أنا الوجـد المضيّـع عـن بـلادي | * | وقـد أودى بـه الزمـن الوضيـع |
بــأرض الرافــدين لـه قبـابٌ | * | وأضـرحةٌ معـطــرة تضــوع |
ومــا أحــلامـه إلاّ ســرابٌ | * | يراود شوقهــا أمــلٌ خــدوع |
لأنّ فـراتـه مــا عـاد عذبــاً | * | وخالـط مـاءه الســـم النقيــع |
وقـد غـدت النخيـل بـلا حيـاةٍ | * | تعـرَّت عـن ظفائـرها الجـذوع |
الا يـا قاصـد الزهــراء شوقـاً | * | تعطّــركَ المدينـــة والبقيــع |
فطأطـئ عنـد مرأى القبـر جيـداً | * | ففـي أحشائـه الطهــر الوديـع |
وقبّـل تربــةَ الزهـراء وابثُـث | * | رزايـا قــد تناسـتهـا الجمـوع |
وقـل بنـت النبـي إليـكِ نشكـو | * | عذابــاً مالـه يومــاً نــزوع |
فيـا زهـراء هـل عاينـتِ شعبـاً | * | وأبنــاءً لـه ظلمــاً اريعــوا |
وبلّغــها سلامـاً عــن بقايـــا | * | نفـوسٍ فـي محبّتــها تضـيـع |
تولّـتْهــا يـدُّ مـا كـان منهــا | * | سوى ظلـمٍ يشيـبُ لـه الرضيـع |
سـلامُ يـا ابنـةَ الطهـر المفـدّى | * | سـلامٌ أيّهــا المجــد الرفيــع |
تـودّع فيــكِ ســرُّ الله حقـــاً | * | وفـي ميـلادك الســرُّ الـودوع |
فيــا اُمّ الحسيـن فدتــكِ دنيــا | * | وما ضمّــت عوالمنـا الجميــع |
أيــا قدسـاً أفاضـتـه سمـــاءٌ | * | تكـلّلــه المهابــةُ والخشــوع |
ويــا غصنـاً تفـرّع مـن سمـوٍ | * | لطــه أثمـرت منـه الفــروع |
ويـا نبعـاً من الإيمـان محضــاً | * | تدفّــق واليـقيـن لـه تبــوع |
وجوهـرةً تشـع بهــا الليـالـي | * | ونـور الله مزدهـــرٌ نصــوع |
تجلّــت قـدرة البـاري بخــلقٍ | * | وجــلَّ الله بارئـــكِ البديــع |
ويـا حصنـاً أحـاط بنـا أمانــاً | * | إذا مــا يُفـقد الحصـن المنيـع |
سأسـألكِ الشفـاعة رغـم ذنـبـي | * | يؤرّقنــي بـه فــزع مــروع |
إذا مــا ضمّـني قبــرٌ ولحــدٌ | * | وأوحدنـي بـه العمـل المضيــع |
واُغلــقَ دون أحبابــي رتــاجٌ | * | وضاق بقبـري الكــون الوسيـع |