390- (فعدتَ عنهم وقد أكبـرتَ حجّتَهـملـمـا رأيــتَ كـتـابَ الله يُملـيـهـا)
391- (وما أنفتَ وإنْ كانوا علـى حـرجٍمـن أنْ يَحُـجّـكَ بـالآيـاتِ عاصيـهـا)
392- وكيـف يأنـفُ مـن لا علـم ينجـدُهُولا بصيـرة كــي يُـدلـي بماضيـهـا؟
393- أيّ الدلائـلِ أجلـى حيـن أطلبهـا؟مـن بعـد مـا شَهِـدت عــدلاً قوافيـهـا
394- إنَّ الذي قـد تخلّـى عـن فريضتِـهِلفـقـدهِ الـمـاء يـومـاً لــن يُصلّيـهـا
395- وفـي التيـمّـمِ آيــاتٌ تجاهلَـهـاإنّ الخلـيـفـةَ آيُ الـذكــرِ ناسـيـهـا
396- كآيـةِ الحمـلِ إذ جـاءوا بـإمـرأةٍلسـتـةٍ أولــدتْ فـانـصـاع يُفتـيـهـا
397- وهمَّ بالرّجمِ لـولا قـولُ عالِمِهِـمْذي آيـةُ الحمـلِ مــن جُــرْمٍ تبرّيـهـا

____________

البيت 397: قول عالمهم: علي بن أبي طالب عليه السلام.


398- فانـقـاد مُستغـفـراً لله مُرتـجـيـاًلـتـوبـةٍ جـهـلُـهُ فـيـهـا يُنافـيـهـا
399- إذ جدَّدَ الذنبَ في مجنونـةٍ فجـرترجمـاً بغيـبٍ حـدود الـرّجـمِ يلقيـهـا
400- وكانـت السنـةُ السّمحـاءُ مُجريَـةًحُكْـمَ الـبـراءَةِ لـكـن مــن يُباليـهـا؟
401- وآيـةُ الصيـف إذ وافـت مُبيّـنـةًإرْثِ الـكـلالـةِ إحـكـامـاً لتُقضـيـهـا
402- فكم تمنّـى أبـو حفـصٍ يَلُـمُّ بهـاعِلْمـاً فـكـلّ ومــا أوعــى مَعانيـهـا
403- قالوا: أبو حفصَ يُغني المصطفى حِكَماًإنْ فـاتَـهُ الـوحـيُ فالـفـاروقُ يوحيـهـا
404-(كـم استـراكَ رسـولُ اللهِ مُغتَبِـطـاًبحكـمـةٍ لــكَ عـنـد الــرأي يُلفيـهـا)
405- (فأنتَ فـي زمـنِ المختـارِ مُنجدُهـاوأنـتَ فـي زمــن الصـدّيـقِ مُنجيـهـا)
406- ما بالُ من ولعوا بالرّاح قد بَرَعـوا الفــاروقَ والخـمـرُ لــلآراءِ يُنئـيـهـا؟
407- (بات النبـيُّ مسجّـىً فـي حضيرتِـهِوأنــتَ مُستـعـرُ الأحـشـاءِ دامـيـهـا)
408-(تهيمُ بين عَجيـج النـاس فـي دَهَـشٍِمن نَبْـأَةٍ قـد سـرى فـي الأرضِ ساريهـا)
409- (تصيحُ من قال نفسُ المصطفى قُبضتعـلـوتُ هامـتَـهُ بالـسـيـفِ أبـريـهـا)
410- ظنّـاً بمـولاكَ فـي خُـمٍّ سيعقـدهـاويـتـركُ النكـبـةَ الـكـبـرى بهـاديـهـا
