24- الحسين عنوان الشهادة

تَغَنَّى فِي مَنــاقِبِكَ الكَثِيْرُ وَفِي ساحِ البُطُولَةِ كُنْتَ لَيْثاً
وَ عُنْوانَ الشهادَةِ يَا حُسينُ
بِمَعْرَكَةِ الطُّفُوفِ غَدَوْتَ نَجْمَاً
(حَبِيبِي يَا حُسينُ) هُتَافُ قَلْبِي
وَ يَسعَى نَحْوَ قَبْرِكَ كُلَّ يَومٍ
وَسعيُ الرُّوْحِ نَحْوَكَ كُلَّ وَقْتٍ
أَيُقْتَلُ سيِّدِي ظمأً بِطَفٍّ
سِقَاءُ النَّاسِ يَومَ الحَشرِ مِنْهُمْ
وَ لكِنْ هَلْ تَوَهمَ مَنْ تَعَدَّى
فَكَيفَ يُوَاجهُ الرَّحمنَ يَوْماً
لِذَا عَطَشُ الحُسينِ غَدَا دُعاءً
وَ لِلْبَاكِي لأجْلِكَ يَا حُسينُ
وَ أَعجَبُ مِنْ فُرَاتٍ ظَلَّ يَجرِي
عَلَى جَنَبَاتِهِ صُوَرُ المنايا
وَ حَولَ النَّهرِ قَدْ حلَّت مَآسٍ
وَ لكِنْ سوفَ تَبقَى يَا فُراتُ
لأنَّكَ قَدْ سَقَيْتَ السِّبْطَ يَوماً
وَ أَنْتَ سقَيْتَني حُبَّاً و شوْقاً
وَ مِثْلِيْ حُبَّهَمْ شرِبُوا وَلاءً
لِنُحيِيَ في خُشُوع ٍكُلَّ عامٍ
تُقَوِّمُ مَا تَعَوَّجَ بِاعْتِقادٍ
وَ سَوْفَ تُوَاجِهُ الجَبارَ يَومَاً
وَ تَنْقَلِبُ العُذُوْبَةُ فِي مِياهٍ
وَ تَنْطِقُ بِالشَّهَادَةِ يَومَ حَشرٍ
وَ أَرجُو أَنْ تُخَبِّرَ يَا فرَاتُ
بِمَا حَلَّتْ بِزَينَبَ مِنْ رَزَايا
وَ كَيفَ تُواجِهُ اللَّطَماتِ صَبرَاً
فَيُحرِقُ خَيمَةً ، يَسبِي نِسَاءً
وَ فِي الأصفاد كَبَّلهَا بِحِقْدٍ
وَمِنكَ تَوَجَّهَتْ فِي كَسرِ قَلْبٍ
وَ خَبِّر يَا فُرَاتُ بِيَومِ حَشرٍ
أَطَلَّ بِلَيلِ عَاشورَاءَ يَدعو
وَ ذَاكَ النُّورُ يَسطَعُ في عرَاءٍ
تُؤَدِّيْ لِلإِلهِ بِليلِ قهرٍ
وَنَحوَ(العَلْقَمِي) شَخَصَتْ بِعَينٍ
أَخِي قَمَرَ الهَواشِمِ قمْ إِلَينَا
فَجَاءَ الرَّدُّ صَبْرَاً بِنتَ طه

 

 

بِمَجْدِكَ سيِّدِي زَهَتِ السطُورُ عَلَى الآلافِ عِملاقَاً تغيرُ
وَ لِلشُّهَدَاءِ سيِّدَهُمْ تصيرُ
وَ فِي ظلماتِهَا قَمَرَاً يُنِيرُ
وَ أَفْئِدَةُ المُوَالينَ الكَثِيرُ
أُلُوْفُ العاشِقِينَ لِكَي يَزُوْرُوا
فَأنْتَ ملاذُها الأملُ الكَبِيرُ
وَ جلبُ الماءِ فِي يَدِهِ يَسيرُ
مِنَ الحَوضِ الَّذِي لَهُمُ يدُورُ
أَلَمْ يَحْسبْ إِلى أَينَ المَصِيرُ
وَ هَلْ يَرضَى تَعلُّلَهُ البَشيرُ
يُجِيبُ بِهِ مَعَ السقيَى المُجِيرُ
جِنَانُ الخُلْدِ قَدَّرَها القَدِيرُ
وَ وَاقِعَةُ الطُّفُوفِ لَهُ تُشيرُ
وَ يَبْقَى ماؤُهُ دَفْقَاً يَمورُ
بِبَيتِ الوَحي ِوَ احْتُزَّتْ نُحُورُ
عَظِيمَ القَدرِ صَوتُكَ يَسْتَجِيرُ
وَ واجَهْتَ الطُّغاةَ وَ مَنْ يَجورُ
لآلِ المُصْطَفَى بِدَمِي يَسيرُ
أَكَارِمُ أُمَّةٍ وَ شذىً نَمِيرُ
مَعَانِيَ نَهْضَةٍ غَدُهَا الضَّميرُ
هُوَ الحُسنى بِدُنْيانَا يُنِيرُ
وَ دَمْعَاً مَاؤُكَ الصَّافي يَصِيرُ
جَرَتْ يَومَاً إِلى حِمَمٍ تثورُ
وَ تُطْفِئُ حُرقَةً بَاتَتْ تَفورُ
إِلهَ الكَونِ ذَا الحُسْنى يُجِيرُ
تُمَزِّقُ قَلْبَ مَنْ بَعَثَ الخَبيرُ
وَ جَيشُ المارِقِينَ أَتَى يُغِيرُ
وَ يُرهِبُ مُهجَةً كَادَتْ تَخورُ
لِقَصْرِ الجَورِ فِي سَبي ٍ تَسيرُ
وَ مَدمَعُ عَينِهَا مُدمَىً غزِيرُ
بِتِلكَ اللَّيلَةِ الظَّلماءِ نورُ
وَ يَحْمَدُ رَبَّهُ الثَّغْرُ الشكُورُ
مِنَ الحورَاءِ في فَلَكٍ يَدُورُ
صَلاةَ اللَّيلِ في خَوفٍ يُحِيرُ
إِلى حَامِي حِمَاهَا تَستَجِيرُ
لِتَنْظُرَ حَالَتِي أَنْتَ المجِيرُ
فَصَبْرُكِ دَربَ أُمَّتِنَا ينِيرُ

 



(
1)































(
2)
(
3)
 

الهوامش:

(1) سيبقى (يا حسين) شعار الأجيال حتى قيام الساعة؛ تردده شفاههم معلنة عزمها على الأخذ بثأره والانتقام ممن ظلمه وظلم النبي بظلمه بما أن النبي قد قال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط). (مسند أحمد بن حنبل ج4-ص172، سنن الترمذي ج5–ص324، سنن ابن ماجة ج1- ص51). ومن هنا سيظل هذا الشعار نبراساً يهدي الشعوب في طريقها من أجل حريتها وانتصار جنوب لبنان خير شاهد على فعاليته…
سلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين…

(2) لقد أدت السيدة زينب(ع) صلاة الليل رغم ما حل بها من مصائب ولهذا الأمر تفاصيل ذكرناها في الهامش (2) ص77.

(3) العلقمي: أحد فروع نهر الفرات في كربلاء، عسكر عنده الجيش الأموي مانعاً الحسين(ع) وأهل بيته من الشرب منه ولمَّا حاول العباس(ع) أن يجلب منه الماء قُتِل على ضفته بعد أن استطاع اختراق صفوف الجيش الأموي بشجاعة ولا يزال قبره هناك.