105 ـ قوله تعالى:
(إذِ انبعث أشقاها)
سورة الشمس 91: 12
رُوي في تأويل هذه الاية الكريمة أحاديث كثيرة مفادها أنَّ أشقى الاوّلين: عاقر
ناقة صالح (عليه السلام). وأشقى الاخرين: قاتِلُ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
ويُعدّ هذا الحديث من أعلام النبوة ودلائلها، واتّفاق علماء العامّة ومؤرّخيهم
ومحدِّثيهم وعرفائهم معنا في إثبات هذا الحديث وتصحيحه من أجلى الاتفاقات وأثبتها.
فقد رُوي بأسانيد وطرق كثيرة بلغت من الشهرة والتواتر والثبوت بحيث لا يسع الباحث
المحقق إلاّ الاذعان إليها والتصديق بها، وأن سلسلة أسانيده تنتهي إلى الامام أمير
المؤمنين عليّ (عليه السلام)، وجماعة من أجلّة الصحابة والتابعين منهم: جابر بن عبد
الله الانصاري، عبد الله بن عبّاس، أبو هريرة، عمّار بن ياسر ، أبو الطفيل، صهيب،
جابر بن سمرة، عبد الله بن عمر، عبد الله بن سبيع، زيد بن وهب، سعيد بن المسيّب،
الضحّاك بن مزاحم، سالم بن أبي الجعد، فضالة بن أبي فضالة الانصاري، وغيرهم.
أحاديث عليّ (عليه
السلام):
وقد رُوِيَتْ عنه (عليه السلام) بأسانيد كثيرة، وألفاظ متعددة، في مناسبات
وحوادث مختلفة، أذكر منها:
* قال (عليه السلام): إنَّ الصادق المصدَّق عهد إليّ: لينبعثنّ أشقاها فليقتلك
كما انبعث أشقى ثمود .
* قال لي رسول الله: يا علي، مَن أشقى الاوّلين؟ قلت: عاقر الناقة. قال: صدقت،
فمَن أشقى الاخرين؟ قلت: لا أدري. قال: الذي يضربك على هذه، كعاقر ناقة الله، أشقى
بني فلان من ثمود .
وهناك متون أُخرى تأتي ضمن أحاديث بعض الصحابة.
حديث عمّار بن ياسر:
قال: كنت أنا وعليّ رفيقين في غزوة ذات العُشَيْرَة، فلمّا نزلها رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) وأقام بها، رأينا أُناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم
في نخل، فقال لي عليّ: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون .
فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمَّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعليّ فاضطجعنا في
صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا.
فو الله ما أيقظنا إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحرّكنا برجله، وقد
تترّبنا مِن تلك الدقعاء.
فقال رسول الله لعليّ: قم يا أبا تراب لِما رأى عليه من التراب، فقال: ألا
أحدثكما بأشقى رجلين؟ .
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه ـ يعني قرنه ـ
حتّى تبل من الدم هذه ـ يعني لحيته ـ .
حديث حبر الاُمَّة عبد
الله بن عبّاس:
قال لي رسول الله: أشقى الخلق قدار بن قدير عاقر ناقة صالح، وقاتل عليّ بن
أبي طالب .
ثمَّ قال ابن عبّاس: ولقد أمطرت السماء يوم قتل عليّ دماً يومين متتابعين.
حديث جابر بن عبد الله
الانصاري:
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: مَن أشقى ثمود؟
قال: مَن عقر الناقة. قال: فمَن أشقى هذه الاُمّة؟
قال: الله أعلم.
قال: قاتِلُك يا عليّ .
حديث أبي هريرة:
قال: كنت جالساً مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء عليّ فسلّم،
فأقعده رسول الله إلى جنبه، فقال: يا علي، مَن أشقى الاوّلين؟ قال: الله ورسوله
أعلم.
قال: عاقر الناقة، فمن أشقى الاخرين؟
قال: الله ورسوله أعلم .
قال: فأهوى بيده إلى لحية عليّ، فقال: يا علي الذي يخضب هذه من هذا . ووضع يده
على قرنه.
قال أبو هريرة: فوالله ما أخطأ الموضع الذي وضع رسول الله يده عليه.
حديث صهيب:
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً لعليّ: مَن أشقى
الاولين؟ قال: الذي عقر الناقة. قال: صدقت، فمن أشقى الاخرين؟ قال: لا أدري. قال:
الذي يضربك على هذه وأشار النبي بيده إلى يافوخه.
قال: فكان عليّ يقول: يا أهل العراق، أما والله لوددت أن لو قد انبعث أشقاها
فخضَّب هذه اللحية من هذه . ووضع يده على مقدم رأسه.
حديث أبي سنان الدؤلي:
عن زيد بن أسلم أنَّ أبا سنان الدؤلي حدَّثه أنّه عاد عليّاً (رضي الله عنه)
في شكوى له اشتكاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليك، يا أمير المؤمنين في شكواك
هذه، فقال: لكنّي ـ والله ـ ما تخوّفت على نفسي منه ; لانّي سمعت رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم)الصادق المصدوق يقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا، وضربة هاهنا ـ
وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتّى تختضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر
الناقة أشقى ثمود .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
حديث أبي الطفيل:
قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فردَّه
مرتين ثمّ بايعه، ثمّ قال: ما يحبس أشقاها ليخضبنّ هذه من هذه؟! يعني لحيته من
رأسه ; ثمّ تمثّل بهذين البيتين:
اشدد حيازيمك للموت * * * فإن الموت يأتيكا
ولا تجزع من القتل * * * إذا حلّ بواديكا
واذكر هنا بعض مصادر تلك الاحاديث، فمنها:
ـ إمام الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت/ 241 هـ) في
«المسند» ج4: 263 ط. الميمنية ـ مصر، ج5: 326/ ح17857 ط. الاولى 1412 هـ، دار إحياء
التراث العربي ـ بيروت، أخرجه عن عمار بن ياسر.
ـ الحافظ النسائي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب (ت/ 303 هـ) في «خصائص أمير المؤمنين
(عليه السلام)» ص: 39 ط. التقدم ـ مصر، «السنن الكبرى» ج5: 153/ ح8538 باب ـ 53 من
كتاب الخصائص، عن عمار بن ياسر.
ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (ت/ 360 هـ) في
«المعجم الكبير» ج8: 38/ ح7311. دار إحياء التراث الثانية 1405 هـ، أخرجه عن عثمان
بن صُهيب، عن أبيه، وفي مواضع أُخرى منه.
ـ العلاّمة ابن هشام عبد الملك الحميري (ت/ 213 هـ) في «السيرة النبوية» ج1: 599 ط.
مصطفى الحلبي ـ مصر، ج2: 249 بتحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الابياري وشلبي، أخرجه في
غزوة العشيرة عن عمار بن ياسر.
ـ الحافظ المؤرّخ الطبري أبو جعفر محمّد بن جرير (ت/ 310 هـ) في «تاريخ الاُمم
والملوك» ج2: 123 ط. الاستقامة ـ مصر.
ـ الحافظ الدولابي أبو بشر محمد بن أحمد (ت/ 320 هـ) في «الكنى والاسماء» ج2: 163 ط
حيدر آباد الدكن.
ـ الحاكم النيسابوري أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمّد المعروف بابن البيّع
(ت/ 405 هـ) في «المستدرك على الصحيحين» ج3/ 113 و 140 ط. حيدر آباد الدكن، ج3: 122
و 151/ ح4590 و 4679 أخرج الحديثان عن أبي سنان، وعمار بن ياسر.
ـ الحافظ أبو نُعَيم الاصبهاني أحمد بن عبد الله (ت/ 430 هـ) في «دلائل النبوة» ص:
484 ط حيدر آباد الدكن، وهي ذاتها ط. دار الوعي ـ حلب 1397هـ/ 1977م، وقد أخرج
الحديث عن عمار بن ياسر.
ـ الحافظ ابن عبد ربّه الاندلسي أبو عمر أحمد القرطبي (ت/ 328 هـ) في «العقد
الفريد» ج2: 210 ط. الشرفية ـ مصر.
ـ الحافظ الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (ت/ 463 هـ) في «تاريخ
بغداد» ج1: 135 ط. القاهرة.
ـ الحافظ الجلال السيوطي عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر الشافعي المصري (ت/ 911
هـ) في «تاريخ الخلفاء» ص: 173 ط. مصر، ص: 162 ط. دار الفكر، ص: 137 ط. الاولى 1408
لدار الكتب العلمية ـ بيروت.
وفي «الجامع الصغير» ج1: 437/ ح2850 ط. دار الفكر ـ بيروت.
وفي «الخصائص الكبرى» ج2: 124 ط حيدر آباد الدكن، ج2: 211 باب ـ إخباره (صلى الله
عليه وآله وسلم) بقتل عليّ (رضي الله عنه) ط. الاولى 1405 هـ، دار الكتب العلميّة ـ
بيروت.
ـ المحدّث والمؤرخ ابن سعد أبو عبد الله محمّد بن سعد بن منيع الزهري (ت/ 230 هـ)
في «الطبقات الكبرى» ج3: 35 ط. دار صادر ـ بيروت.
ـ المؤرّخ ابن قتيبة الدينوري محمد بن عبد الله بن مسلم البغدادي (ت/ 276 هـ) في
«الامامة والسياسة» ج1: 162 ط. القاهرة، ج1: 139 ط. مصر بتحقيق طه الزيني، ج1: 182
بتحقيق علي شيري.
ـ الحافظ المحدِّث ابن المغازلي الشافعي أبو الحسن علي بن محمد الجُلاّبي (ت/ 483
هـ) في «مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام)» ص: 8/ ح5 ط. طهران.
ـ الحافظ شيخ الاسلام الجويني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن المؤيد حمّويه
الخراساني (ت/ 722 هـ) في «فرائد السمطين» ج1: 384 ـ 390/ ح316 ـ 327 ط. المحمودي ـ
بيروت، بعدّة طرق.
ـ الحافظ المؤرّخ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)من
تاريخ مدينة دمشق» ج3: 338 ـ 352/ ح1370 ـ 1401 ط. المحمودي ـ بيروت.
ـ الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 335 ـ 343/ ح1096 ـ 1108 ط. الاعلمي ـ
بيروت.
ـ الحافظ أبو داود الطيالسي سليمان بن داود الفارسي البصري (ت/ 204 هـ) في الحديث
(157) من مسنده ط. دار المعرفة ـ بيروت، أخرجه عن عثمان بن المغيرة، عن زبيد بن
وهب، رفعه.
ـ قال العلاّمة الشيخ محمد حسن المظفر (ت/ 1375 هـ) في كتابه «دلائل الصدق» ج2: 339
ط. القاهرة في تفسير سورة الشمس) وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (: قال السيوطي في «اللالئ
المصنوعة»، عن الخطيب في «السابق واللاحق»، بسنده عن ابن عباس مرفوعاً: إسمي في
القرآن والشمس وضحاها، واسم عليّ والقمر إذا تلاها، واسم الحسن والحسين والنهار إذا
جلاها، واسم بني أُمية والليل إذا يغشاها، إن الله بعثني رسولاً إلى خلقه ـ إلى أن
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فلواء الله فينا إلى يوم القيامة، ولواء إبليس في
بني أُمية إلى أن تقوم الساعة، وهم أعداءٌ لنا، وشيعتهم أعداءٌ لشيعتنا (1).
وللمزيد راجع:
«بحار الانوار» ج42: 190 ـ 199 ط. طهران.
«إحقاق الحق» ج7: 341 ـ 360، ج14: 510 ـ 514، ج17: 350 ـ 363.
106 ـ قوله تعالى:
(فإذا فرغت فانصب)
سورة الشرح 94: 7
ـ روى المحدِّث المفسِّر الثقة محمّد بن العبّاس بن مروان بن الماهيار المعروف بابن
الجُحام في «ما نزل من القرآن في أهل البيت (عليهم السلام)» على ما أخرجه عنه
السيّد شرف الدين النجفي في «تأويل الايات الظاهرة» ج2: 811 و 812.
ـ والحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 349/ ح1116 ـ 1119.
كل منهما بأربعة طرق تنتهي إلى الامام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه
السلام) أنّه قال في قوله تعالى: (فَإذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ): يعني انصب عليّاً
للولاية .
وفي رواية: انصب عليّاً للناس .
وفي رواية: إذا فرغت من نبوّتك فانصب عليّاً وصيّاً وإلى ربّك فارغب في ذلك .
وفي رواية أخرى: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حاجّاً فنزلت: (فَإذَا
فَرَغْتَ) من حجّك (فَانْصَبْ) عليّاً للناس .
107 ـ قوله تعالى:
(إنّ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)
سورة البيّنة 98: 7
هذه الاية نزلت في حقّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وورد في ذلك عدّة أحاديث،
منها عن طريق جابر، وعليّ (عليه السلام)، وابن عبّاس، وأبي برزة الاسلمي، وبريدة بن
حصيب الاسلمي، وأبي سعيد الخدري، ومعاذ.
فحديث جابر رواه جماعة من أعلام المفسّرين وحفاظهم منهم:
ـ العلاّمة القندوزي الحنفي (ت/ 1294 هـ) في «ينابيع المودّة» ج1: 61 ط. اسلامبول،
ج1: 196/ ح27 الباب ـ 12 ط. المحققة. قال: وفي المناقب عن أبي الزبير المكّي، عن
جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: كنّا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأقبل عليّ فقال: قد أتاكم أخي .
ثمّ التفت إلى الكعبة فمسّها بيده، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته هم
الفائزون يوم القيامة .
ثمّ قال: إنّه أولكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم
بالرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة .
قال: فنزلت: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ
خَيْرُ البَرِيَّةِ).
قال: فكان الصحابة إذا أقبل عليّ (عليه السلام) قالوا: جاء خير البريّة.
حديث أمير المؤمنين
عليّ (عليه السلام):
ـ رواه الحاكم أبو القاسم الحَسْكاني عبيد الله بن عبد الله الحنفي الحذّاء
(ت/ بعد 490 هـ) في «شواهد التنزيل» ج2: 356/ ح1125 ط. الاعلمي ـ بيروت.
قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بإسناده إلى يزيد بن شراحيل الانصاري، كاتب عليّ
(عليه السلام)، قال: سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول: حدّثني رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) وأنا مسنده إلى صدري، فقال: يا علي، أما تسمع قول الله: (إنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ)؟! هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمعت الاُمم للحساب تدعونه غرّاً
محجّلين .
هاتان روايتان نقلتهما لك للدلالة على أفضلية الامام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي
طالب وأحقيّته بالخلافة عند القوم، فضلاً عن روايات الفرقة الناجية، وقد أكّد هذا
جمع غفير من علمائهم وحفّاظهم في كتبهم وسيرهم وتفاسيرهم منهم:
ـ العلاّمة سبط ابن الجوزي أبو المظفر يوسف قزأوغلي ابن عبد الله البغدادي الحنفي
(ت/ 654 هـ) في «تذكرة الخواص» ص: 22 ط. النجف.
ـ العلاّمة الحافظ الگنجي محمد بن يوسف، أبو عبد الله (ت/ 658 هـ) في «كفاية
الطالب» ص: 118 ط. الغري.
ـ الحافظ أخطب خوارزم محمد بن أحمد الحنفي المكي الخوارزمي (ت/ 568 هـ) في
«المناقب» ص: 187 ط. طهران، ص: 265/ ح247 ط. المحققة ـ قم.
ـ الحافظ أبو نُعَيم الاصبهاني أحمد بن عبد الله (ت/ 430 هـ) في «ما نزل من القرآن
في عليّ (عليه السلام)» ص: 273/ ح76 ط. طهران.
ـ العلاّمة الحافظ السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر الشافعي (ت/ 911 هـ) في «الدر
المنثور» ج6: 379 ط. مصر.
ـ العلاّمة المير محمّد صالح بن عبد الله مشكين قلم الحسيني الكشفي الترمذي (حي
1037 هـ) في «مناقب مرتضوي» ص: 47 ط. مطبعة محمّدي ـ بومبي.
ـ العلاّمة الالوسي أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني البغدادي (ت/
1270 هـ) في «روح المعاني» ج20: 207 ط. المنيرية بمصر.
حديث ابن عبّاس:
ـ رواه بالاسناد إليه السيوطي في «الدر المنثور» ج8: 589 ط. دار الفكر ـ
بيروت.
ـ والشبلنجي مؤمن بن حسن مؤمن (حي/ 1322 هـ) في «نور الابصار في مناقب آل بيت
النبيّ المختار»(2) ص: 70 و 101 عن ابن عبّاس، قال:
لمّا نزلت هذه الاية (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ
هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه
السلام):
أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيّين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين
.
ـ ذكر الشيخ المظفر في كتابه «دلائل الصدق» ج2: 210 ط. القاهرة، في تفسير قوله
تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ
البَرِيَّةِ)، بقوله:
روى الجمهور عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم): هم أنت يا علي وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك راضين مرضيّين، ويأتي أعداؤك
غضاباً مقمحين .
ـ ورواه الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 357/ ح1126.
ـ والمحدِّث الحافظ الحِبَري الحسين بن الحكم بن مسلم (ت/ 286 هـ) في تفسيره ص:
328/ ح71 ط. مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) ـ بيروت.
ـ وقال السيّد ابن طاووس علي بن موسى بن جعفر أبو القاسم رضي الدين الحسني (قدس
سره) (ت/ 664 هـ) في كتابه «سعد السعود» ص: 108: رأيت في تفسير محمّد بن العبّاس بن
مروان في تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ) أنّها في أمير
المؤمنين (عليه السلام) وشيعته، رواه من نحو ستة وعشرين طريقاً أكثرها برجال
المخالفين.
وقد ألّف الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي كتاباً أسماه «نوادر
الاثر»(3) جمع فيه الاحاديث والاثار الواردة في أنّ عليّاً (عليه السلام) خير البشر
وخير البريّة.
عرفتَ ممّا تقدَّم أن حديث عليّ خير البريّة من الاحاديث الصحيحة المتواترة
المجمع عليها، وطرقه كثيرة حتّى إنّه أُفرد بالتأليف. فراجع ما ذكرت من مصادره،
وراجع أيضاً:
«تأويل الايات الظاهرة» ج2: 831 ـ 835 ط. قم.
«البرهان في تفسير القرآن» ج4: 489 ـ 492.
«إحقاق الحق» ج3: 287، ج14: 258 ـ 267، ج20: 26 و 28.
108 ـ قوله تعالى:
(فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية)
سورة القارعة 101: 6 ـ 7
ـ روى المحدِّث الثقة أبو عبد الله محمّد بن العبّاس بن الماهيار البزّاز المعروف
بابن الجحام (حي 328 هـ) في «ما نزل من القرآن في أهل البيت (عليهم السلام)» على ما
أخرجه عنه السيّد شرف الدين النجفي من أعلام القرن العاشر في «تأويل الايات
الظاهرة» ج2: 849/ ح1، بإسناده إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه، عن جدّه
صلوات الله عليهم في قوله عزَّ وجلّ: (فأمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوازِيْنُهُ * فهُوَ في
عِيْشَة رَاضِيَة) قال:
نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
ـ وروى الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 367/ ح1149 عن ابن مؤمن، بإسناده
إلى الاعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال:
أوّل مَن ترجح كفّة حسناته في الميزان يوم القيامة عليّ بن أبي طالب، وذلك أنَّ
ميزانه لا يكون فيه إلاّ الحسنات، وتبقى كفّة السيّئات فارغة لا سيّئة فيها ; لانّه
لم يَعْصِ الله طرفة عين.
وذلك قوله: (فأمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوازِيْنُهُ * فَهُوَ في عِيْشَة رَاضِيَة) أي في
عيش في جنّة قد رضي عيشه فيها.
ـ وروى الشيخ رشيد الدين بن شهر آشوب محمد بن علي السروي المازندراني (ت/ 588 هـ)
في «مناقب آل أبي طالب» ج2: 151 ط. قم، ج2: 173 ط. الثانية 1412 هـ دار الاضواء
بتحقيق يوسف البقاعي، عن الامامين الصادقين (عليهما السلام) في قوله تعالى:) فأمّا
مَنْ ثَقُلَتْ موازِيْنُهُ (فهو أمير المؤمنين (فَهُوَ في عِيْشَة رَّاضِيَة).
(وأمّا مَنْ خَفَّتْ موازِينُهُ) وأنكر ولاية عليّ (عليه السلام) (فأُمُّهُ
هَاوِيَةٌ) فهي النار جعلها الله له أُمَّاً ومأوى.