411- وهاتكـاً حـرمـةَ الـهـادي فجثَّـتُـهُتشكو الـهـوانَ فــلا قـبــرٌ يـواريـهـا
412- والناسُ من بعدِهِ بالحكـمِ قـد شُغِلـواوسُـنّــةُ الله بـالأمــواتِ تـوصـيـهـا
413- فكيف والمَيْتُ خيـرُ الخلـقِ وا أسفـاًعلـى نـفـوسٍ أمـاتـت حــقَّ مُحييـهـا
414- هذا هو الغيُّ فـي عيـنٍ وفـي أثـرٍلـكـنّ للفتـنـةِ العـظـمـى دواعـيـهـا
415- وقلتَ: (من قال نفسُ المصطفى قُبضتْ)فــإنّ أوداجَـــهُ بالـسـيـف أفـريـهـا
416- حتى إذا جـاء مـن ترجـو زِعامتَـهُثَــمَّ ادّكــرتَ مــن الآيــاتِ خافيـهـا
417- (وأنّــهُ واردٌ لا بـــدَّ مـــوردَهُمــن المـنـيـةِ لا يُعـفـيـهِ ساقـيـهـا)
418- فقلْ لمـن عـدَّ هـذا القـولَ مكرمـةًللمكـرمـاتِ بسـهـم الإفْــكِ ترمـيـهـا
419- سائلْ أبا حفـصَ هـل كانـت مقولتُـهُوفــقَ الشريـعـةِ أم حكـمـاً تُنافـيـهـا؟
420- ما ذنبُ من أُثكلوا بالمصطفى وشَكَـواهـولَ المـصـابِ أ بالتّرهـيـبِ تُسليـهـا؟
421- هبْهُمْ كما أنـتَ إذ خولِطْـتَ مُختَبِطـاًفـلا تـكـن دونـهـم صـبـراً فتُشقيـهـا
422- وأنت فاروقُها المذخـورُ لـو عَدَلَـتْعـن السبـيـل ـ جــزاك الله ـ تَهديـهـا
423- (فمـن يُبـاري أبـا حفـصٍ وسيرتَـهُأو مــن يُـحـاولُ للـفـاروق تشبـيـهـا)
424- (إنّ الـذي بَـرَأَ الـفـاروقَ نـزَّهَـهُعـن النـواقـصِ والأغــراضِ تنزيـهـا)
425- (وقـولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ)مـا قـال فـي عمـرهِ قــولاً يُضاهيـهـا
426- لـولا علـيٌّ لأمسـى هالكـاً عـمـرٌأكــرمْ بـهـا قـولـةً تُــزري بمُلقيـهـا
427- فهي النّقيصةُ إذ بالعلمِ ـ لو عَلِمَـتْ ـتسـمـو الخـلافـةُ إنَّ الجـهـلَ يُزريـهـا
428- عـاش النبـيُّ سنينـاً غيـرَ كافـيـةٍإلا لإنــذارِ قـــومٍ جـــاء يُنْجـيـهـا
429- لابـدَّ مـن بعـدِهِ هـادٍ يبـيِّـنُ مــاتطـوي الشريعـةُ مـن أســرار طاميـهـا
430- والأنبيـاءُ جميعـاً خلَّـفـوا حَكَـمـاًيـرعـى الرّعـيـة إنْ تـاهـت يُدلّـيـهـا
431- موضّحاً غامضـاً فيمـا استجـدَّ لهـممــن الأمـــورِ وأحـكـامـاً يُبـدّيـهـا
