709 ـ فاطمة الزهراء بنت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
هي اُم الحسنين فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية ، الهاشمية عليها وعلى أبيها أتمّ الصلاة والسلام ، واُمها السيدة خديجة بنت خويلد .
كانت تكنى باُم الحسنين واُم أبيها ، وتلقب بألقاب كثيرة منها الزهراء والبتول والمحدِّثة والمحدَّثة وسيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنةَ وسميت بفاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار .
ولدت بمكة المكرمة بعد البعثة بسنة ، وقيل ولدت على رأس إحدى وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله) .
تربت في أحضان النبوة وبيت الوحي ، فأصبحت عالمة فاضلة ، معصومة عن الخطايا والزَلل ، عابدة ، زاهدة، صادقة اللهجة ، متكلمة بليغة فصيحة .
كانت (عليها السلام) أشبه الناس بأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهاً ومشية وكلاماً وحديثاً ، وكانت (عليها السلام) من أجمل نساء عصرها .
وكانت (عليها السلام) موضع حبّ واحترام وتجليل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ، فكانت اذا دخلت عليه قام إليها وقبّلها ورحب بها وأجلسها في مجلسه .
أطنب النبي (صلى الله عليه وآله) أقولاً كثيرة في تجليلها وتعظيمها وله فيها غررٌ من الكلمات منها : «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ، يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها» . و«فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها» . وغير ذلك من الأقوال المأثوره في حقها .
لعظمة شأنها وعلو منزلتها نزلت فيها آيات قرآنية عديدة ذكرتُها في أعلام القرآن عند التعرض لترجمتها .
تزوجت من الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنجبت له الحسن والحسين والسيدة زينب والسيدة اُم كلثوم ، وأسقطت محسناً عند هجوم الكفار على دارها .
وبعد وفاة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) غصبها أبو بكر وعمر ارثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، واذياها وأغضباها ، فماتت وهي ساخطة غضبى عليهما .
استشهدت بالمدينة المنورة في الثالث من جمادى الآخرة ، وقيل في العشرين منه ، وقيل في 13 ربيع الثاني ، وقيل في الحادي والعشرين من رجب ، وقيل في الثالث من شهر رمضان سنة 11 هـ ، وعمرها يوم وفاتها ثماني عشرة سنة ، وقيل كانت ابنة احدى وعشرين سنة ، ودفنت بالمدينة المنورة ، وهي أول من جعل له نعشٌ في الاسلام ، عملته أسماء بنت عميس ، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة .
لها أشعار كثيرة في رثاء أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) منها :
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى***ان كنت تسمع صرختي وندائيا
صُبَّت عليَّ مصائب لو أنها***صبت على الأيام عدن لياليا
قد كنت ذات حمى بظلّ محمد***لا أختشي ضيماً وكان حماليا
فاليوم أخشع للذليل وأتقي***ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فاذا بكت قمرية في ليلها***شجناً على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي***ولأ جعَلنَّ الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شمَّ تربة أحمد***ان لا يشم مدى الزمان غواليا
ولها أيضاً في رثاء أبيها :
اغبرآ فاق السماء وكُوِّرت***شمسُ النَّهار وأظلَم العصرانِ
والأرض من بعد النبىّ كئيبةٌ***أسفاً عليه كثيرة الأحزانِ
