3- و قائله: عتبة بن شتير بن خالد، والبيت بكامله:
أنبئت حيّاً على سقمان أسلمهم * مولي اليمين و موليالجار والنسب
البكري الاندلسي: معجم ما استعجم: 3/742.
( 326 )

ومنها : المحبّ

ومنها: التابع.

ومنها: الصهر.

ومنها:ما يلي الشيء مثل: خلفه و قدّامه، و عليه حمله بعضهم في شعر لبيد، وسيتّضح لك المراد هنا من معانيه إن شاء اللّه عند ذكره.

«الفاء» هي التي يؤتى بها في جزاء الشرط،وإنّما أُتي بها هنا لتضمن المبتدئ معنى الشرط.

«ها» على وجهين: اسم، وحرف.

والاسم منه على وجهين: اسم فعل بمعنى «خذ» و «يمد» ويلحق بهما كاف الخطاب، وضمير للمؤنّث الغائب.

والحرف منه; موضوع للتنبيه، وهي في الأكثر لا تدخل إلاّ في أحد مواضع أربعة:

أحدها اسم الإشارة إذا لم يكن مختصّاً بالبعيد نحو: هذا وهؤلاء وهاهنا بتخفيف النون،بخلاف هنا بتشديد النون و «ثم» و «ذلك».

والثاني: مضمر منفصل وقع مبتدأ خبره اسم إشارة، نحو: ها أنتم أُولاء.

والثالث: بعد أي في نداء المعرف وهو فيه لازم، فتارة يكون مع اسم الإشارة نحو: يا أهذا الرجل،وقد يكون لا معها نحو: يا أيّها الرجل، وفي الارتشاف ولا يحفظ يا أيهذان الرجلان،ولا يا أيّها ولاء الرجال، والقياس يقتضي جوازه.

والرابع: قبل لفظ «اللّه» إذا كان مقسماً به وحرف القسم محذوف نحو: ها اللّه لأفعلن، بقطع همزة «اللّه» ووصلها،وكلاهما مع إثبات ألفها وحذفها.

وذهب الخليل إلى أنّ «ها» الداخلة على اسم الإشارة يفصل بينها و بينه
( 327 )
كثيراً إمّا بضمير المرفوع المنفصل نحو: ها أنتم أُولاء، وإمّا بالقسم نحو: ها اللّه ذا. وقوله:
و تَعَلَّمَنْها، لَعَمْرُاللّهِ ذا قَسماً * فاقدِر بذَرْعِكَ وانظرْ أيْنَ تَنْسلِكُ(1)

و قليلاً، بغيرهما، كقول النابغة الذبياني:
ها إن تاعذرة إن لم تكن قبلت * فإنّ صاحبها قد تاه في البلد(2)

وقول الآخر : فقلت لهم هذا لها، ها، وذا ليا
(3).

فالأصل عنده في هذه الأمثلة أنتم هؤلاء، واللّه هذا، ولعمر اللّه هذا، وإنّ هاتا وهذا ليا.

قال نجم الأئمة (رضوان اللّه عليه): والدّليل على أنّه فصل حرف التنبيه عن اسم الإشارة ما حكى أبو الخطّاب
(4) عمّن يوثق به: هذا أنا أفعل، و: أنا هذا أفعل في موضع: ها أنا ذا أفعل.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- البيت لزهير بن أبي سلمى من أبيات قالها ـ كما قالالأعرابيـ بعد أن أغار الحارث بن ورقاءالصيداوي من بني أسد، على بني عبداللّه بن غطفان فغنم فاستاق إبل زهير و راعيه يساراً. ديوانه: 47.
2- البيت للنابغة الذبياني، و في ديوانه: 37 البيت هكذا:
ها إنّ ذي عِذرة إلاّ تكنْ نَفَعَتْ * فإنّ صاحبها مُشاركُ النكدِ
و هو آخر بيت من قصيدة يمدح بها النعمان و يعتذر إليه و مطلعها:
يا دارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسنَدِ * أقْوَت و طالَ عليها سالفُ الأبدِ
3- شطر من بيت نسبه الكثيرون إلى لبيد بن أبي ربيعة، و منهم الأعلمالشنتمري شارح شواهد سيبويه، قالالبغدادي: لم أره في ديوان لبيد، والبيت في سيبويه 1/379.(شرح الرضي: 2/483).
4- و هو الأخفشالأكبر شيخ سيبويه: عبدالحميد بن عبدالمجيد، أبوالخطّاب من أئمّة اللغة والنحو، وله ألفاظ لغوية انفرد بها ينقلها عنهالعرب، و لم تعرف سنة وفاته.
(ترجمه في طبقاتالزبيدي: 35، و نزهة الألباء: 53، و بغية الوعاة:296).
( 328 )

وحدّث يونس: هذا أنت تقول كذا
(1).

واستدلّ من خالف الخليل فذهب إلى أنّ حرف التنبيه في موضعه غير مفصول بينه و بين ما يتّصل به بنحو قوله تعالى
(ها أَنْتُمْ هؤلاء)(2) فإنّ«ها» الأُولى لو كانت هي الداخلة على اسم الإشارة لم تعد بعد أنتم.

