612 ـ الامام زين العابدين (عليه السلام)

هو أبو محمد وأبو الحسن وأبو بكر وأبو عبدالله علي بن الحسين ابن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القرشي  ، الهاشمي  ، العلوي  ، المدني  ، واُمُّه سلامة  ، وقيل غزالة  ، وقيل شهر بانويه  ، وقيل شاه زنان بنت الملك يزدجرد ملك بلاد فارس  .

له القاب كثيرة منها  : زين العابدين  ، وسيد الساجدين  ، وسيد العابدين  ، والسجاد  ، وذو الثقات  ، والزكي  ، والأمين  ، والبكاء وغيرها  .

رابع أئمة أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا  ، وكان أعبد وأزهد واتقى وأعلم أهل زمانه  ، وكان فقيهاً جليل القدر  ، عالي المنزلة  ، محدِّثاً  .

ولد بالمدينة المنورة في النصف من جمادي الثاني  ، وقيل في التاسع من شعبان سنة 38 هـ  ، وقيل سنة 36 هـ  ، وقيل سنة 37 هـ  .

كان مع جده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين  ، ومع عمه الامام الحسن (عليه السلام) اثنتي عشرة سنة  ، ومع أبيه الامام الحسين (عليه السلام) ثلاثاً وعشرين سنة  ، وبقي بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة  .

روى عن أبيه وعمه الحسن (عليه السلام) وغيرهما  ، وروى عنه خلق من الرواة  .

شهد مع أبيه الحسين (عليه السلام) فجائع الطفِّ بكربلاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة  ، وكان يؤمئذ مريضاً  ، وبعد فاجعة الطف  ، ومقتل أبيه (عليه السلام) اُدخل على عبيدالله بن زياد بن أبيه  ، فهم بقتله لكنه تركه  ، ثم بعثه مع بقية الأسرى من أهل بيت الرسالة إلى يزيد بن معاوية بالشام  ، ثم أرجعوه الى المدينة المنورة  .

عاصراً بعضاً من الطغاة من ملوك بني اُمية كيزيد بن معاوية بن أبي سفيان  ، ومعاوية بن يزيد  ، ومروان بن الحكم  ، وعبد الملك بن مروان  ، وهشام  بن عبد الملك  ، والوليد بن عبد الملك ولقي منهم صنوف الاهانة والهوان والذل  .

تميز (عليه السلام) بأدعيته ومناجاته  ، فجمعت أدعيته في كتاب (الصحيفة السجادية)  .

كان أشد الناس عبادة  ، فكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة  ، وكانت صدقاته وعطاياه منقطعة النظير  ، فكان يقوت بمائة بيت من بيوت فقراء المدينة  ، فكان يحمل جراب الخبز على ظهره في الليالي فيتصدق به  ، ويقول (عليه السلام)  : صدقة السر تطفئ غضب الرب  ، وكان أهل المدينة يقولون  : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين (عليهما السلام)  .

قال الزهري  : ما رأيت أفقه من علي بن الحسين (عليهما السلام)  .

وقال يحيى الأنصاري  : أفضل هاشمي رأيته بالمدينة هو علي بن الحسين (عليه السلام)  .

استشهد بالمدينة المنورة على اثر دس السم له بأمر من الوليد بن عبدالملك بن مروان في 12  ، وقيل 18  ، وقيل 19  ، وقيل 22  ، وقيل 25 من المحرم سنة 94 هـ  ، وقيل سنة 95 هـ  ، وقيل سنة 99 هـ  ، وقيل سنة 100 هـ وقيل سنة 92 هـ  ، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وخمسين سنة  ، وقيل ابن سبع وخمسين سنة  .

أنجب 15 من الأولاد والبنات  ، وكان أفضلهم ابنه الامام محمد الباقر (عليه السلام)  .  ومن شعره (عليه السلام)  :

أتحرقني بالنار يا غاية المنى***فأين رجائي ثم أين محبتي

أتيت بأعمال قباح ردية***وما في الورى خلق جنى كجنايتى

وله (عليه السلام) أيضاً  :

نحن بنو المصطفى ذوو غصص***يجرعها في الأنام كاظمُنا

عظيمة في الأنام محنتنا***أو لنا مبتلى وآخرُنا

يفرح هذا الورى بعيدهم***ونحن أعيادنا مآتمنا

والناس في الأمن والسرور وما***يأمن طول الزمان خائفنا

وما خصصنا به من الشرف***الطايل بين الأنام آفتنا

يحكم فينا والحكم فيه لنا***جاحدنا حقنا وغاصبنا

ومن شعره (عليه السلام) وهو متعلق بأستار الكعبة  :

