أن تمـورا
|
صار سدرا لجسمه ورق البيض
|
ونقـع الهيجـا لـه كافــورا
|
ونساء كادت بأجنحـة الرعـب
|
شظايـا قلوبهــا أن تطيــرا
|
قد أداروا بسوطهم فلـك الضـر
|
ب عليهـن فاغتـدى مستديـرا
|
لو يروم القطـا المثـار جناحـا
|
لإعادتـه قلبهــا المذعــورا
|
أوقفوها على الجسـوم اللواتـي
|
صرن للبيض روضة وغديـرا
|
فغمرن النحور دمعـا ولـو لـم
|
يك قان غسلـن فيـه النحـورا
|
مـن صريـع مرمـل غسلتـه
|
من دماء السيوف ماء طهـورا
|
سبحان من ليس في السمـاء ولا
|
في الـأرض نـد لـه وأشبـاه
|
أحـاط بالعالميــن مقتــدرا
|
أشهـد أن لا إلــه إلا هــو
|
وخاتـم المرسليــن سيدنــا
|
أحمـد رب السمــاء سمــاه
|
أشرقت الـأرض يـوم بعثتـه
|
وحصحص الحق مـن محيـاه
|
اختـار يـوم الغديـر حيـدرة
|
أخا لـه فـي الـورى وآخـاه
|
وباهل المشركيـن فيـه وفـي
|
زوجتــه يقتفيهــا ابنـــاه
|
هم خمسة يرحـم الأنـام بهـم
|
ويستجـاب الدعـا ويرجــاه
|
أيولــى أمــر الخلافــة إلا
|
من بنى أصلها وشـاد علاهـا
|
سيد الأوصياء في كـل عصـر
|
تاجهـا عقدهـا منـار هداهـا
|
ذاك مولـى بسيفــه وهــداه
|
آية الشـرك والضلـال محاهـا
|
من رقى منكب النبـي وصلـى
|
معه فـي السمـاء لمـا رقاهـا
|
رد شمس الضحى وكلمه الميـت
|
جهــارا ببابــل إذ أتاهــا
|
كم له في الكتـاب آيـة مـدح
|
خصصت فيـه والنبـي تلاهـا
|
ولكم صـال فـي دجنـة نقـع
|
فجـلا ليلهـا بفجـر ضياهــا
|
ذو أياد فيهـا المنـى والمنايـا
|
فالورى بيـن حزنهـا ورجاهـا
|
يا إمام الهدى ومن فاق فضـلا
|
وسمـا قـدرة وقـدرا وجاهـا
|
جل معناك أن تحيط به الأفكـار
|
هيهـات حـار فيـه ذكاهــا
|
أنت خير الأنـام طـرا وأعلـى
|
رتبة بعد سيـد الرسـل طاهـا
|
ليس سـر الغيـوب مولـاي إلا
|
حكمـة أنـت كاشـف لغطاهـا
|
حاش لله أن تضاهـى بمخلـوق
|
تعاليـت رفعـة أن تضاهــى
|
أنت لولا الحدوث فيـك عذرنـا
|
من غلا فيـك سيـدي وتناهـى
|
وحكمنـا حقيقـة كـل نفــس
|
فيك يقضـي بموتهـا وبقاهـا
|
وعلمنـا تيقنـا غيـر شــك
|
أنت داء النهـى وأنـت دواهـا
|
بكم الأرض مهـدت واستقامـت
|
حيث كنتم في الذكر خط استواها
|
وبكــم آدم دعــا فتلقـــى
|
كلمات مـن ربـه قـد تلاهـا
|
يا صاحب القبة البيضاء في النجف
|
من زار قبرك واستشفى لديك شفي
|
زوروا أبا الحسن الهادي لعلكـم
|
تحظون بالأجر والإقبال والزلف
|
زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن
|
يزره بالقبر ملهوفا لديـه كفـي
|
إذا وصلت فاحرم قبـل تداخلـه
|
مليا واسع سبعا حولـه وطـف
|
حتى إذا طفت سبعا حول قبتـه
|
تأمل الباب تلقا وجهـه وقـف
|
وقل سلام من الله السلـام علـى
|
أهل السلام وأهل العلم والشرف
|
إني أتيتك يا مولاي مـن بلـدي
|
مستمسكا من حبال الحق في طرف
|
راج منك يا مولاي تشفـع لـي
|
وتسقني من رحيق مطفئ اللهف
|
لأنك العروة الوثقى فمن علقـت
|
بها يداه فلن يشقى ولـم يخـف
|
وإن أسمائك الحسنـى إذا تليـت
|
على مريض شفى من سقمه الدنف
|
لأن شأنك شأن غيـر منتقـص
|
وإن نـورك غيـر منكســف
|
وإن آياتك الكبرى التي ظهـرت
|
للعارفين بأنواع مـن الطـرف
|
هذي ملائكـة الرحمـن دائمـة
|
يهبطن نحوك بالألطاف والتحف
|
كالسطل والجام والمنديل جاء به
|
جبريل لا أحـد فيـه بمختلـف
|
كان النبي إذا استكفاك معضلـة
|
من الأمور وقد أعيدت لديه كفي
|
وقصة الطائر المشوي عن أنس
|
تنبئ بما نصه المختار من شرف
|
والحب والقضب والزيتون حين أتت
|
تكرما من إله العرش ذي اللطف
|
والخيل راكعة في النقع ساجـدة
|
والمشرفيات قد ضجت على الحجف
|
بعثت أغصان بان في جموعهـم
|
فأصبحوا كرماد غير منتصـف
|
والموت طوعك والأرواح تملكه
|
وقد حكمت فلم تظلم ولم تحـف
|
يا ابن البغايا الزواني العاهرات ومن
|
. . . . قد حضن مـن خلـف
|
يا من هجا بضعة الهادي لئن ظفرت
|
كفاي منك على تمكين منتصـف
|
لا وردنك يا من بظـر زوجتـه
|
شبيه عذق قريض يابس الحشف
|
موارد الحتف إن مكنت سوف ترى
|
توسلي بالإمام الحجـة الخلـف
|
القائم العلـم المهـدي ناصرنـا
|
وجثا على الشرك ذي ذل من التلف
|
من يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت
|
جورا ويقمع أهل الزيغ والحنف
|
سقى البقيع وطوسـا والطفـوف
|
وسامرا وبغداد والمدفون بالنجق
|
من مغرق مغدق صب غدا سجما
|
مغدودق هاطل مستهطف وكف
|
من القوافي التي لو رامها خلف
|
صبغن بالمائع الجاري قفا خلف
|
تنفي ولاء علـي يابـن زانيـة
|
وتبتغي بدلا من أحسن السلـف
|
بحب حيدرة الكـرار مفتخـري
|
به شرفت وهذا منتهـى شرفـي
|
سرى الظعن من قبل الوداع بأهلينا
|
فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا
|
أيا حادي العيس المجـد برحلـه
|
رويدا رعاك الله لـم لا تداعينـا
|
عسى وقفة تطفي غليل قلوبنـا
|
فتقضي قبيل الموت بعض أمانينا
|
لنا مع حمام الأيك نـوح متيـم
|
ودمعة محزون ولوعـة شاكينـا
|
فكم ليـد الرحـاء فينـا رزيـة
|
بها من عظيم الحزن شابت نواصينا
|
ولا مثل رزء أثكل الدين والعلى
|
وأضحت عليه سادة الخلق باكينا
|
مصاب سليل المصطفى ووصيه
|
وفاطمة لغـر الهـداة الميامينـا
|
فلهفي لمقتول بعرصـة كربـلا
|
لدى فئة ظلما على الشط ظامينا
|
سقوا كملا كأس المنون فأبحـوا
|
نشاوى بلا خمر على الأرض ثاوينا
|
كأنهـم فـوق البسيطـة أنجـم
|
زواهر خروا من على الأفق هاوينا
|
فيا حسرة كيف السلو وما العـزا
|
على سادة كانوا مصابيح نادينـا
|
أيفرح قلبـي والحسيـن مجـدل
|
على الأرض مقتول ونيف وسبعونا
|
ألست بكم أولـى النـاس كلهـم |
فقالوا بلي يا أفضل الأنس والجان |
فقام خطيبا بين أعواد منبر |
ونادى بأعلى الصوت جهرا بإعلان |
وشال بعضديه وقال وقد صغى |
إلى لاقول أقصى القوم بالحفل والداني |
علي أخي لا فرق بينـي وبينـه |
كهرون من موسى الكليم بن عمران |
ووارث علمي والخليفة في غـد |
على أمتي بعدي إذا رث جثماني |
فيا رب مـن وال عليـا فوالـه |
وعاد معاديه ولا تنصر الشانـي |
لعمرك يا بـن العسكـري إليـة |
وتلك لعمر الله من أعظم الحلف |
لقد ذاب حب القلب من فرط وجده |
وقد كل عن تحديقه رامق الطرف |
يمثلك لا شـوق الملـح فانثنـى |
على مثل وقد الجمر أو فجأة الحتف |
فحتى متى روحي الفدا لك غائبا |
أحباه قد سميت على خطط الخسف |
ترابيه طول الدهر حبـا وزلفـة |
إليه كما رابى أخو الصيد للخشف |
على ورد خديـك كـأس أطـل
|
فقلت قد اخضر روض الأمـل
|
فمـذ ملـت أقطـف بالقبــل
|
(حميت الأسيـل بحـد الأسـل
|
أجل ما لحاظك إلا أجل)
|
تجنيــت وأنــت الحبيــب
|
وأمرضت جسمي وأنت الطبيب
|
ولما سعى بـي إليـك الرقيـب
|
(مللت وملت وأنـت القضيـب
|
فمل كالقضيب وخل الملل)
|
صبيا عشقتـك حتـى امتهلـت
|
فطورا عدلت وطـورا عدلـت
|
ففي الحالتين علـى مـا فعلـت
|
(لـذذت بحبـك لا بـل ذللـت
|
وحكم الصبابة من لذ ذل)
|
أسـرت فـؤادي فعـز العـزاء
|
وأثخنتــه بسهــام الجفــاء
|
فما منـك مـن ولائـي فـداء
|
(فلا تفرحيـن بطـول البقـاء
|
أخف العذاب عذاب قتل)
|
أحبـاي والبعـد مـر المـذاق
|
وعبـأ التفـرق مـا لا يطـاق
|
فإن طاب هجري لديكـم وراق
|
(أعيدوا اصطباري قبل الفـراق
|
فمالي بينكم من قبل)
|
أجيراننـا إن صـرف الزمـان
|
قضـى للتفـرق أمـرا فكـان
|
فردوا فـؤادي فالصبـر خـان
|
(نعم وخذوا من دموعي الأمـان
|
فقد قطع السيف تلك السبل)
|
ولما استقلـت حـداة الظعـون
|
وباحت دموعي بسري المصون
|
وهاجت بقلبـي نـار الشجـون
|
(بللت الصعيـد بمـاء الجفـون
|
وأما فؤادي فما إن أبل)
|
وقفنا وقـد حيـل دون المـراد
|
ببيض الصفاح وسمر الصعـاد
|
عشية قـد ظـل منـي الفـؤاد
|
(ودل علـى مقلتـي السهــاد
|
أشف البرية تيها ودل)
|
دنا فـي الحمـى بيـن أخدانـه
|
فأخلــى مراتــع غزلانــه
|
رشأ صرعة الأسد مـن شانـه
|
(تقلـد مــا بيــن أجفانــه
|
ومثل شمائله ما اعتقل)
|
بنفسي وصحبـي وقـل الفـداء
|
لمحتكـم جائـر فـي القضـاء
|
يحـرم ظلمـا علـي اللقــاء
|
(وناظـره يستحــل الدمــاء
|
هنيئا لناظره ما استحل)
|
أمطلع الشمس قد راق النواظر أم
|
نار الكليم بدت من جانب الطور
|
أم قبة المرتضى الهادي بجانبها
|
منارتـان لتقديــس وتكبيــر
|
وصدر إيوان عز راح منشرحـا
|
صدر الوجود به في حسن تصوير
|
بشائر السعد أبدت مـن كتابتهـا
|
آي الهدى ضمن تقدير وتحريـر
|
قد بان تذهيبها عن أمر معتضـد
|
بالنصر للحق سامي القدر منصور
|
غوث البرايا شهنشاه الزمان علا
|
النادر الملك مغـوار المغاويـر
|
فحين تمت وراقت بهجة ورقت
|
على المرام بسعي منه مشكـور
|
ثنى الثناء ابتهاجا عطفه وشـدا
|
شخص السرور بنجم منه مأثور
|
يا طالبا علم أبـداء البنـاء لهـا
|
أرخ (تجلى لكم نور على نـور)
|
بنو المصطفى ينجو الأنام بحبهم
|
وتزهو رياض الجود من فيض سحبهم
|
سنا نورهم قد تم من نور ربهـم
|
(أناس إذا الدنيا دجت أشرقت بهم
|
وإن أجدبت يوما بهم نزل القطر)
|
بهم جملة الأشياء بان وجودهـا
|
وضاءت بأجياد الكمال عقودهـا
|
فلاح شقاهـا فيهـم وسعودهـا
|
(مشوا فوق ظهر الأرض فاخضر عودها
|
وحلوا ببطن الأرض فاستوحش الظهر)
|
سل بالغوير فالغميـم فالغضـا
|
من غادر الصب المعنى غرضا
|
حتـام يرمـي بالنـوى متيمـا
|
قد أخلص الحب لـه وأمحضـا
|
يا خير أرام النقى رفقـا بمـن
|
يرى هواك خير فرض فرضـا
|
هب أنه يغضي ولكـن الحشـا
|
ملهبـة منـك بنيـران الغضـا
|
لو أنه يفضي إليك بعـض مـا
|
يكتمه لضاق عـن ذاك الفضـا
|
يجرع ما يجرع بالهجـر وهـل
|
لذي الهوى إلا الرضا إن رفضا
|
قد أضرم الأحشاء حب شـادن
|
علقتـه دون الظبـاء عرضـا
|
لم أدر لما أن رنا بأسهم اللحـظ
|
قضـت أم بأسيـاف القضــا
|
نواظر ترمي على البعد الحشـا
|
أشد من وقع السهـام مضضـا
|
يعبث في سفك دمي لا عن رضى
|
يا حبذا لو كان ذاك عن رضـا
|
ملكتـه كلـي طوعــا قلمــا
|
غادرني يـوم النـوى مبعضـا
|
لم أنقض العهد ولـم أسـل وإن
|
نسي العهـود ساليـا أو نقضـا
|
كم من عذول لامنـي فيـه ولا
|
أراه إلا حاســدا أو مبغضــا
|
هيهات لا أصغـي للـوم لائـم
|
أن صرح اللائم بي أو عرضـا
|
وليس لي عمر الزمان في الورى
|
من غرض حسبي رضاه غرضا
|
فاحكم بما شئت علي لست فـي
|
حكمك يا أحلى الورى معترضـا
|
غدوت من فرط الصدود والجفا
|
أكابد الوجـد وأشكـو المرضـا
|
ولم يزل بعـد طرفـي ساهـرا
|
فلا وعينيـك غفـا أو غمضـا
|
وطالما اعترضت دمعي مغريـا
|
فهل ترى اليوم فتى لي معرضا
|
للـه أيـام مضـت بقربكــم
|
وصفو عيش بالغضى قد انقضى
|
فلست أرضى أحدا من الـورى
|
عنكم ورب المأزميـن عوضـا
|
أهل قضى الدهر علـي بالنـوى
|
والدهر لا يعدل كيفمـا قضـى
|
أصبحت والمشيب يعلـو لمتـي
|
مثل شهاب في دجى الليل أضـا
|
راع الظباء الراعيـات وخطـه
|
بأبيض يحكي الحسام المنتضـى
|
متيـم فـرط الهـوى انحلــه
|
فكاد لا يقوى علـى أن ينهضـا
|
بالرغم قد صوح روض حسنـه
|
والروض يذوي بعدما قد روضا
|
شاب ولكـن لـم تشـب آمالـه
|
أبعد شيب المرء عيش يرتضـى
|
يأمـل بعـد أربعيـن حجــة
|
أن يرجع العمر له وقد مضـى
|
أما يـرى بـه الهمـوم طنبـت
|
والشيب حل والشبـاب قوضـا
|
عالـج وداو داء حـب مزمـن
|
أعياك يا صاح بمدح المرتضى
|
من كون الكون لـه ومـن لـه
|
فصل القضا حتما بيوم الانقضا
|
من فاق آفـاق السمـاء رفعـة
|
بها سوى الباري تعالى خفضـا
|
من كان نفس المصطفى فهل ترى
|
يحكي علاه جوهرا أو عرضـا
|
من بات في مضجعه وقـا لـه
|
فقام في عبء العلـى منتهضـا
|
من مرد الصـم العتـاة سيفـه
|
سيف يهابه القضـا إن ومضـا
|
من بارئ الخلـق بفـرض وده
|
في محكم الذكر عيانـا فرضـا
|
من بغديـر خـم فـي إمرتـه
|
هادي البرايـا للبرايـا حرضـا
|
سـر الوجـود حجـة المعبـود
|
إليـه أمـر النشأتيـن فوضـا
|
محض كمال نوره القدسي مـن
|
أنوار بـارئ الـورى تمحضـا
|
جـدل كـل ضيغـم إذا سطـا
|
بصارم يجلو الدياجـي أبيضـا
|
ما مسكت كف القضـا مقبضـه
|
إلا وللـأرواح طـرا قبضــا
|
يا محرزا أسرار أعلام الـورى
|
بأسرهـا وللضلـال مدحضــا
|
وماضـي العـزم فمـا ماثلـه
|
قط نبي من أولي العزم مضـى
|
نور سامي ذكرك الأكوان أن ما
|
أنار بدر فـي الدياجـي وأضـا
|
ما لاح برق من ربـى حاجـر
|
ألا استهل الدمع مـن ناظـري
|
ولا تذكـرت عهـود الحمــى
|
ألا وسـار القلـب عـن سائـر
|
أو آه كم أحمـل جـور الهـوى
|
مـا أشبـه الــأول بالآخــر
|
يا هل ترى يدري نؤوم الضحى
|
بحال ساه فـي الدجـى ساهـر
|
تهــب إن هبــت شماليــة
|
أشواقــه للرشــأ النافـــر
|
يضرب فـي الآفـاق لا يأتلـي
|
فـي جوبهـا كالمثـل السائـر
|
كـأن ممــا رابــه قلبــه
|
علـق فـي قادمتـي طائــر
|
طـورا تهاميـا وطـورا عـرا
|
قيـا إلـى الكوفـة والحائــر
|
يطيب عيشي في ربـى طيبـة
|
بقـرب ذاك القمـر الزاهــر
|
محمـد البـدر الـذي أشــرق
|
الكـون بباهـي نـوره الباهـر
|
كونـه الرحمـن مـن نــوره
|
من قبـل كـون الفلـك الدائـر
|
حيتـك تسحـب للهنـا أذيالهـا
|
غيداء ما رأت العيـون مثالهـا
|
بيضاء ناعمة الشبيبـة غضـة
|
رسمت بمـرآة الهـدى تمثالهـا
|
جعلت عقارب صدغها حراسها
|
من لثمها وجعودها أفعـى لهـا
|
قد زين الزند البهـي سوارهـا
|
حسنا وزيـن ساقيهـا خلخالهـا
|
حوراء حالية المعاصم والطلـى
|
عشق المتيـم غنجهـا ودلالهـا
|
مضى اليوم من عليا نزار عميدها
|
وقوض عنها فخرها وسعودهـا
|
وقد جذ من عدنان عرنين عزها
|
وراح لعمري جودها ووجودهـا
|
ومن مضر الحمرا هوى طود مجدها
|
ومما عراها شاب شجوا وليدهـا
|
ومن غالب قد بان منها طريقها
|
من المجد والعليا وبـان تليدهـا
|
فيا أيها القلب الجحاجحة الأولى
|
على هامة الجوزا تسامى صعودها
|
دهاك من الأرزاء والخطب فادح
|
له اسودت الأيام وأبيض فودهـا
|
فتلك بنو حرب بعرصة كربـلا
|
أحاطت على سبط النبي جنودها
|
لقد حشدت من كل فـج لحربـه
|
جيوش ضلال ليس يحصى عديدها
|
وذادته عن ورد الشريعة ظامئـا
|
إلى أن قضى بالطف وهو شهيدها
|
فأين لك الرايات تقطـر بالدمـا
|
إذا خفقت يوم الكفـاح بنودهـا
|
وأين لك البيض القواطع في الوغى
|
تذعر قلب الموت رعبا حدودها
|
وأين لك السمر الطوال التي لها
|
المراكز لبات العـدى وكبودهـا
|
ومما شجى قلبي ولو كف عبرتي
|
محارم من آل النبـي استحلـت
|
ومهتوكة بالطف عنها سجوفهـا
|
كعاب كقرن الشمس لما تبـدت
|
إذا حفزتها وزعة مـن منـازع
|
لها المرط عاذت بالخضوع ورنت
|
وربات خدر من ذؤابـة هاشـم
|
هتفن بدعوى خير حـي وميـت
|
أرد يـدا منـي إذا مـا ذكرتـه
|
على كبد حـرى وقلـب مفتـت
|
فلا بات ليل الشامتيـن بغبطـة
|
ولا بلغـت آمالهـا مـا تمنـت
|
وأهيف القد لان العطف معتـدل
|
بالطرف والظرف لا ينفك قفالا
|
إن جال أهدى لنا الآجال ناظره
|
أوصال قطع بالهجران أوصـالا
|
وإن نظرت إلى مـران وجنتـه
|
حسبت إنسان عيني فوقها خـالا
|
كأن عارضه بالمسك عارضني
|
أو ليل طرته فـي خـده سـالا
|
أو طاف من نور خديه على بصري
|
فخط بالليل فوق الصبح أشكـالا
|
أقيما على الجرعاء في دومتي سعد
|
وقولا لحادي العيس عيسك لا تخدي
|
فإن بـذاك الحـي ألفـا ألفتـه
|
قديما ولم أبلغ برؤيتـه قصـدي
|
عسى نظرة منه أبل بها الصدى
|
فيسكن ما ألقاه من لاعج الوجـد
|
وإلا فقـولا يـا أميــة إننــا
|
تركنا قليلا من صدودك بالهنـد
|
يحن إلى مغناك بالطلح والفضـا
|
ويصبو إلى تلك الأثيلات والرند
|
قفا نندب الأطلال أطلال عامـر
|
ونبكي بها شوقا لعل البكا يجدي
|
إلى ذات دل يخجل البدر حسنها
|
مرنحة الأعطاف مياسـة القـد
|
بـدوت لحبيهـا وإلا فإننــي
|
من الساكنين المدن طفلا على مهد
|
وغادرت نخلا بالمدينـة يانعـا
|
وملت إلى السرحات من عارضي نجد
|
فلا إثم في حبي لهـا ولقومهـا
|
وإن قيل إن اللـه يغفـر للعبـد
|
ولا سيمـا إن جئتـه متوسـلا
|
بمرسله خير النبيين ذي المجـد
|
أبي القاسم المبعوث من آل هاشم
|
نبيا لإرشـاد الخلائـق بالرشـد
|
دنى فتدلى مـن مليـك مهيمـن
|
كما القاب أو أدنى من الواحد الفرد
|
لأنت الذي فقت النبييـن زلفـة
|
من الله رب العرش مستوجب الحمد
|
يناجيك عبد من عبيـدك نـازح
|
عن الدار والأوطان بالأهل والولد
|
وسأل قربا من حماك فجـد لـه
|
بقرب فقرب الدار خير من البعد
|
ليلثـم أعتابـا لمسجـدك الـذي
|
به الروضة الفيحاء من جنة الخلد
|
فإن له سبعا وعشريـن حجـة
|
غريب عن الأوطان في ساحة الهند
|
إذا الليل واراني أهيـم صبابـة
|
إلى طيبة الغـراء طيبـة النـد
|
عليك سلام الله مـا ذر شـارق
|
وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي
|
كذلك أصحاب المناقـب حيـدر
|
وبضعتك الزهراء زاكيـة الجـد
|
وسبطاك من حاز الفضائل كلها
|
وسجادهم والباقر الصادق الوعد
|
وكاظمهم ثم الرضى وجوادهـم
|
كذاك علي ذو المناقب والزهـد
|
كذا العسكري صاحب الفضل والعلى
|
وقائمهم غوث الورى الحجة المهدي
|
بالله يا ريـح إن مكنـت ثانـي
|
من صدغه فأقيمي فيه واستتري
|
وراقبي غفلـة منـه لتنتهـزي
|
لي فرصة وتعودي منه بالظفـر
|
ويا كري ورد عذب من مقبلـه
|
مقابل الطعم بين الطيب والخصر
|
ولا تمسي عذاريـه فتفتضحـي
|
بنفحة المسك بين الورد والصدر
|
وإن قدرت على تشويش طرتـه
|
فشوشيها ولا تبقـي ولا تـذري
|
ثم اسلكي بين برديه على عجـل
|
واستبضعي الطيب وأتيني على قدر
|
لعل نفحة طيـب منـك ثانيـة
|
تقضي لبانة قلب فاقـد الوطـر
|
حب اليهود ((لآل موسى)) ظاهر
|
وولاؤهم لبني ((أخيـه)) بـادي
|
وإمامهم من نسل ((هارون)) الألى
|
بهم اهتدوا ولكـل قـوم هـادي
|
وأرى النصارى يكرمون محبـة
|
((لنبيهم)) نجرا مـن الأعـواد
|
وإذا تولى ((آل محمـد)) مسلـم
|
قتلـوه أو وسمـوه بالإلحــاد
|
هذا هـو الـداء العيـاء بمثلـه
|
ضلت حلوم حواضـر وبـوادي
|
ومراض القلوب عنـه تعامـت
|
والتعامي قضـى لهـا بعماهـا
|
وجميع الدهور منـه استنـارت
|
مبتداهـا ومنتهــى منتهاهــا
|
هو دون الإلـه، والخلـق طـرا
|
دونـه إذ علـاه فـوق علاهـا
|
وهو نـور الإلـه يهـدي إليـه
|
فاسأل المهتديـن عمـن هداهـا
|
وإذا قست فـي المعالـي عليـا
|
بســواه رأيتــه بسماهـــا
|
وسـواه بأرضهــا وإذا مــا
|
زاد قـدرا فمرتقــاه رباهــا
|
غير مـن كـان نفسـه ولهـذا
|
خصـه دون غيـره بأخاهــا
|
بك العيس قد بارت إلى نحو من تهوى
|
فأضحى بساط الأرض في سيرها يطوى
|
وتجرب الرياح العاصفات وراءها
|
تروم لحوق الخطو منها ولا تقوى
|
إذا هاج فيها كامن الشوق هزها
|
فتحسبها من هز أعطافها نشوى
|
إلى روضة في أرضها ينبت الندى
|
وأنهارها تجري بها الجود والجدوى
|
إلى بقعة فيها الذين اصطفاهـم
|
على الناس طرا عالم السر والنجوى
|
إلى منهل عذب وأشرف مأمـن
|
به الأمن في الدارين من سائر الأسوا
|
إلـى قبـة فيهـا قبـور أئمـة
|
بهم وبها يستدفع الضر والبلـوى
|
دعانـي والغـرام بحسنهنــه
|
فلست عن الهوى ألوي الأعنـة
|
كفاني في المحبـة مـا ألاقـي
|
وشاهـدي الدمـوع وسخنهنـه
|
ألا أبلـغ ظبـاء السعـد عنـي
|
سلــام متيــم بفراقهنـــه
|
وإن مرت نياقـك فـي ذراهـا
|
فقـف لـي سلاعـة لطلولهنـه
|
فسكناهــا بأفئــدة خــوال
|
من التفريـق كانـت مطمئنـه
|
رعى اللـه الظبـاء وإن ظلـم
|
أراق دمـي ظبـا ألحاظهنــه
|
فدعني والصبابـة يـا عذولـي
|
فـإن اللـوم يغرينـي بهنــه
|
ومات الحائـري بهـن مضنـى
|
صيــد فــي أشراكهنـــه
|
تؤنبني حتـى تركـن جوانحـي
|
لتضعف عن خدش النسيم إذا هبا
|
وما خلت أن البين أظفار غـدره
|
تمزق أحشائـي وتستلـب اللبـا
|
إلى أن سرت خوض الركاب نوافحا
|
تؤم من الوزراء منهلهـا العذبـا
|
تخـب لفتـان اللحـاظ مدعـج
|
لو اعترضت للعضب كهمت العضبا
|
متى هتفت ذات الجناح بسحـرة
|
تهيج مشوقا لم يزل دنفا صبـا
|
ربطت فـؤادي باليديـن وإنـه
|
لينزو وراء الركب يتبع الركبـا
|
فيا لا جرى طير الفراق ببينكـم
|
ولا ذعر التوديع من حبكم سربا
|
فـإن بأكنـاف الغرييـن ثاويـا
|
على رمق قد كاد يقضي بكم نحبا
|
تقلبـه أيـدي الغـرام وإنــه
|
على مثل أطراف القنا يطرح الجنبا
|
يهيم بمهضوم المخصر أهيـف
|
ولكن بماضي العزم يقتحم الصعبا
|
وتضعف عن حمل الرداء متونه
|
وبالهمة القعساء يقتلـع الهضبـا
|
كلما مر مـن صـدودك يحلـو
|
صل معنى فالحب قطع ووصل
|
لك في شرعة الهوى معجـزات
|
هن في فترة كمن الرسل رسـل
|
آمنت فيك أمـة العاشـق لكـن
|
تحت داج من ليل شعرك ضلوا
|
قبلـة العاشقيـن أنـت ولكـن
|
كـل وجـه توجهـوا فليصلـوا
|
أنت معنى الجمال والكـل وهـم
|
ومن الوهـم قولهـم لـك مثـل
|
شـرع عاشقـوك فيـك ولكـن
|
أنـا وحـدي بعبئهـم مستقـل
|
لك في النيرات أسنـى ظهـور
|
وهي لولاك نورهـا مضمحـل
|
لاح للناس من جبينك في الأفـق
|
هلـال فكبــروا واستهلــوا
|
سبقت فيـك للمحبيـن دعـوى
|
حققـت مدعـى الأوائـل قبـل
|
وحدة في الجمـال كـل جمـال
|
عرض زائـل ومعنـاك أصـل
|
سر على الرشد آمنا كـل ميـل
|
بفلا لم تجـب بعيـس وخيـل
|
خذ على الجدي ناكبا عن سهيل
|
(أيهـا الراكـب المجـد بليـل
|
فوق وجناء من بنات العيد)
|
جسرة شفها من الوجد ما شـف
|
فاستطارت مثل الظليـم إذا زف
|
انعلت بالقتاد وهـي بـلا خـف
|
(قد أخفاها السرى طول ما تف
|
لي بأخفافها نواصي البيد)
|
مـن رآهـا بالـدو ردد فكـرا
|
أفبرق سـرى أم الطيـف مـرا
|
ترتمي تارة وتعصـف أخـرى
|
(فهي كالسهم أمكنتـه يـد الـرا
|
مي أو الريح هب بعد ركود)
|
قد دعاهـا مـن الصبابـة داع
|
فمشت عن زرود لا عـن وداع
|
وهي مذ أزمعـت لخيـر بقـاع
|
(لم يعقها جذب البرى عن زماع
|
لا ولا الشيح من ثنايا زرود)
|
همها قصدهـا فلـم تـك تعلـم
|
أتجلـى صبـح أم الليـل أظلـم
|
أي كوماء مـن كرائـم شدقـم
|
(تترامى ما بيـن أكثبـة الـرم
|
ل ترامي الصلال بين النجود)
|
يممت للعـراق فـي عصفـات
|
كم أحالت منها جميـل صفـات
|
لا تراها سـوى عظـام رفـات
|
(ترتمـي كالقسـي منعطفـات
|
أو كشطن من الطوى البعيد)
|
وإذا فيك جانب الكـرخ جـاءت
|
نلت ما شئت من مناك وشـاءت
|
خذ بها حيث لمعة القدس ضاءت
|
(لا تقم صدرها إذا ما تـراءت
|
نار موسى من فوق طور الوجود)
|
تلـك أنـوار رحمـة حسبتهـا
|
نفس موسى نارا وما اقتبستهـا
|
أي نار يـد الهـدى شعشعتهـا
|
(تلك نـار الكليـم قـد آنستهـا
|
نفسه حين بالنبوة نودي)
|
أبصر الناس ليس كالنـار نعتـا
|
بهـت القلـب بالتشعشـع بهتـا
|
أحدقت فيه من جوانـب شتـى
|
(وتجلـت لـه فأبهـت حتــى
|
صعقا خر فوق وجه الصعيد)
|
أن يشارف سراك واديه فاحبس
|
وبطهر الـولاء قلبـك فاغمـس
|
واخلع النعل فهـو واد مقـدس
|
(وترجل فذاك مزدحـم الـرس
|
ل وهم بين ركع وسجود)
|
ذاك بيت جبريل مـن طائفيـه
|
وكـرام الأملـك مـن عاكفيـه
|
ويحق العكـوف مـن عارفيـه
|
(كيف لا تعكف الملائـك فيـه
|
وبه كنز علة الموجود)
|
لا تـزال الإسلـام تلجـأ فيـه
|
إن باب الحاجات مـن قاطنيـه
|
صاحب اسم سام وجـاه وجيـه
|
(وهي لولـاه لـم تـرد وأبيـه
|
صفو عذب من سلسل التوحيد)
|
هو نور الجلال من غير لبـس
|
سيـد الخافقيـن جـن وأنـس
|
حد معنى الهدى بطرد وعكـس
|
(ملك قائـم علـى كـل نفـس
|
بهدي المهتدي وكفر العنيد)
|
لا تخصص بـه مكانـا ووقتـا
|
هو مليء الجهـات أنـى التفتـا
|
يمنـة وسيـرة وفوقـا وتحتـا
|
(آيـة تمـلأ العوالـم حتــى
|
جاوزت بالصعود قوس الصعود)
|
جعفـر عنـده عهـود نبــوه
|
قل لموسى خـذ الكتـاب بقـوه
|
فحبـاه السـر الخفـي الممـوه
|
(لم يحطه وهم وهل يرتقي الوه
|
م لأدنى طرافة الممدود)
|
هو عـن ربـه معبـر صـدق
|
ذو عرج بـلا التئـام وخـرق
|
لا تـرم حـده بممكـن نطـق
|
(من تعرى عمن سـواه بسبـق
|
كنه معناه جل عن تحديد)
|
كاظم الغيظ منبع الفيض أمسـى
|
لطفـه يمـلأ العوالـم قدســا
|
قف على رمسه ويا طاب رمسا
|
(حي من مطلع الإمامـة شمسـا
|
هي عين القذى لعين الحسود)
|
تربـة مـا السمـا ولا نيراهـا
|
بالغـات لـدون أدنـى ذراهـا
|
شرف الكاظميـن لمـا كساهـا
|
(بهـج الكائنـات لمـع سناهـا
|
ولقلب الجحود ذات الوقود)
|
أيها المشتكي من الدهـر ضـرا
|
ومن المذنب قـد تحمـل وزرا
|
زر لموسـى وللجـواد مقــرا
|
(وانتشق من ثرى النبوة عطـرا
|
نشره ضاع في جنان الخلود)
|
أن تقبل الثـرى حـال سجـود
|
خلـت أطيابـه مجامـر عـود
|
نل بباب المـراد أعلـى سعـود
|
(والتثـم للجـواد كعبـة جـود
|
تعتصم عنده بركن شديد)
|
ربعه كعبة ويـا طـاب ربعـا
|
موقف فيـه للحجيـج ومسعـى
|
هو ليث الجلاد أن يلـق جمعـا
|
(هو غيث البلاد أن قطب العـا
|
م وغوث للخائف المطرود)
|
كان نورا في العرش زاه يلـوح
|
حيث ليسـت بجسـم آدم روح
|
وبـه أنعـش الرفـات المسيـح
|
(هو سـر الإلـه لولـاه نـوح
|
فلكه ما استقر فوق الجودي)
|
آية لم يصل لهـا الفكـر كنهـا
|
مثل روح الإنسان إن لم يكنهـا
|
جنة خاب من لوى الجيد عنهـا
|
(جنـة أتقـن المهيمـن منهـا
|
محكم السرد لا يدا داود)
|
من توقى الآثـام فيهـا كفيهـا
|
فهـو لـم يخـش زلـة يتقيهـا
|
درع أمن بقـي الـذي يرتديهـا
|
(لا تبالـي إذا تحـرزت فيهـا
|
برقيب من زلة أو عتيد)
|
أنـا واللـه مهتـدي بهداكــم
|
سنتي حبكـم ورفـض عداكـم
|
ليس لي مسكـة بغيـر ولاكـم
|
(يا أميري لا أرى لـي سواكـم
|
آمرا ماسكا بحبل وريدي)
|
فيكـم آيـة التباهــل نــص
|
ولكـم آيـة السـؤال تخــص
|
لي على حبكم بني الوحي حرص
|
(أنتم عصمتي إذا نفـخ الـص
|
ور وأمني من هول يوم الوعيد)
|
حبكـم مضغتـي تشيـر إليـه
|
إن سـر الفتـى علـى أبويـه
|
لست أخشى غدا ضلالـة تيـه
|
(قـد تغضيـت حبكـم وعليـه
|
شد عظمي وابيض بالرأس فودي)
|
مالك النار لم يجد لـي طريقـا
|
حيث أعددت حبكم لـي رفيقـا
|
قد شربت الولاء كأسـا رحيقـا
|
(كيف أخشى من الجحيم حريقـا
|
وبماء الولاء أورق عودي)
|
جزعت التياعا ليـوم الحسيـن
|
فـإن كنـت والهـة فاجزعـي
|
ليـوم بـه انكسـف المشرقـان
|
بغاشيــة الغســق الأسفــع
|
وغودر في الطف سبط الرسول
|
صريع الظمـا بالقنـا الشـرع
|
بنفسـي نفـس نضاهـا الظمـا
|
فسالـت علـى الأسـل اللمـع
|
نضاها الظمـا فأكلـن الضبـا
|
جوارحهـا بثـرى المصــرع
|
أكلن الضبا مهجـة المصطفـى
|
بشلـو ابـن فاطمـة الـأروع
|
بشلـو ابـن فاطمـة أغريـت
|
غـراث الحديـد فلـم تشبــع
|
دع ملام الفؤاد يـا بـن ودادي
|
أنا أولـى بـأن ألـوم فـؤادي
|
جسمي المتلف المعذب لا جسـم
|
سوائـي مـن سائـر الأجسـاد
|
وجفونـي المسهـدات وأجفــا
|
نك لم يرمهـا الهـوى بسهـاد
|
يا بن ودي واللوم أبغض شـيء
|
إن تلمني تكـن أشـر معـادي
|
خلنـي والهـوى ومـا يشتهيـه
|
القلـب فالعمـر مـؤذن بنفـاد
|
واعص لاحيك فـي الهـوى و
|
أجب داعيك فيه ولو دعا للفساد
|
إنما الدهر ضلـة بيـن أهليـه
|
فمـاذا يريـد منـك الهــادي
|
حتى م تألف بيضكـم أجفانهـا
|
وإلى م تنتظر الرمـاح طعانهـا
|
يابن الأولى شرعوا الهداية للورى
|
بالمرهفـات وقومـوا أركانهـا
|
طال انتضار الدهر وثبتك التـي
|
ما زال ينتظر الزمـان أوانهـا
|
أمعلـل الأيـام بعـد فسادهــا
|
أن سوف يملأ بالصلاح زمانها
|
ما أنت منتظر وقد محض البـلا
|
بمعاشـر محضتكـم إيمانهــا
|
بذات الغضا أرض أحن لقربهـا
|
حنين فصيـل فارقتـه علـوق
|
فعوجا خليلـي الغـداة بربعهـا
|
وقولا شج بشكو النوى وفريـق
|
سقيـم بـداء ملـه منـه أهلـه
|
وناء جفـاه صاحـب ورفيـق
|
تضيق علي الأرض وهي رحيبة
|
وكل مكـان بالغريـب يضيـق
|
فلا يبعدنك الله يـا ليـل خلـة
|
متى ما تلاقى شائـق ومشـوق
|
تسيل دموعي في الركاب إذا بدا
|
من الشرق برق أو أضاء بريـق
|
وأصبو لركبان الجنوب كأننـي
|
لكل جنوبـي المسيـر صديـق
|
ما انتظـار الدمـع أن يستهـلا
|
أو مـا تنظـر عاشـورا أهـلا
|
هـل عاشـور فقـم جـدد بـه
|
مأتم الحزن ودع شربـا وأكـلا
|
كيف لا تحزن فـي شهـر بـه
|
أصبحت آل رسول اللـه قتلـى
|
كيف لا تحزن فـي شهـر بـه
|
غودرت فاطمة الزهراء ثكلـى
|
كيف لا تحزن فـي شهـر بـه
|
رأس خير الخلق في رمح يعلـى
|
وإذا عاينـت أهليــه تــرى
|
نوبا فيها رزايـا الخلـق تسلـى
|
من عليل وسدته البـزل حلسـا
|
وقتيـل وسدتـه البيـد رمـلا
|
أميـم ذرينـي والبكـاء فإننـي
|
عن العيد واللبس الجديد بمعـزل
|
أميم أقلي من ملامـك واتركـي
|
مقالك لا تهلـك أسـى وتجمـل
|
لأن سرك العيد الذي فيه زينـة
|
لبعض أناس من ثياب ومن حلي
|
فقد عاد لي عيد الحـداد بعـوده
|
ألا فاعذرني يا أميم أو اعذلـي
|
يذكرني فعل ابن هنـد وحزبـه
|
يزيد وقد أنسى الورى فعل هرقل
|
فكم قد أطلـوا مـن دم بمحـرم
|
وكم حللوا ما لم يكـن بمحلـل
|
أو لم يكتفوا حتى أصابوا ابن فاطم
|
بسهم أصاب الدين فانقض من عل
|
وخر على حر الثـرى متبتـلا
|
إلى ربـه أفديـه مـن متبتـل
|
ومذ كان للإيجاد وفي الخلق علة
|
بكته البرايـا آخـرا بعـد أول
|
وخضبت السبع السماوات وجهها
|
بقاني دم من نحـره المتسلسـل
|
وذا العالم العلوي زلزل إذ قضى
|
كما العالم السفلـي أي تزلـزل
|
أبى رأسه إلا العلى فسما علـى
|
ذرى ذابل يسمو على هام يذبـل
|
وآدم لولاك لم يخلق)
|
بك الكـون آنـس منـه مجيئـا
|
وفيـك غـدا لا بـه مستضيئـا
|
لأنك مذ جـاء طلقـا وضيئـا
|
(بجبهته كنـت نـورا مضيئـا
|
كما ضاء تاج على مفرق
|
فمن أجـل نـورك قـد قربـا
|
إلـه السمـاء آدمـا واجتبــى
|
نعـم والسجـود لـه أو جبــا
|
(لذلـك إبليـس لمــا أبــى
|
سجودا له بعد طرد سقي)
|
وساعـة أغـداه فـي إفكــه
|
بأكل الذي خـص فـي تركـه
|
عصى فنجـا بـك مـن هلكـه
|
(ومع نوح إذ كنـت فـي فلكـه
|
نجا وبمن فيه لم يغرق)
|
وسارة فـي سـرك المستطيـل
|
غـداة غـدا حملهـا مستحيـل
|
بإسحـاق بشرهــا جبرئيــل
|
(وخلل نـورك صلـب الخليـل
|
فبات وبالنار لم يحرق)
|
حملـت بصلـب أميـن أميـن
|
إلى أن بعثـت رسـولا مبيـن
|
وهل كيف تحمل في المشركيـن
|
(ومنك التقلـب فـي الساجديـن
|
به الذكر أفصح في المنطق)
|
بـراك المهيمـن إذ لا سمــاء
|
ولا أرض مدحـوة لا فضــاء
|
ومـن خلـق الخلـق والأنبيـاء
|
(سواك مع الرسل فـي إيليـاء
|
مع الروح والجسم لم يلتق)
|
وكـل رأى اللـه لـم يحــذه
|
عـلاء وعلمـك لــم يغــذه
|
فنـزه عهـدك عــن نبــذه
|
(فجئت مـن اللـه فـي أخـذه
|
لك العهد منهم على موثق)
|
صدعت به والورى في عمـاء
|
فحفت بمجـدك جنـد السمـاء
|
ورف عليـك لــواء الثنــاء
|
(وفي الحشر للحمد ذاك اللـواء
|
على غير رأسك لم يخفق)
|
وحين عرجـت لأسمـى مقـام
|
وأدنـاك منـه إلــه الأنــام
|
أصبت بمرقاك أعلـى المـرام
|
(وعن غرض القرب منك السهام
|
لدى قاب قوسين لم تمرق)
|
وقدمـا بنـورك لمـا أضــاء
|
رأت ظلمـة العـدم الانجـلاء
|
فمن فضل نورك كان الضيـاء
|
(لقد رمقت بـك عيـن العمـاء
|
وفي غير نورك لم تمرق)
|
أضـاء سنـاك لهـا مبرقــا
|
وقابــل مرآتهــا مشرقــا
|
إلـى أن شـاع لهـا رونقــا
|
(فكنــت لمرآتهــا زئبقــا
|
وصفو المرايا من الزئبق)
|
بك الأرض مدت ليوم الـورود
|
وأضحت عليها الرواسي ركـود
|
وسقف السما شيد لا في عمـود
|
(فلولاك لا نظـم هـذا الوجـود
|
من العدم المحض في مطبق)
|
ولولاك ما كـان خلـق يعـود
|
لـذات النعيـم وذات الوقــود
|
ولا بهمـا ذاق طعـم الخلــود
|
(ولا شـم رائحــة للوجــود
|
وجود بعرنين مستنشق)
|
ولـو لـم يجــدك لمولــوده
|
أبــا أم أركــان موجــوده
|
إذن عقمــت دون توليـــده
|
(ولولــاك طفــل مواليــده
|
بحجر العناصر لم يبغق)
|
ولولاك ثوب الدجى ما انسـدل
|
ونور سراج الضحى ما اشتعـل
|
ولولاك غيث السمـا مـا نـزل
|
(ولولاك رتـق السمـاوات وال
|
أراضي لك الله لم يفتق)
|
ففيـك السمـاء علينـا بنــى
|
وذي الأرض مـد فراشـا لنـا
|
فلولاك مـا انخفضـت تحتنـا
|
(ولولـاك مـا رفعـت فوقنـا
|
يد الله فسطاط استبرق)
|
ولا كـان بينهمـا مـن ولـوج
|
لغيـث تحمـل مـاء يمــوج
|
ولا انتظم الأرض ذات الفـروج
|
(ولا نثرن أكـف ذات البـروج
|
دنانير في لوحها الأزرق)
|
ولا سير الشهـب ذات الضيـاء
|
بنهـر المجـرة رب العــلاء
|
ولا نبش نوتـي زنـج المسـاء
|
(ولا طاف من فوق موج السماء
|
هلال تقوس كالزورق)
|
ولولاك وشي الرياض اضمحـل
|
ولا طـرز الطـل منـه حلـل
|
وفيهن بسم الثـر مـا اشتمـل
|
(ولولاك مـا كللـت وجنـة ال
|
بسيطة أيدي الحيا المغدق)
|
ولولـاك مـا فلـت الغاديـات
|
بأنمـل قطـر نواصـي الفلـاة
|
ولا الرغـد ناغـى الغضــاة
|
(ولا كست السحب طفل النبـات
|
من الؤلؤ الرطب في نجنق)
|
ولا صدغ آس بـدا فـي ربـى
|
علـى خـدور وغـدا مذهبــا
|
ولا رنحت قـد غصـن صبـا
|
(ولا اختال نبت ربى فـي قبـا
|
ولا راح يرفل في قرطق)
|
أفضت نطـاق نـدى دافقـات
|
بها اخضر غرس رجا الكائنات
|
فلولـاك لـم تخفـض هامهـا
|
(وسبـع السمـاوات أجرامهـا
|
لغير عروجك لم تخرق)
|
ولولـاك يونـس مـا خلصـا
|
من الحوت حين دعـا مخلصـا
|
وعيسـى لمـا أبـرأ الأبرصـا
|
(ولولـاك مثعنجـر بالعصــا
|
لموسى بن عمران لم يفلق)
|
ولا يوم حرب على الشرك قاظ
|
بسيف هدى مستطيـر الشـواظ
|
ولا أنفس الكفر أضحـت نفـاظ
|
(ولولاك سوق عكـاظ الحفـاظ
|
على حوزة الدين لم ينفق)
|
#بحبل الهدى كم رقاب ربقـت
|
وكم لبني الشرك هامـا فلقـت
|
وكم في العروج حجابا خرقـت
|
(وأسرى بك الله حتـى طرقـت
|
طرائق بالوهم لم تطرق)
|
لقد كنت حيـث تحـار العقـول
|
بشأو على مـا إليـه وصـول
|
فأنزلـك اللـه هـاد رســول
|
(ورقاك مولـاك بعـد النـزول
|
على رفرف حف بالنمرق)
|
لـك اللـه أنشـأ مـن أمهـات
|
كرائـم مـا مثلهـا محصنـات
|
ومذ زوجـت بالكـرام الهـدات
|
(بمثلـك أرحامهـا الطاهـرات
|
من النطف الغر لم تعلق)
|
لحقـت وإن كنـت لـم تعنـق
|
بشأو بـه الرسـل لـم تنطـق
|
وأحرزت قدمـا مـدى الأسبـق
|
(فيـا لاحقـا قـط لـم تسبـق
|
ويا سابقا قط لم تلحق)
|
خلقـت لديـن الهـدى باسطـا
|
لنــا وبأحكامــه قاسطــا
|
وحيث صعدت علـى شاحطـا
|
(تصوبت مـن صاعـد هابطـا
|
إلى صلب كل نقي تقي)
|
جاءوا برأسك يابن بنت محمـد
|
مترمــلا بدمائــه ترميــلا
|
ويكبـرون بـأن قتلـت وإنمـا
|
قتلـوا بـك التكبيـر والتهليـلا
|
قتلوك عطشانـا ولمـا يرقبـوا
|
في قتلـك التنزيـل والتأويـلا
|
وكأنما بك يابـن بنـت محمـد
|
قتلوا جهـارا عامديـن رسـولا
|
نقضوا الكتاب المستبين وأبرموا
|
ما ليـس مرضيـا ولا مقبـولا
|
وجدناه أولى الناس بالناس أنـه
|
أطب قريش بالكتـاب وبالسنـن
|
وفيه الذي فيهم من الخيـر كلـه
|
وما فيهم مثل الذي فيه من حسن
|
وإن قريشـا لا تشـق غبـاره
|
إذا ما جرى يوما على السبق البدن
|
وصي رسول الله من دون أهلـه
|
وفارسه قد كان في أول الزمـن
|
وأول من صلى من الناس كلهـم
|
سوى خيرة النسوان والله ذو منن
|
وصاحب كبش القوم في كل وقعة
|
تكون لها نفس الشجاع لدى الذقن
|
فذاك الذي تثنى الخناصر باسمه
|
إمامهم حتـى أغيـب بالكفـن.
|
أعائش خلي عن علـي وعيبـه
|
بما ليس فيه إنمـا أنـت والـده
|
وصي رسول الله من دون أهلـه
|
وأنت على ما كان من ذاك شاهده
|
وحسبك منه بعض مـا تعلمينـه
|
ويكفيك لو لم تعلمي غير واحده
|
إذا ما قيل ماذا عبت منه رميته
|
بخذل ابن عفان وما تلـك أيـده
|
وليس سماء اللـه قاطـرة دمـا
|
لذاك وما الأرض الفضاء بمائده.
|
ليس بين الأنصار في حومة الحرب
|
وبيـن العــداة إلا الطعــان
|
وقراع الكماة بالقضـب البيـض
|
إذا مــا تحطــم المـــران
|
فادعها تستجب فليس من الخزرج
|
والـأوس يـا علــي جبــان
|
يا وصي النبي قد أجلت الحرب
|
الأعـادي وسـارت الأظعـان
|
واستقامت لك الأمور سوى الشام
|
وفي الشـام تظهـر الأضغـان
|
حسبهم مـا رأوا وحسبـك مـا
|
هكذا نحن حيـث كنـا وكانـوا
|
عين جودي على خزيمة بالدمـع
|
قتيل الأحـزاب يـوم الفـرات
|
قتلـوا ذا الشهادتيــن عتــوا
|
أدرك اللـه منهـم بالتــارت
|
قتلوه فـي فتيـة غيـر عـزل
|
يسرعون الركوب في الدعـوات
|
نصروا السيد الموفق ذا العـدل
|
ودانـوا بـذاك حتـى الممـات
|
لعـن اللـه معشــرا قتلــوه
|
ورماهـم بالخـزي والآفــات
|
مضى خلف الأبرار والسيد الطهر
|
فصدر العلى من قلبه بعده صفر
|
وغيب منه في الثرى نير الهدى
|
فغادرت ذكاء الدين وانكسف البدر
|
ومات الندى فلترثه السـن الثنـا
|
وليث الوغى فلتبكه البيض والسمر
|
هو الحر يوم الحرب تثني حرابه
|
عليه وفي المحراب يعرفه الذكر
|
فمن لليتامـى والأرامـل بعـده
|
وممن نرجي النفع إن مسنا الضر.
|
وأمـك الزهـراء مضمونــة
|
أرض بقيـع الغرقـد الأزهـر
|
والسيد المدعـو شبيـرا ومـن
|
يدعى بسبط المصطفـى شبـر
|
والتسعة الأطهار من لـم يكـن
|
يعرفهم فـي الديـن لـم يعـذر
|
هم خلفـاء اللـه فـي أرضـه
|
وهـم ولـاة البعـث والمحشـر
|
وهم سقاة النـاس يـوم الظمـا
|
شيعتهـم ريـا مـن الكوثــر
|
وأنتــم الــذواد أعدائكـــم
|
في مورد منـه وفـي مصـدر
|
وتدخلـون النـار مـن شئتـم
|
مـن جاحـد حقكــم منكــر
|
وتدخلـون الجنــة المقتفــي
|
آثاركـم فـي غابـر الأعصـر
|
إنـي مـوال مــن تولاكــم
|
ومـن يعاديكـم فمنـه بــري
|
مادت الأرض بي وآدت فـؤادي
|
واعترتنـي مـوارد العــرواء
|
حين قالوا الإمام نضـو عليـل
|
قلت نفسي فدتـه كـل الفـداء
|
مرض الدين لاعتلالـك واعتـل
|
وغـارت لـه نجـوم السمـاء
|
عجبا إن منيت بالـداء والسقـم
|
وأنـت الإمـام حسـم الـدواء
|
أنت آسي الأدواء في الدين والد
|
نيا ومحيي الأمـوات والأحيـاء
|
أليس رسول الله آخـى بنفسـه
|
عليا صغير السن يومئـذ طفـلا
|
فألا سواه كـان آخـى وفيهـم
|
إذا ما عددت الشيخ والطفل والكهلا
|
فهل ذاك إلا أنـه كـان مثلـه
|
لإألا جعلتم في اختياركم المثـلا
|
أليس رسول اللـه أكـد عقـده
|
فكيف ملكتم بعده العقد والحـلا
|
ألم تسمعوا قول النبـي محمـد
|
غداة علي قاعد يخصف النعـلا
|
فقـال عليـه بالإمامـة سلمـوا
|
فقد أمر الرحمن أن تفعلوا كـلا
|
فيا أيها الحبل المتين الـذي بـه
|
تمسكت لا أبغي سواه به حبـلا
|
واستبـى الأمـوال والــأرواح
|
كـم بـه مـن مغـرم عــان
|
في لظى الأشواق، ما له من راق
|
دمعـه المهـراق، مـن قــان
|
قلت لمـا راح فـي المحضـر
|
بلبـاس السنـدس الأخضــر
|
يوسـف الصديـق هـذا مــر
|
أو هلــال وأعلــى بـــان
|
نشـره العنبـر، ريقـه السكـر
|
ثغره الجوهـر، عقـد مرجـان
|
شعره مـن حنـدس الديجـور
|
نحره قـد صيـغ مـن بلـور
|
صـدره نـور علــاه نــور
|
لهــذه الماجــي كرمـــان
|
خده التفاح، منـه مسـك فـاح
|
وجهـه مصبــاح، وهبــان
|
كم لـه فـي عرصـة العشـاق
|
ميـت مـن لوعـة الأشــواق
|
ساهـر الأجفـان والأحــداق
|
دمعــه يجــري بتهتـــان
|
قلب إذ بالباب، حاسر الجلبـاب
|
ساحــر الألبــاب، فتــان
|
كـم وكـم يـا مائـس القــد
|
محـرق فـي جمـرة الخــد
|
قلب صـب فـي لظـى صـد
|
جاعــلا خــزان نيـــران |
مالـك الحـب، ساكـن القلـب |
مسعـر كربــي، وأحزانــي |
فانعمـن بالوصـل كـي ينعـم |
بـال بــال نــادر مغــرم |
فيك حبـل الوصـل قـد أبـرم |
كيــف تصليــه بهجــران |
فاسقني خمري، من لمى الثغـر |
وأذن يـا بـدري، وكيوانــي |
نـازلا فـي بـرج إسعــادي |
منجـزا بالقــرب ميعــادي |
جاليـا فـي روضـة الـوادي |
مــن قــدود ورد نعمــان |
الغـض، باسـط فـي الـأرض |
سندسـا فـي عـرض، ميـدان |
صفقـت بشـرا لنـا الـأوراق |
واغتدت مـن لاعـج الأشـواق |
بالأغانـي تطـرب المشتــاق |
كلمــا غنــت بالحســـان |
أرقص الأغصان، روحها النشوان
|
وانجلـت أحــزان، ندمانــي
|
مثلمـا جلـى عـن الإسلــام
|
سيـف سيـف الواحـد العلـام
|
غيهـب الاحــزان والآلــام
|
خيــر ضــراب وطعــان
|
حيدر الكرار، ناصـر المختـار
|
وارث الأســرار، ربانـــي
|
أهل بيـت المصطفـى الهـادي
|
خيــر عبـــاد وزهـــاد
|
مـا لــداود مــن الــزاد
|
غيــر حبــي آل عدنــان
|
خيـرة البـاري، خيـر أبـرار
|
من لظى النار، انقـذوا الجانـي
|
واشفعـوا فـي صفـح زلاتـي
|
والأخــلا مــع قراباتــي
|
والــذي يــروي فعالاتــي
|
والـذي يصغــي لأوزانــي
|
من ذوي الحب، خصكـم ربـي
|
غايـة القــرب، برضــوان
|
بدا يختال فـي ثـوب الحريـر
|
فعم الكون مـن نشـر العبيـر
|
فقلنـا نـور فجـر مستطيــر
|
جبينك أم سنـا القمـر المنيـر
|
وهـذا الـورد فــي الجنــه
|
بــدا أم حمــرة الوجنـــة
|
ودعــج العيــن أم دخنــه
|
بأصنــــاف العقاقيــــر
|
وقـد مائـل أم غصـن بــان
|
تثنـى أم قضيـب خيزرانــي
|
عليـه بـدر تـم شعشعانــي
|
بنور فـي الدياجـي مستطيـر
|
ونحــر مشــرق بالنــور
|
أم إبريــق مــن بلـــور
|
وريــق الثغــر أم أحــور
|
يجلــى فــي القواريـــر
|
ألا يا يوسفي الحسـن كـم كـم
|
فؤادي من لهيب الشوق يضـرم
|
وكم يـا فتنـة العشـاق أظلـم
|
ومالي في البرايا مـن نصيـر
|
وكـم مـن زفرتـي أحــرق
|
وكـم مـن عبرتـي أشــرق
|
فقلبي في الهوى صلـى وسلـم
|
وصحت وحر أشواقي ضميري
|
وأدعــى سيــد العشـــاق
|
قيــس بــن الملــوح ذاق
|
خمـر الحـب مــن دفــاق
|
راح مــــن مساطيــــر
|
وديـوان الهـوى أملـاه قلبـي
|
وكل نافـذ مـن فـرط حبـي
|
وأهل البين من زفراتي كربـي
|
هدوا كـل إلـى نـار السعيـر
|
أنـا الشاكـي أنــا الموجــع
|
أنــا الهاجــر للمضجـــع
|
كأنـي فـي الدجــى ألســع
|
بأشــــواك الزنابيــــر
|
فجد بالوصل يا بـدر الدياجـي
|
وصب الراح في كأس الزجـاج
|
وغن بحق حسنك يـا سراجـي
|
فإن الخيـل تشـرب بالصغيـر
|
وقـل يـا كامــل الحســن
|
إذا رجعــت فــي اللحــن
|
حمائــم وصلنــا غنـــي
|
وغربـان النــوى طيــري
|
وروح قلـب مشتـاق كئيــب
|
بريحـان الأغانـي يـا حبيبـي
|
ورجع يا ليالي الوصـل طيبـي
|
ومـن أقـداح أفراحـي ديـري
|
وجــودي يـــا ليالينـــا
|
بطيــب مـــن تدانينـــا
|
واخـف شخــص واشينــا
|
وأشخـــاص النواطيــــر
|
وقصر في الخطا عنـد التثنـي
|
يعـذر عـاذر قـد نـال منـي
|
ويخجـل كـل ميـاس بغصـن
|
ودع بحياة حسنـك يـا أميـري
|
مطــال العاشــق الهائــم
|
وقــول العــاذل اللائـــم
|
واقنــع بالهــوى حاكـــم
|
لكــي أبــدي معاذيـــري
|
أتعلـم أنـي أضحـي وأمسـي
|
أكرر فيـك درسـا بعـد درس
|
وأصلي من لهيب الشوق نفسـي
|
واتبع فيـض دمعـي بالزفيـر
|
وبـي مـا لـو بـه نــدري
|
طيـور الجـو فــي البحــر
|
لحـن الطيـر فــي الوكــر |
وأدمــــت بالمناقيــــر |
فإن ضيعت شيئـا مـن ودادي |
فحسبي حب احمـد خيـر هـاد |
ومبعـوث إلـى كـل العبــاد |
شفيع الخلـق والهـادي البشيـر
|
وحــب العتــرة الأطهــار
|
ينجـي مـن لهيــب النــار
|
حاشــا ربنـــا الغفـــار
|
يجــزي فــي المقاديـــر
|
بأن أصلـى لظـى نـار توقـد
|
وعندي حب خير الخلـق أحمـد
|
وحب المرتضى الطهر المسـدد
|
وحب الآل باق فـي ضميـري
|
هواكـم يـا بنــي الهــادي
|
بــه غنمــي وإسعـــادي
|
إذا وافيـــت ميعــــادي
|
بإجرامـــي وتقصيـــري
|
بـه داود يجـزي فـي المعـاد
|
نجـاة مـن لظـى ذات اتقـاد
|
وينجـو كـل عبــد ذي وداد
|
بحب الـآل والهـادي البشيـر
|
سقاكــم كـــل أحيـــان
|
مــن الوسمــي هتانـــي
|
مــن اللـــه برضـــوان
|
علــى طــول الأعاصيــر
|
تأسفت جارتي لمـا رأت وزري
|
وعدت الحلم ذنبا غير مغتفـر!
|
ترجو الصبا بعدما شابت ذوائبها
|
وقد جرت طلقا في حلبة الكبـر
|
أجارتي! إن شيب الرأس أقلقني
|
ذكر المعاد، وأرضاني من القدر
|
لو كنت أركن للدنيـا وزينتهـا
|
إذا بكيت على الماضين من نفري
|
أخنى الزمان على أهلي فصدعهم
|
تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر |
بعض أقام، وبعض قد أهاب به
|
داعي المنية، والباقي على الأثر
|
أما المقيم فأخشـى أن يفارقنـي
|
ولست أوبة من ولـى بمنتظـر
|
أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي
|
كحالم قص رؤيـا بعـد مدكـر
|
لولا تشاغل عيني بالأولى سلفوا
|
من أهل بيت رسول الله لم أقـر
|
وفي مواليك للمحـزون مشغلـة
|
من أن يقيم بمقصود على أثـر
|
أمسى الحسين ومسراهم لمقتلـه
|
وهم يقولون: هذا سيـد البشـر
|
يا أمة السوء ما جازيت أحمد عن
|
حسن البلاء على التنزيل والسور
|
خلفتموه على الأبناء حين مضى
|
خلافة الذئب في أنقاض ذي بقر
|
لم يبق حي من الأحيـاء نعلمـه
|
من ذي يمان ومن بكر ومن مضر
|
إلا وهم شركـاء فـي دمائهـم
|
كما تشارك أيسار علـى جـزر
|
قتل وأسـر وتحريـق ومنهبـة
|
فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
|
أرى أمية معذوريـن إن قتلـوا
|
ولا أرى لبني العباس من عـذر
|
قوم قتلتم على الإسلـام أولهـم
|
حتى إذا استملكوا جازوا على الكر
|
أبناء حرب ومـروان وأسرتهـم
|
بنو معيط ولاة الحقـد والوغـر
|
أربع بطوس على أرض الزكي بها
|
إن كنت تربهع من دين على وطر
|
قبران في طوس: خير الناس كلهم
|
وقبر شرهم هـذا مـن العبـر!
|
ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما
|
على الزكي بقرب الرجس من ضرر
|
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت
|
ياده منها، فخذ ما شئت أو فـذر
|
سقى الكرخ وكاف السحاب وجاده |
كما جـاد للمشتـاق فيمـا أراده |
ونال من الظبي الغريـر مـراده
|
(ورب غرير لم يـروع فـؤاده
|
أخو حنق في روضة الحسن يرتع)
|
وصب وروض الأنس يزهو نضارة
|
مـوردة مـن خـده مستعـارة
|
وظل وقد فـاق الهلـال إنـارة
|
(يناولني بالراح راحـا وتـارة
|
يرشفني من فيه والرشف أنفع)
|
أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا
|
أبى الفضل إلا أن تكون له أبـا
|
تطلبت أسبـاب العلـى فبلغتهـا
|
وما كل ساع بالـغ مـا تطلبـا
|
ودون احتمال الضيم عزا ومنعة
|
تخيرت أطراف الأسنـة مركبـا
|
لقد خضت تيار المنايا بموقـف
|
تخال بـه بـرق المنيـة خلبـا
|
وفيت بعهد المشرفية في الوغى
|
ضرابا وما أبقيت للسيف مضربا
|
وقفت بمستن النزال ولـم تجـد
|
سوى الموت في الهيجا عن الضيم مهربا
|
إلى أن وردت الموت والموت عادة
|
لكم عرفت تحت الأسنة والظبـا
|
ولا عار بالحر الكريم إذ قضـى
|
بحد الظبا حـرا كريمـا مهذبـا
|
رعى الله جسما بالسيوف موزعا
|
وقلبا على حـر الظبـا متقلبـا
|
ورأس فخار سيم خفضا فما ارتضى
|
سوى الرفع فوق السمرية منصبا
|
عجبت لسيف قد نبا بعد ما مضى
|
قراعا ولولا قدرة الله مـا نبـا
|
العقـل نـور وأنـت معنــاه
|
والكـون سـر وأنـت مبــداه
|
والخلق في جمعهـم إذا جمعـوا
|
الكـل عبـد وأنــت مولــاه
|
أنـت الولـي الـذي مناقبــه
|
ما لعلاهـا فـي الخلـق أشبـاه
|
يا آية اللـه فـي العبـاد ويـا
|
سـر الـذي لا إلـه إلا هــو
|
فقـال قــوم بأنــه بشــر
|
وقـال قــوم بأنــه اللــه
|
يا صاحب الحشر والمعاد ومـن
|
مولـاه حكـم العبــاد ولــاه
|
يا قاسم النـار والجنـان غـدا
|
أنـت ملـاذ الراجـي وملجـاه
|
كيف يخاف البرسي حر لظـى
|
وأنت عنـد الحسـاب غوثـاه.
|
ولائي لآل المصطفـى ونبيهـم
|
وعترتهم أزكى الورى وذويهـم
|
لهم سمة مـن جدهـم وأبيهـم
|
(هم القوم آثـار النبـوة فيهـم
|
تلوح وآثار الإمامة تلمع)
|
نجوم سماء الفضل أقمـار تمـه
|
معالم دين اللـه أطـواد حلمـه
|
منازل ذكر الله حكـام حكمـه
|
(مهابط وحي اله خـزان علمـه
|
وعندهم سر المهيمن مودع)
|
مديحهم في محكم الـذر محكـم
|
وعندهـم مـا قـد تلقــاه آدم
|
فدع حكم باقي الناس فهو تحكـم
|
(إذا جلسوا للحكم فالكـل أبكـم
|
وإن نطقوا فالدهر إذن ومسمع)
|
بحبهــم طاعاتنــا تتقبــل
|
وفي فضلهم جاء الكتاب المنزل
|
يعم نداهم كـل أرض ويشمـل
|
(وإن ذكروا فالكون ند ومنـدل
|
لهم أرج من طيبهم يتضوع)
|
دعى بهم موسى ففـرج كربـه
|
وكلمه من جانب الطـور ربـه
|
إذا حاولوا سرا تسهـل صعبـه
|
(وإن بارزوا فالدهر يخفق قلبـه
|
لسطوتهم والأسد في الغاب تفزع)
|
فلولاهم ما سار فلك ولا جـرى
|
ولا ذرأ الله البرايـا ولا بـرى
|
كرام متى ما زرتهم عجلوا القرى
|
(وإن ذكر المعروف والجود في الورى
|
فبحر نداهم زاخر يتدفع)
|
أبوهم أخو المختار طه ونفسـه
|
وأمهم الزهـراء فاطـم عرسـه
|
وهم فرع دوح في الرسالة غرسه
|
(أبوهم سماء المجد والأم شمسه
|
نجوم لهم برج الجلالة مطلع)
|
لهم نسب أضحى بأحمد معرقـا
|
رقوا فيه للعلياء أبعـد مرتقـى
|
وزادهم من رونق القدس رونقـا
|
(فيا نسبا كالشمس أبيض مشرقا
|
ويا شرفا من هامة النجم أرفع)
|
كـرام نماهـم طاهـر متطهـر
|
ومن لهم من أحمد الطهر عنصر
|
وأمهم الزهـراء والـأب حيـدر
|
(فمن مثلهم إن عد في الناس مفخر
|
أعد نظرا يا صاح إن كنت تسمع)
|
علي أميـر المؤمنيـن أميرهـم
|
وشبرهم أصل الورى وشبيرهـم
|
بها ليل صوامون فاح عبيرهـم
|
(ميامين قوامون عـز نظيرهـم
|
هداة ولاة للرسالة منبع)
|
مناجيب ظل الله في الأرض ظلهم
|
وهم معدن الأفضال والعلم كلهم
|
وفضلهم أحيـا البرايـا وبذلهـم
|
(فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم
|
ولا علم إلا علمهم حين يرفع)
|
إليـه يفـر الخاطئـون بذنبهـم
|
وهم شفعـاء المذنبيـن لربهـم
|
فلا طاعة ترضى لغير محبهـم
|
(ولا عمل ينجي غدا غير حبهم
|
إذا قام يوم البعث للحشر مجمع)
|
حلفت بمن قـد أم مكـة وافـدا
|
لقد خاب من قد كان للآل جاحدا
|
ولو أنه قد قطع العمـر ساجـدا
|
(ولو أن عبدا جاء للـه عابـدا
|
بغير ولا أهل العباليس ينفع)
|
بني أحمد مالي سوى حبكم غـدا
|
إذا جئت في قيد الذنوب مقيـدا
|
أناديكم يا خير من يسمـع النـدا
|
(فيا عترة المختار يا راية الهدى
|
إليكم غدا في محشري أتطلع)
|
فوالله لا أخشى من الذنب في غد
|
وأنتم ولاة الأمر يـا آل أحمـد
|
فها أنا ذا أدعوكم رافعـا يـدي
|
(خذوا بيدي يا آل بيـت محمـد |
فمن غيركم يوم القيامة يشفع) |
حتام تنظـر والغـرور يحـول
|
فيعود منك الطرف وهو كليـل
|
مر الزمان لديـك حلـو طعمـه
|
وحقيـر لذتـه لديـك جليــل
|
في كل يـوم لحـوادث غـارة
|
شعوا بها حبل الردى موصـول
|
لا وازر منهـا ولا ذو نجــدة
|
يقـوى لوطئتهـا ولا بهلــول
|
تتكثر الأعوان عندك في الرخـا
|
وكثير أعـوان الرخـاء قليـل
|
تبغي مسالمـة الزمـان سفاهـة
|
وتروم منه الـود وهـو ملـول
|
يلقي إلى الغمـر الذليـل قيـاده
|
فيتيـه بالإعـزاز وهـو ذليـل
|
ويحط منزلـة الشريـف كأنمـا
|
ملؤ الحشى فيـه عليـه ذحـول
|
كم ذي مدى قصر الورى عن نيله
|
هـو بالعنـاء ملفـع مشمـول
|
هذا الذي باهـى الجليـل بفعلـه
|
وبفضله السمـي أتـى التنزيـل
|
وبصبره عجب الورى وبمدحـه
|
نـادى بآفـاق السمـا جبريـل
|
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتـى
|
إلا علـي إذا اشتبكـن نصـول
|
والمصطفى الطهر الأمين مصرح
|
ومعرض بالقول حيـث يقـول
|
ما انفك يعرض بالحديث ويتقي
|
إن صد عن ذاك الحديث جهول
|
حتى أتته مـن المليـك عزيمـة
|
والركب من نصب المسير يميل
|
بلغ عن الله الذي أوحـى فـإن
|
جاشوا فأنت من الأذى مكفـول
|
فأقام في جمع تغص بـه الفـلا
|
ويضيق عنه عرضها والطـول
|
ورقى من الأقتاب منبـر غـرة
|
طال السما وله الوصـي عديـل
|
ودعـا لبيعتـه فقالـوا كلهــم
|
سمعا وأضغان القلـوب تجـول
|
حتى إذا وجدوا لذلـك فرصـة
|
وثبوا وسيف عنادهـم مسلـول
|
وتوازروا ظلما عليه ومـا دروا
|
أن الـذي قـد أحدثـوه جليـل
|
غصبوه إمرته التي شهدوا بهـا
|
والكل عنها فـي غـد مسـؤول
|
في الدار بيـن الغميـم والسنـد
|
أيام وصل مضـت ولـم تعـد
|
ضاع بها القلـب وهـي آهلـة
|
وضاع مذ أقفرت بهـا جلـدي
|
جرى علينا جور الزمـان كمـا
|
من قبلها قد جـرى علـى لبـد
|
طال عنائي بين الرسـوم وهـل
|
للحـر غيـر العنـاء والنكــد
|
ألا ترى ابن النبـي مضطهـدا
|
في الطف أضحى لشر مضطهد
|
يوم بقـي ابـن النبـي منفـردا
|
وهو من العـزم غيـر منفـرد
|
بماضــي سيفــه ومقولــه
|
فـرق بيـن الضلـال والرشـد
|
فقال لا أطلـب الحيـاة وهـل
|
فـراق دنياكـم سـوى ولــد
|
لما قعدتم عـن نصـر دينكـم
|
وآل شمل الهـدى إلـى البـدد
|
بقائـم السيـف قمـت أنصـره
|
مقومـا مـا دهـاه مــن أود
|
ولسـت أعطـي مقـادة بيـدي
|
وقائـم السيـف ثابـت بيـدي
|
واليوم وصل الحبيـب موعـده
|
فكيـف أرضـى تأخيـره لغـد
|
بشراي إن الحبيب شـاء يـرى
|
في الطف ميدان خيلكم جسـدي
|
والرأس مني على القنـاة غـدا
|
يسـار مـن بلـدة إلـى بلــد
|
لو قدنـي فـي هـواه مختبـرا
|
قد الهوى لم أكـن أقـول قـدي
|
أو قـال للعـذب لا تـرد أبـدا
|
وحسبـه لــم أرد ولــم أرد
|
لو جاز لي أن أكـون مقترحـا
|
لقلـت لا تنقـص البــلا وزد
|
إن لم تصلـو علـي فـي نفـر
|
صلـى علـي المهيمـن الأحـد
|
ولا تشقـوا لنـا اللحـود فمـا
|
تصنـع قتلـى الغـرام بالحـد
|
فإن يكن قد قتلـت فهـو يـدي
|
وإن يكن قد قتلـت فهـو يـدي
|
وسـل مـن غمـده زبانيــة
|
تقول يا جمـرة الوغـا اتقـدي
|
كحاملي اليوم صـرت ذا ظمـأ
|
إن لـم يـرد مـن دمائكـم أرد
|
وأصنع اليوم في الطفوف كمـا
|
صنعت في خيبـر وفـي أحـد
|
إن لم يكت أسندوا لكـم خبـري
|
فإن متنـي يغنـي عـن السنـد
|
أفديه مـن وارد حيـاض ردى
|
على ظمـأ للفـرات لـم يـرد
|
أصبـت فـي قلبـه بأسهمهـم
|
مذ قالت القوس خذه من كبـدي
|
فيـا مطايـا الآمـال واخــدة
|
قفي وبعـد الحسيـن لا تخـدي
|
ويا جفون العدى ألا اغتمضـي
|
فطالمـا قـد كحلـت بالسهـد
|
أقسمـت عليـك بمـا أولتــك
|
النضـرة مـن حسـن المنظـر
|
وبوجهـك إذ يحمــر حيــا
|
وبجـه محبــك إذ يصفــر
|
وبلؤلـؤ مبسمــك المنظــوم
|
ولؤلــؤ دمعــي إذ ينثــر
|
أن تترك هـذا الهجـر فليـس
|
يليــق بمثلــي أن يهجــر
|
فالسعـد وفـي النحـس خفـا
|
والوقت ضفا والروض اخضـر
|
فأجل الأقداح يصـرف الـراح
|
عسـى الأفـراح بهـا تنشــر
|
واشغل يمنـاك بصـب الكـاس
|
وخــل يســارك للمزهــر
|
فـدم العنقـود ولحـن العــود
|
يعيـد الخيـر وينفـي الشــر
|
بكـر للسكـر قبيـل الفجــر
|
فصفـو الدهـر لمـن بكــر
|
هـذا عملـي فاسلـك سبلــي
|
إن كنـت تقـر علـى المنكـر
|
سـودت صحيفــة أعمالــي
|
ووكلـت الأمـر إلـى حيـدر
|
هو كهفـي مـن نـوب الدنيـا
|
وشفيعـي فـي يـوم المحشـر
|
قـد تمــت لــي بولايتــه
|
نعـم جمـت عـن أن تشكـر
|
لأصيـب بهـا الحـظ الأوفـى
|
وأخصـص بالسهـم الأوفــر
|
بالحفـظ مـن النـار الكبـرى
|
والأمـن مـن الفـزع الأكبـر
|
هـل يمنعنـي وهـو الساقـي
|
أن أشرب من حـوض الكوثـر
|
يا من قـد أنكـر مـن آيـات
|
أبـي حسـن مــا لا ينكــر
|
إن كنـت لجهلــك بالأيــام
|
جحـدت مقـام أبــي شبــر
|
فاسـأل بـدرا واسـأل أحــدا
|
وسل الأحـزاب وسـل خيبـر
|
من دبـر فيهـا الأمـر ومـن
|
أردى الأبطـال ومـن دمــر
|
من هد حصون الشـرك ومـن
|
شـاد الإسلـام ومـن عمــر
|
مـن قدمــه طــه وعلــى
|
أهـل الإيمــان لــه أمــر
|
قاسـوك أبـا حسـن بسـواك |
وهـل بالطـود يقـاس الــذر |
أنـى سـاووك بمـن نـاووك |
وهـل سـاووا نعلـي قنبــر |
من غيرك من يدعـى للحـرب |
وللمحـــراب وللمنبــــر |
أفعـل الخيــر إذا انتشــرت |
في الناس فأنـت لهـا مصـدر |
وإذا ذكـر المعــروف فمــا |
لسـواك بـه شــيء يذكــر
|
أحييـت الديـن بسيـف قــد
|
أودعـت بـه المـوت الأحمـر
|
قطبا للحـرب يديـر الضـرب
|
ويجلـو الكـرب بيـوم الكـر
|
فاصـدع بالأمـر فناصــرك
|
البتــار وشانئــك الأبتــر
|
لو لم تؤمـر بالصبـر وكظـم
|
الغيـظ وليتـك لــم تؤمــر
|
مـا نـال الأمـر أخـو تيــم
|
فتناولــه منـــه حبتـــر
|
لكـن أعـراض العاجـل مـا
|
علقـت بردائـك يـا جوهــر
|
أنـت المتهـم بحفـظ الديــن
|
وغيــرك بالدنيــا يغتــر
|
أفعالـك مـا كانــت فيهــا
|
إلا ذكــرى لمــن أذكــر
|
حججـا ألزمـت بهـا منضـل
|
وتبصـرة لمــن استبصــر
|
آيـات جلالــك لا تحصــى
|
وصفـات كمالـك لا تحصـر
|
مـن طـول فيـك مدائحــه
|
عـن أدنـى واجبهـا قصــر
|
فاقبـل يـا كعبــة آمالــي
|
من هدي مديحي مـا استيسـر
|
فيا مغذا على وجنـاء مرتعهـا
|
قطع الفجاج ولمع الآل ما تـرد
|
كأنها بعرش بلقيس وقد علقـت
|
بهـا أمانـي سليمـان إذا تخـد
|
جب بالمسير هداك الله كل فـلا
|
عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
|
حتى يبـوءك الترحـال ناحيـة
|
تحل من كرب اللاجي بها العقد
|
وبقعة ترهب الأيـام سطوتهـا
|
وليس تهرب من ذؤبالهـا النقـد
|
وروضة أنجم الزهراء قد حسدت
|
حصباءها وعليها يحمد الحسـد
|
وأرض قدس من الأملاك طاف بها
|
طوائف كلما مروا بها سجـدوا
|
فارخص الدمع من عينين قد غلتا
|
على لهيب جوى في القلب يتقـد
|
وقل ولم تدع الأشجان منك سوى
|
قلب الفريسة إذ ينتاشهـا الأسـد
|
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا
|
ورد هني ولا عيش لنـا رغـد
|
طالت علينا ليالي الانتظار فهـل
|
يا ابن الزكي لليل الانتظار غـد
|
فاكحل بطلعتك الغرا لنـا مقـلا
|
يكاد يأتي على إنسانهـا الرمـد
|
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل
|
يغنى اصطبار وهى من درعه الجلد
|
كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكـم
|
وشملكـم بيـدي أعدائكـم بـدد
|
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت
|
بها النوائب لمـا خانهـا الجلـد
|
هب أن جندك معدود فجدك قـد
|
لاقى بسبعين جيشا ما له عـدد
|
ويـوم حنيـن إذ ولـوا هزيمـا
|
وقد نشرت من الشـرك البنـود
|
فغادرهم لدى الفـوات صرعـى
|
ولـم تغـن المغافـر والحديـد
|
فكم مـن غـادر ألقـاه شلـوا
|
عفير التـرب يلثمـه الصعيـد
|
هـم بخلـوا بأنفسهـم وولـوا
|
وحيـدرة بمهجتــه يجــود
|
وفي الأحزاب جاءتهـم جيـوش
|
تكـاد الشامخـات لهـا تميــد
|
فنادى المصطفـى فيهـم عليـا
|
وقد كـادوا بيثـرب أن يكيـدوا
|
فأنـت لهـذه ولكــل يــوم
|
تـذل لـك الجبابـر والأسـود
|
فسقى العامري كـؤوس حتـف
|
فهزمـت الجحافـل والجنــود
|
أيا أكرم الدنيا ويا أشرف الورى
|
ومن فضله ينبو عن الحد والحصر
|
ومن قد رقى السبع الطباق بفعله
|
وعوضه الله البراق عن المهـر
|
وخاطبـه اللـه العلـي بحبـه
|
شفاها ولم يحصل لعبد ولا حـر
|
عدولي عن تعداد فضلك لائـق
|
بكل لساني عنه في النظم والنثر
|
وماذا يقول الناس في مدح من أتت
|
مدائحه الغراء في محكم الذكـر
|
سعيت إليه عاجلا سعي عاجـز
|
بعبأ ذنوب جمة أثقلت ظهـري
|
ولكن ريح الشوق حرك همتـي
|
وروح الرجا مع ضعف نفسي وفقري
|
ومن عادة العرب الكرام بوفدهم
|
أعادتهم بالخير والخير والوفـر
|
وإني بلا وقـر أتيـت مؤمـلا
|
بلى أنت قد واعدتني الوقر في مصر
|
فحقق رجائي سيدي في زيارتي
|
بنيل منائي والشفاعة في الحشر
|
كم ذا أواري الجوى والسقم يبديه
|
وأحبس الدمع والأشواق تجريـه
|
شابت ذوائب آمالي وما نجحـت
|
وليل هجرك ما شابت نواصيـه
|
ولاهب الوجد في الأحشاء يخمده
|
رجا الوصال وداعي الوجد يذكيه
|
رفقا بقلب المعنى في هواك فما
|
أبقيت بالهجر منـه مـا يعانيـه
|
وكيف يقوى على الهجران ذو كبد
|
جرت لطول التنائي من مآقيـه
|
صب رماه الهوى في كل مهلكة
|
من الأسى حيث ناجته دواعيـه
|
شام بالإبرق لـاح برقـا وهنـا
|
فصبا شوقا إلى الجـزع فحنـا
|
وجـرى ذكـر أثيلـات النقـى
|
فشكا من لاعـج الوجـد وأنـا
|
دنف قد عاقه صـرف الـردى
|
وخطوب الدهـر عمـا يتمنـى
|
كلما جـن الدجـى حـن إلـى
|
زمن الوصل فأبـدى مـا أحنـا
|
وإذا هـب نسيـم مـن ربــى
|
حاجر أهدى له سقمـا وحزنـا
|
يـا عريبـا بالحمـى لولاكــم
|
ما صبا قلبي إلى ربـع ومغنـى
|
قاتل الله النـوى كـم قرحـت
|
كبدا مـن ألـم الشـوق وجفنـا
|
سلبـت لوعتـي لذيـذ رقـادي
|
وكستني ثوب الضنـا والسهـاد
|
ورماني دهـري بسهـم العنـاد
|
(وغرامي ما أن له مـن نفـاد
|
كل يوم وليلة في ازدياد)
|
لي حزن فـي كـل آن جديـد
|
وعنـاء يشيـب منـه الوليــد
|
والتهاب يـذوب منـه الحديـد
|
(قد بكى رحمة لحالي الحسـود
|
ودموع تسح سح الغوادي)
|
لست أبكي لفقد عصر الشبـاب
|
وتقضي عهد الهوى والتصابـي
|
وصـدود الكواعـب الأتـراب
|
(وتنائـي الخليـط والأحبــاب
|
من سليمى وزينب وسعاد)
|
قد نهاني النهي عـن التشبيـب
|
وادكار الهوى وذكـر الحبيـب
|
فتفرغـت للأسـى والنحيــب
|
(مذ أتى زاجرا نذيـر المشيـب
|
معلما بالفناء حين ينادي)
|
بل بكائي لأجل خطـب جليـل
|
أضرم الحزن في فـؤاد الخليـل
|
ورمـى بالعنـاء قلـب البتـول
|
(وأسال الدمـوع كـل مسيـل
|
فتردى الهدى بثوب الحداد)
|
رزء من قد بكت لـه الفلـوات
|
واقشعـرت لموتـه المكرمـات
|
وهوت مـن بروجهـا النيـرات
|
(والمعالـي لفقــده قائلــات
|
غاب والله ماجأي وعمادي)
|
فجعة نكسـت رؤوس المعالـي
|
واستباحت حمى الهدى والجلـال
|
ورمت بالقذى عيـون الكمـال
|
(قد أناخت بخيـر صحـب وآل
|
عترة المصطفى النبي الهادي)
|
يا لها فجعـة وخطبـا جسيمـا
|
أوقعت في حشى الكليـم كلومـا
|
وبقلـب الأميـر حزنـا مقيمـا
|
(وأعادت جسم السقيـم سقيمـا
|
جفنه للأسى حليف السهاد)
|
لهف نفسي على رهين الحتـوف
|
حين أمسى نهب القنا والسيـوف
|
ثاويا جسمه بـأرض الطفـوف
|
(وهو ذو الفضل والمقام المنيف
|
وسليل الشفيع يوم المعاد)
|
منعـوه ورود مـاء الفــرات
|
وسقوه كـأس الفنـا والممـات
|
بعـد تقتيـل أهلـه والحمــاة
|
(وأحاطت بـه خيـول الطغـاة
|
بمواضي الظبا وسمر الصعاد)
|
هو خاتم الرسل الكـرام محمـد
|
كهف المؤمل منجـح المأمـول
|
رب المناقب والبراهيـن التـي
|
قـادت لطاعتـه أسـود الغيـل
|
نطقت بفضل علومه الآيات في
|
الفرقـان والتـوراة والإنجيـل
|
لولاه ما عرف الورى ربا سوى
|
أصنامهم في الفضل والتفضيـل
|
كلا ولا اتخذوا سوى ناقوسهم بدلا
|
مــن التكبيــر والتهليـــل
|
وبناظر غنـج وطـرف أحـور
|
يصمي القلوب إذا رنا بسهامـه
|
وكأن خط عـذاره فـي حسنـه
|
شمس تجلت وهي تحـت لثامـه
|
فالظبي ليس لحاظـه كلحاظـه
|
والغصن ليس قوامـه كقوامـه
|
قمر كأن الحسن يعشق بعضـه
|
بعضا فساعـده علـى أقسامـه
|
فالحسن مـن تلقائـه وورائـه
|
ويمينـه وشمالــه وأمامــه
|
ويكاد من ترف لرقـة خصـره
|
ينقـد بالـأرداف عنـد قيامـه
|
يا سعـد دع لهـواه واستمسـك
|
بمن ترقى بهم وتزاح من آثامـه
|
بمحمـد وبحيــدر وبفاطــم
|
وبولدهـم عقـد الـولا بتمامـه
|
فهم الأولى لولاهم ما أوضحـت
|
سبل الهدى في عـوزه وشآمـه
|
عبدوا الإله وغيرهم من جهلـه
|
ما زال منعكفا علـى أصنامـه
|
لقـد فجعـت بفارسهـا عيـن
|
كما فجعت بفارسهـا السكـون
|
غـداة أتـى أبـا حسـن عليـا
|
وأم النقـع مشيلــه طحــون
|
ليطعنـه فقلـت لـه خذنهــا
|
مسوقـة يخـف لهـا القطيـن
|
أقول له ورمحي فـي صـلاء
|
وقد قـرت بمصرعـه العيـون
|
ألا يا عمرو عمرو بني حصيـن
|
وكـل فتـى ستدركـه المنـون
|
أترجـو أن تـال إمـام صـدق
|
أبـا حسـن وذلـك لا يكـون
|
لقد بكت السكون عليـك حتـى
|
وهت منها النواظـر والجفـون
|
ألا أبلـغ معاويـة ابـن حـرب
|
ورجم الغيـب تكشفـه الظنـون
|
بانـا لا نـزال لكـم عــدوا
|
طوال الدهر ما سمـع الحنيـن
|
ألـم تـر أن والينــا عليــا
|
أب بـر ونحـن لـه بنــون
|
وأنـا لا نريـد سـواه يومــا
|
وذاك الرشـد والحـظ المبيـن
|
وأن لـه العـراق وكـل كبـش
|
حديد القـرن ترهبـه القـرون
|
لآل المصطفى شـرف محيـط
|
تضايق عـن تضمنـه البسيـط
|
إذا كثـر البلايــا والرزايــا
|
فكـل عنـده الجـأش الربيـط
|
إذا مـا قـام قائمهـم بوعــظ
|
فــإن كلامــه در لقيـــط
|
إذا مـا قسـت عدلهـم بعـدل
|
تقاعس دونـه الدهـر القسـوط
|
هم العلمـاء إن جهـل البرايـا
|
هم الموفـون إن خـان الخليـط
|
بنو أعمامهـم جـاروا عليهـم
|
ومال الدهـر إذ مـال الغبيـط
|
لهـم فـي كـل يـوم مستجـد
|
برغـم الأصدقـاء دم عبيــط
|
فمـات محمـد وارتـد قــوم
|
بنكث العهد وانبـرت الشـروط
|
تناسوا ما مضـى بغديـر خـم
|
فأدركهـم لشقوتهــم هبــوط
|
على آل الرسول صلـاة ربـي
|
طوال الدهر ما طلـع الشميـط
|
قسيـم النـار ذو خيـر وخيـر
|
يخلصني الغـداة مـن السعيـر
|
فكأن محمد في النـاس شمسـا
|
وحيـدر كـان البـدر المنيـر
|
هما فرعان مـن عليـا قريـش
|
مصاص الخلق بالنص الشهيـر
|
وقال لـه النبـي لأنـت منـي
|
كهرون وأنـت معـي وزيـري
|
ومن بعدي الخليفة فـي البرايـا
|
وفي دار السرور على سريـري
|
وأنت غياثهـم والغـوث فيهـم
|
لدر الظلماء والصبـح السفـور
|
مصيري آل أحمد يوم حشـري
|
ويوم النصر قائمهـم مصيـري
|
بنـو الزهـراء آبـاء اليتامـى
|
إذا ما خوطبـوا قالـوا سلامـا
|
هم حجج الإلـه علـى البرايـا
|
فمـن ناوهـم يلـق الأثامــا
|
يكون نهارهم في الدهر صومـا
|
وليلهـم كمـا تـدري قيامــا
|
ألم يجعـل رسـول اللـه يـوم
|
الغديـر عليـا المولـى إمامـا
|
ألم يـك يـدر أحـوى علومـا
|
ألم يـك حيـدر أعلـى مقامـا
|
بنـوه العـروة الوثقـى تولـى
|
عطاؤهـم اليتامـى والأيامــى
|
هم الراعون في الدنيـا الذمامـا
|
هم الحفاظ في الأخرى الأنامـا
|
لقد هد ركنـي رزء آل محمـد
|
وتلك الرزايا والخطوب عظـام
|
وأبكت جفوني بالفرات مصارع
|
لآل النبي المصطفـى وعظـام
|
عظام بأكنـاف الفـرات زكيـة
|
بهـن علينـا حرمـة وذمــام
|
فكـم حـرة مسبيـة ويتيمــة
|
وكم من كريم قد علـاه حسـام
|
لآل رسول الله صلـت عليهـم
|
ملائكة بيـض الوجـوه كـرام
|
أفاطم أشجاني بنوك ذوو العلـى
|
فشبـت وإنـي صـادق لغلـام
|
وأضحيت لا ألتذ طيب معيشتـي
|
كـأن علـي الطيبـات حـرام
|
ولا البارد العذب الفرات أسيغـه
|
ولا ظل يهنينـي الغـداة طعـام
|
يقولون لي صبرا جميلا وسلـوة
|
ومالي إلى الصبر الجميل مـرام
|
فكيف اصطباري بعد آل محمـد
|
وفي القلب مني لوعة وضـرام.
