ديوان السيد حيدر الحلي- الجزء الثاني

 
 

ديوان السيد حيدر الحلي - الجزء الثاني

حَقّقهَ

علي الخاقاني

بسم اللّه الرّحمن الرحيم

هذا جملة ما نظمه وما نثره المرحوم المبرور السّيد حيدر ابو سليمان ابن سليمان ابن داود ابن سليمان ابن حيدر ابن احمد ابن محمود ابن شهاب ابن علي بن محمد ابن ابي عبد اللّه ابن ابي القاسم ابن ابي البركات ابن القاسم ابن علي ابن ابي طالب ابن محمد ابن ابي علي عمر الشريف ابن يحيى ابن ابي عبد اللّه الحسين النّسابة ابن احمد المحدّث ابن ابي علي عمر ابن يحيى ابن الحسين ذي الدّمعة ابن زيد الشهيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب ابن عبد المطلب ابن هاشم افضل التحية والسلام عليهم كما قال؛

نسبٌ عقدن اصوله     بذوآئب العليا فروعه

وكيفية ترتيب هذا الديوان فالسيّد تغمده اللّه برحمته واسكنه فسيح جنته لما كان الغالب من شعره المدح والرثاء لاهل البيت عليهم السلام صدّرنا غالب الفصول فيه بمدحهم ورثآئهم عليهم السلام

وكلّ حرفٍ من الحروف المذكورة مرتب على فصول مدح ورثاء وعتاب وامّا الشّعر فقد رتبناه على ثمانية وعشرون بابا الباب الاوّل في الالف الممدودة وهي على ثلاث فصول الفصل الاوّل في المديح قال تغمدّه اللّه برحمته يمدح النبي صلى اللّه عليه وآلهِ وسلّم في يوم مبعثه ويمدح العسكريّين عليهما السلام ويهنئ به جناب فريد عَصره وغرّة جبين دهره العالم العامل والمجتهد الفاضل حجة الاسلام ومفزع الانام انسان ناضرة الزّمن السيّد ميرزا حسن الشّيرازي ادام اللّه ايام افادته بمحمدّ وآله ومن سلك من صحبه على منواله انّه على كلّ شي‌ء قدير وبالاجابة جدير قال

ايّ بشرى كست الدنيا بهآءا     قم فهني الارض فيها والسماءا

طبق الارجآ ومنها اَرج     عطرت نفحة ريّاة الفضآءا

صورة أول صفحة من الديوان الذي خطه الشاعر المطبوع والخطيب المصقع الشيخ قاسم نجل الشاعر الشيخ محمد الملا الحلي سنة 1305 هـ وقد قابلنا عليه هذا الديوان.

فذلك اليق وأحرى من جلب الوقيعة فيه وفيك فلقد ثبت عندنا ان من بالغتما بتأييده وشدّ أزرهِ وتشييده هو العالم الرباني بل فرد الفضل الذي لولا من لا نصرّح به لحلفنا انه ليس له ثاني اذ لو لم يكن عن

سيدنا اخذ وعلى قوله اعتمد وإلى رأيه في جميع الامور قد استند حتى صار من اهل الكشف والاستقامه الذين تتنزل عليهم الملائكة بالاسرار لما نصّ عليه ربُّ الفضل بالامامه فيا ايها الرئيس الاجّل.

ســـبَــقَ  الــسـيـف iiالــعــدل      ولـبـث  قـلـيلا يـلـحق الـهيجا iiحـمر
فـلـقـد  اطــلـق غــربـه iiلـسـاني      وخلف ان لا يكفكف من جري ادِهَم القلم بنالي
حـتـى  يـاخـذ غـرار بـراعتي مـأخذه      وحـتـى يـنـفذ غـرب بـراعتي iiمـنفذه
والــبـادي  اظــلـم وسـيـعَلمُ iiايـنـا      الــذي يـقـرع الـسِـن مــن iiالـنَـدم
مــا الـمـجد ألا مــا بـنـاهُ iiلـسـاني      لا  مـــا تـزخـرفـه مــن iiالـبـنيان
وحـلـي  جـيـد الـفضل نـظم iiفـرائدي      لا مــا تـنـظم مــن فـريـد iiجـمـان
يــا فـاخـرا لا فــي مـلابس iiمـدحتي      هـــذي ثــيـاب الـفـخر لا ثـوبـان
سـنـاولا لا فــي صــلات iiقـصـائدي      هـــن  الـمـكـارم هــن لا iiقـعـبان
واعــد  صـدقـت فـقـلت ايـة iiحـكمة      لـمـا  نـطـقت جــرت بــاي iiلـسان
مـــن  لـــم تـصـدقـه iiالـفـعـال      ضـــرب عــن الـخـليط iiوالـهـذيان

