564 ـ أبو طالب (عليه السلام)
هو أبو طالب عبد مناف ، وقيل عمران بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي ، الهاشمي ، واُمه فاطمة بنت عمرو المخزومي ، والد الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وعم النبي (صلى الله عليه وآله) ، وسيد قريش ورئيس مكة وسيد البطحاء .
كان عالماً ، أديباً شاعراً ، عليه بهاء الملوك ووقار الحكماء ، وكان في الجاهلية قد حرَّم الخمر على نفسه ، وكان مستودعاً للوصايا فدفعها الى
النبي (صلى الله عليه وآله) .
أسلم وحسن اسلامه ، وكان يكتم اسلامه مراعاة لبعض الظروف والمصالح .
كفل النبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة جده عبد المطلب ، وكان باراً وشفيقاً بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، ودافع عنه ونصره أيام محنته .
في أحد أسفاره الى بلاد الشام أخذ معه النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ابن تسع سنين أو ثلاث عشرة سنة ، وجرى لهما هناك في الشام مع بحيرا الراهب محاورة مشهورة مذكورة في كتب السير والتواريخ .
ولما جهر النبي (صلى الله عليه وآله) بدعوته ، وأقدمت قريش على ايذائه ، حماه أبو طالب (عليه السلام) ودافع عنه ، ودفع عنه شرور المشركين والكفار .
ولم يزل درعاً حصيناً للنبي (صلى الله عليه وآله) ضد اعدائه من قريش وسائر المشركين حتى توفي في النصف من شوال سنة 3 قبل الهجرة ، أو بعد النبوة بعشر سنين ، وبعد ثلاثة أيام من وفاته توفيت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) ، فسمى النبي (صلى الله عليه وآله) تلك السنة بعام الحزن ، وشق عليه وفاة أبي طالب (عليه السلام) حتى قال (صلى الله عليه وآله) : ما نالت مني قريش شيئاً اكرهه حتى مات أبو طالب (عليه السلام) .
قال الامام الباقر (عليه السلام) : مات أبو طالب بن عبدالمطلب مسلماً مؤمناً ، وشعره في ديوانه يدل على ايمانه ثم محبته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول الله وموالاة أوليائه وتصديقه إِياه بما جاء به من ربه ، وأمره لولديه علي وجعفر بأن يسلما ويؤمنا بما يدعو إليه . . . . الى آخر الحديث .
ولما توفي أبو طالب (عليه السلام) نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) وقال : يا محمد ،
اخرج من مكة ، فليس لك بها ناصر . فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) هارباً إلى المدينة المنوَّرة .
كان له من الولد جعفر والامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعقيل وطالب ، ومن البنات اُم هاني فاخته وجمانه .
له (ديوان شعر) ، ومن شعره في النبي (صلى الله عليه وآله) :
إنّ ابن آمنة النبي محمداً***عندي يفوق منازل الأولادِ
لما تعلّق بالزمام رحمته***والعيس قد قلصن بالأزواد
فأرفض من عينىَّ دمع ذارف***مثل الجمان مفرق الأفراد
راعيت فيه قرابة موصولة***وحفظت فيه وصية الأجداد
وأمرته بالسير بين عمومة***بيض الوجوه مصالت أنجادِ
وله في النبي (صلى الله عليه وآله) :
لقد أكرم الله النبي محمداً***فأكرم خلق الله في الناس أحمدُ
وشقَّ له من اسمه ليجلّه***فذو العرش محمود وهذا محمد
وله أيضاً :
ولقد علمتُ بأنّ دين محمد***من خير أديان البرية دينا
المراجع :
أعيان الشيعة 8/114 ـ 126 ، الذريعة 2/510 ـ 514 وج 9 قسم 1 ص42 و43 وج 14 ص195 ، الدرجات الرفيعة ص41 ـ 64 ، الغدير 7/331 ـ 409 و8/3 ـ 29 ، الكنى والألقاب 1/104 ـ 106 ، اعلام الورى ص17 ، تنقيح المقال 3/21 ، الموسوعة الاسلامية 3/92 ـ 94 ، سفينة البحار 5/311 ـ 321 ، تاريخ اليعقوبي 2/13 ـ 16 و25 و35 ، الطبقات الكبرى لابن سعد 1/119 ـ 125 ، العقد الفريد 3/68 و71 و4/81 و5/209 ، جمهرة النسب ص28 و30 ، تاريخ الطبري 2/32 و64 وبعدها ، السيرة النبوية لابن هشام 1/189 ـ 194 و282 ـ 288 و291 ـ 301 وراجع فهرسته . الروض الانف 3/46 ـ 56 و63 و283 و284 و299 و356 ، الكامل في التاريخ راجع فهرسته ، الأعلام 4/166 ، السيرة النبوية لابن اسحاق راجع فهرسته ، الاصابة 4/115 ـ 119 ، المنتظم 3/7 ـ 12 ، تاريخ ابن خلدون راجع فهرسته . المورد 1/30 ، صبح الاعشى 1/256 و413 ، البداية والنهاية 3/120 ـ 124 ، السيرة الحلبية 1/113 ، جمهرة أنساب العرب ص37 ، سيرة المصطفى لهاشم معروف الحسني ص48 ، دائرة المعارف للبستاني 2/196 و197 ، ربيع الأبرار 1/77 و723 و869 و2/755 و756 و3/470 و4/155 و299 ، دائرة المعارف الاسلامية 1/361 و362 ، مروج الذهب 2/293 ، ريحانة الأدب (فارسي) 7/167 و168 ، مجالس المؤمنين 1/162 ـ 177 ، هدية الأحباب (فارسي) ص24 و25 ، الكامل للمبرد 4/4 ، تاريخ الخميس 1/299 ، خزانة الأدب 1/261 ، الاشتقاق ص88 و97 و150 و166 و311 ، الحيوان 3/16 ، تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ص55 ـ 60 و162 و163 و221 و222 و229 ـ 232 و234 ـ 237 وراجع فهرسته . التبيين في أنساب القرشيين ص60 ـ 63 و96 و108 و111 و121 و122 و352 و372 ، البيان والتبيين 2/216 و3/30 ، لغت نامه دهخدا (فارسي) 3/553 و554 ، دائرة المعارف بزرگ اسلامى (فارسي) 5/618 ـ 620 ، طبقات الشعراء للجمحي ص60 و61 ، أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي .