ديوان الشاعر الفرزدق

نبذة عن الشاعر

الفَرَزدَق
38 - 110
هـ / 658 - 728 م
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.
شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة

عدد القصائد : 601

العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سما لك شوق من نوار ودونها
سما لك شوق من نوار ودونها
رقم القصيدة : 3205
-----------------------------------
سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ، وَدُونَها
سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنا وَعَرْضُ جِوَائِها
وَكُنْتَ، إذا تُذْكَرْ نَوَارُ، فإنّها
لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها
وأرْضٍ بها جَيْلانُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ،
يَغُضّ البَصِيرُ طَرْفَهُ من فَضَائِها
قَطَعْتُ على عَيْرَانَةٍ حِمْيَرِيّةٍ
كُمَيتٍ؛ يَئطّ النِّسْعُ من صُعدائِها
وَوَفْرَاء لم تُخْرَزْ بِسَيْرٍ وَكِيَعةٍ،
غَدَوْتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشَائِها
ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً، كَأنّهُ
نُجُومُ الثّرَيّا أسْفَرَتْ من عَمائِهَا
فعادَيتُ منِها بين تَيْسٍ وَنَعْجَةٍ،
وَرَوّيْتُ صَدرَ الرُّمْحِ قَبلَ عَنائِها
ألِكْني إلى ذُهْلِ بنِ شيبانَ، إنّني
رَأيْتُ أخَاهَا رَافِعاً لِبِنَائِها
لَقَدْ زَادَني وُدّاً لِبَكْرِ بنِ وَائِلٍ
إلى وُدّهَا المَاضي وَحُسْنِ ثَنائِها،
بلاءُ أخِيهِمْ، إذْ أُنِيخَتْ مَطِيّتي
إلى قّبّةٍ، أضْيَافُهُ بِفَنَائِها
جَزَى الله عَبْدَ الله لَمّا تَلَبّسَتْ
أُموري، وَجاشَتْ أنفُسٌ من ثَوَائِها،
إلَيْنَا، فَبَاتَتْ لا تَنَامُ كَأنّهَا
أُسَارَى حَدِيدٍ أُغْلِقَتْ بِدِمائِها
بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ بَاتَتْ عُيُونُنَا
كَأنّ عَوَاوِيراً بِها مِنْ بُكَائِها
أرِحْني أبَا عبْدِ المَلِيكِ، فَما أرَى
شِفَاءً مِنَ الحاجَاتِ دُونَ قضَائِها
وَأنْتَ امْرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ التي
لهَا، مِنْ بَني شَيْبَانَ، رُمْحُ لِوَائِها
هُمُ رَهَنُوا عَنهُمْ أباكَ، فَما أَلَوا
عَنِ المُصْطَفَى مِنْ رَهْنِها لِوَفائِها
فَفَكّ مِنْ الأغلالِ بَكْرَ بنَ وَائلٍ،
وَأعطى يَداً عَنهُمْ لهمْ من غَلائِها
وَأنقذَهم من سجن كِسرَى بن هُرْمُزٍ،
وَقَدْ يَئِسَتْ أنْفارُها مِنْ نِسائِها
وَما عَدّ مِنْ نُعمى امرُؤٌ من عَشيرَةٍ
لِوَالِدِهِ عَنْ قَوْمِهِ كَبَلائِها
أعَمَّ عَلى ذُهْلِ بنِ شَيبانَ نِعْمَةً،
وأدْفَعَ عَنْ أمْوَالِها وَدِمَائِها
وَما رُهِنتْ عن قوْمِها من يَدِ امرِىءٍ
نِزَارِيّةٍ أغْنَتْ لهَا كَغَنَائِها
أبُوهُ أبُوهُمْ في ذَرَاهُمْ، وَأُمُّهُ
إذا انْتَسَبَتْ، من ماجِداتِ نِسائِها
وَما زِلْتُ أرْمي عَن رَبيعَةَ مَنْ رَمى
إلَيها، وَتُخشَى صَوْلَتي مِنْ ورَائِها
بِكُلّ شَرُودٍ لا تُرَدّ، كَأنّها
سَنَا نَارِ لَيْلٍ أُوقِدَتْ لِصِلائِها
سَتَمْنَعُ بَكْراً أنْ تُرَامَ قَصَائِدي،
وَأخْلُفُها مَنْ ماتَ مِنْ شُعَرَائِها
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيبانَ تَستقي
إلى دَلْوِكَ الكُبْرَى عِظامُ دِلائِها
لَكُمْ أثْلَةٌ مِنها خَرَجْتُمْ وَظِلّها
عَلَيْكُمْ وفيكُمْ نَبتُها في ثَرَائِها
وَأنتَ امرُؤٌ من ذُهلِ شَيبانَ تَرْتقي
إلى حَيثُ يَنمي مَجدُها من سَمائِها
وقد عَلِمتْ ذُهلُ بنُ شَيبانَ أنّكمْ
إلى بَيْتِها الأعْلى وَأهْلُ عَلائِها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي
رقم القصيدة : 3206
-----------------------------------
أبِيتُ أُمَنّي النّفسَ أنْ سَوْفَ نلتقي،
وَهَلْ هُو مَقْدُورٌ لِنَفْسٍ لِقاؤها
وَإنْ ألْقَهَا أوْ يَجْمَعِ الله بَيْنَنَا،
فَفِيهَا شِفَاءُ النّفْسِ مِنّي وَداؤها
أُرَجّي، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، لِحَاجَةٍ،
بِكَفّيْكَ بَعْدَ الله يُرْجَى قَضاؤها
وَأنْتَ سَمَاءُ الله فِيها التي لَهُمْ
من الأرْض يُحيي ميّتَ الأرْض ماؤها
كلا أبَوَيْكَ اسْتَلّ سَيْفَ جَمَاعةٍ
عَلى فِتْيَةٍ تَلْقَى البَنِينَ نِسَاؤها
فَمَا أُغْمدا حَتى أنابَتْ قُلُوبُهُمْ،
وَسَمّحَ، للضّرْبِ الشّآمي، دِماؤها
لَنِعْمَ مُنَاخُ القَوْمِ حَلّوا رِحَالَهُم
إلى قُبّةٍ فَوْقَ الوَلِيدِ سَمَاؤها
بَنَاهَا أبُو العاصي وَمَرْوَانُ فَوْقهُ
وَيُوسُفُ، قَدْ مَسّ النّجومَ بناؤها
فَإنْ يَبْعَثِ المَهْدِيُّ لي نَاقَتي التي
يَهِيجُ لأصْحَابي الحَنيِنَ بُكاؤها
وَإنْ يَبْعَثوها بالنّجاحِ فَقَدْ مَشَتْ
إلَيكُمْ على حَوْبٍ وَطالَ ثَواؤها
وَإنّ عَلَيْها إنْ رَأتْ مِنْ غِمَارِها
ثَنَايَا بِرَاقٍ أنْ يَجِدّ نَجاؤها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لركب فرحتهم مليحة
عجبت لركب فرحتهم مليحة
رقم القصيدة : 3207
-----------------------------------
عَجِبتُ لِرَكْبٍ فَرّحَتْهُمْ مُلِيحَةٌ،
تَألّقُ مِنْ بَينِ الذنَابَينِ فالمِعا
فَلَمْ نَأتِها حَتى لَعَنّا مَكانَها؛
وَحتى اشتفى من نوْمه صَاحبُ الكرَى
فَلَمّا أتَيْنَا مَنْ على النّارِ أقْبَلَتْ
ألَيْنَا وِجُوهُ المُصْطَلِينَ ذوِي اللّحى
فَلَمّا نَزَلْنَا وَاخْتَلَطْنَا بأهْلِهَا
بكَوْا وَاشتَكَينا أيَّ ساعَة مُشتكَى
تَشَكَّوْا وَقالوا: لا تَلُمْنا، فَإنّنَا
أُنَاسٌ حَرَامِيّونَ لَيْسَ لَنا فَتى
وقالوا:ألا هل مثل غالبٍ
وَإيَّايَ بِالمَعْرُوفِ قائلُهُمْ عَنى
وَوَسْطَ رِحَالِ القَوْمِ بازِلُ عَامِها
جَرَنْبَذَةُ الأسْفِارِ هَمّاسةُ السُّرَى
فَلَمّا تَصَفّحْتُ الرّكابَ اتّقَتْ بها
أُرِيدُ بَقِيّاتِ العَرَائِكِ في الذُّرَى
أقُولُ وَقَدْ قَضّبْتُ بالسّيْفِ ساقَها:
حِرَامَ بنَ كَعبٍ لا مَذَمّةَ في القِرَى
فَبَاتَ لأصْحَابي وَأرْبَابِ مَنْزِلي
وَأضْيافِهِمْ رِسْلٌ وَدِفءٌ وَمُشتوَى


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
رقم القصيدة : 3208
-----------------------------------
لَوْلا يَدا بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ لمْ أُبَلْ
تَكَثُّرَ غَيْظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ
فإنْ تُغلِقِ الأبَوابَ دُوني وَتَحتَجبْ
فَمَا ليَ مِنْ أُمٍّ بِغَافٍ وَلا أبِ
وَلَكِنّ أهْلَ القَرْيَتَينِ عَشِيرَتي،
وَلَيسوا بوَادٍ مِنْ عُمانَ مَصَوِّبِ
غَطارِيفُ من قَيسٍ مَتى أدْعُ فيهمِ
وَخِندِفَ يَأتُوا للصّرِيخِ المُثَوِّبِ
ولمّا رَأيْتُ الأزْدَ تَهْفُو لحاهُمُ
حَوَاليْ مَزَوْنِيٍّ لَئِيمِ المُرَكَّبِ
مُقَلَّدَةً بَعْدَ القُلُوسِ أعِنّةً
عَجِبتُ، وَمَن يَسمَعْ بذلك يَعجبِ
تَغُمُّ أُنُوفاً لَمْ تَكُنْ عَرَبِيّةً
لِحَى نَبَطٍ، أفْوَاهُهَا لَمْ تُعَرَّبِ
فكَيْفَ وَلمْ يَأتُوا بمَكّةَ مَنسِكاً؛
ولمْ يَعبُدوا الأوْثَانَ عِندَ المحصَّبِ
ولمْ يَدْعُ داعٍ: يا صَباحاً، فيَرْكَبوا
إلى الرّوْعِ إلاّ في السّفِينِ المُضَبَّبِ
وَمَا وُجِعَتْ أزْدِيّةٌ مِنْ خِتَانَةٍ،
وَلا شَرِبَتْ في جِلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ
وَما انْتابَها القُنّاصُ بالبَيْضِ وَالجنا،
وَلا أكَلَتْ فَوْزَ المَنِيحِ المُعَقَّبِ
وَلا سَمَكَتْ عَنها سَمَاءً وَلِيدَةٌ،
مَظَلّةُ أعْرَابِيّةٍ فَوْقَ أسْقُبِ
ولا أوْقَدَتْ ناراً لِيعْشُوَ مُدْلِجٌ
إليها، وَلمْ يُسْمَعْ لها صَوْتُ أكْلُبِ
ولا نَثَرَ الجاني ثِبَاناً أمَامَهَا؛
وَلا انتَقلتْ من رَهبةٍ سَيلَ مِذنَبِ
وَلا أرْقَصَ الرّاعي إلَيهَا مُعَجِّلاً
بِوَطْبِ لَقَاحٍ أوْ سَطيحَةِ مُعزِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أوصي تميما إن قضاعة ساقها
أوصي تميما إن قضاعة ساقها
رقم القصيدة : 3209
-----------------------------------
أُوصي تَمِيماً إنْ قُضَاعَةَ سَاقَهَا
قَوَا الغَيْثِ من دارٍ بدُومةَ أوْ جَدبِ
إذا انتَجَعتْ كَلْبٌ عَلَيكُمْ فمكِّنوا
لها الدّارَ من سَهلِ المباءةِ وَالشَّرْبِ
فإنّهُمُ الأحْلافُ، والغَيْثُ، مَرّةً،
يَكُونُ بشَرْقٍ من بلادٍ وَمن غَرْبِ
أشَدُّ حِبَالٍ بَينَ حَيّينِ، مِرّةً،
حِبَالٌ أُمِرّتْ من تميمٍ وَمن كَلبِ
وَلَيْسَ قُضَاعيٌّ لَدَيْنَا بخَائِفٍ،
وَإنْ أصْبحتْ تَغلي القدورُ من الحرْبِ
فَإنّ تَمِيماً لا يُجِيرُ عَلَيْهِمُ
عَزِيزٌ وَلا صِنْديدُ مَملكَةٍ غُلْبِ
هُمُ المُتَخَلّى أنْ يُجَارَ عَلَيْهمُ
إذا استَعَرَتْ عدوَى المعبَّدة الجُرْبِ
وَأجْسَمُ مِنْ عادٍ جُسُومُ رِجالِهمْ،
وأَكثرُ إنْ عُدّوا عديداً مِنَ التُّرْبِ
مَصَاليتُ عِندَ الرّوْعِ في كلّ مَوْطِنٍ
إذا شخصَتْ نَفسُ الجبان من الرّعبِ


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الأقوال المأسورة
الأقوال المأسورة
رقم القصيدة : 321
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
المجد للشاه
فى الاعالى
وبالناس المذله
وعلى الارض
الخراب
" شاهبور با ختيار "
من سفر ما قبل الخروج
حبيبك وصاحبك
وصاحب حبيبك
كلام كله فارغ
عديم المعانى
اذا الندل صاحبك
يصاحبك لعله
وتسمع كلام
زي كذب الاغانى
وانا اللى اشتريت الخسيس
بالخساره
وبعت الاصيل
اللى يا ما اشترانى
واول ما هبت
رياح النهايه خلعنى الخسيس
من صباعه ورماني
الشاهنشاه رضا فهلوي
من سفر الخروج
اخويا الامير
بزرميط الايرانى
وعظنى ونصحنى
وسلك ودانى
لان اللى نابه
يا حبه عنيا
ما يتيخلوش
أي كاتب اغانى
دا كان لمسه قاعد معايا
النهارده
ولابس خواتم دهب
امريكانى
صحيح الشعوب
بنت كلب ولتيمه
وممكن
تزيح العروش فى ثوانى
" واحد صاحبنا "
من سفر ما بعد الخروج


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وإجانة ريا الشروب كأنها
وإجانة ريا الشروب كأنها
رقم القصيدة : 3210
-----------------------------------
وَإجّانَةٍ رَيّا الشَّرُوبِ كَأنّهَا،
إذا اغتُمِستْ فيها الزّجاجةُ، كوْكبُ
مُخَتَّمَةٍ من عَهدِ كِسرَى بن هرْمُزٍ،
بَكَرْنا عَلَيها، وَالفَرَارِيجُ تَنْعَبُ
سَبَقْتُ بها يَوْمَ القِيَامَةِ إذْ دَنَا،
وَمَا للصَّبَا بَعْدَ القِيامَةِ مَطْلَبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد أوفى وزاد وفاؤه
لعمري لقد أوفى وزاد وفاؤه
رقم القصيدة : 3211
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أوْفَى وَزادَ وَفاؤهُ،
على كلّ جارٍ، جارُ آلِ المُهَلَّبِ
أمَرَّ لَهُمْ حَبْلاً، فَلَمّا ارْتَقَوْا بهِ
أتَى دُونَهُ مِنْهُمْ بدَرْءٍ وَمَنكِبِ
وَقالَ لهم: حُلّوا الرّحالَ، فإنّكُمْ
هَرَبْتُمْ، فألقُوها إلى خَيرِ مَهْرَبِ
أتَوْهُ وَلمْ يُرْسِلْ إلَيهِمْ، وَما ألَوْا
عن الأمنعِ الأوْفَى الجِوَارِ المُهَذَّبِ
فكانَ كما ظنّوا به، والّذي رَجَوْا
لهمْ حينَ ألقَوْا عن حراجيجَ لُغَّبِ
إلى خَيرِ بَيْتٍ فيهِ أوْفَى مُجَاوِرٍ
جِوَاراً إلى أطْنَابِهِ خَيرَ مَذْهَبِ
خَبَبْنَ بِهمْ شَهْراً إلَيْهِ وَدُونَهُ
لهُمْ رَصَدٌ يُخشَى على كلّ مَرْقَبِ
مُعَرَّقَةَ الألْحِي، كَأنّ خَبيبَها
خَبِيبُ نَعاماتٍ رَوايِحَ خُضَّبْ
إذا تَرَكُوا مِنْهُنّ كلَّ شِمِلّةٍ
إلى رَخَماتٍ، بالطّرِيقِ، وَأذْؤبِ
حَذَوْا جِلْدَها أخْفافَهُنّ التي لهَا
بَصَائِرُ مِنْ مَخْرُوقِها المُتَقَوِّبِ
وَكَمْ مِنْ مُناخٍ خائِفٍ قَد ورَدْنَه
حرىً من مُلِمّاتِ الحَوادثِ مُعطَبِ
وَقَعْنَ وَقدْ صَاحَ العَصَافيرُ إذْ بَدا
تَباشِيرُ مَعرُوفٍ من الصّبحِ مُغَربِ
بمِثلِ سُيُوفِ الهِندِ إذْ وَقَعَتْ وَقَدْ
كَسَا الأرْضَ باقي لَيلِها المُتَجَوِّبِ
جَلَوْا عَن عُيونٍ قد كَرِينَ كلا وَلا
مَعَ الصّبْحِ إذْ نادى أذانُ المُثَوِّبِ
على كُلّ حُرْجُوجٍ كأنّ صَرِيفَها
إذا اصْطَكّ ناباها تَرَنُّمُ أخْطَبِ
وَقَد عَلِمَ اللاّئي بكَينَ علَيكُمُ،
وَأنْتُمْ ورَاءَ الخَنْدَقِ المُتَصَوِّبِ
لَقَد رَقَأتْ مُنْها العُيونُ وَنَوّمَتْ،
وَكانَتْ بِلَيْلِ النّائِحِ المُتَحَوِّبِ
وَلَوْلا سُلَيمانُ الخَلِيفَةُ حَلّقَتْ
بهِمْ من يدِ الحَجّاجِ أظفارُ مُغرِبِ
كَأنّهُمُ عِندَ ابنِ مَرْوَانَ أصْبحوا
على رَأسِ غَيْنا من ثَبِيرٍ وَكَبْكَبِ
أبَى وَهْوَ مَوْلى العَهْدِ أنْ يَقبل التي
يُلامُ بها عِرْضُ الغدورِ المُسَبَّبِ
وَفاءَ أخي تَيماءَ إذْ هُوَ مُشْرِفٌ،
يُناديه مغْلُولاً فَتىً غَيرُ جَأنَبِ
أبُوهُ الّذي قال: اقتُلُوهُ، فإنّني
سَأمْنَعُ عِرْضي أن يُسَبّ به أبي
فإنّا وَجَدْنا الغَدْرَ أعْظَمَ سُبّةً،
وَأفضَحَ من قَتلِ امرِىءٍ غيرِ مُذْنِبِ
فَأدّى إلى آلِ امرِىءِ القَيْسِ بَزَّهُ
وَأدْرَاعَهُ مَعْرُوفَةً لَمْ تُغَيَّبِ
كما كانَ أوْفَى إذْ يُنادي ابنُ دَيهَثٍ
وَصِرْمَتُهُ كَالمَغْنَمِ المُتَنَهَّبِ
فَقَامَ أبُو لَيْلى إلَيْهِ ابنُ ظَالِمٍ،
وكانَ إذا ما يَسلُلِ السّيفَ يَضرِبِ
وَمَا كانَ جاراً غَيرَ دَلْوٍ تَعَلّقَتْ
بحَبلَيهِ في مُستَحصِدِ الحبلِ مُكرَبِ
إلى بَدْرِ لَيْلٍ مِنْ أُمَيّةَ، ضَوءُهُ
إذا مَا بَدا يَعْشَى لَهُ كُلُّ كَوْكَبِ
وَأعطاهُ بالبِرّ الّذي في ضَمِيرِهِ،
وَبالعَدْلِ أمْرَيْ كلّ شَرْقٍ وَمغرِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا لاقى بنو مروان سلوا
إذا لاقى بنو مروان سلوا
رقم القصيدة : 3212
-----------------------------------
إذا لاقَى بَنُو مَرْوَانَ سَلّوا،
لِدِينِ الله، أسْيَافاً غِضَابَا
صَوارِمَ تَمْنَعُ الإسْلامَ مِنْهُمْ،
يُوَكَّلُ وقْعُهُنّ بِمَنْ أرَابَا
بِهِنّ لَقُوا بِمَكّةَ مُلْحِدِيها،
وَمَسكِنَ يُحسِنونَ بها الضِّرَابَا
فَلَمْ يَتْرُكْنَ مِنَ أحَدٍ يُصَلّي
وَرَاءَ مُكَذِّبٍ إلاّ أنَابَا
إلى الإسْلامِ، أوْ لاقَى، ذَمِيماً،
بهَا رُكْنَ المَنِيّةِ وَالحِسَابَا
وَعَرّدَ عَن بَنِيهِ الكَسْبُ مِنهُمْ
وَلَوْ كانُوا ذَوِي غَلَقٍ شَغابَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تضاحكت أن رأت شيبا تفرعني
تضاحكت أن رأت شيبا تفرعني
رقم القصيدة : 3213
-----------------------------------
تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيباً تَفَرّعَني،
كأنّها أبصَرَتْ بَعَضَ الأعاجيبِ
مِنْ نِسْوَةٍ لبَني لَيْثٍ وَجيرَتِهمْ،
بَرّحنَ بالعينِ من حُسنٍ وَمن طيبِ
فَقُلْتُ إنّ الحَوَارِيّاتِ مَعْطَبَةٌ،
إذا تَفَتّلْنَ مِنْ تَحْتِ الجلابيبِ
يَدْنُونَ بالقَوْلِ، والأْحشَاءُ نَائِيَةٌ،
كدأبِ ذي الصَّعنِ من نأيٍ وَتقرِيبِ
وَبالأمانيّ، حَتى يَخْتَلِبْنَ بِهَا
مَن كانَ يُحسَبُ منّا غيرَ مَخلوبِ
يأبَى، إذا قلتُ أنسَى ذِكرَ غانِيَةٍ،
قلَبٌ يَحِنّ إلى البِيضِ الرّعابيبِ
أنْتِ الهَوَى، لَوْ تُوَاتِينا زِيَارَتُكُمْ،
أوْ كانَ وَلْيُكِ عَنّا غَيرَ محْجُوبِ
يا أيّها الرّاكِبُ المُزْجي مَطِيّتَهُ،
يُرِيدُ مَجْمَعَ حاجاتِ الأرَاكِيبِ
إذا أتَيْتَ أميرَ المُؤمِنينَ فَقُلْ،
بالنّصْحِ وَالعِلْمِ، قَوْلاً غيرَ مكذوبِ
أمّا العِرَاقُ فَقَدْ أعطَتكَ طاعَتَها،
وَعَادَ يَعْمُرُ مِنْهَا كُلُّ تَخْرِيبِ
أرْضٌ رَمَيْتَ إلَيها، وَهْيَ فاسِدَةٌ،
بِصَارِمٍ مِنْ سُيُوفِ الله مَشْبُوبِ
لا يَغْمِدُ السّيفْ إلاّ مَا يُجَرِّدُهُ
على قَفَا مُحْرِمٍ بِالسّوقِ مَصْلوبِ
مُجَاهِدٍ لِعُداةِ الله، مُحْتَسِبٍ
جِهادَهُمْ بِضِرَابٍ، غَيرَ تَذْبيبِ
إذا الحْرُوبُ بَدَتْ أنيابُهَا خَرَجَتْ
ساقَا شِهابٍ، على الأعداء، مَصْبوبِ
فالأرْضُ لله وَلاّهَا خِلِيفَتَهُ،
وَصَاحِبُ الله فِيهَا غَيرُ مَغْلُوبِ
بَعْدَ الفَسَادِ الّذي قَد كانَ قامَ بهِ
كَذّابُ مكّةَ من مَكْرٍ وَتَخرِيبِ
رَامُوا الخِلافَةَ في غَدْرٍ، فأخطأهُم
مِنْهَا صُدُورٌ، وَفَازُوا بالعَرَاقِيبِ
كانوا كسالِئَةٍ حَمقاءَ إذْ حَقَنَتْ
سِلاءَهَا في أديمٍ غَيرِ مَرْبُوبِ
والنّاسُ في فِتنَةٍ عَمياءَ قد تَركَتْ
أشرَافَهُمْ بَينَ مَقْتُولٍ ومحرُوبِ
دَعَوْا لِيَسْتخْلفَ الرّحمنُ خيرَهُم،
والله يَسْمَعُ دَعَوى كُلّ مكْرُوبِ
فَانقَضّ مِثْلَ عَتِيقِ الطّيرِ تَتْبَعُهُ
مَساعِرُ الحَرْبِ مِنْ مُرْدٍ وَمن شيبِ
لا يَعْلِفُ الخَيْلَ مَشدوداً رَحائِلُها
في مَنْزلٍ بِنَهَارٍ غَيرَ تَأوِيبِ
تَغْدُو الجِيادُ وَيَغدو وَهوَ في قَتَمٍ
مِنْ وَقْعِ مُنَعَلَةٍ تُزْجى وَمجْنوبِ
قِيدَتْ لَهُ من قُصُورِ الشّامِ ضُمّرُها
يَطلُبْنَ شَرْقيَّ أرْضٍ بَعْدَ تَغرِيبِ
حتى أناخَ مَكانَ الضّيْف مُغْتَصِباً
في مُكْفَهرَّينِ مِثْلَيْ حرّةِ اللُّوبِ
وَقد رَأى مُصْعَبٌ في ساطِعٍ سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غارَاتٍ أطانِيبِ
يَوْمَ تَرَكْنَ لإبْرَاهِيمَ عَافِيَةً
مِنَ النّسُورِ وُقُوعاً وَاليَعَاقِيبِ
كَأنّ طَيراً مِنَ الرّايَاتِ فَوْقَهُمُ
في قَاتِمٍ، لَيْطُها حُمرُ الأنابيبِ
أشْطانَ مَوْتٍ تَرَاها كُلّما وَرَدَتْ
حُمراً إذا رُفِعَتْ من بَعدِ تَصْوِيبِ
يَتْبَعْنَ مَنصُورَةً تَرْوى إذا لَقِيَتْ
بقانىءٍ من دَمِ الأجوَافِ مَغصُوبِ
فَأصْبَحَ الله وَلّى الأمْرَ خَيرَهُمُ،
بَعدَ اختِلافٍ وَصَدعٍ غَيرِ مَشعوبِ
تُرَاثَ عُثمانَ كانوا الأوْلِيَاءَ لَهُ،
سِرْبالَ مُلْكٍ عَلَيْهِمْ غيرَ مسلوبِ
يَحْمي، إذا لَبِسوا، الماذِيُّ مُلكَهُمُ،
مِثْلَ القُرُومِ تَسَامَى للمَصَاعيبِ
قَوْمٌ أبُوهُمْ أبُو العاصي أجادَ بهمْ،
قَرْمٌ نَجِيبٌ لِحُرّابٍ مَناجِيبِ
قَوْمٌ أُثِيبُوا على الإحسانِ إذْ مَلكوا،
وَمِنْ يَدِ الله يُرْجى كُلُّ تَثْوِيبِ
فَلَوْ رَأيْتَ إلى قَوْمي إذا انْفَرَجَتْ
عن سابِقٍ وَهوَ يجرِي غيرِ مَسبوبِ
أغَرَّ يُعْرَفُ دُونَ الخَيْلِ مُشتَرِفاً،
كالغَيْثِ يَحفِشُ أطْرَافَ الشآبيبِ
كادَ الفُؤادُ تَطِيرُ الطّائِرَاتُ بهِ
مِنَ المَخافَةِ، إذْ قال ابنُ أيّوبِ
في الدّار: إنّكَ إن تُحدثْ فقد وَجَبتْ
فيكَ العُقُوبَةُ مِنْ قَطْعٍ وَتَعذيبِ
في مَحْبَسٍ يَتَرَدّى فيه ذو رِيَبٍ،
يُخشَى عَليّ، شديدِ الهَوْلِ مَرْهوبِ
فقُلتُ: هل يَنفَعَنّي إن حضرْتُكُمْ
بِطاعَةٍ وَفُؤادٍ مِنك مَرْعُوبِ
ما تَنْهَ عَنه، فإنّي لَسْتُ قارِبَهُ،
وَما نَهَى منْ حَلِيمٍ مِثْلُ تَجْرِيبِ
وَما يَفُوتُكَ شَيْءٌ أنْتَ طالِبُهُ،
وَما مَنَعْتَ فَشَيءٌ غَيرُ مَقْرُوبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني ابن حمال المئين غالب
إني ابن حمال المئين غالب
رقم القصيدة : 3214
-----------------------------------
إنّي ابنُ حَمّالِ المِئِينَ غالِبِ،إنّي ابنُ حَمّالِ المِئِينَ غالِبِ،
قَطعتُ عرْضَ الدوّ غيرَ رَاكِبِ
وَغَمْرَةَ الدَّهْنَا بِغَيرِ صَاحِبِ،
والمُغْرِزِ الرِّفْدَ بِكَفّ الجالِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا زعمت عرسي سويدة أنها
ألا زعمت عرسي سويدة أنها
رقم القصيدة : 3215
-----------------------------------
ألا زَعَمَتْ عِرْسي سُوَيْدَةُ أنّهَا
سَرِيعٌ عَلَيْها حِفْظَتي للمُعاتِبِ
وَمُكْثِرَةٍ، يا سَوْدَ، وَدّتْ لَوَ انّها
مكانَكِ، وَالأقوَامُ عِنْدَ الضّرَايبِ
ولَوْ سألَتْ عَنّي سُوَيْدَةُ أُنْبِئَتْ
إذا كانَ زَادُ القَوْمِ عَقْرَ الرّكايِبِ
بضَرْبي بسَيْفي ساقَ كلّ سَمِينَةٍ،
وَتَعْلِيقِ رَحْلي ماشِياً غَيرَ رَاكِبِ
وَلَوْلا أُبَيْنُوها الّذينَ أحبُّهُمْ،
لقَدْ أنكَرَتْ منّي عُنُودَ الجَنائِبِ
وَلَكِنّهُمْ رَيْحانُ قَلبي، ورَحمَةٌ
مِنَ الله أعطاها مَلِيكُ العَوَاقِبِ
يَقُودُونَ بي إنْ أعْمَرَتْني مَنِيّةٌ،
وَيَنْهَوْنَ عَنّي كُلَّ أهْوَجَ شاغبِ
هُمُ بَعْدَ أمْرِ الله شَدّوا حِبَالَها،
وَأوْتَادَهَا فينا بِأبْيَضَ ثَاقِبِ
لَنَا إبِلٌ لا تُنْكِرُ الحبلَ عَجْمُها؛
وَلا يُنْكِرُ المأثُورُ ضَرْبَ العَراقبِ
وَقد نُسمِنُ الشّوْلَ العِجافَ وَنبتغي
بها في المعالي، وَهيَ حُدْبُ الغَوارِبِ
خَرَجْنا بها مِنْ ذي أُرَاطَى، كأنّها
إذا صَدّها الرّاعي عِصيُّ المَشاجِبِ
جُفافٌ أجَفَّ الله عَنْهُ سَحَابَهُ،
وأوْسَعهُ من كُلّ سَافٍ وَحاصِبِ
فما ظَلَمَتْ أنْ لا تَنورَ، وَخَلْفَها
إذا الجُدْبُ ألقى رَحلَهُ سيفُ غالِبِ
خَليطانِ فيها قَدْ أبَادا سرَاتَهَا
بعَرْقِ المناقي، وَاجتِلاحِ الغَرائِبِ
ولَوْ أنّها نَخْلُ السّوَادِ، وَمِثْلُهُ
بحافاتها مِنْ جَانِبٍ بَعْدَ جَانِبِ
وَلَوْ أنّها تَبْقَى لِبَاقٍ لأُلْجِئَتْ
إلى رَجُلٍ فِيها صَنِيعٍ وَكاسِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وركب كأن الريح تطلب عندهم
وركب كأن الريح تطلب عندهم
رقم القصيدة : 3216
-----------------------------------
وَرَكْبٍ كَأنّ الرّيحَ تَطلبُ عِندهُمْ
لهَا تِرَةً مِنْ جَذْبِها بِالعَصَائِبِ
يعضّونَ أطْرَافَ العِصِيّ كَأنّها
تُخَزِّمُ بالأطرَافِ شَوْكَ العَقارِبِ
سَرَوا يَخِبطونَ اللّيلَ وَهيَ تَلُفّهُمْ
على شُعَبِ الأكوَارِ من كلّ جانِبِ
إذا ما رَأوْا ناراً يَقُولُونَ: لَيْتَهَا،
وَقَدْ خَصِرَتْ أيديهِمُ، نارُ غالِبِ
إلى نَارِ ضَرّابِ العَرَاقِيبِ لمْ يَزَلْ
له من ذُبابَيْ سَيْفِهِ خَيرُ حالِبِ
تَدُرُّ بهِ الأنْسَاءُ في لَيْلَةِ الصَّبَا،
وَتَنْتَفِخُ اللَّبّاتُ عِنْدَ التّرَائِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا
إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا
رقم القصيدة : 3217
-----------------------------------
إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا
بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا
نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما بريد النضر جاء بنصره
إذا ما بريد النضر جاء بنصره
رقم القصيدة : 3218
-----------------------------------
إذا ما بَرِيدُ النّضْرِ جاءَ بِنَصْرِهِ،
وَسُلْطَانُهُ ألقَى قُيُودَ ابنِ غالِبِ
لَئِنْ مَالِكٌ أمسَى قَدِ انْشَعَبَتْ به
شَعُوبُ التي يُودَى لها كلُّ ذاهِبِ
لَقَدْ أنْزَل الله الّذي تَلْتَقي بِهِ
عَلَيْهِ مَنَايَا المَوْتِ من كلّ جانِبِ
لَئِنْ مَالِكٌ أمْسَى ذَلِيلاً لَطَالَمَا
سَعَى في التي لا فَالها غَيرَ آيِبِ
لَئن كُنتَ قد أبكَيتَ قَبلَكَ نسوَةً
كِرَاماً فَهَذي دائِلات العَوَاقِبِ
تُجازَى بما جَرّتْ يداكَ، وَبِالّذي
عَلِمتَ، فلا تجزَعْ لِصَرْفِ النّوَائِبِ
وَأصْبَحَ في دارٍ هُناكَ مُفَزَّعاً،
إذا مَالِكٌ جافَى بهِ كُلُّ جانِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا وقع هلا سألت القوم ما حسبي
يا وقع هلا سألت القوم ما حسبي
رقم القصيدة : 3219
-----------------------------------
يا وَقْعَ هلاّ سألْتِ القَوْمَ ما حَسَبي
إذا تَلاقَتْ عُرَى ضَفْرٍ وَأحْقابِ
إنّي أنَا الزّادُ، إذْ لا زَادَ يَحملُهُ
رِكَابُهُمْ غَيرَ أنْقَاءٍ وَأصْلابِ


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الندالة
الندالة
رقم القصيدة : 322
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا كارتر يا ندل
حبيبك وصاحبك
وصاحب مراتك
وتبقي انت صاحبه
وصاحب مراته
وكان والده ايضا
مصاحب حماتك
وكان برضه والدك
مصاحب حماته
وطول عمره نافد
على استخباراتك
وشغال جاسوسك
على استخباراته
وقاعد يزود
رصيد ملياراتك
وسارق
وشايل معاك ملياراته
وراجل مامنك
وخاين ضميره
وخايف
وحاطط ف ايدك مصيره
ودابح ف بحبك
الوف الضحايا
ودايس ف طين الدنس
والخطايا
يقوم لما يطبق عليه المحيط
تطنش يا كارتر
وتعمل عبيط
وتخلع
وتنسي الحمار والغبيط
وتاكل عيالك
بدون وجه عدل
صحيح
انت ندل


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أكان الباهلي يظن أني
أكان الباهلي يظن أني
رقم القصيدة : 3220
-----------------------------------
أكَانَ البَاهِليُّ يَظُنّ أنّي
سَأقْعُدُ لا يُجَاوِزُهُ سِبَابي
فإنّي مِثْلُهُ إنْ لَمْ أُجَاوِزْ
إلى كَعْبٍ وَرَابِيَتَيْ كِلابِ
أأجْعَلُ دارِماً كَابْنَيْ دُخَانٍ،
وَكانَا في الغَنِيمَةِ كَالرّكَابِ
وَلَوْ سَيّرْتُمُ فِيمَنْ أصَابَتْ
على القَسِمَاتِ أظفارِي وَنَابي
إذاً لَرَأيْتُمُ عِظَةً وَزَجْراً
أشَدَّ مِنَ المُصَّمِّمَةِ العِضَابِ
إذا سَعْدُ بنُ زَيْد مَناةَ سالَتْ
بأكْثَرَ في العَديد مِنَ التّرَاب
رَأيْتَ الأرْضَ مَغْضِيَةً بِسَعْدٍ
إذا فَرّ الذّليلُ إلى الشّعَابِ
وَإنّ الأرْضَ تَعْجَزُ عَنْ...
وَهُمْ مِثْلُ المُعَبَّدَةِ الجِرَابِ
رَأيْتُ لَهُمْ على الأقْوَامِ فَضْلاً
بِتَوْطَاءِ المَنَاخِرِ وَالرّقابِ
أبَاهِلَ أيْنَ مَنْجَاكُمْ إذا مَا
مَلأنَا بِالمُلُوكِ وَبِالقِبَابِ
تِهَامَةَ والبِطاحَ إذا سَدَدْنَا
بخِنْدِفَ مِنْ تِهامَةَ كلَّ بابِ
فَما أحْدٌ مِنَ الأقْوَامِ عَدّوا
عُرُوقَ الأكْرَمِينَ على انْتِسابِ
بِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا
عَلَيهِم في القَديمِ وَلا غِضَابِ
وَلَوْ رَفَعَ الإلَهُ إلَيْهِ قَوْماً
لَحِقْنَا بِالسّمَاءِ مَعَ السّحابِ
وَهَلْ لأبِيكَ مِنْ حَسَبٍ يُسامي
مُلوك المالِكَينِ ذَوي الحِجابِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غيا لباهلة التي شقيت بنا
غيا لباهلة التي شقيت بنا
رقم القصيدة : 3221
-----------------------------------
غَيّاً لِباهِلَةَ التي شَقِيَتْ بِنا،
غَيّاً يكونُ لهَا كَغُلٍّ مُجْلِبِ
فَلَعَلّ باهِلَةَ بنَ يَعْصُرَ مِثْلُنا
حَيثُ التقَى بِمنىً مُناخُ الأرْكُبِ
تُعْطى رَبِيعَةُ عَامِرٍ أمْوَالَها
في غيرِ ما اجترَموا وَهُمُ كالأرْنبِ
تُرْمَى وَتُحذَفُ بالعِصيّ وَما لهَا
من ذي المَخالبِ فَوقَها من مهرَبِ
أنْتُمْ شرَارُ عَبيِدِ حَيّيْ عامِرٍ
حَسَباً وألأمُهُ سنوخَ مُرَكَّبِ
لا تَمنَعونَ لَهُمْ جَرَامَ حَلِيلَةٍ،
وَتُنالُ أيّمُهُمْ وَإنْ لمْ تُخْطَبِ
أظَنَنْتُمُ أنْ قَدْ عُتِقْتُمْ بعدما
كُنْتُمْ عَبيدَ إتاوَةٍ في تَغْلِبِ
مِنّا الرّسُولُ وكلُّ أزْهرَ بَعدَهُ
كالبَدرِ وَهوَ خَليفَةٌ في الموْكِبِ
لَوْ غَيرُ عَبْدِ بَني جُؤيّةَ سَبّني
ممّنْ يَدبّ على العَصَا لم أغضَبِ
وَجَدَتْكَ أُمُّكَ وَالّذي مَنّيْتَها
كالبَحرِ أقْبَلَ زَاخِراً وَالثّعْلَبِ
أقْعَى لِيَحْبِسَ باسْتِهِ تَيّارَهُ،
فهَوَى على حَدَبٍ لهُ مُتَنَصِّبِ
كَمْ فيّ من مَلِكٍ أغَرَّ وَسُوقَةٍ
حَكَمٍ بأرْدِيَةِ المَكارِمِ مُحتَبي
وَإذا عَدَدْتَ وَجَدْتَني لنَجيبَةٍ
غَرّاءَ قَدْ أدّتْ لفَحْلٍ مُنجِبِ
إنّي أسُبّ قَبيلَةً لَمْ يَمْنَعُوا
حَوْضاً ولا شَرِبوا بصَافي المشرَبِ
والباهِليُّ بِكُلّ أرْضٍ حَلّها
عَبْدٌ يُقِرّ على الهَوَانِ المُجلِبِ
وَالباهِليُّ وَلَوْ رَأى عِرْساً لَهُ
يُغشَى حَرَامُ فِرَاشِها لمْ يَغضَبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا دعيت عيناء أيقنت أنني
إذا دعيت عيناء أيقنت أنني
رقم القصيدة : 3222
-----------------------------------
إذا دُعِيَتْ عَيْناءُ أيْقَنْتُ أنّني
بِشَرْبَةِ رِيٍّ لا مَحَالَةَ شارِبُ
وما ذاكَ مِنْ عَيْنَاءَ سَرْوٌ عَلِمْتُهُ،
وَلَكِنّ مَوْلاهَا كَرِيمُ الضّرَايِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألما على دار بمنقطع اللوى
ألما على دار بمنقطع اللوى
رقم القصيدة : 3223
-----------------------------------
ألِمّا على دارٍ، بِمُنْقَطَعِ اللِّوَى،
خَلاءٍ، تُعَفّيها رِيَاحُ الجَنايِبِ
مَنازِلُ كانَتْ مِنْ أُنَاسٍ عَهِدتُهم
غَطارِيفَ مُرْدٍ سادَةٍ، وَأشايِبِ
لَعَمْرُكَ مَا لِلْفَاخِرِينَ عَشِيرَةٌ
تُفَاخِرُني، ولا لَهُمْ مِثْلُ غالِبِ
بَنَى بَيْتَهُ حَتى اسْتَقَلّ مَكَانَهُ
فَسامَى بهِ الجَوْزَاءَ بينَ الكَوَاكِبِ
وَبَيْتُ الكُلَيْبِي القَصِيرُ عِمَادُهُ
يُمَدّ عَلَيْهِ اللّؤمُ من كُلّ جانِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إلى الأصلع الحلاف إن كنت شاعرا
إلى الأصلع الحلاف إن كنت شاعرا
رقم القصيدة : 3224
-----------------------------------
إلى الأصْلَعِ الحَلاّفِ إنْ كنتَ شاعراً
فَذَبِّبْ، فَما هذا بحِينِ لَغُوبِ
فَإنّ هَجِينَيْ نَهْشَلٍ قَد تَوَاكَلا،
وَبَيَّنَ ضَاحي البُرْءِ غَيرُ كَذوبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعاني جرير بن المراغة بعدما
دعاني جرير بن المراغة بعدما
رقم القصيدة : 3225
-----------------------------------
دَعَاني جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ بَعْدَمَا
لَعِبْنَ بِنَجْدٍ وَالمَلا كُلَّ مَلْعَبِ
فَقُلْتُ لَهُ: دَعْني وَتَيْماً، فَإنّني،
وَأُمِّكَ، قَدْ جَرّبْتُ ما لمْ تُجَرِّبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعياش قد برذنت خيلك كلها
أعياش قد برذنت خيلك كلها
رقم القصيدة : 3226
-----------------------------------
أعَيّاشُ قد بَرْذَنْتَ خَيْلَكَ كلَّها،
وَقد كنتَ قَبلَ ابنَيْ جَديلةَ مُعرِبَا
تَحَظّى بإنْكَاحِ اللِئَامِ، وإنّمَا
أتَيْتَ التي أخْزَتْ شُهوداً وَغُيَّبَا
أتَاكَ ابنُ أعْيَا حِينَ أعْيَاهُ شَيْخُهُ
لِيَجْعَلَ بِنْتَ الزِّبْرِقَانِ لَهُ أبَا
نُكِستَ عنِ التّشبيبِ قرْداً وَلم تكنْ
لِتُشْبِهَ عِنْدَ السِّنّ حَزْناً وتَغْلِبَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأنت للناس نور يستضاء به
وأنت للناس نور يستضاء به
رقم القصيدة : 3227
-----------------------------------
وَأنْتَ للنّاسِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ،
كَمَا أضَاءَ لَنَا في الظلمَةِ اللَّهَبُ
ألا تَرَى النّاس ما سكّنْتَهُمْ سكَنوا،
وَإنْ غَضِبْتَ أزَالَ الإمّةَ الغَضَبُ
جاءتْ بِهِ حُرّةٌ كالشّمسِ طالِعَةً،
للبَدْرِ، شِيمَتُها الإسْلامُ وَالحَسَبُ
كَمْ مِنْ رَئيسٍ فَلى بالسّيفِ هامتَه،
كَأنّهُ حِينَ وَلّى مُدْبِراً خَرَبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أيها السؤال عن جلة القرى
ألا أيها السؤال عن جلة القرى
رقم القصيدة : 3228
-----------------------------------
ألا أيّهَا السُّؤّالُ عَنْ جِلّةِ القِرَى،
وَعَنْ غالِبٍ، وَالقَبرُ من دونِ غالِبِ
لَقَدْ ضَمّتِ الأكفانُ من آلِ دارِمٍ
فتىً فايِضَ الكَفّينِ محْضَ الضّرَايبِ
فَمَنْ لِقِرَى المَقرُورِ في لَيلَةِ الصبَّا،
وَساعٍ على آثارِ تِلْكَ النّوَايِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن ضبة فرع غير مؤتشب
أنا ابن ضبة فرع غير مؤتشب
رقم القصيدة : 3229
-----------------------------------
أنا ابنُ ضَبّةَ فَرْعٌ غيرُ مُؤتَشَبِ،
يَعْلو شِهابي لَدى مُستَخمَدِ اللَّهبِ
سَعْدُ بنُ ضَبّةَ تَنْمِيني لِرَابِيَةٍ،
تَعْلُو الرّوَابيَ في عِزٍّ وَفي حَسَبِ
إذا حَلَلْتَ بِأعْلاهَا رَأيْتَ بِهَا
دُوني حَوَامَي من عِرّيسها الأشِبِ
المانِعِينَ غَداةَ الرّوْعِ نِسْوَتَهُمْ؛
وَالضّارِبِينَ كِبَاشَ العارِضِ اللّجبِ
مَا زِلْتُ أتْبَعُ أشْيَاخي وَأُتْعِبُهُ،
حتى تذَبْذَبْتَ يا ابن الكلبِ بالنسبِ
أنا ابنُ ضَبّة للقَوْمِ الذي خَضَعَتْ
خَيرُ القُرُومِ، فَهَذا خَيرُ مُنتَسَبِ
الله يَرْفَعُني، والمَجدُ، قَدْ عَلِموا،
وَعِدّةٌ في مَعَدٍّ غَيرُ ذي رِيَبِ
وَبَيْتُ مَكْرُمَةٍ في عِزّ أوّلِنَا،
مَجْدٌ تَلِيدٌ إليه كُلُّ مُنْتَجَبِ
من دارِمٍ حينَ صَارَ الأمرُ وَاشتَبَهَتْ
مَصَادِرُ النّاسِ في رَجّافَةِ الكُرَبِ
قَدْ عَلِمَتْ خِندِفٌ وَالمَجدُ يكنُفها
أنّ لَنَا عِزّها في أولِ الحِقَبِ
وَفي الحَديثِ إذا الأقْوالُ شارِعَةٌ
في باحَةِ الشّرْكِ أوْ في بَيضَةِ العَرَبِ
وَكُلَّ يَوْمِ هِيَاجٍ نَحْنُ قَادَتُهُ،
إذا الكُماةُ جَثَوْا وَالكَبْشُ للرُّكَبِ
مِنّا كَتَائِبُ مِثْلُ اللّيْلِ نَجْنُبُها
بالجُرْدِ وَالبارِقاتِ البِيضِ وَاليَلَبِ
وَكُلِّ فَضْفَاضَةٍ كالثّلجِ مُحكَمَةٍ،
ما تَرْثَعِنّ لِدَسّ النَّبْلِ بالقُطَبِ


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> هما مين واحنا مين
هما مين واحنا مين
رقم القصيدة : 323
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هما مين واحنا مين
هما الامر والسلاطين
هما المال والحكم معاهم
واحنا الفقرا المحكومين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين
احنا مين وهما مين
احنا الفعلا البنايين
احنا السنه واحنا الفرض
احنا الناس
بالطول والعرض
من عافيتنا تقوم الارض
وعرقنا يخضر بساتين
خزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
بيخدم مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما الفيللا والعربيه
والنساوين المتنقيه
حيوانات استهلاكيه
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بياكل مين
احنا مين وهما مين
احنا قرنفل على ياسمين
احنا الحرب حطبها ونارها
احنا الجيش اللى يحررها
واحنا الشهدا ف كل مدارها
منتصرين او منكسرين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيقتل مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما مناظر بالمزيكه
والزفه وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعا استيكه
بس البركه فى النياشين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدع مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما بيلبسوا اخر موضه
واحنا بنسكن سبعه ف اوضه
اللى يقول النصر نميس
ينفع تاكسي
يميشي رميس
واللى يقول الفورد يا بيه
اجعص من اجعصها جعيص
واللى يقول جونسون دا حمار
راجل
عقله عقل صغار
راجل تيس
من غير حيث
ينصب الف جنازة بطار
بس اهو راح
وحنرتاح
وحنتنحنج بقي ونقول
يحزب بيته
ويدلق زيته


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستأتي أبا مروان بشرا صحيفة
ستأتي أبا مروان بشرا صحيفة
رقم القصيدة : 3230
-----------------------------------
سَتَأتي أبَا مَرْوَانَ بِشْراً صَحيفَةٌ،
بِهَا مُحْقِبَاتٌ سَيْرُهُنّ خَبِيبُ
كَأنّ حُزُونَ الأرْضِ حينَ يَطأنَهُ
سُهُولٌ وما يُصْعِدْنَ فيهِ صَبُوبُ
وَمُدْرَجَةٌ بَيْضَاءُ فِيهَا عَظِيمَةٌ،
تَكَادُ لَهِا الصُّمُّ الصِّلابُ تَذُوبُ
وَمَا لأبي مَرْوَانَ بَعْدَ مُحَمّدٍ
وَبَعْدَ أمِيرِ المُؤمِنِينَ، ضَرِيبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لأستحيي وإني لفاخر
إني لأستحيي وإني لفاخر
رقم القصيدة : 3231
-----------------------------------
إنّي لأَسْتَحْيِي، وَإنّي لَفَاخِرٌ
عَلى طَيّءٍ بِالأقْرَعَيْنِ وَغالِبِ
إذا رَفَعَ الطّائيُّ عَيْنَيْهِ رَفْعَةً
رَآني على الجَوْزَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ
وَمَا طَيّءٌ إلاّ قَبَائِلُ أُنْزِلتْ
إلى أهْلِ عَيْنِ التّمْرِ من كلّ جانبِ
فهذي حُدَيّا النّاسِ فَخْراً على أبي،
أبي غالِبٍ مُحْيي الوَئِيدِ وَحاجِبِ
وَإنْ أنَا لمْ أجْعَلْ بِأعناقِ طَيّءٍ
مَوَاقِعَ يَبْقى عارُها غَيرَ ذاهِبِ
فَمَا عَلِمَتْ طائِيّةٌ مَنْ أبٌ لهَا،
ولَوْ سَألَتْ عَنْ أصْلِها كلَّ ناسِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
رقم القصيدة : 3232
-----------------------------------
رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسي،
وَقُلْنَ: تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ
يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ، وَرُبّمَا
أرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي
عَتَبْنَ على فَقدِ الشّبابِ الذي مَضَى،
فَقُلْتُ لَهُنّ: لاتَ حِينَ عتابِ!


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بكت جرعا مروا خراسان إذ رأت
بكت جرعا مروا خراسان إذ رأت
رقم القصيدة : 3233
-----------------------------------
بكَتْ جَرَعاً مَرْوَا خُرَاسَانَ إذ رَأتْ
بهَا باهِلِيّاً بَعْدَ آلِ المُهَلَّبِ
تَبَدّلَتِ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُهَا
بكُلّ فَنيقٍ يرْتدي السّيفَ مُصْعَبِ
إغَرَّ كَأنّ البَدْرَ تحْتَ ثِيَابِهِ،
كَرِيمٍ إلى الأمّ الكَرِيمَةِ وَالأبِ
فَأصْبَحَ رَدّ الله زَيْنَ قُصُورِهَا
إلَيْها، وَرَوْحَ المُسْتَغيثِ المُثَوِّبِ
فَوَارِسُ ضَرّابُونَ وَالخَيْلُ يَلتقي
عَلَيْهَا عَبِيطُ الثّائِرِ المُتَلَهِّبِ
إذا جَلَسُوا زَانَ النّديَّ جُلُوسُهُمْ،
وَلَيسوا بفُحّاشٍ على الناسِ أكلُبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ضيع أمري الأقعسان فأصبحا
ضيع أمري الأقعسان فأصبحا
رقم القصيدة : 3234
-----------------------------------
ضَيّعَ أمْرِي الأقْعَسَانِ، فَأصْبَحَا
على نَدِبٍ يَدْمَى مِنَ الشرّ غارِبُهْ
وَلَوْ أخَذَا أسْبابَ أمْرِي لألْجآ
إلى أشِبِ العِيصانِ أزْوَرَ جانِبُهْ
مَنيعٍ بَنُو سُفْيَانَ تَحْتَ لِوَائِهِ،
إذا ثَوّبَ الدّاعي وَجاءتْ حلائِبُهْ
سَتَذكُرُ أفْنَاءَ الرّفَاقِ، إذا التَقَتْ
مَزاداً، وَتُرْسَى كيفَ أحدثَ طالِبُهْ
حَسِبْتَ أبا قَيْسٍ حِمَارَ شَرِيعَةٍ،
قَعَدتَ لَهُ والصُّبْحُ قد لاحَ حاجِبُهْ
فلَوْ كنتَ بالمَعلوبِ سَيفِ ابنِ ظالمٍ
ضَرَبْتَ لَزَارَتْ قَبرَ عَوْفٍ قَرائبُهْ
وَلكِنْ وَجَدتَ السّهمَ أهوَنَ فُوقةً
عَلَيك، فقد أوْدى دَمٌ أنتَ طالِبُهْ
فَإنْ أنْتُمَا لَمْ تَجْعَلا بِأخِيكُمَا
صَدىً بين أكماعِ السّباقِ يُجاوِبُهْ
فَلَيْتَكُما يَا بْنَيْ سُفَيْنَةَ كُنْتُما
دَماً بَينَ حاذَيْها تَسيلُ سَبائِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتأكل ميراث الحتات ظلامة
أتأكل ميراث الحتات ظلامة
رقم القصيدة : 3235
-----------------------------------
أتَأكُلُ مِيرَاثَ الحُتاتِ ظُلامَةً،
وَمِيرَاثُ حَرْبٍ جَامدٌ لكَ ذائِبُهْ
أبُوكَ وعَمّي يا مُعَاوِيَ أوْرَثَا
تُرَاثاً، فَيَحْتَازُ التّرَاثَ أقَارِبُهْ
فلو كان هذا الدين في جاهلية
عَرَفْتَ من المولى القَليلُ جَلايُبهْ
فَلَوْ كَانَ هذا الأمرُ في غَيرِ مُلكِكمْ
لأبْدَيْتُهُ، أوْ غَصّ بِالماءِ شارِبُهْ
وَكمْ من أبٍ لي يا مُعاوِيَ لم يَكُنْ
أبُوكَ الذي من عَبْدِ شَمسٍ يُقارِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستعلم يا عمرو بن عفرا من الذي
ستعلم يا عمرو بن عفرا من الذي
رقم القصيدة : 3236
-----------------------------------
ستَعْلَمُ يا عَمرو بن عَفْرَا مَنِ الذي
يُلامُ إذا ما الأمرُ غَبّتْ عَوَاقِبُهْ
نَهَيْتُ ابنَ عَفْرَا أنْ يُعَفِّرَ أُمَّهُ،
كَعَفْرِ السَّلا إذْ عَفّرَتْهُ ثَعالِبُهْ
فلوْ كُنتَ ضَبّيّاً صَفحتُ وَلوْ سرَتْ
على قَدَمي حَيّاتُهُ وَعَقارِبُهْ
وَلَوْ قَطَعُوا يُمْنى يَدَيّ غَفَرْتُهَا
لَهُمْ وَالذي يُحْصي السّرَائرَ كاتِبُهْ
وَلَكِنْ دِيَافيٌّ أبُوهُ وَأُمُّهُ
بحَورَانَ يَعصِرْنَ السّلِيطَ أقارِبُهْ
وَلمّا رَأى الدَّهْنا رَمَتْهُ جِبَالُهَا
وَقالَتْ: ديافيٌّ مَعَ الشّأمِ جَانِبُهْ
فَإنْ تَغْضَبِ الدَّهْنَا عَلَيْك فما بها
طَرِيقٌ لِرِبّاتٍ تُقَادُ رَكَايبُهْ
تُثَمِّرُ مَالَ البَاهِليّ، كَأنّمَا
تَهِرُّ على المَالِ الذي أنْتَ كاسِبُهْ
فَإنّ امْرَأً يَغْتَابُني لَمْ أطَأ لَهُ
حَرِيماً، ولا تَنْهَاهُ عَنّي أقارِبُهْ
كَمُحْتَطِبٍ يَوْماً أساوِدَ هَضْبَةٍ،
أتَاهُ بهَا في ظُلْمَةِ اللّيلِ حاطِبُهْ
أحِينَ التَقَى نابايَ وَابْيَضّ مِسْحَلي،
وَأطرَقَ إطرَاقَ الكرَا مَن أُحارِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يرددني بين المدينة والتي
يرددني بين المدينة والتي
رقم القصيدة : 3237
-----------------------------------
يُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي
إلَيها قُلوبُ النّاس يَهوي مُنيبُهَاْ
يُقَلِّبُ عَيْناً لَمْ تَكُنْ لِخَلِيفَةٍ،
مُشَوَّهَةً، حَوْلاءَ بَادٍ عُيُوبُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه
ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه
رقم القصيدة : 3238
-----------------------------------
ألا حَبّذا البَيْتُ الّذي أنْتَ هايِبُهْ،
تَزُورُ بُيُوتاً حَوْلَهُ، وَتُجَانِبُهْ
تُجانِبُهُ مِنْ غَيرِ هَجْرٍ لأهْلِهِ،
وَلَكِنّ عَيْناً مِنْ عَدُوٍّ تُرَاقِبُهْ
أرَى الدّهْرَ، أيّامُ المَشِيبِ أمَرُّهُ
عَلَيْنا، وأيّامُ الشّبابِ أطَايِبُهْ
وَفي الشّيْبِ لَذّاتٌ وَقُرّةُ أعْيُنٍ
وَمِنْ قَبْلِهِ عَيْشٌ تَعَلّلَ جادبُهْ
إذا نازَلَ الشّيْبُ الشّبابَ فأصْلَتَا
بسَيْفَيهِما، فالشَّيبُ لا بدّ غالِبُهْ
فَيَا خَيْرَ مَهْزُومٍ وَيَا شَرّ هَازِمٍ،
إذا الشّيْبُ رَاقَتْ للشّبَابِ كَتايُبهْ
وَلَيْسَ شَبابٌ بَعْدَ شَيْبٍ برَاجعٍ
يَدَ الدّهْرِ حتى يَرْجعَ الدَّرَّ حالِبُهْ
وَمَنْ يَتَخَمّطْ بالمَظالِمِ قَوْمَهُ،
وَلَوْ كَرُمَتْ فيهم وَعزّتْ مضَارِبُهْ
يُخَدَّشْ بأظْفَارِ العَشِيرَةِ خَدُّهُ،
وَتُجْرَحْ رُكوباً صَفْحتاهُ وَغارِبُهْ
وإنّ ابنَ عَمّ المَرْءِ عِزّ ابنِ عَمّهِ،
مَتى ما يَهِجْ لا يَحلُ للقَوْمِ جانبُهْ
وَرُبّ ابنِ عَمٍّ حاضِرِ الشرّ خَيرُهُ
مَع النجمِ من حيثُ استقلّتْ كواكبُهْ
فلا ما نَأى مِنهُ مِنَ الشّرّ نَازِحٌ،
ولا ما دَنَا مِنْهُ مِنَ الخَيرِ جالِبُهْ
فَما المَرْءُ مَنْفُوعاً بتَجرِيبِ وَاعظٍ،
إذا لم تَعِظْهُ نَفسُهُ وَتَجَارِبُهْ
ولا خَيرَ ما لمْ يَنْفَعِ الغُصْنُ أصْلَهُ؛
وَإنْ ماتَ لمْ تَحزَنْ عَليهِ أقارِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يظعن الشيب الشباب فقد ترى
إن يظعن الشيب الشباب فقد ترى
رقم القصيدة : 3239
-----------------------------------
إنْ يُظْعِنِ الشّيْبُ الشّبابَ فقد تُرَى
لَهُ لِمّةٌ لَمْ يُرْمَ عَنْها غُرَابُهَا
لَئنْ أصْبَحَتْ نَفسي تُجيبُ لطال ما
أقَرّتْ بعَيْني أنْ يُغِيمَ سَحابُهَا
وَأصْبَحتُ مِثْلَ النّسْرِ أصْبَحَ وَاقِعاً
وَأفْنَاهُ مِنْ كَرّ اللّيَالي ذَهابُهَا
وَمايِرَةِ الأعْضَادِ قَد أجهَضَتْ لها
نَتِيجَ خِداجٍ وَهْيَ نَاجٍ هَبابُهَا
تَعالَلْتُهَا بالسّوْطِ بَعْدَ التِياثِها،
بمُقْوَرّةِ الأعْلام يَطْفُو سَرَابُهَا
فقلت لها: زوري بلالاً فإنه
إلَيْهِ من الحَاجَاتِ تُنْضى ركابها
حَلَفْتُ، وَمَنْ يَأثَمْ فَإنّ يَمينَهُ
إذا أثِمَتْ لاقِيهِ مِنْهَا عَذابُها
لئِنْ بَلَّ لي أرْضِي بِلالٌ بِدَفْقَةٍ
منَ الغَيثِ في يُمنى يدَيهِ انسِكابُها
أكُنْ كالّذي صَابَ الحَيا أرْضهُ التي
سَقاها وَقَد كانَتْ جَدِيباً جَنَابُها
فأصْبَحَ قَدْ رَوّاهُ من كُلّ جانِبٍ
لَهُ مَطَرَاتٌ مُسْتَهِلٌّ رَبَابُها
فَتىً تَقْصُرُ الفِتْيانُ دُونَ فَعالِهِ،
وكانَ بِهِ للحَرْبِ يخبو شهابها
هُوَ المشتري بالسيف أفضَلَ ما غلا
إذا مارحى الحرب استَدَرّ ضِرَابُها
أبَى لِبِلالٍ أنّ كَفّيْهِ فِيهِمَا
حَيا الأرْض يسقي كلَّ مَحلٍ حَبابُها
هُوَ ابنُ أبي مُوسى الذي كانَ عِنْدَه
لحاجَاتِ أصْحابِ الرّسُول كِتابُها
رَأيْتُ بِلالاً إذْ جَرَى جاءَ سابِقاً،
وَذَلّتْ بِهِ للحَرْبِ قَسْراً صِعابُها
بهِ يَطْمَئِنّ الخَائِفُونَ وَغَيْثُهُ
بِهِ مِنْ بِلادِ المَحْلِ يَحْيا تُرَابُها
أبَيْتَ على النّاهِيكَ إلاّ تَدَفّقاً،
كما انهَلّ من نَوْءِ الثّرَيّا سَحابُها
رَحَلْتُ مِنَ الدَّهْنَا إلَيْكَ وَبَيْنَنا
فَلاةٌ وَأنْيَاهٌ تَعَاوَى ذِئَابُها
لألْقَاكَ، وَاللاّقِيكَ يَعْلَمُ أنّهُ
سَيَمْلأُ كَفّيْ سَاعِدَيْهِ ثَوَابُها
نَمَاكَ أبُو مُوسَى أبُوكَ كَما نَمَى
وُعُولاً بِأعْلى صَاحَتَينِ هِضَابُها
وكُلُّ يَمَانٍ أنْتَ جُنّتُهُ الّتي
بِهَا تُتّقَى لِلْحَرْبِ إذْ فُرّ نَابُها
وَأنْتَ امْرُوءٌ تُعْطي يَمينُكَ ما غَلا،
وَإنْ عاقَبَتْ كانَتْ شَديداً عِقابُها


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> أبجد هوز ( سايجون)
أبجد هوز ( سايجون)
رقم القصيدة : 324
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أبجد هوز
حطي كلمن
إفتح صفحه
إمسك قلمن
إكتب زي
الناس ما بتنطق
سقطت سايجون
رفعوا العلمن
طلعت شمس اليوم دا
أغاني
كل ما نسمع
نعشق تاني
طلعت شمس اليوم دا
حريقه
تشفي الجرح
وتبري الألمن
سايجون عادت للثوار
فوق الدم
وتحت النار
جدوا فوجدوا
زرعوا
فحصدوا
وإحنا إدينا للسمسار
وإللي قالوه السمسارجيه
وإللي حكاه السمساردار
لما قروه القروانجيه
بالمستعدل والمندار
هتش ونتش
بعزم الصوت
عن أمريكا وهوا أمريكا
زعموا الفانتوم
شايل موت
سقط الموت بعلم أمريكا
جاتكو فضيحه
يا طبقه سطحيه
وعامله فصيحه
وجايبه العار
قراونجيه
وكتبنجيه
وسمسارجيه
وسمساردار
سايجون دره يا ثوار
عادت حره
للأحرار
داحنا حنشبع بكره أغاني
إسمع وحفظ يا كتباني
واثبت عندك فى الأوراق
مصر بتنضح بالأشواق
مصر عروسه
وبكره عريس
والعشاق إحنا العشاق
فينا وبينا ولينا الثوره
إحنا الثوره
وهي الناس
فينا الماضي
وبينا الحاضر
والمستقبل
هو الناس


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عميرة عبد القيس خير عمارة
عميرة عبد القيس خير عمارة
رقم القصيدة : 3240
-----------------------------------
عَمِيرَةُ عَبْدِ القَيْسِ خَيرُ عِمَارَةٍ،
وَفارِسُ عَبْدِ القَيْسِ مِنْها وَنابُها
فَأنْتُمْ بَدَأتُمْ بِالهَدِيّةِ قَبْلَنَا،
فَكَانَ عَلَيْنَا يا ابنَ مُخٍّ ثَوَابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبوك وعمي يا معاوي أورثا
أبوك وعمي يا معاوي أورثا
رقم القصيدة : 3241
-----------------------------------
أبُوكَ وَعَمّي يا مُعاوِيَ أوْرَثَا
تُرَاثاً فَأوْلى بِالتُّرَاثِ أقَارِبُهْ
فَمَا بَالُ ميرَاثِ الحُتاتِ أكَلْتَهُ،
وَميرَاثُ حرب جامِدٌ لَكَ ذائِبُهْ
فَلَوْ كانَ هذا الحُكْمُ في جاهِلِيّةٍ
عَرفْتَ مَنْ المَوْلى القَليلُ حَلائبُهْ
وَلَوْ كانَ هذا الأمرُ في غير مُلكِكُمْ
لأدّيْتَهُ أو غَصّ بِالمَاءِ شَارِبُهْ
وَلَوْ كانَ إذْ كُنّا وَللكَفّ بَسطَةٌ،
لصَمّم عَضْبٌ فيكَ ماضٍ مضَارِبُهْ
وَقَدْ رُمْتَ أمْراً يا مُعاويَ دُونَهُ
خَياطِفُ عِلْوَدٍّ صِعابٌ مَرَاتِبُهْ
وَما كنتُ أُعطي النِّصْفَ من غيرِ قُدرَة
سِواكَ وَلَوْ مَالَتْ عَلَيّ كَتايِبُهْ
ألَسْتُ أعَزَّ النّاسِ قَوْماً وَأُسْرَةً،
وَأمْنَعَهُمْ جَاراً إذا ضِيمَ جانِبُهْ
وَمَا وَلَدَتْ بَعْدَ النّبيّ وَأهْلِهِ
كَمِثْلي حَصَانٌ في الرّجَالِ يُقارِبُهْ
أبي غالِبٌ وَالمَرْءُ صَعْصَعَةُ الّذِي
إلى دارِمٍ يَنْمي فَمَنْ ذا يُنَاسِبُهْ
أنا ابنُ الجِبالِ الشُّمّ في عددِ الحصَى،
وَعِرْقُ الثّرَى عِرْقي، فمن ذا يحاسبُهْ
وبَيْتي إلى جَنْبٍ رَحِيبٍ فِنَاؤهُ،
وَمِنْ دونِهِ البدْرُ المُضِيءُ كَواكِبُهْ
وَكَمْ مِنْ أبٍ لي يا مُعاوِيَ لمْ يَزَلْ
أغَرَّ يُبَارِي الرّيحَ ما أزْوَرّ جانِبُهْ
نَمَتْهُ فُرُوعُ المَالِكَينِ، ولَمْ يَكُنْ
أبوكَ الذي من عبد شمسٍ يُخاطِبُهْ
تَرَاهُ كَنَصْلِ السّيفِ يَهتَزّ للنّدى
جَوَاداً تَلاقَى المَجدَ مُذْ طرّ شارِبُهْ
طَوِيلِ نجادِ السّيفِ مُذْ كانَ لم يكنْ
قُصَيٌّ وَعبدُ الشمسِ ممّنْ يُخاطبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقامت ثلاثا تبتغي الصلح نهشل
أقامت ثلاثا تبتغي الصلح نهشل
رقم القصيدة : 3242
-----------------------------------
أقامَتْ ثَلاثاً تَبْتَغي الصّلْحَ نَهْشَلٌ
بَبَقْعاءَ تَنْزُو في المَرَايرِ نِيبُهَا
تَضِجّ إلى صُلْحِ العَشِيرَةِ نَهْشَلٌ،
ضَجيجَ الحَبالى أوْجَعتها عُجُوبُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا حاتم ما حاتم في زمانه
أبا حاتم ما حاتم في زمانه
رقم القصيدة : 3243
-----------------------------------
أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانهِ،
وَلا النّيلُ تَرْمي بالسّفِينِ غَوَارِبُهْ
بأجوَدَ عندَ الجُودِ مِنكَ، وَلا الّذي
عَلا بِغُثَاءٍ سُورَ عَانَةَ غَارِبُهْ
يَدَاكَ يَدٌ يُعْطي الجَزِيلَ فَعَالُها،
وَأُخْرَى بها تَسْقي دَماً مَن تُحارِبُهْ
وَلَوْ عُدّ ما أعْطَيتَ من كلّ قَيْنَةٍ،
وَأجْرَدَ خِنْذِيذٍ طِوَالٍ ذَوَائِبُهْ
لِيعْلَمَ ما أحْصَاهُ فِيمَنْ أشَعْتَهُ
جَميعاً إلى يَوْمِ القِيامَةِ حَاسِبُهْ
وَأنْتَ امْرُؤٌ لا نَايِلُ اليَوْمِ مَانِعٌ
مِنَ المالِ شَيئاً في غَد أنتَ وَاهبُهْ
وَمَا عَدّ ذُو فَضْلٍ عَلى أهْلِ نعمةٍ
كفَضْلكَ عندي حينَ عبّتْ عوَاقبُهْ
تَداركَني من خالِدٍ بَعدَمَا التَقَتْ
وَرَاءَ يَدي أنْيَابُهُ وَمَخَالِبُهْ
وَكمْ أدركَتْ أسبابَ حَبلكَ من رَدٍ
على زَمَنٍ بَاداكَ وَالموْتُ كارِبُهْ
مَدَدْتَ لَهُ مِنْها قُوىً حينَ نَالَها
تَنَفَّسَ في رَوْحٍ وَأسْهَلَ جَانِبُهْ
وَثَغْرٍ تَحَامَاهُ العَدُوُّ كَأنّهُ
مِنَ الخَوْفِ ثَأرٌ لا تَنَامُ مَقَانِبُهْ
وَقَوْم يَهُزّونَ الرّمَاحَ بِمُلْتَقىً،
أسَاوِرُهُ مَرْهُوبَةٌ وَمَرَازِبُهْ
تَرَى بِثَنَايَاهُ الطّلايِعَ تَلْتَقي
على كلّ سامي الطَّرْفِ ضَافٍ سبايبُه
كَأنّ نَسَا عُرْقُوبِهِ مُتَحَرِّفٌ،
إذا لاحَهُ المِضْمَارُ وانضَمّ حَالِبُهْ
لَهُ نَسَبٌ بَينَ العَناجيجِ يَلْتَقي
إلى كُلّ مَعرُوفٍ من الخيلِ ناسبُهْ
ركِبتُ لَهُ سَهلَ الأمورِ وَحَزْنَهَا
بِذي مِرّةٍ حَتى أُذِلّتْ مَرَاكِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تغنى جرير بن المراغة ظالما
تغنى جرير بن المراغة ظالما
رقم القصيدة : 3244
-----------------------------------
تَغَنّى جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ ظَالِماً
لِتَيْمٍ، فَلاقَى التّيمَ مُرّاً عِقابُهَا
وَتَيْمٌ مكانَ النّجْمِ لا يَستَطيعُها،
إذا زَخَرَتْ يَوْماً إلَيْها رَبَابُهَا
وَفِيها بَنُو الحَرْبِ الّتي يُتّقى بهَا
وَغاها إذا ما الحَرْبُ جاشَتْ شِعابُها
وَإني لَقاضٍ بَينَ تَيْمٍ فَعَادِلٌ،
وَبَينَ كُلَيْبٍ، حِينَ هَرّتْ كِلابُها
كُلَيْبٌ لِئَامٌ ما تُغَيِّرُ سَوْءَةً،
وَتَيْمٌ على الأعداءِ غُلْبٌ رِقَابُها
فَهَلْ تُنْجِيَنّي عِنْدَ تَيْمٍ بَرَاءتي،
وَإني على أحْسَابِ قَوْمي أهَابُها
وَلَوْلا الّذي لمْ يَتْرُكِ الجِدُّ لمْ أدَعْ
كُلَيْباً لِتَيْمٍ حِينَ عَبَّ غُبَابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يقيم عصا الإسلام منا ابن أحوز
يقيم عصا الإسلام منا ابن أحوز
رقم القصيدة : 3245
-----------------------------------
يُقِيمُ عَصَا الإسلام مِنّا ابنُ أحوَزٍ
إذا ما عَصَا الإسلام لانَتْ كُعُوبُها
أخُو غَمَرَاتٍ يَفرِجُ الشكَّ عَزْمُهُ،
وقَدْ يُنْعِمُ النُّعْمَى وَلا يَستَثيبُها
لقدْ قادَ جُرْدَ الخيل من جنبِ وَاسطٍ،
يَثُورُ أمَامَ الرّائِحينَ عَكُوبُها
وَشَهْبَاءَ فِيهَا لِلْمَنَايَا مَناكِبٌ،
إذا أقْبَلَتْ يَوْماً وَدَبّ دَبِيبُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستأتي على الدهنا قصائد مرجم
ستأتي على الدهنا قصائد مرجم
رقم القصيدة : 3246
-----------------------------------
سَتَأتي على الدَّهْنَا قَصَائِدُ مِرْجَمٍ
إذا مَا تَمَطّتْ بِالفلاةِ رِكَابُها
قَصَايِدُ لا تُثْنى إذا هيَ أصْعَدَتْ
لِحَيٍّ، وَلا يَخبُو عَلَيها شِهابُها
وَلَوْ أنّها رَامتْ صَفا الحَزْنِ أصْبحتْ
تَصَيَّحُ مِنْ حَذّ القَوَافي صِلابُها
وَما رُمْتُ مِنْ حَيٍّ لأثْأرَ فِيهِمُ
مِنَ النّاسِ إلاّ ذَلّ تَحتي رِقابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبان بن الوليد تغلغلت
إليك أبان بن الوليد تغلغلت
رقم القصيدة : 3247
-----------------------------------
إليْكَ، أبَانَ بنَ الوَلِيدِ، تَغَلْغَلَتْ
صَحِيفَتِيَ المُهْدَى إلَيْكَ كِتابُهَا
وَأنْتَ امْرُؤٌ نُبّئْتُ أنّكَ تَشْتَرِي
مَكَارِمَ، وَهّابُ الرّجَالِ يَهابُهَا
بإعطائكَ البِيضَ الكَوَاعِبَ كالدُّمى
مَعَ الأعْوجِيّاتِ الكِرَام عِرَابُها
وَشَهْبَاءَ تُعشي النّاظرِينَ إذا التَقَتْ
تَرَى بَينَها الأبطال تَهْفُو عُقابُها
وَسَلّةِ سَيْفٍ قَدْ رَفَعْتَ بها يَداً
عَلى بَطَلٍ في الحَرْبِ قَد فُلّ نابُها
رَأيْتُ أبَانَ بنَ الوَلِيدِ نَمَتْ بِهِ
إلى حَيْثُ يَعْلُو في السّمَاءِ سحابُها
رَأيْتُ أُمُورَ النّاسِ باليَمَنِ التَقَتْ
إلَيكُمْ بأيْديها، عُرَاهَا وَبابُها
وَكُنْتُمْ لِهَذا النّاسِ حِينَ أتاهُمُ
رَسُولُ هُدى الآيات ذَلّتْ رِقَابُها
لَكُمْ أنّها في الجاهليّةِ دَوّخَتْ
لَكُمْ مِن ذُرَاها كلَّ قَرْمٍ صِعابُها
أخَذتُمْ على الأقْوَامِ ثِنْتَينِ أنّكُمْ
مُلُوكٌ، وَأنْتُمْ في العَديدِ تُرَابُها
وَجَدْتُ لَكُمْ عَادِيّةً فَضَلَتْ بها
مُلُوكٌ لَكُمْ، لا يُستطاعُ خطابُها
فَما أحْي لا تَنفَكُّ مِنّي قَصِيدَةٌ
إلَيْكَ، بها تَأتِيكَ مِنّي رِكابُها
فَدُونَكَ دَلْوِي يا أبَانُ، فَإنّهُ
سَيُرْوِي كَثِيراً مِلْؤها وَقُرَابُها
رَحِيبَةُ أفْواهِ المَزَادِ سَجيلَةٌ،
ثَقِيلٌ على أيْدي السُّقَاةِ ذِنَابُها
أعنّي، أبَانَ، بنَ الوَلِيدِ، بِدَفْقَةٍ
مِنَ النّيلِ أوْ كَفّيْكَ يجري عُبابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رويد عن الأمر الذي كنت جاهلا
رويد عن الأمر الذي كنت جاهلا
رقم القصيدة : 3248
-----------------------------------
رُوَيدَ عن الأمرِ الذي كنتَ جاهِلاً
بِأسْبَابِهِ، حتى تَغِبَّ عَوَاقِبُهْ
لعلّ حِمى الدَّهنا يَضِيقُ برَاكِبٍ،
إذا ما غدا أوْ رَاحَ تَسرِي ركايبُهْ
أرَى زَهْدَماً لا يَستَطيعُ فَعَالَهُ
لئيمٌ وَلا الكسبَ الذي هوَ كاسِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت بني مروان يرفع ملكهم
رأيت بني مروان يرفع ملكهم
رقم القصيدة : 3249
-----------------------------------
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ يَرْفَعُ مُلْكَهُمْ
مُلُوكٌ شَبابٌ، كالأسُودِ، وَشِيبُها
بِهِمْ جَمَعَ الله الصّلاةَ فَأصْبَحَتْ
قد اجتَمَعتْ بعدَ اختلافٍ شُعوبُها
وَمَنْ وَرِثَ العُودَينِ وَالخاتَمَ الّذي
لَهُ المُلكُ وَالأرْضُ الفَضَاءُ رَحيبُها
وكانَ لَهُمْ حَبلٌ قَدِ استكرَبوا بِهِ
عَرَاقيَ دَلْوٍ كانَ فاضَ ذَنُوبُها
على الأرْضِ من يَنهَزْ بها من ملوكِهمْ
يَفِضْ كالفَراتِ الجَوْنِ عفواً قليبُها
تُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي
إلَيْها قُلُوبُ النّاسِ يَهْوِي مُنيبُها
هي القَرْيَةُ الأولى التي كُلُّ قَرْيَةٍ
لهَا وَلَدٌ يَنْمي إلَيْها مُجيبُها
هُدُوءاً رِكابي لا تَزَالُ نَجيبَة،
إلى رَجُلٍ مُلْقىً، تَحِنّ سُلُوبُها
وَلمْ يَلْقَ ما لاقَيْتَ إلاّ صَحَابَتي،
وَإلاّ رِكَابٌ لا يُرَاحُ لُغُوبُها
أتَتْكَ بِقَوْمٍ لمْ يَدَعْ سَارِحاً لَهُمْ
تَتابُعُ أعْوامٍ ألَحّتْ جُدُوبُها
وَخَوْقَاءِ أرْضٍ مِنْ بَعيِدٍ رَمَتْ بنا
إليكَ مع الصُّهبِ المهارِي سُهُوبُها
بِمْتّخذينَ اللّيْلَ فَوْقَ رِحَالِهمْ
بها جَبَلاً قَد كانَ مَشْياً خَبيبُها
إلَيْكَ بِأنْضَاءٍ عَلى كُلّ نِضْوَةٍ
نَجيبَتُها قَدْ أُدْرِجَتْ وَنَجيبُها
رأيتُ عُرَى الأحقابِ والغُرَضَ التقتْ
إلى فُلْفُلِ الأَطْبَاءِ مِنها دُؤوبُها
كَأنّ الخَلايَا فَوْقَ كُلّ ضَرِيرَةٍ
تُخَطِّمُهُ في دَوْسَرِ المَاءِ نِيبُها
أقُولُ لأصْحَابي وَقَدْ صَدقَتْهُمُ،
مِنَ الأنْفُسِ اللاتي جَزِعن كَذوبُها
عَسَى بيَدَيْ خَيرِ البَرِيّةِ تَنْجَلي
مِنَ الَّلزَبَاتِ الغُبْرِ عَنّا خُطوبُها
إذا ذُكّرَتْ نفسي ابنَ مرْوَان صَاحبي
ومَرْوَانَ فاضَتْ ماءَ عَيني غُرُوبُها
هُمَا مَنَعاني، إذْ فَرَرْتُ إلَيْهِمَا،
كَما مَنَعَتْ أرْوَى الهِضَابِ لُهُوبُها
فما رِمْتُ حتى ماتَ مَنْ كنتُ خائفاً،
وَطُومن مِن نفسِ الفَرُوقِ وَجيبُها
وَهَلْ دَعْوَتي من بَعد مرْوَانَ وَابْنِهِ
لَها أحَدٌ، إذْ فَارَقَاها، يُجِيبُها
وَكُنتُ إذا ما خِفْتُ أوْ كُنتُ رَاغِباً
كَفاني مِنْ أيْديهِما لي رَغِيبُها
بِأخْلاقِ أيْدِي المُطْعَمِينَ إذا الصبَّا
تَصَبّبَ قُرّاً غَيرَ مَاءٍ صَبِيبُها
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ إذْ شُقّتِ العَصَا
وَهَرّ مِنَ الحَرْبِ العَوَانِ كَليبُها
شَفَوْا ثائرَ المَظلومِ وَاستَمسكَتْ بِهم
أكُفُّ رِجالٍ رُدّ قَسْراً شَغُوبُها
وَرِثْتَ، إلى أخلاقِهِ، عَاجِلَ القِرَى،
وَضَرْبَ عَرَاقيبِ المتالي شَبُوبُها
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ ثَبّتَ مُلْكَهُمْ
مَشُورَةُ حَقٍّ كانَ مِنْها قَرِيبُها
جَزى الله خَيراً مِنْ خَليفَةِ أُمّةٍ،
إذا الرّيحُ هَبّتْ بَعد نَوْءٍ جَنوبُها
كَفَى أُمّةَ الأمّيّ كُلَّ مُلِحّةٍ
منَ الدّهرِ مَحذورٍ عَلَينا شَصِيبُها
عَستْ هَذِه الَّلأْواءُ تَطْرُدُ كَرْبَها
عَلَيْنَا سَماءٌ مِنْ هِشَامٍ تُصيبُهاَ
كَما كانَ أرْوَى إذْ أتَاهُمْ بِأهْلِهِ
حُطَيئَةُ عَبْسٍ من قُرَيْعٍ ذَنُوبُها
فهَبْ لي سَجلاً من سجالك يُرْوِني
وَأهْلي إذا الأوْرَادُ طالَ لُؤوبُها
وكَمْ أنعَمْتْ كَفّا هِشامٍ على امرِىءٍ
لَهُ نِعْمَة خَضْرَاء ما يَسْتَثيبُها


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> الكلمات المتقاطعة
الكلمات المتقاطعة
رقم القصيدة : 325
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
بدل الكوره
ولعب الفوره
وسط الغاغه
والبرجاس
تاكل زغده
تاكلك دبشه
تملا دماغك
بالقلقاس
ياللا نفكر
حتة لعبه
زي السكر
بالأناناس
كلمه ومعنى
رأسي وأفقي
يحكوا حكاية
تهم الناس
قرب قرب
ياللا نجرب
شغل مخك
ولا تحتاس
_ واحد رأسي؟
رأسي بتضرب
تقلب
تشغي بالأفكار
مسرح
والأفكار هوامه
في الدوامه
ليل .. ونهار
أبيض إسود
أخضر ..أحمر
بارد .. حامي
جنه ..ونار
سيبك سيبك
من تغريبك
بكره الليل
يطلع له نهار
_ اتنين رأسي ؟
حاكم حالي
كان طرطور
خان الدار
والجار
والنور
_كل ما فينا من حكام
نازلين
من خنفس .. وكافور
كذبوا _ أفكوا
قتلوا _ سفكوا
غدروا _ خانوا
فضحوا _ هتكوا
_ واحد أفقي ؟
شاعر داعر
ميت .. حي
طالع .. نازل
رايح .. جي
مادح سيده
مادد إيده
لايشوف حاجه
ولا يقول شي
_ كل ما فينا من شعارير
خونه
وهتيفة .. وخنازير
تجروا _ باعوا
لمعوا _ ذاعوا
أفلوا _ غربوا
تاهوا _ ضاعوا
_ اتنين أفقي ؟
شعرا تلاته بكلمه باروده
ناظم
بيرم
بابلو نيرودا (1)
_ كل ما فينا من عشاق
داقوا ما بينا
من أشواق
حبوا _ عشقوا
شبوا _ نشأوا
مروا _ فاتوا
غرسوا _ رشقوا
_ رأسي وأفقي ؟
شاعر واعر
لازم جي
يملا عيون العالم ضي
كل ما فينا من أحزان
تستنظر عاشق فنان
يأتي _ يقبل
طائر _ بلبل
حرفي _ فني
يشدو _ يغني
وطني سكني
أهلي .. قومي
منكم فيكم
صحوي نومي
أنتم فكري
أنتم عملي
منكم توقي
فيكم أملي
هيوا _ لبوا
ثوروا _ هبوا
يشرق _ يسطع
صبح _ مطلع
يزرع _ يبني
نحصد _ نجني
نمرح _ نلعب
نشدوا _ نغني
واحد رأسي
نشدوا نغني
اتنين أفقي
نشدوا نغني
تالت خامس
عاشر ميه
نشدوا نغني
نشدوا نغني
نملا العالم
خضرة عفيه
نشدوا نغني
نشدوا نغني


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن خير المال مال ابن برثن
ألا إن خير المال مال ابن برثن
رقم القصيدة : 3250
-----------------------------------
ألا إنّ خَيرَ المَالِ مالُ ابنِ بُرْثُنٍ،
وَأزْكَى الذي تُرْجى لغِبٍّ عَوَاقِبُهْ
وَما زَالَ يَشْرِي الحَمدَ بالمالِ وَالتُّقى،
وَذَلِكَ مِمّا أرْبَحَ البَيْعَ صَاحِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن أصبحت قيس تلوي رؤوسها
لئن أصبحت قيس تلوي رؤوسها
رقم القصيدة : 3251
-----------------------------------
لَئِنْ أصْبَحَتْ قَيسٌ تُلوّي رُؤوسها
عَليّ لَيَزْدادنّ رَغْماً غِضَابُها
فإني لَرَامٍ قَيْسَ عَيْلانَ رَمْيَةً،
وإنْ كانَ لي نَقْصاً شَديداً سِبابُها
فَقُولا لقَيْسٍ قَيسِ عَيلانَ تجتَنِبْ
بحُورِي إذا طَمّتْ وَعَبَّ عُبَابُها
لَنا حَوْمُ بحرَيْ خِندِفٍ قد حَمتْ به
لَهُ مَنْ أظَلّتْهُ السّماءُ اضْطرابُها
لَنَا حَجَرَا البَيْتِ اللّذَانِ أمَامَهُ،
وَقِبْلَتُها مِنْ كُلّ شَطْرٍ وَبابُها
ألَمْ يَأتِ مِنّا رَبُّ كُلّ قَبِيلَةٍ
بحَيثُ جِمارُ القَوْمِ يُلقى حِصَابُها
وَإنّ لَنَا شَهْبَاءَ يَبْرُقُ بَيضُها،
إذا خَفَقَتْ يَوْماً عَلَيْنا عُقابُها
تَرَى النّاس مِنْ سَاعٍ إلَيْنا فَهارِبٍ
إذا دَارَ بِالحَيْيْنِ يَوْماً ضِرَابُها
تَرَى كُل بَيْتٍ تَابِعاً لِبُيُوتِنَا،
إذا ضُرِبَتْ بالأبْطَحَينِ قِبابُها
إذا لَبِسَتْ قَيْسٌ ثِياباً سَمِعْتَهَا
تُسَبِّحُ مِنْ لَؤمِ الجُلُودِ ثِيَابُها
لقد حَمَلَتْ عن قَيسِ عَيلانَ عامرٌ
مَخازِيَ كانَتْ جَمّعَتْها كِلابُها
لَئِنْ حَوْمَتي هَابَتْ مَعدٌّ خِياضَها،
لَقَد كانَ لُقْمانُ بنُ عادٍ يَهابُها
لَقَد كانَ في شُغْلٍ أبُوكَ عن العُلى،
ضرُوعُ الخَلايَا صَرُّها وَاحتِلابُها
وَهَلْ أنتَ إلاّ عَبْدُ وَطْبٍ وَعُلْبَةٍ
تَحِنّ إذا ما النِّيبُ حَنّتْ سِقابُها
ألمْ تَرَ أنّ الأرْض أصْبَحَ يَشتَكي،
إلى الله، لُؤمَ ابْنَيْ دُخانٍ تُرَابُها
جَعَلْتُ لِقَيْسٍ لَعْنَةً نَزَلَتْ بهمْ
مِنَ الله لَنْ يَرْتَدّ عنْهُمْ عَذابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن بلالا إن تلاقيه سالما
إن بلالا إن تلاقيه سالما
رقم القصيدة : 3252
-----------------------------------
إنّ بِلالاً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً
كَفاكِ الذي تَخشَينَ من كلّ جانبِ
أبُوهُ أبُو مُوسَى خَلِيلُ مُحَمّدٍ،
وكَفّاهُ غَيْثٌ مُستَهِلُّ الأهاضِبِ
إلَيْكَ رَحَلْتُ العَنْسَ حتى أنَختُها
إلَيْكَ وَقد أعْيَتْ على كلّ ذاهبِ
وَقَدْ خَبَطَتْ رَحْلي عَلَيها مَطِيّتي
إلَيْكَ ولَمْ تَعلَقْ قَلوصي بصَاحِبِ
فَقُلْتُ لها: زُورِي بِلالاً، فإنّهُ
إلَيْهِ انْتَهَى، فأتِيهِ بي، كُلُّ رَاغِبِ
لَئِنْ خَبَطَتْ نَعْلاً يَداها من الوَجا
إلى خَيرِ مَطْلُوبٍ مُناخاً لِرَاكِبِ
إلى ابنِ أبي مُوسَى الذي سَجَدَتْ لَهُ
جُنُوحاً على الأيدي مُلُوكُ المَرَازِبِ
فَما أنَا بالمُخْتَارِ غَيرَكَ للقِرَى،
ولا لِمُناخِ اليَعْمَلاتِ النّجائِبِ
تُقَاتِلُ، لَمّا حُلّ عَنْهَا رِحَالُهَا،
بِأفْوَاهِهَا الغِرْبَانَ من كلّ جانِبِ
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي كُلَّ سُورَةٍ
مِنَ المَجْدِ بالغُلْيَا على كُلّ طالِبِ
نَمَاهُ أبُو مُوسَى أبُوهُ إلى الّتي
يَنَالُ بهَا الرّاقي نُجُومَ الكَوَاكِبِ
يَقُولُونَ: إنّا قد كَفيناكَ، فارْتحِلْ!
كَذَاكَ اللّيَالي دائِرَاتُ النّوَائبِ
تَدارَكَهُ لي، بَعْدَمَا أشْرَفَتْ بِهِ
علىَ الهُوَّةِ الغَبْراءِ زُورُ المَنَاكِبِ
دحُولٍ مِنَ الَّلاتي إذا ما ارتمت بِهِ
يَرَى أنّهُ مِنْ قَعرِها غَيرُ آيِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن هجاء الباهليين دارما
إن هجاء الباهليين دارما
رقم القصيدة : 3253
-----------------------------------
إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً
لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ
أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ
بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ
رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَا
على المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ
فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ،
فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ
لَعَمْرُكَ! إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ
لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ
تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ:
ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ
لأرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً،
وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ
بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ،
إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ
ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ
حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ
يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ،
لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ
إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ
لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ
لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ
لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ
فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ
عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ
أبَاهِلَ! إنّ المَاءَ لَيْسَ بِغَاسِلٍ
مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ
وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ
تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يقول الأطباء المداوون إذ خشوا
يقول الأطباء المداوون إذ خشوا
رقم القصيدة : 3254
-----------------------------------
يَقُولُ الأطِبّاءُ المُداوُونَ إذ خَشوا
عَوَارِضَ مِنْ أدْوَاءِ داءٍ يُصِيبُهَا
وَظَبْيَةُ دائي، وَالشّفَاءُ لِقَاؤهَا،
وَهَلْ أنَا مَدْعُوٌّ لِنَفْسِي طَبيبُها
وَكُومٍ مَهَارِيسِ العَشَاءِ مُرَاحَةٍ
عَلَيْنَا أتَاهَا بَعْدَ هَدْءٍ خَبيبُها
محَا كُلَّ مَعرُوفٍ منَ الدّارِ بَعْدَنَا
دَوَالِحُ رَوْحَاتِ الصَّبَا وَجَنوبُها
وكائِنْ أتَتْهَا للشَّمَالِ هَدِيّةٌ
منَ التُّرْبِ من أنْقاءِ وَهْبٍ غرِيبُها
وَثِقْتُ إذا لاقَتْ بِلالاً مَطِيّتي،
لهَا بالغِنى إنْ لمْ تُصِبْها شَعُوبُها
تَمَطّتْ بِرَحْلي وَهْيَ رَهْبٌ رَذِيّةٌ
إلَيْكَ مِنَ الدَّهْنا أتاكَ خَبيبُها
فَما يَهتَدي بالعَينِ مِنْ نَاظِرٍ بهَا،
وَلَكِنّمَا تَهْدِي العُيُونَ قُلُوبُها
وكانَتْ قَناةُ الدِّينِ عَوْجَاءَ عندنا،
فَجاءَ بِلالٌ فاستَقامَتْ كُعُوبُها
فَلَمّا رَأوْا سَيْفَيْ بِلالٍ تَفَرّقَتْ
شَياطِينُ أقْوَامٍ وَمَاتَتْ ذُنُوبُها
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ يا بِلالُ خَسأتَهُ
فأغْضَتْ لَهُ عَينٌ على مَا يَرِيبُها
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ
مَكَارِمَ أخْلاقٍ عِظَامٍ رَغِيبُها
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ قَد كَفَيتَهُ
بِطَعْنٍ وَضَرْبٍ حينَ ثَابَ عَكوبُها
أبَتْ لِبِلالٍ عُصْبَةٌ أشْعَرِيّةٌ،
إذا فَزِعَتْ كانَتْ سَرِيعاً رُكُوبُها
سَرِيعٌ إلى كَفّيْ بِلالٍ، إذا دَعَا،
مِنَ اليَمَنِ الشُّبّانُ مِنها وَشِيبُها
وَما دَعَوةٌ تَدْعو بِلالاً إلى القِرَى
وَلا الطّعْنِ يَوْمَ الرّوْعِ إلاّ يُجيبُها
سَرِيعٌ إلى هَذِي وَهَذِي قِيَامُهُ،
إذا صَدَقَتْ نَفْس الجَبَانِ كَذوبُها
كَما كان يَستَحيِي أبُوهُ إذا دَعَا
لَهُ مُستَغيثٌ حِينَ هَرَّ كَليبُها
يَكُرّ وَرَاءَ المُسْتَغيثِ إذا دَعَا
بِنَفْسٍ وَقُورٍ لا يُخافُ وَجِيبُها
من القَوْمِ يَستَحمي إذا حَمِس الوَغى
لهاماتِ كُلاّحِ الرّجَالِ ضَرُوبُها
وَجَدْنا لَكُمْ دَلْواً شَديداً رِشاؤها،
تَضِيمُ دِلاءَ المُسْتَقينَ ذَنُوبُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نكفي الأعنة يوم الحرب مشعلة
نكفي الأعنة يوم الحرب مشعلة
رقم القصيدة : 3255
-----------------------------------
نَكفي الأعِنّةَ يَوْمَ الحَرْبُ مُشعَلَةٌ،
وَابنُ المَرَاغةِ خَلفَ العَيرِ مَضْرُوبُ
مِنّا الفُرُوعُ اللّوَاتي لا يُوازِنُهَا
فَخْرٌ، وَحَظُّكَ، في تِلكَ، العَرَاقيبُ
يا ابنَ المَرَاغَةِ! إنّ الله أنْزَلَني
حيثُ التقتْ في الذُّرَى البيضُ المناجيبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت أبا غسان علق سيفه
رأيت أبا غسان علق سيفه
رقم القصيدة : 3256
-----------------------------------
رَأيْتُ أبَا غَسّانَ عَلّقَ سَيْفَهُ
على كاهِلٍ شَغْبٍ على مَن يُشاغِبُهْ
تَرَى النّاسَ كالدَّمعَى لَهُ وَقُلوبُهمْ
تَنَدّى، وما فيهم عَرِيبٌ يُخاطِبُهْ
أذَلَّ بهِ الله الذي كانَ ظَالِماً،
وَعَزَّ بِهِ المَظْلُومُ وَاشْتَدّ جانِبُهْ
وَقَدْ عَلِمَ المِصْرُ الذي كانَ ضَائعاً
أبَاعِدُهُ مَزْؤودَةٌ وَأقَارِبُهْ
بِأنّكَ سَيْفُ الله في الأرْضِ سَلَّهُ
إذا المَوْتُ رَاقَتْ بالسّيُوفِ كَتائبُه