432- والله أعـلـم مــن أدرى بشِرعـتِـهِفمـن سـوى حيـدرٍ مـن بـعـد هاديـهـا؟
433- والمـرءُ بالعلـم لا ضربـاً بـدِرَّتِـهِقـواعـدَ الـعـدل والأخــلاق يُرسـيـهـا
434- يا صاحِ لو شئتُ أنْ أنبيكَ عن فِتَنٍكادت علـى الديـن أنْ تقضـي دواهيهـا
435- جهلاً أبو حفصَ بالفُتيـا يؤجّجهـالقلتُ مـا قلـتُ لكـنْ كيـف أحصيهـا؟
436- من لي بقومٍ بظلِّ الحقِّ إنْ دُعِيَـتلنُـصـرةِ الـوحـدةِ الكـبـرى تلبّيـهـا
437- لا ترهبُ السيفَ لا يوهي عزائمَهاألجـهـرُ بالـحـقِّ أو يُثـنـي تفانيـهـا
438- تجدّدُ العهـدَ فـي إرسـاءِ معتقـدٍفليـس مـا ينـهـج الآبــاءُ يُجديـهـا
439- ما كلُّ من يقتفي إثْراً يفـوز ومـاكـلُّ المنـاهـجِ تُنْـجـي مُستميحيـهـا
440- ما لـم يكـن هاديـاً فيهـا يُبيّنُهـاأيّ النجـوم لنَـيْـلِ القـصـدِ تَهديـهـا
441- قالت هو العدلُ والفـاروقُ سيرتُـهُفـي زحمـةِ الليـل لا تَخفـى دراريهـا
442- أقول لا عـن هـوى واللهُ سائلُنـافـي يـومَ لا شـيءَ الا الحـقُّ يُنجيهـا
443- ولستُ واللهِ مـن داعٍ الـى فتـنٍوإنّــمــا قــربــةً لله أبـغـيـهـا
444- هلا من العـدل أنْ تلقـي بقولتِهـامـن غيـر بيّـنـةٍ يُغنـيـكَ وافيـهـا؟
445- فليـس تُجـدي أحاديـثٌ ملفّـقـةٌمـن غيـر مـا سنـدٍ للنـاسِ ترويـهـا
446- ولا حُفـالـةُ أخـبـارٍ مـهـرَّأةًفيهـا السياسـةُ قــد مَــدَّتْ أياديـهـا
447- فسخرَّتْ كـلَّ كـذّابٍ وذي إحَـنٍلغُـلَّـةِ النـفـس مَـوْتـوراً يروّيـهـا
448- إني لألعنُ قومـاً حيـث أذكرُهـاوكيـف شـوَّهَـت الإســلامَ تَشْويـهـا
449- تفيـض بالكفـرِ حينـاً ثـمّ آونـةًلــذاتِ أحـمـدَ بــالأدرانِ ترميـهـا
450- وصرَّفتَـهـا أحابـيـلاً مُنَـشَّـرَةًعـلَّ النفـوسَ مـن الأضغـانِ تُشفيهـا
451- سلْ شاعرَ النيلِ عن تلك التي نذرت(أنـشـودةً لـرســول الله تُهـديـهـا)
452-(قالت: نذرتُ لإنْ عـاد النبـيُّ لنـافـي غـزوةٍ لعـلـى دُفّــي أغنّيـهـا)
453- هل كان في نَذْرْها أجـرٌ ومَحْمَـدةٌأم نـذرُهـا بـاطــلٌ بالله فافتـيـهـا؟
454- وأحمـدٌ يسمـع الألحـانَ منتشيـاًمـع الشياطيـن تُشجـيـهِ أغانيـهـا!!!