قال نجم الأئمة:ويجوز أن يعتذر للخليل بأنّ تلك الإعادة للبعد بينهما، كما أعيد
(فَلا تَحسبنَّهم)(3)، لبعد قوله: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُون) .(4)

ـقال:ـوأيضاً قوله تعالى:
(ثُمَّ أَنْتُمْ هؤلاءِ تَقْتُلُونَ)(5) دليل على أنّ المقصود في (ها أنتم أولاء)، هو الذي كان مع اسم الإشارة، ولو كان في صدر الجملة من الأصل لجاز من غير اسم الإشارة نحو: ها أنت زيد، وما حكى الزمخشريّ من قولهم: ها انّ زيداً منطلق، وها أفعل كذا(6)، ممّا لم أعثر له على شاهد، فالأولى أن نقول: إنّ «هاء التنبيه» مختصّ باسم الإشارة، وقد يفصل منه كما مرّ، ولم يثبت دخولها في غيره من الجمل والمفردات(7). انتهى بألفاظه.

وفي كتاب: «ألف با» لابن الشيخ: أنّها للتنبيه في قولك: ها زيد إذا ناديته، وأُختها الهمزة لأنّك تقول في النداء: أزيد، وكثيراً ما تفعل العرب هذا يقولون: أرقت الماء وهرقت، وأم واللّه، وهم واللّه. حولوا الهمزة هاءً لقرب المخرج قال: والمراد بالهاء التي للتنبيه إيقاظ الغافل وتنبيهه لسماع الكلام الوكيد.

«اللام» للاستحقاق، أو شبه الملك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- شرح الرضي: 4/422.
2- آل عمران: 66، النساء: 109و محمد:38.
3- آل عمران:188.
4- آل عمران:180.
5- البقرة:85.
6- انظر عبارته في شرح ابن يعيش :8/113.
7- شرح الرضي: 4/423.
( 329 )

«الفاء» للعطف.

«رضي» عن فلان وعليه وبفعله: يرضى رضى ورضواناً بكسر أوّلهما وقد يضمّ ومرضاة: ضدّ سخط،والاسم الرضاء، وأرضيته عنّي أو رضيته ـ بالتشديد ـ فرضي وترضيته أرضيته بعد جهد.

«قنع» يقنع كفرح: قناعة اجتزأ
(1) باليسير، و كمنع قنوعاً: سأل وتذلّل ورضي باليسير، قال
تعالى:(وَأَطْعِمُوا القانِعَ وَالمُعْتَرَّ)(2) أي السائل.

وقيل: إنّ القانع هو السائل الذي لا يلحّ في السؤال، ويرضى بما يأتيه عفواً فيرجع إلى الأوّل. قال الشاعر:
لمال المرء يصلحه فيغني * مفاقره أعفّ من القنوع(3)

وقد روى الشيخ الصدوق أبو جعفر ابن بابويه في كتاب «معاني الأخبار» بإسناده عن الإمام أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق صلوات اللّه عليه في قول اللّه عزّوجلّ:
(فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبَها)(4).

قال: إذا وقعت على الأرض
(فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا القانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)(5) قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يزبد شدقه غضباً، والمعتر المار بك تطعمه.(6)

و روى أيضاً بسنده عن سيف التمّار قال : قال لي أبو عبد اللّه
ـ عليه السَّلام ـ : إنّ سعيد بن عبد الملك قدم حاجاً فلقي أبي ـ عليه السَّلام ـ فقال: إنّي سقت هدياً فكيف أصنع؟ فقال: أطعم أهلك ثلثاً وأطعم القانع ثلثاً وأطعم المسكين ثلثاً، قلت: المسكين هو السائل؟ قال: نعم، والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك(7). ثمّ قال الصدوق رحمه اللّه : وأصل القنوع الرجل يكون مع الرجل يطلب فضله ويسأله معروفه ،قال: ويقال: من هذا القنوع قنع يقنع قنوعاً.

وأمّا القانع الراضي بما أعطاه اللّه عزّوجلّ فليس من ذلك، يقال منه قنعت أقنع قناعة، وهذا بكسر النون وذلك بفتحها، وذاك من القنوع، وهذا من القناعة. انتهى لفظه.
(8)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- اجْتَزَأَ: اكتفى وقنع، من جَزَأ «تَجَزَّأ واجْتَزَأ بالشيء. يقال: «جَزَّأ الماشية بالرطب عن الماء» أي اقنعها بالعشب الأخضر فا كتفت به عن الماء.
2- الحج:36.
3- ذكرهالطبرسي في تفسير مجمعالبيان : 7/153 و نسبه إليالشماخ.
4- الحج:36.
5- الحج:36.
6- معاني الأخبار: 208، ح 1، باب معنيالقانع والمعترّ.
7- المصدر نفسه: 208، ح2.
8- المصدر نفسه: 209، و غريب الحديث، للقاسم بن سلاّمالهروي، دارالكتابالعربي، بيروت.