|
أرى العمر في صرف الزمان يبيد
|
ويذهب لكـن مـا نـراه يعـود
|
فكن رجلا أن تنض أثواب عيشه
|
رثاثا فثوب الفخر منـه جديـد
|
وإياك أن تشتري الحيـاة بذلـة
|
هي الموت والموت المريح وجود
|
وغير فقيد مـن يمـوت بعـزة
|
وكل فتى بالـذل عـاش فقيـد
|
لذاك نضى ثوب الحياة ابن فاطم
|
وخاض عباب الموت وهو فريد
|
ولاقى خميسا يملأ الأرض رجفة
|
بعزم له السبـع الطبـاق تميـد
|
نفسي بآل رسول اللـه هائمـة
|
وليس إن همت فيهم ذام من سرف
|
كم هـام قبلـي أقـوام جهابـذة
|
قضية الدين لا ميلا إلى الصلف
|
لا غرو هم أنجم العليا بلا جـدل
|
وهم عرانين بيت المجد والشرف
|
شم المعاطس من أولاد حيـدرة
|
من البتول تجافوا زحمة الكلـف
|
سباق أرباب غابات السباق وهم
|
جواهر القدس تزري لؤلؤ الصدف
|
بهم غرامي وفيهم فكرتي ولهـم
|
عزيمتي وعليهم في الجوى لهفي
|
وفيهـم لـي آمـال أؤملهــا
|
في الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف
|
مررت على أبيـات آل محمـد
|
فلـم أر أمثالهــا إذ تجلــت
|
فلا يبعد اللـه الديـار وأهلهـا
|
وإن أضحت منهم برغم تخلـت
|
وكانوا رجاء ثم عـادوا رزيـة
|
لقد عظمت تلك الرزايا وجلـت
|
أولئك قوم لم يشيمـوا سيوفهـم
|
ولم تكثر القتلى بها حين سلـت
|
وإن قتيل الطف مـن آل هاشـم
|
أذل رقابا مـن قريـش فذلـت
|
ألم تر أن الشمس أضحت مريضة
|
لفقد حسيـن والبلـاد اقشعـرت
|
أصفاه أحمد من خفـي علومـه
|
فهو البطين من العلـوم الأنـزع
|
هو قبلة الله التـي ظهـرت لنـا
|
وشهـاب نـور للهدايـة يلمـع
|
حبر عليـم بالـذي هـو كائـن
|
وإليه في علم الرسالـة يرجـع
|
نطقت دلائلـه بفضـل صفاتـه
|
بين القبائل وهو طفـل يرضـع
|
لولـاه لـم تـك للنبـي ذلالـة
|
ولملـة الإسلـام بـاب يشـرع
|
من ذا له شمس النهار تراجعـت
|
بعد الأفول وقد تقضى المطلـع
|
أبا حسن ومثلـك مـن ينـادى
|
لكشف الضر والهـول الشديـد
|
أتصرع في الوغى عمرو بن ورد
|
وتردي مرحبـا بطـل اليهـود
|
وتسقي أهل بدر كـاس حتـف
|
مصبــرة كعتبــة والوليــد
|
وتجري النهروان دمـا عبيطـا
|
بقتـل المارقيـن ذوي الجحـود
|
وتأبى أن تكف جيوش عسـري
|
وتنصرني على الدهـر العنيـد
|
وها هو قد أراني الشهب ظهـرا
|
وأحرم ناظري طيـب الهجـود
|
أترضى أن يكدر صفو عيشـي
|
وتصبح أنت في عيـش رغيـد
|
أتنعم فـي الجنـان خلـي بـال
|
ومني القلب فـي جهـد جهيـد
|
أما قد كنـت تؤثـر قبـل هـذا
|
ببذل القوت في القحـط الشديـد
|
فكيف أخيب منك وأنـت مثـر
|
جواهر كدرت عيـش الحسـود
|
فمــــن در وياقــــوت
|
والمـاس يلـوح علـى عقـود
|
ومن قنديـل تبـر بـات يجلـو
|
سناه الهـم عـن قلـب الوفـود
|
فجد لي يا علـي ببعـض هـذا
|
فـإن التبـر عنـدك كالصعيـد
|
ولي ياابن الكـرام عليـك حـق
|
رثاء سليلـك الظامـي الشهيـد
|
فكم أجريت مـن دمـع عليـه
|
وكـم فطـرت قلبـا كالحديـد
|
قف بالطفوف وجد بفيض الأدمع
|
إن كنت ذا حزن وقلب موجـع
|
والبس ثياب الحزن سودا واكتحل
|
إن كنت مكتحلا بجمـر الأدمـع
|
أيبيت جسم ابن النبي على الثرى
|
ويبيت من فوق الحشايا مضجعي
|
لا در در مدامعي إن قصـرت
|
عن سقي ترب عراص ذاك المصرع
|
وأذاب جسمي السقم إن هو لم يذب
|
حزنا لجسم بالسيـوف مبضـع
|
نحرتني الأعداء إن لم أندب النحر
|
الخضيـب بحرقـة وتوجــع
|
وسكنت ترب اللحد إن لم أبـك
|
للخد التريب بمقلـة لـم تهجـع
|
رضت جياد الخيل صدري إن سلا
|
بالطف قلبي رض تلك الأضلـع
|
وتقاسمت قلبي. . . إن لم أبـت
|
قلقا لفيء فـي العـدو مـوزع
|
سهم أصاب حشاك يا ابن المصطفى
|
ظلما أصاب حشى البطين الأنزع
|
وأصاب قلب المصطفى والبضعة
|
الزهراء والحسن الزكي الـأروع
|
شلت يد الرامي الكفور أما درى
|
من ظل يرمي مغرقا في المنزع
|
قسما بصبرك والمواضي ترتوي
|
من فيض نحرك بالدم المستنقـع
|
إن البكاء عليك حرفـة عاجـز
|
فتجود بالهملان سحـب الأدمـع
|
قد براها للسرى جـذب براهـا
|
فذراهـا يأكـل السيـر ذراهـا
|
ودعاها للحمى داعـي الهـوى
|
فدعاها فالهـوى حيـث دعاهـا
|
يا لها مـن أحـرف مسطـورة
|
تسبق الوحي إذ الحـادي تلاهـا
|
ترتمي شوقـا فلـولا ثقـل مـا
|
في صدور الركب طارت في سراها
|
سحب صيف قد أيديها الحصـى
|
برقها والرعد أصـوات رغاهـا
|
كلما حنـت لـأرض المنحنـى
|
وكلاها قـرح الشـوق كلاهـا
|
ذات أنفـاس حـرار صيـرت
|
فحمة الظلماء جمرا في لظاهـا
|
(سقى حيكم يا خيرة الله ديمـة)
|
تغادى ترى تلك الرياش لبغياهـا
|
وحيت حماكم كـل آن غمامـة
|
(من المزن تحذوها النعامى وترعاها)
|
(ولا زالت الأيام تهـدي إليكـم)
|
نفايـس تسليماتهـا وعطاياهـا
|
وما انفكت الأقدار تسدي إليكـم
|
(من العز والإقبال خير هداياها)
|
(أرشتم جناحي في ظلال رياضكم)
|
وقد كنت مقصوص الجناح معناها
|
فطال جناحي حين رشتم بكسره
|
(فطرف إلى الدار التي كنت أهواها)
|
(وكم اطلب المجد الأثيل برحلتي)
|
ولا النفس عنهم رغبة كان مراها
|
وما كان للدنيا نوحي وهجرتـي
|
(ولا طلبت نفسي غنى لا ولاجاها)
|
(ولكنما الأقدار تهتف بالنـوى)
|
وتأتي على الحر الكريم رزاياها
|
وتجري على عكس المراد صروفها
|
(فصبرا على تشتيتها وبلاياهـا)
|
(وإن زماني مولـع بانعكاسـه)
|
فلا تستوي أحواله في براياهـا
|
وللدهـر فينـا عـادة مستمـرة
|
(مقاديره تجري بـلا متمناهـا)
|
(فدعها إلى حكم الإلـه وأمـره)
|
ففي يـده أنـى أراد لمجراهـا
|
وسلم له وهو الرحيـم أمورهـا
|
(فيقضي كما شاء الحكيم قضاياها)
|
(وإن كنت في شك من الأمر فاجتهد)
|
وأبصر إلى ما كان في بدأ مبداها
|
واعمل لدى تصريفها الفكر راعيا
|
(وبادر إلى الآثار واحك حكاها)
|
(ألم تر أن الشمس وهي رفيعة)
|
تصاب بكسف من يقبح مرآهـا
|
ومع ذا لعمري لا تزال على المدى
|
(لتجري وأفلاك السما عكس مجراها)
|
(وأن رسول اللـه راح بنفسـه)
|
حذار عليها مـن بـواد أعداهـا
|
وعاد حبيب اللـه إذ ذاك ذاهبـا
|
(إلى الغار خوفا من قريش وأخفاها)
|
(وإن أميـر المؤمنيـن أقامـه)
|
خليفته في الناس يقضي قضاياها
|
وأعلن في خـم لديهـم بنصـه
|
(لأمته يـوم الغديـر يرعاهـا)
|
(فبخبخ كل منهم ثـم ضيعـوا)
|
مقالته بالأمس من سوء تقواهـا
|
وما راقبوا فيه النبـي وخالفـوا
|
(وصيته فيه وما خيف عقباهـا)
|
(بني أحمد يا خيرة الله في الورى)
|
وآيته الكبرى وحجـة مولاهـا
|
لأنتم ولاة الأمر خـزان علمـه
|
(وعروته الوثقى وعلة مبداهـا)
|
(متى يظهر المهدي منكم محكما)
|
فيشفي نفوسا شفها عظم برحاها
|
ويطلع نور الله بالحق صادعـا
|
(فيأخذ أوتار لها عنـد أعداهـا)
|
(فيا رب عجل بالقيام لنصـره)
|
وأور به زند الهدى وامح طغواها
|
واشف قلوبا مسها الوجد والأسى
|
(وإلا فقربنـي إليـك بتقواهـا)
|
يا راكبا بفلـي الفلـاة بحسـرة
|
كالقوس بل كالسهم لا بل كالوتر
|
زيافة إن هجهج الحـادي بهـا
|
زفت كما زف الظليـم إذا نفـر
|
عرج على شاطئ الفرات ميمما
|
قبر الأغر أبي الميامين الغـرر
|
قبر ثوى فيه الحسيـن وحولـه
|
أصحابه كالشهب ضمت بالقمـر
|
مولى دعوه إلى الهوان فهاجـه
|
والليث إن أحرجتـه يومـا زأر
|
فانساب يختطف الطغاة ببـارق
|
كالبرق يذهب بالقلوب وبالصبر
|
فكم لك م غـر سـوار شـوارد
|
تكاد لعمري أن تكـون كواكبـا
|
هي الزاد للسفر المقوض راحلا
|
هي الفضل للراوي إذا قام خاطبا
|
إذا جلبت في الحي كانت عرائسا
|
وإن سافرت في الركب كانت مواكبا
|
رعت روضة الآداب غناء غصنه
|
فأرخت على الأيام منها الوائبـا
|
تسامت إلى أوج المعالي مغـذة
|
كأن لها عنـد النجـوم مآربـا
|
غرائب لو كانت لهـن أقـارب
|
لكانت لها زهر النجـوم أقاربـا
|
ولو كن عقيانـا لكـن فرائـدا
|
ولو كن أترابـا لكـن كواعبـا
|
نجائب لم ترفع يدا بعدما ثـوت
|
(وألقت يديها في مرابع من تهوى)
|
(أتت بك تفري مهمها بعد مهمه)
|
من الآل لم تلحظ طريقا به رهوى
|
وقد بسطت آمالها الغـر عندمـا
|
(يظل بأيدينها بساط الفلا يطوى)
|
(يحركها الشوق الملح فتغتـدي)
|
من الشوق سكرى دون ما سكرة النشوى
|
وكم جهزت جيش العزائم واغتدت
|
(تشن على جيش الملا غارة شعوا)
|
(يعللها الحادي بحزوى ورامـة)
|
وأعلام رضوى وهي ما ألفت رضوى
|
وما تيمتها عرب تيماء من هوى
|
(وما هيجتها رامة لا ولا حزوى)
|
(ولكنها حنت إلى سر من رأى)
|
ولا صبر للعاني المشوق ولا سلوى
|
دعاها إليها ما دعاها من الهوى
|
(فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا)
|
(إلى روضة ساحاتها تنبت الرضا)
|
ويدني جناها من يد المجتنى عفوا
|
وتنفخ بالهجران أنفاس زهرهـا
|
(وتثمر للجانين أغصانها العفوا)
|
(إلى حضرة القدس التي قد تضمنت)
|
مظاهر لطف الله تقوى بها التقوى
|
وقد فجرت فيها وقد أقلع الحيـا
|
(بحور ندى منها عطاشا الورى تروى)
|
(فرزها ذليلا خاضعا متوسـلا)
|
وناج بها من يسمع السر والنجوى
|
ولذ بحماها من أذى الدهر عائدا
|
(بها مظهرا لله ثم لها الشكـوى)
|
(لتبلغ في الدنيا مرامـك كلـه)
|
وتحظى كما شاء الرجاء بما تهوى
|
وتسعد فـي أولـاك أي سعـادة
|
(وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى)
|
(عليها سلام مـا مـر ذكرهـا)
|
رديفا لذكر الله في حمده تلـوى
|
وما نشرت في الفضل أخبار فضلها
|
(وذلك منشور مدى الدهر لا يطوى)
|
رأت ربع من تهوى فأرست خفافها
|
(وألقت يديها في مرابع من تهوى)
|
(أتت بك تفري مهمها بعد مهمه)
|
تجوب الفلا شوقا إلى ذلك المثوى
|
ومن فرط أشواق عليها قد انطوت
|
(يظل بأيديها بساط الهوى يطوى)
|
#يحركها الشوق الملح فتغتـدي)
|
تصول على الآفاق تقطعها عدوا
|
تجهز من جيش الغـرام كتائبـا
|
(تشن على جيش الفلا غارة شعوا)
|
(يعللها الحادي بحزوى ورامـة)
|
ورضوى وأوطان تماثلها رضوى
|
وما هاجها مغنى برضوى وغيرها
|
(وما هيجتها رامة لا ولا حزوى)
|
(ولكنها ما حنت إلى سر من رأى)
|
وهاجت بها أشواقها نحو من تهوى
|
دعاها الهوى إذ كان يعلم ما بها
|
(فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا)
|
(إلى روضة ساحاتها تنبت الرضا)
|
وتجري بها الأنهار للوفد بالجدوى
|
وأشجارها تحنو عليهـا بظلهـا
|
(وتثمر للجانين أغصانها العفوا)
|
(إلى حضرة القدس التي قد تضمنت)
|
قبورا بها يستدفع الضر والبلوى
|
وفيهـا كـرام لا تـزال أكفهـم
|
(بحور ندى منها عطاشا الورى تروى)
|
(فزرها ذليلا خاضعا متوسـلا)
|
إلى الله فيها راجيا منهم العفـوا
|
وسف تربها والثم ثراها ولذ ببـا
|
(بها مظهرا لله ثم لها الشكـوى)
|
(لتبلغ في الدنيا مرامـك كلـه)
|
وترجع مسرورا وتحظى بما تهوى
|
وتأمن في الدارين ممـا تخافـه
|
(وتأتي في الأخرى إلى جنة المأوى)
|
(عليها سلام الله ما مر ذكرهـا)
|
وما دامت الأخبار في فضلها تروى
|
وما دام في الآفاق ينشر فضلهـا
|
(وذلك منشور مدى الدهر لا يطوى)
|
وقـد لـاح الفلـاح لطالبيــه
|
(فعج بالعيس واغتنـم الفلاحـا)
|
(على ربع يطيب لهـا مناخـا)
|
إذا صـدرت غـدوا أو رواحـا
|
ويشفعهـا بعـل بعـد نهــل
|
(إذا وردت ويسعفهـا مراحـا)
|
(على وادي طوى إذ نار موسى)
|
كنـور محمـد مـلأ البطاحـا
|
إذا لاحـت بليـل مـن بعيــد
|
(أعاد الليـل ثاقبهـا صباحـا)
|
(وإذ يقرى العفاة بهـا جـودا)
|
يفوت البحـر جـودا والرياحـا
|
فتى مـا هـزه خطـب ولكـن
|
(إذا سئل القرى اهتز ارتياحـا)
|
(فيقري ذا الضلال هدى ورشدا)
|
وزذا الخسران فضلا وارتياحـا
|
وذا الإعسار يسرا بعـد عسـر
|
(وذا الرشد الهدى طلقا مراحـا)
|
(سلالة سـادة سـادوا البرايـا)
|
وعموا الخلق جـودا وامتياحـا
|
وجازوا في الفضائل من عداهم
|
(جميعا من غدا منهـم وراحـا)
|
(نجوم للهـدى جبلـوا رشـادا)
|
شموس للعلى ظهـرت صباحـا
|
جبـال للنهـى خلقـوا عمـادا
|
(وسحب للندى جبلـوا سماحـا)
|
(هم راشوا المكـارم فاستقلـت)
|
ولكن لـم تجـد عنهـم براحـا
|
وقد خفضت جناح الذل شكـرا
|
(وقد كانت ولم تملـك جناحـا)
|
(فدن واخلع به النعلين واخضع)
|
وارغم أنف من بالزور لاحـى
|
واقبـل تربـه والثــم ثــراه
|
(وعفـر بالتـراب ولا جناحـا)
|
(وسل لمطالب الدارين نجحـا)
|
تجد كـل النجـاح بـه مباحـا
|
وأمـا تخـش مـن رده فسلـه
|
(بجاههما العظيم تـر النجاحـا)
|
أيـدوم فـي دار الفنـاء بقـاء
|
أم هل يرام من الزمـان وفـاء
|
أم كيف يؤمن فتك دنيا لم تـزل
|
تعفو بهـا السـادات والشرفـاء
|
ضحكت بوجهك فاغتررت وأنه
|
لا شك ضحك منك واستهـزاء
|
أودى الدنى كانت بطلعة وجهـه
|
تجلي الخطوب وتكشف الغمـاء
|
لم أنس إذ حمل الأعاظم نعشـه
|
ولهـم هنالـك رنـة وبكــاء
|
وترجـل الكبـراء إجلـالا لـه
|
ولمثلــه يترجــل الكبــراء
|
لو لم يكن تاجا لرأس الفخر مـا
|
حملته فوق الـأرؤس الرؤسـاء
|
يا راحلا لم يرتحـل عنـا وإن
|
خلت المـدارس منـه والانـداء
|
قد أظلمت سبل الرشاد وطالمـا
|
كشفت بغـرة وجهـك الظلمـاء
|
وغداة عم مصابه أرخت: (قـد
|
فدحت برزء الصادق العلمـاء)
|
أرق بالطف وكف الدمع سكبـا
|
فقد أمسـى بـه الإسلـام نهبـا
|
وقـد أورى زنـاد الكفـر فيـه
|
بكـف أميـه قدحــا وثقبــا
|
غداة أقامـت الهيجـاء حـرب
|
وآل أميـة بالطــف حربــا
|
رمت حزب الإله بـه وقـادت
|
عليهم من بني الطلقـاء حزبـا
|
سطت فسطا أبو الأشبال فـردا
|
كأحمد صولـة وعلـي ضربـا
|
متـى تهـزز جوانحـه عـداه
|
تجد جأشا لـدى جنبيـه صلبـا
|
وإن حمي الوطيس لصـار فيـه
|
جناحا من بنـي صخـر وقلبـا
|
وإن كدت عوادي الخيل أصمـى
|
قريعا في رحى الهيجـاء قطبـا
|
بأبيض يخطف الأبصار مـاض
|
صقيل لا يكل الضرب عضبـا
|
إلى أن خر فـي البيـدا طعينـا
|
وعالج من زوام المـوت كربـا
|
وطبق خطبـه الآفـاق شجـوا
|
وأظلـم يومـه شرقـا وغربـا
|
وأصبح صحبـه للبيـض لمـا
|
أبيدوا في عراص الطـف نهبـا
|
متى ماس غصن أو تغنت حمائمه
|
جرى غير منزور من الدمع ساجمه
|
وما الشوق إلا جذوة يستثيرهـا
|
هبوب غرام حين جدت سمائمـه
|
كتمت الهوى حتى أضر بي الهوى
|
وأنفس شـيء للمهالـك كاتمـه
|
وعيش تقضى لي على السفح برهة
|
ترحل عني واستقلـت رواسمـه
|
لهوت به دهرا وما حال دونـه
|
هوى لائم والحب شتى لوائمـه
|
بماذا اعتذاري حين ألقاك في غد
|
وقد خف ميزاني بما اكتسبت يدي
|
تصرم عمري والهوى يستفزني
|
لطرف كحيل فوق خـد مـورد
|
أرى خير يومي الذي سمحت به
|
يد الدهر يوما فزت فيه بموعدي
|
وثبت إلى اللذات وثبـة حـازم
|
رمتـه أعاديـه بسهـم مسـدد
|
كأن بياضي في سواد صحيفتـي
|
مجدا كما جـد الكريـم لسـؤدد
|
شرعت شعار المتقين مخادعـا
|
أخا سفه في بردة الجهل يرتدي
|
وأنذرني الشيـب المفنـد للفتـى
|
فلم يصغ سمعي للعذول المفنـد
|
وجزت حدود الله ستيـن حجـة
|
سفاها وملكت الغوايـة مقـودي
|
ندمت وما تغني الندامـة بعدمـا
|
دنا الحتف أو قامت على اليأس عودي
|
ولا ذخر إلا عفـو ربـي تمـده
|
شفاعة خير المرسليـن محمـد
|
أبو القاسم النور المبين ومن بـه
|
تشرف عدنان بأشـرف مولـد
|
نبي الهدى لولاه لم يعرف الهدى
|
ولا لفظ توحيد بدا مـن موحـد
|
براه إله العرش من نور قدسـه
|
وأودعه في صلب بدر وفرقـد
|
فكان خيارا من خيار فصاعـدا
|
إلى آدم مـن سيـد بعـد سيـد
|
فهدم ما قد كـان غيـر مهـدم
|
وشيد ما قد كـان غيـر مشيـد
|
وإيوان كسرى أنذر الفرس قائلا
|
هوى ملك كسرى فاجزعي أو تجلدي
|
وعفى رسـوم الجاهليـة مثلمـا
|
عفا رسم أطلـال ببرقـة ثهمـد
|
وأوضح نهج الحق بعد دروسـه
|
وقامت قناة الدين بعـد التـأود
|
تدارك في عون من اللـه أمـة
|
تموج بآذي من الشـرك مزبـد
|
عكوفا على أصنامهم يعبدونهـا
|
جهارا فيا تبـا لـه مـن تعبـد
|
يدعهـم شيطانهـم بضلالــة
|
ويوردهم من كيده شـر مـورد
|
فانذرهم في معجـزات ضاؤهـا
|
يسير بها الساري بليل ويهتـدي
|
عيانا كتظليل الغمامة والحصـى
|
وتسبيحه وانظر لشـاة أم معبـد
|
وقل في حنين الجذع ما شئت واعتبر
|
بمعراجه واقصر خطابك أو زد
|
فأول من زاغت عن الحق واعتدت
|
عليه قريش وامتطت ظهر أجرد
|
فهاجر من بيت الإلـه ليثـرب
|
بكل كمي مثـل عضـب مهنـد
|
تحف به مثل النجـوم عصابـة
|
بطاعة مولاها تـروح وتغتـدي
|
وأومي لأنصـار فدتـه بأنفـس
|
فيا نعم مفدو ويا نعـم مفتـدي
|
رجال يذمون الحروب إذا قضت
|
إلى السلم إذ ليست عليهم بسرمد
|
فكم يوم بدر صال بدر وأشرقت
|
بوارقه مـا بيـن هـام وأكبـد
|
فسل عنهم أهل القليب فكم ثوى
|
بأرجائه من ملحد غيـر ملحـد
|
فيا راكبا يطوي الفلـاة بجسـرة
|
من البرق تطوي فدفدا بعد فدفد
|
إذا أنت شارفت المدينة فابلغـن
|
تحيـة ملهـوف لأكـرم منجـد
|
وقل يا شفيع المذنبيـن استغاثـة
|
وشكوى أتت من عبد رق لسيـد
|
ألا يا رسول الله دعوة صـارخ
|
وندبـة عـان بالذنـوب مقيـد
|
ألا يا رسول الله دعوة ضـارع
|
فكن سامعا شكواه يا خير منجـد
|
ألا يا رسول الله دعـوة خائـف
|
صروف الردى فانظر لشمل مبدد
|
كليب يغيث المستجير فكيف من
|
بمولى كليب غوث كل مصفـد
|
يلوذ فهل يخشى من الدهر غارة
|
ويحذر من خطب من الدهر أنكد
|
عليك سلام الله يا خير من مشى
|
على الأرض ما راعى الكواكب مهتدي
|
غاية المدح فـي علـاك ابتـداء
|
ليت شعري ما تصنع الشعـراء
|
يا أخا المصطفى وخير ابن عـم
|
وأميـر إن عــدت الأمــراء
|
ما نرى ما استطـال إلا تناهـى
|
ومعاليـك مـا لهـن انتهــاء
|
فلـك دائـر إذا غـاب جـزء
|
من نواحيـه أشرقـت أجـزاء
|
أو كبـدر مـا يعتريـه خفـاء
|
من غمـام إلا عـراه انجـلاء
|
يرهب البحر صولة الجزر لكـن
|
غـارة المـد غـارة شعــواء
|
رب رمل عالج يـوم يحصـى
|
لم يضق في رمالـه الإحصـاء
|
وتضيق الأرقام عن معجـزات
|
لك يـا مـن ردت إليـه ذكـاء
|
يا صراطا إلى الهدى مستقيمـا
|
وبـه جـاء للصـدور الشفـاء
|
بنـى الديـن فاستقـام ولـولا
|
ضرب ماضيك ما استقام البنـاء
|
أنـت للحـق سلـم مـا لـراق
|
يتأنــى بغيــره الارتقــاء
|
أنـت هـارون الكليـم محـلا
|
من نبـي سمـت بـه الأنبيـاء
|
أنت ثاني ذوي الكسا ولعمـري
|
أشرف الخلق من حواه الكسـاء
|
ولقـد كنـت والسمـاء دخـان
|
مـا بهـا فرقـد ولا جــوزاء
|
في دجى بحر قدرة بين بـردي
|
صدف فيـه للوجـود الضيـاء
|
لا الخلا يـوم ذاك فيـه خـلاء
|
فيسمـى ولا المــلاء مــلاء
|
قال زورا من قـال ذلـك زور
|
وافترى من يقـول ذاك افتـراء
|
آية فـي القديـم صنـع قديـم
|
قاهر قـادر علـى مـا يشـاء
|
نبـأ والعظيـم قـال عظيــم
|
ويل قـوم لـم تغنهـا الأنبـاء
|
لم تكن في العموم من عالم الذر
|
وينهـى عـن العمـوم الهنـاء
|
معدن الناس كلها الأرض لكـن
|
أنت من جوهر وهـم حصبـاء
|
لا تفيد الثريـا حـروف الثريـا
|
رفعـة أو يعمــه استعــلاء
|
شبه الشكل ليس يقضي استـواء
|
إنمـا فـي الحقائـق الاستـواء
|
شمل الروح مـن نسيمـه روح
|
حيـن مـن ربـه أتـاه النـداء
|
قائلا مـن أنـا فـروى قليـلا
|
وهـو لولـاك فاتـه الاهتـداء
|
ولـك اسـم رآه خيـر البرايـا
|
مـذ تدلـى وضمـه الإسـراء
|
خط نحو اسمـه العـرش قدمـا
|
في زمان لم تعـرض الأسمـاء
|
ثم لاح الصباح من غيـر شـك
|
وبـدا سرهـا وزال الغطــاء
|
وبـر اللـه آدم مـن تــراب
|
ثـم كانـت مـن آدم حــواء
|
شرف الله فيـك صلبـا فصلبـا
|
أزكيــاء نمتهــم أزكيــاء
|
فكأن الأصلاب كانـت بروجـا
|
ومن الشمـس عمهـن البهـاء
|
لـم تلـد هاشميــة هاشميــا
|
كعلــي وكلهــم نجبـــاء
|
وضعتـه ببطــن أول بيــت
|
ذاك بيـت بفخـره الاكتفــاء
|
أمـر النـاس بالمـودة لكــن
|
منهم أحسنـوا ومنهـم أسـاؤوا
|
يا ابن عم النبـي ليـس ودادي
|
بـوداد يكـون فيـه الريــاء
|
فالورى فيك بين غـال وقـال
|
وموال وذو الصـواب الـولاء
|
وولائي إن بحـت فيـه بشـيء
|
فبنفســي تخلفــت أشيــاء
|
أتقـي ملحـدا وأخشـى عـدوا
|
يتمـارى ومذهبــي الإتقــاء
|
وفـرارا مـن نسبــة لغلــو
|
إنمـا الكفـر والغلـو ســواء
|
كقريش وكفرهـا ليـس ينسـى
|
أبـدا مـا تعنــت الورقــاء
|
باعدوا المصطفى على القرب منه
|
أي خطـب أقــارب أعــداء
|
ذا مبيت الفـراش يـوم قريـش
|
كفـراش وأنـت فيـه ضيـاء
|
فكأنـي أرى الصناديـد منهـم
|
وبأيديهـم سيــوف ظمــاء
|
صاديات إلـى دم هـو للمـاء
|
طهـور ولـو غيرتـه الدمـاء
|
دم من ساد في الأنـام جميعـا
|
ولديـه أحرارهــا أدعيــاء
|
قصرت مذ رأوك منهم خطاهـم
|
ولديهـم أحرارهــا أدعيــاء
|
شكر الله منـك سعيـا عظيمـا
|
قصرت عـن بلوغـه الأتقيـاء
|
ورجـال قـد أذنـت بسجـود
|
ليعـوق ونسرهـم ثـم فــاؤا
|
عميت أعين عن الرشـد منهـم
|
وبـذات الفقـار زال العمــاء
|
يستغيثون فـي يغـوث إلـى أن
|
منك قد حل في يغوث القضـاء
|
لك طول علـى قريـش بيـوم
|
فيـه طـول وريحـه نكبــاء
|
كم رجال أطلقتهـم بعـد أسـر
|
أشنـع الأسـر أنهـم طلقــاء
|
إن تزويــج فاطــم بعلــي
|
هو من فاطـر السمـاء ابتـداء
|
أمـر اللـه جبرئيـل أن اهبـط
|
لحبيبـي ولتهبــط الســراء
|
وليزوج شمـس الفخـار ببـدر
|
يخجل البـدر نـوره والسنـاء
|
لـو بأرحامهـم فتـى كعلــي
|
أو كمـن أرضعتهمـا الزهـراء
|
لدعاهم مذ باهل القـوم جهـرا
|
وهل الصبـح يعتريـه الخفـاء
|
يردع الخصـم شاهـدان حنيـن
|
بعد بدر لو قـال هـذا ادعـاء
|
إن يـوم النفيـر والعيـر يـوم
|
هو فـي الدهـر رايـة ولـواء
|
أرغم اللـه فيـه أنـف قريـش
|
وأبـى الملحديـن ذاك الإبــاء
|
سل وليدا وعتبـة مـا دعاهـم
|
لفنـاء عـدا عليــه الفنــاء
|
لا تسـل شيبـة فقـد أسكرتـه
|
نشـوة كرمهـا القنـا والظبـاء
|
مذ دعوا للنزال أنصار صـدق
|
زان فيهـم عفافهـم والحيــاء
|
برز الـأوس نحوهـم فأجابـوا
|
لا حيـاء فلتبــرز الأكفــاء
|
ثـم أسكنتهـم بقعـر قليــب
|
بعدما عنهـم يضيـق الفضـاء
|
وحنين وقد شكـت ثقـل حمـل
|
مذ وطاهـا حسامـك الغبـراء
|
حل في بطنها من الشرك رهـط
|
حاربوا المصطفى وبالإثم بـاؤوا
|
ليس إلا مخاضهـا يـوم حشـر
|
يوم لم تعرف المخاض النسـاء
|
أحد قـد أرتـك أثبـت منهـم
|
يوم ضاقت مـن القنـا البيـداء
|
يوم حاطت ليوث قحطان رعبـا
|
وبلاء الأصحـاب ذاك البـلاء
|
وخبـت جمـرة لعبـد منـاف
|
صح من حرها الهدى والسنـاء
|
أنا لا أنس إن نسيـت الرزايـا
|
كبـدا فلــذه لهنــد غــذاء
|
كم شرقتم من آل حرب بحـرب
|
وإلـى اللـه ترجـع الخصمـاء
|
ليس خطبا بل كان أعظم خطب
|
كسر سن لهـا النفـوس فـداء
|
فر من فـر والمنـادي ينـادي
|
أثر مـن لا بسمعهـم إصغـاء
|
كل هذا وأنـت تبـري نفوسـا
|
هم لمن حل في الصفا رؤسـاء
|
ولصبـر صبرتــه ولعــبء
|
قـد تحملتـه أتلــك النــداء
|
لا فتـى فـي الأنـام إلا علـي
|
وكـذا السيـف عمـه استثنـاء
|
ثم في فتح خيبـر نلـت فخـرا
|
شاهـد الفخـر رايـة بيضـاء
|
أعطيت ذا بسالـة حبـاه اللـه
|
يمينا مـا فـوق هـذا عطـاء
|
فسقى مرحبـا بكـأس ابـن ود
|
مسكرا عنه تقصـر الصهبـاء
|
ودحـا بـاب خيبـر بيميــن
|
هـي للديـن عصمـة ورقـاء
|
قال لما شكت مواضيـه سغبـا
|
تلك أم القـرى وفيهـا القـراء
|
جاء نصر الإله في ذلك اليـوم
|
وبالفتــح تمــت النعمــاء
|
وحديـث الغديـر فيـه بلــاغ
|
فـي معانيـه حـارت الـآراء
|
هبـط الـروح مستقـلا بأمـر
|
مـن مليـك آلــاؤه الــآلاء
|
بهجيـر مـن الفـلا وهجيــر
|
محـرق منـه تفـزع الحربـاء
|
قـال بلـغ مـا انـزل فيمـن
|
تشكر الأرض فضلـه والسمـاء
|
فأنـاخ الركـاب بيـن بطـاح
|
لم يحم حولهـا الكـلا والمـاء
|
ثم نادى أكـرم بـه مـن منـاد
|
حـان فـرض وللفـروض أداء
|
فاستداروا مـن حولـه كنجـوم
|
حول بدر تجلـى بـه الظلمـاء
|
فبدا منه مـا بـدا فيـك مـدح
|
فتخـت منـه فتنـة صمــاء
|
هو حكـم لكنـه غيـر مـاض
|
رب حكم قـد خانـه الإمضـاء
|
إنمـا المصطفـى دينـة علـم
|
بابهـا أنـت والـورى العلمـاء
|
أنت فصل الخطاب حين القضايا
|
علـم فيـك تقتـدي العلمــاء
|
وفصيـح كـل الأنـام لديــه
|
بعـد طـه فصيحهـم فأفــاء
|
ليـس إلـاك للفصاحـة نهـج
|
وعلـى النهـج تسلـك البلغـاء
|
ثم لما هنالـك انقطـع الوحـي
|
وفـي الخافقيـن قـام العـزاء
|
وبكــت فاطــم لفقــد أب
|
الكل فأشجى القلوب ذاك البكـاء
|
واستقامت نيفا وعشرين عامـا
|
مقلة الديـن لـم يصبهـا قـذاء
|
سار فيها النور المبيـن بهـدي
|
وعلى هديـه مضـى الخلفـاء
|
قل لمن قال بينهم كـان شـيء
|
قـال رب هـم بينهـم رحمـاء
|
ذا اعتقادي ومن يقل غير هـذا
|
إننـي والإلـه منــه بــراء
|
مـذ ترديـت بالخلافـة أورى
|
نارهم في القلـوب ذاك الـرداء
|
يوم غصت فيحاؤهـم بخميـس
|
زال فيه عن القلـوب الصـداء
|
أصبحت ضبة كإعجـاز نخـل
|
حان فيها عنـد اللقـاء البقـاء
|
وأبيحـت أرواحهـم ودماهــم
|
وأصيبـت أموالهـم والنســاء
|
وبصفيـن وقعـة مـا علمنـا
|
أنتج الرحـب مثلهـا والوغـاء
|
يوم وافت كتائب الشـام تتـرى
|
حميـر والسكاسـك السفهــاء
|
قادهم ذو الكلاع في يـوم بـدر
|
مقلمـا قـاد ذا الكلـاع البغـاء
|
لخميس فـي قلبـه أسـد اللـه
|
وخيـل مـن فوقهـا أصفيـاء
|
ركـع سجـد إذا جـن ليــل
|
حلفـاء مـع الوغـى أصدقـاء
|
عالجـوا الشـام بالقنـا لسقـام
|
حـل فيـه والـداء ذاك الـداء
|
إن تسل عن مصاحف رفعوهـا
|
هو مكـر عـن الكفـاح وقـاء
|
شبهات كفى بهـا قتـل عمـار
|
بيانـا لــو أنهــم عقــلاء
|
ولردوا تحكيمهـا لسـوى مـن
|
حكمـوه لـو أنهــم أمنــاء
|
وتميـم شيطانهـم قـد دعاهـم
|
فأجابـوا ومـا عراهـم بطـاء
|
سكنو النهروان يا بئـس مثـوى
|
وغدا في لظـى يطـول الثـواء
|
قد تجرعت صابهـا لا لشـوق
|
حركتـه البيضـاء والصفـراء
|
يـوم طلقتهـا فسامتـك لدغـا
|
وهي أفعى يعـز فيهـا الرقـاء
|
قلدت كلب ملجم سيـف غـدر
|
قـد سقتـه زعافهـا الرقشـاء
|
ما عرا الدين مثل يومك خطـب
|
مدلهــم ونكبــة دهيـــاء
|
ثـم كـر البــلا وأي بــلاء
|
مستطيـل أتـت بـه كربـلاء
|
وحريم قد سلبـت بعـد صـون
|
ثم سارت ما سـارت الأسـراء
|
يوم باتت تبكي السمـاء عليهـم
|
بدمـاء وهـل يفيـد البكــاء
|
أهل بيت قد أذهب اللـه عنهـم
|
كـل رجـس تحفـه الأسـواء
|
قاتلوهم قتـال مـا لهـم يثبـت
|
فيــه للأمهــات الزنـــاء
|
أيها الراكـب المهجـر يحـدو
|
يعملـات مـا مسهـا الإنضـاء
|
يمم الركب للغري ففيه بحر جود وروضة غناء
|
ثم قم في مقام من مسه الضـر
|
وغـاداه كـل يــوم عنــاء
|
وأذل عبـرة كصـوب سحـاب
|
هطلـت عنـه ديمـة وطفـاء
|
والتثم تربـه وقـل يـا غياثـي
|
ورجائي إن خاب مني الرجـاء
|
إن أتتكـم هديـة مثـل قـدري
|
فبمقداركـم سيأتـي الجــزاء
|
أما آن تركي موبقـات الجرائـم
|
وتنزيه نفس عن غـوي وآثـم
|
فأجعـل للـه العظيـم وسيلـة
|
بها لي خلاص من ذنوب عظائم
|
واختـم أيامـي بتوبـة تائـب
|
يذود بهـا عقبـى ندامـة نـادم
|
ومن لم يلم يوما على السوء نفسه
|
فلم تغنـه يومـا ملامـة لائـم
|
على أنني مستمطر غر صيـب
|
من العفو يهمي من غزير المكارم
|
فكم بين منقاد إلـى شـر ظالـم
|
منيبا ومنقاد إلـى خيـر راحـم
|
فإن كنت ممن لا يفـيء لتوبـة
|
ولا لطريق الرشد بومـا بشائـم
|
سأمحو بدمعي في قتيل محـرم
|
صحائف قد سودتهـا بالمحـارم
|
قتيل تعفـى كـل رزء ورزئـه
|
جديد على الأيام سامي المعالـم
|
قتيل بكاه المصطفى وابن عمـه
|
علي وأجرى من دم دمع فاطـم
|
وقل بقتيل قد بكته السماء دمـا
|
عبيطا فما شأن الدموع السواجم
|
وناحت عليـه حتـى بـدا لهـا
|
حنين تحاكيـه رعـود الغنائـم
|
إذا ما سقى الله البلاد فلا سقـى
|
معاهد كوفـان بنـود المـرازم
|
أتت كتبهم فـي طيهـن كتائـب
|
وما رقمـت إلا بسـم الأراقـم
|
لخير إمام قام بالأمـر فانبـرت
|
له عزمات أقعـدت كـل قائـم
|
إذا ذكرت للطفل حـل برأسـه
|
بياض مشيب قبل حـل التمائـم
|
إن أقدم إلينا بابن أكرم من مشى
|
على قدم من عربها والأعاجـم
|
فكم لك أنصارا لدينـا وشيعـة
|
رجالا كراما فوق خيـل كرائـم
|
فودع مأمون الرسالة وامتطـى
|
متون المراسيل الهجان الروائـم
|
وجشمها نجـد العـراق تحفـه
|
مصاليت حرب من ذؤابة هاشـم
|
قساورة يـوم القـراع رماحهـم
|
كفلن أرزاق النسـور القشاعـم
|
مقلدة مـن عزمهـا بصـورام
|
لدى الروغ أمضى من حدود الصوارم
|
أشد نزالا من ليـوث ضراغـم
|
وأجرى نوالا من بحور خضارم
|
وأزهر وجوها من بدور كوامـل
|
وأوفى ذماما من وفـي الذمائـم
|
يلبون من للحرب غير محـارب
|
كما أنـه للسلـم غيـر مسالـم
|
كمي ينحيه عن الضيم معطـس
|
عليه إباء الضيم ضربـة لـازم
|
ومذ أخذت من نينوى منهم النوى
|
ولاح بها الغدر بعـض العلائـم
|
غدا ضاحكا هـذا وذا مبتسمـا
|
سرورا وما ثغر المنون بباسـم
|
وما سمعت أذني من الناس ذاهبا
|
إلى الموت تعلوه مسـرة قـادم
|
كأنهم يـوم الطفـوف وللظبـا
|
هنالك شغل شاغـل بالجماجـم
|
أجادل عائـت بالبغـاث وإنهـا
|
أشد انقضاضا من نجوم رواجـم
|
لقد صبروا صبر الكرام وقد قضوا
|
على رغبة منهم حقوق المكـارم
|
إلى أن غدت أشلاؤهم في عراصها
|
كأشلاء قيس بين تبنى وجاسـم
|
فلهفي لمولاي الحسين وقد غـدا
|
وحيدا فريدا في وطيس الملاحم
|
يرى قومه صرعى وينظر نسوة
|
تجلببن جلبـاب البكـا والمآتـم
|
هناك انقضى عضبا من الحزم قاطعا
|
وتلك حروب لم تدع حزم حازم
|
أرى طيب خيم المرء أعدل شاهد
|
على أصله في طيب خيم الجرائم
|
أبوه علي أثبت الناس في الوغى
|
وأشجع ممن جاء من صلب آدم
|
يكر عليهم مثلمـا كـر حيـدر
|
على أهل بدر والنفير المزاحـم
|
ولمـا أراد اللـه إنفـاذ أمـره
|
بأطوع منقاد إلى حكـم حاكـم
|
أتيـح لـه سهـم تبـوء نحـره
|
تبوء نحري ليتـه وغلاصمـي
|
فهدت عروش الدين وانطمس الهدى
|
وأصبح ركن الدين واهي الدعائم
|
طوايا نظام في الزمان لها نثـر
|
يعطرها من طيب ذكركم نشـر
|
قصائد ما خابت لهـن مقاصـد
|
بواطنها حمد ظواهرهـا شكـر
|
مطالعها تحكي النجـوم طوالعـا
|
فأخلاقها زهر وأنوارهـا زهـر
|
عرائس تجلي حين تجلي قلوبنـا
|
أكاليلهـا در، وتيجانهـا تبــر
|
حسان لها (حسان) بالفضل شاهد
|
على وجهها تبريزان بها التبـر
|
أنظمها نظم اللئالي وأسهر الليـا
|
لي ليحيى لي بهـا وبكـم ذكـر
|
فيا ساكني أرض الطفوف عليكم
|
سلام محب ما له عنكـم صبـر
|
نشرت دواوين الثنا بعـد طيهـا
|
وفي كل طرس من مديحي لكم سطر
|
فطابق شعري فيكم دمع ناظري
|
فسر غرامي شائع فيكـم جهـر
|
لئالي نظامي في عقيق مدامعـي
|
فمبيض ذا نظم ومحمر ذا نثـر
|
فـلا تتهمونـي بالسلـو فإنمـا
|
مواعيد سلواني وحقكم الحشـر
|
فذلي بكم عز وفقري بكم غنـى
|
وعسري بكم يسر وكسري بكم جبر
|
تروق بروق السحب لي من دياركم
|
فينهل من دمعي لبارقها القطـر
|
فعيناي كالخنساء تجري دموعها
|
وقلبي شديد في محبتكم صخـر
|
وقفت على الدار التي كنتم بهـا
|
فمغناكم من بعد معناكـم فقفـر
|
وقد درست منها الدروس وطالما
|
بها درس العلم الإلهـي والذكـر
|
وسالت عليها من دموعي سحائب
|
إلى أن تروى البان بالدمع والسدر
|
فراق فراق الروح لي بعد بعدكم
|
ودار برسم الدار في خاطري الفكر
|
وقد أقلعت عنها السحاب ولم تجد
|
ولا در من بعد الحسين لهـا در
|
إمام الهدى سبط النبوة والـد الأ
|
ئمة رب النهى مولى له الأمـر
|
إمام أبوه المرتضى علم الهـدى
|
وصي رسول الله والصنو والصهر
|
إمام بكته الإنس والجن والسمـا
|
ووحش الفلا والطر والبر والبحر
|
له القبة البيضا بالطف لم تـزل
|
تطوف بها طوعا ملائكـة غـر
|
وفيه رسول الـه قـال وقولـه
|
صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
|
حبي بثلاث مـا أحـاط بمثلهـا
|
ولي فما زيد بها الداعي إذا مسه الضر
|
وذريـة دريـة منـه تسعــة
|
أئمة حـق لا ثمـان ولا عشـر
|
أيقتل ظمآنـا حسيـن بكربـلا
|
وفي كل عضو من أنامله بحـر
|
ووالد الساقي على الحوض في غد
|
وفاطمة ماء الفرات لهـا مهـر
|
فوا لهف نفسي للحسين وما جنى
|
عليه غداة الطف في حربه الشمر
|
رمـاه بجيـش كالظلـام قسيـه
|
الأهلة والخرصان أنجمه الزهـر
|
لراياتهم نصب وسيافهـا جـزم
|
وللنقع رفع والرماح لهـا جـر
|
تجمع فيهـا مـن طغـاة أميـة
|
عصابة غدر لا يقوم لها عـذر
|
وأرسلها الطاغي يزيـد ليملـك
|
العراق وما أغنته شام ولا مصر
|
وشد لهـم أزرا سليـل زيادهـا
|
فحل به من شد أزرهـم الـوزر
|
وأمر فيهم نجـل سعـد لنحسـه
|
فما طال في (الري) اللعين له عمر
|
فلما التقى الجمعان في أرض كربلا
|
تباعد فعلا الخير واقترب الشـر
|
فحاطوا به في عشر شهر محرم
|
وبيض المواضي في الأكف لها شهر
|
فقام الفتى لما تشاجـرت القنـا
|
وصال وقد أودى بمهجته الحـر
|
وجال بطرف في المجال كأنـه
|
دجى الليل في لألاء غرته الفجر
|
له أربـع للريـح فيهـن أربـع
|
لقد زانه كر، وما شانـه الفـر
|
ففرق جمع القوم حتـى كأنهـم
|
طيور بغاث، شت شملهم الصقر
|
فأذكرهم ليل الهرير فأجمع الكلاب
|
على الليث الهزبر وقـد هـروا
|
هناك فداه الصالحـون بأنفـس
|
يضاعف في يوم الحساب لها الأجر
|
وحادوا عن الكفار طوعا لنصره
|
وجاد له بالنفس من سعده (الحر)
|
ومـدوا إليـه ذبـلا سمهريـة
|
لطول حياة السبط في مدها جزر
|
فغادره في مارق الحرب مـارق
|
بسهم لنحر السبط من وقعه نحر
|
فمال عن الطرف الجواد أخو الندى
|
الجواد قتيلا حوله يصهل المهر
|
سنان ((سنان)) خارق منه في الحشا
|
وصارم ((شمر)) في الوريد له شمر
|
تجر عليه العاصفـات ذيولهـا
|
ومن نسج أيدي الصافنات له طمر
|
فرجت له السبع الطباق وزلزلت
|
رواسي جبال الأرض والتطم البحر
|
فيالك مقتولا بكته السمـاء دمـا
|
فمغبر وجه الأرض بالدم محمر
|
ملابسه في الحرب حمر من الدما
|
وهن غداة الحشر من سندس خضر
|
فلهفي لزين العابدين وقد سـرى
|
أسيرا عليلا لا يفـك لـه أسـر
|
وآل رسول الله تسبـى نساؤهـم
|
ومن حولهن الستر يهتك والخدر
|
سبايا بأكوار المطايـا حواسـرا
|
يلاحظهن العبد في الناس والحر
|
ورملة في ظل القصور مصونة
|
يناط على أقراطها الدر والتبـر
|
فويل يزيد مـن عـذاب جهنـم
|
إذا أقبلت في الحشر فاطمة الطهر
|
ملا بسها ثوب من السـم أسـود
|
وآخر قان من دم السبط محمـر
|
تنادي وأبصار الأنام شواخـص
|
وفي كل قلب من مهابتها ذعـر
|
وتشكو إلى الله العـي وصوتهـا
|
علي مولانا علـي لهـا ظهـر
|
فلا ينطق الطاغي يزيد بما جنى
|
وأنى له عذر ومن شأنه الغـدر
|
فيؤخذ منه بالقصـاص فيحـرم
|
النعيم ويخلى في الجيم له قصير
|
ويشدو له الشادي فيطربه العنـا
|
وتصحيف ذاك الخمر في قلبه الجمر
|
أيقرع جهلا ثغر سبـط محمـد
|
وصاحب ذاك الثغر يحمى به الثغر
|
فليس لأخـذ الثـأر إلا خليفـة
|
يكون لكسر الدين من عدله جبر
|
تحف به الأملاك من كل جانب
|
ويقدمه الإقبال والعز والنصـر
|
عوامله في الدار عين شـوارع
|
وحاجبه عيسى وناظره الخضـر
|
تضللـه حقـا غمامـة جــده
|
إذا ما ملوك الصيد ظللها الحبـر
|
محيط على علم النبـوة صـدره
|
فطوبى لعلم ضمه ذلك الصـدر
|
هو ابن الإمام العسكري محمـد
|
التقي النقي الطاهر العلم الحبـر
|
سليل علي الهادي ونجل محمد الجواد
|
ومن في أرض طوس لـه قبـر
|
علي الرضا وهو ابن موسى الذي قضى
|
ففاح على بغداد من نشره عطر
|
وصادق وعد أنه نجل صـادق
|
إمام به في العلم يفتخـر الفخـر
|
وبهجة مولانـا الإمـام محمـد
|
إمام لعلـم الأنبيـاء لـه بقـر
|
سلالة زين العابدين الذين بكـى
|
فمن دمعه يبس الأعاشب مخضر
|
له الحسن المسموم عم فحبذا الإما
|
م الذي عم الورى جوده الغمـر
|
سمي رسول اللـه وارث علمـه
|
إمام على آبائـه نـزل الذكـر
|
هم النور نور الله جـل جلالـه
|
هم التين والزيتون والشفع والوتر
|
مهابط وحي الله خـزان علمـه
|
ميامين في أبياتهم نـزل الذكـر
|
وأسماؤهم مكتوبة فوق عرشـه
|
ومكنونة من قبل أن يخلق الـذر
|
ولولاهم لم يخلـق اللـه آدمـا
|
ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
|
ولا سطحت أرض ولا رفعت سما
|
ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر
|
ونوح به الفلك لمـا دعـا نجـا
|
وغيض به طوفانه وقضى الأمر
|
ولولاهم نار الخليل لمـا غـدت
|
سلاما وبردا وانطفى ذلك الجمر
|
ولولاهم يعقوب ما زال حزنـه
|
ولا كان عن أيوب ينكشف الضر
|
ولأن (لـداود) الحديـد بسرهـم
|
فقدر في سرد يحار بـه الفكـر
|
ولما (سليمان) البساط به سـرى
|
أسيلت له عين يغيض بها القطر
|
وسخرت الريح الرخـاء بأمـره
|
فغدوتها شهر وروحتهـا شهـر
|
وهم سر موسى والعصا عندما عصى
|
أوامره فرعون والتقف السحـر
|
ولولاهم ما كان عسى ابن مريم
|
لعازر من طي اللحود له نشـر
|
سرى سرهم في الكائنات وفضلهم
|
وكل نبي فيه من سرهـم سـر
|
علا بهم قدري وفخري بهم غلا
|
ولولاهم ما كان في الناس لي ذكر
|
مصابكم يـا آل طـه مصيبـة
|
ورزء على الإسلام أحدثه الكفر
|
سأندبكم يا عدتي عنـد شدتـي
|
وأبكيكم حزنا إذا أقبـل العشـر
|
وأبكيكم ما دمت حيا فإن أمـت
|
ستبكيكم بعدي المراثي والشعـر
|
عرائس فكر الصالح ابن عرندس
|
قبولكم يـا آل طـه لهـا مهـر
|
وكيف يحيط الواصفون بمدحكم
|
وفي مدح آيات الكتاب لكم ذكر
|
ومولدكم بطحاء مكـة والصفـا
|
وزمزم والبيت المحرم والحجـر
|
جعلتكم يـوم المعـاد وسيلتـي
|
فطوبى لمن أمسى وأنتم له ذخر
|
سيبلى الجديدان الجديـد وحبكـم
|
جديد بقلبي ليس يخلقـه الدهـر
|
عليكم سلام الله ما لـاح بـارق
|
وحلت عقود المزن وانتشر القطر
|
بانوا فلا العيش الهنـي لبينهـم
|
عندي ولا الصبر الجميل جميـل
|
فعليهــم منــي وإن هـــم
|
منعوا سلامـي والسلـام قليـل
|
فصلوا فما أنا غير ظل بعدكـم
|
والظل يعـرض تـارة ويـزول
|
لكـن أملـت محمـدا لملمتـي
|
والنجـح عنـد محمـد مأمـول
|
هو علـة لوجـود كـل مكـون
|
أنشـئ وكـل مكـون معلـول
|
هو جوهر أسنى وكـل مكـون
|
عرض يقوم بـه لـه التشكيـل
|
هـو آدم فيـه تشـرف إذ هـو
|
الموضوع كان وآدم المحمـول
|
وهو المكلـم للكليـم وللمسيـح
|
هـو الدليـل وللخليـل خليـل
|
وهو القميص بوجـه إسرائيـل
|
قد ألقى فأبصر فيـه إسرائيـل
|
غـدا بهـا آل النبـي بكربـلا
|
تجاذبها أيدي المنـون وتسـرع
|
بيوم غدا زنـد الأسنـة واريـا
|
ضراما به يصلى الكمي السميدع
|
إذا البيض في ليل القتام كواكب
|
تغيب بهامات الرجـال وتطلـع
|
تقيم فروض الحرب في سبط أحمد
|
فتسجد فيه البيض والسمر تركع
|
إلى أن هوى فوق الصعيد مرملا
|
تروح عليه العاديـات وترجـع
|
سلبت أمية مـن لـوي تاجهـا
|
وفرت بسيف ضلالها أوداجهـا
|
حملت من الأضنان ملء بطونها
|
ورمت بعرصة كربلاء نتاجهـا
|
تخلو عرينة هاشم مـن أسدهـا
|
وتكون ذئبـان الفـلا ولاجهـا
|
ما بالها أغضت وعهـدي أنهـا
|
كانـت لكـل ملمـة فراجهــا
|
عجبا لـآل أميـة مـن غيهـا
|
بعثت لآسـاد العريـن نعاجهـا
|
الضغن سائقها وقائدهـا العمـى
|
والشرك حيث على السرى أدلاجها
|
لولا القضـا لمحتهـم أسيافهـم
|
ولقطعت فوق الثـرى أثباحهـا
|
لكن عن الدنيا الدنيـة قـد رأى
|
باري النفوس لخيرها إخراجهـا
|
هاجت إلى الهيجا كآساد الشـرى
|
جوع الشبول من العرين أهاجها
|
قد زوجوا السيف النفوس وطالما
|
تركوا الأعادي أيمـا أزواجهـا
|
ولقد قلت للمجدين فـي السيـر
|
وللوجد زفـرة فـي ضلوعـي
|
وبعينـي أدمـع فـد أغــارن
|
صيب المزن في مجاري الدموع
|
يا حداة الظعون دعـوة صـب
|
أثكلتــه سويعــة التوديــع
|
إن مررتم على اللـوى فالمنقـى
|
فاحبسوا العيس بين تلك الربـوع
|
فبوادي العذيب حي من العـرب
|
نزول وإن هـم فـي الضلـوع
|
إن لي في خيامهم غصـن بـان
|
طائر القلـب فيـه ذو ترجيـع
|
يتهـادى عـن ذابـل سمهـري
|
ويرابي عـن مشرفـي ضيـع
|
أيقعدني عن خطة المجـد لائـم
|
قصير الخطى من أقعدته اللوائم
|
علي لربع المجـد وقفـة ماجـد
|
تناشدها مني السيوف الصـوارم
|
فيا خاطب العلياء والموت دونها
|
رويدك قد قاومت من لا يقـاوم
|
بخلـت عليهـا بالحيـاة وإنهـا
|
لأكرم ن تهـدي إليهـا الكرائـم
|
فخاطبها الهندي والموت عاقـد
|
وعمرك مهر والنثـار الجماجـم
|
لذاك سعت نحو المعالي نفوسنـا
|
فهنت عليها القارعات العظائـم
|
سل الطف عن أهلي وإن كنت عالما
|
فكم سائل عن أمره وهو عالـم
|
أبا حسن يهنيك ما أصبحوا بـه
|
وإن كان للقتلـى تقـام المآتـم
|
لأورثتهم مجدا وما كـان حبـوة
|
ولكن نصفا في بنيـك المكـارم
|
مشوا في ظلال السمر مشيتك التي
|
لها خضعت أسد العرين الضراغم
|
وراحوا وما حلت حبا عزهم يد
|
ولا وهنت في الروع منها العزائم
|
وما برحوا حتى تفانوا ومن يقف
|
بموقفهـم لـم تتبعـه الوائــم
|
أبـا حسـن إن الذيـن نماهـم
|
أبو طالب بالطف ثـار لطالـب
|
تعاوت عليهم من بني حرب عصبة
|
لثارات يوم الفتح حرى الجوانب
|
فساموهـم إمـا الحيـاة بذلـة
|
أو الموت، فاختاروا أعز المراتب
|
فها هم على الغراء ميل رقابهـم
|
ولما تمل من ذلة في الشواغـب
|
تلبي بنو ذبيان أصـوات فتيـة
|
لهم قتلت صبرا بأيدي الأجانـب
|
وصبيتكم أسرى وحسرى نساءكم
|
دعون ولم يسمع لها من مجاوب
|
فأنعموا بنفوس لا عديـل لهـم
|
حتى استلينت على الخرصان والقضب
|
وآنسين من الهيجاء نار وغـى
|
في جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
|
ورازقي الطير ما دامت قواضبهم
|
من كل شلو من الأعداء مقتضب
|
فيمموها وفي الأيمان بيض ظبا
|
وما لهم غير نصر الله من أرب
|
إذا انتضوها بجمع من عدوهـم
|
فالهام ساجدة منها على التـرب
|
والعاديات من الفسطاط ضابحـة
|
والموريات وناد الحزن باللهـب
|
والذاريات ترابا فـوق أرؤسهـا
|
حزنا لكل صريع بالعـرا سلـب
|
والمرسلات من الأجفان عبرتها
|
والنازعات برودا في يد السلـب
|
ورب مرضعة منهن قد نظـرت
|
رضيعها فاحص الرجلين في الترب
|
تشـوط عنـه وتأتيـه مكابـدة
|
من حاله وظماها أعظم الكـرب
|
فقل بهاجر إسماعيـل أحزنهـا
|
متى تشط عنه من خوف الردى تؤوب
|
ما حكتهـا ولا أم الكليـم أسـى
|
غداة في اليم ألقته مـن الطلـب
|
هذي إليها ابنها قد عاد مرتضعا
|
وهذه قد سقي بالبـارد العـذب
|
فأين هاتان ممن قد قضى عطشا
|
رضيعها ونأى عنها ولم يـؤب
|
كل يوم بسوسني الدهـر ثكـلا
|
ويريني الخطوب شكلا فشكـلا
|
كـل أخ شـد ساعـدي بأخـاه
|
بعده قد صحبـت باعـا أشـلا
|
وقريـب إلـي أبعـده المـوت
|
وكم أبعدت يـد المـوت خـلا
|
إخوتي أخوة الصفـاء درجتـم
|
فبمن لا بمـن همومـي تجلـى
|
يـا دفينـا بتربــة تخذتهــا
|
أعين الحور موضع الكحل كحلا
|
ثكل أم القريـض فيـك عظيـم
|
ولـأم الصلـاح أعظـم ثكـلا
|
طالما وجهك الكريم علـى اللـه
|
بـه قوبـل الحيـا فاستهــلا
|
إن تعش عاطلا فكم لـك نظـم
|
بات جيد الزمـان فيـه محـلا
|
ولك السائـران شرقـا وغربـا
|
جئن بعد أن أفقن من جاء قبـلا
|
كم قرعن الأسمـاع بيتـا فبيتـا
|
فأفضن العيون سجـلا فسجـلا
|
كنت أخلصت نية القـول يفهـا
|
فجزاك الحسيـن منهـن فعـلا
|
فهي الصالحـات بعـدك تبقـى
|
بلسان الزمـان للحشـر تتلـى
|
من الضيم أن يغض على الضيم سيد
|
نمته أباة الضيم مـن آل هاشـم
|
هم شرعوا نظم الفوارس بالقنـا
|
كما شرعوا البيض نثر الجماجم
|
إذا غردت للبيض في البيض رنة
|
مشوا في ظلال السمر سبل العمائم
|
فلهفي عليهم ما قضى حتف أنفه
|
كريـم لهـم إلا بسـم وصـارم
|
تجنت عليهم آل حـرب تجرمـا
|
وجارت عليهم باجتناء الجرائـم
|
أمرنـة تدعــو بعــود أراك
|
قولـي مولهـة علـام بكــاك
|
أجفاك إلفـك أم بكيـت لفرقـة
|
أم لاح برق بالحمـى فشجـاك
|
لو كان حقا ما ادعيت من الهوى
|
يوما لما طرق الجفـون كـراك
|
أو كان روعك الفـراق إذا لمـا
|
ضنت بمـاء جفونهـا عينـاك
|
ولما ألفت الروض سأرج عرفه
|
وجعلت بيـن فروعـه مغنـاك
|
ولما اتخذت من الغصون منصة
|
ولما بـدت مخضوبـة كفـاك
|
لو كنت مثلي ما أفقت من البكـا
|
لا تحسبي شكواي من شكـواك
|
إيـه حمامـة خبرينـي أننـي
|
أبكي الحسين وأنت مـم بكـاك
|
أبكي قتيل الطعـن فـرع نبينـا
|
أكـرم بفـرع للنبـوة زاكــي
|
ويل لقـوم غـادروه مضرجـا
|
بدمائه نضـوا صريـع شكـاك
|
متعفـرا قـد مزقـت أشلـاؤه
|
فريـا بكـل مهنــد فتــاك
|
أيزيد لو راعيت حرمـة جـده
|
لم تقتنص ليث العرين الشاكـي
|
أو كنت تصغي إذ نقرت بثغـره
|
قرعت صماخك أنـة المسـواك
|
أتروم ويك شفاعـة مـن جـده
|
هيهـات، لا ومدبـر الأفلــاك
|
ولسوف تنبذ في جهنـم خالـدا
|
ما الله شاء ولات حيـن فكـاك
|
ومهفهف ثمل القوام، سرت إلي
|
أعطافه النشـوات مـن عينيـه
|
ماضي اللحاظ كأنما سلت يـدي
|
سيفي غداة الروع مـن جفنيـه
|
قد قلت إذ خط العـذار بمسكـة
|
فـي خـده ألفيـه لا لاميــه
|
ما الشعر دب بعارضيـه وإنمـا
|
أصداغه نفضـت علـى خديـه
|
الناس طوع يدي، وأمري نافـذ
|
فيهم وقلبي الآن طـوع يديـه.
|
ويوم خم وقد قـال النبـي لـه
|
بين الحضور وشالت عضده يده
|
من كنت مولى له هذا يكون لـه
|
مولى أتانـي بـه أمـر يؤكـده
|
من كان يخذلـه فاللـه يخذلـه
|
أو كان يعضده فاللـه يعضـده
|
والباب لما دحاه وهو في سغـب
|
من الصيام ومـا يخفـى تعبـده
|
وقلقل الحصن فارتاع اليهود لـه
|
وكـان أكثرهـم عمـدا يفنـده
|
نادى بأعلى السما جبريل ممتدحا
|
هذا الوصي وهذا الطهر أحمـده
|
وفي الفرات حديث إذ طغى فأتى
|
كل إليه لخوف الهلـك يقصـده
|
فقال للماء غض طوعا فبان لهم
|
حصباؤه حيـن وافـاه يهـدده
|
يا من لحاني في علـي استمـع
|
إن كنت ذا سمع وفهـم وبصـر
|
من شارك الطاهر في يوم العبـا
|
في نفسه من شك في ذاك كفر؟
|
من جاد بالنفس وما ضـن بهـا
|
في ليلة عند الفراش المشتهـر؟
|
من صاحب الدار الذي انقض بها
|
نجم من الجو نهـارا فانكـدر؟
|
من خص بالتبليغ فـي بادئـة؟
|
فتلك للعاقل من إحـدى العبـر
|
من كان في المسجد طلقاً بابـه
|
حلا وأبواب أنـاس لـم تـذر؟
|
من حاز في خم بأمر اللـه ذاك
|
الفضل واستولى عليهم واقتـدر؟
|
من فاز بالدعـوة يـوم الطائـر
|
المشوي من خص بذاك المفتخر؟
|
من ذا الذي أسرى به حتى رأى
|
القدرة في حندس ليـل معتكـر؟
|
من خير خلق اللـه بعـد أحمـد
|
لما دعا اللـه سـرارا وجهـر؟
|
من خاصف النعل ومن خبركـم
|
عنه رسول الله أنـواع الخبـر؟
|
فاسأل به يـوم حنيـن عارفـا
|
من صدق الحرب ومن ولى الدبر؟
|
مبين شمـس اللـه والراجعهـا
|
من بعد ما انجاب ضياها واستتر؟
|
كليـم أهـل الكهـف إذ كلمهـم
|
في ليلة المسح فسل عنه الخبر؟
|
والأسـد العابــس إذ كلمــه
|
معترفا بالفضـل منـه فأقـر؟
|
وقصـة الثعبــان إذ كلمــه
|
وهو على المنبر والقوم زمـر؟
|
بأنـه مستخلـف اللـه علــى
|
الأمة والرحمن مـا شـاء قـدر
|
عيبة علم اللـه والبـاب الـذي
|
يوفى رسول الله منـه المشتهـر
|
ما احتاج في شيء إلـى القـوم
|
وكل القوم محتاج إليه أن حضر
|
طب حكيم ما اختبى في جمعهـم
|
إلا أبان الفضل منـه والخطـر
|
صديقنـا الأكبـر والفــاروق
|
بين الحق والباطل بالسيف الذكر
|
يـا قمـرا غـاب حيـن لاحـا
|
أورثنــي فقــدك المناحــا
|
يا نوب الدهـر لـم يـدع لـي
|
صرفك مـن حـادث صلاحـا
|
أبعـد يـوم الحسيـن ويحيـى
|
استعـذب اللهـو والمزاحــا؟!