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعض حمي ساقه السيف بعدما
أعض حمي ساقه السيف بعدما
رقم القصيدة : 3257
-----------------------------------
أعَضَّ حُمَيٌّ ساقَهُ السّيفَ بَعدَمَا
رَأى الموْتَ يغشى وَاسِطَ الرّحل رَاكبُهْ
وَوَالله مَا أدْرِي أجُبْنٌ بِجَنْدَلٍ
عَنِ العَودِ أمْ أعيَتْ عَليهِ مضَارِبُهْ
كِلا السّيْفِ والعَظْمِ الذي ضَرَبَا به
إذا التَقَيَا في السّاقِ أوْهَاهُ صَاحبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يك جهلا بعد سبعين حجة
ألم يك جهلا بعد سبعين حجة
رقم القصيدة : 3258
-----------------------------------
ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً
تَذَكُّرُ أُمّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرْوفُها رَاجِعٌ لَنَا،
وَلَيسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطْلَبُ
على حِينَ وَلّى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،
وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فإنْ تُؤذِنينا بِالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ
بِأوّلِ مَنْ يَنْسَى، وَمَنْ يَتَجَنّبُ
ورُبّ حَبيبٍ قَدْ تَناسَيْتُ فَقْدَهُ،
يَكَادُ فُؤادي إثْرَهُ يَتَلَهّبُ
أخي ثِقَةٍ في كلّ أمْرٍ يَنُوبُني،
وَعِنْدَ جَسِيمِ الأمْرِ لا يَتَغَيّبُ
قَرَعْتُ ظنابيبي على الصّبْرِ بعْدَهُ،
فقدْ جَعلتْ عنهُ الجَنائبُ تُصْحِبُ
دعاني سَيّارٌ وَقَدْ أشْرَفَتْ بِهِ
مَهالِكُ يُلْفَى دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ
فَقُلتُ لَهُ: إِنِّن أخُوكَ الَّذِي بِهِ
تَنُوءُ إذا عَمَّ الدّعَاءَ المُثَوِّبُ
فإنْ تَكُ مَظْلُوماً، فإنّ شِفَاءهُ
بِوَرْدٍ، وبَعْضُ الأمْرِ للأمْرِ مُجلبُ
هُوَ الحَكمُ الرّاعي وَأنْتَ رَعِيّةٌ،
وكلُّ قضَاءٍ سَوْفَ يُحصَى وَيُكتَبُ
وأنْتَ وَليُّ الحَقّ تَقْضي بِفَصْلِهِ؛
وَأنْتَ وَليُّ العَفْوِ إذْ هُوَ مُذْنِبُ
يَزِينُ عُبَيْداً كُلُّ شَيءٍ بَنَيْتَهُ،
وَأنْتَ فَتَاهَا وَالصّرِيحُ المُهَذَّبُ
نَمَتْكَ قُرُومٌ مِنْ حَنيفَةَ جِلّةٌ،
إلى عيصها الأعلى الذي لا يُشَذَّبُ
وَجُرْثُومَةُ العِزّ التي لا يَرْومُهَا
عَدُوٌّ، وَلا يَسْطِيعُهَا المُتَوثِّبُ
وَمَا قَايَسَتْ حَيّاً حَنِيفَةُ سُوقَةً،
وَلَوْ جَهِدوا، إلاّ حَنيفَةُ أطْيَبُ
وكانَتْ إذا خافَتْ تَضَايُق مُقْدَمٍ،
تَمُدّ بأيديها السّيُوفَ فَتَضْرِبُ
إذا مَنَعُوا لمْ يُرْج شيءٌ وَرَاءهُمْ،
وَإنْ لَقِحتْ حرْبٌ يجيئوا فَيرْكبوا
إلَيْهِمْ رَأتْ ذاكُمْ مَعَدٌّ وَغَيرُهَا
يُحِلّ اليَتَامَى وَالصّعِيبُ المُعَصَّبُ
تَحُلّ بُيُوتُ المُعْتَفِينَ إلَيْهِمُ،
إذا كانَ عامٌ خادعُ النَّوْء مُجْدِبُ
وَقعْتُمْ بصُفْرِيّ الخَضَارِمِ وَقْعَةً،
فَجَلّلْتُمُوها عارَها لَيسَ يَذهَبُ
وَلَمّا رَأوْا بِالأبْرَقَيْنِ كَتِيبَةً
مُلَملَمةً تَحمي الذّمارَ وَتَغضَبُ
دَعَا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفةَ فالتَقَتْ
عَجاجَةُ مَوْتٍ وَالدّماءُ تَصَبّبُ
وَجَاؤوا بِوِرْدٍ مِنْ حَنيفَةَ صَادِقٍ
تُطاعِنُ عَنْ أحسابِها وَتُذَبِّبُ
مَصَاليتُ نَزّالُونَ في حَوْمَةِ الوَغَى،
تَخُوضُ المَنايا والرّمَاحُ تُخَضَّبُ
ورائمةٍ وَلّهْتُمُوها، وَفَاقِدٍ
تَرَكْتُمْ لهَا شَجواً تُرِنّ وَتَنحَبُ
وَقدْ عَصَبَتْ أهل الشّوَاجنِ خيلُهم؛
وَقَدْ سَارَ مِنهَا بِالمَجازَةِ مِقْنَبُ
إذا ورَدُوا المَاءَ الرَّوَاءَ تَظَامَأتْ
أوَائِلُهُمْ أوْ يَحْفِرُوا ثُمّ يشربَوا
تَفارَطُ هَمْدَانَ الجِبَالَ وَغافِقاً،
وَزُهدَ بَني نَهدٍ فتُسمى وَتَحرُبُ
تَوَثَّبُ بالفُرْسَانِ خُوصاً كَأنّهَا
سَعَالٍ طَوَاهَا غَزْوُهم فهيَ شُزَّبُ
وَهُمْ من بَعيدٍ في الحُرُوبِ تَناوَلُوا
عِياذاً وعَبَدَ الله وَالخَيْلُ تُجذَبُ
بذي الغافِ من وَادي عُمانَ فأصْبحتْ
دِماؤهُمُ يُجْرَى بها حيثُ تَشخَبُ
أذاقُوهُمُ طَعْمَ المَنَايَا، فَعَجَّلوا،
وَمن يَلقَهم في عَرْصة الموْتِ يُشجُبوا
شَفَوْا مِنهما ما في النفوسِ وَشَذّبُوا
بِوَقْعِ العَوَالي كُلَّ مَنْ يَتَكَتّبُ
وَأضْحَى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً،
يُعَاني، وَأحْيَاناً يُقَادُ فَيَصْحبُ
رَأى قَوْمَهُ إذْ كانَ غَدْواً جِلادُهمْ
مَعَ الصّبحِ حتى كادتِ الشمسُ تغرُبُ
فَما أُعطيَ المَاعُونُ حتى تَحاسَرَتْ
عَليهِمْ جُموعٌ من حَنيفَةَ لُجَّبُ
وَحَتى عَلَوْهُمْ بِالسّيُوفِ كَأنّهَا
مَصَابِيحُ تَعْلُو مَرّةً وَتَصَبَّبُ
فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ كَانَ أكْثَرَ عَوْلَةً،
وَأيْتَم للوِلْدانِ مِنْ يَوْمِ عُوتِبُوا
وَمَنْ يَصْطَلي في الحَرْبِ ناراً تحُشّها
حَنيفَةُ يَشقى في الحرُوبِ وَيُغْلَبُ
وَمَا زَالَ دَرْءٌ مِنْ حَنِيفَةَ يُتّقَى؛
ومَا زَالَ قَرْمٌ من حَنيفَةَ مُصْعَبُ
لَهُ بَسْطَةٌ لا يَملِكُ النّاسُ رَدَّها،
يَدينُ لَهُ أهْلُ البلادِ وَيُحْجَبُوا
تَرَى للوُفُودِ عَسْكَراً عِنْدَ بَابِهِ،
إذا غابَ مِنهُمْ مَوْكِبٌ جاء موكِبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لم أنس إذ نوديت ما قال مالك
لم أنس إذ نوديت ما قال مالك
رقم القصيدة : 3259
-----------------------------------
لمْ أنْسَ إذْ نُودِيتُ ما قالَ مَالِكٌ،
وَنَحْنُ قِيَامٌ بَينَ أيدي الرّكايِبِ
وَصِيّتَهُ إذْ قالَ: هَلْ أنْتَ مُخبِرٌ
عَنِ النّاسِ ما أمسَوْا به يا ابن غالبِ
فَقُلتُ: نَعمْ! وَالرّاقصَاتِ إلى مِنىً،
لَئِنْ بَلَغَتْ بي مُنتَهَى كلِّ رَاغبِ
وكانَ وَفَاءُ النّاسِ خَيْرُهُمُ لَهُمْ
نَدىً وَيَداً قد أتْرَعَتْ كلَّ جانِبِ
لأشتكِيَنْ شكوى يكونُ اشتِكاؤهَا
لهَا نُجُحاً أوْ عِذْرَةً للمخاطِبِ
شكَوْتُ إليكَ الجهدَ للنّاسِ وَالقِرَى،
وَإنّ الذُّرَى قد عُدنَ مثلَ الغوَارِبِ


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> ورقة .. من ملف القضية
ورقة .. من ملف القضية
رقم القصيدة : 326
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
- أنا مصراوي
- ممكن أعرف مين الأول بيكلمني
- دول مين
- مصر العشه ولا القصر
إف
- مالك ... شايل طاجن خالك
- أنا ما اقصدش اهانتك طبعا
- لاما اعرفش
- إيه رأيك في قضية مصر
هى وسوريا وليبيا ولازم ييجي النصر
- ييجي منين وازاى ولمين
- أنا من حقي
- أنا بتكلم بيني وبينك
- إذا كانش يسبب لك ضيق
- مين مسئول ؟
- ع إللي جرى لنا ف غزه وسينا
فض دمغك من دي قضيه شعبنا جاهل
مهما تقول له
مش حيآمن بالشيوعية
- ما الشيوعية فى فيتنام
إيه رأيك فيهم يا همام
لكن إحنا .. ورانا عيال
- طب ما نحارب لجل عيالنا
يطلعوا أسعد من أجيالنا
وحتتعبني معاك ع الفاضي
وأنا بحبحت معاك بكفايه
إبقي اتفلسف عند القاضي
- هى قضيه ؟
أمال فاهم إيه آمال هى الدولة دى لعب عيال
- ممكن أعرف أنا هنا ليه
أمال إيه
يوم خمسه وعشرين الماضي
إيه مشاك عند التحرير
- تحرير إيه يا جناب القاضي
- بكره تصير
- أنا غلباوي كده من صغري
آخر غلبه وقله ذوق يحصل إيه لو تمشي ف حالك
فاكر نفسك مين
ما تفوق
- لو راح افوق
مش من مصلحتك
إيه رأيك فى حكايه الطلبه
- حاجه عظيمه بشرة خير
- وانت لسانك ينفع سير
- كتر خيرك
مين وداك بقي عند الطلبه رايح ضمن المندسين
- رحت أناقشهم واسمع منهم
دول عايزين الدنيا تولع علشان أصلا
مش فاهمين
هى الحرب يا عالم لعبه
دى بتتكلف بالملايين
- امال ح ادفع من جيب مين
إنت حمار وخدوك فى مشمك رحت هناك زى الباقيين
عاملين لجنه
وقال وطنيه
مش ممكن دول وطنيين
وجماعة أنصار الثورة
وفلسطين وهباب الطين
ما نخلينا يا سيدي في حالنا
مالنا ومال الفدائين
هو إحنا اللي نهبنا بلدهم
دول عالم صيع فاقدين
قتلوا الراجل عند الشيراتون
وإحنا إللي طلعنا القاتلين
- وصفي التل دا كلب وخاين
واحد صاحبي مراته مرافقه
وهو مرافق
ييجي عشرين
أمريكا بتزعل وبتحرن
هو إحنا يا عالم ناقصين
مش نستعبر
م إللي جرالنا
ونعيش بقي زى العايشين
دي عيال عملا للشيوعيه
وإحنا عدو الشيوعيين
- ورق دمك بس يا بيه
مين مساعدكو بقالكو سنين
علشان أصلا مش فاهمين
إحنا حيلتنا منين نديهم
ونسددهم بالملايين
- مبدا مين وزكايب مين
هي دى عالم تعرف مبدا
دولا باقول لك
ناس مجانين
اخترعولنا السد العالي
علشان نبقي اشتراكيين
إشتراكيه هناك ف بلدهم
وإحنا ف دارنا
نعيش حرين
عايزين الفلاح الجاهل
يتساوى بالمحترامين
وكمان قال
تحديد ملكيه
أبو ألفين
يدوه خمسين
شغل ملاحده وعالم كفره
ومخالفين أحكام الدين
والعمال رخرين اسم الله
فاهمين روحهم
بني آدمين
ناس عايزين الحرق بولعه
دا كله من الشيوعيين
نشروا لنا الأفكار السوده
أولاد الكلب الملاعين
مين وداك بقي عند الطلبه
انطق قول
اتكلم مين
- هما إيه مطالبهم ؟
- لأمش قصدى
بس أنا باسأل
كانوا طالبين كراريس ومساطر
ولا مطالب ميه الميه
كل الشعب مآمن بيها
مين مجنون بقي
حيمشيها
عايزين يدوا الرتش سلاح
عشان تحصل فيها مجازر
أنا لو أشوف حلوف فلاح
شايل شومه
لازم اهاجر
- لازم بينه وبينك دم
هس اتلم
ثم نحارب ليه
وبايه
بسلاح ما يموتش بعوضه
- ورق دمك بس يا بيه
الحرب ضروره ومفروضه
واهو نفس سلاحنا المظلوم
في فيتنام دابح أمريكا
- بطلوا بقي كدب وبولوتيكا
طب ما الهند بنفس سلاحنا
فى باكستان
بعزقت الغرب
وحتما يعني نخش الحرب
طيب
حاضر
فين المخبر
حتغير رأيك
بالضرب
-


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك بنفسي حين بعد حشاشة
إليك بنفسي حين بعد حشاشة
رقم القصيدة : 3260
-----------------------------------
إلَيْكَ بَنَفْسي، حين بَعْدَ حُشاشَةٍ،
رِكابَ طَرِيدٍ لا يَزَالُ عَلى نَحْبِ
طَوَاهُنّ مَا بَينَ الجِوَاءِ وَدُومَةٍ،
وَرُكْبَانُهَا، طَيَّ البُرُودِ من العَصْبِ
على شَدَنِيّاتٍ، كَأنّ رُؤوسَهَا
فؤوسٌ إذا رَاحَتْ رَوَاجفُ في نُصْبِ
إذا هي بالرَّكْبِ العِجَالِ تَرَدّفَتْ
نَحايِزَ ضَحّاكِ المَطالعِ في النَّقْبِ
خَبَطْنَ نِعَالَ الجِلْدِ، حتى كأنّها
شَرَاذيمُ في الأرْساغِ من خِرَق العُطبِ
إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذُّرَى بِرِحَالِهَا،
وَكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وَفي صُلْبِ
أضَرّ بهَا التّرْحَالُ حتى تَحَوّلَتْ
من الأين سُوداً بَعد عيديّةٍ صُهْبِ
وَغِيدٍ من الإدلاجِ تَحسِبُ أنّهُمْ
سُقوا بِنتَ أحَوالٍ تُدارُ على الشِّرْبِ
تَميلُ بهمْ حِيناً وَحِيناً تُقِيمُهُمْ،
وَهُنّ بِنا مِثْلُ القِداحِ من القُضْبِ
حَمَلْنَ مِنَ الحاجاتِ كُلَّ ثَقِيلَةٍ
إلَيْكَ على فَانٍ عَرَائِكُها حُدْبِ
إلى خَيرِ مَأتىً يَطلُبُ الناسُ خَيَرَهُ،
إلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ مُجتَمَعُ الرّكْبِ
إلى بابِ مَنْ لمْ نَأتِ نَطْلُبُ غَيرَهُ
بشَرْقٍ من الأرْضِ الفضَاء وَلا غرْبِ
إلى حَيثُ مَدّ المُلْكُ أطنابَ بَيتِهِ
على ابن أبي الأعياص في المنزِل الرّحبِ
إذا ما رَأتْهُ الأرْضُ ظَلّتْ كَأنّهَا
تزَعزَعُ تَستَحيي الإمامَ من الرّعبِ
دَعِي النّاسَ إلاّ ابنَ الخَليفَةِ، إنّهُ
من النّاسِ إنْ بلّغتِني أرْضَهُ حَسبي
وَلَيْسَ بِلاقٍ مثْلَهُ الدّهْرَ خائِفٌ
أتَاهُ على مَاءٍ يَسِيرُ ولا تُرْبِ
بِحَقّ وَليٍّ بَينَ يُوسُفَ عِيصُهُ
وَبَينَ أبي العاصي وَبَينَ بَني حَرْبِ
يُشَدّ بِهِ الإسْلامُ بَعْدَ وَلِيّهِ
أبِيهِ فَأمْسَى الدِّينُ مُلتَئمَ الشَّعْبِ
قُرُومٌ أبُو العاصي أبُوهُمْ كَأنّهُمْ
إذا لَبِسُوا صِيدُ المُعَبَّدَةِ الجُرْبِ
وَصِيّةَ ثَاني اثْنَينِ بَعْدَ مُحَمّدٍ،
ضِرَابَ كِرَامٍ غَيرَ عُزْلٍ وَلا نُكبِ
عمَدتُ بنَفسي حينَ خِفْتُ محيطَةً
إلَيْكَ وَما لي يا ابن مَرْوَانَ من ذنبِ
إلى المَعْقِلِ المَفْزُوعِ من كُلّ جانبٍ
إلَيْهِ وَللغَيْثِ المَغيثِ مِنَ الجَدْبِ
شَفيتَ من الدّاء العِرَاقَ كما شَفَتْ
يَدُ الله بالفُرْقانِ من مَرَضِ القَلبِ
هُوَ المُصْطَفى بَعد الصّفِيّينِ للهُدى،
وفي العيصِ من أهلِ الخلافةِ والقُرْبِ
بِقَوْمٍ أبو العاصي أبُوهُمْ سيوفُهُمْ
مَعاقلُ إذْ صَارَ القِتالُ إلى الضّرْبِ
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ تَفسَحُ عنْهُمُ
سيُوفُهُمُ ضيقَ المَقامِ من الكَرْبِ
وَتَعْرِفُ بالأبْطالِ وَقْعَ سُيُوفِهِمْ
وَآثارَها مِنْ مُندِباتٍ وَمَن خدْبِ
وَعَاوٍ عَوَى حَتى استْثارَ عُوَاؤهُ
أبَا اثنَينِ في عِرّيسِ مَأسَدَةٍ غُلبِ
أمَا كانَ في قَيْسِ بنِ عَيْلانَ نابحُ
فَيَنْبَحَ عَنهُم غَيرُ مُستَوْلغٍ كَلبِ
وكانَ لهمْ لمّا عَوى الكَلبُ دونهُمْ
جَرِيرٌ عَلَيْهِمْ مثلَ رَاغيَةِ السَّقبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يك جهلا بعد ستين حجة
ألم يك جهلا بعد ستين حجة
رقم القصيدة : 3261
-----------------------------------
ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً
تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا،
وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ
عَلى حِينَ وَلى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،
وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فَإنْ تُؤذِنينا بالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ
بِأوّلِ مَنْ يَنْأى وَمَنْ يَتَجَنّبُ
وكَمْ من حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصْلَهُ
يَكادُ فُؤادي، إثْرَهُ، يَتَلَهّبُ
ألَسنا بمحقوقِينَ أنْ نُجهِدَ السُّرَى،
وَأنْ يُرْقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ
إلى خَيرِ مَنْ تَحْتَ السّماءِ أمانَةً،
وَأوْلاهُ بالحَقّ الذي لا يُكَذَّبُ
تُعارِضُ باللّيْلِ النّجُومَ رِكَابُنا،
وَبالشمسِ حتى تأفلَ الشمسُ تُذأبُ
أُنِيخَتْ وَما تَدْرِي أما في ظُهورِها
مِنَ القَرْحِ أمْ ما في المَناسِمِ أنْقَبُ
حَلَفتُ بأيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها
نَهاراً وَما ضَمّ الصِّفَاحُ وَكَبْكَبُ
لأُمٌّ أتَتْنَا بِالوَلِيدِ خَلِيفَةً،
من الشمسِ، لوْ كانَ ابنُها البدرُ، أنجبُ
وَإنْ شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنْهُمُ
أبٌ لكَ طَلاّبُ التّرَاثِ مَطالِبُ
وَمن عَبدِ شَمسٍ أنتَ سادِسُ ستّةٍ
خَلائِفَ كانوا منِهُمُ العمُّ والأبُ
هُداةً وَمَهْدِيّينَ، عُثمانُ منِهُمُ،
وَمَرْوَانُ وَابنُ الأبْطَحَينِ المُطَيَّبُ
أبُوكَ الذي كانتْ لُؤيُّ بن غالِبٍ
لَهُ من نَوَاصِيها الصّرِيحُ المُهذَّبُ
تَصَعّدَ جَدٌّ بالوَليدِ إلى التي
أرَى كُلَّ جَدٍّ دُونَهَا يَتَصَوّبُ
أرَى الثّقَلَينِ الجِنَّ والإنْسَ أصْبَحا
يَمُدّانِ أعْنَاقاً إلَيْكَ تَقَرَّبُ
وَمَا مِنْهُما إلاّ يُرَجّي كَرَامَةً
بكَفّيكَ أوْ يَخَشَى العِقابَ فيَهرُبُ
وَمَا دُونَ كَفيْكَ انْتِهَاءٌ لِرَاغِبٍ
وَلا لمُنَاهُ مِنْ وَرَائِكَ مَذْهَبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت نوار قد جعلت تجنى
رأيت نوار قد جعلت تجنى
رقم القصيدة : 3262
-----------------------------------
رَأيْتُ نَوَارَ قَدْ جَعَلَتْ تَجَنّى،
وَتُكْثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتَابَا
وَأحْدَثُ عَهْدِ وُدّكَ بِالْغَوَاني
إذا مَا رَأسُ طَالِبِهِنّ شَابَا
فَلا أسْطِيعُ رَدَّ الشّيْبِ عَنّي،
وَلا أرْجُو مع الكِبَرِ الشّبَابَا
فَلَيْتَ الشّيْبَ يَوْمَ غَدَا عَلَيْنَا
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ كَانَ غَابَا
فَكَانَ أحَبَّ مُنْتَظَرٍ إلَيْنَا،
وَأبْغَضَ غَائِبٍ يُرْجَى إيَابَا
فَلَمْ أرَ كَالشّبَابِ مَتَاعَ دُنْيَا؛
وَلمْ أرَ مِثْلَ كِسْوَتِهِ ثِيَابَا
وَلَوْ أنّ الشّبَابَ يُذَابُ يَوْماً
بِهِ حَجَرٌ مِنَ الجَبَلَينِ، ذَابَا
فَإني يَا نَوارَ أبَى بَلائي
وَقَوْمي في المَقَامَةِ أنْ أُعَابَا
هُمُ رَفَعُوا يَدَيّ فَلَمْ تَنَلْني
مُفَاضَلَةً يَدَانِ، وَلا سِبَابَا
ضَبَرْتُ مِنَ المِئينَ وَجَرّبَتْني
مَعَدٌّ أُحْرِزُ القُحَمَ الرِّغَابَا
بِمُطّلِعِ الرّهَانِ، إذا تَرَاخَى
لَهُ أمَدٌ، ألَحّ بِهِ وَثَابَا
أمِيرَ المُؤمِنينَ، وَقَدْ بَلَوْنَا
أُمُورَكَ كُلَّهَا رُشْداً صَوَابَا
تَعَلّمْ إنّمَا الحَجّاجُ سَيْفٌ،
تَجُذّ بِهِ الجَمَاجِمَ وَالرّقَابَا
هُوَ السّيْفُ الذي نَصَرَ ابنَ أرْوَى
بِهِ مَرْوَانُ عُثْمَانَ المُصَابَا
إذا ذَكَرَتْ عُيُونُهُمُ ابنَ أرْوَى
وَيَوْمَ الدّارِ أسْهَلَتِ انْسِكَابَا
عَشِيّةَ يَدْخُلُونَ بِغَيرِ إذْنٍ
على مُتَوَكِّلٍ وَفّى، وَطَابَا
خَلِيلِ مُحَمّدٍ وَإمَامِ حَقٍّ،
وَرَابعِ خَيرِ مَنْ وَطِىءَ التَرَابَا
فَلَيْسَ بِزَايِلٍ للحَرْبِ مِنهُمْ
شِهَابٌ، يُطْفِئُونَ بِهِ شِهَابَا
بِهِ تُبْنى مَكَارِمُهُمْ، وَتُمرَى
إذا مَا كانَ دِرّتُها اعْتِصَابَا
وَخَاضِبِ لحيَةٍ غَدَرَتْ وَخَانَتْ،
جَعَلْتَ لِشَيْبِهَا دَمَهُ خِضَابَا
وَمُلْحَمَةٍ شَهِدْتَ لَيَوْمِ بأسٍ،
تَزِيدُ المَرْءَ للأجَلِ اقْتِرَابا
تَرَى القَلَعِيَّ وَالمَاذِيَّ فِيهَا
على الأبْطالِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
شَدخْتَ رُؤوسَ فِتيَتها فداخَتْ،
وَأبْصَرَ مَنْ تَرَبّصَهَا فَتَابَا
رَأيْتُكَ حِينَ تَعْتَرِكُ المَنَايَا،
إذا المَرْعُوبُ للغَمَرَاتِ هَابَا
وَأذْلَقَهُ النّفَاقُ، وَكَادَ مِنْهُ
وَجيبُ القَلبِ يَنْتَزِعُ الحِجَابَا
تَهونُ عَلَيكَ نَفسُكَ وَهوَ أدْنى
لِنَفْسِكَ، عِندَ خالِقِها، ثَوَابَا
فمَنْ يمنُنْ علَيكَ النّصرَ يكذِبْ،
سِوى الله الذي رَفَعَ السّحَابَا
تَفَرّدَ بِالبَلاءِ عَلَيْكَ رَبٌّ،
إذَا نَاداهُ مُخْتَشِعٌ أجَابَا
وَلَوْ أنّ الذي كَشّفْتَ عَنْهُمْ
مِنَ الفِتَنِ البَلِيّةَ وَالعَذَابَا
جَزَوْكَ بها نُفُوسَهُمُ وَزَادُوا
لَكَ الأمْوَالَ، ما بَلَغُوا الثّوَابَا
فَإني وَالّذِي نَحَرَتْ قُرَيْشٌ
لَهُ بمِنىً، وَأضْمَرَتِ الرّكَابَا
إلَيْه مُلَبَّدِينَ، وَهُنّ خُوصٌ،
لِيَسْتَلِمُوا الأوَاسِيَ وَالحِجَابَا
لَقدْ أصْبَحَتُ منكَ عَليّ فَضْلٌ،
كَفَضْلِ الغَيْثِ يَنفَعُ مَن أصَابَا
وَلَوْ أني بِصينِ اسْتَانَ أهْلي،
وَقَدْ أغلَقْتُ من هَجْرَينِ بَابَا
عَليّ رَأيْتُ، يا ابنَ أبي عَقيِلٍ،
وَرَائي مِنْكَ أظْفَاراً وَنَابَا
فَعفْوُكَ، يا ابن يوسفَ، خيرُ عفوٍ،
وَأنْتَ أشدُّ مُنْتَقِمٍ عِقَابَا
رَأيْتُ النّاسَ قَدْ خافُوكَ حَتى
خَشُوا بيديكَ، أوْ فرَقوا، الحِسابَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
رقم القصيدة : 3263
-----------------------------------
تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا،
وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ
تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا
مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ
فقُلتُ لها: الحاجاتُ يَطرَحْنَ بالفَتى،
وَهَمٌّ تَعَنّاني، مُعَنىًّ رَكَايِبُهْ
وَما زُرْتُ سَلمى أنْ تَكونَ حَبيبَةً
إليّ، وَلا دَيْنٍ بِهَا أنَا طالِبُهْ
فكائِنْ تَخَطّتْ منْ فَساطيطِ عاملٍ
إلَيْكَ وَمِنْ خَرْقٍ تعاوَى ثَعالبُهْ
يَظَلّ القَطَا من حَيثُ ماتَتْ رِياحُهُ
يُعارِضُني تَخشَى الهلاكَ قَوَارِبُهْ
وَمَاءٍ كَأنّ الغِسْلَ خِيضَ صَبِيبُهُ
على لَوْنِهِ والطّعمُ يَعِبِسُ شارِبُهْ
وَرَدْتُ وَجَوْزُ اللّيلِ حَيرَانُ ساكِنٌ
عَلَيهِ، وَقد كادَتْ تميلُ كَوَاكِبُهْ
قَطَعْتُ لألْحيهِنَّ أعْضادَ حَوْضِهِ،
وَنَشَّ نَدى الدّلْوِ المُحيلِ جوَانبُهْ
ثَنَتْ رُكَبَ الأيْدي كَأنّ رَشِيفَها
تَرَشُّفُ مَمْطُورٍ وَقِيعاً يُناهِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كتبت وعجلت البرادة إنني
كتبت وعجلت البرادة إنني
رقم القصيدة : 3264
-----------------------------------
كَتَبْتُ وَعَجّلْتُ البِرَادَةَ، إنّني
إذا حَاجَةٌ طالَبْتُ عَجّتْ رِكابُهَا
وَلي ببلادِ الهِنْدِ، عِنْدَ أمِيرِهَا،
حَوَائِجُ جَمّاتٌ، وَعِنْدي ثَوَابُها
فَمِنْ تِلكَ: أنّ العامرِيّةَ ضَمّها
وَبَيتي نَوَارَ، طابَ مِنها اقتِرَابُها
أتَتْني تَهَادَى بَعْدَمَا مَالَتِ الطُّلى،
وَعندي رَداحُ الجَوفِ فيها شرَابُها
فَقُلْتُ لها: إيهِ اطْلُبي كُلَّ حَاجَةٍ
لَدَيّ، وَخَفّتْ حَاجَةٌ وَطِلابُها
فَقالَتْ: سِوَى ابني لا أُطالِبُ غَيرَهُ،
وَقَدْ بِكَ عاذَتْ كَلْثَمٌ وَغِلابُها
تَمِيمَ بن زَيْدٍ! لا تَهونَنّ حَاجَتي
لَدَيْكَ، ولا يَعيَا عَليّ جَوَابُها
وَلا تَقْلِبَنْ ظَهْراً لِبطْنٍ صَحيفَتي،
فشاهِدُ هَاجِيهَا عَلَيْكَ كِتَابُها
وَهَبْ لي خُنَيْساً وَاتّخِذْ فِيهِ مِنّةً
لِحَوْبَةِ أمٍّ مَا يَسُوغُ شَرَابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبى الصبر أني لا أرى البدر طالعا
أبى الصبر أني لا أرى البدر طالعا
رقم القصيدة : 3265
-----------------------------------
أبَى الصّبْرَ أني لا أرى البدرَ طَالِعاً؛
ولا الشّمسَ إلاّ ذكّرَاني بغالِبِ
شَبيهَينِ كانَا بابنِ لَيلى، وَمَنْ يكُنْ
شَبيهَ ابنِ لَيلى يَمحُ ضَوْءَ الكوَاكبِ
فَتىً كانَ أهلُ المُلكِ لا يَحجبونَهُ،
إذا فَادَ يَوْماً بَينَ بَابٍ وَحَاجِبِ
كَأنّ تَميماً لمْ تُصِبْهَا مُصِيبَةٌ،
ولا حَدَثَانٌ، قَبلَ يَوْمِ ابن غالِبِ
وَلَوْ شَعَرَ الأجْبَالُ دَمْخٌ وَيَذْبُلٌ
لمَالا بِأعْرَافِ الذُّرَى وَالمَناكِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك من الصمان والرمل أقبلت
إليك من الصمان والرمل أقبلت
رقم القصيدة : 3266
-----------------------------------
إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ وَالرّملِ أقبَلَتْ
تَخبّ وَتَخدي من بَعيدٍ سَباسبُهْ
وَكائِنْ وَصَلْنَا لَيْلَةً بِنَهَارِهَا
إلَيْكَ كِلا عَصْرَيْهِمَا أنا دائبُهْ
لِنَلْقَاكَ، وَااللاّقِيكَ يَعْلمُ أنّهُ
إلى خَيرِ أهل الأرْض تُحدى ركائبُهْ
أقُولُ لهَا إذا هرّتِ الأرْضُ وَاشتكتْ
حِجارَةَ صَوّان تَذُوبُ صَيَاهِبُهْ
فَإنّ هِشَاماً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً
تَكوني كمَنْ بالغيثِ يُنصرُ جانبُهْ
لِتَأتي خَيرَ النّاسِ وَالمَلِكَ الّذِي
لَهُ كُلُّ ضَوْءٍ تَضْمَحِلُّ كوَاكبُهْ
ترَى الوَحشَ تستحييه وَالأرْضَ إذا غدا
لَهُ مُشرِقاً شَرْقِيّهُ وَمَغَارِبُهْ
فُرَاتُ هِشَامٍ، وَالوَليدُ يَمُدّهُ
لآلِ أبي العاصي، فُرَاتٌ يُغالبُهْ
عَلَيْكَ كِلا مَوْجَيْهِما لكَ يَلتقي
عُبابُهُما في مُزْبِدٍ لَكَ ثائِبُهْ
إذا اجتَمَعَا في رَاحَتَيكَ، كِلاهُما،
دُوَينَ كُبَيْداتِ السّمَاءِ غَوَارِبُهْ
وَمن أينَ أخشى الفقرَ بَعد الذي التَقى
بكَفّيكَ من مَرُوفِ ماأنا طالِبُهْ
فَإنّ ذَنُوباً مِنْ سِجَالِكَ مالىءٌ
حِياضي، فَأفْرِغْ لي ذَنُوباً أُنَاهِبْهْ
أنَاهِبُهُ الأدْنَينَ وَالأبْعَدَ الّذِي
أتاكَ بهِ من أبْعَدِ الأرْضِ جَالِبُهْ
وَما مِنْهُمَا إلاّ يَرَى أنّ حَقّهُ
عَلَيْكَ لَهُ يا ابنَ الخَلايفِ وَاجبُهْ
أبى الله إلاّ نَصْرَكُمْ بِجُنُودِهِ،
وَلَيْسَ بمَغلُوبٍ مِنَ الله صَاحِبُهْ
وكائِنْ إلَيكُمْ قادَ مِنْ رَأسِ فتنَةٍ
جُنُوداً، وَأمْثَالُ الجِبَالِ كَتائِبُهْ
فَمِنْهُنّ أيّامٌ بِصِفّينَ قَدْ مَضَتْ،
وَبالمَرْجِ وَالضّحَاكُ تَجرِي مَقانبُهْ
سَمَا لهُما مَرْوَانُ حَتى أرَاهُمَا
حِيَاضَ مَنايَا المَوْتِ حُمراً مشارِبُهْ
فما قَامَ بَعدَ الدّارِ قَوّادُ فِتْنَةٍ
لِيُشْعَلَهَا، إلاّ وَمَرْوَانُ ضَارِبُهْ
أبَى الله إلاّ أنّ مُلْكَكُمُ الّذِي
بِهِ ثَبَتَ الدِّينُ الشّديدُ نَصَائبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سقى الله قبرا يا سعيد تضمنت
سقى الله قبرا يا سعيد تضمنت
رقم القصيدة : 3267
-----------------------------------
سَقَى الله قَبراً يا سَعيدُ تَضَمّنَتْ
نَوَاحِيهِ أكْفَاناً عَلَيْكَ ثِيَابُهَا
وَحْفْرَةَ بَيْتٍ أنْتَ فِيهَا مُوَسَّدٌ،
وَقَدْ سُدّ منْ دُونِ العَوَائدِ بابُها
لَقَدْ ضَمِنَتْ أرْضٌ بإصْطَخرَ ميّتاً
كَرِيماً إذَا الأنْوَاءُ خَفّ سَحَابُها
شَديداً على الأدنَينَ منك إذا احتَوَى
عَلَيْكَ من الُّترْبِ الهَيامِ حِجابُها
لِتَبْكِ سَعيداً مُرْضِعٌ أُمُّ خَمْسَةٍ
يَتامى، وَمنْ صِرْفِ القَرَاحِ شَرَابُها
إذا ذَكَرَتْ عَيْني سَعيداً تحَدّرَتْ
على عَبَرَاتٍ يَسْتَهِلُّ انْسِكابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يثمر أولاد المخاض ابن ديسق
يثمر أولاد المخاض ابن ديسق
رقم القصيدة : 3268
-----------------------------------
يُثَمِّرُ أوْلادَ المَخاضِ ابنُ دَيْسَقٍ،
وَيَقرِي الضبِّابَ الضيّفَ قُفعاً رَوَاجبُهْ
وَقَالَ: تَعَلّمْ إنّهَا صَفَرِيّةٌ
مِكانٌ، نمَى فيها الدَّبَا وَجَنادِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عضت سيوف تميم حين أغضبها
عضت سيوف تميم حين أغضبها
رقم القصيدة : 3269
-----------------------------------
عَضّتْ سُيُوفُ تَميمٍ حِينَ أغضَبَها
رَأسَ ابنِ عَجلى فأضْحى رَأسُه شَذَبا
كانَتْ سُلَيْمٌ بِهِ رَأساً فَقَدْ عَثرَتْ
بِهَا الجُدُودُ وَصَارَتْ بَعْدَهُ ذَنَبَا


شعراء مصر والسودان >> أحمد فؤاد نجم >> حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة
حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة
رقم القصيدة : 327
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كشف الرافضين
ببطارية ماركه - نانسين -
يهوديه عربيه
سته مشاغبين
وستميه سته وستين
واتنين صنايعيه
سبعة مداقرين
وسبعميه سبعه وسبعين
غاويين شيوعيه
ألف وستين
وربعميه
منهم عشرين
وتلاته وطنيه
أما الباقيين
فألف ميه وتمانين
طلاب وشضليه
تسعه وتمانين
من إللي راحوا تشرين
تحت المعديه
يبقي موافقين
حسب انضباط القوانين
والحسبه شرعيه
تسعه وتسعين وتسعميه وتسعه وتسعين
من ألف في الميه
أجري التدوين
بمبني بندر قافشين
وبلجنه مدنيه
طرطور الدين
رئيس نيابة هابشين
وشكوكو عدويه
وحسين حابسين ضابط مباحث عابدين
والست سريه
لجنة
عشرين
شبرا ومغاغة
وقلين
أسوان دقهلية


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ودافع عنها عسقل وابن عسقل
ودافع عنها عسقل وابن عسقل
رقم القصيدة : 3270
-----------------------------------
وَدافَعَ عَنْهَا عَسْقَلٌ وَابنُ عَسقَلٍ
بأعناقِ صُهْبٍ ذَبّبَتْ كلَّ خاطِبِ
إذا اسْتَشْفَعُوا في أيّمٍ شَفَعتْ لهمْ
ذُرَاهَا وَضَرّاتٌ عِظَامُ المَحالِبِ
رُقَيْعِيّةٌ خُورٌ كَأنّ مَخَاضَهَا
عِظَامُ قُرُومٍ أوْ جِبَالٍ رَوَاسِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى جرير دارما بكليبه
تمنى جرير دارما بكليبه
رقم القصيدة : 3271
-----------------------------------
تَمَنّى جَرِيرٌ دَارِماً بِكُلَيْبِهِ؛
وَهَيهاتَ من شَمسِ النهارِ الكَواكبُ
وَلَيْسَتْ كُلَيْبٌ كائِنينَ كَدارِمٍ،
وَوَدّ جَرِيرٌ لَوْ عَطِيّةُ غَالِبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله
أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله
رقم القصيدة : 3272
-----------------------------------
أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِ،
وَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ
أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاً،
وَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا دفاعك يوم العقر ضاحية
لولا دفاعك يوم العقر ضاحية
رقم القصيدة : 3273
-----------------------------------
لَوْلا دِفاعُكَ يَوْمَ العَقْرِ، ضَاحيَةً،
عَنِ العرَاقِ، وَنارُ الحَرْبِ تَلتَهِبُ
لَوْلا دِفَاعُكَ عَنْهُمْ عَارِضاً لَجِباً
لأصْبَحوا عن جديد الأرْض قد ذهبوا
لمّا التَقَوْا وَخيول الشامِ فَاجْتَلَدُوا
بِالمَشْرَقِيّةِ فِيها المَوْتُ وَالحَرَبُ
خَلّوْا يَزِيدَ فَتى الأزْدَينِ مُنجَدِلاً
بالعَقْرِ مِنهُمْ وَمن سَاداتهمْ عُصَبُ
حامَى عَليهِ شِنانٌ في كَتيبَتِهِ،
وأسْلَمَتْهُ هُنَاكَ الحُثُّ والنَّدَبُ
فما الشّجاعَةُ إلاّ دونَ نَجْدَتِهِ،
وَلا المَوَاهِبُ إلاّ دُونَ ما يَهَبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لأثماد بن خنسا وماؤه
لعمري لأثماد بن خنسا وماؤه
رقم القصيدة : 3274
-----------------------------------
لَعَمْرِي لأثْمَادُ بنُ خَنسَا وَماؤهُ
مُسَلِّحَةُ الأنْثَى الخَبيثُ تُرَابُها
أخَفُّ على الشّيخِ العِبادي مَؤونَةً،
وَأهْوَنُ من حَرْبي إذا صَرّ نابُها
أفي أُورَةٍ عَالَجْتُهَا وَحَفَرْتُهَا،
تَمِيمٌ حَوَالَيْهَا، وَعندي كِتابُها
لَنا مَنْبِتُ الضَّمْرَانِ يا آلَ مَالِكٍ،
وَعَرْفَجُ سُلْمِيٍّ لَنَا، وَصِعَابُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقوم أبوهم غالب جل مالهم
وقوم أبوهم غالب جل مالهم
رقم القصيدة : 3275
-----------------------------------
وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ جُلُّ مَالِهِمْ
مَحامِدُ أغْلاهَا منَ المَجْدِ غالِبُ
بَنُو كُلّ فَيّاضِ اليَدَينِ إذا شَتَا
وَأكْدَتْ بأيمَانِ الرّجَالِ المَطالِبُ
وَما زَالَ مِنهُمْ مُشترِي الحمد باللُّهى،
وَجارٌ لمَنْ أعيَتْ عَلَيْهِ المَذَاهبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني إلى قطب الرحا إن لقيته
ألكني إلى قطب الرحا إن لقيته
رقم القصيدة : 3276
-----------------------------------
ألِكْني إلى قُطِب الرَّحا إنْ لَقيتَهُ،
وعقُطْبُ الرَّحا نائي العَشيرَةِ أجنَبُ
فَهَلْ أنْتَ سَاعٍ في سُوَاءةَ لامرِىءٍ
أرَتْهُ بِعَيْنَيْهَا المَنِيّةَ زَيْنَبُ
سَوَائِيَةٌ لمْ تَرْمِ عَنْ حَفَضٍ لهَا
غُرَاباً وَلمْ تَبكُرْ على الحيّ تَصْحَبُ
إذا اكتَفَلَتْ بِالعُرْفَتَينِ،. وَدُونَهَا
بَنُو أسَدٍ، لمْ يُدْرَ مِنْ أينَ تُطلبُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولولا أن أمي من عدي
ولولا أن أمي من عدي
رقم القصيدة : 3277
-----------------------------------
وَلَوْلا أنّ أُمّي مِنْ عَدِيٍّ،
وَأنّي كَارِهٌ سُخْطَ الرَّبَابِ
إذاً لأتَى الدّوَاهي مِنْ قَرِيبٍ
بِخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَابِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أروني من يقوم لكم مقامي
أروني من يقوم لكم مقامي
رقم القصيدة : 3278
-----------------------------------
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي
إذا مَا الأمْرُ جَلّ عَنِ العِتابِ
إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا حَثَوْتُمْ
بِأيْديكُمْ عَليّ مِنَ التّرَابِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول كليب حين مثت سبالها
تقول كليب حين مثت سبالها
رقم القصيدة : 3279
-----------------------------------
تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا
وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ
إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ
ألَسْتَ إذا القَعْسَاءُ أنْسَلَ ظَهرَها
إلى آلِ بِسْطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِبِ
لَقُوا ابْنَيْ جِعَالٍ وَالجِحاشُ كأنّها
لَهُمْ ثُكَنٌ وَالقَوْمُ مِيلُ العَصَائبِ
فَقالا لَهُمْ: ما بالكُمْ في بِرَادِكُمْ،
أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَوْلَ رَيّانَ لاعبِ
فَقالُوا: سَمِعنا أنّ حَدرَاءَ زُوّجَتْ
على مائَةٍ شُمِّ الذُّرَى وَالغوَارِبِ
وَفِينَا مِنَ المِعْزَى تِلادٌ كَأنّهَا
ظَفَارِيّةُ الجَزْعِ الّذي في التّرَائِبِ
بِهِنّ نَكَحْنَا غَالِيَاتِ نِسَائِنَا،
وَكُلُّ دَمٍ مِنّا عَلَيْهِنّ وَاجِبِ
فَقالا: ارْجِعُوا إنّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ
يَدَيْ كُلّ سَامٍ منْ رَبيعَةَ شاغِبِ
فَإلاّ تَعُودوا لا تَجيئُوا وَمِنْكُمُ
لَهُ مِسْمَعٌ غَيرُ القُرُوحِ الجَوَالِبِ
فَلَوْ كنتَ من أكفاءِ حَدرَاءَ لمْ تَلُمْ
على دارِميٍّ بَينَ لَيْلى وَغَالِبِ
فَنَلْ مِثْلَها مِنْ مِثْلِهِمْ ثُمّ لمُهمُ
بما لَكَ مِنْ مالٍ مُرَاحٍ وَعازِبِ
وَإني لأخشَى إنْ خَطَبْتَ إلَيْهِمُ
عَلَيكَ الذي لاقَى يَسارُ الكوَاعِبِ
وَلَوْ قَبِلُوا مِنّي عَطِيّةَ سُقْتُهُ
إلى آلِ زِيقٍ مِنْ وَصِيفٍ مُقارِبِ
هُمُ زَوّجوا قَبلي ضِرَاراً وَأنْكَحُوا
لَقيطاً وَهُمْ أكْفَاؤنَا في المَنَاسِبِ
ولَوْ تُنكِحُ الشّمْسُ النّجومَ بناتِها
إذاً لَنَكَحْناهُنّ قَبْلَ الكَوَاكِبِ
وَمَا استَعْهَدَ الأقوامُ من زَوْجِ حرّةٍ
من النّاسِ إلاّ مِنكَ أوْ من مُحارِبِ
لَعَلّكَ في حَدرَاءَ لُمتَ على الذي
تَخَيّرَتِ المِعْزَى عَلى كُلّ حالِبِ
عَطِيّةَ أوْ ذي بُرْدَتَينِ كَأنّهُ
عَطِيّةُ زَوْجٍ لِلأتَانِ وَرَاكِبِ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> بعض احوال
بعض احوال
رقم القصيدة : 328
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا مقدر أكون .. اني حبيب في بعض أحوال
أنا كلي أجي .. و الا أروح بعزتي .. كلي
تخيرت الفراق و مادريت إن الفراق وصال
أقول اني نسيتك بس مدري كيف تاصل لي
خذاني لك سؤال في عيونك و الجواب محال
خذاني منك دمع في عيوني مارضى ذلي
رحلت انت و تركت بداخلي طيفك و صبر طال
غدت ذكراك شمس ما تغيب و صورتك ظلي
حكيت و مالقيت من الحكي الا الندم موّال
سكت و مت بالحسره و لا ادري و شهو احسن لي
أحبك كل مافيني يحبك يا خلي البال
تخيلتك دواي و صرت جرحي الصعب يا خلّي
تعبت أرحل مع وجيه البشر بانساك بالترحال
و لا ادري وش يجيبك في وجيه الناس و اهلّي


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبادر شوالا بظبية إنني
أبادر شوالا بظبية إنني
رقم القصيدة : 3280
-----------------------------------
أُبَادِرُ شَوّالاً بِظَبْيَةَ، إنّني
أتَتْني بها الأهْوَاءُ من كُلّ جانِبِ
بمَالِئَةِ الحِجّلَيْنِ، لَوْ أنّ مَيّتاً،
وإن كانَ في الأكفانِ تحتَ النّصَائِبِ
دَعَتْهُ لألْقَى التُّرْبَ عَنْهُ انتِفاضُهُ
ولَوْ كانَ تحتَ الرّاسِياتِ الرّوَاسِبِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وما أحد إذا الأقوام عدوا
وما أحد إذا الأقوام عدوا
رقم القصيدة : 3281
-----------------------------------
وَمَا أحَدٌ إذا الأقْوَامُ عَدّوا
عُرُوقَ الأكْرَمينَ إلى التّرَابِ
يِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا
عَليِهمْ في القَديمِ وَلا غِضَابِ
وَلَوْ رَفَعَ السّحَابُ إلَيْهِ قَوْماً،
عَلَوْنَا في السّمَاءِ إلى السّحَابِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن العاصمين بني تميم
أنا ابن العاصمين بني تميم
رقم القصيدة : 3282
-----------------------------------
أنَا ابنُ العَاصِمِينَ بَني تَمِيمٍ،
إذا مَا أعْظَمُ الحَدَثَانِ نَابَا
نَمَا في كُلّ أصْيَدَ دارِمِيٍّ
أغَرَّ تَرَى لِقُبّتِهِ حِجَابَا
مُلُوكٌ يَبْتَنُونَ تَوَارَثُوهَا
سُرَادِقَهَا المَقَاوِلُ وَالقِبَابَا
مِنَ المُسْتَأذَنِينَ تَرَى مَعَدّاً
خُشُوعاً خَاضِعِينَ لَهُ الرّقَابَا
شُيُوخٌ مِنْهُمُ عُدُسُ بنُ زَيْدٍ
وَسُفْيَانُ الّذي وَرَدَ الكُلابَا
يَقُودُ الخَيْلَ تَرْكَبُ من وَجاها
نَوَاصِيَهَا وَتَغْتَصبُ الرّكَابَا
تَفَرّعَ في ذُرَى عَوْفِ بنِ كَعْبٍ
وَتَأبَى دارِمٌ لي أنْ أُعَابَا
وَضَمْرَةُ وَالمُجَبِّرُ كَانَ مِنْهُمْ
وَذو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابَا
يَرُدّونَ الحُلُومَ إلى جِبَالٍ،
وَإنْ شاغَبْتَهُمْ وَجَدوا شِغابَا
أُولاكَ وعيْرِ أُمّكَ لَوْ تَرَاهُمْ
بعَيْنِكَ ما استطَعتَ لهمْ خطابَا
رَأيْتَ مَهابَةً وَأُسُودَ غَابٍ
وَتَاجَ المُلْكِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
بَنُو شَمْسِ النّهارِ وَكُلّ بَدْرٍ
إذا انْجابَتْ دُجُنّتُهُ انْجِيابَا
فَكَيْفَ تُكَلّمُ الظَّرْبَى عَليها
فِرَاءُ اللُّؤمِ أرْبَاباً غِضَابَا
لَنَا قَمَرُ السّمَاءِ عَلى الثّرَيّا،
وَنحَنُ الأكثرُونَ حَصىً وَغَابَا
وَلَسْتَ بِنَائِلٍ قَمرَ الثّرَيّا
وَلا جَبَلي الذي فَرَعَ الهِضَابَا
أتَطْلُبُ يَا حِمَارَ بَني كُلَيْبٍ
بَهانَتِكَ اللّهامِيمَ الرِّغَابَا
وَتَعْدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيْبٍ،
وَتَعْدِلُ بالمُفَقِّئَةِ السِّبَابَا
فَقْبّحَ شَرُّ حَيّيْنَا قَدِيماً،
وَأصْغَرُهُ إذا اغتَرَفُوا ذِنَابَا
وَلمْ تَرِثِ الفَوَارِسَ مِنْ عُبَيْدٍ
وَلا شَبَثاً وَرِثْتَ وَلا شِهَابَا
وَطاحَ ابنُ المَرَاغَةِ حينَ مَدّتْ
أعِنّتُنَا إلى الحَسَبِ النِّسَابَا
وَأسْلَمَهُمْ وَكانَ كَأُمّ حِلْسٍ
أقَرّتْ بَعْدَ نَزْوَتِها، فَغَابَا
وَلَمّا مُدّ بَينَ بَني كُلَيْبٍ
وَبَيْني غَايةٌ كَرِهُوا النِّصَابَا
رَأوْا أنّا أحَقُّ بِآلِ سَعْدٍ،
وَأنّ لَنَا الحَناظِلَ والرِّبَابَا
وأنّ لَنَا بَني عَمْروٍ عَلَيْهِمْ
لَنَا عَدَدٌ مِنَ الأثَرَيْنِ ثَابَا
ذبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ
كَذَاكَ اللَّيْثَ يَلْتَهِمُ الذُبَابَا
هِزَبْرٌ يَرْفِتُ القَصَرَاتِ رَفْتاً،
أبَى لِعُداتِهِ إلاّ اغْتِصَابَا
مِنَ اللاّئي إذا أُرْهِبْنَ زَجْراً
دَنَوْنَ وَزَادَهُنّ لَهُ اقْتِرَابَا
أتَعْدِلُ حَوْمَتي بِبَني كُلَيْبٍ،
إذا بَحرِي رَأيْتَ لَهُ اضْطِرَابَا
تَرُومُ لِتَرْكَبَ الصُّعَداءَ مِنْهُ،
وَلَوْ لُقْمَانُ سَاوَرَهَا لَهَابَا
أتَتْ مِنْ فَوْقِهِ الغَمَرَاتُ مِنْهُ
بِمَوْجٍ، كادَ يَجتَفِلُ السّحابَا
تَقاصَرَتِ الجِبَالُ لَهُ وَطَمّتْ
بِهِ حَوْمَاتُ آخَرُ قَدْ أنَابَا
بِأيّةِ زَنْمَتَيْكَ تَنَالُ قَوْمي
إذا بَحْرِي رَأيْتَ لَهُ عُبَابَا
تَرَى أمْوَاجَهُ كَجِبَالِ لُبْنى
وطَوْدِ الخَيْفِ إذْ مَلأ الجَنَابَا
إذا جَاشَتْ دُرَاهُ بِجُنْحِ لَيْلٍ
حَسِبْتَ عَلَيْهِ حَرّاتٍ وَلابَا
مُحِيطاً بالجِبَالِ لَهُ ظِلالٌ
مَعَ الجَرْبَاءِ قَدْ بَلغَ الطِّبَابَا
فَإنّكَ مِنْ هِجَاءِ بَني نُمَيرٍ،
كَأهلِ النّارِ إذْ وَجَدوا العَذَابَا
رَجَوْا من حَرّها أنْ يَسْتَرِيحُوا،
وقَدْ كانَ الصّديدُ لَهُمْ شَرَابَا
فَإنْ تَكُ عا... أثْرَتْ وَطابَتْ
فَما أثْرَى أبُوكَ وَمَا أطَابَا
وَلمْ تَرِثِ الفَوَارِسَ مِنْ نُمَيرٍ،
وَلا كَعْباً وَرِثْتَ وَلا كِلابَا
وَلَكِنْ قَدْ وَرِثْتَ بَني كُلَيْبٍ
حَظائرَهَا الخَبيثَةَ وَالزِّرَابَا
وَمَنْ يَختَرْ هَوَازِنَ ثمّ يَخْتَرْ
نُمَيراً يَخْتَرِ الحَسَبَ الُّلبَابَا
وَيُمْسِكْ مِنْ ذُرَاها بالنّوَاصي
وَخَيرِ فَوَارِسٍ عُلِمُوا نِصَابَا
هُمُ ضَرَبُوا الصّنَائَع وَاسْتَباحُوا
بمَذِحجَ يَوْمَ ذي كَلَعٍ ضِرَابَا
وَإنّكَ قَدْ تَرَكْتَ بَني كُلَيْبٍ
لِكُلّ مُناضِلٍ غَرَضاً مُصَابَا
كُلَيْبٌ دِمْنَةٌ خَبُثَتْ وَقَلّتْ
أبَى الآبي بِهَا إلاّ سِبَابَا
وَتَحْسِبُ مِنْ مَلائِمِهَا كُلَيْبٌ
عَلَيْها النّاسَ كُلَّهُمُ غِضَابَا
فَأغْلَقَ مِنْ وَرَاءِ بَني كُلَيْبٍ
عَطِيّةُ مِنْ مَخازِي اللّؤمِ بَابَا
بِثَدْيِ الّلؤمِ أُرْضِعَ للمَخازِي،
وَأوْرَثَكَ المَلائِمَ حِينَ شَابَا
وَهَلْ شَيْءٌ يَكُونُ أذَلَّ بَيْتاً
مِنَ اليَرْبُوعِ يَحْتَفِرُ التّرَابَا
لَقَدْ ترَكَ الهُذَيْلُ لَكُمْ قَديماً
مَخازِيَ لا يَبِتْنَ عَلى إرَابَا
سَمَا برِجَالِ تَغْلِبَ مِنْ بَعيدٍ
يَقُودُونَ المُسَوَّمَةَ العِرَابَا
نَزَائِعَ بَينَ حُلاّبٍ وَقَيْدٍ
تُجَاذِبُهُمْ أعِنّتَهَا جِذَابَا
وَكَانَ إذا أنَاخَ بدارِ قَوْمٍ
أبُو حَسّانَ أوْرَثَهَا خَرَابَا
فَلَمْ يَبْرَحْ بِهَا حَتى احتَوَاهُمْ
وَحَلّ لَهُ التّرَابُ بهَا وَطَابَا
عَوَانيَ في بني جُشَمَ بنِ بَكرٍ،
فَقَسّمَهُن إذْ بَلَغَ الإيَابَا
نِسَاءٌ كُنّ يَوْمَ إرَابَ خَلّتْ
بَعولَتَهُنّ تَبْتَدِرُ الشِّعَابَا
خُوَاقُ حِياضِهِنّ يَسِيلُ سَيْلاً
على الأعقابِ تَحْسِبُهُ خِضَابَا
مَدَدْنَ إلَيْهِمُ بِثُدِيّ آمٍ
وَأيْدٍ قَدْ وَرِثْنَ بِهَا حِلابَا
يُنَاطِحْنَ الأوَاخِرَ مُرْدَفَاتٍ،
وَتَسْمَعُ مِنْ أسَافِلِهَا ضِغابَا
لَبِئْسَ اللاّحِقُونَ غَداةَ تُدعَى
نِسَاءُ الحَيّ تَرْتَدِفُ الرّكَابَا
وَأنْتُمْ تَنْظُرُونَ إلى المَطَايَا
تَشِلُّ بِهِنّ أعْرَاءً سِغَابَا
فَلَوْ كانَتْ رِمَاحُكُمُ طِوالاً
لَغِرْتُمُ حِينَ ألْقَيْنَ الثّيَابَا
يَئِسْنَ مِنَ اللَّحَاقِ بِهنّ مِنكُم
وَقَدْ قَطَعُوا بهِنَّ لوىً حدابَا
فَكَمْ مِنْ خَائِفٍ لي لمْ أضِرْهُ،
وَآخَرَ قَدْ قَذَفْتُ لَهُ شِهَابَا
وَغُرٍّ قَدْ نَسَقْتُ مُشَهَّرَاتٍ،
طَوَالِعَ لا تُطِيقُ لهَا جَوَابَا
بَلَغْنَ الشّمسَ حيثُ تكون شرْقاً،
وَمَسْقطَ قَرْنِها من حَيثُ غَابَا
بِكِلّ ثَنِيّةٍ وَبِكُلّ ثَغْرٍ
غَرَائبُهُنّ تَنْتَسِبُ انْتِسَابَا
وَخالي بِالنَّقَا تَرَكَ ابنَ لَيْلى
أبَا الصَّهْباءِ مُحْتَفِزاً لِهَابَا
كَفَاهُ التَّبْلَ تَبْلَ بَني تَمِيمٍ
وَأجْزرَهُ الثّعَالِبَ وَالذّئَابَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت
أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت
رقم القصيدة : 3283
-----------------------------------
أأنْ أرْعَشَتْ كَفّا أبيكَ وَأصْبَحَتْ
يَداكَ يَدا لَيْثٍ، فإنّكَ جاذِبُهْ
إذا غَلَبَ ابنٌ بالشّبَابِ أباً لَهُ
كَبيراً، فَإنّ الله لا بُدّ غَالِبُهْ
رَأيْتُ تَباشِيرَ العُقُوقِ هِيَ الّتي
من ابنِ امرِىءٍ ما إن يَزالُ يُعاتبُهْ
وَلمّا رَآني قَدْ كَبِرْتُ، وَأنّني
أخو الحَيّ، واستغنى عن المَسحِ شارِبُهْ
أصَاخَ لِغِرْبَانِ النّعِيّ، وَإنّهُ
لأزورُ عَنْ بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن تفركك علجة آل زيد
لئن تفركك علجة آل زيد
رقم القصيدة : 3284
-----------------------------------
لَئِنْ تَفْرَكْكَ عِلجَةُ آلِ زَيْدٍ
وَيُعْوِزْكَ المُرَقَّقُ وَالصِّنابُ
فَقِدْماً كانَ عَيْشُ أبيكَ مُرّاً
يَعِيشُ بما تَعِيشُ بِهِ الكِلابُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لقاض بين حيين أصبحا
إني لقاض بين حيين أصبحا
رقم القصيدة : 3285
-----------------------------------
إني لَقاضٍ بَينَ حَيّينِ أصْبَحَا
مَجالِسَ قَدْ ضَاقَتْ بهَا الحَلَقاتُ
بَنُو مِسْمَعٍ أكْفَاؤهُمْ آلُ دارِمٍ،
وَتَنْكِحُ في أكْفائِها الحَبَطاتُ
وَلا يُدْرِكُ الغاياتِ إلاّ جِيَادُهَا؛
وَلا تَسْتَطيعُ الجِلّةَ البَكَرَاتُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> آل تميم ألا لله أمكم
آل تميم ألا لله أمكم
رقم القصيدة : 3286
-----------------------------------
آلَ تَمِيمٍ ألاَ لله أُمُّكُمُ!
لَقَدْ رُمِيتُمْ بإحدى المُصْمَئِلاّتِ
فاستَشعِرُوا بثِيابِ اللّؤم وَاعتَرِفُوا
إنْ لمْ تَرُوعُوا بَني أفَصَى بغارَاتِ
وَتَقْتُلُوا بِفَتى الفِتْيَانِ قَاتِلَهُ،
أوْ تُقْتَلُونَ جَميعاً غَيرَ أشْتاتِ
لله دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً،
مُهَشَّمَ الوَجْهِ مَكْسُورَ الثَّنِيّاتِ
رَاحُوا بأبْيَضَ مثلِ البَدرِ يَحمِلُهُ
غُتْمُ العُلُوجِ بِأقْيَادٍ مُذِلاّتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حلفت برب مكة والمصلى
حلفت برب مكة والمصلى
رقم القصيدة : 3287
-----------------------------------
حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى،
وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ
لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ
قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ
قَلائِدَ لَيْسَ من ذَهَبٍ وَلكِنْ
مَوَاسِمَ مِنْ جَهَنّمَ مُنْضِجاتِ
فَكَيْفَ تَرَى عَطِيّةَ حينَ يَلقى
عِظاماً هامُهُنّ قُرَاسِيَاتِ
قُرُوماً مِنْ بَني سُفْيَانَ صِيداً
طُوَالاتِ الشّقاشِقِ مُصْعِبَاتِ
تَرَى أعناقَهُنّ، وَهُنّ صِيدٌ،
على أعْنَاقِ قَوْمِكَ سَامِيَاتِ
فَرُمْ بيَدَيْكَ هَلْ تَسطيعُ نَقْلاً
جِبالاً مِنْ تِهَامَةَ رَاسِيَاتِ
وَأبْصِرْ كَيْفَ تَنْبُو بِالأعَادي
مَناكِبُها إذا قُرِعَتْ صَفَاتي
وَإنّكَ وَاجِدٌ دُوني صَعُوداً
جَرَاثِيمَ الأقَارِعِ وَالحُتَاتِ
وَلَسْتَ بِنَائِلٍ بِبَني كُلَيْبٍ
أرُومَتَنَا إلى يَوْمِ المَمَاتِ
وَجَدْتُ لِدَارِمٍ قَوْمي بُيُوتاً
على بُنيَانِ قَوْمِكَ قَاهِرَاتِ
دُعِمْنَ بحاجِبٍ وَابْنَيْ عِقَالٍ،
وَبِالقَعْقَاعِ تَيّارِ الفُراتِ
وَصَعْصَعةَ المُجِيرِ على المَنَايَا،
بِذِمّتِهِ وَفَكّاكِ العُنَاةِ
وَصَاحِبِ صَوْأرٍ وَأبي شُرَيْحٍ،
وَسَلْمَى مِنْ دَعائِمِ ثَابِتَاتِ
بَنَاهَا الأقْرَعُ البَاني المَعَالي،
وَهَوْذَةُ في شَوَامِخَ باذِخَاتِ
لَقِيطٌ مِنْ دعَائِمِهَا، وَمِنْهُم
زُرَارَةُ ذُو النّدى والمَكْرُمَاتِ
وَبالعَمْرَيْنِ وَالضَّمْرَيْنِ نَبْني
دعائِمَ، مَجدَهُنّ مُشَيِّداتِ
دَعائِمُها أُولاك، وَهُمْ بَنَوْها،
فَمَنْ مِثْلُ الدّعائِمِ وَالبُنَاةُ
أُولاكَ لِدارِمٍ وَبَنَاتِ عَوْفٍ
لِخَيْرَاتٍ وَأكْرَمِ أُمّهِاتِ
فَمَا لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيْبٍ،
وَتَنْدُبُ غَيْرَهُمْ بِالمَأثُرَاتِ
وَفَخْرُكَ يا جَرِيرُ وَأنْتَ عَبْدٌ
لِغَيرِ أبيكَ إحْدَى المُنْكَرَاتِ
تَعَنّى يا جَرِيرُ لِغَيرِ شَيْءٍ،
وَقَدْ ذَهَبَ القَصَائِدُ للرّوَاةِ
فَكَيْفَ تَرُدّ ما بِعُمانَ مِنْها،
وَمَا بجِبَالِ مِصْرَ مُشَهَّرَاتِ
غَلَبْتُكَ بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي،
وَبَيْتِ المُحْتَبي وَالخَافِقَاتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أحل هريم يوم بابل بالقنا
أحل هريم يوم بابل بالقنا
رقم القصيدة : 3288
-----------------------------------
أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا
نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ
فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه
مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ
يَكُونُ أمَامَ الخَيْلِ أوّلَ طاعِنٍ،
وَيَضْرِبُ أُخْرَاهَا، إذا هيَ وَلّتِ
عَشِيّةَ لا يَدْرِي يَزيِدُ أيَنْتَحي
على السّيفِ أمْ يُعطي يداً حينَ شَلّتِ؟
وَأصْبَحَ كالشقْرَاءِ تُنحَرُ، إن مَضَتْ،
وَتُضرَبُ سَاقَاها، إذا مَا تَوَلّتِ
لَعَمْرِي! لَقَدْ جَلّى هُرَيمٌ بسَيْفِهِ
وُجُوهاً عَلَتْها غُبْرَةٌ فَتَجَلّتِ
وَقَائِلَةٍ: كَيْفَ القِتَالُ، وَلَوْ رَأتْ
هُرَيْماً لَدَارَتْ عَيْنُها وَاسمَدَرّتِ
وَمَا كَرّ إلاّ كانَ أوّلَ طَاعِنٍ،
وَلا عَايَنَتْهُ الخَيْلُ إلاّ اشمأزّتِ
أتَاكَ ابنُ مَرْوَانٍ يَقُودُ جُنُودَهُ،
ثَمَانِينَ ألْفاً، خَيْلُها قَد أظَلّتِ
فَلَمْ يُغْنِ ما خَندَقْتَ حَوْلكَ نقرَةً
منَ البِيضِ من أغمادِها حينَ سُلّتِ
كأنّ رُؤوس الأزْدِ خُطْبَانُ حَنظلٍ
تَخِرّ عَلى أكْتافِهِمْ حِينَ وَلّتِ
أتَتْكَ جُنُودُ الشّام تَخفِقُ فَوْقَها
لِهَا خِرَقٌ كالطّيْرِ حِينَ اسْتقَلّتِ
تُخَبّرُكَ الكُهّانُ أنّكَ نَاقِضٌ
دِمشق التي كانَتْ إذا الحرْبُ حَرّتِ
صُخورُ الشظا من فرْع ذي الشَّرْي فانتمتْ
فطالَتْ على رَغْمِ العِدى فاشمَخرّتِ
ألَمْ يَكُ للبَرْشاءِ هادٍ يُقِيمُهَا
على الحَقّ إذ كانتْ بها الأزْدُ ضَلّتِ
أتَابِعَةُ الأوْثَانِ بَكْرُ بنُ وَائِلٍ،
وَقَد أسلَمَتْ تِسعِينَ عاماً وَصَلّتِ؟


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولو أسقيتهم عسلا مصفى
ولو أسقيتهم عسلا مصفى
رقم القصيدة : 3289
-----------------------------------
ولَوْ أسْقَيْتَهُمْ عَسَلاً مُصَفّى
بمَاءِ النّيلِ، أوْ مَاء الفُرَاتِ
لَقَالُوا: إنّهُ مِلْحٌ أُجَاجٌ،
أرَادَ بِهِ لَنَا إحْدَى الهَنَاتِ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> يا طاهرة
يا طاهرة
رقم القصيدة : 329
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يابنت انا ماني كذا وظنونك تكذب عليك
كلي عيوب وما قوت تخجلني ظنونك واتوب
اكذب عليك ودوم اخونك والبس الابيض واجيك
واعشق معك الفين وجه ويمتلي صدري قلوب
احلى الكلام اقوله لك لوقلته البارح لذيك
يوقف على شفاهي معك مراهق صب لعوب
اكذب ولا ادري ليه اكذب اعشقك ما ارتجيك
اخاف من صدق الحقيقه في الهروب من الهروب
والله احبك واعشقك واعرف زمان اني ابيك
ولكنها هذي الحياة تعلمت من الذنوب
العين عجزت تعتقك القلب عيا يشتريك
في السجن خيال وفي في الصدر رجال كذوب
هذي الحقيقه ما يجي في الكون اطهر من يديك
وانا الذي انقظ وضوء الغيم والماء والهبوب
انقل عيوبي فوق متني وانتي لعيبك شريك
وباكر تبسملي وجيه لك يعبسها الشحوب
يا طاهرة حنا كذا والمظهر يكذب عليك
يمكن يجي يوم يجي نخجل من ظنوك نتوب


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مهاريس أشباه كأن رؤوسها
مهاريس أشباه كأن رؤوسها
رقم القصيدة : 3290
-----------------------------------
مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ كَأنّ رُؤوسَهَا
مَقابِرُ عَادٍ، جِلّةُ البَكَرَاتِ
بِهَا تُتّقَى الأضْيافُ إنْ كانَ صَوْبُها
صَقيعاً على الأكْنافِ وَالحَجَرَاتِ
وَما كان مِنْ أوْطانِها دَحْلُ مِحْجنٍ
مَقاماً، وَلا قِيقاءةُ الخَبِرَاتِ
وَلنْ تَحضُرَ الجَرْعاءَ تَرْعى ثُمامُها،
وَلا تَرْتَعي بالدّوّ مِنْ خَرِبَاتِ
وَلَكِنْ بِعُثْمانِ البَسيطَةِ قد ترَى
بهَا بُدَّناً أفْخاذُهَا وَفِرَاتِ
وَقَدْ كانَ صَحْرَاوَا فُلَيْجٍ لها حِمىً
إذَا نَوّرَ الجَرْجَارُ بِالكَدَرَاتِ
مَناعِيشُ للمَوْلى الضَّرِيكِ وَلا تُرَى
عَلى الضّيْفِ إلاّ بَاكِرَ الغَدَوَاتِ
إذا اغْبَرّ أهْل الشّاءِ أشْرَقَ أهلُها،
وَكانَ لها فَضْلٌ مِنَ الأدَوَاتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد هتك العبد الطرماح ستره
لقد هتك العبد الطرماح ستره
رقم القصيدة : 3291
-----------------------------------
لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ،
وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ
سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا
وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ
فَما أنْجَبَتْ أُمَّ العِلافيّ طَيّءٌ،
ولَكِنْ عَجُوزٌ أخْبَثَتْ وَأقَلّتِ
وَجَدْنَا قِلادَ اللّؤمِ حِلْفاً لِطَيّءٍ
مُقارِنَها في حَيْثُ بَاتَتْ وَظَلّتِ
وَمَا مَنَعَتْنَا دارَهَا مِنْ قَبيلَةٍ،
إذا مَا تَمِيمٌ بِالسّيُوفِ اسْتَظَلّتِ
بَني مُحْصَنَاتٍ مِنْ تَمِيم نَجيبَةٍ
لأكْرَمِ آبَاء مِنَ الناس أدّت
وَلَوْلا حِذَارٌ أنْ تُقَتَّلَ طَيّءٌ
لَمَا سَجَدَتْ لله يَوْماً وَصَلّتِ
نَصَارَى وَأنْبَاطٌ يُؤدّونَ جِزْيَةً
سِرَاعاً بهَا جَمْزاً إذا هي أُهِلّتِ
سَقَتْهُمْ زُعافَ السّمّ حَتى تذَبْذبوا،
وَلاقَوْا قَنَاتي صُلْبَةً فَاستَمرّتِ
تُعَالِنُ بالسّوْءاتِ نِسْوَانُ طَيّءٍ،
وَأخْبَثُ أسْرَارٍ إذا هي أسَرّتِ
لهَا جَبْهَةٌ كالفِهْرِ يُندي إطَارُهَا،
إذا وَرِمَتْ ألغادُها وَاشْمَخَرّتِ
أتَذكُرُ شَأنَ الأزْدِ؟ ما أنتَ مِنهُمُ،
وَما لَقِيَتْ مِنّا عُمَانُ وَذَلّتِ
قَتَلْناهُمُ حَتى أبَرْنَا شَرِيدَهُمْ،
وَقَدْ سُبِيَتْ نِسَوانُهمْ وَاستُحِلّتِ
نَسِيتُمْ بِقَنْدابيلَ يَوْماً مُذَكَّراً
شَهِيراً، وَقتلى الأزْدِ بالقاعِ جُرّتِ
حَمَلّنا على جُرْدِ البِغالِ رُؤوسَهُمْ
إلى الشّامِ مِنْ أقصَى العِراقِ تدَلّتِ
وَكَمْ مِنْ رَئيسٍ قَد قَتلناهُ رَاغِماً
إذا الحَرْبُ عن رُوقٍ قَوَارحَ فُرّتِ
بمُعترَكٍ ضَنْكٍ بِهِ قِصَدُ القَنَا،
وَضَعْنَا بِهِ أقْدَامَنَا فَاسْتَقَرّتِ
تَرَكْنَا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِ مَلاحِماً،
عَلَيْهِمْ رَحَانَا بِالمَنَايَا اسْتَحَرّتِ
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ يؤدّي زَكَاتَهُ
إلَيْنَا وَمُعْطٍ جِزْيَةً حِينَ حَلّتِ
ولو أن عصفوراً يمُدُّ جناحه
على طيءٍ في دارها لاستظلت
سألت حجيج المسلمين فلم أجد
ذبيحة طائيٍّ لمن حج حلت
وَمَا بَرِئَتْ طَائِيّةٌ مِنْ خِتانِها،
وَلا وُجدَتْ في مسجد الدّينِ صَلّتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أن طيرا كلفت مهثل سيره
لو أن طيرا كلفت مهثل سيره
رقم القصيدة : 3292
-----------------------------------
لَوْ أنّ طَيراً كُلّفَتْ مهثْلَ سَيْرِهِ
إلى وَاسِطٍ مِنْ إيلياءَ لَكَلّتِ
سَمَا بالمَهارِي من فِلَسطِينَ بَعدَما
دَنا الفَيْءُ من شَمسِ النّهارِ فوَلّتِ
فما عادَ ذاكَ اليَوْمُ حتى أناخَها
بمَيسانَ قد حُلّتْ عُرَاها وَمَلّتِ
كَأنّ قُطامِيّاً عَلى الرّحْلِ طاوِياً،
إذا غَمرَةُ الظَّلْماءِ عَنْهُ تَجَلّتِ
وَقَدْ عَلِمَ الأقوَامُ أنّ ابنَ يُوسُفٍ
قَطوبٌ إذا ما المَشْرَفِيّةُ سُلّتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لحى الله قوما شاركوا في دمائنا
لحى الله قوما شاركوا في دمائنا
رقم القصيدة : 3293
-----------------------------------
لَحَى الله قَوْماً شارَكُوا في دِمَائِنَا،
وَكُنّا لَهُمْ عَوْناً على العَثَرَاتِ
فجاِهرَنا ذو الغشّ عَمروُ بنُ مُسلِمٍ،
وَأوْقَدَ نَاراً صَاحِبُ البَكَرَاتِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
رقم القصيدة : 3294
-----------------------------------
لمّا رَأيْتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَا،
وَلمْ تَرَ إلاّ بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا
دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُسُ بَعدَمَا
ثَوَى في ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ، فَفَرّجَا
فأصْبحتَ تحتَ الأرْض قد سرّت ليلَةً،
وَمَا سَارَ سَارٍ مِثْلَها حِينَ أدْلَجَا
هُمَا ظُلْمَتَا لَيْلٍ وَأرْضٍ تَلاقَتَا
عَلى جَامِحٍ مِنْ أمرِهِ ما تَعَرّجَا
خَرَجْتَ وَلمْ يَمْنُنْ عَلَيكَ طَلاقَةً
سِوَى رَبِذِ التّقْرِيبِ من آلِ أعوَجَا
أغَرَّ مِنَ الحُوّ الجِيادِ، إذا جَرَى
جرَى جرْيَ عُرْيانِ القَرَا غيرِ أفحجا
جَرَى بكَ عُرْيانُ الحَماتَينِ لَيْلَةً،
بها عَنكَ رَاخى الله ما كانَ أشنَجَا
وَما احتَالَ مُحتالٌ كَحيلَتِهِ الّتي
بهَا نَفْسَهُ تحتَ الضّرِيحَةِ أوْلَجَا
وَظلماءَ تحتَ الأرْضِ قد خضّتَ هوْلها،
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ الطّيْلَسانيّ أدْعَجَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غفرت ذنوبا وعاقبتها
غفرت ذنوبا وعاقبتها
رقم القصيدة : 3295
-----------------------------------
غَفَرْتُ ذُنُوباً وَعَاقَبْتُهَا،
فأوْلى لَكُمْ يا بَني الأعرَجِ
تَدِبّونَ حَوْلَ رَكِيّاتِكُمْ
دَبِيبَ القَنَافِذِ في العَرْفَجِ
فَلَوْلا ابنُ أسْمَاءَ قَلّدْتُكُم
قَلائِدَ ذِي عُرّةٍ مُنْضَجِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ بني بكر إذا ما لقيتهم
أبلغ بني بكر إذا ما لقيتهم
رقم القصيدة : 3296
-----------------------------------
أبْلِغْ بَني بَكْرٍ، إذا مَا لَقِيتَهُمْ
وَمَنْ فيهمْ من ملزَقٍ أوْ مُعَلْهَجِ
بِأني أذُمّ العَافِقِيَّ إلَيْكُمُ،
وَوَالِبَةَ الكَلْبَ الهَجينَ ابنَ حشرَجِ
حَسِبْنَاهُما مِنْكُمْ فقدْ أخرَجتهما
عَجوزَاهُما مِنْكُمْ إلى شرّ مَخرَجِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حنيفة أفنت بالسيوف وبالقنا
حنيفة أفنت بالسيوف وبالقنا
رقم القصيدة : 3297
-----------------------------------
حَنيفَةُ أفنَتْ بالسّيُوفِ وَبِالقَنَا
حَرُورِيّةَ البَحَرينِ يَوْمَ ابن بخذجِ
حَنيفَةُ إنّ الله عَزّ بِنَصْرِهِ
حَنيفَةَ، وَالكَلْبُ العَقيلي مُخْرَجُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما أردت العز أو باحة الوغى
إذا ما أردت العز أو باحة الوغى
رقم القصيدة : 3298
-----------------------------------
إذا ما أردَتَ العِزَّ أوْ بَاحَةَ الوَغَى
فَعِنْدَ الطّوَالِ الشُّمّ مِنْ آلِ بخذجِ
فَكَمْ فِيهِمُ مِنْ سَيّدٍ وَابنِ سيّدٍ،
وَمن ضَارِبٍ بالسّيفِ رَأسَ المُتَوَّجِ
إذا ما رَأيتَ البَخْذَجيّ رَأيْتَهُ
لَهُ هَيْبَةٌ كالصّيْدنَائي المُتَوَّجِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هاج الهوى بفؤادك المهتاج
هاج الهوى بفؤادك المهتاج
رقم القصيدة : 3299
-----------------------------------
هَاجَ الهَوَى بِفُؤادِكَ المُهْتَاجِ
فقال الفرزدق:
فَانْظُرْ بِتُوضِحَ بَاكِرَ الأحْدَاجِ
فأنشد الرجل:
هذا هوىَّ شَعَثَ الفؤاد مُبرِحٌ
فقال الفرزدق
ونوىًّ تقاذَفُ غيرُ ذاتِ خِداَجِ
فانشد الرجل
إن الغُرابَ بما كَرِهتُ لمُولعٌ
فقال الفرزدق
بنوى الأحبةِّ دائمُ التشحاجِ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> آخر الحب
آخر الحب
رقم القصيدة : 330
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كنت احسب اني عرفت الحب قبل اعرفك
وعشقت قبل اعشقك واشتقت قبل التقيك
وكنت احسب اني لقيت احباب قبل اوصلك
واثري توهمت في غيرك وانا كنت ابيك
تعال نعطش وتشربني وانا اشربك
تعال قبل الوعد اجلس معي نحتريك
تعال شفني وانا استناك كم اشبهك
يطري علي الف راي و راي واحتار فيك
اجي مكان الوعد والا اسبقه انطرك
والا آخذ الموعد اللي يحتريك واجيك
يا آخر الحب ذقت الحب في اولك
ويا اول الشوق اقصى الشوق ما ينتهيك
علمتني كيف اعرفك لين صرت اجهلك
ضيعتني في متاهاتك وكنت ارتجيك
حبيب الاحلام يابعدك ويامقربك
حرام يكفي تبعثرني وانا احتويك
ان شفتك بحلم صدقته وانا اتوهمك
وان شفتك بعلم كذبته الين انتشيك
اخاف اغمض عيوني وان رمشت افقدك
واخاف افتح وتصبح حلم ولا التقيك


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت في الثأر الذي كنت طالبا
لو كنت في الثأر الذي كنت طالبا
رقم القصيدة : 3300
-----------------------------------
لَوْ كُنْتُ في الثأرِ الذي كنتَ طَالِباً
كَفِتْيَانِ عَبْسٍ أوْ شَبابِ صُباحِ
لأذهَبتُ عنك الخزْيَ في كلّ مَشهَدٍ،
وَأصْبَحتَ لا يَلْحَى فَعالكَ لاحِ
وَآخِرُ مَا ألْقَتْ يَداكَ بِهَذِهِ
وَنَحّاكَ إذْ حَاوَلْتَ أمْرَكَ نَاحِ
وَما كانَ إنْ لمْ يأخذِ الحقَّ مِنْهُمُ
جِرَاحٌ عَلى مَقْصُوصَةٍ بِجِرَاحِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أصيبت تميم يوم خلى مكانه
أصيبت تميم يوم خلى مكانه
رقم القصيدة : 3301
-----------------------------------
أُصِيبَتْ تَميمٌ يَوْمَ خَلّى مَكَانَهُ،
وَمَرّتْ لهمْ بالنّحْسِ طَيرٌ بَوَارِحُ
وَما كانَ وَقّافاً إذا اشْتَجَرَ القَنَا،
وَلاحَتْ بأيدي المُصْلِتينَ الصّفايِحُ
فَلِلّهِ هَذا الدّهْرُ كَيْفَ أصَابَنَا
بِمَرْزِئَةٍ تَبْيَضُّ منها المَسَايِحُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن حبا من سكينة لم يزل
ألا إن حبا من سكينة لم يزل
رقم القصيدة : 3302
-----------------------------------
ألا إنّ حُبّاً مِنْ سُكَيْنَةَ لمْ يَزلْ
لَهُ سَقَمٌ تحتَ الشَّرَاسيفِ جانِحُ
يَكادُ إذا ما لاحَ أوْ ذُكِرَتْ لَهُ،
تَقَضْقَضُ مِنهُ في حَشاهُ الجَوَانحُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم تر أن أخت بني قشير
ألم تر أن أخت بني قشير
رقم القصيدة : 3303
-----------------------------------
ألمْ تَرَ أنّ أُخْتَ بَني قُشَيرٍ
أبَى شَيْطَانُهَا إلاّ جِمَاحَا
فَإنْ يَكُ فَاتَها بالمِصْرِ بَعلٌ،
فَقَد لَقِيَتْ بمافَرْتا نِكَاحَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمنزلتي مي سلام عليكما
أمنزلتي مي سلام عليكما
رقم القصيدة : 3304
-----------------------------------
أمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عَلَيْكُمَا
عَلى النّأيِ، وَالنّائي يَوَدُّ وينصَحُ
وَدَوّيّةٍ لَوْ ذو الرّمَيْمَةِ رَامَها
وَصَيْدَحُ أوْدى ذو الرميمِ وَصَيْدَحُ
قَطَعْتُ إلى مَعْرُوفِها مُنْكِرَاتِهَا
إذا خَبّ آلٌ دُونَهَا يُتَوَضّحُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تسأل الأشياخ من آل مازن
إن تسأل الأشياخ من آل مازن
رقم القصيدة : 3305
-----------------------------------
إنْ تَسْألِ الأشْيَاخَ مِنْ آلِ مَازِنٍ
تُرَدَّ إلى عِلْجٍ كَثِيرِ القَوَادِحِ
وكَمْ في قُرَى مَيسانَ من عِلجِ قَرْيَةٍ
قَرِيبٍ، بِكَفّيْهِ الوُشُومُ، لِصَالحِ
يَقُولُونَ: صَبّحْ صَالحاً فاستَغِثْ بهِ!
وَما صَالِحٌ رِيحُ الخُرُوءِ بِصَالِحِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لست بلائم أبدا عقيلا
لست بلائم أبدا عقيلا
رقم القصيدة : 3306
-----------------------------------
لَسْتُ بِلائِمٍ أبَداً عَقِيلاً
وَلا أصْحَابَهُ في ضَرْبِ نُوحِ
هُمُ كَرِهُوا القِصَاصَ مِنَ المَوَالي،
وَهُمْ قَصّوا الصّرِيحَ مِنَ الصّرِيحِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تكاثر يربوع عليك ومالك
تكاثر يربوع عليك ومالك
رقم القصيدة : 3307
-----------------------------------
تَكَاثَرُ يَرْبُوعٌ عَلَيْكَ وَمَالِكٌ
عَلى آلِ يَرْبُوعٍ فَما لَكَ مَسرَحُ
إذا اقتَسَمَ النّاسُ الفَعَالَ وَجَدْتَنَا
لَنا مِقدحا مَجدٍ وَللناسِ مِقْدَحُ
فأغضِ بشُفْرَيكَ الذّليلَينِ وَاجتَدحْ
شَرَابَكَ ذا الغَيلِ الذي كنتَ تجدحُ
وَرَدّ عَلَيْكُمْ مُرْدَفَاتٍ نِساءكُمْ
بِنا يَوْمَ ذي بَيْضٍ صَلادمُ قُرَّحُ
وَكُلُّ طَوِيلِ السّاعِدَينِ كَأنّهُ
قَرِيعُ هِجانٍ يُخبطُ الناسَ شَرْمَحُ
فأنْزلَهُنّ الضّرْبُ وَالطّعنُ بِالقَنَا،
وَبِيضٌ بِأيْمَانِ المُغِيرةِ تَجْرَحُ
وَرَدْنَا على سُودِ الوُجُوهِ كَأنّهُمْ
ظَرَابيُّ أوْ هُمْ في القَرَاميص أقبَحُ
إذَا سَألُوهُنَ العِنَاقَ مَنَعْنهُمْ
وَفَدّيْنَ حَيّيْ مالِكٍ حِينَ أصْبحوا
جَرِيرٌ وَقَيْسٌ مِثْلُ كَلْبٍ وَثُلّةٍ
يَبيتُ حَوَالَيْهَا يَطُوفُ وَيَنْبَحُ
وَمَا هُوَ مِنْهَا غَيْرَ أنّ نِبَاحَهُ
لِيُونِعَ في ألْبَانِهَا حِينَ يُصْبِحُ
وَعَانَقَ مِنّا الحَوْفَزَانَ، فَرَدّهُ
إلى الحَيّ ذو رَدْءٍ عَنِ الأصْلِ مِزْرَحُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما العذارى قلن عم فليتني
إذا ما العذارى قلن عم فليتني
رقم القصيدة : 3308
-----------------------------------
إذا مَا العَذارَى قُلنَ: عَمِّ، فَلَيْتَني
إذا كان لي اسماً كنتُ تحت الصّفائحِ
دَنَوْنَ وَأدْناهُنّ لي أنْ رَأيْنَني
أخَذتُ العصَا وابيَضّ لوْنُ المَسائحِ
فَقَدْ جَعَلَ المَفرُوكُ، لا نام لَيْلُهُ،
بحُبّ حَدِيثي وَالغَيُورِ المُشايِحِ
وَقَد كنتُ مِمّا أعرِفُ الوَحْيَ مَا لَهُ
رَسولٌ سوَى طَرْفٍ من العينِ لامحِ
وَقُلْتُ لِعَمْروٍ، إذْ مَرَرْنَ: أقاطعٌ
بهَا أنْتَ آثارَ الظّبَاءِ السّوَانِحِ
لَئِنْ سكَنَتْ بي الوَحشُ يَوْماً لطالَما
ذَعَرْتُ قُلُوبَ المُرْشِقاتِ المَلائحِ
لَقَدْ عَلِقَتْ بالعَبْدِ زَيْدٍ وَرِيحِهِ
حَماليقُ عَينَيها قَذىً غَيرُ بَارِحِ
وَمِنْ قَبْلِهَا حَنّتْ عَجوزُكَ حنّةً
وَأُختُكَ للأدنَى حَنِينَ النّوَائِحِ
تُبَكّي على زَيْدٍ، ولَمْ تَلْقَ مِثلَه
بَرِيئاً مِنَ الحُمّى صَحيحَ الجوَانِحِ
ولَوْ أنّهَا يا ابنَ المرَاغَةِ حُرّةٌ،
سَقَتْكَ بكَفّيْها دِمَاءَ الذَّرَارِحِ
وَلَكِنّهَا مَمْلُوكَةٌ عَافَ أنْفُهَا
لَهُ عَرَقاً يَهْمي بِأخْبَثِ رَاشِحِ
لَئنْ أنشدَتْ بي أُمُّ غَيلانَ أوْ رَوَتْ
عَليّ، لَتَرْتَدَّنّ مِنّي بِنَاطِحِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما كنت متخذا خليلا
إذا ما كنت متخذا خليلا
رقم القصيدة : 3309
-----------------------------------
إذا مَا كُنْتَ مُتّخِذاً خَليلاً،
فَخالِلْ مثلَ حُسّانَ بنِ سَعْدِ
فَتىً لا يَرْزَأُ الخُلاّنَ شَيْئاً،
وَيَرْزَؤهُ الخَلِيلُ بِغَيرِ كَدّ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> لا تلمس الجرح
لا تلمس الجرح
رقم القصيدة : 331
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا تلمس الجرح يا معود وصبح عزوم
البرد فتق ضلوعي وانت دوار صيت
ضيعت عمري اطاول في حزومي رجوم
وايست اباقول كل الشعر في شطر بيت
لا الوقت وقتي ولا حلومي تطيع وتنوم
ولا الركايب وحادي العيس ترضيه ليت
ذهايب الذود راحت مع ذواهيب قوم
لا صار لك الف قوماني فلك الف بيت
ترى اصعب الموت موت يذبحك كل يوم
واصعب حياتك تعيش وانت جواك ميت
اواه يا طول عمري لا حسبت الهموم
يا كني اكبر من الدنيا ولا قد شكيت
علمك دهاني يا لاقي خير خل العلوم
اسرجت صفرا من همومي عليها حديت
واطلقت للبيد راحلتي وفوق النجوم
راسي وانا كل راسي تيه فخر و هميت
واقول للي يبي كرامتي لا تهوم
لا انته ولا الف مثلك يهدم اللي بنيت