109 ـ قوله تعالى:
(ثمَّ لتسئلن يومئذ عن النعيم)
سورة التكاثر 102: 8
روى جماعة من أعلام القوم وحفّاظهم ومفسّريهم أنّها نزلت في ولاية عليّ (عليه
السلام)، منهم:
ـ العلاّمة القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة» ج1: 111 ط. إسلامبول ، ج1: 332/ ح6
ط. المحققة، فقد روى عن الحافظ أبي نُعَيم، بسنده عن جعفر الصادق (عليه السلام) في
هذه الاية قال: النعيم: ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه).
وأخرج القندوزي الحنفي أيضاً عن الحاكم بن أحمد البيهقي(4) عن الصوليين(5) والقاسم
بن إسماعيلحديثاً طويلاً عن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه جاء
فيه: إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لا يسأل عباده عما تفضّل عليهم به، ولا يمنّ بذلك
عليهم، وهو مستقبح من المخلوقين ، كيف يضاف إلى الخالق ـ جلّت عظمته ـ ما لا يرضى
للمخلوقين، ولكن النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد لله،
ونبوة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; لانّ العبد إذا وافى بذلك أداه إلى نعيم
الجنة الذي لا يزول .
كما أورد نزول الاية في ولاية عليّ بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام):
ـ العلاّمة ابن خالويه أبو عبد الله الحسين بن أحمد المتوفّى سنة (370 هـ) في كتاب
«إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم» ص: 172 ط. دار الكتب بمصر 1360 هـ.
ـ العلاّمة شمس الدين الزرندي الحنفي محمد بن يوسف بن الحسن المدني (ت/ بعد 747 هـ)
في «درر السمطين» ص: 109 ط. مصر.
ـ والحافظ أبو نُعَيم الاصبهاني في «ما نزل من القرآن في عليّ (عليه السلام)» ص:
285/ ح79 ط. طهران.
ـ والحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 368 ط. بيروت.
إلى هنا نكتفي بما ذكرناه من المصادر، ومن أراد المزيد فليراجع موسوعة «إحقاق الحق»
ج3: 585، ومستدركه في ج14: 461.
110 ـ قوله تعالى:
(والعصر * إنَّ الانسان لفي خسر * إلاّ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا
بالحقّ وتواصوا بالصَّبر *)
سورة العصر 103: 1 ـ 3
ـ روى الحافظ أبو نُعَيم الاصفهاني في «ما نزل من القرآن في عليّ (عليه
السلام)»(6)، بإسناده إلى الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى:
(وَالعَصْرِ * إنَّ الانسَانَ لَفِي خُسْر) يعني أبا جهل لعنه الله.
(إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال: هو عليّ (عليه السلام).
ـ وروى الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج2: 372/ ح1154 و 1155، بإسناده إلى
أبي أمامة، عن أُبيّ بن كعب، قال:
قرأت على رسول الله: (وَالعَصْرِ * إنَّ الانسَانَ لَفِي خُسْر) فقلت: بأبي أنت
وأُمّي يا رسول الله، ما تفسيرها؟
فقال: (وَالعَصْرِ) قسم من الله، أقسم ربّكم بآخر النهار (إنَّ الانسَانَ لَفِي
خُسْر) وهو أبو جهل.
(إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ): عليّ بن أبي طالب .
ثمّ أعقبه في ص: 374/ ح1158، بإسناده إلى عطاء، عن ابن عبّاس، قال:
جمع الله هذه الخصال كلّها في عليّ (إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) كان والله أول
المؤمنين إيماناً (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) و كان أوّل مَن صلّى وعبد الله من أهل
الارض مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...
وأوصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقضاء دينه، وبغسله بعد موته، وأن يبني
حول قبره حائطاً، لئلا تؤذيه النساء بجلوسهنَّ على قبره، وأوصاه بحفظ الحسن
والحسين، فذلك قوله: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
ـ ونقل الشيخ المظفر في كتاب «دلائل الصدق» ج2: 267 عن العلاّمة الحلّي قوله
تعالى: (وَالعَصْرِ * إنَّ الانسَانَ لَفِي خُسْر) يعني أبا جهل (إلاَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) عليّ وسلمان.
وفي الدلائل أيضاً ص: 269 قوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال ابن عباس هو
عليّ (عليه السلام).
ثمّ أخرج حديث ابن عبّاس المتقدّم.
وأخرج بعده حديثاً في ذلك عن أبي هريرة.
ولهذه الاحاديث التي سقتها مصادر عديدة أخرجتها بطرق كثيرة، أذكر ممّن رواها:
ـ العلاّمة السيوطي في «الدر المنثور» ج6: 392 ط. مصر، أخرجه عن ابن مردويه.
ـ العلاّمة شهاب الدين محمود الالوسي البغدادي في «روح المعاني» ج30: 228 ط.
المنيرية بمصر.
ـ القرطبي الاندلسي محمد بن أحمد المتوفّى سنة (671 هـ) في تفسيره «الجامع لاحكام
القرآن» ج20: 180 ط. مصر، مج10 ج20: 123 ط. الاولى 1408 هـ، دار الكتب العلمية.
ـ العلاّمة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» ص: 171
مخطوطة مكتبة ملي بطهران، وفيه:
(إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني عليّاً وسلمان. رواه الصالحاني.
وللمزيد راجع:
«تأويل الايات الظاهرة» ج2: 853 ط. قم.
«البرهان في تفسير القرآن» ج4: 504 و 505 ط. قم.
«إحقاق الحق» ج3: 382 ـ 385، ج14: 331، ج20: 117 و 118.
وبهذه السورة المباركة تمت الابواب العشرة بعد تمام المئة (110) ـ وهي (عليّ) بحساب
الجُمل ـ من الايات التي جمعتها وانتقيتها ورتّبتها بحسب تسلسلها في القرآن المجيد
تيسيراً للقراء والباحثين، واتباعاً لنهج السلف الصالح رحمهم الله.
كما أؤكد مرة ثانية أن هذه المجموعة من الايات الشريفة ليست كل ما نزل من الحق
تعالى في قرآنه المجيد بشأن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وإنما
هي قبسات اقتبستها وشذرات انتقيتها مما نزل فيه(7).
ومن باب التبرّك بذكر أسمائهم، ولا شك أنّ في كتابتها في أي مكان شريف هو ذكرٌ لهم
وتعظيم لشعيرة من شعائر الله سبحانه، فهم شعار الله الاوّل الذي طالما لهج به رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوصى به أُمته، منذ بدء دعوته وحتّى لفظ نفسه
الاخير.
أقول: لا شك في مجرّد كتابة أسمائهم أجر عظيم وثواب جزيل، فضلاً عن قراءتها والصلاة
والتسليم على أصحابها، وعليه فلا نزهد في تحصيل ذلك الاجر والثواب، وأسماؤهم هي:
1 ـ النبيّ الاكرم محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 ـ الامام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
3 ـ الزهراء البتول فاطمة (عليها السلام).
