ادب الطف ـ الجزء الرابع 102
علي بن عيسى الأربلي
المتوفي 693
يـا بن بنت النبي دعوة iiعبد مـخلص في ولائه لا iiيحول
لـكم محض ودّه وعلى iiاعدا كـم سـيف نـطقه مـسلول
انـتم عـونه وعروته الوثقى اذا أنـكر الـخليل iiالـخليل
والـيكم ينضي ركاب الاماني فـلها مـوخدُ لـكم وذمـيل
كـرمت منكم وطابت iiفروع وزكـت منكم وطابت iiأصول
فـلـيوث إذا دعـوا لـنزال وغـيوث إذا أتـاهم نـزيل
المجيرون من صروف الليالي والـمنيلون حـين عزّ المنيل
شـرف شـايع وفضل iiشهير وعـلاء سـام ومـجد iiاثيل
وحـلوم عـن الـجناة iiوعفو ونـدى فـائض ورأي أصيل
لــي فـيكم عـقيدة iiوولاء لاح لـي فـيهما وقام iiالدليل
لـم اقـلد فيكم فكيف وقد iiشا ركـني فـي ولائكم جبرئيل
جـزتم رتـبة المديح iiارتفاعاً وكـفاكم عـن مدحي iiالتنزيل
غـير انـا نـقول وداً وحبّاً لا عـلى قـدركم فذاك iiجليل
ادب الطف ـ الجزء الرابع 103
لـلامام الحسين أهديت مدحاً زان حـتى كـأنه iiسـلسببيل
وبـودي لـو كنت بين iiيديه بـاذلاً مـهجتي وذاك iiقـليل
ضـاربا دونـه مـجيبا iiدعاه مـستميتاً عـلى عداه iiأصول
قـاضياً حـق جـدّه iiوأبـيه فـهما غـاية المُنى iiوالسؤل
ادب الطف ـ الجزء الرابع 104
علي بن عيسى الاربلي صاحب كشف الغمة :
قال الحر العاملي في (أمل الآمل) : الشيخ بهاء الدين أبو الحسن علي بن
عيسى بن ابي الفتح الاربلي(1) .
كان عالماً فاضلاً محدثاً ثقة شاعراً أديباً منشئاً جامعاً للفضائل
والمحاسن له كتب منها : كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة جامع حسن فرغ
من تأليفه سنة 687 وله رسالة الطيف ، وديوان شعر ، وعدة رسائل .
وله شعر كثير في مدائح الأئمة عليهم السلام ، ذكر جملة منها في كشف
الغمة منها قوله من قصيدة :
وإلـى امـير الـمؤمنين بعثتها مـثل الـسفاين عـمن في iiتيّار
تـحكي الـسهام إذا قطعن iiمفازة وكـأنـها فـي دقـة iiالأوتـار
تنحو بمقصدها أغر شأى iiالورى بـزكاء أعـراق وطـيب iiنجار
حـمّال اثـقال ومـسعف iiطالب ومـلاذ مـلهوف ومـوئل iiجار
شـرف أقـرّ به الحسود iiوسؤدد شـاد الـعلاء لـيعرب iiونـزار
ومـآثر شـهد الـعدو iiبـفضلها والـحق أبلج والسيوف iiعواري
يـا راكـباً يـفلي الفلاة iiبجسرة زيّـافـة كـالـكوكب الـسيار
عرّج على أرض الغري وقف به والـثم ثـراه وزره خـير iiمزار
وقل السلام عليك يا مولى iiالورى وأبـا الـهداة الـسادة iiالأبـرار
(1) نسبة الى اربل : بلد بقرب الموصل
ادب الطف ـ الجزء الرابع 105
وقوله في أخرى :
سـل عن علي مقامات عرفن iiبه شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحل
مـآثر صافحت شهب النجوم علاً مـشيدة قد سمت قدراً على iiزحل
كـم مـن يد لك فينا يا أبا iiالحسن يـفوق نائلها صوب الحيا iiالهطل
وقوله من قصيدة في مدح الحسن عليه السلام :
إلى الحسن بن فاطمة أثيرت بحق أنيق المدح الجيادِ
أقرّ الحاسدون لـه بفـضل
عوارفه قلائد في الهواد
وقوله من قصيدة في مدح علي بن الحسين عليه السلام :
مديح علي بن الحسين فريضة
عليّ لأني من أخص عبيده
إمام هدىً فاق البـرية كـلها
بآبائه خير الورى وجدوده
وقوله من قصيدة في مدح الباقر عليه السلام :
كم لي مديح فيهم شائع وهذه تخـتصّ بالباقـر
امام حقّ فاق في فضله العالم من باد ومن حاضر
وقوله من قصيدة في مدح الصادق عليه السلام :
مناقب الصادق مشهورة ينقلها عـن صادق صـادقُ
جرى إلى المجد كآبائه
كما جرى في الحلبة السابق
وقوله من قصيدة في مدح الكاظم عليه السلام :
ادب الطف ـ الجزء الرابع 106
مدائحي وقف على الكاظم فما على العاذل واللائم
ومن كموسـى أو كـآبائه أو كعلي وإلـى القائم
وقوله من قصيدة في مدح الرضا عليه السلام :
والثم الأرض إن مررت على مشهد خير الورى علي بن موسى
وأبلغـنه تـحية وسـلامـاً
كشذى المسك من علي بن عيسى
وقوله من قصيدة في مدح الجواد عليه السلام :
حماد حماد للمثني حمـّاد على آلاء مولانا الجواد
إمام هدىً له شرف ومجد أقرّ به الموالي والمعادي
وقوله من قصيدة في مدح الهادي عليه السلام :
يا أيهـذا الرائح الـغادي
عرّج على سيدنا الهادي
وقل سلام الله وقفٌ على
مستخرج من صلب أجواد
وقوله من قصيدة في مدح العسكري عليه السلام :
عرّج بسامراء والثم ثرى أرض الإمام الحسن العسكري
على وليّ الله في عصره
وابن خـيار الله في الأعصر
وقوله من قصيدة في مدح المهدي عليه السلام :
ادب الطف ـ الجزء الرابع 107
عداني عن التشبيب بالرشأ iiالأحوى وعن بانتي سلعٍ وعن عَلَمي حزوى
غـرامي بناء عن عناني iiوفكرتي تـمثله لـلقلب في السر iiوالنجوى
مـن الـنفر الـغرّ الـذين تملّكوا من الشرف العاديّ غايته iiالقصوى
هـم القوم من أصفاهم الودّ iiمخلصاً تـمسّك فـي أخراه بالسبب الأقوى
هـم الـقوم فـاقوا العالمين iiمآثراً مـحاسنها تـجلى وآيـاتها iiتروى
قال الشيخ القمي في الكنى والالقاب : بهاء الدين ابو الحسن علي بن عيسى
بن ابي الفتح الاربلي من كبار العلماء الامامية ، العالم الفاضل الشاعر
الاديب المنشئ النحرير والمحدث الخبير ، الثقة الجليل ، ابو الفضائل
والمحاسن الجمة صاحب كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة ، فرغ من تصنيفه
سنة 687 وله ديوان شعر وعدة رسائل .
ملاحظة :
لا يخفى انه غير الوزير الكبير أبي الحسن علي بن عيسى بن داود البغدادي
الكاتب وزير المقتدر والقاهر ، قال في ضافي ترجمته كان غنياً شاكراً
صدوقاً ديناً خيراً صالحاً عالماً من خيار الوزراء وهو كثير البرّ
والمعروف والصلاة والصيام ومجالس العلماء توفي سنة 334 .
وقال الشيخ الاميني : بهاء الدين ابو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن
ابي الفتح الاربلي نزيل بغداد ودفينها . فذّ من أفذاذ الأمّة ، وأوحدي
من نياقد علمائها بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلج القرن السابع ، وهو
في أعاظم العلماء قبلة في أئمة الأدب ، وان كان به ينضّد جمان الكتابة
، وتنظّم عقود القريض ، وبعد ذلك كلّه هو أحد ساسة عصره الزاهي ، ترنحت
به اعطاف الوزارة وأضاء دستها ، كما ابتسم به ثغر الفقه والحديث ،
وحميت به ثغور المذهب ،
ادب الطف ـ الجزء الرابع 108
وسفره القيّم ـ كشف الغمّة ـ خير كتاب اخرج للناس في تاريخ أئمة الدين
، وسرد فضايلهم ، والدفاع عنهم ، والدعوة اليهم . وهو حجّةٌ قاطعة على
علمه الغزير ، وتضلعه في الحديث ، وثباته في المذهب ونبوغه في الأدب ،
وتبريزه في الشعر ، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم ،
قال الشيخ جمال الدين احمد بن منيع الحلّي مقرّظاً الكتاب :
ألا قل لجـامع هـذا الـكتـاب
يميناً لقد نلتَ اقصى المراد
وأظهرت من فضل آل الرسول
بتأليفه ما يسوء الأعـادي
مشايخ روايته والرواة عنه :
يروي بهاء الدين عن جمع من اعلام الفريقين منهم :
1 ـ سيدنا رضيّ الدين جمال الملة السيد علي بن طاوس المتوفي 664 .
2 ـ سيدنا جلال الدين علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة
676 .
3 ـ الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي
البغدادي السلامي المتوفي 674 . يروي عنه كتاب ـ معالم العترة النبويّة
العليّة ـ تأليف الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي
المتوفي 611 كما في كشف الغمّة ص 135 .
4 ـ الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفي
سنة 658 ، قرأ عليه كتابيه : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب
والبيان في أخبار صاحب الزمان . وذلك باربل سنة 648 وله منه إجازة
ادب الطف ـ الجزء الرابع 109
بخطّه وينقل عن كتابه «الكفاية» كثيراً في كشف الغمّة .
5 ـ كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح نزيل بغداد
الفقيه الحنبلي المتوفي 672 ، يروي عنه بالإجازة وممّا يروي عنه كتاب ـ
الذريّة الطاهرة تأليف ابي بشر محمد بن أحمد الأنصاري الدولابي المتوفي
سنة 320 ، وكان مخطوطاً بخطّ شيخه إبن وضاح المذكور ، كشف الغمّة 109 .
6 ـ الشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي
القاسم قرأ كتاب ـ المستغيثين ـ «في كشف الظنون المستعين بالله» تأليف
أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري القرطبي
المتوفي 578 ، والشيخ رشيد الدين قرأ ـ المستغيثين ـ على محيي الدين
أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلفه إجازة
قال المترجم له في «كشف الغمّة» ص 224 : كانت قراءتي عليه في شعبان من
سنة ست وثمانين وستمائة بداري المطلة على دجلة ببغداد .
وينتقل كثيراً عن عدّة من تآليف معاصره منها : تفسير الحافظ أبي محمد
عبد الرزاق عز الدين الرسعني الحنبلي المتوفي 661 ، كانت بينه وبين
المترجم له صداقة وصلة ، راجع الجزء الأول من كتابنا هذا ص 220 .
ومنها : مطالب السؤول تأليف أبي سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي
كما أسلفناه في ترجمته ص 415 من هذا الجزء .
ومنها تآليف شيخنا الأوحد قطب الدين الراوندي ويروي عنه جمعٌ من أعلام
الفريقين منهم :
1 ـ جمال الدين العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر كما في إجازة
شيخنا الحر العاملي صاحب «الوسائل» .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 110
الشيخ رضي الدين علي بن المطهّر كما في إجازة السيد محمد بن القاسم ابن
معيّة الحسيني للسيد شمس الدين .
3 ـ السيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني .
4 ـ ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي .
5 ـ الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم .
6 ـ الشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم .
7 ـ حفيده الشيخ شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي .
8 ـ حفيده الآخر الشيخ عيسى بن محمد بن علي أخو الشرف المذكور .
9 ـ الشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرّس المالكي .
10 ـ مجد الدين أبو الفضل يحي بن علي بن المظفر الطيبي الكاتب بواسط
العراق قرأ على المترجم شطراً من كتابه «كشف الغمّة» وأجاز له ولجمع من
الأعلام المذكورين سنة 691 .
وممن قرأ عليه .
11 ـ عماد الدين عبد الله بن محمد بن مكي .
12 ـ الصدرالكبير عز الدين أبو علي الحسن بن ابي الهيجا الاربلي .
13 ـ تاج الدين أبو الفتح بن الحسين بن أبي بكر الاربلي .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 111
14 ـ المولى امين الدين عبد الرحمن بن علي بن ابي الحسن الجزري الموصلي
.
15 ـ الشيخ حسن بن إسحق بن ابراهيم بن عباس الموصلي .
له ذكره الجميل في أمل الآمل . ورياض العلماء . ورياض الجنة في الروضة
الرابعة . وروضات الجنات . والأعلام للزركلي . وتتميم الأمل لابن ابي
شبانة . والكنى والألقاب . والطليعة في شعراء الشيعة .
قال إبن الفوطي في «الحوادث الجامعة» ص 341 : وفي سنة 657 وصل بهاء
الدين علي بن الفخر عيسى الاربلي الى بغداد ، ورتب كاتب الإنشاء
بالديوان وأقام بها الى ان مات وقال في ص 480 : انه توفي ببغداد سنة
693 . وقال في ص 278 : انه تولى تعمير مسجد معروف سنة 678 . وذكر له ص
38 من قصيدته التي يرثي بها معلم الأمة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي
والملك عز الدين عبد العزيز :
ولما قضى عبد العزيز بن جعفر وأرددفـه رزء الـنصير iiمحمد
جزعت لفقدان الأخلاء iiوانبرت شؤوني كمرفض الجمان iiالمبدّد
وجاشت اليّ النفس حزناً iiولوعةً فقلت : تعزّي واصبري فكأن iiقدِ
وقال في صحيفة 366 : وفي خامس عشر من جمادى الآخرة ركب علاء الدين صاحب
الديوان لصلاة الجمعة فلما وصل المسجد الذي عند عقد مشرعة الأبربين ،
نهض عليه رجلٌ وضربه بسكين عدّة ضربات فانهزم كل من كان بين يديه من
السرهنكيّة وهرب الرجل أيضاً فعرض له رجل حمال كان قاعداً بباب غلة ابن
تومة وألقى عليه كساءه ولحقه السرهنكيّة فضربوه بالدبابيس وقبضوه ،
واما الصاحب فأنه ادخل دار بهاء الدين ـ المترجم له ـ ابن الفخر
ادب الطف ـ الجزء الرابع 112
عيسى وكان يومئذ يسكن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلك
خرج حافياً وتلقاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصّه فوجده
سليماً من السم .
وذكر في ص 369 من إنشاءه كتاب صداق كتبه في تزويج الخواجة شرف الدين
هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العباس أحمد بن الخليفة المستعصم
في جمادي الآخرة سنة 670 .
وترجمه الكتبي في ـ فوات الوفيات ـ 2 ص 83 وقال : له شعرٌ وترسل وكان
رئيسا كتب لمتولّي أربل من صلايا ؛ ثم خدم ببغداد في ديوان الإنشاء
أيام علاء الدين صاحب الديوان ؛ ثم إنّه فتر سوقه في دولة اليهود ، ثم
تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة 692 ، وكان صاحب تجمّل وحشمة
ومكارم أخلاق وفيه تشيّع ، وكان أبوه والياً باربل ، ولبهاء الدين
مصنّفات أدبيّة مثل : المقالات الأربع . ورسالة الطيف : المشهورة وغير
ذلك ، وخلف لمّمات تركةً عظيمةً ألفي ألف درهم تسلّمها ابنه أبو الفتح
ومحقها ومات صعلوكاً ومن شعر بهاء الدين رحمه الله
أي عـذر وقـد تـبدّى iiالعذار إن ثـناني تـجلّدٌ iiواصـطبار
فـأقـلا إن شـئتما أو فـزيدا ليس لي عن هوى الملاح قرارُ
هـل مجيرٌ من الغرام ؟ وهيها ت أسـير الـغرام ليس يجارُ
يـا بديع الجمال قد كثرت في ك الـلواحي وقـلّت الأنصار
وترجمه صاحب «شذرات الذهب» ج 5 : 383 بعنوان بهاء الدين ابن الفخر عيسى
الأربلي وعدّه من المتوفّين في سنة 683 وأحسبه تصحيف 693 وجعلوه في
فهرست الكتاب : عيسى بن الفخر الأربلي . زعماً منهم بأن عيسى
ادب الطف ـ الجزء الرابع 113
في كلام المصنّف بدل من قوله بهاء الدين .