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أفي نوار تناجيني وقد علقت
أفي نوار تناجيني وقد علقت
رقم القصيدة : 3310
-----------------------------------
أفي نَوَارَ تُنَاجيني وَقَدْ عَلِقَتْ
مِنّي نَوَارُ بِحَبْلٍ مُحَكَمِ العُقَدِ
إنْ كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَن أرُومَتِهِ
فانْقُلْ شَرَوْرَى فأوْرِدْهُ على أُحدِ
أوْ كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَنْ أرُومَتِهِ
فَانقُلْ ثَبِيراً بما جَمّعتَ من سَبَدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنو العم أدنى الناس منا قرابة
بنو العم أدنى الناس منا قرابة
رقم القصيدة : 3311
-----------------------------------
بَنُو العَمّ أدْنى النّاسِ مِنّا قَرَابَةً،
وَأعظَمُ حَيٍّ في بَني مالِكٍ رِفْدَا
أرَى العِزّ وَالأحْلامَ صَارَتْ إلَيْهِمُ،
وَإنْ ثَوّبَ الدّاعي رَأيتَهُمُ حُشْدَا
أجَابُوا ضِرَاراً إذْ دَعَاهُمْ بِقُرَّحٍ
وَمَصْقُولَةٍ كانَتْ لآبَائِهمْ تُلْدَا
وَكَرّوا حِفَاظاً يَوْمَ شُعبَةَ بِالقَنا،
فكانَتْ لَهُمْ ما كان آخرُهِم مَجدَا
وَيَوْمَ وَكيعٍ إذْ دَعَا يالَ مَالِكٍ،
أجابُوا وقَد خافَتْ كتائِبُهُ الوِرْدَا
وَسَوْرَةُ قَدْ جادُوا لَهُ بِدِمَائِهِمْ
عَشِيّةَ يَغشَوْنَ الأسِنّةَ وَالصَّعْدَا
وكَيفَ يَلُومُ النّاسُ أنْ يَغضَبوا لَنا
بَني العَمّ وَالأحلامُ قد تعطِفُ الوُدّا
وَأصْلُهُمُ أصْلي وَفَرْعي إلَيْهِمُ،
وَقُدّتْ سُيُورِي من أديمهِمُ قَدّا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى الموت لا يبقي على ذي جلادة
أرى الموت لا يبقي على ذي جلادة
رقم القصيدة : 3312
-----------------------------------
أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ
وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ
مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا
وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا
تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا
لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ
رِيَاحٌ، وَمَا فَاءَ الحَمَامُ وَغَرّدَا
لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغى
بِأزْدِ عُمانَ، إذْ أبَاحَ وَأشْهَدَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
رقم القصيدة : 3313
-----------------------------------
ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي،
وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ،
وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ
وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ،
ولَكِنّ ضَوْءَ المَشْرِقَينِ بِخَالِدِ
ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ
عَلى حَضْرَمَوْتٍ جامَحَاتُ القَصَائِدِ
ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا
عَلى النّاسِ رِزْقاً من كَثيرِ الرّوَافِدِ
وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى
بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ
فَما مِثْلُ كَفَّيْ خالِدٍ حينَ يَشترِي
بِكُلّ طَرِيفٍ كُلَّ حَمْدٍ وَتَالِدِ
فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ
تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ
كَأني، ولا ظُلْماً أخافُ، لخَالِدٍ
مِنَ الشامِ دارٍ، أوْ سِمامَ الأساوِدِ
وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني،
وَيُطْلِقَ عَنّي مُثْقَلاتِ الحَدائدِ
هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي
يَثُوبُ إلَيْهِ النّاسُ منْ كُلّ وَافِدِ
بِهِ تُكشَفُ الظَّلماءُ من نُورِ وَجهِهِ
بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ
ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني
لكُمْ خُلُقاً منْ وَاسعِ الحِلمِ ماجِدِ
فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما
تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ
من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ
ذَلاذِلُها وَاستَأوَرَتْ لِلْمُنَاشِدِ
فَهَلْ لابنِ عَبْدِ الله في شَاكِرٍ لكم
لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ
وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ،
وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ
يَقولُ ليَ الحَدّادُ: هلْ أنتَ قَائِمٌ،
وَهَلْ أنَا إلاّ مِثْلُ آخَرَ قَاعِدِ
كَأني حَرُورِيٌّ لَهُ فَوْقَ كَعْبِهِ
ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ
وَإمّا بدَينٍ ظاهرٍ فَوْقَ سَاقِهِ،
فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ
وَرَاوٍ عَليّ الشِّعْرَ مَا أنَا قُلْتُهُ
كمُعْترِضٍ للرّمْحِ دُونَ الطّرَائِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أراها نجوم الليل والشمس حية
أراها نجوم الليل والشمس حية
رقم القصيدة : 3314
-----------------------------------
أرَاهَا نجُوم اللّيْل وَالشّمسُ حَيّةٌ،
زِحَامُ بَنَاتِ الحَارِثِ بنِ عُبَادِ
نِسَاءٌ أبُوهُنّ الأغَرُّ، وَلمْ تَكُنْ
مِنَ الحُتّ في أجبالِهَا وَهَدَادِ
وَلمْ يكُنِ الجَوْفُ الغَمُوضُ مَحلَّهَا،
وَلا في الهِجارِيّينَ رَهْطِ زِيَادِ
وَلَيْسَتْ وَإنْ نَبّأتُ أني أُحْبّهَا
إلى دارِمِيّاتِ النِّجَارِ جِيَادِ
أبُوهَا الذي أدْنَى النَّعَامَةَ بَعْدَمَا
أبَتْ وَائِلٌ في الحَرْبِ غَيرَ تَمَادِ
عَدَلْتُ بها مَيْلَ النَّوَارِ فأصْبَحَتْ
وَقَدْ رَضِيَتْ بالنِّصْفِ بَعد بِعَادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد عضت لئام بني فقيم
لقد عضت لئام بني فقيم
رقم القصيدة : 3315
-----------------------------------
لَقَدْ عَضّتْ لِئَامُ بَني فُقَيْمٍ
عَليّ أنَامِلَ الضَّغِنِ الحَسُودِ
وَمَا نهَضَتْ فُقَيْمٌ للمَعَالي،
بِزَنْدٍ في الفخَارِ وعلا عَدِيدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن المصيبة إبراهيم مصرعه
إن المصيبة إبراهيم مصرعه
رقم القصيدة : 3316
-----------------------------------
إنّ المُصِيبَةَ إبْرَاهِيمُ، مَصْرَعُهُ
هَدَّ الجبالَ وَكانَ الرُّكْنُ يَنفَرِدُ
بدْرُ النّهارِ وَشَمْسُ الأرْض نَدفنُهُ،
وَفي الصّدُورِ حَزَازٌ، حَزُّهُ يَقِدُ
إني رَأيتُ بَني مَرْوَانَ غُرّتَكُمْ،
وَالمُطعِمِينَ إذا ما غَيرُهمْ جَحِدوا
وَالسّابِقِينَ إذا مُدّتْ مَوَاطِنُهُمْ،
وَالرَّافدينَ إذا ما قَلّتِ الرُّفَدُ
وَالعاطِفِينَ على المَوْلى حُلُومَهُمُ،
وَالأمْجَدِينَ فمَن جارَهُمُ مَجدُوا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك حملت الأمر ثم جمعته
إليك حملت الأمر ثم جمعته
رقم القصيدة : 3317
-----------------------------------
إلَيْكَ حَمَلْتُ الأمْرَ ثُمّ جَمَعتُهُ
إلَيكَ، وَأشْلاءَ الطّرِيدِ المُشَرَّدِ
وَمُوضِعِ خِمسٍ خَفْقةً كنتُ سادساً
لَهُنّ وَقَدْ حانَ الغُدُوُّ لمُغتَدِي
أُنِيخَتْ إذا انْشَقّ العَمُودُ كَأنّما
بنائِقُهُ مِنْ طَيْلَسانٍ وَمُجْسَدِ
وَلمْ يَتَوَسّدْ غَيرَ ألْوَاحِ سَاعِدٍ،
وَحَيثُ انثَنَتْ من بانتيْ رُكبة اليدِ
حَلَفْتُ بِرَبّ الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً
خِفَافاً، وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ
لَقَدْ ظَلَمَتْ أيديكُمُ غَيرَ ظَالِمٍ،
وَلا لهَوَانٍ في القُيُودِ مُقَوَّدِ
وَإني وَإيّاكُمْ وَمَنْ في حِبَالِكُمْ
كمَنْ حَبلُهُ في رَأسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ
إذا ذَكَرَتْهُ العَينُ يَوْماً تَحَدّرَتْ
عَلى الخَدّ أمْثَال الجُمانِ المُفَرَّدِ
أجِدّوا عَلى سَيرِ النّهَارِ وَلَيْلِهِ،
فَلَنْ تُدْرِكوا حَاجَاتِكُمْ بالتفَرّدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبا خالد بادت خراسان بعدكم
أبا خالد بادت خراسان بعدكم
رقم القصيدة : 3318
-----------------------------------
أبَا خَالِدٍ بَادَتْ خُرَاسَانُ بَعدكُم،
وَقَالَ ذَوُو الحَاجَاتِ: أينَ يَزِيدُ
فَلا مُطِرَ المَرْوَانِ بَعْدَكَ قَطْرَةً،
وَلا ابْتلّ بالمَرْوَينِ بَعدَكَ عُودُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا تقاعس صعب في خزامته
إذا تقاعس صعب في خزامته
رقم القصيدة : 3319
-----------------------------------
إذا تَقَاعَسَ صَعْبٌ في خِزَامَتِهِ،
أوْ إنْ تَعرّضَ في خَيشومه صَيَدُ
رُضْناهُ حَتى يَرُدّ القَسْرُ أوّلَهُ،
كَمَا استَمَرّ بكَفّ القَاتِلِ المَسَدُ
فَلا تَكُونَنْ كَمَنْ تَغْذُو بدِرّتِها
أوْلادَ أُخْرَى، ولا يَبْقَى لهَا وَلَدُ
إنْ تُجمعوا أمرَكُمْ تَصْلُحْ خلافتُكمْ
وفي الجَماعةِ ما يَستَمسكُ العَمَدُ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> عيون الحب
عيون الحب
رقم القصيدة : 332
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عيون الحب لا يمكن تناظر
عيوب الخل لوهو عيب كله
تماري فيه وبوصفه تكابر
ترى من فوق خلق الله محله
رفيق الليل في الشباك ناطر
واثاري الليل شباك لخله
حفظ احلى الكلام وصار شاعر
بصبر ينتظر والصبر مله
حبيب عشت في دنياه عابر
حسب قوله ويا شعري فقله
انا ضحيت له وارجي وصابر
واذا عيا اقول الله يحله
على الملتاع الا يا بعد باكر
يبي السلوان والذكرى تظله
صحيح ان الهوى سحر المشاعر
يراه الصب عز لو يذله
عيون الحب في قلبي تناظر
تشوف اللي عيوني ما تدله


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت نوار معرسي دوية
طرقت نوار معرسي دوية
رقم القصيدة : 3320
-----------------------------------
طَرَقَتْ نَوَارُ مُعَرّسَيْ دَوّيّةٍ،
نَزِلاً بحَيْثُ تَقِيلُ عُفْرُ الأُبَّدِ
نَزَلَتْ بِمُلْقِيَةِ الجِرَانِ وَهَاجِدٍ،
وَالصّبْحُ مُنْصَدعٌ كَلَوْنِ المُسْنَدِ
حَرْفٌ وَمُنْخَرِقُ القَميصِ هَوى بهِ
سُكْرُ النُّعاسِ فخَرَّ غَيرَ مُوَسَّدِ
وَكَأنّمَا نَزَلَتْ بِنَا عَطّارَةٌ
بِرِيَاضِ مُلْتَفٍّ حَدائِقُهُ، نَدي


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعم أبو الأضياف في المحل غالب
نعم أبو الأضياف في المحل غالب
رقم القصيدة : 3321
-----------------------------------
نِعْمَ أبُو الأضْيافِ في المَحْلِ غالِبٌ
إذا لَبِسَ الغادي يَدَيْهِ من البَرْدِ
وَما كانَ وَقّافاً على الضّيفِ مُحجِماً،
إذا جَاءَهُ يَوْماً، وَلا كابيَ الزّنْدِ
وَكانَ إذا مَا أصْدَرَتْهُ مَكَارِمٌ،
وَسَاوَرَ أُخْرَى غَيرَ مُجتَنِحِ الوِرْدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> آب الوفد وفد بني فقيم
آب الوفد وفد بني فقيم
رقم القصيدة : 3322
-----------------------------------
آبَ الوَفْدُ وَفْدُ بَني فُقَيْمٍ
بألأمِ ما تَؤوبُ بِهِ الوُفُودُ
أتَوْنَا بِالقُدُورِ مُعَدِّليهَا،
وَصَارَ الجُدُّ للجَدّ السّعِيدُ
وَشاهَدَتِ الوُفُودَ بَنُو فُقَيمٍ
بأحرَدَ إذْ تَقَسّمَتِ الجُدودُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كن مثل يوسف لما كاد إخوته
كن مثل يوسف لما كاد إخوته
رقم القصيدة : 3323
-----------------------------------
كُنْ مِثلَ يوسُفَ لمّا كادَ إخوَتُهُ،
سَلَّ الضّغائِنَ حَتى ماتَتِ الحِقَدُ
وَكَيْفَ تَرْمي بِقوْسٍ لا تُوَتِّرُهَا،
إذا المُلُوكُ رَمَوْا وَاستَهدفَ النَّضَدُ
ألا تَرَى لَهُمُ في مُلْكِهِمْ عَلَماً،
ولا تَرَى عَلَماً إلاّ لَهُ سَنَدُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن أستطع منك الدنو فإنني
إن أستطع منك الدنو فإنني
رقم القصيدة : 3324
-----------------------------------
إنْ أسْتَطِعْ مِنْكَ الدّنُوّ، فإنّني
سَأدْنُو بِأشْلاءِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض مَن يستغثْ بهِ
يكنْ مثل مَن مرّتْ له طيرُ أسْعُدِ
وَلَوْ أنّني أسْطِيعُ سَعْياً سَعَيْتُهُ
إلَيْكَ وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ
خَليفَةُ أهْلِ الأرْضِ أصْبَحَ ضَوْءُهُ
بِهِ كانَ يَهدي للهُدى كلَّ مُهْتَدِ
فَإنّ أمِيرَ المُؤمِنينَ مُحِيطَةٌ
يَداهُ بأهْلِ الأرْضِ من كلّ مرْصَدِ
فَلَستُ أخافُ النّاسَ ما دُمتَ سالماً
وَلَوْ أجْلَبَ السّاعي عَليّ بحُسّدي
سَيَأبَى أمِيرُ المُؤمِنينَ بِعَدْلِهِ
على النّاسِ وَالسّبْعَينِ في رَاحة اليدِ
وَلا ظُلْمَ مَا دامَ الخَليفَةُ قَائِماً،
هِشَامٌ، وَمَا عَنْ أهْلِهِ من مشرَّدِ
فهَلْ يا بَني مَرْوَانَ تُشفَى صُدورُكم
بِأيْمَانِ صَبرٍ بَادِيَاتٍ وَعُوّدِ
فَلا رَفَعَتْ، إنْ كنتُ قلتُ التي رَوَوْا،
عَلَيّ رِدائي، حينَ ألْبَسُهُ، يَدِي
وَنَحْنُ قِيَامٌ حَيْثُ كانَتْ وَطاءَةً
لِرِجْلِ خَلِيلِ الله مِنْ خَيرِ محْتِدِ
فَلا تَترُكُوا عُذْرِي المُضيءَ بَيَانُهُ،
وَلا تَجعَلُوني في الرّكيّةِ كالرّدي
وَكَيْفَ أسُبُّ النّهْرَ لله، بَعْدَمَا
تَرَامَى بِدَفّاعٍ مِنَ المَاءِ مُزْبِدِ
إلى كُلّ أرْضٍ قَادَ دِجْلَةَ خَالدٌ
إلَيْهَا، وَكانَتْ قَبْلَهُ لمْ تُقَوَّدِ
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ قَدْ رَفَعْتُ سَنَاءَهَا
بِآكِلَةٍ للثّاقِبِ المُتَوقِّدِ
وَدَهماءَ مِغضَابِ على اللّحمِ نبّهَتْ
عُيُوناً عن الأضْيَافِ ليستْ برُقَّدِ
إذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشيمَةِ أرْزَمَتْ،
كَمَا أرْزَمَتْ أُمُّ الحُوَارِ المُجَلَّدِ
إذا ما سَدَدْنَا بالهَشِيمِ فُرُوجَها،
رَأى كُلُّ سَارٍ ضَوْءها غَيرَ مُخمَدِ
وَسَارٍ قَتَلْتُ الجُوعَ عَنْهُ بضَرْبَةٍ،
أتَانَا طُرُوقاً، بِالحُسَامِ المُهَنّدِ
على سَاقِ مِقْحَادٍ جَعَلْنَا عَشَاءَه
شَطائبَ من حُرّ السّنامِ المُسَرْهَدِ
وَطارِقِ لَيْلٍ قَدْ أتَاني، وَسَاقَهُ
إليّ سَنَا نَارِي وَكَلْبٍ مُعَوَّدِ
وَمُسْتَنْبِحٍ أوْقَدْتُ نَارِي لصَوْتِهِ،
بِلا قَمَرٍ يَسْرِي وَلا ضَوْءِ فَرْقَدِ
وَنَارٍ رَفَعناها لمَنْ يَبتَغي القِرَى،
عَلى مُشْرِفٍ فَوْقَ الجَراثيمِ موقَدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن اللئام بني كليب
ألا إن اللئام بني كليب
رقم القصيدة : 3325
-----------------------------------
ألاَ إنّ اللّئَامَ بَني كُلَيْبٍ،
شِرَارُ النّاسِ مِنْ حَضَرٍ وَبَادِ
قُبَيِّلَةٌ تَقَاعَسُ في المَخازِي،
على أطْنَابِ مُكْرَبَةِ العِمَادِ
بِأرْبَاقِ الحَمِيرِ مُقَوِّدُوهَا،
وَمَا يَدْرُونَ مَا قَوْدُ الجِيَادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تزود منها نظرة لم تدع له
تزود منها نظرة لم تدع له
رقم القصيدة : 3326
-----------------------------------
تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ
فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا
فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً
بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا
فَإلاّ تُفَادي أوْ تَدِيهِ، فَلا أرَى
لهَا طَالِباً إلاّ الحُسَامَ المُهَنّدَا
كَأنّ السّيُوفَ المَشْرَفِيّةَ في البُرَى
إذا اللّيْلُ عَنْ أعْناقِهِنّ تَقَدَّدَا
حَرَاجيجُ بَينَ العَوْهَجيّ وَدَاعِرٍ
تَجُرُّ حَوَافِيهَا السّرِيحَ المُقَدَّدَا
طَوَالِبَ حَاجاتٍ بِرُكْبَانِ شُقّةٍ،
يَخُضْنَ خُدارِيّاً من اللّيلِ أسوَدَا
وَمَا تَرَكَ الأيّامُ والسَّنَةُ الّتي
تَعَرّقَ نَابَاهَا السّنَامَ المُصَعَّدَا
لَنَا وَالمَوَاشي باليَتَامَى يَقُدْنَهُمْ
إلى ظِلّ قِدرٍ حَشَّها حِينَ أوْقَدَا
أخُو شَتَواتٍ يَرْفَعُ النّارَ للقِرَى،
إذا كَعَمَ الكَلْبَ اللّئيمُ وَأخْمَدَا
وَرِثتَ ابنَ حرْبٍ وَابنَ مَرْوَانَ وَالذي
بِهِ نَصَرَ الله النّبيَّ مُحَمّدَا
تَرَى الوَحْشَ يَسَتحيينَهُ إذْ عَرَفنَه،
لَهُ فَوْقَ أرْكانِ الجَرَاثيمِ سُجّدَا
أبَى طِيبُ كَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا،
وَإعطاؤكَ المَعرُوفَ أنْ تَتَشَدّدَا
لحَقْنِ دَمٍ أوْ ثَرْوَةٍ مِنْ عَطِيّةٍ
تكونُ حيَا مَن حَلّ غَوْراً وَأنجَدَا
وَلَوْ صَاحَبَتْهُ الأنْبِيَاءُ ذَوُو النّهى
رَأوْهُ مَعَ المُلْكِ العَظِيمِ المُسَوَّدَا
وَمَا سَالَ في وَادٍ كَأوْدِيَةٍ لَهُ،
دَفَعْنَ مَعاً في بَحْرِهِ حِينَ أزْبَدَا
وَبَحْرُ أبي سُفْيَانَ وَابْنَيْهِ يَلْتَقي
لَهُنّ إذا يَعْلُو الحَصِينَ المُشَيَّدَا
رَأيْتَ مِنَ الأنْعَامِ في حَافَتَيْهِما
بَهائِمَ قَدْ كُنّ الغُثَاءَ المُنَضَّدَا
فَلا أُمَّ إلا أم عيسى عَلِمْتُهَا
كَأُمّكَ خَيراً أُمّهَاتٍ وَأمْجَدَا
وَإنْ عُدّتِ الآباءُ كنتَ ابنَ خَيرِهم،
وَأمْلاكِها الأوْرَينَ في المَجْدِ أزْنُدَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وأرعن جرار إذا ما تطلقت
وأرعن جرار إذا ما تطلقت
رقم القصيدة : 3327
-----------------------------------
وَأرعَنَ جَرّارٍ، إذا مَا تَطَلّقَتْ
كَتَائِبُهُ خَرّتْ لَهُ الجِنُّ سُجّدَا
له كَوْكَبٌ تَعشَى بهِ الشمسُ وَاضِحاً،
تَرَى فِيهِ أبْنَاءَ المَنِيّةِ رُوَّدَا
يَقُودُ أبُو الأشْبَالِ رَيْعانَ خَيْلِهِ
بِدارِ المَنَايَا بَادِيَاتٍ وَعُوَّدَا
على كلّ مِذْعانِ السُّرَى غيرِ مُجْمِرٍ،
تُقَادُ إلى الأعْدَاءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي
ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي
رقم القصيدة : 3328
-----------------------------------
ألا أيّهَا النّاهي عَنِ الوِرْدِ نَاقَتي
وَرَاكِبَها، سَدّدْ يَمِينَكَ للرُّشْدِ
فَأيَّ أيَادي الوَرْدِ فيهِ التي التقَتْ
تَخافُ عَليْنَا أنْ نُحْلَّقَ بالوِرْدِ
أكَفُّ ابنِ لَيْلى أمْ يدٌ عَامِرِيّةٌ،
أمِ الفَاضِلاتُ النّاسِ أيدي بَني سعدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من مبلغ عني زيادا
ألا من مبلغ عني زيادا
رقم القصيدة : 3329
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِيَاداً
بِأنّي قَدْ لَجَأتُ إلى سَعِيدِ
وَأني قَدْ فَرَرْتُ إلَيْهِ مِنْكُمْ
إلى ذي المَجْدِ وَالحَسَبِ التّلِيدِ
فِرَاراً مِنْ شَتِيمِ الوَجْهِ وَرْدٍ،
يُفِزُّ الأُسْدَ خَوْفاً بِالوَعِيدِ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> ما قلت احبك
ما قلت احبك
رقم القصيدة : 333
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ماقلت احبك ولا قد قلت ماحبك
احب مالي عيوني وانت تسواها
لو تدري اش كثر تعني لي تعرف انك
اخر امل في حياتي واول مناها
ياكثر احس ان بك مني وبي منك
روح قسمها على شخصين مولاها
لا تقول وش تحب فيني اعشقك كلك
من ليل شعرك لكلك واخر اقصاها
سميتني نصفك الثاني وياشحك
انا بسميك كلي وانت معناها
تعبت اوديك له ياقلب ويردك
لا اخذ حلومي ولا خلاني انساها
كل الحمام استراح وناح في ظلك
والورد الاصفر سقته الروح من ماها
ليتك بعمري ثلاثة اشخاص ماملّك
واحد معي دوم وواحد روحي يملاها
والثالث بجفن عيني لا فقد حسك
او غمض الجفن جاني فيك يتباهى
مو بس احبك انا والله من حبك
احب حتى ثرى الارض اللي تطاها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تقول أراه واحدا طاح أهله
تقول أراه واحدا طاح أهله
رقم القصيدة : 3330
-----------------------------------
تَقُولُ: أرَاهُ وَاحِداً طَاحَ أهْلُهُ،
يؤمِّلُهُ في الوَارِثينَ الأبَاعِدُ
فَإنِّي عَسَى أنْ تُبْصِرِيني كَأنّمَا
بُنيّ حَوَالَيّ الأسُودُ اللّوَابِدُ
فَإنّ تَميماً، قَبْلَ أنْ تَلِدَ الحَصى،
أقَامَ زَمَاناً وَهوَ في النّاسِ وَاحِدُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيوب إني لا إخالك تمتري
أيوب إني لا إخالك تمتري
رقم القصيدة : 3331
-----------------------------------
أيّوبُ إنّي لا إخَالُكَ تَمْتَرِي
في أنْ تَكُونَ جَنِيبَةً للقَائِدِ
وَلَدَتْكَ أُمُّكَ في كُنَاسَةِ دارِهِمْ
حتى اسْتُثِرْتَ مِنَ التّرَابِ اللاّبدِ
إنْ كانَ رَأسُكَ جاءَ حينَ تَزَحّرَتْ،
وَصَلِيفُ أُذْنِكَ من مكانٍ وَاحِدِ
فَلَقَدْ جَثَمتَ على ذرَاعِكَ بَعدَما
خُطّتْ لأفضَل مِنكَ عَظمُ السّاعِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك سمت يا ابن الوليد ركابنا
إليك سمت يا ابن الوليد ركابنا
رقم القصيدة : 3332
-----------------------------------
إلَيْكَ سَمَتْ يا ابنَ الوَليدِ رِكابُنَا،
وَرُكْبانُها أسْمَى إلَيْكَ وَأعْمَدُ
إلى عُمَرٍ أقْبَلْنَ مُعْتَمِدَاتِهِ
سرَاعاً، وَنِعْمَ الرَّكْبُ والمُتَعَمَّدُ
وَلمْ تَجرِ إلاّ جِئْتَ للخَيْلِ سَابِقاً،
ولا عُدْتَ إلاّ أنْتَ في العَوْدِ أحمدُ
إلى ابنِ الإمامَيْن اللّذَينِ أبُوهُمَا
إمَامٌ لَهُ، لَوْلا النّبُوّةُ، يُسْجَدُ
إذا هُوَ أعْطَى اليَوْمَ زادَ عَطَاؤهُ
على ما مَضَى مِنْهُ إذا أصْبَحَ الغَدُ
بحَقّ امرِىءٍ بَينَ الوَليدِ قَنَاتُهُ
وَكِنْدَةَ فَوْقَ المرُتَقَى يَتَصَعّدُ
أقُولُ لحَرْفٍ لمْ يَدَعْ رَحْلُهَا لهَا
سَنَاماً، وَتَثْويرُ القَطا وَهَو هُجَّدُ
علَيْكِ فَتى النّاسِ الذي إنْ بَلَغْتِه
فَمَا بَعْدَهُ في نَائِلٍ مُتلَدَّدُ
وَإنّ لَهُ نَارَينِ كِلْتَاهُمَا لَهَا
قِرىً دائِمٌ قُدّامَ بيْتَيْهِ تُوقَدُ
فَهَذِي لِعَبْطِ المُشْبَعَاتِ إذا شتا،
وَهَذي يَدٌ فِيهَا الحُسَامُ المُهَنّدُ
وَلَوْ خَلّدَ الفَخْرُ امْرَأً في حَياتِهِ
خَلَدْتَ، وَمَا بَعْدَ النّبيّ مُخَلَّدُ
وَأنْتَ امْرُؤٌ عُوِّدْت للمَجْدِ عَادةً،
وَهَلْ فَاعِلٌ إلاّ بِمَا يَتَعَوّدُ
تسائلني: ما بال جنبك جافياً
أهم جفا أم جفن عينيك أرقد
فقلت لها: مَا بَلُ عِيَالٌ أرَاهُمُ
وَمَا لهُمُ مَا فِيهِ للغَيْثِ مَقْعَدُ
فَقالَتْ: أليسَ ابنُ الوَليد الذي لَهُ
يَمِينٌ بهَا الإمْحَالُ والفَقرُ يُطرَدُ
يَجودُ وَإنْ لمْ تَرْتَحِلْ يا ابنَ غالبٍ
إلَيْهِ، وَإنْ لاقَيْتَهُ فَهْوَ أجْوَدُ
مِنَ النّيلِ، إذْ عَمَّ المَنَارَ غُثَاؤهُ،
وَمَنْ يَأتِهِ مِنْ رَاغِبٍ فهوَ أسعدُ
فَإنّ ارْتِدادَ الهَمّ عَجْزٌ على الفَتى
عَلَيْهِ كَما رُدّ البَعِيرُ المُقَيَّدُ
وَلا خَيرَ في هَمٍّ إذا لمْ يَكُنْ لَهُ
زَمَاعٌ وَحَبْلٌ للصّرِيمَة مُحْصَدُ
جَرَى ابنُ أبي العاصي فَأحرَزَ غايَةً،
إذا أُحْرِزَتْ مَنْ نالهَا فَهوَ أمجَدُ
وَكانَ، إذا احْمَرّ الشّتَاءُ، جِفَانُهُ
جِفَانٌ إلَيْهَا بادِئُونَ وَعُوّدُ
لَهُمْ طُرُقٌ أقدامُهُمْ قد عَرَفْنَها
إلَيهِمْ وأيديهِمْ مِنَ الشّحمِ جُمَّدُ
وَما مِنْ حَنِيفٍ آلَ مَرْوَانَ مُسْلِمٍ،
وَلا غَيرِهِ إلاّ عَلَيْهِ لَكُمْ يَدُ
إذا عَدّ قَوْمٌ مَجدَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ،
فضَلتُمْ إذا ما أكرَمُ النّاسِ عُدّدوا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تزود فما نفس بعاملة لها
تزود فما نفس بعاملة لها
رقم القصيدة : 3333
-----------------------------------
تَزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا،
إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا
فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها،
وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا
وَسوْفَ ترَى النّفسَ التي اكتدحَتْ لها
إذا النّفسُ لمْ تَنطِقْ وَماتَ وَرِيدُها
وَكَمْ لأبي الأشْبالِ من فَضْلِ نِعمةٍ
بكَفّيْهِ عِنْدي أطْلَقَتْني سُغُودُها
فأصْبَحتُ أمْشِي فَوْقَ رِجْلَيّ قائِماً
عَلَيْهَا وَقَد كانَتْ طَوِيلاً قُعُودُها
وَكمْ يا ابنَ عَبدِ الله من فضْلِ نِعمةٍ
بكَفّيكَ عندي لمْ تُغَيَّبْ شهودُها
وكَمْ لَكُمُ مِنْ قُبّةٍ قَدْ بَنَيْتُمُ،
يَطُولُ عِمَادَ المُبْتَنِينَ عَمُودُها
بَنَتْهَا بِأيْدِيهَا بَجِيلَةُ خَالِدٍ،
وَنَالَ بهَا أعْلى السّمَاءِ يَزِيدُها
وَجَدْتُكُمْ تَعْلُونَ كُلَّ قُبَيْلَةٍ،
إذا اعتَزّ أقْرَانَ الأمُورِ شَدِيدُها
وَكَانَتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ غَارَةً،
فمنكُمْ مُحاميها وَمِنكُمْ عَميدُها
وَكُنْتُمْ إذا عَالى النّسَاءُ ذُيُولَهَا،
ليسعَينَ من خَوْفٍ فمنكُمْ أُسودُها
وَمَا أصْبَحَتْ يَوْماً بَجِيلَةُ خالِدٍ
وَإلاّ لَكُمْ أوْ مِنكُمُ مَنْ يَقودُها
إذا هيَ ماسَتْ في الدّرُوعِ وَأقْبَلَتْ
إلى الباسِ مَشْياً لمْ تجدْ من يذودُها
لَعمرِي! لَئنْ كانتْ بَجِيلَةُ أصْبحَتْ
قَدِ اهتَضَمَتْ أهلَ الجدودِ جدودُها
لَقَدْ تُدْلِقُ الغَارَاتِ يَوْمَ لِقائِهَا،
وَقَد كانَ ضَرّابي الجَماجم صِيدُها
مَعاقِلُ أيديها لِمَنْ جَاءَ عائِذاً،
إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنايا وَسُودُها
وَكانتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ بالقَنا
وَبالهِنْدوَانيّاتِ يَفْرِي حَديدُها
فَمَا خُلِقَتْ إلاّ لِقَوْمٍ عَطَاؤهَا،
يَكُونُ إلى أيْدي بَجِيلَةَ جُودُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل لا أصلح الله بينكم
بني نهشل لا أصلح الله بينكم
رقم القصيدة : 3334
-----------------------------------
بَني نَهْشَلٍ لا أصْلَحَ الله بَيْنَكُمْ،
وَزَادَ الّذي بَيْني وبَيْنَكُمُ بُعْدَا
أمِنْ شَرّ حَيٍّ لا تَزَالُ قَصِيدَةٌ
تُغَنّي بها الرّكْبَانُ طَالِعَةً نَجْدا
غَضِبْتُمْ عَلَيْنا أنْ عَلَتكمْ مُجاشعٌ،
وكانَ الّذي يَحمي ذِمارَكُمُ عَبدا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أترتع بالأمثال سعد بن مالك
أترتع بالأمثال سعد بن مالك
رقم القصيدة : 3335
-----------------------------------
أتُرْتِعُ بِالأمْثَالِ سَعْدُ بنُ مالِكٍ،
وَقَدْ قَتلُوا مَثْنىً بِظِنّةِ وَاحِدِ
إذا رَاحَ رُكْبَانُ الصّليبِ دَعَاهُمُ،
بِبُرْقَةِ مَهْزُولٍ، صَدىً غيرُ هامِدِ
فَلَمْ يَبْقَ بَينَ الحيّ سَعدِ بن مالِكٍ
وَلا نَهْشَلٍ إلاّ دِمَاءَ الأسَاوِدِ
إذاً فَأصَابَتْكُمْ مِنَ الله جَزّةٌ،
كَما جَزّ أعلى سُنبُلٍ كَفُّ حاصِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كل امرىء يرضى وإن كان كاملا
كل امرىء يرضى وإن كان كاملا
رقم القصيدة : 3336
-----------------------------------
كُلُّ امرِىءٍ يَرْضَى وَإنْ كان كامِلاً
إذا كانَ نِصْفاً من سَعيدِ بنِ خالِدِ
لَهُ من قُرَيشٍ طَيّبوها وَقَبْصُها،
وإنْ عَضّ كَفّيْ أُمّهِ كلُّ حاسِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا شئت غناني من العاج قاصف
إذا شئت غناني من العاج قاصف
رقم القصيدة : 3337
-----------------------------------
إذا شِئْتُ غَنّاني مِنَ العاجِ قاصِفٌ
على مِعْصَمٍ رَيّانَ لمْ يَتَخَدّدِ
لِبَيْضَاءَ مِنْ أهْلِ المَدينَةِ لم تَعِشْ
بِبُؤسٍ وَلَمْ تَتْبَعْ حَمولَة مُجْحَدِ
نَعِمْتُ بهَا لَيْلَ التّمامِ فَلمْ يكَدْ
يُرَوّي استِقائي هامَةَ الحائمِ الصّدي
وَقامَتْ تُخَشّيني زِيَاداً وَأجْفَلَتْ
حَوَاليّ في بُرْدٍ رَقِيقٍ وَمُجْسَدِ
فَقُلْتُ: ذَرِيني مِنْ زِيَادٍ، فإنّني
أرَى المَوْتَ وَقّافاً على كلّ مَرْصَدِ
وَلَيْسَتْ من اللاّئي العَدانُ مَقيظُها،
يَرُحْنَ خِفافاً في المُلاءِ المُعَضَّدِ
وَلَكِنّهَا يُجْبى النّصَارَى لأهْلِهَا،
وَتَنْمي إلى أعْلى مُنِيفٍ مُشَيَّدِ
حَوَارِيّةٌ تَمشي الضُّحَى مُرْجَحِنّةً،
وَتَمشي العَشِيَّ الخَيزَلَى رِخوَةَ اليدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لجارية بين السليل عروقها
لجارية بين السليل عروقها
رقم القصيدة : 3338
-----------------------------------
لَجَارِيَةٌ بَينَ السَّلِيلِ عُرُوقُهَا،
وَبَينَ أبي الصّهباءِ، مِنْ آلِ خَالِدِ
أحَقُّ بإغْلاءِ المُهُورِ مِنَ الّتي
رَبَتْ وَهْيَ تَنزُو في حجورِ الوَلائدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد رد الزمان وريبه
لعمري لقد رد الزمان وريبه
رقم القصيدة : 3339
-----------------------------------
لَعَمْرِي! لَقَدْ رَدّ الزّمانُ وَرَيْبُهُ
نَفِيسَةَ مِنْ مُلْكٍ إلى شرّ مَقعَدِ
سَبِيّةَ قَوْمٍ لَوْ دَعَتْ لأجَابَهَا
بَنُو الحَرْبِ ضرّابوا يَدَيْ كلّ أصْيدِ
وَلَوْ لمْ يَمُتْ آلُ المُهَلَّبِ لمْ تكُنْ
تَناوَلُها بالرِّجلِ مِنكَ وَلا اليَدِ
تَنَحَّ! أهَانَ الله مَثْوَاكَ خَاسِئاً،
عَنِ اسمِ نَبيّ المُسْلِمِينَ مُحَمّدِ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> فرقاك
فرقاك
رقم القصيدة : 334
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أموت من فرقاك .. و أموت بلقاك
وأموت من جورك .. و أموت بحنانك
كلٍ قضاه يموت مرّه .. و يفداك
و أنا أموت ألفين مرّه .. عشانك
أذكرك.. لا مني نسيت إني نسيتك
أنساك .. لامني ذكرت نسيانك
رضيت أنا بالهم لرضاك مرضاك
و ارخصت لك قلبٍ جرحته .. وصانك
أجيك في صدري عتاب .. و أبجفاك
و أرجع ألوم الوقت و أقول خانك
أحب فيك .. احساسي إني بلاماك
في عز خوفي منك أحس بأمانك
عجزت أفرق بين وصلك و فرقاك
ياللي عطيت الناس بيدك عنانك
مر تجيني لين أقول إني إياك
و مر تروح بعيد و انسى أوانك
أقبل و تقفي .. و اعتذر عن خطاياك
و أقول ما عييت .. عيا زمانك
و إن خانتك دنياك .. أو خنت دنياك
إرجع و تلقابي .. مكانك.. مكانك


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما ضرها أن لم يلدها ابن عاصم
ما ضرها أن لم يلدها ابن عاصم
رقم القصيدة : 3340
-----------------------------------
ما ضَرّها أنْ لمْ يَلِدْها ابنُ عَاصِمٍ،
وَأنْ لمْ يَلِدْها من زُرَارَةَ مَعْبَدُ
رَبِيبَةُ دَأيَات ثَلاثٍ رَبَبْنَهَا،
يُلَقّمْنَها مِنْ كلّ سُخنٍ وَمُبرَدِ
إذا انْتَبَهَتْ أطْعَمْنَها وَسَقَيْنَها،
وَإنْ أخَذَتْها نَعْسَةٌ لمْ تُسَهَّدِ
وَشَبّتْ فلا الأترَابُ تَرْجو لِقاءَها،
ولا بَيْتُها مِنْ سَامِرِ الحَيّ مَوْعدُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا جرير لم تكوني قبيلة
لولا جرير لم تكوني قبيلة
رقم القصيدة : 3341
-----------------------------------
لَوْلا جَرِيرٌ لمْ تَكُوني قَبِيلَةً،
بَجِيلٌ، وَلكِنْ جَدُّهُ بكِ أصْعَدا
بِهِ جَمَعَ الله التّشَتّتَ مِنْكُمُ،
كَمَا جَمَعَتْ رِيحٌ جَهاماً مُبَدَّدا
وَنَهنَهَ كَلباً عنكُمُ بَعدَما سَمَتْ
لخالِدِها، في يَوْمِ ضَنْكٍ، فَعَرّدا
ليَالي يَدْعُو ابْنَيْ نِزَارٍ لِنَصْرِهِ،
إلى النّسَبِ الأدْنَى إلَيْهِ، فأيّدا
وَلمْ يَدْعُ مَنْ كانَتْ بَجيِلَةُ قَبْلَهُ
إلى النّسَبِ المَغمورِ، لكِنْ تمَعدَدا
أخالِدُ! لَوْ حافَظْتُمُ وَشَكَرْتُمُ
عَرَفْتُمْ لِعَبدِ القَيْسِ عندكُمُ يدا
هُمُ مَنَعوكُمْ بَعدَما قَدْ غَنيتُمُ
إمَاءً لعَبْدِ القَيْسِ دَهْراً وَأعْبُدا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت بأعلى ذي قساء مطيتي
وقفت بأعلى ذي قساء مطيتي
رقم القصيدة : 3342
-----------------------------------
وَقَفْتُ بِأعْلى ذي قَسَاءٍ مَطِيّتي،
أُمَايِلُ في مَرْوَانَ وَابنِ زِيَادِ
فَقُلْتُ عُبَيْدُ الله خَيْرُهُمَا أباً،
وَأدْنَاهُما عُرْفاً لِكُلّ جَوَادِ
فتى السنّ كَهلُ الحِلمِ قد عَرَفتْ لَهُ
قَبَائِلُ مَا بَينَ الدُّنا وَإيَادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن يك سيف خان أو قدر أبى
إن يك سيف خان أو قدر أبى
رقم القصيدة : 3343
-----------------------------------
إنْ يكُ سَيْفٌ خانَ أوْ قَدَرٌ أبَى،
وَتأخيرُ نَفْسٍ حَتفُها غَيرُ شاهِدِ
فسَيْفُ بَني عَبْسٍ وقَد ضرَبوا بِهِ
نَبَا بيَدَيْ وَرْقاءَ عَنْ رَأسِ خالِدِ
كذاكَ سُيُوفُ الهندِ تَنبو ظُبَاتُها،
وَيَقْطَعْنَ أحياناً نِيَاطَ القَلائِدِ
وَلَوْ شِئْتُ قَدَّ السّيفُ ما بَينَ أنْفِهِ
إلى عَلَقِ، تحتَ الشّرَاسيف، جامد


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كذب الحي اليمانون شقوة
لقد كذب الحي اليمانون شقوة
رقم القصيدة : 3344
-----------------------------------
لَقَدْ كَذَبَ الحَيُّ اليَمانونَ شِقوَةً
بقَحطانِها، أحْرَارُها وَعَبيدُهَا
يَرُمُون حَقّاً للخِلافَةِ وَاضِحاً،
شَديداً أوَاسيها، طَوِيلاً عَمودُها
فإنْ تَصْبِرُوا فينَا تُقِرّوا بِحُكْمِنا،
وَإنْ عُدْتُمُ فيها فَسَوْفَ نُعيدُها
لَقَدْ كانَ، في آلِ المُهَلَّبِ، عِبْرَةٌ،
وَأشْيَاعِهِمْ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُها
يُقَحّمُهمْ في السّند سَيفُ ابن أحوَزٍ،
وَفُرْسَانُهُ شُهْبٌ يُشَبّ وقُودُها
أُسُودُ لِقَاءٍ مِنْ تَمِيمٍ سَمَتْ لهمْ،
سَرِيعٌ إلى وَلْغِ الدّمَاءِ وَرُودُها
لَعَمرِي! لقد عابوا الخلافةَ، إذ طغَوْا،
وفي يَمَنٍ عَبّادُهَا إذْ يُبِيدُها
فَمَا رَاعَهُمْ إلاّ كَتَائِبُ أصْبَحَتْ
تَدُوسُهُمُ، حتى أُنِيمَ حَصِيدُها
فصَارُوا كَمَنْ قد كان خالَفَ قبلهمْ،
وَمِن قَبلِهِمْ عادٌ عَصَتْ وَثمودُها
أبَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ إلاّ تَكَرّماً
عَلى النّاسِ، يَعلو كلَّ جَدٍّ جدودُها
إذا غَضِبَتْ يَوْماً عَرَانِينُ خِنْدِفٍ
وَإخوَتُهُمْ قَيسٌ، عَلَيها حَديدُها
حَسِبْتَ بأنّ الأرْضَ يُرْعَدُ مَتْنُها
وَصُمُّ الجبالِ الحُمرُ مِنها وَسودُها
إذا مَا قَضَيْنَا في البِلادِ قَضِيّةً،
جَرَى بَينَ عَرْضِ المَشرِقَينِ برِيدُها
لَنَا البَحْرُ وَالبَرُّ اللّذانِ تَجَاوَرَا،
وَمَنْ فِيهِما من ساكِنٍ لا يَؤودُها
لَقَد عَلِمَ الأحياءُ في كُلّ مَوْطِنٍ
بِأنّ تَميماً لَيْسَ يُغْمَزُ عُودُها
إذا نُدِبَ الأحيَاءُ يَوْماً إلى الوَغَى،
وَرَاحَتْ مِنَ المَاذِيّ جَوْناً جُلودُها
عَلِمْتَ بِأنّ العِزّ فيهِمْ وَمِنْهُمُ،
إذا ما التَقَى الأقرَانُ ثارَ أُسُودُها
وَيَوْما تَميمٍ: يَوْمُ حَرْبٍ وَنَجدَةٍ،
وَيَوْمُ مَقَامَاتٍ تُجَرُّ بُرُودُها
كَأنّكَ لمْ تَعرِفْ غَطارِيفَ خِندِفٍ
إذا خَطَبَتْ فَوْقَ المَنَابِرِ صِيدُها
إذا اجتَمَعَ الحَيَّانِ قيسٌ وَخندفٌ
فَثَمَّ معدُّ هَامُها وَعَديِدُها
وَإنّ امرأ يَرْجُو تَميماً وعِزّهَا،
كَبَاسِطِ كَفٍّ للنّجومِ يُريدُها
وَمِنّا نَبيُّ الله يتلُو كتابهُ
بِهِ دُوّخَتْ أوثانهَا وَيَهُودُها
وماباتَ مِنْ قَوْمٍ يُصلّونَ قِبلةً
ولا غيرُهمْ إلاّ قُريشٌ تَقُودُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تنصفونا يال مروان نقترب
إن تنصفونا يال مروان نقترب
رقم القصيدة : 3345
-----------------------------------
إنْ تُنصِفُونَا يالَ مَرْوَان نَقْتَرِبْ
إلَيكُمْ، وَإلاّ فأذَنُوا بِبِعَادِ
فَإنّ لَنَا عَنْكُمْ مَرَاحاً وَمَذْهَباً
بعِيسٍ، إلى رِيحِ الفَلاةِ، صَوَادي
مُخَيَّسَةٍ بُزْلٍ تَخايَلُ في البُرَى،
سَوَارٍ على طُولِ الفَلاةِ غَوادي
وفي الأرْض عن ذي الجوْرِ منأى ومذهبٌ،
وَكلُّ بِلادٍ أوْطَنَتْكَ بِلادِي
وَماذا عسَى الحَجّاجُ يَبْلُغُ جَهدُهُ،
إذا نَحْنُ خَلّفْنَا حَفِيرَ زِيادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبلغ أمير المؤمنين رسالة
أبلغ أمير المؤمنين رسالة
رقم القصيدة : 3346
-----------------------------------
أبْلِغْ أمِيرَ المُؤمِنينَ رِسَالَةً،
فعَجّلْ، هَداكَ الله، نَزْعَكَ خَالدَا
بَنى بِيعَةً فِيهَا الصّلِيبُ لأمّهِ،
وَهَدّمَ مِنْ بُغضِ الصلاةِ المساجدا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أن الرزية لا رزية مثلها
أن الرزية لا رزية مثلها
رقم القصيدة : 3347
-----------------------------------
أنّ الرّزِيّةَ لا رَزيّةَ مِثْلُهَا
للنّاسِ فَقْدُ مُحَمّدٍ وَمُحَمّدِ
مَلْكَينِ قَدْ خَلَتِ المنابرُ مِنهُما،
أخذَ المَنونُ عَلَيهِما بالمَرْصَدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تميم بن زيد قد سألتك حاجة
تميم بن زيد قد سألتك حاجة
رقم القصيدة : 3348
-----------------------------------
تَميمَ بنَ زَيْدٍ قَدْ سألتُكَ حَاجَةً
لتَجعَلَهُ من بَعضِ ما كنتَ لي تُهدي
وَكانَ تَمِيمٌ لي، إذا مَا دَعَوْتُهُ،
أجابَ كنَصْل السيفِ سُلّ من فَما بِتُّ إلاّ بَيّتَتْ أُمُّ عَارِضٍ
على عارِضٍ، تَبكي، مُشَقَّقَةَ البُرْدِ
فَهَبْ لي ابنَها فيما وَهَبْتَ فَرُبّمَا
وَهَبْتَ طَرِيفاتِ العَطاءِ مَعَ التُّلْدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ويل لفلج والملاح وأهلها
ويل لفلج والملاح وأهلها
رقم القصيدة : 3349
-----------------------------------
وَيْلٌ لِفَلْجٍ وَالمِلاحِ وَأهْلِهَا،
إذا جابَ دينارٌ صَفاها وَفَرْقَدُ
مِصَكّانِ قد كادتْ تشيبُ لحاهُما،
وَآخَرُ مِنْ نُوبِ المَدينَةِ أسْوَدُ
وَمَرّ كَمُرْديّ السفينة مَتْنُهُ،
يَظَلُّ الصَّفا من ضَرْبهِ يَتَوَقّدُ


شعراء الجزيرة العربية >> طلال الرشيد >> تنهيدتين ونار
تنهيدتين ونار
رقم القصيدة : 335
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كلّمني عنّك
أبعرف كل شيٍ عنّك منّك
قلّي وش أول جروحك
قلّي وش آخر أمل ترجيه روحك
إحكي عن طبعك
وعن ربعك
عن اللي يهزّ دمعك
قلّي وش معنى الحياة
قلّي بأنفاسك متى قد قلت آه
إحكّ لي عن الحب
إحكّ لي .. إحكّ لي
إحكّ لي عن الشوق
طر بي فوق .. فوق
خذني منّك
وإحكّ لي .. عنّك
الصدق
إن الأمل من قبل أعرفك .. كذب
والتضحيه أوهام
وإني أنا من قبل أعرفك
كنت أعرف أنام
كان السهر مو هالسهر
لعب .. و أغاني .. و إختصار
صار السهر تفكير
صار إنتظار
صار إحتظار
صار السهر .. تنهيدتين ونار
* * *
يا منتهى أمري
بالهمس قلّي مرّه يا عمري
وطر بي فوق .. فوق
خذني منّك
وإحكّ لي .. عنّك


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن مروان سهل حاجتي
لعمري لئن مروان سهل حاجتي
رقم القصيدة : 3350
-----------------------------------
لَعَمِري! لَئنْ مَرْوَانُ سَهّلَ حاجتي
وَفَكّ وَثَاقي عَنْ طَرِيدٍ مُشَرَّدِ
لَنِعْمَ فَتى الظُّلْماءِ وَالرّافِدُ القِرَى
وَضَارِبُ كَبْشِ العارِضِ المُتَوَقِّدِ
أغَرَّ، كأنَّ البَدرَ فَوْقَ جَبِينِهِ،
مَتى تَرَهُ البِيضُ الدّهاقينُ تَسجُدِ
وَكَائِنْ لَكُمْ آلَ المُهَلَّبِ مِنْ يدٍ
عَلَيّ، وَمَعْروفٍ يَرُوحُ وَيَغْتَدي
وَمَا مِنْ غُلامٍ مِنْ مَعَدٍّ عَلِمْتُهُ،
وَلا يمَنِ الأملاكِ مِنْ أرْضِ صَيهَدِ
لَهُ مِثْلُ جَدّ ابنِ المُهَلَّبِ وَالّذي
لَه عَددُ الحَصْباءِ من ذي التَّمعدُدِ
وَمَا حَمَلَتْ أيديهِمُ مِنْ جَنازَةٍ
وَلا ألْبَسَتْ أثوَابَها مِثْلَ مَخلَدِ
أبُوكَ الذي تُستَهزَمُ الخَيْلُ باسمِهِ
وَإن كانَ منها سَيرُ شَهرٍ مُطَرَّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مُذْ شَدّ حَقْوَيْهِ أنّهُ
هُوَ الّليْثُ، لَيْثُ الغابِ غيرُ المُعَرِّدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لكل الداء بيطار وعلم
لكل الداء بيطار وعلم
رقم القصيدة : 3351
-----------------------------------
لِكُلّ الدّاءِ بَيْطَارٌ وَعِلْمٌ،
وَبَيطارُ الكَلامِ أبُو زِيَادِ
مِدادٌ يُسْتَمَدُّ العِلْمُ مِنْهُ،
فيَرْضَى المُستَمِدُّ مِن المِدادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن كنت تخشى ضلع خندف فانطلق
إن كنت تخشى ضلع خندف فانطلق
رقم القصيدة : 3352
-----------------------------------
إنْ كنتَ تخشَى ضَلْعَ خندِفَ فانطَلِق
إلى الصِّيدِ من أوْلادِ عمرِو بن مَرْثَدِ
وَرَهطِ ابنِ ذي الجَدّين قيسِ بن خالِدٍ
إلى كُلّ شَدّاخِ الحمَالَةِ سَيّدِ
وَرَهْطِ أُثَالٍ أوْ قَتادَةَ عَمّهِ،
وَهَوْذَةَ في أعْلى البناء المُشَيَّدِ
وَإنْ تَأتِ عِجلاً مُطرَخِمّاً قديمُها،
وَيشكَر في صَعبِ الذُّرَى المُتصَعِّدِ
وَفي التَّيمِ تَيمِ اللاّتِ بَيتٌ وَجَدتُهُ
إلى نَضَدِ البَيْتِ الكَرِيمِ المُمَرَّدِ
هلم إلى الحكام بكر بن وائل
ولا تك مِثلَ الحائر للتردد
وَإنْ شئْتَ حَكّمْنَا أُثَالاً وَرَهْطَه،
وَإنْ شِئتَ حكّمنا رَبيعَ بنَ أسْوَدِ
أُنَاسٌ لَهُمْ عَادِيّةٌ يُهْتَدَى بها،
لَهُمْ مِرْفَدٌ عَالٍ على كلّ مِرْفَدِ
لَهُمْ قَسْورٌ لمْ يَحطِمِ النّاسُ رَأسه،
أبُو شائِكٍ أنْيَابُهُ لمْ يُقَيَّدِ
بأحلامِهِمْ يُنهَى الجَهُولُ فَينتَهي،
وَهُمْ حُكَمَاءُ النّاسِ للمُتَعَمِّدِ
يُرُوكَ بعَيْنَيْكَ الهُدى إنْ رَأيتَهُ،
وَلَيْسَ كُلَيْبيٌّ لِخَيْرٍ بِمُهْتَدِ
فَقَالَتْ لَنَا حُكّامُ بَكْرِ بنِ وَائلٍ
على مَجمَعٍ من كُلّ قَوْمٍ وَمَشهَدِ:
كُلَيْبٌ لِئَامُ النّاسِ لا يُنْكِرُونَهُ،
عَلَيهِمْ ثيابُ الذّلّ من كلّ مَقعَدِ
وَما يَجعلُ الظِّرْبا إلى رَهطِ حاجبٍ
وَرَهْطِ عِقالٍ ذي النّدى بن مَحمّدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يمت بكف من عتيبة أن رأى
يمت بكف من عتيبة أن رأى
رقم القصيدة : 3353
-----------------------------------
يَمُتّ بكَفٍّ من عُتَيْبَةَ أنْ رَأى
أنَامِلَهُ رُكّبْنَ في شَرّ سَاعِدِ
وَمِنْ قَعنَبٍ، هيهاتَ ما حلّ قَعْنَبٌ،
بَني الخَطَفى، بِالمَنْزِلِ المُتَباعِدِ
وَمِنْ آلِ عَتّابِ الرّديفِ وَلمْ يكُنْ
لَهُمْ عِنْدَ أبَوابِ المُلُوكِ بِشاهِدِ
فَخَرْتَ بمَا تَبْني رِيَاحٌ وَجَعْفَرٌ،
وَلَسْتَ بِمَا تَبْني كُلَيْبٌ بحَامِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن ربيع هل رأيت أحدا
يا ابن ربيع هل رأيت أحدا
رقم القصيدة : 3354
-----------------------------------
يا ابنَ رَبِيعٍ هَلْ رَأيْتَ أحَدَا
يَبْقَى عَلى الأيّامِ أوْ مُخَلَّدَا؟
كَأنّمَا كَانَ عُبَيْدٌ أرْمَدَا
بِالغَوْرِ، حَتى أنْجَدَتْ وَأنْجَدَا
قَلائِصٌ، إذا عَلَوْنَ فَدْفَدَا
يَرْمِينَ بِالطَّرْفِ النَّجَاءَ الأبْعَدَا
إذا قَطَعْنَ جدْجَداً وَجَدْجَدَا،
كَأنّنَا إذَا جَعَلْنَ ثَمْهَدَا
ذاتَ اليَمِينِ وَافْتَرَشْنَ القَرْدَدَا،
نَعُوجُ مِنْهُنّ نعاماً أُبَّدَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حباني بها البهزي نفسي فداؤه
حباني بها البهزي نفسي فداؤه
رقم القصيدة : 3355
-----------------------------------
حَباني بها البَهْزِي، نَفسِي فِدَاؤهُ،
وَمَنْ يَكُ مَولاهُ، فَلَيْسَ بوَاحِدِ
فنِعمَ الفتى عيسَى، إذا البُزْلُ حارَدتْ،
وَجَاءتْ بصُرّادٍ مَعَ اللّيْلِ بَارِدِ
نمَتْهُ النّواصي مِنْ سُلَيْمٍ إلى العُلى
وَأعرَاقُ صِدْقٍ بَينَ نَصْرٍ وَخالِدِ
بحَقّكَ تَحوِي المَكرُماتِ وَلمْ تَجِدْ
أباً لَكَ إلاّ مَاجِداً وَابنَ ماجِدِ
وَأنْتَ الذي أمْسَتْ نِزَارٌ تَعُدّهُ
لِدَفْعِ الأعادي والأمُورِ الشّدائِدِ
سَأُثْني بِمَا أوْلَيْتَني وَأعُدّهُ،
إذا القَوْمُ عَدّوا فَضْلَهُمْ في المَشاهدِ
نمَاكَ مُغِيثٌ ذو المَكارِم والعُلى
إلى خَيْرِ حَيٍّ مِنْ سُلَيْمٍ، وَوَالِدِ
هُمُ مَعْقِلُ العِزّ الذي يُتّقَى بِهِ،
إذا نَزَلَتْ بالنّاسِ إحْدى المآوِدِ
وَهُمْ شَرّفوا فَوْقَ البُنَاةِ وَقَاتَلُوا
مَساعي لمْ تَكْذِبْ مَقَالَةَ حَامِدِ
فِدىً لك نَفسِي، يا ابن نصرٍ، وَوَالدي،
وَمَاليَ مَالٍ مِنْ طَرِيفٍ وَتَالِدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يزيد أبو الخطاب أخرجه لنا
يزيد أبو الخطاب أخرجه لنا
رقم القصيدة : 3356
-----------------------------------
يَزِيدُ أبُو الخَطّابِ أخْرَجَهُ لَنَا
شَفِيقٌ عَلَيْنا في الأمورِ حَميدُها
وَقائلَةٍ مِنْ غَيرِ قَوْمي وَقَائِلٍ،
وَفي النّاسِ أقْوَامٌ بَوَادٍ حَسُودُها
على أنّها في الدّارِ قَالَتْ لقَوْمِها،
إذا ما مَعَدٌّ قيل: أينَ عَميدُها؟
رَأتْ رَبّةُ الرّحمان أخْرَجَهُ لَنَا،
وَجَدٌّ، وَمن خَيرِ الجدودِ سَعيدُها
فإنّ تَميماً إنْ خَرَجْتَ مُسَلَّماً
من السّجن، لم تُخلقْ صِغاراً جدودُها
وَكمْ نَذرَتْ من صَوْمِ شهرٍ وَحِجّةٍ
نِسَاءُ تَميم، إنْ أتَاهَا يَزِيدُها
هُوَ الجَبَلُ الأعلى الذي تَرْتَقي بِهِ
تَميمٌ على الأعداءِ تَخْطِرُ صِيدُها
لَهُ خَضَعَتْ قَيْسٌ وَخِندفُ كُلُّها،
وَقحطانُ طُرّاً كَهْلُهَا وَوَليدُها
وَبَكْرٌ وَعَبْدُ القَيْسِ وَابنَةُ وائِلٍ
أقَرّتْ لَهُ بالفَضْلِ صُعراً خُدودُها
إذا مَا، أبَا حَفْصٍ، أتَتْكَ رَأيْتَها
على شُعَرَاءِ النّاسِ يَعلُو قَصِيدُها
مَتى ما أرادوا أنْ يَقولوا حَدَا بهَا
من الشّعْرِ لمْ يَقدِرْ عَليْهِ مُرِيدُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتيتك من بعد المسير على الوجا
أتيتك من بعد المسير على الوجا
رقم القصيدة : 3357
-----------------------------------
أتَيْتُكَ من بُعْدِ المَسِيرِ عَلى الوَجَا،
رَجاءَ نَوَالٍ مِنْكَ، يا ابنَ زِيَادِ
خَوَاضِعَ يَعْمِينَ اللُّغَامَ، كَأنّما
مَنَاسِمُهَا مَعْلُولَةٌ بِجِسَادِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا تمدحن فتى ترجو نوافله
لا تمدحن فتى ترجو نوافله
رقم القصيدة : 3358
-----------------------------------
لا تَمْدَحَنّ فَتىً تَرْجُو نَوَافِلَهُ،
ولا تَزُرْ غَيرَهُ، مَا عَاشَ عَبّادُ
إذا تَرَحّلَ أقْوَامٌ أجَرْتَهُمُ،
عَادَتْ إلَيْكَ، بِمَا يُثنُونَ، عَوّادُ
ألَسْتَ غَيْثَ حَياً للنّاسِ مَاطِرُهُ،
وكلُّ غَيثٍ له في الأرْضِ رُوّادُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن أبي حاضر يا شر ممتدح
يا ابن أبي حاضر يا شر ممتدح
رقم القصيدة : 3359
-----------------------------------
يا ابنَ أبي حاضِرٍ، يا شَرّ مُمْتَدحٍ،
أنْتَ الفِدَاءُ لِعَبّادِ بنِ عَبادِ
أنْتَ الفِدَاءُ لخَيرٍ مِنْكَ مَأثُرَةً،
عِنْدَ التّنَائي، وَخَيرٍ منكَ في النّادي
المَازني الّذِي يَشْآكَ أوّلَهُ،
إذا جَرَيْتُمْ، بِآبَاءٍ وَأجْدَادِ
أغَرُّ أرْوَعُ مَحْضٌ غَيرُ مُؤتَشَبٍ،
مُرَدَّدٌ بَينَ أمْحَاضٍ وَأنْجَادِ
صَلْتُ الجَبينِ كرِيمُ العُودِ مُنتَجِبٌ،
لمْ يَدْرِ مَا طَعْمُ ثُدْيَيْ أُمّ أوْلادِ
أنْتَ ابنُ عَلْقَمَةَ المَحْمُودُ نائِلُهُ
وَخالُكَ السِّعرُ، سعرُ المصر وَالبادي
تَرَى قُدُورَ ابنِ عَبّادٍ مُعَسْكِرَةً،
وَالنّاسُ مِنْ صَادِرٍ عَنْها وَوَرّادِ
يَسْرِي فَيُصْبِحُ عَبّادٌ يُشَبّهُهُ
صَدْرَ الحُسَامِ نُقي من بَينِ أغماد


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نصبتم له قدرا فلما غلت لكم
نصبتم له قدرا فلما غلت لكم
رقم القصيدة : 3360
-----------------------------------
نَصَبْتُمْ لهُ قِدْراً، فَلَمّا غَلتْ لكمْ
تحَسّيْتُمُوها حِينَ شَبّ وَقُودُهَا
ضَرَبْنَا رُؤوسَ المُوقِديها وَكَبْشَها
بهِندِيّةٍ يَفْرِي الحَديدَ حَديدُها
جُنُودٌ لِدينِ الله تَضرِبُ مَن طَغى،
وَمَسْلَمَةُ السّيْفُ الحُسامُ يقودُها
أبُوهُ ابنُ أوْتَادِ الخِلافَةِ، وَالّذي
بهِ لقُرَيْشٍ كانَ تَجرِي سُعودُها
تَرَى صَدَأَ المَاذِيّ فَوْقَ جُلُودِهِمْ،
وَفي السّلْمِ أمْلاكٌ رِقَاقٌ يَرُودُها
أبَى لبَني مَرْوَانَ إلاّ عُلُوُّهُمْ،
إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنَايَا وسودُها
أبَارَ بكُمْ عَنْ دِينِهِ كُلَّ نَاكِثٍ،
كما الأممُ الأولى أُبِيرَتْ ثَمُودُها
أرَى الدِّينَ والدّنْيا بكُمْ جُمعا لكمْ
إذا اجتَمَعَتْ للعامِلينَ جُدودُها
أرَى كلَّ أرْضٍ كانَ صَعباً طَرِيقُها
أُذِلّ لَكُمْ بِالمَشْرَفيّ كَؤودُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يبلغ الخنزير عني رسالة
من يبلغ الخنزير عني رسالة
رقم القصيدة : 3361
-----------------------------------
مَنْ يُبْلِغُ الخِنْزِيرَ عَنّي رِسَالَةً،
نُعَيْمَ بنَ صَفْوَانٍ، خَليعَ بَني سَعدِ
فَما أنتَ بالقارِي فَتُرْجَى قِرَاتُهُ،
ولا أنتَ إذ لم تَفْرِ بالفاسِقِ الجَلْدِ
وَلَكِنَّ حِيرِيّاً أصَابَ نَقِيعَةً،
فَزَعْزَعَها في سَابِرِيٍّ وَفي بُرْدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عرفت المنازل من مهدد
عرفت المنازل من مهدد
رقم القصيدة : 3362
-----------------------------------
عَرَفْتَ المَنَازِلَ مِنْ مَهْدَدِ،
كَوَحي الزَّبورِ لَدَى الغَرْقَدِ
أنَاخَتْ بِهِ كُلُّ رَجّاسَةٍ،
وَسَاكِبَةِ المَاءِ لَمْ تُرْعِدِ
فَأبْلَتْ أوَارِيَّ حَيْثُ اسْتَطَا
فَ فَلُوُّ الجِيَادِ على المِرْوَدِ
بَرَى نُؤيَهَا دَراِجَاتُ الرّيَا
حِ كما يُبتَرَى الجَفنُ بالمبْرَدِ
تَرَى بَينَ أحْجَارِهَا للرّما
دِ كنَفضِ السّحيقِ من الإثمدِ
وَبِيضٍ نَوَاعِمَ مِثْلِ الدُّمَى
كِرَامٍ خَرَائِدَ مِنْ خُرَّدِ
تُقَطِّعُ للّهُوِ أعْنَاقَهَا
إذا مَا تَسَمّعْنَ للمُنْشِدِ
ألَمْ تَرَ أنّا بَني دَارِمٍ
زُرَارَةُ مِنّا أبُو مَعْبَدِ
وَمِنّا الّذِي مَنَعَ الوَائِدَا
تِ وَأحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأدِ
وَنَاجِيَةُ الخيرِ والأقْرعَانِ،
وَقَبْرٌ بِكَاظِمَةَ المَوْرِدِ
إذا مَا أتى قَبْرَهُ غَارِمٌ
أنَاخَ إلى القَبْرِ بِالأسْعَدِ
فذَاكَ أبي وأبُوهُ الّذِي
لِمَقْعَدِهِ حُرَمُ المَسْجِدِ
ألَسْنَا بِأصْحابِ يَوْمِ النِّسَا
رِ وَأصْحابِ ألْوِيَةِ المِرْبَدِ
ألَسْنَا الّذِينَ تَميمٌ بِهِمْ
تَسَامَى وَتَفخَرُ في المَشْهَدِ
وَقَدْ مَدّ حَوْلي مِنَ المَالِكَيْـ
ـنِ أوَاذِيُّ ذِي حَدَبٍ مُزْبِدِ
إلى هادِرَاتٍ صِعَابِ الرّؤو
سِ قساوِرَ للقَسورِ الأصْيَدِ
أيَطْلُبُ مَجْدَ بَني دارِمٍ
عَطِيّةُ كَالجُعَلِ الأسْوَدِ
وَمَجْدُ بَني دَارِمٍ فَوْقَهُ
مَكانَ السِّماكَينِ وَالفَرْقَدِ
سَأرْمي وَلَوْ جُعِلَتْ في اللّئَا
مِ وَرُدّتْ إلى دِقّةِ المَحْتِدِ
كُلَيْباً فَما أوْقَدَتْ نَارَهَا
لِقِدْحٍ مُفَاضٍ وَلا مِرْفَدِ
وَلا دَافَعُوا لَيْلَةَ الصّارِخِيـ
ـنَ لهُمْ صَوْتَ ذي غُرّةٍ موقدِ
وَلَكِنّهُمْ يَلْهَدُونَ الحَمِيـ
ـرَ رُدافى على الظّهرِ وَالقَرْدَدِ
على كُلّ قَعْسَاءَ مَحْزُومَةٍ
بِقِطْعَةٍ رِبْقٍ ولمْ تُلْبَدِ
مُوَقَّعَةٍ بِبَيَاضِ الرّكُو
بِ كَهودِ اليَدينِ معَ المُكهِدِ
قَرَنْبَى يُسوفُ قَفَا مُقْرِفٍ
لَئِيمٍ مَآثِره قُعْدَدِ
تَرَى كلَّ مُصْطَرّةِ الحَافِرَيْـ
ـنِ يُقالُ لها للنّكاحِ ارْكُدي
بِهِنّ يُحَابُونَ أخْتَانَهُمْ
وَيَشفونَ كُلَّ دَمٍ مُقْصَدِ
يُسُوفُ مَنَاقِعَ أبْوَالِهَا
إذا أقْرَدَتْ غَيرَ مُسْتَقْرِدِ
فَما حَاجِبٌ في بَني دَارِمٍ،
وَلا أُسْرَةُ الأقْرَعِ الأمْجَدِ
وَلا آلُ قَيْسٍ بَنُو خَالِدٍ،
وَلا الصِّيدُ صِيدُ بَني مَرْثَدِ
إذا أثْفَرُوا كُلَّ خَفّاقَةٍ
وَرَدْنَ بِهِمْ أحَدَ الأثْمُدِ
بأخْيَل مِنْهُمْ إذا زَيّنُوا
بِمَغرَتِهمْ حاجِبَيْ مُؤجَدِ
حِمارٌ لَهُمْ مِنْ بَنَاتِ الكُدا
دِ يُدَهمِجُ بالوَطْبِ وَالمِزْوَدِ
فَهَذا سِبَابي لَكُمْ فَاصْبِرُوا
على النّاقِرَاتِ وَلَمْ أعْتَدِ
إذا مَا اجْتَدَعتُ أُنُوفَ الّلئَا
مِ عَفَرْتُ الخُدودَ إلى الجَدجَدِ
يغُورُ بِأعْنَاقِها الغَائِروُ
نَ وَيَخبِطنَ نَجداً معَ المُنجِدِ
وَكَانَ جَرِيرٌ على قَوْمِهِ
كَبَكْرِ ثَمُودٍ لهَا الأنْكَدِ
رَغَا رَغْوَةً بِمَنَايَاهُم
فَصَارُوا رَمَاداً مَعَ الرِّمْدَدِ
وَتَرْبُقُ بِالّلؤمِ أعْنَاقَهَا
بِأرْبَاقِ لُؤمِهِمِ الأتْلَدِ
إلى مَقْعَدٍ كَمَبِيتِ الكِلا
بِ قَصِيرٍ جَوَانِبُهُ مُبْلدِ
يُوَارِي كُلَيباً إذا اسْتَجمَعَتْ،
وَيَعجزُ عَن مَجِلسِ المُقعَدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتوعدني قيس ودون وعيدها
أتوعدني قيس ودون وعيدها
رقم القصيدة : 3363
-----------------------------------
أتُوعِدُني قَيْسٌ وَدُونَ وَعيدِهَا
ثرَاءُ تَمِيمٍ وَالعَوَادِي مِنَ الأُسْدِ
سأُهدي لعَاوِي قَيسِ عَيلانَ إذا عَوَى
لِشِقوَتِهِ إحدى الدّوَاهي التي أُهدِي
وَأجْعَلُ يا قَيْسَ بنَ عَيلانَ بعَدَها
لِنَوْكاكِ أحْلاماً تَعيشُ بها بَعدي
ألمْ تَرَ قَيْساً لمْ تَكُنْ طَيرُها جَرَتْ
لَهَا بِمُعَافَاةٍ، ولا نَفَلٍ عِنْدِي
رَمَى الله فِيمَا بَينَ قَيْسٍ وَبَيْنَنَا،
عَلى كُلّ حالٍ، بِالعَداوَةِ وَالبُعدِ
وَزَادَهُمُ رَغْماً وَعَضّتْ رِقَابَهُمْ،
بأيْدي تَميمٍ، مُصْلَتَاتٌ من الهِنْدِ
وَكنتُ إذا مال النُّوكُ سَاقَ قَبِيلَةً
إليّ مَعَ الحَيْنِ المغَيِّبِ للرّشْدِ
شَدَخَتُ رُؤوسَ النّابحينَ وَحَطّمتْ
جَماجِمَهِمْ مِرْداةُ قَوْمٍ بهِا أرْدي
أحِينَ أعَاذَتْ بي تَمِيمٌ نِسَاءَهَا،
وَجُرّدتُ تَجرِيدَ اليَماني من الغِمدِ
وَمَدّتْ بضَبْعَيّ الرَّبَابُ وَدَارِمٌ،
وَعَمْروٌ، وَسَالَتْ من ورَائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَاءٌ، كَأنّهُ
دُجَى اللّيْلِ، محمودُ النّكاية وَالرِّفدِ
وَهَرّتْ كِلابُ الجِنّ مني وَبَصْبصَتْ
بِآذانِهَا مِنْ ضَغْمِ ضِرْغامةٍ وَرْدِ
تمَنّى ابنُ رَاعي الإبْلِ حَرْبي وَدونَهُ
شَمارِيخُ صعباتٌ تَشُقّ عَلى العَبْدِ
شَمَارِيخُ لَوْ أنّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أذَلَّ مِنَ القِرْدِ
وَمَا زلْتُ مذ كنتُ الخُماسيَّ تُتّقَى
بيَ الحرْبُ والعاوُونَ إذ نبحوا وَحدي
فَلَوْلا بَنُو مَرْوَانَ والدِّينُ إنّهُمْ
بَنُو أُمّنا كَفّوا الشّديدَ عن الضَّهدِ
لقد أُنكِحَتْ عِرْساكَ رَاعي مخَاضِنا،
وَبِعناكَ في نَجَرانَ بالحَذَفِ القَهْدِ
أهِبْ يا ابن رَاعي الإبْل إنّك لمْ تجدْ
أباً لكَ في جَيشٍ يَسِيرُ وَلا وَفْدِ
إذا خِفتَ أوْ لمْ تَستَطعْ خَوْضَ غمرةٍ
لِقَوْمٍ ذوِي دَرْءٍ لجَأتَ إلى سَعدِ
فإنْ تَكُ في سَعْدٍ فَأنْتَ لَئِيمُهَا،
وَفي عَامِرٍ مَوْلىً أذَلُّ مِنَ العَبْدِ
وَإنْ تَسألوا أُذْنَيْ قُتَيْبَةَ تَشْهَدا
لكم وَابنَ عَجلى إذ يُسحَّجُ في البُرْد
أبَا صَالِحٍ حَيْثُ انْتَقَيْنَا دِمَاغَه
من الرّأسِ عَن ضَاحٍ مَفارِقُهُ جَعدِ
وَكُنّا إذا القَيْسيُّ نَبّ عَتُودُهُ،
ضرَبناهُ فَوْقَ الأُنثَيينِ على الكَرْدِ
وَأوْرَثَكَ الرّاعي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً،
وَماطورَةً تحتَ السّوِيّةِ من جِلْدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لبشر بن مروان على كل حالة
لبشر بن مروان على كل حالة
رقم القصيدة : 3364
-----------------------------------
لِبِشْرِ بنِ مَرْوَانٍ عَلى كُلّ حَالَةٍ
من الدّهرِ فضْلٌ في الرَّخاء وفي الجَهدِ
قريعُ قُرَيشٍ وَالّذي بَاعَ مَالَهُ،
ليكسبَ حَمداً حِينَ لا أحدٌ يُجدي
يُنافِسُ بِشْرٌ في السّمَاحةِ وَالنّدى،
ليُحْرِزَ غَايَاتِ المَكارِمِ بالحَمْدِ
فكَمْ جبرَتْ كفّاكَ يا بشرُ من فتىً
ضَرِيكٍ وكمْ عَيّلتَ قوْماً على عَمدِ
وَصَيّرْتَ ذا فَقْرٍ غَنِيّاً، وَمُثْرِياً
فَقيراً، وَكُلاًّ قد حَذَوْتَ بلا وَعْدِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا تنكحن بعدي فتى نمرية
لا تنكحن بعدي فتى نمرية
رقم القصيدة : 3365
-----------------------------------
لا تَنكِحنْ بَعدي، فَتى، نَمِرِيّةًلا تَنكِحنْ بَعدي، فَتى، نَمِرِيّةً
مُزَمَّلَةً مِنْ بَعْلِهَا لِبِعَادِ
وَبَيْضَاءَ زَعرَاءَ المَفارِقِ شَجنَةً
مُوَلَّعَةً في خُضْرَةٍ وَسَوَادِ
لهَا بَشَرٌ شَثْنٌ كَأنّ مَضَمَّهُ
إذا عَانَقَتْ بَعْلاً مَضَمُّ قَتَادِ
قرَنتُ بنفسِي الشؤمَ في وِرْدِ حوْضِها،
فَجُرِّعْتُهُ مِلْحاً بِمَاءِ رَمَادِ
وَمَا زلْتُ حتى فَرّقَ الله بَيْنَنَا،
لَهُ الحَمْدُ منها في أذىً وَجِهادِ
تُجَدِّدُ لي ذِكَرَى عَذابِ جَهنّمٍ
ثَلاثاً تُمَسّيني بِهَا وَتُغَادِي


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأى عبد قيس خفقة شورت بها
رأى عبد قيس خفقة شورت بها
رقم القصيدة : 3366
-----------------------------------
رَأى عَبْدُ قَيسٍ خَفْقَةً شَوّرَتْ بها
يَدا قَابِسٍ ألْوَى بهَا ثمّ أخْمَدَا
أعِدْ نَظَراً يَا عَبْدَ قَيْسٍ فَرُبّمَا
أضَاءتْ لَكَ النّارُ الحِمارَ المُقَيَّدَا
حِمَارُ كُلَيْبيّينَ لمْ يَشْهَدُوا به
رِهَاناً وَلم يُلْفَوْا على الخَيل رُوَّدَا
عَسى أنْ يُعيدَ المُوقدُ النّارَ فالتمسْ
بعَينَيْكَ نَارَ المُصْطَلي حَيْثُ أوْقَدا
فَمَا جَهِدُوا يَوْمَ النِّسَارِ، وَلمْ تَعُدْ
نِسَاؤهُمُ مِنْهُمْ كَمِيّاً مُوَسَّدا
كُلَيْبِيّة لَمْ يَجْعَلِ الله وَجهَهَا
كَرِيماً ولمْ تَزْجُرْ لهَا الطّيرُ أسعَدا
فكَيْفَ وَقَدْ فَقَّأتُ عَينَيكَ تَبتَغي
عِنَاداً لِنَابَيْ حَيّةٍ قَدْ تَرَبّدا
مِنَ الصُّمّ تكفي مَرّةً مِنْ لُعَابِهِ،
وَمَا عادَ إلاّ كانَ في العَوْدِ أحمَدا
تَرَى ما يمسّ الأرْضَ مِنه، إذ اسَرَى،
صُدُوعاً تَفَأى بالدَّكادِكِ صُلَّدَا
لَئِنْ عِبْتَ نَارَ ابنِ المَرَاغَةِ إنّهَا
لألأمُ نَارٍ مُصْطَلينَ وَمَوْقِدا
إذا أثْقَبُوهَا بِالكُدادَةِ لَمْ تُضيء
رَئيساً وَلا عِنْدَ المُنِيخِينَ مَرْفَدا
وَلَكِنّ ظِرْبَى عِنْدَهَا يَصْطَلُونها،
يَصُفوّنَ للزَّرْبِ الصّفِيحَ المُسَنَّدا
قَنَافِذُ دَرَامُونَ خَلْفَ جِحاشِهم
لِمَا كَانَ إيّاهُمْ عَطِيّةُ عَوّدا
إذا عَسْكَرَتْ أُمُّ الكُلَيْبيّ حَوْلَهُ
وَظِيفاً لظُنْبُوبِ النّعامَةِ أسْوَدا
عَمَدْتَ إلى بَدْرِ السّمَاءِ وَدُونَهُ
نَفَانِفُ تَثْني الطَّرْفَ أنْ يَتَصَعّدا
هَجَوْتَ عُبيداً أنْ قَضَى وَهوَ صَادقٌ،
وَقَبْلَكَ مَا غَارَ القَضَاءُ وَأنْجَدا
وَقَبْلَكَ مَا أحْمَتْ عَدِيٌّ دِيَارَهَا،
وأصْدَرَ رَاَعِيهِمْ بِفَلّجٍ وَأوْرَدا
هُمُ مَنَعُوا يَوْمَ الصُّلَيعاءِ سِرْبَهُمْ
بِطَعْنٍ تَرَى فيهِ النّوَافِذَ عُنَّدا
وَهُمْ مَنَعُوا مِنْكُمْ إرَابَ ظُلامَةً،
فَلَمْ تَبْسُطُوا فِيها لِسَاناً وَلا يَدا
وَمِنْ قَبلِها عُذْتُمْ بأسْيَافِ مازِنٍ
غَداةَ كَسَوْا شَيبانَ عَضْباً مُهَنّدَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> زارت سكينة أطلاحا أناخ بهم
زارت سكينة أطلاحا أناخ بهم
رقم القصيدة : 3367
-----------------------------------
زَارَتْ سُكَيْنَةُ أطْلاحاً أناخَ بهِمْ
شَفَاعةُ النّوْمِ للعَيْنَينِ وَالسّهَرُ
كَأنّمَا مُوّتوا بالأمسِ إذْ وَقَعُوا،
وَقَدْ بَدَتْ جُدَدٌ ألوَانُهَا شُهُرُ
وَقد يَهيجُ على الشّوْقِ، الّذي بَعَثَتْ
أقْرَانُهُ، لائِحَاتُ البَرْقِ وَالذِّكَرُ
وَسَاقَنا مِنْ قَساً يُزْجي رَكائِبَنَا
إلَيكَ مُنتَجِعُ الحاجاتِ وَالقَدَرُ
وَجَائِحاتٌ ثَلاثٌ مَا تَرَكْنَ لَنَا
مالاً بهِ بَعْدَهُنّ الغَيْثُ يُنْتَظَرُ
ثِنتانِ لمْ تَتْرُكَا لَحماً، وَحاطِمَةٌ
بالعظمِ حَمرَاءُ حتى اجتيحت الغُرَرُ
فَقُلْتُ: كيفَ بأهلي حينَ عَضّ بهِمْ
عَامٌ لَهُ كُلُّ مَالٍ مُعَنِق جَزَرُ
عَامٌ أتَى قَبْلَهُ عَامَانِ مَا تَرَكَا
مَالاً وَلا بَلّ عُوداً فِيهِما مَطَرُ
تَقُولُ لَمّا رَأتْني، وَهْيَ طَيّبَةٌ
على الفِرَاشِ وَمِنِا الدّلُّ والخَفَرُ
كَأنّني طَالِبٌ قَوْماً بِجَائحَةٍ،
كَضَرْبَةِ الفَتْكِ لا تُبقي وَلا تَذَرُ:
أصْدِرْ هُمومَكَ لا يقْتُلْكَ وَارِدُهَا،
فكُلُّ وَارِدَةٍ يَوْماً لَهَا صَدَرُ
لَمّا تَفَرّقَ بي هَمّي جَمَعْتُ لَهُ
صَرِيمَةً لمْ يَكُنْ في عَزْمها خَوَرُ
فَقُلْتُ: ما هُوَ إلاّ الشّأمُ تَرْكَبُهُ،
كَأنّمَا المَوْتُ في أجْنَادِهِ البَغَرُ
أو أنْ تَزُورَ تَمِيماً في مَنَازِلِهَا،
بِمَرْوَ، وَهيَ مَخوفٌ، دُونَها الغَرَرُ
أوْ تَعطِفَ العِيسَ صُعراً في أزِمّتِها
إلى ابنِ لَيلى إذا ابزَوْزى بكَ السّفرُ
فَعُجْتُهَا قِبَلَ الأخْيَارِ مَنْزِلَةً،
وَالطّيّبي كُلِّ مَا التاثَتْ بهِ الأُزُرُ
قَرّبْتُ مُحلِفَةً أقْحَاد أسْنُمِهَا،
وَهُنّ مِنْ نَعَمِ ابْنَيْ دَاعِرٍ سِرَرُ
مِثْلُ النّعَائِمِ يُزْجِينَا تَنَقُّلَهَا
إلى ابنِ لَيلى بِنَا، التّهْجيرُ وَالبُكَرُ
خَوصاً حَرَاجيجَ ما تَدري أما نَقِبَتْ
أشكَي إلَيها إذا رَاحَتْ أمِ الدَّبَرُ
إذا تَرَوّحَ عَنها البَرْدُ حُلّ بِهَا
حَيْثُ التَقَى بَأعالي الأسهُبِ العَكَرُ
بحَيثُ ماتَ هَجيرُ الحَمضِ وَاختلطتْ
لَصَافِ حَوْلَ صَدى حَسَانَ وَالحفرُ
إذا رَجا الرّكْبُ تَعرِيساً ذكرْتُ لَهُمْ
غَيْثاً يَكونُ على الأيْدي له دِرَرُ
وَكَيْفَ تَرْجونَ تَغميضاً وَأهْلُكُمُ
بحيثُ تَلْحَسُ عَنْ أوْلادِها البَقَرُ
مَلْقوْنَ باللَّبَبِ الأقْصَى، مُقابِلُهمْ
عِطْفاً قَساً، وَبِرَاقٌ سَهلَةٌ عُفَرُ
وأقرَبُ الرّيفِ منهمْ سَيرُ مُنجَذِبٍ
بالقَوْمِ سَبْعَ لَيَالٍ رِيفُهُمْ هَجَرُ
سِيرُوا فإنّ ابنَ لَيلى مِنْ أمامِكُمُ،
وَبَادِرُوهُ فَإنّ العُرْفَ مُبْتَدَرُ
وَبَادِرُوا بابنِ لَيلى المَوْتَ، إنّ لَهُ
كَفّينِ مَا فِيهِمَا بُخْلٌ وَلا حَصَرُ
ألَيْسَ مَرْوَانُ وَالفارُوقُ قَدْ رَفَعَا
كَفّيْهِ، وَالعُودُ ماءَ العِرْقِ يَعتصِرُ
ما اهتَزّ عُودٌ لَهُ عِرْقانِ مِثْلُهُما،
إذا تَرَوّحَ في جُرْثُومِهِ الشّجَرُ
ألفَيْتَ قَوْمَكَ لمْ يَترُكْ لأثْلَتِهِمْ
ظِلٌّ وَعَنْهَا لِحَاءُ السّاقِ يُقتَشَرُ
فَأعْقَبَ الله ظِلاًّ فَوْقَهُ وَرَقٌ،
مِنْهَا بِكَفّيْكَ فيه الرّيشُ وَالثّمَرُ
وَمَا أُعِيدَ لَهُمْ حَتى أتَيْتَهُمُ،
أزْمانَ مَرْوَانَ إذْ في وَحْشِا غِرَرُ
فَأصْبَحُوا قَدْ أعَادَ الله نِعمَتَهُمْ
إذْ هُمْ قُرَيشٌ وَإذْ مَا مثلهمْ بشَرُ
وَهُمْ إذا حَلَفُوا بالله مُقْسِمُهُمْ
يَقُولُ: لا وَالذي مِنْ فَضْلهِ عُمَرُ
على قُرَيشٍ إذا احتَلّتْ وَعَضّ بهَا
دَهْرٌ، وَأنْيَابُ أيّامٍ لَهَا أثَرُ
وَمَا أصَابَتْ مِنَ الأيّامِ جَائِحَةٌ
للأصْلِ إلاّ وَإنْ جَلّتْ سَتُجتَبَرُ
وَقد حُمِدتَ بأخلاقٍ خُبِرْتَ بِهَا،
وَإنّمَا، يا ابن لَيلى، يُحمَدُ الخَبَرُ
سَخاوَةٌ من نَدى مَرْوَانَ أعْرِفُهَا،
وَالطّعْنُ للخَيْلِ في أكتافها زَوَرُ
وَنَائِلٌ لابنِ لَيْلى لَوْ تَضَمّنَهُ
سَيْلُ الفُرَاتِ لأمْسَى وَهوَ مُحتَقَرُ
وكان آلُ أبي العاصي إذا غَضِبُوا،
لا يَنْقُضُونَ إذا مَا استُحصِدَ المِرَرُ
يَأبَى لهُمْ طُولُ أيْديهِمْ وَأنّ لهُمْ
مَجْدَ الرِّهَانِ إذا ما أُعظِمَ الخَطَرُ
إنْ عاقَبُوا فالمَنايا مِنْ عُقُوبَتِهِمْ،
وَإنْ عَفَوْا فَذوْو الأحلامِ إنْ قَدرُوا
لا يَستَثِيبُونَ نُعماهُمْ إذا سَلَفَتْ،
وَلَيْسَ في فَضْلِهِمْ مَنٌّ ولا كَدَرُ
كَمْ فَرّقَ الله مِنْ كَيْدٍ وَجَمّعَهُ
بِهمْ، وَأطْفَأ مِنْ نَارٍ لهَا شَرَرُ
وَلَنْ يَزَالَ إمَامٌ مِنهُمُ مَلِكٌ،
إلَيْهِ يَشُخَصُ فَوْقَ المِنبَرِ البَصَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن الأرامل والأيتام قد يئسوا
إن الأرامل والأيتام قد يئسوا
رقم القصيدة : 3368
-----------------------------------
إنّ الأرَامِلَ وَالأيْتَامَ قَد يَئِسُوا،
وَطَالِبي العُرْفِ إذْ لاقَاهُمُ الخَبَرُ
أنّ ابنَ لَيلى بأرْضِ النّيلِ أدْرَكَهُ،
وَهُمْ سِرَاعٌ إلى مَعرُوفِهِ، القَدَرُ
لَما انْتَهَوْا عِنْدَ بَابٍ كانَ نَائِلُهُ
بِهِ كَثيراً وَمِنْ مَعرُوفِهِ فَجرُ
قالوا: دَفَنّا ابنَ لَيلى، فاستَهَلّ لهُمْ،
مِنَ الدّمُوعِ عَلى أيّامِهَا، دِرَرُ
مِنْ أعْيُنٍ عَلِمَتْ أنْ لا حِجازَ لهمْ
وَلا طَعامَ إذا مَا هَبّتِ القِرَرُ
ظَلّوا على قَبْرِهِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ،
وَقَدْ يَقُولون، تارَاتٍ، لَنَا العبَرُ
يُقَبّلُونَ تُرَاباً فَوْقَ أعْظُمِهِ،
كَما يُقَبَّلُ في المَحجوجةِ الحَجَرُ
لله أرْضٌ أجَنّتُهُ ضَرِيحَتُهَا،
وَكَيْفَ يُدْفَنُ في المَلحودةِ القَمَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا
تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا
رقم القصيدة : 3369
-----------------------------------
تَذَكّرَ هذَا القلبُ منْ شَوْقِهِ ذِكَرَا،
تَذَكّرَ شَوْقاً لَيْسَ نَاسِيَهُ عَصْرَا
تَذَكّرَ ظَمْيَاءَ الّتي لَيْسَ نَاسِياً،
وَإنْ كانَ أدْنَى عَهدِهَا حِججاً عشرَا
وَمَا مُغْزِلٌ بِالغَوْرِ غَوْرِ تِهَامَةٍ
تَرَعّى أرَاكاً مِنْ مَخارِمِها نَضْرَا
مِنَ العُوجِ حَوّاءَ المَدامعِ تَرْعَوِي
إلى رَشَأٍ طِفْلٍ تَخالُ بهِ فَتْرَا
أصَابَتْ بِأعلى الوَلْوَلانِ حِبَالَةً،
فما استَمسكَتْ حتى حسبنَ بها نَفرَا
بِأحْسَنَ مِنْ ظَمْيَاءَ يَوْمَ لَقيتُها،
وَلا مُزْنَةٌ رَاحَتْ غَمامَتها قَصْرَا
وَكَمْ دُونَها مِنْ عاطِفٍ في صرِيمةٍ
وَأعداءِ قَوْمٍ يَنذُرُونَ دَمي نَذْرَا
إذا أوْعَدُوني عِنْدَ ظَمْيَاءَ سَاءَهَا
وَعيدي وَقالَتْ: لا تقولوا لَه هُجْرَا
دَعاني زِيَادٌ للعَطَاءِ وَلَمْ أكُنْ
لأقرَبَهُ ما سَاقَ ذُو حَسَبٍ وَفْرَا
وَعِنْدَ زِيَادٍ لَوْ يُرِيدُ عَطَاءَهُمْ
رِجَالٌ كَثيرٌ قَدْ يَرَى بهمُ فَقْرَا
قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَةٍ
عَوَانٍ مِنَ الحَاجات أوْ حاجةٍ بِكَرا
فَلَمّا خَشِيتُ أنْ يَكُونَ عَطاؤهُ
أداهِمَ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمَرا
فَزِعْتُ إلى حَرْفٍ أضَرّ بِنَيّهَا
سُرَى الليلِ وَاستعرَاضُها البلَدَ القَفرَا
تنفس من بهوٍ من الجوف واسع
إذا مدَّ حيزوماشراسيفها الضفرا
تَرَاهَا إذَا صَامَ النّهَارُ كَأنّمَا
تُسامي فَنيقاً أوْ تُخالِسُهُ خَطْرَا
تَخوضُ إذا صَاحَ الصّدى بعد هَجعَةٍ
مِنَ اللّيْلِ مُلتَجّاً غياطِلُهُ خَضرَا
وَإنْ أعرَضَتْ زَوْرَاءَ أوْ شَمّرَتْ بهَا
فَلاةٌ تَرَى مِنها مَخارِمَها غُبْرَا
تَعادَينَ عَنْ صُهْبِ الحَصَى وكأنّما
طَحَنّ بهِ من كلّ رَضرَاضَةٍ جَمرَا
عَلى ظَهرِ عَادِيٍّ كَأنّ مُتُونَهُ
ظُهُورُ لأىً تُضْحي قَياقيُّهُ حْمْرَا
وكم من عَدُوٍّ كاشْحٍ قَد تجاوَزَتْ
مَخافَتُه حَتى يكونَ لهَا جَسْرَا
يَؤمّ بهَا المَوْمَاةَ مَنْ لَنْ تَرَى لَهُ
إلى ابنِ أبي سُفيَان جاهاً وَلا عُذْرا
وَحِضْنَينِ مِنْ ظَلْمَاءِ لَيْلٍ سرَيتُهُ
بأغيَدَ قد كانَ النّعاسُ لَهُ سُكْرَا
رَمَاهُ الكَرَى في الرّأسِ حتى كأنّهُ
أمِيمُ جَلامِيدٍ تَرَكْنَ بِهِ وَقْرَا
جَرَرْنَا وَفَدّيْنَاهُ حَتى كَأنّمَا
يَرَى بهَوَادي الصّبحِ قَنْبَلَةً شُقرَا
مِنَ السّيْرِ وَالإسْآدِ حَتى كَأنّما
سَقَاهُ الكَرَى في كلّ مَنزِلَةٍ خَمرَا
فَلا تُعْجِلاني صَاحِبَيّ، فَرُبّمَا
سَبَقْتُ بِوِرْدِ المَاءِ غادِيَةً كُدْرَا


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أيظن
أيظن
رقم القصيدة : 337
-----------------------------------
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كأن فريدة سفعاء راحت
كأن فريدة سفعاء راحت
رقم القصيدة : 3370
-----------------------------------
كَأنّ فَرِيدَةً سَفْعَاءَ رَاحَتْ
بِرَحْلي أوْ بَكَرْتُ بها ابتِكَارَا
لهَا بدَخُولِ حَوْمَلَ بَحْزَجيٌّ
تَرَى في لَوْن جُدّتِهِ احمِرَارَا
كلوْنِ الأرْضِ يَرْقدُ حيثُ يُضْحي
بِأعْلى التَّلْعِ أضْمَرَتِ الحِذارَا
عَلَيْهِ فَلَمْ يَئِلْ، وَرَأى خَليعٌ
قَليلُ الشيءِ يَتّبِعُ القِفَارَا
تَحَرّيها إلَيْهِ، وَحَيْثُ تَنْأى
بِشِقّ النّفْسِ تَرْهبُ أنْ يُضَارَا
إذا جَمَعَتْ لَهُ لَبَناً أتَتْهُ
بِضَهْلِ وَتينِها تَخشَى الغِرَارَا
فأوْجَسَ سَمْعُها مِنهُ فأصْغَتْ
غَمَاغِمَ بِالصّرِيمَةِ أوْ خُوَارَا
فَطافَتْ بالهَبيرِ بحَيْثُ كَانَتْ
بِدِرّتِهَا تَعَهَّدُهُ مِرَارَا
فَلاَقَتْ حيثُ كانَ دماً وَمَسْكاً
حَديثَ العَهدِ قد سَدِكَ الغُبارَا
فَرَاحَتْ كالشِّهابِ رَمَى عِشاءً
بِهِ الغِلْمانُ تَقتَحِمُ الخَبَارَا
فَتِلْكَ كأنّ رَاحِلَتي اسْتَعارَتْ
قَوَائِمَهَا الخَوانِفَ وَالفَقَارَا
وَإنّا أهْلُ بَادِيَةٍ، وَلَسْنَا
بأهْلِ دَرَاهِمٍ حَضَرُوا القَرَارَا
أُزَكّي عِنْدَ إبْرَاهِيمَ مَالي،
وَأغْرَمُ عَنْ عُصَاةِ بَني نَوَارَا
فَإلاّ يَدْفَعِ الجَرّاحُ عَنّي،
أكُنْ نجماً بغَرْبِ الأرْضِ غَارَا
فَلَوْلا أنْتَ قَدْ هَبَطَتْ رِكابي
مِنَ الأوَدَاةِ أوْدِيَةً قِفَارَا
قَوَاصِدَ للإمام مُقَلِّصَاتٍ،
يَصِلْنَ بِلَيْلِهِنّ بِنَا النّهَارَا
كَأنّ نَعَائِماً تَعْوِي بُرَاهَاً،
إذا سَفَرَتْ مَحازِمُها الضِّفَارَا
وَمَنْ يَرَنَا، وَأرْحُلُنَا عَلَيْهَا،
يُخَيّلْ أنّ ثَمّ بهِا نَفَارَا
بِأْرْحُلِنَا يَخِدِنَ، وَقَدْ جَعَلْنَا
لِكُلّ نَجيبَةٍ مِنْهَا زِيَارَا
وَلَوْلا مَوْقِعُ الأحْنَاءِ مِنْهَا،
ومَسُّ حِبالِهَا، حُسِبتْ صُواراَ
نُضَارُ الدّاعِرِيَّةِ إِنَّ مِنْهَا
إذا نُسِبَتْ أسِرّتُهَا، نُضَارَا
كَأنّ نَجَاءَ أرْجُلِهِنّ لَمّا
ضَرَحْنَ المَرْوَ يَقتَدحُ الشّرَارَا
كَأنّ نِعَالَهُنّ مُخَدَّمَاتٍ
عَلى شَرَكِ الطّرِيقِ إذا استَنارَا
تَساقُطُ رِيشِ غَادِيَةٍ وَغَادٍ،
حَمامَيْ قَفْرَةٍ وَقَعَا فَطَارَا
تَبِعْنَا مَوْقِعَ النّسْرَينِ حَتى
تَرَكْنَا مُخَّ أسْمَنِهِنّ رَارَا
إذاً لأقَمْتُ أعْنَاقَ المَطَايَا
إلى مَلِكٍ، إلَيهِ المُلْكُ صَارَا
أغَرَّ تَنَظَّرُ الآفَاقُ مِنْهُ
غُيُوماً، غَيرَ مُخْلِفَةٍ غِرَارَا
تُرَاثاً غَيرَ مُغْتَصَبٍ، وَلِكنْ
لِعَدْلِ مَشُوَرَةٍ كَانُوا خِيَارَا
هُمُ وَرِثُوا الخلافةَ حَيثُ شُقّتْ
عَصَا الإسْلامِ وَاشتغرَ اشتغارَا
قُلُوبُ مُنافِقينَ طَغَوْا وَشَبّوا،
بِكُلّ ثَنِيّةٍ بِالأرْضِ، نَارَا
وَلَكِنّي اطْمَأَنّ حَشَايَ لَمّا
عَقَدْتَ لَنَا بذِمّتِكَ الجِوَارَا
وَمَنْ تَعْقِدْ لَهُ بيَدَيْكَ حَبْلاً
فَقَدْ أخَذَتْ يَداهُ لَهُ الخِيَارَا
وَما تَكُ يا ابنَ عَبْدِ الله فِينَا،
فَلا ظُلْماً نَخافُ وَلا افْتِقَارَا
سَيَبْلُغُ مَا جَزَيتُكَ من ثَنَائي،
بِمَكّةَ، مَنْ أقَامَ بهَا وَسَارَا
ثَنَاءً لَسْتُ كَاذِبَهُ، كَفَتْني
يَداكَ نَوَائِبَ الحَدَثِ الكِبَارَا
وَمَنْ يَعْقِدْ لَهُ الجَرّاحُ حَبْلاً
فَلا يَخْشَى لِذِمّتِهِ غِرَارَا
إذا قَحْطَانُ بِالخَيْفَينِ لاقَتْ،
إذا احتَصَرَتْ مَناسِكَها نِزَارَا
رَأوْا لَكَ غُرّةً فَضَلَتْ عَلَيْهِمْ
مِنَ الأحْساب وَالعَدَدِ الكُثَارَا
إذا قَزِعَ النّسَاءُ فَلا تُبَالي
لهَا سُوقاً خَرَجْنَ وَلا خِمَارَا
خَفَضْنَ إذا رَأيْنَكَ كُلَّ ذَيْلٍ
وَوَارَينَ الخَلاخِلَ وَالسّوَارَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
رقم القصيدة : 3371
-----------------------------------
تَمَنّى ابنُ مَسعُودٍ لِقائي سَفَاهَةً،
لَقَد قالَ حَيْناً يَوْمَ ذاكَ وَمُنكَرَا
مَتى تَلْقَ مِنّا عُصْبَةً يا ابنَ خَالِدٍ
رَبيئَةَ جَيشٍ أوْ يَقودونَ مِنْسَرَا
تَكُنْ هَدَراً إنْ أدرَكَتْكَ رِماحُنا،
وَتُترَكَ في غَمّ الغُبَارِ مُقَطَّرَا
مَنَتْ لَكَ مِنّا أنْ تُلاقيَ عُصْبَةً
حِمَامُ مَنَايَا قُدْنَ حَيْناً مُقَدَّرَا
عَلى أعْوَجِيّاتٍ، كَأنّ صُدُورَهَا
قَنا سَيْسَجانٍ مَاؤهُ قَدْ تَحَسّرَا
ذَوَابِلَ تُبْرَى حُولُها لِفُحُولِهَا،
تَرَاهُنّ مِنْ قَوْدِ المَقانِبِ ضُمَّرَا
إذا سَمِعَتْ قَرْعَ المَساحِلِ نَازَعَتْ
أيَامِنُهُمْ شَزْراً مِنَ القدّ أيْسَرَا
يَذُودُ شِدادُ القَوْمِ بَينَ فُحُولِها
بِأشْطانَهَا مِنْ رَهْبَةٍ أنْ تُكَسّرَا
وَكُلُّ فَتىً عَارِي الأشاجعِ لاحَهُ
سَمُومُ الثّرَيّا لَوْنُهُ قَدْ تَغَيّرَا
على كُلّ مِذْعانِ السُّرَى رَادِنِيّةٍ
يَقُودُ وَأىً غَمرَ الجِرَاءِ مُصَدَّرَا
شَديدَ ذَنوبِ المَتنِ مُنغَمِسَ النَّسا
إذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَراثيمُ أحْضَرَا
وَكَمْ مِنْ رَئِيسٍ غَادَرَتْهُ رِماحُنا
يمُجّ نجيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أحْمَرَا
وَنَحْنُ صَبَحْنا الحَيَّ يَوْمَ قُرَاقِرٍ
خَميساً كأرْكانِ اليَمامَةِ مِدْسَرَا
وَنَحْنُ أجَرْنَا يَوْمَ حَزْنِ ضَرِيّةٍ،
وَنَحنُ مَنَعنا يَوْمَ عَيْنَينِ مِنقَرَا
وَنَحْنُ حَدَرْنَا طَيّئاً عَنْ جِبَالِها،
وَنحنُ حدَرْنا عن ذُرَى الغَوْرِ جَعفَرَا
بِأرْعَنَ جَرّارٍ تَفِيءُ لَهُ الصُّوَى،
إذا ما اغتَدى من مَنزِلٍ أوْ تهَجّرَا
لَهُ كَوْكَبٌ إذ ذرّتِ الشمسُ وَاضحٌ،
تَرَى فيهِ مِنّا دارِعِينَ وَحُسَّرَا
أبي يَوْمَ جَاءتْ فَارِسٌ بجُنُودِها
على حَمَضَى رَدّ الرّئيسَ المشَوَّرَا
غَدا وَمَساحي الخيْلِ تَقْرَعُ بَيْنَها،
وَلمْ يَكُ في يَوْمِ الحِفاظِ مُغَمِّرَا
كَأنّ جُذُوعَ النّخْلِ لمّا غَشينَهُ
سَوَابِقُها مِنْ بَينِ ورْدٍ وَأشْقَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
رقم القصيدة : 3372
-----------------------------------
لَوَى ابنُ أبي الرّقْراقِ عَيْنَيْهِ بَعدما
دَنَا مِنْ أعَالي إيلِيَاءَ وَغَوّرَا
رَجَا أنْ يَرَى مَا أهْلُهُ يُبْصِروُنَهُ
سُهَيْلاً، فَقَدْ وَارَاهُ أجْبَالُ أعفَرَا
فكُنّا نَرَى النّجْمَ اليَمانيَّ عِنْدَنَا
سُهَيلاً فحالَتْ دُونَهُ أرْضُ حِميرَا
وَكُنّا بِهِ مُسْتَأنِسِينَ كَأنّهُ
أخٌ أوْ خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَغَيّرَا
بَكَى أنْ تَغَنّتْ فَوْقَ سَاقٍ حمامةٌ
شَآمِيّةٌ هَاجَتْ لَهُ فَتَذَكّرَا
وَأضْحَى الغَواني لا يُرِدْنَ وِصَالَهُ،
وَبَيْنَا تَرَى ظِلَّ الغِيَايَةِ أدْبَرَا
مَخابىءَ حُبٍّ مِنْ حُمَيدَةَ لمْ يزَلْ
بِهِ سَقَمٌ، مِنْ حُبّها، إذْ تَأزّرَا
فَلَوْ كانَ لي بالشّأمِ مثلُ الذي جَبَتْ
ثَقِيفٌ بِأمْصَارِ العِرَاقِ، وَأكْثَرَا
فَقِيلَ: أتِهِ! لمْ آتِهِ، الدّهْرَ، مَا دَعَا
حَمَامٌ عَلى سَاقٍ هَدِيلاً فقَرْقَرَا
تَرَكْتُ بَني حَرْبٍ وَكانُوا أئِمَّةً،
وَمَرْوَانَ لا آتِيهِ، وَالمُتَخَيَّرَا
أبَاكَ، وَقَدْ كان الوَليدُ أرَادَني
لِيَفْعَل خَيْراً أوْ لِيُؤمِنَ أوْجَرَا
فَمَا كُنْتُ عَن نَفسي لأرْحلَ طائعاً
إلى الشّأمِ حتى كنتَ أنتَ المُؤمَّرَا
فلَمّا أتَاني أنّهَا ثَبَتَتْ لَهُ
بِأوْتَادِ قَرْمٍ، مِنْ أُمَيّةَ، أزْهَرَا
نَهَضْتُ بِأكْنَافِ الجَناحَينِ نَهضَةً
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض فرْعاً وعُنصرَا
فَحُبُّكَ أغْشَاني بِلاداً بَغِيضَةً
إليّ، وَرُومِيّاً بِعَمّانَ أقْشَرَا
فلَوْ كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ حَلّ مُقبِلاً
بإحْداهما مِنْ دونِكَ المَوْتُ أحمَرَا
حَيِيتُ بأُخْرَى بَعْدَهَا إذْ تجَرّمَتْ
مَداها عَسَتْ نَفسي بها أنْ تُعَمَّرَا
إذاً لَتَغَالَتْ بِالفَلاةِ رِكَابُنَا
إلَيْكَ بنا يَخْدِينَ مَشْياً عَشَنزَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فداك من الأقوام كل مزند
فداك من الأقوام كل مزند
رقم القصيدة : 3373
-----------------------------------
فَداكَ مِنَ الأقْوَامِ كُلُّ مَزَنَّدٍ
قَصِيرِ يَدِ السِّرْبَالِ مُسترِقِ الشِّبرِ
مِنَ المُزْلَهِمّينَ الّذِينَ كَأنّهُمْ
إذا احتَضَرَ القَوْمُ الخِوَانَ على وِتْرِ
فأنتَ ابنُ بَطحاويْ قُرَيشٍ، فإنْ تَشأْ
تنلْ من ثَقيفٍ سَيلَ ذي حَدَبٍ غَمرِ
وَأنْتَ ابنُ فَرْعٍ مَاجِدٍ لِعَقِيلَةٍ،
تَلَقّتْ لَهُ الشمسُ المُضِيئةُ بالبَدْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكان يجير الناس من سيف مالك
وكان يجير الناس من سيف مالك
رقم القصيدة : 3374
-----------------------------------
وَكانَ يُجيرُ النّاسَ مِنْ سيفِ مالكٍ،
فَأصْبَحَ يَبغي نَفْسَهُ مَنْ يُجيرُهَا
فكانَ كَعَنْزِ السَّوْءِ قامَتْ بظِلْفِها
إلى مُدْيَةٍ وَسْطَ التّرَابِ تُثِيرُها
ستَعَلَمُ عَبدُ القيسِ إنْ زَالَ مُلكُها
عَلى أيّ حالٍ يَسْتَمِرُّ مَرِيرُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعاني إلى جرجان والري دونه
دعاني إلى جرجان والري دونه
رقم القصيدة : 3375
-----------------------------------
دَعَاني إلى جُرْجَانَ وَالرّيُّ دُونَهُ
أبُو خالِدٍ، أني إذاً لَزَؤورُ
لآتيَ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ثَائِراً
بأعْرَاضِهَا، والدّائِرَاتُ تَدُورُ
سَآبَى وَتَأبَى لي تَميمٌ، وَرُبّمَا
أبَيْتُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَليّ أمِيرُ
كَأني وَرَحْلي وَالمَنَافيُّ تَرْتَمي
بنَا، بجنُوبِ الشَّيّطَيْنِ، حَمِيرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يختلف الناس ما لم نجتمع لهم
يختلف الناس ما لم نجتمع لهم
رقم القصيدة : 3376
-----------------------------------
يَخْتَلِفُ النّاسُ ما لمْ نَجْتَمعْ لهُمُ،
وَلا اختلافَ إذا ما أجمَعتْ مُضَرُ
مِنّا الكَوَاهِلُ وَالأعْنَاقُ تَقْدُمُها،
وَالرّأسُ مِنّا وَفيهِ السّمعُ وَالبَصَرُ
وَلا نُحِالِفُ إلاّ الله مِنْ أحَدٍ
غَيرَ السّيوفِ إذا ما اغرَوْرَقَ النّظَرُ
وَمَنْ يَمِلْ يُمِلِ المأثورُ ذِرْوَتَهُ
حَيثُ التَقى من حَفافي رَأسه أمّا العَدُوُّ فإنّا لا نَلِينُ لَهُمْ،
حتى يَلِينَ لضرْسِ الماضِغِ الحَجَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ضيع أولاد الجعيدة مالك
ضيع أولاد الجعيدة مالك
رقم القصيدة : 3377
-----------------------------------
ضَيّعَ أوْلادَ الجُعَيْدَةِ مَالِكٌ،
خَنَاطيلَ، مِنْهَا رَازِمٌ وَحَسِيرُ
سَتَعْلَمُ ما تُغْني رَوَاقيدُ أُسْنِدَتْ،
لِها عِنْدَ أطْنَابِ البُيُوتِ هَدِيرُ
عنِ الإبْلِ إذا جاءتْ حدابيرَ رُزَّحاً،
إذا لَمْ يُبَعْ بِزْرٌ لَهَا وَعَصِيرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمسكين أبكى الله عينك إنما
أمسكين أبكى الله عينك إنما
رقم القصيدة : 3378
-----------------------------------
أمِسْكِينُ أبْكَى الله عَيْنَكَ، إنما
جَرَى في ضَلالٍ دَمْعُها إذْ تحَدّرَا
أتَبْكي امرأً من أهلِ مَيسانَ كافِراً
كَكِسرَى على عِدّانِهِ أوْ كقَيصرَا
أقُولُ لَهُ لَمّا أتَاني نَعِيّهُ:
بِهِ لا بِظَبّيٍ بِالصّرِيمَةِ أعْفَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليبك وكيعا خيل حرب مغيرة
ليبك وكيعا خيل حرب مغيرة
رقم القصيدة : 3379
-----------------------------------
ليَبْكِ وَكيعاً خَيْلُ حَرْبٍ مُغيرَةٌ
تَساقَى المَنايَا بِالرُّدَيْنِيّةِ السُّمْرِ
لَقُوا مِثلَهُمْ فاستَهزَموهُمْ بدَعَوةٍ
دَعوهَا وكيعاً والجيادُ بهِمْ تَجرِي
وَبَينَ الّذِي نَادَى وَكِيعاً وَبَيْنَهُمْ
مَسِيرَةُ شَهْرٍ، للمُقَصَّصَةِ البُترِ
وَكَمْ هَدّتِ الأيّامُ مِنْ جَبَلٍ لَنا
وَسَابِغَةٍ زَغْفٍ وَأبْيَض ذي أثْرِ
وَإنّا عَلى أمْثَالِهِ مِنْ جِبَالِنَا
لأبْقَى مَعدٍّ للنّوَائِبِ وَالدّهْرِ
وَما كانَ كالمَوْتَى وَكيعٌ فَيَمْنَعُوا
نَوَائِحَ لارَثّ السّلاحِ وَلا غَمْرِ
فإنّ الّذِي نَادَى وَكيعاً، فَنَالَهُ،
تَنَاوَلَ صِدّيقَ النّبيّ أبَا بَكْرِ
فَماتَ ولمْ يُؤثَرْ، وَمَا مِنْ قَبِيلَةٍ
مِنَ النّاسِ إلاّ قَدْ أبَاتَ عَلى وِتْرِ
فَلَوْ أنّ مَيْتاً لا يَمُوتُ لِعِزّهِ
على قَوْمِهِ ما ماتَ صَاحِبُ ذا القَبرِ
أُصِيبَتْ بِهِ عَمْروٌ وَسَعْدٌ وَمالكٌ
وَضبّةُ عُمّوا بِالعَظيمِ منَ الأمْرِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> في المقهى
في المقهى
رقم القصيدة : 338
-----------------------------------
جواري اتخذت مقعدها
كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته
في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي
يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها
زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت
وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا
تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي
والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا
لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي! وابتسمت
وأشارت لي إلى عنوانها..
وتطلعت فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سألنا عن أبي السحماء حتى
سألنا عن أبي السحماء حتى
رقم القصيدة : 3380
-----------------------------------
سَألْنَا عَنْ أبي السّحْمَاءِ حَتى
أتَيْنَا خَيرَ مَطْرُوقٍ لِسَارِي
فَقُلْنَا: يَا أبَا السّحْمَاءِ إنّا
وَجَدْنَا الأزْدَ أبْعَدَ من نِزَارِ
فَقَامَ يَجُرّ مِنْ عَجَلٍ إلَيْنَا
أسَابيَّ النُّعاسِ مَعَ الإزارِ
وَقَامَ إلى سُلافَةِ مُسْلَحِبٍّ،
رَثِيمِ الأنْفِ مَرْبُوبٍ بِقَارِ
تُمَالُ عَلَيْهِمُ، والقِدْرُ تَغلي،
بأبيَضَ من سَديفِ الشَّوْلِ وَارِي
كَأنّ تَطَلُّعَ التّرْغِيبِ فِيهَا
عَذَارٍ يَطّلِعْنَ إلى عَذَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت يوم القبيبات نهشل
لقد علمت يوم القبيبات نهشل
رقم القصيدة : 3381
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَتْ يَوْمَ القُبَيباتِ نَهشَلٌ
وَحُرْدانُها أنْ قد مُنُوا بِعَسِيرِ
عَشِيّةَ قالُوا: إنّ أحوَاضَكُمْ لَنا،
فَلاقُوا جَوَازَ المَاءِ غَيرَ يَسِيرِ
فَمَا كانَ إلاّ سَاعَةً ثُمّ أدْبَرَتْ
فُقَيْمٌ بِأعْضَادٍ رَبَتْ وَظُهُورِ
وَقُلْتُ لَهُ: استَمْسِكْ شِعَار فإنّهَا
أُمُورٌ دَنَتْ أحْنَاؤهَا لأمُورِ
لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرِ ما رَغْمُ نَهشَلٍ
عَليّ، وَلا حُرْدَانهَا بِكَثِيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وصيابة السعدين حولي قرومها
وصيابة السعدين حولي قرومها
رقم القصيدة : 3382
-----------------------------------
وَصُيّابَةُ السّعْدَينِ حَوْلي قُرُومُها،
وَمِنْ مالِكٍ تُلْقى عَليّ الشّرَاشِرُ
فَلَيْسوا بِقَوْمِ المُسْتَميتِ مَذَلّةً،
وَلَكِنْ لَنَا بَادٍ عَزيزٌ وَحَاضِرُ
وَكمْ من رَئيسٍ قَدْ أقادَتْ رِماحُنا،
وَمِنْ مَلِكٍ قَدْ تَوّجَتهُ الأكابِرُ
بِمَنْ حِينَ تَلقَى مَالِكاً تَتّقي العصَا،
وَمَا لَكَ إلاّ قَاصِعَاءَكَ نَاصِرُ
فَإنْ تَنْتَفِقْ تَأخُذْ بِرَأسِكَ حيّةٌ،
وَإنْ تَنْحَجِرْ مِني تَنَلْكَ المَحافرُ
أتَسألُني لَنْ أخفِضَ الحَرْبَ بَعدَما
غَضِبْتُ وَشَالَتْ بي قُرُومٌ هَوادِرُ
هِزَبْرٌ تَفادَى الأُسْدُ مِنْ وَثَباتِهِ،
لَهُ مَرْبِضٌ عَنْهُ يَحيدُ المُسافِرُ
إذا مَا رأتْهُ العَيْنُ غُيّرَ لَوْنُهَا
لَهُ، وَاقشَعَرّتْ من عَرَاهُ الدّوَائِرُ
وَنَحْنُ إذا مَا الحيّ شُلَّ سَوامُهُمْ
وَجَالَتْ بأطرَافِ الذّيولِ المَعاصِر
نَشُنّ جِيَاد البَيْضِ فَوْقَ رُؤوسِنا،
فكُلُّ دِلاصٍ سَكُّهَا مُتَظَاهرُ
وَتَحمي وَرَاءَ الحَيّ مِنّا عِصَابَةٌ
كِرَامٌ إذا احْمَرّ العَوالي مساعِرُ
وَلوْ كنتَ حُرّ العِرْضِ أوْ ذا حَفيظَةٍ
جَرَيْتَ ولَكِنْ لمْ تَلِدْكَ الحَرَائرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا قوم إني لم أكن لأسبكم
يا قوم إني لم أكن لأسبكم
رقم القصيدة : 3383
-----------------------------------
يَا قَوْمُ إنّي لَمْ أكُنْ لأسُبَّكُمْ،
وَذُو البُرْءِ مَحقُوقٌ بأنْ يَتَعَذّرَا
إذا قَالَ غَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً
بِهَا جَربٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا
تَنَاهَوْا، فإني لَوْ أرَدْتُ هِجَاءَكُمْ
بَدَا، وَهْوَ مَعرُوفٌ، أغَرَّ مُشَهَّرَا
أيَنْطِقُهَا غَيْرِي وَأُرْمَى بِدائِهَا،
فَهَذَا كِتَابٌ حَقُّهُ أنْ يُغَيَّرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا الأزد من بصل وثوم
وجدنا الأزد من بصل وثوم
رقم القصيدة : 3384
-----------------------------------
وَجَدْنَا الأزْدَ من بَصَلٍ وَثُومٍ،
وَأدْنَى النّاسِ مِنْ دَنَسٍ وَعَارِ
صَرَارِيّونَ يَنْضحُ في لِحَاهُمْ
نَفِيُّ المَاءِ مِنْ خَشَبٍ وَقَارِ
وَكَائِنْ للمُهَلّبِ مِنْ نَسِيبٍ
تَرَى بِلَبَانِهِ أثَرَ الزِّيَارِ
بِخَارَكَ لمْ يَقُدْ فَرَساً وَلَكِنْ
يَقُودُ السّاجَ بِالمَرَسِ المُغَارِ
مِنَ المُتَنَطِّقِينَ على لِحَاهُمْ
دَليلَ اللّيلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ
يُنَبّىءُ بِالرّيَاحِ وَمَا أتَتْهُ،
عَلى دَقَلِ السّفينَةِ كالصَّرَارِي
وَلَوْ رُدّ المُهَلّبُ حَيْثُ ضَمّتْ
عَلَيْهِ الغافَ أرْضُ أبي صُفَارِ
إلى أُمّ المُهَلّبِ حَيْثُ أعْطَتْ
بِثَدْيِ اللّؤمِ فَاه مَعَ الصَّغَارِ
تَبَيّنَ أنّهُ نَبَطيُّ بَحْرٍ،
وَأنّ لَهُ اللّئِيمَ مِنَ الدّيَارِ
بِلادٌ لا يعدّ بِهَا غُلامٌ
لَهُ أبَوَينِ مُغْزِلَةُ الجَوَارِي
وَكَيْفَ وَلمْ يَقُدْ فَرَساً أبوكُمْ،
وَلمْ يَحْمِلْ بَنِيهِ إلى الدَّوَارِ
وَلمْ يَعْبُدْ يَغُوثَ وَلمْ يُشَاهِدْ
لِحِمْيَرَ مَا تَدِينُ وَلا نِزَارِ
وَمَا لله تَسْجُدُ أزْدُ بُصْرَى،
وَلَكِنْ يَسْجُدُونَ بِكُلّ نَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا من لشوق أنت بالليل ذاكره
ألا من لشوق أنت بالليل ذاكره
رقم القصيدة : 3385
-----------------------------------
ألا مَنْ لِشَوْقٍ أنتَ باللّيلِ ذاكِرُهْ،
وَإنْسانِ عَيْنٍ ما يُغَمِّضُ عائِرُهْ
وَرَبْعٍ كجثمانِ الحَمامةِ أدرَجَتْ
عَلَيْهِ الصَّبَا حَتى تَنَكّرَ داثِرُهْ
بِهِ كُلُّ ذَيّالِ العَشِيّ كَأنّهُ
هِجَانٌ دَعَتْهُ للجُفُورِ فَوادِرُهْ
خَلا بَعْدَ حَيٍّ صَالحينَ، وَحَلَّهُ
نَعَامُ الحِمَى بَعدَ الجميعِ وَباقِرُهْ
بمَا قَدْ نَرَى لَيلى، وَلَيْلى مُقِيمَةٌ
بِهِ في خَليطٍ لا تَناثَى حَرَائِرُهْ
فَغَيّرَ لَيْلى الكَاشِحُونَ، فأصْبَحَتْ
لهَا نَظَرٌ دُوني مُرِيبٌ تَشَازُرُهْ
أرَاني إذا مَا زُرْتُ لَيْلى وبَعْلَهَا
تَلَوّى مِنَ البَغْضَاءِ دوني مَشافرُهْ
وَإنْ زُرْتُها يَوْماً فَلَيْسَ بِمُخْلِفي
رَقِيبٌ يَرَاني أوْ عَدُوٌّ أُحَاذِرُهْ
كَأنّ على ذي الطِّنْءِ، عَيْناً بَصِيرَةً
بمَقْعَدِهِ، أوْ مَنْظرٍ هُوَ نَاظِرُهْ
يُحَاذِرُ حَتى يَحْسِبَ النّاسَ كلَّهم
مِنَ الخَوْفِ لا تخفى عَلَيهم سرَائرُهْ
غَدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلامِ بَعدما
جرَى حَدَبُ البُهمى وَهاجتْ أعاصرُهْ
دعَاهُمْ لسِيفِ البحرِ أوْ بَطنِ حائلٍ
هوىً من نَوى حَيٍّ أُمِرَّتْ مرَايرُهْ
عَدوْنَ برهنٍ من فؤادي، وَقَد غَدَتْ
بِهِ قَبلَ أترَابِ الجَنوبِ تُماضِرُهْ
تَذَكّرْتُ أتْرَاب الجَنوبِ وَدُونَها
مَقاطعُ أنْهارٍ دَنَتْ وَقَنَاطِرُهْ
حَوَارِيّةٌ بَينَ الفُرَاتَينِ دَارُهَا،
لهَا مَقْعَدٌ عالٍ بَرُودٌ هَوَاجِرُهْ
تَساقَطُ نَفْسِي إثْرَهُنّ، وَقَدْ بَدَا
من الوَجدِ ما أُخفي وَصَدري مُخامِرُهْ
إذا عَبْرَةٌ وَرّعْتُهَا فَتَكفْكَفَتْ
قَليلاً جَرَتْ أُخْرَى بدَمْعٍ تُبادِرُهْ
فَلَوْ أنّ عَيْناً مِنْ بُكاءٍ تحَدّرَتْ
دَماً، كانَ دَمعي، إذْ رِدائيَ ساتِرُهْ
متَى مَا يَمُتْ عَانِيكِ، يالَيْلَ، ثعْليمي
مُصَابةٍ مَا يُسْيدي لِعَانيكِ نَائِرُه
تَرَيْ خَطَأً ممّا ائتَمَرْتِ وَتَضْمَني
جَرِيرَةَ مَوْلىً لا يُغَمِّضُ ثائِرُهْ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْ عانِيكِ إلاّ بَقِيّةٌ،
شَفاً، كَجَناحِ النّسْرِ مُرّطَ سائِرُهْ
ألا هلْ للَيْلى في الفِدَاءِ، فَإنّني
أرَى رَهْنَ لَيْلى لا تُبَالي أوَاصِرُهْ
لعَمرِي لَئن أصْبَحتُ في السّيرِ قاصِداً
لَقَد كانَ يَحلُو لي لعَيْني جائِرُهْ
لعَمرِي لَئن أصْبَحتُ في السّيرِ قاصِداً
لَقَدَ كانَ يَحلُو لي لعَيْني جائِرُهْ
وَجَوْنٍ عَلَيْهِ الجَصُّ فيهِ مَرِيضَةٌ،
تَطَلّعُ مِنْهُ النّفسُ وَالموْتُ حاضرُهْ
حَليلَةُ ذي ألْفَينِ شَيْخٍ يَرَى لَهَا
كَثِيرَ الّذي يُعْطي قَليلاً يُحاقِرُهْ
نَهَى أهْلَهُ عَنْهَا الّذي يَعْلَمُونَهُ
إلَيها، وَزَالَتْ عَنْ رَجاها ضَرَائرُهْ
أتَيْتُ لهَا من مُخْتِلٍ كُنْتُ أدّرِي
بهِ الوَحشَ، ما يُخشَى عليّ عَوَاثرُهْ
فَمَا زِلْتُ حَتى أصْعَدتْني حِبَالُهَا
إلَيْها، وَلَيْلي قَدْ تخَامصَ آخِرُهْ
فَلَمّا اجْتَمَعْنَا في العَلاليّ، بَيْنَنَا
ذَكيٌّ أتَى من أهلِ دارِينَ تَاجِرُهْ
نَقَعْتُ غَلِيلَ النّفْسِ إلاّ لُبَانَةً
أبَتْ من فؤادي لمْ تَرِمها ضَمائرُهْ
فَلَمْ أرَ مَنْزُولاً بِهِ بَعْدَ هَجْعَةٍ
ألَذَّ قِرىً لَوْلا الذي قَدْ نُحاذِرُهْ
أُحاذِرُ بَوّابَينِ، قَدْ وُكّلابَهَا،
وَأسْمَرَ مِنْ سَاجٍ تَئِطّ مَسامِرُهْ
فَقُلْتُ لهَا: كَيْفَ النّزُولُ؟ فإنني
أرى اللّيلَ قد وَلّى وَصَوّتَ طائِرُهْ
فَقَالَتْ: أقاليدُ الرِّتَاجَينِ عِنْدَهُ،
وَطَهْمَانُ بالأبوابِ، كيفَ تُساوِرُهْ
أبالسّيْفِ أمْ كَيفَ التّسَنّي لمُوثَقٍ،
عَلَيْهِ رَقِيبٌ دائِبُ اللّيْلِ ساهرُهْ
فَقُلْتُ: ابتٍغي مِنْ غَيرِ ذاكَ مَحالَةً،
وَللأمْرِ هَيْئاتٌ تُصَابُ مَصَادِرُهْ
لَعلّ الّذي أصْعَدْتِني أنْ يَرُدَّني
إلى الأرْضِ إنْ لمْ يَقدِرِ الحَينَ قادرُهْ
فَجَاءتْ بِأسْبابٍ طِوَالٍ وأشْرَفَتْ
قَسِيمَةُ ذي زَوْرٍ مَخُوفٍ تَرَاتِرُهْ
أخَذْتُ بأطْرَافِ الحِبَالِ، وَإنّمَا
على الله مِنْ عَوْصِ الأمورِ مَياسرُهْ
فَقُلْتُ: اقْعُدا إنّ القِيَامَ مزلّةٌ،
وَشُدّا مَعَاً بِالحَبْلِ . إني مُخاطِرُهْ
إذا قُلْتُ قَدْ نِلْتُ البَلاطَ تذَبذَبَتْ
حِباليَ في نِيقٍ مَخوفٍ مَخاصِرُهْ
مُنِيفٍ تَرَى العِقْبَانَ تَقْصُرُ دونَهُ
ودونَ كُبَيْداتِ السّمَاءِ مَناظِرُهْ
فلمّا استَوَتْ رِجلايَ في الأرْضِ نادتا:
أحَيٌّ يُرَجّى أمْ قَتِيلٌ نُحَاذِرُهْ؟
فَقُلْتُ: ارْفَعا الأسبابَ لا يشعرُوا بِنا،
وَوَلّيْتُ في أعْجَازِ لَيْلٍ أُبَادِرُهْ
هُمَا دَلّتَاني مِنْ ثَمانينَ قَامَةً،
كما انقَضّ بازٍ أقتمُ الرّيشِ كاسرُهْ
فأصْبحتُ في القوْمِ الجلوسِ، وَأصْبحتْ
مُغلَّقَةً دُوني عَلَيْها دَسَاكِرُهْ
وَبَاتَتْ كَدَوْداة الجَوَارِي، وَبَعْلُها
كَثيرٌ دَوَاعي بَطْنِهِ وَقَرَاقِرُهْ
وَيَحسبُها باتَتْ حَصَاناً؛ وَقد جَرَتْ
لَنَا بُرَتَاها بالذي أنَا شَاكِرُهْ
فَيا رَبِّ إنْ تَغْفِرْ لَنا لَيْلَةَ النَّقَا،
فكُلُّ ذُنُوبي أنتَ يا رَبِّ غَافِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف ببيت قريب منك مطلبه
كيف ببيت قريب منك مطلبه
رقم القصيدة : 3386
-----------------------------------
كَيْفَ بِبَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْكَ مَطلَبُهُ
في ذاكَ مِنكَ كنائي الدّارِ مَهجُورِ
دَسّتْ إليّ بِأنّ القَوْمَ إنْ قَدَرُوا
عَلَيْكَ يَشفُوا صُدوراً ذاتَ توْغيرِ
إلَيْكَ مِنْ نَفَقِ الدَّهْنَا وَمَعْقُلَةٍ
خاضَتْ بِنا اللّيلَ أمثالُ القَراقِيرِ
مُسْتَقْبِلينَ شَمالَ الشّأمِ تَضْرِبُنا
بحاصِبٍ كنَديفِ القُطنِ مَنْثُورِ
عَلى عمائِمنَا يُلْقَى وَأرْحُلِنَا،
عَلى زَوَاحِفَ نُزْجِيها مَحَاسِيرِ
إني وَإيّاكِ إنْ بَلّغْنَ أرْحُلَنَا،
كمَن بَوَاديهِ بعَدَ المَحلِ ممطُورِ
وفي يمينِكَ سَيْفُ الله قَدْ نُصِرَتْ
عَلى العَدُوّ، وَرِزْقٌ غَيْرُ مَحْظُورِ
وَقَدْ بَسَطْتَ يَداً بَيْضَاءَ طَيّبَةً
للنّاسِ مِنكَ بفَيْضٍ غَيرِ مَنزُورِ
يا خَيْرَ حَيٍّ وَقَتْ نَعْلٌ لَهُ قَدَماً،
وَمَيّتٍ، بَعْدَ رُسْلِ الله، مَقْبُورِ
إني حَلَفْتُ، ولَمْ أحْلِفْ على فَنَدٍ،
فِنَاءَ بَيْتٍ مِنَ السّاعينَ مَعمُورِ
في أكْبَرِ الحَجّ حافٍ غَيرَ مُنْتَعِلٍ
مِنْ حَالِفٍ مُحرِمٍ بالحَجّ مَصْبورِ
بالباعِثِ الوَارِثِ الأمْوَاتِ قَد ضَمِنتْ
إيّاهُمُ الأرْضَ بالدّهرِ الدّهارِيرِ
إذا يَثُورُونَ أفْوَاجاً كَأنّهُمُ
جَرَادُ رِيحٍ من الأجداثِ مَنشورِ
لَوْ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ عِيسَى وَبَيَّنَهُ،
كُنْتَ النّبيَّ الّذي يَدعُو إلى النُّور
فأنْتَ، إذْ لَمْ تَكُنْ إيّاهُ، صَاحبُهُ
مَعَ الشّهِيدَينِ وَالصِّدِّيقُ في السُّورِ
في غُرَفِ الجَنّةِ العُلْيَا التي جُعِلَتْ
لَهُمْ هُناكَ بِسَعْيٍ كانَ مَشكُورِ
صَلّى صُهَيْبٌ ثَلاثاً ثُمّ أنْزَلَهَا
على ابنِ عَفّانَ مُلْكاً غَيرَ مَقصُورِ
وَصِيّةً مِنْ أبي حَفْصٍ لِسِتّتِهمْ
كَانُوا أحِبّاءَ مَهْدِيٍّ وَمَأمُورِ
مُهَاجِرِينَ رَأوْا عُثْمَانَ أقْرَبَهُمْ
إذْ بَايَعُوهُ لهَا وَالبَيْتِ والطُّورِ
فَلَنْ تَزَالَ لَكُمْ، وَالله أثْبَتَهَا
فيكُمْ، إلى نَفخَةِ الرّحمَنِ في الصُّورِ
إني أقُولُ لأصْحَابي، وَدُونَهُمُ
مِنَ السّمَاوَةِ خَرْقٌ خاشعُ القُورِ:
سيرُوا، ولاَ تَحْفِلُوا إتْعابَ رَاحِلَةٍ،
إلى إمَامٍ بِسَيْفِ الله مَنْصُورِ
إني أتَاني كِتَابٌ كُنْتُ تَابِعَهُ
إليّ مِنْكَ، وَلَمْ أُقْبِلْ مَعَ العِيرِ
ما حَمَلَتْ نَاقَةٌ مِنْ سُوقَةٍ رَجُلاً
مِثْلي، إذا الرّيحُ لَفّتْني على الكُورِ
أكْرَمُ قَوْماً وَأوْفَى عِنْدَ مُضْلِعَةٍ
لمُثْقَلٍ مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ مَبْهُورِ
إلاّ قُرَيْشاً، فَإنّ الله فَضّلَهَا
معَ النّبُوّةِ بالإسْلامِ وَالخِيرِ
مِنْ آلِ حَرْبٍ، وَفي الأعياصِ مَنزِلهم،
هُمْ وَرّثُوكَ بِنَاءً عَاليَ السُّورِ
حَرْبٌ وَمَرْوَانُ جدّاكَ اللّذا لَهُمَا
مِنَ الرّوَابي عَظِيمَاتُ الجَمَاهيرِ
تَرَى وُجُوهَ بَني مَرْوَانَ تَحْسِبُهَا،
عِنْدَ اللّقاءِ، مَشُوفاتِ الدّنانيرِ
الضّارِبينَ على حَقٍّ، إذا ضَرَبُوا
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلَيْسُوا بالعَوَاوِيرِ
غَلَبْتُمُ النّاسَ بالحَقّ الّذي لَكُمُ
عَلَيْهِمُ وَبِضَرْبٍ غيرِ تَعْذِيرِ
إنّ الرّسُولَ قَضَاهُ الله رَحْمَتَهُ
للنّاسِ، وَالنّاسُ في ظَلْماءَ دَيجُورِ
لَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الأزْديّ جَاءَ بِهِ
يَقُودُهُ للمَنَايَا حَيْنُ مَغْرُورِ
حَتى رَآهُ عِبَادُ الله في دَقَلٍ
مُنَكَّساً، وَهْوَ، مَقْرُونٌ بخِنْزِيرِ
لَلسُّفْنُ أهْوَنُ بَأساً إذْ تُقَوِّدُهَا
في المَاءِ مَطْلِيَّةَ الألْوَاحِ بِالْقِيرِ
وَهُمْ قِيَامٌ بِأيْدِيهِمْ مَجَادِفُهُمْ
مُنَطَّقِينَ عُرَاةً في الدَّقَارِيرِ
حتى رَأَوْا لأبي العَاصِي مُسَوَّمَةً،
تَعْدُو كَرَادِيسَ بالشُّمّ المَغَاوِيرِ
مِنْ حَرْبِ آلِ أبي العاصِي إذا غضِبوا
بِكلّ أبْيَضَ كالمِخْرَاقِ مأثُورِ
اخْسَأْ كُلَيْبُ، فإنّ الله أنْزَلَكُمْ
قِدْماً مَنَازِلَ إذْلالٍ وَتَصْغِيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت فأبكتني بدار عشيرتي
وقفت فأبكتني بدار عشيرتي
رقم القصيدة : 3387
-----------------------------------
وَقَفْتُ فأبْكَتْني بدارٍ عَشِيرَتي
على رُزْئِهِنّ البَاكِيَاتُ الحَوَاسِرُ
غَدَوْا كَسُيُوفِ الهِنْدِ وُرّادَ حَوْمةٍ
مِنَ المَوْتِ، أعْيَا وِرْدَهنّ المَصَادِرُ
فَوَارِسُ حامَوْا عنْ حَرِيمٍ وَحافظوا
بِدارِ المَنَايَا، وَالقَنَا مُتَشَاجِرُ
كَأنّهُمُ تَحْتَ الخَوَافِقِ إذْ غدَوْا
إلى المَوْتِ أُسْدُ الغابَتَينِ الهَوَاصِرُ
فَلَوْ أنّ سَلْمَى نالَهَا مِثْلُ رُزْئِنَا
لَهُدّتْ، ولَكِنْ تَحمِلُ الرُّزْءَ عامرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعيني إلا تسعداني ألمكما
أعيني إلا تسعداني ألمكما
رقم القصيدة : 3388
-----------------------------------
أعَيْنَيَّ إلاّ تُسْعَداني ألُمْكُمَا،
فَما بَعدَ بِشرٍ من عَزَاءٍ وَلا صَبرِ
وَقَلّ جَدَاءً عَبْرَةٌ تَسْفَحَانِهَا،
على أنّهَا تَشفي الحرَارَةَ في الصّدرِ
ولَوْ أنّ قَوْماً قاتَلُوا المَوْتَ قَبْلَنَا
بشَيْءٍ، لَقَاتَلْنَا المَنِيّةَ عَن بِشْرِ
وَلَكِنْ فُجِعْنَا، والرّزِيئَةُ مِثْلُهُ،
بِأبْيَضَ مَيْمُونِ النّقيبَةِ وَالأمْرِ
عَلى مَلِكٍ كادَ النّجومُ لِفَقْدِهِ
يَقَعْنَ، وَزَالَ الرّاسِيَاتُ من الصّخرِ
ألَمْ تَرَ أنّ الأرْضَ هُدّتْ جبالُهَا،
وَأنّ نجُومَ اللّيلِ بعَدَكَ لا تَسرِي
وَمَا أحَدٌ ذُو فَاقَةٍ كَانَ مِثْلَنَا
إلَيْهِ، وَلَكِنْ لا بَقِيّةَ للدّهْرِ
فإنْ لا تَكُنْ هِنْدٌ بكَتهُ، فقد بكتْ
عَلَيْهِ الثُّرَيّا في كَوَاكِبِها الزُّهْرِ
أغَرُّ، أبُو العاصي أبُوهُ، كَأنّمَا
تَفَرّجَتِ الأثْوَابُ عَنْ قمَرٍ بَدْرِ
نمَتْهُ الرّوَابي مِنْ قُرَيْشٍ، وَلمْ تكُنْ
لَهُ ذاتُ قُرْبَى في كُلَيْبٍ وَلا صِهرِ
سَيَأتي أمِيرَ المُؤمِنِينَ نَعِيُّهُ،
وَيَنْمي إلى عَبْدِ العَزِيزِ إلى مِصْرِ
بأنّ أبَا مَرْوَانَ بِشْراً أخَاكُمَا
ثَوى غَيْرَ مَتْبُوعٍ بَعَجْزٍ وَلا غَدرِ
وَقَد كانَ حَيّاتُ العِرَاقِ يَخَفْنَهُ،
وَحَيّاتُ مَا بَينَ اليَمَامَةِ وَالقَهْرِ
وَقَدْ أُوِثَرتْ أرْضٌ عَلَينا تَضَمّنَتْ
رَبيعَ اليَتَامَى وَالمُقِيمَ عَلى الثَّغْرِ
وَكانَتْ يَدا بِشْرٍ يَدٌ تُمطِرُ النّدى
وَأُخْرَى تُقيمَ الدِّينَ قَسراً على قَسرِ
أقُولُ لِمَحْبُوكِ السَّرَاةِ، كَأنّهُ
منَ الخَيْلِ مَجنونُ الإطاقةِ والحُضرِ
أغَرَّ صَرِيحيٍّ أبُوهُ وَأُمُّهُ،
طَوِيلٍ أمَرّتْهُ الجِيادُ عَلى شَزْرِ:
أتَصْهِلُ عِنْدِي بَعْدَ بِشْرٍ وَلم تذُق
ذُكُورَةَ قَطّاعِ الضّرِيبَةِ ذي أثْرِ
غَضِبْتُ، وَلمْ أمْلِكْ لِبشْرٍ، بصَارِمٍ
عَلى فَرَسِي عِنْدَ الجنازَةِ وَالقَبْرِ
حَلَفْتُ لَهُ لا يَتْبَعُ الخَيْلَ بَعدها
صَحيحُ الشَّوَى حتى يكوسَ من العَقرِ
ألَسْتُ شَحيحاً إنْ رَكِبتُكَ بَعدَهُ
ليَوْمِ رِهَانٍ أوْ غَدَوْتَ مَعي تجرِي
وَكُنّا بِبِشْرٍ قَدْ أمِنّا عَدُوَّنَا
من الخَوْفِ، وَاستغنى الفقيرُ عن الفَقرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنى المستزيدة لي المنايا
تمنى المستزيدة لي المنايا
رقم القصيدة : 3389
-----------------------------------
تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،
وَهُنّ وَرَاءَ مُرْتَقِبِ الجُدُورِ
فَلا وَأبي لمَا أخْشَى وَرَائي
مِنَ الأحْدَاثِ والفَزَعِ الكَبيرِ
أجلُّ عَليّ مَرْزِئَةً، وَأدْنَى
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَالنُّشُورِ
مِنَ البَقَرِ الذينَ رُزِئْتُ، خَلَّوْا
عَليّ المُضْلِعَاتِ مِنَ الأمُورِ
أمَا تَرْضَى عُدَيّةُ، دُونَ مَوْتي،
بما في القَلْبِ مِنْ حَزَنِ الصّدورِ
بِأرْبَعَةٍ رُزِئْتُهُمُ، وَكَانُوا
أحَبَّ المَيّتِينَ إلى ضَمِيرِي
بَنيَّ أصَابَهُمْ قَدَرُ المَنَايَا،
فهَلْ مِنهُنّ مِن أحَدٍ مُجيرِي
دَعَاهُمْ للمَنِيّةِ، فَاسْتَجَابُوا
مَدى الآجالِ من عَددِ الشّهُورِ
وَلَوْ كانُوا بَني جَبَلٍ فَمَاتُوا،
لأصْبَحَ وَهُوَ مُختشِعُ الصّخُورِ
وَلَوْ تَرْضَيْنَ مِمّا قَدْ لَقِينَا
لأنْفُسِنَا بِقَاصِمَةِ الظّهُورِ
رَأيْتِ القَارِعَاتِ كَسْرْنَ مِنّا
عِظَاماً، كَسْرُهُنّ إلى جُبُورِ
فإنّ أبَاكِ كَانَ كَذاكَ يَدْعُو
عَلَيْنَا في القَدِيمِ مِنَ الدّهورِ
فَمَاتَ، وَلمْ يَزِدْهُ الله إلاّ
هَوَاناً، وَهْوَ مُهْتَضَمُ النّصِيرِ
رُزِئْنَا غَالِباً وَأبَاهُ كَانَا
سِمَاكَيْ كُلّ مُهْتَلِكٍ فَقِيرِ
وَلَوْ كَانَ البُكَاءُ يَرُدّ شَيْئاً
عَلى الباكي بكيتُ على صُقُورِي
إذا حَنّتْ نَوَارُ تَهِيجُ مِنّي
حَرَارَةَ مِثْلِ مُلْتَهِبِ السّعِيرِ
حَنِينَ الوَالِهَينِ، إذا ذَكَرْنَا
فُؤادَيْنَا، اللَّذَينِ مَعَ القُبُورِ
إذا بَكَيَا حُوَرَاهُما اسَتحَثّتْ
جَناجِنَ جِلّةِ الأجْوَافِ خُورِ
بَكَينَ لشَجْوهنّ فَهِجْنَ بَركاً
عَلى جَزَعٍ لِفَاقِدَةٍ ذَكُورِ
كَأنّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنْهَا
هِرَاقَةُ شَنّتَيْنِ عَلى بَعِيرِ
كَلَيْلِ مُهَلْهِلٍ لَيْلي، إذا مَا
تَمَنّى الطّولَ ذُو اللّيْلِ القَصِيرِ
يَمَانِيَةٌ، كَأنّ شَآمِيَاتٍ
رَجَحْنَ بجَانِبَيْهِ عَنِ الغُؤورِ
كَأنّ اللّيْلَ يَحْبِسُهُ عَلَيْنَا
ضِرَارٌ، أوْ يَكُرّ إلى نُذُورِ
كَأنّ نُجُومَهُ شَوْلٌ تَثَنّى
لأدْهَمَ في مَبَارِكهَا عَقِيرِ
تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا،
وَهُنّ وَرَاءَ مُرْتَقِبِ الجُدُورِ
فَلا وَأبي لمَا أخْشَى وَرَائي
مِنَ الأحْدَاثِ والفَزَعِ الكَبيرِ
أجلُّ عَليّ مَرْزِئَةً، وَأدْنَى
إلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَالنُّشُورِ
مِنَ البَقَرِ الذينَ رُزِئْتُ، خَلَّوْا
عَليّ المُضْلِعَاتِ مِنَ الأمُورِ
أمَا تَرْضَى عُدَيّةُ، دُونَ مَوْتي،
بما في القَلْبِ مِنْ حَزَنِ الصّدورِ
بِأرْبَعَةٍ رُزِئْتُهُمُ، وَكَانُوا
أحَبَّ المَيّتِينَ إلى ضَمِيرِي
بَنيَّ أصَابَهُمْ قَدَرُ المَنَايَا،
فهَلْ مِنهُنّ مِن أحَدٍ مُجيرِي
دَعَاهُمْ للمَنِيّةِ، فَاسْتَجَابُوا
مَدى الآجالِ من عَددِ الشّهُورِ
وَلَوْ كانُوا بَني جَبَلٍ فَمَاتُوا،
لأصْبَحَ وَهُوَ مُختشِعُ الصّخُورِ
وَلَوْ تَرْضَيْنَ مِمّا قَدْ لَقِينَا
لأنْفُسِنَا بِقَاصِمَةِ الظّهُورِ
رَأيْتِ القَارِعَاتِ كَسْرْنَ مِنّا
عِظَاماً، كَسْرُهُنّ إلى جُبُورِ
فإنّ أبَاكِ كَانَ كَذاكَ يَدْعُو
عَلَيْنَا في القَدِيمِ مِنَ الدّهورِ
فَمَاتَ، وَلمْ يَزِدْهُ الله إلاّ
هَوَاناً، وَهْوَ مُهْتَضَمُ النّصِيرِ
رُزِئْنَا غَالِباً وَأبَاهُ كَانَا
سِمَاكَيْ كُلّ مُهْتَلِكٍ فَقِيرِ
وَلَوْ كَانَ البُكَاءُ يَرُدّ شَيْئاً
عَلى الباكي بكيتُ على صُقُورِي
إذا حَنّتْ نَوَارُ تَهِيجُ مِنّي
حَرَارَةَ مِثْلِ مُلْتَهِبِ السّعِيرِ
حَنِينَ الوَالِهَينِ، إذا ذَكَرْنَا
فُؤادَيْنَا، اللَّذَينِ مَعَ القُبُورِ
إذا بَكَيَا حُوَرَاهُما اسَتحَثّتْ
جَناجِنَ جِلّةِ الأجْوَافِ خُورِ
بَكَينَ لشَجْوهنّ فَهِجْنَ بَركاً
عَلى جَزَعٍ لِفَاقِدَةٍ ذَكُورِ
كَأنّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنْهَا
هِرَاقَةُ شَنّتَيْنِ عَلى بَعِيرِ
كَلَيْلِ مُهَلْهِلٍ لَيْلي، إذا مَا
تَمَنّى الطّولَ ذُو اللّيْلِ القَصِيرِ
يَمَانِيَةٌ، كَأنّ شَآمِيَاتٍ
رَجَحْنَ بجَانِبَيْهِ عَنِ الغُؤورِ
كَأنّ اللّيْلَ يَحْبِسُهُ عَلَيْنَا
ضِرَارٌ، أوْ يَكُرّ إلى نُذُورِ
كَأنّ نُجُومَهُ شَوْلٌ تَثَنّى
لأدْهَمَ في مَبَارِكهَا عَقِيرِ
وَكَيْفَ بِلَيْلَةٍ لا نَوْمَ فِيهَا،
وَلا ضَوْءٍ لِصَاحِبِهَا مُنِيرِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> على الغيم
على الغيم
رقم القصيدة : 339
-----------------------------------
فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي
نُزْهتنا على دمِ المغربِ
في غيمةٍ ورديّةٍ.. بيتُنا
نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ
يسوقُنا العطرُ كما يشتهي
فحيثُما يذهبْ بنا.. نَذْهَبِ..
خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ
ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ
أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ
بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي
فإنها صديقةٌ .. حاولتْ
تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي
ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ
بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ
حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً
وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ، يَسْتَغْرِبُ
لا تَسأَليني..كيفَ أَحْبَبْتَني؟
يَدفعني إليكِ شوقٌ نبي..
و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً
قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي
هل كان ينمو الوردُ في قمّتي؟
لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي
و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ
العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ
و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة
الحمراء، لا أكونُ إنْ تذهبي ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم للملاءة من طيف يؤرقني
كم للملاءة من طيف يؤرقني
رقم القصيدة : 3390
-----------------------------------
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني
وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ،
قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا انْضَمّتْ ثَمائِلُها
برَأسِ بَيْنَةَ فَرْدٌ أخْطَأ البَقَرَا
حَتى تُنَاخَ إلى جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ،
مَا زَالَ مِن رَاحَتَيهِ الخيرُ مُبتَدَرَا
قَرْم يُبَارى شَماطيطُ الرّيَاحِ بِهِ
حَتى تَقَطّعَ أنْفَاساً وَمَا فَتَرَا
وَمَا بجُودِ أبي الأشْبَالِ من شَبَهٍ
إلاّ السّحَابُ وَإلاّ البَحرُ إذ زَخَرَا
كِلْتا يَدَيْهِ يَمينٌ غَيرُ مُخْلِفَةٍ،
تُزْجي المَنَايَا وَتَسقي المُجدبَ المطرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لنا عدد يربي على عدد الحصى
لنا عدد يربي على عدد الحصى
رقم القصيدة : 3391
-----------------------------------
لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى
وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا
وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ
فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها
إذا ما التَقَى الأحياءُ ثمّ تَفَاخَرُوا،
تَقَاصَرَ عِنْدَ الحَنْظَليّ فُخُورُها
وَإنْ عُدّتِ الأحْسابُ يَوْماً وَجَدتَها
يَصِيرُ إلى حَيّيْ تَميمٍ مَصِيرُها
وَإنْ نَفَرَ الأحْيَاءُ يَوْمَ عَظِيمَةٍ
تَحَاقَرَ في حَيّيْ تَمِيمٍ نُفُورُها
نَمَتْني قُرُومٌ مِنْ تميمٍ، وَخِلْتُهَا
إلَيْهَا تَنَاهَى مَجْدُ أُدٍّ وَخِيرُها
تَميمٌ هُمُ قَوْمي، فَلا تَعْدِلَنّهُمْ
بحَيٍّ إذا اعْتَزّ الأمُورَ كَبِيرُها
هُمُ مَعْقِلُ العِزِّ الّذِي يُتّقَى بِهِ
ضِرَاسُ العِدى وَالحرْبُ تغلي قدورُها
وَلَوْ ضَمِنَتْ حَرْباً لخِنْدِفَ أُسَرةٌ
عَبَأنَا لهَا مِنْ خِندِفٍ مَن يُبيرُها
فما تُقبِلُ الأحياءُ من حبّ خِندِفٍ،
وَلكِنّ أطْرَافَ العَوَالي تَصُورُها
بحَقّي أُضِيمُ العَالَمِينَ بخِنْدِفٍ،
وَقَدْ قَهَرَ الأحْيَاءَ مِنّا قَهُورُها
مُلُوكٌ تَسُوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُمْ
إذا أنكَرَتْ كَانَتْ شديداً نكِيرُها
وَرِثْنَا كِتَابَ الله والكَعْبَةَ الّتي
بِمَكّةَ، مَحْجوباً عَلَيها سُتورُها
وَأفضَلُ مَن يَمشي على الأرْض حيُّنا
وَمَا ضَمِنَتْ في الذّاهِبينَ قُبُورُها
لَنا دُونَ مَنْ تَحْتَ السّمَاءِ علَيهمُ
مِنَ النّاسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها
أخَذْنَا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْهِمُ،
لَنَا بَرُّها مِنْ دُونِهمْ وَبُحورُها
وَلَوْ أنّ أرْض المُسْلِمِينَ يَحُوطُها
سِوَانَا مِنَ الأحياءِ ضَاعتْ ثُغورُها
لَنَا الجِنُّ قَدْ دانَتْ وَكُلُّ قَبيلَةٍ
يَدِينُ مُصَلُّوها لَنَا، وَكَفُورُها
وَفي أسَدٍ عَادِيُّ عِزٍّ، وَفِيهِمُ
رَوَافِدُ مَعْرُوفٍ غَزِيرٍ غَزِيرُها
هُمُ عَمّمُوا حُجْراً وَكِنْدَةَ حوْله
عَمائمَ لا تَخفى مِنَ المَوْتِ نِيرُها
وَنَحنُ ضَرَبْنا النّاس حتى كَأنّهُم
خَرَارِيبُ صَيفٍ صَعَصَعتها صُقورُها
بمُرْهَفَةٍ يُذرِي السّوَاعِدَ وَقْعُهَا،
وَيَفْلِقُ هَامَ الدّارِعينَ ذُكُورُها
وَنَحنُ أزَلْنا أهل نَجرَانَ، بَعدَما
أدارَ على بَكْرٍ رَحَانَا مُدِيرُها
وَنَحنُ رَبِيعُ النّاسِ في كلّ لَزْبَةٍ
مِنَ الدّهْرِ لا يَمشي بمُخٍّ بَعيرُها
إذا أضْحَتِ الآفاقُ من كُلّ جَانِبٍ،
عَلَيْها قَتامُ المَحْل بَادٍ بُسُورُها
وَشُبّ وَقُودُ الشِّعرَيَينِ وَحَارَدَتْ
جِلادُ لِقَاحِ المُمْحلينَ وَخُورُها
وَرَاحَ قَرِيعُ الشّوْلِ مُحدَوْدب القَرَا
سرِيعاً وَرَاحتْ وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها
يُبَادِرُهَا كِن الكَنِيفِ إمَامُهَا،
كَما حَثّ رَكْضاً بالسَّرايا مُغِيرُهَا
هنَالِكَ تَقْرِي المُعْتَفِينَ قُدُورُنَا
إذا الشَّوْلُ أعيَا الحالِبينَ دُرُورُها
وَنَعْرِفُ حَقَّ المَشْرَفِيّةِ، كُلّمَا
أطَارَ جُنَاةَ الحَرْبِ يَوْماً مُطِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعي الذين هم البخال وانطلقي
دعي الذين هم البخال وانطلقي
رقم القصيدة : 3392
-----------------------------------
دَعي الذينَ هُمُ البُخّالُ وَانطَلِقي
إلى كَثِيرٍ، فَتى الجُودِ ابنِ سَيّارِ
إلى الّذي يَفْضُلُ الفِتْيَانَ نَائِلُهُ،
يَدَاهُ مِثْلُ خَليجَيْ دِجلةَ الجارِي
إنّا وَجَدْنَا كَثِيراً يَقْدَحُونَ لَهُ
بخَيرِ عُودٍ عَتِيق، زَنْدُهُ وَارِي
إنّ كَثِيراً كَثِيرٌ فَضْلُ نَائِلِهِ،
مُرْتَفَعٌ، في تَمِيمٍ، مُوقَدَ النّارِ
المَالىءُ الجَفْنَةَ الشِّيزَى إذا سَغبُوا
وَالطّاعِنُ الكَبْشَ وَالمَنّاعُ للجَارِ
إذا السّمَاءُ غَدَتْ أرْوَاحُ قِطْقِطِها
كَأنّهُ كُرْسُفٌ يُرْمَى بِأوْتَارِ
تَرَى المَرَاضِيعَ بِالأوْلادِ تَحْمِلُها
إلى كَثِيرٍ عَلى عُسْرٍ وَأيْسَارِ
الحَامِلُ الثّقْلَ قَدْ أعْيَاهُ حَامِلُهُ
وَالمُوقِدُ النّارَ للمُسْتَنْبِحِ السّارِي
وَالعابِطُ الكُومَ للأضْيَافِ إذْ نَزَلُوا
في يَوْمِ صِرٍّ مِنَ الصُّرَّادِ هرّارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد سلت حنيفة سلة
لعمري لقد سلت حنيفة سلة
رقم القصيدة : 3393
-----------------------------------
لَعَمْرِي! لَقَدْ سَلّتْ حَنيفَةُ سَلّةً
سُيُوفاً أبَتْ يَوْمَ الوَغَى أنْ تُعَيَّرَا
سُيُوفاً بهَا كَانَتْ حَنِيفَةُ تَبْتَني
مَكَارِمَ أيّامٍ تُشِيبُ الحَزَوْرَا
بِهنّ لَقُوا بالعَرْضِ أصْحَابَ خالِدٍ
ولَوْ كانَ غَيرَ الحقّ لاقوا لأُنْكِرَا
أرَيْنَ الحَرُورِيّينَ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ
ببُرْقَانَ يَوْماً يَقلِبُ الجَوْنَ أشقَرَا
فأبْدَتْ ببُرْقَانَ السّيُوفُ وَبالقَنَا
مِنَ النُّصْحِ للإسلامِ ما كانَ مُضْمَرَا
جَعَلْنَ لمَسعُودٍ وَزَيْنَبَ أُخْتِهِ
رِداءً وَجِلْباباً مِنَ المَوْتِ أحْمَرَا
فَما شِيمَ مِنْ سَيْفٍ بقائمِ نَصْلِهِ
يَدٌ مِنْ لُجَيمٍ أوْ يُفَلَّ وَيُكسرَا
هُمُ نَزلُوا دار الحِفَاظِ حَفِيظةً،
وَهُمْ يَمنَعونَ التّمرَ ممّنْ تمَضّرَا
فَلوْلا رِجالٌ مِنْ حَنيفَةَ جَالَدُوا
بِبُرْقَانَ أمسَى كاهلُ الدِّينِ أزْوَرَا
فِدىً لَهُمُ حَيّا نِزَارٍ كِلاهُمَا،
إذا المَوْتُ بالمَوْتِ ارْتَدى وَتَأزْرَا
لَيَالي لُجَيْمٌ بِالذَّرَاةِ، وَأيَّنَا
يُلاقُوا يَكونُوا في الوقائعِ أذْكَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت وعلم المرء أصدقه
لقد علمت وعلم المرء أصدقه
رقم القصيدة : 3394
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ
مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ
أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً
بَعدَ ابنِ يُوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرُ
بَلْ سَوْف يَكْفيكَها باز تَغلّبَها،
لَهُ التَقَتْ بالسّعودِ الشمسُ والقمرُ
فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمَعا
يُشْفَى بِهِ القَرْحُ وَالأحداثُ تُجتَبرُ
أغَرَّ، يَسْتَمْطِرُ الهُلاّكُ نَائِلَهُ،
في رَاحَتَيْهِ الدّمُ المَعْبُوطُ وَالمَطَرُ
فَأصْبَحَا قَدْ أمَاتَ الله دَاءَهُمَا،
وَقَوّمَ الدَّرْءَ مِنْ مِصْرَيْهِما عُمَرُ
حتى استَقامَتْ رُؤوسٌ كان يحمِلُها
أجْسادُ قَوْمٍ وَفي أعناقِهِمْ صَعَرُ
إنّ لآل عَدِيٍّ أثْلَةً فَلَقَتْ
صَفاةَ ذُبْيانَ لا تَدنُو لها الشّجَرُ
منها الثّرَى وَحصَى قَيسٍ إذا حُسبتْ
وَالضّارِبُونَ إذا ما اغرَوْرَقَ البَصرُ
فلا يُكَذَّبُ مِنْ ذُبْيانَ فَاخِرُها،
إذا القَبائِلُ عَدّتْ مَجدَها الكُبَرُ
أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرَتْ
عِنْدَ المَكَارِمِ، وَالأحْسابُ تُبتدرُ
انّ لآلِ عَدِيٍّ، في أرُومَتِهِمْ،
بَيتَينِ قَد رَفعتْ مَجديهما مُضَرُ
بَيْتٌ لآلِ سُكَينٍ طَالَ في عِظَمٍ،
وَآلِ بَدْرٍ هُمَا كَانَا إذا افتَخَرُوا
بَيْتَينِ تَقْعُدُ قَيْسٌ في ظِلالِهمَا
حَيْثُ التَقَى عِندَ رُكنِ القِبلةِ البشرُ
اسمَعْ ثَنائي فإني لَستُ مُمْتَدِحاً
إلاّ امْرَأً مِنْ يَدَيْهِ الخَيْرُ يُنْتَظَرُ
وَأنْتَ ذاكَ الذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
عِندَ الشّتاءِ إذا ما دُوخلَ الحُجَرُ
وكَمْ نَمَاكَ مِنَ الآبَاءِ مِنْ مَلِكٍ
بهِ لذُبْيَانَ كَانَ الوِرْدُ وَالصّدَرُ
يا ابنَيْ سُكَينٍ إذا مَدّتْ حِبالُهُما
حَبْلَينِ مَا فيهِما ضَعْفٌ وَلا قِصَرُ
حَبْلَينِ طالا حِبالَ النّاسِ قَد بَلَغَا
حيثُ انتَهى من سَماءِ النّاظرِ النّظَرُ
يا بَني كَرِيمَيْ بَني ذُبْيَانَ إنّ يَداً
عَليّ خَيرُ يَدٍ، للدّهْرِ، تُدّخَرُ
أنْتَ رَجَائي بِأرْضِي، أنّني فَرِقٌ
مِنْ وَاسِطٍ وَالذي نَلقاهُ نَنْتَظِرُ
وَما فَرِقْتُ وَقَد كانَتْ مَحَاضِرُنَا
مِنْهَا قَرِيباً، حِذارِي وِرْدَها هَجَرُ
اسْألْ زِيَاداً ألَمْ تَرْجِعْ رَوَاحِلُنا،
وَنَخلُ أفْأنَّ، مِنّي بُعْدُهُ نَظَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
رقم القصيدة : 3395
-----------------------------------
أنا ابنُ خِنْدِفَ وَالحَامي حَقِيقَتَها
قد جَعلوا في يديّ الشّمسَ وَالقَمَرَا
ولَوْ نَفَرْتَ بقَيْسٍ لاحتَقَرْتُهُمُ،
إلى تَمِيمٍ تَقُودُ الخَيْلَ وَالعَكَرَا
وَفِيهِمِ مائَتَا ألْفٍ فَوَارِسُهُمْ،
وَحَرْشَفٌ كجُشاء الليل إذ زَخَرَا
كَانُوا إذاً لِتَمِيمٍ لُقْمَةً ذَهَبَتْ
في ذي بَلاعِيمَ لَهّامٍ، إذا فَغَرَا
باتَ تَميمٌ وَهُمْ في بَعْضِ أوْعِيَةٍ
مِنْ بَطْنِهِ قَدْ تَعَشّاهُمْ وَما شعرَا
يا أيّهَا النّابِحُ العَاوِي لِشِقْوَتِهِ!
إليّ أُخْبِرْكَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرَا
بأنّ حَيّاتِ قَيْسٍ، إنْ دَلَفْتَ بها،
حَيّاتُ مَاءٍ سَتَلْقَى الحَيّةَ الذَّكرَا
أصَمَّ لا تَقْرَبُ الحَيّاتُ هَضْبَتَهُ،
وَلَيْسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرَى أثَرَا
يا قَيْسَ عَيْلانَ إني كُنتُ قلتُ لكمْ
يا قيسَ عَيلانَ أن لا تُسرِعوا الضّجَرا
إني مَتى أهْجُ قَوْماً لا أدَعْ لَهُمُ
سَمعاً إذا استَمعوا صَوْتي وَلا بَصَرَا
يَا غَطَفَانُ دي مَرْعَى مُهَنّأةٍ
تُعدي الصّحاحَ إذا ما عَرُّها انتشَرَا
لاَ يُبْرىءُ القَطِرَانُ المَحْضُ ناشِرَها
إذا تصَعَّدَ في الأعْتَاقِ واسْتَعَرَا
لَوْ لمْ تَكُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لهَا
إليّ لامَ ذَوُو أحْلامِهِمْ عُمَرَا
مِما تَشَجّعَ مِنّي حِينَ هَجْهَجَ بي
مِنْ بَينِ مَغرِبها وَالقَرْنِ إذْ فَطرَا
إنْ تَمنَعِ التّمْرَ مِنْ رَازَانَ مائِرَنا
فَلَسْتَ مانعَ جُلّ الحَيّ من هَجَرَا
قَد كنتُ أنذرْتكُمْ حَرْبي إذا استعرَتْ
نيرَانُها هيَ نَار تَقْذفُ الشّرَرَا
قُبْحاً لنارِكُمُ وَالقِدْرِ إذْ نُصِبَتْ
على الأثافي وَضَوْءُ الصّبْحِ قد جَشَرَا
لَوْ كانَ يَعلَمُ مَا أنْتُمْ مُجاوِرُكُم
لما أنَاخَ، إلى أحفاشِكُمْ، سَحَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا عجبا للعذارى يوم معقلة
يا عجبا للعذارى يوم معقلة
رقم القصيدة : 3396
-----------------------------------
يا عَجَبا للعَذَارَى يَوْمَ مَعْقُلَةٍ،
عَيّرْنَني تحتَ ظلّ السِّدرَةِ الكِبَرَا
فَظَلّ دَمْعيَ مِمّا بَانَ لي سَرِباً
عَلى الشّبابِ إذا كَفْكَفتُه انحَدَرَا
فإنْ تكنْ لِمّتي أمسَتْ قدِ انطَلَقَتْ
فَقَدْ أصِيدُ بهَا الغِزْلانَ وَالبَقَرَا
هَلْ يُشتَمَنّ كَبِيرُ السنّ أنْ ذرَفتْ
عَيْنَاهُ أمْ هُوَ مَعذورٌ إنِ اعتَذرَا
يا بِشْرُ إنّكَ سَيْفُ الله صِيلَ بِهِ
عَلى العَدُوّ وَغَيْثٌ يُنْبِتُ الشّجَرَا
مَنْ مِثْلُ بِشْرٍ لحَرْبٍ غَيْرِ خامدةٍ
إذا تَسَرْبَل بِالمَاذِيّ وَاتّزَرَا
العَاصِبِ الحَرْبَ حَتى تَسْتَقيدَ لَهُ
بِالمَشْرَفِيّةِ، وَالعَافي إذا قَدَرَا
سَيْفٌ يَصُولُ أمِيرُ المُؤمِنين بِهِ
وَقَدْ أعَزّ بِهِ الرّحْمَنُ مَنْ نَصَرَا
كمُخدِرٍ من لُيُوثِ الغِيلِ ذي لِبَدٍ
ضِرْغامَةٍ يَحطِمُ الهاماتِ وَالقَصَرَا
تَرَى الأسُودَ لَهُ خُرْساً ضَرَاغِمُها
يَسْجُدْنَ مِنْ فَرَقٍ مِنهُ إذا زَأرَا
مُسْتَأنِسٍ بِلِقاءِ النّاسِ مُغْتَصِبٍ
للألفِ يَأخُذُ مِنْهُ المِقْنَبُ الخَمَرَا
كَأنّمَا يَنْضحُ العَطّارُ كَلْكَلَهُ
وَساعِدَيْهِ بِوَرْسٍ يَخضِبُ الشَّعَرَا
وَمَا فَرِحْتُ ببُرْءٍ مِنْ ضَنى مَرَضٍ
كَفَرْحَةٍ يَوْمَ قالُوا أخبَرَ الخَبَرَا
ألْفَتْحُ عِكْرِمَةُ البَكْرِيُّ خَبّرَنَا
أنّ الرّبِيعَ أبَا مَرْوَانَ قَدْ حَضَرَا
فَقُلْتُ للنّفْسِ: هَذي مُنيَةٌ صَدقتْ
وَقَدْ يُوَافِقُ بَعضُ المُنيَةِ القَدَرَا
كُنّا أُنَاساً بِنَا اللأوَاءُ فَانْفَرَجَتْ
عَن مثلِ مَرْوَانَ بالمصرَينِ أوْ عمرَا
مُشَمِّرٌ يَستَضيءُ المُظْلِمُونَ بِهِ،
يَنْكي العَدُوَّ وَنَستَسقي بهِ المَطرَا
ما النّيلُ يَضْرِبُ بالعِبْرَينِ دارِئَهُ
وَلا الفُرَاتُ إذا آذِيُّهُ زَخَرَا
يَعْلُو أعَاليَ عَانَاتٍ بِمُلْتَطِمٍ،
يُلْقي على سُورِها الزّيتونَ وَالعُشَرَا
تَرَى الصَّرارِيَّ وَالأمَواجُ تَلِطمُهُ،
لَوْ يَسْتَطِيعُ إلى بَرّيةٍ عَبَرَا
إذا عَلَتْهُ ظِلالُ المَوْجِ وَاعْتَرَكَتْ
بِوَاسِقَاتٍ تَرَى في مائِها كَدَرَا
بِمُسْتَطِيعِ نَدَى بِشْرٍ عُبَابُهُمَا
وَلَوْ أعانَهُمَا الزّابُ إذا انْحَدَرَا
لَهُ يَدٌ يَغْلِبُ المُعْطِينَ نَائِلُهَا،
إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا
تَغْدُو الرّيَاحُ فتُمسي وَهيَ فاتِرَةٌ،
وَأنْتَ ذُو نَائِلٍ يُمْسِي وَما فَتَرَا
تَرَى الرّجَالَ لبِشرٍ وَهْيَ خَاشِعَةٌ
تَخاَشُعَ الطَّيْرِ للْبَازي إِذا انكدَرا.
مِنْ فَوقِ مُرْتَقِبٍ باتتْ شامِيَةٌ
تَلُفّهُ، وَسَمَاءٌ تَنْضحُ الدِّرَرَا
حَتى غَدا لَحِماً من فَوْقِ رَابِيَةٍ،
في لَيْلَةٍ كَفّتِ الأظفارَ وَالبَصَرَا
إذا رَأتْهُ عِتَاقُ الطّيْرِ أوْ سَمِعَتْ
مِنِ هَوِيّاً تَشَظّتْ تَبتغي الوَزَرَا
أصْبَحَ بَعدَ اختلافِ النّاسِ بَيْنَهُمُ
بِآلِ مَرْوَانَ دِينُ الله قَدْ ظَهَرَا
مِنْهُمْ مَساعِرَةُ الشّهباءِ إذ خمدتْ
وَالمُصْطَلوها إذا مَشْبوبُها استَعَرَا
خَلِيفَةُ الله مِنْهُمْ في رَعِيّتِهِ،
يَهْدِي بِهِ الله بَعْدَ الفِتْنَةِ البشرَا
بهِ جَلا الفِتْنَةَ العَمياءَ فانكَشَفَتْ
كَما جَلا الصّبحُ عَنهُ اللّيلَ فانسفَرَا
لَوْ أنّني كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ هَلَكَتْ
إحداهُما كانَتِ الأخرَى لمنْ غَبَرَا
إذاً لجِئْتُ على ما كانَ من وَجَلٍ،
وَمَا وَجَدْتُ حِذاراً يغلِبُ القَدَرَا
كُلُّ امْرِىءٍ آمِنٌ للخَوْفِ أمّنَهُ
بِشرُ بنُ مَرْوَانَ وَالمَذعورُ من ذَعرَا
فَرْعٌ تَفَرّعَ في الأعيَاصِ مَنْصِبُهُ،
وَالعامِرَينِ لَهُ العِرْنينُ من مُضرَا
مُعْتَصِبٌ بِرِدَاءِ المُلْكِ، يَتْبَعُهُ
مَوْجٌ تَرَى فَوْقَهُ الرّايَاتِ وَالقَتَرَا
مِنْ كُلّ سَلْهَبَةٍ تَدْمى دَوَابِرُها
مِنَ الوَجا وَفُحولٍ تَنفُضُ العُذَرَا
وَالخَيلُ تُلقي عِتاقَ السَّخلِ مُعجَلةً
لأياً تُبِينُ بِها التّحْجيلَ وَالغُرَرَا
حَوّاً تُمَزِّقُ عَنْها الطّيْرُ أرْدِيَةً،
كغِرْقىء البَيض كَنّتْ تحتَها الشَّعَرَا
شَقَائِقاً مِنْ جِيَادٍ غَيْرِ مُقْرِفَةٍ،
كما شَقَقتُ من العُرْضِيّةِ الطُّرَرَا
يُزَيِّنُ الأرْضَ بِشْرٌ أنْ يَسِيرَ بها،
ولا يَشُدّ إلَيْهِ المُجْرِمُ النّظَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أما قريش أبا حفص فقد رزئت
أما قريش أبا حفص فقد رزئت
رقم القصيدة : 3397
-----------------------------------
أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ
بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا
إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا،
وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا
ما مات مثلُ أبي حَفْصٍ لمَلْحَمَةٍ،
وَلا لطالِبِ مَعرُوفٍ إذا افتَقَرَا
كَمْ منْ فَوَارِسَ قَد نادوا إذا لحقوا
بالخيلِ باسمِكَ حتى يُطعَموا الظَّفرَا
لَقَدْ رُزِئْتُمْ بَني تَيْمٍ وَغَيْرُكُمُ
عَلى بَوائِبِها الخَيْرَينِ مِنْ مُضَرَا
وَالأكْرَمَيْنِ إذا عُدّتْ فُروُعُهما،
والأنْعَشَيْنِ إذا مَوْلاهُمَا عَثَرَا
فابْكي هُبِلْتِ أبا حَفْص وَصَاحبَهُ
أبَا مُعَاذ، إذا شُؤبُوبُها اسْتَعَرَا
حَرْبٌ إذا لَقِحَتْ كانَ التّمامُ لهَا
مِنهُ، إذا نُتِجَتْهُ، الأبْلَقَ الذّكرَا
كَمْ من جَبانٍ لَدى الهَيجا دَنَوْتَ به
إلى القِتَالِ، ولَوْلا أنتَ مَا صَبَرَا
مِنْهُنّ أيّامُ صِدْقٍ قَدْ بُليتَ بهَا،
أيّامُ فارِسَ وَالأيّامُ مِنْ هَجَرَا
يَا أيّها النّاسُ لا تَبكوا على أحَدٍ
بَعْدَ الّذي بضُمَير وَافَقَ القَدَرَا
كَانَتْ يَداهُ يَداً، سَيْفاً يُعَاذُ بهِ
مِنَ العَدوّ وَغَيْثاً يُنبِتُ الشّجَرَا
تَستَخِبرُ الخَيْلَ في الهَيجا إذا لحِقتْ
وَالمُعتَرُونَ قُدورَ النّاسِ وَالحَجَرَا
مَن يَقتلُ الجوعَ بعد ابنِ الشهيدِ وَمن
بالسّيفِ يَقتلُ كبشَ القوْم إذا عكرَا
إنّ النّوائِحَ لا يَعْدُونَ في عُمَرٍ
ما كانَ فيهِ ولا المَوْلى إذا افتَخَرَا
إذا عَدَدْنَ فَعَالاً أوْ لَهُ حَسَباً،
أوْ يَوْمَ هَيجَاءَ يُعشِي بأسُهُ البصرَا
القائِلَ الفاعِلَ الحامي حقيقَتُه،
وَالوَاهِبَ المائَةَ المِعَكَاءَ وَالغُرَرَا
لا يُلْقِيَنْ بيَدَيْهِ الدّهَر ذو حَسَبٍ
يَرْجُو الفِداءَ إذا ما رُمحُهُ انكَسَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا ليت شعري ما أرادت مجاشع
ألا ليت شعري ما أرادت مجاشع
رقم القصيدة : 3398
-----------------------------------
ألا لَيْتَ شِعرِي ما أرَادتْ مُجَاشِعٌ
إلى الغَيْطِ أمْ مَاذا يَقُولُ أمِيرُهَا
ألَمْ نَكُ أعْلى دارِمٍ في دِيَارِهَا،
وَأكْثَرَها إنْ عُدّ يَوْماً نَفِيرُها
فَلا تَفْرَحَا يا ابْنَيْ رَقَاشٍ بِنَأيِها
فقَدْ كانَ مِمّا أنْ تَطِمّ بحُورُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت مثلي يا خيار تعسفت
لو كنت مثلي يا خيار تعسفت
رقم القصيدة : 3399
-----------------------------------
لَوْ كُنتَ مِثلي، يا خِيَارُ، تَعَسّفَتْ
بكَ البِيدُ ضَرْبَ العَوْهَجيّ وَداعرِ
وَكُنْتَ على أرْضِ المَهارِي مُؤمَّراً
عَلى كلّ بادٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَاضِرِ
مُهَلَّلَةَ الأعْضَادِ إنْ سِرْتَ لَيْلَةً
بهَا أصْبَحَتْ خِمسَ البَرِيد المُبادرِ
وَلَوْ كنتَ بالحَزْمِ احتَزَمتَ صُدورَها
بكُلّ عِلافيٍّ مِنَ المَيْسِ قَاتِرِ
ترَاها إذا الحَادي رَجَا أنْ تَنالهَا
عَصَاهُ شَأتْهُ كُلُّ حَقْباءَ ضَامِرِ
تَرَى إبِلاً ما لمْ تُحَرِّكْ رُؤوسَها،
وَهُنّ إذا حَرّكْنَ غَيرُ الأباعِرِ
وَكُنتَ أمرَأً لمْ تَعرِفِ الأمرَ مُقْبِلاً
وَلمْ تَكُ إذْ أنكَرْتَهُ ذا مَصَادِرِ
فَهَلاّ خَشِيتَ القَوْمَ إذْ أخرَجَتَهمُ
من السّجنِ حَيّاتٌ صِلابُ المكاسِرِ
أُنَاسٌ تُرَاخي الكَرْبَ عَنهم سيوفُهم
إذا كانَتِ الأنْفَاسُ عِندَ الحَناجرِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القبلة الأولى
القبلة الأولى
رقم القصيدة : 340
-----------------------------------
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لبئست هدايا القافلين أتيتم
لبئست هدايا القافلين أتيتم
رقم القصيدة : 3400
-----------------------------------
لَبِئْسَتْ هَدَايَا القَافِلينَ أتَيْتُمُ
بهَا أهلَكُمْ يا شرّ جَيْشَينِ عُنصُرَا
رَجَعتُمْ عَلَيهمْ بالهَوَانِ فأصْبَحوا
على ظهرِ عُرْيانِ السّلائقِ أدْبَرَا
وَقد كانَ شِيمَ السّيفُ بعد استِلالِهِ
عَلَيهِمْ وَناءَ الغَيثُ فيهمْ فأمطَرَا
رَدَدْتُمْ عَلَينا الخيلَ وَالتُّرْكُ عندكُم
تَحَدّى طِعاناً بِالأسِنّةِ أحْمَرَا
إلى مَحِكٍ في الحَرْبِ يأبَى إذا التقتْ
أسِنّتُها بالمَوْتِ، حَتى يُخَيَّرَا
إذا عَجَمْتْهُ الحَرْبُ يَوْماً أمَرَّهَا
على قُتُرٍ مِنها عَنِ اللّينِ أعْسَرَا
ولَمّا رَأى الله الّذي قَدْ صَنَعْتُمُ،
وَأنّ ابنَ سَيْبُخْتَ اعتَدى وَتجبّرَا
وَقارَعْتُمُ في الحَقّ مَن كانَ أهْلُهُ
بِبَاطِلِ سَيْبُختَ الضّلالِ وَذَكّرَا
رَمَاكُمْ بِمَيْمُونِ النّقِيبَةِ حازِمٍ
إذا لمْ يُقَمْ بِالحَقّ لله نَكّرَا
أبيَّ المُنى لمْ تَنْتَقِضْ مِرّةٌ بِهِ،
ولَكِنْ إذا مَا أوْرَدَ الأمْرَ أصْدَرَا
أخَا غَمَرَاتٍ يَجْعَلُ الله كَعْبَهُ،
هُوَ الظَّفِرُ الأعْلى إذا البأسُ أصْحرَا
مُعَانٌ عَلى حَقٍ، وَطَالِبُ بَيْعَةٍ
لأفْضَلِ أحْيَاءِ العَشِيرَةِ مَعْشَرَا
لآلِ أبي العاصي تُرَاثُ مَشُورَةٍ،
لِسُلْطانهِمْ في الحَقّ ألاّ يُغَيَّرَا
عَجِبتُ لنَوْكَى من نِزَارٍ وَحَيْنِهمْ
رَبِيعَةَ وَالأحزَابِ مِمّنْ تمَضّرَا
وَمن حَينِ قَحطاني سجستانَ أصْبحوا
على سَيّءٍ من دينِهمْ قَدْ تَغَيّرَا
وَهُمْ مائَتا ألْفٍ وَلا عَقْلَ فيهِمِ
وَلا رَأيَ من ذي حِيلَةٍ لَوْ تَفَكّرَا
يَسُوقُونَ حَوّاكاً لِيَسْتَفْتِحُوا بِهِ
على أوْلِيَاءِ الله، مِمّنْ تَخَيّرَا
على عُصْبَةٍ عُثمانُ منهُمْ، وَمنهُمُ
إمَامٌ جَلا عَنّا الظّلامَ فَأسْفَرَا
خَليفَةُ مَرْوَانَ الذي اختارَهُ لَنَا
بِعِلْمٍ عَلَيْنا مَنْ أمَاتَ وَأنْشَرَا
بِهِ عَمَرَ الله المَسَاجِدَ، وَانْتَهَى
عَنِ النّاسِ شَيْطانُ النّفاقِ فأقصرَا
وَلوْ زَحَفُوا بابْنَيْ شَمامٍ كِلَيهِما
وَبالشُّمّ من سَلمَى إلى سَرْوِ حِميَرَا
على دينهِمْ وَالهِندُ تُزْجَى فُيُولهُمْ
وَبالرّومِ في أفدانها رُومِ قَيصَرَا
إلى بَيْعَةِ الله الّتي اخْتَارَ عَبْدَهُ
لهَا ابنَ أبي العاصِي الإمامَ المُؤمَّرَا
لَفَضّ الذي أعطى النبُوّةَ كَيدَهمْ
بِأكْيَدَ مِمّا كَايَدُوهُ وَأقْدَرَا
أتَاني بذي بَهْدى أحاديثُ رَاكِبٍ،
بهَا ضَاقَ مِنها صَدْرُهُ حِينَ خَبّرَا
وَقَائِعُ للحَجّاجِ تَرْمي نِسَاؤهَا
بِأوْلادِ ما قَد كانَ مِنهُنّ مُضْمَرَا
فَقُلتُ فِدىً أُمّي لَهُ حينَ صَاولَتْ
بهِ الحَرْبُ نَابَيْ رَأسِها حِينَ شمّرَا
سَقى قائِدَيْها السّمّ حتى تَخاذَلُوا
عَلَيها وَأرْوَى الزّاعِبيَّ المُؤمَّرَا
سَقَى ابنَ رِزَامٍ طَعْنَةً فَوّزَتْ بهِ
وَمَحْرُوشَهُمْ مَأمُومَةً فَتَقَطّرَا
وأفلت روّاضُ البغالِ ولم تَدَعْ
لهُ الخيلُ من اخراج زَوْجِيه معشرا
وَأفْلَتَ دَجّالُ النّفَاقِ، وَمَا نجَا
عَطِيّةُ إلاّ أنّهُ كَانَ أمْهَرَا
مِنَ الضّفْدَعِ الجارِي عَلى كلّ لُجّةٍ
خَفيفاً إذا لاقَى الأوَاذيَّ أبْتَرَا
ورَاحَ الرِّياحيّانِ إذْ شَرَعَ القَنَا
مُطَيْرٌ، وَبَرّادٌ، فِرَاراً عَذَوَّرَا
وَلَوْ لَقِيَا الحَجّاجَ في الخَيْلِ لاقَيا
حِسابَ يَهودِيّينِ مِنْ أهلِ كَسكَرَا
وَلَوْ لَقيَ الخَيْلَ ابنُ سَعْدٍ لَقَنّعُوا
عِمَامَتَهُ المَيْلاءَ عَضْباً مُذَكَّرَا
ولَوْ قَدّمَ الخيْلَ ابنُ مُوسَى أمامَهُ
لمَاتَ وَلَكِنّ ابنَ مُوسَى تَأخّرَا
رَأى طَبَقاً لا يَنْقُضُونَ عُهُودَهُمْ
لهُمْ قائِد قُدّامَهُمْ غَيرُ أعْوَرَا
وَهِمْيَانُ لَوْ لمْ يَقطَعِ البَحرَ هارِباً
أثارَتْ عَجاجاً حَوْلَهُ الخَيلُ عِثْيَرَا
وَزَهْرَانُ ألْقَى في دُجَيْلٍ بِنَفْسِهِ
مُنَافِقُهَا إذْ لمْ يَجِدْ مُتَعَبَّرَا
وَمَا تَرَكَتْ رَأساً لبَكرِ بنِ وَائِلٍ،
وَلا للُكَيزِيّينَ إلاّ مُكَوَّرَا
وَأفْلَتَ حَوّاكُ اليَمانِينَ بَعْدَمَا
رَأى الخيلَ تَرْدي من كُميتٍ وَأشقرَا
وَدِدْتُ بِحَنّابَاءَ إذْ أنْتَ مُوكِفٌ
حِمَارَكَ مَحلُوقٌ تَسوقُ بعَفْزَرَا
تُؤامِرُها في الهِنْدِ أنْ تُلحَقا بِهمْ،
وَبالصِّينِ صِينِ استانَ أوْ تُرْكِ بَغَبَرَا
رَأيْتُ ابنَ أيّوبٍ قَدِ استَرْعَفَتْ بهِ
لكَ الخَيلُ من خَمسِينَ ألفاً وَأكثَرَا
على صاعِدٍ أوْ مِثْلِهِ من رِبَاطِهِ،
إذا دارَكَ الرّكْضَ المُغِيرُونَ صَدّرَا
يُبَادِرُكَ الخَيْلَ الّتي مِنْ أمَامِهِ
ليَشْفيَ مِنْكَ المُؤمِنِينَ، وَيَثْأرَا
مَحارِمَ للإسلامِ كنتَ انْتَهَكْتَها،
وَمَعْصِيَةً كانَتْ مِنَ القَتلِ أكبَرَا
دَعَوْا وَدَعَا الحَجّاجُ وَالخيلُ بَينَها
مدى النّيلِ في سامي العَجاجةِ أكدَرَا
إلى باعِثِ المَوْتَى ليُنزِلَ نَصْرَهُ،
فَأنْزَلَ للحَجّاجِ نَصْراً مُؤزّرَا
مَلائِكَةً، مَنْ يَجعَلِ الله نَصرَهم
لَهُ يَكُ أعلى في القِتالِ وَأصْبَرَا
رَأَوْا جِبْرئيل فيهِمُ، إذْ لَقُوهُمُ،
وَأمْثَالَهُ مِنْ ذي جَناحَينِ أظْهَرَا
فَلَمّا رَأى أهْلُ النّفَاقِ سِلاحَهُمْ
وَسِيمَاهُمُ كَانُوا نَعاماً مُنَفَّرَا
كَأنّ صَفِيحَ الهِنْدِ فَوْقَ رُؤوسِهم
مَصَابيحُ لَيْلٍ لا يُبالِينَ مِغْفَرَا
بِأيْدي رِجَالٍ يَمْنَعُ الله دِينَهُمْ،
بِأصْدَقَ من أهْلِ العِرَاقِ وَأصْبَرَا
كَأنّ على دَيْرِ الجَماجِمِ مِنْهُمُ
حَصَائِدَ أوْ أعْجازَ نَخلٍ تَقَعَّرَا
تَعَرَّفُ هَمْدَانِيّةٌ سَبَئِيّةٌ،
وَتُكْرِهُ عَيْنَيْها على ما تَنَكّرَا
رَأتْهُ مع القَتْلى، وَغَيّرَ بَعْلَها
عَلَيْهَا تُرَابٌ في دَمٍ قَدْ تَعفّرَا
أرَاحُوهُ مِنْ رَأسٍ وَعَيْنَينِ كانَتَا
بَعِيدَينِ طَرْفاً بِالخِيَانَةِ أحْزَرَا
مِنَ النّاكِثِينَ العَهْدَ مِنْ سَبَئِيّةٍ
وَإمّا زُبَيْرِيٍّ مِنَ الذّئبِ أغْدَرَا
وَبالخَنْدَقِ البَصْرِيّ قَتْلى تَخالُها
عَلى جَانِبِ الفيْضِ الهَديَّ المُنَحَّرَا
لَقِيتُمْ مَعَ الحَجّاجِ قَوْماً أعِزّةً،
غِلاظاً على مَن كان في الدِّينِ أجوَرَا
بِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ أيّدَ الله نَصْرَهُ،
وَسَوّى مِنَ القَتلى الرّكيَّ المُعَوَّرَا
جُنُوداً دَعَا الحَجّاجُ حِينَ أعَانَهُ
بِهِمْ، إذْ دَعا ربَّ العِبادِ ليَنْصُرَا
بشَهْبَاءَ لمْ تُشرَبْ نِفَاقاً قُلُوبُهُمْ،
شَآمِيَةٍ تَتْلُو الكِتَابَ المُنَشَّرَا
بسُفْيَانَ وَالمُسْتَبْصِرِينَ كَأنّهم
جِمَالٌ طَلاها بِالكُحَيْلِ وَقَيَّرَا
ولَوْ أنّهُمْ إذْ نَافَقُوا كانَ مِنْهُمُ
يَهُودِيُّهُمْ كَانُوا بِذَلِكَ أعذَرَا
وَلَكِنّمَا اقتَادُوا بحَوّاكِ قَرِيَةٍ،
لَئِيمٍ كَهَامٍ، أنْفُهُ قَد تَقَشّرَا
مُحَرَّقَةٌ للغَزْلِ أظْفَارُ كَفِّهِ
لِتَدْقِيقِهِ ذَا الطُّرّتَينِ المُحَبَّرَا
عَشِيّةَ يُلْقُونَ الدّرُوعَ كَأنّهُمْ
جَرَادٌ أطارَتْهُ الدَّبُورُ، فَطَيَّرَا
وَهمْ قد يرَوْنَ الموْتَ من بينِ مُقعَصٍ
وَمن وَائِبٍ في حَوْمَةِ المَوْتِ أكدرَا
رَأوْا أنّهُ مَنْ فَرّ من زَحْفِ مِثِلهمْ
يكُنْ حَطَباً للنّارِ فِيمَنْ تَكَبّرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتصرف عن ليلى بنا أم تزورها
أتصرف عن ليلى بنا أم تزورها
رقم القصيدة : 3401
-----------------------------------
أتَصْرِفُ عَنْ لَيْلى بِنا أمْ تَزُورُها،
وَمَا صُرْمُ لَيلى بَعدَما ماتَ زِيرُهَا
فإنْ يَكُ وَارَاهُ التّرَابُ، فَرُبّمَا
تَجَرّعَ مِنّي غُصّةً لا يُحِيرُها
ألا لِيَلُمْ مَنْ ضَنّ بِالمَالِ نَفْسَهُ،
إذا ضِبْرِمٌ بَانَتْ بلَيْلٍ خُدُورُها
ألا رُبّما إنْ حَالَ لُقْمَانُ دُونَها
تَرَبّعَ بَينَ الأرْوَتَينِ أمِيرُهَا
مُقَابَلَةَ الثّايَاتِ ثايات ضَابِىءٍ
مَرَاتِعَ مِنْهَا لا تُعَدّ شُهُورُها
بِصَحْرَاءَ مِكْمَاءٍ تَرُدّ جُناتُها
إلَيها الجَنى في ثَوْبِ مَنْ يَستَثِيرُها
إذا هي حَلّتْ في خُزَاعَةَ وَانْتَوَتْ
بها نِيّةٌ زَوْرَاءُ عَمّنْ يَزُورُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ
بمُسْتَنّ أغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ وَالأشرَاطِ يجرِي غَديرُها
وَرَحْلٍ حَمَلنا خَلفَ رَحلٍ وَناقَةٍ
تَرَكْنَا بعَطْشَى لا يُزَجّى حَسيرُها
تَرَكْنَا عَلَيها الذّئْبَ يَلْطُمُ عَينَهُ
نهَاراً، بِزَوْرَاءِ الفلاةِ، نُسُورُها
وَلمّا بَلَغْنَا الجَهْدَ مِنْ مَاجِداتها،
وَبَيّنَ مِنْ أنْسَابهِنّ شَجِيرُها
تَجَرّدَ مِنها كُلُّ صَهْبَاءَ حُرّةٍ
لِعَوْهَجَ أوْ للدّاعِرِيّ عَصِيرُها
مَشَى، بَعدَما لا مُخّ فِيهَا بِآدِها
نَجابَةُ جَدّيْها بهَا،، وَضَرِيرُها
يَرُدّ على خَيْشومِها مِنْ ضَجَاجِها
لها بَعدَ جَذْبٍ بالخَشاشِ جَرِيرُها
وَمَحْذُوّةٍ بَينَ الحِذَاءِ الّذِي لهَا،
وَبَينَ الحَصَى، نَعْلاً مُرِشّاً بَصِيرُها
طَوَتْ رِحمَها مِنهُنّ كُلُّ نَجيبَةٍ
منَ المَاءِ وَالتَفّتْ عَليهِ سُتُورُها
أتَيْنَاكَ مِنْ أرْضٍ تَمُوتُ رِياحُها
وَبالصّيْفِ لا يُلفى دَليلٌ يطورُها
منَ الرّمْلِ رَملِ الحَوْشِ يَهلِكُ دونه
رَوَاحُ شَمالٍ نَيرَجٍ وَبُكورُها
قَضَتْ ناقَتي ما كنتُ كَلّفت نحبَهَا
مِنَ الهَمّ والحاجِ البَعيدِ نَعُورُها
إذا هيَ أدّتْني إلى حَيْثُ تَلْتَقي
طَوَالِبُ حَاجاتٍ، بَعِيدٍ مَسِيرُها
إلى المُصْطَفَى بَعدَ الوَليّ الذي لَهُ
على النّاسِ نُعمَى يملأُ الأرْضَ نورُها
وَكمْ من صَعُودٍ دونَها قَدْ مَشيتُها
وَهابِطَةٍ أُخْرَى يُقَادُ بَعِيرُها
وَما أمَرَتْني النّفْسُ في رِحْلَةٍ لهَا،
فَيَأمُرَني إلاّ إلَيْكَ ضَمِيرُها
وَلمْ تَدْنُ حَتى قُلْتُ للرَّكبِ: إنّكُم
لآتونَ عَينَ الشّمسِ حيثُ تَغُورُها
فَلَمّا بَلَغْنَا أرْجَعَ الله رِحْلَتي،
وَشُقّتْ لَنَا كَفٌّ تَفيضُ بحُورُها
نَزَلْنَا بِأيّوبٍ، ولمْ نَرَ مِثْلَهُ،
إذا الأرْضُ بالناسِ اقشعرّتْ ظهورُها
أشدَّ قُوى حَبْلٍ لمَنْ يَسْتَجِيرُهُ،
وَأطْوَلَ، إذْ شَرُّ الحِبَالِ قَصِيرُها
جَعَلْتَ لَنا للعَدْلِ بَعدكَ ضَامِناً،
إذا أُمّةٌ لمْ يُعْطِ عَدْلاً أمِيرُها
أقَمتَ بهِ الأعناقَ بَعدَكَ فانتَهَتْ
إلَيْكَ بِأيْدي المُسلِمِينَ مُشِيرُها
دَعَوْتَ لَهُمْ أنْ يجعَلَ الله خَيرَهم
وَأنْتَ بدَعْوَى بالصّوَابِ جَدِيرُها
أرَادَ بهِ الباغونَ كَيْداً، فكادَهُمْ
بهِ رَبُّ بَرّاتِ النّفُوسِ خَبِيرُها
ولَوْ كايَدَ العَهْدَ الّذي في رِقَابِهِمْ
لَهُ أخْشَبا جَنْبَيْ مِنىً وَثَبِيرُها
لِيَنْقُضْنَ تَوْكيدَ العُهُودِ التي لَهُ
لأمسَتْ ذُرَاها وَهيَ دُكٌّ وَعُورُها
وَقَوْمٍ أحاطَتْ لَوْ تُرِيدُ دِماءهُمْ
بِأعْنَاقهِمْ أعْمَالُهُمْ لَوْ تُثيرُها
عَلَيْهِمْ رَأوْا مَا يَتّقُونَ من الذي
غَلتْ قِدرُهمْ إذ ذابَ عنها صُيورُها
تجاوَزْتَ عَنهُم فَضْل حلمٍ كما عَفا،
بمُسكِنَ وَالهنديُّ تَعْلُو ذُكورُها
أبُوكَ جُنُوداً بَعدَما مَرّ مُصْعَبٌ،
تَفَلّذَ عَنْهُ، وَهْوَ يَدْعو، كَثيرُها
فَأنْتَ أحَقُّ النّاسِ بالعَدلِ وَالتُّقى
وَأنتَ ثَرَى الأرْضِ الحَيا وَطَهورُها
فَأصْبَحْتُمَا فِينَا كَداودَ وَابنِهِ،
على سُنّةٍ يُهْدَى بها مَنْ يَسِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم من مناد والشريفان دونه
كم من مناد والشريفان دونه
رقم القصيدة : 3402
-----------------------------------
كَمْ مِنْ مُنَادٍ، وَالشّرِيفانِ دونهُ،
إلى الله تُشْكَى وَالوَليدِ مَفَاقِرُهْ
يُنَادِي أمِيرَ المُؤمِنِينَ ودُونَهُ
مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهَارِي ظَهَائرُهْ
بَعِيدُ نِيَاطِ المَاءِ، يَسْتَسْلِمُ القطا
بِهِ، وَأدِلاّءُ الفَلاةِ حَيَائِرُهْ
يَبِيتُ يُرَامي الذّئْبَ دُونَ عِيَالِهِ،
وَلوْ ماتَ لم يشبعْ عن العظمِ طائِرُهْ
رَأوْني، فَنَادَوْني، أسُوقُ مَطِيّتي،
بأصْوَاتِ هُلاّكٍ سِغابٍ حَرَائِرُهْ
فَقالوا: أغِثْنَا، إنْ بَلَغْتَ، بدَعوَةٍ
لَنا عِندَ خَيرِ النّاسِ، إنّكَ زَائِرُهْ
فَقُلْتُ لهمْ: إنْ يُبْلِغِ الله نَاقَتي
وَإيّايَ أُنْبي بالّذي أنَا خَابِرُهْ
بحَيْثُ رَأيْتُ الذّئْبَ كُلَّ عَشِيّةٍ
يَرُوحُ على مَهزُولِكُمْ وَيُباكِرُهْ
لِيَجْتَرَّ مِنْكُمْ إنْ رَأى بَارِزاً لَهُ
من الجِيَفِ اللاّئي عليكم حظائرُهْ
أغِثْ مُضَراً! إنّ السِّنِينَ تَتَابَعَتْ
عَلَيْهَا بحَزٍّ يكسِرُ العَظمَ جازِرُهْ
فكُلُّ مَعَدٍّ غَيْرُهُمْ حَوْلَ ساعدٍ
من الرِّيفِ لم تُحظَرْ عليهم قناطرُهْ
وَهُمْ حَيثُ حَلّ الجوعُ بَينَ تِهَامةٍ
وَخَيْبرَ وَالوَادي الذي الجوعُ حاضرُهْ
بِوَادٍ بِهِ مَاءُ الكُلابِ، وَبَطْنُهُ
بهِ العَلَمُ الباكي من الجوعِ ساجرُهْ
وَهَمّتْ بتَذبيحِ الكِلابِ من الّذي
بهَا أسَدٌ إذ أمْسَكَ الغَيثَ ماطِرُهْ
وَحَلّتْ بدَهناها تَميمٌ، وَألْجَأتْ
إلى رِيفِ بَرْنيٍّ كَثِيرٍ تَمَائِرُهْ
كَأنّهُمْ للمُبْتَغي الزّادِ عِنْدَهُمْ
بَخَاتيُّ جَمّالٍ ضَمُورٍ قَيَاسِرُهْ
وَلَوْ لمْ تَكُنْ عَبسٌ تُقَاتِلُ مَسَّها
منَ الجُوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهرُهْ
ولَكِنّهُمْ يَسْتَكْرِهُونَ عَدُوَّهمْ
إذا هَزّ خِرْصَانَ الرّماحِ مَساعِرُهْ
ألا كُلُّ أمْرٍ يا ابنَ مَرْوَانَ ضَائِعٌ
إذا لمْ تَكُنْ في رَاحَتَيكَ مَرَائِرُهْ
وَكُلُّ وُجُوهِ النّاسِ، إلاّ إلَيْكُمُ
يَتِيهُ بضُلاّلٍ عنِ القصْدِ جائرُهْ
أغِثْني بِكُنْهي في نِزَارٍ وَمُقْبَلي،
فَإني كَرِيمُ المَشْرِقَينِ وَشَاعِرُهْ
وَإنّكَ رَاعي الله في الأرْضِ تَنْتَهي
إلَيْكَ نَوَاصي كُلِّ أمْرٍ وَآخِرُهْ
وَما زِلْتُ أرْجُو إلَ مَرْوَانَ أنْ أرَى
لَهُمْ دَوْلَةً وَالدّهرُ جَمٌّ دوَائِرُهْ
لَدُنْ قُتِلَ المَظْلومُ أنْ يَطْلُبوا بهِ،
وَمَوْلى دَمِ المَظْلُومِ منهُمْ وَثائِرُهْ
وَمَا لَهُمُ لا يُنْصَرُونَ وَمِنْهُمُ
خَلِيلُ النبيِّ المُصْطَفَى وَمُهاجِرُهْ
مُلُوكٌ لهمْ مِيرَاثُ كُلِّ مَشْورَةٍ،
وَبالله طاوِي الأمرِ مِنْهُمْ وَنَاشِرُهْ
وَكائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ
إلَيْكَ وَمِنْ لَيْلٍ تُجِنّ حظائرُهْ
لِنَبْلُغَ خَيرَ النّاسِ إنْ بَلَغَتْ بِنَا
مَرَاسِيلُ خَرْقٍ لا تَزَالُ تُساوِرُهْ
إذا اللّيْلُ أغشاها تكُونُ رِحالُها
مَنازِلَنَا حَتى تَصِيحَ عَصَافِرُهْ
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مِنْ ذَوَاتِ قِتَالِهَا
مِنْ المُخّ إلاّ في السُّلامى مَصَايرُهْ
إلى مَلِكٍ، ما أُمُّهُ مِنْ مُحَارِبٍ
أبُوها، وَلا كانَتْ كُلَيْبٌ تُصَاهِرُهْ
وَلَكِنْ أبُوها من رَوَاحَةَ تَرْتَقي
بأيّامِهِ قَيْسٌ على مَن تُفَاخِرُهْ
زُهَيْرٌ وَمَرْوَانُ الحِجَازِ كِلاهُمَا
أبُوهَا، لهَا أيّامُهُ وَمَآثِرُهْ
بهِمْ تَخفِضُ الأذيالَ بعدَ ارْتِفاعِها
مِنَ الفَزَعِ السّاعي نهاراً حَرَائرُهْ
وَقد خِفتُ حتى لوْ أرَى المَوْتَ مقبلاً
ليَأخُذَني، وَالمَوْتُ يُكرَهُ زَائِرُهْ
لَكَانَ مِنَ الحجّاجِ أهْوَنَ رَوْعَةً
إذا هُوَ أغْضَى وَهْوَ سامٍ نَوَاظِرُهْ
أدِبُّ وَدُوني سَيْرُ شَهْرٍ كَأنّني
أرَاكَ، وَلَيلٌ مُستَحيرٌ عساكِرُهْ
ذَكَرْتُ الذي بَيْني وَبَيْنَكَ بَعدَما
رَمَى بي من نَجدَيْ تِهامَةَ غائِرُهْ
فأيْقَنْتُ أني إنْ نَأيْتُكَ لمْ يَرِدْ
بي النّأيُ إلاّ كُلَّ شَيءٍ أُحَاذِرُهْ
وَأنْ لَوْ رَكِبْتَ الرّيحَ ثمّ طَلَبْتَني،
لَكُنْتُ كَشَيءٍ أدْرَكَتهُ مَقادِرُهْ
فَلَمْ أرَ شَيْئاً غَيرَ إقْبَالِ نَاقَتي
إلَيْكَ وَأمْرِي قَدْ تعيّتْ مصادرُهْ
وَمَا خاف شَيءٌ لمْ يَمُتْ مِنْ مخَافَةٍ
كما قد أسَرّتْ في فُؤادي ضَمائِرُهْ
أخَافُ مِنَ الحَجّاجِ سَوْرَةَ مُخدِرٍ
ضَوَارِبَ بالأعْنَاقِ مِنْهُ خَوَادِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا حمز هل لك في ذي حاجة غرضت
يا حمز هل لك في ذي حاجة غرضت
رقم القصيدة : 3403
-----------------------------------
يا حَمزَ هل لكَ في ذي حاجةٍ غَرِضَتْ
أنْضَاؤهُ، بِبِلادٍ غَيْرِ مَمْطُورِ
وَأنْتَ أحْرَى قُرَيْشٍ أنْ تكونَ لهَا
وَأنْتَ بَينَ أبي بَكْرٍ وَمَنْظُورِ
بَينَ الحَوارِيِّ وَالصِّدِّيقِ في شُعَبٍ
نَبَتْنَ في طَيّبِ الإسْلامِ وَالخِيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رعت ناقتي من أم أعين رعية
رعت ناقتي من أم أعين رعية
رقم القصيدة : 3404
-----------------------------------
رَعَتْ نَاقَتي مِنْ أُمّ أعْيَنَ رَعْيَةً
يُشَلّ بهَا وَضْعاً إلى الحَقَبِ الضَّفْرُ
يَقُولُونَ، والأمْثَالُ تُضْرَبُ للأسَى:
أما لكَ عن شَيءٍ فُجِعتَ بهِ صَبرُ
وَما ذَرَفَتْ عَيناكَ إلاّ لِدِمْنَةٍ
بِحُزْوَى مَحتْها الرّيحُ بعدكَ وَالقَطْرُ
أقَامَ بهَا مِنْ أُمّ أعْيَنَ بَعْدَها
رَمَادٌ وَأحْجَارٌ بِرَابِيَةٍ قَفْرُ
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، كَأنّني
بهَا سَلَمٌ في كَفّ صَاحِبِهِ ثَأرُ
فَقُلْتُ لَهُمْ: سِيرُوا لِما أنْتُمُ لَهُ،
فَقَدْ طَالَ أنْ زُرْنَا مَنازِلَها الهجرُ
أما نَحْنُ رَاؤو أهْلِهَا غَيرَ هَذِهِ،
يَدَ الدّهْرِ، إلاّ أنْ يُلِمّ بهَا سَفْرُ
إذا كان رَأسُ المَرْءِ أشْيَبَ هَكَذا
وَلمْ يَنْهَ عَنْ جَهلٍ فليس لَهُ عُذرُ
وَمَغْبُوقَةٍ دُونَ العِيَالِ، كَأنّهَا
جَرَادٌ إذا أجْلى معَ الفَزَعِ الفَجْرُ
عَوَابِسَ ما تَنفَكّ تحتَ بُطُونِهَا
سَرَابِيلُ أبْطَالٍ بَنَائِقُها حُمْرُ
ترَكنَ ابنَ ذي الجَدَّينِ يَنشِجُ مُسنَداً
وَلَيسَ لَهُ إلاّ ألاءَتَهُ قَبْرُ
وَهُنّ بشِرْحافٍ تَدارَكْنَ دَالِقاً،
عُمَارَةَ عَبْسٍ بعدما جَنَحَ العَصْرُ
وَهُنّ على خَدَّيْ شُتَيرِ بن خَالِدٍ
أُثِيرَ عَجَاجٌ مِنْ سَنابكِها كُدْرُ
وَيوْماً على ابن الحَوْنِ جالَتْ جيادُهم
كما جالَ في الأيدي المُجَرَّمةُ السُّمرُ
إذا سُوّمَتْ للبَأسِ أغْشَى صُدُورَها
أُسُودٌ عَليها المَوْتُ عادتُها الهَصْرُ
غَداةَ أحَلّتْ لابنِ أصْرَمَ طَعْنَةٌ،
حُصَينٌ، عَبيطاتِ السّدائفِ والخَمرُ
بها زَايلَ ابنُ الجَونِ مُلكاً وَسَلّبَتْ
نِسَاءٌ على ابنِ الجَوْنِ جدّعها الدّهرُ
خَرَجنَ حَرِيرَاتٍ وَأبْدَينَ مِجْلَداً
وَجالَتْ عَلَيهنّ المُكَتَّبَةُ الصّفْرُ
إذا حَلّتِ الخَرْمَاءَ عَمرُو بنُ عامِرٍ
وَسَالَتْ عَليها مِنْ مَناكِبها بَكرُ
بحَيٍّ جُلالٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ عَنهُمُ
هَوَادِرُ في الأجَوافِ لَيسَ لها سَبرُ
رَأيْتُ تَميماً يَجْهَشُونَ إلَيْهِمُ،
إذا الحَرْبُ هَزّتها كَتَائِبُها الخُضرُ
وَإنْ هَبَطَتْ أرْطَى لُهابٍ ظَعِينَةٌ
تميمِيّةٌ حَلّتْ إذا فَزِعَ النَّفْرُ
وَلَيْسَ رَئِيسٌ زَارَ ضَبّةَ مُخْطِئاً
يَدَيْهِ اصْفِرَارٌ بالأسِنّةِ أوْ أسْرُ
يَهُزّونَ أرْمَاحاً طِوَالاً مُتُونُهَا،
بهِنّ الغِنى يَوْمَ الوَقِيعَةِ وَالفَقْرُ
وَأوْثَقُ مَالٍ عِنْدَ ضَبّةَ بِالغِنى،
إذا احْتَرَبَ النّاسُ، الإباحَةُ وَالقسرُ
وَكَانَتْ إذا لاقَتْ رَئيساً رِمَاحُهُمْ
عَلَيِهنَّ أنْ يَبعَجْنَ سُرّتَهُ نَذْرُ
وَزَائِرَةٌ آبَاءَهَا بَعْدَمَا التَقَتْ
جَوَانحُهَا مَا كانَ سِيقَ لها مَهْرُ
إذا مَا ابنُها لاقَى أخَاهَا تَعَاوَرَا
عُيوناً من البَغضَاء أبْصَارُها خُزْرُ
وَيَمْنَعُها مِنْ أنْ يَقُولَ: سَبِيّةٌ،
بَنُونَ لهَا مِنْ غَيرِ أُسْرَتِها زُهْرُ
فَما ضَرّ إهْلاكُ الكَرَائِمِ غَالِباً
مِنَ المالِ إذْ وَارَى شَمائلَهُ القَبْرُ
وَلا حاتِماً، أزْمَانَ لَوْ شَاءَ حاتِمٌ
مِنَ المَالِ وَالأنْعامِ كانَ لَهُ وَفْرُ
وَما قَبَضَتْ كَفّاً يَدٌ دُونَ مَالِهَا
لِتَمْنَعَهُ، إلاّ سَيَمْلِكُهُ الدّهْرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جرى بعنان السابقين كليهما
جرى بعنان السابقين كليهما
رقم القصيدة : 3405
-----------------------------------
جَرَى بِعِنَانِ السّابِقَينِ كِلَيْهِمَاجَرَى بِعِنَانِ السّابِقَينِ كِلَيْهِمَا
أبُو حَنَشٍ جَرْيَ الجَوَادِ المُضَمَّرِ
وَمَال الخَيْلُ تَجْرِي حينَ تجرِي بمالكٍ
وَلَكِنّمَا يَجْرِي المُعَلّى بِمُنْذِرِ
لآلِ المُعَلّى قُبّةٌ يَبْتَنُونَهَا
بِأيْدِي كِرَامٍ رَفّعُوهَا بِعَرْعَرِ
إذا سَمَكُوهَا بِالمُعَلّى تَضَمّنَتْ
رَبِيعَةَ طُرّاً خَائِفِينَ وَمُعْتَرِي
سَبَقْتُمْ إلى الإسْلامِ حِينَ هَداكُمُ
بِه الله إذْ يَهدي لَهُ كُلَّ مُبْصرِ
أخَذتُمْ لعبَد القَيس عندَ مُحَمّدٍ
نَجَاةٍ مِنَ المُسْتَوْقِدِ المُتَسَعِّرِ
وكُنْتُمْ مَتى ما تَرْحَلُوا لمْ تَنَلكُمُ
يَدَا رَبَعِيٍّ، مَدَّ، أوْ مُتَمَضِّرِ
رَأيتُ بَني الجارُودِ يُغلونَ ما اشترَوْا
منَ الحَمدِ ما يَغلو على كُلّ مُشترِي
وَما لِبَني الجارُودِ أنْ لا يُرَى لَهُمْ
عَلى النّاسِ مَجْدٌ فَرْعُهُ لمْ يُقصِّرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما كنت أحسبني جبانا قبل ما
ما كنت أحسبني جبانا قبل ما
رقم القصيدة : 3406
-----------------------------------
مَا كُنتُ أحْسِبُني جَباناً قَبْلَ مَا
لاقَيْتُ لَيْلَةَ جَانِبِ الأنْهَارِ
لَيْثاً، كَأنّ على يَدَيْهِ رِحَالَةً،
جَسِدَ البَرَاثنِ مُؤجَدَ الأظْفَارِ
لمّا سَمِعْتُ لَهُ زَمَازِمَ أقْبَلَتْ
نَفْسِي إليّ وَقُلْتُ أيْنَ فِرَاري
فَضَرَبْتُ جِرْوَتَها وَقلتُ لها اصْبرِي
وَشَدَدْتُ في ضَيْقِ المَقامِ إزَارِي
فَلأنْتَ أهْوَنُ مِنْ زِيادٍ جَانِباً
فَاذْهَبْ إلَيْكَ مُخَرِّمَ السُّفّارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أرى ابن سليم يعصم الله دينه
أرى ابن سليم يعصم الله دينه
رقم القصيدة : 3407
-----------------------------------
أرَى ابنَ سُلَيْمٍ يَعصِمُ الله دِينَهُ
بِه، وَأثَافي الحَرْبِ تَغلي قُدُورُهَا
هُوَ الحَجَرُ الرّامي بِهِ الله مَنْ رَمَى
إذا الأرْضُ بالناس اقشعَرّتْ ظهورُها
وَكانَ إذا أرْضُ العَدُوِّ تَنَكّرَتْ
فَبابنِ سُلَيْمٍ كانَ يُرْمَى نَكِيرُها
تَرَى الخَيْلَ تَأبَى أنْ تَذِلّ لفارِسٍ
سِوى ابنِ سُلَيْمٍ في اللقاء ذُكورُها
وَرُومِيّةٍ فِيهَا المَنَايَا ضَرَبْتَهَا
بشَهْبَاءَ يُعْشِي النّاظِرِينَ قَتِيرُها
وَيَوْمَ تَلاقَتْ خَيْلُ بابِلَ بالقَنَا
كتائِبَ قَد أبدى الضُّرُوسَ هرِيرُها
فتَحْتَ لهمْ بالسّيفِ وَالخَيلُ تَلتَقي
على المَوْتِ من كلّ الفِريقينِ زُورُها
تَرَى خَيْلَهُ غِبَّ الوَقِيعَةِ أصْبَحَتْ
مُكَلَّمَةً أعْنَاقُهَا وَنُحُورُها
وَإنّا وَكَلْباً إخْوَةٌ، بَيْنَنَا عُرى
من العَقْدِ قد شدّ القُوَى من يُغيرُها
تُخاضُ مِيَاهٌ لا غُمُورَ لمَائِها،
وَلَكِنّ كَلْباً لا تُخَاضُ بُحُورُها
فَمَنْ يَأتِنَا يَرْجُو تَفَرُّقَ بَيْنِنَا
يُلاقِ جِبَالاً دُونَ ذاكَ وُعُورُها
حَليفانِ بالإسلامِ وَالحَقِّ تَنْتَهِي،
إلى ابنِ سُلَيْمٍ بِالوفَاءِ، أُمُورُها
هُوَ الحازِمُ المَيْمُونُ في كلّ وَقْعَةٍ
لَهُ حِينَ تُسْتَلّ السّيُوفُ بَشِيرُها
نُجِيرُ على كَلْبٍ فيَمضِي جِوَارُنا،
وَيَعْقِدُ مِنْ كَلْبٍ عَلَيْنا مُجِيرُها
لكَلبٍ حصىً لا يحسبُ الناسُ قِبصَهُ
وَأكثرُ من كَلْبٍ عَديداً نَصِيرُها
قَبَائِلُ ضَمّتْهَا قُضَاعَةُ مِنْهُمُ:
هُذَيمٌ وَجسرٌ حينَ يطمو نَفيرُها
سيُرْهَبُ من حَيَّيْ قضَاعةَ مَن عَوى
إلَيِهمْ من الأُسدِ الغَوَادي زَئِيرُها
إذا حِمْيَرٌ قِيلَ احْسبُوهَا، فإنّهَا
قَليلٌ، فَكَلْبٌ فاحسبُوها كَثيرُها
ألمْ تَكُ أرْباباً على النّاسِ حِمْيَرٌ،
لَيَاليَ مَنْ عَزّ الرّجالَ أمِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا هرت الأحياء حربا مضرة
إذا هرت الأحياء حربا مضرة
رقم القصيدة : 3408
-----------------------------------
إذا هَرّتِ الأحيَاءُ حَرْباً مُضِرّةً
تَرَى السّمَّ مِنْ أنْيَابِهَا يَتقَطّرُ
غَدا في مَحانِيها ابنُ أحْوَزَ غَدْوَةً
تُفَرِّجُ عَنْهُ، وَالأسِنّةُ تَخْطِرُ
أقَامَ على حَيّ المَزُونِ قِيَامَةً
مِنَ المَوْتِ إلاّ أنّهَا هِيَ أشْهَرُ
وَقَدْ ضَاقَ ذَرْعاً مُصْطَلُوها بحَرّها
وَعَادَتْ جَحِيماً نارُها تَتَسَعَّرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت نوار ودون مطرقها
طرقت نوار ودون مطرقها
رقم القصيدة : 3409
-----------------------------------
طَرَقَتْ نَوَارُ وَدُونَ مَطْرَقِهَا
جَذْبُ البُرَى لِنَوَاحلٍ صُعْرِ
وَرَوَاحُ مُعْصِفَةٍ وَغَدْوَتُهَا،
شَهْراً، تُوَاصِلُهُ إلى شَهْرِ
أدْنَى مَنَازِلِهَا لِطَالِبِهَا
خِمْسُ المُؤوِّبِ للقَطا الكُدْرِ
وَإذا أنَامُ، ألَمّ طَائِفُهَا
حَتى يُنَبِّهَ أعْيُنَ السفْرِ
إني يُهيّجُني، إذا ذُكِرَتْ
رِيحُ الجنُوبِ لهَا عَلى الذِّكْرِ
وَكَأنّمَا التَبَسَتْ بِأرْحُلِنَا،
بَعْدَ المَنَامِ، ذَكِيةُ التَّجْرِ
وَكَأنّ ذُرّعَهَا بِأرْحُلِنَا
يُرْقِلْنَ مِثْلَ نَعَائِمٍ زُعْرِ
أوْ عَانَةٍ يَبِسَتْ مَرَاتِعُهَا،
خَبَطتْ سَفا القُرْيانِ وَالظّهرِ
وَكَأنّ حَيّاتٍ مُعَلَّقَةً
تَثْني أزِمّتَهَا إلى الصُّفْرِ
لِلْعَوْهَجِيّةِ مِنْ نَجَائِبِهَا،
وَالدّاعِرِيِّ لأفْحُلٍ صُحْرِ
وَإلى سُلَيْمَانَ الّذيِ سَكَنَتْ
أرْوى الهِضَابِ بِهِ مِنَ الذُّعْرِ
وَتَرَاجَعَ الطُّرَداءُ إذْ وَثِقُوا
بِالأمْنِ مِنْ رَتْبِيلَ وَالشِّحْرِ
أوْ كُلِّ دايِرَةٍ كَأنّ بِهَا
قَاراً، وَلَيسَ سَفينُها يَجرِي
أوْ كُلِّ صَادِقَةٍ إذا طُلِبَتْ،
مِنْ دُونِهَا الرّيحُ الّتي تُذْرِي
تُمسِي الرّيَاحُ بهَا وَقَدْ لَغِبَتْ
أوْ كُلِّ صَادِقَةٍ عى الفَتْرِ
كُنّا نُنَادي الله نَسْألُهُ
في الصّبْحِ وَالأسْحَارِ وَالعَصْرِ
أن لا يُمِيتَكَ أوْ تَكُونَ لَنَا
أنْتَ الإمَامَ وَوَاليَ الأمْرِ
فَأجَابَ دَعْوَتَنَا، وَأنْقَذَنَا
بِخِلافَةِ المَهْدِيِّ مِنْ ضُرّ
يا ابنَ الخَلائِفِ لمْ نَجِدْ أحَداً
يَبْقَى لِحَزّ نَوَائِبِ الدّهْرِ
إلاّ الرّوَاسِي، وَهْيَ كَائِنَةٌ
كَالعِهْنِ، وَهْيَ سَرِيعَةُ المَرّ
فَفَدِ ابتُلِيتَ بِمَا زَعَمْتَ لَنَا
إنْ أنْتَ كُنْتَ لَنَا على أمْرِ
كَمْ فِيكَ إنْ مَلَكَتْ يداكَ لنا،
يَوْماً، نَوَاصِينَا مِنَ النَّذْرِ
مِنْ حَجّ حَافِيَةٍ وَصَائِمَةٍ
سَنَتَينِ، أُمّ أفَيْرِخٍ زُعْرِ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيرُ ألْسِنَةٍ،
وَأُعَيْظِمٍ وَحَوَاصِلٍ حُمْرِ
ويُجَمِّرُونَ بِغَيْرِ أعْطِيةٍ،
في البَرّ مَنْ بَعَثُوا وَفي البَحْرِ
وَيُكَلِّفُونَ أبَاعِراً ذَهَبَتْ
جِيَفاً بَلِينَ، تَقادُمَ العَصْرِ
حَتى غَبطْنَا كلَّ مُحْتَمَلٍ
يُمْشى بِأعْظُمِهِ إلى القَبْرِ
وَتَمَنّتِ الأحْيَاءُ أنّهُمُ
تَحْتَ التّرَابِ وَجيءَ بالحَشْرِ
وَالرّاقِصَاتِ بِكُلّ مُبْتَهِلٍ،
مِنْ فَجِّ كُلّ عَمَايِقٍ غُبْرِ
مَا قُلْتُ إلاّ الحَقَّ تَعْرِفُهُ
في القَوْلِ مُرْتَجِلاً وَفي الشِّعْرِ
مَا أصْبَحَتْ أرْضُ العِراقِ بهَا
وَرَقٌ لمُخْتَبِطٍ وَلا قِشْرِ
إنْ نَحْنُ لمْ نَمْنَعْ بِطاعَتِنَا
وَالحُبِّ للمَهْدِيّ وَالشُّكْرِ
فَغَدَتْ عَلَيْنَا في مَنَازِلِنَا
رُسُلُ العَذابِ بِرَغْوَةِ البَكْرِ
أشْقَى ثَمُودَ حِينَ وَلّهَهُ
عَنْ أُمّهِ المَشْؤومُ بِالعَقْرِ
لَمّا رَغَا هَمَدُوا، كَأنّهُمُ
هَابي رَمَادِ مُؤثَّفِ القِدْرِ
أنْتَ الّذِي نَعَتَ الكِتَابُ لَنَا
في نَاطِقِ التّوْرَاةِ وَالزُّبْرِ
كَمْ كانَ مِنْ قَسٍّ يُخَبّرُنَا
بِخِلافَةِ المَهْدِيّ، أوْ حَبْرِ
جَعَلَ الإلَهُ لَنَا خِلافَتَهُ
بُرْءَ القُرُوحِ وَعِصْمَةَ الجَبْرِ
كَمْ حَلّ عَنّا عَدْلُ سُنّتِهِ
مِنْ مَغْرَمٍ ثِقْلٍ، وَمِنْ إصْرِ
كُنّا كَزرْعٍ مَاتَ، كَانَ لَهُ
سَاقٍ، لَهُ حَدَبٌ مِنَ النَّهْرِ
عَدَلُوهُ عَنْهُ في مُغَوِّلَةٍ
للمَاءِ، بَعْدَ جِنَانِهِ الخُضْرِ
أحْيَيْتَهُ بِعُبَابِ مُنْثَلِمٍ،
وَعَلاهُ مِنْكَ مُغَرِّقُ الدَّبْرِ
أحْيَيْتَ أنْفُسَنَا، وَقَدْ بلَغَتْ
مِنّا الفَنَاءَ، وَنَحْنُ في دُبْرِ
فَلَقَدْ عَزَزْنَا بَعْدَ ذِلّتِنَا
بِك، بَعَدَما نَأبَى عَنِ القَسْرِ
أصْبَحْتَ قَدْ بخَعَتْ نَصِيحَتُنا
لكَ، والمَقامِ وَأيْمَنِ السِّتْرِ
أحْيَيْتَ أنْفُسَنا وَقَد هَلَكَتْ
وَجَبَرْتَ مِنّا وَاهِيَ الكَسْرِ
بَلْ مَا رَأيْتُ وَلا سَمِعْتُ بِهِ
يَوْماً كَيَوْمِ صَوَاحِبِ القَصْرِ
يَوْماً سَيُؤمِنُ كُلَّ مُنْدَفِنٍ،
أوْ لاحِقٍ بِأئِمّةِ الكُفْرِ
فاذْكُرْ أرَامِلَ لا عَطَاءَ لَهَا
وَمُسَجَّنِينَ لمَوْضِعِ الأجْرِ
لَوْ يُبْتَلُونَ بِغَيْرِ سَجْنِهِمِ
صَبَرُوا وَلَوْ حُبِسُوا عَلى الجَمرِ
وَلَقَدْ هَدَى بكَ كُلَّ مُلتَبَسٍ
وَشَفَى بعَدْلِكَ كُلَّ ذي غِمْرِ
حَتى اسْتَقَامَ لِوَجْهِ سُنّتِهِ،
وَدَرَى وَلمْ يَكُ قَبْلَهَا يَدْرِي
وأَخَذْتَ عَدْلاً مِنْ أبِيكَ لَنَا
وَقَلَعْتَ عَنّا كلَّ ذي كِبْرِ
عَاتٍ إذا المَظْلُومُ ذَكّرَهُ،
أغْضَى عَلى عِظَمٍ مِنَ الذِّكْرِ
إنّا لَنَرْجُو أنْ تُعِيدَ لَنَا
سُنَنَ الخَلائِفِ مِنْ بَني فِهْرِ
عُثْمَانَ، إذْ ظَلَمُوهُ وَانتَهكوا
دَمَهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ النَّحْرِ
وَدِعَامَةِ الدّينِ الّتي اعْتَدَلَتْ
عُمَراً، وَصَاحِبَهُ أبَا بَكْرِ
وَابْنَيْ أبي سُفْيَانَ، إذْ طَلَبَا
عُثْمَانَ مَا بَاتَا على وتْرِ
وَأبَا أبِيكَ لِكُلّ جَائِحَةٍ
مَرْوَانَ سَيْفَ الدّينِ ذا الأُثْرِ
وَأبَاكَ، إذْ كَشَفَ الإلَهُ بِهِ
عَنّا العَمَى، وَأضَاءَ كَالفَجْرِ
وَأخَاكَ، إذْ فَتَحَ الإلَهُ بِهِ،
وَأعَزّهُ بِاليُمْنِ وَالنّصْرِ
خُلَفَاءَ قَدْ تَرَكُوا فَرَائِضَهُمْ
فينَا، وَسُنّةَ طَيّبي الذّكْرِ
تَبِعُوا رَسُولَهُمُ بِسُنّتِهِ،
حَتى لَقُوهُ، وَهُمْ على قَدْرِ
رُفَقَاءَ مُتّكِئِينَ في غُرَفٍ،
فَرِحِينَ فَوْقَ أسِرّةٍ خُضْرِ
في ظِلّ مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لَهُ
حَكَمِ الحُكُومِ وَمالِكِ القَهرِ
وَلَقَدْ خَصَمْتُ بِهَا مُخاصِمَكُم
وَشَفَيْتُ أنْفُسَكُمْ مِنَ الخُبْرِ
مَا قُلْتُ إلاّ الحَقَّ، أُخْبِرُهُ
عَنْ أهْلِ بَادِيَةٍ، وَلا مِصْرِ
فَاليَوْمَ يَنْفَعُ كُلَّ مُعْتَذِرٍ،
عِنْدَ الإمَامِ، صَوادِقُ العُذْرِ
أنْتَ الّذي كانَتْ تُوَطّنُنَا،
تَرْجُوهُ أنْفُسُنَا على الصّبْرِ
مَاتَ المَظَالِمُ حِينَ كُنْتَ لهَا
حَكَماً وَجِئْتَ لَنَا على فَقْرِ
مِنّا إلَيْكَ كَفَقْرِ مُمْحِلَةٍ،
تَرْجُو الرَبيعَ لِرُزَّمٍ عَشْرِ
ذَهَبَ الزّمَانُ بِخَيْرِ وَالِدِهَا
عَنْها وَمَا لِبَنِيهِ مِنْ دَثْرِ
قَدْ خَنّقَتْ تِسْعِينَ أوْ كَرَبَتْ
تَدْنُو لآخِرِ أرْذَلِ العُمْرِ
تُرِكَتْ تُبكّي في مَنَازلِهِمْ،
لَيْسَتْ إلى وَلَدٍ وَلاَ وَفْرِ
بَعَثَ الإلَهُ لهَا، وَقَدْ هَلَكَتْ،
نُورَ البِلادِ وَمَاطِرَ القَطْرِ
يَرْجُونَ سَيْبَكَ أنْ يكونَ لهُمْ
كالنّيلِ فَاضَ على قُرَى مِصْرِ
فَلَئِنْ نَعشْتَهُم لَقَدْ هَلَكُوا،
واليُسْرُ يَفْرُجُ لَزْبَةَ العُسْرِ
لا جَارَ، إلاّ الله، مِنْ أحَدٍ
أوْفَى وَأبْعَدُ مِنْكَ مِنْ غَدْرِ
تُعْطي حِبَالاً مَنْ عَقَدْتَ لَهُ
لَيْسَتْ بِأرْمَامٍ وَلا بُتْرِ
أصْبَحَتَ أعْلى النّاسِ مَنْزِلَةً،
وأحَقَّهُمْ بِمَكَارِمِ الفَخْرِ
وَوَليَّ أمْرِهِمِ وَأعْدَلَهُمْ،
وَنَهَارَهُمْ، وَضِياءَ مَنْ يَسرِي
يَا لَيْتَ أنْفُسَنَا تُقَاسِمُهَا
أعْمَارُنَا لَكَ وَافيَ الشَّطْرِ
لَمْ تَعْدُ مُذْ أدْرَكْتَ أرْبَعَةً
إلاّ بِسَابِقِ غَايَةٍ تَجْرِي
وَنَمَتْكَ مِنْ غَطَفَانَ مُنْجِبَةٌ
شَمْسُ النّهَارِ لكامِلِ البَدْرِ
لأبي الوَلِيدَ، فَبَشَّرُوهُ بِهِ،
بِالسَّعْدِ وَافَقَ لَيْلَةَ القَدْرِ
أنْتَ ابنُ مُعتَرِكِ البِطاحِ وَمِنْ
أعْيَاصِهَا في طَيِّبٍ نَضْرِ
قَدْ يَعْلَمُ النَّفَرُ الّذِينَ مَشَوْا
مُتَعلّقِينَ، وَهُمْ عَلى الجَسْرِ
بَذَلُوا نُفُوسَهُمُ مُخَاطَرَةً،
وَهُمُ وَرَاءَ خَنَادِقِ الحَفْرِ
أنّ الأمَانَ لَهُمْ، إذا خَرَجُوا
بَحْرَاكَ، مِنْ فَرَقٍ مِنَ الدّهْرِ
لَمّا أتَوْكَ كَأنّمَا عَقَلُوا
بِذُرَى مُشَمِّرَةٍ مِنَ الغُبْرِ
دُونَ السّمَاءِ ذُرَى مَعَاقِلِهَا،
عَنْهَا تَزِلّ قَوَائِمُ العُفْرِ
خَرَجُوا وَدُونَهُمُ مُدَجَّجَةٌ،
وَمُخَنْدَقٌ مُتَصَوِّبُ القَعْرِ
بَلْ ما رَأيْتُ ثَلاثَةً خَرَجُوا
من مثلِ مَخرَجِهِمْ على الخَطْرِ
أبَني المُهَلَّبِ، قَدْ وَفَى لَكُمُ
جَارٌ، أمرَّ لَكُمْ على شَزْرِ
حَبْلاً بِهِ رَجَعَتْ نُفوسُكُمُ،
وَلَقَدْ بَلَغْنَ تَرَاقيَ النّحْرِ
إني أرَى الحَجّاجَ أدْرَكَهُ
ما أدْرَكَ الأرْوى على الوَعْرِ
وَأخَاهُ وابْنَيْهِ اللّذَينِ هُمَا
كَانَا يَدَيْهِ وَخَالِصَ الصّدْر
ذَهَبوا، وَمالُهُمُ الّذي جَمَعُوا
تَرَكُوهُ مِثْلَ مُنَضَّدِ الصّخرِ
دَخَلوا قُبورَهُمُ إذا اضْطَجَعوا
فِيهَا، بِأوْعِيَةٍ لَهُمْ صِفْرِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الشقيقتان
الشقيقتان
رقم القصيدة : 341
-----------------------------------
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي
شرفات الظن، ميعادي معه
أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟
إن بي وجدا كوجد الزوبعة
ناوليني الثوب من مشجبه
ومن الديباج هاتي أروعه
سرحيني .. جمليني .. لوني
ظفري الشاحب إني مسرعة
جوربي نار .. فهل أنقذته؟
من يد موشكة أن تقطعه
ما كذبت الله .. فيما أدعي
كاد أن يهجر قلبي موضعة
رحمة .. يا هند هل أمضى له
وأنا مبهورة .. ممتقعة ..
إنه الآن .. إلى موعدنا
جبهة .. باذخة .. مرتفعة
ورداء يحصد الشمس .. جوى
وفم لون الفصول الأربعة
لا أسميه .. وإن كان اسمه
نقرة العود .. وبوح المزرعة
لو سألت الريش من أجفانه
أتقي البرد به .. لاقتلعه
ركزي يا هند شغلى .. فعلى
سحبات الرصد ميعادي معه