|
يـا بأبـي أنفســا ظمــاءا
|
ماتـوا ولـم يشربـوا المباحـا
|
يـا بأبــي أوجهــا هــداة
|
باكرهــا حتفهــا صباحــا
|
يـا سادتـي يـا بنـي علــي
|
بكـى الهـدى فقدكـم وناحــا
|
أوحشتـم الذكــر والمثانــي
|
والسـور الطـوال الفصاحــا
|
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيـه
|
فالقـوم أعـداء لـه وخصـوم
|
كضرائر الحسناء قلن لوجههـا
|
حسـدا وبغيـا إنــه لذميــم
|
والوجه يشرق في الظلام كأنـه
|
بـدر منيـر والسمـاء نجـوم
|
وترى اللبيب محسدا لم يجتـرم
|
شتم الرجال وعرضـه مشتـوم
|
وكذاك من عظمت عليه نعمـة
|
حساده سيـف عليـه صـروم
|
فاترك مجـاراة السفيـه فإنهـا
|
نـدم وغـب بعـد ذاك وخيـم
|
وإذا جريت مع السفيه كما جرى
|
فكلاكمـا فـي جريـه مذمـوم
|
وإذا عتبت على السفيـه ولمتـه
|
في مثل ما تأتي فأنـت ظلـوم
|
يا أيها الرجـل المعلـم غيـره
|
هـلا لنفسـك كـان ذا التعليـم
|
لا تنه عن خلق وتأتـي بمثلـه
|
عار عليـك إذا فعلـت عظيـم
|
ابدأ بنفسك فانههـا عـن غيهـا
|
فإذا انتهت عنـه فأنـت حكيـم
|
فهناك يقبل ما وعظت ويقتـدى
|
بالـرأي منـك وينفـع التعليـم
|
تصف الدواء وأنت أولى بالـدوا
|
وتعالج المرضى وأنـت سقيـم
|
وكـذا تلقـح بالرشـاد عقولنـا
|
أبدا وأنت مـن الرشـاد عقيـم
|
ويل الشجي مـن الخلـي فإنـه
|
نصب الغـواة بشجـوه مغمـوم
|
وترى الخلي قرير عيـن لاهيـا
|
وعلى الشجـي كآبـة وهمـوم
|
ويقول مالك لا تقـول مقالتـي
|
ولسـان ذا طلـق وذا مكظـوم
|
لا تكلمن عرض ابن عمك ظالما
|
فإذا فعلـت فعرضـك المكلـوم
|
وحريمه أيضا حريمـك فاحمـه
|
كيلا يبـاح لديـك منـه حـرم
|
وإذا اقتصصت من ابن عمك كلمة
|
فكلومـه لـك إن فعلـت كلـوم
|
وإذا طلبت إلـى كريـم حاجـة
|
فلقــاؤه يكفيــك والتسليــم
|
فإذا رآك مسلمـا ذكـر الـذي
|
حملتــه فكأنــه محتـــوم
|
ورأى عواقب خلف ذاك مذمـة
|
للمـرء تبقـى والعظـام رميـم
|
فارج الكريم وإن رأيت جفـاءه
|
فالعتـب منـه والفعـال كريـم
|
إن كنت مضطـرا وإلا فاتخـذ
|
نفقـا كأنـك خائـف مهـزوم
|
والناس قد صاروا بهائـم كلهـم
|
ومـن البهائـم قابـل وزعيـم
|
صم وبكم ليس يرجـى نفعهـم
|
وزعيمهم فـي النائبـات مليـم
|
وإذا طلبـت إلـى لئيـم حاجـة
|
فالح فـي رفـق وأنـت مديـم
|
والـزم قبالـة بيتـه وفنائــه
|
بأشد مـا لـزم الغريـم غريـم
|
وعجبت للدنيـا ورغبـة أهلهـا
|
والرزق فيمـا بينهـم مقسـوم
|
والأحمق المرزوق أحمق من أرى
|
من أهلهـا والعاقـل المحـروم
|
ثم انقضى عجبـي لعلمـي أنـه
|
قـدر مـواف وقتـه معلــوم
|
لحيـدر علـم وحـزم وجــاه
|
أولو العزم مـا بلغـت مبتـداه
|
قليـل مقالـك فيمــا حــواه
|
(علـي بشطـر صفـات الإلـه
|
حبيت وفيك يدور الفلك)
|
تدوس طوى قدس وادي الجلـال
|
ومـا خلعـت قدمـاك النعـال
|
تسوق عصاك السحـاب الثقـال
|
(ولمـا أراد الإلــه المثــال
|
لنفي المثيل له مثلك)
|
تحار بمعنـاك عشـر العقـول
|
ولولا ابن عمك كـان الرسـول
|
ولولاك لا بعل يغشـى البتـول
|
(ولـولا الغلـو لكنـت أقـول
|
جميع صفات المهيمن لك)
|
تصورت من قبل أخـذ العهـود
|
فكنـت القسيـم بيـوم الـورود
|
وفي الأزل المحض نلت الصعود
|
(وفي عالم الذر قبـل الوجـود
|
بقول بلى الله قد أهلك)
|
صحبت النبـي مـن أم القـرى
|
إلى البيت ليلـة كـان السـرى
|
إمـام البـراق دليـلا تــرى
|
(وقد كنت على خلـق الـورى
|
من الإنس والجن حتى الملك)
|
ولاؤك طـوق وبلكـل الرقـاب
|
وأمرك مـاض بيـوم الحسـاب
|
أبا حسن أنت فصـل الخطـاب
|
(تعلـم جبريـل رد الجــواب
|
ولولاك في بحر قهر هلك)
|
دير هند سقاك الله أوطف غيـث
|
لم يزل برقـه بقبـض وبسـط
|
قد شممنا من ترب أرضك طيبا
|
عبقا مـن مجـر بـرد ومـرط
|
طالمـا كنـت لظبـاء كناسـا
|
ولبيض الحسـان أنفـس سمـط
|
فمـن الحـق أن يحييـك دمـع
|
وإنمـا لا وفـاء قسـط بقسـط
|
إن حق الهوى على كـل صـب
|
أن يبكـي دموعـه كـل خـط
|
فلقد كـان للهـوى فيـك نـاد
|
فيه أهل الهوى تنـال وتعطـي
|
فلكم أوثقـت بـه مـن عهـود
|
لحقـوق الهـوى بحـل وربـط
|
ولكم فيـك أرسلـت لاحظـات
|
وبألحاظهـا تصيـب وتخطـي
|
يا رعـى اللـه سالفـات ليـال
|
بك مرت تزهـو بخـد وقـرط
|
ليت شعري هل غال أهلك غول
|
أم هـم يممـوا البعـد وشحـط
|
فكم كسرت قلبا بكسر جفونهـا
|
واقتل أجفان الظبـاء كسيرهـا
|
أرى الحول في تلقائها مثل ساعة
|
كذاك ليالي الوصل نزر كثيرهـا
|
وإن سويات الجفا من صدودهـا
|
يطول على مضنى الجفاء قصيرها
|
فيا صاحبي نجواي بالله عارضا
|
حمولتها من حيث فاح عبيرهـا
|
بما بيننا من حرمة الـود خبـرا
|
أسيرة حجليهـا بأنـي أسيرهـا
|
منحتك من بعد الصدود وصالها
|
وأتتك تسحب في الدجى أذيالهـا
|
هيفـاء مائسـة القـوام كأنمـا
|
لعب الصبـا بقوامهـا فأمالهـا
|
ما كان إلا عـن دلـال صدهـا
|
يا ما أحيلـى صدهـا ودلالهـا
|
للـه أيــام سلفــن برامــة
|
ما كنت أحسب أن أرى أمثالهـا
|
لولا ليـال نـال فيهـن المنـى
|
من أدركت فيـه العلـى آمالهـا
|
ذاك الحسين إمام حـق ميـزت
|
فيه الخلائق رشدهـا وضلالهـا
|
ملك يجود على الوفـود برفـده
|
من قبل أن تبدي إليـه سؤالهـا
|
يا بن الأولى نزل الكتاب بفضلهم
|
والنـاس فيهـم أنزلـت آمالهـا
|
تفديك يا فـرد الأمائـل غـادة
|
فاقـت بنسبتهـا لكـم أمثالهـا
|
طوبى لها قد أدركت ما أملـت
|
قد أدركت ما أملت طوبى لهـا
|
حيي بالرقمتيـن حيـا أقامـوا
|
حبـذا منـزل لهــم ومقــام
|
وصولني حتى إذا ملكوا القلـب
|
جفوني فاعتاد جسمـي السقـام
|
أهل ودي هل يسمح الدهر يوما
|
بلقاكــم وتسعــف الأيــام
|
إنما أنتـم المنـى حيـث كنتـم
|
ولقلبـي أنـى أقمتــم هيــام
|
يـا حبيبـا لديـه قتلـي مبـاح
|
في سبيل الهوى وصلي حـرام
|
لك ألقى الهوى زمامـي وقدمـا
|
أنا ممـن يلقـى إليـه الزمـام
|
غواني الخيف عن نعت غوانـي
|
وعاينهـن لا ينفــك عــان
|
غـوان لا يـزار لهـن مغنـى
|
ولكن في القلـوب لهـا مغـان
|
نماني للعلـى شرفـي وفضلـي
|
إذا قـال الغبـي أبـي نمانـي
|
كفانـي إننـي لعلـاي دانــت
|
بنو العليـاء مـن قـاص ودان
|
وحسبي أنني مـن حيـث أبـدو
|
أشـار النـاس نحـوي بالبنـان
|
رعى الله بالزوراء سالف أعصر
|
سلفن وصفو العيش غير مكـدر
|
ويوم علونا فوق أظهـر ضمـر
|
(وليلة حاولنـا زيـارة حيـدر
|
وبدر دجاها مختف تحت أستار)
|
قصدنـا عليـا يشافـي عليلنـا
|
لديه ويطفي من جـواه غليلنـا
|
ومذ كان إدلاجـا بليـل ذميلنـا
|
(بإدلاجنا ضل الطريـق دليلنـا
|
ومن ضل يستهدي بشعلة أنور)
|
ذميلا وإدلاجـا إلـى أن آمالنـا
|
عنيف السرى حتى التزمنا رحالنا
|
وكنا ظننا النار تهـدي ضلالنـا
|
(فلما تجلت قبة المرتضـى لنـا
|
وجدنا الهوى منها على النور لا النار)
|
أيهـا الخائـف المـروع قلبـا
|
من وباء أولـى فـؤادك رعبـا
|
لذ بأمن المخوف صنو رسـول
|
الله خير الأنام عجمـا وعربـا
|
واحبس الركب في حمى خير حام
|
حبست عنده بنو الدهـر ركبـا
|
وتمسـك بعـزه والثـم التـرب
|
خضوعـا لـه فبـورك تربـا
|
وإذا ما خشيـت يومـا مضيقـا
|
فامتحن حبـه تشاهـده رحبـا
|
واستثره علـى الزمـان تجـده
|
لك سلما من بعد ما كان حربـا
|
فهو حصن اللاجي ومنتجـع الآ
|
مل والملتجي لمن خاف خطبـا
|
من به تخصـب البلـاد إذا مـا
|
أمحل العام واشتكى الناس جدبـا
|
وبه تفرج الكروب وهـل مـن
|
أحـد غيـره يفــرج كربــا
|
يـا غياثـا لكـل داع وغوثـا
|
ما دعـاه الصريـخ إلا ولبـى
|
وغماما سحت غـوادي أياديـه
|
فأرزت بواكـب الغيـث سكبـا
|
وأبيـا يأبـى لشيعتـه الضيـم
|
وأنـى والليـث للضيـم يأبـى
|
كيف تغضي وذي مواليك أضحت
|
للردى مغنمات وللمـوت نهبـا
|
أو ترضى مولاي حاشاك ترضى
|
أن يروع الردى لحزبـك سربـا
|
أو ينال الزمان بالسـوء قومـا
|
أخلصتك الولا وأصفتـك حبـا
|
حاش لله أن ترى الخطب يفنـى
|
يا أمانا من الـردى لـك حزبـا
|
ثـم تغضـي ولا تجيـر أناسـا
|
عودتهم كفاك في الجدب خصبا
|
لسـت أنحـو سـواه ولا علـاه
|
ولو أني قطعـت إربـا فإربـا
|
في حماه أنخـت رحلـي علمـا
|
أن من حل جنبـه عـز جنبـا
|
لست أعبـأ بالحادثـات ومـن
|
لاذ بآل العبا فـذا ليـس يعبـا
|
ما ضر في شرع الهوى لو أنجزوا
|
ميعادهم وعن الوشـاة تحـرزوا
|
لله ما صنعـوا ومـاذا جـوزوا
|
(قرنوا البنفسج بالشقيق وطرزوا
|
تحت الزبرجد لؤلؤا وعقيقا)
|
معنى الجمال اشتق من معناهـم
|
وأقام ركب الحسن في مغناهـم
|
تالله حتـى الحشـر لا أنساهـم
|
(فهم الذيـن إذا الخلـي دعاهـم
|
وجد الهوى بهم إليه طريقا)
|
هب للخزامى من شذاك الريحـا
|
وإلى الندامى من لماك صبوحـا
|
يا ريم كم لـك بالبقـا إقلاعـة
|
ملأت قلوب العاشقيـن جوحـا
|
ترنو فتفسح مقلتـاك دم الحشـا
|
وتعب مقلتـك الـدم المسفوحـا
|
وسقيم قدك وهي حلفة صـادق
|
بمريض لحظك ما تركت صحيحا
|
الله من خال بوجهـك عاكـف
|
للهيـب خـدك لـازم التسبيحـا
|
علمت سمر الخط لينـا والظبـا
|
فتكا وغزلان الصريـم سنوحـا
|
وبعثت للـورد الجنـي تبسمـا
|
وهالة البـدر المنيـر وضوحـا
|
أفديـه مـن ريحانـة ريانــة
|
جفت بحر ظمـا وحـر مهنـد
|
بكر الذبول على نضارة غصنه
|
إن الذبول لآفة الغصـن النـدي
|
ماء الصبا ودم الوريـد تجاريـا
|
فيه ولاهـب قلبـه لـم يخمـد
|
لم أنسه متعممـا بشبـا الظبـا
|
بين الكمـاة وبالأسنـة مرتـدي
|
يلقى ذوابلهـا بذابـل معطـف
|
ويشيـم أنصلهـا بجيـد أجيـد
|
خضبت ولكن مـن دم وفراتـه
|
فاخضر ريحان العذار الأسـود
|
جمع الصفات الغر وهي تراثـه
|
من كل غطريف وشهـم سيـد
|
في بأس حمزة في شجاعة حيدر
|
بإبا الحسين وفي مهابـة أحمـد
|
يرمي الكتائب والفلا غصت بها
|
في مثلها مـن بأسـه المتوقـد
|
حتى إذا ما غاض في أوساطهم
|
بمطهـم قـب الأباطـل أجـرد
|
عثر الزمان به فغـودر جسمـه
|
نهب القواضب والقنا المتقصـد
|
ومحا الردى يا قاتل الله الـردى
|
منه هلال دجـى وغـرة فرقـد
|
يا نجعة الحيين هاشـم والنـدى
|
وحمى الذمارين العلى والسـؤدد
|
كيف ارتقت همم الردى لك صعدة
|
مطـرورة الكعبيـن لـم تتـأود
|
فلتذهب الدنيا على الدنيـا العفـا
|
ما بعد يومك من زمـان أرغـد
|
أحرى بأن تفنيا في عبرة ولظى
|
وتبغيان ولات الحين حيـن بقـا
|
أليس علة إيجاد الوجود قضـى
|
نحبا وغودر في ضاحي الطفوف لقا
|
معفر الجسم عاريـه مضرجـه
|
مذ ضاعف الطعن في جثمانه الحلقا
|
بي من أبي السيد السجاد قلب هدى
|
منه برغم العلى سهم الردى مرقا
|
وجسم مجد على ما فيه من ظمأ
|
تمج منه العوالي صيبـا عذقـا
|
لئن قضى بين أطراف القنا عطشا
|
فكم دم لأنابيب الرمـاح سقـى
|
وإن يمت بين متلف الظبا سغبـا
|
فبعد ما أطعم الهندي حزب شقا
|
ورجس زنيم رام يوطـا نعلـه
|
على قدس أرض بل على حضرة القدس
|
وهم بأن بعلو على عرش قـادر
|
بقدرته قد قوم العرش والكرسي
|
أراد استراق السمع من ملأ غدت
|
به الرسل حراسا ولم يخش من بأس
|
فخر شهاب من سمـاء لرجمـه
|
فأحرق شيطانا على صورة الإنس
|
ألم يدرك أن فيه الملائك خضعا
|
ومن خيفة قامت صفوف بلا همس
|
وإن به أوحـى لموسـى إلهـه
|
بأن قبل خلع النعل يخلع للنفـس
|
فلله من أرض سمت قبة السمـا
|
وعاقت عن العيوق حتى عن المس
|
أضاء لنا في عالم النور نورهـا
|
فنور بلا بدر وضوء بلا شمس
|
لقد ضمنت فصل الخطاب الذي علا
|
عن الجنس فامتازت بفصل بلا جنس
|
حوت ملكا استغفر الله بل علـى
|
وجل عن الأهواء وعز عن الحدس
|
أتحويه أرض وهو في كل عالم
|
شهيد ومشهود على الغيب والحس
|
أينصب فينا شاهد غير حاضـر
|
ويحكم بنيـان جليـل بـلا أس
|
تعالى إله العرش أن يأمر الورى
|
بحكم ويجري فيهم الأمر بالعكس
|
فإن اعتقادي فـي علـي بأنـه
|
لرب العلى عين على كل ذي نفس
|
عليه صلاة الله ما كـان أمـره
|
على العين تلقيه الملائك والرأس
|
غنأ عن الراح ما في ريقك الخصر
|
وفي محياك عن شمس وعن قمر
|
يا نبعة البان لا تجني نضارتهـا
|
للعاشقين سوى الأشجان من ثمر
|
لي منك لفتة ريم عن هلال دجى
|
بغيهب من فروع الجعد مستتـر
|
يهتز غصن نقا يعطو بجيد رشا
|
يرنو بذي حور يفتر عـن درر
|
توقدت كفـؤاد الصـب وجنتـه
|
فماج ماء الصبا منهـا بمستعـر
|
كل بصاع السرى لها خير كيـل
|
واجر فيها مـن الأكـام كسيـل
|
واسط السير لا تمل كـل ميـل
|
(أيهـا الراكـب المجـد بليـل
|
فوق وجناء من بنات العيد)
|
نشرت منسما بساط الفـلا لـف
|
جاوزت نفنفا بـه بعـد نفنـف
|
ما شاتها الصبا ولا البرق يخطف
|
قد أخفاقها السرى طول ما تـف
|
لي بأخفاقها نواصي البيد)
|
ملأت في الخطى من البيد صدرا
|
وفرت من شوامخ الهضب نحرا
|
مرقت لم يحط بها الوهم خبـرا
|
(فهي كالسهم أمكنتـه يـد الـرا
|
مي أو الريح هب بعد ركود)
|
تعلو عن مهبط الثرى بارتفـاع
|
سرعة الطير لا تنـي بانقطـاع
|
شفها طوله ما بها مـن نـزاع
|
(لم يعقها جذب البرى عن زماع
|
لا ولا الشيح من ثناي زرود)
|
وسمت جبهة الصعيـد بمنسـم
|
أعجب البـرق صنعـه فتبسـم
|
قد براها سباقـة الريـح شدقـم
|
(تترامى ما بيـن أكثبـة الـرم
|
ل وهم بين ركع وسجود)
|
مأمــن الهــدى ملتجيـــه
|
وحمى من لظى حمـى زائريـه
|
لم يخب حاشـا رجـا قاصديـه
|
(كيف لا تعكف الملائـك فيـه
|
وبه كنز علة الموجود)
|
حـرم أنهـل الثنـا منتحيــه
|
مـوردا رد بالمعنـى وارديـه
|
أنقعت غلة الرجا الرسـل فيـه
|
(وهي لولـاه لـم تـرد وأبيـه
|
صفو عذب من سلسل التوحيد)
|
لـم يدنـس منـه إدراك حـس
|
ليـس يـدري لذاتـه غيـر أس
|
فهو في حالتـي نعيـم وبـؤس
|
(ملك قائـم علـى كـل نفـس
|
بهدي المهتدي وكفر العنيد)
|
طاب في مغـرس النبـوة نبتـا
|
من أفاريق حكمـة اللـه يؤتـى
|
هـو واللـه والعوالـم شتــى
|
(آيـة تمـلأ العوالـم حتــى
|
جاوزت بالصعود قوس الصعود)
|
ذاك مـن للعـلا سنـام وذروه
|
ولضعف الهـدى قـوام وقـوه
|
ليس يسمو وهم وحاشى سمـوه
|
(لم يحطه وهم وهل يرتقى الوه
|
م لأدنى طرافة الممدود)
|
من لنفس الإيمان أنفـس علـق
|
حبـه زان بالـولا كـل عنـق
|
من تحرى الهدى بخلـق وخلـق
|
(من تعرى عمن سـواه بسبـق
|
كنه معناه جل عن تحديد)
|
أن يشاطر نعيمك الدهـر بؤسـا
|
أو تكدر منـك الطـوارق أنسـا
|
لا تخف في حماه للدهـر يأسـا
|
(حي من مطلع الإمامـة شميـا
|
هي عين القذى لعين الحسود)
|
جل مـن منـه البهـاء كساهـا
|
وبأنوارهـا الكواكـب باهــى
|
قد تجلت يغشي العيـون سناهـا
|
(بهـج الكائنـات روح سناهـا
|
ولقلب الجحود ذات الوقود)
|
قف بحيث الأملاك ترفع قـدرا
|
ضربت دونهـا المهابـة ستـرا
|
واستف الترب فهو أطيب نشـرا
|
(وانتشق من ثرى النبوة عطـرا
|
نشره ضاع في جنان الخلود)
|
أنى رمت بيضها الليالي السـود
|
وأشابـت صفـاك فـي تنكيـد
|
شم لباب المـراد بـدر سعـود
|
(واستلـم للجـواد كعبـة جـود
|
تعتصم عنده بركن شديد)
|
طبـع اللـه ذاتـه منـه طبعـا
|
فبراه أحلى من اللطـف طمعـا
|
هو فـرد أبـاد للشـرك جمعـا
|
(هو غيث البلاد إن قطب العـا
|
م وغوث للخائف المطرود)
|
مـن ولاء للديـم جسـم وروح
|
لخوافي الفرقان فيـه وضـوح
|
هـو نصـر اللـه فيـه فتـوح
|
(هو سـر الإلـه لولـاه نـوح
|
فلكه ما استقر فوق الجودي)
|
نـزه اللــه ذاتــه فأكنهــا
|
شاطرت ذاتـه طباعـا وكنهـا
|
حبه من لظى حمى وهو عنهـا
|
جنـة أتقـن المهيمـن منهــا
|
محكم السرد لا يدا داود)
|
أسهم الحادثـات عـن لابسيهـا
|
تنبـو لا بـل مهابـة تتقيهــا
|
لا يمس الـأذى جسـم ذويهـا
|
(لا تبالـي إذا تحـرزت فيهـا
|
برقيب من زلة أو عتيد)
|
أنتـم صفـوة اللـه اصطفاكـم
|
أمنــاء لســره واجتباكــم
|
أنـا مستمسـك بحبـل ولاكـم
|
(يا أميـر لا أرى لـي سواكـم
|
آمرا ماسكا بحبل وريدي)
|
لسواكم زيـادة الحـب نقـص
|
أثـر الديـن فيكـم يستقــص
|
بالولا مـن سواكـم لا أخـص
|
(أنتم عصمتي إذا نفـخ الصـو
|
ر أمني من هول يوم الوعيد)
|
جنـب اللـه والمعــاد إليــه
|
ذائقي طعـم حبكـم كـل تيـه
|
فلـي الفـوز بالنعيـم لديــه
|
(قـد تغذيـت حبكـم وعليــه
|
شد عظمي وابيض بالرأس فودي)
|
لست أخشى للطارقات طروقـا
|
بعدما فيكـم اعتصمـت وثوقـا
|
قد أعاد الـولا عـودي وريقـا
|
(كيف أخشى من الجحيم حريقـا
|
وبماء الولاء أورق عودي)
|
حق أن تسكبي الدمـوع دمـاءا
|
يا جفوني أو أن تسيلـي بكـاءا
|
صبب الدمع في زفيـر إذا مـا
|
أعوز الدمـع صعـد الأحشـاء
|
وجوى الـزم الخفـوق فـؤادي
|
وضلوعي على اللهيـب احنـاءا
|
فعذيري مـن أن يبـارح قلبـي
|
بعـد بيـن الأحبـة البرحـاءا
|
كيف أسلوهم وقـد بلـغ الـداء
|
بقلبي أن ليـس يسلـوا الـدواءا
|
غادروا ناظري من الدمع ملآنـا
|
متـى شاهـد الديـار خــلاءا
|
قـد تعفـت إلا بقايـا رسـوم
|
كاد يقضي البلى عليهـا عفـاءا
|
زاد كرب البلاء بها فكأن القلب
|
فيهــا مشاهــد كربــلاءا
|
شد ما قـد لقـي بهـا آل طـه
|
مـن رزايـا تهـون الـأرزاء
|
مزقتهـم الحــوادث حتــى
|
عـاد أبنـاء أحمــد أنبــاءا
|
جمعت شملهم ضحى فعى الخطيب
|
عليهــم ففرقتهــم مســاءا
|
ودعتهـم سلمـا أميـة لكــن
|
أسلمتهم لمـا أجابـوا الدعـاءا
|
لجنود يجري بها الغي مجرى السيل
|
لا تبصـر الرشــاد عمــاءا
|
كان أدلى بها الضلـال حقـودا
|
ورثتهــا آباؤهــا الأبنــاءا
|
أظهروا للحسين ما قـد أسـروا
|
لأبيـه الشحنـاء والبغضــاءا
|
ومذ استحكمت عرى الخطب حتى
|
ضيقت في بني النبي الفضـاءا
|
هب فيها الإبا فشعـت شموسـا
|
فاستطار الأعداء رعبـا هبـاءا
|
وأبـو لــذة الحيــاة بــذل
|
ورأوا عـزة الفنــاء بقــاءا
|
وأفاضـوا مـن الحفـاظ دروع
|
الصبر شوقا إلى الردى لا اتقاءا
|
بي من أرخصوا النفوس غوالي السو
|
م لا تعـرف الهـوان إبــاءا
|
كـل مستعصـم بحـزم يريـه
|
مـن بعيـد أمامـه مـا وراءا
|
يتهادون تحـت ظـل العوالـي
|
كالنشاوى قد عاقروا الصهبـاءا
|
شعشعوا البيض في القتام وشعت
|
بيض أحسابهـم لهـم فأضـاءا
|
أوجب المصطفى عليهم حقوقـا
|
أحسنـوا دون الحسيــن أداءا
|
ففـدوه بأنفـس قـل أن لــو
|
تفتدى دونهـا النفـوس فـداءا
|
وقضوا تشـرب القنـا السمـر
|
والبيض دماهم حول الفرات ظماءا
|
يا بنفسي منهم وجوها يوم البدر
|
منهـا لـو استمــد السنــاءا
|
خضبتها الدما لكي تشهد الحـر
|
ب بـأن غيبـوا بهـا شهـداءا
|
ليت لا قـرت البسيطـة ظهـرا
|
والسماوات لا استقامـت بنـاءا
|
وابن طه ملقى على الترب عاري
|
الجسم يكسى من العجـاج رداءا
|
وجدير أن لا يسوغ ورود الماء
|
والسبـط مـات مـا ذاق مـاءا
|
أيها المرهب المقادير يـا مـن
|
بأسه صرف الردى كيف شـاءا
|
أجريت قلبـي بالدمـوع مذابـا
|
فانهل عارض أعينـي تسكابـا
|
ما أومضت جذوات قلبي بارقـا
|
إلا وأرسلـت الدمـوع سحابـا
|
لي وقفة بالجزع صيرت الجوى
|
قوتا وأسـراب الدمـوع شرابـا
|
قد أوهنت جلدي الخطوب ومفرقي
|
من قبل ريعـان الشبيبـة شابـا
|
وأقام بـازي المشيـب بلمتـي
|
حتى أطار من الشبـاب غرابـا
|
يا جامعا شمل الهـدى ومفرقـا
|
بالسيف يوم الخنـدق الأحزابـا
|
جدلت عمرا حين أقبـل معلمـا
|
متسربـلا زبـر الحديـد ثيابـا
|
وأخفت أبطال اليهـود بضربـة
|
قدت لمرحـب مغفـرا وإهابـا
|
وأقمت قاعدة الهـوى بمواقـف
|
فيها قلعت لحـص خيبـر بابـا
|
ونشرت للإسلـام أرفـع رايـة
|
بالفتـح سماهـا النبـي عقابـا
|
وبيوم بدر قـد دلفـت مبـادرا
|
في الحرب تغرس في الصدور حرابا
|
يا ليث غابات الوغى كيف العدى
|
ولجت طوارقـه عليـك الغابـا
|
ما خلت والأقدار عونك في الوغى
|
يمسي لشيبتك النجيـع خضابـا
|
أردتك يا أسد العريـن عصابـة
|
نبحـت بداجيـة الظلـام كلابـا
|
درت الشجاعة يوم قتلـك أنهـا
|
فقـدت بفقـدك ليثهـا الوثابـا
|
يا ضربة للديـن هـدت جانبـا
|
ولـه أماتـت سنـة وكتابــا
|
يمين للندى فـي الجـدب خـال
|
تجود حيا إذا ما ضن خال - سحاب ماطر
|
لواء العـز أنـت لنـا إذا مـا
|
علينا جر للأرزاء خال خطـب
|
أرى كبر النفـوس لكـم ولمـا
|
يشن أخلاقكم للتيه خـال كبـر
|
فيا لك من فتـى سمـح بمـال
|
وما هو بابتذال العرض خال سمح
|
أخال بك المنى فأنـال قصـدي
|
ولم يخلف بما أملت خال ظـن
|
سرى للشام منك حديـث فخـر
|
إلى نجد وطبق منك خال موضع
|
بوجه الدهر ذكرك خال حسـن
|
كما قد زين الحسناء خال خـال
|
ونور فعالـك الحسنـا ريـاض
|
لزهرتنا فما رند وخال نبت له نور
|
فيـا جبـلا نلـوذ بـه إذا مـا
|
تداعى عن وقوع الخطب خال جبل
|
ويا حسن البصيرة فـي الخفايـا
|
وهاديها إذا ما ضل خال حـادي
|
ضعيف الجسم من جدواك عوفي
|
فلم يلبث من العافين خال احتياج
|
لقد أضلعت مـن جـارى فكـل
|
به عن سبق ما أدركت خال ضلع
|
وألجمت المناظر فـي القضايـا
|
أجل علياك للقربـاء خـال راع
|
أبا العباس أنت عممـت جـودا
|
بني حوا فما عم وخال أخو الأم
|
أما تعجب بمـا أدركـت كبـرا
|
وفيك على به ذا الدهـر خـال
|
بري أنت مـن درن المخـازي
|
وعرضك من ذميم اللؤم خال الخالي
|
أخال بـأن مثلـك مـا رأينـا
|
وقد ظن الورى مثلي وخالوا تخيلوا
|
توسمنـا بـك الخيـرات حتـى
|
أصباناها وحقق فيك خالالظـن
|
فيا حرم العفـاة إليـك أمسـت
|
رواحل وفدنا فرس وخال بعيـر
|
لقد أقفـرت مربـع كـل غـي
|
وآنست الهـدى وحمـاه خـال
|
صحبت علي ولم تصحب ذميما
|
فأنت لذمة العلياء خـال ملـازم
|
أبا حسن يا حامي الجار دعـوة
|
تخصك من زيد سواك ومن عمرو
|
فأنت ابن عم المصطفى ووصيه
|
وصاحبه بين الخليقة والصهـر
|
ابن لي ما الإضاء عمن لك التجى
|
فذاك جميع العالمين وما السـر
|
أهل لخطايانا فـذي عـادة لنـا
|
كما كان من عاداتك الصفح والستر
|
أم السر لا تسطيع حاشاك إننـا
|
لنعلم أن في كفك النهي والأمـر
|
ترتجي من هوى الغواني انطلاقا
|
بعدمـا أحكـم الفـؤاد وثاقــا
|
لم يقدني الهوى إليها وكـم قـاد
|
هواهـا أخـا النهـى استراقـا
|
عاد باليأس من خداعي فما أدرك
|
بـي صبــوة ولا استرقاقــا
|
وإذا لـذ ذكرهـا سمـع صـب
|
صـب دمعـا لحبهـا مهراقـا
|
لم يشنف سمعي سوى صوت داع
|
طبقـت دعـوة لـه الآفاقــا
|
ظهر الحق حجة الحـق مولـى
|
الخلق أزكـى الـورى أعراقـا
|
ملـك تحـدق الملائـك فيــه
|
ولعليـاه تشخـص الأحداقــا
|
فيلق كالسحاب يغشى تظلل البيض
|
فيـه تحكـي البـروق ائتلاقـا
|
وتظل القلـوب تخفـق خوفـا
|
أن تـراءى لوائــه خفاقــا
|
وإذا بالحجـاز أزمـع حربــا
|
ملأ الرعـب فارسـا والعراقـا
|
بأبي من يقـود قـب المهـارى
|
سابحات تحت الكمـاة استباقـا
|
ظللتـه غمامـة قـد أظلــت
|
جده المصطفى ومـدت رواقـا
|
إن دجا حالـك الضلـال جلـاه
|
بجبين يحكي الصبـاح انفلاقـا
|
أهاج لي التبريج برق سرى وهنا
|
فما خلته إلا بجسمي سرى وهنا
|
تلوى فقلت الرمح للبيد طاعـن
|
ولم تلق منه غير مهجتي الطعنا
|
ومر فقلت السهم شك حشى الدجى
|
يقينا وما أودى سوى كبدي المضنى
|
سما فأرانـا دار أمـن سنـاؤه
|
فلله ما أسمى علوا ومـا اسنـى
|
وما خلت سهما قط أرنى على النوى
|
من العين نجدا قاب قوسين أو أدنى
|
أبرق الحمى منا عليك ثناء مـن
|
بجوهرك التبـري قلدتـه منـا
|
على البعد لي قربت صحبا تفرقوا
|
فجمعت ما بين المحسن والحسنى
|
وذكرتني عهدا شربت به الهوى
|
دهاقا فما اصفاه كأسا وما أهنى
|
ومعهد آلاف حـوى كـل لـذة
|
فحزنا الهنا فيه ولم نعرف الحزنا
|
وربعا غدا فيهم لدى الجدب مربعا
|
ومغنى لهم أضحى لباغي الندى مغنى
|
فلله كم نادمت فيـه ابـن هالـة
|
على بانة منها ثمار الهوى تجنى
|
ليال بها الظبي الأغـن معانقـي
|
وملتثمي من خده الروضة الغنـا
|
جننت به بدرا وما مـن ملامـة
|
لذي العقل في ليل الجعود إذا جنا
|
أثار لنـا حربـا بهائـن غـارة
|
على كل صب صار في حبه شنا
|
وغادرنا صرعى بمعترك الهوى
|
بلحظ غدا عضبا وقد غدا لدنـا
|
فما أرخص القتلى وأعلى لظى الوغى
|
إذا صح يوما أنه كسـر الجفنـا
|
ولاح كأني في هواه ولـم أكـن
|
لا سمع فيه قط من مفصح لحنا
|
سعى عامدا بالهجر بيني وبينـه
|
فأعطاه في مسعاه ما بيننا إذنـا
|
لئن مال للواشي فما من ملامـة
|
عليه فإني كنت أعهـده غصنـا
|
على ذلك الغصن المرنح فليحـم
|
فؤادي فلا يلقى له مثلـه ركنـا
|
وللجوهر الأعلى من الثغر فلتجد
|
لفرط الأسى عيناي بالغرض الأدنى
|
وجار فـي مضاميـر المعالـي
|
كيـت كـم بـه طعنـت كمـاة
|
بـه استعبـدت آبقـة المعانـي
|
فعادت وهـي فيـه محـررات
|
مصـل والمعالـي راكعــات
|
لريـه والمعانــي ساجــدات
|
إذا أسرجتـه بالـرأي تغــدو
|
الجوامح وهـي فيـه ملجمـات
|
على الخمس الجواري سار لكـن
|
لـه العشـر العقـول مشيعـات
|
تنهدهـن مرتضعــا نميــرا
|
لهـا لكنمـا الحلــم الــدواة
|
وسار على سهول الطرس صلا
|
بـه محيـا البريـة والممـات
|
يمـج بهـا الأعــداء موتــا
|
ولكـن للمحـب هـو الحيــاة
|
وعار عن عيوب عـداك لكـن
|
بنسج صنيعـه تكسـى العـراة
|
يصير بالخفايـا وهـو أعمـى
|
واعلـم لـم تفتــه مغيبــات
|
شققت لسانـه طـولا لكـي لا
|
تقصر عنـه إذ يملـي الـرواة
|
(ملكنا فكان العفو منـا سجيـة)
|
بيـوم بطحـاء بمكـة تفتــح
|
فسالت بفيض العفو منا بطاحكم
|
(ولما ملكتم سال بالـدم أبطـح)
|
(وحللتم قتل الأسارى وطالمـا)
|
فككنا أسيرا منكـم كـاد يذبـح
|
ففي يوم بدر مذ أسرنا كرامكـم
|
(غدونا عن الأسرى نعف ونصفح)
|
فحسبكم هـذا التفـاوت بيننـا)
|
فأي قبيل فيـه أربـى وأربـح
|
جعلنا بيوم السبـق عبـد أميـة
|
وحرب زوى عنه أنانـا منيـة
|
وصخرا صفحنا عن حماه حمية
|
(ملكنا فكان العفو منـا سجيـة
|
ولما ملكتم سال بالدم أبطح)
|
كرهتم لنا أمرا به شانكـم سمـا
|
وحرم أن يسموا به خلق السمـا
|
فأوجبتم سبي العذارى لدى الحمى
|
(وحللتم قتل الأسـارى وطالمـا
|
غدونا عن الجاني نعف ونصفح)
|
حكتم علينـا بالدمـار وبالفنـا
|
وفينا ومنا نلتـم غايـة المنـى
|
عفونا وبعد العفـو مثلتـم بنـا
|
(فحسبكم هـذا التفـاوت بيننـا
|
فكل إناء بالذي فيه ينضح)
|
أيا زين العبـاد فدتـك روحـي
|
وروح الأكرميـن مـن العبـاد
|
مـرادي أن تبلغنـي مــرادي
|
وليس سواك يا أملـي مـرادي
|
وعفوا أرتجيـه عـن الخطايـا
|
من المنـان فـي يـوم المعـاد
|
كفانـي حبكــم زادا إذا مــا
|
وفدت على الكريـم بغيـر زاد
|
إذا رمت الشفاعة مـن سواكـم
|
فقـد أنزلـت حاجاتـي بـواد
|
لله صبرك كم تغض على القذى
|
جفنا وتوسـع للعـزاء ضميـرا
|
هذا الكتاب وقد عنيـت بحفظـه
|
يشكو لـك التبديـل والتغييـرا
|
لعبت به أيدي النفـاق فمزقـت
|
منه سطـورا فيكـم وشطـورا
|
والشرع أصبـح ذاويـا نـواده
|
بهشيم روضته وكـان نضيـرا
|
كـم آثـم فتيـاه هـدت ركنـه
|
ولكم تشكى الدست منه كفـورا
|
وبنو أبيك الغر كـدر صفوهـم
|
جارى القضاء بصرفه تكديـرا
|
أضحوا وقد سل الشقاء عليهـم
|
عضبا صقيل الشفرتين شهيـرا
|
ومكابد للذل جـد بـه الأسـى
|
ومصفـد بالقيـد بـات أسيـرا
|
ومشرد ضاقت به سعة الفضـا
|
يغدو ويصدر خائفـا مذعـورا
|
هذي هي النوب التي لم تحتمـل
|
منهـا جميـع الأنبيـاء يسيـرا
|
حلــو طلــاه ومعصمــاه
|
(حلاهمـا عــوده المــأود)
|
(أطـال صـدا وحـل عهـدا)
|
ومـال عـودا والعـود أحمـد
|
وصـال حمــدا وآل عمــدا
|
(ومـال ودا وواصـل العــد)
|
(أمـا لأهـل الهـوى محـام)
|
ومـا لأهـل الـوداد مرصـد
|
هاهـم هـود صرعــى وداد
|
(وهل لصرعى الـوداد عـود)
|
(طـلا أطـل الدمـاء عمـدا)
|
سهـم حمــام لــه مســدد
|
أرواح أهـل الهـوى حســوم
|
(علـى حسـام لـه محــدد)
|
(وحـدد المدمـع المرامــى)
|
دمـا ومـأوى الدمـوع سهـد
|
وأرسـل الـراح وهــو روح
|
(والروح أورى لهـا وصعـد)
|
(وآهـا لأهـل الهـوى وآهـا)
|
ممـا أعـد الرامــي ومهــد
|
رمـى هداهــم داه دهاهــم
|
(ممـا هداهـم لــه وهــدد)
|
(حسـوا مـدام الكـؤوس لمـا)
|
أدى لهــم وعــده المؤكــد
|
رامـوا ورود الــورود لمــا
|
(أطلعـه الأطلـس المــورد)
|
(روحا وروحـا لهـم وراحـا)
|
أهـدى لأرواحهــم وأسعــد
|
أهـلا وسهـلا لهـم وعــلا
|
(أولـى لهـم مـا رأوا وأولـد)
|
(للــه أو للحلــى هلــال)
|
سمـا هلـال السمـا المــردد
|
أسلـم طوعـا للسلــم لمــا
|
(لاح علـى صرحـه الممـرد)
|
(وصائـم الوسـط لمــا رآه)
|
راصـد أسـد هـوى وأرعـد
|
ولـو رآه حامــل دعــص
|
(راء لصلـى علـى محمــد)
|
(الأطهـر المرسـل الموطـى)
|
لـه مهـاد الهــدى الممهــد
|
عمـود سمـك السمـا طاهــا
|
(طـه عمـاد العلـى الموطـد)
|
(ملـك سمـا للسمـاء لمــا)
|
سمـا سمـاء العـلاء أوحــد
|
وكلمـا مــر وهــو ســام
|
(أوحى له اللـه عـد واصعـد)
|
(سـر وصـار الملـاك كـل)
|
ملكـا ووارى حـرا وأســود
|
مولـى رسـول ملكـا مطاعـا
|
(طـوع عـلا، لـه وسـؤدد)
|
(كم سهل العسـر كـم أحـال)
|
الحصا إلى الدر وهـو مصمـد
|
كـم حـول السهـم وهـو أول
|
(الـداء دوا كـم أراح مكمـد)
|
(دعا إلـى اللـه كـل رهـط)
|
حـاد حـدوده الهـدى والحـد
|
ووحــدوه لمــا دعاهـــم
|
(للــه داع هــدى ووحــد)
|
(وعـم كـل الـورى هــداه)
|
للسـد سـدوا ومـا ورا السـد
|
وأم كــل المــلا عطـــاه
|
(ومـا عـدا أحمـرا وأسـود)
|
(واسلمـوا والسلــام أمــر)
|
لـه السلـام الــودود حــدد
|
عـلا وسعـد سمــا محــلا
|
(أعلــى أودائــه وأسعــد)
|
(لـه السمــاح الأعــم ورد)
|
كالـراح مهمـا حسـوه هـود
|
للــه ورد لــدى مـــراح
|
(حــلا إلــى أرود وورود)
|
(اسـأل صـم الصلـاد مـاء)
|
وسائـل المــاء رد أصلــد
|
وكـم صـواد روى صداهــا
|
(وأطعـم السائــل المــردد)
|
(وسلـم الـدوح طـوع أمـر)
|
لمــا دعــاه وطائعــا رد
|
وكلـم اللحــم وهــو ســم
|
(وعـاد روح ومـح أرمــد)
|
(مـا للحصـى والكلـام لـولا)
|
سـر رسـول اللـه الموصـد
|
وكــل أمــر ممـــا أراه
|
(أمر الإلـه السمـاء الموحـد)
|
(سمعا صـراط الإلـه مدحـا)
|
مـا أم كـلا سـواك محمــد
|
أصـم سمـع الحسـود لمــا
|
(أسـداه مملوكـك المحســد)
|
(لا صـح در الكلـام مـا لـم)
|
أحـل صـدر العلـى وأسعـد
|
رنا مكرها يوم الفراق يوادعـه
|
تسابقه قبـل الـوداع مدامعـه
|
وقد كاد إن يرفض شجوا فـؤاده
|
عن الصدر لولا تحتويه أضالعه
|
بنفسي حبيبا لم يدع لـي تجلـدا
|
لتوديعه لمـا غـدوت أوادعـه
|
أعانقه والطرف يرعف خاشعـا
|
وما لصب إلا راعف الطرف خاشعه
|
وقد علقت كفـاي شوقـا بكفـه
|
كما ضمت الطفل الرضيع رواضعه
|
أعرض بالشكوى إليه ومهجتـي
|
تنازع من أشواقها مـا تنازعـه
|
فديتك زود من تركـت بنظـرة
|
فليتك لا جرعت ما هو جارعـه
|
يهيـم وأنـى باللحـاق لمغـرم
|
أحاطت به من جانبيـه موانعـه
|
شديد خفوق القلب حتـى كأنـه
|
قوادم طيـر حائـم أو شرائعـه
|
ولما سمعت الركب حنت حداتـه
|
وهي جلدى من هول ما أنا سامعه
|
وقلت لشوقي كيفما شئت فاحتكم
|
لك الأمر فاصنع في ما أنت صانعه
|
ولاح دعا للصبر من لا يجيبـه
|
وقاد إلى السلوان من لا يطاوعه
|
يكلفنـي صبـرا خلعـت رداءه
|
وهيهات مني ليس ما أنا خالعـه
|
فمن لمشوق لم يخط جفن عينـه
|
غرارا ولم تفتق بنصح مسامعـه
|
إذا رام أن يخفي هواه وشت بـه
|
مدامع تبدي ما تحـن أضالعـه
|
فوا لهفتي من بين خـل موافـق
|
يراجعني فـي أمـره وأراجعـه
|
يواصل من واصلته غير طامح
|
لغيري ويغدو قاطعا من أقاطعه
|
ولا زال يوفيني وفاه ولم يكـن
|
يعدو منهاج الوفا وهو شارعـه
|
سلوت به عن كل غـاد ورائـح
|
يصانعنـي فـي وده وأصانعـه
|
سقى جدثا تحنو عليك صفائحـه
|
غوادي الحيا مشمولة وروائحـه
|
بكيتكـم بالطـف حتـى تبللـت
|
مصارعه من أدمعي ومطارحـه
|
مصائب خصتكم وخصت قلوبنا
|
بحزن على ما نالكم لا تبارحـه
|
تداركتم بالأنفس الدين لـم يقـم
|
لـواه بكـم إلا وأنتـم ذبائحـه
|
غداة تشفى الكفر منكم بموقـف
|
أذلت رقاب المسلمين فضائحـه
|
جزرتم به جزر الأضاحي وأنتم
|
عطاشى ترون الماء يلمع طافحه
|
عزيز على الكرار أن ينظر ابنه
|
ذبيحا وشمر ابن الضبابي ذابحه
|
وشيبتـه مخضوبـة بدمائــه
|
يلاعبها غادي النسيـم ورائحـه
|
أيهدي إلى الشامات رأس ابن فاطم
|
ويقرعـه بالخيزرانـة كاشحـه
|
وتسبى كريمات النبي حواسـرا
|
تغادي الجوى من ثكلها وتراوحه
|
أحين رجيناك تستأصل العـدى
|
يفاجئنا الناعـي بنعيـك يهتـف
|
وحيـن تهيأنـا لتهنئـة العلـى
|
بنصرك تأتينا مراثيك تعصـف
|
حرام على أجفاننا بعدك الكـرى
|
مدى العمر ليت العمر بعدك يحتف
|
بمن بعدك العليا ترنـح عطفهـا
|
وتختال في جلبابهـا تتغطـرف
|
ومن ليتامى الناس بعدك يغتـدي
|
أبا راحما يحنو عليهم ويعطـف
|
تجاوبت الدنيـا عليـك مآتمـا
|
نواعيك فيهـا للقيامـة عكـف
|
فلم أر رزء مثل رزئـك فجعـة
|
تكاد له عوج الضلـوع تثقـف
|
بنفسي من استجلى الرمح طلعـة
|
كبدر الدجى بل تلك أبهى وأشرف
|
أحامل ذاك الرأس قل لي برأس من
|
تمايل ذاك السمهـري المثقـف
|
ألم تعه يتلـو الكتـاب ونـوره
|
يشق ظلام الليل والليل مسـدف
|
أيهدي إلى الشامات رأس ابن فاطم
|
ليشفى منـه ظعنـه المتحيـف
|
وتقرع منه الخيزرانـة مبسمـا
|
له لم يزل خير الورى يترشـف
|
أيرجى لقلبي راحة من خفوقـه
|
إذا شاقني ذكر اللـوى وعقيقـه
|
خليلي هل تحنو الليالـي تعطفـا
|
علي فتدني شائقا مـن مشوقـه
|
وبين ضلوعي من نوى من هويته
|
غرام حريق النار دون حريقـه
|
أحـن إليـه والمفـاوز بيننــا
|
حنيـن فصيـل فاقـد لعلوقـه
|
يميل هواه بي كما مالت الصبـا
|
سحيرا بميـاس القـوام رشيقـه
|
وعهدي به إن زرته ظامئا إلـى
|
لقـاه فلقانـي بخمـرة ريقــه
|
ورحب بي بعـد التحيـة جاليـا
|
همومي بوضاح المحيـا طليقـه
|
وزودني منه حديثا يفـوح لـي
|
شذاه بمشمـول النسيـم رقيقـه
|
هو الشوق كم لي رية من صبوحه
|
تعود عليها ريـة مـن غبوقـه
|
عذيري من ظام تلظـى وعنـده
|
من البارد السلسال أصفى رحيقه
|
يرق لـه قلـب الخلـي وربمـا
|
بكت لأسير الركب عين طليقـه
|
فواها لصب اتبع الركب مهجـة
|
تحن وراء الركب حنـة نوقـه
|
يقلب في شكواه طرف مفـارق
|
يرى الحتف أولى من فريق فريقه
|
ولا دعا للصبـر غيـر مجيبـه
|
وكلف بالسلـوان غيـر مطيقـه
|
وراءك يا لاحي اعتزلني ولوعة
|
بها ضاق صدري لا بليت بضيقه
|
عسى أن يغيث الله منتجع الهدى
|
بإظهار هاديها سـواء طريقـه
|
بنفسي محجوبا عن العين حاضرا
|
بقلبي وإن لم يطف نار حريقـه
|
يذكرني بـدر السمـاء جبينـه
|
فترتاده عينـاي عنـد شروقـه
|
رعى الله من ملكته القلب جاريا
|
هواه به مجرى دمي في عروقه
|
يتلقى موالوه بـه بعـد يتمهـم
|
أبـر أب لـم يبلهـم بعقوقــه
|
بنفسي من يرعى حقوق ابتنائنـا
|
إليه وإن لم نرع فرض حقوقـه
|
فليت ثرى مسته نعلاك تغتـدي
|
نواظرنـا محكولـة بسحيقــه
|
وياليت طرفا يجعل الترب عسجدا
|
بنظرتـه ترنـو إليـه بموقـه
|
بجاه أبيـك العسكـري وسبعـة
|
وجدهم الظامي الحشـا وشقيقـه
|
وأمهما خيـر النسـاء وأبيهمـا
|
وجدهما سامي الفخـار عريقـه
|
أغثنا فقد ضاق الخناق ولمك تزل
|
مغيثا لمن والاك عنـد مضيقـه
|
ألست ترانا لم نطق حجز جائـز
|
علينا ولا نودي دما من مريقـه
|
بها غير معذول فـداو خمارهـا
|
وصل بعشيات الغبوق ابتكارهـا
|
وقم أنت فاحثث كأسها غير صاغر
|
ولا تسق إلا خمرهـا وعقارهـا
|
فقام تكاد الكـأس تحـرق كفـه
|
من الشمس أو من وجنتيه استعارها
|
مشعشعة من كف ظبـي كأنمـا
|
تناولهـا مـن خـده فأدارهــا
|
ظللنـا بأيدينـا نتعتـع روحهـا
|
فتأخذ من أقدامنا الـراح ثارهـا
|
ما أنت مني ولا ربعاك لي وطر
|
الهم أملك بي والشـوق والفكـر
|
وراعها أن دمعي فاض منتثـرا
|
لا أو ترى كبدي للحـزن تنتثـر
|
قتلى يحن إليها البيـت والحجـر
|
شوقا وتبكيهم الآيـات والسـور
|
مات الحسين بأيد في مغائظهـا
|
طول عليه وفي أشفاقها قصـر
|
لا در در الأعادي عندما وتروا
|
ودر درك ما تحوين يـا حفـر
|
لما رأوا طرقات الصبر معرضة
|
إلى لقاء ولقيا رحمـة صبـروا
|
قالوا لأنفسهم يـا حبـذا نهـل
|
محمـد وعلـي بعـده صبـروا
|
ردوا هنيئـا مريئـا آل فاطمـة
|
حوض الردى فارتضوا بالقتل واصطبروا
|
ما بي فراغ إلى عثمـان أندبـه
|
ولا شجاني أبو بكـر ولا عمـر
|
أبكيكم يا بني التقـوى وأعولكـم
|
وأشرب الصبر وهو الصاب والصبر
|
أبكيكم يا بنـي آل الرسـول ولا
|
عفت محلكم الأنـواء والمطـر
|
في كل يوم لقلبي مـن تذكركـم
|
تغريبـة ولدمعـي فيكـم سفـر
|
كفـى بـان أنـاة اللـه واقعـة
|
يوما والله في هذا الورى نظـر
|
أنسى عليا وتفنيـد الغـواة لـه
|
وفي غد يعرف الأفاك والأشـر
|
حتى إذا أبصر الأحياء من يمـن
|
برهانه آمنوا من بعد ما كفـروا
|
أم من رسا يوم أحد ثابتا قدمـا
|
وفي حنين وسلع بعدما عبـروا
|
أم من غـدا داحيـا بـاب. . .
|
وفاتحا خيبرا من بعد ما كسروا
|
أليس قام رسول اللـه يخطبهـم
|
وقال مولاكـم ذا أيهـا البشـر
|
أضبع غير علـي كـان رافعـه
|
محمد الخير أم لا تعقل الحمـر
|
دعوا التخبط في عشواء مظلمـة
|
لم يبد لا كوكب فيهـا ولا قمـر
|
الحق أبلـج والأعلـام واضحـة
|
لو آمن أنفس الشانين أو نظـروا
|
يا عين لا للغضـا ولا الكثـب
|
بكا الرزايا سوى بكـا الطـرب
|
جودي وجدي بملء جفنـك ثـم
|
احتفلـي بالدمـوع وانسكبــي
|
مقابـر تحتهـا منابـر مــن
|
علـم وحلـم ومنظـر عجـب
|
مـن البهاليــل آل فاطمــة
|
أهل المعالـي والسـادة النجـب
|
كم شرقت منهم السيـوف وكـم
|
رويت الأرض مـن دم سـرب
|
لا تبعدوا يا بنـي النبـي علـى
|
أن قد بعدتم والدهـر ذو نـوب
|
صوني شعاع الضمير واستشعر
|
ي الصبر وحسن العزاء واحتسبي
|
فالخلق في الأرض يعجلون ومو
|
لـاك علـى تـؤد ومرتقــب
|
لا بـد أن يحشـر القتيـل وأن
|
يسـأل ذو قتلـه عـن السبـب
|
فالويل والنـار والثبـور لمـن
|
أسلمتمـوه للجمــر واللهــب
|
أنتـم بـدور الهـدى وأنجمـه
|
ودوحة المكرمات الأعجمين والعرب
|
وساسة الحوض يـوم لا نهـل
|
لمورديكـم مـوارد العطــب
|
مـا زلتـم فـي الحيـاة بينهـم
|
بيـن قتيـل وبيـن مستلــب
|
قد كان في هجركم رضـا بكـم
|
وكم رضا مشرج على غضـب
|
حتـى إذا أودى النبـي شجـى
|
فيه لهـاة القصاقـص الجـرب
|
بالأميـن قـد أحـرزا نسبــا
|
مع بدر دار عن ذلـك النسـب
|
مـا كـان كلـب لهاشـم بـأخ
|
ولا تميــم لأحمــد بــأب
|
لكـن حديثـي عـداوة وقلـى
|
تهـورا فـي غيابـة الشهــب
|
قاما بدعوى في الظلـم غالبـة
|
وحجـة جدلـة مـن الكــذب
|
مـن ثـم أودى بـه بنبيكــم
|
قصعـا بأيـدي عـدوة الكلـب
|
ومن هناك انبرى الزمـان لهـم
|
بعـد البيـان بغـارب خشـب
|
لا تسلقونـي بحــد ألسنكــم
|
مـا أرب الظالميـن مـن أرب
|
إنا إلـى اللـه راجعـون علـى
|
سهـو الليالـي وغفلـة النـوب
|
فاغتره السيـف وهـو خادمـه
|
متى يهب في الوغى بـه يجـب
|
أودى ولو مد عينـه أسـد الغـا
|
ب لباخ السرحان مـن هـرب
|
يا طول حزني ولوعتـي وتبـا
|
ريحي ويا حسرتي ويـا كربـي
|
لهول يـوم تقلـص العلـم وال
|
ديـن فغراهمـا عـن السلـب
|
ذلـك يـوم لـم تـرم جائحـة
|
بمثله المصطفـى ولـم تصـب
|
وغادر المعولـات مـن هاشـم
|
الخير حيارى مهتوكـة الحجـب
|
تمري عيونا على أبـي حسـن
|
محفوفـة بالكلــوم والنــدب
|
يعمـر ربـع الهمـوم أعينهـا
|
بالدمع حزنـا لربعهـا خـرب
|
تئـن والنفـس تستديـر بهــا
|
رحى من الموت مـرة القطـب
|
لهفـي ذلـك الـرواء أم ذلـك
|
الرأي وتلك الأبنـاء والخطـب
|
يا سيد الأوصياء والعالي الحجة
|
والمرتضــى وذا الرتـــب
|
إن يسر جيش الهموم منك إلـى
|
شمس منى والمقـام والحجـب
|
فربمـا تقعـص الكمـاة بأقـدا
|
مك قعصا يجثي علـى الركـب
|
ورب مقـــورة ململمـــة
|
في عـارض للحمـام منسكـب
|
فللـت أرجاءهــا وجحفلهــا
|
بذي صقال كوامـض الشهـب
|
أودى علي صلى علـى روحـه
|
اللـه صلـاة طويـة الــدأب
|
وكـل نفـس لحينهـا سبــب
|
يسـري إليهـا كهيئـة اللعـب
|
والناس بالغيب يرجمـون ومـا
|
خلتهـم يرجمـون عـن كثـب
|
وفـي غـد فاعلمـن لقاؤهــم
|
فإنهــم يرقبــون فارتقــب
|
قتلنـا أميــة فــي دارهــا
|
فكنــا أحــق بأسلابهـــا
|
وكم عصبة قـد سقـت منكـم
|
الخلافـة صابــا بأكوابهــا
|
إذا مــا دنوتــم يلقونكــم
|
زبونــا وقــرت بحلابهــا
|
ولمـا أبـى اللـه أن تملكــوا
|
دعتنـا إليهـا فقمنــا بهــا
|
ومــا رد حجابهــا وافــدا
|
لنــا إذ وقفنــا بأبوابهـــا
|
كقطب الرحـى وافقـت أختهـا
|
دعونـا لهـا وعملنــا بهــا
|
ونحـن ورثنـا ثيـاب النبــي
|
فكــم تجذبــون بأهدابهــا
|
لكـم رحـم يـا بنـي بنتــه
|
ولكـن بنـو العـم أولـى بهـا
|
به نصـر اللـه أهـل الحجـاز
|
وأبرأهــا بعــد أوصابهــا
|
ويـوم حنيـن قــد أعيتكــم
|
وقد أبدت الحـرب عـن نابهـا
|
فمهـلا بنـي عمنــا إنهــا
|
عطيــة رب حبانــا بهــا
|
وأقســم أنكــم تعلمـــون
|
أنـا لهــا خيــر أربابهــا
|
ألا قـل لشـر عبيـد الإلــه
|
وطاغـي قريــش وكذابهــا
|
وباغي العبـاد وباغـي العنـاد
|
وهاجـي الكــرام ومغتابهــا
|
أأنــت تفاخــر آل النبــي
|
وتجحدهـا فضـل أحسابهــا
|
بكم باهـل المصطفـى أم بهـم
|
فــرد العــداة بأوصابهــا
|
أم الرجس والخمر مـن دأبكـم
|
وفـرط العبـادة مـن دأبهــا
|
وقلـت ورثنـا ثيـاب النبــي
|
فلــم تجذبــون بأهدابهــا
|
وعنـدك لا تـورث الأنبيــاء
|
فكيــف حظيتــم بأثوابهــا
|
فكذبـت نفسـك فـي الحالتيـن
|
ولم تعلم الشهـد مـن صابهـا
|
أجـدك يرضـى بمـا قلتــه
|
ومـا كـان يومـا بمرتابهــا
|
وكـان بصفيـن فـي حربهـم
|
كحـرب الطغـاة وأحزابهــا
|
وقد شمر المـوت عـن سامـة
|
وكشرت الحـرب عـن نابهـا
|
وأمـل أن يرتضيــه الأنــام
|
مـن الحكميــن لا ذهابهــا
|
ليعطـي الخلافـة أهـلا لهــا
|
فلــم يرتضــوه لانجالهــا
|
وصلى مع الناس طـول الحيـاة
|
وحيدر فـي صـدر محرابهـا
|
وإذ جعل الأمـر شـورى لهـم
|
فهل كان مـن بعـض أربابهـا
|
أخامسهـم كــان أم سادســا
|
وقـد جليـت بيـن خطابهــا
|
وقولـك أنتـم بنــي بنتــه
|
ولكن بنـي العـم أولـى بهـا
|
بنو البنـت أيضـا بنـو عمـه
|
وذلــك أدنــى لأنسابهـــا
|
فدع في الخلافة فضل الخلـاف
|
فليســت ذلــولا لركابهــا
|
وما شاورتك والفحص عن شانها
|
فمـا كنـت أهـلا لأسبابهــا
|
وكيـف تخـص زمانـا بهــا
|
ومــا أدبتـــك بآدابهـــا
|
وقلــت بأنكــم القاتلــون
|
لأسـد أميـة فــي غابهــا
|
عدوت وأسرفت فيمـا ادعيـت
|
ولم تنـه نفسـك عـن عابهـا
|
فكـم حاولتهـا سـراة لكــم
|
فردت علـى نكـص أعتابهـا
|
ولـولا سيـوف أبـي مسلــم
|
لعـزت علـى وجـه طلابهـا
|
وأنتم أسـارى ببطـن الحبـوس
|
وقـد شفكـم لثــم أعتابهــا
|
فأخرجكــم وحياكــم بهــا
|
وقمصكـم فضــل جلبابهــا
|
فجازيتمـوه بشــر الجــزاء
|
لطغـوى النفـوس وإعجابهــا
|
فدع ذكر قوم رضـوا بالكفـاف
|
وجـاءوا الخلافـة مـن بابهـا
|
هـم الزاهـدون هـم العابـدون
|
هــم العالمــون بآدابهـــا
|
هم الصائمـون هـم القائمـون
|
هـم الساجــدون بمحرابهــا
|
إن لم أفض في المغاني ماء أجفاني
|
فما أفـظ إذن قلبـي وأجفانـي
|
وكيف لا يهمل الدمع الهتون فتى
|
أمسى أسير صبابـات وأحـزان
|
يا ربة السجف هلا كنت قاضية
|
دنيا وأقلعت عن مطلـي وليـان
|
لو كنت في عصر بلقيس لما خلبت
|
بلقيـس ابــن داود سليمــان
|
يا قلب كم بالحسان البيض تجعلني
|
مستهزءا والنهي عن ذاك ينهاني
|
ولي بود أميـر النحـل حيـدرة
|
شغل عن اللهو والإطراب ألهاني
|
هات الحديث سميري عن مناقبه
|
ودع حديث ربي نجـد ونعمـان
|
بنى بصارمه الإسلـام إذ هـدم
|
الأصنام أكرم به من هادم بانـي
|
سائل به يوم أحد والقليب وفـي
|
بدر وخيبر يا من فيـه يلحانـي
|
ويوم صفين والألبـاب طائشـة
|
وفي حنين إذا التـف الفريقـان
|
وفي الغدير وقد أبدى النبي لـه
|
مناقبا أرغمت ذا البغضة الشاني
|
إذ قال من كنت مولاه فأنت لـه
|
مولى به الله يهدي كل حيـران
|
وآية الشمـس إذ ردت مبـادرة
|
غراء أقصر عنها كـل إنسـان
|
وإن في قصة الأفعـى ومكمنـه
|
في الخف هديا لذي بغض وإرعان
|
وقصة الطائـر المشـوي بينـة
|
لكل من حاد عن عمـد وشنـآن
|
واسأل به يوم وافى ظهر منبره
|
والناس قد فزعوا من شخص ثعبان
|
فقال خلوا له نهجـا ولا تجـدوا
|
بأسا بتمكينه قصـدي وإتيانـي
|
فجاء حتى رقى أعـواد منبـره
|
مهيمنا بلسان الخاضـع الجانـي
|
من غيره بظن العلم الخفي ومن
|
سواه قال اسألوني قبل فقادنـي
|
ومن وقت نفسه نفس الرسول وقد
|
وافى الفراش ذوو كفر وطغيـان
|
من كان في حرم الرحمن مولده
|
وحاطه الله من بـأس وعـدوان
|
من غيره خاطب الرحمن واعتضدت
|
به النبـوة فـي سـر وإعلـان
|
من أعطى الراية الغراء إذ زبدت
|
نار الوغا فتحاماهـا الخميسـان
|
من ردت الكف إذ بانت بدعوته
|
والعين بعد ذهاب المنظر القاني
|
من أنزل الوحي في أن لا يسد له
|
باب وقد سدت أبواب لا خـوان
|
ومن به بلغت من بعـد أوبتهـا
|
براءة لأولـي شـرك وكفـران
|
ومن تكلم طفلا وارتقـى كتـف
|
المختار خير ذوي شيب وشبـان
|
ومن يقول خذي يا نار ذا وذري
|
هذا وبالكأس يسقي كـل ظمـآن
|
من باهل الله أملاك السماء بـه
|
وجاءه قدس من عند رضـوان
|
ومن غسل المصطفى من سال في يده
|
أجل نفس نأت عن خير جثمـان
|
ومن تورك متن الريـح طائعـة
|
تجري بأمر مليك الخلق رحمان
|
حتى أتى فتية الكهف الذين جرت
|
على مراقدهم أعصـار أزمـان
|
فاستيقظوا ثم قالوا بعد يقظتهـم
|
أنت الوصي على علم وإيقـان.
|
لمـن العيـس عشيـا تترامـى
|
تركتهـا شقـق البيـن سهامـا
|
كلمـا برقعهـا نشـر الصبــا
|
لبست من أحمـر الدمـع لثامـا
|
شفهـا جـذب براهـا للحمـى
|
فهي ترمي لربى نجـد زمامـا
|
يا بني عـذرة هـل مـن آخـذ
|
بدمي المسفوك من حل الخيامـا
|
قمر لو لـم يـر البـدر دجـى
|
ما حوى البـدر كمـالا وتمامـا
|
أيها الطاعن عن عينـي وفـي
|
مهجتي ينـزل ربعـا ومقامـا
|
عاقـب اللـه بأدهـى صمــم
|
أذني إن سمعـت فيـك ملامـا
|
أقرقف فـي الزجـاج أم ذهـب
|
ولؤلـؤ مـا عليـه أم حبــب
|
شمس على فوق قرصها شهـب
|
والعجب الشمس فوقها الشهـب
|
حمراء قد عتقـت فلـو نطقـت
|
حكت بخلق السماء مـا السبـب
|
إن ألهبتها السقـاة فـي غسـق
|
يمـزق الليـل ذلـك اللهــب
|
وإن حساهـا النديـم مصطحبـا
|
ألم في نقـض همـه الطـرب
|
لم أدر من قبل ذوب عسجدهـا
|
إن بهـا التبـر أصلـه العنـب
|
يـا عربـا باللـوى وكاظمـة
|
لي فـي مقاصيـر حيكـم إرب
|
أهيـف كالقضيــب قامتــه
|
تسقيه دوماني جفونـي السكـب
|
تسفح مـن سفـح مقلتـي ديـم
|
إن لاح من فيـه بـارق شنـب
|
كأنمــا فيضهــا ووابلهــا
|
أعاره الفيـض راشـد النـدب
|
أيـن الإبـا هاشـم أيـن الإبـا
|
ما للعلى لـم تلـف منكـم نبـا
|
هذا لـوى العليـا بـلا حامـل
|
أكلكـم عـن حملـه قـد أبـى
|
خلقتــم العليــا بأسيافكــم
|
وربيـت فيكـم أجـل الربــا
|
فمـا جنـت إذ هجـرت فيكـم
|
حاشا لها في الدهـر أن تذنبـا
|
قد أصبحت غضبى لمـا نابكـم
|
وحـق يـا هاشـم أن تغضبـا
|
فالجـد فالجــد لمرضاتهــا
|
فكـم أنـال الطالـب المطلبـا
|
والقتـل القتـل فـإن العلــى
|
لم ترض أو ترضى القنا والضبا
|
اللـه يـا هاشـم فـي مجدكـم
|
أن يغتـدي بيـن البرايـا هبـا
|
اللـه يـا هاشـم فـي شملكـم
|
فقد غدا في الناس أيـدي سبـا
|
أمـا أتاكـم مـا علـى كربـلا
|
مـن نبـأ منـه شباكـم نبــا
|
أسهـر طرفـي وأنحـل البدنـا
|
واجتاح صبري وزادني حزنـا
|
وحـول القلـب عـن مساكنـه
|
وصيـر النائبـات لـي سكنـا
|
ذكر غريب الطفوف يوم سـرى
|
بالأهل والمـال يعنـف البدنـا
|
إلى الألـى كاتبـوه واجتهـدوا
|
أن يقتلـوه ويخربـوا الوطنــا
|
تألبــوا للقتــال واجتهــدوا
|
واتخـذوا دون ربهــم وثنــا
|
واصطفت القـوم للقتـال معـا
|
وكـل قـرن لقرنــه كمنــا
|
وامتـد جنـح القتـام بينهمــا
|
فلا تـرى العيـن للنـار سنـا
|
مـا كـان إلا هنيهــة فــإذا
|
السبط وحيـدا ومـا لـه قرنـا
|
ينظـر أصحابـه علـى ظمـأ
|
بيـن ذبيـح وطائـح طعنــا
|
لهفي لسبط رسول اللـه بعدهـم
|
يجود بالنفس بين البيض والحجف
|
يخوض بحر المنايا وهو يخطف
|
الأبطال بالسيف يردي كل مختطف
|
فعندها أحدقوا من حوله زمـرا
|
وصار كالصارم المصقول من خلف
|
كل يهز القنـا بغضـا ويطعنـه
|
ما بين متفـق فيـه ومختلـف
|
حتى رموه بسهـم فـي مقاتلـه
|
فخر خير صريع دامي الأنـف
|
ما لي أراك على علاك تناكرت
|
أحقادهـا وتسالمـت أضدادهـا
|
وتجاذبتهـا إمـرة لـولا التقـى
|
عزت وقصر دونهـا قصادهـا
|
إن يحسدوك على علوك عنهـم
|
فدليـل كـل فضيلـة حسادهـا
|
يا أمة كفـرت وفـي أفواههـا
|
القرآن فيه ضلالهـا ورشادهـا
|
أعلـى المنابـر تعلنـون لسبـه
|
وبسيفه نصبـت لكـم أعوادهـا
|
تلـك الضغائـن بينكـم بدريـة
|
قتل الحسين وما اشتفت أحقادها
|
تاللـه لـولا تيمهـا وعديهــا
|
عرف الرشاد يزيدها وزيادهـا
|
ضربتكم في كربـلاء صـوارم
|
يوم السقيفـة فرقـت أغمادهـا
|
طلبت دخول الشرك فيكم بعدمـا
|
جبت غواريهـا وتـل عمادهـا
|
وبدت على زرق الأسنة حصا هامكم
|
مشهورة أفـلا تميـد صعادهـا
|
يا آية الله بل يـا فتنـة البشـر
|
يا غاية الخلق بل يا منتهى القدر
|
هيمت أفكار ذي الأفكار حين راو
|
آيات شأنك في الأيام والعصـر
|
لك العبارة في النطق البيغ كمـا
|
لك الإشارة في الآيات والسـور
|
تصالح الناس إلا فيك واختلفـوا
|
إلا عليك وهذا موضـع الخطـر
|
فالناس فيك ثلاث، فرقة رفعـت
|
وفرقة وضعت بالجهل والغـرر
|
وفرقة وقفت لا النـور يرفعهـا
|
ولا بضائرها فيهـا ذوو عـور
|
أنت الدليل لمن حارت بصيرتـه
|
عليه في مشكلات القول والعبـر
|
أنت السفينة حقا مـن تمسكهـا
|
نجى ومن صد عنها خاض في الشرر
|
أنت الغني عن الدنيا وزخرفهـا
|
إذ أنت سام على ما في قوى البشر
|
أسماءك الغر مثل النيرات كمـا
|
صفاتك السبع كالأفلاك والأكـر
|
وولدك الغر كالأبراج في فلك ال
|
معنى وأنت مثال الشمس والقمر
|
أجل قدرك عن وصف ومتصف
|
فأنت في العين مثل العين في الصور.
|
فهو الذي امتحن الله القلوب بـه
|
عما يجمجمن من كفر وإيمـان
|
وهو الذي قد قضى الله العلي له
|
أن لا يكون له في فضله ثانـي
|
وأن قوما ما رجوا إبطال حقكـم
|
أمسوا من الله في سخط وعصيان
|
لن يدفعـوا حقكـم إلا بدفعهـم
|
ما أنزل اللـه مـن آي وقـرآن
|
فقلدوهـا لأهـل البيـت أنهـم
|
صنو النبي وأنتم غير صنـوان.
|
ثلاثــة أهليــن صاحبتهــم
|
وكـان الإلـه هـو المستآسـا
|
وعشـت بعيشتـي أن المنـون
|
تنلقى المعائـش فيهـا حساسـا
|
فحينـا أصــادف غراتهــا
|
وحينا أصـادف منهـا خلاسـا
|
وشعــت لطــارق بالــدار
|
عني طليق الكلاب يطأن العياسا
|
فلمـا دنونـا لجـرس النبــا
|
ح لم نعرف الحـي إلا التماسـا
|
أضاءت لنـا النـار وجهـا أغ
|
ر ملتبسـا بالفــؤاد التباســا
|
يضيئ كضوء سـراج السليـط
|
لـم يجعـل اللـه فيـه نحاسـا
|
بآنسـة غيـر أنـس القـراف
|
وتخلط بالأنـس منهـا شماسـا
|
إذا ما الضجيـع ثنـى جيدهـا
|
تداعـت وكانـت عليـه لباسـا
|
أقبلت تقنص الأسـود الغزالـه
|
ذات نور يفـوق نـور الغزالـه
|
وانثنت تسلـب العقـول وثنـت
|
غلة في الحشـا بلبـس الغلالـه
|
واستحلت حرام سفـك دمائـي
|
وهو في قلبي الرخيص غلالـه
|
ولقـد حكـى برمـح قويــم
|
وبأنـف مثـل الحسـام حلالـه
|
ونجـد زهــا بأزهــار ورد
|
حرمـت منـه للمحـب حلالـه
|
آه واحسرتي على القلـب منهـا
|
بعد بعد المدى على كـل حالـه
|
ليت شمس الكمال ترحـم صبـا
|
من نواها قد غير الوجـد حالـه
|
يا نسيـم الشمـال منـي بلـغ
|
نحو أنس الحشا سلامي حمالـه
|
وارع صبـا متيمــا أبعدتــه
|
عن حماها ولم تجد من بالحما له
|
حملتني في الحب منهـا غرامـا
|
لم أطق مـدة الزمـان احتمالـه
|
ولي العهد فـي هوهـا وثيـق
|
قد أبى العقل في النقيض احتماله
|
ليتها أقبلـت ودا ودت بوصـل
|
لصحيح الـوداد منهـا اعتلالـه
|
وأغاثـت متيمـا مـن جواهـا
|
لا عج الشوق في الفؤاد اعتلاله
|
لست أدري هل الصـدود ملـال
|
أم طباع الحبيـب يبـدي دلالـه
|
أحـرق القلـب صدهـا ولهـذا
|
دمع عيني فـي الخـدود أسالـه
|
وجهها الأزهري أضنى فـؤادي
|
مذ رأت مقلتاي في الخد خالـه
|
وعلى الخد خاتـم الحسـن زاه
|
سالب مـن لـه بعينيـه خالـه
|
لا رعى الله عاشقـا قـد سلـاه
|
في الهوى قاطعا بسيف الملالـه
|
فاز من مات في الغرام شهيـدا
|
والحسان الشهود بيـن الملالـه
|
نـور اللـه مهجتـي وفـؤادي
|
منه بالحب إذ بـه قـد كمالـه
|
ألا لا تروعي القلب هاتفة البنان
|
ولا تحبسي يا ورق هجعة وسنان
|
ولا تعبثي بالحي أو تبعثي الشجا
|
بنوح جزوع بات فاقـد سلـوان
|
وما الحب إلا ما يعرف لممسـك
|
وإلا فتسريـح إليـه بإحســان
|
لأني وإن أصبحت رهن حوادث
|
فلم أك يوما أن أبوح بأشجانـي
|
ولا أخرست مني الحوادث أفوها
|
ولكن ما قاسى غريب خراسـان
|
سعى فيه قوم لا سقى صيب الحيا
|
حفائر ضمت منهم كـل خـوان
|
لئن أظهروا عهد الولاء وأضمروا
|
له بعد توكيد الولا نقض إيمـان
|
فقد خسروا صفقة مـن شمائـل
|
كما نكثوها فيه صفقـة إيمـان
|
رعى الله طوسا أي نفس تضمنت
|
من العترة الهادين بل أي جثمان
|
علي بن موسى خير يمم العلـى
|
بساحة فضل من نداه وإحسـان
|
بني عمـه هـلا إليـه دعتكـم
|
حمية فهر أو حفيظـة عدنـان
|
وثبتم عليـه قاطعيـن لرحمـة
|
ولم تصلوا إلا بظلـم وعـدوان
|
عذرنا الألى ساقوا إلى آل أحمد
|
غواشي الردى من عبد شمس ومروان
|
لئن أسسوا الجوار القديم فإنمـا
|
بكم رفعت منـه قواعـد بنيـان
|
حيـي دارا أضحـت معالمهـا
|
بالطـف معلومـة العلامــات
|
وقل لها يا ديـار آل الرسـول
|
اللـه يـا معـدن الرسالــات
|
أهدي إليك السلـام مـا انبـرت
|
الشمـس أو البـدر للبريــات
|
نعم مناخ الهدى ومنتجع الوحـي
|
ومستوطـــن الهدايــــات
|
نعم مصلى الأرض المضمن من
|
صلـى عليهـم رب السمـاوات
|
إن يتل تالـي الكتـاب فضلهـم
|
يتـل صنوفـا مـن التلـاوات
|
خصوا بتلـك الآيـات تكرمـة
|
أكـرم بتلـك الآيـات آيــات
|
هم خير ماش مشى علـى قـدم
|
وخير مـن يمتطـي المطيـات
|
قد علموا العالميـن أن اعبـدوا
|
اللـه وألغـوا عبـادة اللــات
|
علـى قبـور زكيـة ضمنـت
|
لجودهـا أعظمــا زكيــات
|
أزكـى نسيمـا لمـن تنسمهـا
|
من زهـرات الربـى الذكيـات
|
واصلهـا الغيـث بالغــدو ولا
|
صارمهـا الغيـث بالعشيــات
|
الشافعــون المشفعـــون إذا
|
لـم يشفــع ذوو الشفاعــات
|
من حين ماتوا أحيوا وليس كمن
|
أحياءهـم فـي عـداد أمـوات
|
جلـت رزاياهـم فلســت أرى
|
بعــد رزياتهــم رزيــات
|
نوحا على سيدي الحسيـن نعـم
|
نوحا على سيدي ابـن ساداتـي
|
نوحا ونوحا منه علـى شـرف
|
مجــدل بيــن مشرفــات
|
ذيد حسين عـن الفـرات فيـا
|
بليــة أحدثـــت بليـــات
|
ما لك غرت يـا فـرات ولـم
|
تسـق الخبيثيـن والخبيثــات
|
كم فاطميين منـك قـد فطمـوا
|
مـن غيـر جـرم وفاطميـات
|
ويـل يزيـد غـداة يقـرع بـا
|
لقضيب مـن سيـدي الثنيـات
|
على خضيب الأطراف من دمه
|
يا هـول أطرافـه الخضيبـات
|
يأبى الثابت في الحـرب علـى
|
قدم ما هزهـا الخـوف براحـا
|
كلمـا خفـت بأطـواد الحجـى
|
زاد حلما خف بالطود ارتجاحـا
|
مسعر إن تخب نيـران الوغـى
|
جرد العـزم وأوراهـا اقتداحـا
|
إن يخنه السيف والـدرع لـدى
|
ملتقـى الخيـل اتقـاء وكفاحـا
|
لم يخنـه الصبـر والعـزم إذا
|
حرت الحرب ادراعا واتشاحـا
|
يا صريعا نهبـت منـه الظبـا
|
مهجة ذات من الوجـد التياحـا
|
يتلظـى عطشـا فـوق الثـرى
|
والروا من حوله سـاغ قراحـا
|
هـي وردة حمـراء أم خــد
|
فـي صعـدة سمـراء أم قــد
|
وافــى بهـــا غزيـــل
|
غنـج خفيـف الطبـع أغيــد
|
كالبـــــدر إلا أنـــــه
|
أبهـى سنـا منــه وأسعــد
|
شفتــاه قالـــت للعـــوا
|
رض ما العقيق ومـا الزبرجـد
|
صنـم تجمعــت المحاســن
|
فيـه فهــو اليــوم مفــرد
|
ما مـر إلا والجمـال يصيـح
|
صــل علـــى محمـــد
|
عاتبتــه يومــا وقلـــت
|
إلـى متـى التعذيـب والصـدد
|
أيحـــل قتـــل متيـــم
|
غادرتــه قلقــا مسهـــد
|
أدنـى هـواك لــه السقــام
|
وعنـه صفـو العيـش أبعــد
|
فأجـاب: هـل لـك شاهــد
|
في ذاك؟ قلـت: الحـال يشهـد
|
فـازور مـن قولـي وأعــر
|
ض مغضبـا منـي وعربــد
|
فاعـدل بنـا نحـو الغــري
|
وعـد بنـا فالعــود أحمــد
|
مـن شيـد الإسلــام صــا
|
رمــه وللإيمــان مهـــد
|
لــولا صليــل حسامـــه
|
لرأيـت لـات القــوم تعبــد
|
هـل خـاض غمرتهـا غــدا
|
ة حنيـن والهامـات تحصــد
|
ألا أبــو الحســن الـــذي
|
لم يحص بعض صفاتـه العـد
|
ومـن بعدهـم سيـد العابديـن
|
شفيعي زين الـورى ذو الثفـن
|
وباقـر كـل علـوم الــورى
|
مميت الضلالة محيـي السنـن
|
ومـن بعـده جعفـر وابنــه
|
فمن صادق القـول أو مؤتمـن
|
ومن بعد موسى علـي الرضـا
|
لزائـره جنـة قــد ضمــن
|
وشبه المسيـح شفيعـي الـذي
|
يجيـب بغيـب إذا مـا امتحـن
|
سمـي الرسـول ومـن بعـده
|
سمي الوصـي كثيـر المحـن
|
ومن بعدهـم خاتـم الأوصيـاء
|
إمـام البريـة فـي ذا الزمـن
|
ومستـودع العلـم مـن ربــه
|
فمنه سيظهـر مـا قـد بطـن
|
أقـل مـن اللـوم أو فــازدد
|
فما مـوردي أحسـن بالمـورد
|
كفـى بالمشيـب لـه لاحيــا
|
وطيـب المفاخــر والمحتــد
|
ومـا أبيـض منــه العــذار
|
إن هــام بالرشــأ الأغيــد
|
وإن يـك للبـرق عـاد الرقـاد
|
فقـد بـات للمجـد لـم يرقـد
|
وأذهلـه عـن سـؤال الطلـول
|
سـؤال المؤمـل والمجتــدي
|
اقنـع بالخفـض فعـل الذليـل
|
وأقعد عن نهضة السيدات والسادة
|
لأن أنـا لـم تعـل بـي همـة
|
فترقـى علـى هامـة الفرقـد
|
برأت من المجـد إن لـم أطـأ
|
جناجـن كـل فتـى أصيــد
|
ولسـت بـواف ذمـام العلـى
|
إذا كـان قولـي فعـل اليــد
|
أتغمد عن معشـر مـا حسـام
|
جورهــم عنــك بالغمــد
|
أباحوا حمى اللـه فـي أرضـه
|
وردوا الضلال كمـا قـد بـدي
|
فمن غـاد بعـد يـوم الغديـر
|
وما غاب عـن ذلـك المشهـد
|
ومن ملحد خـان عهـد النبـي
|
والمصطفـى بعـد لـم يلحـد
|
أرقت ولم ترق الدموع ولا خبت
|
بجنبي نـار للجـوى تتضـرم
|
ذكرت السيوف الغر من آل هاشم
|
غدت بسيوف الهند وهـي تثلـم
|
وتلك الوجوه الغر بالطف أصبحت
|
يحطمها شوك الوشيج المحطـم
|
ولم يبق إلا السبط في الجمع مفردا
|
ولا ناصر إلا الحسـام ولهـذم
|
فما زال ذاك الليث مستقبل العدى
|
بماض متى يرفع على القرن يجزم
|
إلى أن هوى فوق الصعيد فمذ هوى
|
هوى عمد الدين الحنيف المقـوم
|
فراح به ظفر الغوايـة ظافـرا
|
وعاد به صبح الهدى وهو مظلم
|
فأي مصونـات حرائـر بعـده
|
بهن إلى شر الخلائـق أشأمـوا
|
تكف عيـون الناظريـن أكفهـا
|
ويعصمها من أعين الناس معصم
|
أوحشـت يـا ربـع الهــدى
|
ولبسـت بعـد النـور ظلمــه
|
زعـم العــدو بــأن يــذل
|
فخيــب الرحمــن زعمــه
|
فأثــار قسطلهــا ودكـــد
|
ك كــل رابيــة وأكمـــه
|
وافــى لعرصــة كربــلا
|
من هاشـم فـي خيـر غلمـه
|
أقمــار تـــم أسفـــرت
|
بدجـى الخطـوب المدلهمــة
|
وغيـوث جــدب أمطــرت
|
نعمـا تعـم الخلــق جمــه
|
لــم ينقمــوا إلا بأنهـــم
|
علــى الأعــداء نقمـــه
|
طربــوا لتصفيــق القنــا
|
ورأوا صليـل البيـض نغمـه
|
مـن كـل فــارس بهمــة
|
مــا همــه إلا المهمـــه
|
ويــر المهنـــد خالـــه
|
والأسمــر العســال عمــه
|
إن كـل حـد البيـض جــرد
|
للمنايــا الســود عزمـــه
|
حتــى إذا نــزل القضــا
|
وأنفــذ المقــدور حتمـــه
|
نهبتهــم بيــض الظبـــا
|
وتقاسمتهـــم أي قسمـــه
|
يـا صدمـة الديــن التــي
|
مـا مثلهـا للديــن صدمــه
|
دكدكــت أركــان الهــدى
|
وثلمـت فـي الإسلـام ثلمــه
|
مـا ذاق طعـم المـاء حتــى
|
صــار للأسيــاف طعمــه
|
ملقـى علـى وجـه الصعيـد
|
تـدوس جـرد الخيـل جسمـه
|
وتـرض صـدرا منـه أمسـى
|
كنــز معرفــة وحمـــه
|
أمغذهــــا بمطهــــرات
|
نزهـت عـن كـل وصمــة
|
عصمـت فطهرهــا الإلــه
|
لأنهـا مـن بيـت عصمــه
|
خفــض عليهـــا إنهـــا
|
لـم تـدر مـا جـدب الأزمـه
|
رق الحســـود لحالهــــا
|
وبكـت لهـا الأعـداء رحمـه
|
زر ببغداد قبر موسى بن جعفـرْ
|
إن موسى مديحـه ليـس ينكـر
|
هو باب إلى المهيمـن تقضـى
|
منه حاجاتنـا ونجنـي ونخبـر
|
هو حصنـي وعدتـي وغياثـي
|
وملاذي وموئلـي يـوم أحشـر
|
صائم الغيظ كاظم الغيظ في الله
|
مصفـى بـه الكبائـر تغفــر
|
كم مريض وافـى إليـه فعافـاه
|
وأعمـى أتـاه صـح وأبصـر
|
سل بحـال الإمـام يـوم نفيـع
|
كيف أخزى ذاك اللعيـن وكفـر
|
هـو للأوليـاء إسـم ومعنـى
|
وهو في القلب للمحـق مصـور
|
سل شقيق البلخي عنه بمـا شـا
|
هد منه وما الذي كـان أبصـر
|
قال لما حججت عاينت شخصـاً
|
ناحل الجسم شاحب اللون أسمر
|
سائـراً وحـده وليـس لـه زاد
|
فمـا زلـت دائبــاً أتفكــر
|
وتوهمـت أنـه يسـأل النـاس
|
ولـم أدر أنـه الحـج الأكبـر
|
ثـم عاينتـه ونحـن نــزول
|
دون فيد على الكثيـب الأحمـر
|
يضع الرمل في الإناء ويحسـوه
|
فناديتــه وعقلــي تحيــر
|
اسقنـي شربـة فلمـا سقانـي
|
منـه عاينتـه سويقـاً وسكـر
|
فسألت الحجيج مـن يـك هـذا
|
قيل هذا الإمام موسى بن جعفـر
|
واذكر الطائر الـذي جـاء بـا
|
لصيف إليه من الإمـام وبشـر
|
ولقـد قدمـوا إليـه طعامــاً
|
فيـه مستملـح أبـاه وأنكــر
|
وتجافـى عنـه وقـال حـرام
|
أكل هذا فكيف يعـرف منكـر
|
واذكـر الفتيـان أيضـاً ففيهـا
|
فضله أذهـل العقـول وأبهـر
|
عند ذاك استقـال مـن مذهـب
|
كان يوالـي أصحابـه وتغيـر
|
وله معجز القليـب فسـل عنـه
|
رواة الحديـث بالنقـل تخبــر
|
وله السجن حيـن أبـدى إلـى
|
السجان قولاً في الحجر والأمر يستر
|
ثم حال الوصي حـال عجيـب
|
كيف أنبـاه بالضميـر وخبـر
|
وابن يقطيـن حيـن رد عليـه
|
الطهـر أثوابـه وقـال وحـذر
|
قال خذها وسوف تسـأل عنهـا
|
ومعاديك فـي لا شـك يخسـر
|
ثم يوم الصفاء حين أتى الأسـى
|
إليـه فـرده وهــو يذعــر
|
ثم نادى آمنـت باللـه لا غيـر
|
وإن الإمام موسى بـن جعفـر
|
واذكر الليث حيـن ألقـى إليـه
|
فسعـى نحـوه وزار وزمجـر
|
ثـم لمـا رأى الإمـام أتــاه
|
وتجافى عنـه وهـاب وأكبـر
|
وهـو طـاو ثلـاث هـذا هـو
|
الحق وما لم أقله أوفـى وأكثـر
|
هو عيـن الحيـاة وهـو نجـاة
|
ورشـاد لمـن قـرا وتدبــر
|
وهو سر الإلـه فـي البـاس و
|
الجود فطوبى لمن بـه يتبصـر
|
ذكرتـه الصبـا ليالـي نعمـان
|
وعيشـاً قضـاه فـي أجرعيـه
|
فالتوى زفـرة ونـاح اشتياقـاً
|
وبكـى رحمـة وحـن إليــه
|
ثم نادى الصبا بصوت ضعيـف
|
لـم يجـاوز سماعـه أذنيــه
|
أيهـان الصبـا سلـام عليكـم
|
من محب جـار الزمـان عليـه
|
يتلظـى ومـا بـه مــن أوام
|
ورحيـق الزلـال بيـن يديـه
|
يتشكى ومـا بـه مـن سقـام
|
غير بعد الحبيب عـن ناظريـه
|
سفـرت أميمـة ليلـة النفــرِ
|
كالبـدر أو أبهـى مـن البـدر
|
نزلت منى ترمي الجمـار وقـد
|
رمت القلـوب هنـاك بالجمـر
|
وتنسكب تبغـي الثـواب وهـل
|
في قتل ضيف الله مـن أجـر
|
ومؤنـب فـي حبهـا سفهــاً
|
نهنهتـه عـن منطـق الهجـر
|
يـزداد وجـدي فـي ملامتـه
|
فكأنــه بملامــه يغـــري
|
لا يكذبـن الحـب أليـق بــي
|
وبشيمتـي مـن سبـة الغـدر
|
هيهات يأبى الغـدر لـي نسـبٌ
|
أعـزى بـه لعلــي الطهــر
|
خير الورى بعد الرسول ومـن
|
حـاز العـلا بمجامـع الفخـر
|
صنـو الرسـول وزج بضعتـه
|
وأمينـه فـي السـر والجهـر
|
إن تنكـر الأعــداء رتبتــه
|
شهدت بها الآيات فـي الذكـر
|
شكـرت حنيـن لـه مساعيـه
|
فيهـا وفـي أحـد وفـي بـدر
|
سل عنـه خيبـر يـوم نازلهـا
|
تنبيك عن خبـر وعـن خبـر
|
مـن هـد منهـا بابهـا بيــدٍ
|
ورمى بهـا فـي مهمـه قفـر؟
|
واسـأل بـراءة حيـن رتلهـا
|
مـن رد حاملهـا أبـا بكــر؟
|
والطيـر إذ يدعـو النبـي لـه
|
من جـاءه يسعـى بـلا نـذر؟
|
والشمس إذ أفلت لمـن رجعـت
|
كيما يقيـم فريضـة العصـر؟
|
وفراش أحمـد حيـن هـم بـه
|
جمع الطغـاة وعصبـة الكفـر
|
من بـات فيـه يقيـه محتسبـاً
|
من غير ما خـوف ولا ذعـر؟
|
والكعبـة الغـراء حيـن رمـى
|
من فوقهـا الأصنـام بالكسـر
|
مـن راح يرفعـه ليصعدهــا
|
خير الورى منه علـى الظهـر؟
|
والقـوم مـن أروى غليلهــمُ
|
إذ يجـأرون بمهمــه قفــر؟
|
والصخـرة الصمـاء حولهــا
|
عن نهر مـاء تحتهـا يجـري
|
والناكثيــن غــداة أمهـــم
|
مـن رد أمهـم بــلا نكــر
|
والقاسطيـن وقــد أضلهــم
|
أهل الضلالة وعصبـة الكفـر
|
من فل جيشهم علـى مضـضٍ
|
حتـى نجـوا بخدائـع المكـر؟
|
والمارقيـن مــن استباحهــم
|
قتلاً فلم يفلـت سـوى عشـر؟
|
و [غدير خـم] وهـو أعظمهـا
|
من نـال فيـه ولايـة الأمـر؟
|
واذكـر مباهلـة النبـي بــه
|
وبزوجــه وابنيــه للنفــر
|
واقـرأ وأنفسنــا وأنفسكــم
|
فكفى بها فخـراً مـدى الدهـر
|
هـذي المفاخـر والمكــارم لا
|
قعبـان مـن لبـن ولا خمـر؟
|
يا صاح! هذا المشهـد الأقـدسُ
|
قـرت بـه الأعيـن والأنفـس
|
والنجف الأشـرف بانـت لنـا
|
أعلامـه والمعهــد الأنفــس
|
والقبة البيضـاء قـد أشرقـت
|
ينجاب عـن لألائهـا الحنـدس
|
حضرة قدس لـم ينـل فضلهـا
|
لا المسجد الأقصى ولا المقـدس
|
حلـت بمـن حـل بهـا رتبـة
|
يقصر عنهـا الفلـك الأطلـس
|
تود لو كانت حصـى أرضهـا
|
شهب الدجى والكنـس الخنـس
|
وتحسـد الأقـدام منـا علــى
|
السعي إلـى أعتابهـا الـأرؤس
|
فقف بها والثـم ثـرى تربهـا
|
فهي المقـام الأطهـر الأقـدس
|
وقـل: صلـاةٌ وسلـام علــى
|
من طاب منها الأصل والمغرس
|
خليفـة اللـه العظيـم الــذي
|
من ضوئه نور الهـدى يقبـس
|
نفس النبـي المصطفـى أحمـد
|
وصنـوه والسيــد الــأرأس
|
العلـم العيلـم بحــر النــدا
|
وبــره والعالــم النقــرس
|
فليلنـا مـن نــوره مقمــر
|
ويومنا مـن ضوئـه مشمـس
|
زر الصباح علينا ثملة السحـبِ
|
وسدت الريح منها واهي الطنب
|
صك النسيم فراخ الغيث فانزعجت
|
بنفض أجنحة من عنبر الرغـب
|
تسعى الجنوب بطرف حولها ثمل
|
من الندى وفؤاد حولهـا طـرب
|
كفى العواذل إني لا أرى قدحـاً
|
إلا شققت عليـه حلـة الطـرب
|
إن قيل تاب يقول الغي لم يتـب
|
أو قيل شاب يقول اللهو لم يشب
|
اليوم خرت نجوم الفخر من مضرٍ
|
على معاطس تذليـل وتوهيـن
|
اليوم أطفئ نـور اللـه متقـداً
|
وجررت لهم التقوى على الطين
|
اليوم هتك أسباب الهـدى مزقـاً
|
وبرقعت عزة الإسلـام بالهـون
|
اليوم زعزع قدس مـن جوانبـه
|
وطاح بالخيل ساحات المياديـن
|
اليوم نالت بنو حـرب غوائلهـا
|
مما صلوه ببـدر ثـم صفيـن
|
اليوم جدل سبط المصطفى شرفاً
|
من نفسه بنجيع غيـر مسنـون
|
رقى على الكاهل من خير الورى
|
والديـن مقـرون بـه إيناسـه
|
وكسر الأصنام في اليوم الـذي
|
أزيح عن وجه الهـدى عماسـه
|
وانكسـر اللـات وألقـى هبـلاً
|
مهشمــاً يقلبــه انتكاســه
|
وقام مولاي على البيـت وقـد
|
طهـر إذ فارقــه أنجاســه
|
من هبط الجب ولم يخش الردى
|
والماء منحـل السقـا منجاسـه
|
من أحرق الجن برجـم شهبـه
|
أشوظــة يقدمهــا نحاســه
|
مـن انثنـت لأمـره مذعنــة
|
ومنهم مـن بالعـوذ احتراسـه
|
من قلع الباب اقتلاعـاً معجـزاً
|
يسمـع مـن دويـه ارتجاسـه
|
كأنــه شــرارة لموقـــد
|
أخرجهـا مـن نـاره مقباسـه
|
كم أدمع لـي صوبتهـا زفـرة
|
عن حر قلـب ذاب بالتصعيـد
|
ومفند لي فـي هـواك سفاهـة
|
قد ضل نهـج الحـق بالتفنيـد
|
لو كان يبصر بعض ما أبصرته
|
ألقـى الزمـام إلـي بالتقليــد
|
يا بنت من يروي حديث فخـاره
|
عن خيـر آبـاء لهـا وجـدود
|
كم سار للعشاق خلفـك موكـب
|
والحسن تحت لوائـك المعقـود
|
ما زلت في بحر الكآبة طافحـاً
|
حتى استوى بي فوق متن الجود
|
هجرت الحمى لا أنني قد سلوته
|
فكيف ولي قلـب إليـه ينـازع
|
ولكنني جانبـت قومـاً كأننـي
|
لآنافهم مهمـا يرونـي جـادع
|
سأشكوكم والعين يسفـح ماؤهـا
|
وطير الجوى بين الجوانح واقـع
|
إلى من إذا ما قيل من نفس أحمد
|
أشارت إليه بالأكـف الأصابـع
|
وروح هدى في جسم نور يمـده
|
شعاع من النور الإلهـي ساطـع
|
وكنز من العلم الربوبي إن تشـأ
|
يخبرك ظهر الغيب ما أنت صانع
|
دنـى فتدلـى للعقـول وأنهـا
|
لتقصر عن إدراكه وهو شاسـع
|
يريك الندى في البأس والبأس في التقى
|
صفات لأضداد المعاني جوامـع
|
أقـول لقـوم أخـروك سفاهـة
|
وللذكر نص فيك ليـس يدافـع
|
ألا إن هذا الدين لـولا حسامـه
|
لما شرعت للناس منه الشرائـع
|
إلا إنما الأقـدار طـوع بنانـه
|
إذا ما دعا للأمر راحت تنـازع
|
ألا إنما التوحيـد لـولا علومـه
|
لما كشفت للناس عنـه البراقـع
|
معاهد وحي طامسات رسومهـا
|
وأوطان ذكر أوحشت ومساجـد
|
سلام على الإسلام من بعد يومها
|
فليس له راع من الضيـم رائـد
|
سهدت وقد نامت عيون كثيـرة
|
وما أنا لولا يوم عاشور ساهـد
|
سل الليل عني هل مللت سهـاده
|
وهل ألفت جنبي فيـه المراقـد
|
أيمسي حسين بالطفوف مؤرقـاً
|
وطرفي ريان من النـوم راقـد
|
ويمسي صريعاً بالعراء على الثرى
|
وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد
|
فلا عذب الماء المعين لشـارب
|
وقد منعت ظلماً عليـه المـوارد
|
ولا حملت أيدي الرجال سيوفها
|
وقد نهلت منه الرقـاق البـوارد
|
ولا اخضر عود الجود والمجد والعلى
|
ولا راد روض العلم والفضل رائد
|
ألا مـن مبلـغ عنـي قريشـاً
|
ببطحـاء المشاعـر والحــرام
|
لأنتـم أطـول الثقليـن باعــاً
|
وأبعـد موطنـاً عـن كـل ذام
|
فـلا حملـت عواتقكـم سيوفـاً
|
ورأس السبط فوق الرمح سـام
|
ولا ركبـت فوارسكـم خيـولاً
|
وصدر السبط مرضوض العظام
|
ولا حجبـت كرائمكـم خيــام
|
ورحل السبط منهـوب الخيـام
|
ولا نفـع الغليـل لكــم رواء
|
وسبط محمد في الطـف ظـام
|
ولا بلـغ الفطـام لكـم صبـي
|
ويذبـح طفلـه قبـل الفطــام
|
وقفنا صفوفـاً والديـار كأنهـا
|
صحائف ملقاة ونحن سطورهـا
|
يقول خليلـي والظبـاء سوانـحٌ
|
أهذي التي تهوى؟ فقلت: نظيرها!