4 ـ الامام الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام).
5 ـ الامام الحسين بن علي الشهيد (عليه السلام).
6 ـ الامام علي بن الحسين السجّاد زين العابدين (عليه السلام).
7 ـ الامام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام).
8 ـ الامام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام).
9 ـ الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).
10 ـ الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).
11 ـ الامام محمّد بن علي الجواد (عليه السلام).
12 ـ الامام علي بن محمّد الهادي (عليه السلام).
13 ـ الامام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).
14 ـ الامام الحجّة المنتظر محمّد بن الحسن صاحب العصر والزمان ومنجي البشريّة
ومخلّصها من الظلم والجور والطغيان (عج). صلوات الله وسلامه وأجمل تحياته عليهم
أجمعين وعلينا وعلى عباده الصالحين ورحمته وبركاته.
ولا بد لي في هذا المجال ـ ولا مناص عند ذكر الوصيّ (عليه السلام) ـ أن أذكر الاصل
وهو الرسول الاعظم صلوات الله عليه، وابنته الطاهرة فاطمة الزهراء، وولداه سيدي
شباب أهل الجنة الامامان الحسن والحسين، والائمة الطاهرين من ولد الحسين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين.
فقد وفقني الله تعالى إلى جمع مختصر لبعض الايات الكريمة النازلة فيهم (عليهم
السلام) إتماماً للبحث.
وقد جعلته في أربعة عشر باباً تبركاً وتيمناً بعددهم.
كما إني اتّبعت نفس المنهج الذي سلكته في بداية الكتاب من الايات السابقة من ذكر
الاحاديث والروايات وأقوال أجلاّء الصحابة وآثارهم، وأراء الاعلام والمفسّرين على
اختلاف مناهلهم ومشاربهم في بيان منزلتهم وكثرة ما نزل فيهم (عليهم السلام) كما
أسلفت في مقدمة الكتاب، وما سيأتي في مقدّمة الابواب التالية.
والله أسأل أن يسدد خطانا للسير على نهجهم واتّباع آثارهم والاقتداء بهديهم، كما
قال تعالى: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) إنه سميع مجيب.
في كَثْرَةِ مَا نَزَلَ مِن القرآنِ في أهلِ البيتِ (عليهم السلام)
ـ روى الحافظ الفقيه ابن المغازلي الشافعي في «مناقب عليّ بن أبي طالب (عليه
السلام)» ص: 328/ ح375، بإسناده إلى ابن عبّاس، عن النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم)، قال:
إنَّ القرآن أربعة أرباع:فربعٌ فينا أهل البيت خاصّة.
وربعٌ في أعدائنا.
وربعٌ حلال وحرام.
وربعٌ فرائض وأحكام.
والله أنزل في عليٍّ كرائم القرآن .
ـ ورواه المحدِّث المفسِّر الثقة فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام القرن
الرابع) في تفسيره ص: 89 ط. النجف الاشرف.
ـ والحافظ الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج1: 43/ ح57.
ـ وروى المحدِّث المفسِّر الحسين بن الحكم الحِبَري في تفسيره ص: 233/ ح2 ط. مؤسسة
آل البيت ـ بيروت، بإسناده إلى الاصبغ بن نباتة، عن عليّ (عليه السلام)، قال:
نزل القرآن أربعة أرباع: ربعٌ فينا، وربعٌ في عدوّنا، وربعٌ حلال وحرام ، وربعٌ
فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن .
ـ ورواه الحاكم الحَسْكاني في «شواهد التنزيل» ج1: 43 و 45 و 46/ ح58 و 60 و 65
بثلاثة طرق.
وروى في ص: 44/ ح59 بإسناده إلى الاصبغ بن نباتة، عن عليّ (عليه السلام)، قال:
نزل القرآن أثلاثاً: ثلثٌ فينا، وثلثٌ في عدوّنا، وثلثٌ فرائض وأحكام وسنن وأمثال
.
ـ ورواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني في «الكافي» ج2: 459/ ح2 ط. طهران.
ـ والحافظ المفسِّر العيّاشي في تفسيره ج1: 9/ ح3 ط. طهران.
ـ وروى الحاكم الحَسْكاني أيضاً في ص: 42/ ح56، بإسناده إلى الامام عليّ بن الحسين
(عليه السلام) قال:
نزل القرآن علينا، ولنا كرائمه .
سورة البقرة
قوله تعالى:
(فتلقّى ءادم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التوّاب الرحيم)
سورة البقرة 2: 37
ورد في تأويل هذه الاية أحاديث صحيحة عديدة، تدل جميعها على أنّ الكلمات التي
تلقّاها آدم من ربّه هي: محمّد، عليّ، فاطمة، الحسن، الحسين عليهم صلوات الله
وسلامه.
ـ فقد روى الحافظ الفقيه ابن المغازلي الشافعي المتوفّى سنة (483 هـ) في «مناقب
عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)» ص: 63/ ح89 ط. دار الاضواء ـ بيروت، بإسناده إلى
سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: سُئِلَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن
الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه.
قال: سأله بحقِّ محمّد وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليَّ، فتاب
عليه .
ـ وذكر الشيخ المظفر في كتابه «دلائل الصدق» ج2: 136 ط. القاهرة بقوله: روى الجمهور
عن ابن عباس، وأورد الحديث السابق بعين اللفظ والسند.
وروى أيضاً في كتابه المذكور، من كتاب «السفينة» للحاكم النيسابوري، قال:
روى السيّد أبو طالب (رحمه الله) بإسناده عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس (رضي
الله عنه)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
لمّا أمر الله آدم بالخروج من الجنّة رفع طرفه نحو السّماء فرأى خمسة أشباح على
يمين العرش، فقال: إلهي خلقتَ خلقاً مِن قبلي؟!
فأوحى الله إليه أما تنظر إلى هذه الاشباح؟
قال: بلى.
قال: هؤلاء الصفوة من نوري، اشتققت أسماءهم من اسمي، فأنا الله المحمود وهذا محمّد،
وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، ولي
الاسماء الحسنى وهذا الحسين.
فقال آدم: فبحقّهم اغفر لي. فأوحى الله إليه: قد غفرت.
وهي الكلمات التي قال الله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ
عَلَيْهِ).
ـ وروى المحدِّث أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي (ت/ حدود 550 هـ) في
«الخصائص العلوية» على ما أخرجه عنه العلاّمة الامرتسري في «أرجح المطالب» ص: 320
ط. لاهور، بإسناده إلى مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:
لمّا خلق الله عزَّ وجلَّ آدم، ونفخ فيه من روحه عطس، فألهمه الله: الحمد لله ربِّ
العالمين، قال له: ليرحمك الله.
فلمّا سجد له الملائكة تداخله العُجب، فقال: ياربِّ أخلقتَ خلقاً هو أحبّ إليك
منّي؟ فلم يجب.
