ديوان المديح والرثاء 1



ديوان
المديح والرثاء
في
محمد وال بيته النجباء

ديوان المديح والرثاء 2



حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الاولى
1422هـ ـ 2001 م



ديوان المديح والرثاء 3

ديوان

المديح والرثاء

في
محمد وال بيته النجباء

السيد سلمان آل طعمة



مؤسسة الفكر الاسلامي

ديوان المديح والرثاء 4




بسم الله الرحمن الرحيم




ديوان المديح والرثاء 5

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

بين يدي القارئ مجموعة من قصائدي اشتملت على مدائح ومراثي النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته الغرّ الميامين ، قلتها في أزمان متفاوتة , نشر قسم منها في الصحف والمجلات العراقية , اما القسم الآخر فقد القي في المناسبات الدينية .
وقد رغبت في جمعها وتسجيلها في مجموع , ثم نشرها في كتاب مستقل , خدمة للقراء الاعزاء , وحفظاً لها من الضياع والشتات , سائلاً العلي القدير حسن الصنيع وقبول هذا الأثرمن لدن عبده الذليل , انه نعم المولى ونعم النصير .

المؤلف
سلمان هادي آل طعمة
كربلاء ـ العراق


ديوان المديح والرثاء 6




ديوان المديح والرثاء 7


الرسول الاعظم

صلى الله عليه واله


ديوان المديح والرثاء 8




ديوان المديح والرثاء 9

بشرى بمولد أحمد

في ذكرى مولد الرسول الاعظم محمّد (ص) :

جنح الفجر يغني في ابتهال يسكب الالحان في درب الجمال
وانبرى الشوق يناغي طرباً فـوق هام المجد مبهور الخيال
يا لها من ذكـريات عبقت في سماء العرب كالعطر المسال
أي بشرى غمـرت تاريخنا بـولـيد لاح مـوفور الـكمال
ويتـيم رفـرف المجد بـه وتباهـى الكون بالسحر الحلال

ادب الطف ـ الجزء الاول 10

ولـد الـحق , وما اعظمه من فتى هد طواغيت الرجال
فـغدا البيت كفـجر باسم وشـدا الـدهر بأنغام الجلال
فتسامت شرفاً (ام القرى) وسمت قدراً وفازت بالمنال

***

يا أبا الزهراء , ما انت سوى قـبس شـق ديـاجير الضلال
انـت اشراقـة فـجر ابلـج ونـشيد ذاب في طـيف الخيال
هل للأحرار من بعـد الدجى لامعاً كالسيف في روع السجال
وأقـام الدين شمساً نـورها يبـهر الأفـكار في أسنى مثال

***

جئت للعالم بـدراً ساطـعاً ورسولاً في العلى فذّ الخصال

ديوان المديح والرثاء 11

تحـمل الـقرآن دستور الـهدى ينـشر الـنور بأعمـاق الليالي
جئت والـعالـم مـوج صاخب يـعتريـه الجهل في أسوء حال
فـإذا سـهـم الإبـا منتـفض يـحصد الـكفر ويودي بالوبال
واذا الايمان في الشعب اصطلى يتحدى الخصم في عزم الرجال
كـنت للـعلـم مـناراً سامـياً تسحر الالباب في حسن المقال
وسحقـت الظلم في يوم الوغى ودحـرت الكفر بالسمر العوالي
ومـحوت الـشرك في اوكاره وتحـديت اراجـيف الـظلال
ونشرت العـدل ما بين الورى وجعلـت الـحق عنوان الكمال

***

شع نور «المصطفى» مؤتلقاً وغدا مبتسماً ثغـر المعالي

ديوان المديح والرثاء 12

فاذا الباطل مهزوز القوى وإذا الحـق كأصداف اللئالي
قـد حباه الله فخرا سامقا تتوارى دونـه شم الـجبال
صادق القول امين عادل مرهب الاسد بساحات القتال
خـلق بـر وعز شامخ يمـلأ الـدنيا بآيات الجمال

***

انـما الـدين الذي جئت به يـنشد الـحق ويدعو للنضال
أنـه ثـورة عـدل حطمت معقل الأحرار بالبيض الصقال
وتحدت غائل الـموت وكم جرعت اعدائها كأس الوبال ؟
يا رسول الله نبراس الهدى زادك المـجد جـلال بـجلال
هكـذا تبقى منـارا للحجى تزدهـي فـخرا وتهدي للكمال

