مقدمة النفحات التأملية - الدكتور أسعد علي
(و يبقى المباركون)
مقدمة تأملية
أسعد علي
مرشد الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية
-1-
(النفحات الولائية في العقيلة الهاشمية) :
تسمية موفقة لأحد دفاتر الشعر (العصامية).. ويزداد بها (العباسيون) : شرف اتجاه إلى
أصحاب العباءة المرموز إليهم بالكلمات الخمس المُعنونة لدفتر شعر عصام عباس..
-2-
(عصام زينب)، كما يقول أبو فؤاد، الشيخ مهدي الكعبي : أحَدُ الموالين الخلصاء
لسيدتنا، ذات الرعاية الغامرة بالحنان الذي شهده التاريخ ويشهد به مستبقو الخيرات، منذ المسيرة الكربلائية
حتى أيام انتظار الفَرَج الإلهيِّ المفرِّج كروبَ الناس..
-3-
بتسع وأربعين قصيدة، حواها هذا الدفتر العصامي : مثل تاريخ شعريٍّ.. لكنه كُـتِبَ
برؤى طبيب يعرف : أنه يُحلّلُ ليشخـّصَ.. ويصف الدواء : رجاء الشفاء..
-4-
و المداواة بالشعر : أسلوبية فطرية.. فالفنُّ يطهِّر.. كما يقول المنظّرون للفنون..
وحديثاً افتتحوا عيادات شــعرية : لمعالجة النفوس القلقة، في الولايات المتحدة..
-5-
و من قبل : قيل لنا بتنزُّل الشفاء مع القرآن الكريم.. إنما لقوم يهتدون ويعدلون..
-6-
قصائد النفحات : تبتعث ذكريات الأسماء الشافية بذاتها..
و تثير التذاكير الأرضية : لتتلقى الأرض بركات السماء..
فلتُقْرأ النفحة السابعةُ والثلاثون، ( فقه فاطمة )، بأبياتها الإلهامية الترقيم..
ولتُقْرأ النفحة السابعةُ والأربعون، ( يا عاشر الخلفاء )..
-7-
يا ســــــــــيدي تاج الكرامة زيــنب
فبها انجلى كربي وكل ســـقامي
يا عاشـــــــر الـخـلـفـاء بعد مـحمد
من دارها أهدي إليك ســــلامي
و يضم صــــــــوتاً (مقتضى الحال) الذي
يرجو السـخاء بـخـضـره المقدام
-8-
لا أعني أن النفحات الباقيات : لا تؤدي عينَ الحيـاة أنوارها.. إنما عنيت المثـال..
ويكفي ما بقي من النفحات : دلائل عدها.. فهي سبع وأربعون.. وذلك في سياق
هذا الشعر : يأخذ إلى ( صلاح البال )، كما تقول السورة الشريفة، التي تحمل اسم
خاتم الرسالات والنبوات.. وتحمل رقمها النفحة التي أخذنا منها الأبيات، ذات
الكلمات التسـع، ثلاث مرات..
-9-
قراء الشعر في مستوى جامعة الإبداع : يطربون لمعنى المعنى.. وربما يتحفظ،كثيراً،
قراء الشعر في الجامعات الخاصة.. أما في الجامعات الرسمية : فينهضون بقراءة سورة
القيامة.. وقد تنهض أنفسهم اللوامة.. وبكل حال : نـذكـِّر بمقتضى الحال ؛ فقد
أكدت عليه السورة التاسعة والأربعين تأكيدها الشرعي.. [قولوا أسلمنا].... هذه
مرتبة اللفظ للعموم.. [ولما يدخل
الإيمان في قلوبكم].. وهذه مرتبة المؤمنين، الذين أشرق على قلوبهم معنى أفعالهم
الممارسة.. وتستمر السورة في التمييز بين المراتب حتى خاتمتها ؛ قل : [لا
تـمـُنــُّوا عليَّ إسلامكم..بل الله : يمُنُّ عليكم أن هداكم للإيمان..إن كنتم
صادقين ]..49/17
-10-
أذكياء الأمم : فطنوا لعلائق الشعر بمقامات النفس.. وأنشؤوا مذاهب النقد الأدبي ونظريات الأدب
والمعرفة، وفق درجاتهم من العلم والكشف.. ومنهم: من يرى قيم العمل
الأدبي في إثاراته المؤثرة.. وبذلك تركوا للقارئ : حرية شفاء نفسه بإيمانه..
وقديماً قال السيد المسيح للمستشفية بهِ : إيمانك شفاكِ..
-11-
متجه هذه النفحات إلى أهل البيت الذي طهره الله تطهيراً : يحمل الرجاء المطهّر من
الذنوب.. ومن الهموم.. وتبدو الكلمة لمقتضى الحال :
وثيقة العرى بالغفران وكان المسيح يقول للمرضى : قوموا مغفورة لكم خطاياكم... لأن
المفلوج مربَّط بذنوبه.. فإذا غُفرت له، وطُهرَ منها تُفكُّ أربطته المعوِّقة :
فينهض وينشط.. كذلك الأعمى والأصم.. وذو السرطان، وذو الربو..
-12-
سماحة آية الله السيد أحمد الواحدي : يتهمني بطول البال.. وإنني أرجو الله : أن
لا يخيِّبه في ذلك - فهي مزية : عرفها الدكتور عصام عباس.. وهو موافق مع آية الله
على هذه القضية.. والعبد الفقير : ليس موافقاً معهما فحسب.. بل يشكر لهما من
القلب : هذا الاعتراف لي بأعمق الصلات مع المنابع الشافية..
-13-
لقد أخرتُ نشر ديوان عصام عباس، مراراً.. ليصير الدم حليباً..كما يقول صاحب المثنوي : جلال الدين الرومي..
فقد كان في إرادته الأولى : مئة بيت في عقيلة آل البيت.. والآن صار واحد من دفاتره : تسعاً
وأربعين نفحة..
بعضها : يماثل المئة بيت الأولى..و مضمونياً : تم التطور بالنسبة ذاتها..
و ربما : أكـثر..
-14-
خلاصة القول شاعر النفحات : طبيب ذائق.. وموال متابع.. ومحب يعتصم بـرحمن الصـبر
ليمحق شــياطين الملل التي ابـتـلـعـت كـثيرين، وكـثيرات..
-15-
و أعرف أنه لن يبقى على الصراط المستقيم إلا أهل النعمة المباركون منذ الأزل، الذين
لا يلتفتون مع السائرين على صراط الضلال.. ولا يتورطون مع المغضوب عليهم..
-16-
هذا الاتزان الــسائغ بين الفرث والدم : يصل بصاحبه إلى نعمة الشـــفاء، صحة وطهارة
وبراءة..
-17-
أسأل الله لعصام، الطبيب الشاعر الموالي..
و لقرائه وزائريه : هذه النِّعم..
و ألتمس الدُعاء لأفقر الفقراء..
بحال جمعة 19/12/1420 هـ، 24/3/2000 م
الهمس الشافي
1-
بحنـان ربِّك تـرزق 20- والأزهران ترفقا |
|
فالدجـلتان تدفـــــقُ فهما الأحب الأرفقُ |
|
خادم الحق بالخلق
أســـعد علـي