|
لئن شابهت أجيادهـا وعيونهـا
|
فقد خالفت أعجازها وصدورهـا
|
نكصنا على الأعقاب خوف أناتها
|
فما بالها تدعو النزال ذكورهـا
|
ألم يكفها ما قد جنتـه شموسهـا
|
على القلب حتى ساعدتها بدورها
|
على رسلكم في الحب، إنا عصابةٌ
|
إذا وليت يوماً يعـف ضميرهـا
|
وقد قلتم: أن ليس في الأرض جنةٌ
|
أما هذه فوق الركائب حورهـا!؟
|
تمـوت نفــوس بأوصابهــا
|
وتكتـم عوادهـا مــا بهــا
|
وما أنصفـت مهجـة تشتكـي
|
هواهـا إلـى غيـر أحبابهــا
|
كفانـي مـن وصلهـا ذكــرةٌ
|
تمـر علـى بــرد أنيابهــا
|
وأن تتلـألأ بــروق الحمــى
|
وإن أضرمتنــي بإلهابهـــا
|
وكم ناحـل بيـن تلـك الخيـام
|
تحسبــه بعــض أطنابهــا
|
فمـن مخبـر حاسـدي إننـي
|
وهبـت الأمانــي لطلابهــا؟
|
فإن عرضت نفسهـا لـم تجـد
|
فـؤادي مـن بعـض خطابهـا
|
ولـو شئـت أرسلتهـا غـارةً
|
فعــادت إلــي بأسلابهــا
|
ولكننــي عائــف شهدهــا
|
فكيـف أنافـس فـي صابهـا
|
تـذل الرجــال لأطماعهــا
|
كــذاك العبيــد لأربابهــا
|
فـلا تقطفـن ثمـار المنــى
|
فبئـس عصــارة أغيابهــا
|
ولـذ بأبـي القاسـم المرتجـى
|
لتأتـي المكـارم مـن بابهــا
|
نسائل عـن ثمامـات بحـزوى
|
وواد الرمل يعلـم مـن عنينـا
|
ولو أنـى أنـادي، يـا سليمـى
|
لقالوا: مـا أراد سـوى لبينـى
|
وقد كشف الغطاء فمـا نبالـي
|
أصرحنـا نحبــك أم كنينــا
|
ألا للـه طيـف منـك يسـري
|
يجـوب مهامهـاً بينـاً فبينــا
|
مطيتـه طـوال الليـل جفنـي
|
فكيف شكى إليك وجـى وأينـا
|
فأمسينـا كأنـا مـا افترقنــا
|
وأصبحنـا كأنـا مـا التقينــا
|
لقد خدع الخيـال فـؤاد صـبّ
|
رآه على هوى الأحبـاب هينـا
|
كما فعلـت بنـو كوفـان لمـا
|
إلى كوفانهـم طلبـوا الحسينـا
|
فبينا عاهـدوه علـى النوافـي
|
إذا هـم نابـذوه عـدى وبينـا
|
فأسمعهـم مواعظـه فقالــوا
|
سمعنا يا حسين وقـد عصينـا
|
وخالفـوا قولـه حقـاً وصدقـاً
|
وألفـى قلوبهـم كذبـاً ومينـا
|
هـم تركـوه منفـرداً يرابــي
|
إلـى مـن جدلـوه أيـن أينـا
|
وهم منعـوه مـن مـاء مبـاح
|
وسقوه نضـول السمـر حينـا
|
وتثنى الذابلـات علـى حشـاه
|
كـأن علـى جوائبهـا ردينــا
|
وتختلف النصول عليـه حتـى
|
تخال. . . طا. . . قانا قلن قينا
|
تجلـى مشرقـاً فعلـت دمـاه
|
عليه كما عـلا التبـر اللجينـا
|
فيا عيـن اسكبـي لقتيـل قـوم
|
أزالـوا حسيـن أثـراً وعينـا
|
يفل الريـح بـدراً مـن محيـا
|
به والأرض مـن حـب حنينـا
|
وتسبى المحصنات إلـى يزيـد
|
كأن لـه علـى المختـار دينـا
|
فطاف بها على الأقتاب عجلـى
|
وكانت تمشي في الخدر الهوينـا
|
أما الشباب فقد مضـت أيامـهُ
|
واستل من كفي الغـداة زمامـه
|
أما الطريف من الفخار فعندنـا
|
ولنا من المجـد التليـد سنامـه
|
ولنا من البيـت المحـرم كلمـا
|
طافت به فـي موسـم أقدامـه
|
ولنا الحطيـم وزمـزم وتراثهـا
|
نعم التراث عن الخليـل مقامـه
|
ولنا المشاعر والمواقف والـذي
|
تهدى إليـه مـن منـى أنعامـه
|
وبجدنا وبصنوه دحيت عـن ال
|
بيت الحرام وزعزعت أصنامـه
|
وهما علينا أطلعا شمس الهـدى
|
حتى استنـار حلالـه وحرامـه
|
وأبي الذي تبدو على رغم العـدا
|
غـراً محجلـة لنــا أيامــه
|
كالبدر يكسو الليل أثواب الضحى
|
والفجر شب على الظلام ضرامه
|
وهو الذي لا يقتضي في موقفٍ
|
إقدامـه نكـصٌ بـه أقدامــه
|
حتى كأن نجاتـه هـي حتفـه
|
ووراءه ممـا يخـاف أمامــه
|
ووقى الرسول على الفراش بنفسه
|
لمـا أراد حمامــه أقوامــه
|
ثانيه في كل الأمـور وحصنـه
|
في النائبـات وركنـه ودعامـه
|
للــه در بلائــه ودفاعــه
|
واليوم يغشى الدارعيـن قتامـه
|
وكأنمـا أجـم العوالـي غيلـهُ
|
وكأنما هـو بينهـا ضرغامـه
|
وترى الصريع دمـاؤه أكفانـه
|
وحنوطـه أحجـاره ورغامـه
|
والموت من ماء الترائـب ورده
|
ومن النفوس مـراده وعشامـه
|
طلبوا مداه ففاتهـم سبقـاً إلـى
|
أمدٍ يشق على الرجـال مرامـه
|
فمتى أجالـوا للفخـار قداحهـمْ
|
فالفائـزات قداحـه وسهامــه
|
وإذا الأمور تشابهت واستبهمـتْ
|
فجلاؤهـا وشفاؤهـا أحكامـه
|
وترى (الندي) إذا احتبى لقضيةٍ
|
عوجاً إليهـا مصغيـات هامـه
|
يفضي إلى لـب البليـد بيانـه
|
فيعـي وينشـئ فهمـه إفهامـه
|
بغريب لفظ لـم تـدره سقاتـه
|
ولطيف معنى لم يفـض ختامـه
|
وإذا التفت إلى التقـى صادقتـه
|
من كـل بـر وافـراً أقسامـه
|
فالليـل فيـه قيامـه متهجــداً
|
يتلو الكتاب وفي النهار صيامـه
|
يطوي الثلـاث تعففـاً وتكرمـاً
|
حتـى يصـادف زاده معتامـه
|
وتراه عريان اللسان من الخنـا
|
لا يهتدي للأمـر فيـه ملامـه
|
وعلى الذي يرضى الإله هجومه
|
وعلى الذي لا يرتضي إحجامـه
|
فمضى بريئاً لـم تشنـه ذنوبـه
|
يومـاً ولا ظفـرت بـه آثامـه
|
ومفاخر ما شئـت إن عددتهـا
|
فالسيل أطبـق لا يقـدر هامـه
|
تعلو على من رام يومـاً نيلهـا
|
مـن يذبـل هضباتـه وإكامـه
|
عـرج علـى الدراسـة القفـر
|
ومر دمـوع العيـن أن تجـري
|
عجـت بـه أنفـق فـي آيهـا
|
ما كان مذخـوراً مـن الصبـر
|
في فتيـة طـارت بأوطارهـمْ
|
فـي رينهـم أجنحـة الدهــر
|
ضيموا وسقوا في عراص الردى
|
ما شـاءت الأعـداء مـن مـر
|
يا صاحبي فـي قعـر مطويـةٍ
|
لو كـان يرضـى لـي بالقعـر
|
أما تراني بيـن أيـدي العـدى
|
ملآن مـن غيـظ ومـن وتـر
|
تسري إلى جلـدي رقـش لهـمْ
|
والشـر فـي ظلمائهـا يسـري
|
لا تبكي إن أنت بكيـت الهـدى
|
إلا علـى قاصمــة الدهــر
|
وابك حسيناً والألـى صرعـوا
|
أمامـه سطـراً إلـى سطــر
|
ذاقوا الردى من بعد مـا ذوقـوا
|
أمثالـه بالبيــض والسمــر
|
قتـل وأسـر بأبــي منكــمُ
|
مـن نيـل بالقتـل وبالأســر
|
فقـل لقـوم جئتهـم دارهــمْ
|
علـى مواعيـد مـن النصـر
|
قروكـم لمـا حللتــم بهــا
|
ولا قـرى أوعيــة الغــدر
|
وأطرحوا النهـج ولـم يحفلـوا
|
بمـا لكـم فـي محكـم الذكـر
|
واستلبــوا إرثكــم منكــمُ
|
مـن غيـر حـق بيـد القسـر
|
فيـا لهـا مظلمــة أولجــت
|
على رسـول اللـه فـي القبـر
|
يا عصـب اللـه ومـن حبهـم
|
مخيم ما عشـت فـي صـدري
|
ومـن أرى ودهــم وحــدهُ
|
زادي إذا وسـدت فـي قبـري
|
وهـو الـذي أعددتـه جنتــي
|
وعصمتي فـي ساعـة الحشـر
|
حتى إذا لـم تـك لـي نصـرةٍ
|
من أحـد كـان بكـم نصـري
|
نم العـذار بعارضيـه وسلسـلا
|
وتضمنت تلك المراشف سلسـلا
|
قمر أباح دمي الحـرام محلـلاً
|
إن ماس يخطر في قباه محلـلا
|
كتب الجمال على صحيفة خـده
|
بيـراع يمنـاه البهيـج ومثـلا
|
فبـدا بنونـي حاجبيـه معرقـاً
|
من فوق صادي مقلتيه وأقفـلا
|
ثم استمد فمـد أسفـل صدغـه
|
ألفاً ألفت به العـذاب الأطـولا
|
فاعجب له إذ هم ينقـط نقطـة
|
من فوق حاجبه فجاءت أسفـلا
|
ولقد أرى قمر السمـاء إذا بـدا
|
في عقرب المريخ حـل مؤيـلا
|
وإذا بدا قمري وقـارن عقربـي
|
صدغيه حل به السعود فأكمـلا
|
عاتبته فشكوت مجمـل صـده
|
لفظاً أتى لطفاً فجـاء مفصـلا
|
وأبان تبيـان الوسيلـة مدمعـي
|
فاعجب لذي نطق تحقق مهمـلا
|
فتفرجـت وجناتـه مستعذبــاً
|
عتباً ويعذب للمعاتب مـا حـلا
|
فافتر عن ورد وأسفر عن ضحى
|
من لي بحسن المجتني والمجتلى؟
|
قسماً بفاء فتـور جيـم جفونـه
|
لأخالفـن علـى هـواه العـذلا
|
أجدك هل سمر العواسل تجتنـى
|
لكم عسلاً مستعذباً من مريرهـا
|
أم استنكرت أنس الحياة نفاسـة
|
نفوسكم فاستبدلت أنس حورهـا
|
بنفسي مجروح الجـوارح آيسـاً
|
من النصر خلواً ظهره من ظهيرها
|
يتوق لأمـواه الفـرات ودونهـا
|
حدود شفار أحدقـت بشفيرهـا
|
على مثل هذا الحزن يستحسن البكا
|
وتقلع منا أنفس مـن سرورهـا
|
وجعلت رزئك في الحسين ففـي
|
رزء ابن فاطمـة لـك الأجـر
|
بأبي القتيـل ومـن لمصرعـه
|
ضعف الهدى وتضاعف الكفـر
|
لا عذر عنـدي للسمـاء وقـد
|
بخلـت وليـس لباخـل عـذر
|
تبكي دماً لمـا قضـى عطشـاً
|
لـم لا بكـاه حبـاً لـه القطـر
|
بأبـي الـذي أكفانـه نسجـت
|
مـن عثيـر وحنوطـه عفـر
|
ومغسـل بـدم الجـراح فــلا
|
مـاء أعـد لــه ولا ســدر
|
سلبـت يـد الطلقـاء مغفــره
|
فبكـى لسلـب المغفـر الغفـر
|
يا علة الخلق يا من لا يقارب خير
|
المرسليـن سـواه مشبـه أبـداً
|
يا من به كمل الدين الحنيف وللإيمان
|
من بعـد وهـن ميلـه عضـدا
|
يا صاحب النص في خم ومن رفع
|
النبي منه على رغم العدى عضدا
|
أنت الذي اختارك الهادي البشير أخاً
|
وما سواك أرتضي من بينهم أحدا
|
أنت الذي عجبت منه الملائك في
|
بدر ومن بعدها إذ شاهدوا أحـدا
|
علاقة حب لا يخـف ضرامهـا
|
ودمعة صب لا يجف انسجامهـا
|
ومهجة عان لا تـزال مشوقـة
|
يزيد على نزر الوصال غرامها
|
بنفسي الخليط المدلجون لرامـة
|
وما رامـة لولاهـم ومرامهـا
|
فما كنت أدري قبل شد حدوجهم
|
بأن الحشا بين الحدوج مقامهـا
|
عدمت اصطباري يوم عادوا لبينهم
|
وعادوا وأعضائي الغداة سقامها
|
فمن لي بقلبي أن يقـر قـراره
|
ومن لي بعيني أن يعود منامهـا
|
بلى وعلمت الوصل فيـه لـذاذة
|
لأهليه لكـن المجـال دوامهـا
|
فلا عيش في الدنيا يروق صفاؤه
|
ولم يك عذباً شربهـا وطعامهـا
|
فلو أنها تصفو صفت لابن أحمد
|
وما ناضلته في المنايا سهامهـا
|
أتته بنو حـرب تشـد حروبهـا
|
مثال الدبى سد الفضاء جهامهـا
|
فثار لها ابن المرتضى بصفيحة
|
زعاف المنايا حدهـا وسمامهـا
|
وأثكل أم الحرب أبناءها ضحـى
|
فضجت عراقاها تعاوى وشامها
|
على سابح قد كاد يسبـق ظلـه
|
ولما تحس الوطء منه رغامهـا
|
فلم يدر من برق تكون جسمـه
|
أم الريح أضحى لقيابها أمامهـا
|
رماها أبو السجاد منـه بعزمـة
|
يجين آساد العريـن اصطدامهـا
|
فأورد أولاهـا بكـأس أخيرهـا
|
وخرت سجوداً طوع ماضيه هامها
|
هو ابن الذي أودى بمرحب سيفه
|
وعاث بعمرو مـذ رآه حمامهـا
|
فكيف يهاب الموت وهو حمامه
|
ويخشى لظى الهيجاء وهو ضرامها
|
بلى قـد رأى أن الحيـاة مذلـة
|
وعزته في القتل سـام مقامهـا
|
هناك قضى نفسي الفداء لمن قضى
|
وغلته لم يطـف منهـا أوامهـا
|
بكته السما والأرض والجن كلها
|
وناحت له وحش الفلا وحمامهـا
|
وكادت له تهوي السماء ومن بها
|
وتندك غبراها ويهوي شمامهـا
|
فيا ثلمة في الدين أعوز سدهـا
|
ويا خطة شأن الوجود اجترامها
|
كرائم بيت الوحي أضحت مهانة
|
ترى ما بها عرض الفلاة لئامها
|
وأرؤس آل الله تهـدى لفاجـر
|
عليه عكوفـاً بالمـدام طغامهـا
|
قال ابن حماد وقـال لـه فتـى
|
قد جاء يسأله، جهلتـك فاعـذر
|
قد كنت أأمل أن أراك فأقتـدي
|
بصحيح رأيك في الطريق الأنور
|
وأريد أسأل مستفيداً قلـت سـل
|
واسمع جواباً قاهـر لـم يقهـر
|
قال: الإمامة كيف أضحت عندكم
|
من دون زيد والإمـام بجعفـر
|
قلت: النصوص على الأئمة جائتا
|
حتماً من اللـه العلـي الأكبـر
|
إن الأئمـة تسعــة وثلاثــة
|
نقلاً عن الهادي البشير المنـذر
|
لا زائداً فيهـم وليـس بناقـص
|
منهم كما قد قيل عـد الأشهـر
|
مثل النبوة صيرت فـي معشـر
|
فكذا الإمامة صيرت في معشـر
|
قـال: الإمامـة لا تتـم لقائـمٍ
|
ما لـم يجـرد سيفـه ويشمـر
|
فلـذاك زيـد حازهـا بقيامـه
|
من دون جعفر فاذكرن وتدبـر
|
قلت: الوصي على قياسك لم ينل
|
حظ الخلافة بل غدت في حبتـر
|
إذ كان لم يـدع الأنـام بسيفـه
|
قطعاً فيا لك فريـة مـن مفتـر
|
وكذلك الحسين الشهيـد بتركـه
|
بطلت إمامتـه بقولـك فانظـر
|
والعابد السجاد لـم يـر داعيـاً
|
ومشهراً للسيف إذ لـم ينصـر
|
أفكان جعفـر يستشيـر عداتـه
|
ويذيـق دعوتـه ولمـا يأمـر
|
ودليل ذلـك أن جعفـر عندمـا
|
عزي بزيـد قـال كالمستعبـر
|
لو كان عمي ظاهـراً أو قائمـاً
|
قد كان عاهد غير أن لم يظهـر
|
ما ضر عهد الصبايا لو أنه عادا
|
يوماً فزودني مـن طيبـه زادا
|
سقياً ورعياً لأيـام لنـا سلفـت
|
كأنمـا كـن أعراسـاً وأعيـادا
|
أيام تنعم لي نعم وتجمـل بـي
|
جمل وأسعد من سعداي إسعـادا
|
ظباء أنس تصيد الأنس هل نظرت
|
عيناك ظبياً لأسد الغاب صيـادا
|
إن لم تكن ظباء فـي براقعهـا
|
فقد حكتهـن ألحاظـاً وأجيـادا
|
من كل ساحرة العينين لو لقيـت
|
سحراً لهاروت أو ماروت لانقادا
|
تميد بالأرض عشقاً كلما خطرت
|
تهتز غصناً من الريحان ميـادا
|
بانت بروحي غداة البين عن جسدي
|
والبيت يتلف أرواحـاً وأجسـادا
|
والدهر ليس بموف عهد صاحبه
|
هيهات بل يجعل الميعاد إيعـادا
|
أفنى القرون ويفنيهم معـاً فـإذا
|
أباد كل الورى من بعدهم بـادا
|
أفنى التبابع والإقبال مـن يمـن
|
طـراً واتبعهـم عـاداً وشـدادا
|
وليس يبقى سوى الحي الذي جعل
|
الموت الوحي لكل الخلق مرصادا
|
سبحانه واصطفى من خلقه حججاً
|
مطهرين من الأدنـاس أمجـادا
|
مثل النجوم التي زان السماء بها
|
كذاك ميزهـم للـأرض أوتـادا
|
أعطاهم الله ما لم يعطـه أحـداً
|
فأصبحوا في ظلال العز أو جادا
|
محمـد وعلـي خيـر مبتعـث
|
وخير هاد لمن قـد رام إرشـادا
|
والصدقون أولو الأمر الذين لهم
|
حكم الخليقة إصـداراً وإيـرادا
|
آل الرسول وأولاد البتـول هـم
|
خيـر البريـة آبـاء وأولــادا
|
أعلى الخليفة همات وأطهر أمات
|
وأكــرم آبــاء وأجـــدادا
|
سرج الظلام إذا ما الليل جنهـم
|
قاموا قياماً لوجـه اللـه عبـادا
|
لما تعرضت الدنيا لهـم أنفـوا
|
منهـا فألفتهـم للعيـش زهـادا
|
جادوا وسادوا ففي الأمثال ذكرهم
|
أما يقال إذا جـاد إمـرء سـادا
|
إن كفكفت بالندى يومـاً أكفهـم
|
فلا تبالي أكف الغيـث أم جـادا
|
إن كورموا فبحور الجود تحسبهم
|
أو حوكموا خلتهم في الحكم أطوادا
|
كل الأنام لـه نـد يقـاس بـه
|
ولن ترى لهم في النـاس أنـدادا
|
الله والـى الـذي والاهـم فـإذا
|
عاداهم أحد فاللـه قـد عـادى
|
في السلم تحسبهم أقمار داجيـة
|
حسناً وتحسبهم في الحرب آسادا
|
أما علي فنور اللـه جـل فهـل
|
يسطيع خلق لنور اللـه إخمـادا
|
وآخى النبـي وواسـاه بمهجتـه
|
وما ونى عنه إسعافـاً وإسعـادا
|
هو الجواد أبو الأجـواد وابنهـم
|
وهكـذا تلـد الأجـواد أجـوادا
|
ما قال لاقط للعافـي نـداه ولا
|
لكل من جـاءه للعلـم مرتـادا
|
يجدي ويسدي ويغني كف سائله
|
يداً فإن عاد في إستيجـاده زادا
|
يعد ميعاده بخلاً فلسـت تـرى
|
دون العطاء له بالجـود ميعـادا
|
يلتذ بالجـود حتـى إن سائلـه
|
لو سامه نفسه جوداً بهـا جـادا
|
من كان بادر في بدر سواه وما
|
إن حاد في يوم أحد كالذي حادا
|
من قد عمرو بن ود في النزال ومن
|
أضحى لعمرو بن عبد القيل مقتادا
|
إن جرد السيف في الهيجاء عوضه
|
من الغمود رؤوس الصيد أغمادا
|
سيف أقام عمود الديـن قائمـه
|
ضرباً وقوم ما قد كـان ميـادا
|
ترى المنايا له يوم الوغى خدمـاً
|
بعون ربـك والأملـاك أجنـادا
|
صلاة ربي عليه ما انثنى غصن
|
وما أقـل سخـي الشـد عـدادا
|
واليته مخلصـاً لا أبتغـي بـدلاً
|
منه ولست أبالي كيد مـن كـادا
|
وكلما لامنـي فـي حبـه أحـد
|
من النفول رآنـي فيـه مـزدادا
|
ولن أوالي زريقاً والدلام ومـروا
|
ناً فلا غاثهم غيـث ولا جـادا
|
وكيف يهواهم قلبي ولـم يزلـوا
|
لأحمد وعلـي الطهـر أضـدادا
|
أيستوي مصلح الإسلـام منـذره
|
وكافر أفسـد الإسلـام إفسـادا
|
وقد روينا حديثـاً ليـس ينكـره
|
أهل الحديث له متنـاً وإسنـاداً
|
رأى النبي عليـاً مقبـلاً فرنـى
|
بطرفه فيه تصويبـاً وإصعـادا
|
وقال هذا كعيسـى فيكـم مثـلاً
|
فقال قوم وولـوا عنـه صـدادا
|
اليـوم مثلـه عيسـى ويجعلـه
|
من بعد ذا ملكاً في الأرض صعادا
|
فأنزل اللـه فـي حـم قصتـه
|
وزادهم فيـه إرغامـاً وإكمـادا
|
أولى بأحمد من كان الولاء لـه
|
إذ مات غسلاً وتكفينـاً وإلحـادا
|
يا سيدي يا أمير المؤمنين ومـن
|
بحبـه طبـت أعراقـا وميلـادا
|
يا خير من قام يوماً فوق منبـره
|
وخير من مسكت كفـاه أعـوادا
|
من كان أكثر أهل الأرض منقبة
|
يكون أكثر أهل الأرض حسـادا
|
كسرت أصنامهم بالأمس فاعتقدت
|
منها لك الدهر أضغاناً وأحقـادا
|
أين المفر لمن عاداك منـك إذا
|
جاءت إليك به الأملـاك منقـادا
|
والأمر في البعث مردود إليك معاً
|
إذا المنادي لأبشار الورى نـادى
|
وقسمة النار والأعراف تعرفهـم
|
مسوميـن وأبـراراً وجحــادا
|
والحوض حوضك تسقي ذا وتطرد ذا
|
إذا أتى الحوض كل الخلق ورادا
|
وهل يجوز صراط الله غير فتى
|
أرفدتـه ببـراة منـك إرفـادا
|
يا حاضر الميت من كل الأنام فذا
|
تولي شقاء وتولي ذاك إسعـادا
|
يا راجع الشمس من بعد الأفول إذ
|
الآفاق والناس لا يألـون شهـادا
|
يا موقظ الفتية الموتـى بكهفهـم
|
وقبل كانوا على الأيـام رقـادا
|
يا منبع الماء للقوم العطاش وقد
|
لاقوا بحر الظما كرباً وإجهـادا
|
يا قالع الباب عن حصن اليهود ولم
|
يلهدك إذ وسع الأقـوام إلهـادا
|
أجل لو رمت قلع الحصن أجمعه
|
لما عصـاك ولا أعيـى ولا آدا
|
إنجيل عيسى وتوراة الكليم معـاً
|
تحري صفاتك تكراراً وتعـدادا
|
فليس يجهل مـا أوتيتـه أحـد
|
ممن تنصر طول الدهر أوهـادا
|
فصار حبـك إيمانـاً وتبصـرة
|
وصار بغضك كفرانـاً وإلحـادا
|
وطاف لي بفناء الطف طيف أسى
|
خلى فؤادي لطول الحزن معتادا
|
ذكرت فيه الحسين السبط حين ثوى
|
فرداً وحيداًً حوى للنوح أفـرادا
|
في عصبة بذلت اللـه أنفسهـا
|
فأحمـدت بذلهـا للـه أحمـادا
|
يذاد عن ريه حتى قضى عطشاً
|
فلا سقى الله رياً مـن لـه ذادا
|
لهفي على غرباء بالطفوف ثووا
|
لا يعرفون سوى العقبـان ورادا
|
كأنني ببنات المصطفـى ذلـلاً
|
في السبي يندبنه نوحاً وتعـدادا
|
يا أمة قادها شيطانهـا فجـرت
|
خزياً وأخزى إلهي من لها قـادا
|
والله ما أجرمت عـاد كجرمهـم
|
ولا سقت أمة ما أشبهـت عـادا
|
إن النواصب ما زالـت أئمتهـم
|
من الشريعـة شـذاذاً وشـرادا
|
يا مالك أطبق ولا ترحم دعاءهم
|
وزدهم منـك أثكـالاً وأصفـادا
|
أنا ابن حماد العبدي أحسن لـي
|
ربي فلا زلت للإحسان حمـادا
|
أمدني منـه بالنعمـى فاشكـره
|
شكراً لنعمائـه عنـدي وأمـدادا
|
وتلـك عادتـه عنـدي مجـددة
|
وكان سبحانه بالفضـل عـوادا
|
فهاكها كعقود الدر قـد قرنـت
|
إلـى يواقيتهـا تومـاً وأفـرادا
|
لو جسم الشعر جسماً كان يعبدها
|
حتى يراه لها الـراؤون سجـادا
|
وازنت ما قال إسماعيل مبتدئـاً
|
(طاف الخيال علينا منك عبادا)
|
والشعر كالفلس والدينار تصرفه
|
حتى يميـزه مـن كـان نقـادا
|
النـوم بعدكـم علـي حــرامُ
|
من فارق الأحباب كيـف ينـام
|
والله ما اخترت الفـراق وإنمـا
|
حكمـت علـي بذلـك الأيــام
|
لو أنها استامت علـي بقربكـم
|
أعطيتهـا فـوق الـذي تستـام
|
وحياتكـم قسمـاً أبـر بحلفـه
|
ولربمــا تتألــم الأقســـام
|
أشتاقكم حتى إذا نهض الهـوى
|
بي نحوكم قعـدت بـي الآثـام
|
لم أنسكـم فأقـول إنـي ذاكـر
|
نسيـان ذكركـم علـي حـرام
|
والله لو أنـي شرحـت ودادكـم
|
فنـي المـداد وكلـت الأقلــام
|
إني أميـل لوصلكـم وحديثكـم
|
ويزيدني في الذكر منـه هيـام
|
وإذا بـدا الفـان ألفتنـى بكـم
|
حسـر كمـا يتحسـر الأيتـام
|
وتآلف الأرواح حـظ لـم يكـن
|
ليتـم أو تتآلــف الأجســام
|
للــه أيـــام إذا مثلتهـــا
|
فكأنهـا مـن طيبهـا أحلــام
|
والدهر ليس بسالـم مـن ريبـه
|
أحـد وليـس لنفسـه استسلـام
|
أخنى على آل النبـي بصرفـه
|
فتحكـت فيهـم لـه أحكــام
|
فعراصهم بعد الدراسة والهـدى
|
درس تجاوب في ذراهـا الهـام
|
وهم عماد الدين والدنيـا وهـم
|
للحـق ركـن ثابـت وقــوام
|
منهم أمير النحل والمولى الـذي
|
هـو للشريعـة معقـل ونظـام
|
وهو الإمام لكل من وطأ الحصا
|
بعد النبـي ومـا عليـه إمـام
|
بولائـه فتـح الشريعـة ربنـا
|
وبـه لهـا عنـد الإلـه ختـام
|
لا تقبل الصلـوات والزكـوات
|
إلا بالإمـام ولا يتـم صيــام
|
قـرن الإلـه ولائـه بولائــه
|
ورسولـه وأتـت بـه الأنعـام
|
ومحمـد قـال الخليفـة فيكـم
|
بعدي علـي الفـارس المقـدام
|
ومخلف الثقليـن فيكـم فليكـن
|
لكم بمـا استخلفتـه استعصـام
|
فهما كتاب الله جـل وعترتـي
|
العلمـاء بالقــرآن والقــوام
|
وله عليهـم طاعـة مفروضـة
|
فيهـا لهـم مـن ربـه إلـزام
|
وبحبه امتحنـوا فمنهـم مؤمـن
|
أو كافـر فـي كفـره معتــام
|
اللـه ميـزه ليعـرف فضلــه
|
ولحاسديـه الـذل والإرغــام
|
علم العلوم بأسرها فالبعض تـو
|
قيـف الإلـه وبعضهـا إلهـام
|
والله ألهمه اللغـات فلـم تكـن
|
لغـة عليـه بفهمهـا استعجـام
|
وأقامـه علمـاً لنـا فبعلمــه
|
عند الشواكـل يهتـدي الأعلـام
|
وإذا مكارمـه ذكـرت تخيلـوا
|
إن الكـرام مـن الأنـام لئـام
|
يغني العفاة عن السؤال تكرمـاً
|
فينيلهم أضعاف ما قـد رامـوا
|
أموالــه للسائليــن غنيمــة
|
ولـه بأخذهـم لهـا استغنــام
|
وإذا تحـزم للبـراز تقطعــت
|
أيدي الحروب فما يشـد حـزام
|
وإذا انتضى أسيافه فـي مـأزق
|
فغمودهـن مـن الكمـاة الهـام
|
وإذا رنا نحو الشجـاع بطرفـه
|
فلحاظـه فـي لبتيـه سهــام
|
وإذا الحروب توقـدت نيرانهـا
|
ولهـا بآفـاق السمـاء ظلــام
|
فالبيض شمس والأسنـة أنجـم
|
والنقـع ليـل فوقهـن ركــام
|
حتى إذا ما قيـل حيـدرة أتـى
|
خفتوا فلم تسمـع هنـاك كلـام
|
لا يملكون تزيلاً عنه كأن القـو
|
م لـم تخلــق لهــا أقــدام
|
وكـأن هيبتـه قيـود عداتــه
|
لا خلـف ينجيهـم ولا قــدام
|
رجل يحب اللـه وهـو يحبـه
|
فعليـه منـه تحيــة وسلــام
|
كانت هدايـا اللـه يأتيـه بهـا
|
منـه ملائكـة عليـه كــرام
|
تفني الصفات وليس يدرك فضله
|
وتضـل دون بلوغـه الأوهـام
|
وإليه تفويض الأمـور بأسرهـا
|
ولـه ملائكـة العلـى خــدام
|
واليتـه وبرئـت مـن أعدائـه
|
أفهل علـي بمـا فعلـت ملـام
|
يا أيها الموتى وإن لـم يدفنـوا
|
ويضمهم بعـد التـراب رجـام
|
أتراكم عمي العيون عن الهـدى
|
ما تبصـرون أم القلـوب نيـام
|
كم توعظون وتزجـرون وأنتـم
|
لا فهـم عندكـم ولا استفهــام
|
صبراً فقد وعد الإلـه بنصـره
|
والوعـد فيـه للكـرام تمــام
|
مذ قال ذرهم يأكلـوا ويمتعـوا
|
حينـاً كمـا يتمتـع الأنعــام
|
والحق سوف يعود فـي أربابـه
|
يوماً وإن طالـت بـه الأعـوام
|
وإليكها تجلى القلـوب بحسنهـا
|
وتبلـج الأذهــان والأفهــام
|
فيها ابن حماد يعـارض أختهـا
|
(كم قد طوت الكـوم والأكـام)
|
أحبتنا أنتم لنا الروح هل علـى
|
مفارق روح من ملـام إذا حنـا
|
إلا أن بين الروح والجسم إلفـة
|
إذا فارقت تبقى كلفظ بلا معنـى
|
أغني بذكراكم إذا كنـت خاليـاً
|
وليس على المشتاق لوم إذا غنى
|
حمامات وادي الأيك بالله جلوبي
|
محباً على تبعاد أحبابه مضنـى
|
فلست أرى نوحي ونوحك واحداً
|
فقد كان ذا سجعاً فقد كان ذا حزناً
|
سمح الدهر بكـم حينـاً ومنـا
|
ما عليه لـو بكـم جـاد ومنـا
|
كان لـي عيـش مهنـى بكـم
|
آه لو دام لـي العيـش المهنـى
|
لـو سمحتـم باللقــا ثانيــة
|
عاد من شرخ الصبا ما فات منا
|
ودع الحـب وفارقـت الصبـا
|
وشبابـاً وحبيبـاً بـان عنــا
|
فعدوا بالوصل إن لـم تنجـزوا
|
لا تردونـي بـأن كـان وكنـا
|
ضل مـن قـال بيـأس راحـة
|
فهو أنكى كل شئ لي وأضنـى
|
أتمناكــم لتبقــى مهجـــة
|
بكـم تقضـي إذا لـم أتمنــى
|
أمنـح البــارق والورقــا إذا
|
لاح أو إن رجعت عينـاً وأذنـا
|
وحديثاً لـم يكـن فـي ذكركـم
|
لم يجد يوماً علـى أذنـي أذنـا
|
وصباكـم شابهتنــي رقــة
|
أنا مضنى والهوى النجدي مضنى
|
آه لا رسـل توافــي منكــم
|
وأبـى طيفكـم يطـرق وهنـا
|
امنعـوا أو فاطلقـوا طيفكــم
|
يحتظي بالطيف من أطبق جفنـا
|
رب دار إن رأتهــا مقلتــي
|
أظهرت بالدمع ما القلـب أجنـا
|
طالمـا طالعـت فيهـا قمــراً
|
يفضح الأقمار أنـواراً وحسنـا
|
زعـم البـدر تمامــاً أنــه
|
مشبه أوصافـه حسنـاً وسنـا
|
غلط البـدر ولا الشمـس سنـا
|
والظبا [أن] تعطو والغصن تثنى
|
ما لنضوى بعد غصـن بركـت
|
يا تراها عرفـت أطلـال لبنـى
|
انـدب الـدار بلفـظ سائــلاً
|
وهي تشكو بدثور الرسم معنـى
|
باكرتهـا لا كأنفـاس الصبــا
|
جادها الغيث أخو دمعـي هتنـا
|
يا نزولاً بيـن جمـع والصفـا
|
نأيكـم أقتـل شـيء للمعنــى
|
ليـت لـو تنفـع ليـت مدنفـاً
|
تغتدي لي داركـم دار ومغنـى
|
كم إلى كم أصحب الأشـرار أو
|
أشتكي من بقليل الوصـل منـا
|
بعـت عقبـاي بدنيــاً مــدة
|
إن يكن غبناً فبيعي كـان غبنـا
|
أقرع السـن علـى مـا فاتنـي
|
جهد من ينـدم أو يقـرع سنـا
|
كان أولى من ركوبـي باطـلاً
|
رقص أنضـاء وحـاد يتغنـى
|
تدمـن السيـر صباحـاً ومسـاً
|
وتجوب البيد بي سهلاً وحزنـا
|
حين أقضي كل فـارض لـازم
|
من طواف البيت أو ألثـم ركنـا
|
ووقوفي ثـم خيـر لـي مـن
|
وقفة تجلب لي خزيـاً وحزنـا
|
ورواحي محرمـاً أجمـل بـي
|
من لباس ملبسـي ذمـاً وطعنـا
|
ليت شعـري وزمانـي مخلفـي
|
لا ترى يصدقني بالخيـر ظنـا
|
هل تداني بـي المطايـا طيبـة
|
فلئن دانت بنـا طابـت وطبنـا
|
أو ترانـي ناشئـاً مـن طيبـة
|
تربها أو كاحـلاً عينـاً وجفنـا
|
أو أداوي غلتـي مـن مائهــا
|
فهو أروى لي وأشفى لي وأهنـا
|
وأرى النـور الإلهـي الــذي
|
عم من طيبة آطامـاً وحصنـا
|
وأدانـي روضـة صاحبهــا
|
قد تدانى قاب قوسيـن وأدنـى
|
الـذي لولـاه لـم يخلـق لنـا
|
لا ولا للكـون إيجـاد ومعنـى
|
تغبـط الأفلـاك أرضـاً حلهـا
|
إذ غدت أعلا به قـدراً وأسنـى
|
وتـود الرسـل أن تصحبــه
|
ويكونـوا تلـوه حـلاً وظعنـا
|
وكذا الأملاك ما نالـت رضـى
|
غير من صلى على الهادي وأثنى
|
كيف لا أقضي حنينـاً وجـوى
|
للذي قبلـي إليـه الجـذع حنـا
|
وإذا مـا رحـت مجنونـاً بـه
|
كان فخري أن تقول الناس جنـا
|
كـل مجنـون بفـن ذكــروا
|
وجنوني صـار بالمختـار فنـا
|
وبنفسـي عتـرة طابـوا بــه
|
وسموا بل رجحوا قدراً ووزنـا
|
قد كستهم حلـة الفضـل كسـا
|
أنبئت عن آية التطهيـر ضمنـا
|
بجزاهم هل أتى قـد صدحـت
|
بجـزاء كجزاهـم مـا سمعنـا
|
خلت بعد ما كانت مناخاً لراكب
|
وملعب أتراب ومجمـع سمـار
|
ومرتع غزلان ترى الصيد صيدها
|
فقل في غزال يصرع الأسد الضاري
|
رماني بسهم من كنانـة حسنـه
|
فما أخطأ الظبي الكناني لا القاري
|
وعصر تصاب قد فجعت بفقـده
|
وماضي شباب رحت من حليه عاري
|
ألا في أمان الله عصـر بفقـده
|
من العيش واللذات قلمت أظفاري
|
فيا صاح دع ندب المعاهد واندبن
|
منازل أطهـار ومعهـد أبـرار
|
لها نـار مجـد بالتلـاع منيفـة
|
ترحب بالطاري وتستجلب الساري
|
ومجمع أذكار ونـادي تفضـل
|
فمن ذاكر قار ومن ناحـر قـار
|
ديار رسول الله والطهر صنـوه
|
علي أخي المختار من غير إنكار
|
وسبطي نبي الخلق نفسي فدتهما
|
لرزئهما تجري جفوني بمـدرار
|
إمام أتى البيت الحـرام مسلمـاً
|
فرد عليه منه صامـت أحجـار
|
وقد ظهرت في ذا الزمان فضائل
|
له كعصا موسى على كل سحار
|
فتبريد هذي النار ممن دعا بـه
|
بذلك أن القوم حرز مـن النـار
|
فحتى م يـا مهـدي آل محمـد
|
نكابد من ضر العدى أي إضرار
|
وأعظم شيء فيك تكذيبهـم لنـا
|
أترضى لنا بالعار يا كاشف العار
|
فثب واثقاً باللـه وثبـة ماجـد
|
غط عن جبين الحق مسدول أستار
|
بجيش تميد الأرض من جري خيله
|
إذا ما دعا داعي الكريهة جـرار
|
بهم من بني المهدي كل مشمـرٍ
|
بأبيض بتـار وأسمـر خطـار
|
لقد أخذت مني الليالـي وكرهـاً
|
وكنت بعزمي أترك الطود زايلا
|
وقد كانت الأيام ترهب سطوتـي
|
فأصبحت أخشى كرهاً والغرابلا
|
وأضحيت قوساً بعد ما كنت رامحاً
|
وكنتي قولاً بعد ما كنت فاعـلاً
|
وأحوجت الدنيا يميني إلى العصا
|
وكنت بخطوي أسبق الريح راجلا
|
وما رام أن يرقى إلى غايتي متى
|
يطاولني إلا وكنـت المطـاولا
|
حنانيك هل في وفقة أيها الساري
|
على الدار في حكم الصبابة من عار
|
بعيشك هل تعطي الصبابة حقها
|
إذا لم ترو الدار من دمعك الجاري
|
ألا قبل وشك البين إلمامة علـى
|
ديار عفت أطلالها منذ أعصـار
|
على منزل قد كان قيداً لناظـر
|
ومرتـع أرام وملعـب أبكــار
|
ميادين لذاتي، مـراح صبابتـي
|
مطالع أقماري مطـارح أنظـار
|
بلغت على رغم الليالي بها المنى
|
ورضت بأفراس الصبا كل مضمار
|
ربى سحبت فيها السحائب ذيلها
|
وكم فتنت فيهـا أكمـة أزهـار
|
ليالي أجلى من الفؤاد من المنـى
|
وأعذب من مشمولة الراح في الغار
|
أقول لركبان يخوضون في الدجى
|
على كل مرقال طليحـة أسفـار
|
تهادى على قب الأباطل شـرب
|
بأعناقها سالت أباطـح أغـوار
|
ألموا على الدار التي غير البـلا
|
معارفها تعقل يد البكر في الدار
|
قفوا بي على مثل الحنية دونـه
|
كسجم حمامات ثلاثـة أحجـار
|
مغاني عفت منها الطلول كأنهـا
|
بقايا و شام أو منمنـم أسطـار
|
بحيث ترى الأتراب سرباً من ألمها
|
وتلقى بدوراً أشرقت بين أزرار
|
أربع الهوى أسقت طلولك ديمـة
|
تحيي ثراها في عشـي وأبكـار
|
شهدت لقد غالتك حادثة النـوى
|
وأخلاك ريب الحادثات من الحار
|
تبدلت بعدي مـن ترنـم قينـة
|
ورنـة خلخـال ترنـم أطيـار
|
ملاعب لهو كم حوت من خريدة
|
رقود الضحى أمنية الصب معطار
|
تضاهي حصاها النيرات ودونها
|
عقود جمان في مخانـق أبكـار
|
وما أنس ولا أنس النقى ومهاتـه
|
غدات ظهور العيس شدت بأكوار
|
فمن عبرة للبين تستنجد الأسـى
|
ومن شمس أدام توارت بأخـدار
|
سمت كل عذراء رداح كما سمت
|
بخير بني الدنيا محاسن أشعاري
|
إمام له القدح المعلى من العلـى
|
على كل باد من البرية أو قـار
|
فتىً ألبس الإسلام شرخ شبابـه
|
وفي راحته كل نقض وإمـرار
|
وأرسى عمود الدين من بعد ما غدت
|
دعائمه الطولى على جرف هار
|
لقد نزل الإسلـام منـه بـأروع
|
منيع الحمى حامي الحقيقة مغوار
|
بأروع مقـدام عـل كـل أروع
|
وأغلب كرار على كـل كـرار
|
أخوذ بأعضاد الخلافـة بعدمـا
|
سقتها زعاف الضيم غارة أقدار
|
من القوم أبناء النبـوة والهـدى
|
ينابيـع أسـرار وقبلـة أسفـار
|
جدير بأن يحيي بـه اللـه أمـة
|
قد افتدحت منه بزند الهدى الواري
|
وما عذر مثلي غير فرج سواهما
|
براها السرى كالسهم أرهفه الباري
|
فيضرب آباط الركائب خالصـاً
|
من الآل في صبح الدياجي بأغمار
|
وتجري به الوجناء ملأ فروجها
|
إلى غاية من دونها يقف الجـار
|
بمدح الفتى المهدي أكرم من دعا
|
إلى الله بعد المصطفى خيرة الباري
|
إمام هدى ألقت مقاليدها الـورى
|
لدى كل إيـراد لديـه وإصـدار
|
بدولته الغراء طالت يد الهـوى
|
ولم يبقى عند الكفر للدين من ثار
|
فتىً نزلت منه الليالـي مطيعـة
|
على حكم ناه كيف شاء وأمـار
|
يرى أن ضيم النفس أخزى لدى الوغا
|
من العار أوفى دونه شبه العـار
|
أخير بني الدنيا وأكرم مـن لـه
|
تصوغ بنو الآداب حلية أشعـار
|
متى تصبح الآفاق منكم منيـرة
|
بزهر نجوم من شموس وأقمـار
|
ويبدو لنا نهج الهدى بعدما عفـا
|
ولم يبق من آثاره غيـر آثـار
|
ويشرق حكم الله في الأرض بعدما
|
تغيب عنها نجمه منـذ أعصـار
|
وهل تشرق الدنيا بطلعتك التـي
|
سنا نورها من دونه كل سيـار
|
ألا هل أراني والمذاكي مشيحـة
|
وفي الكف ماضي الحد خمسة أشبار
|
لي السبق يوماً أدرك الحق ثاره
|
به وقسي الدين شـدت بأوتـار
|
هنالك قر الأمـر فـي مستقـره
|
وآن بأن تعطى به القوس للباري
|
وأشرق في الإسلام بـدر تحفـه
|
نجوم من الأنصار حفت بأنـوار
|
أضاء به الدهر العبوس بشاشـة
|
كما أضحكت زهر الربى مزن أمطار
|
إمام بني حـواء وابـن إمامهـا
|
وقطب رحى الدنيا وفلك الهدى الجاري
|
لقد متَ بالقربى إليك فتـىً لـه
|
غداً خير كهف من حماك و أوزار
|
فليس من العظمى يراع إذا سطت
|
يد الدهر وأنحت عليـه بأظفـار
|
ألم يدع للجلى فتىً من حماتهـا
|
صفوحاً عن الجاني غيوراً عن الجار
|
عليك تحيات من الله ما شـدت
|
على الغصن روض سواجع أطيار
|
فدونكها كالشمس في رونق الضحى
|
يفوق شذاها نفحة الشيح والغـار
|
تهادي بأبكار المعانـي ودونهـا
|
رياض الربى حفّت بأنجم أزهار
|
فإني رأيت الحمد شهد ولم أجـد
|
فتىً من بني الدنيا سواك بمشتار
|
وليلة كـاد المشركـون محمـداً
|
شرى نفسه لله والناس لا تشري
|
فبات مبيتـاً لـم يكـن ليبيتـه
|
ضعيف عمود القلب منتفخ العجر
|
وسماه رب العرش في الذكر نفسه
|
فحسبك هذا القول إن كنت ذا خبر
|
وآخاهم مثلاً لمثـل فأصبحـت
|
أخوته كالشمس ضمت إلى البدر
|
وآخى عليـاً دونهـم وأصـاره
|
لهم علماً بيـن الهدايـة والكفـر
|
وقال لهم هذا وصيي ووارثـي
|
ومن شد رب العالمين به أزري
|
علي كزري من قميصي إشـارة
|
بأن ليس يستغني القميص عن الزر
|
يا هند لم أعشق ومثلي لا يـرى
|
عشق النسـاء ديانـة وتحرجـا
|
لكـن حسبـي للوصـي مخيـم
|
في الصدر يسرح في الفؤاد تولجا
|
فهو السراج المستنير ومـن بـه
|
سبب النجاة من العذاب لمن نجا
|
وإذا تركت له المحبة لـم أجـد
|
يوم القيامة من ذنوبي مخرجـا
|
قل لي أأترك مستقيـم طريقـه
|
جهلاً واتبع الطريـق الأعوجـا
|
وأراه كالتبر المصفـى جوهـراً
|
وأرى سـواه لناقديـه مبهرجـا
|
ومحله مـن كـل فضـل بيـن
|
عال محل الشمس أو بدر الدجى
|
قال النبي لـه مقـالاً لـم يكـن
|
يوم الغدير لسامعيـه ممجمجـا
|
من كنت مولاه فذا مولـى لـه
|
مثلي فأصبح بالفخـار متوجـا
|
وكذاك إذ منع البتـول جماعـة
|
خطبوا وأكرمه بهـا إذ زوجـا
|
ولع عجائب يوم سـار بجيشـه
|
يبني لقصر النهروان المخرجـا
|
ردت عليه الشمس بعد غروبهـا
|
بيضـاء تلمـع وقـدة وتأججـا
|
لا تنكري إن ألفت الهم والأرقـا
|
وبت من بعدهم حلف الأسى قلقا
|
قد كنت أأمل روحي أن تفارقني
|
ولا أرى شملنا الملتـام مفترقـا
|
ليت الركائـب لازمـت لبينهـم
|
وليت ناعق يوم البيـن لانعقـا
|
كم هد ركني وكم أدهى قوى جلدي
|
وكم دم بمواقـع جـوره هرقـا
|
لا تطلبوا أبداً مني البقـاء فهـل
|
يرجى من البين من أهل الغرام لقا
|
يحق لي إن بكت عيني دماً لهـم
|
وإن غدوت بنار الحزن محترقا
|
يا منزلاً لعبت أيدي الشتات بـه
|
لعب النحول بجسمي إذ بع علقا
|
مالي على ربك البالي غدوت له
|
ورب أسأل عن أهليك ما نطقـا
|
أبكي عليه ولو أن البكاء علـى
|
سوى بني أحمد المختار ما خلقا
|
تحكمت فيهم الأعـدا بجورهـم
|
ومن نجيع الدما أسقوهـم علقـا
|
تداركت منهم الأعـداء ثارهـم
|
يوم الطفوف وداروا حولهم حلقا
|
تالله كم قصموا ظهـراً لحيـدرة
|
وكم بروا للرسول المصطفى عنقا
|
عز صبري وعز يـوم التلاقـي
|
آه واحسرتـاه ممــا ألاقــي
|
أرقتني مـذ فارقتنـي أحيبابـي
|
برغمـي غـداة يـوم الفـراق
|
وفؤادي أضحى غريـم غـرام
|
واصطباري ناء ووجدي باقـي
|
أحدقت بي عواذلـي يعذلونـي
|
حين فاض الدموع من أحداقـي
|
يا عذولـي إنـي لسيـع فـراق
|
ما لـه بعـد لسعـه مـن راق
|
حق أن أسكب الدما لا دموعـي
|
وأشـق الفــؤاد لا أخلاقــي
|
وأزيد الحـزن الشديـد لـرزء
|
السبط سبط الراقي بظهر البراق
|
قتلوه ظلماً ولـم يرقبـوا فيـه
|
لعمــري وصيــة الخلــاق
|
سارت بأنـوار علمـك السيـرُ
|
وحدثت عـن جلالـك السـور
|
والمادحـون المجـدون غلــوا
|
وبالغوا فـي ثنـاك واعتـذروا
|
والأنبيـاء المكرمـون وفــوا
|
فيك بما عاهدوا ومـا غـدروا
|
وعظمتك التوراة والصحـف الأ
|
ولى وأثنـى الإنجيـل والزبـر
|
واحكم الله فـي إمامتـك الآيـا
|
ت واستبشـرت بـك العصـر
|
وذكر المصطفـى فأسمـع مـن
|
ألقى لـه السمـع وهـو مدكـر
|
وجد في نصحهـم فمـا قبلـوا
|
ولا استقاموا لـه كمـا أمـروا
|
واختلفـوا فيـك أيهـا النبــأ
|
الأعظـم إلا مـن دلـه النظـر
|
فمعشـر آمنـوا فزادهـم اللـه
|
بيانــاً ومعشــر كفـــروا
|
أسماؤك المشرقات فـي أوجـه
|
القرآن من كـل سـورة غـرر
|
سمـاك رب العبـاد قســورة
|
من حيث فـروا كأنهـم حمـر
|
والعين والجنب أنـت والوجـه
|
والهادي وليل الضلـال معتكـر
|
وصاحب الأمر في الغدير وقـد
|
يبخبـخ لمـا وليتهـا عمــر
|
أقامـك اللـه للعبــاد فلــم
|
يقعـدك عمـا أقامـك البشـر
|
يا خيـرة اللـه فـي البريـة إذ
|
ردوا وقد خيف منهـم الضـرر
|
سيـرك فـوق البسـاط بينهـم
|
على معاني علاك لـو شعـروا
|
وردك الشمس في الدجـى نبـأ
|
فيه لأصـل الضلـال مزدجـر
|
ونشرك الميـت حكمـة بلغـت
|
فيهم فلـم تغـن عنهـم النـذر
|
ويـوم سلمـان والفـرات ومـا
|
حدث أصفاهـم ومـا ادكـروا
|
لو لم تغث نـوح عنـد شدتـه
|
مـا حملتـه الألـواح والدسـر
|
وباسمك الأعظـم اغتـدت نـا
|
ر إبراهيم برداً وروضها خضر
|
ولـو عـداك الكريـم مبتهـلاً
|
لم تتلقف عصـاه مـا سحـروا
|
وعنك ورى المسيح حين دعـا
|
ميتـاً فلبـاه عظمـه النخــر
|
إن بـان تنشـره القبــور وإن
|
يظهر من كـان عنـك يستتـر
|
يا راكباً ظهـر هوجـل سـرح
|
لا يعتريهـا أيـن ولا ضجــر
|
يطير عن شدقها اللغـام بأجـو
|
از الفيافـي كأنــه الشــرر
|
وتشرب الخمس والعيـون لهـا
|
تفجـرت والهشيـم محتضــر
|
يحثهـا قاصـداً مـزار فتــى
|
بـه تنـال النجـاة والظفــر
|
بلغه عن عبـده السلـام وقـل
|
والدمـع مـن مقلتيـك منهمـر
|
يا شاهداً لا تغيب عن بصـري
|
وغائبـاً عنـه يخسـأ البصـر
|
لا كنت إذ كنت عنـك منحرفـاً
|
لكننـي عـن عـداك أستتــر
|
ممتثلاً ما أمرتنيه مـن التقـوى
|
أداريهــــم وأنتظـــــر
|
عليـك يـوم الميعـاد متكلـي
|
وأنـت لـي عـدة ومدخــر
|
الحمد لله ذي الأفضال والكـرمِ
|
رب البرايا ولي الطول والنعـم
|
أبدى صنائعه من غيب قدرتـه
|
تزهو بدائعها كالروض في الديم
|
انظر إلى القبة الخضراء عاليـة
|
قد زانها الأنجم الزهراء في الظلم
|
وانظر إلى الأرض فوق الماء طافية
|
محفوظة بالرواسي الشم والأمـم
|
أما ترى شخصك الميمون أبدعه
|
من نطفة مكنت في ظلمة الرحم
|
اختار من خلقه ما شاء مجتبيـاً
|
حتى تعالى رفيع الشأن والعلـم
|
واختار منهم رسول الله سيدنـا
|
محمداً أفضل الأحيـاء والنسـم
|
واختار من بعده خير الأنام لـه
|
أخاً صفياً علياً كاسـر الصنـم
|
صلى عليه آله الخلق ثـم علـى
|
أخيه ما انهل وبل من حيا سجم
|
ثم الصلاة على نجل لـه فطـن
|
أعني به الحسن المختار ذا الهمم
|
خذوا عن يمين المنحنى أيها الركب
|
لنسأل ذاك الحي ما فعل السرب
|
عسى خبر يروي حشاشة وامق
|
صريع غرام ما يجف له غـرب
|
بأحشائه نـار اشتيـاق يشبهـا
|
زفير جوى يأبى لها الناس أن تخبو
|
ألا ليت شعري والحوادث جمـة
|
وذا الدهر مصف ما يقام له عضب
|
عن الحي بالجرعاء هل راق بعدما
|
لهم ذلك المرعى ومورده العذب
|
وهل أينع الوادي الشمالي واكتست
|
عثاكيل قنوان حدائقهـا الغلـب
|
وهل بعدنا طاب المقام لمعشـر
|
بحيث نلاقي ساحة الحي والدرب
|
وهل عندهم من لوعة وصبابـة
|
كما عندنا والحب يشفى به الحب
|
وهل علمت بنت المقاويل أننـي
|
بأخرى سواها لا أهيم ولا أصبو
|
وبيضاء مثل البدر حسناً وشارة
|
يزين بها السبت المزبرق والأب
|
يـا واقفـاً بدمنــة ومربــعٍ
|
ابـك علـى آل النبــي أودع
|
يكفيك ما عاينت مـن مصابهـم
|
مـن أن تبكـي طلـلاً بلعلــع
|
تحبهـم قلـت وتبكـي غيرهـم
|
إنـك فيمـا قلتــه لمدعــي
|
أما علمـت أن إفـراط الأسـى
|
عليهــم علامــة التشيــع
|
أقـوت مغانيهـم فهـن بالبكـا
|
أحق من وادي الغضا والأجـرع
|
يا ليت شعري من أنـوح منهـم
|
ومن له ينهـل فيـض أدمعـي
|
أللوصـي حيـن فـي محرابـه
|
عمـم بالسيـف ولمـا يركـع
|
أم للبتـول فاطـم إذ منعــت
|
عن إرثها الحـق بأمـر مجمـع
|
وقول من قال لهـا: يـا هـذه
|
لقد طلبـت باطـلاً فارتدعـي
|
أبوك قد قـال بأعلـى صوتـه
|
مصرحاً فـي مجمـع فمجمـع
|
نحن جميـع الأنبيـاء لا نـرث
|
أبنائنــا لإرثنــا بموضــع
|
ومـا تركنـاه يكـون مغنمــاً
|
فارضي بما قال أبوك واقنعـي
|
قالت: فهاتوا نحلتي من والـدي
|
خيـر الأنـام الشافـع المشفـع
|
قالوا: فهل عنـدك مـن بينـة
|
نسمع معناهـا جميعـاً ونعـي
|
فقالت: ابنـاي وبعلـي حيـدر
|
أبوهمـا أبصـر بـه واسمـع
|
فابطلـوا شهادهـم ولـم يكـن
|
نصـاً يكـون عندهـم بمقنـع
|
واللـه مـا تكذيبهـم لفاطــم
|
والحسنيـن والإمـام الأنــزع
|
بـل للنبـي والكتـاب والـذي
|
أنزلــه بوحيــه الممتنــع
|
أم للـذي أودت بـه جعدتهــم
|
يومئـذ بكـأس ســم منقــع
|
وإن حزنـي لقتيــل كربــلا
|
ليس على طول المـدى بمقلـع
|
إذا ذكـرت يومـه تحــدرت
|
مدامعــي بأربــع فأربــع
|
يا راكباً نحو العـراق جرشعـاً
|
تنمي لعبـدي النجـار جرشـع
|
إذا بلغـت نينـوى فقـف بهـا
|
وقوف محزون الفـؤاد موجـع
|
والبس إذا بلغتها ثـوب الأسـى
|
وكـل ثـوب للعـزاء المفجـع
|
فـإن فيهـا للهـدى مصارعـاً
|
هائلـة بمثلهـا لــم يسمــع
|
واسمح بهـا دمعـك لا متقيـاً
|
في غربة ونح دوامـاً واجـزع
|
وكل دمع ضائع، سـال علـى
|
غير غريب المصطفى المضيـع
|
لله يـوم بالطفـوف لـم يـدع
|
لمسلم في العمر مـن مستمتـع
|
يوم به اعتلت مصابيـح الهـدى
|
لعارض مـن الضلـال مفـزع
|
يوم به لـم يبـق مـن دعامـة
|
لشد ركن الدين لـم تضعضـع
|
يوم به لـم تبـق مـن غمامـة
|
تحيي ثرى الإسلـام لـم تقشـع
|
يوم به لـم يبـق قـط مـارن
|
ومعطـس للحـق لـم يجــدع
|
يوم به لـم تبـق قـط وصلـة
|
حقاً لآل المصطفى لـم تقطـع
|
يوم به الكلـب الدريـع يعتـدي
|
علـى هزبـر الغابـة المـدرع
|
يوم به غودر سبط المصطفـى
|
للعاسلـات والضبـاع الجـزع
|
لهفي له يدعـو الطغـاة معلنـاً
|
دعـاء مأمـون الفـرار أروع
|
يقـول يـا شـر الأنـام أنتـم
|
أكفـر مـن عـاد وقـوم تبـع
|
كاتبتمونـي بالمسيـر نحوكــم
|
وقلتـم خـد بالمسيـر أوضـع
|
فنحن في طوعك لم ننس الـذي
|
لكـم مـن الـود ولـم نضيـع
|
حتى إذا ما جئـت لـم يصلكـم
|
من إرث جدي وذراريـه معـي
|
لاقيتموني بسيوف فـي الوغـا
|
منتضيـات ورمــاح شــرع
|
هل كان هـذا فـي سجلاتكـم
|
يا شر مرئي للـورى ومسمـع
|
هـل لكـم أن تفـوا ببيعتــي
|
إن تسمحول لي عنكـم بمرجـع
|
قالـوا لـه هيهـات ذاك أنــه
|
مالك في سلامـة مـن مطمـع
|
بايع يزيـداً أو تـرى سيوفنـا
|
بهامكـم يقعـن كـل موقــع
|
فعندها جرد سيـف لـم يضـع
|
نجـاده منـه علـى موضــع
|
وصال في أبطالهم حتـى اتقـى
|
مـن بأسـه الحاسـر بالمقنـع
|
وحوله من صحبـه كـل فتـى
|
حامي الذمـار بطـل سميـدع
|
كـم غـادر غـادره مجــدلاً
|
والخيل تردى في الكماة النـزع
|
حتى رماه الرجس شلـت يـده
|
عن بارع الرمية صلب المنـزع
|
فخـر والهفـي لــه كأنمــا
|
عليـه درع أو خطـوف أدرع
|
من بعد لم يبـق مـن أنصـاره
|
غيـر طعـام أنسـر وأضبـع
|
ثمـة مالـوا للخيــام ميلــة
|
قالت لركن الديـن إيهـاً فقـع
|
ضرباً ونهبـاً وانتهـاك حرمـة
|
وذبـح أطفـال وسلــب أدرع
|
لقد رأوا في الفكـر تعسـاً لهـم
|
رأي قـدار رأيهـم ومصــدع
|
وأين عقـر ناقـة ممـا جنـوا
|
يـا للرجـال للفعـال الأشنـع
|
ما مثلها في الدهر من عظيمـة
|
لقد غدت بكـل أمـر مفضـع
|
تسبي ذراري المصطفى محمـد
|
رضـى لشانيـه الزنيـم اللكـع
|
عجبت لكم تفنون قتلاً بسيفكـم
|
ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
|
فما بقعة في الأرض شرقاً ومغرباً
|
وليس لكم فيها قتيـل ومصـرع
|
أراكم ولم تأو فراشـاً جنوبكـم
|
ويسلمني طيب الهجوع فأهجـع
|
ظلمتـم وقتلتـم وقسـم فيئكـم
|
وضاقت بكم أرض فلم يحم موضع
|
كأن رسول الله أوصـى بقتلكـم
|
فأجسامكم في كل أرض تـوزع
|
جسوم على البوغاء ترمى وأرؤس
|
على أرؤس اللدن الذوابل ترفـع
|
بآل محمـد عـرف الصـوابُ
|
وفـي أبياتهـم نـزل الكتـاب
|
هم الكلمات والأسمـاء لاحـت
|
لآدم حيـن عـز لـه المتـاب
|
وهم حجج الإلـه علـى البرايـا
|
بهـم وبجدهــم لا يستــراب
|
بقية ذي العلى وفـروع أصـل
|
بحسن بيانهم وضـح الخطـاب
|
وأنوار ترى فـي كـل عصـر
|
لإرشاد الـورى منهـا شهـاب
|
ذراري أحمـد وبنــو علــي
|
خليفتـه وهـم لــب لبــاب
|
إذا مـا أعـوز الطلـاب علـم
|
ولـم يوجـد فعندهـم يصـاب
|
تناهوا فـي نهايـة كـل مجـد
|
فطهر خلقهـم وزكـوا وطابـوا
|
ودادهـم صــراط مستقيــم
|
ولكـن فـي مسالكـه عقـاب
|
ولاسيمـا أبـو الحسـن علـي
|
له في الحـرب مرتبـة تهـاب
|
طعام سيوفـه مهـج الأعـادي
|
وفيض دم الرقاب لهـا شـراب
|
كـأن سنـان ذابلـه ضميــرٌ
|
فليس عن القلـوب لـه ذهـاب
|
وصارمــه كبيعتــه بخــمٍّ
|
معاقدهـا مـن القـوم الرقـاب
|
هو البكاء فـي المحـراب ليـلاً
|
هو الضحاك إن حمي الضـراب
|
هو النبأ العظيـم وفلـك نـوح
|
وباب اللـه وانقطـع الخطـاب
|
فيـا عجبـاً منهـم إذ جنــوا
|
دمــاً وبثاراتــه طالبــوك
|
فلـم لـم يثـوروا ببـدر وقـد
|
قتلت مـن القـوم إذ بـارزوك؟
|
ولم عردوا إذ شجيـت العـدى
|
بمهراس أحـد ولـم نازلـوك؟
|
ولم أحجمـوا يـوم سلـع وقـد
|
ثبـت لعمـرو ولـم أسلمـوك؟
|
ولـم نكصـوا بحسيـن وقــد
|
صككت بنفسك جيشاً صكـوك؟
|
فأنـت المقـدم فـي كـل ذاك
|
فيا ليت شعـري لـم أخـروك؟
|
عداني عن التشبيب بالرشأ الهوى
|
وعن بانتي سلع وعن سلمى وحزوى
|
غرامي بناء عن غرامي وفكرتي
|
تمثله للقلب في السر والنجـوى
|
من النفر الغـر الذيـن تملكـوا
|
من الشرف العاري غايته القصوى
|
هم القوم من أصفاهم الود مخلصاً
|
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
|
هم القوم فاقوا العالميـن مناقبـاً
|
محاسنها تجلى وآبانهـا تـروى
|
هم عرفوا الناس الهدى فهداهـم
|
يضل الذي يقلي ويهدي الذي يهوى
|
موالاتهم فرض وحبهـم هـدى
|
وطلعتهم قربى وودهـم تقـوى
|
أمولاي أشواقـي إليـك شديـدة
|
إذا انصرفت بلوى أسى أردفت بلوى
|
أكلف نفسي الصبر عنها جهالـة
|
وهيهات ربع الصبر مذ غبت قد أقوى
|
وبعدك قد أغرى بنا كل شامـت
|
إلى الله يا مولاي من بعدك الشكوى
|
تردى لقتل الصب بالحلل الحمرِ
|
وماس كما ماست مثقفة السمـر
|
تشبهـه العشـاق بـدراً وإنمـا
|
محياه أهدى النور للشمس والبدر
|
أسارقه [لحظي] لإدراك منظـراً
|
فيرنو بطرف فل صمصامتي عمرو
|
رمى كبدي فاسترجع السهم رامياً
|
بأهداب أجفان كقادمتـي نسـر
|
تثنى دلالاً ينفث السحر لم تـدع
|
ببابل عيناه لهاروت من سحـر
|
جرى حبه مجرى دمي في مفاصلي
|
فليس سبيـل للتجلـد والصبـر
|
فلو نظر الفاروق طلعة وجهـه
|
لسيره عمداً وأعرض عن نصر
|
يا حاملاً رسالة تطـوى علـى
|
نفثـة عتـب تتلظـى ضرمـا
|
عرج على أكتاف بطحـا مكـة
|
فإن تراءت عـج بهـا ميممـا
|
وقـف بحـي الغالبييـن وقـل
|
قوموا عجالاً مات من يحمي الحما
|
الله يـا هاشـم قـد حـل بكـم
|
ما لا تقوم الأرض فيه والسمـا
|
فهـذه أميـة قــد غــادرت
|
بني النبـي كالأضاحـي جثمـا
|
فتلك فـوق الـأرض أجسامهـم
|
تخالها فـوق الصعيـد أنجمـا
|
وكم دم طاح لكـم فـي كربـلا
|
فاحمر وجه الأفق من تلك الدما
|
فلا قـرار أو تثيروهـا وغـى
|
شبت إلـى أم السمـاء ضرمـا
|
لا حملتك الخيل أو تأتـي بهـا
|
شعث النواصي قد علكن اللجمـا
|
فتوطؤهـا الهـام منكـم مثلمـا
|
قد وطـأت صدركـم المعظمـا
|
من ابن رسول الله وابن وصيـه
|
إلى مدغل في عقبة الدين ناصب
|
نشا بين طنبـور وزق ومزهـر
|
وفي حجر شاد أو على صدر ضارب
|
ومن ظهر سكران إلى بطن قينة
|
على شبه في ملكهـا وشوائـب
|
يعيب علينا خير من وطئ الحصى
|
وأكرم سار في الأنام وسـارب
|
ويزري على السبطين سبطي محمد
|
فقل في حضيض رام نيل الكواكب
|
وينسب أفعال القرامـط كاذبـاً
|
إلى عترة الهادي الكرام الأطائب
|
إلى معشر لا يسرح الذم بينهـم
|
ولا تزدري أعراضهم بالمعائـب
|
إذا ما انتدوا كانوا شموس بيوتهم
|
وإن ركبوا كانوا شموس المواكب
|
وإن سئلوا سحت سمـاء أكفهـم
|
فأحيوا بميت المال ميت المطالب
|
وإن عبسوا يوم الوغى ضحك الردى
|
وإن ضحكوا أبكوا عيون النوائب
|
نشوا بين جبريل وبيـن محمـد
|
وبين علي خير مـاش وراكـب
|
مرضي النبي المصطفى ووصيه
|
ومشبهه في شيمـة وضرائـب
|
ومن قال في يوم الغدير محمـد
|
وقد خاف من غدر العداة النواصب
|
أما أنا أولـى منكـم بنفوسكـم
|
فقالوا بلى قول المريب الموارب
|
فقال لهم من كنت مولـاه منكـم
|
فهذا أخي مولاه بعدي وصاحبي
|
أطيعوه طراً فهو عندي بمنـزل
|
كهارون من موسى الكليم المخاطب
|
فقولوا له إن كنت من آل هاشـم
|
فما كل نجم في السماء بثاقـب
|
وإنك إن خوفتنا منـك كالـذي
|
تخوف أسداً بالظبـاء الربائـب
|
وقلت بنو حرب كسوكم عمائمـاً
|
من الضرب في الهامات حمر الذوائب
|
صدقت منايانا السيـوف وإنمـا
|
تموتون فوق الفرش مثل الكواعب
|
أبونـا القنـا والمشرفيـة أمنـا
|
وإخواننا جرد المذاكي الشوازب
|
وما للغواني والوغى فتعوضبـوا
|
بقرع المثاني عن قراع الكتائـب
|
وقلت قتلنا عبد شمـس فملكهـا
|
لنا سلب هل قاتل غيـر سالـب
|
فيا عجباً من حارب صار يدعي
|
مواريث خير الناس ملكاً لحارب
|
هو السلب المغصوب لا تملكونه
|
وهل سالب للغصب إلا كغاصب
|
أأنفال جدينـا تحـوزون دوننـا
|
بزعمك الأنفـال يـا للعجائـب
|
وهل لطليق شركة مـع مهاجـر
|
فلا تثبتوا في الدين وثب المواثب
|
أخو المرء دون العم يحوي تراثه
|
إذا قسم الميراث بيـن الأقـارب
|
وأولاده في محكم الذكر ما قروا
|
أحق وأولى من أخيه المناسـب
|
وجئتم مع الأولاد تبغـون إرثـه
|
فأبعد بمحجوب بحاجب حاجـب
|
ويوم حنين قال حزنـاً فخـاره
|
ولو كان يدري عهدها في المثالب
|
وما واقف في حومة الحرب حائراً
|
وإن كان وسط الصف إلا كهارب
|
وما شهد الهيجاء من كان حاضراً
|
إذا لم يطاعن قرنـه ويضـارب
|
فهلا كما لاقى الوصي مصممـاً
|
يعصب بالهندي كبش العصائـب
|
وعبـت بعمينـا أبانـا سفاهـة
|
وكم لك من عم عن الدين ناكب
|
ومثل عقيل من علـي وطالـب
|
أبو لهب من بعدكم في التقـارب
|
ونحـن أسرنـا عمنـا وأباكـم
|
فباي بليـل مكفهـر الجوانـب
|
ونحن حقننـا بالفـداء دماءكـم
|
فلم تجحدونا حق تلك المواهـب
|
وقلـت أبونـا والـد لمحمــد
|
فأنت بنوه دوننا فـي المراتـب
|
فلا تنس بالعباس كـان وجدنـا
|
أبو طالب مثلين عنـد التناسـب
|
وأدناهما من كان بالسيف دونـه
|
يفل شبا سيف العدو المناصـب
|
وشتان من آوى وآسـى بنفسـه
|
ومزدلف يغزوه بيـن المقانـب
|
أبونـا يقيـه جاهـداً وأبوكــم
|
يجاهده بالمرهفـات القواضـب
|
فنحن بنو عم لنا فـوق مالكـم
|
ونحن بنوه دونكم في المناسـب
|
دعيت علياً في الحكومـة بينـه
|
وبين ابن حرب والطغاة الأشائب
|
فقد حكم المبعوث يـوم قريظـة
|
ولا عيب في فعل الرسول لعائب
|
وقلتم أضعتم ثـار زيـد وكنتـم
|
كسالى كذبتم لا هدي كل كـاذب
|
أما ثار فيـه الطالبـي وجعفـر
|
فدكدك ركن الملك في كل جانب
|
وأمطر في خوز وفي أرض فارس
|
سحائب موت ماطرات المصائب
|
إلى أن رمته عاديـات دعائكـم
|
بسهم اغتيال نافذ السهم صائـب
|
وقلت نهضنا شاهريـن شفارنـا
|
بثارات زيد الخير عند التجاوب
|
وما كان من حب لزيـد وأهلـه
|
ولكنها تشغيبـة مـن مشاغـب
|
دعوتـم إلينـا عالميـن بأنكـم
|
مكان الذنابى من ذرى ومناكـب
|
فهلا بإبراهيـم كـان شعاركـم
|
فيرجع داعيكـم بحلـة خائـب
|
بنا نلتم مـا نلتـم مـن إمـارة
|
فلا تظلموا فالظلم مر العواقـب
|
وكم مثل زيد قد أبادت سيوفكـم
|
بلا سبب غير الظنون الكـواذب
|
أما حمل المنصور من أرض يثرب
|
نجوم هدى تجلو ظلام الغياهـب
|
لهم عند ذكر الله في الليل رنـة
|
كرنتكم عند اصطفاق المضارب
|
يتوجهم ظلماً إذا اظلـم الدجـى
|
بكل رقيق الحد أبيض قاضـب
|
وقطعتـم بالبغـي يـوم محمـد
|
قرائـن أرحـام لنـا وأقـارب
|
وجرعتم تحـت التـراب نبيكـم
|
بكاسات ثكل لا تطيب لشـارب
|
قفوتم يزيداً في انتهاك حريمـه
|
بكـا معـاد للإلـه محــارب
|
تعدونه فتحاً ولـو كـان أحمـد
|
لعدده من فاتحـات المصائـب
|
وفي أرض باخمرى مصابيح قد ثوت
|
متربة الهامات حمـر الترائـب
|
يغسلها هامي السحـاب إذا همـا
|
وتكفنها أيدي الصبـا والجنائـب
|
وغادر هاديكـم بفـخ طوائفـاً
|
تهاداهم بالقـاع بقـع النواعـب
|
فيـا لسيـوف فللـت بمغامـد
|
ويا لأسود أصرعـت بثعالـب
|
وهارونكم أردى بغيـر جريـرة
|
نجوم تقى مثل النجوم الثواقـب
|
ومأمونكم سم الرضا بعد بيعـة
|
تؤد ذرى شم الجبال الرواسـب
|
فهل بعد هذا فـي البقيـة بيننـا
|
بني عمنا والصلح رغبة راغـب
|
كذبتم وبيت الله أو تصدر الظبـا
|
شوارب من هاماتكم والشـوارب
|
ولينـا فولينـا أباكـم فخاننــا
|
وكان بمـال اللـه أول ذاهـب
|
وكنا لكم في كل حـال مناهـلاً
|
عذاباً إذا يوردن خضر الجوانب
|
فلمـا ملكتـم كنتـم بعـد ذلـة
|
أسوداً علينا داميـات المخالـب
|
فقل لبني العبـاس عـم محمـد
|
وعم علي صنوه فـي المناسـب
|
عزيز علينا أن تـدب عقـارب
|
إلى معشري الأدنى دبيب العقارب
|
ولكن بدأتم فانتصرت فأقصـروا
|
فليس جزاء الذنب مثل المعاقـب
|
وليس سـواء ذم سيـدة النسـا
|
وسبة ماد بالصفـا والأخاشـب
|
وقد قال أصحاب النبـي محمـد
|
له قد هاجنا مشركوا آل غالـب
|
فقال لهم قولـوا كمثـل مقالهـم
|
فما مبتد في الهجر مثل المجاوب
|
فهذا جواب للذي قال مـا لكـم
|
غضاباً على الأقدار يا آل طالب
|
كانا كشمس نهار في البروج كما
|
أدارهـا ثـم إحكـام وتجويـد
|
كسيرها انتقلا من طاهـر علـم
|
إلـى مطهـرة آباؤهـا صيـد
|
توافقا عند عبـد اللـه وافترقـا
|
بعـد النبـوة توفيـق وتسديـد
|
وذر ذو العرش ذرواً طاب بينهما
|
وانبث نور له في الأرض تخليد
|
نور تفرع عند البعث فانشعبـت
|
منه شعوب لها في الدين تمهيـد
|
هم فتية كسيوف الهند طال بهـم
|
على المطـاول آبـاء مناجيـد
|
يـا آل حـم الذيـن بحبهــم
|
حكـم الكتـاب منـزلاً تنزيـلا
|
كان المديح حلى الملوك وكنتـم
|
حلل المدائـح عـزة وجمـولا
|
بيـت إذا عـد المآثـر أهلهـا
|
عـدوا النبـي وثانيـاً جبريـلا
|
قوم إذا اعتدلوا الحمايل أصبحوا
|
متقسميـن خليفـة ورســولا
|
نشأوا بآيات الكتاب فمـا انثنـوا
|
حتى صـدرن كهولـة وكهـولا
|
ثقلـان لـن يتفرقـا أو يطفيـا
|
بالحوض من ظمأ الصدور غليلا
|
وخليفتان علـى الأنـام بقولـه
|
بالحق أصدق مـن تكلـم فيـلا
|
فاقوا أكف الآيسيـن فأصبحـوا
|
لا يعدلون سوى الكتاب عديـلا
|
يـا سيـد أسيــاف أسلافــه
|
لشوكة الشـرك غـدت قامعـه
|
ومـن هـو المهـدي أنــوار
|
أسرار الهدى في وجهه لامعـه
|
ويا سمـاء الفضـل مـن كفـه
|
علـى الرايـا سحبهـا هامعـه
|
إليـك يشكـو الهـم ذو همــة
|
حاسـرة دون المـدى ظالعــه
|
أسير بلوى رغبـة لـم تصـخ
|
للنصـح منهــا أذن سامعــه
|
أضحت بعلـم الحـرف آمالـه
|
منوطـة فـي سـره طالعــه
|
جن بعلـم الجفـر يـا سيـدي
|
فـأدرك المجنـون بالجامعــه
|
ألا يا رسول الله يا خير من لـه
|
تشد المطايا والمطهمـة الجـرد
|
ويا علة الإيجاد والكعبـة التـي
|
تحج ولم يبرح بساحتهـا الوفـد
|
ويا أول الخلق الذي قد دعا بـه
|
أبوه وقد أودى به الذنب والجهد
|
ويا بضعة المختار فاطمة التـي
|
على الناس من بعد النبي لها المجد
|
أجيبا دعا عبـد وكونـا لذنبـه
|
شفيعين إذ لا مال ينجي ولا ولد
|
فإن لـه منكـم ذمامـاً ونسبـة
|
وحباً شديـداً مـا لغايتـه حـد
|
فلا تخرجاه من حريم رضاكمـا
|
فإن لـه حقـاً بفضلكمـا يبـدو
|
خبرت بني الدنيا فلـم أر فيهـم
|
سوى حاسد أو شامت أو منافـق
|
فابعد حماك الله عنهم ولا تكـن
|
بغير إله العـرش يومـاً بواثـق
|
وسلم إلى الرحمن أمـرك كلـه
|
إذا خفت يوماً من نزول المضايق
|
وثق بولاء المصطفى وابن عمه
|
وغرته الغـر الكـرام الحقائـق
|
تجد خير كهف من حماهم ومعقل
|
يقيك لدى الدارين شـر البوائـق
|
أقوت فهن من الأنيـس خـلاءُ
|
دمـن محـت آياتهـا الأنـواء
|
درست فغيرهـا البـلا فكأنمـا
|
طارت بشمـل أنيسهـا عنقـاء
|
يا دار مقربة الضيوف بشاشـة
|
وقراي منك الوجـد والبرحـاء
|
عبقت بتربـك نفحـة مسكيـة
|
وسقت ثراك الديمـة الوطفـاء
|
عهدي بربعك آنساً بـك آهـلاً
|
يعلـوه منـك البشـر والسـراء
|
وثرى ربوعك للنواظـر أثمـداً
|
وكعقد حلي ظبائـك الحصبـاء
|
قد كان مجتمع الهوى واليوم في
|
عرصاتـه تتفـرق الأهــواء
|
أخنى عليـه دهـره والدهـر لا
|
يرجى له بذوي الوفـاء وفـاء
|
أين الذيـن ببشرهـم وبنشرهـم
|
يحيا الرجاء وتـأرج الأرجـاء
|
ضربوا بعرصة كربلاء خيامهم
|
فأطـل كـرب فوقهـا وبـلاء
|
للـه أي رزيـة فـي كربــلا
|
عظمت فهانت دونهـا الـأرزاء
|
يوم به سل ابن أحمـد مرهفـاً
|
لفرنـده بدجـى الوغـى لـألاء
|
وفدى شريعـة جـده بعصابـة
|
تفدى وقل مـن الوجـود فـداء
|
صيد إذا ارتعـد الكمـي مهابـة
|
ومشت إلـى أكفائهـا الأكفـاء
|
وعلا الغبار فأظلمت لولا سنـا
|
جبهاتهـا وسيوفهـا الهيجــاء
|
عشت العيون فليس إلا الطعنـة
|
النجـلا وإلا المقلـة الخوصـاء
|
زحفوا إلى ورد المنون تشوقـاً
|
حتـى كـأن مماتهـا الأحيـاء
|
عبست وجوه عداهـم فتبسمـوا
|
فرحاً وأظلمت الوغى فأضـاؤا
|
فلها قـراع السمهـري تسامـرٌ
|
وصليل وقع المرهفـات غنـاء
|
يأبى لها مـن أن تشيـم مذلـة
|
أنـف أشـم وهمـة قعســاء
|
يقتادهـم للحـرب أروع ماجـد
|
صعب القياد على العـدى أبـاء
|
صحبته مـن عزماتـه هنديـة
|
بيضـاء أو يزنيــة سمــراء
|
تجري المنايا السود طوع يمينـه
|
وتصرف الأقدار حيـث يشـاء
|
دلت لعزمتـه القـروم بموقـف
|
عقـت بـه آباءهـا الأبنــاء
|
بفرائص رعدت وهامات همـت
|
مذ لاح بـارق سيفـه الوضـاء
|
ولئن تنكر في العجـاج فطالمـا
|
شهـدت بغـر فعالـه الهيجـاء
|
من أبيض نثر الرؤوس وأسمـر
|
نظمت بسلك كعوبـه الأحشـاء
|
كره الكماة لقـاءه فـي معـرك
|
حسدت بـه أمواتهـا الأحيـاء
|
بأبي أبي الضيـم سيـم هوانـه
|
فلواه عـن ورد الهـوان إبـاء
|
وتألبـوا زمـراً عليـه يقودهـا
|
لقتالـه الأحقـاد والبغضــاء
|
فسطا عليهم مفـرداً فثنـت لـه
|
تلك الجموع النظـرة الشـزراء
|
يا واحداً للشهب مـن عزماتـه
|
تسـري لديـه كتيبـة شهبـاء
|
ضاقت به سعة الفضاء على العدى
|
فتيقنـوا مـا بالنجـاة رجــاء
|
فغدت رؤوسهـم تخـر أمامهـم
|
فوق الثـرى وجسومهـن وراء
|
تسع السيوف رقابهم ضرباً وبالاً
|
جسام منهـم ضاقـت البيـداء
|
ما زال يفنيهم إلـى أن كـاد أن
|
يأتي على الإيجـاد منـه فنـاء
|
لكنمـا طلـب الإلــه لقائــه
|
وجرى بما قد شاء فيه قضـاء
|
فهوى على غبرائها فتضعضعت
|
لهويـه الغبـراء والخضــراء
|
وعلا السنان برأسـه فالصعـدة
|
السمراء فيهـا الطلعـة الغـراء
|
ومكفـن وثيابـه قصـد القنـا
|
ومغسـل ولـه الميـاه دمــاء
|
ظام تفطر قلبه ظمـأ وبالجمـلا
|
ت منـه ترتــوي البوغــاء
|
تبكي السماء دماً له أفـلا بكـت
|
مـاء لغلـة قلبــه الأنــواء
|
وا لهف قلبي يا بن بنت محمـد
|
لك والعدى بك أدركوا ما شاءوا
|
فلخيلهـا أجسامكــم ولنبلهــا
|
أكبادكـم ولقضبهـا الأعضـاء
|
وعى رؤوس السمر منكم أرؤس
|
شمس الضحى لوجوهها حربـاء
|
يا بن النبي أقول فيـك معزيـاً
|
نفسي وعز على الثكول عـزاء
|
ما غض من علياك سوء صنيعهم
|
شرفاً وإن عظم الذي قد جـاءوا
|
إن تمس مغبر الجبيـن معفـراً
|
فعليك مـن نـور النبـي بهـاء
|
أو تبق فوق الأرض غير مغسل
|
فلك البسيطـان الثـرى والمـاء
|
أو تغتدي عار فقد صنعت لكـم
|
برد العـلا الخـط لا صنعـاء
|
أو تقض ظمآن الفؤاد فمن دمـا
|
أعداك سيفـك والرمـاح رواء
|
فلو أن أحمد قد رآك على الثرى
|
لفرشن منه لجسمـك الأحشـاء
|
أو بالطفوف رأت ظماك سقتـك
|
من ماء المدامع أمـك الزهـراء
|
يا ليت لا عذب الفـرات لـوارد
|
وقلـوب أبنـاء النبـي ظمـاء
|
كم حرة نهـب العـدى أبياتهـا
|
وتقاسمـت أحشائهـا الـأرزاء
|
تعدو وتدعو بالحماة ولـم يكـن
|
بسوى السياط لها يجاب دعـاء
|
تعدو فإن عادت عليها بالعـدى
|
عدوى العوادي الجرد والعـدواء
|
هتفـت تشيـر كفيلهـا وكفيهـا
|
قد أرمضته في الثرى الرمضاء
|
يا كعبة البيت الحرام ومن سمت
|
بهم على هام السمـا البطحـاء
|
للـه يـوم فيـه قـد أمسيتــم
|
أسراء قـوم هـم لكـم طلقـاء
|
حملوا لكم في السبي كل مصونة
|
وسروا بها في الأسر أنى شاءوا
|
ثكلى تحن لشجوها عيس الفـلا
|
ورقاء إن ناحت لهـا الورقـاء
|
تنعى ليوث البأس مـن فتيانهـا
|
وغيوثهـا إن عمـت البأسـاء
|
رقدوا وليس بعزمهم من رقـدة
|
وغفوا ومافـي بأسهـم إغفـاء
|
تبكيهم بدم فقل بالمهجـة الحـرا
|
تسيــل العبــرة الحمــراء
|
ناحت فلما غيضت من صوتهـا
|
بزفيرهـا أنفاسهـا الصعــداء
|
حنت ولكن الحنيـن بكـا وقـد
|
ناحـت ولكـن نوحهـا إيمـاء
|
وقست عليهن القلـوب فدونهـا
|
الصخر الأصم ودونها الخنسـاء
|