ثمَّ قال الثانيه: فلم يجب.
ثمَّ قال الثالثة: فلم يجب.
ثمَّ قال الرَّابعة: فقال الله عزَّ وجلَّ له: نعم، ولولاهم ما خلقتك.
فقال: يا ربِّ أرنيهم.
فأوحى الله عزَّ وجلَّ إلى ملائكة الحجب: إرفعوا الحُجب.
فلمّا رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش، فقال: يا ربِّ مَن هؤلاء؟
قال: يا آدم، هذا محمّد نبيّي، وهذا عليٌّ أمير المؤمنين، وهذه فاطمة بنت نبيّي،
وهذان الحسن والحسينابنا عليّ وولدا نبيّي.
ثمَّ قال: هم الاُوَلُ. ففرح بذلك.
فلمّا اقترف الخطيئة، قال: يا ربِّ، أسألك بمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)،
وعليّ، وفاطمة ، والحسن، والحسين لمّا غفرت لي. فغفر الله له، فهذا ما قال الله
تبارك وتعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ).
فلمّا أُهبط إلى الارض، صاغ خاتماً فنقش عليه: محمّد رسول الله وعليٌّ أمير
المؤمنين.
ويكنّى آدم بأبي محمّد.
ـ وأخرج هذا الحديث الجليل المحدِّث الثقة السيّد ابن طاووس في كتابه الفريد
«اليقين في إمرة المؤمنين عليّ (عليه السلام)» ص: 30 باب 1 عن كتاب النطنزي
المذكور.
ـ وروى الشيخ نور الدين علي بن برهان الدين إبراهيم الحلبي القاهري الشافعي (ت/
1044 هـ) في «السيرة الحلبية» ج1: 219 ط. مصر، عن عمر ابن الخطّاب، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لمّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا ربِّ، أسألك بحقّ محمّد (صلى الله عليه وآله
وسلم) إلاّ غفرت لي.
قال: وكيف عرفت محمّداً؟ ، وفي لفظ كما في «الوفاء» ومَن محمّد؟ وما محمّد(8)؟
قال: لانّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك، رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرش
مكتوباً: (لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله) فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلاّ أحبّ
الخلق إليك.
قال: صدقت يا آدم، ولولا محمّد لما خلقتك... الحديث.
وزاد أبو بكر البيهقي في «دلائل النبوة» وقد أخرجه برواية أبي عبد الله الحاكم
النيسابوري: بسنده عن عمر بن الخطّاب مرفوعاً:
صدقت يا آدم، إنّه لاحبُّ الخلق إليَّ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا
محمّد ما خلقتك .
ـ وأخرجه القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة» ج1: 17 الباب ـ 2، ص: 95 الباب ـ 24،
وانظر أيضاً ص: 139 الباب ـ 48 ط. الاعلمي ـ بيروت.
ـ وروى الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي (ت/ 509 هـ) في «فردوس الاخبار»
ج3: 151/ ح4409 ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت، بإسناده إلى عليّ بن أبي طالب (عليه
السلام)، قال: سألت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قول الله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ) فقال: إنّ الله أهبط
آدم بالهند، وحواء بجدّة، وإبليس بميسان ـ بيسان ـ والحيّة بأصبهان، وكان للحيّة
قوائم كقوائم البعير(9).
ومكث آدم بالهند مئة سنة باكياً على خطيئته، حتّى بعث الله إليه جبريل (عليه
السلام) وقال: يا آدم، ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أُسجد لك
ملائكتي؟ ألم أزوّجك حواء أمتي؟
قال: نعم.
قال: فما هذا البكاء؟
قال: وما يمنعني من البكاء وقد أُخرجت من جوار الرحمن؟
قال: فعليك بهذه الكلمات التي أعلمكهنّ، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك.
قال: وما هن؟
قال: قل: اللهمَّ إنّي أسألك بحقِّ محمد وآل محمّد، سبحانك لا إله إلاّ أنت ، عملتُ
سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي، إنّك أنت الغفور الرحيم.
اللهمَّ إنّي أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلاّ أنت، عملت سوءاً وظلمت
نفسي، فتب عليَّ، إنّك أنت التواب الرحيم.
فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم .
ـ وأخرجه جلال الدين السيوطي في «الدر المنثور» ج1: 147 ط. دار الفكر ـ بيروت، عن
الديلمي(10).
وممن روى الكلمات التي تلقاها آدم من ربه:
ـ الحافظ المؤرّخ ابن عساكر الدمشقي الشافعي أبو القاسم علي بن الحسن (ت/ 571 هـ)
في كلا مسنديه(11).
ـ الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت/ 458 هـ) في «دلائل النبوة ومعرفة
أحوال صاحب الشريعة» ج5: 488 ـ 489 ط. الاولى 1405 هـ، دار الكتب العلميّة ـ بيروت،
بتحقيق عبد المعطي قلعجي.
ـ والكلمات والاحاديث المارة جميعاً أخرجها عنهم في «تفسير اللوامع»(12) ج1: 215 و
217 ط. لاهور ج1: 95، ج2: 63/ ح65 ط. اسلامبول.
وقد أورد العلاّمة المجلسي في «بحار الانوار» ج26: 319 ـ 334 باب أنّ دعاء الانبياء
استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين، ستة عشر حديثاً في ذلك عن
مصادر مختلفة ومعتبرة، فراجعه.
وراجع أيضاً «تأويل الايات الظاهرة» ج1: 46 ـ 50 ط. قم.
وأورد العلاّمة المفسّر السيّد هاشم البحراني في تفسيره «البرهان في تفسير القرآن»
ج1: 86 ـ 89 سبعة عشر حديثاً عن مصادر معتبرة من كلا الفريقين.
ولمزيد التفاصيل راجع: «إحقاق الحق» ج3: 76 ـ 79، ج9: 104 ـ 106 ، ج14: 148، فقد
وذكر فيه جملة من كبار العلماء لم نوردهم هنا بناءً على منهجنا في الانتقاء
والاختصار(13).
قوله تعالى:
(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا
حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين *)
سورة البقرة 2: 58
ـ روى المحدِّث العلاّمة الحافظ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان محمّد الخرگوشي
النيشابوري (ت/ 407 هـ) في «شرف النبيّ»(14) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) أنّه قال:
أهل بيتي فيكم كباب حطّة في بني إسرائيل .
وفي رواية زيادة: من دخله غُفِرَ له.
وفي أُخرى: من دخله غَفَر له الذنوب.
ـ وروى الحافظ الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد (ت/ 360 هـ) في «المعجم الصغير»
ج2: 22 ط. الثانية، بإسناده إلى عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت النبيّ
(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول:
إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفية نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق .
وإنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حِطّة في بني إسرائيل مَن دخله غُفِرَ له .
ـ ورواه المحدِّث الحافظ الجُوَيني في «فرائد السمطين» ج2: 242/ ح516 ط. المحمودي ـ
بيروت، بإسناده إلى الطبراني.