وذكره سيدنا صاحب «رياض الجنّة» وقال : إنه كان وزيراً لبعض الملوك
وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف
والعبادة والرياضة في آخر أمره ، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرحمن
الجامي في بعض قصائده بقوله . ثم ذكر خمسة عشر بيتاً باللغة الفارسية
ضربنا عنها صفحاً . والقصيدة على انّها خاليةٌ من اسم المترجم ومن
الايعاز إليه بشيء يعرفه تعرب عن أن الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى
الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات . ومرّ عن ابن الفوطي : أن المترجم
كان كاتباً إلى أن مات ، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلّة على
دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان ، وكان
قبره معروفاً يزار إلى أن ملك تلك الدار في هذه الآونة الأخيرة من قطع
سبيل الوصول إليه وإلى زيارته ، والناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخير
وإن شرّاً فشر(1) . توجد جملةٌ كبيرةٌ من شعره في العترة الطاهرة صلوات
الله عليهم في كتابه «كشف الغمّة» منها في ص 79 من قصيدة مدح بها أمير
المؤمنين عليه السلام وأنشدها في حضرته قوله :
سـل عـن عليّ مقامات عُرفن iiبه شدّت عرى الدين في حلّ iiومرتحل
بـدراً واحداً وسل عنه هوازن iiفي أوطاس واسئل به في وقعة iiالجمل
واسـئل به إذ أتى الأحزاب iiيقدمهم عمرو وصفّين سل إن كنت لم تسل
(1) اقول كنا عندما نذهب الى بغداد وننزل في الدار التي يشير اليها
الشيخ وهي اليوم فندق للمسافرين : يسمى بـ (فندق الوحيد) نقرأ الفاتحة
للوزير الاربلي إذ أن قبره يقع في غرفة من غرف الفندق وعلامته قطعة من
الكاشي الابيض يتميّز عن كاشي الغرفة .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 114
مـآثر صـافحت شهب النجوم علاً مـشيدة قـد سمت قدراً على iiزحل
وسـنّة شـرعت سبل الهدى iiوندى أقـام لـلطالب الجدوى على iiالسبل
كـم مـن يـد لـك فينا أبا حسن ii! يـفوق نائلها صوب الحيا الهطل ii؟
وكـم كـشفت عـن الاسلام iiفادحة أبـدت لتغرس عن أنيابها العضل ii؟
وكـم نـصرتَ رسول الله iiمنصلتاً كـالسيف عُـرّي مـتناه من الخلل
ورُبّ يـوم كـظل الرمح ما iiسكنت نـفس الـشجاع به من شدة iiالوهل
ومـأزق الحرب ضنكٌ لا مجال iiبه ومـنهل الـموت لا يُغني عن iiالنهل
والـنقع قـد مـلأ الأرجـاء iiعثيره فـصار كالجبل الموفي على iiالجبل
جـلوته بـشبا البيض القواضب iiو الـجرد الـسلاهب والـعسالة iiالذبل
بـذلت نـفسك في نصر النبي iiولم تـبخل وما كنت في حال أخا iiبخل
وقـمت مـنفرداً كـالرمح iiمنتصباً لـنصره غـير هـيّاب ولا iiوكـل
تـروي الجيوش بعزم لو صدمت به صـمّ الـصفا لهوى من شامخ iiالقلل
يا أشرف الناس من عرب ومن عجم وأفـض الـناس في قول وفي iiعمل
يا مَن به ! عرف الناس الهدى iiوبه تـرجى السلامة عند الحادث iiالجلل
يا فارس الخيل ! والأبطال iiخاضعة يـا مـن ! له كلُ خلق الله iiكالخول
يـا سيد الناس ! يا من لا مثيل له ii! يـا من ! مناقبه تسري سُرى iiالمثل
خـذ مـن مديحي ما أسطيعه iiكرماً فـإن عـجزت فإن العجز من قبلي
وسـوف أهـدي لـكم مدحاً iiأُحبّره إن كـنت ذا قـدرةٍ أو مدّ في أجلي
وقال في الأئمة المعصومين عليهم السلام أجمعين :
|