يا مَنْ يجيب دعا المضطر في الظلم***يا كاشف الضر والبلوى مع السقمِ

قد نام وفدك حول البيت قاطبة***وأنت وحدك يا قيُّوم لم تنمِ

أدعوك ربِّ دعاء قد أمرت به***فارحم بكائي بحق البيت والحرمِ

ان كان عفوك لا يرجوه ذو سرف***فمن يجود على العاصين بالنعم

وله (عليه السلام) أيضاً  :

لكم ما تدَّعون بغير حق***إِذا ميز الصحاحُ من المراضِ

عرفتم حقنا فجحدتمونا***كما عرف السوادُ من البياض

كتاب الله شاهدُنا عليكم***وقاضينا إِلاله فنعم قاض

وله (عليه السلام) أيضاً  :

لنحن على الحوض ذوادُه***نذوق ونسقي ورادهُ

وما فاز من فاز إلا بنا***وما خاب من حبُّنا زاده

ومن سرنا نال منا السرور***ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبنا حقّنا***فيُوم القيامة ميعاده

المراجع  :

أعيان الشيعة 1/629 ـ 650  ، رجال ابن داود ص136  ، قاموس الرجال 7/422  ، روضة الواعظين 1/196 ـ 202  ، تنقيح المقال 2/280 و281  ، تأسيس الشيعة 284  ، الموسوعة الاسلامية 6/96  ، المناقب لابن شهرآشوب 1/129 ـ 178  ، كشف الغمة 2/285 ـ 328  ، اعلام الورى 255 ـ 264  ، الارشاد 253 ـ 261  ، نزهة الجليس 2/22 ـ 27  ، تاريخ اليعقوبي 2/303 ـ 305  ، مروج الذهب 3/169  ، حلية الأولياء 3/133 ـ 145  ، تهذيب سير أعلام النبلاء 1/154  ، مرآة الجنان 1/189 ـ 192  ، خلاصة تذهيب الكمال ص272 و273  ، تذكرة الخواص ص324 ـ 333  ، الأغاني 14/77 و78  ، تاريخ الاسلام (حوادث ووفيات سنة 81 ـ 100 هـ) ص260  ، صفوة الصفوة 2/93 ـ 102  ، تاريخ خليفة  بن خياط ص236  ، طبقات الفقهاء ص46 و47  ، الكامل في التاريخ 4/119 و582  ، نور الأبصار ص153 ـ 157  ، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/211 ـ 222  ، جامع كرامات الأولياء 2/310 و311  ، تذكرة الحفاظ 1/74 و75  ، عيون الأخبار 1/275 و302 و2/331 و374 و3/97 و4/8  ، النجوم الزاهرة 1/229  ، دائرة المعارف للبستاني 9/355 ـ 357  ، دول الاسلام ص54  ، العقد الفريد 1/175 و268 و2/123 و248 و257 و258 و294 و3/61 و4/169 و170 و171 و172 و183 و229 و5/51 و52 و6/99  ، جمهرة أنساب العرب ص52  ، تهذيب الأسماء واللغات 1/343  ، الرسالة القشيرية ص142  ، تهذيب التهذيب 7/268 ـ 270  ، شذرات الذهب 1/104 و105  ، الأعلام 4/277  ، ربيع الأبرار راجع فهرسته  . البداية والنهاية 9/109 ـ 121  ، تاريخ ابن خلدون 1/448 و4/21 و144  ، طبقات القراء 1/534  ، صبح الأعشى 1/281 و507 و516 و13/239  ، العبر 1/82 و83  ، تقريب التهذيب 2/35  ، وفيات الأعيان 3/266 ـ 269  ، المورد 10/201  ، الطبقات لخليفة بن خياط ص417  ، المنتظم 6/326 ـ 333  ، سير أعلام النبلاء 4/386 ـ 401  ، تهذيب الكمال 13/237 ـ 251  ، الثقات 5/159 و160  ، المعارف ص125  ، الاعلام بوفيات الأعلام ص 52  ، التاريخ الكبير 6/266 و267  . الطبقات الكبرى للشعراني 1/31 و32  ، نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ص125  ، الذريعة 15/18 و19  ، تاريخ گزيده (فارسي) ص202 و203  ، حبيب السير (فارسي) 2/62 ـ 68  ، الكامل للمبرد 1/238 و260 و2/120 و121 و125 و138 و3/80 و4/37 و119  ، لغت نامه دهخدا (فارسي) 2/409  .