1959

ديوان المديح والرثاء 13

مولد المصطفى

تبـهـى دلالا لـيلـة الـسمر فـي مـهرجان الـمولد الـعطر
وتبسمي ، فـالافـق مـتشح بـالـحسن والابـداع والـصور
هذي القلوب تعج مـن فـرح وتـسيل الـحاناً عـلى الـوتـر
والـذكـريات تطـل حافـلة ً تـوّاقـة كـالنـور للـبـصـر
ومـواكب الاعراس زاخـرة تـنساب فـيهـا رقـة الـسحر
ترنـو الى الام"style="color=#0000a0">
تبـهـى دلالا لـيلـة الـسمر فـي مـهرجان الـمولد الـعطر
وتبسمي ، فـالافـق مـتشح بـالـحسن والابـداع والـصور
هذي القلوب تعج مـن فـرح وتـسيل الـحاناً عـلى الـوتـر
والـذكـريات تطـل حافـلة ً تـوّاقـة كـالنـور للـبـصـر
ومـواكب الاعراس زاخـرة تـنساب فـيهـا رقـة الـسحر
ترنـو الى الامال في دعـةٍ وتـجر ذيـل الـغنج والـخفـر
وتـسامـر الــدنيـا مهللة بـشرى بـنوّار اخـى عـطـر
فـاذا الـنجوم تـخر ساجدة لـجلال خـير الـخلق والـبشر
واذا بـنور الـحق مـؤتلق في بطن « مكة » كالسنى النضر
زيدي بهاء ً ـ ليلة السمر ـ « ام القـرى » بـمحمد افتخري

ديوان المديح والرثاء 14

بشرى بمولد « احمد»وبمن اهـدى الانـام لأوضـح الاثر
واباد جيش الكفر حين رأى صرح الضلال يقام في الصُحُر
واطاح بالاصنام لا « هبلاً » ابقـى ولا ابـقى على « نسر »
ودعى الى الاسلام ، رائده اصـلاح حـر الـرأي والفكر
***
قسما بـحبك ، وهو في خلدي بـاق بـقاء الـدهر والعمر
ذكـراك تـعبق في عـواطفنا بالطهـر والانسام و الـعطر
ذكـراك اشـواق مـؤجـجة تزهـو لنـا فتّانـة الصـور
ذكـراك نـور يستضـاء به للـعدل و الايـمان والـظفر
ومـواقف لك وهـي خـالدة يـزدان فيـها جيش منتصر
ابليت في الـغزوات مـقدرة ودحرت حزب المارق الـقذر
ومضيت يـحدوك التقى قدماً لم تـرض في ضـيم ولا كدر
فسموت بالـعلياء مـكرمـة وغـرست مـجداً طيب الثمر
ورسالـة ادّيـتهـا فـسرت بين الشعوب كـنفحة الـزهر
مازال ذكراك مـلهم الـبشر يضفي عـلى ادنيا رؤى القمر

آب 1962

ديوان المديح والرثاء 15

مولد النور

قيلت في مولد محرّر الانسانية ومنقذها من الجهل والظلام النبي محمد (ص) 1406 هـ :
هتفت بأسمك واهتزّت رباها امـة الـعرب ونالت مبتغاها
وزهـت شوقا لباني مجدها وبـه الايـام زهـواً تتباهى
شعّ نور المصطفى مؤتلـفاً وبأبهـى حـلّة مـنه كساها
اي عيدٍ قـد علـت هيبـته كزهور الروض فوّاح شذاها
بـدرُ عـلمٍ ومـنار زاخـر قد تجلى في السما عبر مداها
سيرة وضّاءة مـن مـكـة اشرقت كالشمس تزهو بسناها
عمت البشرى كأنسام الصبا تبـعث العشق فما ابهى رؤاها
وعـلا الـكون ضياء باهر كـالنـجوم الـغرّ يزداد بهاها

ديوان المديح والرثاء 16

كل قلب دخل العشق به يـوم ميلاد رسول الله طه
ايها الناس عليه سلمـوا ثم صلوا فهو نبراس هداها
***
ولـد الـحب فـما اروعه منهلا روّى قلوباً وسقـاها
يا رسـولاً زاده الله عـلاً وانتشى الكون بذكراه وتاها
واصطفاها هاديا رب السما فسما قدرا بـه يرضي الاله
وهـوت آلـهة الشرك فكم دمر الاوثان و اجتاح دجاها ؟
وابـاد الـظلـم في مكمنه ولاوكار الضلالات محـاها
واذا ما انتفـضت ثـائـرة امة الاسلام ما خاب رجاها