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
رقم القصيدة : 3410
-----------------------------------
يا لَيْتَ شِعرِي هلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً
أُكلَتْ عَرَائِكُهُنّ بِالأكْوَارِ
مِثْلَ الذّئَابِ، إذا غَدَتْ رُكبانُها
يَعْسِفْنَ بَينَ صَرَايِمٍ وَصَحارِي
أُعْطي خَلِيفَتُنا، بِقُوّةِ خَالِدٍ،
نَهْراً يَفِيضُ لَهُ على الأنْهَارِ
إنّ المُبَارَكَ كَاسْمِهِ يُسْقَى بِهِ
حَرْثُ الطّعَامِ وَلاحِقُ الجَبّارِ
أسْقَاهُ مِنْ سَيْحِ الفُرَاتِ وَغَيْرِهِ
كُدْراً غَوَارِبُهُ مِنَ التّيّارِ
لَما تَدَارَكَ لِلْمُبَارَكِ مَدُّهُ
رَخُصَ الطّعَامُ لِمَايِحٍ وَتِجَارِ
ولَوْ أنّ دِجْلَةَ أُنْبِئَتْ عَنْ خَالِدٍ
بَاتَتْ مَخافَتُهُ عَلى الأقْتَارِ
يا دِجْلَ إنّكِ لَوْ عَصَيتِ لِخَالِدٍ
أمْراً سُقِيتِ بِأمْلَحِ الأمْرَارِ
إنْ كَانَ أثْخَنَ مَدَّ دِجْلَةَ خالِدٌ
فَلَطالَما غَلَبَتْ بَني الأحْرَارِ
يا دِجْلَ كُنتِ عَزِيزَةً فِيما مَضَى،
فَلَقَدْ أصَابَكِ خَالِدٌ بِصَغَارِ
الله سَخّرَهَا بِكَفَّيْ خَالِدٍ،
وَلَقَدْ تَكُونُ عَزِيزَةَ الأضْرَارِ
حَتى رَأيْتُ تُرَابَ دِجْلَةَ خَارِجاً
تَخِدُ الرِّكَابُ عَلَيْهِ بِالأوْقَارِ
يَجْتَازُ دِجْلَةَ لا يَخَافُ خِيَاضَها
مَنْ كانَ يَقْطَعُهَا على المِعْبَارِ
إني هَتَفْتُ بخَالِدٍ، ولَقَدْ دَنَتْ
نَفْسِي لِثُغْرَةِ نَحْرِهَا لحِظارِ
أنْتَ المُجِيرُ وَمَنْ تُجِرْ تَعْقِدْ لَهُ
عِنْدَ الجِوَارِ أشَدّ عَقْدِ جِوَارِ
مَا زِلْتُ في لهَوَاتِ لَيْثٍ مُخْدِرٍ
حَتى تَدَارَكَني أبُو سَيّارِ
ألْقَى إليّ على شَقَائِقِ هُوّةٍ،
حَبْلاً شَدِيداً، غَارَةَ الإمْرَارِ
حَبْلاً أخَذْتُ بِهِ، فَنَجّاني بِهِ
رَبّي بِنِعْمَةِ مُدْرِكٍ غَفّارِ
أرْجُو الخُرُوج بخَالِدٍ، وَبخَالِدٍ
يُجْلى العَشَا لِكَوَاسِفِ الأبْصَارِ
إني وَجَدْتُ لِخَالِدٍ في قَوْمِهِ
ضَوْءَيَنِ قَدْ ذَهَبَا بِكُلّ نَهَارِ
في الشِّرْكِ قَدْ سَبَقَا بكُلّ كَرِيمَةٍ
تَعْلُو القَبَائِلَ كُلَّ يَوْمِ فَخارِ
أمّا البُيُوتُ، فَقَدْ بَنَيْتُمْ فَوْقَها
بَيْتاً بِأطْولِ أدْرُعٍ وَسَوارِي
بَيْتاً بِهِ رَفَعَ المُعَلّى مَجْدَهُمْ
لِبَنِيهِ، يَوْمَ تَفَاضُلِ الأخْطارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعى لي أبا حرب غداة لقيته
نعى لي أبا حرب غداة لقيته
رقم القصيدة : 3411
-----------------------------------
نَعَى لي أبَا حرْبٍ، غَدَاةَ لَقِيتُهُ
بذاتِ الجَوَابي، صَادِراً أرْضَ عامِرِ
فَقُلْتُ: أتَنْعَى غَيْثَ كُلِّ يَتِيمَةٍ
وَأرْمَلَةٍ والمُعْتَفِينَ الأفَاقِرِ
لِيَبْكِ عَلى سَلْمٍ يَتِيمٌ وَبَائِسٌ
وَمُسْتَنْزَلٌ عَنْ ظَهْرِ ساطٍ مُثابرِ
تَداعَتْ عَليهِ الخَيلُ تحتَ عَجاجَةٍ
مِنَ النَّقْعِ مَعبُوطٍ على القَوْمِ ثائرِ
وَمُستَلحِمٍ يَدْعُو كَرَرْتَ وَرَاءَهُ
كَتَكْرَارِ لَيْثِ الغابِتَينِ المُهَاصِرِ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ يا سَلْمُ لا تَستَثِيبُها
نَفَحْتَ إلى مُستَمِطرٍ غَيرِ شَاكِرِ
وَإنْ كانَ سَلْمٌ ماتَ ما ماتَ ما بَنى
وَلا ما أتَى مِنْ صَالحٍ في المَعَاشِرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أترجو ربيع أن يجيء صغارها
أترجو ربيع أن يجيء صغارها
رقم القصيدة : 3412
-----------------------------------
أتَرْجُو رُبَيْعٌ أنْ يَجِيءَ صِغَارُهَا
بِخَيْرٍ وَقَدْ أعْيَا رَبِيعاً كِبَارُهَا
عَتُلّونَ، صَخّابُو الَعشِيّ كَأنّهُم
جِداءٌ من المعزَى شَديدٌ يعارُها
إذا النجمُ وافى مَغرِبَ الشمس حارَدتْ
مَقارِي عُبَيدٍ وَاشتكى القِدرَ جارُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني من القوم الرقاق نعالهم
إني من القوم الرقاق نعالهم
رقم القصيدة : 3413
-----------------------------------
إني مِنَ القَوْمِ الرِّقَاقِ نِعَالُهُمْ،
وَلَسْتُ بحَمدِ الله وَالديَ الفِزْرُ
وَلَسْتُ بِعَبْدِيٍّ على فِيَّ حِبْرَةٌ،
وَلَسْتُ بِسَعْدِيٍّ حَقيبَتُهُ التّمْرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لولا أن تقول بنو عدي
لولا أن تقول بنو عدي
رقم القصيدة : 3414
-----------------------------------
لَوْلا أنْ تَقُولَ بَنُو عَدِيٍّ:
ألَيْسَتْ أمُّ حَنْظَلَةَ النَّوَارَا
إذاً لأتَى بَني مِلْكَانَ قَوْلٌ
إذا مَا قِيلَ أنْجَدَ ثُمّ غَارَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيهتف مكروب ببكر بن وائل
أيهتف مكروب ببكر بن وائل
رقم القصيدة : 3415
-----------------------------------
أيَهْتِفُ مَكْرُوبٌ ببَكْرِ بنِ وَائلٍ
تَخَوَّنَهُ كَابٍ مِنَ الجَدّ عَاثِرُ
تَسَوِّقُهُ ذُهْلُ بنُ ضَبّةَ فِيكُمُ،
عَلى حَالَةٍ قَدْ أفْرَدَتْهُ العَشائرُ
دَعَوْتُ لُجَيماً إذْ تَجَنّبتُ خِندِفاً
وَلمْ يَكُ مِنْهُمْ حَوْلَ بَيْتي ناصِرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمن روى بيت شعر أو تمثله
أمن روى بيت شعر أو تمثله
رقم القصيدة : 3416
-----------------------------------
أمَنْ رَوى بَيْتَ شِعْرٍ، أوْ تَمَثّلَهُ،
هَجَوْتمُوهُ؟ لَقَدْ أسرَعتمُ الضّجَرَا
دَعُوا القَصائِدَ والرّاوِينَ يَطَّرِدُوا
إرْسالَها،، وَاسمَعوا بالمَوْسِمِ الخَبَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنو دارم يا ابن المراغة أسرتي
بنو دارم يا ابن المراغة أسرتي
رقم القصيدة : 3417
-----------------------------------
بَنُو دارِمٍ يا ابنَ المَرَاغَةِ أُسْرَتي،
إذا عُدّ يَوْماً عِزُّها وَنَفِيرُها
مَكَارِمُ مَا كَانَتْ كُلَيْبٌ تَنالُها
إذا ما جَنا تحت الطّوِيلِ قَصِيرُها
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا، وَغَارَةٍ
ضَرَبْنا عَلَيها الخَيلَ تَدمى نحورُها
صَبَرْنَا لهَا حَتى تَفَرَّج غَمُّهَا،
وَعَادَ لَنَا أسْلابُهَا وَكَبِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وطارق ليل من علية زارنا
وطارق ليل من علية زارنا
رقم القصيدة : 3418
-----------------------------------
وَطَارِقِ لَيْلٍ مِنْ عُلَيّةَ زَارَنَا،
وَقَد كادَ عَني اللّيْلُ يَنفَدُ آخِرُهْ
فَقُلْتُ لَهُ: هَذا مَبِيتٌ، وَعِنْدَنا
قِرَى طَارِقٍ مِنّا، قَرِيبٍ أوَاصِرُهْ
كَرِيمٍ عَلَيْنَا زَارَنا عَنْ حَنَابَةٍ
بهِ اللّيلُ إذْ حَلّتْ علينا عَساكِرُهْ
فَبَاتَ وَبِتْنَا نَحْسِبُ اللّيلَ مُصْبحاً
بها عندَنا، حَتى تَجَرّمَ غَابِرهْ
فَلَوْ لمْ تكنْ رُؤياً لأصْبَحَ عِنْدَنَا
كَرِيمٌ من الأضْيافِ عَفٌّ سَرَائرُهْ
فَيا لَعِبَادِ الله! كَيْفَ تَخَيّلَتْ
لَنَا بَاطلاً لَمّا جَلا اللّيْلَ نائرُهْ
إلى أسَدٍ سِيري فَإنّ لِقَاءَهُ
حيا الغيثِ يُحيي ميّتَ الأرْضِ ماطرُهْ
إلَيْكَ أبَا الأشبالِ سارَتْ وَخَاطَرَتْ
عَوَادِيَ لَيْلٍ كَانَ تُخشَى بَوادرُهْ
لِتَلْقَى أبَا الأشْبَالِ، وَالمُسْتَغِيثُهُ
من الفَقْرِ أوْ خَوْفٍ تُخافُ جَرَائرُهْ
كَفاهُ الذي تَخشَى منَ الخَوْفِ نفسُه
وَسُدّتْ بإعطاءِ الألُوفِ مَفاقِرُهْ
دَعاني أبُو الأشْبَالِ وَالنِّيلُ دُونَهُ،
وَأيُّ مُجِيبٍ إذْ دَعَاني وَزَائِرُهْ
وَما زَالَ مُذْ كَانَ الخُماسِيَّ يَشترِي
غَوَاليَ مِنْ مَجْدٍ عِظَامٍ مَآثِرُهْ
يَعُودُ على المَوْلى نَدَاهُ وَمَالُهُ،
وَقد عزّ وَسطَ القَوْمِ من هَو ناصِرُهْ
عَلَتْ كَفُّكَ اليُمنى، طِعاناً ونائلاً،
يَدَيْ كلِّ مِعْطَاءٍ وقِرْنٍ تُساوِرُهْ
وَأنْتَ الذي تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسمهِ
إذا لحِقَتْ وَالطّعْنُ حُمْرٌ بَصَائرُهْ
وَدَاعٍ حَجَزْتَ الخَيْلَ عنهُ بطَعنةٍ
لهَا عَانِدٌ لا تَطْمَئِنّ مسابِرُهْ
وَقَد عَلِمَ الدّاعِيكَ أنْ ستُجيبُهُ
بحَاجِزَةٍ، وَالنّقْعُ أكْدَر ثَائِرهْ
عطَفْتَ عليهِ الخيلَ من خَلفِ ظهرِهِ
وَقَدْ جاءَ بالمَوْتِ المُظلِّ مَقادِرُهْ
رَدَدْتَ لَهُ الرّوحَ الذي هوَ قَدْ دَنَا
إلى فِيهِ مِنْ مَجْرٍ إلَيْهِ يُبَادِرُهْ
وَأنْتَ امْرُؤٌ يَبْتَاعُ بالسّيْفِ ما غَلا
وَبالرّمح لمّا أكْسَدَ الطّعنَ تاجِرُهْ
مَكارِمَ يُغْلِيها الطِّعَانُ إذا التَقَتْ
عَوالٍ مِنَ الخَطّيّ، صُمٌّ مكاسِرُهْ
وَأنْتَ ابنُ أمْلاكٍ وَكانتْ إذَا دَعَا
إلَيْها نِسَاءُ الحَيّ تَسْعَى حرَائرُهْ
يَداكَ يَدٌ إحداهُما النّيلُ وَالنّدى،
ورَاحَتُهَا الأخْرَى طِعَانٌ تُعاوِرُهْ
ولَوْ كانَ لاقاهُ ابنُ مامَةَ لانتَهَى
وَجُودُ أبي الأشبالِ يَعلُوهُ زَاخرُهْ
فَما أحيَ لا أجعَلْ لساني لِغَيْرِكُمْ،
وَلا مِدَحي مَا حَيّ للزّيتِ عاصِرُهْ
فَلَوْلا أبُو الأشْبَالِ أصْبَحْتُ نَائِياً
وَأصْبَحَ في رِجْلَيَّ قَيْدٌ أُحَاذِرُهْ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا
بَعِيداً وَأعْلاها كَؤودٌ مَصَادِرُهْ
فَأصْبَحْتُ مِثْلَ الظّبْيِ أفلتَ بعدما
منَ الحَبلِ كانَتْ أعلَقَتهُ مَرَائِرُهْ
طَلِيقاً لِرَبّ العالَمِينَ، وَللّذِي
يَمُنّ عَلى الأسْرَى وَجَارٍ يُجاوِرُهْ
طَلِيقَ أبي الأشْبَالِ، أصْبَحَ جَارُهُ
على حَيثُ لا يدنو من الطَّوْدِ طَائِرُهْ
فَمَا أنَا إلاّ مِنْكُمُ مَا تَعَلّقَتْ
حَيَاتي إلى اليَوْمِ الّذي أنَا صَائِرُهْ
وَمَا لي شَيْءٌ كَانَ يُوفي بِنِعْمَةٍ
عَليّ لَكُمْ مِنْ فَضْلِ ما أنا شاكِرُهْ
وَلَوْ أنّ نَفْساً لي تَمَنّتْ سِوَى الذي
لَقِيتُ لَكَانَ الدّهْرُ بي ذَلّ عاثِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا قاتل الله ليلا كنت أحرسه
يا قاتل الله ليلا كنت أحرسه
رقم القصيدة : 3419
-----------------------------------
يا قاتلَ الله لَيْلاً كُنْتُ أحْرُسُهُ
لَدى الخُرَيْبَةِ ما يَمضِي فَيَنحَسِرُ
يا آلَ مَرْوَانَ إنّ الثَّغْرَ، فانتَبِهُوا،
قَدْ ضَاعَ إنْ لمْ يكُنْ منكُم له غِيرُ
لا يُصْلِحُ الثّغْرَ إلاّ كُلُّ مُحتَنِكٍ
ضَخْمُ الدّسِيعَةِ أوْ صَمَصَامةٌ ذكَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبا الأشبال سارت مطيتي
إليك أبا الأشبال سارت مطيتي
رقم القصيدة : 3420
-----------------------------------
إلَيكَ أبَا الأشَبالِ سارَتْ مَطِيّتي
تُبارِي حَرَاجِيجاً تَجولُ ضُفورُها
تَلاقَتْ عُرَاها فَوْقَ لازِقَةِ الذُّرَى
إلَيْكَ لهَا رَوْحَاتُهَا وَبُكُورُها
تُقَاتِلُ بِالأفْوَاهِ عَنْهَا رِكَابُنَا،
إذا ما خَلَتْ للوَاقِعَاتِ ظُهُورُها
تَرَى كُلَّ حَرْجُوجٍ تَخِرُّ نِعَالُها
إذا خَلْفَ كورِ الرّحلِ أُرْدفَ كورُها
إلى أسَدٍ سارَتْ برَحْلي وَخَاطَرَتْ
عَوَادِيَ مِنْ غُلْبٍ يكادُ زَئِيرُها
تَصَدَّعُ منهُ الأرْضُ وَهيَ صَحيحَةٌ
إذا سَمِعَتْهُ أوْ تَقَلّعَ قُورُها
وَكُنْتُ إذا جَاءَ البَرِيدُ سَألتُهُ
على دَهَشٍ، والنّفسُ يخشَى ضَميرُها
حَوَادِثَ أخْشَى أنْ يمَسّكَ بَعضُها
إذا التّرْكُ لاقَى المُسلِمينَ مُغِيرُها
وَأنْتَ امرُؤٌ في النّاسِ ما مِنْ قَبيلَةٍ
تُحَالِفُهَا، إلاّ يَعِزّ نَصِيرُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
رقم القصيدة : 3421
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ أُمّي دعتْ بهِ
شَعوبٌ مِنَ الأحْداثِ ذاتُ ضَرِيرِ
لَقَدْ كانَ مِعجالاً قِرَاهُ، وَجَارُهُ
أعَزُّ مِنَ العَصْماءِ فَوْقَ ثَبِيرِ
أخي ما أخي؟ ما من أخٍ كان مِثْلَهُ
لِلَيْلَةِ رِيحٍ للقِرَى، وَنَصِيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري وما عمري علي بهين
لعمري وما عمري علي بهين
رقم القصيدة : 3422
-----------------------------------
لَعَمْرِي، وَمَا عُمْرِي عَليّ بِهَيّنٍ،
لَبِئْسَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالجارِ عامرُ
وَما عامِرٌ مِنْ دارِمٍ، غَيْرَ أنّهَا
قَشائِرُ أعيَا نَوْؤها وَهوَ ثَائِرُ
لَقدْ كانَ فيكمْ لَوْ مَنَعتمْ قَليبَكمْ
لِحاً ورِقَابٌ عَرْدَةٌ وَمَنَاخِرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مات الذي يرعى حمى الدين والذي
مات الذي يرعى حمى الدين والذي
رقم القصيدة : 3423
-----------------------------------
ماتَ الذي يَرْعى حِمى الدِّينِ وَالذي
يَحُوطُ حَرَاهُ بِالمُثَقَّفةِ السُّمْرِ
أقَامَ وَشَزْرُ الدّينِ بَاقٍ مَرِيرُهُ،
فَأصْبَحَ باقي الدّينِ مُنتكِثَ الشَّزْرِ
وَمَا أحَدٌ إلاّ الخَلِيفَةُ مِثْلُهُ،
يَمُوتُ وَلا وَارَاهُ مُنْتَضَدُ القَبْرِ
فَيَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ وَمَرْزِئَةٍ لَهُ
تَتَلّتْهُ أسْبَابُ المَنِيّةِ بِالقَهْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لا أنسى أيادي أصبحت
لعمري لا أنسى أيادي أصبحت
رقم القصيدة : 3424
-----------------------------------
لَعَمْرِيَ لا أنْسَى أيادِيَ أصْبَحَتْ
عَليّ وَلا الفَضْل الّذي أنَا شاكِرُهْ
دَعَاني أبُو الأشْبَالِ لَمّا تَقَاذَفَتْ
بِمُطّرَحِ الأرْجَاءِ مَا أنَا حَاذِرُهْ
فَأنْقَذَني مِنها وَقَدْ خِفْتُ أنْ أُرَى
رَهِينَةَ أمْرٍ مَا تُرَامُ تَرَاتِرُهْ
وَلَسْتُ بنَاسٍ مِنهُ نُعماهُ إذْ جَلتْ
عَشَا بَصَرٍ ما كانَ يُسفِرُ حائِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
رقم القصيدة : 3425
-----------------------------------
كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما
أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ
وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً
فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ
تَنَظّرْتُ نَصْراً وَالسِّماكَينِ أيْهُما
عليّ مِنَ الغَيثِ اتَهَلّتْ مَواطرُهْ
مَضَى كمُضِيّ السّيفِ من كَفّ حازِمٍ
على الأمرِ إذْ ضَاقَتْ علينا مصَادرُهْ
إذا مَا أبَى نَصْرٌ أبَتْ خِنْدِفٌ لَهُ
وَقد عَزّ مَن نَصرٌ، إذا خافَ، ناصِرُهْ
إذا ما ابنُ سَيّارِ دَعَا خِنْدِفَ الّتي
لهَا مِنْ أعَزّ المَشْرِقَيْنِ قَساورهْ
أتَتْهُ على الجُرْدِ الهَذَالِيلِ، فَوْقَها
دُرُوعُ سُلَيْمَانٍ لهَا، وَمَغافِرهْ
أرَى النّاسَ مِنّا رَبُّهُمْ حينَ تَلتَقي
إلى زَمْزَمٍ رُكْبَانُ نَجْدٍ وَغائِرُهْ
لَنا كلُّ بِطْرِيقٍ إذا قامَ لمْ يَقُمْ
مِنَ النّاسِ، إلاّ قَائِمٌ هُوَ آمِرُهْ
هُوَ المَالِكُ المَهْدِيُّ وَالسّابِقُ الذي
لَهُ أوّلُ المَجْدِ التّلِيدِ وَآخِرُهْ
تَنظّرْتُ نَصراً أنْ يجيء، وَإنْ يجيءْ
فإني كَمَنْ قَد مَرّ بالسَّعْدِ طائرُهْ
رَجَوْتُ نَدى نَصرِ، وَدُونَ يمينهِ
فُراتانِ ، والطافي بِبلحٍ قراقرهْ
فأصبحت أعطى النّاس للخيرِ والقرى
عَليهِ لأضيافٍ ، وجَارٍ يجاورهْ
ألَمْ تَرَ مَنْ يَختارُ نصراً جَرَتْ لهُ
بَسَعْدِ السُّعودِ الخيرِ بالخير طائرُهْ
لَهُ رَاحَتَا كَفّينِ في رَاحَتَتهِمَا
مِنَ البَحرِ فَيضٌ لا يُنَهَنهُ زَاخرُهْ
لَهُ راحَتَا كَفَّيْنِ في راحَتَيْهِمَا
مِنَ البَصْرِ فَيْضٌ لاَ يُنَهْنَهُ زاخِرُهْ
ألمْ ترَ نَصراً يَضمَنُ الطّعنَ وَالقِرَى
إذا الرّيحُ هبّت أوْ زَوى السَّرْحَ ذاعرُهْ
وَلَوْ أنّ مَجْداً في السّمَاءِ وَعِنْدَها
تَنَاوَلهُ نَصْرٌ إلَيْهِ يُسَاوِرُهْ


 

العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليس أب كحنظلة بن رعد
ليس أب كحنظلة بن رعد
رقم القصيدة : 3426
-----------------------------------
لَيْسَ أبٌ كَحَنْظَلَةَ بنِ رَعْدٍ
وَلا خَالٌ كَضَبّةَ للفخَارِ
هُمَا جَبَلانِ جَارُهُمَا مَنِيعٌ،
إذا مَا أعْطَيَا عَقْدَ الجِوَارِ
تَبَنّى فِيهِمَا شَرَفُ المَعَالي،
خَرَاطِيمَ الجَحاجِحَةِ الكِبَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا عرض المنام لنا بسلمى
إذا عرض المنام لنا بسلمى
رقم القصيدة : 3427
-----------------------------------
إذا عَرَضَ المَنَامُ لَنَا بِسَلْمَى،
فَقُلْ في لَيْلِ طارِقَةٍ قَصِيرِ
أتَتْنَا بَعْدَمَا وَقَعَ المَطَايَا
بِنَا في ظِلّ أبْيَضَ مُسْتَطيرِ
فَقُلْتُ لهَا كَذَا الأحْلامُ أمْ لا
أتَتْني الرّائِعَاتُ مِنَ الدّهُورِ
فَلَمّا للصّلاةِ دَعَا المُنَادِي،
نهَضْتُ وَكنتُ منها في غُرُورِ
نمَاني كلُّ أصْيدَ دَارِمِيٍّ،
عَلى الأقْوَامِ أبّاءٍ، فَخُورِ
إذا اجتَمَعَتْ عَصَايبُ كُلّ حيّ
مِنَ الآفاق مُختَلِفي النُّجُور
مُلَبَّدَةً رُؤوسُهُمُ، سِرَاعاً
إلى البَيْتِ المُحَرَّمِ ذي السّتورِ
رَأوْنَا فَوْقَهُمْ، ولَنَا عَلَيْهِمْ
صَلاةُ الرّافِعِينَ مَعَ المُغِيرِ
وَرِثْنَا عَنْ خَلِيلِ الله بَيْتاً،
يُطَيَّبُ للصّلاةِ وَللطَّهُورِ
هُوَ البَيْتُ الذي مِنْ كُلّ وَجْهٍ
إلَيْهِ وُجُوهُ أصْحَابِ القُبورِ
خِيَارَ الله للإسْلامِ! إنّا
إلَيْكَ نَشُدّ أنْسَاعَ الصّدُورِ
سَتَحْمهلُنَا إلَيْكَ مُبَلِّغَاتٌ،
يَطَأنَ دَماً، مُكَدَّحةُ الظّهُورِ
بَنَاتُ الدّاعِرِيّ إذا تَلاقَتْ
عُرَاهَا وَهْيَ جائِلَةُ الضُّفُورِ
لنأتي خَيرَ أهْلِ الأرْضِ حَيّاً،
تُحَلُّ إلَيْهِ أحْنَاءُ الأمُورِ
على المُتَرَدِّفَاتِ بِكُلّ خَرْقٍ،
نَحَائِزُ كُلِّ مُنْتَجِرٍ مُنِيرِ
فَمَا بَلَغَتْ بِنَا إلاّ جِرَيضاً
على الأعجازِ تُرْدِفُ كُلَّ كُورِ
بَلَغْنَ وَمُخُّهُنّ مَعَ السُّلامَى
بِكُلّ نَجَاءِ صَادِقَةِ الضّرِيرِ
وَأشْلاءٍ لِنَاجِيَةٍ تَرَكْنَا
عَلَيْهَا العَاكِفَاتِ مِنَ النّسورِ
كَأنّ رِكَابَنا في كُلّ فَجٍّ،
إذا دبّ الكُحَيْلُ مِنَ الغُرُورِ
نَعَامٌ رَائِحٌ في يَوْمِ رِيحٍ،
وَلَيْسَتْ في أخِشّتِهَا بِعِيرِ
وَلَكِنْ يَنْتَجِعْنَ بِنَا فُرَاتاً
وَنِيلاً يَطْمُوَانِ على البُحْورِ
هُمَا في راحَتَيْكَ، إذا تَلاقَى
عُبَابُهُمَا إلى حَلَبٍ غَزِيرِ
بهِمْ ثَبَتَتْ رَحَى الإسلامِ قَسْراً
وَضَرْبٍ بِالمُهَنَّدَةِ الذُّكُورِ
تَوَارَثَهَا بَنُو مَرْوَانَ عَنْهُ،
وَعَنْ عُثْمَانَ بَعدَ ثأىً كَبيرِ
رَجَاكَ المَشْرِقَان. لِكُلّ عَانٍ،
وَأرْمَلَةٍ، وَأصْحَابُ الثّغُورِ
وَكُنتَ جَعَلتَ للعُمّالِ عَهْداً
وَفِيهِ العَاصِمَاتُ مِنَ الفُجُورِ
فَمَنْ يأخذْ بحَبلِكَ يَجْلُ عَنهُ
عَشَا عَيْنَيْهِ مِنكَ بَياضُ نورِ
أميرَ المُؤمِنينَ، وَأنْتَ تَشْفي
بِعَدْلِ يَدَيْكَ أدْوَاءَ الصّدُورِ
فكَيْفَ بِعَامِلٍ يَسْعَى عَلَيْنَا
يُكَلّفُنَا الدّرَاهِمَ في البُدُورِ
وَأنّى بِالدّرَاهِمِ، وَهْيَ مِنّا
كَرَافِعِ رَاحَتَيْهِ إلى العَبُورِ
إذا سُقْنَا الفَرَائِض لمْ يُرِدْهَا،
وَصَدّ عَنِ الشُّوَيْهَةِ وَالبَعِيرِ
إذا وَضَعَ السَّيَاطَ لَنَا نَهَاراً،
أخَذْنَا بِالرِّبَا سَرَقَ الحَرِيرِ
فَأدْخَلَنَا جَهَنّمَ مَا أخَذْنَا
مِنَ الإرْبَاءِ مِنْ دُونِ الظّهورِ
فَلَوْ سَمعَ الخَليفَةُ صَوْتَ داعٍ
يُنَادي الله: هَلْ لي مِنْ مُجِيرِ؟
وأَصْوَاتَ النّسَاءِ مُقَرَّنَاتٍ،
وَصِبْيَانٍ لَهُنّ على الحُجُورِ
إذاً لأجَابَهُنّ لِسَانُ دَاعٍ
لِدِينِ الله مِغْضَابٍ نَصُورِ
أمِينِ الله يَصْدَعُ حينَ يَقْضِي
بِدِينِ مُحَمّدٍ، وَبِهِ أمُورِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ذكرت داود والأشراف قد حضروا
ذكرت داود والأشراف قد حضروا
رقم القصيدة : 3428
-----------------------------------
ذَكَرْتُ داوُدَ وَالأشرَافُ قد حضرُوا
بابَ الأمِيرِ فَفاضَ الدّمعُ وانْحَدَرَا
الله يَعْلَمُ، وَالأقْوَامُ قَدْ عَلِموا،
أنّ الصّعاليكَ أمسَى جَدُّهمْ عَثَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وبيض كأرآم الصريم ادريتها
وبيض كأرآم الصريم ادريتها
رقم القصيدة : 3429
-----------------------------------
وَبِيضٍ كَأرْآمِ الصّرِيمِ ادّرَيْتُهَا
بَعَيْني وقَد عارَ السِّماكُ وَأسحَرَا
وَسُودِ الذُّرَى بِيض الوُجُوهِ كأنّها
دُمى هَكِرٍ يَنضحنَ مِسكاً وَعَنبرَا
تَرَاخَى بهِنّ اللّيْلُ يَتْبَعْنَ فَارِكاً
يضِيءُ سَنَاهَا سَابِرِيّاً مُزَعْفَرَا
وَقُلنَ لها: يا هِندُ! لا تَبْعدي بِنَا،
فإنّا نَخَافُ اللّيْلَ أنْ يَتَقَفّرَا
عَلَينا، ونَخشَى النّاسَ أنْ يَشعرُوا بِنا
فَيُصْبِحَ ما نخشَى عَلَينا مُشَنَّرَا
فجئتُ من الجَنبِ الجَحيشِ وَقد أرَى
مَخافَةَ مَنْ يأتي الرَّبَابَ وَشَعفَرَا
فَعَاطَيْننَا الأفْوَاهَ، حَتى كَأنّمَا
شَرِبْنا بِرَاحٍ مِنْ أبَارِيقِ تُسْتَرَا
فَلَمْ أدْرِ ما بُرْدايَ حَتى إذا انجَلى
سوَادُ الدُّجى عن وَاضِحِ اللوْن أشقرَا
تَنَعَّلْنَ أطْرَفَ الرِّيَاطِ، وَواءَلَتْ
مَخافَةَ سَهْلِ الأرْضِ أن يَتقفّرَا
وَقُلْتُ لَهُنّ: احْذُونَنا، فحَذَوْنَنا
شَبَارِيقَ رَيْطٍ، أوْ رِداءً مُحَبَّرَا
فَلَمْ أرَ قَوْماً يَحْتَذُونَ فعَالَنا،
ولا مَجِلساً أحْلى حَدِيثاً وَأنْضَرَا
مِنَ المَجْلِسِ المُسْتَأنِسِينَ كأنّهُمْ
لَدَى حَرْمَلِ البَطحَاءِ جنّانُ عَبقَرَا
مَتى مَا تَرِدْ يَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بهَا
أُدَيْهِمَ يَرْمي المُسْتَجِيزَ المُعَوَّرَا
يَظلّ إلى أنْ تَغرُبَ الشمسُ قَائِماً
تشمُّسَ حِرْباءِ الصُّوَى حينَ أظهَرَا
يُطَرِّدُ عَنْهَا الجَائِزِينَ، كَأنّهُ
غُرَابٌ عَلى أنْبَاثِهَا غَيرُ أعْوَرَا
أأسْقَيْتَهَا وَالعُودُ يَهتَزّ في النّدى
كَأنّ بجَنْبَيْهِ زَرَابيَّ عَبْقَرَا
فَلَمّا رَجَعْنا للّذِي قُلْتَ قَائِظاً،
أبَيْتَ، وَكانَتْ عِلّةً وَتَعَذُّرَا
فَلَمّا احتَضَرْنَا للجَوَازِ وَقَوّمَتْ
على الحَوْض رَاموها من الشُّرْبِ مُنكَرَا
فَقالوا: ألا قَبْرُ الهُذَيْلِ مَجازُها؟
فقلتُ لهمْ: لمْ تُصْدروا الأمرَ مُصْدَرَا
أتَشرَبُ أسلابَ امرِىءٍ كانَ وَجْهُهُ
إذا أظلمتْ سِيما امرِىءِ السوء أسفرَا
كَذَبتُمْ وَآياتِ الهُدى لا تَذُوقُهُ
لَبُوني وَإنْ أمْسَتْ خَوَامسَ ضُمَّرَا
أنَفْتُ لَهُ بِالسّيْفِ لَمّا رَأيْتُهَا
تَدُكّ بِأيْدِيهَا الرَّكِيَّ المُعَوَّرَا
يَفُضّ عَرَاقِيبَ اللّقَاحِ، كَأنّهُ
شِهَابُ غَضاً شَيّعْتَهُ فَتَسَعّرَا
ألَيْسَ امرُؤٌ ضَيْفاً وَقد غابَ رَهطُهُ
وَلَوْ سِيمَ حَيّاً مِثلَ هذا لأنْكَرَا
أجادَتْ بِهِ مِنْ تَغْلِبَ ابنَةِ وَائِلٍ
حَصَانٌ لقَرْمٍ من رَبِيعَةَ أزْهَرَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ فِتْيَانَ تَغْلِبَ أنّني
عَقَرْتُ على قَبْرِ الهُذَيلِ ليُذكَرَا
وَرُحْنا بأُخْرَى ما أجازُوا وَبَرّكَتْ
على الحَوْضِ مِنها جِلّةٌ لَنْ تَثَوَّرَا
رَأتْ ذائداً حُرّاً، فَطَيّرَ سَيْفُهُ
عَنِ الحَوْضِ أولادها فأجلَينَ نُقَّرَا
وَباتَتْ بِجُثْمَانِيّةِ المَاءِ بَيْتُهَا
إلى ذاتِ رِجْلٍ كَالمَآتِمِ حُسَّرَا
يُحَبِّسُهَا جَنبَي سُفَيرٍ، وَيتّقي
عَلَيْها ضَغَابيسَ الحِمى أنْ تُعقَّرَا
وَقَدْ سُمّنَتْ حَتى كَأنّ مَخاطَها
هِضَابُ القَليبِ أوْ فَوادِرُ عَضُوَرَا
فَأصْبَحَ رَاعِيهَا تَخَالُ قَعودَهُ
من الجَهدِ قد مَلّ الرّسِيمَ وَأقصَرَا
مُطِلاًّ على آثَارِهَا مُسْتَقِدّةً،
كَأنّ بِجَنْبَيْهِ عَقابِيلَ خَيْبَرَا
وَلَمّا رَأتْ رَأسَ الجُذاعِ كَأنّهُ
يُعَامِسُ لُجّاً أوْ يُنازِعُ مَعْبَرَا
تَباشَرْنَ واعصَوْصَبْنَ لَمّا رَأيْنَهُ
بمُنْصَلِتٍ لا يَرْتَجي مَا تَأخّرَا
فصَبّحْنَ قَبلَ الوَارِدَاتِ مِنَ القَطا،
ببَطحَاءِ ذي قَارٍ، فَضَاءً مُفَجَّرَا
تَبَلَّعُ حِيتَانَ الفَضَاءِ وَتَنْتَحِي
بِأعْنَاقِهَا في سَاكِنٍ غَيرِ أكَدَرَا
إذا الحُوتُ مِنْ حَوماتهنّ اختَلَجَنَهُ
تَزعّمَ في أشْداقِهِنّ، وَجَرجَرَا
فَوَلّتْ أُصَيْلالاً وَقَد كانَ بَعدَهَا
ضفَادِعُ ما نَالَتْ مِنَ العَينِ خُزَّرَا
فَأضْحَتْ غَداةَ الغِبِّ عَنّا كَأنّما
يُدالي بهِا الرّاعي غَماماً كَنَهْورَا
وَلَو شاءَ يَعسُوبُ الطُّفاوَة أصْبَحَتْ
رِواءً بجَيّاشِ الخَسِيفَةِ أقْمَرَا
وَلاقَتْ مِنَ الحِرْمازِ أوْلادَ مِجشَإٍ
وَمِنْ مَازِنٍ شَرِّ القَبَائِلِ مَعشَرَا


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هرة
هرة
رقم القصيدة : 343
-----------------------------------
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما
قال عني، أماه، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد
وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم
فوق صدري، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت
ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا..
فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور
وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى
في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما
وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور
وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي
وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء
وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري
عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي
كلنا .. في مجامر النار نسوه