حرزه منشؤه الفقير إلى رحمة ربه الغني حيدر ابن سليمان الحسيني الحلي صورة آخر صفحة من الديوان الذي خطه السيد حيدر الحلي قابلنا عليه هذا المطبوع.

مقَدّمة

كلمة موجزة تفضل بها الامام المصلح الاكبر حجة الاسلام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء عندما مثل بين يدي هذا الديوان واطلع على مافيه من زيادات وتحقيق وضبط وفن في الاخراج

بسم اللّه الرحمن الرحيم

وله الحمد

من المعلوم ان دواوين الشعر كثيرة ومتفاوتة في القوة والضعف، وكذلك تختلف في الحسن والاجادة، ولا شك ان أقواها وأحسنها ما وافق الواقع وأصاب كبد الحقيقة، وكان من صميم الحق وقول الصدق، وان صحَّ هذا في موضوع فأصحَّه ما قيل في مدائح أهل البيت عليهم السلام ومراثيهم، وهذا الديوان للشاعر الشهير السيد حيدر حشره اللّه مع أجداده الطاهرين، قد حوى النفيس بل الانفس من المراثي والمدائح لائمة الهدى فشكر اللّه مساعي الادباء الساعين لاعادة طبعه، واستقصاء الوسع في تصحيحه وجمعه، وحيّا اللّه كلَّ من سعى لاحياء مآثر أهل البيت وآثارهم، وتخليد مفاخرهم وأخبارهم وخاصة الاديب المهذّب الاستاذ الشيخ علي الخاقاني، وفق اللّه الجميع لمناصرة الحق والاخذ به بدعاء.

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

الحماسة

قال ـ رحمه اللّه ـ متحمسا:

وراءكِ الـيوم عـن لـهوي وعـن طرَبي      فــان قـلـبيَ أمـسـى كـعبةَ iiالـنوبِ
لا تـطمعي فـي وصـالي إنَّ لـي iiكـبدا      تـهوى وصـال الـعلى لا الـخُرَّد iiالعرُب
أبـعـدَ  حـفظي لاسـباب الـعلى iiزمـنا      أضـيـعها  لــك بـيـن اللهو والـلعب
مـا بـتُّ مـستمطرا مـن مـقلتي iiجزعا      نــوء الـمدامع بـين الـنؤى iiوالـطنب
قـدحُ الاسـى الـبرق والرعد الحنين iiوأن      فـاسي  الـجنوبُ ودمـعي ديـمةُ iiالسحب
ولا  صــبـا أبــدا قـلـبي iiلـغـانيةٍ      إذ  لـيس فـي حُـسنها شـغلي ولا iiأربي
في السُمر لا السُمر
(460) معقودٌ هوايَ ولل      بـيض  الـظُبا لـيس للبيض الظِبا iiطربَي
ومـا عـشقتُ سـوى بـكر الـعلى أبـدا      ولـستُ  أخـطبها إلاّ بـذي iiشُطَب
(461)
وطـالـما صـرفُ هـذا الـدهر iiقـلَّبني      فـلـم  يـكـن لـسوى الـعلياء iiمـنقلبي
مـا ضـرَّني بـين قـومٍ خـفضَ iiمنزلتي      ومـنـزلي فـوق هـام الـسبعة iiالـشُهب
وحـسـب نـفسي وإن أصـبحت ذاعُـدُمِ      مــن ثــروةٍ أنـني مُـثرٍ مـن iiالادب
ولـست  آسـي
(462) عـلى عُمرٍ iiأطايبه      أنـفقتها فـي ابـتغاء الـمجد فـي iiالكُرَب
يـأسى عـلى الـعمر مـن بـاتت iiتـقلبّهُ      فـي مـطرح الـذل كفُّ الخوف iiوالرهب
لـم  يـسرق الـدهرُ لـي فضلا ولا شرفا      ومـا  ادّعـائي الـعلى والـمجد iiبـالكذَب
وإنـهـا لـمساعٍ لا نـظير لـها iiورثـتها      عـــن  أبٍ مـــن هـاشـم iiفــأب
مِــن مـعـشرٍ عـقدوا قِـدما iiمـآزرهم      عـلى الـعفاف وكـانوا أنـجب iiالـعَرب
والارض  لــم تـبقَ مـنها بـقعة iiأبـدا      إلاّ  سـقـوها بـرقـراق الـدم iiالـسرب

