643 ـ الخليعي

هو أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الموصلي  ، الحلي  ، المشتهر في شعره بالخليعي أو الخلعي  .

فاضل موصلي  ، أديب  ، شاعر  ، جيد الشعر  ، سهل الاسلوب  ، لطيف المعاني  .

ولد في الموصل من أبوين ناصبيين  ، ونشأ على مذهبهما ثم حسنت حاله وعاقبته وتشيع  .

وسبب تشيعه هو ان اُمه الناصبية نذرت ان رزقت ولداً أرسلته في طريق زوار الحسين (عليه السلام) لقطع الطريق عليهم وقتل من ظفر به منهم  ، فلما ولد المترجم له وشب وبلغ مبالغ الرجال أرسلته لتفي بنذرها  ، فلما وصل المترجم له ضواحي مدينة المسيب بالقرب من مدينة كربلاء أخذه النوم واجتازت عليه قوافل زوار الحسين (عليه السلام)  ، وفاته ما جاء من أجله  ، ووقع عليه غبار أقدام الزوار وحوافر دوابهم  ، فرأى فيما يرى النائم  ، كأن القيامة قد قامت  ، وأمر به الى جهنم  ، ولكنه لم تمسسه النار لما غشيه من ذلك الغبار  ، فانتبه مذعوراً وعدل عما كان ينويه من تلك الجريمة  ، فدخل مدينة كربلاء واعتنق ولاء أهل البيت (عليهم السلام)  ، وله في تلك الحادثة شعراً  :

اذا شئت النجاة فزر حسيناً***لكي تلقى الاله قرير عين

فان النار ليس تمس جسماً***عليه غبار زوار الحسين

استوطن كربلاء مدة من الزمن  ، ثم رحل إلى الحلة وأقام بها حتى توفي بها سنة 750 هـ  ، وقيل حدود سنة 850 هـ  ، ودفن بها  .

ويقال بعد استبصاره وتشيعه عاد الى مسقط رأسه الموصل وسكنها مدة  . له (ديوان شعر) كله في مديح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) والتوسل بهم  .

وله في الامام الحسين (عليه السلام) أيضاً  :

ألا يا ابن النبي ومن هداني***بحبكمُ الى نهج السبيلِ

مصابك يا قتيل الطف أدمى***جفوني لا البكاء على الطلول

وبعدي عن مزار ثراك أضنى***فؤادي لا مفارقة الخليل

محبكُمُ وعارفكم يقيناً***بايضاح المحجة والدليل

يواليكم ويبرأ من عداكم***ولا يصغي إلى عذل العذول

المراجع  :

أعيان الشيعة 8/263 ـ 266  ، الذريعة ج 9 قسم 1 ص301  ، البابليات 1/136 ـ 141  ، الكنى والألقاب 2/196  ، الغدير 6/6 ـ 8  ، معجم المؤلفين 7/124  ، ريحانة الأدب (فارسي)2/156 و157  ، أدب الطف 4/209 ـ 221  ، تاريخ الحلة 2/101 ـ 103  .