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أيعجب الناس أن أضحكت خيرهم
أيعجب الناس أن أضحكت خيرهم
رقم القصيدة : 3430
-----------------------------------
أيَعجبُ الناسُ أنْ أضْحكتُ خَيرَهمُ
خَليفَةَ الله يُسْتَسقَى بِهِ المَطَرُ
وَما نَبا السّيفُ مِنْ جُبْنٍ وَلا دَهَشٍ
عِندَ الإمامِ ولَكِنْ أُخِّرَ القَدَرُ
وَلَوْ ضَرَبْتُ على عَمْدٍ مُقَلَّدَهُ
لَخَرّ جُثْمَانُهُ مَا فَوْقَهُ شَعَرُ
إذاً تَدَهْدأ عَنْهُ حِينَ أضْرِبُهُ،
كَما تَدَهدى عَنِ الزُّحْلوفةِ الحَجرُ
ما يُعجِلُ السّيفُ نَفساً قَبلَ مِيتَتِها
جَمْعُ اليَدَينِ وَلا الصّمصامةُ الذَّكرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعبد الله أنت أحق ماش
أعبد الله أنت أحق ماش
رقم القصيدة : 3431
-----------------------------------
أعَبْدَ الله! أنْتَ أحَقُّ مَاشٍ
وَسَاعٍ بِالجَمَاهِيرِ الكِبَارِ
نمَى الفَارُوقُ أُمَّك، وَابنُ أرْوَى
أبَاكَ، فَأنْتَ مُنْصَدِعُ النّهَارِ
كِلا أبَوَيْكَ عَبْدَ الله عَالٍ،
رَفِيعٌ في المَنَازِلِ بِالخِيَارِ
هُمَا قَمرَا السّمَاءِ، وَأنْتَ بَدْرٌ،
بِهِ بِاللّيْلِ يُدْلِجُ كُلُّ سَارِ
وَهَلْ في النّاسِ مِنْ أحَدٍ يُسَاوِي
يَدَيْكَ، إذَا تُنُوزِعَ للْفَخَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كانت محولة اشترت
لعمري لئن كانت محولة اشترت
رقم القصيدة : 3432
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَتْ مُحَوَّلةُ اشترَتْ
سِبَابيَ مَا آبَتْ بخَيرٍ تِجَارُهَا
نَفَتْهُمْ بنو ذُبْيانَ عَن عُقرِ دارِهمْ
بِمَنْزِلَةِ الذُّلِّ الطّويلِ صَغَارُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قرت هاجر ليلا فأحسنت القرى
قرت هاجر ليلا فأحسنت القرى
رقم القصيدة : 3433
-----------------------------------
قَرَتْ هاِجرٌ ليلاً فأحْسَنَتِ القِرى
ولكنّها لم تَحْمِلِ الرَّحْلَ هاجِرُ
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنْ جِذْمِ ضَبّةَ ناقَلتْ
بِرَحْليَ فَتْلاءُ الذّرَاعَيْنِ، ضَامرُ
وَلَكِنّكُمْ قَوْمٌ ضَلِلْتُمْ أبَاكُمُ
فمَوْلاكُمُ دُوني سَدُوسٌ وَعامِرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ندمت ندامة الكسعي لما
ندمت ندامة الكسعي لما
رقم القصيدة : 3434
-----------------------------------
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا
غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها
كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً
فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،
وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ
لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ
رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ابك على الحجاج عولك ما دجا
ابك على الحجاج عولك ما دجا
رقم القصيدة : 3435
-----------------------------------
ابْكِ عَلى الحَجّاجِ عَوْلَكَ ما دَجَا
لَيْلٌ بِظُلْمَتِهِ وَلاحَ نَهَارُ
إنّ القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ أصْبَحَتْ
وَقُلُوبُها، جَزَعاً عَلَيْكَ، حِرَارُ
لَهْفي عَلَيْكَ إذا الطِّعَانُ بِمَأزِقٍ
تَرَكَ القَنَا، وَطِوَالُهُنّ قِصَارُ
إنّ الرّزِيّةَ مِنْ ثَقِيفٍ هَالِكٌ
تَرَكَ العُيُونَ وَنَوْمُهُنّ غِرَارَ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني إلى راعي الخليفة والذي
ألكني إلى راعي الخليفة والذي
رقم القصيدة : 3436
-----------------------------------
ألِكْني إلى رَاعي الخَلِيفَةِ وَالّذِي
لَهُ الأُفْقُ وَالأرْضُ العَرِيضَةُ نَوَّرَا
فَإني وَأيْدِي الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً،
وَرُكْبَانُهَا مِمّنْ أهَلّ وَغَوّرَا
لَقَدْ زَعَمُوا أني هَجَوْتُ لخَالِدٍ
لَهُ كُلَّ نَهرٍ لِلمُبَارَكِ أكْدَرَا
وَلَنْ تُنكِرُوا شِعرِي إذا خرَجَتْ لهُ
سَوَابِقُ لَوْ يُرْمى بهَا لَتَفَقّرَا
سُوَاجٌ وَلَوْ مَسّتْ حِرَاءَ لحَرّكَتْ
لَهُ الرّاسِيَاتِ الشُّمَّ حَتى تَكَوّرَا
إذا قَالَ رَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً
بهَا جَرَبٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا
أيَنْطِقُهَا غَيْرِي وَأُرْمَى بِعَيْبِهَا،
فَكَيْفَ ألُومُ الدّهْرَ أنْ يَتَغَيّرَا
لَئِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ به،
وَخَيْرُ عِبَادِ الله مَنْ كَانَ أصْبَرَا
وَكُنْتُ ابنَ أحذارٍ وَلَوْ كنتُ خائفاً
لكُنتُ منَ العصْماءِ في الطَّوْد أحْذرَا
ولَكِنْ أتوْني آمِناً لا أخافُهُمْ
نَهاراً، وَكَانَ الله ما شَاءَ قَدّرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> طرقت أمية في المنام تزورنا
طرقت أمية في المنام تزورنا
رقم القصيدة : 3437
-----------------------------------
طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا،
وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ
خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ
بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ،
وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ
قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى
زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ
فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا
سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ
رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً
مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ
إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى
مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ
صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا
وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ
بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ
بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ
دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا
وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ
وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى
رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ
وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ
وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ
سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ
بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا
قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ
مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ،
وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ
أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا،
وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ
وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ
عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ
أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم
رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ
وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ
طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ
وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا،
إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إلى ابن أبي الوليد عدت ركابي
إلى ابن أبي الوليد عدت ركابي
رقم القصيدة : 3438
-----------------------------------
إلى ابنِ أبي الوَليدِ عَدَتْ رِكَابي
وَرَاحَتْ، وَهْيَ جَائِلَةُ الضِّفارِ
إلى الحَكَمِ الذي بيَدَيهِ فَضْلٌ
على الأيدي مِنَ القُحَمِ الكِبارِ
تَؤمّ بِهِ الحُدَاةُ، عَلى وَجَاهَا،
رُؤوسَ البِيدِ سَائِلَةَ الذَّفَارِي
وَكائِنْ فِيكَ مِنْ مَلِكٍ هُمامِ
أب لَكَ مثْلِ مُنصَدِعِ النّهارِ
فَمَنْ يَختَرْكَ مِنْ وَلَدَي نِزَارٍ
فَقَدْ وَقَعَتْ يَداهُ على الخِيارِ
عَلى المُعطي الجِيادِ مُسَوَّمَاتٍ،
مَعَ البُخْتِ النّجائِبِ وَالعَذارِي
رَأيْتُ يَدَيْكَ خَيرَ يَدَيْ جَوَادٍ
وَأعْيَا دُونَ جَرْيِكَ كلُّ جارِ
كَرِيمٌ يَشْتَرِي بالمَالِ حَمْداً،
مَكارِم قَدْ غَلَوْنَ على التِّجارِ
وَجَدْنَا سَمْكَ بَيتِكَ في قُرَيشٍ
طَوِيلَ السَّمْكِ مُرْتَفعَ السّوَارِي
وَمَنْ تَطْلُبْ مَساعِيكُمْ يَداهُ
إلى بَعْضِ العُلى يَوْمَ الفَخَارِ
رَأيْتُ المُلْكَ عَن عُثمانَ حَلّتْ
عُرَاهُ إلَيْكُمُ دَارَ القَرَارِ
وَعَانٍ قَدْ دَعَا، فَأجَبْتُمُوهُ
وَأطْلَقْتُمْ يَدَيْهِ مِنَ الإسارِ
إذا ما المَوْتُ حَدّقَ بِالمَنَايَا،
وَكانَ القَوْمُ مِنْهُ على أُوَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غر كليبا إذ اصفرت معالقها
غر كليبا إذ اصفرت معالقها
رقم القصيدة : 3439
-----------------------------------
غَرّ كُلَيْباً، إذِ اصْفَرّتْ مَعالِقُها
بِضَيْغَمِيٍّ كَرِيهِ الوَجْهِ وَالأثَرِ
شُرْبُ الرّثِيئَةِ حَتى بَاتَ مُنْكَرِساً
على عَطِيّةَ بَينَ الشّاءِ وَالحَجَرِ
وَرْدُ السَّرَاةِ تَرَى سُوداً مَلاغِمُهُ،
مُجَاهِرُ القِرْنِ لا يَكْتَنُّ بِالخَمَرِ
كَأنّ عَيْنَيْهِ، وَالظّلْمَاءُ مُسدِفةٌ
عَلى فَرِيسَتِهِ، نَارَانِ في حَجَرِ
كَأنّ عَطَّارَةً بَاتَتْ تَعُلّ لَهُ
بالزّعْفَرَانِ ذِرَاعَيْ مُخدِرٍ هَصِرِ
تُشْلي كِلابَكَ وَالأذنابُ شائِلَةٌ
إلى قُرُومٍ عِظامِ الهَامِ وَالقَصَرِ
ما تَأمُرُونَ عِبَادَ الله أسْألُكُمْ
بشاعِرٍ حَوْلَهُ دُرْجَانِ مُخْتَمِرِ
لَئنْ طَلَبتُمْ به شأوِي لَقدْ عَلِمَتْ
أني على العَقْبِ خَرّاجٌ مِنَ القَتَرِ
وَلا يحَامي على الأحْسابِ مُنْفَلِقٌ،
مُقَنَّعٌ حِينَ يُلْقَى فاتِرُ النّظَرِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة حب صغيرة
رسالة حب صغيرة
رقم القصيدة : 344
-----------------------------------
حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..
أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..
من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي
و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ و هذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي : يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ
و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا
تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أظن ابن عيسى لاقيا مثل وقعة
أظن ابن عيسى لاقيا مثل وقعة
رقم القصيدة : 3440
-----------------------------------
أظُنّ ابنَ عِيسَى لاقِياً مثلَ وَقْعَةٍ
بعَمرو بن عِفرَى وَهيَ قاصمةُ الظهرِ
تَقَوّفَ مَالَ ابْنَيْ حُجَيْرٍ وَما هُما
بذِي حَطمَةٍ فانٍ وَلا ضَرَعٍ غُمْرِ
وَلكنْ هُما ابنُ الأرْبَعِينَ قَد التَقَتْ
أنَايِبُهُ مِنْ ذِي حُرُوبٍ على ثَغْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد صابت على ظهر خالد
لعمري لقد صابت على ظهر خالد
رقم القصيدة : 3441
-----------------------------------
لَعَمرِي لَقَدَ صَابتْ على ظَهرِ خالِدٍ
شآبيبُ ما استَهلَلنَ مِن سَبَل القَطْرِ
أتَضرِبُ في العِصْيانِ تَزْعَمُ من عصَا
وَتَعَصِي أميرَ المُؤمِنينَ أخَا قَسْرِ
فَلَوْلا يَزِيدُ بنُ المُهَلّبِ حَلّقَتْ
بكَفّكَ فَتُخاءٌ إلى الفُتْخِ في الوَكرِ
لَعَمرِي لَقدْ سارَ ابنُ شَيبَةَ سِيرَةً
أرَتْكَ نجُومَ اللّيلِ ظاهَرَةً تجرِي
فَخُذْ بيَدَيْكَ الحَتْفَ، إنّكَ إنّما
جُزِيتَ قِصَاصاً بالمُحَدرَجةِ السُّمرِ
أظُنّكَ مَفجوعاً بِرُبْعِ مُنَافِقٍ،
تَلَبّسَ أثْوَابَ الخيَانَة وَالغَدْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فإنك إن تغل بالمكرمات
فإنك إن تغل بالمكرمات
رقم القصيدة : 3442
-----------------------------------
فَإنّكَ إنْ تُغْلِ بِالمَكْرُمَاتِ،
فَإنّ أبَاكَ أبُو حَاضِرِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ تَميمِ البِطاحِ
وَلَسْتَ مِنَ الحَيِّ مِنْ عَامِرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك أبان بن الوليد تجاوزت
إليك أبان بن الوليد تجاوزت
رقم القصيدة : 3443
-----------------------------------
إلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْإلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْ
قُرىً وَرِجَالاً، مِنْهُمُ المُتَخَيَّرُإلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْ
قُرىً وَرِجَالاً، مِنْهُمُ المُتَخَيَّرُ
لِنَلْقَاكَ، وَاللاّقِيكَ يَعْلَمُ أنّهُ
سَيَلْقَى فُرَاتاً، وَهْوَ مَلآنُ أكْدَرُ
فَدُونَكَ هَذِي يا زيادُ، فَإنّهَا
هيَ المَدْحُ وَالشِّعْرُ الذي هوَ أشعَرُ
أنَا ابنُ تَمِيمٍ، وَالّذِي لي عِزُّهَا
على النّاسِ بَذّاخٌ من العِزّ مُدْسَرُ
وَمَنْ يَلْقَنَا مِنْ شَانىءٍ يَلْقَهُ لَنا
على النّاسِ مَرُوفٌ كَثيرٌ وَمُنكَرُ
وَقَدْ عَلِمَ النّاسُ، الّذِينَ أبُوهُمُ
لِحَوّاءَ، أنّا مِن حَصَى التُّرْبِ أكثرُ
وَإنّا لَضَرّابُونَ للهَامِ في الوَغَى،
إذ لمْ يَكُنْ غَيرَ الأسِنّةِ مَفْخَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لأمدحن بني المهلب مدحة
لأمدحن بني المهلب مدحة
رقم القصيدة : 3444
-----------------------------------
لأمْدَحَنّ بَني المُهَلَّبِ مِدْحَةً
غَرّاءَ ظَاهِرَةً على الأشْعَارِ
مِثْلَ النّجُومِ، أمامَها قَمَرٌ لهَا
يجلو الدُّجى وَيُضِيءُ لَيلَ السارِي
وَرِثوا الطِّعانَ عن المُهلّبِ وَالقِرَى
وَخَلائِقاً كَتَدَفّقِ الأنْهَارِ
أمّا البَنُونَ، فإنّهُمْ لمْ يُورَثُوا
كَتُرَاثِهِ لِبَنِيهِ يَوْمَ فَخَارِ
كلَّ المكارِمِ عَن يَديهِ تَقَسّموا
إذْ ماتَ رِزْقُ أرَامِلِ الأمْصَارِ
كانَ المُهَلّبُ للعِرَاقِ سَكِينَةً،
وَحَيَا الرّبِيعِ وَمَعْقِلَ الفُرَّارِ
كَمْ مِنْ غِنىً فَتَحَ الإلَهُ لهم بهِ
وَالخَيْلُ مُقْعِيَةٌ على الأقْتَارِ
وَالنَّبلُ مُلجَمَةٌ بِكُلّ مُحَدرَجٍ
منْ رِجلِ خاصِبَةٍ من الأوْتارِ
أمّا يَزِيدُ، فإنّهُ تَأبَى لَهُ
نَفْسٌ مُوَطَّنَةٌ على المِقْدَارِ
وَرّادَةٌ شُعَبَ المَنِيّةِ بِالقَنَا،
فَيُدِرُّ كُلُّ مُعَانَدٍ نَعّارِ
شُعَبَ الوَتِينِ بِكُلّ جائِشَةٍ لهَا
نَفَثٌ يَجيشُ فَماهُ بالمِسْبارِ
وَإذا النفوسُ جشأنَ طامنَ جأشهَا
ثِقَةً بِهَا لحِمَايَةِ الأدْبَارِ
إني رَأيْتُ يَزيِدَ عِنْدَ شَبَابِهِ
لَبِسَ التّقَى، وَمَهَابَةَ الجَبّارِ
مَلِكٌ عَلَيْهِ مَهَابَةُ المَلِكِ التقى
قَمَرُ التّمامِ بهِ وَشَمْسُ نَهارِ
وَإذا الرّجالُ رَأوْا يَزِيدَ رَأيتَهُمْ
خُضُعَ الرّقاب نَوَاكِسَ الأبصَارِ
لأغَرَّ يَنْجَابُ الظّلامُ لِوَجْهِهِ
وَبهِ النّفوسُ يَقَعنَ كلَّ قَرَارِ
أيَزِيدُ إنّكَ للمُهَلّبِ أدْرَكَتْ
كَفّاك خَيْرَ خَلائِقِ الأخْيَارِ
مَا مِنْ يَدَيْ رَجُلٍ أحَقّ بما أتَى
من مَكُرماتِ عَظايمِ الأخطارِ
مِنَ ساعِدَينِ يَزِيدَ يَقدَحُ زَندَه
كَفّاهُما وَأشَدّ عَقْدِ جِوَارِ
وَلَوَ أنّهَا وُزِنَتْ شَمَامِ بِحِلْمهِ
لأمَالَ كُلَّ مُقِيمَةٍ حَضْجَارِ
وَلَقَدْ رَجَعتَ وَإنّ فارِسَ كُلَّها
مِنْ كُرْدِها لخوَائِفُ المُرّارِ
فَتَرَكْتَ أخْوَفَها وَإنّ طَرِيقَها
لَيَجُوزَهُ النّبَطيُّ بِالقِنْطارِ
أمّا العرَاقُ فلمْ يكُنْ يُرْجَى بهِ،
حَتى رَجَعْتَ، عَوَاقِبُ الأطْهارِ
فَجَمَعتَ بَعْدَ تَفَرّقٍ أجنادَهُ
وَأقَمْتَ مَيْلَ بِنَائِهِ المُنْهَارِ
وَلْيَنزِلَنّ بجِيلِ جَيْلانَ الّذِي
تَرَكَ البُحَيْرَةَ، مُحصَدَ الأمْرَارِ
جَيشٌ يَسيرُ إلَيهِ مُلتمِسَ القِرَى
غَصْباً بِكُلّ مَسَوَّمٍ جَرّارِ
لَجِبٍ يَضِيقُ به الفضَاءُ إذا غدَوْا
وَأرَى السّمَاءَ بِغَابَةٍ وَغُبَارِ
فِيه قَبائِلُ مِنْ ذَوِي يَمَنٍ لَهُ
وَقُضَاعَةَ بنِ مَعَدّها وَنِزَارِ
وَلَئنْ سَلِمتَ لتَعطِفنّ صُدورَها،
للتُّرْكِ، عِطْفَةَ حَازِمٍ مِغْوَارِ
حَتى يَرَى رَتْبِيلُ مِنْهَا غَارَةً
شَعْوَاءَ غَيْرَ تَرَجّم الأخْبَار
وَطِئَتْ جِيادُ يَزِيدَ كُلَّ مَدينَةٍ
بَينَ الرُّدُومِ وَبَينَ نَخلِ وَبارِ
شُعْثاً مُسَوَّمَةً، عَلى أكْتَافِهَا
أُسْدٌ هَوَاصِرُ للكُمَاةِ ضَوَارِ
ما زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَداهُ إزَارَهُ
فَدَنَا فأدرَكَ خَمسَةَ الأشْبَارِ
يُدني خَوَافقَ من خَوَافقَ تَلتَقي
في كُلّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثَارِ
وَلَقَدْ بَنى لبَني المُهَلّبِ بَيتَهمْ
في المَجدِ أطوَلُ أذرُعٍ وَسَوَارِي
بُنِيَتْ دَعَائِمُهُ على جَبَلٍ لهمْ
وَعلَتْ فَوَارِعُهُ على الأبْصَارِ
تَلقَى فَوَارِسَ للعَتِيكِ كأنّهُمْ
أُسْدٌ قَطَعْنَ سَوَابِلَ السُّفّارِ
ذَكَرَينِ مُرْتَدِفَينِ كُلّ تَقَلّصٍ
ذَكَرٍ شَديدِ إغارَةٍ الإمْرَارِ
حَملوا الظُّباتِ على الشؤون وأقسموا
لَيُقنِعُنّ عِمَامَةَ الجَبّارِ
صَرَعوهُ بيْنَ دكادِكٍ في مَزْحَفٍ
للخَيْلِ يُقحِمُهُنّ كلَّ خَبارِ
مُتَقَلّدي قَلَعِيّةٍ وَصَوَارِمٍ
هندِيّةٍ، وَقَدِيمَةِ الآثَارِ
وَعَوَاسِلٍ عَسْلَ الذّئابِ كأنّها
أشْطَانُ بَائِنَةٍ مِنَ الآبَارِ
يَقصِمنَ إذْ طَعَنوا بها أقَرانَهُمْ
حَلَقَ الدّرُوعِ وَهنّ غَيرُ قِصَارِ
تَلْقَى قَبَائِلَ أُمِّ كُل قَبِيلَةٍ
أُمُّ العَتِيكِ بِنَاتِقٍ مِذْكَارِ
ولَدَتْ لأزْهَر كلَّ أصْيَدَ يَبتني
بالسّيفِ يَوْمَ تَعانُقٍ وَكِرَارِ
يَحمي المكارِمَ بِالسّيوفِ إذا عَلا
صَوْتُ الظُّباتِ يُطِرْنَ كُلَّ شرَارِ
مِنْ كلّ ذاتِ حَبَائِكٍ وَمُفَاضَةٍ
بَيْضَاءَ سَابِغَةٍ على الأظْفَارِ
إنّ القُصُورَ بجِيلِ جَيلانَ الّتي
أعْيَتْ مَعاقِلُهَا بَني الأحْرَارِ
فُتِحَتْ بسَيفِ بَني المُهَلّبِ، إنّها
لله عادَتُهُمْ على الكُفّارِ
غَلَبوا بأنّهمُ الفَوَارِسُ في الوَغَى
والأكْثَرُونَ غَداةَ كُلِّ كِثارِ
وَالأحلَمونَ إذا الحُلومُ تهَزْهزَتْ
بالقَوْمِ لَيسَ حُلُومُهُمْ بِصغارِ
وَالقائِدُونَ إذا الجِيادُ تَرَوّحَتْ
وَمَضَينَ بَعد وَجىً على الحِزْوَارِ
حتى يَرِعْنَ وَهُنّ حَوْلَ مُعَمَّمٍ
بالتّاجِ في حَلَقِ المُلوكِ نُضَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قعودك في الشرب الكرام بلية
قعودك في الشرب الكرام بلية
رقم القصيدة : 3445
-----------------------------------
قُعُودُكَ في الشَّرْبِ الكِرَامِ بَلِيّةٌ
وَرَأسَكَ في الإكليلِ إحدى الكبائِرِ
فَما نَطَفَتْ كأسٌ وَلا طابَ طَعمُها
ضَرَبْتَ على جَمّاتِهَا بالمَشافِرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لئن كان ابن عمرة مالك
لعمري لئن كان ابن عمرة مالك
رقم القصيدة : 3446
-----------------------------------
لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ عَمرَةَ مالكٌ
تَنَهّكَ ظُلماً سَادِراً غَيرَ مُقْصِرِ
لَتَنْكَشِفَنْ عَنْهُ ضَبَابَةُ فَسْوِهِ
لِضَغْمَةِ رِئبالٍ منَ الأُسدِ مُخدِرِ
إذا عَلِقَتْ أسْبَابُهُ القِرْنَ غادَرَتْ
بهِ أثَراً، كالجَدْوَلِ المُتَفَجِّرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنا ابن تميم لعاداتها
أنا ابن تميم لعاداتها
رقم القصيدة : 3447
-----------------------------------
أنَا ابنُ تَمِيمٍ لِعَادَاتِهَا
قُرُوماً نَمَتْ وَلُيُوثاً بحُورَا
تَرَى الجُزْرَ حَوْلَ بُيُوتاتِهِمْ
عَقِيراً تكوسُ وَأُخرَى بَقِيرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من للضباب المعييات وحرشها
من للضباب المعييات وحرشها
رقم القصيدة : 3448
-----------------------------------
مَنْ للضِّبَابِ المُعْيِيَاتِ وَحَرْشِهَا
إذا حَانَ يَوْمُ الأعْوَرِ بنِ بَحِيرِ
إذا الضّبُّ أعْيَا أنْ يَجيءَ لحَرْشِهِ
فَمَا حَفْرُهُ في عَيْنِهِ بِكَبِيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ترجي أن تزيد بنو فقيم
ترجي أن تزيد بنو فقيم
رقم القصيدة : 3449
-----------------------------------
تُرَجّي أنْ تَزِيدَ بَنُو فُقَيْمٍ،
صِغَارُهُمْ، وَقَدْ أعْيَوْا كِبَارَا
إذا دَخَلُوا النِّبَاجِ بَنَوا عَلَيْهَا
بُيُوتَ اللّؤمِ وَالعَمَدَ القِصَارَا
يَحُلّ اللّؤمُ مَا حَلّتْ فُقَيْمٌ،
وَإنْ سَارُوا بِأقْصَى الأرْضِ سارَا


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> مع جريدة
مع جريدة
رقم القصيدة : 345
-----------------------------------
أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما معن بتارك حقه
لعمرك ما معن بتارك حقه
رقم القصيدة : 3450
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا مَعْنٌ بِتَارِكِ حَقِّهِ،
وَلا مُنْسىءٌ مَعْنٌ وَلا مُتَيَسِّرُ
أتَطْلُبُ يَا عُورَانُ فَضْلَ نَبيذهمْ
وَعِنْدَكَ يا عُورَانُ زِقٌّ مُوَكَّرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ليلة السبت إن ألقت كلاكلها
يا ليلة السبت إن ألقت كلاكلها
رقم القصيدة : 3451
-----------------------------------
يا لَيْلَةَ السّبتِ إنْ ألْقَتْ كَلاكِلَها
عَلى تَمِيمٍ وَعَمّتْ بَعْدَها مُضَرَا
مُحَمّدٌ وَوَكِيعٌ لَيْسَ بَيْنَهُمَا
عَامَانِ، يا عَجَبا للدّهْرِ إذْ عَثَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ساروا على الريح أو طاروا بأجنحة
ساروا على الريح أو طاروا بأجنحة
رقم القصيدة : 3452
-----------------------------------
سارُوا على الرّيحِ أوْ طارُوا بأجنِحَةٍ
سارُوا ثَلاثاً إلى البَحّارِ من هَجَرَا
طارُوا شَعاعاً وَما سَلّوا سُيُوفَهُمُ
وَغادرُوا في جَوَاثي سَيّدَيْ مُضَرَا
هلاّ صَبَرْتَ، أُمَيَّ، النفسَ إذْ جبُنتْ
فتُبليَ الله عُذْراً مِثْلَ مَنْ صَبَرَا
لَوْ كنتَ إذْ جَشأتْ سكّنتَ جِرْوَتَها
وَلمْ تُوَلِّهِمُ تحتَ الوَغَى الدُّبُرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا سلم كم من جبان قد صبرت به
يا سلم كم من جبان قد صبرت به
رقم القصيدة : 3453
-----------------------------------
يا سَلمُ كمْ من جَبانٍ قد صَبَرْتَ بهِ
تحتَ السّيوفِ وَلوْلا أنتَ ما صَبَرَا
ما زِلتَ تَضرِبُ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ
في الحَرْبِ هامةَ كبشِ القوْمِ إذ عكرَا
وَمَا أغَبّ تَمِيماً فَارِسٌ بَطَلٌ
من مازنٍ يَرْتَدي بالنّصرِ مَن نصَرَا
طَلاَّبُ ذَحْلٍ، سَبُوقٌ للعَدوّ، بِهِ
لا يُسْتَقَادُ بِأوْتَارٍ، إذَا وَتَرَا
أغَرُّ، تَنْصَدِعُ الظّلْمَاءُ عَنْ قمرٍ
بَدْرٍ إذا مَا بَدَا يَسْتَغْرِقُ القَمَرَا
حَمّالُ ألْوِيَةٍ بِالنّصْرِ خافِقَةٍ،
يَدعو الحَبيبَينِ شَتى: المَوْتَ والظفَرَا
أرْجُو فَوَاضِلَ مِنْهُ، إنّ رَاحَتَهُ
مِثْلُ الفُرَاتِ، إذا آذِيُّهُ زَخَرَا
لَوْ لمْ تكُنْ بَشَراً يا سَلْمُ نَعْرِفُهُ
لَكُنتَ نَوْءَ سَحابٍ يَسحَلُ المطرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستخلع في فصافص ما سقتها
ستخلع في فصافص ما سقتها
رقم القصيدة : 3454
-----------------------------------
سَتَخْلَعُ في فَصَافِصَ ما سَقَتها
بِدالِيَةٍ أُسَيّدُ في دِبَارِ
سَقَاهَا الله بِالأشْرَاطِ، حَتى
تحَنّى نَبْتُ غَادِيَةٍ وَسَارِي
ولَوْ بِعْنا أُسَيّدَ لَمْ تَزِدْنَا
أُسَيّدُ قَتّتَيْنِ على حِمَارَ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وجدنا خزاعيا أسنة مازن
وجدنا خزاعيا أسنة مازن
رقم القصيدة : 3455
-----------------------------------
وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ،
وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها
على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى
إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها
وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا
وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها
وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا
وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها
أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ،
وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها
جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً،
يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها
وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ
لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها
وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى
وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها
وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ
وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها
وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ
غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها
فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ،
وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها
فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ
يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها
وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ،
وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألست وأنت سيف بني تميم
ألست وأنت سيف بني تميم
رقم القصيدة : 3456
-----------------------------------
ألَستَ، وَأنْتَ سَيْفُ بَني تَمِيمٍ،
لجارِي إنْ أجَرْتُ تَكُونُ جَارَا
بَلى فَوَفَى وأطْلَقَ لي طَلِيقاً،
وَعَبْدَ الله، إذْ خَشِيَا الإسَارَا
وَقَامَ مَقَامَ أرْوعَ مَازِنيٍّ،
فَأمّنَ مَنْ أجَرْتُ وَمَنْ أجَارَا
وَمَا زلْتُمْ بَني حَكَمٍ كُفَاةً
لِقَوْمِكُمُ المُلِمّاتِ الكِبَارَا
تُحَمِّلُكُمْ فَوَادِحَهَا تَمِيمٌ،
وَتُورِدُكُمْ مَخَاوِفُهَا الغِمَارَا
وَتَعْصِبُ أمْرَهَا بِكُمُ، إذا مَا
شَرَارُ الحَرْبِ هُيّجَ فَاسْتَطَارَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد طلبت بالذحل غير ذميمة
لقد طلبت بالذحل غير ذميمة
رقم القصيدة : 3457
-----------------------------------
لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ
إذا ذُمّ طُلاَّبُ الذُّحُولِ الأخاضِرُ
هُمُ جرّدوا الأسيافَ يَوْمَ ابنِ أخضرٍ
فَنَالُوا الّتي لا فَوْقَها نَالَ ثَائرُ
أقَادُوا بهِ أُسْداً لهَا في اقْتِحَامِهَا
عَلى الغَمرَاتِ في الحُرُوبِ بَصَائِرُ
وَلَمْ يعْتِمِ الإدرَاكُ منهُمْ بذَحلِهم
فَيَطْمَعَ فيهِمْ بَعْدَ ذلكَ غادِرُ
كفِعلِ كُلَيْبٍ يَوْمَ يدعو ابنُ أخضرٍ
وقد نَشِبَتْ فيهِ الرّماحُ الشّوَاجرُ
فَلَمْ يَأتِهِ مِنْهَا، وَبَينَ بُيُوتِهَا
أصِيبَ ضيَاعاً، يَوْمَ ذلك، نَاجِرُ
وَهُمْ حَضَرُوهُ غَائِبِينَ بنَصْرِهِمْ،
وَنَصرُ اللّئِيمِ غائِبٌ، وَهوَ حاضِرُ
وَهُمْ أسْلَمُوهُ فاكْتَسَوْا ثوْبَ لامةٍ
سَيَبْقَى لهمْ ما دامَ للزّيتِ عاصِرُ
فَما لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ أوّلٌ،
ولا لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ آخِرُ
ولا في كُلَيْبٍ إنْ عَرَتْهُمْ مُلِمّةٌ
كَرِيمٌ عَلى ماأحْدَثَ الدّهرُ صَابرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كان في الدنيا لمنية مذهب
لقد كان في الدنيا لمنية مذهب
رقم القصيدة : 3458
-----------------------------------
لَقَدْ كانَ في الدّنْيا لمُنْيَةَ مَذْهَبٌ
وَمُتّسَعٌ عَنْ نِصْفِ دارِ ابنِ زَافِرِ
عَلاليَّ في دارِ ابنِ ظَبْيَانَ تُرْتَقَى،
وفي الرَّحبِ من داريْ حُرَيثِ بن جابرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هتمت قريبة يا أخا الأنصار
هتمت قريبة يا أخا الأنصار
رقم القصيدة : 3459
-----------------------------------
هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ،
فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي
أصْبَحَتْ فِيهِ، مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ
إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَا،
وَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ
ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماً،
مَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ
وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُ
لَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ
وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْ
عَنْهُ الغَشِيمَةُ، آخِرَ الأعْصَارِ
وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِ،
وَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي
وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِ
مِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ
طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَا
يَعظِ العَزِيمَةِ، مُحْصَدِ الأمْرَارِ
مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِ،
إنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ
لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌ
دُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ: نَظارِ
وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌ،
مُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ
مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاً،
مُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ
يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُ
كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> عيد ميلادها
عيد ميلادها
رقم القصيدة : 346
-----------------------------------
بطاقة من يدها ترتعد
تفدي اليد
تقول : عيدي الأحد
ما عمرها؟
لو قلت .. غنى في حبيبي العدد
إحدى ثوانيه إذا
أعطت، عصورا تلد
وبرهة من عمرها
يكمن فيها .. أبد
ترى إذا جاء غد
وانشال تول أسود
واندفعت حوامل الزهر..
وطاب المشهد
ورد..وحلوى ..وأنا
يأكلني التردد
بأي شيء أفد
إذا يهل الأحد
بخادم ..بباقة؟
هيهات. لا أقلد
أليس من يدلني؟
كيف .. وماذا أقتني؟
ليومها الملحن
أحزمة من سوسن؟
أنجمة مقيمة في موطني؟
أهدي لها
الله .. ما أقلها؟ ..
من ينتقي؟
لي من كروم المشرق
من قمر محترق
حقا غريب العبق
آنية مسحورة خالقها لم يخلق..
أحملها ..غدا لها
الله ..ما أقلها
لو بيدي الفرقد
والدر والزمرد
فصلتها جميعها
رافعة لنهدها
ومحبسا لزندها
هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها
لعلها
إذا أنا حملتها
غدا لها
ستسعد
يا مرتجي .. يا أحد ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمرك ما الأرزاق يوم اكتيالها
لعمرك ما الأرزاق يوم اكتيالها
رقم القصيدة : 3460
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ مَا الأرْزَاقُ يَوْمَ اكتِيالِها
بِأكْثَرَ خُبْزاً مِنْ خوانِ العُذافِرِ
وَلَوْ ضَافَهُ الدّجّالُ يَلتَمِسُ القِرَى
وَحَلّ على خَبّازِهِ بِالْعَسَاكِرِ
بِعِدّةِ يَأجُوجٍ وَمأجُوجَ جُوَّعاً
لأشْبَعَهُمْ شَهْراً غَداءُ العُذافِرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رحلت إلى عبد الإله مطيتي
رحلت إلى عبد الإله مطيتي
رقم القصيدة : 3461
-----------------------------------
رَحَلْتُ إلى عَبْدِ الإلَهِ مَطِيّتي،
تَجُوبُ الفَلاةَ وَهْيَ عَوْجاءُ ضَامرُ
إلى ابنِ أبي النَّضْرِ الكَرِيمِ فَعالُهُ،
يُضِرّ بِهَا إدْلاجُهَا وَالهَوَاجِرُ
إلى ماجِدِ الأعْرَاقِ مَحْضٍ نِجارُهُ
نَمَاهُ إلى العَلْيَا كُرَيْزٌ وَعَامِرُ
تَوارَى نَدَى مَنْ ماتَ غَيرَ ابن عامرٍ
تَوارَى فَما وَارَتْ نَداهُ المَقابِرُ
وَجَدّتُكَ البَيْضَاءُ عَمّةُ خَيْرِكُمْ
بَنيِّ الهُدَى، والله بِالنّاسِ خَابِرُ
وَمِنْ عَبدِ شَمسٍ قد تَفرّعتَ في العلى
ذُرَاها، لكَ القُدْموسُ منها العُرَاعرُ
مُلُوكٌ وَأبْنَاء المُلُوكِ وَسَادةٌ
لهمْ سُؤدَدٌ عَوْدٌ على الناس قَاهِرُ
هُمُ خَيرُ بَطحاوَي لُؤيّ بن غالِبٍ
سَما بِهمُ مِنها البُحُورُ الزّوَاخرُ
تَبَحْبَحْتُمُ مَنْ بِالجِبَابِ وَسِرِّهَا
طَمَتْ بِكُمْ بَطحاؤها وَالظّوَاهِرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد هاج من عيني ماء على الهوى
لقد هاج من عيني ماء على الهوى
رقم القصيدة : 3462
-----------------------------------
لَقَدْ هَاجَ من عَيْنيّ ماءً على الهَوَى
خَيَالٌ أتَاني آخِرَ اللّيْلِ زَائرُهْ
لِمَيّةَ، حَيّا بِالسّلامِ كَأنّمَا
عَلَيْهِ دمٌ لا يَقْبَلُ المالَ ثَائِرُهْ
كَأنّ خُزَامَى حَرّكَتْ رِيحَها الصَّبا،
وَحَنوَةَ رَوْضٍ حِينَ أقلَعَ ماطِرُهْ
لَنَا إذ أتَتْنَا الرّيحُ مِنْ نَحْوِ أرْضِها
وَدارِيَّ مِسْكٍ غَارَ في البَحرِ تاجِرُهْ
دَعَتني إلَيها الشمسُ تحتَ خِمارِهَا
وَجَعْدٌ تَثَنّى في الكَثيبِ غَدائِرُهْ
كَأنّ نَوَاراً تَرْتَعي رَمْلَ عَالِجٍ
إلى رَبْرَبٍ تَحنُو إلَيْهِ جَآذِرُهْ
مِنَ أينَ أُلاقي آلَ مَيٍّ، وَقَدْ أتَى
نَبيُّ فُلَيْجٍ دُونَهَا وَأغَادِرُهْ
يُرِيدونَ رَوْضَ الحَزْنِ أن يُنفِشوا بهِ
إذا استَأسَدَتْ قُرْيَانُهُ وَظَوَاهِرُهْ
إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله أسنَفْتُ نَاقَتي
وَقد أقلق النِّسعَينِ للبَطْنِ ضَامِرُهْ
وَكَائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ
إليْكَ وَلَيْلٌ كَالرُّوَيْزِيّ سَائِرُهْ
أُبَادِرُ مَنْ يأتيكَ مِنْ كُلّ جانِبٍ
مُشَاةً وَرُكْبَاناً، فإني مُبَادِرُهْ
أُبَادِرُ كَفّيْكَ اللّتَيْنِ نَداهُمَا
عَلى مَنْ بِنَجْدٍ، أوْ تهامةَ، ماطِرُهْ
دَعي النّاس وأْتي بي المُهَاجِرَ إنّهُ
أرَاهُ الّذِي تُعطي المَقَالِيدَ عامِرُهْ
وَمَنْ يَكُ أمسى وَهُوَ وَعرٌ صُعودُهُ
فإنّ ابنَ عَبْدِ الله سَهْلٌ مَصَادِرُهْ
نمَى بِكَ مِنْ فَرْعَيْ رَبِيعَةَ للعُلى،
بحَيْثُ يَرُدّ الطَّرْفَ للعَينِ نَاظِرُهْ
مَرَاجِيحُ سَادَاتٌ عِظَامٌ جُدُودها
وَفِيهِمْ لأيّامِ الطِّعَانِ مَساعِرُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسعاةَ قَوْمٍ يجدْ لهمْ
شَمَارِيخَ مِنْ عِزٍّ، عِظَامٍ مآثرُهْ
وَجَدْتُ القَنَا الهِنْدِيَّ فيكُمْ طعانُهُ
وَضَرْبٌ يُدَهْدي للرّؤوس فوادرُهْ
إذا مَا يَدُ الدرْعِ التَوَى ساعِدٌ لَهُ
بِأسيافِهِمْ وَالمَوْتُ حُمْرٌ دَوَائِرُهْ
رَأيْتُ النّسَاءَ السّاعِيَاتِ رِمَاحُنَا
مَعاقِلُها، إذْ أسلَمَ الغَوْثَ ناصرُهْ
إذَا المُضَرَانِ اكْرَمَانِ تَلاقيَا
إلَيكَ فَقدْ أرْبَى على النّاس فاخرُهْ
إذا خِندِفٌ جاءتْ وَقَيْسٌ إذ التَقتْ
بِرُكْبَانِهَا، حَجٌّ مِلاءٌ مَشَاعِرُهْ
بحَقّ امْرِىءٍ لا يَبْلُغُ النّاسُ قِبصَهُ
بَنو البَزَرَى من قيس عيلان ناصرُهْ
إليهِمْ تَناهتْ ذِرْوَةُ المَجدِ وَالحصَى
وَقِبصُ الحصَى إذ حصّل القبص خَابرُهْ
تَميمٌ وَما ضَمّتْ هَوَازنُ أصْبَحتْ
وَعَظمُهُمَا المُنهاضُ قد شدّ جابرُهْ
رَأيْتُ هِشاماً سَدّ أبْوَابَ فِتْنَةٍ
بِرَاعٍ كَفَى من خَوْفهِ ما يُحاذِرُهْ
بمُنتَجِبٍ منْ قَيسِ عَيلانَ صَعّدتْ
يَدَيْهِ، إلى ذاتِ البُرُوجِ، أكَابِرُهْ
فَمَا أحدٌ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ فاخراً
عَلَيْهِ وَلا مِنْهُمْ كَثِيرٌ يُكَاثِرُهْ
وَنَامَتْ عُيُونٌ كَانَ سُهِّدَ لَيْلُهَا
وَفَتّحَ بَاباً كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرُهْ
ألَمّا يَنَلْ لي أنْ تَعُودَ قَرَابَةٌ،
وَحِلْمٌ عَلى قَيسٍ رِحابٌ مَصَادرُهْ
رَفَعتُ سِناني من هَوَازِنَ إذْ دنَتْ
وَأسْلَمَها مِنْ كُلّ رَامٍ مَحاشِرُهْ
وَحُلّلَتِ الأوْتَارُ إذْ لَمْ يَكُنْ لهَا
نِضالٌ لِرَامٍ دَمّغَتْهَا نَوَاقِرُهْ
لَقدْ عَلِمتْ عَيلانُ أنّ الذي رَسَتْ
لَئيمٌ وأنّ العَيْرَ قَدْ فُلّ حافِرُهْ
وَكُلُّ أُنَاسٍ فِيهِمُ مِنْ مُلُوكِنَا
لهُمْ رَبُّ صِدْقٍ والخَلِيفَةُ قاهِرُهْ
وَإني لَوَثّابٌ إلى المَجْدِ دُونَهُ،
مِن الوَعْثِ أوْ ضِيقِ المكانِ نَهابرُهْ
وَمِنّا رَسُولُ الله أُرْسِلَ بِالهُدَى،
وَبالحَقّ جَاءَتْ بِاليَقِينِ نَوَادِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أخالد لولا الدين لم تعط طاعة
أخالد لولا الدين لم تعط طاعة
رقم القصيدة : 3463
-----------------------------------
أخالِدُ! لَوْلا الدِّينُ لمْ تُعطَ طاعَةً،
وَلَوْلا بَنو مَرْوانَ لمْ تُوثِقوا نَصْرَا
إذاً لَوجَدْتُمْ دُونَ شَدّ وَثَاقِهِ
نبي الحرْبِ لا كُشْفَ اللقاءِ وَلا ضُجرَا
مَصَاليتَ أبْطالاً إذا الحَرْبُ شَمّرَتْ
مَرَوْها بأطْرَافِ القَنا دِرَراً غُزْرَا
ألا يا بَني مَرْوَانَ! مِثْلُ بَلائِنا،
إذا لم يُصِبْ مَن كان يُنعمُهُ شُكْرَا
جَدِيرٌ لأنْ يُنْسَى، إذا ما دَعَوْتمُ،
وَيُورِثَ في صَدْرِ المُعيدِ لَهُ غِمْرَا
أفي الحقّ أنّا لا تزَالُ كَتِيبَةٌ
نُطاعِنُها حَتى تَدِينَ لَكُمْ قَسْرَا
وَإلاّ تَناهَوْا تَخْطِرِ الخَيْلُ بالقَنا،
وَنَدْعُ تَميماً ثمّ لا نَطّلِبْ غُذْرَا
إلَيْكُمْ؛ وَتَلْقَوْنا بَني كلِّ حُرّةٍ
وَفَتْ ثمّ أدّتْ لا قَليلاً وَلا وَعْرَا
وَانّا لَقَتّالُو المُلُوكِ، إذا اغْتَدَوْا
عَلانيةَ الهَيجا، وَلا نُحْسِنُ العُذْرَا
لقدْ أصْبَحَ الأخماسُ يَخشَوْنَ درْأنا
وَنُمْسِي وَما نَخشَى ولَوْ أجمعوا أمْرَا
إلا أيّهاذا السّائِلي عَنْ أرُومَتي،
أجِدكَ لمْ تَعرِفْ فتُبْصِرَهُ الفَجرَا
إذا خَطَرَتْ حَوْلي الرَّبابُ وَمَالِكٌ
وَعمروٌ وَسعدُ الخيرِ بِخبِخْ بذا فخَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد علم الأقوام أن محمدا
لقد علم الأقوام أن محمدا
رقم القصيدة : 3464
-----------------------------------
لَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ مُحَمّداً
جَسُورٌ إذا ما أوْرَدَ الأمرَ أصْدَرَا
وَأنّ تَمِمياً لا تَخافُ ظُلامَةً،
إذا ابنُ وَكيعٍ في المَوَاطِنِ شَمّرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وبيض ترقى من بنات مجاشع
وبيض ترقى من بنات مجاشع
رقم القصيدة : 3465
-----------------------------------
وَبِيضٍ تَرَقّى مِنْ بَناتِ مُجاشِعٍ
بهِنّ إلى المَجْدِ التّلِيدِ مَفَاخِرُهْ
بَناتِ أبٍ حُورٍ كَأنّ حُمُولَهَا
عَليها منَ الوَحْشِ الهِجانِ جآذِرُهْ
كساهنّ مْحضَ اللّوْنِ سُفيانُ وَاصْطفى
لَهُنّ عَتيقَ البَزِّ إذْ جاءَ تَاجِرُهْ
رَعَتْ لِبَأَ الوَسْميّ حَيثُ تَفَقّأتْ
سَوَابي الغَمامِ الغُرِّ وانعَقّ ماطِرُهْ
تَعاوَرْنَ مِنْ أزْوَاجِهِ، وَذُكُورِهِ
وَأحْرَارِهِ حَتّى تَهَوّلَ زَاهِرُهْ
حِمىً لمْ يَحُطْ عَنهُ سرِيعٌ وَلمْ يَخَفْ
نُوَيْرَةَ يَسْعَى بالشَّياهِينِ طائِرُهْ
فإنْ تَمْنَعا الأمثالَ أوْ تَطْرُدا بِهَا
عَلَيها فَقد أحمَتْ رُماحاً هَوَاجرُهْ
يَجولُ مِنَ الصّحرَاءِ يَنفي عَنيقَها،
لها من يَدِ الجَوْزَاءِ بالقَيْظِ ناجِرُهْ
لَعَمرِي لَقَدْ أرْعَى زُرَارَةُ في الحِمى
صَرِيفُ اللِّقاحِ المُستَظِلّ وَحازِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أن قدرا بكت من طول ما حبست
لو أن قدرا بكت من طول ما حبست
رقم القصيدة : 3466
-----------------------------------
لوْ أنّ قِدْراً بكَتْ من طولِ ما حُبستْ
على الحُفوفِ بكَتْ قِدرُ ابنِ جَيّارِ
ما مَسّها دَسمٌ مُذْ فُضّ مَعْدِنُهَا،
ولا رَأتْ بَعْدَ عَهْدِ القَينِ من نارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ما زلت أرمي الكلب حتى تركته
ما زلت أرمي الكلب حتى تركته
رقم القصيدة : 3467
-----------------------------------
ما زِلْتُ أرْمي الكَلبَ حتى تَرَكْتُهُ
كَسِيرَ جَناحٍ مَا تَقُومُ جَبايِرُهْ
فأقْعَى على أذْنابِ ألأمِ مَعْشَرٍ،
على مَضَضٍ مني، وَذَلّتْ عَشائِرُهْ
أخو الحَرْبِ إنْ عَضّتْ به فَلّ نابها،
وَسَبّاقُ غاياتٍ وَمَجْدٍ يُساوِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بالعنبرية دار قد كلفت بها
بالعنبرية دار قد كلفت بها
رقم القصيدة : 3468
-----------------------------------
بالعَنْبَرِيّةِ دارٌ قَدْ كَلِفْتُ بِهَا،
لَوْ كانَ يَرْجعُ مأهولاً لي القَدَرُ
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ حَوْلٍ أُجَرِّمُهُ
على الرّجاءِ وَهادي الخَيلِ تُنْتَظَرُ
حَتى وَقَفْتُ بِدارٍ مَا بِهَا أحَدٌ،
وَلَيسَ يَنطِقُ مِن مَعرُوفِها حَجَرُ
وَالعَنْبَرِيّةُ وَحشٌ، بَعْدَ حِلّتِها،
مِنَ المُلاءَةِ أسْقَى جَوَّها المَطَرُ
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ
بِالعَنْبَرِيّةِ لَمْ يَدْرُسْ لهَا أثَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يرضى الجواد إذا كفاه وازنتا
يرضى الجواد إذا كفاه وازنتا
رقم القصيدة : 3469
-----------------------------------
يَرْضَى الجَوَادُ، إذا كَفّاهُ وَازَنَتَا
إحْدى يمينَيْ يَدَيْ نَصْرِ بنِ سَيّارِ
يَداهُ خَيْرُ يَدَيْ، شَيْءٌ سَمِعتُ به
مِنَ الرّجَالِ لِمَعْرُوفٍ وَإنْكارِ
العابِطُ الكُومَ، إذْ هَبّتْ شَآمِيَةً
وَقاتَلَ الكَلبُ مَنْ يَدنو إلى النّارِ
وَالقائِلُ الفاعِلُ المَيْمُونُ طَائرُهُ،
وَالمانِعُ الضَّيمَ أنْ يَدنو إلى الجَارِ
كَم فيك إنْ عُدّد المعرُوفُ من كَرَمٍ
وَنائِلٍ، كَخَليجِ المُزْبِدِ الجَارِي
أنْتَ الجَوَادُ الّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
وَأبْعَدُ النّاسِ كلِّ الناسِ مِنْ عارِ
وَأقرَبُ الناسِ كلِّ الناسِ مِنْ كَرَمٍ،
يُعطي الرّغائِبَ لمْ يَهْمُمْ بإقْتَارِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الى صديقة جديدة
الى صديقة جديدة
رقم القصيدة : 347
-----------------------------------
وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي
مفكِّراً بنَوْحكِ الأخيرِ
كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ
كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ
كتبتُ أشياءَ بدون معنى
جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ
مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟
مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟
و كانَ قلبي قبل أن تلوحي
مقبر
ةً ميِّتَةَ الزُهورِ
مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري
حدّاً لأفكاري و لا شعوري
أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي
بغير تاريخٍ و لا مصيرِ
محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي
لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ
أريدُ أن أقيكِ من ضلالي
من عالمي المسمَّم ِ العطورِ
هذا أنا بكلِّ سيئاتي
بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ
كشفتُ أوراقي فلا تُراعي
لن تجدي أطهرَ من شروري
للحسن ثوراتٌ فلا تهابي
و جرِّبي أختاهُ أن تثوري
و لتْشقي مهما يكنْ بحُبِّي
فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني رأيت أبا الأشبال قد ذهبت
إني رأيت أبا الأشبال قد ذهبت
رقم القصيدة : 3470
-----------------------------------
إني رَأيتُ أبا الأشْبالِ قَدْ ذَهَبَتْ
يَداهُ حَتى تُلاقي الشّمسَ وَالقَمَرَا
التّارِكُ القِرْنِ تحتَ النَّقْعِ مُنجَدِلاً
إذا تَلاحَقَ وِرْدُ المَوْتِ فاعتَكَرَا
لا مُكْبِرٌ فَرَحاً فِيمَا يُسَرّ بِهِ،
فَإنْ ألَمّتْ عَلَيْهِ أزْمَةٌ صَبَرَا
وَقَد شكرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنَعَتْ
يَداهُ عِندي، وَخَيرُ الناسِ مَن شكَرَا
لَقَدْ تَدارَكَني مِنْهُ بِعَارِفَةٍ،
حتى تَلاقَى بها ما كانَ قَدْ دَثَرَا
فَما لجُودِ أبي الأشْبَالِ مِنْ شَبَهٍ
إلاّ السّحابُ وَإلاّ البَحْرُ إذْ زَخَرَا
كُلٌّ يُوائِلُ ما امْتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
إذا تكَفْكَفَ منهُ المَوْجُ وَانحَدَرَا
لَيْسا بِأجْوَدَ مِنْهُ عِنْدَ نَائِلِهِ،
إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا خندف بالليل أسدف سجرها
إذا خندف بالليل أسدف سجرها
رقم القصيدة : 3471
-----------------------------------
إذا خِندِفٌ باللّيلِ أسْدَفَ سَجْرُها
وَجاشَتْ من الآفاقِ بالعَددِ الدَّثْرِ
رَأى الناسُ عندَ البَيتِ أنّ الحَصَى لنا
على السُّودِ مِنَ أوْلادِ آدَمَ وَالحُمرِ
وَما كنتُ مُذ كانتْ سَمائي مكانَها،
وَما دامَ حَوْلَ الناسِ مُطّلَعُ البَدرِ
لأجْعَلَ عَبْداً باهِلِيّاً، لخِبْثَةٍ،
إلى حَسبي فَوْقَ الكَوَاكبِ أوْ شِعرِي
ألاَ قَبَحَ الله الأصَمَّ وَأُمَّهُ،
وَنَذرَهُما المُوفَى الخَبيثَ من النَّذْرِ
وَلا مَدّ بَاعاً باهِليٌّ إلى العُلَى،
وَلا أُغْمِضَتْ عَيْناهُ إلاّ على وِتْرِ
ألَسْتُمْ لِئَاماً إذْ أغَبْتُ إلَيْكُمُ
إذا اقتَبَسَ الناسُ المعاليَ من بِشْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن بغائي للذي إن أرادني
إن بغائي للذي إن أرادني
رقم القصيدة : 3472
-----------------------------------
إنّ بُغائي للّذِي إنْ أرَادَني
مَكانَ الثّرَيّا إنْ تَأمّلَها البَصَرْ
وَإني الّذي لا يَبْحَثُ السّرَّ وَحْدَهُ
إذا كان غَيرِي مَن يَدِبّ إلى الخَمَرْ
أنا ابنُ الّذي أحْيا الوَئِيدَ وَلمْ أزلْ
أحُلّ بهامَاتِ اللّهامِيمِ مِنْ مُضَرْ
وقد شَكَرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنعتْ
يداهُ عندي وخيرُ الناسِ من شكرا
لقد تداركني منه بِعَارِفَة
حتى تلاقى بها ما كان قد دَثَرا
فما لجودِ أبي الأشبالِ من شبةٍ
إلا السحابُ وإلا البحرُ إذْ زَخَرا
كلَّ يوائلُ ما امتدت غَواربُه
إذا تكْفكفَ منه الموجُ وانحدرا
ليس بأجودَ منه عند نائبِه
إذا تروّحَ بالمعروفِ أو بكرا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليس العقائل من شيبان نافقة
ليس العقائل من شيبان نافقة
رقم القصيدة : 3473
-----------------------------------
لَيسَ العَقائِلُ مِنْ شَيْبانَ نافِقَةً،
وَفيهِمُ مِنْ كُلَيْبٍ عَقْدُ أصْهارِ
النّازلِينَ بِدارِ الذُّلّ، إنْ نَزَلُوا،
وَالألأمِينَ بِأسْمَاعٍ وَأبْصَارِ
وَإنّ حَدْرَاءَ ما كانَتْ مصَاهِرَةً،
بَينَ الألائِمِ مِنْ ضَيْفٍ وَمن جارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم لك يا ابن دحمة من قريب
كم لك يا ابن دحمة من قريب
رقم القصيدة : 3474
-----------------------------------
كَمْ لكَ يا ابنَ دَحمةَ من قرِيبٍ
مَعَ التُّبّانِ يُنْسَبُ وَالزِّيَارِ
يَظَلّ يُدافِعُ الأقْلاعَ مِنْهَا،
بِمُلْتَزِمِ السّفِينَةِ وَالحِتَارِ
إذا نُسِبَتْ عُمَانُ وَجَدْتَ فيها
مَذاهِبَ للسّفِينِ وَللصَّرَارِي
أُولَئِكَ مَعْشَرٌ أقْعَوْا جَمِيعاً
على لُؤمِ المَناقِبِ وَالنِّجَارِ
أرَى داراً يُشَرّفُها جُذَيْعٌ
كألأمِ مَا تكونُ مِنَ الدّيَارِ
على آسَاسِ عَبْدٍ مِنْ عُمَانٍ
تَقَيّلَ في رِفَاقِ أبي صُفَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إن مسكينا بكى وهو ضارع
ألا إن مسكينا بكى وهو ضارع
رقم القصيدة : 3475
-----------------------------------
ألا إنّ مِسْكيناً بكَى، وَهْوَ ضَارِعٌ
لفَقْدِ امرِىءٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُهْ
إذا ذُكِرَتْ أيدي الكِرَامِ إلى النّدى
وَآثَارُهَا ذَمّتْ يَدَيْهِ مَعَاشِرُهْ
وَلا تَبكِ مِن فَقدِ امرِىءٍ لستَ ذاكراً
لَهُ لامَةً إلاّ استَمَرّتْ مَرَائِرُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد أمنت وحش البلاد بجامع
لقد أمنت وحش البلاد بجامع
رقم القصيدة : 3476
-----------------------------------
لَقَدْ أمِنَتْ وَحْشُ البِلادِ بجَامِعٍ
عَصَا الدّينِ حَتى ما تَخافُ نَوَارُها
بِهِ أمَّنَ الله البِلادَ، فَسَاكِنٌ
بِكُلّ طَرِيدٍ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ خَيْرَ عِمارَةٍ،
وَأنت إذا عُدّتْ قُرَيشٌ خِيارُها
أتَاكَ بِهَا مَخْشُوشَةً بِزِمَامِهَا
خِلافَتَهُ إذْ في يَدَيْكَ اخْتِبَارُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يك عن قيس بن عيلان سائلا
من يك عن قيس بن عيلان سائلا
رقم القصيدة : 3477
-----------------------------------
مَن يكُ عن قَيسِ بنِ عَيلانَ سائِلاً
ففي غَطفان مَجدُ قَيس وَخِيرُها
لَهُمْ حامِلاها، وَالفَوارِسُ مِنهُمُ،
وَفاتِكُها مِنهُمْ، وَفيهِمْ بحُورُها
إذا رَهِقَتْ قَيس بنَ عَيلان طَحمةٌ
مُطَّبِّقَةٌ كَانَتْ إلَيْكُمْ أُمُورُها
وَمَن يَطّلِبْ ما قَد سَعى لكَ أوْ بَنى
سُكَينٌ تُصَعِّدْهُ إلى الشمسِ نورُها
ألَمْ تَعْلَمُوا أنّ الكَبِيرَ يَهِيجُهُ
من الحَرْبِ من أيدي الغُوَاةِ صَغيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن التي نظرت إليك بفادر
إن التي نظرت إليك بفادر
رقم القصيدة : 3478
-----------------------------------
إنّ التي نَظَرَتْ إلَيْكَ بِفَادِرٍ
نَظَرَتْ إلَيكَ بمِثْلِ عَيْنَيْ جُؤذُرِ
وَسْنَانَ نَامَ، فَأيْقَظَتْهُ أُمُّهُ
لِفُوَاقِ رَاعِيَةٍ بِعَهْدٍ مُقْفِرِ
لا مِثْلَ يَوْمِكَ يَوْمَ حَوْمَل إذ أتى
يَوْمٌ يُفَرِّجُ غَيْمُهُ لَمْ يَمْطُرِ
وَإذا الوَلِيدُ بَلَغْتِهِ بي، فَاشْرَبي
طَرَفَ السِّنَانِ على وَتِينِ المَنْحَرِ
إيّاهُ كُنْتُ أرَدْتُ، إنْ بَلّغْتِني
يَوْمَ ارْتَحَلْتُ من العِرَاقِ الأزْوَرِ
يا خَيْرَ مَنْ رَفَعتْ إلَيْهِ مَطِيّةٌ
بِمُطَرِّدٍ جَهَدَ المَطِيّةَ مُضْمَرِ
كَمْ أدْلجَتْ بي سَخْوَةٌ من لَيْلَةٍ
شَهباءَ، أوْ سَمِعَتْ زَئيرَ المُخْدِرِ
قَلِقَتْ إذا اضْطَرَبَتْ بها أنْساعُها،
قَلَقَ المَحَالَةِ فَوْقَ مَتْنِ المِحْوَرِ
وَتَظَلّ تَحْسِبُ ظِلَّهَا شَيْطانَةً،
وَتُخالُ نَافِرَةً، وَإنْ لَمْ تَنْفِرِ
خَرْقَاءُ، خالَطَ أُمَّهَا مِنْ عَوْهَجٍ،
والأرْحَبِيّةِ ضَرْبُهَا وَالأدْعَرِ
لا تَسْتَطيعُ عصا الغُلامِ، وَإنْ سعى،
مَسّاً لِسَاقِ وَظِيفِهَا المُصْعَنْفِرِ
إنّ الوَليدَ وليُّ عَهْدِ مُحَمّدٍ
كُلَّ المَكَارِمِ بِالمَكَارِمِ يَشْترِي
لا تَطْلُبي بي غَيْرَهُ مِمّنْ مَشَى،
إنْ أنْتِ، ناقَ، لَقِيتِهِ بالقَرْقَرِ
سِيرِي أمَامَكِ إنّهَا قَدْ مُكّنَتْ
لِيَدَيْهِ رَاحِلَةُ الإمَامِ الأكْبَرِ
وَرِثَ الخِلافَةَ، سَبْعَةً، آبَاءَهُ
عَمِرُوا، وَكُلّهُمُ لأعْلى المِنْبَرِ
رَبٌّ، عَلَيْهِ يَظَلّ يَخْطُبُ قائِماً
للنّاسِ يَشْدَخُهُمْ بِمُلْكٍ قَسْوَرِ
وَرِثُوا مَشُورَتَهَا لِعُثْمَانَ الّتي
كَانَتْ تُرَاثَ نَبِيِّنَا المُتَخَيَّرِ
وَعِمَادُ بَيْتِكَ في قُرَيْش رُكّبَتْ
في الأكْرَمِينَ وَفي العَديدِ الأكْثَرِ
لا شَيْءَ مِثْلُ يَدَيْكَ خَيْرٌ مِنْهُما
حَيْثُ التَقَتْ بيَدَيكَ فَيضُ الأبحُرِ
فَتَرَ الرّياحُ عَنِ الوَليدِ، إذا غَدَتْ
مَعَهُ، وَفَيْضُ يَمِينِهِ لمْ يَفْتُرِ
مَنْ يَأتِ رَابِيَةَ الوَلِيدِ وَدِفْأَها
مِنْ خَائِفٍ لجَرِيرَةٍ لا يُضْرَرِ
ألوَاهِبُ المائَة المَخاضَ وَعَبْدَها
للمُجتَديهِ، وَذُو الجَنابِ الأخْضَرِ
فَفَدَاكَ كُلُّ مُجَاوِرٍ جِيرَانُهُ
وَرَدُوا بِذِمّةِ حَبْلِهِ لَمْ يُصْدِرِ
حَرْبٌ وَيُوسُفُ أفْرَغَا في حَوْضِهِ،
وَأبُو الوَليدِ بخَيرِ حَوْضَيْ مُقْتِرِ
حَوْضَا أبي الحَكَمِ اللّذانِ لِعِيصِهِ
والمُتْرَعانِ مِنَ الفُرَاتِ الأكْدَرِ
إنّ الّذِينَ على ابنِ عَفّانٍ بَغَوْا
لَمْ يَحْقُنُوها في السّقاءِ الأوْفَرِ
قُتِلُوا بِكُلّ ثَنِيّةٍ وَمَدِينَةٍ
صَبْراً، وَمَيْتُ ضَرِيبَةٍ لمْ يُصْبَرِ
وَالنّاسُ يَعْلَمُ أنّنَا أرْبَابُهُمْ،
يَوْمَ التقَى حُجّاجُهُمْ بالمَشْعَرِ
وَتَرَى لَهُمْ بِمنىً بُيُوتَ أعِزّةٍ
رَفَعَتْ جَوانِبَها صُقُوبُ العَرْعَرِ
يَقِفُونَ يَنْتَظِرُونَ خَلْفَ ظُهُورِنا
حَتى نَمِيلَ بِعارِضٍ مُثْعنْجِرِ
مُتٍغطْرِفينَ، وَخِندِفٌ من حَوْلهِمْ
كاللّيلِ، إذْ جاءَتْ بِعِزٍّ قَسْوَرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكم من ناذرين دمي رمتهم
وكم من ناذرين دمي رمتهم
رقم القصيدة : 3479
-----------------------------------
وَكَمْ مِنْ نَاذِرِينَ دَمِي رَمَتْهُمْ
إلَيْكَ عَلى مَخَافَتِهِمْ وَفَقرِ
لِتَلْقَى ابنَ الوَلِيدِ ولا تُبالي،
إذا لَقِيَتْ نَدَاهُ، بَنَاتِ دَهْرِ
أتَيْتُكَ بِالجَرِيضِ، وَقَدْ تَلاقَتْ
عُرى الأنْساعِ مِنْ حَقَبٍ وَضَفْرِ
وَكَمْ خَبَطَتْ بِأرْساغٍ، وَجَرّتْ
نَعالَ الجِلْدِ، وَهْيَ إلَيكَ تَسْرِي
وَتَلْقَى ابنَ الوَلِيدِ، وَإنْ أُنِيخَتْ
إلى مُغْلَوْلِبٍ، بِنَداهُ غَمْرِ
تَكُنْ مِثْلَ التي مُطِرَتْ وَكانَتْ
بِأعْوَامٍ، قَوائِظُهُنّ، غُبْرِ
وُجِدْتُمْ يا بَني زَيْدٍ نُجُوماً،
يَنُؤْنَ مِنَ السّمَاءِ بِكُلّ قَطْرِ
بِهِنّ المُدْلِجُونَ بَدَوْا وَسَارُوا،
وَإيّاهُنّ يَتْبَعُ كُلُّ مَجْرِ
حَلَفْتُ بِكَعْبَةٍ يَهْوِي إلَيْهَا
مِنَ الآفَاقِ مِنْ يَمَنٍ وَمِصْرِ
إلَيْهَا لِلْمَسَاجِدِ كُلُّ وَجْهٍ،
وَإيّاهَا يُوَجَّهُ كُلُّ قَبْرِ
لأقْتَلِعَنْ صَفَاةَ الشِّعْرِ عَنْهُ،
فَمَا أنَا مِنْ دَوَامِغِهِ بِغُمْرِ
كَأنّ مَوَاقِعَ الآثَارِ مِنْهَا
مَوَاقِعُ مِنْ صَوَارِمَ ذاتِ أُثْرِ
رَأيْتُكَ يَا أبَانُ تَمَمْتَ لَمّا
بَلَغْتَ الأرْبَعِينَ، تَمَامَ بَدْرِ
أضَاءَ الأرْضَ، وَالأخْرَى عَلَيْها،
مِنَ السَّبْعِ الطِّبَاقِ بِكُلّ شَهْرِ
رَأيْتُ بُحُورَ أقْوَام نُضُوباً،
وَبَحْرُكَ يا أبَانُ يَفِيضُ يَجْرِي
تُبَارِي مِنْ بَجِيلَةَ مُزْبِداتٍ
إلى غُلْبٍ غَوَارِبُهُنّ، كُدْرِ
إلى مُغْلَوْلِبٍ لأبي أبَانٍ،
يُحَطِّمُ كُلَّ قَنْطَرَةٍ وَجِسْرِ
وَقَدْ عَلِمَتْ بَجِيلَةُ أنّ مِنْكُمْ
فَوَارِسَهَا وَصَاحِبَ كُلِّ ثَغْرِ
وَحَمّالَ العَظَائِمِ حِينَ ضَاقَتْ
صُدُورُهُمُ الرِّحَابُ بِكُلّ أمْرِ
إذا اسْتَبَقُوا المَكَارِمَ أدْرَكُوهَا
بِأيْدٍ مِنْ بَجِيلَةَ غَيْرِ عُسْرِ
وَمَنْ يَطْلُبْ مَسَاعِيكُمْ يُكَلَّفْ
ذُرَى شَعَفٍ عَلى الأقْوَامِ وَعْرِ
وَكَمْ لِلْمُسْلِمِينَ أسَحْتَ يَجْرِي
بِإذْنِ الله مِنْ نَهْرٍ وَنَهْرِ
فَمِنْهُنّ المُبَارَكُ، حِينَ ضَاقَتْ
بِهِ الأنْهَارُ لَيْلَةَ فَاضَ يَسْرِي
جَمَعْتُ لِطَيْبةَ الحَاجَاتِ، لَمّا
تَلاقَتْ حِينَ ضَاقَ بِهِنّ صَدْرِي
فَقُلْتُ: ابنُ الوَلِيدِ هُوَ المُرَجّى
لِحَاجَاتٍ يَنُوءُ بِهِنّ ظَهْرِي
حَلَفْتُ، لَئِنْ ضَمَمْتَ إليّ أهْلي
بِمَالِكَ، لا يَزَالُ الدّهْرَ شِعْرِي
يُجِدُّ لَكُمْ بَني زَيْدٍ ثَنَائي،
ثَنَاءً حَامِداً مع كُلّ سَفْرِ
وَأيّةُ سِلْعَةٍ إنْ أطْلَقَتْهَا
حِبَالُكَ لي كَطَيْبَةَ غَيْرِ نَزْرِ
حِبَالٌ أُكّدَتْ بِيَدَيْ أبِيهَا،
بِأيْمَانٍ لَهُ وَأشَدِّ نَذْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> غداة كسا أجناده البيض والقنا
غداة كسا أجناده البيض والقنا
رقم القصيدة : 3480
-----------------------------------
غَداةَ كَسَا أجنادَهُ البِيضَ وَالقَنَا،
وَجُرْداً تَعادَى من كُمَيتٍ وَأشقَرَا
عَلَيْها الكُمَاةُ المُعْلَمُونَ كَأنّهُم
أُسُودُ الغِياضِ لابِسينَ السَّنَوّرَا
أبَاحَ لَهُمْ أهْلَ النِّفاقِ، وَلمْ يَرَوْا
لَهُ مَنكِباً عَن غَمرَةِ المَوْتِ أزْوَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تذعر الوحش من رأسي ولمته
إن تذعر الوحش من رأسي ولمته
رقم القصيدة : 3481
-----------------------------------
إنْ تُذعَرِ الوَحشُ مِنْ رَأسي وَلِمَّتِهِ
فَقَدْ أصِيدُ بها الغِزْلانَ وَالبَقَرَا
قُلتُ لمَوْتَى وَخُوصٍ إذْ وَقَعنَ بهمْ
يَصرِفْنَ جَهداً وَلم تَستَطعمِ الجِرَرَا
إنّ النّدى وَيدَ العَبّاسِ، فارْتَحِلوا،
مِثْلُ الفُراتِ إذا ما مَوْجُهُ زَخَرَا
إنْ تَبْلُغوهُ تَكونُوا مِثلَ مُنتَجِعٍ
غَيْثاً يَمُجّ ثَآهُ المَاءَ وَالزَّهَرَا
إلَيكَ أُرْحِلَتِ الأحقابُ وَاختَلَطتْ
بها الغُروضُ ولاقَى الأعيُنُ السَّهَرَا
وَما جَلَوْنَ لَنا عَيْناً، فَنُطْمِعَها
بالنّوْمِ إلاّ مَعَ الإصْباحِ إذْ حَشَرَا
إذْ وَقَعَتْ كوُقوعِ الطّيرِ وَانّجَدلَتْ
رُكبانُها حِينَ لاقَى الأزْرُعُ القَصَرَا
مِثْلَ الجَرَاثِيمِ مَوْتَى حينَ حَلّ بهم
طول السُّرَى ركبوا أعضادَها إنّ أبا الحَارِثِ العَبّاسَ نَائِلُهُ
مِثلُ السَّماكِ الذي لا يُخلِفُ المَطرَا
يَداهُ: هذي حَياً للناسِ يَعْصِمُهُمْ،
وَيَجْعَلُ الله في الأخرَى لهُ الظَّفَرَا
يا أكْرَمَ الناسِ إذْ هَزّوا عَوَاليَهُمْ،
وَأطْيَبَ النّاسِ عِندَ الخُبرِ مُعتَصَرَا
إني سَمِعْتُ بجَيْشٍ أنْتَ قَائِدُهُ،
وَوَقْعَةٍ رَفَعَتْ أيّامُهَا مُضَرَا
لمّا التَقَى الناسُ يَوْمَ البأسِ كنتَ لهمْ
ضَوْءاً وَمِرْدى حروبٍ يَهدِمُ الحجرَا
وَأنْتَ وَالناسُ يَوْمَ البأسِ قد علموا
كالنّارِ حِينَ أطارَ الجاحِمُ الشّرَرَا
وَلَوْ لَقِيتَ الّذي تُكْنى بكُنْيَتِهِ،
فاسطاعَ مِنكَ، أبا الأشبالِ، لا نجَحَرَا
يا ابنَ الخَلائِفِ! إنّ الخيل قد علمتْ
إذا أثَارَتْ على أبْطالِهَا القَتَرَا
أنّكَ أوّلُهُمْ طَعْناً، وَأعْطَفُهُمْ
وَرَاءَ مُرْهَقِ أُخْرَاهُمْ إذا جأرَا
وَصَابِرٍ بِكَ لَوْلا ما رَأى صَنَعَتْ
يَداكَ بِالخَيْلِ وَالأبْطالِ ما صَبَرَا
إنّ الوَلِيدَ أبَا العَبّاسِ أوْرَثَهُ
مِنَ المَكارِمِ مِنها الرُّجّحُ الكُبَرَا
وَجَفْنَةً مِثلَ حَوْضِ البِئرِ مُترَعَةً
تطْرُدُ عَمّنْ أتاهَا الجُوعَ وَالخَصَرَا
جَوْفاء، شِيزِيّةً، مَلأى، مُكَلَّلةً
مِنَ السّنامِ تَرَى مِنْ حَوْلها عَكَرَا
مِنَ الرِّجالِ وَأيْفاعٍ قَدِ احتُمِلُوا
مُؤزَّرِينَ، وَمِثلَ البَهْمِ ما اتّزَرَا
كِلاهُما مُشْبَعً، رَيّانُ وَارِدُهُ،
الأيِّبُونَ إلَيْهَا وَالّذِي بَكَرَا
إنّ النّدى صَاحِبَ العبّاسِ حَالَفَهُ
وَالجودَ هُمْ إخوَةٌ قد أغرَقوا البَشَرَا
حَثْياً بِأيْدِيهِمِ المَعْرُوفَ نَائِلُهُ،
تَفْتُرُ عَنْهُ الصَّبَا وَالجُودُ ما فَتَرَا
إنّا أتَيْنَاكَ إذْ حَلّتْ بِسَاحَتِنَا
مِنَ السّنينَ عَضُوضٌ تَفْلِقُ الحجرَا
مُنتَجعيكَ انْتِجاع الغيْثِ إذْ وَقَعَتْ
أشْرَاطُهُ بحَياً يُحْيي بِهِ الشَّجرَا
إنّا وَإيّاكَ كالدَّلْوِ التي وَقَعَتْ
عَلى يَدَيْ مائِحٍ بالحَمدِ ما شَعَرَا
مِنْ مَاتِحٍ لمْ يَجِدْ دَلْواً فُيورِدَها
عَلَيهِ إلاّ مِنَ الحَمدِ الذي ظَهَرَا
يا ابنَ الوَليدِ ألَيسَ النّاسُ قد عَلموا
أنّكَ وَالسّيْفَ إسْلامٌ لمَنْ كَفَرَا
مِنْ نَازِعٍ طاعَةً حَتى تَكُونَ لَهُ
بَعْدَ العَمَى مِنْ فُؤادٍ ناكِثٍ بصرَا
لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ
مَدْحٌ إذا أنشَدَ الرّاوِي به هَدَرَا
وَالقَوْمُ لَوْ بادَرُوكَ المَجْدَ لاعترَفوا
عَلَيْهمُ في يَدَيكَ الشّمسَ وَالقَمَرَا
ما اقتَسَمَ الناسُ مِنْ مِيرَاثِ مُقتَسَمٍ
عِندَ التُّرَاثِ إذا في قَبْرِهِ انْحَدَرَا
مِثْلَ تُرَاثِ أبي العَبّاسِ أوْرَثَهُ
مِنَ الطِّعانِ وَبَينَ الأعيُنِ الغُرَرَا
وَالعَبْطُ للنِّيبِ حَتى لا تَهُبّ لهَا
رِيحٌ، وَيَقْتُلُ بِالمَأدُومَةِ القِرَرَا
يا ابنَ السّوَابقِ إنْ مدّوا إلى حَسَبٍ
وَالأعْظَمِينَ إذا ما خاطَرُوا خَطَرَا
وَالغابِقِينَ مِنَ المَحْضَينِ جارَتَهُمْ
والزّائِديها إلى اسْتِحْيائِهَا خَفَرَا
وَلَيْسَ مُتْبِعَ مَعْرُوفٍ تَنُولُ بِهِ
يَداهُ مَنّاً، إذا أعطى، وَلا كَدَرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وآلفة برد الحجال احتويتها
وآلفة برد الحجال احتويتها
رقم القصيدة : 3482
-----------------------------------
وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها،وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها،
وَقد نامَ مَنْ يَخشَى عليها وَأسْحَرَا
تَغَلْغَلَ وَقّاعٌ إلَيْهَا، وَأقْبَلَتْ
تَجُوسُ خُدارِيّاً من الليلِ أخضَرَا
لَطِيفٌ إذا ما انسلّ أدْرَكَ ما ابتغَى
إذا هُوَ للطِّنْءِ المَخوفِ تَقَتّرَا
يَزِيدُ عَلى مَا كُنْتُ أوْصَيْتُهُ بِهِ،
وَإنْ ناكَرْتُهُ الآنَ ثُمّتَ أنْكَرَا
وَلَوْ أنّهَا تَدْعُو صَدايَ أجابَهَا
صَدايَ، لِعَهْدِ بَعْدَها ما تَغَيّرَا
يَقُولُ: أما يَنْهاكَ عَنْ طَلَبِ الصِّبا
لِداتُكَ قد شابُوا وَإنْ كنتَ أكْبَرَا
مِنِ ابنِ الثّمانِينَ الذي لَيسَ وَارِداً
وَلا جائِياً مِنْ غَيْبَةٍ مُتَنَظَّرَا
أبَتْ مُقْلَتَا عَيْنيّ وَالصّاحِبُ الذي
عَصَى الظنَّ مُذ كنتُ الغلامَ الحَزَوّرَا
وَقَدْ كُنْتُ لا لَهْواً تُرِيدُ لِقَاءَهُ،
فقد كنتُ إذ أمْشِي إليكَ كأوَجَرَا
لِقاؤكِ في حَيْثُ التَقَيْنَا، وَإنّما
أطَعْتُ مَوَاثِيقَ الجَرِيّ المُكَرَّرَا
وَلَيْلَةَ بِتْنَا دَيْرَ حَسّانَ نَبّهَتْ
هُجُوداً وَعِيساً كالخَسِيّاتِ ضُمَّرَا
بكَتْ ناقَتي لَيْلاً، فَهاجَ بُكاؤها
فُؤاداً إلى أهْلِ الوَرِيعَةِ أصْورَا
وَحَنّتْ حَنِيناً مُنكَراً هَيّجَتْ بِهِ
على ذي هَوىً من شَوْقِهِ ما تَنكّرَا
فَبِتْنا قُعُوداً بَينَ مُلْتَزمِ الهَوَى،
وَناهي جُمانِ العَينِ أنْ يَتحَدّرَا
تَرُومُ عَلى نَعْمانَ في الفَجرِ ناقَتي،
وَإن هيَ حنّتْ كنتُ بالشّوْقِ أعْذَرَا
إلى حَيْثُ تَلقَاني تَمِيمٌ إذا بَدَتْ
وَزدْتُ على قَوْمٍ عُداةٍ لِتُنْصَرَا
فَلَمْ تَرَ مِثْلي ذائِداً عَنْ عَشِيرَةٍ،
وَلا ناصِراً مِنْهُمْ أعَزَّ وَأكْثَرَا
فإنَّ تَمِيماً لَنْ تَزُولَ جِبَالُهَا،
وَلا عِزُّها هادِيُّهُ لَنْ يُغَيَّرَا
أقُولُ لها إذْ خِفْتُ تَحْوِيلَ رَحْلِها
عَلى مِثْلِها جَهْداً، إذا هوَ شَمّرَا
تُساقُ وَتُمْسِي بالجَرِيضِ وَلم تكُنْ
مِنَ اللّيْثِ أن يَعدو عَليها لتُذْعَرَا
فإنّ مُنى النّفسِ التي أقْبَلَتْ بِهَا
وَحِلَّ نُذُورِي إنْ بَلَغْتُ المُوَقَّرَا
بهِ خَيرُ أهلِ الأرْضِ حَيّاً وَمَيّتاً،
سِوَى مَن بهِ دِينُ البَرِيّةِ أسْفَرَا
جَزَى الله خَيْرَ المُسْلِمينَ وَخَيرَهمْ
يَدَيْنِ وَأغناهُمْ لِمَنْ كانَ أفقَرَا
إمَامٌ كَأيّنْ مِنْ إمَامٍ نَمَى بِهِ
وَشَمْسٍ وَبَدْرٍ قَد أضَاءا فَنوّرَا
وَكانَ الّذي أعطاهُما الله مِنْهُمَا
إمَامَ الهُدَى وَالمُصْطَفَى المُتَنَظَّرَا
تَلَقّتْ بهِ في لَيْلَةٍ كانَ فَضْلُها
عَلى اللّيْلِ ألْفاً مِنْ شُهُورٍ مُقَدَّرَا
فَلَيْتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ قَضَى لَنَا،
فَرُحْنا، ولَمْ تَنْظُرْ غَداً مَن تعذَّرَا
كَأنّ المَطايا، إذْ عَدَلْنا صُدُورَها
بَعْثْنَا بِأيْدِيها الحَمَامَ المُطَيَّرَا
فكَمْ من مُصَلٍّ قد رَدَدتَ صَلاتَهُ
لَهُ بَعْدَما قَد كانَ في الرّومِ نصّرَا
يَدَيْهِ بِمَصْلُوبٍ عَلى سَاعِدَيْهِما
فأصْبَحَ قَدْ صَلّى حَنِيفاً وَكَبّرَا
فَتَحَتَ لهُمْ حتى فكَكْتَ قُيودَهمْ
قَناطِرَ مَنْ قَد كانَ قَبلَكَ قَنطَرَا
وَلَيْسَتْ كمَا تَبني العُلوجُ وَحُوّلَتْ
عَنِ الجِسْرِ أبْدانُ السّفِينِ المُقَيَّرَا
لُجَينِيّةً بيضاً، وَمَيّالَةَ العُرَى،
هِرَقْلِيّةً صَفَرَاءَ من ضَرْبِ قَيصرَا
تَنَاوَلْتَ ما أعْيا ابنَ حَرْبٍ وقَبْلَهُ
وَأعْيَا أبَاكَ الحَازِمَ المُتَخَيَّرَا
وَما كانَ قَدْ أعْيَا الوَليدَ وَبَعْدَهُ
سُلَيمانَ مِمّن كان في الرّومِ أعصَرَا
وَأعيا أبا حَفْصٍ فكَسّرْتَ عَنهُمُ
على أسْوُقٍ أسرَى الحَديدَ المُسَمَّرَا
فَلَوْلا الذي لا خَيرَ في النّاسِ بَعدَهُ
بِهِ قَتلَ الله الّذِي كانَ خَبّرَا
بِهِ دَمّر الله المَزُونَ وَمَنْ سَعَى
إلَيْهِمْ كمَا كانَ الفَرَاعِينَ دَمّرَا
وَأصْبَحَ أهْلُ الأرْضِ قَد جَمَعَتهمُ
يَدُ الله وَالأعمى المَرِيضَ فأبصَرَا
إلى خَيرِ أهلِ الأرْضِ أُمّاً وَخَيرِهمْ
أباً وَأخاً إلاّ النّبيَّ، وعُنْصُرَا
سَأثْني على خَيرِ البَرِيّةِ وَالّذِي
عَلى النّاسِ ناءَ الغَيثُ مِنهُ فأمْطَرَا
أرى الله في كَفّيْكَ أرْسَلَ رَحْمَةً
على الناسِ ملءَ الأرْضِ ماءً مُفجَّرَا
رَبِيبُ مُلُوكٍ في مَوَارِيثَ لمْ يَزَلْ
بهَا مَلِكٌ إنْ ماتَ أوْرَثَ مِنْبَرَا
بَنَيْتَ الّذي أحْيا سُلَيْمانَ وَابْنَهُ
وَداوُدَ وَالجِنّ الذي كانَ سَخّرَا
فأصْبَحَ جِسْراً خالِداً، ويَدُكّهُ
إذا دَكّ عَنْ يأجوجَ رَدْماً فَنَشَّرَا
بِقُوّتِهِ الله الّذِي هُوَ بَاعِثٌ
عِبَاداً لَهُ مِنْ خَلْقِهِ حِينَ نَشّرَا
عَصَائِبَ كانَتْ في القبورِ، فبُعِثرَتْ،
وَعَادَ تُرَاباً خَلْقُهُ، حِينَ قَدّرَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لنا منكب الإسلام والهامة التي
لنا منكب الإسلام والهامة التي
رقم القصيدة : 3483
-----------------------------------
لَنا مَنْكِبُ الإسلامِ وَالهامَةُّ الّتي،
إذا ما بَدَتْ للهامِ، ذَلّتْ كِبارُهَا
سَوَابِقُنا، في كُلّ يَوْمِ حَفِيظَةٍ،
مُبَرِّزَةٌ مَا يُسْتَطاعُ حِضَارُهَا
وَإنّا لَمِمّا تَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً
على رَأسِهِ وَالحَرْبُ قد لاحَ نارُهَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن ابن يوسف محمود خلائقه
إن ابن يوسف محمود خلائقه
رقم القصيدة : 3484
-----------------------------------
إنّ ابنَ يُوسُفَ مَحْمُودٌ خَلائِقُهُ
سِيئانِ مَعرُوفُهُ في الناسِ وَالمَطَرُ
هُوَ الشِّهابُ الّذي يُرْمى العَدُوُّ بِهِ
وَالمَشْرَفيُّ الّذي تَعصَى بهِ مُضَرُ
لا يَرْهَبُ المَوْتَ إنّ النّفسَ باسِلَةٌ،
وَالرّأيُ مُجتَمعٌ وَالجُودُ مُنتَشِرُ
أحْيَا العِرَاقَ وَقَدْ ثَلّتْ دَعَائِمَهُ
عَمْيَاءُ صَمّاءُ لا تُبْقي ولا تَذَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ستبلغ مدحة غراء عني
ستبلغ مدحة غراء عني
رقم القصيدة : 3485
-----------------------------------
سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي
بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو
كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي،
وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ
فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ قَوْماً إذا مَا
أجادُوا للوَفَاءِ كَأهْلِ حَجْرِ
هُمُ الأثْرَوْنَ وَالأعْلَوْنَ لَمّا
تَأمّرَتِ القَبَائِلُ كُلَّ أمْرِ
أبَوْا أنْ يَغْدِرُوا وَأبَى أبُوهُمْ
حَنِيفَةُ أنْ يُوَازَنَ يَوْمَ فَخْرِ
وَمَا تَدْعُو حَنِيفَةُ حِينَ تَلْقَى
إذا احْمَرّ الجِلادُ بِآلِ بَكْرِ
ولَكِنْ يَنْتَمُونَ إلى أبِيهِمْ
حَنِيفَةَ، يَوْمَ مَلْحَمَةٍ وَصَبرِ
وَلَوْ بِأُباضَ إذْ لاقَوْا جِلاداً
بأيْدي مِثْلِهِمْ وَسُيُوفُ كُفْرِ
لَذادُوا عَنْ حَرِيمِهِمِ بضَرْبٍ
كَأفْوَاهِ الأوَارِكِ، أيَّ هَبْرِ
ولَكِنْ جالَدُوا مَلَكاً كِرَاماً،
هُمُ فَضّوا القَبَائِلَ يَوْمَ بَدْرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهلي فداؤك يا وكيع إذا بدا
أهلي فداؤك يا وكيع إذا بدا
رقم القصيدة : 3486
-----------------------------------
أهْلي فِداؤكَ يا وَكِيعُ، إذا بَداأهْلي فِداؤكَ يا وَكِيعُ، إذا بَدا
يَوْمٌ كَعَالِيَةِ السَّنَانِ يُسَعَّرُ
وأوْقَعْتَ بِالبَلَدِ المُشَرِّقِ وَقْعَةً،
أمْسَتْ بِكُلّ بِلادِ قَوْمٍ تُشْهَرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا إنما أودى شبابي وانقضى
ألا إنما أودى شبابي وانقضى
رقم القصيدة : 3487
-----------------------------------
ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى
على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً
طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي
لقد كدتُ أقضِي ما اعتَلَقْتُ من الصَّبَا
عَلائِقَهُ، إلاّ حِبَالَ نَوَارِ
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّتْ عُكُومَها
ضَرَبْنا عَلَيْهَا أُمَّ كُلِّ حُوَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إنك لاق بالمحصب من منى
إنك لاق بالمحصب من منى
رقم القصيدة : 3488
-----------------------------------
إنّكَ لاقٍ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنىً
فَخاراً، فَخَبّرْني بمَنْ أنْتَ فَاخِرُ
أبِالقَيْسِ قَيْسٍ أمْ بخِندِفَ تَعتزِي
إذا زَأرَتْ مِنْها القُرُومُ الهَوَادِرُ
فَإنّ كُلَيْباً مِنْ تَمِيمٍ، وَإنّمَا
غَدا بكَ من قَيسِ بنِ عيلانَ عاهرُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهان على المرطان أحداث نهشل
أهان على المرطان أحداث نهشل
رقم القصيدة : 3489
-----------------------------------
أهانَ عَلى المُرْطانِ أحْداثِ نَهشَلٍ
إذا جيدَ شَرْقيٌّ لهَا وَالحَفَائِرُ
سَيَكْفي بَني زَيْدٍ إذا جَاءَ سَائِلٌ
أبُو عَامِرٍ حَبْلَ العَطَاءِ وَعَامِرُ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> طوق الياسمين
طوق الياسمين
رقم القصيدة : 349
-----------------------------------
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
*
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
*
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين .. "


