حكاية ٌ تتهجى الله
قلبٌ من الدمعةِ الحمراء نحملهُ = يأتي بنا لخفايا سورةِ الفجرِ
يؤمنا في الليالي العشرِ يغزلنا = نجماً تعلَّم منها شهقة الشهرِ
كانت مواويلهُ المطعونة ُ اندلقت = بالنزفِ حتى تؤدِّي سجدةَ الشكرِ
كانتْ تُجاهرُ بالآياتِ تكتبها = على جبين تفرّى ساعة َ الحشرِ
كانت على النحرِ تتلو الحزن جارحةً = على الرضيعِ تـُجارِي النهرَ
بالنهرِ
كانت ككفينِ مقطوعينِ من ألمٍ = يسَّـاقطان بكلِّ الجودِ والصبرِ
كانت كـ حِنـَّـاءِ كفِّ الرملِ مفعمة = حدَّ التبعثرِ تروي صورة
الجمرِ
وكان فيها امتثالُ التِيهِ في شفةٍ = تعوّدتْ أن تصلي الحبَّ بالقدرِ
ولو تناهتْ رأى القرآنُ رعشتـَها = إلى المناجاةِ حتى مطلعِ العمرِ
أعطى إلى اللهِ قلباً بالهوى مطراً = دقاتهُ هطلتْ بالعشقِ والطهرِ
مدَّتْ ملامحها للعرشِ باكيةً = فاضتْ بنافلةِ الأشواقِ والذكرِ
مجروحةٌ بالندى والدمعُ يغرقها = سبحانها قد تجلّـت أوّلَ البدرِ
في سِفرها الدمُ أهدى باءَ بسملةٍ = إلى الوجودِ لتجلو حكمة َ الأمرِ
واطـَّـوفتْ كربلاءاتٌ بأحرفِها = يا للهوى السَّـلسلِ المهدورِ
بالعشرِ
يا للجوى وشوشتـْـهُ البِيضُ فاستحرتْ = حكاية ٌ تتهجى اللهِ بالعصرِ
أسرتْ بعينٍ أصابَ السهمُ ناظرَها = وصرخة ٍ بانكسارِ القلبِ والظـَهرِ
بصوتِ زينبَ مبلول بدمعتها = ربِّ تقبَّلْ .. فما للقومِ من عذرِ
بشهقةِ القيدِ بالسجادِ يسكنهُ = جرحُ المسيرِ فهلْ للقيدِ أن يدري
بأن قافلة َ التأريخِ راكعةً = إلى الحسينِ ويتلو سورة النصرِ
للهِ أعطى , وحقِّ اللهِ ما ارتسمتْ = حقيقة ُ الدينِ إلا من دمِ
النحرِ
أمل الفرج
القطيف