وخدت بهن اليعملـات طلائحـاً
|
ولهـن رجـع حنينهـن حـداء
|
ومقيـد قـام الحديـد بمتنــه
|
غـلا وأقعـد جسمـه الإعيـاء
|
وهن الضنى قعدت به أسقامـه
|
وسرت به المهزولـة العجفـاء
|
وغدت ترف على بليته العـدى
|
ما حال من رقت لـه الأعـداء
|
لله سـر اللـه وهـو محجـب
|
وضمير غيب الله وهـو خفـاء
|
أنى اغتـدى للكافريـن غنيمـة
|
في حكمها ينقـاد حيـث تشـاء
|
عار على عادي المطا تتقـاذف
|
الأمصار فيه وترتمـي الأحيـاء
|
طـوع الأكـف وكلهـن لئيمـة
|
نصب العيـون وكلهـا عميـاء
|
وهو الذي لو شـاء أن يفنيهـم
|
قذفتهـم الدامــاء والدهمــاء
|
وهوت له شهب السماء بقوسهـا
|
وأطاعـه الإصبـاح والإمسـاء
|
آل النبي لئـن تعاظـم رزؤكـم
|
وتصاغرت في وقعـه الـأرزاء
|
فلأنتم يـا أيهـا الشفعـاء فـي
|
يوم الجـزا لجناتـه الخصمـاء
|
وإليكم من بكـر فكـري ثاكـل
|
تنعى وقد أودت بهـا البرحـاء
|
حسناء جاءت للعزاء فـلا تعـد
|
إلا بحسنـى منكـم الحسنــاء
|
يا ناعـي الإسلـام قـم فانعـه
|
قد مـات عـرف وبـدا منكـر
|
مـا لقريـش لا عـلا كعبهـا
|
من قدموا اليـوم ومـن أخـروا
|
مثـل علـي أنكـروا أمــره
|
مـا بينهـم والشمـس لا تنكـر
|
وليـس يطـوي علـم ظاهـر
|
سـام يـد اللـه لـه تنشــر
|
حتـى يزلـوا صـدع ملمومـة
|
والصدع في الصخرة لا يجبـر
|
كبش قريش في وغـى حربهـا
|
صديقهـا فاروقهــا الأكبــر
|
وكاشـف الكـرب إذا خطــة
|
أعيى علـى واردهـا المصـدر
|
كبـر للــه وصلــى ومــا
|
صلى ذوو العيـث ولا كبـروا
|
تدبيرهـم أدى إلـى مـا أتـوا
|
تباً لهم يـا بئـس مـا دبـروا
|
تراءت بليل مشرقـات كواكبـه
|
بصبح محياها تجلـت غياهبـه
|
مهفهفة الأعطاف عقرب صدغها
|
على ملعب القرطين تبدو عجبـه
|
فبت أبث العتب بينـي وبينهـا
|
وأن هي لا تصغي لما أنا عاتبه
|
أمخجلـة الـآرام فـي لفتاتهـا
|
سألتك هل آتٍ من العيش ذاهبـة
|
فكم لج قلبي يوم بنـت بـزورة
|
إذا أفلس المديون بـح مطالبـه
|
فلست الذي في دوحة المجد والعلى
|
تفرع قدماً مـن علـي وفاطـم
|
وإن لم أثرها في العجاج ضوامراً
|
عليها مثار النقع مثـل الغمائـم
|
فلست قديماً بالـذي راح ينتمـي
|
لعبد مناف في العلى والمكـارم
|
هم القوم إما أن دعـوا لفضيلـة
|
فما لهم في فضلهم من مزاحـم
|
فمهما ترى في الدهر منهم مسالماً
|
فما لابن حرب فيهم من مسالـم
|
بني هاشم أبناء حـرب ببغيهـا
|
قد ارتكبت منكم عظيم الجرائـم
|
نسيتم غداة الطف أبنـاء أحمـد
|
على الأرض صرعى من علي وقاسم
|
فقوموا غضاباً واشرعوها أسنـة
|
تطوى على الأكتاف مثل الأراقم
|
بمحمـد وبحــب آل محمــد
|
علقت وسائل فارس بن محمـد
|
يا آل أحمد يا مصابيح الدجـى
|
ومنار منهاج السبيـل الأقصـد
|
لكم الحطيم وزمزم ولكـم منـى
|
وبكم إلى سبل الهدايـة نهتـدي
|
يا زائراً أرض الغـزي مسـدداً
|
سلم سلمت على الإمـام السيـد
|
بلـغ أميـر المؤمنيـن تحيتـي
|
واذكر له حبي وصدق تـوددي
|
وزر الحسين بكربلاء وقل لـه
|
يا ابن الوصي ويا سلالة أحمـد
|
مني السلام عليك يا ابن المصطفى
|
أبداً يروح مع الزمـان ويغتـدي
|
وعلى أبيك ؤجـدك المختـار و
|
الثاوين منهم في بقيـع الغرقـد
|
وبأرض بغداد على موسى وفي
|
طوس على ذاك الرضاء المفرد
|
وبسر من راء السلام على الهدى
|
وعلى التقي وعلى الندى والسؤدد
|
إن ابن عنان بكم كبـت العـدى
|
وعـلا حبكـم رقـاب الحسـد
|
فلئن تأخـر جسمـه لضـرورة
|
فالقلـب منـه مخيـم بالمشهـد
|
إني سعدت بحبكـم أبـداً ومـن
|
يحببكـم يـا آل أحمـد يسعـد
|
سل فتاة الحي مـا هـذا القـلا
|
فلقـد أشـوى فـؤادي وقــلا
|
يا لقومي حذركم عـن خدرهـا
|
لا تكونـوا عبـرة بيـن المـلا
|
أنا مـذ رودت لحظـي حسنهـا
|
رد لي يسكـب دمعـاً مسبـلا
|
حبهـا أورث قلبــي لوعــة
|
نزلت والصبـر عنـي رحـلا
|
فأنا المأسور فـي قيـد الهـوى
|
لـم أجـد ممـا أقاسـي حـولا
|
غير حبـي للنبـي المصطفـى
|
وعلي المرتضـى أهـل العـلا
|
وبنيـه خيـر آل فـي الـورى
|
نقبــاء نجبــاء فضـــلا
|
لا تسـل عمـا حباهـم ربهـم
|
من علـىٌ إلا الكتـاب المنـزلا
|
فضلهـم شاهــده حاسدهــم
|
فلهـذا جـل عـن أن يجهـلا
|
أوضح الله بهـم نهـج الهـدى
|
مثل ما اختارهـم عقـد الـولا
|
فأطعنــا ورضيناهــم لنــا
|
سادة نرجـو بهـم دفـع البـلا
|
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف
|
عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن
|
من فيه ما فيهم من كل صالحـة
|
وليس في كلهم ما فيه من حسن
|
أليس أول مـن صلـى لقبلتكـم
|
وأعرف أن الناس بالقرآن والسنن
|
وأقرب الناس عهداً بالنبي ومـن
|
جبريل عون له في الغسل والكفن
|
مـاذا يردكـم عنـه فنعرفــه
|
ها إن بيعتكـم مـن أول الفتـن
|
أعينـي ألا تبكيـا لمصيبتــي
|
وكل عيون الناس عني أصبـر
|
أعيني جودا من دموع غزيـرة
|
فقد حق إشفاقي وما كنت أحـذر
|
أعيني هذي الأكرمـون تتابعـوا
|
وصلوا المنايا دارعون وحسـر
|
من الأكرمين البيض من آل هاشم
|
لهم سلف من واضح الجد يذكـر
|
مصابيح أمثال الأهلـة إذا هـم
|
لدى الحرب أو دفع الكريهة أبصر
|
بهـم فجعتنـا والفواجـع كلهـا
|
تميم وبكر ولحيان ولخم وأعصر
|
سفرت لنا عـن طلعـة البـدر
|
إحدى الخرائد مـن بنـي بـدر
|
فأجـل قـدر الليـل مطلعهــا
|
حتـى تـراءت ليلـة القــدر
|
لـو أنهـا كشفــت لآلئهــا
|
مـن قولهـا والعقـد والثغــر
|
لأضـاءت الدنيــا لساكنهــا
|
والليـل فـي باكـورة العمـر
|
حتـى يظـن النــاس أنهــم
|
هجم العشاء بهم علـى الفجـر
|
عهدي بنـا والوصـل يجمعنـا
|
كاللـوز توأمتيـن فـي قشـر
|
يغـدو كلانـا وفـق صاحبـه
|
ومطيع حكـم النهـي والأمـر
|
يا رب مالي شفيع يوم منقلبـي
|
إلا الذين إليهـم ينتهـي نسبـي
|
المصطفى وهو جدي ثم فاطمـة
|
أمي وشيخي علي الخير فهو أبي
|
والمجتبى الحسن الميمون غرتـه
|
ثم الحسين أخوه سيـد العـرب
|
ثم ابنـه سيـد العبـاد قاطبـة
|
وباقر العلم مكشوف عن الحجب
|
والصادق البر في شيء يفوه به
|
والكاظم الغيظ في مستوقد الغضب
|
ثم الرضا المرتضى في الخلق سيرته
|
ثم التقي نقياً غيـر مـا كـذب
|
ثم النقي ابنه والعسكـري ومـا
|
لي في شفاعة غير القوم من إرب
|
ثم الذي يمـلأ الدنيـا بأجمعهـا
|
عدلاً وقسطاً بإذن الله عن كثـب
|
سقى الله قبراً بالغـري وحولـه
|
قبور بمثوى الطـف مشتملـات
|
ورمساً بطـوس لابنـه وسميـه
|
سقته السحاب الغر صفو فـرات
|
وفي طيبة منهـم قبـور منيـرة
|
عليها من الرحمن خيـر صلـاة
|
وفي أرض بغداد قبـور زكيـة
|
وفي سر من رأى معدن البركات
|
هم عدتـي فـي يـوم شدتـي
|
وسفن نجاتي إن أردت نجاتـي
|
أعليك أعتـب أم علـى الأيـام
|
بـدأت وكنـت مؤكـداً بتمـام
|
قطع التواصـل قربنـا بتواعـد
|
وقطعت أنت تواصـل الأقلـام
|
هلا ألفـت إذ الزمـان مشتـت
|
الإلـف للـأرواح لا الأجسـام
|
عذرا ٌأبا عيسى عسى لك في العلى
|
عـذر وذا علـم بـلا أعلــام
|
من طابت الأخبار عنـه ودينـه
|
ديـن الإمامـة قـال بالأوهـام
|
خذها فرائـدك التـي أعطيتهـا
|
فالدرك درك والنظـام نظامـي
|
حكـم معانيهـا معانيـك التـي
|
فصلتها لـي والكلـام كلامـي
|
سقى صوب الحيا طللاً برامـه
|
ولا غبـت مرابعـه الغمامــة
|
فكم رحلت له الأنضـاء شوقـاً
|
وكم لبني الهـوى فيـه إقامـة
|
وكم خفق النسيـم بـه سحيـراً
|
فعطــره وأنشقنــا ثمامــه
|
أرف له رفيـف الطيـر حتـى
|
كأنـي بيـن قادمتـي نعامــه
|
يؤرقنـي ادكـار الأيـك إمـا
|
على عذباته صدحـت حمامـه
|
وبيـن المدلجيـن أخـو نفـار
|
برانـي حبـه بـري القلامـه
|
صفـت مـرآة وجنتـه لعينـي
|
فخلت سوادها في الخـد شامـه
|
يصول بمشرفـي وهـو لحـظ
|
تلـاه سمهـري وهـي قامــه
|
إذا كانـت مراشفـه مرامــي
|
فما بنت الكروم ومـا المدامـه
|
لعمـري لـم أرد أدعـى بهـر
|
وإن يك ذاك فخري في العـراق
|
فإني إن دعيـت أخـاف كلبـاً
|
بـدارك قـط مالـي عنـه واق
|
يهــر إذا أتيتكــم ويأبــى
|
لعمــر أبيكــم إلا فراقــي
|
فصرت إذا أتيتك بعـض يـوم
|
أسائل عنه صبحاً مـن ألاقـي
|
فبعضهـم يقـول الليـث ولـى
|
وبعضهم يقـول الكلـب باقـي
|
ما أنت يا قلـب وغيـد الملـاح
|
ووصف كاسـات وسـاق وراح
|
هلم يـا صـاح معـي نستمـع
|
حديث من في رزؤه الجن نـاح
|
لقد قضى ريحانـة المصطفـى
|
بين ظبا البيض وسمر الرمـاح
|
لهفي عليه مـذ هـوى ظاميـاً
|
موزع الجسم ببيـض الصفـاح
|
فعج على الحمى وقف صارخـاً
|
هبوا إلى الحرب قريش البطـاح
|
إلى متى بيضـك فـي غمدهـا
|
ما آن أن تستـل يـوم الكفـاح
|
ثوى أبي الضيـم فـي كربـلا
|
ورحلـه فيهـا غـدا مستبـاح
|
هبوا بني عمـر العـلا للوغـى
|
بكـل مقـدام بيـوم الكفــاح
|
نساؤكم بالطـف بيـن العـدى
|
كأنهـا بالنـوح ذات الجنــاح
|
متى نرى جيـش بنـي هاشـم
|
وقولهم عـن ثارهـم لا بـراح
|
متى نرى رايات عمـر العـلا
|
أمامهـا تخفـق فيهـا الريـاح
|
فتصبح الطف بهـا كـي نـرى
|
كل فتى للحرب شاكـي السلـاح
|
يا أيها الرجل المبـدي عداوتـه
|
روِّ لنفسـك أن الأمـر يؤتمـر
|
وما علمت بما أضمرت من حنق
|
حتى أتتني به الركبـان تبتـدر
|
إذا نفست على الأمجاد مجدهـم
|
فابسط يديك فإن الخيـر مبتـدأ
|
واعلم بأن علي الخير من نفـر
|
شم العرانيـن لا يعلوهـم بشـر
|
لا يجحد الحاسد الغضبان فضلهم
|
ما دام بالحزن من صمانها الحجر
|
نعم الفتى أنت لـولا أن بينكمـا
|
كما تفاضل ضوء الشمس والقمر
|
ولا أخالـك إلا لسـت منتهيـاً
|
حتى ينيمك من أظفـاره ظفـر
|
جعيـدة أبكيــه ولا تسامــي
|
بعـد بكـاء المعـول الثاكــل
|
لـم يسبـل السـم علـى مثلـه
|
في الأرض من حاف ومن ناعل
|
كـان إذا شبـت لــه نــاره
|
يرفعهــا بالسنــد العامــل
|
كيمـا يراهـا بائـس مرمــل
|
أو فـرد قـوم ليـس بالآهـل
|
يغلي بهـا اللحـم لطـاه فـإن
|
أنضج لـم يغـل علـى آكـل
|
أعنـي الـذي أسلمنـا هلكــه
|
للزمـن المستعقــم الحائــل
|
إلى الله أشكو من هموم تنوبنـي
|
وأحداث دهر هد ركني وقوعهـا
|
أرى فاقة في فتية زانها التقـى
|
وذي رحم ما كان مثلي يضيعها
|
فلو ساعدتني من زماني مـلاءة
|
لفاض عليهم من يميني ربيعهـا
|
ولكن دهري جامع عن مآربـي
|
ونفسي إليها لا يـزال نزوعهـا
|
وهون عندي شدة الدهر إن لـي
|
بها الأجر موفور ويمضي فظيعها
|
فما دعة في العيـش إلا وديعـة
|
ولا شـدة إلا الرخـاء تبيعهـا
|
فصبراً جميلاً في الحوادث إنـه
|
ملاذ التقى يأوي إليـه مطيعهـا
|
حلفت بـرب الواقفيـن عشيـة
|
لدى عرفات مـن ثنـى وآحـاد
|
وبالبيت ذي الأستار طاف به الملا
|
فمن عاكف في جانبيـه وبـادي
|
وبالحرم السامي الشريف الذي به
|
ثوى خير مبعوث وأكرم هـادي
|
لقد كان في طوف الوصي يد على
|
ذياد الأعـادي عنـه أي ذيـاد
|
وإيرادهم لج المنايـا وإن عتـوا
|
بسمر طوال أو ببيـض حـداد
|
وقد كان مقدوراً له أن يسومهـم
|
نكال ثمـود لـو يشـاد وعـاد
|
ولكنه راعى بهـم عهـد أحمـد
|
فعف أبو السبطين عـف جـواد
|
وأغضى على الأقذاء في الله صابراً
|
وزاد التقى والصبر أفضـل زاد
|
أمولاي أما منهجي فهـو حبكـم
|
وحبكـم منهـاج كـل رشــاد
|
وقلبي لكم دامي الحشا ولغيركـم
|
فؤادي أضحى مثل كـل فـؤاد
|
وإني لـأرزاء عليكـم ترادفـت
|
لكالهائم المقصـى بكـل مـراد
|
كأني ألاقي حين أذكرهـا الـذي
|
يلاقي سليم الحـي يـوم عـداد
|
عجبت من الخضراء مادت ولم تقع
|
وللأرض يوم الطف مدت ولم تسغ
|
لقد خبطوا عشواء في دين أحمد
|
غداة لهم شيطان أغوائهم نـزع
|
فيا رب لا تمهل وخذ كل مارق
|
عن الدين مغلول الوظيف إلى الرسغ
|
بدولة حتى يحسم الجـور ربهـا
|
بفرسان صدق لا تحيد ولم ترغ
|
فيملأ وجه الأرض عدلاً بسيفـه
|
كما ملئت ظلماً بسيف بني الوزغ
|
من القوم أبناء الرسالة لم تسـق
|
قوافي الثنا إلا إليهم ولـم تصـغ
|
على أنه والله لـن يبلـغ الفتـى
|
مداهم بنثر أو بنظـم وإن نبـغ
|
إذا صدعت آي الكتاب بمدحهـم
|
فماذا يقول المرء فيهم وإن بلـغ
|
عليهم من الرب الجليل صلاتـه
|
وتسليمه ما غاب نجم وما بـزغ
|
إلهي بحب الكاظميـن حبوتنـي
|
فقويت نفسي وهي واهية القوى
|
بجودك فاحلل من لساني عقـدة
|
لأنشر من مدح الإمامين ما انطوى
|
نويت وإن لم أشف من شانيهمـا
|
شجوني منهم أن للمرء ما نـوى
|
لمرقد موسى والجواد برغمهـم
|
أجل من الوادي المقدس ذي طوى
|
هوى إذ أضاء النور من طوره امرؤ
|
كما أن موسى من ذرى الطود قد هوى
|
ولكن هوى موسى فخر إلى الثرى
|
ولما هوى هذا تعلق فـي الهـوا
|
قضى المصطفى نحباً ومن قبل دفنه
|
دهى الدين من دهم الخطوب فضيعها
|
هي الواقعة العظمى أطلت على الهدى
|
فهد قوى الهادي النبي وقوعهـا
|
وكرت على الكرار ليثاً تقحمـت
|
عرنينه حتـى استبيـح منيعهـا
|
فغيب منها الحتف شمس هدايـة
|
تحندس أفق الدهر لولا طلوعهـا
|
فلا هجعت للدهر عيـن وقلبهـا
|
ذكا وجده والعين بان هجوعهـا
|
وقد وجدنـا فـي الكتـاب آيـة
|
قـدم فيهـا اللـه ذكـر الثيـب
|
اسم العجوز في المقـال طيـب
|
لأنـه وصـف لبنـت العنـب
|
مـرت عليهـا أربعـون حجـة
|
فهي إذن كالصـارم المجـرب
|
عرفهــا الدهــر تقلباتــه
|
فاستصفهـا عارفـة التقلــب
|
ومـن يسـب الثيبـات سائنـي
|
كأنمـا سـب أبـي ومذهبــي
|
خديجـة بنـت خويلـد علــى
|
مـا نقلـوا أعـز أزواج النبـي
|
بـك الأثافـي كملـت ثلاثــة
|
ففز بهـا كالمرجـل المنصـب
|
غيداء من بيـض الملـاح رداح
|
تلوي عنان القلب وهـي جمـاح
|
كم ذا أكتم صبوتـي فيهـا وذا
|
دمعي السفوح لصبوتي فضـاح
|
مهما تنسمت الصبا سحراً فلـي
|
قلـب كخفـاق النسيـم متـاح
|
بالله يـا قلبـي المتيـم بالظبـا
|
كم فيك من ألم الغـرام جـراح
|
طعنتك من هيف القدود رمـاح
|
وبرتك من نجل العيون صفـاح
|
وسبتك من خود الغواني غـادة
|
فيهـا دمـاء العشقيـن تبــاح
|
تختال من مرح الدلـال بقدهـا
|
ويروق من ذات الدلـال مـراح
|
نشوانة الأعطاف من خمر الصبا
|
رجراجة الـأرداف فهـي رداح
|
للكاعب النهدين شوقـي وافـر
|
ومديد طرفـي نحوهـا طمـاح
|
فالمنحنى ضلعي وأحشائي الغضا
|
وعقيـق وادي أدمعـي نضـاح
|
ريحانة الصب المشوق وروحـه
|
سيان عذب رضابهـا والـراح
|
رقت شمائلهـا وراق منظرهـا
|
وزها بروض خدودهـا التفـاح
|
محمرة لـون الشقيـق تخالهـا
|
فيها احمرار دمي المراق مطاح
|
نشرت ذوائب جعدهـا فكأنمـا
|
نشـر العبيـر بنشرهـا فيـاح
|
وتظللـت ليـلاً بهيمـاً تحتـه
|
خد تشعشع مـن سنـاه صبـاح
|
ماست كغصن البان رنحه الصبا
|
قلبـي عليـه طائـر صــداح
|
هذا أبـو لهـب بوجنـة خدهـا
|
أورى الحشا والأدعـج السفـاح
|
جال الحمام بمهجتي لمـا غـدا
|
في خصرها الواهي يجول وشاح
|
هيفـاء أمـا قدهـا فشقيقــه
|
بهـرت وأمـا ثغرهـا فأقـاح
|
حرست أنيق الوردتيـن بناظـر
|
ومـن النواظـر أهبـة وسلـاح
|
فتكت بأبناء الصبابـة والهـوى
|
ما ليس تفتكـه ظبـا ورمـاح
|
فتكت كفتك يـد الزمـان فإنـه
|
زمن بجائـر صرفـه ملحـاح
|
قامت على ساق حروب صروفه
|
ولها بحنيتـي الضلـوع كفـاح
|
كم ذا ألين لهـا فتقسـو جانبـاً
|
وأروم أسلاسـاً وهـن جمـاح
|
أو ما درت أني بذكر المصطفى
|
من كـل طارقـة الهـوان أراح
|
ويطيب لي العيش الرغيد يحوطه
|
من جانبيـه السعـد والإنجـاح
|
وأفوز بالدنيـا والأخـرى معـاً
|
تترى إلـي بصفوهـا الـأرواح
|
يا صاحبي إلا اسعداني وانعشـا
|
روحي بمن طابت به الـأرواح
|
في طيبة طاب الحديث وقد صفا
|
صفو المسرة والحشـا يرتـاح
|
يا مرقداً ما انفك أملـاك السمـا
|
ولهـم غــدو عنــده وراح
|
وضريح قدس قد تسامى شأنـه
|
وبه سما فوق السمـاء ضـراح
|
باهى السما فخراً إذا مـا زانهـا
|
زهر بساطـع نورهـا وضـاح
|
فلقد علاها مـع رفيـع مقامهـا
|
شرف كمنبلج الصباح صـراح
|
إذ فيك أقصى غاية الشرف الذي
|
رب السمـاء لشأنــه مــداح
|
يا سر خلق الكائنـات بأسرهـا
|
لولاك مـا لأشبـاح والـأرواح
|
حارت بوصف فخارك المـداح
|
وتقاصر الإيضـاح والإفصـاح
|
حاشا ثنائـك أن يحـاط بكنهـه
|
يا من به كتب السمـاء فصـاح
|
ما أنت إلا غامض السر الـذي
|
آي المهيمـن مـا لـه إيضـاح
|
لولاك آدم مـا اصطفـاه ربـه
|
ولمـا أتتـه قــوة وسمــاح
|
ولفلك نوح أنـت فلـك نجاتـه
|
لولاك نوح طـال منـه نـواح
|
وبك استجاب دعاء أيوب الـذي
|
قد مسه ضـر الضنـا اللفـاح
|
وكذا حليـف شجونـه يعقوبهـا
|
عنـه بجاهـك ولـت الأتـراح
|
وبك الكليم غـدا الكليـم لربـه
|
وإليـه أسـرار العلـوم تبـاح
|
وبجاهك السامي لعيسى قد غدت
|
تحيى عقيب مماتهـا الأشبـاح
|
وضحت كبدر التم منك مناقـب
|
والبـدر عنـد تمامـه وضـاح
|
وبليلة الإسراء كم لـك مفخـر
|
تعبت بشـرح يسيـره الشـراح
|
سبحان من أسرى بشأنـك آيـة
|
منها تشعشع في علـاك صبـاح
|
ومن القداح لك المعلـى حينمـا
|
بين الكرام الرسل جـال قـداح
|
ولقد كفى في قاب قوسين الـذي
|
فيـه لآيـة مجـدك الإيضـاح
|
يا خير كل المرسلين ومـن بـه
|
بلوى جميـع العالميـن تـزاح
|
ولو استمـاح الخافقـان نوالـه
|
لجرى عليهـا غيثـه السمـاح
|
حاشا مكارمك التي عن بعضهـا
|
ضاقت فجاج الأرض وهي فساح
|
إن ترجع اللاجي بخيبـة آيـس
|
ويفوتـه ممـا لديــه فلــاح
|
هيهت ييأس من نداك وقد جرت
|
منه البحـار وغمرهـا طفـاح
|
هبنا فقد عظمت كبائـر جرمنـا
|
وتسـودت بسوادهـا الألــواح
|
فلأنت للعاصين أعظـم شافـع
|
وإلى رضـا رب السمـا منـاح
|
أفهل سواك لكـل بـاب مقفـل
|
ولفتـح أبـواب المنـى مفتـاح
|
أي عـذر لمـن رآك ولا مــا
|
عميت فيـه عينيـه أم تعامـى
|
أو ما تنظـر اللواحـظ تهـدي
|
سقماً والشفـاه تشفـي السقامـا
|
جمع الله فيك مختلفات الحسـن
|
جمعـاً وقـال كونـي غلامـا
|
بأبي أنت مـن غـزال ملـول
|
لم يـدم عهـده إذ الظـل دامـا
|
إن تصلني فصـل وإلا فعدنـي
|
ربمـا علـل السـراب الأوامـا
|
لا تقسني بالورق يا غصن إنـي
|
أنا من علـم النـواح الحمامـا
|
كم غليل أطفـاه دمعـي ولكـن
|
حمى الماء فاستحـال ضرامـا
|
إن كنت في سنة من غارة الزمن |
فانظر لنفسك واستيقظ من الوسن |
لا تنفق النفس إلا في بلوغ عـلاً
|
فبائع النفس فيها غير ذي غبـن
|
ودع مصاحبة الدنيا فليـس بهـا
|
إلا مفارقـة السكـان للسكــن
|
وكيف يحمد للدنيـا صنيـع يـد
|
وغاية البشر فيها غاية الحـزن
|
ألا تذكرت أيامـاً بهـا ظعنـت
|
للفاطميين أظعان عـن الوطـن
|
أيام طـل مـن المختـار أي دم
|
وأدميت أي عين من أبي الحسن
|
لله حملتـه لـو صادفـت فلكـاً
|
لخر هيكله الأعلى علـى الذقـن
|
يفري الجيش بسيف غير ذي ثقة
|
على النفوس ورمح غير مؤتمن
|
وعزمة في عرى الأقدار نافـذة
|
لو لاقت الموت قادته بلا رسـن
|
حتى إذا لم تصب العدى منه غرضاً
|
رموه بالنبل عن موتورة الظعن
|
فانقض عن مهره كالشمس عن فلك
|
فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن
|
وأصبحت ظلمات الشرك محدقة
|
من الحسين بذاك النير الحسـن
|
قل للمقادير قد أبدعـت حادثـة
|
غريبة الشكل ما كانت ولم تكـن
|
يا سيداً كان بدء المكرمات بـه
|
كالشمس تبدأ بالأعلى من القنـن
|
من مبلغ سوق ذاك اليوم أن بـه
|
جواهر القدس قد بيعت بلا ثمن
|
أقول والنفـس مرخـاة أزمتهـا
|
يقودها الوجد من سهل إلى حزن
|
مهلاً فقد قربت أوقات منتظـر
|
من عهد آدم منصور على الزمن
|
قرم يقلد حتـى الوحـش منتـه
|
وابن النجابة مطبوع على المنـن
|
يا من بحبهم ترجى النجاة غـداً
|
ولجة البحر لم تركب بلا سفـن
|
طوبى لحظ محبيكم فقد حصلـوا
|
على نصيب بقرن الشمس مقترن
|
يا قادة الأمر حسبي أنس ودكـم
|
في وحشة الحشر يرعاني ويؤنسني
|
ألا أبلغا عنـي بجيـراً رسالـة
|
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
|
سقاك بها المأمون كأساً رويـة
|
وأنهلك المأمـون منهـا وعلكـا
|
ففارقت أسباب الهـدى واتبعتـه
|
على أي شيء ويب غيرك دلكـا
|
على مذهب لم تلق أماً ولا أبـاً
|
عليه ولم تعرف عليه أخـاً لكـا
|
فإن أنت لم تفعل فلست بآسـف
|
ولا قائل أما عثـرت لعـا لكـا
|
أنبئت أن رسول اللـه أوعدنـي
|
والعفو عند رسول الله مأمـول
|
مهـلاً هـداك الـذي نافلــة
|
القرآن فيها مواعيـظ وتفصيـل
|
لا تأخذني بأقوال الوشـاة ولـم
|
أذنب وإن كثرت فـي الأقاويـل
|
إني أقوم مقاماً لـو يقـوم بـه
|
أرى وأسمع ما لو يسمع الفيـل
|
لظل يرعـد إلا أن يكـون لـه
|
من النبـي بـإذن اللـه تنويـل
|
ألا لا أرى الأيام يفنى عجيبهـا
|
لطول ولا الأحداث تفنى خطوبها
|
ولا غير الأيام يعـرف بعضهـا
|
ببعض مـن الأقـوام إلا لبيبهـا
|
ولم أرى قول المـرء إلا كنبلـه
|
له وبـه محرومهـا ومصيبهـا
|
وما غيب الأقوام عن مثل خطةٍ
|
تغيب عنها يوم قيلـت أريبهـا
|
وأجهل جهل القوم ما في عدوهم
|
وأردأ أحلـام الرجـال غريبهـا
|
وما غبن الأقوام مثـل عقولهـم
|
ولا مثلها كسبـاً أفـاد كسوبهـا
|
وهل يعدون بين الحبيب فراقـه
|
نعم داء نفس أن يبيـن حبيبهـا
|
ولكن صبراً عن أخٍ لك صابـرٌ
|
عزاءً إذا ما النفس حن طروبها
|
رأيت عذاب الماء إن حيل دونها
|
كفاك لما لا بـد منـه شروبهـا
|
ولو لم يكن إلا الأسنـة مركبـاً
|
فما حيلة المضطر إلا ركوبهـا
|
نفى عن عينك الأرق الهجوعـا
|
وهـم يمتـري منهـا الدموعـا
|
دخيل في الفـؤاد يهيـج سقمـاً
|
وحزناً كان من جـذل منوعـاً
|
ولو كان الدموع علـى اكتئـاب
|
أحل الدهر موجعـه الضلوعـا
|
ترقـرق أسجمـاً درراً وسكبـاً
|
يشبـه سحهـا غربـاً هموعـاً
|
لفقدان الخضـارم مـن قريـش
|
وخيـر الشافعيـن معاًشفيعــا
|
لدى الرحمن يصـدع بالمثانـي
|
وكان له أبـو حسـن مصيعـا
|
حظوظاً فـي مسرتـه ومولـى
|
إلـى مرضـاة خالقـه سريعـا
|
وأصفاه النبـي علـى اختيـار
|
بما أعيى الرفوض لـه المذيعـا
|
ويوم الـدوح دوح غديـر خـم
|
أبان لـه الولايـة لـو أطيعـا
|
ولكـن الرجــال تبايعوهــا
|
فلم أرى مثلهـا خطـراً مبيعـا
|
ولم أر مثـل ذاك اليـوم يومـاً
|
ولـم أر مثلـه حقـاً أضيعــا
|
فلـم أبلـغ بهـا لعنـاً ولكـن
|
أسـاء بـذاك أولهـم صنيعـا
|
فصـار بـذاك أقربهـم لعـدل
|
إلى جـور وأحفظهـم مضيعـا
|
أجـاع اللـه مـن أشبعتمــوه
|
وأشبـع مـن بجوركـم أجيعـا
|
ويلعـن فـذ أمتــه جهــاراً
|
إذا سـاس البريـة والخليعــا
|
بمأمـون السياسـة هاشمــي
|
يكـون حيـاً لأمتـه ربيعــا
|
وليثاً في المشاهد غيـر نكـس
|
لتقويـم البريــة مستطيعــا
|
يقيـم أمورهـا ويـذب عنهـا
|
ويتـرك جدبهـا أبـداً مريعـا
|
أهلال شهر العشر مالك كاسـف
|
حتى كأنك قـد كسيـت حـدادا
|
أفهل علمت بقتل سبـط محمـد
|
فلبست من حزن عليـه سـوادا
|
وأنا الغريب ببلدة قـد صيـرت
|
أيام حـزن المصطفـى أعيـادا
|
فليبلـغ الأعـداء عنـي حالـة
|
ترضي العداة وتشمت الحسـادا
|
األم شمل الصبر بعـد عصابـة
|
راحوا فرحن المكرمـات بـدادا
|
سبقوا الأنام فضائلاً وفواضـلاً
|
ومآثـراً مفاخــراً وســدادا
|
من كل وتر أن يسـل حسامـه
|
راحت جمـوع عداتـه آحـاده
|
وأخى ندى إن سال فيض بنانـه
|
غمر الزمـان مفـاوزاً ونجـادا
|
فهم الأكاثر في المعالـي عـدة
|
بين الورى وهم الأقـل عـدادا
|
ناشدتك الله إلا ما نظـرت إلـى
|
صنيع ما ابتدأ الباري وما صنعا
|
تجد صفيح سماء مـن زمـرده
|
خضراء فيها فريد الدر قد رصعا
|
ترى الداري يدانين الجنوح فمـا
|
يجدن غب السرى عياً ولا ضلعا
|
والأرض طاشت فلم تسكن فوقرها
|
بالراسيات التي من فوقها وضعا
|
فقر باذخها من بعد مـا امتنعـا
|
وانحط شامخها من بعد ما ارتفعا
|
وارسل الغاديات المعصرات لها
|
فقهقهت ملأ فيها وانكست خلعـا
|
هذا ونفسك لو رام الخبيـر بهـا
|
لارتد عنها كليل الطرف وارتدعا
|
وليس في العالم العلوي من أثـر
|
يحير اللب إلا فيـك قـد جمعـا
|
بكى وليس على صب بمعـذور
|
من قد أطل عليه يـوم عاشـور
|
يا حسرة قد أطالت في الحشا شغفاً
|
وقصرت في العزا عنه معاذيري
|
وشجو قلب على الأشجان محتبس
|
وجفن طرف على التسهاد مقصور
|
يقضي الحسين ولم تبرد جوانحه
|
والماء يكرع منه كـل خنزيـر
|
ذا غلة في هجير الصيف حامية
|
وجانب من سحيق الدار مهجور
|
بنت النبي إلى قومي الغداة إلـى
|
باز تنشب في مخلاب عصفـور
|
قومي إلى الصقر لم يظفر بسرب قطا
|
بل عدن من دمه حمر المناقيـر
|
ليس من عيبها جنـاح بعـوض
|
فيـك حقـاً ولا لعشـر جنـاح
|
أبصروا نعمة عليك مـن اللـه
|
وقرمـاً يـدق فحـل النطـاح
|
وإمامـاً تـأوي الأمـور إليـه
|
ولجاماً يليـن غـرب الجمـاح
|
كل مـا تجمـع الإمامـة فيـه
|
هاشمياً لـه عـراض البطـاح
|
حسدوا للـذي أتـاك مـن اللـه
|
وعـادوا إلـى قلـوب قـراح
|
. . . . . حجــب الغيـــب
|
ومـن مظهـر العـداوة لــاح
|
يا وصي النبي نحن من الحـق
|
علـى مثـل بهجـة الإصبـاح
|
فخذ الأوس والقبيل في الخزرج
|
بالطعن فـي الوغـى والكفـاح
|
ليس منا من لم يكن لك في اللـه
|
ولـي علـى الهـدى والفلـاح
|
ما لعيني قد غاب عنها كراهـا
|
وعراها من عبرة مـا عراهـا
|
الـدار نعمـت فيهـا زمانــاً
|
ثـم فارقتهـا فـلا أغشاهــا
|
أم لحـيّ أبانـوا بأقمـار ليـل
|
يتجلّى الدجـى بضـوء سناهـا
|
أم لخود غريرة الطرف تهوانـي
|
بصـدق الــوداد أو أهواهــا
|
أم لصافي المدام من لذة الطعـم
|
عقــار مشمولــة أسقاهــا
|
حاش لله لسـت اطمـع نفسـي
|
آخـر العمـر باتبـاع هواهـا
|
بل بكاني لذكـر مـن خصّهـا
|
اللـه تعالـى بلطفـه واجتباهـا
|
دموع بدا فوق الخدود خدودهـا
|
ونار غدا بين الضلوع وقودهـا
|
أتملك سـادات الأنـام عبيدهـا
|
وتخضع في أسر الكلاب أسودها
|
وتبتـز أولـاد النبـي حقوقهـا
|
جهاراً وتدمي بعد ذاك خدودهـا
|
ويمسي حسين شاحط الدار نائياً
|
يعفره فـي كربـلاء صعيدهـا
|
وأسرته صرعى على الترب حوله
|
يطوف بها نسر الفلاة وصيدهـا
|
قضوا عطشاً يا للرجال ودونهم
|
شرائع لكن مـا أبيـح ورودهـا
|
يعز على المختار أحمد أن يرى
|
عداها عن الورد المباح تذودهـا
|
تموت ظمـأ شبانهـا وكهولهـا
|
ويفحص من حر الأوام وليدهـا
|
وتجتاح ضرباً بالسيوف جسومها
|
وتسلب عنها بعـد ذاك برودهـا
|
وتترك في الحر الهجير على الثرى
|
ثلاث ليـال لا تشـق لحودهـا
|
وتهدى إلى نحو الشآم رؤوسهـا
|
وينكتهـا بالخيـزران يزيدهـا
|
أتضر بها شلـت يمينـك أنهـا
|
وجوه لوجه الله طال سجودهـا
|
ومات لموتـه الإسلـام شجـواً
|
وذلت يـوم مصرعـه الرقـاب
|
يقبـل نحـره المختـار شوقـاً
|
وتدميـه الأسنّـة والحــراب
|
فيـا للـه مـن رزء جليــل
|
وهت منه الشوامـخ والهضـاب
|
ديار لم تـزل مـأوى اليتامـى
|
سوام كيف صاح بهـا الغـراب
|
وكيف تعطلت رتـب المعالـي
|
بهـنَّ وقوضـت تلـك القبـاب
|
كأن لم تلق أمنـاً مـن مخـوف
|
ولم تحلـل بساحتهـا الركـاب
|
فيا غوث الأنام وصبـح داجـي
|
الظلام ومن به عرف الصـواب
|
أتهمل ثأرها البيض المواضـي
|
وتمنع فيئهـا الأسـد الغضـاب
|
أتـرى الخيـزران والياسمينـا
|
أشبهـا قـدّك اعتـدالاً ولينــا
|
لا ومـن أودع المحاجـر منـه
|
أسهماً واللحـاظ سحـراً مبينـا
|
فضح الغصـن والقـوام قوامـاً
|
وسبا الشمـس غـرّو وجبينـا
|
من عذيري من ريـم رامـة لا
|
يحفـظ عهـداً ولا يبـرّ يمينـا
|
وضنين عنـي بلمحـة عينيـه
|
وبالروح لسـت عنـه صنينـا
|
تتجنّى علي مـن غيـر ذنـب
|
ويرينـي مـن الدلـال فنونــا
|
ورهيـف مـرّ النسيـم يثنيـه
|
شمـالاً إذا مشــى ويمينــا
|
أنكـر العاذلـون فيـه جنونـي
|
أهون الحب مـا يكـون جنونـا
|
سنحت لنا بين العذيب فحاجـرِ
|
أخت الغـزاة والغـزال النافـرِ
|
ترنو بناظر شادن وتهـزّ مـن
|
بين الذوائب قدّ غصـن ناضـرِ
|
وتسل من أجفان طـرف فاتـر
|
لحشا المتيّم حدّ عضـب باتـر
|
هيفاء ما لاحـت لمقلـة عـاذل
|
في حبّها إلا وأصبـح عـاذري
|
وإذا رأيت الخصر قاوم ردفهـا
|
أيقنت أن الخصر صنعة قـادر
|
حجّت وما فتن الحجيج بغيرهـا
|
فتحمّلت أضعاف وزر الـوازر
|
ترمي الجمار وكم رمت من جمرة
|
للحب وسط جوانـح وضمائـر
|
طفنا بهـا فكأنمـا هـي كعبـة
|
للحـج ذات مناسـك ومشاعـر
|
يا نازلين على المحصب من منى
|
أنتم منى نفسي وقـرة ناظـري
|
قسماً بكم لا أنس لـي إلا بكـم
|
وسواكم ما إن يمـر بخاطـري
|
لم يبق مني الوجد بعـد فراقكـم
|
إي والمودّة غيـر رسـم داثـر
|
لي فيكم ظبـي أغنـن مهفهـف
|
عذب اللمى أمسى هواه مخامري
|
واصلت طول السهد بعد فراقـه
|
وهجرت نومي حين أصبح هاجري
|
أفهل سوى قلبي على طرفي جنى
|
وآهاً لقلبي من جنايـة ناظـري
|
أمسى دم الرجل الحرام يطل في
|
البلد الحرام بسيف لحـظ فاتـر
|
لا تطلبوا بدمي سوى ظبيات أكنا
|
ف الحجاز فما سواهـا واتـري
|
عين لواعب بالعقـول تعـوّدت
|
باللحظ شك حشا وسـق مرائـر
|
لعس الشفاه كأن بيـن شفاههـا
|
العسل المصفى أو سلافة عاصر
|
قـدّ يثنيـه النسيـم ووجنــة
|
باللحظ تجرح أو بوهم الخاطـر
|
فسقى الحيا أرض الحجاز ولا. . .
|
أكنافها صـوب الغمـام المـاط
|
قسماً بمكـة والحطيـم وزمـزم
|
والحجر والبيت العتيق الطاهـر
|
وبمحرمين أشاعت حجّـوا إلـى
|
البيت الحرام بكل نضو ضامـر
|
عجّـوا بتلبيـة الإلـه وذكـره
|
متضرعين إلى الكريـم الغافـر
|
ودم أريق من الهدايا فـي منـى
|
من فيض أوداج لهـا ومناحـر
|
من لم يوال آل أحمد في الورى
|
لاقى الإله غداً بصفقـة خاسـر
|
الأفضلون فليس يدرك فضلهـم
|
والسابقون إلى علـىً ومفاخـر
|
والطاعنون بكـل أسمـر لهـذم
|
والضاربون بكل أبيـض باتـر
|
والمشبعون الوحش من جثث العدى
|
يوم الكفاح وكـل طيـر طائـر
|
ومفلقو هـام الكمـاة بحيـث لا
|
ينجي الفـرار ولا لعـا للعاثـر
|
والقائلون الفاعلـون الحاكمـون
|
العادلون عن القضـاء الجائـر
|
لولا حسـم أبيهـم الكـرار مـا
|
كانت لدين اللـه سطـوة قاهـر
|
إن كنت في شك فسل بدراً فكـم
|
أروى بها من ليث غاب خـادر
|
وسقاهم كـأس المنيـة مترعـاً
|
لا عن ظما من حدّ غصب باتر
|
صرعى سباتاً في القليب كأنهـم
|
شاء بها حكمت شفـار الجـاذر
|
لله مـن يـوم أبـاد قرومهـم
|
فيـه وردهّهـم بذلّـة صاغـر
|
وبني نضير وخيبراً والخندق الثا
|
وي بعقوتـه غضنفـر عامـر
|
واسى النبي بهـا وقاتـل دونـه
|
بعزيمة صدق وقلـب حاضـر
|
أروى بها عمراً وجدل مرحبـاً
|
وأباد جمع ضراغـم وقسـاور
|
تفديك نفسي يا أبا حسـن فعـن
|
أمثالك النسـوان جـدّ عواقـر
|
فلقد ذهبت بعزمهـا وفخارهـا
|
دون الورى وشأوت كل مفاخـر
|
ولك المناقب كالنجوم تجل عـن
|
إحصائهـا بدفاتـر ومحابــر
|
إني وأنت أخو النبـي وصهـره
|
أكرم بخيـر أخ لـه ومصاهـر
|
ووزيره الأدنى وصاحب سـرّه
|
ووصيّه فـي باطـن أو ظاهـر
|
سمعاً أميـر المؤمنيـن قصيـدة
|
ألفاظهـا كاللؤلــؤ المتناثــر
|
قصرت عن استصاء مدحك بعضه
|
ولسانها لولـاك ليـس بقاصـر
|
لعمرك ما البعـاد ولا الصـدودُ
|
يؤرقنـي ولا ربــع همــودُ
|
ولم يجر الدمـوع حـداء حـاد
|
ولا ذكـرى ليــال لا تعــودُ
|
ولكـن أسبـل العينيـن خطـب
|
عطيـم ليـس يخلقـه الجديـد
|
عشية في الطفوف بنـي علـي
|
عطاشى لا يبـاح لهـا الـورود
|
تذاد عن الفـرات وويـل قـوم
|
تذودهـم أتعلـم مـن تــذود
|
ألا ويل الفـرات ولا استهلـت
|
علـى جنبيـه بارقـة رعـود
|
ألـم يعلـم لحـاه اللـه إن قـد
|
قضى عطشـاً بجانبـه الشهيـد
|
ألـمّ بجنبـه ضيفــاً قــراه
|
صوارمهـا وخرصـان تميـد
|
به غدرت بنو حرب بـن عبـد
|
وأعظـم آفـة المولـى العبيـد
|
إلا لا قدسـت ســراً وبعــداً
|
لتابعهـا كمـا بعـدت ثمــود
|
فما حفظت رسـول اللـه فيـه
|
هنـاك ومـا تفارقـت العهـود
|
بل استامته مـا لـو قـد أرادت
|
مزيـداً فيـه أعوزهـا المزيـد
|
عشيـة عـز جانبـه وقلــت
|
توابعـه وقـد سفـه الرشيــد
|
أرادت بسطـه يمنـي مطيــع
|
وأيـن أبيّهــا ممــا تريــد
|
ودون هوان نفسي الحـر هـول
|
يشبـب لواقـع أدنـاه الوليــد
|
يا واعظاً معشراً ضلوا الطريق بما
|
على قلوبهم مـن غيّهـم رانـا
|
ما هنت قدراً على الله العظيم ولم
|
يحجب فديتك عنك النصر خذلانا
|
لكنما شاء أن يبديـك للمـلأ الأ
|
على ويجعل منك الصبر عنوانا
|
وبل الفرات أبـاد اللـه غامـره
|
ورد وارده بالرغــم ظمآنــا
|
لم يطف حر غليل السبط بـارده
|
حتى قضى في سبيل الله عطشانا
|
أنت الإمام أبو الأئمـة والـذي
|
بحسامـه قامـت نبـوة أحمـدِ
|
بعث النبي لأن تكـون وصيّـه
|
لولاك لـم يبعـث ورب محمـدِ
|
ما قـام قبلـك للخلافـة قائـم
|
كلا ولا ضربت يداك على يـدِ
|
لكن رأيت الناس أولى بالعمـى
|
فتركتهم وسلكت نهـج المهتـدي
|
كم سابقوك فقيل للقوم اهبطـوا
|
حطّا عن العليا وقيل لك اصعـد
|
أكأسـه مـن وجنتيـه التهبــا
|
أم بـدم العنقـود قـد تخضبـا
|
وبالشقيــق خــده مذهــب
|
أم بدمـي لمـا أطـلَّ اختضبـا
|
وتلك شمس بالنجمـم احتنكـت
|
أم المـدام قـد أدارت حببــا
|
عتقهــا عــاد وكــان آدم
|
قد غرست كفـاه منهـا العنبـا
|
بأبـي بـدراً تجلّـى طالعــاً
|
من فوق ميّـاد القـوام طربـا
|
يسبي الظبا فـي لفتـات جيـده
|
في لفتات جيـده يسبـي الظبـا
|
زار فنبـه الرقيـب جرســه
|
ما خلت أن الجرس بعض الرقبا
|
تجوش نفسي لقرباكـم فأسألهـا
|
أنظـار ميسـرة منكـم أؤملهـا
|
لكنما خدمتي لا زالت أوصلهـا
|
(في حالة البعد روحي كنت أرسلها
|
تقبل الأرض عين وهي نائبتي)
|
كم من رياح وروح اللطف منك جرت
|
وكم سحاب بماء المن قد مطرت
|
وكم مضت دول للروح وابتدرت
|
(وهذه دولة الأشباح قد حضرت
|
فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي)
|
أغيب عنك وأشواقـي تجاذبنـي
|
إلى لقائك جذب المغرم العانـي
|
قلبي وشخصك مقرونان في قرن
|
عند انتباهي وعند النوم يغشانـي
|
حللت فيه محل الروح في جسدي
|
فأنت ذكراي في سري وإعلاني
|
يا جعفر بن سعيد يا إمام هـدى
|
يا واحد الدهر يا من ماله ثانـي
|
لولا المخافة من كره ومن ملـل
|
لطال نحوك تـردادي وإتيانـي
|
راق الصبوح ورقت الصهبـاءُ
|
وسرى النسيم وغنـت الورقـاءُ
|
وكسا الربيع الأرض كل مدبـج
|
ليسـت تجيـد مثالـه صنعـاءُ
|
فالأرض بعد العري إما روضة
|
غنـاء أو ديباجـة خضــراءُ
|
والطير مختلف اللغـات فنائـح
|
ومطرب مالـت بـه الأهـواءُ
|
والماء بيـن مـدرج ومجـدول
|
ومسلسل جـادت بـه الأنـواء
|
وسرى النسيم على الرياض فضمخت
|
أثوابــه عطريــة نكبــاء
|
كمديح آل محمـد سفـن النجـا
|
فبنظمـه تتعطــر الشعــراء
|
الطيبون الطاهـرون الراكعـون
|
الساجـدون السـادة النجبــاء
|
منهم علي الأبطحـي الهاشمـي
|
اللوذعـي إذا بـدت ضوضـاء
|
ذاك الأمير لـدى الغديـر أخـو
|
البشير المستنير ومن له الأنبـاء
|
طهرت له الأصلاب عن آبائـه
|
وكذاك قد طهرت لـه الأنبـاء
|
أفهل يحيط الواصفـون بمدحـه
|
والذكـر فيـه مدائـح وثنــاء
|
ذو زوجة قد أزهـرت أنوارهـا
|
فلأجل ذلكـم اسمهـا الزهـراء
|
وأئمة من ولدهـا سـادت بهـا
|
المتأخـرون وشـرف القدمـاء
|
مبداهم الحسن الزكي ومن إلـى
|
أنسابـه تتفاخــر الكرمــاء
|
والطاهر المولى الحسين ومن له
|
رفعت إلى درجاتهـا الشهـداء
|
والندب زين العابديـن الماجـد
|
الندب الأميـن الساجـد البكـاء
|
والباقر العلـم الشريـف محمـد
|
مولـى جميــع فعالــه آلاء
|
والصادق المولى المعظم جعفـر
|
حبـر مواليـه هـم السعــداء
|
وإمامنا موسى بن جعفـر سيـد
|
بضريحـه تتشـرف الـزوراء
|
ثم الرضا علم الهدى كنز التقـى
|
باب الرجا محيي الدجى الجـلاء
|
ثم الجواد مع ابنه الهادي الـذي
|
تهـدي الـورى آياتـه الغـراء
|
والعسكري إمامنا الحسن الـذي
|
يغشاه من نور الجلـال ضيـاء
|
والطاهر ابن الطاهرين ومن لهم
|
في الخافقين من البهـاء لـواء
|
من يصلح الأرضين بعد فسادها
|
حتى يصاحـب ذئبهـن الشـاء
|
أنا يا ابن عـم محمـد أهواكـم
|
وتطيـب منـي فيكـم الأهـواء
|
واكفّـر الغاليـن فيـك والعـن
|
القاليـن أنهـم لـديَّ ســواء
|
حاز النبـي وسبطـاه وزوجتـه
|
مكان ما أفنت الأقلام والصحفـا
|
والفخر لو كان فيه صورة جسد
|
عادت فضائلهم في أذنها شنفـا
|
فهل تناكرت الأحلـام وانقلبـت
|
فيهم فأصبح نور اللـه منكشفـا
|
ألا أضاء لهم عنها أبـو حسـن
|
بعلمه وكفاهـم أمرهـم وشفـا
|
وهل نظير له في الزهـد بينهـم
|
ولو أصاح لدينا واهبـاً وكفـى
|
وهل أطاح النبي المصطفى بشر
|
من قبلـه وحـذا آثـاره وقفـا
|
وهل عرفنا وهل قالوا سواه متى
|
بذي الفقار إلـى أقرانـه زلفـا
|
يدعو النزال وعجل القوم محتبس
|
والسامري بكف الرعب قد نزفا
|
مفرج عن رسول اللـه كربتـه
|
يوم الطعان إذا قلب الجبان هفـا
|
تخاله أسداً يحمـي العريـن إذا
|
يوم الهياج بأبطال الوغى رجفـا
|
يظل والنصر والرعب اللذان هما
|
كانا له عادة إن سـارا أو وقفـا
|
شواهد فرضت في الخلق طاعته
|
برغم كل حسود مال وانصرفـا
|
ثم الأئمـة مـن أولـاده زهـر
|
متوجون بتيجان الهـدى حنفـا
|
من جالس بكمال العلـم مشتهـر
|
وقائم بغرار السيف قـد زحفـا
|
مطهـرون كـرام كلهـم علـم
|
كمثل ما قيل كشافون لا كشفـا
|
سلام على دار السلام ومن بهـا
|
وبالرغم مني أن أسلم من بعـدِ
|
نأيتم فأفراحي نـأت ومسرّتـي
|
وإني وحقّ الودّ باقٍ على الـودِّ
|
أودّ لقاكم لي ولو لمـح ناظـر
|
لعلّ لقاكم أن يخفف لي وجـدي
|
خليلـي قـولاً للمؤيـد جعفـر
|
مقالة ذي نصح هديت إلى الرشد
|
تبغددت حتى قيل إنـك قاطـن
|
وجانبت أهل العلم والنسك والزهد
|
ألا من لخل لا يـزال مستمـراً
|
لجذب وداد الخلق سراً ومجهـرا
|
يجاذبني ودّ الشريف ابن أحمـد
|
سلالة زين الدين نادرة الـورى
|
وهيهات أن يحظى بصفو وداده
|
وإن كان بحراً في العلوم وجعفرا
|
فمهلاً أبا موسى سيحكم لي الرضا
|
وتكسب بالإلحاح إنك لـن تـرا
|
فقم سيـدي للحكـم إنـك أهلـه
|
فديتك وأنصفني فقد أحوج المرا
|
محمد يا ذا المجد لا تكترث ولا
|
يروّعن منك القلب شيخ تذمّـرا
|
فما هي إلاّ مـن نـوادره التـي
|
عرفن به مذ كان أصغر أكبـر
|
وإنك أولى الناس كهـلاً ويافعـاً
|
بحبك نجل الطاهرين المطهّـرا
|
كفتك شهادات الخميس على الولا
|
ترد خميساً عنك ما كرّ مدبـرا
|
وفي مثل هذا الحكم داود قد قضى
|
على صاحبيه إذ عليـه تسـوّرا
|
فخذ يا سمي الطهر جعفر صادق
|
من القول حقاً غير منفصم العرى
|
وما هو إلاّ النفس منـي فإنهـا
|
تخالف إن أبدت خلافاً بأن يرى
|
فخذها إليك اليوم منـي حكومـة
|
شقاشقها تحكي السحاب الكنهورا
|
أقمنا على نفس الشهادة عندمـا
|
أمرنا بها في الذكر نصّاً مقـررا
|
جرى ما جرى بين الخليلين وانتهى
|
وإن كان معروفاً لمن كان منكرا
|
فاحفظ مولى لو يزل ذا حفيظـة
|
لمخلصه عن ساعد العدل شمرا
|
وأغرى حكيماً بانتصـار فألّبـا
|
عليه من التأنيب واللوم عسكـرا
|
كلام له بطن وظهر ولـم يكـن
|
سوى محض ود بطن ما كان أضمرا
|
فلا يستفز الشيخ بـرق غمامـة
|
بدا خلباً في عارض ليس ممطرا
|
لعمري لقد ثارت إلى أفق السما
|
عجاجة جرت حولت نحوها الثرى
|
وذلك أن الشيـخ شيـخ زمانـه
|
عنيت به بحر المكـارم جعفـرا
|
تعمّد من بغداد إرسـال رقعـة
|
تضمّن معنىً يخجل الروض مزهرا
|
وأعرب عن دعوى وداد محمـد
|
سلالة زين الدين نادرة الـورى
|
ولا غرور في دعوى وداد هوى له
|
فيا لك ودّاً مـا أجـلَّ وأكبـرا
|
ولكنه قد قارب الجور وادّعـى
|
اختصاص هوى كل له قد تشطّرا
|
فكان عظيماً ما ادعى سيّما على
|
ذوي ودّه من كل ذمـر تذمّـرا
|
فقال إلى كم ذا تحـاول رتبـة
|
بها خصني الباري وأكرم من برا
|
تجاذبني الود القديم وليـس مـن
|
تقدم في ودّ كمـن قـد تأخـرا
|
فقال نعم لكن قضت لي مودّتـي
|
ومحضني الإخلاص سراً ومجهرا
|
فطال نـزاع بينهـم وتشاجـرا
|
معاً وأقلاّ مـن نـزاع وأكثـرا
|
ومذ سئما طول النـزاع ترافعـا
|
إلى حكم باريه للحكم قـد بـرا
|
هو السيد المهدي من نور حكمه
|
أتاك كوحي الله أزهـر أنـورا
|
هنالك قصّا مـا عليـه تنازعـا
|
عليه وبثا عنده كل مـا جـرى
|
فلما رأى المهدي والهدي ما رأى
|
وأبصر من ذي الحال ما كان أبصرا
|
درى أن ذا لا عن خصام وطالما
|
لسرّ خفي مثل ذا قبـل ذا درى
|
فقال هما خصمان في البغي أشبها
|
خصيمين للمحراب قبل تسـورا
|
جرى حكمه وفقاً لداود إذ جرى
|
وقرّر ما قـد كـان داود قـرّرا
|
فلا الشيخ مقضي عليـه حقيقـة
|
ولا الشيخ مقضيٌّ له لو تفكـرا
|
كفى شاهداً في الصدق لي قول صادق
|
فتىً قد سما في مجده شامخ الذرى
|
مداعبة الإخوان تدعـى عبـادة
|
لعمرك ما هذا الحديث بمفتـرى
|
ألا إنمـا الإسلـام ديـن محمـد
|
وطاعته فيما عن اللـه أخبـرا
|
ولي مذهب ما زلت أبديه قائـلاً
|
(تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا)
|
تخذتهما للعيـن نـوراً وللحشـا
|
سروراً وللأيام درعـاً ومغفـرا
|
فهذا حسامي حين أسطو على العدى
|
وهذا سناني إذ أقابـل عسكـرا
|
فكانا وقد أصبحت أعزى إليهما
|
هما سيداً مولى له قـد تشطـرا
|
(ولما قضينا من منى كل حاجة)
|
وتمت لنا فيه المنـى والمنائـحُ
|
وطاف ببيت الله من هو طائـف
|
(ومسّح بالأركان من هو ماسحُ)
|
(وشدّت على دهم المهارى رجالنا)
|
ليحظى بقرب الدار من هو نازح
|
أخذنا بأطراف الأحاديـث بيننـا
|
(وكل شكى مما تجن الجوانـح)
|
(وصرنا سكارى إذ تغنت حداتنا)
|
فلم ينظر الغادي الذي هو رائـح
|
فكم ملأ الوادي بأيـدي ركابنـا
|
(وسالت بأعناق المطيّ الأباطح)
|
أبا حسن يا عصمة الجار دعوة
|
على أثرها حث الرجاء ركابـه
|
شكوتك صرف الدهر قدمـاً وإ
|
نك المذل من أرجاء الخطوب صعابه
|
فما باله قد فوّق الدهـر سهمـه
|
وصبَّ على قلب الحزين عذابـه
|
فكيف وما استنجدت غيرك راغباً
|
وجودك لم يكفف عليه سحابـه
|
أبا الحسن والمرء يا ربما دعـا
|
كريمـاً فلبــاه وزاد ثوبــه
|
فإن كنت ترعاه لسـوء فعالـه
|
فبرّك يرعى فيه منـك انتسابـه
|
يا من به امتحـن الإلـه عبـاده
|
من كان منهم عاصياً أو طائعـا
|
إني لأعجب من معاشر عصبـة
|
جعلوك في عداد الخلافة رابعـا
|
ولقد روى المهدي عن منصورهم
|
عن ابن عبـاس حديثـاً بارعـا
|
قال اجتمعنا عند أكـرم مرسـل
|
يوماً وكان الوقت يومـاً جامعـا
|
فأتته فاطمـة البتـول وعينهـا
|
من حرقة تنهـل دمعـا هامعـا
|
فارتاع والدهـا لفـرط بكائهـا
|
كما استبان وعاد منهـا راجعـا
|
فبكى وقال فداك أحمد ما الـذي
|
يبكيك لا لقـاكِ أبـاكِ فاجعـا
|
قالت فقدت ابنيّ يات أبتا وقـد
|
صادفت فقدهما لقلبـي صادعـا
|
فشجاه ما ذكرت فأقبـل ساعـة
|
متململاً يدعو المهيمن ضارعـا
|
فإذا المصدّق جبرئيـل مناديـاً
|
ببشارة من ذي الجلال مسارعـا
|
اللـه يقـرؤك السلـام بجـوده
|
ويقول لا تك يا حبيبي جازعـا
|
أدركهما بحديقـة النجـار قـد
|
لعبا وقد نعسا بهـا وتضاجعـا
|
أرسلت من خدمي الكرام إليهمـا
|
مالكـاً شفيقـاً للمكـاره دافعـا
|
غطّاهما منـه جناحـاً وانثنـى
|
بالرفق تحتهما لآخـر واضعـا
|
فأتاهما خيـر البريـة فاغتـدى
|
بهما على كتفيه جهـراً رافعـا
|
وأتاه ذو ملـق ليحمـل واحـداً
|
عنه فقال لـه ورائـك راجعـا
|
نعـم المطـيّ مطيّـة حملتهمـا
|
مني ونعم الركبـان همـا معـا
|
وأبوهما خير وأفضـل منهمـا
|
شرفاً لعمرك في البرية شافعـا
|
لو أن عينك عاينت بعض الـذي
|
ببنيك حل لقد رأيـت فضائعـا
|
أما ابنك الحسـن الزكـي فإنـه
|
لما مضيت سقـوه سمّـاً ناقعـا
|
هرّوا به كبـداً لديـك كريمـة
|
منـه وأحشـاءً بـه وأضالعـا
|
وسقوا حسين بالطفوف على ظما
|
كأس المنية فاحتساهـا جارعـا
|
قتلوه عطشاناً بعرصـة كربـلا
|
وسبوا حلائله وخلـف ضائعـا
|
جسد بلا رأس يمد على الثـرى
|
رجلاً له ويلـمّ أخـرى نازعـا
|
هي كربلاء لا تنقضي حسراتها
|
حتى تبين من النفـوس حياتهـا
|
يا كربـلا مـا أنـت إلا كربـة
|
عظمت على أهل الهدى كرباتها
|
أضرمت نار مصائب في مهجتي
|
لم تطفها مـن مقلتـي عبراتهـا
|
شمل النبوة كـان جامـع أهلـه
|
فجمعت جمعاً كان فيـه شتاتهـا
|
ملأ البسيطة كل جيش ضلالـة
|
فيه تضيق من الفضـا فلواتهـا
|
يوم به للكفـر أعظـم صولـة
|
وقواعد الإسلـام عـز حماتهـا
|
قل النصيـر بـه لـآل محمـد
|
فكـأن أبنـاء الزمـان عداتهـا
|
غدرت به من بايعت وتتابعـت
|
منهـا رسائلهـا وجـد سعاتهـا
|
فحمى حمى الإسلام لما إن رأى
|
عصب الضلال تظاهرت شبهاتها
|
في فتية شم الأنـوف فـوارس
|
إذ أحجمت يوم النـزال كماتهـا
|
ترتاح للحرب الزبون نفوسهـم
|
وقراع فرسـان الوغـى لذاتهـا
|
لهم من البيض الرقاق صـوارم
|
أغمادهن مـن العـدى هاماتهـا
|
خاضوا بحار الحرب غلباً كلمـا
|
طفحت بأمواج الردى غمراتهـا
|
عج بي برسم الدار في عرصاتها
|
ودع الجفون تجود في هملاتهـا
|
دار بشر فـي الأثيـل عهدتهـا
|
لا البان أين البان مـن أثلاتهـا
|
واحبس بمعهدها الركائب علمـاً
|
نروي بعهد الدمع رمث نباتهـا
|
واسأل لعمرو أبي معالمها متـى
|
ظعن الأحبة بان عـن باناتهـا
|
يا صاح وقفة مغـزل مذعـورة
|
أو كارتداد الطرف في هضباتها
|
كيما أروّح خاطـري بشعابهـا
|
وفؤادي الملتـاع فـي تلعاتهـا
|
أنى ومنعطف الحني على المطي
|
فهي الخدور تضيء في رباتهـا
|
ما إن ذكرت معالمـاً إلا وقـد
|
كادت تذوب النفس من حسراتها
|
لتذكري داراً بعرصـة كربـلا
|
درست معالمهـا لفقـد حماتهـا
|
دارت رحى الهيجاء فيها فاغتدت
|
آل النبي تـدور فـي لهواتهـا
|
جـاءت تؤمـل إرثهـا لكنهـا
|
تتقاعس الآمـال عـن غاياتهـا
|
فتكت به من آل حرب عصبـة
|
فتكت وكان الغدر من حالاتهـا
|
قد عاهدت فيه النبي وما وفـت
|
فلبئس ما ادّخرت ليـوم وفاتهـا
|
عشر نجوم أفلـت فـي فلكهـا
|
ويطلـع اللـه لنــا أمثالهــا
|
بالحسـن الهـادي أبـي محمـد
|
تـدرك أشيـاع الهـدى آمالهـا
|
وبعـده مـن يرتجـي طلوعـه
|
يظـل جـوّاب الفـلا جوّالهـا
|
ذو الغيبيتين الطول الحق التـي
|
لا يقبـل اللـه مـن استطالهـا
|
يا حجج الرحمـن اثنـا عشـرة
|
آلـت بثانـي عشرهـا مآلهـا
|
قبر أقام به السلـام فقـد غـدا
|
تهـدى إليـه تحيـة وسلــامُ
|
قبر سنا أنـواره يجلـي العمـى
|
وبتربـه تستدفــع الأسقــام
|
قبـر يمثـل للعيـون محمــداً
|
ووصيـه والمؤمنـون قيــام
|
خشع العيون لـذا وذاك مهابـة
|
فـي كنههـا تتحيـر الأفهــام
|
قبـر إذا حـل الوفـود بربعـه
|
رحلوا وحطـت عنهـم الآثـام
|
وتزودوا فضل الثـواب وأمنـوا
|
من أن يحـل عليهـم الإعـدام
|
قبر علـي بـن موسـى حلـه
|
بثراه يزهـو الحـل والإحـرام
|
مـن زاره للـه عـارف حقـه
|
فالجسم منه على الجحيم حـرام
|
لولا الأئمة واحـداً عـن واحـد
|
درس الهدى واستسلـم الإسلـام
|
كل يقوم مقـام صاحبـه إلـى
|
أن تنتهـي بالقائــم الأيــام
|
يا ابن النبي وحجة اللـه التـي
|
هـي للصلـاة وللصيـام قيـام
|
ما من إمام غاب عنكم لـم يقـم
|
خلف له تشفـى بـه الأوغـام
|
أنتم ولاة الديـن والدنيـا ومـن
|
للـه منهـم حرمــة وذمــام
|
وما الناس إلاّ من أقرَّ بفضلكـم
|
والجاحـدون بهائـم وســوام
|
يرعـون فـي دنياكـم وكأنهـم
|
فـي جحدهـم إنعامكـم أنعـام
|
من كان بالتعليـم أدرك حبكـم
|
فمحبتــي إياكــم إلهـــام
|
إن الإمامة يستوي فـي فضلهـا
|
والعلـم كهـل منكـم وغلــام
|
أنتم إلى اللـه الوسيلـة والألـى
|
علـم الهـدى فهـم لـه أعلـام
|
يا نعمة الله التـي يحبـو بهـا
|
من يصطفي من خلقـه المنعـام
|
إن غاب منك الجسم عنـا أنـه
|
للـروح منـك إقامـة ونظـام
|
أرواحكـم موجـودة أعيانهــا
|
إن عن عيـون غيبـت أجسـام
|
الفـرق بينـك والنبـي نبــوة
|
إذ بعد ذلـك تستـوي الأقـوام
|
يا ليت شعري هل بقائمكم غـداً
|
يغـدو بكفـي للقـراع حسـام
|
تطفي يـداي بـه غليـلاً فيكـم
|
بيـن الحشـا لـم يــرق أوام
|
خذها عن الضّبي عبدكم الـذي
|
هانـت عليـه فيكـم الألــوام
|
إن أقضى حق الله فيك فإن لـي
|
حق القرى والودّ حيـث يـرام
|
من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى
|
فبمدحكم لـي صبـوة وغـرام
|
غرّاء لو جلت الخدود شعاعهـا
|
للشمس عند طلوعها لم تشـرقِ
|
غصن على دعص تأوّد فوقـه
|
قمر تألق تحـت ليـل مطبـقِ
|
لو قيل للحسن احتكم لم يعدهـا
|
أو قيل خاطب غيرها لم ينطـق
|
فكأننا من فرعها فـي مغـرب
|
وكأننا من وجهها فـي مشـرق
|
تبدو فيهتف للعيـون ضياؤهـا
|
الويل حـلَّ بمقلـة لـم تطبـق
|
من سما للمنون في يـوم بـدر
|
يوم صالـت أبطالهـا والقـروم
|
وبأحـد مـن رد بـأس عداهـا
|
ثابت الجـأش مقدمـاً لا يخيـم
|
وبيوم الأحزاب إذ عظم الكـرب
|
وراع الإسلـام خطـب جسيـم
|
وسطا فـارس الكتيبـة يختـال
|
بـه مشـرف أقـبَّ هضيــم
|
من جلا كربهـا وجـلا دجاهـا
|
وبمـن فـلَّ جيشهـا المهـزوم
|
غير مولاهم ومـن فـي علـاه
|
صدع الذكر والكتـاب الحكيـم
|
عميـت أعيـن تسـاوى لديهـا
|
فلـق الصبـح والظلـام البهيـم
|
كيف ترقى دموع أهـل الـولاء
|
والحسين الشهيد فـي كربـلاءِ
|
جده المصطفى الأمير على الوحي
|
مـن اللـه خاتــم الأنبيــاء
|
وأبـوه أخـو النبــي علــي
|
آيـة اللـه سيـد الأوصيــاء
|
أمـه البضعـة البتـول، أخـوه
|
صفـوة الأوليـاء والأصفيـاء
|
ليت شعري ما عذر عبد محـب
|
جامد الدمـع ساكـن الأحشـاء
|
وابن بنت النبي أضحـى ذبيحـاً
|
مستهامـاً مرمــلاً بالدمــاء
|
أبهـذا جـزاء نصـح نبــي
|
كلَّ عـن نعـت لسـان الثنـاء
|
يا بني الوحي لا يخفـف وجـداً
|
نالنـا مـن شماتـة الأعــداء
|
غير ذي الأمر نور وحـي إلـه
|
حجـة اللـه كاشـف الغمــاء
|
أتـرى يسمـح الزمـان بهـذا
|
ويحوز الراجون خيـر رجـاء
|
وليي علي حيـث كنـت وليّـه
|
ومخلصه بل عبد عبـد لعبـده
|
لعمرك قلبـي مغـرم بمحبتـي
|
له طول عمري ثم بعـد لولـده
|
فهم حجتي، هم مهجتي هم ذخيرتي
|
وقلبي بحبهـم مصيـب لرشـده
|
فكل كبير منهـم شمـس منبـر
|
وكل صغير منهم شمـس مهـده
|
وكل كمي منهـم ليـث حربـه
|
وكل كريم منهـم غيـث وهـده
|
بذلت لهم جهدي بمـدح مهـذب
|
بليغ ومثلي حسبه بـذل جهـده
|
وكلفت فكري حذف حرف مقدم
|
على كل حرف عند مدحي لمجده
|
ناديت من سلب الكرى عن ناظري
|
وتجلـدي بقطيعــة وفــراقِ
|
أمناي أنت القلب بين جوانحـي
|
أمناي أنت النور فـي أحداقـي
|
هـلا تـرق لمغـرم متجلبـب
|
برد العفـاف رميّـة الأشـواق
|
فحشاشتي ذابت عليـك صبابـة
|
والعين ترعف بالـدم المهـراق
|
إن كنت فرداً في الجمال فإننـي
|
تاللـه فيـك لواحـد العشــاق
|
وأنا الأثيل المجد بدر سما العـلا
|
فرع المكارم طيـب الأعـراق
|
فإذا الملا اضطربت بها آراؤهـا
|
لعظيمة كشفت لهم عـن سـاق
|
أهديهم نهـج الصـواب بفكـرة
|
كالشمس مشرقة علـى الآفـاق
|
وإذا السنـون تتابعـت أوليتهـا
|
مـن راحتـي بوابـل غيـداق
|
وإذا الوغى ازدحمت أذقت أسودها
|
طعم الحمام على متـون عتـاق
|
لـم أشجيـت واجـداً بمناحـي
|
ساجعات علـى فـروع البـانِ
|
أفهل ساق مهجة النفـس عنـي
|
يوم كوفـان سائـق الأضعـانِ
|
أم تذكرت بالطفـوف صريعـاً
|
فـوق رمضائهـا بـلا أكفـانِ
|
وقتيــلاً مغســلاً بدمــوع
|
داميـات تنضـب كالعقيــان
|
كم أقاح في الغاضرية أضحـى
|
من دموعـي شقائـق النعمـان
|
وقليل إن سـال إنسـان عينـي
|
تلك عين الهـدى بـلا إنسـان
|
يـا نديمـي بهجتـي أفديــك
|
قم فهات الكؤوس مـن هاتيـك
|
خمـرةً إن ضللـت ساحتهــا
|
فسنـا نـور كأسهـا يهديــك
|
يـا كليـم الفــؤاد داوِ بهــا
|
قلبـكَ المبتلـى لكـي تشفيـك
|
هـي نـار الكليــم فاجتلهــا
|
واخلع النَّعل واتـرك التشكيـك
|
صـاح ناهيـك بالمـدام فـدم
|
في احتساهـا مخالفـاً ناهيـك
|
لـي فيهـم رشـأ لـه مقــل
|
فتنـت كـل عابــد نسيــكْ
|
ذا قــوام كأنــه غصـــن
|
ماس لمـا بـدا بـه التحريـك
|
لسـت أنسـاه إذ أتـى سحـراً
|
وحـده وحـده بغيـر شريـك
|
طـرق البـاب خائفـاً وجـلاً
|
قلت من قال كل مـا يرضيـك
|
قلت صرح فقـال تجهـل مـن
|
سيـف ألحاظـه تحكَّـم فيـك
|
أمـرض قلبـي شـادن بـضُّ
|
فتكـن بـي ألحاظـه المـرضُ
|
ريـم لـه أسلمـت نفسـي وإن
|
حارب جفنـي بعـده الغمـضُ
|
واسودّ يومي منه من بعـد مـا
|
كـان بــه ليلــي يبيّــض
|
يسوغ مـاء الـورد منـي لـه
|
وكـل وردي عنـه جــرض
|
أوآه مـن نـار علـى خــدّه
|
لـه سناهـا ولـي الرمــض
|
يا ناقض المـرط علـى بانـة
|
يهدي إلى القلـب بهـا النقـض
|
مس ففؤادي طائـر لـم يكـن
|
بشجيـه إلاّ الغصـن الغــضّ
|
وابسـم فدمعـي ضامـن أنـه
|
يعقـب غيثـاً ذلـك الومـض
|
رفضتنـي دلاًّ ولـي مهجــة
|
فيـك مـع الأدمـع ترفــض
|
اقضِ بما شئت فأهـل الهـوى
|
قضى لهـم حبـك أن يقضـوا
|
أروضـه هـزَّ الصبـا أراكهـا
|
أم قامـة تهتـز مـا أراكهــا
|
ووجنة مـا قـد زهـا أم وردة
|
بين ضلوعي أنبتـت أشواكهـا
|
يا كعبة تنسكـت أهـل النهـى
|
فيهـا ولكـن فتنـت نسّاكهــا
|
ويـا كواكبـاً بأفلـاك الحشـا
|
قد أشرقـت فأحرقـت أفلاكهـا
|
ويا ملوك في القلوب ما سقـت
|
من غير إنهاء الأسـى أملاكهـا
|
أفـدي بنفسـي رشـأ مهفهفـاً
|
فتّان أعطـاف الصبـا فتاكهـا
|
عزّ فلو يطلـب منـي مهجتـي
|
لقلت يـا أعـزّ منهـا هاكهـا
|
نفـس أذابتهـا أسـىً زفراتهـا
|
فجرت بهـا محمـرّة عبراتهـا
|
وتذكرت عهد المحصب من منىً
|
فتوقـدت بضلوعهـا جمراتهـا
|
سـارت ورائهـم ترجـع رنّـة
|
حنّت مطاياهـم لهـا وحداتهـا
|
طلعوا بيوم للـوداع وقـد غـدا
|
ليلاً فـردت شمسـه جبهاتهـا
|
وسروا بكل فتاة خدر إن تكـن
|
ليـلاً فأطـراف القنـا هالاتهـا
|
فخذوا احمرار خدودها بدمائنـا
|
فجنانها دون الـورى وجناتهـا
|
واستعطفوا باللين قامـات لهـا
|
فلقـد أقمـن قيامتـي قاماتهـا
|
للـه يـوم تلفتـت لـو أنهــا
|
كانـت لقتلـى حبّهـا لفتاتهـا
|
ومشت فخاطرت النفوس كأنمـا
|
ماست بخطّار القنـا خطراتهـا
|
ومن البليـة أننـي أشكـو لهـا
|
بلوى الضنا فتزيد في لحظاتهـا
|
وأبيـت أسهـر ليلتـي وكأنمـا
|
قد وفّرت في جنحهـا وفراتهـا
|
ومهى قنصت لصيدهن فعدت في
|
شرك الغرام وأفلتـت ظبياتهـا
|
عجباً تقود لي الأسـود مهابـة
|
وتقودني وأنـا الأبـيّ مهاتهـا
|
أنا من بعين المكرمات ضياءهـا
|
لكن بعيـن الحاسديـن قذاتهـا
|
إن أنكرتني فعلـة عميـا فـلا
|
عجباً لأني فـي سنـاي فقاتهـا
|
تعسـاً لدهـر أصبحـت أيّامـه
|
والغدر نجح عداتهـا وعداتهـا
|
لا غرو أن تعتـد بنـوه الغـدر
|
فالأبنـاء مـن آبائهـا عاداتهـا
|
ولقد وجدت ملائة الدنيـا خلـت
|
مـن عفّـة ونجابـة فملاتهـا
|
وأرى أخلائـي غـداة خبرتهـم
|
أعدى عدى شنت بنـا غاراتهـا
|
كنت الحماة أخا لهـم فكشفتهـم
|
عن عقرب لسعت حشاي حماتها
|
وتعدّهم نفسي الحياة لهـا وقـد
|
دبّـت إليهـا منهـم حيّاتهــا
|
إن فصلت لي العذر أنواعاً فقـد
|
عرفت بخبـث الغـد ماهياتهـا
|
وأنا العفي من الإبـا وخلائقـي
|
في طاعة الحر الكريم عصاتهـا
|
علمت عينيّ الإبـا فلـم تسـل
|
إلا لــآل محمــد عبراتهــا
|
كم غارة لك يا زمـان شننتهـا
|
لـم أستطـع وفعالهـا فشناتهـا
|
وأرى الليالي منك حبلى لم تلـد
|
للحـرّ غيـر ملمـة عدواتهـا
|
تجري لها العبرات حمراً إن جرت
|
ذكراً علـى أسماعنـا عثراتهـا
|
وودت مذ جارت علـى أبنائهـا
|
ورمت بنيها بالصروف بناتهـا
|
عدلت بآل محمد فيمـا قضـت
|
وهـم أئمـة عدلهـا وقضاتهـا
|
المرشدون المرفدون فكم هـدى
|
وندى بمنح صلاتها وصلاتهـا
|
والمطعمون المنعمون إذا انبرت
|
نكباء صوحت الثـرى نكباتهـا
|
والجامعون شتات غـرّ مناقـب
|
لـم تجتمـع بسواهـم أشتاتهـا
|
يا غاية تقـف العقـول كليلـة
|
عنها وإن ذهبت بهـا غاياتهـا
|
يا جذوة القدس التي ما أشرقـت
|
شهب السما لو لم تكن لمعاتهـا
|
يا قبة الشرف التي لو في الثرى
|
نصبت سمت هام السما شرفاتها
|
يا كعبة لله إن حجـت لهـا الأ
|
ملـاك منـه فعرشـه ميقاتهـا
|
يا نقطة الباء التـي بانـت لهـا
|
الكلمات وائتلفت بهـا كلماتهـا
|
يا وحدة الحق التي مـا إن لهـا
|
ثانٍ ولكن مـا انتهـت كثراتهـا
|
يا وجهة الأحديـة العليـا التـي
|
بالأحمديـة تستنيـر جهاتهــا
|
يا عاقلي العشر العقول ومن لها
|
السبع الطباق تحركت سكتاتهـا
|
أقسمت لو سرُّ الحقيقة صـورة
|
راحت وأنتـم للـورى مراتهـا
|
أنتم مشيئته التي خلقت بهـا الأ
|
شياء بل ذرئـت بهـا ذراتهـا
|
وخزانة الأسـرار بـل خزّانهـا
|
وزجاجة الأنوار بـل مشكاتهـا
|
أنا في الورى قالٍ لكم إن لم أقل
|
ما لم تقله في المسيـح غلاتهـا
|
سفهاً لحلمي إن تطر بثباتي السفها
|
ء مـذ طـارت بهـا جهلاتهـا
|
أنا من شربت هناك أوّل درّهـا
|
كأساً سرت بسرائري نشواتهـا
|
فاليوم لا أصحو وإن ذهبت بـي
|
الأقوال أو شدَّت علـيَّ رماتهـا
|
أو هل ترى يصحو صريع ملامة
|
ممّـا بـه إن عنّفتـه صحاتهـا
|
أو هل يحول أخو الحجا عن رشده
|
ممّـا تؤنبـه عليـه غواتهــا
|
بأبي وبي منهم أجـلّ عصابـة
|
سارت تؤم بها العلى سرواتهـا
|
عطرى الثياب سروا فقل في روضة
|
غب السحاب سرت بها نسماتها
|
ركب حجازيون عرقـت العلـى
|
فيهم ومسـك ثنائهـم شاماتهـا
|
تحدو الحـداة بذكرهـم وكأنمـا
|
فتقـت لطيمـة تاجـر لهواتهـا
|
ومطوّحين ولا غناء لهم سـوى
|
هـزج التلـاوة رتّلـت آياتهـا
|
وإلى اللقـاء تشوّقـا أعطافهـم
|
مهـزوزة فكأنهــا قنواتهــا
|
خفّت بهـم نحـو المنيـة همّـة
|
ثقلت على جيش العدى وطآتهـا
|
وبعزمها من مثـل مـا بأكفهـا
|
قطع الحديـد تأججـت لهباتهـا
|
فكأن مـن عزماتهـا أسيافهـا
|
طبعت ومن أسيافهـا عزماتهـا
|
قسم الحيا فيهم فمـن مقصـورة
|
الأيدي ومن ممـدودة قسماتهـا
|
وملوك بأس في الحروب قبابهـا
|
قب البطون ودستهـا صهواتهـا
|
آحادهم ألف إذا ضمّـت علـى
|
ألف المعاطـف منهـم لاماتهـا
|
يسطون في الجمّ الغفير ضياغماً
|
لكنمـا شجـر القنـا غاباتهــا
|
كالليث أو كالغيث في يومي وغا
|
وندى غـدت هبّاتهـا وهباتهـا
|
حتى إذا نزلوا العراق وأشرقـت
|
أكنافها وزهت بهـم عرصاتهـا
|
ضربوا الخيام بكربـلا وعليهـم
|
قـد خيمـت ببلائهـا كرباتهـا
|
نزلوا بها فانصاع من شوك القنا
|
ولظى الهواجر مائهـا ونباتهـا
|
وأتت بنو حرب تروم ودون مـا
|
رامت تخر من السمـا طبقاتهـا
|
رامت بأن تعنو لها سفهاً وهـل
|
تعنو لشـرك عبيدهـا ساداتهـا
|
وتسومها إما الخضوع أو الردى
|
عزّاً وهل غير الإبـاء سماتهـا
|
فأبوا وهل مـن عـزّة أو ذلّـة
|
إلاّ وهـم آباؤهــا وأباتهــا
|
وتقّحموا ليل الحروب فأشرقـت
|
بوجوههـم وسيوفهـم ظلماتهـا
|
وبدت علوج أميـة فتعرضـت
|
للأسد في يوم الهيـاج شباتهـا
|
تعدوا لها فتميتهـا رعبـاً وذي
|
يـوم الّلقـى بعداتهـا عاداتهـا
|
فتخـرُّ بعـد قلوبهـا أذقانهــا
|
وتفرّ قبـل جسومهـا هاماتهـا
|
ومذ الوغى شبّت لظى وتقاعست
|
دون الشدائـد نكصّـا شدّاتهـا
|
خلعوا لها جنن الدروع ولاح من
|
نيرانهـا لجنانهــم جنّاتهــا
|
بأكفهـا عـوج الأسنّـة ركـع
|
ولها الفـوارس سجّـد هاماتهـا
|
حتى إذا وفت الحقـوق وفاتهـا
|
وعلت بفردوس العلى درجاتهـا
|
شاء الإلـه فنكسـت أعلامهـا
|
وجرى القضاء فنكّصت راياتها
|
ثم انثنى فرد أبو السجاد فاجتمعت
|
عليـه طغامهــا وطغاتهــا
|
غيران يحمل عزمة حملت إلـى
|
حرب جيـوش منيـة حملاتهـا
|
تلوي بأولاهـم علـى أخراهـم
|
وتجول في أوساطهم سطواتهـا
|
يحمي مخيمه فقل أسد الشـرى
|
ديست علـى أشبالهـا غاباتهـا
|
خطب العدى فوق العوادي خطبة
|
للسانــه وسنانــه كلماتهــا
|
نثر الرؤوس بسيفه ونظمن فـي
|
سلـك القنـا لقلوبهـم حبّاتهـا
|
أن يشرع الخرصان نحو مكردس
|
ردّت ومـن أكبادهـم عذباتهـا
|
وإذا هوت بالبيض قبضة كفّـه
|
عادت على أرواحهم قبضاتهـا
|
يروي الثرى بدمائهم وحشاه من
|
ظمـأ تطايـر شعلـة قطعاتهـا
|
تبكي السماء له دماً أفـلا بكـت
|
مـاء لغلـة قلبـه قطراتهــا
|
وأحرّ قلبي يا ابن بنـت محمـد
|
لك والعدى بك أنجحت طلباتهـا
|
منعتك من نيل الفرات فلا هنـى
|
للنـاس بعـدك نيلهـا وفراتهـا
|
وعلى الثنايا منك يلعب عودهـا
|
وبراسك الشامي تشـال قناتهـا
|
وبهم تروح العاديـات وتغتـدي
|
فوق وجسومكم فوق الثرى حلباتها
|
هاتيك في حرّ الهجير جسومهـا
|
صرعى وتلك على القنا هاماتها
|
أقوت معالم أنسهم والوحش كـم
|
راحت ومـن أسيافهـم أقواتهـا
|
أنهـى الجمـال إليـك أمــره
|
يـا مالكــاً نهيــه وأمــره