455- حتى أتاهـا أبـو حفـصٍ ففرَّقَهـا(إنّ الشياطيـن تخشـى بـأسَ مُخزيهـا)
456- ولا تهابُ رسـولَ الله؟ وا عَجَبـاًمن تُرَّهاتٍ حكـت عـن جهـلِ راويهـا
457- وغيرُها من مخاريـقٍ ينـوءُ بهـاثَهْـلانُ إذْ لـم يُطِـقْ حَمْـلاً مَساويـهـا
458- باسمِ الشريعةِ قد خَطَّـتْ مهازِلُهـاصحائفـاً لـم تجـد غـيَّـاً يُضاهيـهـا
459- فأذهبت كلَّ ما في الدين مـن قِيَـمٍوقوّضـتْ صَرْحَـهُ السامـي بأيديـهـا
460- مهلاً أخا الشعرِ لا ألفاكَ ممتدحـاًالا ذمـمـتَ وإنْ أطـربـتَ نـاديـهـا
461- ولو نظرتَ بعينِ القلبِ لانكشفـتْلـكَ الحقيـقـةُ رأيَ العـيـنِ مَرئيـهـا
462- لكنّما الداءُ لم يبـقِ سـوى شبـحٍتسري بـه الريـحُ أنّـى سـار ساريهـا
463- ويا أخا الشعرِ مـا شيّـدتَ منقبـةًإلا علـى الإفْـكِ قـد شيـدَتْ مبانيـهـا
464- مخاطباً مُبْدِعَ الشّـورى ومبطلَهـا(ولـلـمـنـيّـةِ آلامٌ تُـعـانـيـهــا)
465- (لم أنسَ أمـرَكَ للمقـدادِ يحملُـهُإلــى الجمـاعـةِ إنــذاراً وتنبيـهـا)
466- (إنْ ظلَّ بعد ثـلاثٍ رأْيُهـا شُعَبـاًفجرِّد السيـفَ واضـربْ فـي هَواديهـا)
467- (وما استبدَّ بـرأْيٍ فـي حكومتِـهِإنَّ الحكـومـةَ تُـغـري مستبـدّيـهـا)
468- هل كان حكمُ أبي حفـصٍ بقتلِهِـمُحُكْـمَ الشريعـةِ والفـاروقُ قاضيـهـا؟
469- أم أنّهُ بدعـةٌ مـن صُنْـعِ مُبتـدِعٍفهـي َالضلالـةُ فـي أخـزى مَجاليهـا
470- وكيف لا؟ وهمُ من قبـلُ بشَّرَهـمـ كمـا تقولـون ـ بالجـنّـاتِ هاديـهـا
471- أم أنَّ شرعتَكَ الفاروقُ جـاء بهـاولا تُبشِّـرُ جَمْـعـاً مــن حَواريـهـا
472- هَبْ صار (بعد ثلاثٍ رأْيُها شُعَبـاً)وللجماعـة سـيـفُ الـعـدلِ يُرديـهـا
473- فمـن لأمـةِ طـه بعـد مقتلِهِـم؟هـلا دعـيُّ أبـي سفـيـانَ يحميـهـا؟
474- أم يُتركُ الأمرُ للأهـواءِ؟ يجمعُهـامَحْـقُ الرسالـةِ مـا شـاءت أعاديـهـا
475- فاعجبْ لجرأَةِ نفسٍ لا خَلاقَ لهـامــاذا تـقـولُ غــداً لله بـاريـهـا؟
476- إذ خلَّفتْ بعدهـا الإسـلامَ مُرتَهَنـاًفي كـفِّ طَخْيـاءَ لـم تُكشَـفْ دياجيهـا
477- وكم تمنّى أبو الشـورى وحارسُهـافـي ساعَـةِ النَّـزْعِ أحبـابـاً يُحابيـهـا
478- لو كان سالـمُ حيّـاً أو مُعـاذُ لمـاتجاوَزَتْـهُـمْ إلــى قــومٍ تُرجّـيـهـا
479- أو كان جرّاحُها حيّـاً لمـا وُهِبَـتْلمـن سـواهُ ولـكـنْ مــاتَ حاميـهـا
480- سائلْ أبا حفصَ حين القوم قد جُمِعواتحـتَ السقيـفـةِ إذ داعــاكَ هاذيـهـا
481- لِمَ احتججتَ على الأنصـارِ مُدّعيـاًأن الخـلافـةَ للـقُـربـى ستُعطـيـهـا؟
482- وأقربُ الناسِ مـن طـه عشيرتُـهُوذا أبـو بكـر فـي إحــدى أواخيـهـا
483- فهل لسالمَ مولى القومِ مـن نسـبٍالـى قريـشٍ ليـغـدو سـيّـداً فيـهـا؟
484- وهل مُعاذُ سما الأنصارَ في شـرفٍفي حَلْبَـةِ السّبْـقِ إنْ عُـدَّتْ مَساعيهـا؟
485- وهل لكلِّ الـورى فضـلٌ وسابقـةٌكـمـا لهـاشـمَ لــولا أنْ تُعـاديـهـا؟
486- وأنت تعـرفُ أنَّ المرتضـى كُفُـؤٌوهـو الخليـقُ لهـا لـو كنـتَ مُعطيهـا
487- أرادهُ اللهُ لكـنْ قـومُـهُ نـكـرواوأنـت هيـهـاتَ لـلأقـوامِ تَعصيـهـا
488- وحسبُ هاشمَ ما نالتْ وما ظفـرتْمنهـا النبـيُّ وهـذا الفـخـرُ يكفيـهـا
489- وطالما كنتَ تخشـى أنْ تؤمِّرَهُـمْعلـى البـلادِ فـربَّ الملـكُ يُغريهـا!!!
