أربعينك يا حسين
يَا زَائِرًا
قَبْرَ الْحُسَيْنِ مُسَلِّمَا = خُذْ لِيْ فُؤَادِيَ لِلضَّرِيحِ تَكَرُّمَا
لاَ تَبْخَلَنْ
بِزِيَارَةٍ تَحْظَى بِهَا = مَا دُمْتَ حَيًّا فِي الْوُجُودِ وَسَالِـمَا
سَيَزُورُكَ السَّبْطُ
الْحُسَيْنُ بِوَحْشَةٍ = وَيَرُدُّهَا إِنْ كَانَ قَبْرُكَ مُظْلِمَا
إِنْ حُزْتَ
فَخْرَ الأَرْبَعِيْنِ زِيَارَةً = فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ فِي الْجِنَانِ
مُكَرَّمَا
اخْلَعْ حِذَاءَكَ
بِالطُّفُوفِ فِإِنَّهُ = وَادٍ تَقَدَّسَ لِلْمَلاَئِكِ مَعْلَمَا
وَامْشِ الْهُوَيْنَةَ
لِلإِلَهِ مُمِجَّدًا = بِالأَرْضِ قَدْ حَفَّتْ مَلاَئِكَةُ السَّمَا
امْسِكْ
بِحَضْرَتِهِ وَكُنْ مُسْتَعْبِرًا = وَاغْسِلْ بِمَدْمَعِكَ الذُّنُوبَ فَطَالَـمَا
أَفْنَيْتَ
عُمْرَكَ مُسْرِفًا وَمُضَيِّعًا = فَاغْنَمْ بِذَلِكَ فُرْصَةً لَنْ تَنْدَمَا
رَفْرِفْ
بِقَلْبِكَ فِي الضَّرِيحِ هُنَيْئَةً = وَاسْعَدْ بِلُقْيِةِ جَابِرٍ
مُتَأَلِّـمَا
وَاسِ عَلِيَّ بنَ
الْحُسَيْنِ عَزَاءَهُ = شَارِكْ بِمَقْصَدِكَ الْعَقِيْلَةَ عِنْدَمَا
جَاءَتْ بِرَأْسِ
وَلِيِّهَا وَعِيَالِهِ = وَتَذَكَّرَتْ بِالطَّفِّ حُزْنًا مُؤْلِـمَا
لاَ تَنْسَ أَنْ
تَدْعُو الإِلَهَ نِيَابَةً = وَتُصَلِّي عَنِّيْ لِلزِّيَارِةِ رُبَّمَا
أَحْظَى لأُكْتَبَ
زَائِرًا لِـمَقَامِهِ = وَأَكُونَ فِي تِلْكَ الْبِقَاعِ مُنَعَّمَا
سَقَى اللهُ
قَوْمًا قَدْ أَتَوْا لِضَرِيْحِهِ = بِكَفِّ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ
تَكَرُّمَا
مَنْ مُبْلِغٌ
عَنِّي الْحُسَيْنَ رِسَالَةً = بِدَمِ الْوَرِيدِ كَتَبْتُ مِنْهَا الـْمُنْظَمَا
أَحُسَيْنُ
قَبْرُكَ فِي فُؤَادِيَ كَامِنٌ = وَضُلُوعُ جِسْمِيَ لِلضَّرِيحِ غَدَتْ حِمَى
أَحُسَيْنُ اسْمُكَ
شَدَّنِي مُنْذُ الصِّبَا = وَمَعِيْنُ حُبِّكَ قَدْ رَوَى مِنِّيْ الظَّمَا
يَا ثَوْرَةً لِلدِّيْنِ
جَادَ عَطَاؤُهَا = أَصْبَحْتَ جُرْحًا فِي الزَّمَانِ تَكَلَّمَا
رُوحِيْ لأَجْلِكَ
يَا حُسَيْنُ رَخِيصَةٌ = لاَ غَرْوَ إِنْ أَجْرَيْتُ بَحْرًا مِنْ دِمَا
أَحُسَيْنُ خُذْ
مِنَّي الدُّمُوعَ تَحِيَّةً = لأَخْتُمَ قَوْلِيَ فِي الْقَصِيدِ مُسَلِّمَا
محمد عبدالله
الحدب
18
21429هـ