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن الحمارة للحمار وإنما
يا ابن الحمارة للحمار وإنما
رقم القصيدة : 3490
-----------------------------------
يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ، وَإنّمَا
تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً
ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا
كَلَمَتْ مُرُوءتُكَ الّتي تُعْنى بهَا،
لَوْ جَادَ سَرْجُكَ وَاسْتَجَدّ عِذارَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لصاحبي من التعزي
أقول لصاحبي من التعزي
رقم القصيدة : 3491
-----------------------------------
أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي،
وَقَدْ نَكّبْنَ أكْثِبَةَ العُقَارِ
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قَلْبٍ،
يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ
إذا ذُكِرَتْ نَوَارُ لَهُ اسْتَهَلّتْ
مَدامِعُ مُسْبِلِ العَبَرَاتِ جَارِ
فَلَمْ أرَ مِثْلَ ما قَطَعَتْ إلَيْنَا
مِن الظُّلَمِ الحَنادِسِ وَالصّحارِي
تَخُوضُ فُرُوجَهُ حَتى أتَتْنَا
عَلى بُعْدِ المُنَاخِ مِنَ المَزَارِ
وَكَيْفَ وِصَالُ مُنقَطِعٍ طَرِيدٍ
يَغُورُ مَعَ النّجومِ إلى المَغَارِ
كَسَعْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ وَلّى
إلى شَرّ القَبَائِلِ وَالدّيَارِ
إلى أهْلِ المَضَايِقِ مِنْ كُلَيْبٍ
كِلابٍ تَحْتَ أخْبِيَةٍ صِغَارِ
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ،
ذَوِي الحُمُرَاتِ وَالعَمَدِ القِصَارِ
نِسَاءٌ بِالمَضَايِقِ مَا يُوَارِي
مَخَازِيَهُنّ مُنْتَقَبُ الخِمَارِ
ولَوْ تُرْمى بِلُؤمِ بَني كُلَيْبٍ
نُجُومُ اللّيلِ ما وَضَحَتْ لسارِي
وَلَوْ لَبِسَ النّهارَ بَنُو كُلَيْبٍ
لَدَنّسَ لُؤمُهُمْ وَضَحَ النّهارِ
وَمَا يَغْدُو عَزِيزُ بَني كُلَيْبٍ
لِيَطْلُبَ حَاجَةً إلاّ بِجَارِ
بَنُو السِّيدِ الأشَائِمُ للأعَادِي،
نَمَوْني لِلْعُلَى وَبَنو ضِرَارِ
وَعَائِذَةُ الّتي كَانَتْ تَمِيمٌ
تُقَدّمُهَا لِمَحْمِيَةِ الذِّمَارِ
وَأصْحابُ الشّقِيقَةِ يَوْمَ لاقَوْا
بعني شَيْبانَ بِالأسَلِ الحِرَارِ
وَسَامٍ عَاقِدٍ خَرَزَاتِ مُلْكٍ
يَقُودُ الخَيْلَ تَنْبِذُ بِالمهارِ
أنَاخَ بِهِمْ مُغاضَبَةً فَلاقَى
شَعُوبَ المَوْتِ أوْ حَلَقَ الإسَارِ
وَفَضّلَ آلَ ضَبّةَ كُلَّ يَوْمٍ
وَقَائِعُ بِالمُجَرَّدَةِ العَوَارِي
وَتَقْدِيمٌ، إذا اعْتَرَكَ المَنَايَا،
بجُرْدِ الخَيْلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ
وَتَقْتِيلُ المُلُوكِ ، وَإنّ مِنْهُمْ
فَوَارِسَ يَوْمَ طِخْفَةَ وَالنِّسارِ
وَإنّهُمُ هُمُ الحَامُونَ لَمّا
تَوَاكَل مَنْ يَذُودُ عَنِ الذِّمَارِ
وَمِنْهُمْ كانَتِ الرّؤسَاءُ قِدْماً،
وَهُمْ قَتلُوا العَدُأ بِكُلّ دارِ
فَمَا أمْسَى لِضَبّةَ مِنْ عَدُوٍّ
يَنَامُ، وَلا يُنِيمُ مِنَ الحِذَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جر المخزيات على كليب
جر المخزيات على كليب
رقم القصيدة : 3492
-----------------------------------
جَرّ المُخْزِياتِ عَلى كُلَيْبٍ
جَرِيرٌ ثمّ مَا مَنَعَ الذِّمَارَا
وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمودَ لمّا
رَغَا ظُهْراً، فَدَمّرَهمْ دَمَارَا
عَوَى فَأثَارَ أغْلَبَ ضَيْغَمِيّاً،
فَوَيْلَ ابنِ المَرَاغَةِ ما اسْتَثَارَا
مِنَ اللاّئي يَظَلّ الألْفُ مِنْهُ
مُنِيخاً مِنْ مَخَافَتِهِ نَهَارَا
تَظَلّ المُخْدِرَاتُ لَهُ سُجُوداً،
حَمَى الطّرُقَ المَقانِبَ والتِّجارَا
كَأنّ بساعِدَيْهِ سَوَادَ وَرْسٍ،
إذا هُوَ فَوْقَ أيْدي القَوْمِ سارَا
وَإنّ بَني المَرَاغَةِ لَمْ يُصِيبُوا
إذا اخْتارُوا مَشاتَمَتي اخْتِيَارَا
هَجَوْني حَائِنِينَ وَكَانَ شَتْمي
عَلى أكْبَادِهِمْ سَلَعاً وَقَارَا
سَتَعْلَمُ مَنْ تَنَاوَلُهُ المَخَازِي
إذا يَجْرِي وَيَدّرِعُ الغُبَارَا
وَنَامَ ابنُ المَرَاغَةِ عَنْ كُلَيْبٍ
فَجَلّلَهَا المَخَازِي وَالشَّنَارَا
وَإنّ بَني كُلَيْبٍ، إذْ هَجَوْني،
لَكَالجِعْلانِ إذْ يَغْشَينَ نَارَا
وَإنّ مُجَاشِعاً قَدْ حَمّلَتْني
أُمُورَاً لَنْ أُضَيِّعَهَا كِبَارَا
قِرَى الأضْيَافِ، لَيلَةَ كلّ رِيحٍ
وَقَدْماً كُنْتُ للأضْيافِ جَارَا
إذا احْتَرَقَتْ مَآشِرُهَا أشَالَتْ
أكَارِعَ في جَوَاشِنِهَا قِصَارَا
تَلُومُ عَلى هِجَاءِ بَني كُلَيْبٍ،
فَيا لَكَ للمَلامَةِ مِنْ نَوَارَا
فَقُلْتُ لهَا: ألَمّا تَعْرِفِيني،
إذا شَدّتْ مَحَافَلَتي الإزَارَا
فَلَوْ غَيرُ الوِبَارِ بَني كُلَيْبٍ
هَجَوْني ما أرَدْتُ لَهُمْ حِوَارَا
ولَكِنّ اللّئَامَ إذا هَجَوْني
غَضْبتُ فكانَ نُصْرَتي الجِهَارَا
وَقَالَتْ عِنْدَ آخِرِ مَا نَهَتْني:
أتَهْجُو بِالخَضَارِمَةِ الوِبَارَا
أتَهْجُو بِالأقَارِعِ وَابنِ لَيْلى
وَصَعْصَعَةَ الّذِي غَمَرَ البِحَارَا
وَنَاجِيَةَ الّذِي كَانَتْ تَمِيمٌ
تَعِيشُ بِحَزْمِهِ أنّى أشَارَا
بِهِ رَكَز الرِّمَاحَ بَنُو تَمِيمٍ
عَشِيّةَ حَلّتِ الظُّعُنُ النِّسَارَا
وَأنْتَ تَسُوقُ بَهْمَ بَني كُلَيْبٍ
تُطَرْطِبُ قائِماً تُشلي الحُوَارَا
فكَيْفَ ترُدّ نَفْسَكَ يا ابن ليلى
إلى ظِرْبَى تَحَفّرَتِ المَغَارَا
أجِعْلانَ الرَّغَامِ بَني كُلَيْبٍ،
شِرَارَ النّاس أحْسَاباً وَدَارَا
فَرَافِعْهُمْ، فَإنّ أبَاكَ يَنْمَى
إلى العُلْيا إذا احتقروا النقارا
وإنَّ أباكَ أكرمُ منْ كليبٍ
إذا العِيدانُ تُعْتَصَرُ اعْتِصَارَا
إذا جُعَلُ الرَّغَامِ أبُو جَرِيرٍ
تَرَدّدَ دُونَ حُفْرَتِهِ فَحَارَا
مِنَ السُّودِ السّرَاعِفِ ما يُبَالي
ألَيْلاً مَا تَلَطّخَ أمْ نَهَارَا
لَهُ دُهْدِيّةٌ إنْ خَافَ شَيْئاً
مِنَ الجِعْلانِ أحْرَزَها احتِفارَا
وَإنْ نَقِدَتْ يَدَاهُ فَزلّ عَنْهَا
أطافَ بِهِ عَطِيّةُ فَاسْتَدَارَا
رَأيْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ ذَكّى
تَحَوّلَ، غَيرَ لحيَتِهِ، حِمَارَا
هَلمّ نُوَافِ مَكّةَ ثُمّ نَسْألْ
بِنَا وَبِكُمْ قُضَاعَةَ أوْ نِزَارَا
وَرَهطَ ابنِ الحُصَينِ فلا تَدَعْهُمْ
ذَوِي يَمَنٍ وَعَاظِمْني خِطَارَا
هُنَالِكَ لَوْ نَسَبْتَ بَني كُلَيْبٍ
وَجَدْتَهُمُ الأدِقَاءَ الصِّغَارَا
وَمَا غَرّ الوِبَارَ بَني كُلَيْبٍ،
بِغَيْثي حِينَ أنْجَدَ وَاسْتَطَارَا
وَبَاراً بِالفَضَاءِ سَمِعْنَ رَعْداً،
فَحاذَرْنَ الصّوَاعِقَ، حينَ ثارَا
هَرَبْنَ إلى مَدَاخِلِهِنّ مِنْهُ،
وَجَاءَ يُقَلِّعُ الصّخْرَ انْحِدارَا
فَأدْرَكهُنّ مُنْبَعِقٌ ثُعَابٌ،
بحَتْفِ الحَينِ إذْ غَلَبَ الحِذارَا
هَجَوْتُ صِغَارَ يَرْبُوعٍ بُيُوتاً،
وَأعْظَمَهُمْ مِنَ المَخْزَاةِ عَارَا
فإنّكَ وَالرِّهَانَ عَلى كُلَيْبٍ
لَكَالمُجْرِي مَعَ الفَرَسِ الحِمارَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ابن المراغة إنما جاريتني
يا ابن المراغة إنما جاريتني
رقم القصيدة : 3493
-----------------------------------
يا ابنَ المَرَاغَةِ إنّمَا جَارَيْتَني
بِمُسَبَّقِينَ لَدَى الفَعَالِ قِصَارِ
وَالحابِسِينَ إلى العَشِيّ ليَأخُذُوا
نُزُحَ الرّكِيّ وَدِمْنَةَ الأسْآرِ
يا ابنَ المَرَاغَةِ كَيْفَ تَطْلُبُ دارِماً
وَأبُوكَ بَينَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
وإذا كِلابُ بَني المَرَاغَةِ رَبّضَتْ
خَطَرَتْ وَرَائي دارِمي وَجِمارِي
هَلْ أنْتُمُ مُتَقَلّدِي أرْبَاقِكُمْ
بِفَوَارِسِ الهَيْجَا وَلا الأيْسَارِ
مِثْلُ الكِلابِ تَبُولُ فَوْقَ أُنُوفِهَا
يَلْحَسْنَ قَاطِرَهُنّ بِالأسْحَارِ
لَنْ تُدْرِكُوا كَرَمي بِلُؤمِ أبيكُمُ
وَأوَابِدي بِتَنَحّلِ الأشْعَارِ
هَلاّ غَدَاةَ حَبَسْتُمُ أعْيَارَكُمْ
بِجَدُودَ والخَيْلانِ في إعْصَارِ
وَالحَوْفَزَانُ مُسَوِّمٌ أفْرَاسَهُ،
والمُحْصَنَاتُ حَوَاسِرُ الأبْكَارِ
يَدْعُونَ زَيْدَ مَنَاةَ إذْ وَلّيْتُمُ،
لا يَتّقِينَ على قَفاً بِخِمَارِ
صَبَرَتْ بَنُو سَعْدٍ لَهُمْ برِماحِهِمْ
وَكَشَفْتُمُ لَهُمُ عَنِ الأدْبَارِ
فَلَنَحْنُ أوْثَقُ في صُدُورِ نِسائِكُمْ
عِنْدَ الطِّعانِ، وقُبّةِ الجَبّارِ
مِنْكُمْ إذا لَحِقَ الرّكُوبُ، كَأنّها
خِرَقُ الجَرَادِ تَثُورُ يَوْمَ غُبَارِ
بالمُرْدَفَات إذا التَقَيْنَ عَشِيّةً،
يَبْكِينَ خَلْفَ أوَاخِرِ الأكْوَارِ
فاسْألْ هَوَازِنَ إنّ عِنْدَ سَرَاتِهِمْ
عِلْماً وَمُجْتَمَعاً مِنَ الأخْبَارِ
قَوْمٌ لَهُمْ نَضَدٌ، كأنْ أجسادُهُمْ
بِالأعْوَجِيّةِ مِنْ سَلُوقَ ضَوَارِي
فَلْتُخْبِرَنّكَ أنّ عِزّةَ دارِمٍ
سَبَقَتْكَ يا ابنَ مَسُوِّق الأعْيَارِ
كَيْفَ التّعَذّرُ بَعْدَما ذَمّرْتُمُ
سَقْباً لِمُعْضِلَةِ النِّتَاجِ نَوَارِ
قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ إنّهُمْ
لا يَغْدِرُونَ وَلا يَفُونَ لِجَارِ
يَسْتَيْقِظُونَ إلى نُهَاقِ حِمارِهمْ
وَتَنَامُ أعْيُنُهُمْ عَنِ الأوْتَارِ
يا حَقَّ، كُلُّ بَني كُلَيْبٍ فَوْقهُ
لؤمٌ تَسَرْبَلَهُ إلى الأظْفَارِ
مُتَبَرْقِعي لُؤمٍ كَأنّ وُجُوهَهُمْ
طُلِيَتْ حَوَاجِبُهَا عَنِيّةَ قَارِ
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
قَمَرُ المَجَرّةِ، أوْ سِرَاجُ نَهَارِ
وَرث المَكَارِمَ كَابراً عَنْ كَابِرِ،
ضَخْمِ الدّسِيعَةِ يَوْمَ كخلّ فَخارِ
تَلْقَى فَوَارِسَنَا إذا رَبّقْتُمُ،
مُتَلَبّبِينَ لِكُلّ يَوْمِ عَوَارِ
وَلَقَدْ تَرَكْتُ بَني كُلَيْبٍ كُلَّهُمْ
صمَّ الرّؤوسِ مُفَقّئي الأبْصَارِ
وَلَقَدْ ضَللْتَ أباكَ تَطْلُبُ دارِماً،
كَضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ
لا يَهْتَدي أبَداً، ولَوْ نُعِتَتْ لَهُ
بِسَبِيلِ وَارِدَةٍ وَلا إصْدارِ
قالوا: عَلَيْكَ الشّمسَ فاقصِدْ نحوَها،
وَالشّمْسُ نَائِيَةٌ عَنِ السُّفَّارِ
لمّا تَكَسّعَ في الرّمَالِ هَدَتْ لَهُ
عَرْفَاءُ هَادِيَةٌ بِكُلّ وِجَارِ
كَالسّامِرِيّ يَقُولُ إنْ حَرّكْتَهُ:
دَعْني، فَلَيسَ عَليّ غَيرُ إزَارِي
لَوْلا لِسَاني حَيْثُ كُنْتُ رَفَعْتُهُ،
لَرَمَيْتُ فَاقِرَةً أبا سَيّارِ
فَوْقَ الحَوَاجِبِ وَالسِّبَالِ كَأنّهَا
نَارٌ تَلُوحُ على شَفِيرِ قُتَارِ
إنّ البِكَارَةَ لا يَدَيْ لِصِغَارِها
بِزِحَامِ أصْيَدَ رَأسُهُ هَدّارِ
قَرْمٌ، إذا سَمِعَ القُرُومُ هَدِيرَهُ
وَلّيْنَهُ وَرَمَيْنَ بِالأبْعَارِ
كَمْ خالةٍ لكَ يا جَريرُ وعَمَّةٍ
فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري
كُنّا نُحَاذِرُ أنْ تَضِيعَ لِقَاحُنَا،
وَلَهاً، إذا سَمِعَتْ دُعَاءَ يَسَارِ
شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا
فَطّارَةٍ لِقَوَادِمِ الأبْكَارِ
كَانَتْ تُرَاوِحُ عَاتِقَيْهَا عُلْبَةً،
خَلْفَ اللِّقَاحِ، سَرِيعَةَ الإدْرَارِ
وَلَقَدْ عَرَكْتُ بَني كلَيْبٍ عَرْكةً
وَتَرَكْتُهُمْ فَقْعاً بِكُلّ قَرَارِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عرفت بأعلى رائسبعدما
عرفت بأعلى رائسبعدما
رقم القصيدة : 3494
-----------------------------------
عَرَفْتُ بأعَلى رَائِسبَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها
فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ،
وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها
فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ،
مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها
إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً
أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها
فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا
رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها
وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى
لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ،
بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ
وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها
وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها
زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها
شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها،
وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها
إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ
سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها
تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ
ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها
يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ
مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ
ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها
شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها
وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها
وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ
مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها
إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً،
وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها
كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ
فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها
عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا
نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها
وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى
إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها
وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ
لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها
مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ
عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً
عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها
دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها،
إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها
وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ
كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ
فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها
فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي،
وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها
وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ
بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها
أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً
وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها
وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ،
يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها
إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ،
وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها
تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها
وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ
عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها
إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ
لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها
عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ
رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها
عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ
صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها
كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ،
بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها
وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا
بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها
وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا،
وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً
يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها
أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ،
وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها
سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ
تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها
إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى
تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها
فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ،
وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها
فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ،
مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها
إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً
أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها
فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا
رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها
وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى
لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ،
بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ
وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها
وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها
زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها
شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها،
وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها
إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ
سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها
تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ
ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها
يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ
مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ
ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها
شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها
وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها
وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ
مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها
إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً،
وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها
كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ
فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها
عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا
نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها
وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى
إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها
وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ
لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها
مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ
عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً
عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها
دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها،
إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها
وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ
كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ
فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها
فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي،
وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها
وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ
بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها
أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً
وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها
وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ،
يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها
إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ،
وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها
تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها
وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ
عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها
إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ
لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها
عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ
رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها
عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ
صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها
كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ،
بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها
وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا
بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها
وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا،
وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً
يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها
أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ،
وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها
سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ
تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها
إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى
تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُها
لَنا مَسْجِدا الله الحَرَامانِ وَالهُدى،
وَأصْبَحَتِ الأسْمَاءُ مِنّا كَبِيرُها
سِوِى الله، إنّ الله لا شَيءَ مِثْلَهُ،
لَهُ الأمَمُ الأُولى يَقُومُ نُشُورُها
إمَامُ الهُدى كَمْ مِنْ أبٍ أو أخٍ لَهُ
وَقَد كانَ للأرْضِ العَرِيضَةِ نُورُها
إذا اجتَمَعَ الآفاقُ من كُلّ جانِبٍ
إلى مَنْسِكٍ كانَتْ إلَيْنا أُمُورُها
رَمى النّاسُ عن قَوْسٍ تميماً فما أرَى
مُعاداةَ مَنْ عادَى تَميماً تَضِيرُها
وَلَوْ أنّ أُمّ النّاسِ حَواءَ حَارَبَتْ
تَميمَ بنَ مَرٍّ لمْ تَجِدْ مَن يُجيرُها
بَنى بَيْتَنا باني السّمَاءِ فَنَالَهَا،
وَفي الأرْضِ من بَحرِي تَفيضُ بحورُها
وَنُبّئْتُ أشْقَى جَعْفَرٍ هَاجَ شِقَوَةً،
عَلَيْها كَمَا أشْقَى ثَمُودَ مُبِيرُها
يَصِيحونَ يَستَسقونَه حينَ أنضَجَتْ
عَليهمْ من الشِّعرى التّرَابَ حَرُورُها
تَصُدّ عَنِ الأزْوَاجِ، إذْ عَدَلَتْهمُ
عَيونٌ حَزِيناتٌ سَرِيعٌ دُرُورُها
وَلَكِنّ خِرْبَاناً تَنُوسُ لِحَاهُمُ
على قُصُبٍ جُوفٍ تَناوَحَ خُورُها
مُنِعْنَ وَيَسْتَحْيِينَ بَعدَ فِرَارِهِمْ
إلى حَيثُ للأوْلادِ يُطوَى صَغيِرُها
لَعَمرِي لَقَدْ لاقَتْ من الشرّ جَعفَرٌ
بطِخَفَةَ أيّاماً، طَوِيلاً قَصِيرُها
بطِخْفَةَ وَالرَّيّانِ حَيْثُ تَصَوّبَتْ
على جَعْفَرٍ عِقْبانُها وَنُسُورُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أفْنَاءُ جَعْفَرَ أنّهُ
يَقي جَعفراً وَقَع العَوَالي ظُهُورُها
تضَاغَى وَقد ضَمّتْ ضَغابيثُ جَعفَرٍ
شَباً بَينَ أشداقٍ رِحابٍ شُجورُها
شَقا شَقّتَيْهِ جَعْفَرٌ بي وَقَدْ أتَتْ
عَليّ لهُمْ سَبْعونَ تَمّتْ شُهُورُها
بَني جَعْفَرٍ هَلْ تَذْكُرُونَ وَأنْتُمُ
تُساقُونَ إذْ يَعْلُو القَلِيلَ كَثِيرُها
وَإذْ لا طَعامٌ غَيرَ ما أطْعَمَتْكُمُ
بُطُونُ جَوَارِي جَعْفَرٍ وَظُهورُها
وَقد عَلِمَتْ مَيْسونُ أنّ رِماحَكمْ
تَهابُ أبَا بَكْرٍ جِهاراً صُدُورُها
عَشِيّةَ أعْطَيْتُمْ سَوَادَةَ جَحْوَشاً
وَلَمّا يُفَرَّقْ بَالعَوَالي نَصِيرُها
أقامَتْ على الأجْبابِ حاضِرَةً بهِ،
ضَبِينَةُ لمْ تُهتَكْ لظَعنٍ كُسُورُها
تُرِيحُ المَخازِي جَعْفَرٌ كُلَّ لَيْلَةٍ
عَلَيْها وَتغْدُو حينَ يَغدو بُكُورُها
فإنْ تَكُ قَيسٌ قَدّمَتْكَ لنَصرِها،
فقَدْ خَزِيَتْ قَيْسٌ وَذلّ نَصِيرُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولقد نهيت مخرقا فتخرقت
ولقد نهيت مخرقا فتخرقت
رقم القصيدة : 3495
-----------------------------------
وَلَقَدْ نَهَيْتُ مُخَرِّقاً فَتَخَرّقَتْ
بِمُخَرِّقٍ شُطُنُ الدِّلاءِ شَغُورُ
وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ مَرّتَينِ وَلمْ أكُنْ
أثْني إذا حَمِقٌ ثَنى مغْرُورُ
حَتى يُدَاوِيَ أهْلُهُ مَأمُومَةً
في الرّأسِ تُدْبِرُ مَرّةً وَتَثُورُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أعرفت بين رويتين وحنبل
أعرفت بين رويتين وحنبل
رقم القصيدة : 3496
-----------------------------------
أعرَفَتْ بَينَ رُوَيّتَينِ وَحَنْبَلٍ
دِمَناً تَلُوحُ كَأنّهَا الأسْطَارُ
لَعِبَ العَجاجُ بِكُلّ مَعْرِفَةٍ لهَا،
وَمُلِثّةٌ غَبَياتُهَا مِدْرَارُ
فَعَفَتْ مَعالِمَها، وَغَيّرَ رَسْمَها
رِيحٌ تَرَوّحُ بِالحَصَى مِبْكَارُ
فَترَى الأثَافيَ وَالرّمَادَ كَأنّهُ
بَوٌّ عَلَيْهِ رَوَائِمٌ أظْآرُ
وَلَقَدْ يَحُلّ بها الجَميعُ، وَفيهِمُ
حُورُ العُيُونِ كَأنّهُنّ صِوارُ
يَأنَسْنَ عِندَ بُعُولِهنّ إذا التَقَوْا،
وَإذا هُمُ بَرَزُوا فَهُنّ خِفَارُ
شُمُسٌ إذا بَلٍغ الحَديثُ حَيَاءَهُ؛
وَأوَانِسٌ بِكَرِيمَةٍ أغْرَارُ
وَكَلامُهُنّ كَأنّمَا مَرْفُوعُهُ
بحَديثِهِنّ، إذا التَقَيْنَ، سِرَارُ
رُجُحٌ وَلَسْنَ مِنَ اللّوَاتي بالضّحَى
لذُيولهِنّ، على الطّرِيقِ، غُبَارُ
وَإذا خَرَجْنَ يَعُدْنَ أهْلَ مُصَابَةٍ
كان الخُطا لِسِرَاعِها الأشْبارُ
هُنّ الحَرَائرُ لمْ يَرِثْنَ لِمُعْرِضٍ
مالاً، وَلَيْسَ أبٌ لَهُنّ يُجَارُ
فَاطرَحْ بعَيْنِكَ هَلْ تَرَى أحداجهم
كالدَّوْمِ حِينَ تُحَمَّلُ الأخْدَارُ
يَغْشَى الإكَامَ بِهِنّ كُلُّ مُخَيَّس
قَدْ شَاكَ مُخْتَلِفَاتُهُ مَوّارُ
وَإذا العُيُونُ تَكارَهَتْ أبْصَارُها،
وَجَرَى بِهنّ مَعَ السّرَابِ قِفَارُ
نَظَرَ الدَّلَهْمسُ نَظْرَةً مَا رَدّها
حَولٌ بِمُقْلَتِهِ، وَلا عُوّارُ
فَرَأى الحُمُولَ كَأنّمَا أحْداجُهَا
في الآلِ حِينَ سَمَا بها الإظْهَارُ
نَخلٌ يَكَادُ ذُرَاهُ مِنْ قِنْوَانِهِ،
بذُرَيْعَتَينِ، يُمِيلُهُ الإيقَارُ
إنّ المَلامَةَ مِثْلُ مَا بَكَرَتْ به،
مِنْ تَحْتِ لَيْلَتها عَلَيكَ، نَوَارُ
وَتَقُولُ كَيْفَ يَميلُ مِثْلُكَ للصِّبا
وَعَلَيْكَ مِنْ سَمَةِ الحَلِيمِ عِذارُ
وَالشَّيبُ يَنهَضُ في السّوَادِ كأنّهُ
لَيْلٌ يَصِيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهَارُ
إنّ الشّبابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ،
وَالشَّيْبُ لَيسَ لِبَائِعِيهِ تِجَارُ
يا ابنَ المَرَاغَة! أنتَ ألأمُ مَن مَشَى
وَأذَلُّ مَنْ لِبَنَانِهِ أظْفَارُ
وَإذا ذَكَرْتَ أبَاكَ أوْ أيّامَهُ،
أخْزَاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأحْجارُ
إنّ المَرَاغَةَ مَرّغَتْ يَرْبُوعَها
في اللّؤمِ، حَيْثُ تجاهَدَ المِضْمارُ
أنْتُمْ قَرَارَةُ كُلّ مَدْفَعِ سَوْءَةٍ،
وَلِكُلّ دافِعَةٍ تَسِيلُ قَرَارُ
إني غَمَمْتُكَ بالهِجاءِ وَبِالحَصَى،
وَمَكَارِمٍ لِفِعالهِنّ مَنَارُ
وَلَقَدْ عَطَفْتُ عَلَيْكَ حَرْباً مُرّةً،
إنّ الحُرُوبَ عَوَاطِفٌ أمْرارُ
حَرْباً، وأُمِّكَ، لَيْسَ مُنجيَ هارِبٍ
مِنْها، وَلَوْ رَكِبَ النّعَامَ، فِرَارُ
فلأفْخَرَنّ عَلَيْكَ فَخْراً لي بِهِ
قُحَمٌ عَلَيْكَ مِنَ الفَخَارِ كِبَارُ
إني لَيَرْفَعُني عَلَيْكَ لِدارِمٍ
قَرْمٌ لَهُمْ وَنَجِيبَةٌ مِذْكَارُ
وَإذا نَظَرْتَ رَأيتَ فوْقَكَ دارِماً
في الجَوّ حَيْثُ تُقَطَّعُ الأبْصَارُ
إني لَيَعْطِفُ لِلّئِيمِ، إذا رَجَا،
مِني الرّوَاحَ مُجَرَّبٌ كَرّارُ
إني لأشْتِمُكُمْ وَمَا في قَوْمِكُمْ
حَسَبٌ يُعَادِلُنا، وَلا أخْطارُ
هَلْ يُعْدَلَنّ بقاصِعائِكَ مَعْشَرٌ
لَهُمُ السّماءُ عَلَيْكَ وَالأنْهَارُ
وَالأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ قَدِيمُهُمْ،
والأكْثَرُونَ إذا يُعَدّ كِثَارُ
وَلَهُمْ عَلَيْك إذا القُرُومُ تخاطَرَتْ
خَمْطُ الفُحُولَةِ مُصْعَبٌ خَطّارُ
وَلهُمْ عَليكَ إذا الفُحولُ تَدافَعَتْ
لُجَجٌ يَضُمّكَ مَوْجُهُنّ غِمَارُ
قَوْمٌ يُرَدّ بِهِمْ، إذا ما اسْتَلأمُوا،
غَضَبُ المُلُوكِ، وَتُمْنَعُ الأدْبَارُ
مَنَعَ النّسَاءَ لآلِ ضَبّةَ وَقْعَةٌ،
وَلآلِ سَعْدٍ وَقْعَةٌ مِبْكَارُ
فَاسْألْ غَداةَ جَدُودَ أيُّ فَوَارِسٍ
مَنَعُوا النّسَاءَ لِعُوذِهِنّ جُؤارُ
وَالخَيْلُ عَابِسَةٌ، عَلى أكْتافِهَا
دُفَعٌ تَبُلّ صُدُورَهَا وَغُبَارُ
إنّا، وَأُمِّكَ، مَا تَظَلّ جِيَادُنا
إلاّ شَوَازِبَ لاحهُنّ غِوَارُ
قُبّاً بِنَا وَبِهِنّ يُدْفَعُ وَالقَنَا
وَغْمُ العَدُوّ وَتُنْقَضُ الأوْتَارُ
كَم كانَ مِن مَلِكٍ وَطِئْنَ وَسُوقةٍ
أطْلَقْنَهُ وَبِسَاعِدَيْهِ إسَارُ
كانَ الفِداءُ لَهُ صُدُورَ رِمَاحِنَا،
وَالخَيْلَ إذْ رَهَجُ الغُبَارِ مُثَارُ
وَلَئِنْ سَألْتَ لَتُنْبَأنّ بِأنّنَا
نَسْمُو بِأكْرَمِ ما تَعُدّ نِزَارُ
قالَ المَلائِكَةُ الّذِينَ تُخُيِّرُوا،
وَالمُصْطَفُونَ لِدِينِهِ الأخْيَارُ:
أبْكَى الإلَهُ عَلى بَلِيّةَ مَنْ بكَى
جَدَثاً يَنُوحُ على صَدَاهُ حِمَارُ
كانَتْ مُنافِقَةَ الحَياةِ، وَمَوْتُها
خِزْيٌ عَلانِيَةٌ عَلَيْكَ وَعَارُ
فَلَئِنْ بَكَيْتَ على الأتانِ لقد بكَى
جَزَعاً، غَادةَ فِرَاقِهَا، الأعيْارُ
يَنْهَسْنَ أذْرُعَهُنّ حِينَ عَهِدْنَها
وَمَكانُ جُثْوَتِها لَهُنّ دُوَارُ
تَبْكي عَلى امْرَأةٍ وَعِنْدَكَ مِثْلُها
قَعْسَاءُ لَيسَ لها عَلَيْكَ خِمَارُ
وَلَتَكْفِيَنّكَ فقْدَ زَوْجَتِكَ التي
هَلَكَتْ مُوَقَّعَةُ الظّهُورِ قِصَارُ
أخَوَاتُ أُمِّكَ كُلّهُنّ حَرِيصَةٌ،
ألاّ يَفُوتَكَ عِنْدَها الإصْهَارُ
فاخْطُبْ وَقُلْ لأبيكَ يَشْفَعْ إنّهُ
سَيَكُونُ، أوْ سَيُعِينُكَ المِقْدارُ
بِكْراً عَستْ بكَ أن تكونَ حَظِيّةً،
إنّ المَنَاكِحَ خَيرُها الأبْكَارُ
إنّ الزّيارَةَ في الحَياةِ، ولا أرَى
مَيْتاً إذا دَخَلَ القُبُورَ يُزَارُ
لما جَنَنْتَ اليَوْمَ مِنْهَا أعْظُماً،
يَبْرُقْنَ، بَينَ فُصُوصِهِنّ، فِقَارُ
وَرَثَيْتَها وَفَضَحْتَها، في قَبْرِها،
مَا مِثْلَ ذلِكَ تَفْعَلُ الأخْيَارُ
وَأكَلْتَ ما ذَخَرَتْ لنَفْسِكَ دونَها
وَالجَدْبُ فيهِ تَفاضَلُ الأبْرَارُ
آثَرْتَ نَفْسَكَ بِاللَّوِيّةِ وَالّتي
كَانَتْ لهَا وَلِمثْلِهَا الأذْخَارُ
وَتَرَى اللّئِيمَ كَذاكَ دُونَ عِيَالِهِ،
وَعَلى قَعِيدَتِهِ لَهُ اسْتِئْثَارُ
أنَسِيتَ صُحْبَتَها، وَمَن يَكُ مُقرِفاً
تُخرِجْ مُغَيَّبَ سِرِّهِ الأخْبَارُ
لمّا شَبِعْتَ ذَكَرْتَ رِيحَ كِسَائِهَا،
وَتَرَكْتَها، وَشِتَاؤها هَرّارُ
هَلاّ وَقَدْ غَمَرَتْ فُؤادَكَ كَثْبَةٌ،
وَالضّأنُ مُخْصِبَةُ الجَنابِ غِزَارُ
هَجْهَجْتَ حِينَ دَعَتكَ إنْ لم تأتِها
حَيْثُ السّباعُ شَوَارِعٌ كُشّارُ
نَهَضَتْ لتَحْرُزَ شِلْوَها فَتَجَوّرَتْ
وَالمُخُّ مِنْ قَصَبِ القَوَائِمِ رَارُ
قالَتْ، وَقَدْ جَنَحَتْ عَلى مَملولها،
وَالنّارُ تَخْبُو مَرّةً وَتُثَارُ
عَجْفَاءُ، عَارِيَةُ العِظَامِ، أصَابها
حَدَثُ الزّمَانِ، وَجَدُّها العَثّارُ:
أبَني الحَرَامِ فَتاتُكُمْ لا تُهْزَلَنْ،
إنّ الهُزَالَ عَلى الحَرائِرِ عَارُ
لا تَتْرُكَنّ، وَلا يَزَالَنْ عِنْدَهَا
مِنْكُمْ، بِحَدّ شِتَائِهَا، مَيّارُ
وَبِحَقّها، وَأبِيكَ، تُهْزَلُ مَا لهَا
مَالٌ فَيَعْصِمَهَا، وَلا أيْسارُ
وَتَرَى شُيُوخَ بَني كُلَيْبٍ بَعْدَها
شَمِطَ اللِّحَى، وَتَسَعْسَعَ الأعمارُ
يَتَكَلّمُونَ مَعَ الرّجالِ تَراهُمُ
زُبَّ اللّحَى، وَقُلُوبُهُمْ أصْفَارُ
وَنُسَيّةٌ لِبَني كُلَيْبٍ عِنْدَهُمْ
مِثْلُ الخَنَافِسِ بَيْنَهُنّ وِبَارُ
مُتَقَبِّضَاتٌ عِنْدَ شَرِّ بُعُولَةٍ،
شَمِطَتْ رُؤوسُهُمُ وَهُمْ أغْمَارُ
أمَةُ اليَدَيْنِ لَئِيمَةٌ آباؤها،
سَوْداءُ حَيْثُ يُعلَّقُ التِّقْصَارُ
مُتَعَالِمُ النَّفَرِ الّذِينَ هُمُ هُمُ
بِالتَّبْلِ لا غُمُرٌ ولا أفْتَارُ
فَارْبِطْ لأُمّكَ عَنْ أبِيكَ أتَانَهُ،
وَاخْسأ فَما بكَ للكرَامِ فَخَارُ
كَمْ كَانَ قَبْلَكَ مِنْ لَئِيمٍ خائِنٍ
تُرِكَتْ مَسَامِعُهُ وَهُنّ صِغَارُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا
بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا
رقم القصيدة : 3497
-----------------------------------
بَني نَهشَلٍ أبْقُوا عَلَيكُمْ وَلمْ تَرَوْا
سَوَابِقَ حَامٍ للذِّمَارِ مُشَهَّرِ
كَرِيمٍ تَشَكّى قَوْمُهُ مُسْرِعَاتِهِ،
وَأعْداؤهُ مُصْغُونَ للمْتَسَوِّرِ
ألانَ، إذا هَرَّتْ مَعَدٌّ عُلالَتي،
وَنَابَيْ دَمُوعٍ للمُدِلِّينَ مُصْحِرِ
بَني نَهْشَلٍ لا تَحْمِلُوني عَلَيكُمُ
عَلى دَبِرٍ، أنْدَابُهُ لَمْ تَقَشَّرِ
وَإنّا وَإيّاكُمْ جَرَيْنَا، فَأيُّنَا
تَقَلّدَ حَبْلَ المُبْطِىءِ المُتَأخِّرِ
وَلَوْ كَانَ حَرّيُّ بنُ ضَمْرَةَ فِيكُمُ
لَقالَ لَكُمْ لَسْتُمْ عَلى المُتَخَيَّرِ
عَشِيّةَ خَلّى عَن رَقاشِ وَجَلّحَتْ
بِهِ سَوْحَقٌ كَالطّائِرِ المُتَمَطِّرِ
يُفَدّي عُلالاتِ العِبَايَةِ، إذْ دَنَا
لَهُ فارِسُ المدْعاسِ غَيرُ المُغَمِّرِ
وَأيْقَنَ أنّ الخَيْلَ إنْ تَلْتَبِسْ بِهِ
يَقِظْ عانِياً أوْ جِيفَةً بَينَ أنْسُرِ
وَما تَرَكَتْ مِنكُمْ رِماحُ مُجاشِعٍ
وَفُرْسانُها إلاّ أكُولَةَ مَنْسِرِ
عَشِيّةَ رَوّحْنا عَلَيْكُمُ خَنَاذِذاً
مِن الخَيْلِ، إذْ أنْتمْ قَعودٌ بقَرْقرِ
أبَا معْقِلٍ لَوْلا حَوَاجِزُ بَيْنَنَا،
وَقُرْبَى ذَكَرْنَاها لآلِ المُجَبِّرِ
إذاً لَرَكِبْنَا العامَ حَدَّ ظُهُورِهِمْ،
عَلى وَقَرٍ أنْدابُهُ لَمْ تَغَفَّرِ
فَمَا بكَ مِنْ هذا وَقَدْ كُنتَ تَجتَني
جَنى شَجرٍ مُر العَواقِبِ مُمْقِرِ
وَهُمْ بَينَ بَيْتِ الأكْثَرِينَ مُجاشَعٍ
وَسَلمى وَرِبْعيِّ بنِ سَلمى وَمُنْذِرِ
وَلَستُ بهاجٍ جَنْدَلاً، إنّ جَندَلاً
بَنُونَا وَهُمْ أوْلادُ سَلمى المُجَبِّرِ
وَلا جَابِراً، وَالحَيْنُ يُورِدُ أهْلَهُ
مَوَارِدَ أحْياناً إلى غَيْرِ مَصْدَرِ
وَلا التّوْأمَيْنِ المَانِعَيْنِ حِمَاهُما،
إذا كانَ يَوْمٌ ذُو عَجاجٍ مَثَوَّرِ
أنا ابنُ عِقالٍ وَابنُ لَيْلى وَغَالِبٍ،
وَفَكّاكِ أغْلالِ الأسِيرِ المُكَفَّرِ
وَكانَ لَنا شَيْخَانِ ذُو القَبْرِ مِنهما
وَشَيْخٌ أجارَ النّاسَ من كلّ مَقْبَرِ
على حينَ لا تُحيا البَناتُ، وَإذْ هُمُ
عُكوفٌ على الأنصَابِ حوْلَ المُدوَّرِ
أنَا ابنُ الّذِي رَدّ المَنِيّةَ فَضْلُهُ،
وَما حَسَبٌ دافَعتُ عَنهُ بمُعْوِرِ
أبي أحَدُ الغَيْثَينِ صَعْصَعةُ الّذِي،
متى تُخِلفِ الجَوْزَاءُ وَالنّجمُ يُمطِرِ
أجارَ بَناتِ الوَائِدِينَ وَمَنْ يُجِرْ
عَلى الفَقْرِ يَعْلَمْ أنّهُ غَيرُ مُخَفَرِ
وَفارِقِ لَيْلٍ مِنْ نِسَاءٍ أتَتْ أبي
تُعالِجُ رِيحاً لَيْلُها غَيرُ مُقْمِرِ
فقالَتْ: أجِرْ لي ما وَلَدْتُ، فإنّني
أتَيْتُكَ مِنْ هَزْلى الحَمولَةِ مُقتِرِ
هِجَفٍّ من العَثْوِ الرّؤوسِ إذا ضَغَتْ
لَهُ ابنَةُ عامٍ يَحطِمُ العَظمَ مُنكَرِ
رَأى الأرْضَ مِنها رَاحَةً فَرَمَى بهَا
إلى خُددٍ مِنْها، وَفي شَرّ مَحْفِرِ
فَقالَ لهَا: نامي، فإني بِذِمّتي،
لِبِنْتِكَ جَارٌ مِنْ أبِيهَا القَنَوَّرِ
فَما كانَ ذَنْبي أنْ جَنابٌ سَمَا بِهِ
حِفاظٌ، وَشَيطانٌ بَطيءُ التّعَذّرِ
وَمَسجونَةٍ قَالَتْ، وَقد سَدّ زَوْجُها
عليها خَصَاصَ البَيتِ من كلّ منظرِ:
لَعَمرِي لَقَدْ أرْوَى جَنابٌ لِقاحَهُ
وَأنْهَلَ في لَزْنٍ مِنَ المَاءِ مُنْكَرِ
فإنّكَ قَدْ أشْبَعْتَ أبْرَامَ نَهْشَلٍ،
وَأبْرَزْتَ مِنهُمْ كلَّ عَذرَاءَ مُعصِرِ
ولَوْ كُنتَ حُرّاً ما طَعِمتَ لحُومها،
وَلا قُمتَ عند الفَرْثِ يا ابن المُجشَّرِ
ألَمْ تَعْلَمَا يا ابنَ المُجَثَّر أنّها
إلى السّيْفِ تُستَبكى إذا لمْ تُعَقَّرِ
مَناعِيشُ للمَوْلى مَرائِيبُ للثأى،
مَعاقِيرُ في يَوْمِ الشّتَاءِ المُذَكَّرِ
وَما جَبَرَتْ إلاّ عَلى عَتَبٍ بِهَا
عَرَاقِيبُها، مُذ عُقّرَتْ يوْمَ صَوأرِ
وَإنّ لهَا بَينَ المِقَزَّينِ ذائِداً،
وَسَيْفَ عِقالٍ في يَدَيْ غيرِ جَيْدَرِ
إذا رُوّحَتْ يَوْماً عَلَيْهِ رَأيْتَهَا
بُرُوكاً، مَتاليها عَلى كُلّ مَجْزَرِ
وَكائِنْ لها من مَحبِسٍ أُنْهِبَتْ بِهِ
بجَمْعٍ، وَبالبَطْحَاءِ عَنْدَ المُشَعَّرِ
وَما إبِلٌ أدْعَى إلى فَرْعِ قَوْمِهَا،
وَخَيْرٌ قِرىً للطّارِقِ المُتَنَوِّرِ
وَأعرَفَ بالمَعُروفِ منها إذا التَقَتْ،
عَصَائِبُ شَتى بِالمَقَامِ المُطَهَّرِ
وَمَا أُفُقٌ إلاّ بِهِ مِنْ حَدِيثِهَا،
لها أثَرٌ يَنْمى إلى كلِّ مَفْخَرِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> زار القبور أبو مالك
زار القبور أبو مالك
رقم القصيدة : 3498
-----------------------------------
زَارَ القُبُورَ أبُو مَالِكٍ
بِرَغْم العُدَاةِ وَأوْتَارِهَا
وَأوْصَى الفَرَزْدَقَ عِنْدَ المَمَاتِ
بِأُمّ جَرِيرٍ وَأعْيَارِها
قُبَيّلَةٌ كَأدِيمِ الكُرَاعِ،
تَعْجِزُ عَنْ نَقْضِ أمْرَارِها
هُمُ يُظْلَمونَ، وَلا يَظلِمونَ،
إذا العِيسُ شُدّتْ بِأكْوَارِها
وَلا يَمْنَعُونَ نُسَيّاتِهِمْ،
إذا الحَرْبُ صَالَتْ بِأظْفَارِها
ولَكِنْ عَضَارِيطُ مُسْتَأخِرُونَ
زَعَانِفَةٌ خَلْفَ أدْبَارِها
كَسَعْتُ كُلَيْباً فَما أنْكَرَتْ
كَكَسْعِ المَخَاضِ بِأغْبارِها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا كره الشغب الشقاق ووطوط
إذا كره الشغب الشقاق ووطوط
رقم القصيدة : 3499
-----------------------------------
إذا كرِهَ الشَّغْبُ الشّقاقَ وَوَطْوَطَ
الضّعافُ، وَكانَ الأمرُ جِدّ بِرَازِ
أمِنْتَ إذا خَالَطْتَ بَكْرَ بن وَائِلٍ
بحَبْلِ بَني الجَوّالِ رَهْطِ أرَازِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> خبز وحشيش وقمر
خبز وحشيش وقمر
رقم القصيدة : 350
-----------------------------------
عندما يولدُ في الشرق القمرْ..
فالسطوحُ البيضُ تغفو
تحت أكداس الزَهَرْ..
يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ
لملاقاةِ القَمَرْ..
يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ
و معدات الخدَرْ..
و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ
و صُوَرْ..
و يموتونَ إذا عاش القمر..
***
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟
ببلادي..
ببلاد الأنبياءْ..
و بلاد البسطاءْ..
ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ..
ما الذي يفعله فينا القمرْ؟
فنضيع الكبرياء..
و نعيش لنستجدي السماءْ..
ما الذي عند السماءْ؟
لكسالى..ضعفاءْ..
يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ..
و يهزّون قبور الأولياءْ..
علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ
و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ..
يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ..
و قضاءْ..
في بلادي.. في بلاد البسطاءْ..
***
أي ضعفً و انحلالْ..
يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ
فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..
و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ
في بلادي
حيث يبكي الساذجونْ
و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..
في بلادي
حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..
حيث يبكي الساذجونْ..
و يصلونَ..
و يزنونَ..
و يحيونَ اتكالْ..
منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..
و ينادون الهلال:
" يا هلالْ..
أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..
و حشيشياً..و نعاسْ..
أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ
أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق"..
دمتَ للشرق..لنا
عنقود ماسْ
للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ
***
في ليالي الشرق لمَّا..
يبلغُ البدرُ تمامُهْ..
يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ
و نضالِ..
فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ..
و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..
و في يوم القيامَهْ..
الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ..
إلا في الخيالِ..
و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ..
أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ..
تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ..
في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ..
و يموتون بكاءْ..
كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي"
ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي"..و غناءْ
في بلادي..
في بلاد البسطاءْ..
حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ..
ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيح الطويلة..
شرقنا المجترُّ..تاريخاً
و أحلاماً كسولةْ..
و خرافاتٍ خوالي..
شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ..
في أبي زيد الهلالي..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مروان إن مطيتي معكوسة
مروان إن مطيتي معكوسة
رقم القصيدة : 3500
-----------------------------------
مَرْوَان إنّ مَطِيّتي مَعْكُوسَةٌ،
تَرْجُو الحِباءَ وَرَبُّها لمْ يَيْأسِ
وَأتَيْتَني بِصَحيفَةٍ مَخْتُومَةٍ،
يُخْشَى عَليّ بِهَا حِبَاءُ النِّقْرِسِ
ألْقِ الصّحِيفَةَ، يا فَرَزْدَقُ، إنّهَا
نَكحرَاءُ مِثْلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا قبح الله الكروس والتي
ألا قبح الله الكروس والتي
رقم القصيدة : 3501
-----------------------------------
ألا قَبَحَ الله الكَرَوَّسَ، وَالّتي
مَشَتْ سَنَةً في بَطْنِهَا بالكَرَوْسِ
أعثْيانُ إن تُشرِفْ على شِعب ضَاحِكٍ
تجدْ فيه أوْصَال القَعودِ المُكَرْدَسِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ومشمولة ساورت آخر ليلة
ومشمولة ساورت آخر ليلة
رقم القصيدة : 3502
-----------------------------------
وَمَشْمُولَةٍ سَاوَرْتُ آخِرَ لَيْلَةٍ
زُجاجَتَها، وَالصّبْحُ لمْ يَتَنَفّسِ
وَقُلْتُ اسْقِيانِيها، فَإنّ أمَامَهَا
مَذاهِبَ لِلفخّيرَةِ المُتَغَطْرِسِ
فما زِلْتُ أُسْقاها، وَما زِلْتُ ساقِياً،
تُفِيتُ يَدي في بَذْلِها كُلَّ مُنفِسِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن ابن بطحاوي قريش نمى به
إن ابن بطحاوي قريش نمى به
رقم القصيدة : 3503
-----------------------------------
إنّ ابنَ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ نمَى بِهِ
إلى المَجْدِ أعْرَاقٌ كِرَامٌ وَمَغْرِسُ
فداكَ مِنَ الأقْوَامِ مَنْ كانَ هَمُّهُ
مِنَ الدّهْرِ ما يُزْهَى بذاكَ وَيُلبَسُ
وَأنْتَ ابنُ بَدْرٍ للبُدُورِ، وَضَوْؤهُ
بكَفّيْكَ لا مِثلُ الذي ظَلّ يَخنِس
وَفِيكَ مَساعٍ مِنْ ثَقِيف سَمَتْ بها
عَقِيلَةُ أقْوامٍ، وَمَجْدٌ مُرَأْسُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا حي إذ أهلي وأهلك جيرة
ألا حي إذ أهلي وأهلك جيرة
رقم القصيدة : 3504
-----------------------------------
ألا حَيِّ إذ أهلي وأهلك جِيرَةٌ،
مَحلاًّ بذاتِ الرِّمثِ قد كادَ يدرُسُ
وَقَد كانَ للبِيضِ الرّعابِيبِ مَعَهداً،
لَهُ في الصِّبَا يَوْمٌ أغَرُّ وَمَجْلِسُ
بِهِ حَلَقٌ فِيها مِنَ الجُوعِ قاتِلٌ،
وَمُعْتَمَدٌ مِنْ ذِرْوَةِ العِزّ أقْعَسُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وليلة بتنا بالغريين ضافنا
وليلة بتنا بالغريين ضافنا
رقم القصيدة : 3505
-----------------------------------
وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالغَريَّينِ ضَافَنَا
على الزّادِ مَمشوقُ الذّرَاعينِ أطلسُ
تَلَمّسَنَا حَتى أتَانَا، وَلَمْ يَزَلْ
لَدُنْ فَطَمَتْهُ أُمُّهُ يَتَلَمّسُ
ولَوْ أنّهُ إذْ جَاءَنا كانَ دانِياً
لألْبَسْتُهُ لَوْ أنّهُ كانَ يَلْبَسُ
وَلَكِنْ تَنَحّى جَنْبَةً، بَعدَما دنا،
فكانَ كَقيدِ الرّمْحِ بَلْ هَو أنْفَسُ
فَقاسَمْتُهُ نِصْفَينِ بَيْني وَبَيْنَهُ
بَقِيّةَ زَادِي وَالرّكَايبُ نُعَّسُ
وكانَ ابنُ ليلى إذ قرَى الذّئْبَ زَادَهُ
عَلى طارِقِ الظّلْماءِ لا يَتَعَبّسُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
رقم القصيدة : 3506
-----------------------------------
لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا
صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ،
وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ
جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بكرت علي نوار تنتف لحيتي
بكرت علي نوار تنتف لحيتي
رقم القصيدة : 3507
-----------------------------------
بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي
نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا،
وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أمير المؤمنين وأنت وال
أمير المؤمنين وأنت وال
رقم القصيدة : 3508
-----------------------------------
أميرَ المُؤمِنيِن، وَأنْتَ وَالٍ
شَفِيقٌ لَسْتَ بِالوَالي الحَرِيصِ
أأطْعَمْتَ العِرَاقَ وَرَافِدَيْهِ
فَزَارِيّاً أحْذَّ يَدِ القَمِيصِ
ولَمْ يَكُ قَبْلَها رَاعي مَخَاضٍ
لِيَأمَنَهُ عَلى وِرِكَيْ قَمِيصِ
تَفَيْهَقَ بِالعِرَاقِ أبُو المُثَنّى،
وَعَلّمَ قَوْمَهُ أكْلَ الخَبِيصِ
سَتَحْملُهُ الدّنيئَةُ عَنْ قَلِيلٍ
عَلى سِيسَاءِ ذِعْلِبَةٍ قَمُوصِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
رقم القصيدة : 3509
-----------------------------------
لَوْ كُنتُ مِنْ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ لم أُبَلْ
مَقالاً وَلَوْ أحْفَظْتَني بالقَوارِصِ
وَكَيْفَ بصَفحي عَنْ لَئيمٍ تلاحقَتْ
إلَيْهِ بِأخْلاقِ الدَّنَاءَةِ نَاقِصِ
نَهَيْتُكَ أنْ تَجْرِي وَلَيسَ بلاحِقٍ
مَشُوبُ الفِلاءِ بالجِيادِ الخَوَالِصِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أكبر من كل الكلمات
أكبر من كل الكلمات
رقم القصيدة : 351
-----------------------------------
سيّدتي ! عندي في الدفترْ
ترقصُ آلافُ الكلمات
واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ
واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ
يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ
أنا لستُ وحيداً في الدنيا
عائلتي .. حُزْمةُ أبيات
أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ
تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ
تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ
عندي للحبِّ تعابيرٌ
ما مرَّتْ في بال دواة
الشمسُ فتحتُ نوافذَها
و تركتُ هنالكَ مرساتي
و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً
أنبشُ أعماقَ الموجاتِ
أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ
عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ
أهديهِ لعينيْ مولاتي
*
سيِّدتي ! في هذا الدفترْ
تجدينَ ألوفَ الكلمات
الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ
الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ
لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ
أحلى من كلِّ الكلماتِ
أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> منع الحياة من الرجال وطيبها
منع الحياة من الرجال وطيبها
رقم القصيدة : 3510
-----------------------------------
مَنَعَ الحَيَاةَ مِنَ الرّجالِ وَطِيبَها
حَدَقٌ يُقَلِّبُهَا النّسَاءُ مِرَاضُ
فَكَأنّ أفْئِدَةَ الرّجَالِ، إذا رَأوْا
حَدَقَ النّسَاءِ، لِنَبْلِها الأغْرَاضُ
خَرَجَتْ إلَيْكَ وَلمْ تَكُنْ خَرّاجَةً
فَأُصِيبَ صَدْعُ فُؤادِكَ المُنْهَاضُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> خضبت بجيد الحناء رأسي
خضبت بجيد الحناء رأسي
رقم القصيدة : 3511
-----------------------------------
خَضَبْتُ بِجَيّدِ الحِنّاءِ رَأسِي،
ليُعْقِبَ حمْرَةً بَعْدَ البَياضِ
هُمَا لَوْنَانِ مِنْ هَذا وَهَذا،
كِلا اللّوْنَينِ لَسْت لَهُ بِرَاضِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهاج لك الشوق القديم خباله
أهاج لك الشوق القديم خباله
رقم القصيدة : 3512
-----------------------------------
أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَبالُهُ،
مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى فالمَصَانِعِ
عَفَتْ بَعدَ أسْرَابِ الخَليطِ وَقد ترَى
بِها بَقَراً حُوراً حِسانَ المَدامِعِ
يُرِينَ الصِّبَا أصْحابَهُ في خِلابَةٍ،
وَيَأبَيْنَ أنْ يَسْقينَهمْ بالشّرَائِعِ
إذا مَا أتَاهُنّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ،
كرَشْفِ الهِجانِ الأدمِ ماءَ الوَقائعِ
يَكُنّ أحَادِيثَ الفُؤادِ نَهَارَهُ،
وَيَطْرُقْنَ بالأهْوَالِ عندَ المَضَاجعِ
إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله حَملّتُ حاجَتي
على ضُمرِ الأحقابِ خُوصِ المَدامعِ
نَوَاعِجَ، كُلّفْنَ الذّمِيلَ، فلم تزَلْ
مُقَلَّصَةً أنْضَاؤها كالشّرَاجِعِ
تَرَى الحاديَ العَجلانَ يُرْقِصُ خَلفها
وَهُنّ كحَفّانِ النّعامِ الخَوَاضِعِ
إذا نَكّبَتْ خُرْقاً من الأرْضِ قابلَتْ،
وَقَد زَالَ عَنْها، رَأسَ آخرَ، تابعِ
بَدَأنَ بهِ خُدْلَ العِظامِ، فُأُدْخِلَتْ
عَلَيْهِنّ أيّامُ العِتَاقِ النّزَائِعِ
جَهِيضَ فَلاةٍ أعْجَلَتْهُ تَمامَهُ
هَبُوعُ الضّحى خَطّارَةٌ أُمُّ رَابِعِ
تَظَلّ عِتاقُ الطّيرِ تَنْفي هَجِينَها
جُنُوحاً على جُثمان آخَرَ نَاصِعِ
وَما ساقَها من حاجَةٍ أجْحَفَتْ بهَا
إلَيْكَ، وَلا مِنْ قِلّةٍ في مُجاشِعِ
وَلَكِنّها اخْتَارَتْ بِلادَكَ رَغْبَةً
عَلى ما سِوَاها مِنْ ثَنايا المَطالِعِ
أتَيْنَاكَ زُوّاراً، وَوَفْداً، وَشَامَةً،
لخالك خالِ الصّدقِ مُجدٍ وَنافِعِ
إلى خَيْرِ مَسْؤولَينِ يُرْجَى نَداهُما
إذا اخْتيرَ الأفْوَاهِ قَبلَ الأصَابِعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو أعلم الأيام راجعة لنا
لو أعلم الأيام راجعة لنا
رقم القصيدة : 3513
-----------------------------------
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا،
بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ
دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً
لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني
أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما
وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها
بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا
أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم
عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى،
تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتىً
كَرِيمٍ وَسَيْفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها،
وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ
وَمِنْ مُهْرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها
وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولما رأيت النفس صار نجيها
ولما رأيت النفس صار نجيها
رقم القصيدة : 3514
-----------------------------------
وَلَمّا رَأيْتُ النّفْس صَارَ نَجِيُّها
إلى عازِماتٍ مِنْ وَرَاءِ ضُلُوعي
أبَتْ نَاقَتي إلاّ زِيَاداً وَرَغْبَتي،
وَما الجُودُ مِنْ أخْلاقِهِ بِبَدِيعِ
فَتىً غَيرُ مِفْرَاحٍ بِدُنْيَا يُصِيبُها،
وَمِنْ نَكَباتِ الدّهْرِ غَيرُ جَزُوعِ
ولمْ أكُ أوْ تَلْقَى زِياداً مَطِيّتي
لأكْحَلَ عَيْنَي صَاحِبي بِهجُوعِ
ألا لَيْتَ عَبْدِيَّيْنِ يَجْتَزرَانها،
إذا بَلّغَتْني نَاقَتي ابنَ رَبِيعِ
زِياداً، وَإنْ تَبْلُغْ زِياداً فَقَدْ أتَتْ
فَتىً لِبِنَاءِ المَجْدِ غَيْرَ مُضِيعِ
نَمَاهُ بَنُو الدّيّانِ في مُشْمَخرّةٍ،
إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ رَفِيعِ
وَكانَ خَليلي قَبْلَ سُلْطانِ ما رَمَى
إلَيْهِ، فَما أدْرِي بِأيّ صَنِيعِ
لَنَا يَقْضِينّ الله، وَالله قادِرٌ
عَلى كلّ مَالٍ صَامِتٍ وَزُرُوعِ
وَلَوْلا رَجائي فَضْلَ كفّيكَ لم تَعدْ
إلى هَجَرٍ أنْضَاؤنَا لرُجُوعِ
أمِيرٌ، وَذو قُرْبَى، وَكِلْتَاهُما لنا
إلَيْهِ مَعَ الدّيّانِ خَيْرُ شَفِيعِ
وَكَانَ بَنُو الدّيَّانِ زَيْناً لِقَوْمِهِمْ
وَأرْكَانَ طَودٍ بِالأرَاكِ مَنِيعِ
وَكانَ خدِيجٌ وَالنّجاشِيُّ مِنْهُمُ،
ذَوَيْ طِعْمَةٍ في المَجدِ ذاتِ دَسيعِ
هِما طَلَبَا شَعْرانَ حَتى حَبَاهُما
بعَضْبٍ وَألْفٍ في الصِّرَارِ جميعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تضعضع طودا وائل بعد مالك
تضعضع طودا وائل بعد مالك
رقم القصيدة : 3515
-----------------------------------
تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ
وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى،
وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا
لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَعْ
إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لئن صبر الحجاج ما من مصيبة
لئن صبر الحجاج ما من مصيبة
رقم القصيدة : 3516
-----------------------------------
لَئِنْ صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِنْ مُصِيبَةٍ
تَكُونُ لِمَرْزُوءٍ أجَلَّ وَأوْجَعا
مِنَ المُصْطَفى وَالمُصْطفى من ثِقاتِه،
خَليلَيْهِ إذ بَانَا جَميعاً فَوَدَّعا
وَلَوْ رُزِئَتْ مِثْلَيْهِما هَضْبَةُ الحمى
لأصْبحَ ما دارَتْ من الأرْضِ بلْقَعا
جَناحَا عَتِيقٍ فَارَقَاهُ كِلاهُما،
وَلَوْ كُسِرَا مِنْ غَيْرِهِ لتَضَعْضَعا
وَكَانَا وَكانَ المَوْتُ للنّاسِ نُهَيةً،
سِناناً وَسَيْفاً يَقْطُرُ السّمَّ مُنْقَعَا
فَلا يَوْمَ إلاّ يَوْمُ مَوْتِ خَلِيفَةٍ
عَلى النّاسِ من يَوْمَيْهِما كان أفجعَا
وَفَضْلاهُما مِمّا يُعَدّ كِلاهُما
على الناسِ مِنْ يَوْمَيهِما كان أوْسَعا
فَلا صَبْرَ إلاّ دُونَ صَبْرٍ على الذي
رُزِئْتَ عَلى يَوْم من البأسِ أشْنَعا
على ابنِكَ وَابنِ الأمّ، إذْ أدرَكَتهما
المَنايا، وَقَدْ أفْنَينَ عَاداً وَتُبّعا
ولَوْ أنّ يَوْمَي جُمْعَتَيْهِ تَتَابَعَا
عَلى جَبَلٍ أمْسَى حُطاماً مُصَرَّعا
وَلَمْ يكُنِ الحَجّاجُ إلاّ عَلى الّذِي
هُوَ الدّينُ أوْ فَقْدِ الإمامِ ليَجْزَعا
وَمَا رَاعَ مَنْعِيّاً لَهُ من أخٍ لَهُ،
ولا ابنٍ مِنَ الأقوَامِ مِثلاهُما مَعا
فَإنْ يَكُ أمْسَى فارَقَتْهُ نَوَاهُما،
فكلُّ امرِىءٍ من غُصّةٍ قَدْ تَجَرّعا
فَلَيْتَ البَرِيدَينِ اللَّذَينِ تَتَابَعَا
بِما أخْبَرَا ذاقَا الذُّعافَ المُسَلَّعا
ألا سَلَتَ الله ابنَ سَلْتى كَمَا نَعَى
رَبِيعاً تَجَلّى غَيْمُهُ، حِينَ أقلَعا
فلا رُزْءَ إلاّ الدّينَ أعْظَمُ مِنهُما
غَداةَ دَعَا ناعِيِهما، ثمّ أسْمَعا
عَلانِيَةً أنّ السِّماكَينِ فَارَقَا
مَكانَيْهِما وَالصُّمَّ أصْبَحْنَ خُشّعا
عَلى خَيْرِ مَنْعِيّينِ، إلاّ خَلِيفَةً،
وَأولاهُ بالمَجدِ الّذي كانَ أرْفَعا
سَمِيَّيْ رَسُولِ الله سَمّاهُما بِهِ
أبٌ لمْ يكُنْ عندَ المُصِيباتِ أخْضَعا
أبٌ كان للحَجّاجِ لمْ يُرَ مِثْلُهُ
أباً، كان أبْنَى للمَعالي وَأنْفَعا
وَقائِلَةٍ لَيْتَ القِيامَةَ أُرْسِلَتْ
عَلَينا ولمْ يُجرُوا البَرِيدَ المُقَزَّعا
ألَيْنَا بِمَخْتُومٍ عَلَيْها مُؤجَّلاً
ليُبْلِغَناها، عاشَ في الناسِ أجدَعا
نَعَى فَتَيَيْنَا للطِّعانِ وَللقِرَى،
وَعَدْلَينِ كانَا للحُكومَة مَقْنعَا
خِيارَينِ كَانَا يَمْنَعانِ ذِمَارَنَا،
وَمَعقِلَ من يَبكي إذا الرَّوْعُ أفْزَعا
فَعَيْنَيّ ما المَوْتَى سَوَاءً بُكَاهُمُ،
فَالبدّمِ، إنْ أنْزَفْتُما المَاء، فادْمَعا
وَما لَكُما لا تَبْكِيانِ، وقَدْ بكَى
مِنَ الحَزَنِ الهَضْبُ الذي قد تَقَلّعا
مَآتِمُ لابْنيْ يُوسُفٍ تَلْتَقي لهَا
نَوَائِحُ تَنْعَى وَارِيَ الزَّنْدِ أرْوَعا
نَعَتْ خَيرَ شُبّانِ الرّجالِ وَخَيرَهمْ
بهِ الشَّيبُ مِنْ أكْنَافِهِ قَدْ تَلَفّعا
أخاً كانَ أجْزَى أيْسَرَ الأرْضِ كلِّها
وَأجْزَى ابْنُهُ أمْرَ العِرَاقَينِ أجمَعا
وَقَدْ رَاعَ للحجّاجِ ناعِيهِما معاً،
صَبُوراً عَلى المَيْتِ الكَرِيمِ مُفَجَّعا
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ مِنْ ظَلامِهِ
ترَى طَيْرَهُ قَبْلَ الوَقِيعَةِ وَقَّعا
ليَنْظُرْنَ ما تَقضِي الأسِنّةُ بَيْنَهمْ،
وَكُلُّ حُسامٍ غِمدُهُ قَد تَسَعْسَعا
جَعَلْتَ لعافِيها بِكُلّ كَرِيهَةٍ
جُمُوعاً إلى القَتْلى مَعافاً وَمَشْبَعا
وَحَائِمَةٍ فَوْقَ الرّماحِ نُسُورُها،
صَرَعْتَ لعافِيها الكَمِيّ المُقَنَّعا
بهِنْدِيّةٍ بِيضٍ، إذا مَا تَناوَلَتْ
مكانَ الصّدى من رَأس عاصٍ تجَعجعا
وَقد كنتَ ضَرّاباً بها يا ابنَ يوسُفٍ
جَماجِمَ مَنْ عادَى الإمامَ وَشَيّعا
جَماجِمَ قَوْمٍ ناكِثِينَ جَرَى بِهمْ
إلى الغَيّ إبْلِيسُ النِّفاقِ وَأوْضَعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
رقم القصيدة : 3517
-----------------------------------
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلى زَبابُ، وَقد رَأى
بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا
كَأنّهُمُ اقْتادُوا بِهِ مِنْ بُيُوتهِمْ
خَرُوفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا
فَلَوْ أنّ لَوْماً كانَ مُنْجيَ أهْلِهِ
لَنَجّى زَبَاباً لَوْمُهُ أنْ يُقَطَّعا
إذاً لَكَفْتْهُ السّيْفَ أُمٌّ لَئِيمَةٌ،
وَخالٌ رَعَى الأشْوَالَ حتى تَسَعسَعا
رُمَيْلَةُ أوْ شَيْمَاءُ أوْ عَرَكِيّةٌ
دَلُوكٌ برِجْلَيها القَعُودَ المَوَقَّعا
فَلا تَحْسَبَا يا ابْنَيْ رُمَيْلَةَ أنّهُ
يكُونُ بَوَاءً دُونَ أنْ تُقْتَلا مَعا
وَإنْ تُقْتَلا لا تُوفَيَا غَيْرَ أنّهُ
دَمُ الثأرِ أحرَى أنْ يُصَابَ فيَنْقَعا
بَني صَامتٍ هَلاّ زَجَرْتُمْ كِلابَكُمْ
عَنِ اللّحْمِ بالخَبْرَاءِ أنْ يَتَمَزّعا
وَلَيْسَ كَرِيمٌ للخُرَيْبَيْنِ ذائِقاً
قِرىً بَعدما نادى زَبابٌ فاسْمَعا
فشَرْعُكُما ألبانَها فَاصْفِرَا بِهَا
إذا الفَأرُ مِنْ أرضِ السّبيّةِ أمْرَعا
وعقد كانَ عَوْفٌ ذا ذُحُولٍ كَثِيرَةٍ
وَذا طَلَباتٍ تَتْرُكُ الأنْفَ أجْدَعا
أتَيْتَ بَني الشّرْقيّ تَحِسبُ عَزَّهُمْ
على عهد ذي القرنين كان تضعضعا
أتيتهم تسعى لتسقي دماءهم
وَعَمْروٌ بِشاجٍ قَبْرَهُ كانَ أضيْعَا
أتأتُونَ قَوْماً نارُهمْ في أكُفّهِمْ،
وَقاتِلُ عَمْروٍ يَرْقُدُ اللّيلَ أكْتَعا
فَسِيرَا، فَلا شَيخَينِ أحمَقُ منكُما،
فَلَمْ تَرْ قعَا يا ابْني أُمَامَةَ مَرْقعَا
تَسُوقَانِ عمَّاداً زَعِيماً كأَنّماَ
تَسُوقانِ قِرْداً للحَمالَةِ أصْلَعا
سَيأتي ابنَ مَسْعودِ على نَأى دارِهِ
ثَناءٌ إذا غَنّى بهِ الرّكْبُ أقْذَعا
قَوَارِعُ مِنْ قِيلِ امرِىءٍ بكَ عالمٍ،
أجَرّكُمُ صَيْفاً جَدِيِداً وَمَرْبَعا
أنَاةً وَحِلْماً وَانْتِظارَ عَشِيرَةٍ،
لأدْفَعَ عَني جَهْلَ قَوْمي مَدْفَعا
فَلَمّا أبَوْا إلاّ الضَّجاجَ رَمَيْتُهُمْ
بذاتِ حَبارٍ تَترُكُ الوَجْهَ أسْفَعا
فَإنّ أباكَ الوَقْبَ قَبلَكَ خَالِداً،
دَفَعناهُ عَنْ جُرْثومَةِ المَجد أجمعا
بِمأثُرَةٍ بَذّتْ أباكَ، ولمَ يَجِدْ
لَهُ في ثَناياها ابنُ فِقْرَةَ مَطْلعَا
أيَسْعى ابنُ مَسْعُودٍ وَتِلْكَ سَفاهةٌ
ليُدرِكَ ما قد كانَ بالأمْسِ ضَيّعا
ليُدْرِكَ مَسْعاةَ الكِرَامِ، ولمَ يكُنْ
ليُدْرِكَها حَتى يُكلِّمَ تُبّعا
كذَبتُمْ بَني سَلمى، لقد تكذِبُ المُنى
وَتُرْدَى صَفاةُ الحَرْبِ حَتى تَصَدَّعا
فَإنّ لَنَا مَجْدَ الحياةِ، وَأنْتُمُ
تَسُوقُونَ عَوْداً للرُّكُوبِ مُوَقَّعا
سَيَعْلَمُ قَوْمي أنّني بِمفَازَةٍ
فَلاةٍ نَفَتْ عَنها الهَجِينَ فأرْتَعا
إذا طَلَبَتْها نَهْشَلٌ كانَ حَظُّها
عَناءً وَجَهْداً، ثمّ تَنزِعُ ظُلَّعا
أبي غالِبٌ، وَالله سَمّاهُ غالِباً،
وَكانَ جَديراً أنْ يَضُرّ وَيَنْفَعا
وَصَعْصَعَةُ الخَير الذي كانَ قَبْلَهُ،
يُشَرِّفُ حَوْضاً في حَيا المَجد مُترَعا
وَجَدّي عِقالٌ مَن يكُنْ فاخِراً بِهِ
على الناسِ يُرْفَعْ فَوْقَ من شاء مرْفَعا
وَعَمّي الذي اختارَتْ مَعَدٌّ حكُومَةً
على الناسِ إذْ وَافَوْا عُكاظَ بها مَعا
هُوَ الأقْرعُ الخَيرُ الّذي كانَ يَبْتَني
أواخيَ مَجْدٍ ثابِتٍ أنْ يُنزَّعا
فَيا أيّهَذا المُؤتلي لِيَنالَني،
أبي كانَ خَيراً مِنْ أبِيكَ وَأرْفَعا
وَهذا أوَاني اليَوْمَ يا آلَ نَهْشَلٍ،
رَدَيْتُ صَفاكُمْ مِنْ علٍ فَتَصدّعا
رَدَيْتُ بمِرْداةٍ بِما كانَ أوّلي
رَداكمْ فَدَنّى سَعيُكمْ فتَضَعضَعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> جزى الله عني في الأمور مجاشعا
جزى الله عني في الأمور مجاشعا
رقم القصيدة : 3518
-----------------------------------
جَزَى الله عنّي في الأمورِ مُجاشِعاً
جَزَاءَ كريمٍ عالمٍ كيفَ يَصْنَعُ
فإنْ تَجْزِني مِنْهُمْ، فإنّكَ قادِرٌ،
تَجُزُّ كَما شِئْتَ العِبادَ وَتَزْرَعُ
يُرِقّونَ عَظْمي ما اسْتَطاعُوا وَإنّما
أشِيدُ لَهُمْ بُنْيانَ مَجْدٍ وَأرْفَعُ
وَكيْفَ بكُمْ إنْ تَظلمُوني وَتَشتكوا
إذا أنا عاقَبْتُ امْرأً، وَهوَ أقْطَعُ
إذا انْفَقَأتْ مِنْكُمْ ضَوَاةٌ جَعَلْتُمُ
عَلَيّ أذَاهَا، حرقها يَتَزَرّعُ
تَرَوْنَ لَكُمْ مَجْداً هِجائي وَإنّما
هِجائي لمَنْ حانَ الذُّعافُ المُسَلَّعُ
وَإني لَيَنْهاني عَنِ الجَهْلِ فِيكُمُ،
إذا كِدتُ، خَلاّتٌ من الحلمِ أرْبَعُ:
حَياءٌ وَبُقْيَا وَاتّقَاءٌ، وإنّني
كَرِيمٌ فَأُعطي مَا أشاءُ وأمْنَعُ
وَإنْ أعْفُ أستَبقي حُلُومَ مُجاشعٍ،
فإنّ العَصَا كانَتْ لذي الحلِم تُقرَعُ
ألمْ تُرْجِلُوني عَنْ جِيادي وَتَخلعَوا
عِناني وَما مِثلي من القَوْمِ يُخْلَعُ
كَما كانَ يَلقى الزِّبْرِقانُ، ولَم يزَلْ
يُعالِجُ مَوْلىً يَسْتَقِيمُ وَيَظْلَعُ
وَأني لأَجْرِي بَعدَما يَبْلُغُ المَدَى،
وَأفقَأُ عَيْنَيْ ذي الذُّبابِ وَأجْدعُ
وَأكْوِي خَياشِيمَ الصُّداعِ، وَأبْتَغي
مَجامَعَ داءِ الرّأسِ من حيثُ يَنقَعُ
وَإني لَيَنْميني إلى خَيرِ مَنْصِبٍ
أبٌ كانَ أبّاءً يَضُرّ وَيَنْفَعُ
طَوِيلُ عِمادِ البَيْتِ تَبْني مُجاشِعٌ
إلى بَيْتِهِ أطْنَابَها مَا تَنَزَّعُ
سَيَبْلُغُ عَني حاجَتي غَيرُ عَامِلٍ،
بها من ذوِي الحاجاتِ فَيجٌ مُسَرِّعُ
عَصَائِبُ لمْ يَطْحَنْ كُدَيرٌ مَتاعَها
يَمُرّ بها بَينَ الغَدِيرَيْنِ مَهْيَعُ
إلَيْهِ، وَإنْ كَانَتْ زبَالَةُ بَيْنَنَا
وَذُو حَدَبٍ فيهِ القَرَاقِيرُ تَمزَعُ
يَمِيناً لَئِنْ أمْسَى كُدَيْرٌ يَلُومُني،
لَقَدْ لُمْتُهُ لَوْماً سَيَبْقَى وَيَنْصَعُ
خَليلَيْ كُدَيْرِ أبْلغا، إنْ لَقيتُهُ
طَبعتُ، وَأنى ليسَ مِثلُكَ يَطْبَعُ
أفي مائَةٍ أقْرَضْتَها ذا قَرَابَةٍ،
عَلى كُلّ بابٍ، ماءُ عَينَيكَ يَدمَعُ
تَسِيلُ مآقِيكَ الصّدِيدَ تَلُومُني،
وَأنْتَ امْرُؤٌ قَحْمُ العِذارَينِ أصْلعُ
فَدُونَكَها إنّي إخالُكَ لمْ تَزَلْ
لَدُنْ خَرَجَتْ من بابِ بَيْتك تلمعُ
تُنادي وَتَدْعو الله فِيها، كَأنّمَا،
رُزِئْتَ ابنَ أُمٍّ لمْ يكُنْ يَتَضَعضَعُ
مَتى تَأتِهِ مِني النّذِيرَةُ لا يَنَمْ،
وَلكنْ يَخافُ الطّارِقاتِ ويَفْزَعُ
وَأيُّ امْرِىءٍ بَعْدَ النّذِيرَةِ قد رَأى
طَلايِعَها مِني لَهُ العَينُ تَهْجَعُ
مِنَ النّاسِ إلاّ فاسدَ العَقل شارَكتْ
بِهِ العَجْزَ حَوْلاً أُمُّهُ وَهوَ مُرْضَعُ
فلا يَقْذِفَنْكَ الحَينُ في نابِ حَيّةٍ
عَصَا كُلَّ حَوّاءٍ بِهِ السّمُّ مُنْقَعُ
يَفِرّ رُقَاةُ القَوْمِ لا يَقْرَبُونَهُ،
خَشاشُ حِبالٍ فاتِكُ اللّيلِ أقْرَعُ
مِنَ الصُّمّ إنْ تَعْلُكْكَ منه شكيمةٌ
تَمُتْ أوْ تُفِقْ قد بادَ عَقلُكَ أجمعُ
تَرَى جَسَداً عَيْناكَ تَنْظُرُ ساكِناً،
وَلَستَ ولَوْ ناداكَ لُقمانُ تَسْمَعُ
فَإيّاكَ! إني قَلّ ما أزْجُرُ أمْرأً
سِوى مَرّةٍ، إني بِمَنْ حانَ مُولَعُ
فَذلكَ تَقْديمي إلَيْكَ، فإنْ تكُنْ
شَقِيّاً تَردْ حَوْض الذي كنتُ أمنعُ
وَقَدْ شابَ صُدغاكَ اللّئيمانِ عاتِباً
عَلَيْنا، وَفينا أُمُّكَ الغُولُ تَمْزَعُ
إلى حُجُرِ الأضْيافِ كلَّ عَشِيّةٍ،
بذي حَلَقٍ تَمشي بِه تَتدَعْدعُ
فما زِلتُ عن سَعدٍ لَدُن أنْ هجَوْتُها
أخُصّ، وَتَارَاتٍ أعُمّ فَأجْمَعُ
جُعِلْتُ على سَعْدٍ عَذاباً فأصْبَحَتْ
تَلاعَنُ سَعْدٌ في عَذابي وَتُقْمَعُ
تَلاعُنَ أهْلِ النّارِ، إذْ يَرْكَبُونَها،
وإذْ هيَ تَغشَى المُجْرِمِينَ وَتَسْفَعُ
ألمْ تَرَ سَعْداً أوْدَحَتْ إذْ دَكَكتُها
كَمَا دَكّ آطَامَ اليَمَامَةِ تُبّعُ
كَأنّ بَني سَعْدٍ ضِبَاعُ قَصِيمَةٍ،
تَفَرّعَها عَبْلُ الذّرَاعَينِ مِصْقَعُ
تُنَفِّسُ عَنْها بِالجُعُورِ وَتَتّقي
بِأذْنَابِها زبَّ المَناخِرِ طُلَّعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة
إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة
رقم القصيدة : 3519
-----------------------------------
إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ
فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ
سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى
وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ
كَسَوْتُ قَتودَ الرّحلِ من بعد ناقَتي
بِأحْمَرَ مَحْبُوكِ الضّلُوعِ رَبَاعِ
فَما حَسَبٌ منْ نَهْشَلٍ تَشهَدونَهُ،
إذا صَارَ في أيْدِيهِمُ، بِمُضَاعِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> شؤون صغيرة
شؤون صغيرة
رقم القصيدة : 352
-----------------------------------
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر.. دوائر
وترحل في آخر الليل عني
كنجم، كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
***
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي.. إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليلة
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
كصوت نبي
كصوت وارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة..
وأبقي أنا .. في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب..
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
.
. وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور .. وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
***
وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
أحسن أنا يا صديق ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع
لكي يستمر ضياعي
وحين أعود مساء إلى غرفتي
وأنزع عن كتفي الرداء
أحس - وما أنت في غرفتي -
بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي
وأبقي لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
رقم القصيدة : 3520
-----------------------------------
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ
عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ
لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ
جَدَعْتَ عَرَانِينَ المَزُونِ فَلا أرَى
أذلّ وَأخْزعى مِنْهُمُ يَوْمَ جُدِّعُوا
وَحَمّلْتَ أعجازَ البِغالِ فأصْبَحَتْ
مُحَذَّفَةً في كُلّ بَيْدَاءَ تَلْمَعُ
جَمَاجِمَ أشْياخٍ كَأنّ لِحاهُمُ
ثَعالِبُ مَوْتَى أوْ نَعَامٌ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أبَا المِنْهالِ ثَانٍ، كَأنّهُ
يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رعاء الشاء زيد مناة كانوا
رعاء الشاء زيد مناة كانوا
رقم القصيدة : 3521
-----------------------------------
رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا
بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا
وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا
على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نزع ابن بشر وابن عمرو قبله
نزع ابن بشر وابن عمرو قبله
رقم القصيدة : 3522
-----------------------------------
نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ
وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً،
فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ
أنْ سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ
إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها،
حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فدى لرؤوس من تميم تتابعوا
فدى لرؤوس من تميم تتابعوا
رقم القصيدة : 3523
-----------------------------------
فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا
إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ
أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ
أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد رزئت حزما وحلما ونائلا
لقد رزئت حزما وحلما ونائلا
رقم القصيدة : 3524
-----------------------------------
لَقدْ رُزِئت حَزْماً وَحِلماً وَنَائِلاً
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ يَوْمَ مَاتَ وَكِيعُ
وَما كانَ وَقّافاً وَكيعٌ، إذا بَدَتْ
نَجَائِبُ مَوْتٍ، وَبْلُهُنّ نَجِيعُ
إذا التقَتِ الأبْطالُ أبْصَرْتَ وَجهَهُ
مُضِيئاً، وَأعناقُ الكُماةِ خُضُوعُ
فَصَبْراً تَمِيمٌ، إنّما المَوْتُ مَنْهَلٌ
يَصِيرُ إلَيْهِ صَابِرٌ وَجَزُوعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> على ابن أبي سود تفيض دموعي
على ابن أبي سود تفيض دموعي
رقم القصيدة : 3525
-----------------------------------
على ابنِ أبي سُودٍ تَفِيضُ دُمُوعي،
وَمَنْ لِمِرَاسِ الحَرْبِ بَعْدَ وَكِيعِ
لَقَدْ كانَ قَوّاد الجِيادِ إلى الوَغَى،
عَلَيْهِنّ غابٌ مِنْ قَناً وَدُرُوعِ
تَقُولُ تَمهيمٌ بَعْدَما فُجِعُوا بِهِ:
لَقَدْ كانَ للأحْسابِ غَير مُضِيعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولا تحسبا أني تضعضع جانبي
ولا تحسبا أني تضعضع جانبي
رقم القصيدة : 3526
-----------------------------------
ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي
لفقدِ امرِىءٍ، لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا،
وَكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا
لَعَمرِي لَقَدْ أبقى ليَ الدّهرُ صَخرَةً
يُرَادَى بي الباغي وَلمْ أكُ أضْرَعَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أني إلى خير البرية كلها
أني إلى خير البرية كلها
رقم القصيدة : 3527
-----------------------------------
أنّي إلى خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّهَا
رَحَلْتُ وَما ضَاقَتْ عَليَّ المَطامِعُ
إلى القائِدِ المَيْمُونِ وَالمُهْتَدَى بِهِ،
إذ النّاسُ مَتْبُوعٌ وَآخَرُ تَابِعُ
طُبِعتَ على الإسْلام وَالحَزْمِ والندى،
ألا إنّما تُبْدِي الأمُورَ الطّبَائِعُ
فَداكَ رِجالٌ أوْقَدُوا ثمّ أخْمَدُوا،
مَنازلُهُمْ مِنْ كُلّ خَيرٍ بَلاقِعُ
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً
إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
تَبَسّمُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ، كأنّها
أقاحٌ تُرَوّيها الذِّهابُ اللّوَامِعُ
كَأنّ مُجَاجَ النّحْل بَينَ لِثاتِها،
وَمَاء سَحَابٍ أحْرَزَتْهُ الوَقَائِعُ
وَكادَتْ بَناتُ النّفسِ تَخرُجُ وَالحشا
وَتَنفَضّ من وجدٍ عليها الأضَالِعُ
أرَاني، إذا دارٌ بظَمْياءَ طَوّحَتْ،
أخا زَفَراتٍ تَعْتَقِبْها الفَوَاجِعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إليك ابن سيار فتى الجود واعست
إليك ابن سيار فتى الجود واعست
رقم القصيدة : 3528
-----------------------------------
إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ
بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه
إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ
إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ
بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ
فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها
إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ
أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ
من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ
كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ
جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى
أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ
لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها،
عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ
وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ،
إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ
فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ
أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ
كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى،
لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ
إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ
لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ
وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى
مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ
هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى
من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ
وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ
إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ
مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ،
وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ
أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ
معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ
خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ
بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ
إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ
وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ
غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ،
طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي
بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ
وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ
لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ
وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه
جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لكل امرىء نفسان نفس كريمة
لكل امرىء نفسان نفس كريمة
رقم القصيدة : 3529
-----------------------------------
لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ: نَفسٌ كرِيمَةٌ،
وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى
إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> كلمات
كلمات
رقم القصيدة : 353
-----------------------------------
يُسمعني.. حينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطرُ الأسودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ.. زخات
يحملني معهُ.. يحملني
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
وأنا.. كالطفلةِ في يدهِ
كالريشةِ تحملها النسمات
يحملُ لي سبعةَ أقمارٍ
بيديهِ وحُزمةَ أغنيات
يهديني شمساً.. يهديني
صيفاً.. وقطيعَ سنونوَّات
يخبرني.. أني تحفتهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأني كنزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشياءَ تدوخني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظات
يبني لي قصراً من وهمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطاولتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ولائمتي يوما على ما أتت به
ولائمتي يوما على ما أتت به
رقم القصيدة : 3530
-----------------------------------
وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ
صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري،
فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ
تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها
فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ
وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُرٌ
عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ
فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ
أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ
أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً،
فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ
وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي
سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ
أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ
إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> من يأت عواما ويشرب عنده
من يأت عواما ويشرب عنده
رقم القصيدة : 3531
-----------------------------------
مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ
يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ
بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ
وَلَقَدْ مَررْتُ بِبابِهِمْ، فَرَأيْتُهُمْ
صَرْعَى... قَائِماً يَتَتَعْتَعُ
فَذَكَرْتُ أهْلَ النّارِ حينَ رَأيْتُهُمْ،
وَحَمِدْتُ خائِفَنا عَلى ما يَصْنعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا باهلي تحته حنظلية
إذا باهلي تحته حنظلية
رقم القصيدة : 3532
-----------------------------------
إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ
لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَةٌ،
وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ
غُلامٌ أتاهُ اللّؤمُ من شَطرِ عَمّهِ،
لَهُ مِسْمَعٌ وَافٍ، وَآخَرُ أجدعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> هلال بن همام فخلوا سبيله
هلال بن همام فخلوا سبيله
رقم القصيدة : 3533
-----------------------------------
هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،
فَتىً لمْ يَزلْ يَبْني العُلى مُذْ تَيَفّعا
فَتىً مِحْرَبِيّاً مَا تَزَالُ يَمِينُهُ
تُدافَعُ ضَيْماً، أوْ تَجودُ فتَنْفَعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> يا ويح صبيتي الذين تركتهم
يا ويح صبيتي الذين تركتهم
رقم القصيدة : 3534
-----------------------------------
يا وَيحَ صِبْيَتيَ الّذِينَ تَرَكْتُهُمْ،
لا يُنْضجُونَ مِنَ الهُزالِ كُرَاعَا
قَدْ كانَ فيّ لَوَ انّ دَهْراً رَدّني
لِبَنيَّ، حَتى يَكْبَرُوا، لمَتَاعَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد ضرب الحجاج ضربة حازم
لقد ضرب الحجاج ضربة حازم
رقم القصيدة : 3535
-----------------------------------
لقَدْ ضَرَبَ الحَجّاجُ ضَرْبَةَ حازِمٍ
كَبا جُندُ إبْليسٍ لها وتَضَعضَعُوا
أضَاءَ لَهِا مَا بَينَ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ،
بنُورٍ مُضِيءٍ، وَالأسِنّةُ شُرَّعُ
وَخَرّتْ شَياطِينُ البِلادِ كَأنّها،
مَخافَةَ أُخْرَى، في الأزِمّةِ خُضّعُ
فَلَمْ يَدَعِ الحَجّاجُ من ذي عَداوَةٍ
مِنَ الناسِ إلاّ يَسْتَكِينُ وَيَضرَعُ
إذا حارَبَ الحَجّاجُ أيَّ مُنافِقٍ،
عَلاهُ بسَيْفٍ كُلّمَا هُزّ يَقْطَعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> منا الذي اختير الرجال سماحة
منا الذي اختير الرجال سماحة
رقم القصيدة : 3536
-----------------------------------
مِنّا الّذِي اخْتِيرَ الرّجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إذا هَبّ الرّياحُ الزّعَازِعُ
وَمِنّا الّذي أعْطَى الرّسُولُ عَطِيّةً
أُسارَى تَمِيمٍ، وَالعُيُونُ دَوَامِعُ
وَمِنّا الذي يُعطي المِئِينَ وَيَشترِي الـ
ـغَوَالي، وَيَعْلُو فَضْلُهُ مَنْ يُدافعُ
وَمِنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وَحامِلٌ
أغَرُّ إذا التَفّتْ عَلَيهِ المَجَامِعُ
وَمِنّا الّذي أحْيَا الوَئِيدَ وَغالِبٌ
وَعَمْروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأقارِعُ
وَمِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتّيانُ غارَةٍ،
إذا مَتعَتْ تحتَ الزِّجاجِ الأشاجعُ
وَمِنّا الّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجَا
لنَجْرَانَ حَتى صَبْحَتْها النّزَائِعُ
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ،
إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ
نمَوْني فأشْرَفْتُ العَلايَةَ فَوقَكُمْ
بُحُورٌ، وَمنّا حَامِلُونَ وَدافَعُ
بهِمْ أعْتَلي مَا حَمّلَتْني مُجاشِعٌ،
وَأصْرَعُ أقْرَاني الّذِينَ أُصَارِعُ
فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيْبٌ تَسُبّني،
كأنّ أباها نَهْشَلٌ أوْ مُجَاشَعُ
أتَفْخَرُ أنْ دَقّتْ كُلَيْبٌ بنَهْشَلٍ،
وَما مِنْ كُلَيْبٍ نَهْشَلٌ وَالرَّبائِعُ
وَلَكِنْ هُما عَمّايَ من آلِ مَالِكٍ،
فأقْعِ فَقَدْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ
فإنّكَ إلاّ ما اعتَصَمْتَ بنَهْشَلٍ،
لمُسْتَضْعَفٌ يا ابنَ المَرَاغَةِ ضَائَعُ
إذا أنتَ يا ابنَ الكَلْبِ ألقَتْكَ نهشلٌ
ولَمْ تَكُ في حِلْفٍ فَما أنتَ صَانِعُ
ألا تَسألُونَ النّاس عَنّا وَعَنْكُمُ،
إذا عُظّمَتْ عِندَ الأمورِ الصّنائَعُ
تَعالَوْا، فَعُدّوا، يَعلَمِ النّاسُ أيُّنا
لصَاحِبِهِ في أوّلِ الدّهْرِ تابَعُ
وَأيُّ القَبِيلَينِ الّذي في بُيُوتِهِمْ
عِظامُ المَساعي وَاللُّهَى وَالدّسائَعُ
وَأينَ تُقَضّي المالِكَانِ أُمُورَها
بحَقٍّ، وَأينَ الخافِقاتُ اللّوَامِعُ
وَأينَ الوُجُوهُ الوَاضِحاتُ عَشِيّةً
على البابِ وَالأيدي الطِّوَالُ النّوَافعُ
تَنَحَّ عَنِ البَطْحاءِ، إنّ قَدِيمَها
لَنا، وَالجِبالُ البَاذِخاتُ الفَوَارِعُ
أخَذْنا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْكُمُ،
لَنَا قَمَرَاها وَالنّجُومُ الطّوَالِعُ
لَنَا مقْرَمٌ يَعْلُو القُرومُ هَدِيرُهُ
بِذَخْ، كُلُّ فَحْلٍ دونَه متَوَاضَعُ
هَوى الخَطَفَى لمّا اخْتَطَفْتُ دِماغه
كما اختَطفَ البازِي الخَشاش المُقارِعُ
أتَعْدلُ أحْسَاباً لِئَاماً أدِقّةً
بأحْسابِنا؟ إني إلى الله رَاجَعُ
وَكُنّا إذا الجَبّارُ صَعّرَ خَدَّهُ،
ضَرَبْناهُ حَتى تَسْتَقِيمَ الأخادِعُ
وَنَحْنُ جَعَلْنا لابنِ طَيْبَةَ حكمَهُ
مِنَ الرّمْحِ إذْ نَقْعُ السّنابك ساطعُ
وَكُلُّ فَطِيم يَنْتَهي لِفِطَامِهِ،
وَكُلُّ كُلَيْبيٍّ وَإنْ شابَ رَاضِعُ
تَزيّدَ يَرْبُوعٌ بهِمْ في عِدادِهِمْ،
كما زيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارِعُ
إذا قيلَ: أيُّ النّاسِ شَرٌّ قَبِيلَةً؟
أشارَتْ كُلَيْبٌ بالأكفّ الأصَابِعُ
ولم تَمنَعُوا يَوْمَ الهُذَيلِ بَناتِكُمْ،
بَني الكَلبِ، وَالحامي الحَقيقةَ مانِعُ
غَادةَ أتَتْ خَيلُ الهُذَيلِ وَرَاءكُمْ
وَسُدّتْ عَلَيَكُمْ من إرَابَ المَطالعُ
بَكَيْنَ إلَيْكُمْ، وَالرّمَاحُ كأنّها
معَ القَوْمِ أشطانُ الجَرُور النّوازِعُ
دَعَتْ يالَ يَرْبُوعٍ، وَقَد حالَ دونها
صُدُورُ العَوَالي وَالذُّكُورُ القَوَاطِعُ
فَأيَّ لَحَاقٍ تَنْظُرُونَ، وَقَدْ أتَى
على أُمُلِ الدَّهْنا النّسَاءُ الرّوَاضِعُ
وَهُن رُدافَى، يَلْتَفِتْنَ إلَيكُمُ،
لأسُوُقِها خَلْفَ الرّجالِ قَعاقِعُ
بِعَيطٍ إذا مَالَتْ بِهِنّ خَمِيلَةٌ،
مَرَى عَبَرَاتِ الشّوْقِ منها المَدامِعُ
تَرَى للكُلَيْبِيّاتِ، وَسْطَ بُيُوتهِمْ،
وُجُوهَ إماءٍ لمْ تَصُنْها البَرَاقِعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أظن رجال الدرهمين تسوقهم
أظن رجال الدرهمين تسوقهم
رقم القصيدة : 3537
-----------------------------------
أظُنّ رِجَالَ الدّرْهَمَينِ تَسُوقُهُمْ
إلى قَدَرٍ، آجالُهُمْ وَمصَارِعُ
وَأحْزَمُهُمْ مَنْ قَرّ في قَعْرِ بَيْتِهِ
وَأيْقَنَ أنّ العَزْمَ لا بُدّ وَاقِعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لحادينا المقحم سيره
عجبت لحادينا المقحم سيره
رقم القصيدة : 3538
-----------------------------------
عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ
بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ
حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا
وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا
لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا
لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها
خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا
مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما،
تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا
نَوارُ لها يَوْمَانِ: يَوْمٌ غَرِيرَةٌ،
وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا
يقولون: زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها،
وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا
وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ
تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا
وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ،
على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا
يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ
على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا
وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ،
رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا
وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها،
وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بين إذا نزلت عليك مجاشع
بين إذا نزلت عليك مجاشع
رقم القصيدة : 3539
-----------------------------------
بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ،
أوْ نَهْشَلٌ، تَلِعاتُكمْ ما تَصْنَعُ
في جَحْفَلٍ لَجبٍ كَأنّ زُهاءَهُ
شَرْقيُّ رُكْنِ عَمايَتَينِ الأرْفَعُ
وَإذا طُهَيّةُ مِنْ وَرَائِي أصْبَحَتْ
أجَمُ الرّماحِ عَلَيْهِمُ يَتَزَعْزَعُ
حَوْضي بَنُو عُدُسٍ على مَسْقاتِهِ،
وَبَنُو شَرَافَ مِنَ المَكارِمِ مُتْرَعُ
إن كان قَدْ أعياكَ نَقضُ قصَائدي
فانظُرْ جَرِيرُ إذا تَلاقَى المَجْمعُ
وَتَهادَرُوا بِشَقَاشِقٍ، أعْناقُها
غُلْبُ الرّقابِ، قُرُومُها لا تُوزَعُ
هَلْ تَأتِينّ بِمِثْلِ قَوْمِكَ دارِماً،
قَوْماً زرَارَةُ مِنْهُمُ وَالأقْرَعُ
وَعُطارِدٌ، وَأبُوهُ، مِنهُم حاجبٌ،
وَالشّيْخُ ناجِيَةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ
ورَئيسُ يَوْمِ نَطاعِ صعصَعَةُ الذي
حِيناً يَضُرّ، وكانَ حِيناً يَنْفَعُ
واسألْ بِنا وَبِكُمْ إذا وَرَدَتْ مِنىً
أطْرَافُ كُلِّ قَبيلَةٍ، مَنْ يَسْمَعُ
صَوْتي وَصَوْتَكَ يُخبرُوكَ مَنِ الذي
عَنْ كلّ مَكْرُمَةٍ لخِنْدِفَ يَدْفَعُ
وَإذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لمْ تَجِدْ
أحَداً يُعِينُكَ غَيرَ مَنْ يَتقَصّعُ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لوليتا
لوليتا
رقم القصيدة : 354
-----------------------------------
صار عمري خمس عشرة
صرت أحلى ألف مرة
صار حبي لك أكبر
ألف مرة..
ربما من سنتين
لم تكن تهتم في وجهي المدور
كان حسني بين بين ..
وفساتيني تغطي الركبتين
كنت آتيك بثوبي المدرسي
وشريطي القرمزي
كان يكفيني بأن تهدي إلي
دمية .. قطعة سكر ..
لم أكن أطلب أكثر
وتطور..
بعد هذا كل شيء
لم أعد أقنع في قطعة سكر
ودمي .. تطرحها بين يدي
صارت اللعبة أخطر
ألف مرة..
صرت أنت اللعبة الكبرى لدي
صرت أحلى لعبة بين يدي
صار عمري خمس عشره..
*
صار عمري خمس عشره
كل ما في داخلي .. غنى وأزهر
كل شيء .. صار أخضر
شفتي خوح .. وياقوت مكسر
وبصدري ضحكت قبة مرمر
وينابيع .. وشمس .. وصنوبر
صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر
والذي كان سويا قبل عامين تدور
فتصور ..
طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب
والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب
أصبحت قطعة جوهر..
لا تقدر ..
*
صار عمري خمس عشره
صرت أجمل ..
وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل
سوف ألتف بشال قصبي
وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي..
أنت بعد اليوم لن تخجل في
فلقد أصبحت أطول ..
آه كم صليت كي أصبح أطول..
إصبعا .. أو إصبعين..
آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر
سنة أو سنتين ..
آه .. كم ثرت على وجهي المدور
وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي
وعلى الحب .. بشكل أبوي
لا تعاملني بشكل أبوي
فلقد أصبح عمري خمس عشرة.