ـ وأخرجه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة» ج1: 26 و 27، ج2: 65 و
69 عن الديلمي في «فردوس الاخبار»، والجويني، وأبي يعلى، والبزّار، والطبراني في
الاوسط والصغير عن أبي سعيد الخدري.
ـ وأخرجه عنهم العلاّمة الامرتسري عبيد الله الحنفي الهندي في «أرجح المطالب» ص:
329 ط. لاهور، وزاد عليهم: الحاكم في تاريخه(15)، والسمّان، وأبو الحسن ابن
المغازلي(16).
ـ ورواه الشيخ علي بن برهان الدين إبراهيم الشامي الحلبي الشافعي في «السيرة
الحلبية» ج3: 11 ط. القاهرة.
ـ وروى الحافظ الدارقطني علي بن عمر بن أحمد (ت/ 385 هـ) في «الافراد»، بإسناده إلى
ابن عبّاس أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
عليٌّ باب حِطّة، مَن دخل منه كان مؤمناً، ومَن خرج منه كان كافراً.
أخرجه عن الدارقطني جمع من مصنّفي العامّة، منهم:
ـ الحافظ ابن حجر الهيتمي شهاب الدين أحمد بن محمّد بن علي السعدي الانصاري الشافعي
(ت/ 974 هـ) في «الصواعق المحرقة» ص: 125 ط. الثانية 1385 هـ، مكتبة القاهرة، ص:
193/ الحديث ـ 34 ط. الثالثة 1414 هـ، دار الكتب العلميّة ـ بيروت.
ـ جلال الدين السيوطي في «الجامع الصغير» ج2: 177/ ح5592 ط. الاولى 1401 هـ، دار
الفكر ـ بيروت.
ـ محمد حسن ضيف الله المصري في «فيض القدير لترتيب وشرح الجامع الصغير» ج1: 210 ط.
القاهرة.
ـ العيني الحيدر آبادي في «مناقب عليّ» ص: 49 ط. أعلم پريش.
ـ المتقي الهندي علي بن حسام الدين القرشي (ت/ 975 هـ) في «منتخب كنز العمال» ج5:
30 المطبوع بهامش «مسند أحمد» ط. مصر.
وفي «كنز العمال» ج11: 603/ ح32910 ط. مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
ـ العلاّمة محمّد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في «المناقب المرتضوية» ص: 87 ط.
بومبي.
ـ البدخشي الميرزا محمّد بن رستم معتمد خان (ت/ بعد 1126 هـ) في «مفتاح النجا في
مناقب آل العبا» ص: 46 مخطوط.
ـ النبهاني الشيخ يوسف بن إسماعيل البيروتي (ت/ 1350 هـ) في «الفتح الكبير» ج2:
242.
ـ الامرتسري في «أرجح المطالب» ص: 537 ط. لاهور.
ـ القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة» ج2: 71 و 109 ط. الاعلمي، وغيرهم.
ـ ورواه شيرويه الديلمي في «فردوس الاخبار» ج3: 64/ ح4179 ط. دار الكتب العلمية ـ
بيروت، عن ابن عبّاس.
ـ وروى الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة» ج3: 401/ ح1 ط. دار
الاسوة المحققة 1416 هـ، بإسناده عن أبي بصير، عن الامام جعفر الصادق (عليه
السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له:
وأنا باب حِطّة .
وللاحاديث طرق ومصادر أُخرى متعددة، فراجع:
«إحقاق الحق» ج4/ 285، ج5/ 86، ج7/ 143 ـ 145، ج9/ 385 ـ 386، ج15/ 180 و 181، ج17/
170 و 171، ج20/ 397 و 398.
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عقب الشيخ المظفر بعد هذا الحديث ، بعد أن
أورد قول السيوطي عن الخطيب البغدادي بأن هذا الحديث منكر جداً ، بل موضوع .. قال
(رحمه الله): لا عبرة باستنكارهم ، فإنهم لمّا جحدوا الحقّ استنكروه ، واشتمال سنده
على المجاهيل عندهم لا يقتضي الوضع ، وإلاّ لزم الحكم بوضع الكثير من أخبار الصحاح
الستة . انتهى .
(2) نور الابصار ص : 78 و 112 ط . دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، والمطبوع
بهامش كتاب « إسعاف الراغبين » للشيخ محمّد الصبّان . وكذا ص : 158 و 226 من ط .
دار الجيل ـ بيروت 1409 هـ .
(3) ذكره الاقا بزرك الطهراني في « الذريعة » ج24 : 343 / رقم 1837 وأسماه « نوادر
الاثر بعلي خير البشر » وذكر أنّ مؤلفه نزيل الري ومعاصر الشيخ الصدوق ، بل يروي
عنه في كتبه مترضياً عليه ، أي يكون من أعلام القرن الرابع ، وعقد له السيّد الامين
(رحمه الله) في أعيان الشيعة ج4 : 82 ـ 83 ط . دار التعارف 1406 هـ ترجمة وافية ،
وذكر أقوال العلماء في حقّه ، وجملة من مشايخه ممن يروي عنهم ، وأضاف إليه شهرته
بالرازي الايلاقي .
ومع أنّ مجموع مصنّفاته يصل إلى مئتين وعشرين مصنّفاً كما عن فهرست الكراجكي ، إلاّ
أنّ سيد الاعيان لم يذكر له سوى ( 9 ) مصنّفات ، وليس فيها هذا الكتاب « نوادر
الاثر » ، وبه تتمّ عشرة كاملة ، أما بقيّة كتبه فيظهر أنها في عداد المفقود من
التراث .
(4) هو الحاكم الحسين بن أحمد البيهقي من مشايخ الشيخ الصدوق سمع منه في داره
بنيسابور سنة ( 352 هـ ) كذا ذكره الصدوق في « عيون أخبار الرضا » ج1 : 24 / ح1 ط .
الاعلمي الاولى 1404 هـ والظاهر أنّ سماعه منه مرة واحدة في رحلته الوحيدة إلى هذه
المناطق : (نيسابور وطوس وبلخ ومرو الروذ وسرخ وإيلاق وما وراء النهر وسمرقند
وفرغانة..) .
(5) الصوليان هما محمّد بن يحيى الصولي ، وعمّه إبراهيم بن العباس الصولي . وقد ورد
الاول في طبعة الينابيع المحقّقة بعنوان (الصوفي)، وهو تصحيف واضح لم يلتفت إليه
محقّق الكتاب ; لانه خرّج الخبر من تفسير البرهان ولم يرجع إلى أصل مصدره ، حيث
رواه الشيخ الصدوق (قدس سره) في «عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج2 : 136 / ح8
وفيه : محمّد بن يحيى الصولي .