|
مـا أنـت إلا مليـك حســن
|
يعقـد تاجـاً عليــه شعــره
|
غـزال رمـل نقــي خــد
|
ولـد فـوق البيـاض حمــره
|
مـن لـي فـي لفتـة فيلفــي
|
قلبـي سـروراً بهـا ونضـره
|
أجـد بالوجـد حيــن يلهــو
|
بمهجتــي يمنــة ويســره
|
كأنمـا الشــوق صولجــان
|
صيرنـي فـي يديـه أكــره
|
بكـر بالـراح وهـي كــرم
|
فـزف بالـراح منـه عصـره
|
أذاب دينـــار وجنتيــــه
|
وزف لـي باللجيــن تبــره
|
أقـول للقلـب وهـو صــب
|
مصعــد أنــة وزفـــره
|
خلفـك عـن هــذه الثنايــا
|
فقـد حمـى بالعيـون ثغــره
|
كـم طـل فيهـا دمـاً حرامـاً
|
أبـاح قاضـي العيـون هـدره
|
سـل شبـا جفنـه فأضحــى
|
نظـام دمعـي يصـوغ نثـره
|
فـررت مـن حربـه وشوقـي
|
حبـب لــي كــرة وكــره
|
قلـت وقلبـي لبــرد فيــه
|
كابـد وقـد الضمـا وحــره
|
أمرر فمي باللمـى فمـا أحـلا
|
إليـــه ومـــا أمــــره
|
وبات قلبي والجمى فيـه علـى
|
سلم وطرفي والكرى على حرب
|
فمن ضعيـف لجريـح انتمـى
|
ومرسل منه إلى الأعشى انتسب
|
تاجرت في الحب فلم أربح سوى
|
أن الجوى سعّر قلبـي فالتهـب
|
صرفت نقداً حبـة القلـب فمـا
|
أفادني نقـد الهـوى ولا ذهـب
|
وعاد قلبي بأعاريـض النـوى
|
مقطعاً فيا خليلـي مـا السبـب
|
كم قلت للبرق الذي أضـاء لـي
|
ثم خبا تبت يـد البـرق وتـب
|
كيف خبا ناراً وهـذي أضلعـي
|
قد أصبحت حمالة لـه حطـب
|
(وليلة حاولنـا زيـارة حيـدر)
|
وقد رجع الحادي بترديد أشعاري
|
وسامرت نجم الأفق في غلس الدجى
|
(وبدر سماها مختف تحت أستار)
|
(بأدلاجنا ضل الطريـق دليلنـا)
|
وقد هومت للنوم أجفان سماري
|
تحريت أستهدي بأنوار فكرتـي
|
(ومن ضل يستهدي بشعلة أنوار)
|
(ولما تجلت فيه المرتضى لنـا)
|
بأبهى سناً من قبة الفلك الساري
|
قصدنا السنا منها وقد لاح ضوءها
|
(وجدنا الهدى منها على النور لا النار)
|
وتسمعها زجراً ترن لـه الفـلا
|
برجع صدا تستك منه المسامـعُ
|
وتملأ ظهر الأرض منها بغـارة
|
يضيق بها صدر الفضا وهو واسع
|
تعيد بها الخضراء مغبرة الذرى
|
مغاربهـا مسـوّدة والمطالــع
|
وتبعثهـا مرهوبـة لا تردهــا
|
عن القصد من وقع الحديد قعاقع
|
تخوض بحار الحرب فيها سفاننا
|
جرت بالمنايا والسيـاط مدافـع
|
وتقرع فيها صدر كـل كتيبـة
|
بكل كمىٍّ لـم ترعـه القـوارع
|
تشن على حرب بهم كل غـارة
|
تعيد الضحى ليلاً به النفع سافـع
|
فقد هشمت بالطف أعظم هاشـم
|
وما بقيت إلا الضلوع الجراشـع
|
غداة رسا ما بينها ثقـل أحمـد
|
فخفت إليـه بالضلـال تسـارع
|
أتت طمعاً تنزو على الحقد خيلها
|
فخابت بها عند اللقـاء المطالـع
|
تخادعه في السلم حرب ودونهـا
|
قراع وغىً منه تليـن الأخـادع
|
فشمّر دون الضيم يستأثر الإبـا
|
بمعترك فيه الضواري ضـوارعُ
|
وأقبـل يستـنّ النـزال بفتيـة
|
بهم يستقيم الكون والخطب ظالعُ
|
بمزدلف ما فيـه للريـح معبـر
|
سوى أن ريح الموت فيه زعازع
|
يريك سماء الحرب تمطر بالدما
|
إذا برقت فيه السيـوف اللوامـع
|
به اصطفت الأبطال حين دعا بها
|
لسان الفنا والموت للصف جامع
|
فمن راكع في رأسه السيف ساجد
|
ومن ساجد في صدره الرمح راكع
|
فللبيض من فيض النحور موارد
|
وللسمر من حبّ القلوب مراتـع
|
كأن مذاكيهـم عقـارب والقنـا
|
أراقم في أنيابهـا السـم ناقـع
|
مصاليت ثاروا للكفاح فأيقظـوا
|
جنون المواضي والمنايا هواجـع
|
عزائمهم وهـي السهـام نوافـذ
|
وأيديهم وهي السيـوف قواطـع
|
إذا قارعوا بالسمر صدر كتيبـة
|
تيقنت أن السمر فيهـم تقـارع
|
مشوا للوغى والأرض رعباً تزلزلت
|
فقروا وهم فيها جبـال فـوارع
|
وماجوا بحوراً بالحديد تدفعـت
|
وفي البرّ نقعاً موجهـاً متدافـع
|
بحيث جناح الذعر بالقلب خافق
|
وحائم طير الموت في النفس واقع
|
إذا غضبوا في الحرب جاشت صدورهم
|
وضاقت عليهم في الكفاح المدارع
|
مجامعهم لا يخفق الرعب بينهـا
|
إذا خفقـت للدارعيـن مجامـع
|
فدارعهم للطف والغرب حاسـر
|
وحاسرهم بالبأس والصبر دارع
|
ولما قضوا حق المعالي تنازعت
|
وشيج القنا منهم نفـوس نزائـع
|
كرام بإيثـار النفـوس تنافسـوا
|
فجادوا بها والمكرمـات طبائـع
|
أباحوا لهم دون الشريعة أنفسـاً
|
وقد حرمت ظلماً عليها الشرائـع
|
هووا للثرى صرعى وملأ برودهم
|
إباء ذكت بالحمد منه المصـارع
|
هجوماً تلاقت فوقهم قصد القنـا
|
كما يتلاقى الهدب والجفن هاجع
|
زهت فيهم أرض الطفوف كأنها
|
سماء وهم فيها نجـوم طوالـع
|
لهم جثث فوق الرمـال وأرؤس
|
بها تتثنـى الذابلـات الشـوارع
|
وعارين من وصم القتيل تلفهـم
|
غلائل لم تنسـج لهـن وشائـع
|
مطرّزة بالبيض والسمر فوقهـا
|
طرائق من صبغ الدماء نواصع
|
أصبراً ولا ينضي الحفاظ سيوفكم
|
ليوم بـه وتـر النبـوة ضائـع
|
غداة بنو حرب رمتهـا فجيعـة
|
بمؤلمة لم تـأت فيهـا الفجائـع
|
عارضا بي ركبَ الحجازِ أسائل
|
ه: متـى عهـده بأيّـام سلــعِ
|
واستملاّ حديثَ من سكنَ الخـي
|
فَ ولا تكتبــاهُ إلاّ بدمعــي
|
فاتني أن أرى الدّيـارَ بطرفـي،
|
فلعلّـي أرى الدّيـارَ بسمعــي
|
يا غزالاً بين النّقـا والمصلّـى
|
ليسَ يقوى على نبالـكَ درعـي
|
كلّما سـلّ مـن فـؤاديَ سهـمٌ
|
عاد سهمٌ لكم مضيـضَ الوقـعِ
|
سقى اللهُ المدينـةَ مـنْ محـلٍّ
|
لبابَ المـاءِ والنُّطـفِ العـذابِ
|
وجـادَ علـى البقيـعِ وساكنيـهِ
|
رخـيُّ الذّيـلِ ملـآنُ الوطـابِ
|
وأعلام الغريّ، ومـا استباحـتْ
|
معالمها مـن الحسـبِ الُّلبـابِ
|
وقبراً بالطُّفوفِ يضـمّ شلـواً،
|
قضى ظمأً إلى بـردِ الشّـرابِ
|
وبغـداد، وسامـرا وطوســاً،
|
هطولَ الودقِ منخـرقَ العبـابِ
|
قبورٌ تنطـفُ العبـراتُ فيهـا،
|
كما نطفَ الصَّبيرُ على الرّوابي
|
فلو بخلَ السّحابُ علـى ثراهـا
|
لجادت فوقهـا قطـعُ السّـرابِ
|
سقاكَ فكمْ ظمئتُ إليـك شوقـاً
|
علـى عـدواءِ داري وقترابـي
|
تجافي يا جنوبَ الرّيـحِ عنّـي،
|
وصوبي فضلَ بردكِ عن جنابي
|
ولا تسري إلـيّ مـع الليالـي،
|
وما استقبحتُ من ذاكَ الشـرابِ
|
قليـلٌ أن تقـادَ لـهُ الغـوادي،
|
وتنحرُ فيـهِ أرقـابِ السّحـابِ
|
أمـا شـرقَ التّـرابُ بساكنيـهِ
|
فيلفظهمْ إلـى النِّعـمِ الرّغـابِ
|
فكمْ غدتِ الركائب وهي سكرى
|
تديرُ عليهـمُ كـأسَ المصـابِ
|
صلاةُ اللـهِ تخفـقُ كـلّ يـومٍ
|
علـى تلـك المعالـمِ والقبـابِ
|
وإنّـي لا أزالُ أكـرّ عزمـي،
|
وإن قلّـت مساعـدةُ الصّحـابِ
|
وأخترقُ الرّيـاحَ إلـى نسيـمٍ،
|
تطلّعَ منْ تـرابِ أبـي تـرابِ
|
بـودّي أن تطاوعنـي الّليالـي،
|
وينشبَ في المنى ظفري ونابـي
|
فأرمي العيسَ نحمكـمُ سهامـاً،
|
تقلقـلُ بيـن أحشـاء الرحـاب
|
لعلّـي أنْ أبـلّ بكـمْ غليــلاً
|
تغلغـلَ بيـنَ قلبـي والحجـابِ
|
فمــا لقياكــمُ إلاّ دليـــلٌ
|
علـى كنـزِ الغنيمـةِ والثّـوابِ
|
ولي قبـران بالـزّوراءِِ أشفـى
|
بقربهمـا نزاعـي واكتئابــي
|
أقـودُ إليهمـا نفسـي وأهـدي
|
سلاماً لا يحيـدُ عـنِ الجـوابِ
|
لقاؤهما يطهّـرُ مـنْ جنانـي،
|
ويدرأ عن ردائـي كـلَّ عـابِ
|
قسيمُ النّـارِ جـدّي يـومَ يلقـى
|
بهِ بـابُ النّجـاةِ مـنَ العـذابِ
|
وساقي الخلقِ والمهجاتُ حرّى،
|
وفاتحةُ الصّراطِ إلـى الحسـابِ
|
ومنْ سمحـتْ بخاتمـهِ يميـنٌ
|
تضـنُّ بكـلّ عاليـةِ الكعـابِ
|
أما في بـابِ خيبـرَ معجـزاتٌ
|
تصـدَّقُ، أو مناجـاةُ الحبـابِ
|
أرادتْ كيـدهُ، واللـه يأبــى،
|
فجاَء النّصرُ منْ قبـلِ الغـرابِ
|
أهذا البدرُ يخسـفُ بالدّياجـي،
|
وهذي الشمسُ تطمسُ بالضَّبـابِ
|
وكان إذا استطالَ عليـهِ جـانٍ،
|
يرى تركَ العقابِ مـنَ العقـابِ
|
مـن جـبَّ هاشـم وسنامهــا
|
ولوى لؤيَّـاً واستـزلَّ مقامهـا؟
|
وغزا قريشاً في البطـاح فلفَّهـا
|
بيد وقوَّض عزَّهـا وخيامهـا؟
|
وأناخ في مضرٍ بكلكـل خسفـهِ
|
يستام فاحتملتْ له مـا سامهـا؟
|
من حلَّ مكّة فاستبـاح حريمهـا
|
والبيتُ يشهد واستحلَّ حرامهـا؟
|
ومضى ليثرب مزعجاً ما شاء من
|
تلك القبور الطاهراتِ عظامهـا؟
|
أقريـشُ، لا لفـمِ أراكِ ولا يـدِ
|
فتواكلي، غاض الندى وخلا النَّدي
|
يا ناشدَ الحسناءِ طـوَّف قاليـاً
|
عنها وعـاد كأنـه لـم ينشـدِ
|
واهبط إلى (مضر) فسلْ (حمراتها):
|
من صاح (بالبطحاء): يا نار اخمدي؟
|
بكر النعيُّ فقال: أودى خيرهـا،
|
إن كان يصدقُ (فالرضيُّ) هو الرَّدي
|
فجعتْ بمعجـزِ آيـةٍ مشهـودةٍ
|
ولربَّ آيـاتٍ لهـا لـم تشهـدِ
|
كانت إذا هي في الإمامة ودعت
|
ثم ادَّعت بك حقَّهـا لـم تجحـدِ
|
تبعتكَ عاقـدةً عليـك أمورهـا
|
وعرى تميمك بعـدُ لمّـا تعقـدِ
|
ورآكَ طفـلاً شيبهـا وكهولهـا
|
فتزحزحوا لك عن مكان السيِّـدِ
|
لم يستلمني عـن محبـة حيـدر
|
ذو مريـة تخـذ الغوايـة دينـا
|
وعلى ولاء أخي الأميـن وآلـه
|
قلبي غداة فطـرت كـان أمينـا
|
للمصطفى كان الوصي المرتضى
|
فأتى بمدحهمـا الكتـاب مبينـا
|
يـا سيّـداً آياتـه قـد أيّــدت
|
موسى كما قـد أيّـدت هارونـا
|
لله قدماً كنـت موضـع سـرّه
|
وقسيـم سجّيــن وغسلينــا
|
أخلصت رب العالميـن سريـرة
|
فـاداك فيهـا سـرّه المكنونـا
|
ولقد كفاك على بربـك قائـلاً:
|
ما ازددت لو كشف الغطاء يقينا
|
بولاك فزنا يا علـي بـلا مـرا
|
ولسوف نسقى من يديك الكوثرا
|
فالروح أنشد قائلاً: لك في الورى
|
(مولاك أنك خير من وطأ الثرى
|
وأجلّهم بعد النبي المرسل)
|
بـك آدم عنـد الإلـه توسّـلاً
|
فعفا وباسمك أدرك العرش العلا
|
إن طاول البيت الحرام ثـراك لا
|
(والله ما البيت الحرام وإن عـلا
|
بأجلّ قدراً من ضريحك يا علي)
|
باسمك الأنبيـاء ألفـت هداهـا
|
وبك الأوصيـاء نالـت مناهـا
|
فدعونـاك حيـث كنـت أباهـا |
(يا أبا الأوصياء أنـت لطاهـا |
صهره وابن عمه وأخوه) |
قصر الواصفون مذ حاولـوا أو
|
صافك الممتلى بمعشارها الجـو
|
أنـت للنـاس والـد واحـد أو |
(أنت ثاني الآباء من عالم |
الـدور فآباؤه تعد بنوه) |
فزت من بارئ السما باقتـراب
|
فمعاليـك مالهـا مـن حسـاب
|
لـك إن كـان آدم ذا انتسـاب
|
(خلق اللـه آدمـاً مـن تـراب
|
فهو ابن له وأنت أبوه)
|
لقد نقلتـه نحوهـم فهـو راقـد
|
ملائكة الرحمن في خير مرقـد
|
كما قد رآه المرتضى في عصابة
|
من العلماء الغر في خير مشهـد
|
يجدد عهداً فـي زيـارة جـده
|
علي فيا طوبى لـذاك المجـدد
|
فقال امرؤ منهم ألم يك قد قضى
|
وذا قبره فليفقـدن منـه يوجـد
|
ألا فاكشفوا عن ذا المكان صفيحة
|
تروه دفيناً في صفيـح منضـد
|
فأهوى إليهـا ثـم مقتلعـاً لهـا
|
فألفوه ملحـوداً بأكـرم ملحـد
|
أمولانا الرضا يـا مـن بنشـر
|
الفضائل منك للأسمـاء قـرط
|
وكم من مشكل أعيـى البرايـا
|
شددت لحلـه كالليـث تسطـو
|
وظل لحاسديـك علـى المزايـا
|
بليل الجهـل كالعشـواء خبـط
|
أبـن مـا اسـم ثلاثـي تبـدى
|
إلى تحكيـم مثلـك فيـه قسـط
|
ومولـود عجيـب مـا رأينــا
|
وليداً مثلـه فـي الكـون قـط
|
ومـا لعديـد أحقـاب خــوال
|
مضيـن لحملـه جـل وضبـط
|
وإن فصالــه ليتــم خلقــاً
|
بلا فصل عقيب الوضع شـرط
|
ولا يحيى ويحصـل منـه نفـع
|
يعـم الخلـق إلا وهـو سقـط
|
فجد بالحل حيث سواك مـا إن
|
له فـي مثـل ذا حـل وربـط
|
ودم ليـدوم مـن عليـاك فينـا
|
إذا انقبضت بنـا الأيـام بسـط
|
ومن من عهـد آدم فـي بنيـه
|
لـه عهـد علـى ودي وشـرطُ
|
ومن مـا زال تسمـو للمعالـي
|
لـه رتـب بهـا للنجـم حـط
|
أتاني منـك نظـمٌ كـل بيـت
|
يسامي منه سمـط الـدر سمـط
|
لغزت به فلـم تعربـه عـرب
|
ولم تنبطه حيث اعتـاض نبـط
|
أردت بيـان مولـود ترامــى
|
به عـن أصلـه نـأي وشحـط
|
تبايـن عنصـراً مـع والديـه
|
فشظـوا باجتماعهـم وشطـوا
|
تولـد إذ تولـد مـن جمــاد
|
وشب إلى اليفاع وليس يخطـوا
|
ومـن ذكـر تولـده وأنثــى
|
ولـم تحملـه أنثـى قـط قـط
|
وهـذا الوضـع يأكـل والديـه
|
ولم يعطف على رحم ويعطـوا
|
علـى أن للجليـس لـه بسـاط
|
ومـا بلسانـه للقـول بســط
|
وليـس لوعيــه إذن ويبــدو
|
له فـي سائـر الآفـاق قـرط
|
وتسودّ الذوائـب وهـو حمـل
|
وتبدو حين يسقـط هـو شمـط
|
فذا إعراب مـا أعجمـت منـه
|
وذا شكـل لمشكلــه ونقــط
|
فخذه ولا يـزال الدهـر يملـي
|
علاءك والـورى طـراً تخـط
|
صحا من خمار الشوق من ليس وجده
|
كوجدي وقلبي من جوى البين ما صحا
|
وعاد غرامي فيكم مثل ما بـدا
|
وأمسى هيامي مثلما كان أصبحا
|
أطعت غراماً في هواكم ولوعـة
|
وخالفت عذالاً عليكـم ونضحـا
|
وإن لامني فيكم على الوجد لائم
|
أقام له عذري هواكم وأوضحـا
|
ألا فليلم في الحب من لام فالهوى
|
أبي على اللوم وليلح مـن لحـا
|
فكم قد كتمت الحب والدمع فاضح
|
وما جرت العينان إلا لتفضحـا
|
وكنيت عنكم إن خطرتم بغيركم
|
فغالبني الشوق الملـح فصرحـا
|
وصرت بنوحي للحمام مجاوبـاً
|
(إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى)
|
فتدعو هديلاً حين أهتف باسمكم
|
كلانا به الشوق المبـرح برحـا
|
وما وجدت وجدي فتصطبح الجوى
|
وتعتنق الأشجان ممسى ومصبحا
|
ولو صدقت بالوجد ما خضبت يدا
|
ولا اتخذت في الروض مسرى ومسرحا
|
ولا أوت الأغصان يرقص دوحها
|
وما أوت الأغصان إلا لتصدحـا
|
ولي دونها ألف متى عزَّ ذكـره
|
طحا بي لذكراه من الشوق ما طحا
|
إذا ما تجاهشنا البكا خيفة النوى
|
وجدنا بدمع كان أسخى وأسمحا
|
وإن أفصح المشتاق عما يجنـه
|
بنطق أفاض الدمع شجواً فأفصحا
|
فيا غائباً ما غاب عني ونازحـاً
|
على بعده ما كان عني لينزحـا
|
تقربك الذكرى على الشحط والنوى
|
وبرح جوى ما كان عني ليبرحا
|
فأنت معي وإن لم تكـن معـي
|
جهاراً فما أدناك منـي وانزحـا
|
وافتك زائرة وهنا وقـد رقـدت
|
حراسها وسمير الحي قد هجعـا
|
وظنت الليل يخفي أمرها فوشى
|
بها سنا بارق من ثغرهـا لمعـا
|
فأوجست رقبة الواشين فالتثمـت
|
وأسبلت ذيل فرع للثرى فرعـا
|
فتم لما مشت جرس الحلي بهـا
|
وساطع الطيب من أردانها سطعا
|
فعندما علمـت أن التحـرز مـا
|
أجدى عليها وأن الحذر ما نفعـا
|
وافت جهاراً على عين الرقيب وقد
|
نضت قناعاً بغير البدر ما قنعـا
|
وأسفرت فكأن الشمس ما غربت
|
لما بدت وكأن الليل مـا سفعـا
|
وقالت الحب أعيى من يروم لـه
|
كتماً وكم كتموا حباً فمـا نجعـا
|
دع الحسود يقل ما شاء من كمد
|
أضناه وليصنع الغيران ما صنعا
|
وأقبلت وأريج المسـك يسبقهـا
|
والعذل يتبعها بعـداً لـه تبعـا
|
يا ليلة أسفرت لي عن بلوغ منى
|
لم يصدع الصبح عنها قط مذ صدعا
|
تقارن الليل فيها والنهـار معـاً
|
فأعجب له ممكناً ما زال ممتنعا
|
عانقت فيها قضيب البان منعطفاً
|
نحوي وطالعت بدر التم قد طلعا
|
وأطربتني لحون مـن خلاخلهـا
|
برزن شدوا وقد ألفين لي ورعا
|
وقل لمن قد هجا الخلخال مجتهداً
|
ولم يكن بالتي تمشي به اجتمعـا
|
لو كنت تسمع إذ تأتيـك رنتـه
|
طربت شوقاً فما راء كمن سمعا
|
نور الهدى واضح لم تخفه الظلمُ
|
والحق أبلج لم ترتب بـه الأمـمُ
|
فقل لمن فضل أهل الفضل مهتضم
|
(يا ربّ كاتم فضلٍ ليس ينكتـم
|
والشمس لم يمحها غيمٌ ولا قتمُ)
|
هم مبدأ الخلق إيجـاداً وغايتـه
|
وفيهـم رفعـت للديـن رايتـه
|
كم كاشح لهم استولـت غوايتـه
|
(والحاسدون لمن زادت عنايتـه
|
عقباهم الخزي في الدنيا وإن عظموا)
|
رفيع مجدهـم للنيّـرات لمـس
|
ونورهم قد محا للجهل كل غلس
|
فالضد قطّب وجهاً باسراً وعبس |
(أما رأيت هشاماً إذا أتى الحجر
|
السامي ليلمسه والناسُ تزدحمُ) |
رأى اعتراك حجيج البيت هولـهُ |
عن لثم شاهد فرض الحج عطّلهُ
|
أرسى بموكبه إذ حـطّ أرحلـه
|
(أقام كرسيّه كيمـا يخـف لـه
|
بعض الزحام عسى يدنو فيستلمُ)
|
قد ظلّ يرقب هل ضاءت جوانبه
|
وهل أنار طريقَ السعي لاحبـه
|
حتى استغاث لما عانـاه جانبـه
|
(فلم يفده وقـد سـدّت مذاهبـه
|
عنه ولم يستطع تخطو له القدمُ)
|
ما زال في لهب التشويش مضطرماً
|
والانتظار له قد أعقـبَ اللممـا
|
ولم يزل قلقاً ممـا رأى سئمـاً
|
(حتى أتى الحبرُ زين العابدينَ إما
|
م التابعين الذي دانت له الأممُ)
|
بدر أطلَّ علـى الـوادي فكلّلـهُ
|
نوراً ومن هيبة المختـار جللـهُ
|
فأخـر القـوم ذعـر دق أولـه
|
(فأفرج الناس طراً هائبيـن لـه
|
حتى كان لم يكن منهم بها إرمُ)
|
رأى بدائع ما الرحمـن خوّلـه
|
وشام للمصطفى منـه شمائلـه
|
فراح ينكر من غيـظٍ فضائلـه
|
(تجاهلاً قال من هذا؟ فقال لـه
|
أبو فراس الذي أقواله حكمُ)
|
أريحا فقد أودى بها السير وخـدُ
|
وقولا لحادي العيس إيهاً فكم تحدو
|
طواها الطوى في كل فيفاء ماؤها
|
سراب وبرد العيش في ظلها وقدُ
|
تحنّ إلى نجـد وأعلـام رامـة
|
وما رامة فيها مـرام ولا نجـدُ
|
وتلوي على بان الغوير ورنـده
|
وما البان يلوي البين عنها ولا الرند
|
وتعطو إلى مرخ الحمى وعفاره
|
وما بالحمى والمرخ وارٍ لها زند
|
وتصبو إلى هند ودعد على النوى
|
وما هند تشفي ما أخبت ولا دعد
|
وتهفو إلى عمر وسعدى ضلالة
|
وما عمرت عمر ولا أسعدت سعد
|
هوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى
|
وما قصدها حيث اختلفنا هوى قصد
|
فعوجا فهذا السرّ من سرّ من رأى
|
يلوح فقد تمّ الرجا وانتهى القصد
|
وهاتيك ما بين السراب قبابهـم
|
فآونـة تخفـى وآونـة تبــدو
|
فعرّج عليها حيث لا روض فضلها
|
هشيم ولا ماء الندى عندها ثمـد
|
ورد دارها المخضّلة الربع بالندى
|
ترد جنة للوفد طاب بها الخلـد
|
وزر حيث جبريل على الباب خادم
|
لديهـا وميكـال بأفنائهـا عبـد
|
وطف حيثما غير الملائك طائف
|
يروح على من طاف فيها كما يغدو
|
وسل ما تشا من سيب نائلهم فما
|
لسائلهـم إلا بنيـل المنــى ردّ
|
هم النور آثار المعـارف منهـم
|
على جبهات الدهر ما برحت تبدو
|
هم علّة الإيجاد بـدءاً ومنتهـى
|
فما قبلهم قبل ولا بعدهـم بعـد
|
هم آل ياسين الذين ضفـا لهـم
|
من المجد برد ليس يسمو له برد
|
ربينـا بنعماهـم وقلنـا بظلهـم
|
وعشنا بهم والعيش في ظلّم رغد
|
إليكم بني الزهراء أمّـت مغـذّة
|
عراب الهوادي والمسوّمة الجرد
|
يفلن بنا غـور الفلـاة ونجدهـا
|
فيخفضنا غور ويرفعنـا نجـد
|
على كل مرقاة زفـوف طمـرة
|
بعيدة مهوى الخطو يدنو بها البعد
|
فقبّلنّ أرضاً دون مبلغها السمـا
|
وسقن ترابـاً دون معبقـه النـدّ
|
فيابن النبي المصطفـى وسميّـه
|
ومن بيديه الحل في الكون والعقد
|
ومن عنده علم الذي كان والـذي
|
يكون من الإثبات والمحو من بعد
|
إليـك حثثناهـا خفافـاً عيابهـا
|
على ثقة إن سوف يوقرها الرفد
|
فألوت على نار أناخ بها النـدى
|
وألقى عليه فضل كلكله المجـد
|
إلى خلق كالروض وشّحه الحيـا
|
بغار إذا استنشقته الغار والرنـد
|
ومنعة جار رحت تحمي غبـاره
|
كما مرّ يحمي غيله الأسد الورد
|
تباعدت عنكم لا مـلاًّ ولا قلـىً
|
ولكن برغم عنكـم ذلـك البعـد
|
وجئتكم والدهر عضّدت نيوبـه
|
عليَّ وعهدي وهى عني بكم درد
|
فكن لي يا إسكندر العصر معقلاً
|
وكهفاً يكن بيني وبين الردى سدّ
|
إلى كم نعادي من وددناه رقبـة
|
وخوفاً ونصفي الودّ من لا له ودّ
|
ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى
|
صديقاً يعاديه لخوف عدى تعدو
|
وأنكد من ذا أن يبيت مصادقـاً
|
عدوّاً له ما مـن صداقتـه بـدّ
|
وفي النفس حاجات وعدتم بنجحها
|
وقد آن يا مولاي أن ينجز الوعد
|
فدونكها فضفاضة البرد ما سما
|
بنعتـك بشّـار إليهـا ولا بـرد
|
على أنها لم تقض حقّاً وعذرهـا
|
بأن المزايا الغرّ ليس لهـا حـدُّ
|
فأنعم وقابل بالقبـول اعتذارهـا
|
فكل اعتذار جهد من لا له جهـد
|
مشين يلثن الأزر فوق قنا الخط
|
ويسحبن في وجه الثرى فاضل المرط
|
حديثات عهد بالشبـاب يزينهـا
|
رشاقة مابين الخلاخل والقـرط
|
فأنى بها والغيد يطلعن في الدجى
|
وفي وفرتي قد لاح صبح من الوخط
|
وما شبت عن سن ولكن أشابني
|
مصاب جرى يوم الطفوف على السبط
|
غداة سعت بالغدر فيه عصابـة
|
كما انقلبت بالشر أفعى من الرقط
|
وجاءت تضيق الأرض عنها وأنها
|
بعينيه لم تكثر على قلة الرهـط
|
فالحمها حـد الحسـام محاميـاً
|
يرى الذب في يوم الكفاح من الضبط
|
تروع ابن خواض المنايا وسيفه
|
إذا هدرت أبطالها مخمد اللغـط
|
يا منـزل الأحبـاب والمعهـدا
|
حيـاك وكّـاف الحيـا مرعـدا
|
وانهل فيك الدمـع عـن ناظـر
|
إن ظل يبكي أضحك والمعهـدا
|
وافتر ثغر الروض واسترجعـت
|
فيـك ليالـي الملتقـى عــودا
|
إنـي وسلمـى قربـت للنـوى
|
عيسـاً وللتوديـع مـدت يــدا
|
بانت فما ألفيـت مـن عهدهـا
|
إلا فتيـت المسـك والمــرودا
|
ما بالهـا لا روعـت روعـت
|
قلبي لدى المسرى برجع الحـدا
|
يهنيك يا غـوث الـورى أروع
|
غير أن يوم الروع فيك اقتـدى
|
يستقبل الأقـران فـي مرهـف
|
ماض بغير الهـام لـن يغمـدا
|
أضحت رجال الحرب عن حـده
|
تروي حديثاً في الطـلا مسنـدا
|
لا يرهب الأبطال فـي موكـب
|
كلا ولا يعبا بصـرف الـردى
|
ما بارح الهيجاء حتـى قضـى
|
فيها نقي الثـوب غمـر الـردا
|
فلـو تـراه حامــلاً طفلــه
|
رأيـت بـدراً يحمـل الفرقـدا
|
مخضبـاً مـن فيـض أوداجـه
|
ألبسـه سهـم الـردى مجسـدا
|
تحسـب أن السهـم فـي غـرة
|
طوقـاً يحلّـي جيـده عسجـدا
|
أفديـه مـن مرتضـع ظامـئ
|
بمهجتـي لـو أنــه يفتــدى
|
أما لأسيرٍ فـي هـواكَ سـراحُ
|
وهل لتباريـح الفـؤادِ بـراحُ؟
|
أجلْ، أسلمتك العاشقون قلوبهـا
|
وما فوقَ تسليمِ القلـوبِ سمـاحُ
|
إذا بدأوا يستعطفونـكَ عـودوا
|
وإن بكروا يستطلعونكَ راحـوا
|
هووا فاتَّقوا بثَّ الغرامِ فأضمروا
|
فخانهمُ الصَّبرُ الجميـل فباحـوا
|
يحبُّونَ ضرب النُّجلِ وهيَ صوارمٌ
|
وطعنَ القدودِ الهيفِ وهي رماحُ
|
خليليَّ ما أحلى الغـرامَ سجيَّـةً
|
إذا كرَّمتـه عفَّـةٌ وسمــاحُ!
|
وما أخطرَ العشقَ الّذي ليس دونه
|
على عاشق يأتي الهناتِ جنـاحُ!
|
ولو أنصفَ الناسُ الدِّيانةَ أجمعوا
|
على أنّها فيهمْ نتيجـةُ وجـدانِ
|
فلـم يتكلّـفْ عالـمٌ ردَّ عالـم
|
ولم يصمِ الإنسانُ مبـدأ إنسـانِ
|
فكلُّ قياسٍ ظنَّـهُ النـاسُ حجَّـةً
|
تردُّ بأخرى، من قياسٍ وبرهـانِ
|
ولكنَّهـم حتّـى ذويهـا وأهلهـا
|
بعيدون من عرفانها بعدَ كيوانِ!
|
كأنْ لم يكنْ إنجيلُ عيسى بنِ مريمٍ
|
ولا أوحيتْ توراةُ موسى بنِ عمرانِ!
|
أنا شافعي إن لم يكنْ لي شافـعٌ
|
إلى اللَّهِ، ثم الحقُّ حبّي وإيمانـي
|
يوم جلا ابن علي فيه ذا شطـب
|
لم تنسَ منه الأعادي صارماً ذكرا
|
محا سطور العدى من ماء جوهره
|
الله للنسـور الحائمـات قـرى
|
سبعون ألفاً تولى غيـر معتـزم
|
لقاهـم فتولّـى شملهـم خـورا
|
أعيانهـم أن ينالـوه مبــارزة
|
فصوّبوا الرأي لما صعّدوا الفكرا
|
ووجهوا نحوه في الحرب أربعة
|
السيف والسهم والخطيّ والحجرا
|
هي الدار من سعدى سقى جارها القطرُ
|
وراق على عليائها المن والبشـرُ
|
قباب تنـاءت بالعـلاء كأنمـا
|
لها إرب فوق السهى ولها وتـرُ
|
متى آب منها منهم عاج منجـد
|
مساكن فيها تحمد الزهر الزهـر
|
تحج إليها العيس في كـل بلـدة
|
مقام جلال بات شاهده الحجـر
|
تكـاد بإقبـال الحميـة والعلـى
|
تطاول مجد الفرقدين بها الصخر
|
ففيها المنى والسعد عبد وخـادم
|
وكم للنهى والسعد من ربها بشر
|
تجل بإقبال لهـا السيـف آيـة
|
ملوك بها باهى الملوك ولا فخر
|
معارج صدق بل بـروج إنابـة
|
تكاد لها تهوي الكواكب والبـدر
|
فكيف وقد طالت عمادا وهيبـة
|
بذي حكم جلّى بها النهي والأمر
|
هو السيد المهدي كسّاب فضلهـا
|
نبيل له أمر السيـادة والصـدر
|
نبيه بتاج العلم أمسـى متوجـاً
|
وأكرم بملك تاجه العلم لا الـدر
|
عزيز ذرى لا يحلل الهون بابـه
|
على الدهر أو ينحاش للحمل النسر
|
من الحي أما جدهم فهـو أفخـر
|
وأما هداهم فهو مـا دلـه الـذر
|
مصاليت طلابون كـل بديعـة
|
لها عنت الأفلاك والبر والبحـر
|
له النسب الوضاح كللـه النهـى
|
وحبره مرطا الجلالـة والبسـر
|
فزان مقام المجد في العلم والتقى
|
لقد زان أبراج السما النهي والأمر
|
بعيد مناط الهم أفخـر بحزمـه
|
أبي له تحنو الشواهـق والزهـر
|
هو السيد ابن السيد الناطق الذي
|
تفوق على قس الأيادي به فهـر
|
علي رفيع البيت عـز جـواره
|
علاء على الشعري يجلّي له قدر
|
وحسبي عدولي عن عذول مكائد
|
بمدح نجيب زانه المجد والفخـر
|
فلا تطمع الأشعار إن نلن وصفه
|
حليم به القرآن جاء فما الشعـر
|
وقال لي اليوم الحميد مؤرخـاً:
|
(بمهدي أهل البيت عاودنا البشر)
|
ألم يأن أن يصغي إلى الحق عاقلُ
|
ويسلك نهج الاستقامـة عـادلُ
|
ويصحو ذوو سكر ويبصر ذو عمى
|
ويبرأ ذو سقـم ويحلـم جاهـلُ
|
فهاتيك سبل المسلميـن تفرقـت
|
وشطت برأي المبدعين المخائـل
|
وجاءوا بها نكراء وعراً سبيلهـا
|
موام بها سيـد الغوايـة عاسـل
|
فقل للألى حادوا عن الدين ضلة
|
وبدر الهدى في هالة الدين كامل
|
تعالوا إلى قـول سـواء فبيننـا
|
وبينكم ما فيـه خلـف وباطـل
|
نراجع بما فيه اختلفنا من الهدى
|
مذاهبنا اللاتي بها الحق شامـل
|
بأن تجنحوا للسلم نجنح لها وإن
|
أبيتم فحد السيف بالحق فاصـل
|
ترى هل عسيتم إن توليتم بـأن
|
تسنوا سبيـلاً تقتفيـه الـأراذل
|
ولم أدر ذا وحي عن الله جاءكم
|
حديثاً ولم تدرك مـداه الأوائـل
|
أم الأمر ممن قد حكمتم بشركهم
|
أتاكم وكل في الشريعـة باطـل
|
ويا ليت شعري حيث قام زعيمكم
|
إذا لم يك الإسلام والدين زائـل
|
فإن قال إبراهيم قد كـان أمـة
|
فذاك له الوحي السماوي نـازل
|
وإن يدعي بالبعض والبعض فليقل
|
لنا من أولاك البعض إن هو قائل
|
وإلا فكل مثـل دعـواه يدعـي
|
إذا لم يصح نقل ما هـو ناقـل
|
وإن يزعموا أن الكتـاب دليلـه
|
فكل فريـق بالكتـاب يجـادل
|
على أنه ما نال في العلم شأوهم
|
ولا كان من أقرانهم لو تنازلـوا
|
ولا نال ما نالوه من قرب عهدهم
|
وشتان ما منه غريـب وآهـل
|
ومن ير أهل الاعتزال وعلمهـم
|
فنسبتهـم منـه إيـاس وباقـل
|
على أنـه لا نمتـري بضلالـه
|
فماذا عسى بالذكر يغني المجادل
|
وإن تسألوا عن بعض ما اقترف الورى
|
من الإثم فالرحمن للتوب قابـل
|
هبوا أنهم جـاءوا بكـل كبيـرة
|
فما ذاك كفر بل فسوق وباطـل
|
بل الكفر تحليل الدماء التي أتـى
|
بتحريمها الإجماع والذكر نـازل
|
ولا خلف في ذلكم لـو علمتـم
|
وإن كنتـم لا تعلمـون فسائلـوا
|
وتلكم زيارات القبـور تواتـرت
|
نصوص بها مشهـورة ودلايـل
|
وجاءت إلينا عن يد بيـد إلـى
|
صحابة طـه منهـج متواصـل
|
وقد دفن الهادي النبـي بحجـرة
|
محجبة تزجي إليهـا الرواحـل
|
ومن بعد حـلا صاحبـاه إزاءه
|
وبضعته والديـن إذ ذاك كامـل
|
وحلف بغير الله لم يجز عندنـا
|
بحد ولا فيه لدى الشـرع قائـل
|
وإن جاء أحيانـا ففيـه كراهـة
|
به نص أهل الاجتهاد الأفاضـل
|
ونحن أمرنـا باتبـاع سبيلهـم
|
ومن حاد عن تلك السبيل فجاهل
|
ومن حرم التتن الذي لم يرد لنـا
|
بتحريمه نص من الشرع فاصل
|
وما لم يحرمـه الإلـه فعندنـا
|
مباح وفيمـا ذلكـم لا مجـادل
|
وإن يستدل الشيخ في كل مسكر
|
حرام فقول الشيخ بالسكر باطـل
|
فتعساً لشيخ خاض في الجهل لجة
|
غطامط لا يلفى لها الدهر ساحل
|
وصير أمر الدين أحبولـة الدنـا
|
وما تلـك للشيطـان إلا حبائـل
|
وإن غركم أن اجل الله نصرنـا
|
فمـا ذاك إلا للفتـوح دلائــل
|
وهيهات يوم الغار من فتح مكـة
|
إلا أن نصر المسلميـن لآجـل
|
وإن قتل العبـد المزنـم سيـداً
|
فليس ببدع ذاك حيث الأفاضـل
|
لقد قتل الرجس ابن ملجم حيدراً
|
وأردى حسيناً أخبث الناس جاهل
|
ومن فوقت أيدي القضا سهم حتفه
|
فكل الذي يلقاه في الدهر قاتـل
|
وغير عجيب إن نبا بك صـارم
|
وليس ببدع إن كبا بك صاهـل
|
فما لأولاء القوم لم يسمعوا نـداً
|
إذا ما دعوا للحق والحق فاصل
|
وإن أبصروا رشداً تناهوا بغيّهم
|
وعند التناهي يقصر المتطـاول
|
ولم أدر في الأبصار في غيهم عمى
|
فلم يبصروا أم أبصروا وتغافلوا
|
أفي أي شرع أن تبـاع هجينـة
|
بها لولي الأمر في الحقّ طائـل
|
وسيان أن تسرق مهـاً وحمالـة
|
إذا ما أقام الحد قـاض وعامـل
|
وهل جائز ذبح الرضيع بشرعة
|
فهاتيكم الأديان طـراً فسائلـوا
|
وكان رسول الله في كل حربـه
|
لإسلام أهل الشرك في الحرب قابل
|
فإن قلتم فـي ردة بعـد فطـرة
|
ففي الشرك من آبائنا لا نجـادل
|
وفي الأمس أنتم حاكمون بشركهم
|
بناء لعمر الله بالنقـض هائـل
|
وإن قستم لما رأوا بأسنـا بهـا
|
فـذاك قيـاس فـارق ومزايـل
|
ولولا جاز هذا جاز بالتين حلفنا
|
كما حلف الباري قياس مماثـل
|
وقد أورد الله الـردى أوليـاءه
|
فهل أحد ما يفعل اللـه فاعـل
|
فيا قوم هبوا عن مضاجع جهلكم
|
ولبوا لداعي الله فالأمـر هائـل
|
ولا تعبثوا في الدين فالله غالـب
|
على أمره سبحانـه لا يناضـل
|
وكلمتـه العليـا تعالـى بشأنـه
|
مدمر عاد إذ عتـوا وتطاولـوا
|
ومن قبلكم فيهـا مسيلمـة عتـا
|
فدارت عليه الدائـرات القواتـل
|
ومن قبل أهل الرس باؤوا بغيهم
|
وغالت بهاتيك القرون الغوائـل
|
فتلكم ديار القوم ينعى بها الصدى
|
خلاء بها تعوي الذئاب العواسل
|
كأنهم لم يلبثـوا غيـر ساعـة
|
بلاغ فهل يبغي بها اليوم عاقـل
|
وسرعان نزجيها إليكم سحائبـاً
|
صواعقها بيض الظبا والعوامـل
|
عليها من الفتيـان كـل موحـد
|
أشم طويل الساعديـن حلاحـل
|
يذب بها عن بيضة الدين قائـلاً
|
إلا في سبيل الله ما أنـا فاعـل
|
من القوم لم يرضوا سوى الصعب مركباً
|
وليس لهم إلا السيـوف وسائـل
|
غطاريف طلاعون كـل ثنيـة
|
تناذر في الأقطار منها القبائـل
|
وآساد غيل غيلها حومة الوغـى
|
ولا مخلب إلا القنـا والمناصـل
|
إذا ما الملوك الصيد طالوا بمفخر
|
فمـا منهـم إلا سنـام وكاهـل
|
ولو خفقت تحت العجاج بنودهم
|
لكانت لها الشم الرعـان تهايـل
|
صواد إلى شرب الدماء كأنهـم
|
من البزل هيم عارضتها المناهل
|
يقرون أن الأمـر للـه وحـده
|
وكـل لـه داع وإيـاه سائــل
|
ولـم ينكـروا للأنبيـاء مزيـة
|
ولا لرجال اللـه واللـه فاعـل
|
أولئك هم حزب الإلـه وجنـده
|
إذا ما دهى الإسلام أفضع نازل
|
ومن قبل دعوى الصيد كادت تغيظها
|
فلم نكترث هولاً بهم إذ تطاولـوا
|
بلى منذ وافتنا رسائل من لـدن
|
صعاليك نجد أضحكتنا الرسائـل
|
وأغلب من جادلت من ليس يرعوي
|
وأقتل من حاولت من لا يماثـل
|
وأعلمنا في الدين من هو عالـم
|
وأجهلنا بالدين من هـو جاهـل
|
يميناً برب البدن تنحر في منـى
|
صباح منى والحج هاد وغافـل
|
وأول بيت قام في الناس للـذي
|
ببكـة فيـه للعصـاة معاقــل
|
ومختلف الأملاك فـي ملكوتهـا
|
لهم عارج بالأمر منـه ونـازل
|
بذاك اعتقادي قد أمطت حجابـه
|
ولا منـه بـدٌّ ولا عنـه حائـل
|
ورثناه عن آباء صدق أفاضـل
|
حبتهم به آباء صـدق أفاضـل
|
بهذا تواصوا قبلنـا قـد ماؤنـا
|
ونحن علـى آثارهـم نتناسـل
|
إلى مثل ذا فليسع من كان ساعياً
|
منازلـه منـه عليـه دلائــل
|
فإن كان قدحي لم يطش وهو لم يطش
|
ستكثر في تلك العراص الثواكل
|
ويصبح في أيدي القبائل فيئهـم
|
تقاسمـه إيمانهـم والشمائــل
|
وهل أمنوا أهل القرى أن نزورهم
|
بغاشية قـد ظللتهـا القساطـل
|
وهل أمنوا أهل القرى أن تحلهم
|
بياتاً وكل راقد الطـرف غافـل
|
وهل أمنوا أهل القرى أن تشلهم
|
صباحاً وكل في الضلال يجادل
|
مجلجلة مبراقة الجـو حشوهـا
|
شفار المواضي والعتاق الصواهل
|
إذا طالعت نجـداً أقلـت بشمـه
|
جحافل حنت أردفتهـا جحافـل
|
تدور بمردات طحـون عليهـم
|
لهـا لهـوات للجيـوش أواكـل
|
وتعرك روقي كل أرعن شاهـق
|
تكاد تحك السحب منه الأياطـل
|
إذا الحرب عن أنيابها العضل كشرت
|
وحطت على الآفاق عنها الكلاكل
|
أقلت بها سوداء ضـر يحوقهـا
|
لفيف من الجند السماوي نـازل
|
تعوم بثجاج من الـدم واطـف
|
إذا غب منهم هاطل عب هاطل
|
إذا برقت تحت القتـام حسبتهـا
|
بروقاً تدلى أو نجومـاً هوائـل
|
تنوء بأعبـاء الـردى أحمديـة
|
بها صاعد تحت السماء ونـازل
|
لها شرر لو طار عـن قبساتهـا
|
لكادت لها تحكي الجمال البوازل
|
ويا قوم سمعاً ما أقـول فإنهـا
|
لتذكـرة فيهـا هـدى ودلائـل
|
حذار، فقـد أنذرتكـم بزواجـر
|
تناشد غطفانـاً فتسمـع وائـل
|
فإن تنتهوا يغفر لكم ما مضى وإن
|
تعودوا فما غير البنود رسائـل
|
وساء صباح المنذرين إذا هوت
|
صواعقها في أرضهم والزلازل
|
لولا انتظاري ليوم لا خلاف بـه
|
لشطّر الوجد قلبـي أي تشطيـرِ
|
يوم أرى الملة البيضاء مسفـرة
|
عن كل أبيض ذي جدّ وتشميـرِ
|
وموكب تحمل الأملـاك رايتـه
|
أمام ملك على الأزمان منصـور
|
ملك إذا ركـب الذيـال تحسبـه
|
نوراً تجلّى موسى من ذرى الطور
|
فتىً يروقك منه حيـن تنظـره
|
لألآء فرق بنور اللـه محبـور
|
وكم أجال العقول العشر خابطـة
|
في كنهه بين تعريـف وتنكيـر
|
وإن من يقتدي عيسى المسيح به
|
لذاك يكبر عـن تحديـد تفكيـر
|
يوم أبو الفضل استجار به الهدى
|
والشمس من كدر العجاج لثامها
|
والبيض فوق البيض تحسب وقعها
|
زجل الرعود إذا اكفهرّ غمامهـا
|
فمحا عرينتـه ودمـدم دونهـا
|
ويذبُّ من دون الشرى ضرغامها
|
من باسم يلقـى الكتيبـة باسمـاً
|
والشوس يرشح بالمنيـة هامهـا
|
وأشـمّ لا يحتـل دار هضيمـة
|
أو يستقل على النجوم رغامهـا
|
أو لم تكن تـدري قريـش أنـه
|
طلـاّع كـل ثنيّـة مقدامهــا
|
بطل أطل على العـراق مجلّيـاً
|
فاعصوصبت فرقاً تمور شآمها
|
وشأى الكرام فلا ترى من أمّـة
|
للفخر إلاّ ابن الوصـي إمامهـا
|
هو ذاك موئلها يرى وزعيمهـا
|
لو جلَّ حادثها ولـدَّ خصامهـا
|
وأشدّها بأساً وأرجحهـا حجـىً
|
لو ناص موكبها وزاغ قوامهـا
|
من مقدم ضرب الجبال بمثلهـا
|
من عزمه فتزلزلـت أعلامهـا
|
ولكم له من غضبـة مضريّـة
|
قد كاد يلحق بالسحاب ضرامهـا
|
لح كوكباً، وامش غصناً، والتفت ريماً
|
فإن عداك اسمها لم تعدك السيما
|
وجهاً أغر، وجيداً زانـه جيـدٌ
|
وقامة تخجـل الخطّـيَّ تقويمـا
|
يا من تجل عن التمثيل صورته
|
أأنت مثلت روح الحسن تجسيما
|
نطقت بالشعر سحراً فيك حين غدا
|
(هاروت) طرفك ينشي السحر تعليما
|
لو أبصرتك النصارى في كنائسها
|
مصوراً، ربّعت فيـك الأقانيمـا
|
إذا سفرت تولى المتقـي صنمـاً
|
وإن نظرت توقى الضيغم الريما
|
من لي بألمى؟ نعيمي بالعذاب به
|
والحب عن تجذ التعذيب تنعيمـا
|
لو لم تكن جنة الفردوس وجنتـه
|
لم يستقني الريق سلسالاً وتسنيما
|
ألقى الوشاح على خصر توهمه
|
فكيف وشح بالمرئى موهومـا؟
|
ورجَّ أحقافَ رمل فـي غلائلـه
|
يكاد ينقد عنها الكشح مهضومـا
|
أشيـم بـرق ثنايـاه فيوهمنـي
|
تألقَ البرق (نجديـاً) إذا شيمـا
|
يا نازلي الرمل من (نجد) أحبكم
|
وإن هجرتم ففيما هجركم؟ فيما؟
|
ألستـم أنتـم ريحـان أنفسنــا
|
دون الرياحين مجنياً، ومشموما؟
|
هل توردون ظماء عذب منهلكم؟
|
أو تصدرون الأماني حوماً هيما
|
لي بينكم لا أطـال اللـه بينكـم
|
غضيض طرف يرد الطرف مسجوما
|
أنا رضيع هـواه منـذ نشأتـه
|
ونشأتي. لن تروني عنه مفطوما
|
يا جائراً وعلـى عمـدٍ احكّمـه
|
أعدل، وجر بالذي ولاّك تحكيما
|
بعيشك إن ناجت سراك النواجيا
|
وللذكوات البيض قدت المذاكيـا
|
فعرّج على وادي الغري مناديـاً
|
(ألا أيها الـوادي أجلـك واديـا
|
تضمنت ميمون النقيبة حيدرا)
|
إمام هدى عـمَّ البريـة عدلـه
|
أقام بواد فاخر الشهـب رملـه
|
فأنت وحق المرتجى فيك فضله
|
(حقيق لك الفخر الذي ليس مثله
|
فما الفلك الأعلى يساويك مفخرا)
|
ومحمرّ خد قـد تلهـب وقـدهُ
|
وأزرى بمجمـر الشقائـق وردهُ
|
تحار الورى في كنهه إذ تحـده
|
(يقولون من نـار تكـوّن خـدّه
|
وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا)
|
فهل كان من نار ولم يذو غضّهُ
|
وهل كان من ماء ولم يذو ومضهُ
|
لقد أبرموا ما هان في القول نقضه
|
(فلو كان من نار لما اخضر روضه
|
ولو كان من ماء لما احترق الخالُ)
|
تذكرت عهداً بالحمى راق لي دهراً
|
فهاجت تباريح الغرام لي الذكرى
|
من العدل يا ظبي الصريمة أن ترى
|
وصالي حراماً في الهوى ودمي هدرا
|
لقد هنت قدراً في هواك وأننـي
|
لأعلى الورى كعباً وأرفعهم قدرا
|
وقائلـة مالـي أراك مشمــراً
|
لجوب القفار البيد توسعها مسرى
|
فقلت لها كفـي الملامـة إنمـا
|
هلال الدجى لولا السرى لم يكن بدرا
|
معاهدهم بالسفح من أيمن الحمى
|
سقاهم رجاس الغمـام إذا همـى
|
وقفت بها كيما أبـث صبابتـي
|
فكان لسان الدمع عنها مترجمـا
|
دهتها صروف الحادثات فلم تدع
|
بها أثـراً إلا طلـولاً وأرسمـا
|
بلى إنها الأيام شتـى صروفهـا
|
إذا ما رمت أصبحت ولم تخط مرتمى
|
وليس كيوم الطـف يـوم فانـه
|
أسال من العين المدامـع عندمـا
|
غداة استفزت آل حرب جموعها
|
لحرب ابن من قد جاء بالوحي معلما
|
أتحسب أن يستسلم السبط ملقيـاً
|
إليهـا مقاليـد الأمـور مسلمـا
|
فمذ شبّت الهيجاء هبّت لحربهـا
|
بأسد وغىً تغشي الوطيس إذا حمى
|
متى تلق منهم فارساً تلق باسـلاً
|
شمردل عبل المرفقين غشمشمـا
|
أخا الحرب مرهوب اللقاء سميدعاً
|
هزبراً إذا ما أحجم الليث أقدمـا
|
حموا عن حمى حامي الحقيقة أصيد
|
إلى أن ثووا صرعى على الترب جثما
|
رمى الجيش ثبت الجأش منه بفيلق
|
يردّ لهام الجيـش أغبـر أقتمـا
|
وقاسم منه الطرف والقلب فاغتدى
|
يكافح أعـداء ويرعـى مخيّمـا
|
ولما جرى أمر القضاء بما جرى
|
وقد كان أمر الله قـدراً محتمـا
|
هوى فهوى الطود الأشم وزلزلت
|
له الأرضون السبع واغبرت السما
|
فأضحى لقى في عرصة الطف شلوه
|
ترض العوادي منه صدراً معظما
|
ويهدى على عالي السنان برأسه
|
لأرذل رجس من أميـة منتمـى
|
وينكتـه بالخيـزران شماتــه
|
يزيـد ويغـدو منشـداً مترنمـا
|
(نفلق هاماً مـن رجـال أعـزة
|
علينا وهم كانوا أعـق وأظلمـا)
|
فشلت يداه حين بنكـت مرشفـاً
|
لمرتشف خير الرسل قد كان ملثما
|
وزينب تدعو والجوى ملأ صدرها
|
أخاها ودمع العين ينهل عندمـا
|
أخي يا حمى عزي إذا الدهر سامني
|
هواناً ولم يترك لي الدهر من حمى
|
رحلت وقد خلفتني بيـن صبيـة
|
خماص الحشا حرى القلوب من الظما
|
أدير بطرفي لا أرى غيـر آثـم
|
تجاوب أخرى في النياحة آثمـا
|
أرى كل رزء دون رزئك في الورى
|
فللّه رزء مـا أجـلّ وأعظمـا
|
(علي بشطـر صفـات الإلـه)
|
أحـاط نطاقــك إذ خوّلــك
|
وأنــت بأســرار أفلاكهــا
|
(حبيت وفيـك يـدور الفلـك)
|
(ولمـا أراد الإلــه المثــال)
|
لتنفى الشكوك ويجلـى الحلـك
|
بـراك مثـالاً ولمـا بــراك
|
(لنفـي المثيـل لـه مثلّــك)
|
(ولـولا الغلـو لكنـت أقـول)
|
عقلت العقول على مـن سلـك
|
وكنـت أوافـق بعضـاً يقـول
|
(بأن صفـات المهيمـن لـك)
|
(وفي عالم الذر بـل الوجـود)
|
وجدت ليهلـك مـن قـد هلـك
|
وأنـت لتقريــر رب العلــى
|
(يقول: بلـى اللـه قـد أهّلـك)
|
(وقد كنت علّة خلـق الـورى)
|
وكنت الملـاك عـن قـد ملـك
|
وكنت ولا عالـم فـي الوجـود
|
(من الإنس والجن حتى الملـك)
|
(تعلـم جبريـل رد الجـواب)
|
لمن أتـى منـك ومـا سائلـك
|
فأنـت منتجبـه يـوم السـؤال
|
(ولولاك في بحـر قـد هلـك)
|
أنتـم سمـاء للسمـوات العلـى
|
والخلـق أرض تحتكـم ومهـاد
|
أنتم معاد الخلـق يـوم معادهـم
|
وإليكـم الإصـدار والإيــراد
|
أنتم صـراط اللـه أنتـم حبلـه
|
الممـدود أنتـم بينـه المرتـاد
|
بهداكم صلـح الفسـاد وهكـذا
|
بهدى سواكـم للصلـاح فسـاد
|
لو لم نسبح في الصلاة بذكركـم
|
كانـت تـرد صلاتنـا وتعـاد
|
يا من بهم عرف الرشاد وليتهـم
|
ولولاكم لـم يعـرف الإرشـاد
|
أنتم مقاصيدي بمدحـي إن أقـل
|
أنتـم فلـم تجهلكــم النشّــاد
|
ألم يحفظا قـول النبـي محمـد
|
بحق علي يـوم نـادى فأسمعـا
|
وبيّن حكـم اللـه فيـه خلافـة
|
ونص عليه أن يطـاع ويتبعـا
|
فقد كان هذا النص منـه بحجـة
|
الوداع وشمل الناس حيث تجمعا
|
وكـان تأنـى بالبلـاغ لأمـره
|
لما كان يخشى أن يبين ويصدعا
|
إلى أن أتاه الروح منه بعصمـة
|
من الناس تأكيداً لما كان أرفعـا
|
فقام خطيباً في الحجيج وقد رقى
|
على منبر الأحداج من حيث جمعا
|
فأثنى على الرحمن جل جلالـه
|
هناك وللنفس الزكية قـد نعـى
|
وقال وكان القول وحيـاً مبلغـاً
|
عن الله أمراً لا يرى عنه مدفعا
|
وقد أخذ الكرار حيـدر رافعـاً
|
له حيث سامى شخصه وترفعـا
|
أصخ واستمع يا طالب الرشد ما الذي
|
به المصطفى قد خص والمرتضى علي
|
محمد مشتق من الحمـد اسمـه
|
كذلك مشتق من اسم العلى علـي
|
محمد قد صفاه ربي من الـورى
|
كذلك صفّى من جميع الورى علي
|
محمد محمـود الفعـال ممجـد
|
كذلك عال في مراقي العلا علي
|
محمد للسبع السموات قد رقـى
|
كذاك بها في سدرة المنتهى علي
|
محمد بالقرآن قد خـصَّ هكـذا
|
بمضمونه قد خصَّ بين الملا علي
|
بني الوحي والتنزيل من لي بمدحكم
|
ومدحكم بالذكـر وحيـاً تنـزّلا
|
فإن كان مدحي كالفريد مفصـلاً
|
فقد أنزل الرحمن مدحاً مفصـلا
|
فهنيتم بالمدح من خالق الـورى
|
فقد نلتم أعلى محـلاً وأفضـلا
|
فسمعا من السبعي نظم غرائـب
|
يظل لديها الأخطل الفحل أخطلا
|
غرائب يهواها الكميت ودعبـل
|
كما فيكم أهوى الكميت ودعبـلا
|
أجاهر فيها بالـولاء مصرّحـاً
|
وبغضي لشانيكم مزجت به الولا
|
فقد سيط في لحمي هواكم وفي دمي
|
وما قـل منـي عدوّكـم القـلا
|
عليكم سلام الله يا خير من سعى
|
ويا خير من لبّى وطاف وهلّـلا
|
أيهـا اللائمـي بحبـي عليــاً
|
قم ذميماً إلـى الجحيـم خزيـا
|
أبخير الأنـام فنّـدت لا زلـت
|
مـذوداً عـن الهـدى مزويــا
|
أشبـه الأنبيـاء كهــلاً وزولاً
|
وفطيمـاً وراضعــاً وغذيــا
|
كان في علمـه كـآدم إذ علـم
|
شـرح الأسمــاء والمكنيــا
|
وكنوح نجـا مـن الهلـك لمـا
|
سار في الفلك إذ عـلا الجوديـا
|
وجفا فـي رضـا الإلـه أبـاه
|
واجتــواه وعــده أجنبيــا
|
كاعتزال الخليل آزر فـي اللـه
|
وهجرانــه أبـــاه مليـــا
|
ودعـا قومـه فآمـن لــوط
|
أقرب الناس منه رحمـاً وريـا
|
وعلـي لمـا دعــاه أخــوه
|
سبـق الحاضريـن والبدويــا
|
وله من صفـات إسحـق حـال
|
صار في فعلهـا لإسحـق سيـا
|
صبـره إذ يتـل للذبـح حتـى
|
ظـل بالكبـش عنـده مفديــا
|
وكذا استسلـم الوصـي لأسيـا
|
ف قريـش إذ بيتـوه عشيــا
|
فوقـى ليلـة الفـراش أخــاه
|
بأبــي ذاك واقيــاً ووليــا
|
وله من أبيـه ذي الأيـد إسمـا
|
عيل شبه ما كان عنـي خفيـا
|
أنه عاون الخليل علـى الكعبـة
|
إذ شــاد ركنهــا المبنيــا
|
ولقد عـاون الوصـي حبيـب
|
الله إذ يغسلـان منـه الصفيـا
|
رام حمل النبي كي يقطع الأصنام
|
مـن سطحهـا المثـول الخبيـا
|
فمنـاه ثقـل النبــوة حتــى |
كـاد ينــآد تحتــه مثنيــا |
فارتقـى منكـب النبـي علـي |
صنـوه مـا أجـل ذا المرتقيـا |
فأمـاط الأوثـان عـن ظاهـر
|
الكعبة ينفي الرجاس عنها نفيـا
|
ولو أن الوصي حاول مس النجم
|
بالكـف لـم يجــده قصيــا
|
أفهـل تعرفـون غيـر علـي
|
وابنـه استرحـل النبـي مطيـا
|
وله من نعوت يعقـوب ونعـت
|
لم أكـن فيـه ذا شكـوك نبيـا
|
كـان أسباطـه كأسبـاط يعقـو
|
ب وإن كـان نجرهـم نبويــا
|
أشبهوهم في البـأس والعلـم و
|
القوة فافهم إن كنت ندبـاً ذكيـا
|
وابن راحيـل يوسـف وأخـوه
|
فضـلاً لقـوم ناشئـاً وفتيــا
|
ومقال النبي في ابنيـه يحكـي
|
في ابن راحيل قولـه المرويـا
|
كان فيـه مـن الكليـم جلـال
|
لم يكـن عنـه علمـه مطويّـا
|
كلّم الله ليلـة الطـور موسـى
|
واصطفاه علـى الأنـام نجيّـا
|
وأبان النبي في ليلـة الطائـف
|
أن الإلــه ناجــى عليّـــا
|
وله مـن عفـوه عـن أنـاس
|
عكفوا يعبـدون عجـلاً سويـا
|
حرق العجل ثـم مـنَّ عليهـم
|
إذ أنابـوا وأمهـل السامريــا
|
وعلي فقـد عفـا عـن أنـاس
|
شرعوا نحـوه القنـا الزاعبيـا
|
إن هارون كان يخلـف موسـى
|
وكذا استخلـف النبـي الوصيّـا
|
وله من صفات يوشـع عنـدي
|
رتـب لـم أكـن لهـن نسيّـا
|
كان هذا لما دعا الناس موسـى
|
سابقـاً قادحـاً زنـاداً وريّــا
|
وعلـي قبـل البريـة صلّــى
|
خائفـاً حيـث لا يعايـن رايّـا
|
ولـه خلتـان مــن زكريــا
|
فهما غاظتـا الحسـود الغويـا
|
كفل الله عـز مريـم إذ كـان
|
تقيـاً وكـان بــراً صفيــا
|
فرأى عندها وقد دخل الحـراب
|
مـن ذي الجلـال رزقـاً هنيـا
|
وكـذا كفـل الإلــه عليــاً
|
خيرة اللـه وارتضـاه رضيـا
|
خيرة بنت خيـرة رضـى اللـه
|
لهـا الخيـر والإمـام كفيــا
|
وله من صفـات يحيـى محـل
|
لـم أغـادره مهمـلاً منسيــا
|
إن رجسـاً مـن النسـاء بغيـاً
|
كلفـت قتلـه كفـوراً شقيــا
|
وكذاك ابن ملجم فـرض اللـه
|
لـه اللعـن بكــرة وعشيــا
|
كان داود سيـف النبـي بسلـع
|
يوم أهـوى بعمـرو المشرفيـا
|
وله من مراتب الـروح عيسـى
|
رتـب زادت الوصـي مزيــا
|
ضل ما ضل بابن مريم ضربان
|
مـن المسرفيـن جهـلاً وغيـا
|
أرقـتُ للمـعِ بـرقٍ حاجـريِّ
|
تألـقَ كاليمانــي المشرفــيِّ
|
أضاَء لنـا الأوجـاعَ مستطيـراً
|
وعادَ سنـاهُ كالنبـضِ الخفـيِّ
|
كـأن وميضـهُ لمـعُ الثنايــا
|
إذا ابتسمـت ورقـراقُ الحلـيِّ
|
فأذكرني وجـوهَ الغيـدِ بيضـاً
|
سوالفهـا ولــم أكُ بالنَّســيِّ
|
أتيـهُ صبابـةً وتتيـهُ حسنــاً
|
فويـلٌ للشجـيِّ مـن الخلــيِّ
|
وعصرَ خلاعـةٍ أحمـدتُ فيـه
|
الشَّبابَ وصحبة العهـدِ الرَّخـيِّ
|
وليلى بعدمـا مطلـت ديونـي
|
ولا حالت عـنِ العهـدِ الوفـيِّ
|
منعَّمـةٌ شقيـتُ بهـا ولــولا
|
الهوى ما كنـتُ ذا بـالٍ شقـيِّ
|
تزيـدُ القلـبَ بلبـالاً ووجــداً
|
إذا نظـرت بطـرفٍ بابلــيِّ
|
إذا استشفيتهـا وجـدي رمتنـي
|
بـداءٍ مــن لواحظهــا دويِّ
|
ولولا حبُّها لـم يصـبِ قلبـي
|
سنـا بـرقٍ تألَّـقَ فـي دجـيِّ
|
أجابَ وقد دعاني الشَّوقُ دمعـي
|
وقدماً كنـتُ ذا دمـعٍ عصـيِّ
|
وقفتُ على الدِّيار فما أصاخـت
|
معالمهــا لمخــزونٍ بكــيِّ
|
أروِّي تربهـا الصَّـادي كأنِّـي
|
نزحتُ الدَّمعَ فيهـا مـن ركـيِّ
|
ولو أكرمتِ دمعكِ يـا شؤونـي
|
بكيتِ علـى الإمـامِ الفاطمـيِّ
|
على المقتـولِ ظمآنـاً فجـودي
|
على الظَّمـآنِ بالدَّمـعِ الـرَّويِّ
|
على نجمِ الهدى السَّاري وبحـرِ
|
العلـومِ وذروةِ الشَّـرفِ العلـيِّ
|
على الحامي بأطـرافِ العوالـي
|
حمى الإسلـامِ والبطـلِ الكمـيِّ
|
على الباعِ الرَّحيـبِ إذا ألمَّـت
|
به الأزمـاتُ والكـفِّ السَّخـيِّ
|
على أندى الأنـامِ يـداً ووجهـاً
|
وأرجحهم وقـاراً فـي النَّـديِّ
|
وخيـرِ العالميـنَ أبـاً وأمّــاً
|
وأطهرهم ثـرى عـرقٍ زكـيِّ
|
لئن دفعوهُ ظلماً عن حقـوقِ ال
|
خلافـةِ بالوشيـجِ السَّمهــريِّ
|
فما دفعوهُ عـن حسـبٍ كريـم
|
ولا ذادوهُ عـن خلـقٍ رضـيِّ
|
لقد فصموا عرى الإسلامِ عـوداً
|
وبدءاً في الحسينِ وفـي علـيِّ
|
ويومُ الطَّـفِّ قـامَ ليـومِ بـدرٍ
|
بأخـذِ الثَّـأرِ مـن آلِ النَّبــيِّ
|
فثنَّـوا بالإمـامِ أمـا كفاهــم
|
ضلالاً ما جنوهُ علـى الوصـيِّ
|
رمـوهُ عـن قلـوبٍ قاسيـاتٍ
|
بأطـرافِ الأسنَّـةِ والقســيِّ
|
وأسرى مقدماً عمرو بـنُ سعـدٍ
|
إليـهِ بكـلِّ شيطـانٍ غــويِّ
|
سفـوكٌ للدِّمـاءِ علـى انتهـاكِ
|
المحـارمِ جـدَّ مقـدامٍ جـريِّ
|
أتـاهُ بمحنقيـنَ تجيـشُ غيظـاً
|
صدورهـمُ بجيـشٍ كالأتــيِّ
|
أطافوا محدقيـنَ بـه وعاجـوا
|
عليـه بكـلِّ طـرفٍ أعوجـيِّ
|
بكـلِّ مثقـفٍ لـدنٍ وعضـبٍ
|
سريجــيٍّ ودرعٍ سابـــريِّ
|
فأنحـوا بالصَّـوارمِ مشرعـاتٍ
|
على البـرِّ التَّقـيِّ ابـنِ التَّقـيِّ
|
وجـوهُ النَّـارِ مظلمـةً أكبَّـت
|
على وجـهِ الهلالـيِّ الوضـيِّ
|
فيا لـك مـن إمـامٍ ضرَّجـوهُ
|
الدَّمَ القانـي بخرصـانِ القنـيِّ
|
بكتهُ الـأرضُ إجلـالاً وحزنـاً
|
لمصرعـهِ وأملـاكُ السُّمــيِّ
|
وغودرتِ الخيـامُ بغيـرِ حـامٍ
|
يناضـلُ دونهــنَّ ولا ولــيِّ
|
فما عطفَ البغـاةُ علـى الفتـاةِ
|
الحصانِ ولا على الطِّفلِ الصَّبيِّ
|
ولا بذلــوا لخائفــةٍ أمانــاً
|
ولا سمحـوا لظمـآنٍ بــريِّ
|
ولا سفروا لثامـاً عـن حيـاءٍ
|
ولا كـرمٍ ولا أنــفٍ حمــيِّ
|
وساقوا ذودَ أهلِ الحـقِّ ظلمـاً
|
وعدوانـاً إلـى الـوردِ الوبـيِّ
|
تذودهمُ الرِّماحُ كمـا تـذادُ الـرِّ
|
كابُ عـنِ المـواردِ بالعصـيِّ
|
وساروا بالكرائـمِ مـن قريـشٍ
|
سبايـا فـوقَ أكـوارِ المطـيِّ
|
فيـا للَّـهِ يـومَ نعـوهُ مــاذا
|
وعا سمعُ الرَّسولِ مـنَ النَّعـيِّ
|
ولـو رامَ الحيـاةَ سعـى إليهـا
|
بعزمتـهِ نجـاَء المضرحــيِّ
|
ولكـنَّ المنيَّـةَ تحـتَ ظــلِّ
|
الرِّقاقِ البيـضِ أجـدرُ بالأبـيِّ
|
فيا عصبَ الضَّلالةِ كيف جزتـم
|
عناداً عـن صراطكـمُ السَّـويِّ
|
وكيـفَ عدلتـمُ مولـود حجـرِ
|
النبـوّةِ بالغـويّ ابـن الغـوَّيِّ
|
فألقيتــم وعهدكــمُ قريــبٌ
|
وراَء ظهوركـم عهـدَ النَّبــيِّ
|
وأخفيتـم نفاقكــمُ إلــى أن
|
وثبتـم وثبـةَ الذِّئـبِ الضَّـريِّ
|
وأبديتـم حقودكــمُ وعدتــم
|
إلـى الدِّيـنِ القديـمِ الجاهلـيِّ
|
ولولا الضِّغنُ ما ملتم علـى ذي
|
القرابـةِ بالبعيــدِ الأجنبــيِّ
|
كفـى حربـاً ضمانكـمُ لقتـلِ
|
الحسينِ جوائـزَ الرَّفـدِ السَّنـيِّ
|
وبيعكـمُ لأخركــم سفاهــاً
|
بمنـزورٍ مـنَ الدُّنيـا بكــيِّ
|
وحسبكـمُ غـداً بأبيـهِ خصمـاً
|
إذا عرفَ السَّقيـمُ مـنَ البـريِّ
|
صليتـم حربـهُ بغيـاً وانتــم
|
لنـارِ اللَّـهِ أولـى بالصَّلــيِّ
|
وحرَّمتـم عليـهِ المـاءِ لؤمـاً
|
وإقبـالاً علـى الخلـقِ الدَّنـيِّ
|
وأوردتـــم جيادكــــمُ وأ
|
ظميتموهُ شربتـمُ غيـرَ الهنـيِّ
|
وفـي صفِّيـنَ عاندتـم أبــاهُ
|
وأعرضتم عـنِ الحـقِّ الجلـيِّ
|
وخادعتـك إمامكـمُ خداعــاً
|
أتيتـم فيـهِ بالأمـرِ الفــريِّ
|
إماماً كان ينصفُ في القضايـا
|
ويأخذُ للضَّعيـفِ مـن القـويِّ
|
وأنكرتم حديـثَ الشَّمـسِ ردَّت
|
لـه وطويتـمُ خبـرَ الطَّــويِّ
|
فجوزيتـم لبعضكــمُ عليَّــاً
|
عذابَ الخلدِ في الدَّركِ القصـيِّ
|
سأهدي للأئمَّـةِ مـن سلامـي
|
وغـرِّ مدائحـي أزكـى هـديِّ
|
سلامـاً أتبـعُ الوسمـيَّ منــهُ
|
علـى تلـكَ المشاهـدِ بالولـيِّ
|
وأكسـو عاتـقَ الأيـامِ منهـا
|
حبائـرَ كالــرِّداءِ العبقــريِّ
|
حسانـاً لا أريــدُ بهــنَّ إلاَّ
|
مسـاءةَ كـلِّ بـاغٍ خارجــيِّ
|
يضيع لهـا إذا نشـرت أريـجٌ
|
كنشـرِ لطائـمِ المسـكِ الذَّكـيِّ
|
كأنفـاسِ النَّسيـمِ سـرى بليـلاً
|
يهـزُّ ذوائـبَ الـوردِ الجنـيِّ
|
لطيبـةَ والبقيــعِ وكربــلاءٍ
|
وسامـراء تغــدو والغــريِّ
|
وزوراءِ العراقِ وأرضِ طـوسٍ
|
سقاها الغيثُ مـن بلـدٍ قصـيِّ
|
فحيَّا اللَّـهُ مـن وارتـهُ تلـكَ
|
القبابُ البيضُ مـن حبـرٍ نقـيَِّ
|
وأسبلَ صوبَ رحمتـه دراكـاً
|
عليهـا بالغــدوِّ وبالعشــيِّ
|
فذخـري للمعـادِ ولاءُ قــومٍ
|
بهم عرفَ السَّعيدُ مـنَ الشَّقـيِّ
|
كفانـي علمهـم أنِّـي معــادٍ
|
عدوَّهــمُ مــوالٍ للولـــيِّ
|
وإني من قـوم إذا مـا تنمّـرت
|
ليـال تلقـوا صرفهـا بالتنمـر
|
قدامى الورى في كل يوم تقـدم
|
صدورهم في كل يـوم تصـدر
|
بقرباهم قـد سـاد كـل خليفـة
|
وبالأمر منهم ساس كل مؤمّـر
|
بنى الله فوق الساريات بيوتهـم
|
بأحمـد المحمـود ثـم بحيـدر
|
يقلِّبنا كـف الوصـي وحجـره
|
وموضعنا دار النبـي المطهّـرِ
|
يـا مدلجــاً فــي حنــدس
|
الظلمــاء بكــر مقمحـــا
|
إن شمــت لمعــة قبـــة
|
المولــى فعــرّج عندمــا
|
واخضــع فثمّــة بقعـــة
|
خضعـت لأدناهــا السمــا
|
واحث التـراب علـى الخـدود
|
وقـل أيـا حامــي الحمــى
|
يـا محمـداً يــوم الوغــى
|
لهـب الوطيــس إذا حمــى
|
ومفلقــاً هـــام العـــدى
|
إن ســل أبيــض مخذمــا
|
ومنظمــاً صيــد الــورى
|
إن هــز أسمــر لهذمـــا
|
قـم فالحسيـن بكــر بــلا
|
ء طريــدة لبنــي الامـــا
|
قدامـــه جيـــش بـــه
|
رحــب البسيطــة أظلمــا
|
مقتــادة شعـــث النـــوا
|
صـي كـل أجــرد أدهمــا
|
فجثـا لهـا مـن آل هاشــم
|
كـــل أصيـــد أعلمـــا
|
واشـم قــد شــام المنيــة
|
فرصــــة فاستغنمــــا
|
فتقاسمتهـــا السمهريــــة
|
والمواضــــي مغنمــــا
|
وغـدا ابـن احمـد لا يــرى
|
إلا القنــــا والمخذمــــا
|
فهنــا لكـــم أم العـــدى
|
مولــى المخافــة فاعلمــا
|
يابن النبي المصطفـى ووصيّـه
|
وأخا الزكي وابن البتول الزاكيه
|
تبكيك عينـي لا لأجـل مثوبـة
|
لكنمـا عينـي لأجلـك باكيـه
|
تبتل منكـم كـر بـلا بـدم ولا
|
تبتل منـي بالدمـوع الجاريـه
|
أنست رزاياكم رزايانـا الأولـى
|
سلفت وهوّنت الرزايـا الآتيـه
|
وفجائـع الأيـام تبقـى مــدة
|
وتزول وهي إلى القيامة باقيـه
|
أنّى لمدح بنـي النبـي لعاشـقُ
|
والنظم يشهد لي بأنـي صـادقُ
|
تأتـي قوافيـه إلــيَّ كأنّمــا
|
قد ساقهن إلـى لسانـي سائـق
|
هذا ونظمي قاصر عن مدحهـم
|
ولو اجتهدت وكان تحتي سابـق
|
سـاووا كتـاب اللـه إلاّ أنــه
|
هو صامت وهم كتاب الناطـق
|
فعلـوا فعـال الـرب إلاّ أنهـم
|
بشرٌ فضاع على الغلاة الفـارق
|
جعلوا الذي قد كان نفس نبيّهـم
|
هو نفس خالقهم تعالـى الخالـق
|
ضلت خلائق في علـي مثلمـا
|
فعلت بعيسى قبـل ذاك خلائـق
|
لا عذر للنصّـاب والغالـي لـه
|
عذر لبعض ذوي العقول موافق
|
كفرت به الفئتـان لكـن ليستـا
|
شرعاً فإن النصب كفر خـارق
|
يا من إليه الحكم يرجع في غـدٍ
|
ولأمـره أمـر الإلـه موافـق
|
فكأنني بـك والخلائـق كلهـم
|
صمٌّ وما في الخلق غيرك ناطق
|
من قلت فيه خذوه عجل أخـذه
|
لم ينتظر مـاذا يقـول الخالـق
|
ولمسلـم بنـت يكـاد مماتــه
|
ليميتهــا وحياتــه تحييهــا
|
مسح الحسين برأسها فاستشعرت
|
باليتـم وهـي علامـة تكفيهـا
|
فبكت وناحت وهي تعلـم أنهـا
|
كبناتـه يرزيـه مـا يرزيهــا
|
لم يبكها عـدم الوثـوق بعمّهـا
|
كلا ولا الوجـد المبـرّح فيهـا
|
لكنهـا تبكـي مخافـة أنّهــا
|
تمسـي يتيمـة عمّهـا وأبيهـا
|
وحق علي خير من وطأ الثـرى
|
وأفخر من بعد النبي قد افتخـر
|
خليفتـه حقّـاً ووارث علمــه
|
به شرفت عدنان وافتخرت مضر
|
ومن كسّر الأصنام لم يخشَ عارها
|
وقد طال ما صلى لها عصبة أخر
|
ومن قام في يوم الغدير بعضـده
|
نبي الهدى حقاً فسائل به عمـر
|
وصهر رسول الله في ابنته التي
|
على فضلها قد أنزل الآي والسور
|
أليّة عبد حق من لا يـرى لـه
|
سوى حبّه يوم القيامـة مدّخـر
|
لأحزنني يوم الـوداع وسرَّنـي
|
قدومك بالجلّى من الأمن والظفر
|
ألا إن خير النـاس بعـد نبينـا
|
علي ولي اللـه وابـن المهـذَّبِ
|
به قام للديـن الحنيـف عمـوده
|
وصار رفيعـاً ذا رواق مطنـبِ
|
ومن بعده نجلاه سبطـا محمـد
|
وريحانتاه مـن أطايـب طيّـب
|
وسيّدنا السجّاد أكرم من مشـى
|
على الأرض طرّاً بين عجم وأعرب
|
وباقر علم الدين والصادق الـذي
|
به يهتدى في كل عمياء غيهـب
|
وموسى أمين الله ثم ابنه الرضا
|
زكا نبته واعتم في خير منصب
|
وسيّـد سـادات الأنـام محمـد
|
أبو جعفر الزاكي التقي المطيـب
|
وخير البرايا العسكريـان بعـده
|
إمامان مهديّان في كل مشعـب
|
وقائمنا المهـدي أشجـع قاتـل
|
عداة أبيـه بالحسـام المشطـب
|
يقوم على اسم الله إن حان أمره
|
فيملأ عدلاً كل شرق ومغـرب
|
لهـم أتولـى مؤمنـاً متيقّنــاً
|
واذهب في أعدائهم كل مذهـب
|
أحزنـاً عقـولاً سعـت نحونـا
|
فتاهـت ومـا بلغـت كنهنــا
|
ونحــن عبيــد ولكننـــا
|
(سبقنـا فـلا أحــد قبلنــا
|
سوى من برانا ومنّا الصنيع)
|
فمن ساء فعـلاً ومـن أحسنـا
|
يـؤب لنـا قبـل أن يوزنــا
|
ننـادي ونسمــع إن يدعنــا
|
(فـذا الخلـق منـا إلينـا لنـا
|
فمنا المنادي ومنا السميع)
|
تقاصرت دون أدنى شأوك الشهبُ
|
وشامخات العلى والمجد والرتبُ
|
تقدست ذاتك العلياء واحتجبـت
|
عن العقول فلا يرقى لها الطلبُ
|
تروم أوصافك الـآراء قاطبـة
|
أنّى ومن دونها الأستار والحجب
|
فكم تعرّضها قـوم ومـا بلغـوا
|
منها المنى قصارى نعتهم تعـب
|
جاؤوا بكل بضاعات العقول فما
|
فازت بضائعهم بالربح وانق لبوا
|
يا من تجلى لموسى في الدجى فدعا
|
آنست ناراً بجنب الطور تلتهـب
|
وانتجت مريم عيسى المسيح بـه
|
كأنما هو للـروح المسيـح أب
|
لولا المخافة من ربي لقلـت ولا
|
أخشى من الناس إن لاموا وإن عتبوا
|
أنت المقدّر بل أنت المدبّر بـل
|
أنت المسبّب للأسباب والسبـب
|
مولاي حسبي من الدنيا هواك وفي
|
الأخرى لعفوك بعد الله أرتقـب
|
هواك ليلاي لا أبغي بـه بـدلاً
|
به نجبت وآبائـي بـه نجبـوا
|
فيا عيـن الذؤابـة مـن نـزارٍ
|
وفخر الحـي مـن عليـا معـدِ
|
إمام في المطارف مـن قصـي
|
كفاه الفخـر مـن رسـم وحـدِّ
|
وذو كفٍّ كفت إن عـمَّ جـدبٌ
|
وإن حسر الوغى عن ساق جـدِّ
|
فيوم الحرب تصطلـم الأعـادي
|
وتحيي الوفد في الجلّـى برفـدِ
|
كنجـم يهتـدى بهـداهُ طـوراً
|
ويهـوى تـارة رجمـاً بــردِّ
|
كساه الفخر هاشم مـن صبـاه
|
ثيـاب مكـارم وبـرود حمـدِ
|
به أم القـرى ترتـاح بشـرىً
|
بأكـرم والـدٍ وأعــزّ ولــدِ
|
أقم مأتماً للمجد قد ذهب المجـدُ
|
وجدّ بقلب السود والحزن والوجدُ
|
وبانت عن الدنيا المحاسن كلهـا
|
وحال بها لون الضحى فهو مسوّدُ
|
وسائلة ما الخطب قد راع وقعه
|
وكادت له الشمّ الشوامـخ تنهـد
|
فقلت نعى الناعي إلينـا محمـد
|
فذاب أسىً من نعيه الحجر الصلد
|
مضى فائق الأوصاف مكتمل العلى
|
ومن هو في طرق الهدى العلم الفرد
|
قلب المعنـى دائـم الحسـرات
|
والعين منـه سريعـة العبـرات
|
دع لا تلمـه فمـا بـه متحكـم
|
لم يصغ من ولـه للحـي لحـاة
|
لم يشجه ذكـر العقيـق ورامـة
|
كـلا ولا لخيامهــا ومهــاة
|
لكن شجاه مصاب سبط محمـد
|
قطب الإمامـة مركـز الآيـات
|
لهفي له صرعتـه أمـة جـده
|
ظمـآن منفـرداً بشـط فـرات
|
خطب يقل لو السما انفطرت له
|
والأرض شقت منه بالرجفـات
|
لا ينجلـي إلاّ إذا مـا جاءنــا
|
خلـف الأئمـة آخـذ الثـارات
|
فعسى العبيد الموسـوي محمـد
|
أن يشتفـي ويفـوز بالجنّــات
|
وعلى قتيل الطف آلـاف الثنـا
|
تهدى مكررة مـدى الساعـات
|
هـن بالعيـد إن أردت سوائـي
|
أي عيـد لمستبــاح العــزاء
|
إن في مأتمي عن العيـد شغـلا
|
فالـه عنـي وخلّنـي بشجانـي
|
فـإذا النـاس عيّـدوا بسـرور
|
كان عيـدي بزفرتـي وبكائـي
|
وإذا جددوا المطـارف جـددت
|
ثيابي مـن لوعتـي وضنائـي
|
وإذا استشعروا الغنـاء فنوحـي
|
وعويلي على الحسيـن غنائـي
|
أيا سادتي يـا آل طـه عليكـم
|
سلامي ما أرخى العزالي هامـع
|
فوالله ما لي في المعـاد ذخيـرة
|
ولا عمل عندي من الخير نافـع
|
سوى حبكم يا خير من وطأ الثرى
|
وذلك أرجى ما به المرء طامـع
|
لعل ابن حمـاد محمـد عبدكـم
|
له في غد خيـر البريـة شافـع
|
عليكم سلام الله ما هبت الصِّبـا
|
وما لاح نجم في دجى الليل لامع
|
علي المرتضـى أولـى البرايـا
|
بأنفسهـم علـى نـصَّ الكتـاب
|
ونصّ محمد المختار يـوم الغـد
|
يـر بغيـر شـك وارتيــاب
|
بكم أعطى المهيمن كـل خيـر
|
وعرفنا الخطاء مـن الصـواب
|
أجرني يا إمامـي مـن ذنـوب
|
لقد كثرت وزادت فـي كتابـي
|
ومنَّ علـيَّ يـا مولـاي طـولاً
|
بعدِّي من عبيدك فـي الحسـاب
|
طلبت إليك مـا أرجـو وحـق
|
بأن تقضـي بأفضـال طلابـي
|
وحاشا الأكرمين الغـرّ مـن أن
|
يردّوا طالبـاً صفـر الوطـاب
|
وقف العذار على أوائـل خـده
|
متحيـراً كتحيـري فـي حـده
|
وقرأتـه فـإذا عليـه أسطــر
|
يا عاشقيه تـزودوا مـن ورده
|
يا من حكى زهر الرياض بخده
|
وحكى قضيب الخيـزران بقـده
|
دع عنك ذا السيف الذي قلدتـه
|
عيناك أمضى من مضاربه حده
|
كل السيـوف بواتـر مشهـورة
|
وحسام لحظك باتر فـي غمـده
|
يـا محسنـا إلا إلـيَّ ومنعمـاً
|
إلا علـيَّ ومخلفـاً فـي وعـده
|
لا تستمع قـول الوشـاة فإنمـا
|
نقل الحديث إلى الحبيب بضـده
|
لو أن عبداً أتى بالصالحات غدا
|
وود كل نبـي مرسـل وولـي
|
وصام ما صام صوام بلا ضجر
|
وقام ما قـام قـوام بـلا ملـل
|
وحج ما حج من فرض ومن سنن
|
وطاف ما طاف حاف غير منتعل
|
وطار في الجو لا يأوي إلى أحد
|
وغاص في البحر مأموناً من البلل
|
يكسو اليتامى من الديباج كلهـم
|
ويطعم الجائعين البـرّ بالعسـل
|
وعاش في الناس آلافـاً مؤلفـة
|
عار من الذنب معصوماً من الزلل
|
ذكرت أيامي بأكنـاف الحمـى
|
والدهر طلق المجتلى عذب الجنى
|
إذ شرّتي وصبوتي مـا فتئـت
|
في فتيات الحي ميـلاً وهـوى
|
من كل نجـلاء اللحـاظ غـادة
|
ترمي حواليك بأحـداق المهـى
|
وكل هيفـاء تريـك إن بـدت
|
قضيب بان فوقه شمس ضحـى
|
وكـل غيـداء إذا مـا التفتـت
|
أغضى لها من غيد ظبي الفـلا
|
حتـى إذا شبيبتـي تصرمــت
|
وريّق العمـر تولـى وانقضـى
|
أعرض عنـي الغانيـات ريبـة
|
به وعرّضـن بصـدي والجفـا
|
فحالفي يا نفس أربـاب التقـى
|
وخالفي نهج الضلـال والعمـى
|
والمرء لا يجزى بغيـر سعيـه
|
وليس للإنسـان إلا مـا سعـى
|
واعلم بأن كل من فوق الثـرى
|
لا بد من مصيـره إلـى البلـى
|
وكل إلى الله الأمـور تستـرح
|
وعد إلى مدح الحبيب المجتبـى
|
الماجد المبعـوث فينـا رحمـة
|
محمد الهادي النبـي المصطفـى
|
واثن على أخيـه وابـن عمـه
|
قسيم دار الخلـد حقـاً ولظـى
|
والحسن المسموم ظلماً والحسين
|
السيـد السبـط شهيـد كربـلا
|
فهم منـار الحـق للخلـق فمـا
|
أفلـح مـا ناوهـم ومـن شنـا
|
(وزاخـرة تسنمنـا ذراهــا)
|
فراحت وهي ترفـل بازدهـاءِ
|
ولـم أك قبلهـا شاهـدت فلكـاً
|
(جرت فوق الصعيد بغير مـاءِ)
|
(على سكك الحديد لهـا رنيـن)
|
كصبّ أنّ مـن طـول التنائـي
|
لها في جريهـا زجـل ورعـد
|
(على سمعي ألـذّ مـن الغنـاء)
|
(تجاذبها السرى فرسـا رهـان)
|
بها وصلا البـدوّ إلـى انتهـاء
|
تسابق لمحـة الأبصـار عـدواً
|
(فكل حمى عليها غيـر نائـي)
|
(يظللنـا بهـا منهـا شــراع)
|
يسـد بظلمـه سعـة الفضـاء
|
وعزم كـاد لـولا مـن أقلـت
|
(يطير بها إلـى أفـق السمـاء)
|
(تواصل أختها حتـى إذا مـا)
|
تعانقنــا معانقــة الإخــاء
|
دعا داعي الفـراق بهـا فلمـا
|
(رأتهـا ودعـت عنـد اللقـاء)
|
(ترى مقصورة في الجو تسري)
|
بنا مسرى البساط على الرخـاء
|
تروقـك منظـراً مهمـا تبـدت
|
(مزخرفـة مشيــدة البنــاء)
|
(تصد الشمـس أنّـى واجهتنـا)
|
وتمنع مـا تريـش يـد الشتـاء
|
وكم حملت بهـا ربـات خـدر
|
(فتحجبهـا وتـأذن للهــواء)
|
(وكم حملت من الفتيان شتـى)
|
بهـا يضعـون أوزار العنــاء
|
فمن كـل بهـا زوجيـن تلقـى
|
(وهم فيها كإخـوان الصفـاء)
|
(ينادم بعضهم بعضـاً سـروراً)
|
وودّ بــأن يمتــع بالبقــاء
|
فتحسبهم بهـا إخـوان صـدق
|
(وما انتسبوا إلـى بلـد سـواء)
|
(إذا ما قبـة العلميـن لاحـت)
|
مطنبــة بأبــراج السمــاء
|
تطوف بها الملائـك كـل يـوم
|
(لديها وهي واضحـة السنـاء)
|
(بنا أرست على جودي موسى)
|
جـواد بالجزيـل مـن العطـاء
|
فما خابت وقد ألقـت عصاهـا
|
(على باب الحوائـج والرجـاء)
|
(حمى عكفت به الأملاك حتـى)
|
تنال بـه العظيـم مـن الحبـاء
|
مقام علىً تود الشهـب لـو أن
|
(أقامـت فيـه دائمـة الثـواء)
|
(تطيل به الوقوف على خضوع)
|
ملوك الأرض مـن دان ونائـي
|
هو البيت الحـرام فليـس بـدع
|
(إذا ازدحمت جمـوع الأنبيـاء)
|
(وبات الوحي ينزل في حمـاه)
|
بمـا رسمتـه أقلـام القضـاء
|
محـل تكشـف الكربـات فيـه
|
(ويصعد منه معـراج الدعـاء)
|
(أنخت به مع العافيـن ركبـي)
|
بمستن القـرى رحـب الفنـاء
|
نشرت إليـه مطـوي الأمانـي
|
(فبلغنـي بـه أقصـى منائـي)
|
أحلماً وكـادت تمـوت السنـن
|
لطول انتظارك يابـن الحسـن
|
وأوشـك ديـن أبيـك النبــي
|
يخفـى فيرجـع ديـن الوثـن
|
وهذي رعايـاك تشكـو إليـك
|
ما نابهـا مـن عظيـم المحـن
|
تناديــك معلنــة بالنحيــب
|
إليــك ومبديــة للشجـــن
|
وتـذري لمـا نالهـا أدمعــاً
|
جريـن فمـا أشبهتهـا المـزن
|
ولم تـرم طرفـك فـي رأفـة
|
إليها ولـم تصـغ منـك الـأذن
|
لقـد غـر إمهالـك المستطيـل
|
عـداك فباتـوا علـى مطمئـن
|
توانيـت فاغتنمـوا فرصــة
|
وأبدوا من الظغن ما قـد كمـن
|
وعادوا علـى فيئكـم غائريـن
|
وأظهـرت اليـوم منـا الإحـن
|
فطبـق ظلمهــم الخافقيــن
|
وعـم علـى سهلهـا والحـزن
|
ولم يغتـدوا منـك فـي ريبـة
|
كأنك يابـن الهـدى لـم تكـن
|
فمذ عمنا الجـور واستحكمـوا
|
بأموالنـا واستباحـوا الوطــن
|
شخصنـا إليــك بأبصارنــا
|
شخوص الغريـق لمـر السفـن
|
وفيك استغثنـا فـإن لـم تكـن
|
غياثـاً مجيــراً وإلا فمــن؟
|
فللّـه قلبــك يــا صابــراً
|
على مضض في الفؤاد استكـن
|
ويا ناظـر حقّـه فـي العـدى
|
تلاغـب فيـه فلـم يغضبــن
|
وللّـه مـن حــادث وقعــه
|
دهانـا فأذهـب منّـا الفطــن
|
أيصبح داعـي الهـدى غائبـاً
|
وداعي الضلالـة فينـا قطـن
|
وذو الجور بيـن الـورى بيّـن
|
وذو العدل ما بينهـا لـم يبـن
|
ومـن هـو أحـرى بسلطانهـا
|
وبالأمـر والنهـي فيهـا قمـن
|
يـروح علـى وجـل خائفــاً
|
بنفـس ويـا مـن قـد أمــن
|
فيابن الأولـى طوّقـوا بالسـؤا
|
ل جيد الزمـان جميـل المغـن
|
ومن في تكـوّن بـدء الوجـود
|
علينـا بحبّهـم اللــه مــنّ
|
إلى م تغض علـى مـا دهـاك
|
طرفـاً وتنظـر وقـع الفتــن
|
أتغضي الجفون وعهـدي بهـا
|
على الضيم لا يعتريهـا الوسـن
|
ثنـاك القضـا أو لسـت الـذي
|
يكون لك الشيء إن قلت: كـن
|
أم الوهن أخّر منـك النهـوض
|
أحاشيـك أن يعتريـك الوهـن
|
أم الجبـن كهـم ماضيـك مـذ
|
تغاضيت حاشاك علـاك الجبـن
|
أتنسى مصائـب آبائـك التـي
|
هـدَّ ممـا دهاهــا الركــن
|
مصاب النبي وغصب الوصـي
|
وذبح الحسيـن وسـم الحسـن
|
يا مشبـهَ البـدرِ بـدرِ السمـاء
|
لسبعٍ وخمسٍ مضـت واثنتيـنِ
|
ويا كامـلَ الحسـنِ فـي نعتـه
|
شغلتَ فؤادي وأسهـرت عينـي
|
فهل ليَ مـن مطمـعٍ أرتجيـه
|
وإلا انصرفـتُ بخفَّـي حنيـن
|
ويشمتُ بي شامتٌ فـي هـواك
|
ويفصح لي صوت صفر اليدين
|
فإمــا مننــت وإلاّ قتلــت
|
وأنت القديـرُ علـى الحالتيـن
|
تعادلـتِ القضـاة عـلاً فأمـا
|
أبـو عبـد الإلـه فـلا عديـلُ
|
وحيـدٌ فـي فضائلـه غريـبٌ
|
جلـيٌّ فـي مفاخـره جليــل
|
تألق بهجـةً ومضـى اعتزامـاً
|
كمـا يتألـقُ السيـفُ الصقيـل
|
لـو اختبـرت قضايـاه لقالـوا
|
يؤيــده عليهــا جبرئيــل
|
إذا أرقـى المنابـرَ فهـو قـسّ
|
وإن حضر المشاهـد فالخليـل
|
قرأنا من قريضك مـا يـروقُ
|
بدائـع حاكهـا طبـعٌ رقيــقُ
|
كـأن سطورهـا روضٌ أنيـقٌ
|
تضـوَّعَ بينهـا مسـكٌ فتيـق
|
إذا ما أنشدت أرجـت وطابـت
|
منازلهـا بهـا حتـى الطريـق
|
وإنـا تائقـون إليـك فاعلــم
|
وأنـت إلـى زيارتنـا تتــوق
|
فواصلنا بهـا فـي كـلِّ حيـنٍ
|
فأنـت بكـلِّ مكرمـةٍ حقيـق
|
معادن العلم والآيـات والحكـم
|
وموضع الجود والأفضال والكرم
|
قوم بهم فتح الله الهـدى وبهـم
|
ختامه عند درس الحق في الأمم
|
كانوا لذي العرش أنواراً يضي به
|
طرف السماء لما فيها من الظلم
|
وملجـأ لأبينـا عنـد توبتــه
|
من ذنبه في قبول التوب والنـدم
|
لما دعـا اللـه إذعانـاً بحقّهـم
|
أجابهم عظماً للحق فـي القسـم
|
أجل هو الـرزء جـلّ فادحـه
|
باكــره فاجــع ورائحــه
|
يا بؤس للدهر غال آل رسـول
|
اللــه تجتاحهــم جوائحــه
|
إذا تفكـرت فــي مصابهــم
|
أثقـب زنـد الهمـوم فادحــه
|
بعضهـم قربـت مصارعــه
|
وبعضهـم بعـدت مطارحــه
|
أظلـم فـي كربـلاء يومهــم
|
ثـم تجلـى وهــم ذبائحــه
|
لا بـرح الغيـث كـل شارقـة
|
تهمـي غواديـه أو روائحــه
|
ذل حمـاه وقــل ناصــره
|
ونـال أقصـى منـاه كاشحـه
|
يا شيع الغـي والضلـال ومـن
|
كلهــم جمــة فضائحـــه
|
عفرتـم بالثـرى جبيـن فتـى
|
جبريل بعـد الرسـول ماسحـه
|
يطل ما بينكم دم ابـن رسـول
|
اللـه وابـن السفـاح سافحـه
|
سيـان عنـد الإلــه كلكــم
|
خاذلــه منكــم وذابحـــه
|
فما في حريمٍ بعدها من تحـرُّجٍ
|
ولا هتكُ ستـرٍ بعدمـا بمحـرَّم
|
وفاض دماً ماء الفرات فلم يجز
|
لـوارده طهـر بغيـر تيمــم
|
فلا حملت فرسان حرب جيادها
|
إذا لم تزرهم من كميت وأدهـم
|
ولا عذب الماء الفـرات لـوارد
|
وفي الحي مروا نية غيـر أيـم
|
فإن يتخرّم خيرُ سبطـي محمّـدٍ
|
فإنّ ولـيّ الثّـأرِ لـم يتخـرَّمِ
|
ألا فاسألوا عنهُ البتول لتخبـروا
|
أكانت له أمّاً وكـان لهـا ابنـم
|
ألا إنّ وتراً فيهم غيـرُ ضائـعٍ
|
وطلاّبَ وترٍ منكـم غيـر نـوَّم
|
فما عاثَ فيهم مقولٌ مثلُ مقولي
|
ولا لاحَ فيهم ميسمٌ مثلُ ميسمـي
|
وأولى بلـومٍ مـن أميّـةَ كلّهـا
|
وإن جلّ أمرٌ مـن ملـام ولـوَّم
|
أناسٌ هم الداء الدفين الذي سرى
|
إلى رممٍ بالطَّفِّ منكـم وأعظـم
|
همُ قدحوا تلك الزّنادَ التي روت
|
ولو لم تشبَّ النّارُ لـم تتضـرّم
|
على أيّ حكمِ اللَّـهِ إذ يأفكونـهُ
|
أحلَّ لهم تقديـمُ غيـر المقـدَّم
|
وفي أي دين الوحي والمصطفى له
|
سقوا آله ممزوجَ صـابٍ بعلقـم
|
فما نقموا أنّ الضّغينة لـم تكـن
|
ولكنّهـا منهـم شناشـن أخـزم
|
بأسياف ذاك البغـي أول سلِّهـا
|
أصيبَ عليٌّ لا بسيفِ ابن ملجـم
|
وبالحقـدِ حقـدِ الجاهليّـةِ إنـه
|
إلى الآنَ لم يظعن ولم يتصـرَّم
|
وبالثّارِ في بدرٍ أريقت دماؤكـم
|
وقيد إليكم كـلّ أجـردَ صلـدم
|
سبقتم إلى المجدِ القديـم بأسـره
|
وبؤتم بعاديٍّ على الدهـرِ أقـدم
|
فمكبركـم للَّــهِ أوّلُ مكبــرٍ
|
ومعظمكـم للَّـهِ أوّلُ معظــم
|
بكم عزّ ما بين البقيـع ويثـربٍ
|
ونسِّكَ لكم بين الحطيم وزمـزم
|
مدحتكمُ علمـاً بمـا أنـا قائـلٌ
|
إذا كان غيري زاعماً كلَّ مزعم
|
لكم جامعُ النُّطقِ المفرَّقِ في الورى
|
فمن بين مشروحٍ وآخـرَ مبهـم
|
أبني لؤيٍّ أيـنَ فخـرُ قديمكـم
|
أم أينَ حلـمٌ كالجبـال رزيـن
|
نازعتمُ حـقَّ الوصـيّ ودونـهُ
|
حرمٌ وحجـرٌ مانـعٌ وحصـون
|
ناضلتموهُ على الخلافـةِ بالتـي
|
ردّت وفيكـم حدُّهـا المسنـونُ
|
حرّفتموها عن أبي السبطينِ عن
|
زمعٍ وليس من الهجـانِ هجيـن
|
لو تتّقونَ اللّّهَ لـم يطمـح لهـا
|
طرفٌ ولم يشمخ لهـا عرنيـن
|
لكنّكم كنتم كأهـلِ العجـلِ لـم
|
يحفظ لموسـى فيهـمُ هـارونُ
|
لو تسألونَ القبـرَ يـوم فرحتـمُ
|
لأجـابَ أنّ محمّـداً محـزون
|
ماذا يريدُ من الكتـابِ نواصـبٌ
|
ولـهُ ظهـورٌ دونهـا وبطـون
|
هي بغيةٌ أضللتموهـا فارجعـوا
|
في آلِ ياسيـنٍ ثـوت ياسيـن
|
ردّوا عليهـم حكمهـم فعليهـمُ
|
نـزلَ الكتـاب وبيّـن التّبييـن
|
البيتُ بيتُ اللَّـهِ وهـو معظَّـمٌ
|
والنّورُ سرُّ الوحيَ وهو مصـون
|
آتي يزيدَ بـن هـارونٍ أدالجـه
|
في كل يومٍ ومالي وابن هارونِ
|
فليتَ لي بيزيـدٍ حيـن أشهـده
|
راحاً وقصفاً وندمانـاً يسلِّينـي
|
أغدو إلى عصبة صمَّت مسامعهم
|
عن الهدى بين زنديق ومأفـونِ
|
لا يذكرون عليّاً فـي مشاهدهـم
|
ولا بنيه بني البيـضِ المياميـن
|
إنّـي لأعلـمُ أنـي لا أحبُّهــمُ
|
كمـا هـمُ بيقيـنٍ لا يحبُّونـي
|
لو يستطيعون من ذكري أبا حسن
|
وفضلـه قطَّعونـي بالسَّكاكيـن
|
ولستُ أترك تفضيلي لـه أبـداً
|
حتى المماتِ على رغم الملاعين
|
كفـاه كفــاه فــلا تعذلــاه
|
كـر الجديديـن كـر العــذل
|
طوى الغي منتشـراً فـي ذراه
|
تطفـى الصبابـة لمـا اشتعـل
|
له في البكاء علـى الطاهريـن
|
مندوحـة عـن بكـاء الغـزل
|
فكم فيهـم مـن هلـال هـوى
|
قبيـل التمـام وبــدر أفــل
|
هـم حجـج اللـه فـي خلقـه
|
ويوم المعاد علـى مـن خـذل
|
ومـن أنـزل اللـه تفضيلهـم
|
فرد على اللـه مـا قـد نـزل
|
فجدهــم خاتــم الأنبيــاء
|
يعـرف ذاك جميــع الملــل
|
ووالدهـم سيــد الأوصيــاء
|
معطي الفقير ومـردي البطـل
|
ومن علم السمـر طعـن الكـلا
|
لدى الروع والبيض ضرب القلل
|
ولو زالت الـأرض يـوم الهيـا
|
ج فمن تحت أخمصه لـم يـزل
|
ومن صد عـن وجـه دنياهـم
|
وقـد لبسـت حليهـا والحلـل
|
وكانـوا إذا مـا أضافـوا إليـه
|
أرفعهـم رتبـة فــي مثــل
|
سماء أضفت إليهـا الحضيـض
|
وبحـر قرنـت إليـه الوشـل
|
وجـود تعلـم منـه السحـاب
|
وحلـم تولـد منــه الجبــل
|
وكـم شبهـة بهــداه جــلا
|
وكـم خطـة بحجـاه فصــل
|
وكم أطفأ اللـه نـور الضلـال
|
به وهي ترمي الهـدى بالشعـل
|
وكــم رد خالقنــا شمســه
|
عليـه وقـد جنحـت للطفــل
|
ولو لم تعـد كـان فـي رأيـه
|
وفي وجهه مـن سناهـا بـدل
|
ومن ضرب الناس بالمرهفـات
|
على الدين ضرب غراب الإبـل
|
وقـد علمـوا أن يـوم الغديـر
|
بغدرتهـم جـر يـوم الجمــل
|
فيـا معشـر الظالميـن الذيـن
|
أذاقوا النبـي مضيـض الثكـل
|
أفـي حكمكـم أن مفضولكــم
|
يـوم بغصتـه مـن فضــل
|
فإن كان من كان ما تزعمـون
|
إمامـاً وذلـك خطـب جلــل
|
فلم خـرج المصطفـى حافيـاً
|
تميـل بـه سكـرات العلــل
|
فنحـاه عـن ظـل محرابــه
|
ونــاداه منتهــراً لاتصــل
|
ولـولا تتابعهـم فـي الضلـال
|
لمـا كـان يطمـع فيهـا ثعـل
|
كأنكــم حيــن تابعتمـــوه
|
نصرتم (أسـاف) وإلاّ (هبـل)
|
فيا لـك مـن باطـل بالمحـال
|
ثـم يـا لـك حقــاً بطــل
|
عدلتم بهـا عـن إمـام الهـدى
|
فلا عدل اللعـن عمـن عـدل
|
فمـا جـاء مـا جئتمونـا بـه
|
من الظلم أعمى القـرون الـأول
|
يخالفكـم فيـه نـصّ الكتـاب
|
وما نصَّ في ذلك خير الرسـل
|
نبذتــم وصيّتــه بالعــراء
|
وقلتـم عليـه الـذي لـم يقـل
|
تخذتـم بـذاك البرايـا خـول
|
ودنيـــا تعرفتموهـــا دول
|
لقـد طمـس الغـي أبصاركـم
|
وضل بكم عـن سـواء السبـل
|
أيمنــع فاطمــة حقّهـــا
|
ظلـوم غشـوم زنيـم عتــل
|
وترمي الحسين سيوف الطغـاة
|
ظمآن لـم يطـفِ حـر الغلـل
|
ثـوى عطشـاً وتنـال الرمـا
|
ح مـن دمـه علهـا والنهــل
|
ولـم يخسـف اللـه بالظالميـن
|
ولكنـه لا يخــاف العجــل
|
لقـد نشطـوا لعنـاد الرسـول
|
أناس بهم عـن هداهـم كسـل
|
فلا بوعدت أعيـن مـن عمـى
|
ولا عوفيـت أذرع مـن شلـل
|
نظـار فـإن بنــات النبــي
|
السبايـا ومـال النبـي النفـل
|
غـداً يتولـى الإلـه الجــدال
|
إن كنتـم مـن رجـال الجـدل
|
فيعلم مـن فـي ظلـال النعيـم
|
ومن في الجحيـم عليـه ظلـل
|
أيـا رب وفـق لخيـر المقـال
|
إذا لـم أوفـق لخيـر العمــل
|
بكـاء وقـل غنـاء البكــاءِ
|
علـى رزء ذريــة الأنبيــاءِ
|
لئـن ذل فيـه عزيـز الدمـوع
|
لقـد عـز فيـه ذليـل العـزاءِ
|
أعاذلتــي إن بــرد التقــى
|
كسانيـه حبـي لأهـل الكسـاء
|
سفينـة نـوح فمـن يعتلــق
|
بحبهــم معلــق بالنجــاء
|
لعمري لقد ضـل رأي الهـوى
|
بأفئـدة مـن هواهـا هــواء
|
وأوصى النبـي ولكـن غـدت
|
وصايـاه منبــوذة بالعــراء
|
ومـن قبلهـا أمـر الميتــون
|
بردّ الأمـور إلـى الأوصيـاء
|
ولم ينشر القوم غـل الصـدور
|
حتـى طـواه الـردى بالـرداء
|
ولـو سلمـوا لإمـام الهــدى
|
لقوبـل معوجهــم باستــواء
|
هلال إلى الرشد عالي الضيـاء
|
وسيف على الكفر ماضي المضاء
|
وبحـر تدفّــق بالمعجــزات
|
كمـا يتدفـق ينبــوع مــاء
|
علــوم سماويــة لا تنــال
|
ومن ذا ينـال نجـوم السمـاء
|
لعمـر الأولـى جحـدوا حقّـه
|
ومـا كـان أولادهـم بالـولاء
|
وكم موقف كان شخص الحمـام
|
من الخوف فيـه قليـل الخفـاء
|
جلـاه فـإن أنكـروا فضلــه
|
فقد عرفت ذاك شمس الضحـاء
|
أراه العجـاج قبيـل الصبــاح
|
وردت عليـه قبيـل المســاء
|
وإن وتـر القـوم فـي بدرهـم
|
لقد نقض القـوم فـي كربـلاء
|
مطايا الخطايا خذي في الظلـام
|
فما هـم إبليـس غيـر الحـداء
|
لقد هتكـت حـرم المصطفـى
|
وحـل بهـن عظيـم البــلاء
|
وساقـوا رجالهــم كالعبيــد
|
وحـازوا نساءهـم كالإمــاء
|
فلـو كـان جدهــم شاهــداً
|
لتبــع أظعانهــم بالبكــاء
|
حقــود تصــرَّم بدريـــة
|
وداء الحقـود عزيـز الــدواء
|
تراه مع المـوت تحـت اللـواء
|
واللـه والنصـر فـوق اللـواء
|
غـداة خميـس إمـام الهــدى
|
وقد عاث فيهـم هزبـر اللقـاء
|
وكم أنفس فـي سعيـر هـوت
|
وهـام مطيّـرة فـي الهــواء
|
بضرب كما أنقد جيب القميـص
|
وطعن كما انحل عقـد السقـاء
|
أخيـرة ربـي مـن الخيريـن
|
وصفوة ربـي مـن الأصفيـاء
|
طهرتـم فكنتـم مديـح المديـح
|
وكان سواكـم هجـاء الهجـاء
|
قضيـت بحبكـم مـا علــيّ
|
إذا ما دعيت لفصـل القضـاء
|
وأيقنــت أن ذنوبــي بــه
|
تساقـط علـيّ سقـوط الهبـاء
|
فصلـى عليكـم إلـه الـورى
|
صلاة تـوازي نجـوم السمـاء
|
ومن ترب ذي النادي النسيم تأرجت
|
أم اهتاج في الوادي العرار أو الرند
|
نعم هذه سعدى بدت من حجالها
|
فأبرت عليلاً داؤه النأي والصـد
|
رنت فرمت قلبي بسهمي لحاظها
|
فسال دماً من مثله نضح الخـد
|
عجبت لخال في لظى وجناتهـا
|
أقام ليصلي ريثما يجتنى الـورد
|
ولكنه مـا ضـره حـر نارهـا
|
وقد مسّه من روح وجنتها البرد
|
فثمة روض قد ترقـرق مـاؤه
|
وجذوة حسن كالشهاب لها وقـد
|
إلى الله عذّالي بها إنّ لي حشـا
|
تشب بها نار يسعرهـا الوجـد
|
أما علموا أنى تميل لـي العلـى
|
فأوطئها نعلى ويعلو بي المجـد
|
وإن ليوث الغاب تخشى حفيظتي
|
فترعد من بأسي وتخضع لي الأسد
|
ويأنف كعبي أن يطا مفرق السهى
|
ولم ترض ذات الخال أني لها عبد
|
أطلعتهـا أوجهـاً أم شموســا
|
وجلتهـا أنجمــاً أم كؤوســا
|
بأبـي مـن باسمـات ثغـوراً
|
أنذرت روحـي يومـاً عبوسـا
|
مسلمـات للـردى عاشقيهــا
|
حين أضحوا في هواها مجوسـا
|
أسفـرت لـي وجـوه صبـاح
|
فقرأت الحسـن فيهـا دروسـا
|
كـم لحـاظ أورثتنـي جراحـاً
|
فارشفيني فعسى الجرح يوسـى
|
ليس يوسى الجـرح إلاّ بمدحـي
|
للجـواد بـن علـي وموسـى
|
هيبـة اللـه الـذي مـذ براهـا
|
صاغهـا اللـه عليهـم لبوسـا
|
فاحت الأنفـاس منهـم عبيـراً
|
والوجوه الغرّ ضـاءت شموسـا
|
جلّل الـأرض سناهـم سعـوداً
|
ومحا عـن خافقيهـا النحوسـا
|
بأبـي نفسيـن حـلاّ مقامــاً
|
راح يستهـوي إليـه النفوســا
|
طالمـا الأملـاك أهـوت إليـه
|
ولـوت حـول فنـاه الرؤوسـا
|
ولكـم أصحـت لديـه قيامــاً
|
واستوت فـوق ثـراه جلوسـا
|
كم حبينـا مـن ثناهـم بنعمـىً
|
كشفت عنّا مـن الدهـر بؤسـا
|
لست أحصي في طروسي ثناهم
|
وثناهـم كـاد يفنـي الطروسـا
|
هذه صحـف ثنائـي ومدحـي
|
أين عنها صحف عيسى وموسى
|
جـدد التذكـار للقلـب المعنـىً
|
لمح برق لـاح بالأبـرق وهنـا
|
طـار شوقـاً وهفـا لمـا رأى
|
فوق أيك طائـر رجّـع وهنـا
|
فمتـى شاهـد شمـلاً جامعـاً
|
ذكر الأحباب والوصـل فحنّـا
|
يطـرب القلـب دنـوّاً منهــم
|
وهم منـي إلـى قلبـي أدنـى
|
يا ليالي الوصـل حيـاك الحيـا
|
كم بها نال فـؤادي مـا تمنـى
|
جـاد فيهـا بوصـال أهيــف
|
يخجـل الميّـاد مهمـا يتثنـى
|
ر شأ من حاجبه السيـف ومـن
|
لحظه مهما رنـا الأسهـم سنّـا
|
لأريقــن دموعــاً حنتهــا
|
بالهوى من بعده سهـلاً وحزنـا
|
يا رعـى اللـه زمانـاً بالنقـى
|
وسقى الخيـم وهاتيـك الخيـام
|
كم وقفنا العيـس فـي كثبانـه
|
ونعمنـا فـي حمـى نعمانــه
|
غازلتني الغيـد مـن غزلانـه
|
راق فيها العيش والدمـع رقـى
|
بحمى أغيد ممشوق القوام
|
ر شأ مـن جفنـه سـل الظبـا
|
وعلا حسناً على البيض الظبـا
|
ليّن الأعطاف يحكـي القضبـا
|
عـود أنسـي بلقـاه أورقــا
|
إذ وفى بالعهد ريم لا يرام
|
أهيف حاز من الحسـن الكمـال
|
ذو جبيـن يتلــالا كالهلــال
|
مذ بدا كالصبح في ميل القـذال
|
فأرانا البدر في غصـن النقـى
|
مشرقاً والشمس في جنح الظلام
|
ر برب مـن قـدّه هـزّ القنـا
|
كلمـا كلمنـي خفـت الضنــا
|
سدد السهـم لحتفـي مـذ رنـا
|
يـا لقلبـي مـن سهـام رشقـا
|
فغدا قلبي سهاماً للسهام
|
أفتـدي حيـاً بقلبـي نزلــوا
|
عن ربى الجرعاء لمـا رحلـوا
|
فيهــم رق وراق الغـــزل
|
نهبـوا الـروح وأبقـوا رمقـا
|
كيف أفنى وبهم محيي الرمام
|
بابلي الطرف معسـول اللمـى
|
كم أقاسي فيه من حـرّ الظمـا
|
ليت شعري هل درى ظبي الحمى
|
بـتُّ لمـا صـدَّ عنـي أرقـا
|
ساهراً ما لذَّ طرفي بالمنام
|
يا أخـا البـدر ضيـاءً وسنـا
|
هل لأيـام مضـت بالمنحنـى
|
رجعة نقضي بها بعض المنـى
|
ويولـي جنـد همـي مزقــا
|
فعسى يبرأ قلبي المستهام
|
زارني والليـل مسـوّد العـذار
|
خجلاً ممّا جرى فـي الاعتـذار
|
طرفه يرمق طرفـي بانكسـار
|
ويـروي الـورد مـاء غدقـا
|
قد حكى في صوبه صوب الغمام
|
دع ملامي في هوى الغيـد وذر
|
لست أصغي لـك كـلاً لا وزر
|
قد قضـى اللـه بهـذا وقـدر
|
أقلـل اللـوم كفـاه مـا لقـى
|
في ظبيّ الحي من طول الغرام
|
حبـذا ليلـة تيــه ومــرح
|
كـم وكـم مابيننـا دار القـدح
|
قدح مـن نورهـا الليـل قـدح
|
فأحال الليـل صبحـاً مشرقـا
|
وسرى بالظلم عنا والظلام
|
يا آل أحمد يا خير الورى نسبـاً
|
مفرعاً أصله من أحمـد وعلـي
|
الله صفاكم مـن خلقـه حججـاً
|
على البرية يوم الجمـع للرسـل
|
خيـر البريـة آبـاء وأشرفهـا
|
قـدراً وأسمحهـا كفـاً لمبتـذل
|
صدوركم لبحور العلـم واعيـة
|
ظهوركم قبلة من أفضل القبـل
|
من دوحة من جنان الخلد نابتـة
|
وفرعها ثابـت للواحـد الـأزل
|
محمد أصلها والطهـر حيـدرة
|
وفاطم وبنوهـا أطيـب الأكـل
|
ألم تر أن الشهب دون حصى الغري
|
فعجها إلى وادي الغري المطهر
|
سألتك بالحي المميت المصـور
|
(إذا مت فادفني مجـاور حيـدر
|
أبا شبر أعني به وشبير)
|
إمام لأهل الجود أعلـى منـاره
|
يزيد ندى لا يصطلي الجبن ناره
|
ولما استجار الدين فيـه أجـاره
|
(فتى لا يذوق النار من كان جاره
|
ولا يختشي من منكر ونكير)
|
فيا مخمداً حر الطيس إذا حمـى
|
ومفترساً بالكر ليثـاً وضيغمـا
|
أتسلم عبداً للـولاء قـد انتمـى
|
(وعار على حامي الحمى هو بالحمى
|
إذا ضل في البيدا عقال بعير)
|
أمـا لنـار الوجـد أن تخمـدا
|
أو لدمـوع العيـن أن تجمــدا
|
إن صروف الدهر دون الهـوى
|
قضت علـى عينـي أن تشهـدا
|
ويل ابن أم الدهـر هـلاّ يـرى
|
غيري ابن حرّ أو فتـىً أمجـدا
|
يا راكب القـود تجـوب الفـلا
|
وتقطـع الأغـوار والأنجــدا
|
عرج على الطف وعـرس بهـا
|
عني وقف في أرضهـا مكمـدا
|
وأنشد بها من كل تـرب العـلا
|
من هاشم من شئـت أن تنشـدا
|
فكم ثوت فيهـا بـدور الدجـى
|
وكم هوت فيهـا نجـوم الهـدى
|
وكم بهـا للمجـد مـن صـارم
|
عضب على رغم العلى أغمـدا
|
كل فتى يعطـي الـردى نفسـه
|
ولم يكـن يعطـي لضيـم يـدا
|
يخوض ليل النقع يـوم الوغـى
|
تحسبـه فـي جنحـه فرقــدا
|
يصدع قلب الجيش إمـا سطـا
|
ويصـدع الظلمـاء إمـا بــدا
|
تلقاه مثل الليـث يـوم الوغـى
|
بأساً ومثل الغيـث يـوم النـدى
|
إن ركـع الصـارم فـي كفـه
|
خرت له هـام العـدى سجـدا
|
لم يعترض يوم الوغى جحفـلاً
|
إلا وثنــى جمعــه مفــردا
|
سامهـم الـذل بهـا معشــر
|
والمـوت أحلـى لهـم مـوردا
|
فمــذ رأوا عيشهــم ذلــة
|
والمـوت بالعـز غـدا أرغـدا
|
خاضوا لظى الهيجـاء مشبوبـة
|
واقتحموا بحـر الـردى مزبـدا
|
وقبلـوا خـد الظبـا أحمــراً
|
وعانقـوا قـد القنــا أغيــدا
|
وجردوا مـن عزمهـم مرهفـاً
|
أمضى مـن السيـف إذا جـرد
|
يفدون سبـط الصطفـى أنفسـاً
|
قـل بأهـل الـأرض أن تفتـدا
|
عجبت مـن قـوم دعـوه إلـى
|
جنـد عليــه بذلــه جنــدا
|
وواعـدوه النصـر حتــى إذا
|
وافى إليهـم أخلفـوا الموعـدا
|
وأوقـدوا النـار علـى خيمـة
|
وتدهـا بالشهـب مـن وتــدا
|
وأطفأوا نـور الهـدى يـا لمـا
|
أطفأ فـي الطـف ومـا أوقـدا
|
فـإن يكونـوا استشهـدوه فمـا
|
عابوا له يـوم الوغـى مشهـدا
|
أو سلبـــوه لا وعليائـــه
|
مـا سلبـوه المجـد والسـؤددا
|
يـا بأبـي ظمـآن مستسقيــاً
|
وما سقوه غيـر كـأس الـردى
|
ويا بروحي جسمـه مـا الـذي
|
جرى عليه مـن خيـول العـدا
|
وذات خـدر بــرزت بعــده
|
فـي زفـرات تصـدع الأكبـدا
|
وقومهـا منهـا بمـرأىً فمــا
|
أقربهـم منهـا ومــا أبعــدا
|
فلتبك عين الديـن مـن وقعـة
|
أبكت دماً فـي وقعهـا الجلمـدا
|
خل عنك الشيب يا صاح كـم ذا
|
تذكر الحي والحمـى والديـارا
|
وحـز الفخـر والعلـى بعلـي
|
واقضين في مدحـه الأوطـارا
|
هو صهر الرسول بل نفسه مـن
|
طاب نفسـاً ومحتـداً وفخـارا
|
أنت شرفت زمزمـاً والمصلـى
|
بل وركن الحطيـم والمستجـارا
|
حازت الكعبة التي خارها اللـه
|
بميلــادك السعيــد فخــارا
|
لو على الأرض منك قطرة علم
|
نزلـت عـادت القفـار بحـارا
|
أنت مولى الورى بما نص خير
|
الرسل يوم الغدير فيـك جهـارا
|
مـلأ الخافقيـن فضلـك حتـى
|
لـم يجـد منكـر لـه إنكـارا
|
أيها المرتضى فداؤك كل الكون
|
لا زلـت للـورى مستجــارا
|
رمـد قـد أذلنـي منـذ عـام
|
وتداويـت فيـه منـه مــرارا
|
لم يزدنـي الـدواء إلا سقامـاً
|
لم يفدنـي العلـاج إلا خسـارا
|
فاشف عيني، عين الإلـه فإنـي
|
قد ملكت الأسمـاع والأبصـارا
|
أم الغري وقبل ترب مـا فيـه
|
ودع خمائل نجـد فـي فيافيـه
|
واخضع ونعليك فاخلع دون ساحته
|
فطور سينين قـدراً لا يضاهيـه
|
قبل فناء الذي جبريـل خادمـه
|
ومؤئل الرسل والأملـاك ناديـه
|
زوج البتول ابنة الطهر الرسول
|
أبو الأئمة الغر لا تخفى معاليـه
|
عمت نوائلـه جمـت فضائلـه
|
راقت خلائقـه فاضـت أياديـه
|
أشمس أفـق تبـدت أم محيـاك
|
والمسك قد ضاع لي أم نشر رياك
|
سريت والليل داج جنح ظلمتـه
|
ثم اهتديت ببـرق مـن ثنايـاك
|
إن غبت عن ناظري بالهحر نائية
|
فلم تغب عن حشا مضناك ذكراك
|
رميت قلبي بسهم اللحظ فاتكـة
|
أما علمت بـأن القلـب مثـواك
|
فتكت بالصب من هذا الصدود فمن
|
بالصد أوصاك أو بالفتك أفتـاك
|
سللت سيفاً على العشاق منصلتاً
|
من جفن طرف سقيم منك فتاك
|
كذي فقار عليّ يوم سـل علـى
|
أصحاب بغي وإلحاد وإشراكـك
|
مولى الأنام الذي طافت بحضرته
|
كرام رسل أولي عـزم وأملـاك
|
صهر النبي أخوه والوصي لـه
|
ومن بكل على للمصطفى حاكي
|
معارج المصطفى الأفلاك يصعدها
|
ومنكب المصطفى معراجه الزاكي
|
فصلت صروف الحادثات مفاصلي |
وأصاب سهم النائبـات مقاتلـي |
قطع الزمان عرى هواي وكلنـا |
قطع الزمان فماله مـن واصـل |
خلط الزمـان نعيمـه بغمومـه |
غدراً وشـاب زلالـه بزلـازل |
فاحذر زمانك يـا أخـي فإنمـا |
فعل الحزامة من صنيع العاقـل |
لا يخدعنك ما ترى من صفـوه
|
إن الخديعـة مصـرع للجاهـل
|
أم كيف يعشق دهر سوء همـه
|
بغض المحب له وصوم الواصل
|
فعرى بخفض البارعين من الورى
|
بالنائبات ورفع ركـن الخامـل
|
أخنى علـى آل النبـي محمـد
|
فأصيب شملهـم ببيـن شامـل
|
كانوا غياثـاً للـورى وسعـادة
|
وغيوث حصب في الزمان الماحل
|
كانوا سحائب رحمـة فتقشعـت
|
بفجائـع فـي كربـلا ونـوازل
|
كانوا نـوراً يستضـاء بنورهـا
|
وكواكبـاً للحـق غيـر أوافـل
|
والمجد مهضوم الجناب لحزنهـم
|
والدين في كرب وشفل شاغـل
|
لهفي لمولاي الحسين وقد غـدا
|
بالطف بيـن مجالـد ومجـادل
|
يـاآل بيـت محمـد ياســادة
|
جازوا الورى بفضائل وفواضل
|
أنتم هداة المسلمين فمـن يـزع
|
عنكم فليـس لـه الإلـه بقابـل
|
أنتم بنو المختـار غيـر مدافـع
|
لكـم ولا أحـد لكـم بمشاكـل
|
أنتم إذا هلّ المحـرم هـاج لـي
|
حزن يذيب حشاشتـي بثواكلـي
|
يفنى الزمان ولا أرى لمصابكـم
|
إلا أخا حـرق وجفـن هاطـل
|
وأعظم من كل الرزايـا رزيـة
|
مصارع يوم الطف أدهى وأشنع
|
بها لبس الديـن الحنيفـي حلـة
|
من الـذل لا تبلـى ولا تتقطـع
|
فما أنس لا أنس الحسين ورهطه
|
وعترته بالطف ظلمـاً تصـرع
|
تزلزلت الأفلاك من كل جانـب
|
وكاد السما ينقض والأرض تقلع
|
وعرج جبريـل ينـوح بحرقـة
|
ويشجي لأفلاك السمـا ويفجـع
|
ركب من النمر عاذوا بابن عمهم
|
من هاشم إذ ألح الأزلـم الجـذع
|
منوا إليك بقربى منـك تعرفهـا
|
لهم بها في سنام المجـد مطلـع
|
إن المكارم والمعـروف أوديـةٌ
|
أحلك الله منهـا حيـث تجتمـع
|
نفسي فداؤك والأقـوام معلمـة
|
يوم الوغى والمنايا بينهـا قـرع
|
إذا رفعت امـرأً فاللـه يرفعـه
|
ومن وضعت من الأقوام متضع
|
أي امرىءٍ بات من هارون في سخط
|
فليس بالصلوات الخمس ينتفـع
|
إن أخلف القطر نلنا من ميامنـه
|
أو ضاق أمـر ذكرنـاه فيتسـع
|
شاء من النـاس راقـع هامـل
|
يعللـون النفــوس بالباطــل
|
تقتـل ذريـة النبـي ويرجـون
|
خلـود الجنـان فـي الآجــل
|
ويلـك قاتـل الحسيـن لقــد
|
جئت بعـبء ينـوء بالحامـل
|
أي حبا قد حبـوت أحمـد فـي
|
حفرتـه مـن حـرارة الثاكـل
|
بأي وجـه تلقـى النبـي وقـد
|
دخلت فـي قتلـه مـع الداخـل
|
هلـم فاطلـب غـداً شفاعتــه
|
أولا فرد حوضـه مـع الناهـل
|
ما الشك عندي في حـال قاتلـه
|
لكنني قـد أشـك فـي الخـاذل
|
نفسي فداء الحسيـن يـوم غـداً
|
إلـى المنايـا غـدو لا قافــل
|
ذلـك يـوم أنحـى بشفرتــه
|
على سنـام الإسلـام والكاهـل
|
حتى متـى أنـت تعجبييـن ألا
|
تنـزل بالقـوم بأسـه العاجـل
|
لا يعجل الله إن عجلـت ومـا
|
ربـم عمـا تريـن بالغافــل
|
ما حصلـت لامـرىء سعادتـه
|
حقـت عليـه عقوبـة الآجـل
|
مظلومـة والنبــي والدهــا
|
تديـر آرجـاء مقلـة حافــل
|
إلا مساعيـر يغضبـون لهــا
|
بسلـة البيـض والقنـا الذابـل
|
كـم ميـت منهــم بغصتــه
|
مغترب القبـر بالغـرى نـازل
|
مـا أنتجـت حولـه قرابتــه
|
عنـد مقاسـاة يومـه النـازل
|
أذكـر منهـم ومـا أصابهــم
|
فيمنـع القلـب سلـوه الذاهـل
|
أعاذلـي أننـي أحـب بنــي
|
أحمد والترب فـي فـم العـاذل
|
قد دنت فيما دنتـم عليـه فمـا
|
رجعت عن دينكم إلـى الجاهـل
|
دينهـم جفـوة النبــي ومــا
|
الجافي لـآل النبـي كالواصـل
|
ولكــن الوجــوه مكلمــات
|
وفوق صدورهم مجرى السيـول
|
بتربـة كربـلاء لهـم ديــار
|
نيام=الأهـل دارسـة الطلـول
|
تحيــات ومغفـــرة وروحٌ
|
علـى تلـك المحلـة والطلـول
|
لأوصال الحسيـن ببطـن قـاع
|
ملاعـب للدبــور وللقبــول
|
قتيـل مـا قتيـل بنـي زيـاد
|
ألا بأبـي وأمـي مـن قتيــل
|
أريق دم الحسين ولـم يراعـوا
|
وفي الأحيـاء أمـوات العقـول
|
فدت نفسي جبينك مـن جبيـنٍ
|
جرى دمه على الخـد الأسيـل
|
أيخلـو قلـب ذي ورع وديـن
|
عليـك مـن التزفـر والعويـل
|
وقد شرقت رمـاح بنـي زيـاد
|
بري من دمـاء بنـي الرسـول
|
برئنـا يارسـول اللـه ممــن
|
أصابـك بالأذيـة والذحــول
|
لو كنت أخشى معادي حق خشيته
|
لم تسم عيني إلى الدنيا ولم تنـم
|
يحاولون دخولي فـي سوادهـم
|
لقد أطافوا بصدع غيـر ملتئـم
|
لكنني عن طلاق الدين محتبـل
|
والعلم مثل الغنى والجهل كالعدم
|
مايغلبون النصارى واليهود على
|
حب القلوب ولا العبـاد للصنـم
|
يـا زائريـن مــن الخيــام
|
حياكــم اللـــه بالسلـــام
|
لـم تأتيانـي وبـي نهــوض
|
إلــى حلــال ولا حـــرام
|
يحزننـي إن أطفتمــا بــي
|
وليـس عنـدي سـوى الكلـام
|
ألا أيها القلب الذي قاده الحـب
|
أفق إن أمر الحب أيسره أصعب
|
إذا كان لا يسليك طول تجنـب
|
وصد ولا يشفيك من علة قـرب
|
فمـا أنـت إلا هالـك ومعـذب
|
رهين بأيدي الشوق مرتهن صب
|
تكلفني مالا أطيق مـن الهـوى
|
وترحل عني حين حل بي الخطب
|
كمن شن نحوي غارة البغي والجفا
|
وليس سوى ودي علي له ذنـب
|
دهى هاشماً ناع نعى في محـرم
|
بيوم على الإسلام أسـود مظلـم
|
بيوم جليل رزؤه جلـل السمـا
|
وشمس الضحى فيه بأغير أقتـم
|
بيوم أحال الدهر ليـلاً مصابـه
|
وأجج أحشـاء العبـاد بمضـرم
|
مصاب على آل النبـي محمـد
|
عظيم مدى الأيام لـم يتصـرم
|
وخطب كسا الدنيا ثياباً من الأسى
|
وطبـق آفـاق البلـاد بمأتــم
|
عشية جادت عصبـة هاشميـة
|
بأنفسهم عن خير مولـى مقـدم
|
إلى أن قضوا والماء طام ظوامياً
|
يرون المنايا دونه خيـر مطعـم
|
وأضحى فريداً سبط أحمد لا يرى
|
نصيراً سوى عضب ولدن مقوم
|
فصال بوجه مشـرق وبعزمـة
|
تفلل ملتف الخميـس العرمـرم
|
إلى أن دعاه اللـه جـل جلالـه
|
فألوى عنان العزم غيـر مذمـم
|
لها حسن وجه يخجل البدر طلعة
|
ومرهف جفن دونه المرهف الخال القاطع
|
تميل كغصن البان ليناً وتنثني
|
كما ينثني النشوان والمعجب الخال المتكبر
|
ويهتز من سكر الشباب قوامها
|
ويسحب من تيه بأعطافها الخال الثوب
|
على حبها أفنيت شرخ شبيبتي
|
ومن أجلها طاف البلاد بي الخال البعير الأسود
|
أظن بها أن لا تضن بوصلها
|
وخلت بها الحسنى فلم يكذب الخال الظن
|
وجادت بوصل نلت ماكنت أ رتجي
|
به ووفت بالوعد إذ دارنا الخال موضع
|
ولما بدت تختال من فرط تيهها
|
لي ولا عمّ يلوم ولا خال أخو الأم
|
تخيلت في مرآة صفحة خدها
|
فخلت سواد العين فيه هو الخال شامه
|
لئن زعم الواشون أني سلوتها
|
فإني لما لفقوه الفتى الخال البريء
|
أساو هواها لا ومن خلق الهوى
|
هواها بأحشائي وإن ضمني الخال الكفن
|
حنانيك يا معطي الصبابة حقها
|
ومن هو في بذل الحياة الفتى الخال السمح
|
وأصبحت في أسر التصابي مقيداً
|
أخو كمد مما تجن الحشا خال الضعيف
|
إذا هانت النفس النفسية في لبهوى
|
فليس يعز الملك بعد ولا الخال الخلافة
|
وكل جماح يحسن الخال عنده
|
وما لجماح الحب يستحسن الخال اللجام
|
خليلي من همدان مالي سواكما
|
خليل إذا جار الزمان ولا خال صاحب
|
إذا أنتما لم تسعداني على البكا
|
فقد أخطأ الحدس المجرب والخال المتوسم
|
بعيشكما عوجا على سفح رامة
|
لأسفح فيها الدمع إن بخل الخال السحاب
|
فقد شاقني رمل الحمى حيث أنه
|
يمثله لي في كل حين لي الخال المخيلة
|
وأصبوا إلى رند الحمى وعراره
|
كما للحسان الكاعبات صبا الخال العزب
|
وأشتاق ربع المالكية كلما
|
سمعت حنين النيب أو أرقل الخال البعير
|
ولولا الهوى ما شاقني ذكر بارق
|
ولا أبرق الحنان والأجرع الخال موضع بلا أنيس
|
أنا السابق المقدام في كل غاية
|
جريت بها والغرم مني به خال ثابت
|
وإني وآبائي الكرام إلية
|
لكل المعاني المشكلات الفتى الخال الحسن المخيلة |
سبقت بجدي بل بجدي وما اعترى
|
جواد إذا ما جد في حلبة خال ضلع |
كأني من بحر ابن جعفر وارد
|
ومن يمنه ملقى على منكبي خال برد |
جرى في ميادين المكارم والعلى
|
إلى غاية ما كان يبلغها الخال الوهم
|
إذا قيس يوماً بابن قيس وجدته
|
هو الطود حلماً وابن قيس هو الخال الأكمه
|
ولما حوى في العلم كل فضيلة
|
له دون أهل العلم قد عقد الخال اللواء
|
أراك يوجد لا ينوء بـه الخـال
|
وفرط هوى إي والهوى بالي خال
|
فما أنت من سلمى به الدنف الخال
|
(أمن خدها الوردي أفتنك الخال
|
فسح من الأجفان مدمعك الخال)
|
فهل فاح في واديك طيب دلالها
|
وأسفر منها فيه صبـح كمالهـا
|
وهل بعد صد لاح بدر وصالهـا
|
(وأومض برق من محيا جمالها
|
لعينيك أمن ثغرها أومض الخال)
|
تتيه ارتفاعاً عنكك سلمى ولم تهن
|
إذ أنت عنها فرط حبك لم تصن
|
فقل إن تكن ترعى العهود ولم تخن
|
(وعلى الند ذياك القوم وإن يكن
|
تلاعب في أعطافه التيه والخال)
|
خيول الأسى ذاك القـوم أعنهـا
|
علي وكم من غارة قـد أشنهـا
|
رعى الله من لم ترع قلباً أكنهـا
|
(وللـه هاتيـك الجفـون فانهـا
|
على الفتك يهواها أخو العشق والخال)
|
إذا ما فنى صبري وقل مساعدي
|
فأفرط في لومي عذولي وحاسدي
|
قليل لها أفدي طريفـي وتالـدي
|
(مهاة بأمـي أفتديهـا ووالـدي
|
وإن لام عمي الطيب الأصل والخال)
|
فكم مهجة لمـا رمتهـا بلجـة
|
من الوجد والتبريح من غير حجة
|
وقادت ملوكاً مذ حوت كل بهجة
|
(ولما تولى طرفها كـل مهجـة
|
على قدها من فرعها عقد الخال)
|
فدع عنك ما خولت إن كنت مغرماً
|
وكن لهوى الغيد الحسان مسلمـا
|
أما كنت تدري بعد أن كنت مغرماً
|
(إذا فتكت أهل الجمـال فأنمـا
|
يهون على أهل الهوى الملك والخال)
|
إذا كنت ترعى الود في الجهر والخفا
|
فلا ترتكب نهج التباعد والجفـا
|
فليس الوفا إلا المـودة والصفـا
|
(وليس الهوى إلا المروءة والوفا
|
وليس له إلا امرء ماجد خال)
|
إذا لم ترد على الغـرام ونهلـه
|
فلا ترتكب ما ليس تستطيع حمله
|
فكم جاهل بالحب لم يعص جهله
|
(وكم يدعي بالحب من ليس أهله
|
وهيهات أين الحب والأحمق الخال)
|
قضينا الأسى فيها ولم تقض ديننا
|
وقرب وشك البين والصد حيننـا
|
بحق الهوى إن كنت أجمعت بيننا
|
(معذبتي لا تجحدي الحب بيننـا
|
لما اتهم الواشي فإني الفتى الخال)
|
أبت شيمتي إلا المـودة حرفـة
|
وإلا الوفا ما عشت في الدهر إلفة
|
ولي همة لم تكسني قـط خفـة
|
(ولي شيمة طابت ثنـاء وعفـة
|
تصاحبني حتى يصاحبني الخال)
|
أمرتجحة الأعطاف من نشوة الصبا
|
إليك فؤاداً فـي هـواك معذبـا
|
ويا ظبية تسبي بمقلتهـا الظبـا
|
(سلي عن غرامي كل من يعرف الصبا
|
ترى أنني رب الصبابة والخال)
|
صلي مغرماً ما خامر النوم جفنه
|
وما برح الوجد المبـرح شانـه
|
ولا تقبلي ممن غدا اللـوم فنـه
|
(ولا تسمعي قول الحسود فانـه
|
لقد ساء فينا ظنه السوء والخال)
|
فقل لعذولي أي صـب لحيتـه
|
وأي فـؤاد بالملــام فريتــه
|
ولم بنى جهلاً على اللـوم بيتـه
|
(سعى بيننا سعي الحسود فليتـه
|
أشل وفي رجليه أوثقه خال)
|
أما وثنايا مـا شربـت مدامهـا
|
هي الغصن ليناً حين هزت قوامها
|
بل البدر حسناً مذ أماطت لثامها
|
(وظبية حسن مذ رأيت ابتسامها
|
عشقت ولم تخط الفراسة والخال)
|
بدت تسحب الأردان من فرط تيهها
|
تحف بها من كل بيضاء شبههـا
|
بديعة حسن لم أطق وصف كنهها
|
(توهم طرفي في محاسن وجهها
|
فلاح له في بدر تلك السما خال)
|
بها حسن وجه قد كساها مهابـة
|
به فتنت من كل حـي عصابـة
|
حـري لمثلـي أن يحـن كآبـة
|
(إلى مثلها يرنو الحليـم صبابـة
|
ويعشقها سامي النباهة والخال)
|
إلى الله كم من خطرة بعد خطرة
|
أتاحت لقلبي زفرة بعـد زفـرة
|
وكم رمت من شوق أنادي بجيرة
|
(أيا ركب يفري الفلـاة بجسـرة
|
يباع بها النهد المطهم والخال)
|
ويا صاحب الوجناء عرج بها على
|
محل عليه بعدنـا حكـم البـلا
|
ويا راكباً قد شـق أفئـدة الفـلا
|
(بعيشك إن جئت الشآم فعج إلى
|
مهب الصبا الغربي يعن لك الخال)
|
وقف بي على رسم به العيش قد صفا
|
وربع لنا بالأمس قد كان مألفـا
|
وإن كنت من أهل المودة والصفا
|
(فسلم بأشواقي على مربع عفـا
|
كأن رباه بعدنا الأقفر الخال)
|
بما بننا من خالص الود والـولا
|
ترفق بقلبي عن هوى الغيد ما سلا
|
وبلغ سلامي مـن أود وإن قـلا
|
(وإن ناشدتك الغيد عني فقل على
|
عهود الهوى فهو المحافظ والخال)
|
فإن قلن هل يرعى أخو الود ودنا
|
وهل هو بعد البعد لم ينس عهدنا
|
فقل هو يرعى الود إن شط أودنا
|
(وإن قلن هل سام التصبر بعدنا
|
فقل صبره ولى وفرط الجوى خال)
|
أبت لي مقام الذل نفس كريمـة
|
توازرها مني على الدهر شيمـة
|
وإني أرى مذ بي تمادت عزيمة
|
(لكل جماح أن تمـادى شكيمـة
|
ولكن جماح الدهر ليس له خال)
|
وحان وخط الشيب بعـد بعـده
|
(واشتعل المبيض فـي مسـوده
|
مثل اشتعال النار في جزل الغضا)
|
صاح بأرجـاء شبـاب مغـدف
|
صبح مشيب شبه در الصـدف
|
وكأن من قبـل كليـل مسـدف
|
(فكان كالليل البهيـم حـل فـي
|
أرجائه ضوء صباح فانجلى)
|
لما ذكـا حبـي بقلبـي ونمـا
|
وذاع من مكنون سري ما اكتمى
|
أفاض مـا عبرتـي هـم طمـا
|
(وغاض ماء شرتي دهري رمى
|
خواطر القلب بتبريح الجوى)
|
فأصبح الدهر الخـؤون طاويـاً
|
محاسنـاً وناشــراً مساويــا
|
وقد غدا ربع السـرور خاويـاً
|
(وآض روض اللهو يبساً ذاويـاً
|
من بعد ما كان مجاج الثرى)
|
أتاح لي فـرط التنائـي صبـوة
|
ما تركـت قـط لقلبـي سلـوة
|
وأوهن الأعـراض منـي قـوة
|
(وضرم النأي المشـت جـذوة
|
ما تأتلي تسفع أثناء الحشا)
|
فكيـف لا يـذوب قلبـي كلفـا
|
ولا يسيـل دمـع عينـي أسفـا
|
والوجد قد صيـر قلبـي كنفـا
|
(واتخذ التسهيـد عينـي مألفـا
|
لما جفا أجفانها طيف الكرى)
|
هـم وحـزن وعنـا وكــدر
|
متصــل ودمــع منهمــر
|
إني وإن لم تحص ما بي فكـر
|
(فكلمــا لاقيتــه مغتفـــر
|
في جنب ما أساره شحط النوى)
|
لا تلحني إن ذاب قلبـي سقمـاً
|
أو أ، قضيـت أسفـاً وألمــا
|
ولا تسل إن سال دمعي عندمـا
|
(لو لابس الصخر الأصم بعض ما
|
يلقاه قلبي فض أصلاد الصفا)
|
مم البكا بعـد التجافـي ولمـن
|
والدهر قد ضن بما أعطا ومـن
|
وقد لحا عودك صرف ذا الزمن
|
(إذا ذوى الغصن الرطيب فاعلمن
|
أن قصاراه نفاد وثوى)
|
هل فرصة أحظى بها أو رخصة
|
تزورني فيهـا لمامـاً رخصـة
|
ومذ نأت من هي بي مختصـة
|
(شجيت لا بل أجرضتني غصة
|
عنودها أقتل لي من الشجى)
|
ما رمت كتم عبرتي عن حسدي
|
إلا وقـد أجريتهـا فـي كبـدي
|
هيهات أن يحمي شجوني جلدي
|
(إن يحم عن عيني البكا تجلـدي
|
فالقلب موقوف على سبل البكا)
|
جبت العـراق وعـره وسهلـه
|
وقـد وردت علــه ونهلــه
|
فقلت مذ لم تـر عينـي مثلـه
|
(إن العراق لـم أفـارق أهلـه
|
عن شنآن صدني ولا قلا)
|
كلا ولا شاهدت مـذ صادقتهـم
|
سواهـم ناسـاً ومـذ رافقتهـم
|
أصفيتهـم ودي ومـا نافقتهـم
|
(ولا أطبق عيني مـذ فارقتهـم
|
شئ يروق العين من هذا الورى)
|
لقيت منهم من إذا خطـب عـرا
|
كانوا شآبيب الندى لمـن عـرا
|
هم المحاريب الوثيقـات العـرا
|
(هم الشناخيب المنيفات الـذرى
|
والناس أدخال سواهم وهوى)
|
بنـو الألـى أو لهـم عليهــا
|
دان لهـم مـن الـورى عليهـا
|
هـم الغيـوث ساكـب ماذيهـا
|
(هـم البحـور زاخـر آذيهـا
|
والناس ضحضاح ثغاب وأضا)
|
قوم سموا هام السهـى بجدهـم
|
وقد علوا هـام العلـى بجدهـم
|
لا والـذي أتحفنــي بودهــم
|
(إن كنت أبصرت لهم من بعدهم
|
مثلاً فأغضيت على وخز السفا)
|
ولم تكـن تبصـر عينـي أبـدا
|
من الورى أكرم منهـم محتـدا
|
ولم أجد أعظـم منهـم سـؤددا
|
(حاشا الأميريـن الذيـن أوفـدا
|
علي ظلاً من نعيم قد ضفا)
|
هما سليلا أحمـد خيـر المـلا
|
الحسنيـن الأحسنيـن عمــلا
|
هما اللـذان أنقعـا لـي غلـلاً
|
(هما اللـذان أثبتـا لـي أمـلا
|
قد وقف اليأس بي على شفا)
|
فقدت من شرخ الصبـا ريقـه
|
أيـام يرعـى ناظـري رونقـه
|
ومـذ أحـال الدهـر رقرقــه
|
(تلافيـا العيـش الـذي رنقـه
|
صرف الزمان فاستساغ وحلا)
|
هما اللـذان أوردانـي مـورداً
|
عاد بي روض المنـى مـوردا
|
وأنتشاني بعد مـا كنـت سـداً
|
(وأجريا ماء الحيا لـي رغـدا
|
فاهتز غصني بعدما كان ذوى)
|
همـا اللـذان رفعـا نواظـري
|
وأعليا قـدري علـى نظائـري
|
وعندمـا قـد نفـدت ذخائـري
|
(هما اللـذان سمـوا بناظـري
|
من بعد أغضائي على لذع القذى)
|
كم ردني بعـد الرجـاء خائبـاً
|
مـن خلتـه أن لا يـرد طالبـا
|
وحيـن أصبحـت لـه مجانبـاً
|
(هما اللذان عمـرا لـي جانبـا
|
من الرجاء كان قدماً قد عفا)
|
وأولياني ما به النفـس اقتنـت
|
عزاً به عن درن الدنيا اغتنـت
|
وعوداني عـادة مـا امتهنـت
|
(وقلدانـي منـة لـو قرنــت
|
بشكر أهل الأرض طراً ما وفى)
|
بل كل من فوق الثرى عنها نكل
|
وحار بل أعيى عن بعض وكل
|
بل لم يف لسان كل مـن شكـل
|
(بالعشر من معشارها فكان كال
|
حسوة في آي بحر قد طما)
|
أحمد الله ربـي مـا أعاشنـي
|
إذ في ولاء المرتضى قد راشني
|
فلم أقـل وهـو بخيـر ناشنـي
|
(إن ابن ميكال الأمير انتاشنـي
|
من بعد ما قد كنت كالشئ اللقا)
|
ومذ وفى لي بالذي لـه ضمـن
|
وخصني بمـا بـه قلبـي أمـن
|
قلت أبو السبطين بالوفـا فمـن
|
(ومد ضبعي أبو العبـاس مـن
|
بعد انقباض الذرع والباع الورى)
|
ذاك علي المرتضى عقد الـولا
|
وصنو طه المصطفى خير الملا
|
ذاك الـذي رام المعالـي فعـلا
|
(ذاك الذي ما زال يسمو للعلـى
|
بفعله حتى علا فوق العلى)
|
وقد علا بالرغم مـن حسـوده
|
بجوده الضافـي علـى وفـوده
|
قلت وحـق القـول مـن ودوده
|
(لو كان يرقـى أحـد بجـوده
|
ومجده إلى السماء لارتقى)
|
إن كنت تشكو من أوار متلـف
|
فـرد نـداه بفــؤاد شغــف
|
وثـق إذا مـا كنـت ذا تلهـف
|
(ما إن أتى بحـر نـداه معتـف
|
يشكو أوار عيم إلا ارتوى)
|
فعد إلى مدح الحسين والحسـن
|
تأمن في مدحهما مـن الزمـن
|
أقــول لمقتعــد اليعملــات
|
يلف الوعوث علـى السجسـج
|
أنخهـا علـى ذكـوات الغـري
|
وفـي بـاب حيـدرة عــرج
|
على أسد الغاب بحـر الرغـاب
|
مغيث السغاب سـرور الشجـي
|
وصي الرسـول وزوج البتـول
|
ومعطي السؤال إلـى المرتجـي
|
أبي الحسنيـن وطلـق اليديـن
|
إذا العـام ضـاق ولـم يفـرج
|
وقل يا يد اللـه فـي الكائنـات
|
ويا وجهه فـي الظلـام الدجـي
|
سلـام عليـك بصـوت رقيـق
|
من الخطب والكرب لم يخـرج
|
أتيتــك ملتجــأ منهمـــا
|
لأنـك أنـت حمـى الملتجـي
|
وجئـت وأيقنـت أن يصــدا
|
طريديـن عنـي مهمـا أجـي
|
فمثلك من كـف عنـي الهمـوم
|
وألحـب فـي أعينـي منهجـي
|
تجلـى فصيـر ليلـي نهــاراً
|
هلال على غصـن بـان أنـارا
|
وزار فأزرى شمـس الضحـى
|
شروقاً وظبـي الكنـاس نفـارا
|
وبات يعاطـي المـدام الندامـى
|
فطوراً يمينـاً وطـوراً يسـارا
|
يديـر كـؤوس المـدام فكــم
|
من الصـد كـأس المـدام أدارا
|
عقـاراً شربنـا ولكـن مــن
|
لمن ثغره قـد شربنـا العقـارا
|
إلى أن تجلى ضيـاء الصبـاح
|
وأثقـب زنـداً لينـار شـرارا
|
بدت نار خديه تجلـى الكـؤوس
|
فآنست من جانب الكـأس نـارا
|
رشـأ كلمــا سمتــه زورة
|
تباعـد عنـي وأبـدى ازورارا
|
فأغـدو كليـم الحشـا أشتكـي
|
أواراً بقلبـي أبـى أن يـوارى
|
بنفسـي غـزالاً إذا مـا رنــا
|
يفوق غزال الصريـم احـورارا
|
وبـي أفتـدي شادنـاً إن شـدا
|
ترانا سكارى ولسنـا سكـارى
|
ولمـا تبـدى علــى خــده
|
اخضرار العذار خلعت العـذارا
|
أبـى القلـب إلا هـواه كمــا
|
أبى اللـه إلا لموسـى افتخـارا
|
كريـم تــردى رداء التقــى
|
وأقسـم إلا المعالـي شعــارا
|
هـو الجوهـر الفـرد والعيلـم
|
المحيط بغـر العلـوم اختبـارا
|
أخو عزمـات تزيـل الجبـال
|
ورب هبـاة تمــد البحــارا |
وبحر علوم أبى أن تحد |
وبدر معال بدا فاستنار |
فتى فضلـه شـاع حتـى غـدا |
كشمس النهار علـى واشتهـارا |
نأى فغـدا القلـب مـن بعـده |
حليف جوى لا يطيق اصطبـارا |
وآب فـآب إلينــا الســرور |
وغادرنا الأنـس فيـه جهـارا |
فيـا أيهـا الماجـد المرتجـى |
لكشف الكروب إذا الدهر جـارا |
قلـب يقلـب غربـه عزمـات
|
للدهـر دون مضائهـا وثبـات
|
قد ضقت ذرعاً بالزمان وأهلـه
|
والمـوت فيـه للأبـي حيــاة
|
والدهر يعلم أننـي حـرب لـه
|
للدهـر عـادات ولـي عـادات
|
طهر ثياب النفس فالآمـال فـي
|
هـذا الزمـان بلؤمـه قـذرات
|
سألوذ بالصبر الجميـل تكرمـاً
|
وأغض حتى تخضع الحاجـات
|
حسب الفتى من دهره مال وقى
|
عرضاً وإن لم تبلـغ الشهـوات
|
فالنخل قد حمدت بما نفعت وما
|
انتفعت وقد حفت بها الثمـرات
|
إنا بنو زاكـي النجـار وماجـد
|
طابت له الحركـات والسكنـات
|
جدي الذي اختار المبيت على الطوى
|
زهـداً تخلـل عيشـه تبعـات
|
وأبي الذي ترك الدنية وصلهـا
|
وجرت عليهـا منـه تطليقـات
|
ومضى نقي الثوب عن أدرانهـا
|
لـم تعتلـق منهـا بـه تبعـات
|
باب قد ابتلي الأنـام بـه فمـن
|
لـم يأتـه تأتـي لـه الهلكـات
|
خلق السموات الطباق وما حوت
|
لكــم وعلــم آدم أسمائكــم
|
ما استغنت الدنيا بشـيء عنكـم
|
كـلا ولا ضراتهـا بسواكــم
|
أنتم صنائع ربكم والخلـق بعـد
|
صنائـع لكـم فمـا أغناكــم
|
ما لواصفون لمجدكم وعقولهـم
|
كلت ولم تبلغ حضيض علاكـم
|
إلا كأكمة ناعت شمس الضحـى
|
حرصاً ومن ذا يستطيـع ثناكـم
|
شرفاً بني خيـر الأنـام محمـد
|
اللـه فضلكـم بمــا آتاكــم
|
لولا الغلو لقلت إن الله قد حـف
|
أمر هذا الخلـق حيـن براكـم
|
ولقد عرفنـا ربنـا بكـم ومـا
|
كنـا لنعـرف ربنـا لولاكــم
|
سعد الـذي والاكـم وأطاعكـم
|
وإلى الشقاء يعود مـن عاداكـم
|
حرام لعيني أن يجف لها قطـر
|
وإن طالت الأيام واتصل العمـر
|
وحجر على الأيام منـي كآبـة
|
بأن تطعم التغميض ما بقي الدهر
|
وما لعيون لا تجـود دموعهـا
|
همولاً وقلب لا يذوب جوىً عذر
|
على أن طول الوجد لم يبق عبرة
|
وإن مدها من كل جارحة بحـر
|
كذا فليجل الخطب وليفدح الأسى
|
ويصبح كالخنساء من قلبه صخر
|
لفقد إمـام طبـق الكـون رزؤه
|
وحالت عليه الشمس والأنجم الزهر
|
وماجت له السبع الطباق ودكدكت
|
له الشامخات الشهب وانخسف البدر
|
ورجت له الأرضون حزناً وزلزلت
|
وضجت على الأملاك أملاكها الغر
|
وقد لبست أكناف مكة والصفـا
|
عليه ثياب الحزن وانهتك الستر
|
وهد له ركن الحطيـم وزمـزم
|
تفور منها الماء وانهدم الحجـر
|
(موسى بن جعفر والجواد ومن هما)
|
للخلـق كالـأرواح للأجســاد
|
بهما الوجود قد استفاد لأن همـا
|
(سر الوجـود وعلـة الإيجـاد)
|
(هذا غياث الخائفين وذاك غي)
|
ظ الحاسدين ومضمري الأحقـاد
|
بل ذا مغيث الصارخين وذاك غي
|
(ث للوفود وروضـة المرتـاد)
|
(ملكا الوجود فطوقا بالجود عا)
|
فيـه وقـاد قماقـم الأمجــاد
|
حتى برفد نداهما قد زيـن عـا
|
(طل كل جيـد للأنـام وهـاد)
|
يمينـاً قـدك الرمـح الردينـي
|
ولحظك حد ماضـي الشفرتيـن
|
وهما جرحا حشاي بغير ذنـب
|
وكـان كلاهمـا لـي قاتليــن
|
نأيت فلـم تنـم عينـاي ليـلاً
|
كأنـك كنـت نـوم المقلتيــن
|
فرفقاً بـي وإلا صحـت أنـي
|
قتلت وأنت مخضـوب اليديـن
|
وهبتك مهجتـي حتـى إذا مـا
|
ملكت مطلتني وعـدي ودينـي
|
فحسبك أدمعي ونحول جسمـي
|
فقـد كانـا بذلـك شاهديــن
|
فصلني قبـل بينـك أو فعدنـي
|
فقدحان السلـام عليـك حينـي
|
هي رامة مأوى الظباء ومألـف
|
الخود الحسان ومسقـط الـآرام
|
من كل ظامية الوشـاح خريـدة
|
وأغن مخطوف الحشاشة ظامي
|
أنا للهوى مادام غصن شبيبتـي
|
غـض وأيـام الصبـا أيامـي
|
فالآن إذ علق المشيب بمفرقـي
|
وأقـام فـي فـودي أي مقـام
|
ألقيت أعباء الهوى عن عاتقـي
|
وجذبت من كف الغرام زمامـي
|
كم من فتى صعب المقاود مبلـغ
|
ألجمتـه مـن مقولـي بلجــام
|
أمسى يعيرني بنظـم قصائـدي
|
ويلح في عذلي وفـرط ملامـي
|
أتراه أزري بالشريـف نظامـه
|
أم عيب لإي نظـم أبـو تمـام
|
لا تخل يجديه لـو رام اعتـذارا
|
ألف الشيـب وملتـه العـذارى
|
وتقضـت صبـوة كـان بهـا
|
يتخطـى للهـوى داراً فــدارا
|
لا تذمـي غـررا مـن شعـره
|
أنها كانت لذي الرشـد شعـاراً
|
كان ليلا داجيـاً فـي مفرقـي
|
فتجلـى بيـن فـودي نهــارا
|
صفقة في الدهر قـد عاجلتهـا
|
أصبحت والحب غبناً وخسـارا
|
ما اعتـذاري للعـذارى بعدمـا
|
طرزت ناصية الشيـب العـذارا
|
لا أرانـي طـارداً عـن لمتـي
|
مستجيراً بين فـودي استجـارا
|
وبشيـراً بالنهـى قـد زارنـي
|
وهلـالاً بيـن فـودي أنــارا
|
لتـراه الغيـد عـاراً للفتــى
|
وأراه قـد نفـى عنـي عـارا
|
كم غروري في أصيحاب الهوى
|
فمتى أصحب غربـاً وغـرورا
|
لا أذم الأرض ما كانـت دمـاً
|
وسما العلياء ما كانـت غبـارا
|
فأغيـري يـا جيـادي للعلـى
|
فلقد خلى لـك الدهـر المغـارا
|
وأقلـي للغـوى كــل فتــى
|
كيفما دارت لاحى الهيجـاء دارا
|
وإلـى المنتظـر المهـدي قـد
|
أوقفوا جامحة العـزم انتصـارا
|
رقبوا الداعي متى يدعـو بهـم
|
نهـض القائـم بالثـأر وثـارا
|
ومقيـم الديـن مـن تأويــده
|
بعدما عاجلـه البغـي انتظـارا
|
يمـلأ الآفـاق قسطـاً بعدمـا
|
عسعس الجور عليهـن وجـارا
|
أخلـدت آبـاؤه الغــر لــه
|
في نعيم العز فضلاً لـن يعـارا
|
سل بهم ربع العلا كـم شيـدوا
|
للعلـى بيتـاً وللمجـد منــارا
|
ملـأوا الدنيـا سماحـاً ونـدى
|
وسنـاءاً وعــلاءاً وفخــارا
|
كم حسود رام يطـوي فضلهـم
|
وأبـى اللـه لـه إلا انتشــارا
|
أتـرى شملنـا يكـون جميعـاً
|
فنحيـي بعـد البعـاد الربوعـا
|
فعلـى شوكـة القتـاد مهـادي
|
وعلى جمرة طويـت الضلوعـا
|
ما تذكرت أربعـا كنـت فيهـا
|
متضلـلاً إلا أذلـت الدموعــا
|
كنـت فيهـا منعمـاً فرمتنـي
|
بنوى تمـلأ الغـرام صدوعـا
|
يا لي الله مـن صريـع ندامـى
|
لست بالخـرد الملـاح صريعـا
|
حتى متى تبقى بظهر الغيب محتجبا
|
ما آن أن تطلب الثأر الذي وهبا
|
وما انتظارك بالهنـدي تغمـده
|
رفقاً أما آن أن تستلـه عضبـا
|
ومـا لخيلـك ملقـاة أعنتهــا
|
ما آن في جريها أن تدرك الطلبا
|
سقوا أباك بكأس مـر مطعمـه
|
ما آن تسقيهم الكأس الذي شربـا
|
فكم لكم من دم في كربلا هرقوا
|
وكم لكم عندهم حق قد اغتصبـا
|
جرد حسامك واطلب فيه ثاركـم
|
فالثأر يدركه الموتور إن طلبـا
|
تطوف ملوك الأرض حول جنابه |
وتسعى لكي تحظى بلثـم ترابـه |
فكان كبيت الله بيـت عـلا بـه |
(تزاحم تيجان الملوك ببابه |
ويكثر عند الإستلام ازدحامها) |
أتاه ملوك الأرض طوعاً وأملت |
مليكاُ سحاب الفضل منه تهللـت |
ومهما دنت زادت خضوعاً به علت |
(إذا ما رأته من بعيد ترجلت |
فإن هي لم تفعل ترجل هامها) |
علي أبوكم كان أفضـل منكـم
|
أباه ذوو الشورى، وكانوا ذوي فضل
|
وساء رسول الله إذ سـاء بنتـه
|
بخطبته بنت اللعين أبـي جهـل
|
فذم رسول اللـه صهـر أبيكـم
|
على منبر بالمنطق الصادع الفصل
|
وحكم فيهـا حاكميـن، أبوكـم
|
هما خلعاه خلع ذي النعل للنعـل
|
وقد باعها من بعده الحسن ابنـه
|
فقد أبطلا دعواكم الرثة الحبـل
|
وضيعتموها وهي في غير أهلها
|
وطالبتموها حين صارت إلى الأهل
|
ألا عد عن ذكري بثينة أو جمل
|
فما ذكرها عندي يمر ولا يحلي
|
وما أطربتني البيض غير صحائف
|
محبرة بالفضل ما برحت شغلي
|
وعوج يقيم الاعوجاج انسلالهـا
|
إذا حان منها الحين حنت إلى السل
|
وعد للألى هم أصل كل فضيلة
|
ويمم منار الفضل من ربعه الأصلي
|
وعرج على الأطهار من آل هاشم
|
فهم شرفي والفخر فيهم وهم أصلي
|
وسلم على خير الأنـام محمـد
|
وعترته الغر الكرام أولي الفضل
|
وخص علياً ذا المناقب والعلـى
|
وصي النبي المرتضى خيرة الأهل
|
وبث لهـم بثـي فإنـي فيهـم
|
أكابد أقوامـاً مراجلهـا تغلـي
|
وقل للذي خاض الضلالة والعمى
|
ومن خبط العشواء في ظلمة الجهل
|
ومن باع بالأثمان جوهرة الهدى
|
كما باع بالخسران جوهرة العقل
|
هجوت أناساً في الكتاب مديحهم
|
وفي العقل بان الفضل منهم وفي النقل
|
ولفقت زوراً كادت السبع تنطوي
|
لهو والجبال الشم تهوي إلى السفل
|
علوا حسباً من أن يصابوا بوصمة
|
فيدفع عن أحسابهم أنا أو مثلـي
|
ولكن أبت صبراً نفـوس أبيـة
|
وأنف حمي لا يقر علـى الـذل
|
ألا قل لمروان الحمار أخي الجهل
|
ومن باع رشد النفس بالرفد والبذل
|
هجوت علياً ذا المناقب والعلـى
|
لحنك اللواحي ما اعتذارك للفضل
|
وبعت الهدى والرشد من أسفه الورى
|
فيا صفقة المغبون من ضيعة العقل
|
فاصغ إلى قولي وهل أنا مسمـع
|
غداة أنادي الهائمين مع الوعـل
|
علي أبونا كـان الطهـر جدنـا
|
له ما له إلا النبوة مـن فضـل
|
وبلغ فيه المصطفى أمـر ربـه
|
على منبر بالمنطق الصادق الفصل
|
وأنزلـه منـه بمنزلـة مضـت
|
لهارون من موسى بن عمران من قبل
|
وشبهـه بالأنبيــاء لجمعــه
|
جميع الذي فيهم من الفضل والنبل
|
أباة أباة الفضل وانطلقـوا إلـى
|
هواهم فضلوا عاكفين على العجل
|
أبوا حيدراً إذ ليس فيهم مشاكـل
|
له في العلى والشكل أميل للشكل
|
أبوة ويأبى الله إلا الـذي أبـوا
|
وهل بعد حكم الله حكم لذي عدل
|
وما هم خير الخلق قط بخطبـة
|
حياة البتول الطهر فاقدة المثـل
|
بذا أخبر المختار والصدق قولـه
|
أبو حسن ذاك المصدق في النقل
|
فأضحى بريئـاً والنبـي مبرئـاً
|
فقد أبطلوا دعواكم الرثة الحبـل
|
بذلك فاعلم جهل قـوم تحدثـوا
|
بخطبة بنت اللعين أبـي جهـل
|
وليس علي حـاش للـه بالـذي
|
يسوء أخاه المصطفى سيد الرسل
|
وهل ساء نفساً نفسها وسرورها
|
إذا سرها مر المساءة من محـل
|
ولا ضره جهل ابن قيس وقد هوى
|
ودلاه جرو العاص في الدحض الزل
|
فقد بان عجز الأشعري وبجـره
|
وما كان بالمرضي والحكم العدل
|
نهاهم عن التحكيم والحكم بالهوى
|
فلم ينتهوا حتى رواسبه الجهـل
|
وحاولت نقصاً من علي وإنمـا
|
نقصت العلى إن كنت تعقل ما تملي
|
فما علـت العليـاء إلا بمجـده
|
ولو خلع العلياء خرت إلى السفل
|
وقست العلى بالنعل وهي بقلبهـا
|
مواقعها جيـد اللعينيـن العجـل
|
فبشراكـم بالنعـل تتبـع لعنـة
|
مضاعفة من تابعي خاصف النعل
|
وما شان شأن المجتبى سبط أحمد
|
مصالحة الباغي الغوي على دخل
|
فقد صالح المختار من صالح ابنه
|
وصد عن البيت الحرام إلى المحل
|
وقال خطيباً فيـه ابنـي سيـد
|
يكف به الله الأكف عـن القتـل
|
كما كف أيديكـم بمكـة عنهـم
|
لما كان في الأصلاب من طيب النسل
|
فتلك شكاة ظاهر عنـه عارهـا
|
وإن مال فيها العاذلون إلى العذل
|
لئن كنتم أنكرتـم حسنـاً أتـى
|
به الحسن الأخلاق والحسن الفعل
|
ففي مثلهـا ذم الذميـم محمـداً
|
على صلحه كفار مكة من قبـل
|
وسماه بعض الناصبيـن دنيـة
|
فطابقتموه واحتذى النعل بالنعـل
|
وقلتم أضاعوهـا كذبتـم وإنمـا
|
أضيعت بكم لما انطويتم على الغل
|
وهل يطلبون الأمر من غير ناصر
|
أو النصر ممن لا يقيم علـى إل
|
فمهلاً فإن اللـه منجـز وعـده
|
وموهن كيد الكافرين على مهـل
|
زعمتم بني العباس عقدة أمرهـا
|
وما صلحوا للعقد يوماً ولا الحل
|
وجدهم العبـاس أفضـل منهـم
|
وما دخل الشورى ولا عد المفضل
|
وقد نصبوا التيمي قدمـاً لسنـه
|
وقد رفضوا شيخ الكهول أبا الفضل
|
لقد ظلموا العباس إن كان أهلهـا
|
وإن لم يكن أهلاً فما الولد بالأهل
|
فما بالكـم صيرتموهـا لولـده
|
وأثبتم للفرع ما ليـس للأصـل
|
وقد بذل العباس نصـرة حيـدر
|
وبيعته بعد النبـي بـلا فصـل
|
وكان بحق الطهر كالحبر نجلـه
|
عليماً وأكرم بابن عباس من نجل
|
ولكن أبى الأحفاد سيـرة دهـم
|
فجدوا بظلم الطيبين من النسـل
|
أساؤوا إلى الأهلين فاجتث أصلهم
|
وبادوا كما بادت أمية من قبـل
|
فسل عنهم الزوراء إذ باد أهلهـا
|
فأمست لفقد الأهل بادية الثكـل
|
أبيد بها خضـراء ذات سوادهـا
|
وأضحت بها حمراء من حلب النصل
|
وإن شئت سل أبناء يافث عنهـم
|
فعندهم أبناء صدق مـن الكـل
|
فكم ترك الأتـراك كـل خليفـة
|
ببغداد خلقاً لا يمـر ولا يحلـي
|
وكمك قلبوا ظهر المجن لهم بها
|
وكم خلعوهم خلع ذي النعل للنعل
|
وكم قطع الجبار دابـر ظالمـي
|
أولي عدله والحمد لله ذي العدل
|
مشين لنا بيـن ميـس وهيـف
|
فقـل بالقنـاة وقـل بالنزيـف
|
على كل غصن ثمـار الشبـاب
|
من مجتنيهـا دوانـي القطـوف
|
ومن عجب الحسـن أن الثقيـل
|
منـه يـدل بحمـل الخفيــف
|
خليلي ما خبـر مـا تبصـران
|
بيـن خلخالهــا والشنــوف
|
سلانـي بهـا فالجمـال اسمـه
|
ومعنــاه مفســده للعفيــف
|
أمـن (عربيـة) تحـت الظلـام
|
تولـج ذاك الخيـال المطيـف؟
|
سرى عينهـا أو شبيهـاً تكـاد
|
يفضح نومـي بيـن الضيـوف
|
يعـز علـي ارتقـاء المنــون
|
إلى جبـل منـك عـال منيـف
|
ووجهـك ذاك الأغـر التريـب
|
يشهر وهو على الشمس موفـي
|
فأنـت وإن دافعـوك الإمــام
|
وكـان أبـوك برغـم الأنـوف
|
لمن آيـة البـاب يـوم اليهـود
|
ومن صاحب الجن يوم الخسيف
|
ومن جمع الدين في يوم (بـدر)
|
و (أحد) بتفريق تلك الصفـوف
|
أغيـر أبيـك إمــام الهــدى
|
ضياء النـدي هزبـر العزيـف
|
تفلل سيف به فللـوك الزائريـن
|
لسود خزيـاً وجـوه السيـوف
|
أمـر بفـي عليــك الزلــال
|
وآلـم جلـدي رفيـع الشفـوف
|
أنشرك مـا صحـب الزائريـن
|
أم المسك خالط ترب الطفـوف؟
|
كأن ضريحـك نشـر الربيـع
|
هـب عليـه نسيـم الخريـف
|
ستصرفنـي نـزوات الهمــوم
|
بالــأدب الجــد إن أهــزلا
|
وتنحـت مـن طرفـي زفـرة
|
مباردهـا تأكــل المنصــلا
|
وأعـرى مياميـن آل النبــي
|
إن نسـب الشعـر أو غــزلا
|
بنفسـي نجومهـم المخمــدات
|
ويأبى الهدى غيـر أن تشعـلا
|
وأجسام نور لهم فـي الصعيـد
|
تملــؤه فيضــيء المـــلا
|
ببطن الثرى حمل ما لم تطيـق
|
على ظهرها الأرض أن تحمـلا
|
تغيـض وكانـت نـدىً أبحـراً
|
وتهـوي فكانـت عـلاً أجبـلا
|
تعـود بمـن شرفتـه تظــام
|
وتبلـى إلـى مـن بـه تبتلـى
|
سل المنجدين لهم فـي الفخـار،
|
أيـن سمـت شرفـات العـل: |
بمـن باهـل اللــه أعــداءه
|
فكـان الرسـول بهـم أبهـلا؟
|
وهـذا الكتــاب وإعجــازه
|
على من؟ وفي بيت من؟ نـزلا
|
(وبدر) و (بدر) به الديـن تـم
|
مـن كـان فيـه جميـل البـلا
|
ومن بات والموت فـوق الفـرا
|
ش لـه فاديـاً وبــه مبــدلا
|
ومـن خـم فسـل حنيـن لـه
|
وقد نشر الخطب له واستفحـلا
|
وعمـرو الزبيـدي مـن قـاده
|
وعمـرو بـن ود بمـن جـدلا
|
ومن شـل مـن خبيـر أسدهـا
|
وأغمـد فـي ريهـا المنصـلا
|
وقـد نـام قـوم سـواه وقـام
|
فمـن كـان أفقـه أو أعـدلا؟
|
بمن فصل الحكم يوم (الجنيـن)
|
فطبـق فـي ذلـك المفصـلا؟
|
ببــاع أطيــل بتفضيلهــا
|
كفى معجـزاً ذكرهـا مجمـلا
|
يمينـاً لقـد سلـط الملحــدون
|
على الحـق أو كـاد أن يبطـلا
|
فلولا ضمان لنا فـي الظهـور
|
قضى جدل القـول أن نخجـلا
|
أألله يا قـوم، يقضـى (النبـي)
|
مطاعاً فيعصـى ومـا غسـلا!