___________________________________

460 السمر الاولى: الرماح. والثانية: الغيد الملاح.
461 الشطب: جمع شطبة وهي الخط في متن السيف. يقول: لست أخطب بكر العلى إلاّ بالسيف.
462 آسي: آسف.

ومنها:

حـتفُ  الـحُماة ومـقدام السراة iiله      فـي الروع سطوة هجّام على iiالنوَب
مـحضُ الضريبة مغوارُ الكتيبة iiمح      مـودُ  الـنقيبة يـوم السبق iiوالغَلب
في كفه مرهفٌ ماضي المضارب iiفي      يـوم الـقراع تـراه سـاطع iiاللهب
يـمضي  ولـم يعتلق في شفرتيه دمٌ      من سرعة القطع يوم الروع والرهب
فـي  موقف بين أنياب الحمام به الا      سـادُ  لـم تـنجُ بـالاقدام iiوالهرب
أعـيا  الـمنية حـتى أنـها iiسئمتْ      قـبض  الـنفوس به من شدَّة iiالتعب

وقال مستنهضا الامام الحجة المنتظر عليه السلام(463):

يـا  غـمرة مَـن لنا iiبمعَبرِها      مـواردُ  الموت دون iiمصدرِها
يـطفحُ  موجُ البلا الخطير iiبها      فـيغرقُ  الـعقل في iiتصوّرها
وشـدّةً عـندها انـتهت iiعظمَا      شـدائد الـدهر مَـعْ iiتـكثرها
ضـاقت  ولـم يـأتها iiمُفرِّجها      فـجاشت  الـنفسُ في iiتحيّرها
الانَ رجـسُ الضلالة iiاستغرق      الارض فـضجَّت إلى iiمطهّرها
ومـلة الـلّه غُـيّرت iiفـغدت      تـصرخ  لـله مـن مُـغيِّرها
مَـن مـخبري والنفوس iiعاتبةٌ      مـاذا يـؤدّي لـسانُ iiمخبرها؟
لِـمْ  صاحب الامر عن iiرعيته      أغضى  فغصَّت بجور iiأكفرها؟
مـا عـذرُه نصب عينه iiاُخِذتْ      شـيعتهُ  وهـو بـين iiأظهرها
يـا غـيرة الله لا قـرارَ iiعلى      ركـوب  فـحشائها ومـنكرها
سـيفك والـضرب إن iiشيعتكم      قـد  بـلغ السيفُ حزَّ iiمنحرها
مـات  الهدى سيدي فقم iiوأمِت      شـمسَ ضـحاها بليل iiعثيرها
واتـرك  مـنايا العدى iiبأنفسهم      تـكثر فـي الروع من iiتعّثرِها
لم يُشف من هذه الصدور iiسوى      كـسركَ صـدر القنا iiبمُوغرها
وهـذه الصحف محو سيفك iiللا      عـمار مـنهم أمحي iiلاسطرها
فالنطف  اليوم تشتكي وهي iiفي      الارحـام  مـنها إلى مصورِّها
فالله  يـا ابـن الـنبيِّ في iiفئةٍ      مـا ذخـرت غيركم iiلمحشرها
مــاذا  لاعـدائها تـقول iiاذا      لـم  تـنجها اليوم من iiمدمّرها
أشُـقة الـبعد دونك iiاعترضت      أم حُجبت عنك عينُ iiمبصرها؟
فـهـاكَ قـلِّب قـلوبنا تـرَها      تـفطَّرت  فـيك مـن iiتنظّرها
كـم سهرت أعينٌ وليس iiسوى      انـتظارها غـوثكم بـمُسهرها
أيـن  الـحفيظ العليم للفئة iiال      مـضاعة  الـحق عند iiأفجرها
تغضى  وأنت الابُ الرحيم iiلها      مـا  هكذا الظن يا ابن أطهرها
إن  لـم تـغثها لـجُرم iiأكبرها      فارحم لها ضعف جرم iiأصغرها
كـيف رقـابٌ من الجحيم iiبكم      حـررَّها  الله فـي iiتـبصُّرها
تـرضى  بأن تسترقها iiعُصبٌ      لـم تـلهُ عـن نايها iiومزمرها
إن ترض يا صاحب الزمان بها      ودام  لـلـقوم فـعلُ مـنكرها
مـاتت  شعارُ الايمان iiواندفنت      مـا  بين خمر العدى iiوميسرها
أبـعِد  بـها خـطةً تُـراد iiبها      لا  قــرِّب اللهُ دار iiمـؤثرها
الـموت خـيرٌ مـن الحياة بها      لـو  تـملك النفس من تخُيرها
مــا غـرَّ أعـداءنا iiبـربهم      وهـو  مـليٌ بـقصم iiأظهرها
مـهـلا فـلـلّهِ فـي iiبـرَّيته      عـوائدٌ  جـلَّ قـدرُ أيـسرها
فـدعوة  الناس إن تكن iiحُجبت      لانـهـا سـاء فـعلُ أكـثرها
فـرُبَّ  حـرَّى حشىً iiلواحدها      شـكت إلـى الله في iiتضورِّها
تـوشك  أنـفاسها وقد iiصعدت      أن تـحرقَ الـقوم فـي تعُّرها