490- لم ترضَ أخذَكَ حقـاً كـان دونَهُـمُحتـى وضعـتَ كُبـولاً فــي أياديـهـا
491- فابعثْ سواهم ولكـنْ كـلّ مؤتَمَـنٍلـشـرعـةِ اللهِ بـالإيـثـارِ يُحيـيـهـا
492- وما ابتعثَ لهـذا الفـرضِ ذا ثقـةٍبيـن الأنـام فـروض العـدلِ يُفشيـهـا
493- إلا وعـاد بـكـفٍّ لا يطهّـرهـاقطـعُ الأنامـلِ أنْ لـو كنـتَ مُجزيـهـا
494- (ولم تُقِلْ عاملاً منها وقـد كثـرتأموالُـهُ وفشـا فـي الأرضِ فاشيـهـا)
495- إلا معاويـةً حـاشـا لحضـرتِـهِيـومـاً لحـرمـةِ مــالِ الله يُسْبيـهـا
496- وسِتَّةٌ لـم تفاضـلْ بينهـم شَـرَعٌكـلٌّ ك(فــارسِ عـدنـانٍ وحاميـهـا)
497- علمـاً ودينـاً وأخلاقـاً وسابـقـةًلا الظلـمُ يعرفُهـا لا الحـكـمُ يُغويـهـا
498- وكنتَ تعلمُ إنْ بـارَوا أبـا حسـنٍفليـس يشـفـعُ ماضيـهـا وماضيـهـا
499- وعنـد ذاك ينـالُ الحكـمَ حيـدرةٌوتـغـدو هـاشـمُ والدنـيـا بأيـديـهـا
500- وأنـت حـيٌّ وتأبـى أنْ تؤمِّرَهـاهــلا يـروقُـكَ مَيْـتـاً أنْ تولّـيـهـا؟
501- وشرطُها سنّةُ الشيخيـنِ يدفَعُـهُعنهـا فــذاكَ مَـعـاذَ الله يُمضيـهـا
502- أ مثلُهُ وزمـامُ الديـنِ فـي يـدِهِخلافـة الحـقِّ بالبُطـلان يَشْريـهـا؟
503- ولم تكن شِرْعَةُ الرّحمنِِ ناقصـةًوذلــك الـشـرطُ إتمـامـاً يوفّيـهـا
504- ولم يكن طالبـاً ملكـاً يتيـهُ بـهِعلـى الرّعيـةِ والامــوالَ يَجبيـهـا
505- ولم يكن همُّـهُ عرشـاً تزلزلُـهُدَهْـمُ الخطـوبِ إذا جـارت عواديهـا
506- لو كان ذاك فإنَّ الملـكَ يضمنُـهُقولٌ: قبلتُ، متـى مـا شـاءَ يحكيهـا
507- وذاك عثمانُ ذوالنّوريـنِ ينطقُهـابـلا حَريجَـةِ مـن ديــنٍ تُماريـهـا
508- فسار في سنّةِ الشيخيـنِ يرفِدُهـابسـنّـةٍ ثلَّـثـتْ ثـانــي أثافـيـهـا
509- وكان بالدين في عهدَيْهِمـا رَمَـقٌمـن الحـيـاةِ وبالأحـكـامِ يُجريـهـا
510- فأصبح الديـنُ والأحكـامُ تندِبُـهُبذائـبِ القلـبِ لمّـا غـاضَ جاريهـا
511- وأُطفئتْ طالعاتُ الذّكرِ وانكسفتشمـسُ الرّسالـةِ فاظلمَّـتْ نواحيـهـا
512- وأقفرتْ أربُـعٌ أقـوَتْ منازلُهـامـن كـلِّ نيِّـرَةٍ بـالأُنْـسِ تَقريـهـا
513- ونُكِّسَتْ رايةُ التوحيدِ وارتفعـتْرايـاتُ هنـدٍ شموخـاً فـي روابيهـا
514- أمست أميّـةُ بالإسـلامِ حاكمـةًوالجاهليـةُ قــد عــادت مآسيـهـا
515- وصارعثمانُ يُعطي فوق مُنْيَتِهـافطالمـا الديـنُ قــد أودى أمانيـهـا
516- وبات يقطعُ أرضَ الشامِ طاغيـةًوأرض مِصْـرَ الـى ثـانٍ سيُهديـهـا
517- وأصبح المالُ فيمـا بينهـم دُوَلاًأمـا البقـاعُ فقـد أمـسـت مَغانيـهـا
518- والمسلمون غدوا في ظلّهِ خَـوَلاًإنْ شـاء يُسعدهـا أو شـاء يُشقيـهـا
519- تقتاتُ جوعاً وتُسقى كأْسَ ذِلَّتِهـاوجمـرةُ الـجـوعِ والإذلالِ تكويـهـا
520- وللعُتـاةِ كـمـروانٍ يقرّبـهـممنـهُ وخيـرُ بُـنـاةٍ الـديـنِ ينفيـهـا
521- وللتُّقـاةِ ثيـابَ الـذلِّ يُلبسُـهـاوالفاسقـيـنَ بـإجــلالٍ يـردّيـهـا
522- وللضلوعِ من الأصحابِ يخضِدُهالـو أنّهـا تُفتـدى بـالـروحِ أَفديـهـا
523- ومثلُ عمّارِ بين النـاسِ يُقْذِعُـهُوأمّـهُ بعظـيـمِ الـحَـوْبِ يرميـهـا
524- وإنْ شكت في بـلاد الله شاكيـةٌفـإن مَـنْ تشتكـي منـهُ سَيَجزيـهـا
525- صلّى الوليدُ صلاةَ الصبحِ باطلـةًًبالنّـاسِ فانذهلـت مـن فعـل واليهـا
526- واستبدل الحمدَ بالتشبيبِ مُدَّكِـراًمـن الـجـواري ربـابـاً إذ يغنّيـهـا
527- وقد تقيّأ في المحراب من سَكَـرٍإنّ الليالـي بشُـرْبِ الخمـر يطويـهـا
528- وغيرهُ من ولاةِ الجورِ ما صنعتْمـن الشنائِـعِ مـا يُعـيـي تقصّيـهـا
529- عاثوا ذئاباً بأرضِ الله واتّخـذواخليـفـةَ الله رِدءاً مــن أعـاديـهـا
530- لقد طغا الجور حتى قام ثائرُهُـمْبثـورةٍ عدلُـهـا لــلأرض يُحييـهـا
531- توحّدتْ ضـدَّ عثمـانٍ لتخلعَـهُوعائـشٌ لسيـوفِ الـقـومِ تَنضيـهـا
532- هذي ثيابُ رسولِ الله مـا بُليَـتْونعـثـلٌ سـنّـةَ المخـتـارِ يُبْليـهـا
533- إلا اقتلوا نعثلاً وافنـوا ضلالتَـهُفإنـه كافـرٌ فــي شــرعِ باريـهـا
534- وطلحـةٌ وزبيـرٌ دون أمّهِـمـايدعـون والنـاس للـدعـوى تُلبّيـهـا
535- فصار نعثلُ بين القـوم مُنخـذِلاًيرجـو أميّـةَ لكـن خـاب راجيـهـا