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إني لأبغص سعدا أن أجاوره
إني لأبغص سعدا أن أجاوره
رقم القصيدة : 3540
-----------------------------------
إني لأُبْغصُ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ،
ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ،
وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو لم يفارقني عطية لم أهن
لو لم يفارقني عطية لم أهن
رقم القصيدة : 3541
-----------------------------------
لَوْ لمْ يُفارِقْني عَطِيّةُ لَمْ أهُنْ
وَلَمْ أُعْطِ أعدائي الذي كُنتُ أمْنَعُ
شُجاعٌ إذا لاقَى، وَرَامٍ إذا رَمعى،
وَهادٍ إذا ما أظْلَمَ اللّيلُ مِصْدَعُ
سأبكيكَ حَتى تُنْفِدَ العينُ ماءَها،
وَيَشْفيَ مِنّي الدّمْعُ ما أتَوَجّعُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لم أر جارا لامرىء يستجيره
لم أر جارا لامرىء يستجيره
رقم القصيدة : 3542
-----------------------------------
لمْ أرَ جاراً لامْرِىءٍ يَسْتَجِيرُهُ،
كَجارِيَ أوْفَى لي جِوَاراً وَأمْنَعا
رَمَى بي إلَيْهِ الخَوْفُ حَتى أتَيْتُهُ،
وَقَدْ يَمْنَعُ الحَامي إذا ما تَمَنّعا
فَشَمّرَ عَنْ ساقَيْهِ حَتى تَطامَنَتْ
أنايب نفسي واستقرت بها معاً
به حَطَمَ الله القيودَ وأومنت
مَخافَةُ نَفْسٍ طُومِنَتْ أنْ تفزّعا
كمَنْعِ أبي لَيْلى عِياضَ بنَ دَيْهَثٍ
عَشِيّةَ خافَ القَوْمُ أنْ يَتَمَزّعا
فَما يحيَ لا أخشَ العدُوَّ وَلا أزَلْ
على الناسِ أعلو من ذُرَى المجد مَفرَعا
جَزَى الله جارِي خير ما كان جازِياً،
من الناسِ جارَاً، يَوْمَ بِنْتُ مُوَدَّعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> بني نهشل هلا أصابت رماحكم
بني نهشل هلا أصابت رماحكم
رقم القصيدة : 3543
-----------------------------------
بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم
عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً،
وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا
قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْ
مَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا
فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌ
عَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ليبك على الحجاج من كان باكيا
ليبك على الحجاج من كان باكيا
رقم القصيدة : 3544
-----------------------------------
لِيَبْكِ على الحَجّاجِ مَنْ كانَ باكياً
على الدِّينِ أوْ شارٍ على الثّغْرِ وَاقِفِ
وَأيْتامُ سَوْداءِ الذّراعَينِ لمْ يَدَعْ
لها الدّهرُ مالاً بالسّنِينَ الجَوَالِفِ
وما ذَرَفَتْ عَيْنانِ بَعْدَ مُحَمّدٍ
عَلى مِثْلِهِ، إلاّ نُفُوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمّنَتْ أرْضٌ فتحملَ مِثْلَهُ،
وَلا خُطّ يُنْعى في بُطونِ الصّحائِفِ
لحَزْمٍ وَلا تَنكِيلِ عِفْرِيتِ فِتْنَةٍ،
إذا اكتَحَلَتْ أنيابُ جَرْباءَ شارِفِ
فَلمْ أرَ يَوْماً كانَ أنْكَى رَزِيّةً،
وَأكْثَرَ لَطّاً للعُيُونِ الذّوَارِفِ
مِنَ اليَوْمِ للحَجّاجِ لمّا غَدَوْا بِهِ،
وَقد كانَ يَحمي مُضْلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهْمِلَةٍ لَمّا أتَاهَا نَعِيُّهُ،
أرَاحَتْ عَلَيها مَهمَلاتِ التّنايِفِ
فَقالَتْ لعَبْدَيْها: أرِيحا! فَعَقِّلا،
فَقدَ ماتَ راعي ذُوْدِنا بالطّراَيِفِ
وَماتَ الّذي يَرْعَى على النّاسِ دِينَهم،
وَيَضرِبُ بالهِندّي رَأسَ المخالِفِ
فَلَيْتَ الأكُفّ الدّافِناتِ ابنَ يوسف
تَقطّعَن إذْ يَحْثِينَ فَوْقَ السّقايِفِ
وَكَيْفَ، وَأنْتُمْ. تَنظُرُونَ، رَمَيتُم
بِهِ بَينَ جَوْلَيْ هَوّةٍ في اللّفَايِفِ
ألمْ تَعْلَمُوا أنّ الّذِي تَدْفنُونَهُ
بِهِ كانَ يُرْعَى قاصِياتُ الزّعانِفِ
وَكانَتْ ظُباتُ المَشرَفِيّةِ قَدْ شَفَى
بها الدِّين والأضْغانَ ذاتَ الخَوَالِفِ
ولَمْ يَكُ دُونَ الحُكْمِ مالٌ وَلم تكن
قُواهُ مِنَ المُستَرْخِياتِ الضّعايِفِ
وَلكِنّها شَزْراً أُمرّتْ، فأُحكمَتْ
إلى عُقَدٍ تُلْوَى وَرَاءَ السّوَالِفِ
يَقُولُونَ لَمّا أنْ أتَاهُمْ نَعيُّهُ،
وَهم من وَرَاءِ النهرِ جَيشُ الرّوَادِفِ
شَقِينا وَماتَتْ قُوّةُ الجَيشِ وَالّذِي
بِهِ تُرْبَطُ الأحْشاءُ عِنْدَ المَخاوِفِ
فإنْ يكُنِ الحَجّاجُ ماتَ فلَمْ تَمُتْ
قُرُومُ أبي العاصِي الكِراَمِ الغَطارِفِ
ولَمْ يَعدَموا مِنْ آلِ مَرْوَانَ حَيّةً
تَمامَ بُدُورٍ، وَجْهُهُ غَيرُ كاسِفِ
لَهُ أشْرَقَتْ أرْضُ العِرَاقِ لِنُورِهِ،
وَأُومِنَ، إلاّ ذَنْبَهُ، كُلُّ خائِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم خيال من علية بعدما
ألم خيال من علية بعدما
رقم القصيدة : 3545
-----------------------------------
ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا
رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها
إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ
فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ،
لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ
وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ
عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ
لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً،
مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ
ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا
مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ
قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها،
بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ
فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها
نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ
وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا
سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ
وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها،
إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ
وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى
وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ
أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ
أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ
وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا
عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ
وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى
عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ
تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى،
فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ
إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ
بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ
إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ
تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ
سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا،
لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ
عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها،
من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ
كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها،
به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ
دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً
ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ
فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى
بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ
إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً
وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ
هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً
وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ
مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ
قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ
ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ
نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ
وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ،
لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ
إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ،
وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ
هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل
لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ
أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ
وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ
حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ
عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ
وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ،
إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ
حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ،
وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ
وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ
عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ
فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ،
فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ
وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ،
وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ
وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا
تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ
وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ
إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ
وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً،
إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ
مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ
عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ
وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ
بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ
لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ
لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ
وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ،
وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ
وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي
فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ
وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ
سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ
أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ
بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ
عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا،
وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ
عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي،
وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ
وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي
إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ
وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني
لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ
كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ
لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ
وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس
قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ
أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ،
عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني
لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني
رقم القصيدة : 3546
-----------------------------------
لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني
مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ
عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ
شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ،
مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ
بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما
يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ
تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ،
إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى
يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ
تَبَيّنْ خَليلي هَلْ تعرَى من ظَعائِنٍ
لِمَيّةً أمْثالِ النّخِيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَت يَأتي الآلُ دُونَها
مِراراً وَتَزْهاها الضّحى بالأصَالِفِ
إذا عَرَضَتْ مَرّتْ على الُّلجّ جَارِياً،
تَخالُ بها مَرَّ السّفِينِ النّوَاصِفِ
يَجُورُ بهَا المَلاّحُ ثُمّ يُقيِمُها،
وَتَحْفِزُها أيْدي الرّجالِ الجَوَاذِفِ
إليكَ ابن خيرِ الناسِ حمّلتُ حاجَتي
عَلى ضُمّرٍ كُلّفن عَرْضَ السّنائِفِ
بَناتِ المَهاري الصُّهْبِ كلِّ نَجيبَةٍ
جُمَالِيّةٍ تَبْرِي لأعْيَسَ رَاجِفْ
يَظَلّ الحَصى مِنْ وَقْعِهِنّ كأنّما
تَرَامى به أيدي الأكُفّ الحَوَاذِفِ
إذا رَكِبَتْ دَوّيّةً مُدْلَهِمّةً،
وَصَوّتَ حاديِهَا لَها بِالصّفاصِفِ
تَغالَيْنَ كالجِنّانِ حَتى تَنُوطهُ
سُرَاها وَمَشْيُ الرّاسِمِ المُتَقاذِفِ
عِتاقٌ تَغٍشّتْها السُّرَى، كُلَّ لَيلَةٍ،
وَرُكْبانُها كالمَهْمَهِ المُتَجانِفِ
كأنّ عَصِيرَ الزّيْتِ مِمّا تَكَلّفَتْ
تَحَلّبَ مِنْ أعْناقِها وَالسّوَالِفِ
عَوَامِدُ للعَبّاسِ لمْ تَرْضَ دُونَهُ
بقَوْمٍ وَإنْ كانُوا حِسانَ المطارِفِ
لتَسْمَعَ مِنْ قَوْلي ثَناءً وَمَدْحَةً،
وَتَحَمِلَ قَوْلي يا ابنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وَكمْ من كَرِيمٍ يَشتكي ضَعْفَ عظمه
أقَمْتَ لَهُ ما يَشتَكي بالسّقائِفِ
وآَمَنْتَهُ مِمّا يَخافُ، إذا أوَى
إلَيْكَ، فَأمْسَى آمِناً غَيرَ خائِفِ
وأنْتَ غِياثُ المُمحِلِينَ إذا شَتَوْا،
وَنُورُ هِدىً يا ابنَ المُلُوكِ الغطارِفِ
ثَنائي على العَبّاسِ أكْرَمِ من مشَى
إذا رَكِبُوا ثمّ التَقَوْا بِالمَوَاقِفِ
تَراهُمْ، إذا لاقاهِمُ يَوْمَ مَشْهَدٍ،
يَغُضّونَ أطرَافَ العُيُونِ الطّوَارِفِ
وَلَوْ ناهَزُوهُ المَجْد أرْبَى عَلَيْهِمُ
بِخَيْرِ سُقَاةٍ، تَعلَمونَ، وَغارِفِ
وَتَعْلُو بُحُورَ العالمِينَ بحُورُهُمْ،
بِفِعْلٍ عَلى فِعْلِ البَرِيّةِ ضَاعِفِ
ومَا وَلَدَتْ أُنْثَى مِنَ النّاسِ مِثْلَهُ،
وَلا لعفّهُ أظْآرُهُ في اللّفائِفِ
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ وانْشَقّتِ العَصَا،
وَلمْ تَخْبُ نِيرَانُ العَدُوّ المُقاذِفِ
فَزَعْنا إلى العَبّاسِ مِنْ خَوْفِ فِتَنةٍ
وَأنْيَابِها المُسْتَقْدِماتِ الصّوَارِفِ
وَكَمْ مِنْ عَوانٍ فَيْلَق قَدْ أبرْتَها
بأُخْرَى إلَيها بالخَميسِ المُرَاجِفِ
فَقَدْ أوْقَعَ العبّاسُ إذْ صَارَ وَقَعةً
نهَتْ كُلّ ذي ضِغْنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأغَنَيتَ مَن لمْ يَغنَ من أبطإ السُّرَى،
وَقَوّمْتَ دَرْءَ الأزْوَرِ المُتَجانِفِ
وَأنتَ الّذي يُخْشَى وَيُرْمى بك العدى
إذا أحْجَمَتْ خَيلُ الجيادِ المَخالِفِ
سَمَوْتَ فلمْ تَترُكْ على الأرْضِ ناكثاً،
وَآمَنْتَ مِنْ إحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أبَرْتَ زُحُوفَ المُلْحِدِينَ وَكِدتَهم
بمُسْتَنصِرٍ يَتْلُو كِتابَ المَصَاحِفِ
تَأخّرَ أقْوَامٌ، وَأسْرَعْتَ للّتي
تُغَلّلُ نُشّابَ الكَميّ المُزَاحِفِ
وَأنْتَ إلى الأعْدَاءِ أوّلُ فَارِسٍ
هُناكَ، وَوَقّافٌ كَرِيمُ المَوَاقِفِ
بِضَرْبٍ يُزيلُ الهَامَ عَنْ مُستَقَرّهِ،
وَطَعْنٍ بِأطْرَافِ الرّماحِ الجَوَائِفِ
سَبَقتَ بأهْلِ الكوفةِ المَوْتَ بَعدَما
أُرِيدَ بإحدى المُهلِكاتِ الجَوَالِفِ
فَلمْ يُغنِ مَن في القصرِ شيئاً وَصَيّحوا
إلَيكَ بأصْوَاتِ النّساءِ الهَوَاتِفِ
أخُو الحَرْبِ يَمْشِي طاوِياً ثمّ يَقتدي
مُدِلاًّ بِفُرْسَانِ الجيِادِ المَتَالِفِ
يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ صَناديدَ بَينَها
بِسُورَاءَ في إجْرَائِها وَالمَزَاحِفِ
وَما طَعِمَتْ مِنْ مَشَرَبٍ مُذ سقيَتها
بِتَدْمُرَ إلاّ مَرّةً بِالشّفَائِفِ
مِنَ الشّأمِ حتى باشَرَتْ أهْلَ بابلٍ
وَأكْذَبْتَ مِمّا مّعُوا كلَّ عائِفِ
وَقَدْ أبْطَأ الأشْيَاعُ حَتى كَأنّما
يُساقُونَ سَوْقَ المُثْقَلاتِ الزّوَاحِفِ
لَعَمرِي! لقد أسرَيتَ لا لَيل عاجزٍ
وَما نمتَ فيمَنْ نامَ تحتَ القَطائِفِ
فَجاءوا وَقَدْ أطفَأتَ نِيرَانَ فِتْنَةٍ،
وَسكّنتَ رَوْعاتِ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
رقم القصيدة : 3547
-----------------------------------
وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها
وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها
إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ
من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ
وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ
تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ
فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَتْ
بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِفِ
لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ
وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ
أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي
لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ
تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُهُ
ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ
وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي
وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ
إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِهِ،
وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ
عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَتْ
بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ
فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ
هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ
أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما
حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ
فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِهِ
ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ
عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ
لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّهُ
تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ
أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا
إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ
هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ،
بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ
وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها
عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ
فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ
حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ
رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ
فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعم الفتى خلف إذا ما أعصفت
نعم الفتى خلف إذا ما أعصفت
رقم القصيدة : 3548
-----------------------------------
نِعْمَ الفَتى خَلَفٌ، إذا ما أعْصَفَتْ
رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيْفِهِ،
كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ
مِنْ عَاقِرٍ كدمِ الرُّعَافِ مُدامَةٍ،
صَهْبَاء، أشْبَهها دِمَاءُ الرُّعّفِ
لله دَرُّكَ حِينَ يَشْتَدّ الوَغَى،
وَلَنِعْم دَاعي الصّارِخِينَ الهُتّفِ
أنْتَ المُرَجَى للعَشِيرَةِ كُلِّهَا،
في المَحْلِ أوْ صَكِّ الجُموعِ الزُّحّفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> قد نال بشر منية النفس إذ غدا
قد نال بشر منية النفس إذ غدا
رقم القصيدة : 3549
-----------------------------------
قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا
بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ
فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ،
وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ
بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ
مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> نهر الأحزان
نهر الأحزان
رقم القصيدة : 355
-----------------------------------
عيناكِ كنهري أحزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محترقٌ
نيراني تأكلُ نيراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لو كانَ بإمكاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ وأحزاني
سفني في المرفأ باكيةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكتي؟
يا ظلَّ الله بأجفاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجملَ.. أجملَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعرٍ إسباني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجداني
إني لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ ..و أحزاني
أأقولُ أحبكِ يا قمري؟
آهٍ لو كان بإمكاني
فأنا إنسانٌ مفقودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعني دربي.. ضيّعَني
إسمي.. ضيَّعَني عنواني
تاريخي! ما ليَ تاريخٌ
إني نسيانُ النسيانِ
إني مرساةٌ لا ترسو
جرحٌ بملامحِ إنسانِ
ماذا أعطيكِ؟ أجيبيني
قلقي؟ إلحادي؟ غثياني
ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ
يرقصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن ناري ودُخاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ... وأحزاني


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> مضت سنة لم تبق مالا وإننا
مضت سنة لم تبق مالا وإننا
رقم القصيدة : 3550
-----------------------------------
مَضَتْ سَنَةٌ لَمْ تُبْقِ مالاً، وَإنّنَا
لَنَنْهَضُ في عامٍ من المَحِل رَادِفِ
فَقُلتُ: أبانُ بنُ الوَليدِ هُوَ الّذِي
يُجِيرُ مِنَ الأحْداثِ نِضْوَ المَتالِفِ
فَتىً لمْ تَزَلْ كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى
تَفِيضَانِ سَحّاً مِنْ تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمْرُكَ ما أصْبَحْتُ أنْثُو عَزِيمَتي
وَلا مُخْدِرٌ بَينَ الأمورِ الضّعائِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أنت الذي عنا بلال دفعته
أنت الذي عنا بلال دفعته
رقم القصيدة : 3551
-----------------------------------
أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ
وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ
إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ
وَلم تَرَ مثلَ الأشْعَريِّ، إذا رَمى
بحَبْلٍ إلى الكَفَّينِ، جاراً لِخَائِفِ
هُوَ المانعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرَى،
وَيَحْفَظُ للإسلام ما في المَصَاحِفِ
أرَى إبِلي مِمّا تَحِنّ خِيَارُها،
إذا عَلِقَتْ أقْرَانُهَا بِالسّوالِفِ
بِها يُحقَنُ التّامُورُ إنْ كَانَ وَاجباً
وَيَرْقَأُ تَوْكافُ العُيُونِ الذّوَارِفِ
وَإنّا دَعَوْنا الله، إذْ نَزَلَتْ بِنَا
مُجَلِّلَةً إحْدَى اللّيَالي الخَوَائِفِ
فَسَلّ بِلالٌ دُونَنَا السّيْفَ للقِرَى
عَلى عُبُطِ الكُومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ،
وَبالسّيْفِ خَلاّتِ الكِرَامِ الغَطارِفِ
ثَنَتْ مُضْمَراتٌ مِنْ بِلالٍ قُلوبَنا،
إلى مُنْكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
رقم القصيدة : 3552
-----------------------------------
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا
ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ،
وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ
عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا
نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها،
كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي
رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها
نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ
عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى،
وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ،
وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا
حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي
بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ،
وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ
إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ
قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا
مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إنا لننصف منا بعد مقدرة
إنا لننصف منا بعد مقدرة
رقم القصيدة : 3553
-----------------------------------
إنّا لَنُنْصِفُ مِنّا بَعْدَ مَقْدُرَةٍ
على هَضِيمَتِهِ مَنْ لَيسَ يَنتَصِفُ
وَنَمنَعُ النَّصْفَ ذا الأنْفِ الأشَمِّ إذا
كانَ التّهَضّمُ فيه العزُّ والأنَفُ
وَنَكْتَفي من سِوَانا في الحُرُوبِ بِنا
إذا تَداعَى عَلَينا النّاسُ فَأْتَلَفُوا
عَزّتْ تَمِيمٌ بِعِزّ الله فانْفَرَدَتْ،
وَخافَ مِنهَا شَذاها النّاسُ فاختَلَفُوا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
رقم القصيدة : 3554
-----------------------------------
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ،
وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما
تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ
لجَاجَةُ صُرْمٍ لَيسَ بالوَصْلِ، إنّما
أخو الوَصْلِ من يَدنو وَمَن يتَلَطّفُ
إذا انتَبهَتْ حَدْرَاءُ من نوْمةِ الضّحى
دَعَتْ وَعَليها دِرْعُ خَزٍّ وَمِطْرَفُ
بأخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بهِ
عِذابَ الثّنايا طَيّباً حِينَ يُرْشَفُ
وَمُسْتَنْفِزَاتٍ للقُلُوبِ، كَأنّها
مَهاً حَوْلَ مَنْتُوجاتِهِ يَتَصَرّفُ
يُشَبَّهْنَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأنّها
مِرَاضُ سُلالٍ أوْ هَوَالِكُ نُزَّفُ
إذا هُنّ سَاقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأنّه
جَنى النّحْلِ أوْ أبكارُ كَرْمٍ يُقَطَّفُ
مَوانِعُ لِلأسْرَارِ، إلاّ لأهْلِهَا،
وَيُخلِفنَ ما ظنّ الغيورُ المُشَفْشِفُ
يُحَدِّثنَ بعَدَ اليأسِ من غَيرِ رِيبَةٍ،
أحاديثَ تَشفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ
إذا القُنْبُضَاتُ السّودُ طوّفن بالضّحى
رَقَدْنَ عَليهنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
وَإنْ نَبّهَتْهُنّ الوَلائِدُ بَعْدَمَا
تَصَعّدَ يَوْمُ الصّيْفِ أوْ كاد يَنصُفُ
دَعوْنَ بقُضْبانِ الأرَاكِ التي جَنَى
لها الرّكْبُ من نَعمَانَ أيّامَ عَرّفُوا
فَمِحْنَ بِهِ عَذْباً رُضَاباً، غُرُوبُهُ
رِقاقٌ وَأعلى حَيْثُ رُكّبْنَ أعْجَفُ
لَبِسْنَ الفِرِنْدَ الخُسْرُوَانيَّ دُونَهُ،
مَشاعِرَ مِنْ خَزّ العِرَاقِ، المُفَوَّفُ
فكَيْفَ بمَحْبُوسٍ دَعاني، وَدُونَهُ
دُرُوبٌ وأبْوَابٌ وَقَصْرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهْبٌ لِحاهُمْ رَاكِزُونَ رِماحَهُمْ،
لهمْ دَرَقٌ تحتَ العَوَالي مُصَفَّفُ
وَضَارِيَةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ
عَلَيهنّ خَوَّاضٌ إلى الطِّنءِ مِخشَفُ
يُبَلّغُنا عَنْهَا بِغَيْرِ كَلامِهَا
إلَيْنا مِنَ القَصْرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوْتَ الذي سَوّى السّمَواتِ أيْدُهُ،
ولَلَّهُ أدْنَى مِنْ وَرِيدي وَألْطَفُ
لِيَشْغَلَ عَني بَعْلَها بِزَمَانَةٍ
تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنْها فَنُسْعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمّ وَالهَوَى
فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأرْسَلَ في عَيْنَيْهِ مَاءً عَلاهُما
وَقَدْ عَلِموا أنّي أطَبُّ وَأعْرَفُ
فَدَاوَيْتُهُ عَامَينِ وَهْيَ قَرِيبَةٌ
أراهَا وَتَدْنو لي مِرَاراً فأرْشُفُ
سُلافَة جَفْنٍ خَالَطَتْها تَرِيكةٌ
على شَفتَيْها وَالذّكِيُّ المُسوَّفُ
فيا لَيْتَنا كُنّا بَعِيرَينِ لا نَرِدْ
عَلى مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ وَنُقْذَفُ
كِلانَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرَافُهُ
عَلى النّاسِ مَطْليُّ المَساعرِ أخْشَفُ
بِأرْضٍ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا
مِنَ الرَّيْطِ وَالدّيباجِ دِرْعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ،
وَأبْيَضُ مِنْ ماءِ الغمَامةِ قَرْقَفُ
وأشْلاءُ لحمٍ من حُبارَى، يَصِيدُها،
إذا نَحْنُ شِئنا، صَاحِبٌ مُتَألَّفُ
لَنَا ما تَمَنّيْنَا مِن العَيْشِ ما دَعَا
هَديلاً حَماماتٌ بِنَعْمانَ هُتفُ
إلَيْكَ أمِيرَ المؤمِنيِنَ رَمَتْ بِنَا
هُمُومُ المُنى وَالهَوْجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ
مِنَ المَالِ إلاّ مُسحَتاً أوْ مُجَرَّفُ
وَمُنْجَرِدُ السُّهْبَانِ أيْسَرُ مَا بِهِ
سَلِيبُ صُهَارٍ أوْ قُصَاعٌ مُؤلَّفُ
ومَائِرَةِ الأعْضَادِ صُهْبٍ كَأنّمَا
عَلَيها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدأنَا بِهَا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيلةٍ،
وَفيها نَشاطٌ من مِرَاحٍ وَعَجْرَفُ
فَما بَرِحَتْ حَتى تَقارَبَ خَطْوُها
وَبادَتْ ذُرَاها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحتى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغُودِرَتْ،
إذا ما أُنِيخَتْ، وَالمَدامعُ ذُرَّفُ
وَحتى مشَى الحادي البَطيءُ يَسُوقُها
لهَا بَخَصٌ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتى بَعَثْنَاهَا وَما في يَدٍ لَهَا،
إذا حُلّ عَنها رُمّةٌ وَهيَ رُسّفُ
إذا ما نَزلْنا قاتَلَتْ عَنْ ظُهُورِنَا،
حَرَاجِيجُ أمْثَالُ الأهلّةِ شُسّفُ
إذا مَا أرَيْنَاهَا الأزِمّة أقْبَلَتْ
إلَيْنَا، بِحُرّاتِ الوُجُوهِ، تَصَدّفُ
ذَرَعْنَ بِنا ما بَينَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ
إلى الشأمِ تَلْقَانَا رِعَانٌ وَصَفْصَفُ
فأفْنَى مِرَاحَ الدّاعِرِيّةِ خَوْضُهَا
بِنا اللّيْلَ إذْ نام الدَّثُورُ المُلَفَّفُ
إذا اغْبَرّ آفَاقُ السّمَاءِ وَكَشّفَتْ
كُسُورَ كبُيوتِ الحَيّ حمرَاءُ حَرْجَفُ
وَهَتّكَتِ الأطْنابِ كُلُّ عَظِيمَةٍ
لها تَامِكٌ من صَادِقِ النِّيّ أعْرَفُ
وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفَالِها
يَزِفّ وَرَاحَتْ خَلْفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصِّلا بِلَبَانِهِ
وَكَفّيْهِ حَرَّ النّارِ مَا يَتَحَرّفُ
وَأوْقَدَتِ الشِّعْرَى مع اللّيلِ نارَها،
وَأمْسَتْ محُولاً، جِلْدُها يتَوَسّفُ
وأصْبَحَ مَوْضُوعُ الصّقيعِ، كَأنّهُ
على سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلْبُ الحَيّ عَنْ نارِ أهْلِهِ،
ليَرْبِضَ فيها وَالصِّلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدْتَ الثّرَى فينا إذا يَبِسَ الثّرَى،
وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرَى جارَنا فينا يُجيرُ، وَإنْ جَنَى
فَلا هُوَ مِمّا يُنْطِفُ الجارَ يُنْطَفُ
وَيَمْنَعُ مَوْلانَا، وَإنْ كانَ نَائِياً،
بِنَا جَارَهُ مِمّا يَخَافُ وَيَأنَفُ
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ قُدُورَنَا
ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ
نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحلِ بالقِرَى
قُدُوراً بِمعْبُوطٍ تُمَدّ وَتُغْرَفُ
تُفَرَّغُ في شِيزَى، كَأنّ جِفَانَها
حِياضُ جِبىً، منها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ كَأنّهُمْ
عَلى صَنَمٍ في الجاهليّةِ عُكّفُ
قُعُوداً وخَلْفَ القاعِدِينَ سُطورُهمْ
جُنوحٌ، وأيديهِمْ جُموسٌ وَنُطّفُ
وَما حُلّ منْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا؛
وَلا قائِلٌ بالعُرْفِ فِينا يُعَنَّفُ
وَما قَامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيّنَا
فَيَنْطِقَ، إلاّ بالّتي هِيَ أعْرَفُ
وإني لمنْ قَوْمٍ بهِمْ تُتّقَى العِدَى،
وَرَأبُ الثّأى وَالجَانِبُ المُتَخَوِّفُ
وَأضْيَافِ لَيْلٍ، قَدْ نَقَلْنا قِرَاهمُ
إلَيْهِمُ، فأتْلَفنا، المَنايا، وَأتْلَفُوا
قَرَيْنَاهُمُ المَأثُورَةَ البِيض قَبْلَها
يُثِجّ العُرُوقَ الأَزْأَنيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسْرُوحَةً مِثْل الجَرَادِ يَسُوقُها
مُمَرٌّ قُوَاهُ وَالسَّرَاءُ المُعَطِّفُ
فأصْبَحَ في حَيثُ التَقَيْنا شَرِيدُهُمْ
طَلِيقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزْعَفُ
وَكنّا إذا ما استكْرَهَ الضّيْفُ بالقِرَى
أتَتْهُ العَوالي، وَهيَ بالسّمّ تَرْعَفُ
وَلا نَسْتَجِمُّ الخَيْلَ، حَتى نُعِيدَها
غَوانِم مِنْ أعدائِنا وَهيَ زُحّفُ
كَذلكَ كانَتْ خَيْلُنا، مَرّةً تُرَى
سِمَاناً، وَأحْيَاناً تُقَادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنّ مِنّا النّاقِصُونَ ذُحُولَهُمْ،
فَهُنّ بِأعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتّفُ
مَداليقُ حَتى تَأتَي الصّارِخَ الّذي
دَعا وَهْوَ بالثّغْرِ الذي هوَ أخوَفُ
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيْبٌ عنِ القِرَى
إلى الضّيْفِ نَمْشِي بالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدْرٍ فَثَأنا غَلْيَها بَعدَما غَلَتْ،
وأخْرَى حَشَشْنا بالعَوالي تُؤثَّفُ
وَكُلُّ قِرَى الأضْيافِ نَقرِي من القَنا
وَمُعْتَبَطٍ فِيهِ السّنَامُ المُسَدَّفُ
وَلَوْ تَشْرَبُ الكَلْبَى المرَاضُ دماءنَا
شَفَتْهها، وَذو الدَّاءِ الذي هُوَ أدْنَفُ
مِن الفَائِقِ المَحْبُوسِ عَنهُ لِسانُهُ
يَفُوقُ، وَفيهِ المَيّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجدْنا أعَزَّ النّاسِ أكْثَرَهُمْ حصىً،
وَأكْرَمَهُمْ مَنْ بالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلْتاهُما فِينا إلى حَيْثُ تَلْتقي
عَصَائِبُ لاقَى بَيْنَهُنّ المُعَرَّفُ
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ القَلِيلِ كَثيِرُنا
إذا ما دَعَا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفْنا الحَصَى عَنهُ الذي فوْقَ ظَهرِه
بِأحْلامِ جُهّالٍ، إذا ما تَغَضّفُوا
عَلى سَوْرَةٍ، حَتى كأنّ عَزِيزَهَا
تَرَامَى بهِ مَن بَينِ نِيقَينِ نفْنَفُ
وَجَهْلٍ بِحْلمٍ قَدْ دَفَعْنا جُنُونَهُ،
وَما كان لَوْلا حِلْمُنا يَتَزَحُلَفُ
رَجَحنا بِهمْ حتى استَثابوا حُلُومَهمْ
بِنا بَعْدَما كادَ القَنا يَتَقَصّفُ
وَمَدّتْ بِأيْديِها النّساءُ، وَلمْ يكُنْ
لذي حَسَبٍ عَنْ قَوْمِهِ متَخَلَّفُ
كَفَيْناهُمُ ما نابَهُمْ بِحُلُومِنَا
وَأمْوَالِنَا، والقَوْمُ، بالنَّبْلِ، دُلّفُ
وَقَدْ أرْشَدُوا الأوْتَارَ أفْواقَ نَبلهِم
وَأنيابُ نَوْكاهُمْ من الحَرْد تَصرِفُ
فَما أحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دَرْأنَا
بِعِزٍّ، وَلا عِزٌّ لَهُ حِينَ نَجْنَفُ
تَثَاقَلُ أرْكَانٌ عَلَيْهِ ثَقِيلَةٌ،
كأرْكانِ سَلْمى أوْ أعَزُّ وَأكْثَفُ
سَيَعَلَمُ مَنْ سامى تَميماً إذا هَوَتْ
قَوَائِمُهُ في البَحْرِ مَن يَتَخَلّفُ
فَسَعْدُ جِبَالُ العِزّ والبَحْرُ مالِكٌ،
فَلا حَضَنٌ يُبْلى وَلا البَحْرُ يُنزَفُ
وَبِالله لَوْلا أنْ تَقُولُوا تَكَاثَرَتْ
عَلَيْنَا تَمِيمٌ ظالمِينَ، وَأسْرَفُوا
لمَا تُرِكَتْ كَفٌّ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ،
ولا تُرِكَتْ عَينٌ على الأرْضِ تَطِرفُ
لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي
عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ
وَلا عِزّ إلاّ عزّنا قَاهِرٌ لَهُ،
وَيَسْألُنَا النَّصْفَ الذّليلُ فيُنْصَفُ
ومَنّال الّذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عندَهُ،
وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأذَنُ المُتَنصَّفُ
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وعُيُونُهمْ
مُكَسَّرَةٌ أبْصَارُها ما تَصَرّفُ
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ الله نَحْنُ وُلاتُهُ،
وَبَيْتٌ بِأعْلى إيلِيَاءَ مُشَرَّفُ
لَنَا، حَيْثُ آفَاقُ البَرِيّةِ تَلتَقي،
عَدِيدُ الحَصَ والقَسورِيُّ المُخَندِفُ
إذا هَبَطَ النّاسُ المُحَصَّبَ مِنْ مِنىً
عَشِيّةَ يَوْمِ النّحرِ من حيثُ عَرّفُوا
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا،
وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً،
وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ،
عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً،
لأنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ
أتَطْلُبُ مَن عِنْدَ النّجومِ وَفَوْقَها
بِرِبْقٍ وعيْرٍ ظَهْرُهُ مُتَقَرِّفُ
أبَى لِجَرِيرٍ ورَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٌ،
وَعِرْضٌ لَئِيمٌ للمَخازي مُوَقَّفُ
إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عِنْدَ غَايَةٍ
جَرَيْتُ إلَيها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطرَفُ
كِلانَا لعهُ قَوْمٌ هُمُ يُحْلِبُونَهُ
بأحْسابِهمْ حَتى يَرَى منْ يُخَلَّفُ
إلى أمَدٍ، حَتى يُزَايِلَ بَيْنَهُمْ،
وَيُوجِعُ منّا النّخسُ مَن هوَ مُقرِفُ
عَطَفْتُ عَلَيكَ الحَرْبَ، إني إذا وَنَى
أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْن مِعْطَفُ
تُبَكّي على سَعْدٍ، وَسَعْدٌ مُقيمةٌ
بَيَبْرِينَ مِنهُمْ مَنْ يَزِيدُ وَيُضْعِفُ
عَلى مَنْ ورَاءَ الرَّدِم لَوْ دُكّ عَنهمُ
لمَاجُوا كمَا ماجَ الجَرادُ وَطَوّفُوا
فهمْ يَعدِلونَ الأرْض لوْلاهمُ استَوتْ
على النّاسِ أوْ كادَتْ تعسيرُ فتُنسَفُ
وَلَوْ أنّ سَعْداً أقْبَلَتْ مِنْ بِلادِها
لجَاءَتْ بِيَبْرِينَ اللّيَالي تَزَحّفُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أصبحت قد نزلت بحمزة حاجتي
أصبحت قد نزلت بحمزة حاجتي
رقم القصيدة : 3555
-----------------------------------
أصْبَحَتُ قَدْ نَزَلَتْ بحَمزَةَ حَاجَتي،
إنّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوقُ
بِأبي عُمارَةَ خَيرِ مَنْ وَطىءَ الحَصَى،
زَخَرَتْ لَهُ في الصّالِحينَ عُرُوقُ
بَينَ الحَوارِيّ الأغَرّ وَهاشِمٍ،
ثُمّ الخَلِيفَةُ بَعْدُ وَالصّدِّيقُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فسيري فأمي أرض قومك إنني
فسيري فأمي أرض قومك إنني
رقم القصيدة : 3556
-----------------------------------
فَسِيرِي فأُمّي أرْضَ قَوْمِكِ، إنّني
أرى حقْبَةً خَوْقَاءَ جمّاً فَثُوقُها
وَأثْني على سَعْدٍ بِمَا هي أهْلُهُ،
وخَيَرُ أحادِيثِ الغَرِيبِ صَدُوقُها
عِظامُ المَقارِي يأمَنُ الجارُ فَجْعَها،
إذا ما الثّرَيّا أخْلَفَتْها، بُرُوقُها
خَلا أنّ أعْرَافَ الكَوَادِنِ مِنْقرَاً
قَبِيلَةُ سوءٍ بَارَ في النّاسِ سُوقُها
تَحَمّل بَاني مِنْقَرٍ عَنْ مُقاعِسٍ
من اللّؤمِ أعْبَاءً، ثِقالاً وُسوقُها
إوَزَّى بها لا يَأطِرُ الحَمْلُ مَتْنَهُ،
ويَعْجِزُ عَنْ حَمْلِ العُلى لا يُطيقُها
ألَمْ تَعْلَمُوا يا آلَ طَوْعَة إنّما
يَهيجُ جَليلاتِ الأمُورِ دَقيقُها
تنَابِلَةٌ سُودُ الوُجُوهِ كَأنّهِمْ
حَميِرُ بَني غَيْلانَ، إذْ ثارَ صِيقُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد قاد ابن أحوز قودة
لعمري لقد قاد ابن أحوز قودة
رقم القصيدة : 3557
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ قادَ ابنُ أحْوَزَ قَوْدَةً
بِهَا ذَلّ لِلإسْلامِ كُلُّ طَرِيقِ
ثَنَيتَ ذكُورَ الخَيلِ من أهلِ وَاسِطٍ
وَكُلَّ مُفَدّاةِ الرّهَانِ سبُوقِ
حَوَافي يُحْذَينَ الحَدِيدَ، كَأنّها
إذا صَرّخَ الدّاعي كِلابُ سلُوقِ
جَعَلْنَا بِقَنْدابِيلَ بَينَ رُؤوسِهِمْ
وأجّسادِهِمْ شَهْبَاءَ ذاتَ خُرُوقِ
بِكُلّ مُضِيءٍ كالهِلالِ وَفَخْمَةٍ
لهَا غَبْيَةٌ مِنْ عَارِضٍ وَبُرُوقِ
وَشَهْبَاءَ قَادَتْهَا صَنادِيدُ فِتْنَةٍ،
نَطَحْنا فأمْسَتْ غَيرَ ذاتِ فُتُوقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نحن أرينا الباهلية ما شفت
نحن أرينا الباهلية ما شفت
رقم القصيدة : 3558
-----------------------------------
نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ
بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي
هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ
وَنَحْنُ أزَحْنا عَنْ خُوَيْلَةِ جَحدرٍ
شَجاً كانَ منها في مكانِ المُخَنَّقِ
وكانَتْ إذا ابْنا مِسْمَعٍ ذُكِرَا لَها
جَرَتْ دُفَعٌ مِنْ دَمْعِها المُتَرَقرِقِ
فَساغَ لها بَرْدُ الشّرَابِ، ولمْ يكُنْ
يَسُوغُ لهَا في صَدْرِها المُتَحَرِّقِ
أتَتْها، وَلا تَمشِي، ثَمانُونَ لحيَةً
جَماجِمُها مِنْ مُخُتَلىً وَمُفَلَّقِ
فكائِنْ بقَنْدابِيلَ مِنْ جَسَدٍ لهُمْ،
وَبالعَقِرِ من رَأسٍ يُدهدى ومَرْفَقِ
يُدهْدى مِنَ الحِصْنِ الذي سَرِعوا به
إلى الأرْض شَتى من قَتيلٍ وَمُرْهَقِ
فَما مِنْ بَلاءٍ أوْ وَفَاءٍ سِوَى الّتي
فَعَلْنَا بِقَنْدابِيل إذْ نَحنُ نَرْتقي
إلَيْهِمْ، وَهُمْ في سُورِها، بسُيُوفِنا
وَعَسّالَةٍ يَخْرِقْنَهُمْ كلَّ مَخرَقِ
فإنْ يَكُ قَتْلٌ بابنِ أرْطَاةَ شافِياً
وَمُرْقىءَ عَينٍ، دَمْعُها ذو تَرَقرُقِ
فَلَمْ يُبْقِ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ضَرْبُنا
بكُلّ يَمانٍ ذِي حُسامٍ وَرَوْنَقِ
لَهُمْ غَيرَ أنْوَاحٍ قِيَامٍ نِسَاؤهَا
إلى جَنْبِ أجْسادٍ عُرَاةٍ وَدَرْدَقِ
وَذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتها رِمَاحُنَا
حَلالاً لِمَنْ يَبْني بِهَا لمْ تُطَلَّقِ
وَكانَتْ أثَافي قِدْرِنَا رَأس بَعْلِها،
وَعَمّيْهِ في أيْدٍ سَقَطَنْ وَأسْوُقِ
ألَمْ تَرَ أنّا بِالمَشاعِرِ يُهْتَدَى
بِنا، ولَنَا مَجدُ الفَخُورِ المُصَدَّقِ
أبي مُضَرٌ مِنْهُ الرّسُولُ الذي هدى
به الله مَنْ صَلّى بغْرْبٍ وَمَشْرِقِ
إذا خِنْدِفٌ بالأبْطَحَينِ تَغَطْرَفَتْ
وَرَائي وَقَيْسٌ ذَيّلَتْ بالمُشَرَّقِ
فَما أحدٌ إلاّ يَرَانَا أمامَهُ
وَأرْبَابَهُ مَنْ فَوْقِهِ حِينَ نَلْتَقي
وَمَنْ يَلْقَ بَحْرَيْنا، إذا ما تَناطَحا
بخِنْدِفَ أوْ قَيسِ بنِ عَيلانَ، يَغرَقِ
هُمَا جَبَلا الله اللّذَانِ ذُرَاهُمَا
معَ النّجْمِ في أعْلى السّماءِ المُحَلِّقِ
فَتَحْنَا بإذْنِ الله كُلَّ مَدِيِنَةٍ
مِنَ الهِندِ أوْ بابٍ من الرّومِ مُغْلَقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد خاب من أولاد دارم من مشى
لقد خاب من أولاد دارم من مشى
رقم القصيدة : 3559
-----------------------------------
لَقد خَابَ من أوْلادِ دارِمَ مَنْ مَشَى
إلى النّارِ مَشْدُودَ الخِناقَةِ أزْرَقَا
إذا جَاءَني يَوْمَ القِيَامَةِ قَائِدٌ
عَنِيفٌ وسَوّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقا
أخافُ وعرَاءَ القَبْرِ، إنْ لَمْ يُعافِني،
أشَدَّ مِنَ القَبْرِ التِهاباً وَأضْيَقا
إذا شَرِبُوا فيهَا الصّدِيدَ رَأيْتهمْ
يَذُوبُونَ مِنْ حَرّ الصّديدِ تَمزُّقا


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> يد
يد
رقم القصيدة : 356
-----------------------------------
يدك التي حطت على كتفي
كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تساوي ألف مملكة
يا ليتها تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها
من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها
وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي
قبلتها ألفا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة
صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها
أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت
ماذا أقول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة
بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> سرت ما سرت من ليلها ثم واقفت
سرت ما سرت من ليلها ثم واقفت
رقم القصيدة : 3560
-----------------------------------
سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيلِها ثمّ وَاقَفتْ
أبَا قَطَنٍ غَيْرَ الّذي للمُخَارِقِ
فَباتَتْ وَبَاتَ الطلُّ يَضرِبُ رَحْلَها
مُوَافِقَةً، يا لَيْتَهَا لَمْ تُوَافِقِ
فقد تلتقي الأسماءُ في النّاس والكُنى
كثيراً وَلَكِنْ لا تَلاقَى الخَلايِقُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا طرقت ظمياء والركب هجد
ألا طرقت ظمياء والركب هجد
رقم القصيدة : 3561
-----------------------------------
ألا طَرَقَتْ ظَمْياءُ وَالرّكبُ هُجَّدُ
دُوَينَ الشّجيّ عن يَمين الخَرَانِقِ
طَرِيداً سَرَى حتى أناخَ وَما بَدَتْ
مِن الصّبْحِ أعْنَاقُ النجومُ الخَوافقِ
شَرِيجانِ بِكْرٌ لمْ تُديَّثْ وَمُرْضِعٌ
تَرَكْنَا لها لُبّاً كَلُبّ المَعالِقِ
إذا ذَكَرَتْ نَفسِي زِياداً تَكَمَّشَتْ
مِنَ الخَوْفِ أحشائي وَشابَتْ مَفارِقي


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تظل بعينيها إلى الجبل الذي
تظل بعينيها إلى الجبل الذي
رقم القصيدة : 3562
-----------------------------------
تَظَلُّ بِعَيْنَيْها إلى الجبَلِ الّذي
عَلَيْهِ مُلاءُ الثّلْجِ بِيضُ الَبنائِقِ
تَظَلُّ إلى الغاسُولِ تَرْعَى حَزِينَةً
ثَنايا بِرَاقٍ نَاقَتي بالحَمالِقِ
ألا لَيتَ شعري هَل أزُورَنّ نِسْوَةً
بِرَعْنِ سَنَامٍ كاسِرَاتِ النّمَارِقِ
بَوَادِ يُشَمِّمْنَ الخُزَامَى تُرَى لهَا
مَعاصِمُ فيها السُّوُر دُرْمُ المَرَافِقِ
كَفَى عُمَرٌ ما كان يُخشَى انْحرَافُه
إذا أجْحَفَتْ بالنّاسِ إحدى البَوائقِ
وَما حَجَرٌ يُرْمَى بِهِ أهْلُ جانِبٍ
لفِتْنَتِهِمْ مِثْلَ الّذي بِالمَشارِقِ
يَلِينُ لأهْلِ الدِّينِ مِنْ لِينِ قَلْبِهِ
لَهُمْ، وَغَليظٌ قَلْبُهُ للمُنَافِقِ
وَمَا رُفِعَتْ إلاّ أمَامَ جَمَاعةٍ
عَلى مِثْلِهِ حَزْماً، عِمادُ السُّرَادِقِ
جَمَعْتَ كَثيراً طَيّباً ما جَمَعْتَهُ
بغَدْرٍ وَلا العَذْرَاءُ ذاتُ السَّوَارِقِ
وَلا مَالِ مَوْلىً للوَليّ الذي جَنى
على نَفسهِ بَعض الحُتوفِ اللّوَاحِقِ
وَلَكِنْ بكَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا
وَنَفسِكَ قد أحكمْتَ عند الوَثائِقِ
بِخَيْرِ عِبَادِ الله بَعْدَ مُحَمّدٍ،
لَهُ كانَ يَدْعُو الله كلُّ الخَلايِقِ
لِيَجْعَلَهُ الله الخلِيفَةَ والّذِي
لَهُ المِنْبَرُ الأعلى عَلى كُلّ ناطِقِ
وَفُضَّ بسَيْفِ الله عَنْهُ وَدَفْعِهِ
كَتايِبُ كانَتْ مِنْ وَرَاءِ الخَنادِقِ
دَعَاهُمْ مَزُونيٌّ، فَجاءوا كَأنّهُمْ
بجَنْبَيْهِ شَاءٌ تَابِعٌ كُلَّ نَاعِقِ
لَقُوا يَوْمَ عَقْرِ بابِلٍ حِينع أقْبَلُوا
سُيُوفاً تُشَظّي جُمجَماتِ المَفارِقِ
وَلَيْتَ الّذي وَلاّكَ، يَوْمَ وَلَيْتَهُ،
وَلايَةَ وَافٍ بالأمَانَةِ صَادِقِ
لَهُ حِينَ أْلقَى بِالمَقاليدِ والعُرَى،
أتَتْكَ مع الأيّامِ ذاتِ الشّقاشِقِ
وَما حَلَبَ المصْرَينِ مِثْلُكَ حالِبٌ،
وَلا ضَمّها مِمّنْ جَنا في الحَقَائِقِ
وَلكنْ غَلَبتَ النّاسَ أن تَتبعَ الهَوَى
وَفَاءً يَرُوقُ العَينَ من كُلّ رَائِقِ
وَأدْرَكْتَ مَنْ قد كان قَبلكَ عامِلاً
بضِعْفَينِ مما قد جَبَى غَيرَ رَاهِقِ
خَرَاجُ مَوانيذٍ، عَلَيْهِمْ كَثِيرَةٌ،
تُشَدُّ لهَا أَيْديهِمُ بِالعَوائِقِ
إِذا غَطَفَانٌ رَاهَنَتْ يَوْمَ حَلْبَةٍ
إلى المَجْدِ نادَوْا مِنهُمْ كُلَّ ستابقِ
لَيجزِيَ عَنهُمْ مِنهُمُ كُلَّ مُصْعَبٍ
مِنَ الغادِياتِ الرّائْحاتِ السّوَابِقِ
وَمَنّ على عُلْيَا تَمِيمٍ إلى الذي
لهَا فَوْق أعْناقٍ طِوَالِ الزّرَانِقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عسى أسد أن يطلق الله لي به
عسى أسد أن يطلق الله لي به
رقم القصيدة : 3563
-----------------------------------
عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ
شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى
حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ
فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً،
مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ
أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ،
إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ
فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً
كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ
مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ
سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ
همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ
بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ
مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي
يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ
وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ
بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي
بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها،
وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ
لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ
لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ
بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً،
وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ
نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ
يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ
أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ
إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ
إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ
لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
رقم القصيدة : 3564
-----------------------------------
ألِكْني، وَقَدْ تأتي الرّسالَةُ مَن نَأى،
إلى ابنِ شرِيكٍ ذي الحُجولِ المُطوَّقِ
بِأنّ جَنَاباً لَمْ يُغَيِّرْ فُؤادهُ
تَلاقي مَعدٍّ في مَنَاخِ التّفَرّقِ
وَمَا زادَهُ إلاّ انْفِرَاثاً لِقَاؤهُ
قُرَيْشاً وما استحيا وذو العِرْضِ يَتّقي
عَلى نَفْسِهِ حَتى يُزايِلَ جَارَهُ
كَريماً وعلمْ يَظعَنْ بعرْضٍ مُخَرَّقِ
ألمْ أضْمَنِ المَوْتَ الذي لا يَرُدُّهُ،
إذا جَاءَ، إلاّ رَبُّ غَرْبٍ وَمَشْرقِ
لذَحْلَيْهِما إذْ فَوّزَتْ نِقْضَيَاهِما
بِبَايِنَةٍ عَنْ زَوْرِها كُلَّ مِرْفَقِ
وَقُلْتُ لأخْرَى: استَظهرُوا بنَجائِها
كأحْقَبَ مِيفاءٍ عَلى القُورِ سَهْوَقِ
إذا شَلّ في صَمّانَةٍ أوْقَدَتْ لَهُ
حَوَافِرُها نِيرَانَ مَرْوٍ مُفَلَّقِ
كأنّ عُكاظِيّاً لَهُ حِينَ زَايَلَتْ
عَقيقَتُهُ سِرْبالَ حَوْلٍ مُمَزَّقِ
وَألْقَيْتُ عَنْ ظَهرَيِهما شَمْلَتَيِهِما
بِأرْدِيَةِ العَصْبِ اليَماني المُلَفَّقِ
وَما كُنْتُما أهْلاً لَهُ غَيرَ أنّني
ذَكَرْتُ أبي للصّاحِبِ المُتَعَلِّقِ
وَكَمْ عَنْ جَنابٍ لوْ تَلَبّثَ لم يَؤبْ
إلى أهْلِهِ، إلاّ بكُرْسُوعِ مِرفَقِ
فمِنْهُنّ عِندَ البَيْتِ حَيثُ سَرَقْنَهُ
مَتاعُ أبي زَبّانَ، في أيّ مَسْرَقِ
بِمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كُنْتُمَا بِهَا،
وَزَمْزَمَ، وَالمَسْعَى، وَعندَ المُحَلَّقِ
وَمِنهُنّ إذْ رَاعَى جَناباً وَقَدْ دَنا
إلى بابِ مغْلاقِ الشَّبَا غَيرِ مُغلَقِ
فَلَمّا رَأى أنْ قَدْ كَرَرْتُ ورَاءَهُ
تَكَشّرَ، والحَوْباءُ عِندَ المُخَنَّقِ
تَكَشّرَ مَكْرُوبٍ يُتَلّ، وَكَم رَأى
على بابِ سَلْمٍ مِن أكُلّ وَأسوُقِ
فَلَوْ أنّني داوَيْتُ قَوْماً شَفَيْتُهُمْ،
ولَكِنّني لاقَيْتُ مِثْلَ الجَلَوْبَقِ
وَكُنْتُ أرى أنّ الجَلَوْبَقَ قد ثَوَى
فيَنْفُقُ لي مِنْ بينِ رُكْنيْ مُخَفَّقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> تمنيت عبدالله أصحاب نجدة
تمنيت عبدالله أصحاب نجدة
رقم القصيدة : 3565
-----------------------------------
تَمَنّيتَ، عبدالله، أصْحَابَ نَجدةٍ،
فَلَمّا لَقِيتَ القَوْمَ وَلّيْتَ سَابِقا
وَمَا فَرّ مِنْ جَيْشٍ أميرٌ عَلِمْتُهُ،
فَيُدْعى طِوَال الدّهْرِ، إلاّ مُنَافِقا
تمَنّيْتَهُمْ، حتى إذا ما لَقِيتَهُمْ،
تَرَكْتَ لهمْ قَبل الضِّرَابِ السُّرَادِقا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد فرجت سيوف بني تميم
لقد فرجت سيوف بني تميم
رقم القصيدة : 3566
-----------------------------------
لَقَدْ فَرَجَتْ سُيوفُ بني تميمٍ
عَنِ البصريِّ مُكْتَظِمَ الخِناقِ
غَداةَ دَعَا، وَلَيْسَ لَهُ نصِيرٌ،
وَقَدْ نَزَتِ النّفُوسُ إلى التّرَاقي
أتَتْهُ مَالِكٌ وَكُمَاةُ عَمْروٍ
عَلى القُبّ المُسَوَّمَةِ العِتَاقِ
بِضَرْبٍ تَنْدُرُ القَصَرَاتُ فيهِ،
وَطَعْنٍ مِثْلِ أفْواهِ النِّهَاقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وقفت على باب النميري ناقتي
وقفت على باب النميري ناقتي
رقم القصيدة : 3567
-----------------------------------
وَقَفْتُ على بَابِ النّمَيريّ نَاقَتي،
نُمَيْلَةَ، تَرْجُو بَعْضَ ما لمْ تُوَافِقِ
فَلَوْ كُنْتَ من أبْناءِ قَيْسٍ لأنجَحتْ
إليَكِ رَسِيمُ اليَعْمَلاتِ المَحانِقِ
وَلَكِنّهُ مِن نَسْلِ سوْداء جَعدَةٍ
نُمَيْرِيّةٍ حَلاّبَةٍ في المَعالِقِ
فَقُلْتُ وَلمْ أمْلِكْ: أمالِ بن حَنظلٍ
متى كانَ مَسْتُورٌ أميرَ الخَرَانِقِ
فَلَمْ تَطْلُبِ السُّقْيا بِمثْلِ جُعالَةٍ
وَمُطْلَنْفىءٍ ضَخْمٍ مُعَرّاهُ لازِقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لقد طرقت ليلا نوار ودونها
لقد طرقت ليلا نوار ودونها
رقم القصيدة : 3568
-----------------------------------
لَقَدْ طَرَقَتْ لَيْلاً نَوَارٌ، ودُونَها
مَهامِهُ مِنْ أرْضٍ بَعِيدٍ خُرُوقُها
وَأنّى اهْتدَتْ وَالدّوُّ بَيْني وَبَيْنَها
وَزَوْرَاءُ في العَيْنَيْنِ جَمٌّ فُتُوقُها
فجاءَتْ كأن الرّيحَ حَيْثُ تَنَفّسَتْ
بِأرْحُلِهَا نُوّارُهَا وَحَدِيقُها
فَبِتُّ أُناجِيهَا وَأحْسِبُ أنّهَا
قَرِيبٌ، وَأسبابُ النّفوسِ تَتُوقُها
فَلَمّا جَلاَ عَني الكَرَى وَتَقَطّعَتْ
غَيَايَةُ شَوْقٍ غَابَ عَني صَدُوقُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> ألا ليت شعري ما تقول مجاشع
ألا ليت شعري ما تقول مجاشع
رقم القصيدة : 3569
-----------------------------------
ألا لَيتَ شعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ،
إذا قال رَاعي النِّيبِ أوْدى الفَرَزْدقُ
ألَمْ أكُ أكْفِيها، وَأحْمي ذِمَارَها،
وأَبْلُغُ أقْصى ما بِهِ مُتَعَلَّقُ
وإني لَممّا أُورِدُ الخَصْمَ جَهْدَهُ،
إذا لمْ يكُنْ إلاّ الشّجَى وَالمُخَنَّقُ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> رسالة جندي في جبهة السويس
رسالة جندي في جبهة السويس
رقم القصيدة : 357
-----------------------------------
يا والدي!
هذي الحروفُ الثائرهْ
تأتي إليكَ من السويسْ
تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ
إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ
محشودةٌ عندَ المضيقْ
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلّقونَ جدارنا..
ويهدّدون بقاءنا..
فبلادُ آبائي حريقْ
إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ
سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ
قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ
والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ
فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..
يتوعّدونْ
الرسالة الثانية 30/10/1956
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
أمرٌ جديدْ..
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ
هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..
أمرٌ جديدْ..
هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ
النصفُ بعدَ الواحدهْ..
وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ
أنا ذاهبٌ لمهمّتي
لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي
لكَ.. للجميعِ تحيّتي.
الرسالة الثالثة 31/10/1956
الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ
أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ
كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ
يتساقطونْ..
يتأرجحونْ
تحتَ المظلاتِ الطعينةِ
مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ
وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم
زُرقَ العيونْ
لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ
لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ
لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..
ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..
إلا وجاءْ
ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ
ليخُطَّ حرفاً واحداً..
حرفاً بمعركةِ البقاءْ
الرسالة الرابعة 1/11/1956
ماتَ الجرادْ
أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ
لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ
في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ
إلا وشاركَ، يا أبي
في حرقِ أسرابِ الجرادْ
في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ
من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ
من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي
من بورسعيدْ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> رأيت بني حنيفة يوم لاقوا
رأيت بني حنيفة يوم لاقوا
رقم القصيدة : 3570
-----------------------------------
رَأيْتُ بَني حَنيفَةَ يَوْمَ لاقَوا،
وَقدَ جَشَأ النّفُوسُ عَنِ التّرَاقي
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الغَمَرَاتِ ضَرْبٌ،
إذا قَامَتْ عَلى قَدَمٍ وَسَاقِ
إذا سَلّ السّيُوفَ بَنُو لُجَيْمٍ،
فَلَيْسَ لَهُنّ حِينَ يَقَعْنَ وَاقِ
لَقُوا مَنْ سَارَ مِنْ هَجَرٍ إلَيْهِمْ
بِنَحْسِ النّجْمِ وَالقَمَرِ المُحَاقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا خمدت نار فإن ابن غالب
إذا خمدت نار فإن ابن غالب
رقم القصيدة : 3571
-----------------------------------
إذا خَمَدَتْ نَارٌ فإنّ ابنَ غَالِبٍ
سَتُوقِدُهَا للطّارِقِينَ خَلائِقُهُ
إنا المُطْعِمُ المَقْرُورَ في لَيْلَةِ الصَّبَا
وَأجهَلُ مَن يخشى الجَهولَ بَوَائِقُهْ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> حملت من جرم مثاقيل حاجتي
حملت من جرم مثاقيل حاجتي
رقم القصيدة : 3572
-----------------------------------
حَمّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي
كرِيمَ المُحَيّا مُشْنَقاً بالعَلائِقِ
أغرَّ ترى سِيمَا التّقَى بِجَبينِهِ،
إذا ما غَدا وَالمِسْكُ بَينَ المَفارِقِ
إذا اجتَمَعَ الأقْوَامُ أُيِّهَ بِاسْمِهِ
أمَامَ النّوَاصِي عِنْدَ بَابِ السّرَادِقِ
إذا ما ارْتَقَوا ثمّ ارْتقَى قَلَصَتْ بِهِ
شَمارِيخُ طَوْدٍ شاهِقٌ بعدَ شاهِقِ
إذا ضُمّ أصْحابُ الرِّهانِ وَجَدْتَهُ
أخا حَلَباتٍ سابِقاً، وابنَ سَابِقِ
حَباك بِوُدّي يا ابن عُرْوَة قاسِمُ الْـ
ـحُظُوظ، وَرَبٌّ عَالِمٌ بالخَلائِقِ
حَبَوْتُ بِعا الجَرْميِّ إني وَجَدْتُهُ
مِنَ الأسْرَةِ الحَامِينَ عِندَ الحَقائقِ
بهِمْ تَتّقي السّبْيَ النّسَاءُ وَتَبْتَهي
إذا اتّخَذُوا أسْيافَهِمْ كَالمَخِارِقِ
على عَهدِ ذي القَرْنينَ كانَتْ سُيوفُهم
عَمائِمَ هاماتِ المُلُوكِ البَطارِقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لا فضل إلا فضل أم على ابنها
لا فضل إلا فضل أم على ابنها
رقم القصيدة : 3573
-----------------------------------
لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها
كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا
ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ
إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها
إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي
طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً،
لَهُ شَعْرُ نُعْمَى، فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ
أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما
رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي
حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها
بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها، من مُعَلَّقِ
لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما
مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ
سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ
غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ
فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى
على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ
وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً
خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ
وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها
إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ
وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ
عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ
وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل
على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ
وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي
وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إذا ما بدا الحجاج للناس أطرقوا
إذا ما بدا الحجاج للناس أطرقوا
رقم القصيدة : 3574
-----------------------------------
إذا ما بَدا الحَجّاجُ للنّاسِ أطْرَقُوا،
وَأسكَتَ مِنهُمْ كلُّ مَن كان يَنطِقُ
فَما هُوَ إلاّ بَائِلٌ مِنْ مَخافَةٍ،
وَآخَرُ مِنْهُمْ ظَل بالرّيقِ يَشْرَقُ
وَطارَتْ قُلوبُ النّاسِ شَرْقاً وَمغَرِباً،
فَما النّاسُ إلاّ مُهجِسٌ أوْ مُلَقلِقُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> إن تك كلبا من كليب فإنني
إن تك كلبا من كليب فإنني
رقم القصيدة : 3575
-----------------------------------
إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني
مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ
نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ
تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ
وَإنّا لَتَرْوَى بالأكُفّ رِمَاحُنَا،
إذا أُرْعِشَتْ أيْدِيكُمْ بِالمَعالِق
وإنَّ ثِيَابَ المُلْكِ في آلِ دَارِم
هُمْ وَرِثوهَا. لا كُلَيْبُ الحَّواهِق
ثِيَابُ أبي قَابُوسَ أوْرَثَها ابْنَهُ،
وأوْرَثَنَاهَا عَنْ مُلُوكِ المَشَارِق
وَإنّا لَتَجْرِي الخَمْرُ بَينَ سَرَاتِنا،
وَبَينَ أبي قَابُوسَ فَوْقَ النّمَارِقٍ
لَدُنْ غُدْوَةً حَتى نَرُوحَ، وَتَاجُهُ
عَلَينا وَذاكي المِسْكِ فَوْقَ المَفارِقِ
كُلَيبٌ وَرَاءَ النّاسِ تُرْمَى وُجوهُها
عَن المَجدِ لا تَدنو لِباب السّرَادِقِ
وإنّ ثِيَابي مِنْ ثِيَابِ مُحَرِّقٍ،
وَلمْ أسْتَعِرْها مِنْ مُعاعٍ وَنَاعِقِ
يَظَلّ لَنَا يَوْمانِ: يَوْمٌ نُقِيمُهُ
نَدامَى وَيَوْمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَلَوْ كنتَ تحتَ الأرْضِ شَقّ حديدَها
قَوَافيَّ عَنْ كَلْبٍ معَ اللّحدِ لاصِقِ
خَرَجْنَ كَنِيرَانِ الشّتَاءِ عَواصِياً،
إلى أهْلِ دَمْخٍ من وَرَاءِ المَخارِقِ
على شأوِ أُولاهُنّ، حتى تَنَازَعَتْ
بهِنّ رُوَاةٌ مِنْ تَنُوخٍ وَغَافِقِ
وَنَحْنُ إذا عَدّتْ تَمِيمٌ قَدِيمَها،
مَكانَ النّواصِي من وُجُوهِ السّوَابقِ
مَنَعْتُكَ مِيرَاثَ المُلُوكِ وَتَاجَهُمْ
وَأنْتَ لذَرْعي بَيْذَقٌ في البَياذِقِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لأعرابية في مظلة
لعمري لأعرابية في مظلة
رقم القصيدة : 3576
-----------------------------------
لَعَمْرِي لأعْرَابِيّةٌ في مِظَلّةٍ،
تَظَلّ بِرَوْقَي بَيْتِها الرّيحُ تَخْفِقُ
كَأُمّ غَزَالٍ أوْ كَدُرّةِ غَائِصٍ،
إذا مَا بَدَتْ مِثلَ الغَمامَةِ تُشْرِقُ
أحَبُّ إلَيْنَا مِنْ ضِنَاكٍ ضِفِنّةٍ،
إذا رُفِعَتْ عَنْها المَرَاوِحُ تَعْرَقُ
كَبِطّيخَةٍ الزّرّاعِ يُعْجِبُ لَوْنُهَا
صَحيحاً، وَيَبْدو داؤها حينَ تُفْلَقُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أقول لنفس لا يجاد بمثلها
أقول لنفس لا يجاد بمثلها
رقم القصيدة : 3577
-----------------------------------
أقُولُ لنَفْسٍ لا يُجادُ بِمِثْلِهَا،
ألا لَيْتَ شِعْرِي ما لَها عِندَ مالِكِ
لهَا عِنْدَهُ أنْ يَرْجِعَ اليَوْمَ رُوحُها
إلَيها، وَتَنْجُو مِنْ حِذارِ المَهالِكِ
وَأنْتَ ابنُ جَبّارَيْ رَبيعَةَ حَلّقَتْ
بك الشمسُ في الخضرَاءِ ذاتِ الحبائكِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وفتيان هيجا خاطروا بنفوسهم
وفتيان هيجا خاطروا بنفوسهم
رقم القصيدة : 3578
-----------------------------------
وَفِتْيَانِ هَيْجا خاطَرُوا بِنُفُوسِهمْ
إلى المَوْتِ في سِرْبالِ أسْوَدَ حالِكِ
مَضَوْا حين أشفى النّوْمُ كلَّ مُسَهَّدٍ
بكَأسِ الكَرَى في الجانِبِ المُتهالِكِ
فَكُلُّهُمُ يَمْضِي بِأبْيَضَ صَارِمٍ،
وَقَلْبٍ، إذا سِيمَ الدّنِيّةَ، فاتِك


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> عجبت لأقوام تميم أبوهم
عجبت لأقوام تميم أبوهم
رقم القصيدة : 3579
-----------------------------------
عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ،
وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ
وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم
معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ
وَنَحْنُ نَفَيْنَا مَالِكاً عَنْ بِلادِنَا،
وَنَحْنُ فَقَأنَا عَيْنَهُ بِالنّيازِكِ
فَما ظَنُّكُمْ بابنِ الحَوَارِيّ مُصْعَبٍ
إذا افْتَرّ عَنْ أنْيَابِهِ غَيْرَ ضاحِكِ
أبا حاضِرٍ إنْ يَحضُرِ البأسُ تَلقَني
على سَابحِ إبْزِيمُهُ بِالسّنابِكِ


شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حبك طير أخضر
حبك طير أخضر
رقم القصيدة : 358
-----------------------------------
حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..
طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..
يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ
ينقُرُ من أصابعي
و من جفوني ينقُرُ
كيف أتى ؟
متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟
لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي
إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ...
حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ
يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ ..
يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ
يلعبُ في مشاعري و أصبرُ ..
حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ
ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ
طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..
*
حُبُّكِ ينمو وحدهُ
كما الحقولُ تُزْهِرُ
كما على أبوابنا ..
ينمو الشقيقُ الأحمرُ
كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ
كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..
حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..
يُحيطُ بي
من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ
جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ
حلمٌ من الأحلامِ ..
لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..
*
حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟
أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟
أم شمعةٌ تضيءُ ..
أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟
أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ
*
كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري
أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..
و أنَّ من يًُحِبُّ ..
لا يُفَكِّرُ ..


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أتتك رجال من تميم فشهدوا
أتتك رجال من تميم فشهدوا
رقم القصيدة : 3580
-----------------------------------
أتَتْكَ رِجَالٌ مِنْ تَمِيمٍ فَشَهّدوا،
فَضَيّعْتَ حَقّ الله في ظُلمِ مالِكِ
وأنْفَقْتَ مَالَ الله في غَيْرِ حَقّهِ،
على نَهْرِكَ المَشْؤومِ غَيرِ المُبارَكِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لو كنت حيث انصبت الشمس لم تزل
لو كنت حيث انصبت الشمس لم تزل
رقم القصيدة : 3581
-----------------------------------
لوْ كنتَ حيثُ انصَبّتِ الشمس لم تَزَلْ
مَعَلَّقَةً هَامَاتُنَا بِرَجَائِكَا
وَيَوْمَاكَ يَوْمٌ ما تُوَازَى نُجُومُهُ،
كَرِيهٌ، وَيَوْمٌ ماطِرٌ مِنْ عَطائِكَا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أهلكت مال الله في غير حقه
أهلكت مال الله في غير حقه
رقم القصيدة : 3582
-----------------------------------
أهْلَكْتَ مالَ الله، في غَيرِ حَقّهِ،
عَلى النّهَرِ المَشْؤومِ غَيرِ المُبَارَكِ
وَتَضْرِبُ أقَواماً صِحاحاً ظُهُورُهَا،
وتَتَرُكُ حَقّ الله في ظَهْرِ مالِكِ
أإنْفَاق مالِ الله في غَيرِ كُنْهِهِ،
وَمَنْعاً لحَقّ المُرْمَلاتِ الضّوَانِكِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد أردى نوار وساقها
لعمري لقد أردى نوار وساقها
رقم القصيدة : 3583
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها
إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها
مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ،
عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها
وَما خِفتُها إنْ أنكَحَتْني وأشهَدَتْ
على نَفْسِها لي أنْ تَبَجّسَ غُولُها
أبَعْدَ نَوَارٍ آمَنَنّ ظَعِينَةً
على الغَدْرِ ما نَادَى الحَمامَ هَديلُها
ألا لَيتَ شِعري عن نَوَارٍ إذا خَلتْ
بجاجَتِها هَلْ تُبْصِرَنّ سَبيلها
أطاعَتْ بَني أمّ النّسَيرِ، فأصْبَحَتْ
على شارِفٍ وَرْقاءَ صَعْبٍ ذَلُولُها
إذا ارْتجَلَتْ شَقْتَ عَلَيها، وإنْ تَنُخْ
يَكُنّ مِنْ غَرَامِ الله عَنها نُزُولُها
وَقد سَخِطَتْ مني نَوَارُ الذي ارْتضَتْ
بهِ قَبْلَها الأزْوَاجُ، خابَ رَحيلُها
وَمَنْسُوبَةُ الأجْدادِ غَيرُ لَئِيمَةٍ،
شَفَتْ لي فُؤادي وَاشتَفى بي غَليلُها
فَلا زَال يَسْقي ما مُفَدّاةُ نَحْوَهُ،
أهاضِيبُ، مُسْتَنُّ الصَّبَا وَمَسِيلُها
فَما فَارقَتْنا رَغْبَةً عَنْ جِمَاعِنَا،
وَلكَنّما غالَتْ مُفَدّاةَ غُولُها
تُذَكّرُني أرْواحَها نَفْحَةُ الصَّبَا،
وَرِيحُ الخُزَامَى طَلُّها وَبَلِيلُها
فإنّ امْرَاً يَسْعَى يُخَبّبُ زَوْجَتي،
كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها
وَمِنْ دُونِ أبْوَالِ الأسُودِ بَسالَةٌ،
وَصَوْلَةُ أيْدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها
فإني، كَما قالَتْ نَوَارُ، إنِ اجتَلَتْ
على رَجُلٍ، ما سَدّ كَفّي، خَليلُها
وَأنْ لمْ تكُنْ لي في الّذي قُلتُ مِرّةٌ
فَدُلّيتُ في غَبْرَاءَ يَنْهَالُ جُولُها
فَما أنَا بِالنّائي فَتُنْفَى قَرَابَتي،
ولا بَاطِلٌ حَقّي الذي أُقِيلُها
ولَكِنّني المَوْلى الذي لَيْسَ دُونَهُ
وَليّ، وَمَوْلى عُقْدَةٍ مَنْ يُجيلُها
فَدُونَكَها يا ابن الزّبَيْرِ، فإنّهَا
مَوَلَّعَةٌ يُوهي الحِجارَةَ قِيلُها
إذا قَعَدَتْ عِنْدَ الإمامِ، كَأنّمَا
تَرَى رُفْقَةً مِنْ سَاعَةٍ تَسْتَحيلُها
وَما خاصَمَ الأقْوَامَ من ذي خُصُومَةٍ
كَوَرْهاء، مَشْنُوءٌ إلَيْهَا حَلِيلُها
فَإنّ أبَا بَكْرٍ إمَامكِ عالِمٌ
بِتَأوِيلِ مَا وَصّى العِبَادِ رَسُولُها
وَظَلْمَاءَ مِنْ جَرّا نَوَارٍ سَرَيْتُها،
وَهَاجِرَةٍ دَوّيّةٍ مَا أُقِيلُها
جَعَلْنَا عَلَينَا دُونَها مِنْ ثِيَابِنا
تَظَالِيلَ حَتى زَالَ عَنْهَا أصِيلُها
تَرَى مِنْ تَلَظّيها الظّبَاءَ كأنّها
مُوَقَّفَةٌ تَغْشَى القُرُونَ وَعُولُها
نَصَبْتُ لها وَجْهي وَحَرْفاً كَأنّهَا
أتَانُ فَلاةٍ خَفّ عَنْهَا ثَمِيلُها
إذا عَسَفَتْ أنْفَاسُها في تَنُوفَةٍ،
تَقَطّعَ دُونَ المُحصَناتِ سَحيلُها
تُرَى مثل أنْضَاءِ السّيوفِ من السُّرَى،
جَرَاشِعَةَ الأجوَازِ يَنجو رَعِيلُها


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> فإن تفخر بنا فلرب قوم
فإن تفخر بنا فلرب قوم
رقم القصيدة : 3584
-----------------------------------
فإنْ تَفْخَرْ بِنَا، فَلَرُبّ قَوْمٍ
رَفَعْنَا جَدَّهُمْ بَعْدَ السَّفَالِ
دَنَوْا مِنْ فَيْئِنَا، أوْ كَان فِينَا
لَهُمْ ضَخْمُ الدّسِيعَةِ في الحِبَالِ
وَمَا في النّاسِ مِنْ أحَدٍ يُسَاوي
زُرَارَةَ، أوْ يَنَالُ بَني عِقَالِ
فَأيُّكُمُ، بَني كَعْبٍ، إذا مَا
مَددْنَا الحَبْلَ يَصْبِرُ للنّضَالِ
أجَعْدِيٌّ أسَكُّ مِنَ المَخَازِي،
أمِ العجْلانُ زَائِدَةُ الرّئَالِ
ألَمْ تَرَني قَشَرْتُ بَني قُشَيْرٍ
كَقَشْرِ عَصَا المُنَقِّحِ مِنْ مُعَالِ
وَما شَيْءٌ بِأضْيَعَ مِنْ قُشَيْرٍ،
وَلا ضَأنٌ تَرِيعُ إلى خَيَالِ
تَرَاهُمْ حَوْلَ خَيْرَةَ مِنْ يَتيِمٍ،
وَأرْمَلَةٍ تَمُوتُ مِنَ الهُزَالِ
وَقَدْ تَحْظَى اللّئِيمَةُ بَعْدَ فَقْرٍ،
وَتُعْطَى الرّزْقَ مِنْ وَلَدٍ وَمَالِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> نعائي ابن ليلى للسماح وللندى
نعائي ابن ليلى للسماح وللندى
رقم القصيدة : 3585
-----------------------------------
نعائي ابنَ لَيْلى للسّمَاحِ ولَلنّدَى
وَأيْدِي شَمَالٍ بَارِداتِ الأنَامِلِ
يَعَضّونَ أطْرافَ العِصِيّ تَلُفّهُمْ
من الشأمِ حَمَراءُ السُّرَى وَالأصَائِلِ
سَرَوْا يَرْكَبون اللّيل حتى تَفرّجَتْ
دُجاهُ لَهُمْ عن وَاضِحٍ غَيرِ خاملِ
يُجاوِزُ سارِي اللّيلِ مَن كانَ دُونَهُ
إلَيْهِ، وَلا يُمْضِيهِ لَيْلٌ بِنَازلِ
وَقَدْ خَمَدَتْ نارُ الندى بَعدَ غالبٍ،
وَقَصّرَ عَنْ مَعرُوفِهِ كلُّ فاعِلِ
ألا أيّها الرّكْبَانُ! إنّ قِراَكُمُ
مُقيمٌ بِشَرْقيّ المقَرْ المُقَاتِلِ
بهِ فانْزِلُوا فابكُوا عَلَيْهِ فإنّكُمْ
وَمِقْرَاهُ كَالنّاعي أبَاهُ المُزَايِلِ
فإنّا سَنَبْكي غالِباً، إنْ بَكَيْتُمُ
لحاجَتِكُمْ للمُعْضِلاتِ الأثَاقِلِ
على المُطعِمِ المَقْرُورِ في لَيْلَةِ الصبَّا،
دَفُوعٍ عَنِ المَوْلى بنْصْرٍ وَنَائِلِ
وَما نَحنُ نَبْكي غالِباً ليْسَ غَيرُنا،
ولَكِنْ سَيَبْكي غالِباً كُلُّ عَايِلِ
ليَبْكِ ابنَ لَيلى غاطِشٌ سارَ شُقّةً،
وَحَبْلانِ حَبْلا مُسْتَجِيرٍ وَسَائِلِ
فَلَيْتَ المَنَايَا كُنّ مُوّتْنَ قَبْلَهُ،
وَعاشَ ابنُ لَيلى للندى وَالأرَامِلِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> كم للملاءة من أطلال منزلة
كم للملاءة من أطلال منزلة
رقم القصيدة : 3586
-----------------------------------
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ
بِالعَنْبَرِيّةِ مِثْلَ المُهْرَقِ البَالي
وَقَفْتُ فيها فَعَيّتْ ما تُكَلّمُني،
وما سؤالُكَ رَسْماً بَعْدَ أحْوالِ
عَزَالَةُ الشّمْسِ لا يَصْحو الفؤادُ بها
حَتى تَرَوّحْتُ لأياً بَعْدَ إيصَالِ
كَأنّمَا طَرَفَتْ عَيْنيّ كَاحِلَةٌ
في الدّارِ مِنْ سَرِبٍ بالمَاءِ مِسْيَالِ
أوْ كابنِ عَجلانَ إذ كانَتْ لَه تَلَفاً،
هِنْدُ الهُنُودِ بِمقْدارٍ وَآجَالِ
تَرْمي القُلُوبَ ولا يَصْطادُها أحَدٌ،
بِسَهْمِ قَانِصَةٍ للقَوْمِ قَتّالِ
غَرْثَى الوُشاحِ ولَكِنّ النّطاقَ بِهَا
يُلاثُ حَوْلَ رِمالٍ ذاتِ أكْفَالِ
ما أمُّ خِشْفٍ برَوْضَاتِ الذِّهابِ، لَها
مَرْعى فَرُودٍ من الأُلاّفِ مِطفالِ
أدْماءُ يَنْفُضُ رَوْقاها، إذا ادّمجَتْ،
عَنها الأرَاكَ وأغْصَاناً من الضّالِ
وَلا مُكَلَّلَةٌ رَاحَ السِّمَاكُ لَهَا
في نَاحِرَاتِ سَرَارٍ قَبْلَ إهْلالِ
تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ لَمْيَاءَ عَنْ بَرَدٍ
حُوِّ اللِّثاثِ، وَجِيدٍ غَيرِ مِعْطَالِ
لا تُوقِدُ النّارَ إلاّ أنْ تُثَقِّبَهَا
بالعَودِ في مِفضلِ الخَزّيّةِ الغَالي
وَالطّيبُ يَزْدادُ طِيباً أنْ يكُونَ بِها،
وَإنْ تَدَعْهُ غَيْرَ مِتْفَالِ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> أبي الشيخ ذو البول الكثير مجاشع
أبي الشيخ ذو البول الكثير مجاشع
رقم القصيدة : 3587
-----------------------------------
أبي الشيخُ ذُو البَولِ الكَثِيرِ مُجاشعٌ
نَماني وَعَبْدُ الله عَمّي وَنَهْشَلُ
ثَلاثَةُ أسْلافٍ فَجِئْني بِمِثْلِهِمْ،
فكُلٌّ لَهُ، يا ابن المَرَاغَةِ، أوّلُ
بَنو الخَطَفَى لا تَحْمِلُنّي عَلَيكُمُ،
فَما أحَدٌ مِني عَلى القِرْنِ أثْقَلُ
تَرَكْتُ لَكُمْ لَيّانَ كُلّ قَصِيدَةٍ
شَرُودٍ إذا عارَتْ بِمَنْ يَتَمَثّلُ
إذا خَرَجَتْ مني تَرَى كلّ شاعِرٍ
يَدِبّ، وَيَستَخذي لها حينَ تُرْسَلُ
أذُودُ وَأحْمي عَنْ ذِمارِ مُجاشِعٍ،
كمَا ذادَ عن حَوْضَيْ أبيهِ المُخَبَّلُ


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكوم تنعم الأضياف عينا
وكوم تنعم الأضياف عينا
رقم القصيدة : 3588
-----------------------------------
وَكُومٍ تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْناً،
وَتُصْبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا
حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ
إذا النّكْبَاءُ رَاوَحَتِ الشَّمَالا
كَأنّ فِصَالَها حَبَشٌ جِعَادٌ،
تُخَالُ على مَبَارِكِهَا جِفَالا
لأكْلَفَ أُمُّهُ دَهْمَاءُ مِنْهَا،
كَأنّ عَلَيْهِ مِنْ جَلَدٍ جِلالا
أرِقْتُ، فَلَمْ أنَمْ لَيْلاً طَوِيلاً،
أُرَاقِبُ هَلْ أرَى النّسْرَينِ زَالا
فأرّقَني نَوَايِبُ مِنْ هُمومٍ
عَلَيّ، وَلَمْ يَكُنْ أمْرِي عِيَالا
وَكَانَ قِرَى الهُمُومِ، إذا اعْتَرَتْني
زَمَاعاً، لا أُرِيدُ بِهِ بدَالا
فَعادَلْتُ المَسَالِكَ نِصْفَ حَوْلٍ،
وَحَوْلاً بَعْدَهُ حَتى أحَالا
فَقَالَ لِيَ الّذِي يَعْنِيهِ شَأني،
نَصِيحَةَ قَوْلِهِ سِرّاً، وَقَالا
عَلَيْكَ بَني أُمَيّةَ، فَاسْتَجِرْهُمْ،
وَخُذْ مِنْهُمْ لِمَا تَخْشَى حِبَالا
فَإن بَني أُمَيّةَ في قُرَيْشٍ،
بَنَوا لِبُيُوتِهِمْ عَمَداً طِوَالا
فَرَوّحْتُ القَلُوصَ إلى سَعِيدٍ،
إذا مَا الشّاةُ في الأرْطَاةِ قَالا
تَخَطّى الحَرّةَ الرّجْلاءَ لَيْلاً،
وَتَقْطَعُ في مَخَارِمِهَا نِعَالا
حَلفَتُ بِمَنْ أتَى كَنَفَيْ حِرَاءٍ،
وَمَنْ وَافَى بِحُجّتِهِ إلالا
إذا رَفَعُوا سَمِعْتَ لَهُمْ عَجِيجاً،
عَجيجَ مُحَلِّىءٍ نَعَماً نِهالا
وَمَنْ سَمَك السّمَاءَ لَهُ فَقامَتْ،
وَسَخّرَ لابنِ داوُدَ الشَّمَالا
وَمَنْ نَجّى مِنَ الغَمَرَاتِ نُوحاً،
وَأرْسَى في مَواضِعِها الجِبَالا
لَئْنْ عافَيْتَني وَنَظَرْتَ حِلْمي
لأعْتَتِنَنْ إنِ الحَدَثَانُ آلا
إلَيْكَ فَرَرْتُ مِنْكَ وَمِنْ زِيَادٍ،
وَلَمْ أحْسِبْ دَمي لَكُمَا حَلالا
وَلَكِنّي هَجَوْتُ، وَقَدْ هَجَتْني
مَعاشِرُ قَدْ رَضَخْتُ لَهمْ سِجَالا
فإنْ يَكُنِ الهِجَاءُ أحَلّ قَتْلي،
فَقَدْ قُلْنَا لِشَاعِرِهِمْ، وَقَالا
وَإنْ تَكُ في الهِجَاءِ تُرِيدُ قَتْلي،
فَلَمْ تُدْرِكْ لِمُنْتَصِرٍ مَقَالا
ترَى الشُّمَّ الجَحاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ
إذا مَا الأمْرُ في الحَدَثَانِ عَالا
بَني عَمّ الرّسُولِ ورَهْطَ عَمْروٍ،
وَعُثْمَانَ الّذِينَ عَلَوْا فَعَالا
قِيَاماً يَنْظُرُون إلى سَعِيدٍ،
كَأنّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ هِلالا
ضَرُوبٍ للقَوانِسِ، غَيْرِ هِدٍّ،
إذا خَطَرَتْ مَسَوَّمَةً رِعَالا


العصر الإسلامي >> الفرزدق >> وكيف بنفس كلما قلت أشرفت
وكيف بنفس كلما قلت أشرفت
رقم القصيدة : 3589
-----------------------------------
وَكَيْفَ بنَفْسٍ كُلّما قُلتُ أشرَفَتْ
على البُرْءِ من حَوْصَاء هيض اندمالُها
تُهاضُ بِدارٍ قَدْ تَقادَمَ عَهْدُهَا،
وَإمّا بِأمْواتٍ ألَمّ خَيَالُها
وَما كُنتُ ما دامَتْ لأهْلي حَمُولَةٌ،
وما حَمَلَتْهُمْ يَوْمَ ظَعْنٍ جِمالُها
وما سَكَنَتْ عَني نَوَارُ فَلَمْ تَقُلْ
عَلامَ ابن لَيْلى، وَهْي غُبْرٌ عيالُها
تُقِيمُ بِدارٍ قَدْ تَغَيّرَ جِلْدُهَا،
وَطالَ، وَنيِرَانُ العَذابِ، اشْتِعالُها
لأقَرَبَ أرْض الشّأمِ، والناسُ لم يَقمْ
لَهُمْ خَيْرُهُمْ مَا بَلّ عَيْناً بِلالُها
ألَسْتَ تَرَى من حَوْلِ بَيتِكَ عائذاً
بِقَدْرِكَ قَدْ أعْيَا عَلَيْها احتِيالُها
فكَيْفَ تُرِيدُ الخَفضَ بعد الذي ترَى
نِسَاءٌ بِنَجْدٍ عُيَّلٌ وَرِجَالُها
وَسَوْداءَ في أهْدامِ كَلِّيَن أقْبَلَتْ
إلَينا بِهمْ تَمْشِي وَعَنّا سُؤالُها
على عاتِقَيْها اثْنَانِ مِنْهُمْ، وإنّها
لَتُرْعَدُ قد كادَتْ يُقِصّ هُزَالُها
وَمِنْ خَلْفِها ثِنْتَانِ كِلْتَاهُما لَها،
تَعَلّقَ بِالأهْدامِ، وَالشّرُّ حَالُها
وفي حَجْرِها مَخزُومَةٌ من وَرَائِها
شُعَيْثاءُ، لمْ يَتْمِمْ لحَوْلٍ فِصَالُها
فَخَرّتْ، وألْقَتْهُمْ إلَيْنَا كَأنّها
نَعامَةُ مَحْلٍ، جَانَبَتْهَا رِئالُها
فَخرّتْ، وَألْقَتْهُمْ إلَيْنا كَأنّها
نَعامَةُ مَحْلٍ، جَانَبَتْهَا رِئَالُها
إلى حُجّرَةٍ كَمْ مِنْ خِبَاءٍ وَقُبّةٍ
إلَيْها، وَهُلاّكٍ كَثِيرٌ عَيَالُها
وَبالمَسجِدِ الأقصَى الإمامُ الذي اهتَدى
بِهِ مِنْ قُلُوبِ المُمْتَرِينَ ضَلالُها
ب كَشَفَ الله البَلاءَ، وَأشْرَقَتْ
لَهُ الأرْضُ والآفاقُ نَحْسٌ هلالُها
فَلَمّا اسْتهَلّ الغَيثُ للنّاسِ وانجلتْ
عَنِ النّاسِ أزْمانٌ كَوَاسِفُ بَالُها
شَدَدْنا رِحالَ المَيْسِ وَهْيَ شَجٍ بها
كَوَاهِلُها، مَا تَطْمَئِنّ رِحَالُها
فأصْبَحَتِ الحاجاتُ عندكَ تنتَهي،
وَكُلّ عَفَرْنَاةٍ إلَيْكَ كَلالُها
حَلَفْتُ لئنْ لمْ أشتَعْب عن ظهورِها
لَيَنْتَقِيَنْ مُخَّ العِظَامِ انْتِقَالُها
إلى مُطلِقِ الأسْرَى سُلَيمان تَلتَقي
خَذارِيفُ بَينَ الرّاجِعاتِ نِعالُها
كَأنّ نَعَامَاتٍ يُنَتِّفْنَ خُضْرَةً،
بِصَحْرَاءَ مِمْرَاحٍ، كَثيرٌ مَجالُها
يُبادِرْنَ جُنْحَ اللّيلِ بيضاً وَغُبْرَةً،
ذُعِرْنَ بِها، والعِيسُ يُخشَى كَلالُها
كَأنّ أخَا الهَمّ الّذي قَدْ أصَابَهُ،
بهِ مِنْ عَقابيلِ القَطِيفِ مُلالُها
وَقُلْتَ لأهْلِ المَشْرِقَينِ ألمْ تَكُنْ
عَلَيكُمْ غُيُومٌ، وَهي حُمْرٌ ظلالُها
فَبُدّلْتُمُ جَوْدَ الرّبِيعِ، وَحُوّلَتْ
رَحىً عنكُمُ كانَتْ مُلِحّاً ثِفالُها
ألا تَشْكُرُونَ الله إذْ فَكّ عنْكُمُ
أداهِمَ بِالمَهْدِيّ، صُمّاً ثِقالُها
هَنَأناهُمُ حَتى أعَانَ عَلَيْهِمُ
من الدّلْو أوْ عَوّا السّماكِ سِجالُها
إذا ما العَذارَى بالدّخانِ تَلَفّعَتْ،
وَلمْ يَنْتَظِرْ نَصْبَ القُدُورِ امتلالُها
نحَرْنَا، وَأبْرَزْنا القُدُورَ، وَضُمّنَتْ
عَبيطَ المَتالي الكُومِ، غُرّاً مَحالُها
إذا اعتَرَكَتْ في رَاحَتَيْ كلّ مُجمِدٍ،
مُسَوَّمَةً، لا رِزْقَ إلاّ خِصَالُها
مَرَيْنا لِهُمْ بالقَضْبِ من قَمَعِ الذّرَى
إذا الشَّوْلُ لمْ تُرْزِمْ لدَرٍّ فِصَالُها
بَقَرْنا عَنِ الأفْلاذِ بالسّيفِ بَطنَها،
وَبالسّاقِ من دُونِ القِيامِ خَبالُها
عَجِلْنا عَنِ الغَليِ القِرَى من سَنامها
لأضيْافِنا، والنّابُ وَرْدٌ عِقالُها
لَهُمْ أوْ تَمُوتَ الرّيحُ وَهيَ ذَمِيمَةٌ
إذا اعْتَزّ أرْوَاحَ الشّتَاءِ شَمَالُها
وَصَارِخَةٍ يَسْعَى بَنُوهَا وَرَاءَها،
على ظَهْرِ عُرْيٍ زَلّ عَنْهُ جِلالُها
تُلَوّي بِكَفّيْها عَناصِيَ ذِرْوَةٍ،
وَقَدْ لحِقَتْ خَيْلٌ تَثُوبُ رِعَالُها
مُقاتِلَةٍ في الحَيّ مِنْ أكْرَمَيْهِمُ،
أبُوها هُو ابنُ العَمّ لَحّاً وَخالُها
إذا التَفَتَتْ سَدّ السّمَاءَ ورَاءَهَا
عَبِيطٌ، وَجُمْهورٌ تَعادَى فِحالُها
أناخَتْ بِهَا وَسْطَ البُيُوتِ نِساؤنَا،
وَقَد أُعجِلَتْ شدَّ الرّحالِ اكتِفالُها
أنَخْنَا، فأقْبَلْنا الرّمَاحَ وَرَاءَهَا
رِمَاحاً، تُسَاقي بِالمَنَايا نِهَالُها
بَنُو دارِمٍ قَوْمي تَرَى حُجُزاتِهِمْ
عِتاقاً حَوَاشِيها، رِقَاقاً نِعَالُها
يَجُرّونَ هُدّابَ اليَماني، كَأنّهُمْ
سُيُوفٌ جَلا الأطباعَ عَنها صِقالُها
وَشِيمَتْ بهِ عَنكُمْ سُيوفٌ علَيَكمُ
صَباحَ مَساءً بالعِرَاقِ اسْتلالُها
وَإذْ أنْتُمُ مَنْ لمْ يَقُلْ أنَا كَافِرٌ،
تَرَدّى، نَهَاراً، عَشْرَةً لا يُقالُها
وَفَارَقَ أُمَّ الرّأسِ مِنهُ بضَرْبَةٍ،
سَرِيعٍ لِبَيْنِ المَنْكِبَيْنِ زِيَالُها
وَإنْ كانَ قَدْ صَلّى ثَمانينَ حِجّةً،
وَصَامَ وأهْدَى البُدنَ بيضاً خِلالُها
لَئِنْ نَفَرُ الحَجّاجِ آلُ مُعَتِّبٍ
لَقُوا دَوْلَةً كانَ العدُوُّ يُدالُها
لَقَدْ أصْبَحَ الأحْيَاءُ مِنْهُمْ أذِلّةً،
وفي النّارِ مَثوَاهُمْ كُلُوحاً سِبالُها
وَكَانُوا يَرَوْنَ الدّائِراتِ بغَيْرِهِمْ،
فَصَارَ عَلَيهِمْ بالعَذابِ انْفِتالُها
وَكَانَ إذ قِيلَ اتّقِ الله شَمّرَتْ
بِهِ عِزّةٌ، لا يُسْتَطَاعُ جِدالُها
ألِكْني إلى مَنْ كان بالصّينِ إذ رَمَتْ
بالهِنْدَ ألْوَاحٌ عَلَيْها جِلالُها
هَلُمّ إلى الإسْلامِ وَالعَدْلُ عِنْدَنا،
فَقَدْ ماتَ عن أرْضِ العرَاق خَبالُها
فما أصْبَحَتْ في الأرْضِ نَفسٌ فقيرَة،
وَلا غَيْرُها، إلاّ سُلَيْمانُ مَالُها
يَمِينُكَ في الأيْمَانِ فَاصِلَةٌ لَهَا،
وَخَيرُ شِمالٍ عِنْدَ خَيرٍ شِمَالُها
فأصْبَحَتَ خَيرَ النّاسِ وَالمُهتَدى به
إلى القَصْدِ وَالوُثْقَى الشّديدِ حِبالُها
يَداك يَدُ الأسْرَى التي أطْلَقَتْهُمُ،
وأُخْرَى هي الغَيثُ المُغيثُ نَوَالُها
وَكَمْ أطلَقَتْ كفاكَ من قيد بائِسٍ
وَمِنْ عُقدَةٍ ما كانَ يُرْجى انحلالُها
كثيراً من الأسرى التي قَدْ تَكَنَّعَتْ
فكَكْتَ وَأعْنَاقاً عَلَيْها غِلالُها
وَجَدْنا بَني مَرْوانَ أوْتَادَ دِينِنَا،
كما الأرْضُ أوْتادٌ عَلَيها جِبَالُها
وَأنْتُمْ لِهَذا الدِّينِ كَالقِبْلَةِ التي
بها إنْ يَضِلَّ النّاسُ يَهدي ضَلالُها