___________________________________

463 نظمت هذه القصيدة اثر عزم الوالي عمر باشا على تطبيق نظام التجنيد الالزامي في العراق عام 1274 هـ، وقد وقعت حوادث هامة في الفرات وقابلها الوالي بالعنف. راجع كتاب (الشعر السياسي العراقي) ص 194 ـ‍ 197 للوائلي.

وقال متحمسا:

سـنـامُ عـلائـيَ لــم iiيُـقرَعِ      وهـضـبة  مـجديَ لـم iiتـطلَع
فـقـلْ لـرجال سـعت iiجُـهدها      لتدرك فوق السهى موضعي
(464)
ولــو  أنَّ لـلـشمس iiأحـسابها      حـيأً  مـن الـخزي لـم تـطلع
قـفي حـيث أوقـفكِ الـعجزُ iiأو      فـطـيري  لامّ الـسما أو iiقـعي
فـلـستِ  بـحائزةٍ سـعيَ iiمَـن      لــه حـوزة الـشرف iiالارفـع
فـنـحنُ بـنو هـاشمٍ لا iiنـزال      لـنا الـصدرُ في الجمع iiوالمجمع
ومـن عـزميَ الـبيضُ iiمطبوعةٌ      ولــولا مـضـائيَ لـم iiتـقطع

___________________________________

464 وفي نسخة: مطلعي.

وقال أيضا:

ألـفتُ قـراع الـخطب مـذ أنـا iiيافعُ      فـكيف  تـروع الـيوم قـلبي iiالروائعُ
لـقد عـركت مّـني الـليالي ابن iiحرَّةٍ      على  العرك منه لا تلينُ iiالاخادع
(465)
وسـيانِ عـندي سـلمُ دهـري iiوحربُه      ومـا  هـو مُـعطٍ لـي ومـا هو مانع
لـعـمري  لـيصنع أيـما شـاء iiإنـه      حـقيرٌ  بـعيني كـل مـا هـو iiصانع
سـأنـشد لا عـجـزا ولـكن تـحمسا      لــيَ  الله أيَّ الـحـادثات iiاصـانـع
وأيَّ الاعـادي أتـقي وهـمُ iiالـحصى      عـديـدا  وكــلُّ مـجهرٌ iiومـصانع
فـحيث  طـرحتُ اللحظ أبصرت iiمنهمُ      أخـا حـنقٍ شـخصي لاحـشاه iiصادع
اذا  مــا رآنـي ازوَّر عـنيَ طـرفهُ      كـأنـيَ رمـحٌ بـين جـنبيه iiشـارع
وإنــي  ولا فـخرٌ، كـفاني iiتـغرُّدي      تـحـاشدهم أنَّــى حـوتنا iiالـمجامع
أريـهـم بـأني عـن دُهـاهم iiمـغفلٌ      وعندي  لهم خبُّ
(466) من العزم iiرادع
كـذئب الـفضا تـلقاه رخـوا اذا مشى      ويـشـتدُّ  إن واثـبـتَه وهـو iiقـاطع
(يـنـامُ  يـإحـدى مـقـلتيه iiويـتقي      بأخرى الاعادي فهو يقظان هاجع
(467)

___________________________________

465 الاخادع: جمع أخدع وهو عرق يتفرع من الوريد.
466 الخب: الرجل الخداع.
467 البيت لحميد بن ثور الهلالي يصف به الذئب لان العرب تزعم ان الذئب ينام بعين واحدة ويفتح الاخرى للحراسة، ويروي باخرى المنايا.

وقال متحمسا:

إضـرب  بسيفٍ أو iiلسانِ      واطـعن  بـرمحٍ أو iiبنانِ
يـغني الـلسانُ عن المهنَّدِ      والـبـنانُ عـن iiالـسنان
ورُمِ الـفـخـار iiبـهـمةٍ      رجُحت  على الشُّم iiالرعان
واسـبق  لـغايات المعالي      مـالكا  قـصبَ iiالـرهان
مُـت تحت ظلِّ iiالمرهفاتِ      فـإنَّ  هـذا الـعمر iiفاني
أو عِـش كريما في iiحياتك      هـاجـرا  دارَ iiالـهـوان
واذا رأيـت الـعزَّ iiأبـعدَ      والـهـوانَ الـيك iiدانـي
فـالحزمُ  مـوتٌ iiباعتزازٍ      لا حـيـاة فــي هـوان
فـالحرُّ  إن سـيمَ الـمذلة      صـاحبَ  العضب اليماني
واذا نـبت فـيه iiالـمعاهدُ      حلَّ في كُور الهجان
(468)

___________________________________

468 الكور: ما يوضع على البعير كالسرج على الفرس، والهجان: الابل البيض.

وقال متحمسا:

لا تحّني اذا أخو الشوق(469) حنّا      أنـا  يـا ورق لـلشجا منك iiأدنى
وعـلـى  مـائس الاراك iiتـغنّي      ودعـي  الـنوح لـلكئيب iiالمعّنى
لـيت عـهدي بـحيِّ نعمان iiيغدو      راجـعـا والـمحالُ مـا iiأتـمّنى
نـزلوا  بـالغضا فـأضحت عليه      أضـلعي من ترادف الشوق iiتحنى
لـفتاةٍ  فـي ذلـك الـحيِّ تـغدو      وهـي  مـن نـشوة الصِبا iiتتثنَى
عـوَّذت خدرَها الفوارس iiبالبيض      وسـمر  الـرماح ضـربا iiوطعنا
أيـن مـنها مـتيمٌ كـلما اشـتاق      الـيـها  هـفـا غـرامـا وأنّـا
طـوحـته  يـدُ الـليالي iiبـهيمأَ      فـأمسى مـستوحش الفكر iiمضنى
نـازحـا عـن ديـاره iiتـترامى      فـيه أيـدي الـمطيِّ سهلا وحَزنا
قـد  رثـى لـي الانام انسٌ وجنٌ      مـذ شـجيت الانـامَ إنـسا iiوجنا
طـرح الـدهرُ كفة الغدر iiيصطاد      بـها الـماجدين فـي كـل iiمغنى
يـبتغي  ذَّلـهم ونـقصَ iiعـلاهم      ومـحالٌ مـا يـبتغي الـدهرُ iiمنّا
نـحن أبـنأُ هـاشمٍ أربـط iiالـعا      لـم جـأشا وأكـثر الـناس iiمَـنّا
قــد قـفونا آبـأَنا الـغرَّ بـالما      ل سـخـأً وبـالـمكارم iiضـنّـا

___________________________________

469 وفي نسخة: الوجد.
 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث