تخميس قصيدة  وقفة السيوف
" للشاعر المرحوم السيد رضا الهندي "

 
 
صَلَّتْ عَلَىْ جِسْمِ الْحُسَيْنِ سُُيُوْفُهُمْ ** فَغَدَا لِسَاجِدَةِ الظُّبَا مِحْرَابَا
يَدْعُوْ أَلَسْتُ أَنَا ابْنُ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ ** وَمَلاَذُكُمْ إِنْ صَرْفُ دَهْرٍ نَابَا
هَلْ جِئْتُ فِيْ دِيْنِ النَّبِيِّ بِبِدْعَةٍ ** أَمْ كُنْتُ فِيْ أَحْكَامِهِ مُرْتَابَا
فَغَدَوْا حَيَارَىْ لاَ يَرَوْنَ لِوَعْظِهِ ** إِلاَّ الأَسِنَّةَ وَالسِّهَامَ جَوَابَا
وَمَضَىْ لَهِيْفًا لَمْ يَجْدَ غَيْرَ الْقَنَا ** ظِلاًّ وَلاَ غَيْرَ النَّجِيْعِ شَرَابَا
ظَمْآَنَ ذَابَ فُؤَادُهُ مِنْ غُلَّةٍ ** لَوْ مَسَّتِ الصَّخْرَ الأَصَمَّ لَذَابَا
لَهْفِيْ لِجِسْمِكَ فِيْ الصَّعِيْدِ مُجَرَّدَا ** عُرْيَانَ تَكْسُوْهُ الدِّمَاءَ ثِيَابَا
تَرِبَ الْجَبِيْنُ وَعَيْنُ كُلِّ مُوَحِّدٍ ** وَدَّتْ لِجِسْمِكَ لَوْ تَكُوْنُ تُرَابَا
لَهْفِيْ لِرَأْسِكَ فَوْقَ مَسْلُوْبِ الْقَنَا ** يَكْسُوْهُ مِنْ أَنْوَارِهِ جِلْبَابَا
يَتْلُوْا الْكِتَابَ عَلَىْ السِّنَانِ وَإِنَّمَا ** رَفَعُوْا بِهِ فَوْقَ السِّنَانِ كِتَابَا
لِيَنُحْ كِتَابُ اللهِ مِمَّا نَابَهُ ** وَلْيَنْثَنِ الإِسْلاَمُ يَقْرَعُ نَابَا
وَلِيَبْكِ دِيْنُ مُحَمِّدٍ مِنْ أُمَّةٍ ** عَزَلُوْا الرُّؤُوْسَ وَأَمَّرُوْا الأَذْنَابَا


 

وهذا تخميس لهذه الأبيات الحسينية الخالدة
" للأستاذ / محمد عبدالله الحدب "

 
زُمَرٌ مِنَ الشَّيْطَانِ شِمْرُ يَؤُمُّهُمْ = قَصَدُوْا بِأَرْضِ الطَّفِّ قِبْلَةَ رَبِّهِمْ
فَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ الْحُسَيْنِ صَلاَتُهُمْ
صَلَّتْ عَلَىْ جِسْمِ الْحُسَيْنِ سُُيُوْفُهُمْ = فَغَدَا لِسَاجِدَةِ الظُّبَا مِحْرَابَا
*****
شُحِذَتْ عَلَىْ آَلِ الرَّسُوْلِ سُيُوْفُكُمْ = يَا وَيْحَكُمْ لَوْ تَقْرَؤُوْنَ كَتَابَكُمْ
لَوَجَدْتُمُ نَحْنُ الْقَرَابَةَ بَيْنَكُمْ
يَدْعُوْ أَلَسْتُ أَنَا ابْنُ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ = وَمَلاَذُكُمْ إِنْ صَرْفُ دَهْرٍ نَابَا
*****
رِجْسٌ أَتَاكُمْ فِيْ الزَّمَانِ بِخِدْعَةٍ = هَذِي وَحَقِّ اللهِ شَرُّ فَجِيْعَةٍ
لَكِنَّنِيْ أَخْتَارُ خَيْرَ شَرِيْعَةٍ
هَلْ جِئْتُ فِيْ دِيْنِ النَّبِيِّ بِبِدْعَةٍ = أَمْ كُنْتُ فِيْ أَحْكَامِهِ مُرْتَابَا
*****
قَوْمٌ عَصَوْا رَبَّ السَّمَاءِ بِأَرْضِهِ = حَتَّىْ رَمَوْا حُكْمَ الْكِتَابِ بِعَرْضِهِ
مَا صَدَّقُوْا قَوْلَ الْحُسَيْنِ بِفَرْضِهِ
فَغَدَوْا حَيَارَىْ لاَ يَرَوْنَ لِوَعْظِهِ = إِلاَّ الأَسِنَّةَ وَالسِّهَامَ جَوَابَا
*****
لَمَّا أَرَادَ السِّبْطُ أَنْ يَرِدَ الْمُنَىْ = بَلَغَتْ بِهِ الرُّوْحُ التَّرَاقِيَ مُعْلِنَا
هَلاَّ سَقَيْتُمْ مُهْجَتِيْ ، أَجَلِيْ دَنَا
وَمَضَىْ لَهِيْفًا لَمْ يَجْدَ غَيْرَ الْقَنَا = ظِلاًّ وَلاَ غَيْرَ النَّجِيْعِ شَرَابَا
*****
مَا زَالَ يَرْجُوْ الْقَوْمَ وَهْوَ بِعِلَّةٍ = فَأُصِيْبَ نَهْرُ الْعَلْقَمِيَِّ بِذِلَّةٍ
هَذِي وَحَقِّ اللهِ أَحْقَرُ حَالَةٍ
ظَمْآَنَ ذَابَ فُؤَادُهُ مِنْ غُلَّةٍ = لَوْ مَسَّتِ الصَّخْرَ الأَصَمَّ لَذَابَا
*****
ثَغْرِيْ لِذِكْرِكَ يَا حُسَيْنُ مُرَدِّدَا = وَبِذِكْرِكَ التَّارِيْخُ بَاتَ مُجَدِّدَا
يَا لَيْتَ رُوْحِيْ سَيِّدِيْ كَانَتْ فِدَا
لَهْفِيْ لِجِسْمِكَ فِيْ الصَّعِيْدِ مُجَرَّدَا = عُرْيَانَ تَكْسُوْهُ الدِّمَاءَ ثِيَابَا
*****
أَحْيَيْتَ دِيْنَ اللهِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ = حَارَبْتَ بِالتَّوْحِيْدِ رَايَةَ مُلْحِدٍ
شَاءَ الإِلَهُ بِأَنْ تَعِيْشَ بِمَوْلِدٍ
تَرِبَ الْجَبِيْنُ وَعَيْنُ كُلِّ مُوَحِّدٍ = وَدَّتْ لِجِسْمِكَ لَوْ تَكُوْنُ تُرَابَا
*****
لَهْفِيْ لِجِسْمِكَ سَيِّدِيْ وَقَدْ انْحَنَىْ = للهِ يَرْكَعُ طَائِعًا ثُمَّ اعْتَنَىْ
لِلأَرْضِ يَسْجُدُ بَعْدَ أَنْ نَالَ الْمُنَىْ
لَهْفِيْ لِرَأْسِكَ فَوْقَ مَسْلُوْبِ الْقَنَا = يَكْسُوْهُ مِنْ أَنْوَارِهِ جِلْبَابَا
*****
أَجْرَيْتَ يَوْمَ الطَّفِّ بَحْرًا مِنْ دِمَا = لاَ غَرْوَ أَنَّ الأَرْضَ تَبْكِيْ وَالسَّمَا
إِذْ كَانَ رَأْسُكَ فِيْ الْوُجُوْدِ مُعَلِّمَا
يَتْلُوْا الْكِتَابَ عَلَىْ السِّنَانِ وَإِنَّمَا = رَفَعُوْا بِهِ فَوْقَ السِّنَانِ كِتَابَا
*****
الْعِلْمُ بَاكٍ حَيْثُ أَغْلَقَ بَابَهُ = وَالدَّهْرُ يَتْلُوْا لِلأَنَامِ مُصَابَهُ
تَبْقَىْ الدِّمَاءُ لِكَيْ تُنِيْرُ خِضَابَهُ
لِيَنُحْ كِتَابُ اللهِ مِمَّا نَابَهُ = وَلْيَنْثَنِ الإِسْلاَمُ يَقْرَعُ نَابَا
*****
كَانَتْ بِيَوْمِ الطَّفِّ شَرَّ جَرِيْمَةٍ = وَلَنَا الْوِلاَءُ يَظَلُّ أَفْضَلُ نِعْمَةٍ
فَلْنَبْكِ فِيْ طُوْلِ الزَّمَانِ لِنِقْمَةٍ
وَلِيَبْكِ دِيْنُ مُحَمِّدٍ مِنْ أُمَّةٍ = عَزَلُوْا الرُّؤُوْسَ وَأَمَّرُوْا الأَذْنَابَا

10/2/1430هـ