فليبكهِ شرقُ البلاد وغربُها***وليبكه مضر وكلّ يماني
وليبكه الطود الأشم وجوُّهُ***والبيت ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤهُ***صلى عليك منزّلُ القرآن
ولها في رثاء أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله) :
كنت السواد لناظري***فعليك يبكي الناظرُ
من شاء بعدك فليمت***فعليك كنت أُحاذر
ولها أيضاً في رثاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) :
انا فقدناك فقد الأرض وابلها***وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتبُ
فليت قبلك كان الموت صادفنا***لمَّا نعيت وحالت دونك الكُثُبُ
المراجع :
أعيان الشيعة 1/306 ـ 323 ، الاختصاص ص5 و15 و37 و56 و91 و97 و115 و183 و184 و186 و192 و210 و213 و223 و285 و344 ، فضائل الخمسة 3/152 ـ 204 ، التوحيد ص118 و181 و241 و394 و420 ، تنقيح المقال 3/81 و82 ، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص359 ـ 361 ، تراجم أعلام النساء 2/301 ـ 338 ، تهذيب الأنساب ص31 و32 ، سفينة البحار 7/118 ـ 122 ، الكامل للمبرد 3/387 و4/30 و117 ، تاريخ اليعقوبي راجع فهرسته .الوصول الى مناقب آل الرسول ص27 ـ 31 ، المعارف ص84 ، تاريخ الاسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 43 ـ 48 ، تاريخ ابن خلدون 1/29 و247 و391 ، 404 و407 و2/390 و457 و458 و3/5 و238 و4/5 و6 و34 و141 و284 و582 ، الطبقات الكبرى لابن سعد 8/19 ـ 30 ، المحبر ص18 و46 و53 و79 و99 و258 و406 ، تاريخ الخميس 1/277 ، بلاغات النساء ص23 ـ 33 ، حلية الأولياء 2/39 ـ 43 ، أعلام النساء 4/108 ـ 132 ، ربيع الأبرار 1/417 و601 و748 و821 و2/147 و148 و347 و3/530 و583 و4/208 و303 و304 و388 ، صبح الأعشى 1/119 و240 و359 و377 و430 و439 و3/326 و4/37 و6/13 و17 و32 و43 و99 و11/162 و13/230 و234 ، عيون الأثر 2/290 ، جمهرة أنساب العرب 16 و37 و38 و68 و77 و123 و140 و152 ، صفوة الصفوة 1/148 و227 و2/9 ـ 15 ، البداية والنهاية راجع فهرسته ، المناقب للخوارزمي 241 ـ 257 ، تهذيب التهذيب 12/468 و469 ، الكامل في التاريخ راجع فهرسته . الوفا بأحوال المصطفى 1/183 و187 و251 و2/482 و531 و655 و656 و768 و772 و781 و803 ، نسب قريش ص23 و24 و41 و187 و231 ، الطبقات لخليفة بن خياط ص619 ، الجمع بين رجال الصحيحين ص611 ، نسمة السحر 2/471 ـ 477 ، كشف الغمة 1/348 ـ 374 ، 2/75 ـ 133 ، المناقب لابن شهرآشوب 3/318 ـ 366 ، ينابيع المودة 2/309 ـ 311 ، تاريخ خليفة بن خياط ص53 و59 و60 و150 و153 ، المورد4/108 ، تقريب التهذيب 2/609 ، العقد الفريد 1/202 و255 و256 و2/88 و118 و253 و3/7 و112 و221 و4/82 و87 و88 و93 و122 و155 و205 و5/10 و50 و53 و55 و63 و6/70 و71 و118 ، خلاصة تذهيب الكمال ص494 ، المنتظم 4/95 و96 ، جمهرة النسب ص30 ، الأعلام 5/132 ، التبيين في أنساب القرشيين ص88 وص89 و91 و92 و92 و125 و134 و149 ، سير أعلام النبلاء 2/118 ـ 134 ، العبر 1/6 و11 ، عيون الأخبار 2/140 و141 و4/70 و106 ، الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ 4/373 ـ 381 ، السيرة النبوية لابن هشام 3/106 و365 و367 و4/38 و52 و249 ، تهذيب سير أعلام النبلاء 1/54 ، الاعلام بوفيات الأعلام ص24 ، كنز العمال 13/674 ، اسد الغابة 5/519 ـ 525 ، الاصابة 4/377 ـ 380 ، شذرات الذهب 1/9 و10 و15 ، رياحين الشريعة (فارسي) 1/4 ـ 344 و2/2 ـ 201 ، تاريخ گزيده (فارسي) ص140 و156 و157 و159 و197 و198 ، لغت نامه دهخدا (فارسي) 37/29 .