***
نـزل القرآن ذكـراً خـالـدا فكرُ غرّاء ، جبريل تلاهـا
بيّـنات نـزلت فـي لـغـة رفع الله على الكون لـواها
والرسول الصادق الهادي الذي مـلأ الآفـاق نوراً اذ اتاها
فـاذا الباطل مهـزوم الـقوى دعوة كان لها قطب رحاها
دعـوة للـمصطفى صـادقة من جلال الله قد شعّ ضياها
يـا ابـا الـزهراء ذكراك لنا ثورة عارمة نحذو خـطاها
قـد ولـجت الدهر فذّا اصيدا وفتوحات الحجى كنت فتاها
غـزوات خـضتها منتصرا تسعر الحرب ولاتخش لظاها
امة الضـاد التي في ارضها هبط الوحي وبالحق جـلاها

ديوان المديح والرثاء 17

عاشت الـعرب بليل جائر وتغشى الجهل فيها وعـراها
لانظام عـادل يـخضعها سفكت مـن ذلك الهول دماها
وأدت لفلاذهـا عـن سفه خشية الاملاق ان يفني قواها
سامها الخسف ولولا احمد لم يكن ينجو من الغي حماها
وغدت في ظل عيش آمن فوق هام النجم تزهو بعلاها

***
ايـهـا المـبعوث في امـته رحمة ما عمّت الدنيا سـواها
قد حـباك اله مـن افضالـه مثلا عليا ومـجدا لا يضاهى
فسرت في كـل قلب نابض موجة الـحب وللنفس هـداها
التعاليـم التـي جئت بـهـا دولة القرآن قـد شـاد بـناها
جـئت للـعالم فجراً ابلجـا مثلما الشمس تجلّت في سماها
ايها المختار قـد عـاد لالنا فجرك البكر الذي عـمّ الجباها
عاد بالاسلام فأجتاح المدى واضاء الارض طرّاً اذ علاها
فاذا الايمـان فـجر زاحف برؤى مشبوبة الابـداع تـاها
انـها ثـورة فـكـر نـيّر بالـدم الـحر وبالـنور بناها

1985م

ديوان المديح والرثاء 18

الذكرى الخالدة

قيلت في ذكرى وفاة فخر الكائنات النبي محمد (ص) :

يا قلب مالك لا تنام جزعٌ أقضَّك أم غرام ؟
إن الحياة كما علمت مصيرها الموت الزؤام
والعيش أعذبه التوادد والتحابب لا الخصام
يا قلبُ ماذا قد دهاك وأنت في البلوى مضام
والأفق كاد يلفه صمتٌ فما سجع الحمام
فإذا بذكرى أحمدٍ سلوى يجددها ألأنام
يومٌ به لاقى الرسول الحتف إذ جَن الظلام
وعلا وجوه الأهل حزنٌ واعترى الصحب اهتضام
وإذا بيثرب نابها جطبٌ ونازلها حمام


ادب الطف ـ الجزء الاول 19

فقدت رسول الله من للحقِّ جلَّ له المقام
***
جار الحياة وعصرها عصرٌ يُسَربِلُهُ الظلام
فكأنهَّ مُذ جاءها وزَها بها بدرٌ تمام
فأنار للمتخبطين سبيلهم وهو المرام
ودعا إلى الإسلام رائده المحبة والوئام
ذاك النبيُّ المصطفى سجدت له الأمم العظام
لم أنسَ ما مرَّت به الأهوال والكُرَبُ الجسَام
لاقى نوائِبُ جمةٍ وتعالتِ الهُوجُ الطغام
***
مولاي ذكرك خالدٌ يزهو به المجدُ الرُكام
ولَأَنت في الجيش العرمرم ليثه الصلب الهمام
ذكراك تبعث في القلوب الطهر يصحبه السلام
فلقد أتيتك نادباً والقلب يُصليهِ الضِرام

1957م

ديوان المدح والرثاء 20

ميلاد رسول الإنسانية

أُلقيت في قاعة نقابة المعلمين بكربلاء بمناسبة ميلاد الرسول الكريم محمد (ص) :
نـاغـيتُ حـبك عاشقـاً متـبولا ومحضتُ ودّك أروعاً وبجيلا
كالـوا لـِهِ الـمشتاق يخـفق قلبه وجـداً يفيض صبابـةً وغليلا
من كـلّ حـوراء العيون جـمالها كـاد الـفؤاد به يمـوت قتيلا
نشوانة الأعـطاف تـسرحُ كالمها فـتخالهـا قمـراً أطلَّ جميلا
وأنا المـتيَّمُ صـرتُ أحتلبُ المنى كم بات قلبيَّ من جوىً مغلولا ؟
يا أيها القمـرُ المنير بـه زهـت أُمُّ الـقرى وتـهلَّلَتْ تـهليـلا
حَـنَّ الـزمان إلى رؤاكَ فـجئته ترعى الأنام سميدعـاً بهلـولا
وكواكبُ الجوزاءِ من شوقٍ هوتْ ترجـو نداك كـطالبٍ تقبيـلا
لِتـقود مـدرسةَ الـحياةِ مُشرِّعاً لـكتابـها ومـُبشِّراً ورسـولا