فمحقّق الينابيع وإن أجاد في تحقيق الكتاب ووضع الفهارس الفنيّة له ، وأجادت هي
الاخرى دار الاسوة في طباعة الكتاب وإخراجه بأجمل شكل ، إلاّ أنّه بهذه الكبوة يلقي
ظلالاً من الشك على بقية التخريجات أن تكون صحيحة أو مطابقة لمصادر النقل الاصليّة
، أو أن نصوص الكتاب الاخرى لم تلق العناية في المطابقة والتصحيح كما حدث هنا .
ولا أدري ما كان يمنعه من تخريج هذا الحديث من مصدره الاصلي « عيون أخبار الرضا
(عليه السلام) » خاصة وأن المحقّق وضع بين قوسين عبارة ( نقلاً عن ابن بابويه
باللفظ ) ؟ فهل يا ترى تعذّر عليه الحصول على العيون وهو متوافر توافر الماء على
شاطئ النهر ؟ أم أنه غرب عنه ابن بابويه من هو ؟
وأخيراً فإنّ هناك تفاوتاً بين ما في تفسير البرهان ( مصدر التخريجة ) وبين ما نقله
القندوزي الحنفي في ينابيعه ، لم يُشر إليه المحقّق أيضاً وسكت عنه ، وهذه عثرة
أخرى أظنّها لا تتناسب مع التحقيق الموضوعي الامين .
وفي تقديري أنّ التحقيق الحديث عندنا هذه الايام يلقى تساهلاً وتسامحاً كمّاً
وكيفاً على صعيد المحقّقين والتراث المحقَّق ، نأمل تدارك هذه الظاهرة من قبل
المعنيين بالتراث وحفظ الاثار ، خاصة وقد شاهدنا في الاونة الاخيرة تحقيقات هزيلة
ظهرت في المكتبات ، ممّا تستدعي التأمّل في اتّخاذ إجراء ما ، والله من وراء القصد
.
(6) ما نزل من القرآن في عليّ (عليه السلام) ص : 281 / ح78 ط . طهران ، جمع وترتيب
وتحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي . وقد رقّم المحقّق السورة بالرقم ( 101 ) ، ولا
يخفى خطؤه في ذلك ، ولعله خطأ طباعي لم يلتفت إليه .
(7) لا يخفى ما مرّ بنا في أول فصل من الكتاب ما أخرجه ابن عساكر من قول ابن عباس :
نزلت في عليّ ثلاثمئة آية . ثم حديث الامام الباقر (عليه السلام)، والذي أخرجه
الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس : (ما نزل في القرآن ) يا أيّها الذين آمنوا (
إلاّ عليّ أميرها وشريفها). والحديث المروي عن الاصبع بن نباتة ، عن عليّ (عليه
السلام) مرة ، وعن ابن عباس ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة أخرى قوله :
(إن القرآن أربعة أرباع ، فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال
وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإنّ الله أنزل في عليّ كرائم القرآن).
فإذا أخذنا بقول أن آي القرآن ( 6236 ) فيكون لدينا أكثر من ( 1500 ) آية نازلة في
أهل البيت خاصة . وأهل البيت (عليهم السلام) يومذاك ليسوا سوى خمسة كما هو معلوم من
آية التطهير ، وبناءً على كون عليّ (عليه السلام) أمير كلّ آية خاطبت المؤمنين وهي
أكثر من ( 300 ) آية ، واختصاصه على قول بثمانين آية لم يشركه فيها أحد ، تضاف
أيضاً إلى الرقم الاول ، وعلى هذا فاعلم مقدار ما نزل في عليّ (عليه السلام) من آي
!
(8) وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين علي بن أحمد السمهودي ( ت / 911 هـ
) ج4 : 1371 ـ 1372 الفصل الثالث ط . الرابعة 1404 هـ ، دار الكتب العلميّة ،
بتحقيق محمّد محيي الدين ، وليس فيه هذا اللفظ ( ومن محمّد ؟ وما محمّد ؟ ) كما
نقله ابن برهان الدين الحلبي ، إنّما الذي فيه : ( يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم
أخلقه ؟ ) .
وعقّبه السمهودي بقوله : رواه الطبراني وزاد : ( وهو آخر الانبياء من ذريّتك ) .
(9) في التسليم بصحة مثل هذه التفاصيل في مثل هكذا مرويات تأمّل كبير ، فلاحظ .
(10) وعن الديلمي أخرجه المتقي الهندي في « كنز العمال » ج2 : 358 / ح 4237 ط .
مؤسسة الرسالة 1409 هـ .
(11) علماً بأن الحافظ ابن عساكر له من المسانيد ثلاثة هي مسند أبي حنيفة ، ومسند
أهل داريا ، ومسند مكحول ، ولم أقف على مقصود الناقل عنه من كلا مسنديه أيها
المعنيّ .
(12) تفسير اللوامع هو « لوامع التنزيل وسواطع التأويل » للعلاّمة السيد أبي القاسم
بن الحسين الرضوي اللاهوري ( ت / 1324 هـ ) . ولم أقف عليه . مرّت الاشارة إليه في
مورد الاية رقم (11) .
(13) ولا أُفوّت على القارئ ـ هنا ـ فرصة التعرّف على بعضها مع سماح المجال بها
هاهنا ، حتى لا يتكلّف عناء البحث عنها :
1 ـ جمع الجوامع للسيوطي ج2 : 111 / ح952 مسند عليّ ، لم أقف على طبعته ، نقلته
بالواسطة ، ويسمى بالجامع الكبير أو جامع الاحاديث .
2 ـ كفاية الطالب ص : 314 ـ 316 باب ـ 87 في أنّ عليّاً خلق من نور النبيّ (صلى
الله عليه وآله وسلم) ط . الثالثة 1404 هـ ـ طهران .
3 ـ الامالي للشيخ الصدوق ص : 70 / ح2 من المجلس ( 18 ) ط . الخامسة 1400 هـ ،
مؤسسة الاعلمي ـ بيروت ، ص : 134 / ح129 ط . الاولى 1417 هـ ، طبع وتحقيق مؤسسة
البعثة .
4 ـ الخصال للصدوق ج1 : 270 / ح8 باب الخمسة ط . مركز النشر الاسلامي 1403 هـ .
5 ـ معاني الاخبار للصدوق أيضاً ص : 125 في معنى الكلمات التي تلقاها آدم ط . بيروت
، تحقيق علي أكبر الغفّاري .
(14) في « كشف الظنون » ج2 : 1045 وأعلام الزركلي ج4 : 163 ذكرا له : « شرف المصطفى
» قال حاجي خليفة : هو في ثمان مجلدات ، ولعله « شرف النبوة » . لكن صاحب «الاعلام»
ذكر له أيضاً «دلائل النبوة»، فتأمّل.
(15) يقصد به «تاريخ نيسابور» للحاكم أبي عبد الله محمّد بن عبد الله النيسابوري
(ت/405 هـ) وهو كبير في عدّة مجلدات مخطوط لم ير النور ، ويقال إن أكثر أجزائه
مفقودة.
(16) مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ص : 132 / ح173 ـ 177 ط . المطبعة
الاسلامية ـ طهران 1394 هـ تحقيق محمد باقر البهبودي .