|
ويوصي فيحرص دعوى عليـه
|
فـي تركـه دينـه مهمــلا!
|
ويجتمعـون علــى زعمهــم
|
وينبيـك (سعـد) بـم أشكــلا
|
فيعقـب أجماعهـم أن يبيــت
|
مفضولهـم يقــدم الفضــلا
|
وأن ينـزع الأمـر مـن أهلـه
|
بـأن (عليــاً) لــه أهــلا
|
وسـاروا يحيطـون فـي آلـه
|
بظلمهــم كلكــلا كلكـــلا
|
تـدب عقـارب مـن كيدهــم
|
فتفنيهــــــــم أولاً أولا
|
أضاليل ساقت مصاب (الحسين)
|
وما قبـل ذاك ومـا قـد تـلا
|
(أميــة) لابســة عارهــا
|
وإن حقـق الثـأر أو حصــلا
|
يا جيرة الحـي وأهـل الصفـا
|
قد بـرح الوجـد بنـا والخفـا
|
قد لاح لي من أرضكـم بـارق
|
ذكرنـي رسمـاً لسلمـى عفـا
|
فقلت أهـلاً يـا أهيـل التقـى
|
وإن بـدا منهـم أشـد الجفــا
|
هيهـات أجفوهـم وقلبـي لهـم
|
لم يـر عنهـم أبـداً مصرفـا
|
يـا سيـداً بـرز فـي فضلـه
|
يعرف هـذا كـل مـن أنصفـا
|
جاء كتـاب منـك تشكـو بـه
|
جفاء خل عنـك لـن يصدفـا
|
لي همة فوق هام المجد قد ضربت
|
سرادقاً للعلى فوق السهى نصبت
|
ونفس قدس لحب المرتضى رغبت
|
(لا عذب الله أمي أنهـا شربـت
|
حب الوصي وغذتني من اللبن)
|
بشرى لها مذ أتت تمشي على سنن
|
من الموالات في سر وفي علـن
|
قد قرطت بحلى من فخرها أذني
|
(وكان لي والد يهوي أبا حسن فصرت
|
من ذي وذا أهوى أبا حسن)
|
هي المعالي فمن لا يرق غاربها
|
لـم يجـده النسـب الوضـاح
|
أكرم ببطن الثرى عن وجهه بدلاً
|
إن لم تنل رتبة من دونها الرتب
|
كفاك في ترك عيش الذل موعظة
|
يوم الطفوف ففي إنبائه العجـب
|
قطب الحرائب يطوي للسباسب من
|
فوق النجائب أدنى سيرها الجنب
|
يحمي عن الدين لا يلوي عزيمته
|
فقد النصير ولا تثني لها النـوب
|
وكيف تثني صروف الدهر عزمته
|
وهي التي من سناها تكشف الكرب
|
لم أنسه لمحاني الطف مرتحـلاً
|
تسري به القود والمهرية النجب
|
حتى أناخ عليها في جحا جحـة
|
تهون عندهم الجلى إذا غضبـوا
|
أسود غاب يريع الموت بأسهـم
|
ولا تقوم لها أسد الوغى الغلـب
|
الضاربو الهام لا يردى قتيلهـم
|
والسالبو الشوس لا يرتد ما سلبوا
|
إيمانهم في الوغى ترمي بصاعقة
|
وفي الندى من حياها تخجل السحب
|
واسوا حسيناً وباعوا فيه أنفسهم
|
ووازروه وأدوا فيه مـا يجـب
|
حتى تولوا وولى الدهر خلفهـم
|
وما بقي للعلى حبـل ولا سبـب
|
وظل سبط رسول اللـه منفـرداً
|
لا معشر دونه تحمي ولا صحب
|
ليث تظل لـه الآسـاد مطرقـة
|
وعن ذراعيه أسد الغاب تنتكـب
|
إذا تجلى عن الأغماد صارمـة
|
تجلت الشوس أعلا قصدها الهرب
|
ما زال في غمرات الموت منغمساً
|
وزاخر الحتف بالآجال يضطرب
|
إذا أحكت بزند البـرق جانبهـا
|
لا يرعوي رعدها الرجاس إرجافا
|
قم فانتشطها فقد أزرى العقال بها
|
كوماً تلاطم وجه الأرض إخفاقا
|
إذا حللنا بساحات الغـري فقـد
|
نزلن عند أبي السبطين أضيافـا
|
يقري السواغب في الدنيا ويمنحها
|
جنات عدن بيوم الحشـر إلفافـا
|
ذاك ابن عم رسول الله أكرمهـم
|
يداً وأسمحهـم بالهـز أعطافـا
|
إلا خلني والجفن يجري حشاشة |
فقـد الدمـع المطيـل رشاشـة |
ولا تطلب لي في الزمان انتعاشه |
(أبعد بني الزهراء أرجو بشاشة |
من العيش أو أرجو رخاء من الدهر) |
أولئك آل اللـه أقصـى دليلهـم |
إلى الله في مسراهـم ومقيلهـم |
هم المعسفو أهل الرجا بجميلهـم |
(غطارفة زهر مضوا لسبيلهم |
فلهفي على تلك الغطارفة الزهر) |
إذا ما أرى خيراً فمنهـم بلغتـه
|
وإن أختش شراً ففيهـم دفعتـه
|
فهم حاضري في كل شيء رجوته
|
(يذكر فيهم كل خير رأيته وشر فما انفك
|
جمال الجلـال، جلـال الجمـال
|
جميل الخصال، حميـد الخلـال
|
بعيـد المنـال، عديـم المثـال
|
(هزبر النزال، وبحـر النـوال
|
وشمس الكمال التي لا توارى)
|
بـه المجـد نـال عـلا رتبـة
|
وزان بـه الحلـم فـي هيبــة
|
ومـا رد راجيـه فـي خيبـة
|
(له ردت الشمـس فـي طيبـة
|
على عهد خير البرايا جهارا)
|
أبـان الإلــه بــذا أمــره
|
وأعلـى بتكريرهــا قــدره
|
ففي يثـرب قـد جلـت ذكـره
|
(وفي بابـل فقضـى عصـره
|
أداءً ففاق البرايا جهارا)
|
علـى شوقهـا لسنـاه السنـي
|
فردت تحيـي المحيـا الوضـي
|
ففي الحالتين اكتست خيـر زي
|
(وردت له ثالثـاً فـي الغـري
|
ترى قبة ألبسوها نضارا)
|
فيـا قبــة زانهــا مشهــد
|
لمن فضلـه الدهـر لا يجحـد
|
سنا نورهـا فـي السمـا يوقـد
|
(هـي الشمـس لكنهـا مرقـد
|
لظل المهيمن جل اقتدارا)
|
هي الشمس من غير حر يذيـب
|
ولا ضيـر فيهـا لنـاءٍ قريـب
|
لقـد طالعتنـا بأمـر عجيـب
|
(هي الشمـس لكنهـا لا تغيـب
|
ولا يحسد الليل فيها النهارا)
|
هي الشمس جلـت ظلـام العنـا
|
وبشرنــا سعدهــا بالمنــى
|
فـلا الليـل يسترهـا إن دنـا
|
(ولا الكسف يحجب منها السنـا
|
ولم تتخذ برج نحر مدارا)
|
هي الشمس تبهر فـي حسنهـا
|
ويهدي لنا اليمـن فـي يمنهـا
|
وتمحو دجى الخوف عن أمنهـا
|
(هي الشمس والشهب في ضمنها
|
قناديلها ليس تخشى استتارا)
|
بـدت وهـي تزهـو بدريــة
|
منمقــــة أرجوانيـــــة
|
شقيقــة حســن شقيقيـــةٍ
|
(عـروس تجلــت بورديــةٍ
|
ولم ترض غير الدراري نثارا)
|
هوت نحوها الشهب غب ارتفاع
|
لتعلـو بتقبيـل تلـك البقــاع
|
ولم ترض عن ذا الجناب اندفاع
|
(فها هي في تربهـا والشعـاع
|
جلاها لعينيك دراً صغارا)
|
عروس سبـت حسـن بلقيسهـا
|
وعم الورى ضـوء مرموسهـا
|
زهت فزهـى حسـن ملبوسهـا
|
(بدت تحـت أحمـر فانوسهـا
|
لنا شمعة نورها لا يوارى)
|
هو الشمع ضـاء بأبهـى نمـط
|
وقـد قميـص الدياجـى وقـط
|
كفانا سنـا النـور منهـا فقـط
|
(هو الشمع ما احتاج للقـط قـط
|
ولا النفخ أطفأه مذ أنارا)
|
جلـى للمحـب دجـى كربــه
|
وأهـدى الضيـاء إلـى قلبــه
|
ترفـرف شوقـاً إلـى قربــه
|
(ملائكـة العـرش حفـت بـه
|
فراشاً ولم تبغ عنه مطارا)
|
فيـا قبـة سـاد منهـا المحـل
|
بعـز فتــي للأعــادي أذل
|
ولا عجب حيـن فيهـا استقـل
|
(هي الترس ذهب ثم استظل بـه
|
فارس ليس يخشى افتقارا)
|
غمامــة تبرجلــت غمــة
|
أظلـت وكـم قـد هـدت أمـة
|
ومرجانــة بهــرت قيمــةً
|
(وياقوتـة خرطــت خيمــة
|
على ملك فاق كسرى ودارا)
|
كحوريـة قـد ذكـت معطـرا
|
وكالجلنــار زهــا منظــرا
|
ولـون شقيـق سمـا مفخــرا
|
(وحق عقيـق حـوى جوهـرا
|
تخطى الجبال وعاف البحارا)
|
عقيق يفوق الحلـى فـي حلـاه
|
غـداة تسامـى بأعلـى علـاه
|
إلى حيدر ليـس يبغـي سـواه
|
(ولم يتخذ غيـر عـرش الإلـه
|
له معدنا وكفاه فخارا)
|
فكـم قـد عرتنـا بهـا زهـوةُ
|
لدى سكـرة مـا لهـا صحـوة
|
فقلـت ولـي نحوهـا صبـوةُ
|
(حميـا الجنـان لهـا نشــوة
|
تسر النفوس وتنفي الخمارا)
|
فيا لك صهباء فـي ذا الوجـود
|
تجلـت أشعتهـا فـي السعـود
|
ترى عندها الناس يقظى رقـود
|
(إذا رشفتهـا عيـون الوفــود
|
تراهم سكارى وما هم سكارى)
|
هي الطود طالت بأعلـى العـلا
|
ولم ترض غير السهـا منـزلا
|
غـدت لعلـي العلـى موئــلاً
|
(عجبت لهـا إذ حـوت يذبـلا
|
وبحر بيوم الندى لا يجارى)
|
فيا أيهـا التبـر قـدك اغتنـم
|
فخارا وركـن العلـى فاستلـم
|
فما زلـت اطلـب برهـان لـم
|
(وكنت أفكـر فـي التبـر لـم
|
غلا قيمةً وتسامى فخارا)
|
وكيف غـدا وهـو مستظـرف
|
وبيـن السلاطيـن مستطـرف
|
مطـل علـى هامهـم مشـرف
|
(إلى أن بـدا فوقهـا يخطـف
|
النواظر مهما بدا واستنارا)
|
فثـم تسامـى إلــى رتبــة
|
تسامـت ونـال علـى نسبــة
|
ولم يخش في الدهر مـن سبـة
|
(ومـا يبلـغ التبـر مـن قبـة
|
بها عالم الملك زاد افتخارا)
|
فيـا قبـة نلـت عـزاً وجـاه
|
وعين النضار بـك اليـوم تـاه
|
ومع نورها فهي عيـن الحيـاه
|
(ومـذ كـان صاحبهـا للإلـه
|
يداً أبداً نعمة واقتدارا) |
يرى الركب إن ضـل هاديهـم |
يـداً فـي علاهــا تناديهــم
|
بهـا آيـة الفتــح تهديهــم
|
(يـد اللـه مـن فـوق أيديهـم
|
بدت فوق سر طوقها لا توارى)
|
يد ربـح الوفـد فـي سوقهـا
|
ترى البـذل أحسـن معشوقهـا
|
تسامـت إلـى أوج عيوقهــا
|
(وقد رفعت فوق سـر طوقهـا
|
تشير إلى وافديها جهارا)
|
هلموا لمن سـاد أهـل النهـى
|
هلمـوا إلـى سـدرة المنتهـى
|
هلموا إلـى ذي النهـى والبهـا
|
(هلموا إلى من يفيـض اللهـى
|
ويردي العدا، ويفك الأسارى)
|
تضـرع تطلـب نيـل المنـى
|
لمـن أمهـا واثقــاً بالغنــى
|
وتثنــي أناملهــا بالثنـــا
|
(وتدعـو غلـه السمـا بالهنـا
|
لمن زار أعتابها واستجارا)
|
فيـا لـك كفـاً تكـف الهمـوم
|
وتدفـع عنـا العنـا والغمـوم
|
فهيهـات تسمـو إليهـا الغيـوم
|
(قـد اتصلـت بـذراع النجـوم
|
وقد صافحتها الثريا جوارا)
|
بـدت وهـي مخضوبـة للهنـا
|
بغال من التبـر عالـي السنـا
|
إلى حسنها الطرف جهـراً رنـا
|
(وكف الخطيب لهـا قـد عنـا
|
غداة اختفى وهي تبدو نهارا)
|
عروس عليها الجمـال اعتمـد
|
وفي حسنها جاوزت كـل حـد
|
زهت بحلـى وصفهـا لا يحـد
|
(قلائدها الشهـب والنجـم قـد
|
غدا شنفها والهلال السوارا)
|
عروس أماطـت لدينـا اللثـام
|
فجـلا سناهـا دياجـي الظلـام
|
تطوقهـا عـروة لا انفصــام
|
(وبالآي خـوف عيـون الأنـام
|
ممنطقةُ قد بدت كالعذارى)
|
فيا لك شمساً سمت عـن أفـول
|
ونزهها الفخر عـن أن تـزول
|
فماذا عسى في علاهـا أقـول
|
(علت في السمو فظن الجهـول
|
بأن لها عند كيوان ثارا)
|
ألم تنظـر الأنجـم الزاهـرات
|
مدى الدهر من نورها غائـرات
|
فأنى لها الثـأر فـي السائـرات
|
(وكيـف وكيـوان والنيــرات
|
بها من صروف الزمان استجارا)
|
فيـا كعبـة قـد ترامـوا لهـا
|
حجيجـاً وقـد أمنـوا هولهــا
|
سعوا نحوهـا فحبـوا طولهـا
|
(تـرى لوفـود النـدى حولهـا
|
طوافاً بأركانها واعتمارا)
|
هي القصر فاقت جميع القصور
|
وأضحى لها المجد حصناً وسور
|
فللجوسق الفرد عنهـا حسـور
|
(وفي قصر غمدان بان القصور
|
غداة تجلت وإن عز دارا)
|
علا في العلـى شـأن ديوانهـا
|
فسامى السمـا فـرع صيوانهـا
|
فدع في العلـى ذكـر كيوانهـا
|
(ومهمـا بـدا طـاق إيوانهــا
|
أرانا الإله هلالاً أنارا)
|
كضـوء شهـاب بـدا ثاقبــاً
|
غـدا لمريـد الـردى صائبـاً
|
ولما عـلا فـي العلـى ذاهبـاًُ
|
(لعيـن ذكـاء غـدا حاجبــا
|
بنور أحال الليالي نهارا)
|
حسـام لعمـر الهـدى حاصـد
|
وقـوس لطيـر المنـى صائـد
|
هلـال بأفـق البهـا صاعــد
|
(هلـال السمـاء لـه حاســد
|
لذلك رق وأبدى اصفرارا)
|
يزيـد سنـاه مــدام المــدى
|
ولا يعرف النقـص مهمـا بـدا
|
يسـر الولـي وينكـي العــدا
|
(هلـال لصـومٍ وفطـرٍ غـدا
|
لهذا يسر ويسمو فخارا)
|
فيا مؤمن الطـاق سـر طائعـاً
|
إلـى طاقهـا واستلـم خاشعـاً
|
ألـم تـره بالسنــا ساطعــاً
|
(له طاق كسرى غـدا خاضعـا
|
وقد شق من غيظه حين غارا)
|
هلـال عـلا قـط لـم يكسـف
|
ولــم يستتــر ولا يختفــي
|
بـه وبهـا لـاح سـر خفـي
|
(ولما بدا لـي المنـار أن فـي
|
حماها الذي في العلا لا يباري)
|
رأيـت عجيبـاً بديـع الحلـى
|
وشاهدت مـرأى لعينـي جـلا
|
وأبصرت أمـراً غـدا مشكـلاً
|
(رأيـت الغرييـن بالتبــر لا
|
تبان من الدم أمسى حمارا)
|
سماكـان: جلاهمـا الاعتبـار
|
ونسران طـارا بأعـلا مطـار
|
همـا الفرقـدان بـأوج الوقـار
|
(هما الهرمان بمصـر الفخـار
|
أبانا عجائب ليست تمارى)
|
هما سمهريـا قلـوب الأعـادي
|
هما غصنا روض مردي المعادي
|
هما شمعتا زين أهـل النـوادي
|
(هما إصبعا يـد نيـل الأيـادي
|
فكم أغنتا من تشكى افتقارا)
|
عمـودان كـل سناهـا سمــا
|
أنافـا بخيمـة حامـي الحمــا
|
فقل حين شمـت السنـا منهمـا
|
(عمـودا صبـاح ولكـن همـا
|
معاً صادقان لنا إن أنارا)
|
فيـا قبـة نورهـا قـد زهــا
|
إلى حسنها كـل طـرف سهـا
|
يحف بها مـن صنـوف البهـا
|
أحاطـت بهـا حجـرات بهـا
|
نقوش بزينتها لا توارى)
|
لزهر الكواكـب قـد سامـرت
|
علـى ولأنوارهــا ناظــرت
|
ولما لأعلـى السمـا جـاورت
|
(لأطلـس أفلاكهـا فاخــرت
|
بموشي برد به الطرف حارا)
|
عجائـب نقـش سـوى أنهــا
|
بأوصافها حـار أهـل النهـى
|
ورود سما في البهـا فازدهـى
|
(أزاهــر روض ولكنهـــا
|
أبت منه السحب إلا اضطرارا)
|
فكم هـام فـي حسنهـا ناسـك
|
وكم مـن حسـود بهـا هالـك
|
تريـك السنـا والدجـى حالـك
|
(فثغر الأقاحـي بهـا ضاحـك
|
وإن لم يرق جفن مزن قطارا)
|
بها وجنة الورد ذات اخضلـال
|
وسوسنها الغض باهي الجمـال
|
ونوارهـا وصفــه لا ينــال
|
(ونرجسهـا طرفـه لا يــزال
|
يلاحظ للحب ذاك المزارا)
|
طـراز يـرف علـى رفـرف
|
سما حسنها كـل ذي زخـرف
|
بدائع في الوشـي لـم توصـف
|
(كوشي الحباب وكالوشـم فـي
|
معاصم بيض جلتها العذارى)
|
لديهـا الأرائـك قـد نضـدت
|
عليهـا طيـور الهنـا غـردت
|
حكت جنـة الخلـد لمـا بـدت
|
(وقد أخجلـت إرمـاً فاغتـدت
|
محجبةً لا تميط الخمارا)
|
حمـام المعـارف فيهـا يحـوم
|
وتزهـو بطلابهـا كالنجــوم
|
بها الذكر يجلى وتنسى الهمـوم
|
(بها الآي تتلى وتحيـى العلـوم
|
فيشفي غليل القلوب الحيارى)
|
إلى نارها قـد غشـت مقلتـي
|
وغبت عن الحسن في حضرتي
|
أقول ولم أخـل مـن خجلتـي
|
(هي النـار نـار الكليـم التـي
|
عليها الهدى قد تبدى جهارا)
|
أيا يا لهيف لها الـآن فاصـرخ
|
ومن عرفها المسك طيباً تضمخ
|
وطف حولها تعل قدراً وتشمـخ
|
(تبـدى سناهـا عيانـاً فـارخ
|
ت (آنست من جانب الطور نارا)
|
مقيم على يأس من الحزم راحل
|
ومغض على ضيم عن العزم ناكل
|
تروم اقتناء الدر والبحر زاخـر
|
وما قطعت منه لديك السواحـل
|
وترجو اقتناص الوحش في فلواتها
|
وما نصبت للصيد منك حبائـل
|
وتأمـل إدراك الأمانـي جمـة
|
وما قربت للسير منك الرواحـل
|
أبى الله إلا أن أجـوب قفارهـا
|
بمنصلت ما أرهفتـه الصياقـل
|
قفار فلا للوحش فيهـن وحشـة
|
وللغول فـي أكنافهـن غوائـل
|
ولائمة قدراً بهـا مـن مطيتـي
|
رغاها وهزتهـا إلـي الأفاكـل
|
تجاذبني ذيل المسيـر وتنحنـي
|
علي عطوفا والدمـوع هواطـل
|
تقول أرحها واكفني حادث النوى
|
فأي الورى ترجى لديه الطوائـل
|
ذريني وإدمان السرى إنني أرى
|
مخايل لم يكذب لها قـط خائـل
|
وما هي إلا أن أرى المورد الذي
|
يبل الصدى منه وتروى الغلائل
|
هو الشهم (نصر الله) والسؤدد الذي
|
لأمثاله تعنـو القـروم الأمائـل
|
سخي لو أن الغيث يحكي بنانـه
|
لما عاد يوماً نبتـه وهـو آفـل
|
هو الغيث للوارد والقطر ممسك
|
هو الخصب للرواد والعام حائل
|
أقل مزايـاه العلـى والفضائـل
|
وأدنى سجاياه الندى والفواضـل
|
وأدون ما يعطي جياد صواهـل
|
وأيسر ما يحبو عتـاق ذوامـل
|
قريب على الجلى سريع إلى الندى
|
بعيد منال الفخر ممـن يحـاول
|
نمته إلى العلياء أزكى عصابـة
|
منازلهـا للنيريــن منــازل
|
(أبا الفتح) نصر الله حسبك في العلا
|
فخار له فـوق الثريـا كلاكـل
|
أحطت بعلـم لـو يبـث أقلـه
|
على من على الغبراء لم يبق جاهل
|
فضائل منها مقفر ربـع عامـر
|
ومن درها صدر الأفاضل عاطل
|
فما مالك منها اليسريـن مالـك
|
ولا واصل منها إلى العشر واصل
|
صيرت قلبـي المستنيـر دارك
|
فلـم جعلـت حرقـة شعـارك
|
فلا تـرى أرفـع منـه منـزلاً
|
كلا ولا أضحى السمـا قـرارك
|
جرحت خديـك بلحـظ مقلتـي
|
فلم من القلـب أخـذت ثـأرك
|
علمت بان الجزع كيـف ينثنـي
|
تيهـاً وعلمـت الظبـا نفـارك
|
يا خده المحمر سبحـان الـذي
|
سقى بمـاء الحسـن جلنـارك
|
ويا صباح الفرق قد جل الـذي
|
في ليل ذاك الفرع قـد أنـارك
|
وأنت يا كـاس رحبـق ريقـه
|
من لي بأني أحتسـي عقـارك
|
ويا أراك قـد مـن همـت بـه
|
أراك صيـرت الحلـي ثمـارك
|
وأنت يـا بلبـل أفراحـي مـن
|
عن غصن الإقبال قـد أطـارك
|
فعد وغرد فوق أغصـان الهنـا
|
إن صبـاح سعدنـا (مبـارك)
|
يا أيها المولى الشريف المرتضى
|
أنت الذي في العز لـم تشـارك
|
وأنت بدر لاح في أفـق البهـا
|
لكننـا لا نختشــي ســرارك
|
وأنت لا شك ربيع الجـود لكـن
|
الدنانيــر غــدت بهــارك
|
وأنت ذو الفضل الذي توقد فـي
|
أعلى الروابي للضيـوف نـارك
|
جدك خير المرسلين المصطفـى
|
من نطقـت بفضلـه (تبـارك)
|
تبـارك اللـه المهيمـن الـذي
|
حلـى بعقـد عـزة فخــارك
|
فاسحب ذيول الفخر يا غيث الندى
|
وابن على أعلـى السمـاء دارك
|
واركب جواد المجد في سبل العلى
|
فإن من طيـب الثنـا غبـارك
|
وسر على اسم الله فالتوفيق قـد
|
أصبح في كل الأمـور جـارك
|
وابشر فقد نلـت الـذي أملتـه
|
أعني بـه حجـك واعتمـارك
|
ولا تخف مـن درك فاللـه قـد
|
أعلى على رغم العدى منـارك
|
لا زلت في برد التهاني رافـلاً
|
متخـذاً ثـوب التقـى شعـارك
|
ناحت علـى الغصـن الحمامـه
|
فتوقـع المضنــى حمامــه
|
وبـدا لـه بــرق فسحــت
|
عينــه شبـــه الغمامـــه
|
واهــاً لــه مــن هائــم
|
ملـك الغـرام بكـم زمامــه
|
مــا زار مقلتــه الكــرى
|
غـب الفـراق، ولا كرامــه
|
وبنفســي البــدر الـــذي
|
يبـدي عـن الشهـب ابتسامـه
|
هيهـات أيـن البـدر ممــن
|
لا نــــرى إلا تمامــــه
|
والشمـس تكسـف إن نضــا
|
عـن وجهـه الزاهـي لثامـه
|
ذو قامــة أحســن بهـــا
|
قامـت علـي بهـا القيامــه
|
ولواحــظ مهمــا رنـــت
|
ناديــت يــارب السلامــه
|
ورحيــق ريــق رائـــق
|
مسـك اللمـى أمسـى ختامـه
|
بيــن العقــود وقرطـــه
|
مـا بيـن سمعـي والملامــه
|
لا أنثنــي عــن وصفــه
|
إلا لمـدح أخــي الشهامــه
|
شيــخ الشيــوخ المجتبــى
|
مـن ذا الزمـان غـدا غلامـه
|
مـن ليـس يــدرك شــأوه
|
يوم السخا (كعـب بـن مامـه)
|
علامــة فـــي وجهـــه
|
منـة كـل مكرمـة علامــه
|
مولـى جليـل القــدر فــي
|
كـل العلـوم لــه الإمامــه
|
لــولا عذوبـــة لفظـــه
|
خلنـاه مـن صافـي المدامـه
|
نظـم حكـى المسـك الذكــي
|
شــذاه والدمــع انسجامــه
|
يـا مشفقـاً وضـع الدقائــق
|
لـي علـى طـرف الثمامــه
|
مـا كنـت أعـرف قدركــم
|
حتـى مضيتــم بالسلامــه
|
أخبرته عـن اعتقـادي معلنـاً
|
فراجع القول بما خـص وعـم
|
قال فبعد المصطفى الأمر لمـن
|
كان؟ فقلت: الأمر للطهر العلـم
|
قال: فمن خير الورى من بعده؟
|
قلـت: علـي خيرهـم أبـاً وأم
|
قـال: فمـن أقربهـم لأحمـد
|
قلت: شقيق الروح أولى والرحم
|
قال: فصحب المصطفى! قلت: فهل
|
يبلغ للمختار صهر وابـن عـم
|
قال: فمن أدناهم؟ قلـت: الـذي
|
لم يتخذ من دون ذي العرش صنم
|
قال: فمن أكرمهم؟ قلت: الـذي
|
صدق بالخاتم فـي يـوم العـدم
|
قال: فمن أفتكهم؟ قلـت: الـذي
|
تعرفه الحـرب إذا فيهـا هجـم
|
قال: فمن أقدمهم؟ قلـت: الـذي
|
كان له المختار أخـاً يـوم خـم
|
قال: فمن أعلمهم؟ قلت: الـذي
|
كان له العلم ومـذ كـان علـم
|
قال: وأحد! قلت: مـا زال بهـا
|
مجاهداً حتى له الجمـع انهـزم
|
قال: [فسل] عمرو بن ود ماله؟
|
قلت: سقى عمراً بكأس لم يـرم
|
قال: وفي خيبـر مـن نازلـه؟
|
قلت له: من لم يكن منـه سلـم
|
قال: فباب الحصن من دكدكـه؟
|
قلت: الذي أومى إليـه فانهـدم
|
قال: وذي البصرة ماذا نالهـا؟
|
قلت: ملا الغدران بالبصـرة دم
|
قال: صفين ابـن لـي أمرهـا؟
|
قلت: علا بالسيف أولـاد التهـم
|
قال: ومن خاطب ثعبانـاً ومـن
|
كلمة الذئـب إذ الذئـب ظلـم؟
|
قلت: الذي ردت له شمس الضحى
|
وخاطبتـه بلســان منعجــم
|
قال: فعند الحوض من يسقي الورى؟
|
قلت: علي فهو يسقي مـن قـدم
|
قال: فما العين وفيـم صـورت
|
قلت: هو العيـن علـي فابتسـم
|
قال: وما الأذن وعت عن ربها؟
|
قلت: هو الأذن وعت بلا صمم
|
قال: وما لجنب ومـا تفصيلـه؟
|
قلت: هو الجنب وحبل المعتصم
|
قال: فما الفلك المنجـى أهلهـا؟
|
قلت: هو الفلك وأسبـاب النعـم
|
فقال لي: من ذا فدتك مهجتـي؟
|
قلت له: ذاك الإمـام المحتـرم
|
ذاك علـي حجـة اللـه علـى
|
من خلق اللـه وشاهـد الأمـم
|
بنو أحمد قد فاز من يرتضيهـم
|
أئمـة حـق للنجـا يرتجيهــم
|
وطوبى لمن في هديهم يقتفيهـم
|
(هم القوم آثـار النبـوة فيهـم
|
تلوح وآثار الإمامة تلمع)
|
هم وسموا للدين واضح وسمـه
|
وفاز الهدى منهم بوافـر قسمـه
|
كواكب دين اللـه أقمـار تمـه
|
(مهابط وحي الله خـزان علمـه
|
وعندهم سر المهيمن مودع)
|
قضى لهم الرحمـن أن يتقدمـوا
|
على كل ذي علم فهم منه أعلـم
|
فما أحد يدري سواهـم فيحكـم
|
(إذا جلسوا للحكم فالكـل أبكـم
|
وإن نطقوا فالدهر أذن ومسمع)
|
فهم لفؤادي والحشاشـة موئـل
|
وليـس لـودي عنهـم متحـول
|
إذ وعدو ذا الكرب قد زال كربه
|
وإن أوعدوا فالخطب قد زاد خطبه
|
وإن حاوروا فالخصم قد طار لبه
|
(وإن حاربوا فالدهر يخفق قلبـه
|
لسطوتهم والأسد في الغاب تفزع)
|
بيمنهم نوح على الفلك قد جرى
|
وهم من موسى إذ أجيب. . . . . .
|
وهم شرعوا نهج السماحة والقرى
|
(وإن ذكر المعروف والجود في الورى
|
فبحر نداهم زاخر يتدفع)
|
لهم نسب في قنة الفخر قد رقى
|
إلى فخرة طرف النجابة حدقـا
|
حكى فلق الاصباح نوراً ورونقاً
|
(فيا نسباً كالشمس أبيض مشرقا
|
ويا شرفاً من هامة النجم أرفع)
|
فلولاهم أخنى على المجد طمسه
|
وختـم عليـه للقيامـة رمسـه
|
بهم عاد للمجد الموئـل غرسـه
|
(أبوهم سماء المجد والأم شمسه
|
نجوم لها برج الجلالة مطلع)
|
فيا فوز معمود له الحب متجـر
|
بمن فاق بدر التم من حيث ينظر
|
وأزرى لهم بالمسك خيم ومخبر
|
(فمن مثلهم إن عد في الناس مفخر
|
أعد نظراً يا صاح إن كنت تسمع)
|
مغاوير شوس والإلـه بغيرهـم
|
بها ليل غر عز من يستجيرهـم
|
مساميح وهابون عذب نميرهـم
|
(ميامين قوامون عز نصيرهـم
|
هداة ولاة للرسالة منبع)
|
مواريث علم منهج الرشد سبلهم
|
وحكام عدل قوم الزيـغ عدلهـم
|
قضى جودهم أن لا ينافس بذلهم
|
(فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم
|
ولا علم إلا علمهم حين يرفع)
|
فليس لندبي سامع غيـر ندبهـم
|
فهل عطفه كيما أعـد بحزبهـم
|
فهذا ولائي تابـع إثـر ركبهـم
|
(ولا عمل ينجي غداً غير حبهم
|
إذ قام يوم البعث للخلق مجمع)
|
ولائهم أضحى إلى الفوز قائـدا
|
ووجهته قبلى إلى الخلـد رائـدا
|
فيا خسر من أمسى عن الود حائدا
|
(ولو أن عبدا جاء للـه عابـدا
|
بغير ولا أهل العبا ليس ينفع)
|
منحتكم ودي برغم مـن العـدى
|
وغالطت من أضحى عليكم مفندا
|
فمن غيركم طرفي حالـه غـدا
|
(فيا عترة المختار يا راية الهدى
|
إليكم غداً في موقفي أتطلع)
|
فرفقـاً بعبـد وامـق متــودد
|
أسير خطايا رهن ذنـب مقيـد
|
أقيلوا عثاري واشفعوا لي في غد
|
(خذوا بيدي يا آل بيـت محمـد
|
فمن غيركم يوم القيامة يشفع)
|
هذي الطفوف فسلها عن أهاليها |
وسح دمعك في أعلـى روابيهـا |
ومدها بدم الأجفـان إن نفـدت |
دموع عينيك أو جفـت مآقيهـا |
وقف على جدث السبط الشهيد وقل |
سقاك رائحها من بعـد غاديهـا |
فديت بالروح مني أعظماً سكنت |
ذيالك الرمس في نائي مواميهـا |
لهفي لناءٍ عن الأوطان منتـزح |
عليه سدت من الدنيـا نواحيهـا |
ثوى قتيلاً بشط الغاضرية ظمـآ |
ن الفؤاد فلا ساغـت مجاريهـا |
ولا تعاهدها الوسمي إذ هطلـت |
بجانبيها السواري كـي ترويهـا |
إذ حل فيها سليل المصطفى فغدت |
عليه منفـرداً شتـى عواديهـا |
خلواً عن النصر يدعو لا مجيب له |
سوى حدود شفار من مواضيهـا |
من بعد ما تركت بالرغم نجدتـه |
كأنها في رباها مـن أضاحيهـا |
تسابقت للفنا فـي ذات سيدهـا |
واستبدلت بجوار عنـد باريهـا |
ما ضرها بز أثـواب وأرديـة |
والله من حلل الرضوان كاسيهـا |
أفدي جسوماً على الرمضاء قد كسيت |
أكفان ترب أكف الريح تسديهـا |
فيا لها وقعة بالطف ما ذكـرت |
إلا وقد بلغت روحـي تراقيهـا |
للـه أي شمـوس ذر شارقهـا |
فأظلمت بعدها الدنيا ومـا فيهـا |
لله أسد أقيمـت عـن فرائسهـا |
ريا الأظافر بالأشـلاء داميهـا |
لله كم سيـد قـام الوجـود بـه |
ملقىً على الأرض ضاح في ضواحيها |
لو شاء عطل للأفلـاك دائرهـا |
وكور الشهب من أعلى مجاريها |
يا أعبداً فتكت جهـراً بسادتهـا |
بئس العبيد الأولى خانت مواليها |
تلك الدماء الزواكي الطاهرات لقد |
بردتم بربـى الآكـام جاريهـا |
غيبتم في الثرى أنوارهـا حنقـاً |
والله من نوره قد كـان مبديهـا |
أخمدتم ذكرهـا واللـه خالقهـا |
قد زادها في صريح الذكر تنويها |
أقعدتم المجد في إزهاق أنفسهـا |
وقد أقمتم ليوم الحشـر ناعيهـا |
أوسعتم كبد المختار جرح أسـى |
وقرحـة بحشـاه عـز آسيهـا |
سجرتم مهجة الكـرار حيـدرة |
بقادح من زناد الوجـد يوريهـا |
أودعتم قلب بنت المصطى حرقاً |
مشبوبة لا يبوح الدهر حاميهـا |
أورثتم الحسن الزاكي لهيب لظى |
بين الجوانح كف البيـن تذكيهـا |
أضرمتم بفؤاد الدين نار شجـىً |
إلى القيامـة لا يخبـو تلظيهـا |
حملتم كاهل الإسلام عبء جوى |
تنهد من حمل أدنـاه رواسيهـا |
أجريتم دمع عين المكرمات دمـاً |
فليس يرقى على الأيام جاريهـا |
فقبة المجد زعزعتـم جوانبهـا |
وقنة الفخـر صوبتـم أعاليهـا |
تباً لرأي بني حرب لقد تعسـت |
منها الجدود وقد ضلت مساعيها |
أما رعت ذمم المختـار جدهـم |
ألم يكن لطريق الرشـد هاديهـا |
ألية بالهدايا المشعـرات ضحـىً |
بين المشاعر قد دانت هواديهـا |
إن المنابر لـولا سيـف والـده |
لم ترق يوماً ولا شيدت مراقيها |
وإن غرة هذا الدين ما اتضحـت
|
ولا جلت عن طريق. . . . داجيها
|
فيا لها نكسة للدين قد عرضـت
|
على المدى ليس يرجى برؤه فيها
|
ما عذر أرجاس هند يوم موقفها
|
والمصطفى خصمها والله قاضيها
|
ما عذرها لا رعاها الله قد خفرت
|
منها الذمام ولحت فـي تعديهـا
|
يا آل أحمد يا من محض ودهـم
|
فرض على الخلق دانيها ونائيها
|
يا سادتي أنتم سفن النجـاة بكـم
|
قد أنزل الله (باسم الله مجريهـا)
|
خذوا إليكم أيا أزكى الورى نسباً
|
عذراء تمرح دلاً فـي قوافيهـا
|
أمت إلى ربعكم تسعى على خجل
|
قد جاء طائعها يقتـاد عاصيهـا
|
هادي بن أحمد قد أهدى لكم مدحا
|
إن الهدايا على مقـدار مهديهـا
|
صلى عليكم إله العرش ما بزغت
|
شمس النهار وجلى البدر داجيها
|
أو رحت تنكر صبوة قامت على
|
إثباتها فـرق النحـول شهـودا
|
فلقبلما التزم العناد القوم الأولـى
|
جحدوا عليـاً يومـه المشهـودا
|
أخذوا بمطروق الشراب وجانبوا
|
عذباً يميـر الوارديـن بـرودا
|
مصباح ليلتها صبـاح نهارهـا
|
يمنى نداهـا تاجهـا المعقـودا
|
مطعامهـا مطعانهـا مصداقهـا
|
مقدامهـا ضرغامهـا المعهـودا
|
ضلت قريش كم تقيـس بسابـق
|
الحلبات ملطوم الجبيـن مـذودا
|
يا صاحب المجد الـذي لجلالـه
|
عنت السرايا مبغضـاً وعنيـدا
|
لك عـز أفعـال إذا استقريتهـا
|
أخذت علـي مفـاوزاً ونجـودا
|
أنى تشق غبار شـأوك معشـر
|
كنت الوجود لهم وكنت الجـودا
|
يجنون ما غرست يداك قضيـة
|
ألقت على شهب العقول خمـودا
|
أنى هم والخيـل ينشـر وقعهـا
|
نفعاً تظن بـه السمـاء كديـدا
|
ومواقف لك دون أحمد جاوزت
|
بمقامـك التعريـف والتحديـدا
|
فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى
|
تهوى إليـك بوارقـاً ورعـودا
|
فرقدت مثلـوج الفـؤاد كأنمـا
|
يهدي القراع لسمعـك التغريـدا
|
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى
|
أو ما دروا كنز الهدى مرصودا
|
وغـداة بـدر وهـي أم وقائـع
|
كبرت وما زالـت لهـن ولـودا
|
قابلتهـن فلـم تـدع لعقودهـا
|
نظمـاً ولا لنظامهـن عقيــدا
|
فالتاح عتبة طاوياً بيميـن مـن
|
يمنـاه أردت شيبـة ووليــدا
|
وقضية المهراس عن كثب وقـد
|
عـم الفـرار أسـاوداً وأسـودا
|
فشددت كالليث الهزبر فلم تـدع
|
ركناً لجيـش ضلالـة مشـدودا
|
وكشفتهم عن وجه أبلـج ماجـد
|
لم يعـرف الإدبـار والتغريـدا
|
وعشية الأحـزاب لمـا أقبلـت
|
كالسيـل مفعمـة تقـود القـودا
|
عدلت عن النهج القويم وأقبلـت
|
حلف الضلـال كتائبـاً وجنـودا
|
فأبحت حرمتها وعدت بكبشهـا
|
في القاع تطعمه السبـاع حنيـدا
|
وبني قريضة والنضير وسلعـاً
|
والوادييـن وخثعمـاً وزبيــدا
|
مزقت جنـد نفاقهـم فتركتهـم
|
أمماً لعاريـة السيـوف غمـودا
|
وعلى حنين أين يذهـب جاحـد
|
لمـا ثبـت بـه وراح شريـدا
|
ولخيبـر خبـر يصـم حديثـه
|
سمع العـدى ويفجـر الجملـودا
|
فلقيتهـا وعقلـت فارسهـا ولا
|
عجب إذا افترس الهزبر السيدات والسادة
|
ويل أمة أيظنك الرجـل الـذي
|
ولى غداة الطعن يلـوي جيـدا
|
فحديث أهل النكث عسكر عسكرا
|
بهم البهيمة جندهـا المشحـودا
|
لاقاك فارسهـا فيغـدو هاربـاً
|
لو كان محتوم القضـا مـردودا
|
وعلى ابن هند طار منك بأشيـم
|
يوم غدا لبنـي الـولاء سعـودا
|
حتى إذا اعتقد الفتى ورأى القنـا
|
مذ رأيت ورأى الحسـام حديـدا
|
رفع المصاحف لا يرفعها عـلاً
|
لكن ليخفـض قدرهـا ويكيـدا
|
فجنى بها ثمر الأمـان وخلفـه
|
يوم يجرعـه الشـراب صديـدا
|
وكذاك أهل النهر ساعة فارقـوا
|
بفراقهـم لجلالــك التأييــدا
|
فوضعت سيفك فيهـم فأفادهـم
|
تلفـاً فديتـك متلفـاً ومفيــدا
|
ما أنصفتك عصابة جهلتـك إذ
|
جعلت لذاتك في الوجـود نديـدا
|
فديت قتيلاً من حسام ابن ملجـم
|
بنفسي وما أهوى وما ملكت يدي
|
علياً أمير المؤمنين وخيرا مـن
|
أشارت إليه بالعلى كف سـؤدد
|
أخا النص والسبق القديم إلى الهدى
|
وهادي الورى بعد النذير محمـد
|
فشلت يد الجاني عليه أمـا درى
|
غداة أصابت قلب كـل موحـد
|
أضاعت غنى العافي وكنز الهدى الباقي
|
وطود العلا الراسي وكف الندى الندي
|
فتىً شيد الإسلام في كل موقف
|
وشد عرى الإيمان في كل مشهد
|
فتىً كالحيا في السلم والحتف في الوغى
|
وكيوان في الهيجاء والبدر في الندي
|
يـا راحـلاً نحــو المدينــة
|
قاصــداً خيـــر البلـــاد
|
قــل للنبــي المصطفـــى
|
يـا خيـر مبعـوث وهــادي
|
هـذا الحبيـب معفـر الخــد
|
يـن فــي عفــر المهــاد
|
شلــواً تــرض ضلوعــه
|
بحوافــر الخيــل الصلــاد
|
قـل للجيــاد عســى درت
|
لا أم للخيـــل الجيــــاد
|
أشـلاء مـن قــد وزعــت
|
بالركـض فـي تلـك الوهـاد
|
قــل للمطهــرة البتـــول
|
وأمهــــا ذات الســــداد
|
تأتــي الحسيــن بكربــلا
|
ملقــىً تكفنــه البـــوادي
|
تأتــي معلـــى الـــرأس
|
فوق الرمح مقطـوع الهـوادي
|
تأتـي إلـى الصـدر المكسـر
|
حطمتــه يــد العـــوادي
|
تأتـي البـدور التــم كيــف
|
عـدا بهـا للتــرب عــادي
|
تأتـي البحـور الفعـم كيــف
|
تزايلـت ظمــأى صــوادي
|
تأتي السحـاب الجـون تستقـي
|
الثــرى رشــح الثمـــاد
|
تأتـي الهـدى والمجـد ساعـة
|
ألبســا حلـــل الحـــداد
|
تأتـي السوابـق عـدن مــن
|
ثكــل مطأطــأة الهــوادي
|
تأتي السوابـغ كيـف أضحـت
|
والصــوارم فــي اتحــاد
|
تأتي الأسـود الصلـب كيـف
|
تقودهــا بقــر الســـواد
|
تأتـي شريعـة جـده البيضـا
|
ء لابســــة الســـــواد
|
تأتـي الـدم المسفــوح قــد
|
صبـغ الثـرى صبـغ الجسـاد
|
تأتـي الأسـارى مــا لهــا
|
مـن عقـدة الأعـداء فــادي
|
تأتـي المصفـد فـوق قتــب
|
الرحـل مغلــول الأيــادي
|
يــا للرجـــال لخطـــة
|
دهمــاء حالكــة الســواد
|
لا شمـــس تجلوهـــا ولا
|
تنجــاب ظلمتهــا بهــادي
|
فمــن المرجــى بعدهـــم
|
يـا قـوم للكــرب الشــداد
|
قــد صـــوح الـــوادي
|
وأظلم حيـن غابـوا كـل نـاد
|
مــن للمحافــل للجحافــل
|
للنوافــــل للأيـــــادي
|
للسابقــــات يجيلهــــا
|
شعثـاً تشـذب فـي الطــراد
|
للوقعــة الشنعــاء طبــق
|
وقعهــا سمــت البلـــاد
|
للبيــض تقــرع بالمـــوا
|
ضـي تحـت قسطلـة الحـداد
|
للحـرب ساعـة ليــس يــد
|
عـى غيـر ممتـط النجــاد
|
للجـود حيــن كبــا غــذ
|
يـات النــدى واري الزنــاد
|
للخطــب ساعــة طبـــق
|
الدنيــا بداهيـــة تـــآدي
|
للفيـض فـي قحـم السنيــن
|
غــداة ضنــت بالعهـــاد
|
للمجــد يجمـــع شملـــه
|
مـن بعـد صرختــه بــداد
|
لكفالــة الأيتــام [أحــوط
|
مـــن أب وأخ جــــواد]
|
[للموسريـــن غــــداة لا]
|
منــا ولا فــاد يفـــادي
|
للملــة الغــراء لا تنفعــك
|
فــي ســـوق الكســـاد
|
هيهـات لا يرجــى انحــلا
|
ل الخطـب مـن بعـد انعقـاد
|
لا مــن يصــد النازلــات
|
ولا عــن العليــا بصــاد
|
كـان الحسيـن وقـد مضــى
|
فليهنهــا نيــل المـــراد
|
يـا بـؤس حــظ المستفيــد |
عقيــب حــظ المستفـــاد |
هذا ابن من زينوا الدنيا بفخرهم |
وأوضحوا ديننا في صبح علمهم |
وأخصبوا عيشنا في قطر جودهم |
(هذا ابن خير عباد اللـه كلهـم |
هذا التقي النقي الطاهر العلم) |
هذا الذي ضمن القرآن مدحتـه |
هذا الذي ترهب الآساد صولتـه |
هذا الذي تحسد الأمصار راحته |
(هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
والبيت يعرفه والحل والحرم) |
هذا ابن من قط لم تحجب فضائلهم |
من ذا يفاخرهم من ذا يساجلهـم |
هذا ابن من عم كل الناس نائلهم |
(إذا رأته قريش قـال قائلهـم: |
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم) |
كالبدر يزهر والظلما قد اعتكرت |
كالغصن يهتز إذ ريح الثنا خطرت |
كالطود يثبت والأرماح قد شجرت |
(ينمي إلى ذروة العز التي قصرت |
عن نيلها عرب الإسلام والعجم) |
هذا الذي فاق قساً في فصاحتـه |
وفاق حاتم طي فـي سماحتـه |
فهل درى البيت من يمشي بساحته |
(ويكاد يمسكه عرفـان راحتـه |
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم) |
هذا الذي لم يماثل فـي نجابتـه |
هذا الذي فاز من يحظى بطاعته |
إذا أتى نحوه العانـي بحاجتـه |
(يغضي حياءً ويغضي من مهابته |
فلا يكلم إلا حين يبتسم) |
برغم مبغضـه الرحمـن كملـه |
وبالبهـاء وبالأنــوار جللــه |
وهو الذي لم يخب من كان آمله |
(من جده دان فضل الأنبياء لـه |
وفضل أمته دانت له الأمم) |
قد شابه البحر إلا فـي مذاقتـه |
وشاكل الليث إلا فـي قساوتـه |
إذا غدا الليل يرخي سجف ظلمته |
(ينشق نور الدجى عن نور طلعته |
كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم) |
هذا الذي فاقت الأقمـار طلعتـه |
هذا الذي ألسن التنزيـل تنعتـه |
من ليس ترقى لخوف الله دمعته |
(مشتقة من رسول اللـه نبعتـه |
طابت عناصره والخيم والشيم) |
هذا الذي لم يحاك البحـر نائلـه |
هذا الذي فخم البـاري فضائلـه |
وشابه الزهر الزاهـي شمائلـه |
(هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه |
بجده أنبياء الله قد ختموا) |
ساد البريـة والرحمـن أنزلـه |
منه منازل قـدس حيـن بجلـه |
فلا تسلنـي مريـداً أن افضلـه |
(اللـه شرفـه قدمـاً وفضلـه |
جرى بذاك له في لوحة القلم) |
في حسن باطنه مع حسن ناظره |
قد فاق وهو فريد فـي مفاخـره |
ففضله ليس ذو عقـل بناكـره |
(فليس قولك من هـذا بظائـره |
العرب تعرف من أنكرت والعجم) |
هذا الذي قدره فوق السماء سما |
هذا الذي لم يزل بالمجد متسمـا |
يمينه لم تزل تهمي لنـا كرمـاً |
(كلتا يديه غيـاثُ عـم نفعهمـا |
يستوكفان فلا يعروهما عدم)
|
مفخّم كل من الـأرض شاكـره
|
مكرّم خالـق الأكـوان ناصـره
|
مهذب مـا لـه مثـلٌ يناظـره
|
(سهل الخليقة لا تخشى بـوادره
|
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم)
|
من معشر عن عظيم الجرم قد صفحوا
|
حسّاده قط ما فازوا ولا ربحـوا
|
وقومه في بحار الجود قد سبحوا
|
(حمّال أثقال أقـوام إذا فدحـوا
|
حلو الشمائل تحلو عنده نعمُ)
|
من هيبة الله قد شقّـت مهابتـه
|
لذلك ترهب يوم الحرب صولته
|
قد أنشأت سحب الإفضال راحته
|
(لا يخلف الوعد ميمون نقيبتـه
|
رحب الفنا أريب حين يعتزم)
|
له الفضائل في الدارين قد جمعت
|
ومن محيّاه شمس اليمن قد طلعت
|
وراية الجود في كفّيه قد رفعـت
|
(عمَّ البريّة بالإحسان فانقشعـت
|
عنها الغياهب والإملاق والعدم)
|
مبجَّل من أنـاس عـزَّ جارهـم
|
قوم سمت فوق هام النجم دارهم
|
قد فاق في سائر الآفاق مدحهـم
|
(من معشر حبُّهم فرض وبغضهم
|
كفرٌ، وقربهم منجى ومعتصمُ)
|
من معشر أوضح الباري محجّتهم
|
وأوثق الله في القـرآن حجّتهـم
|
ولم يزل قارناً بالصدق لهجتهـم
|
(إن عدَّ أهل التقى كانوا أئمتهـم
|
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم)
|
المؤمنون جميعاً تحـت رايتهـم
|
قد أبصروا بصباح من هدايتهـم
|
وقد رعوا في رياض من رعايتهم |
(لا يستطيع جواد بعـد غايتهـم |
ولا يدانيهم قوم وإن كرموا) |
أفعالهم بالتقى والرشد قد وسمت |
هاماتهم قد علت فوق السما وسمت |
بين الندى والوغى أيامهم قسمت
|
(هم الغيوث إذا ما أزمة أزمـت
|
والأسد أسد الشرى والبأس محتدمُ)
|
لا يثمر الرشد إلا غصن هديهـم
|
لا يطلع السعد إلا أفـق مدحهـم
|
لا يذبح الفقر إلاّ سيـف بذلهـم
|
(لا ينقص العسر بسطاً من أكفّهم
|
سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا)
|
قد طرزوا حلل العليـا بفخرهـم
|
وانقاد كل أخـي عـزّ لعزهـم
|
قوم إذا طرقـت أبوابنـا النقـم
|
(يستدفع السوء والبلوى بحبِّهـم
|
ويسترب به الإحسان والنعمُ)
|
يجري بأمر إله الخلـق أمرهـم
|
مسلّم عند كلّ النـاس فخرهـم
|
بذكرهم صدع القـرآن أمرهـم
|
(مقدّم بعد ذكـر اللـه ذكرهـم
|
في كلّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ)
|
لو تمح شمس الضحى يوماً صباحتهم
|
كلاّ ولا حاز ذو حلم رجاحتهـم
|
ترى حواسدهم تبـدي مداحتهـم
|
(يأبى لهم أن يحلّ الذم ساحتهـم
|
خيمٌ كريمٌ وأيدٍ بالندى هظمُ)
|
قد طوّقوا الناس طرّاً في نصابهم
|
وقد سقوها بمروٍ مـن سحابهـم
|
هم هم خير خلق فـي نصابهـم
|
(أي الخلائق ليست في رقابهـم
|
لأوليّة هذا أو له نعم)
|
هذا الذي فيه سيف الحقّ قد شحذا
|
هذا الذي من هواه لم يصبه أذى
|
ومن يعاديه في النيران قد نبـذا
|
(من يعرف الله يعرف أوليّـة ذا
|
فالدين من بيت هذا ناله الأممُ)
|
كم جزت فيك من أجواز وإيقاع
|
فأوقعت بي من قاع إلـى قـاع
|
يا خير من حملت أنثى ومن وضعت
|
أبداً إليك غدا سيري وانصياعي
|
أما بلغتـك نيـلاً نـال بالغـه
|
بنا إلى غاية يسعى لها الساعـي
|
من معشر شيعة للـه ثـم لكـم
|
صور إليكـم بالصبـا وأسمـاع
|
دعاه أمر ونهـي عـن أئمتهـم
|
يوحي بها منهم داعٍ إلى داعـي
|
من الوليـد لسامـرا إذا بنيـت
|
يبدو كمثل شهاب الليـل طلـاّعِ
|
حتى إذا قذفت أرض العراق به
|
إلى الحجـاز أناخـوه بجعجـاعِ
|
وغاب سبتاً وسبتاً مـن ولادتـه
|
مع كل ذي جوب للأرض قطّاع
|
لا يسامون به التجواب قد تبعوا
|
أسباط هارون كيل الصاع بالصاع
|
شبيه موسى وعيسى في مغيبهما
|
لو عاش عمراً بها لم ينعه نـاعِ
|
. . . . . . النقباء المسرعين إلى
|
موسى بن عمران كانوا خير سرّاعِ
|
أو كالعيون التي يوم العطا انفجرت
|
فانصاع منها إليه كل منصـاع
|
إني لأرجو لـه رويـاً فأدركـه
|
حتى أكون له من خبـر أتبـاع
|
بذاك أنبأنا الراوون عـن نفـر
|
منهم ذوي خشيـة للـه طـوّاع
|
روته عنكم رواة الحق إذ شرعت
|
آباؤكـم خيـر آبـاء وشـرّاع
|
يا عمـر حـمَّ فراقكـم عمـراً
|
وعزمت منـا النـأي والهجـرا
|
يا عمرو شيخك وهو ذو شرف
|
يرعي الذمار ويكـرم الصهـرا
|
واللـه مـا أحببــت حبكــم
|
لا ثيبـاً خلفــت ولا بكــرا
|
إن كان هذا السحر منـك فـلا
|
ترعى علـيَّ وجـددي السحـرا
|
أحـدى بنـي أود كلفـت بهـا
|
حملـت بـلا تـره لنـا وتـرا
|
وتـرى لهـا دّلاً إذا نطقــت
|
تركـت بنـات فـؤاده صغـرا
|
كتساقط الرطـب الجنـيّ مـن
|
الأقنـاء لا نثـراً ولا نــزرا
|
ومقالـة فيكـم عركـت لهــا
|
جنبـي أريـد بهالـك العـذرا
|
ومريـد سركـم عدلـت بــه
|
عمّـا يحـاول معـدلا وعـرا
|
قالـت نقيـم لـه لنجـز بــه
|
يومـاً فخيّـم عندنـا شهــرا
|
ما إن أقيـم لحاجـة عرضـت
|
إلاّ لأبلــى فيكــم عــذرا
|
عجبت وأيام الزمـان عجائـب
|
ويظهر بين المعجبات عظيمهـا
|
تبيت النشاوى من أميـة نومـاً
|
وبالطف قتلى ما ينـام حميمهـا
|
وتضحى كرام من ذؤابة هاشـم
|
يحكم فيها كيـف شـاء لئيمهـا
|
وتغدو جسوم ما تغذت سوى العلى
|
غذاها على رغم المعالي سمومها
|
وربات صون ما تبـدت لعينهـا
|
قبيل السبا إلا لوقـت نجومهـا
|
تقنعهـا أيـدي الهـوان كأنمـا
|
تقحم ما لا عفـو فيـه أثيمهـا
|
وما ضيع الإسلـام إلا عصابـة
|
تأمـر نوكاهـا ودام نعيمهــا
|
فصارت قناة الدين في كف ظالم
|
إذا مال منها جانـب لا يقيمهـا
|
فخاض بها طخياء لا يهتدي لها
|
سبيل ولا يرجو الهدى من يعومها
|
يجشمها ما لا يجشمـه الـردى
|
لأودى وعادت بالنفوس جسومها
|
إلى حيث ألقاها ببيـداء مجهـل
|
تضل لأهل الحلم فيها حلومهـا
|
رمتها بأرض ألطف منه عصابة
|
حداها إلى هدم المكـارم لومهـا
|
فشنت بها شعواء في خير فتيـة
|
تخلت لكسب المكرمات همومهـا
|
على أن فيها مفخراً لو توسمـت
|
به الشمس لم تحجب سناها غيومها
|
أولئـك آل اللــه آل محمــد
|
كرام تحدت ما حـداه كريمهـا
|
يخوضون تيار المنايـا ظوامئـاً
|
كما خاض في عذب الموارد هيمها
|
يقوم به للحرب أبيـض ماجـد
|
أخو عزمات أقعدت من يرومها
|
فأقسمت لا تنفك نفسي جزوعـة
|
وعيني عبرى لا يجف سجومها
|
حياتي أو تلقـى أميـة خزيـة
|
يذل بها حتى الممـات قرومهـا
|
ومسمــــع غنـــــاؤه
|
يبــدلُ بالفقـــر الغنـــى
|
شهدتــه فــي عصبـــةٍ
|
رضيتهــم لـــي قرنـــا
|
أبصرتــه فلـــم تخـــبْ
|
فراستـــي لمـــا دنـــا
|
وقلــت مــن ذا وجهـــه
|
كيــف يكــون محسنـــا
|
ورمـــت أن أروح لـــل
|
ظـــنِّ بـــه ممتحنـــا
|
فقلـــت مـــن بينهـــمُ
|
هـاتِ أخــي غــنِّ لنــا
|
فانشــال منــه حاجـــبٌ
|
وحاجــبٌ منــه انحنـــى
|
وامتــلأ المجلــسُ مـــن
|
فيـــه نسيمـــاً منتنـــا
|
أوقــع إذ وقّـــع فـــي
|
المجلــس أسبــاب العنــا
|
ومـا اكتفــى باللحــن وال
|
تخليــطِ حتـــى لحنـــا
|
وصــاح صوتــاً نافـــراً
|
يخـرج مــن حــدِّ البنــا
|
فـــذا يســـدّ أنفــــه
|
وذا يســــدّ الأذنـــــا
|
فاغتظـت حتـى كـدت مـن
|
غيظــي أبــثُّ الشجنـــا
|
وقلـتُ يـا قــومُ اسمعــوا
|
أمّــا المغنِّـــي أو أنـــا
|
أقسمـــت لا أجلــــس أو
|
يخـرجَ هــذا مــن هنــا
|
جـروا برجــلِ الكلــبِ إن
|
السقــم هـــذا والضنـــا
|
قالــوأ: لقـــد رحمتنـــا
|
وزلــتَ عنَّـــا المحنـــا
|
أقوت مغانيهم فأقـوى الجلمـدُ
|
ربعان كـل بعـد سكـن فدفـدُ
|
أسأل عن قلبـي وعـن أحبتـي
|
ومنهـم كـل مقــرّ مجحــدُ
|
وهـل تجيـب أعظـم باليــة
|
وأرسـم خاليـة مـن ينشــد
|
ليـس بهـا إلا بقايـا مهجــة
|
وذاك إلاّ حجـــر ووتـــد
|
كأننـي بيـن الطلـول قائمــاً
|
أنشدهـنّ الأشعــثُ المقلــد
|
صاح الغـراب فكمـا تحمَّلـوا
|
أضحـى بهـا كأنــه مقيَّــد
|
لبئس ما اعتاضت وكانت قبل ذا
|
ترفـع فيهـا ظبيـات خــرد
|
ليت المطايا للنوى مـا خلقـت
|
ولا حـدا مـن الحـداة أحــد
|
رغاؤها وحدودهم مـا اجتمعـا
|
للصـبّ إلاّ ونحــاه الكمــد
|
تقاسمـوا يـوم الـوداع كبـدي
|
فليـس لـي منـذ تولـوا كبـد
|
على جفوني رحلوا وفي حشـاي
|
نزلـوا ودمـع عينــي وردوا
|
وأدمعـي مسفوحـة وكبــدي
|
مقروحـة وغلّتـي لا تبــرد
|
وصبوتـي دائمــة ومقلتــي
|
داميــة ونومهــا مشــرد
|
تيّمنـي منهـم غـزال أغيــد
|
يا حبـذا ذاك الغـزال الأغيـد
|
حسامـه مجــرَّد وصرحــه
|
ممــرّدٌ وخــدّه مـــورّد
|
وصدعه فـوق احمـرار خـدّه
|
مسلسـل معقــرب محــدّد
|
لـه قـوام كقضيــب بانــة
|
تهتـزّ نضـراً ليـس فيـه أود
|
يقعـده عـن القيــام ردفــه
|
وفي الحشى منه المقيـم المقعـد
|
أيقنت لما أن حدى الحادي بهـم
|
ولـم أمـتْ أنَّ فـؤادي جلمـد
|
كنت على القرب كئيبـاً مغرمـاً
|
صبّا فما ظنـك بـي إذ بعـدوا
|
هم الحيـاة أعرقـوا أم أشأمـوا
|
أم أيمنوا أم أتهمـوا أم أنجـدوا
|
ليهنهـم طيـب الكـرى فإنـه
|
من حظّهم وحظ عينـي السهـد
|
نعم، تولـوا بالفـؤاد والكـرى
|
فأين صبـري بعدهـم والجلـد
|
لولا الضنا لهمـت وجـداً بهـم
|
لكـن نحولـي بالغـرام يشهـد
|
لله مـا أجـور أحكـام الهـوى
|
فمـا لمـن يظلـم فيـه يسعـد
|
ليس على المتلف غـرمٌ عندهـم
|
ولا لمـن يقتـل عمـداً قــود
|
هل أنصفوا إذ حكموا أم أسعفوا
|
من تيمّوا أم عطفـوا فأقصـدوا
|
بل أسرفـوا وظلمـوا وأتلفـوا
|
من هيموا وأخلفوا مـا وعـدوا
|
يا سائلي عن حبّ أهل البيت هل
|
أقـرُّ إعلانـاً بـه أم أجحــد
|
هيهات ممزوج بلحمـي ودمـي
|
حبّهـم وهـو الهـدى والرشـدُ
|
حيـدرة والحسنــان بعــده
|
ثـم علــي وابنــه محمــدُ
|
وجعفر الصادق وابـن جعفـر
|
موسى ويتلـوه الإمـام السيـد
|
أعني الرضا ثـم ابنـه محمـد
|
ثـم علـي وابنــه المســدد
|
والحسـن الثانـي ويتلـو بعـده
|
محمـد بـن الحسـن المفتقـد
|
فإنهــم أئمتــي وسادتــي
|
وإن لحانـي معشـر وفنّــدوا
|
أئمـة أكــرم بهــم أئمــة
|
أسماؤهـم مطـرودة تطّــردُ
|
هم حجـج اللـه علـى عبـاده
|
وهـم إليـه منهـج ومقصــد
|
هـم النهـار صـوَّم لربهــم
|
وفـي الدياجـي ركّـعٌ وسجّـد
|
هم الصـراط للإلـه فالـورى
|
عنهـم تضـل وإليهـم ترشـد
|
قوم لهم فضـلٌ ومجـد بـاذخ
|
يعرفـه المشـرك والموحّــد
|
قوم أتى في هل أتـى مديحهـمْ
|
هل يشك فـي ذلـك إلا ملحـد
|
قوم لهم في كـل أرض مشهـد
|
لا بل لهم في كل قلـب مشهـد
|
قـوم منـى والمشعـران لهـمُ
|
والمروتـان لهـمُ والمسجــد
|
قوم لهم مكة والأبطح والخيـف
|
وجمــع والبقيــع الغرقــد
|
ما صدق النـاس ولا تصدقـوا
|
وأمسكـوا وأفطـروا واعتقـدوا
|
ولا غزوا وأوجبـوا حـدّاً لهـم
|
ولا صلوا ولا صاموا ولا تعبّدوا
|
لولا رسول اللـه وهـو جدّهـم
|
يـا حبـذا الوالـد ثـم الولــد
|
ومصرع ألطـف فـلا أذكـره
|
ففي الحشا منه المقيـم المقعـد
|
يرى الفرات ابن الرسول ظاميـاً
|
يلقى الردى وابن الدعـي يـرد
|
حسبك يا هذا وحسب من بغـى
|
عليهـمُ يـوم المعـاد الصمـد
|
يا أهل بيت المصطفى يا عدّتـي
|
ومـن علـى حبّهـمُ أعتمــد
|
أنتم إلـى اللـه غـداً وسيلتـي
|
وكيف أخشـى وبكـم أعتضـد
|
ولَّيُّكمْ فـي الخلـد حـيٌّ خالـد
|
والضدُّ في نـار لظـى مخلـد
|
يا ليت شعري والأمانـي ضلّـة
|
والدهر يدرك طرفـه ويحـوز
|
هل لي إلى روض تصرّم عمره
|
سبب فيرجع ما مضـى فأفـوز
|
وأزور من ألف البعـاد وحبّـه
|
بين الجوانح والحشـا مركـوز
|
ظبيٌ تناسب في الملاحة شخصه
|
فالوصف حين يطول فيه وجيز
|
والبدر والشمس المنيـرة دونـه
|
في الوصف حين يحرّر التمييـز
|
لولا تثنى خصـره فـي ردفـه
|
مـا خلـت إلا أنّـه مغــروز
|
تجفـو غلالتـه عليـه لطافـة
|
فبحسنها مـن جسمـه تطريـز
|
من لي بدهرٍ كان لـي بوصالـه
|
سمحاً ووعـدي عنـده منجـوز
|
والعيش مخضرّ الجنـاب أنيقـه
|
ولأوجـه اللـذات فيـه بـروز
|
والروض في حلل النبات كأنـه
|
فرشت عليـه دبابـج وخـزوز
|
والماء يبدو فـي الخليـج كأنـه
|
ظـلّ لسرعـة سيـره محفـور
|
والزهـر يوهـم ناظريـه إنمـا
|
ظهرت به فوق الرياض كنـوز
|
فأقاحـه ورق ومنثـور النـدى
|
ورد ونـور بهــاره إبريــز
|
والغصن فيـه تغـازل وتمايـل
|
وتشاغـل وتراسـل ورمــوز
|
وكأنما القمري ينشـد مصرعـاً
|
من كل بيـت والحمـام يجيـز
|
وكأنمـا الدولـاب زمـر كلّمـا
|
غنّت وأصوات الدوالـب شيـز
|
وكأنما الماء المصفَّـق ضاحـك
|
مستبشـر ممّـا أتـى فيـروز
|
يهنيك يا صهـر النبـي محمّـد
|
يـوم بـه للطيبيــن هزيــز
|
أنت المقدّم في الخلافة مـا لهـا
|
عن نحو ما بك في الورى تبريز
|
صبَّ الغدير على الألى جحدوا لظى
|
يوعى لهـا قبـل القيـام أزيـز
|
إن يهمزوا في قول أحمد أنت مو
|
لىً للورى، فالهامـز المهمـوز
|
لم يخش مولاك الجحيـم فإنّهـا
|
عنه إلى غيـر الولـيّ تجـوز
|
ويعـودُ عاشـوراءُ، يذكرنـي
|
رزَء الحسيـنِ فليـتَ لـم يعـدِ
|
أو أن عينـاً فيـه قـد كحلـتْ
|
بمسرّة لـم تخـلُ عـن رمـدِ
|
ويـداً بـه لشماتـةٍ خضبــتْ
|
مقطوعـةً مـن زندهـا بيـدي
|
يـوم سبيلـي حيـن أذكــرهُ
|
أن لا يدورَ الصَّبرُ فـي خلـدي
|
أمَّـا وقـد قتـل الحسيـنُ بـهِ
|
فأبـوا الحسيـنِ أحـقُّ بالكمـدِ
|
لقد ضربت فوق السماء قبابهـا
|
بنو من سما فخراً لقوسين قابهـا
|
فكانت لعلياها الثريا هي الثـرى
|
غداة أناخت في الطفوف ركابها
|
وثارت لنيل المجد والعز امتطت
|
من الغاديات الصافنات عرابهـا
|
أعدت صدور الشمس مركز سمرها
|
لطعن وأغماد السيـوف رقابهـا
|
فيا بأبي آساد حـرب تهايجـت
|
إلى الحرب إذ كنَّ الأسنّة غابهـا
|
سطت وبها ارتجت بأطباقها الثرى
|
وكادت لها الدنيا تبين انقلابهـا
|
وقد طفحت في الحرب للموت أبحراً
|
غدت خيلها منها تخوض عبابها
|
وحين غدت منقضة في عداتهـا
|
تولت كرخم الطير لاقت عقابها
|
فكم جدلت أبطال حرب بحربهـا
|
وكم زلزلت منها هناك هضابهـا
|
ولما بقرع الهام فلت شبا الظبـا
|
ودقت من الأرماح طعناً حرابها
|
هوت وبرغم الدين راحت نحورها
|
تعد لأسيـاف الضلـال قرابهـا
|
قضت عطشاً ما بل حر غليلهـا
|
شراب وفيض النحر كان شرابها
|
برق تألـف بالحمـى لحماتهـا
|
أم لامع الأنـوار مـن وجناتهـا
|
وعبير نـدّ عطّـر الأكـوان أم
|
ذا عنبر أهدتـه مـن نفحاتهـا
|
أكريمة الحسبين هل مـن زورة
|
تشفي المعنّى من عنا حسراتهـا
|
شاب العذار ولم تشوبوا هجركم
|
منهـا بشـيء لا ولا بعداتهــا
|
جودوا ولو بالطيف إن خيالكـم
|
يطفي من الأحشا لظى لهباتهـا
|
للـه أيــة وقفــة لمحمــد
|
في كربلا ريب علـى وقعاتهـا
|
ضربت عران الذل في أنف الهوى
|
فغـدا يقادبـه بنـو قاداتهــا
|
من حيث أنصار هنـاك وفتيـة
|
سارت بما حفظته من ساداتهـا
|
فـوق الخيـول تخالهـا كأهلـة
|
وبدور حسن لجن فـي هالاتهـا
|
فإذا سطت تخشى الأسود لكرّها
|
في الحرب من وثباتها وثباتهـا
|
ضمنت لمن يخاف من العقـاب
|
إذا والى الوصـي أبـا تـراب
|
يرى في حشـره ربّـاً غفـوراً
|
ومولىً شافعـاً يـوم الحسـاب
|
فتىً فاق الورى كرمـاً وبأسـاً
|
عزيزُ الجارِ مخضـرّ الجنـابِ
|
يرى في السلم منه غيـثَ جـود
|
وفي يوم الكريهة ليـثَ غـاب
|
إذا ما سـلّ صارمـه لحـربٍ
|
أراك البرق في كـفّ السحـاب
|
وصي المصطفـى وأبـو بنيـه
|
وزوج الطهر من بين الصحـابِ
|
بنفسي أبيّ الضيم أضحى نصيره
|
لدى الروع لدن ذابـل وحسـامُ
|
يجرد عزماً لـو يجـرّده علـى
|
هضاب شمام ما دمنـه شمـامُ
|
يصول كليث الغاب يسطو كأنما
|
تراءت له بيـن الشعـاب نعـام
|
حنانيك يا معطي البسالة حقهـا
|
ومرخص نفس لا تكـاد تسـام
|
فهل لك في وصل المنية مطلب
|
وهل لك في قطع الحيـاة مـرام
|
فليت أكفّـاً حاربتـك تقطعـت
|
وأرجل بغـي جاولتـك جـذام
|
وخيلاً غدت تردي عليك جوارياً
|
عقرن فلا يلـوى لهـن لجـام
|
أصبت فلا يوم المسـرّات نيّـر
|
ولا قمـر فـي ليلهـنّ تمــام
|
أبنـي الفرائــض والنوافــلْ
|
والمناســـك والمشاعـــرْ
|
وبنـي الترائــك والأرائــك
|
والعواتـــك والحرائــــر
|
أنـا قــادر إن لــم أكــن
|
لكـم وليــاً وابــن غــادر
|
وأجـدّ فـي نظـم المعانــي
|
الغـرّ فيكـم نظــم ماهــر
|
أنتــم محجتـــي التـــي
|
لا غيرها فـي الحشـر ذاخـر
|
وبصيرتــي يومــاً تحــا
|
ر بهولــه كــل البصائــر
|
أنــا يوســف بمديحكـــم
|
أصبحـت مفتخــراً أجاهــر
|
وأتيتكــم أطــوي البحــار
|
ولجّــة البحريــن زائـــر
|
ملقــىً علــى أعتابكـــم
|
متمـرّغ الخديــن صاغــر
|