ديوان المدح والرثاء 21

تدعـو إلى نـشر المعارف والنُّهى فتُنِيرُ فـوقَ سمائِها قنـديلا
والحقُّ مـا وطـأ الضَّلالُ طريقه حتى ضفرتَ لمجـدِهِ إكليلا
هذي النفوس على هواك تزاحمتْ تَخِذَتكَ ظِلاًّ وارفـاً وظليلا
تهفو وإن يَعُدَ المـزار مـشوقـةً لجلال ذكرك بكرةً وأصيلا

***

يابن الغطارف من قريش المصطفى الـ ـمختار يا مـن كان أحكم قيلا
أكـبَرتُ يـومك مـا بـُعثـتَ لأٌمـَّةٍ إلا لـتبنيَ مـجـدها الـمأمولا
جئـت الـحياة وأنـت أكـبر مـُصلحٍ أمـسى يـُزيحُ الـظُّلمَ والتهويلا
يا خـائـض الـغمرات كـم قـاسيتها مِحَناً تضيقُ لها الصُّدور طويلا
مَـنْ قـاوم الـفوضى وشنَّ على الخنا حرباً ، فأضحى جمعها مخذولا ؟
وقضى على الجهل المقيت فـلم يـدعْ شـعباً يـظـلُّ بـغيـِّه مجبولا
مَـنْ حـََطَّـمَ الأوثـانَ بـعد عروشِها وبِـنَصْرِهِ كـان الإله كـفيـلا ؟
وَسَـطَا بـِكُـلِّ صـلابـَةٍ وبـَسالـةٍ يـومَ الـقِراعِ وقـاوَمَ التَّضليلا
مُـستعذِبـاً وِردَ الـرَّدى لا يـنثـنـي جـزعاً يـَدِكُّ روابـياً وسهولا
و أقـامَ للإسـلامِ ديـناً مـُحَـكَـمـاً وهَدى النُّفوسَ شبيبةً وكـهـولا
نَـشَرَ الـعـدالةَ والــمساواةَ الـتـي سَـدَّتْ علـى البَغيِ الذَّميم سبيلا
دوَّى كــلـيثِ الـغـاب لا يـنتابـُهُ خَوَرٌ وأردى المُشرِكِـينَ فُلُـولا
***
يا مَنْ بِهِ العلياءُ تفخَرُ والنّدى شوقاً تُهَشُّ لَهُ الدُّنى تهليلا

ديوان المديح والرثاء 22

أحـرزتَ مجداً لا يُضاهـى مُثْلُهُ وبَلَـغتَ جاهـاً في الوجودِ جليلا
ومـواقـِفٌ لكَ كُنتَ فيها أَصْيَداً لـمَّا شَـهرتَ الصارِمَ المصقولا
مِثلُ السَّحابِ الجون إذ تَهِبِ الحيا وتَـجودُ ويـلاً بـالنّدَى موصولا
أَوَلَسْتَ فـخرَ الكائِناتِ ؟ وليتني « كنتُ اتَخَذتُ مع الرسولِ سبيلا »
يا أيهـا المبعوثُ في دنيا الورى لا يـرتضي غـير الإبـاء بديلا
جحدوا مقامك في الحياة وفُقْتَهُم فـضلاً يـَبِزُّ فـطاحلاً وفـُحولا
لا غروَ أن تأتي بـكلِّ عـجيبةٍ الله أيَّـدَ سـيفـَكَ الـمسـلـولا
***
يا صقر هاشِمَ كَمْ قَهرتَ جحافِلاً ودحرت جمعَ المارقين فلولا ؟
مـا زلن خواض المنون مُجالداً تَرِدُ الطغاةَ ولا تهابُ نـكولا
وتُنـازِلُ الأبـطال دون هوادةً فوجدتَ في العدد الكثير قليلا
حققتَ للإسلام نـصراً عـالياً يستوجِـبُ التـعظيمُ والتبجيلا
فإذا الأُباةُ المُخلِصونَ تَقََحَـموا غدراً ببوغاء الثرى وحـجولا
إذ كان جيشَكَ لا يلـين قـناتهُ قد أحرَزَ الإكبارُ والتـفضيلا
و بِهِمَةٍ أبلى بساحاتِ الـوغى هيهاتَ يخشى ظالـماً ودخيلا

23/01/1988

الفهرس التالي التالي