28- قمم الطفوف (*)

كَفكِفْ دُمُوعَاً ونَحِّ الآهَ وَالشجَنَا وَقِفْ بِبابِ بَقِيعِ الطُّهرِ فَاطِمَةٍ
هَنِّئْ لأمِّ حُسينٍ فِي موالدِها
هذَا حُسينُ بِهِ الأقلامُ قَد فَخَرَتْ
هذَا الَّذِي حارَبَ الأوغَادَ مُمْتَثِلاً
عُرسُ الطُّفوفِ أَبُو الأحرَارِ قَلعَتُهُ
أَتَيْتَ شعبَانُ أَفرَاحَاً بِدِيرَتِنَا
مِنَ الزُّهورِ أُنَقِّي وَردَةً عَبِقَتْ
فَكُنتَ شَعبَانُ عِطرَ الزَّهرِ مُجتَمِعَاً
فِيكَ الحُسينُ وَ بِالعَبَّاسِ قَد كَمُلَتْ
زَينُ العِبادِ عَليُّ بنُ الحُسينِ زَهَا
قِمَمُ الطُّفُوفِ بِهذاالشَّهرِ قَد وُلِدَتْ
دَرسُ الطُّفُوفِ إِلى الأجيَالِ مَدرَسَةٌ
وَ الدَّرسُ كَانَ إِلى الأوغادِ مَقْبَرَةً
وَ الدَّرسُ مَجدٌ يُعَرِّي زُمرَةً ظَلَمَتْ
طه المنَقَّى مِنَ الآثامِ مَنهَجُهُ
و المُؤْمِنُ الحَقُّ مَنْ ضَاءَتْ بَصِيرَتُهُ
يَبقَى الحُسَينُ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ دَمَاً
وَ نَهضَةً رَسخَتْ لِلدِّينِ مَركَزَهُ
وَ شهَادَةً لَقَّنَتْ لِلخَلقِ مَعرِفَةً
أَمرُ الإِلهِ عَلى حُبِّ النُّفوسِ عَلا
مَعنَى العَقِيدَةِ بِالرَّحمنِ جَسَّدَها
هذَا الخُلُودُ لِيَومِ الطفِّ مَكرَمَةٌ
دَرسُ
الطُّفُوفِ لِكُلِّ النَّاسِ نُورُ هُدَىً
لا تَخشَ مَظلَمَةً مِنْ ظالِمٍ أَفِنٍ
بَل لا تَغُرُّكَ أَطمَاعٌ مُيَسرَةٌ
دَربُ المَخَاوِفِ وَ التَّضلِيلِ غَايَتُهُمْ
وَالخَوفُ عِندَ أَبي الأحرَارِ مَا عُرِفَتْ
حَتَّى
الصَّحَابَةُ في يَومِ الطُّفُوفِ بَدَوا
نَحنُ الفِدَاءُ لِسِبطِ المصطَفَى هَتَفُوا
لَمْ يَعتَرِ الخَوفُ أَبطالاً عَمَالِقَةً
فَإِن يَكُن لِطَريقِ الطَّفِّ مِن هَدَفٍ
الطَّفُّ وِحدَةُ كُلِّ السَّائِرينَ بِهِ
مِثلَ الطًّفوفِ لِقاءُ الخَلقِ كُلِّهُم
نَحوَ ابنِ فَاطِمَةٍ قَد جِئتُكُمْ سنَدَاً
هذَا زُهيرُ وَ ذَاكَ الحُرُّ أَو وَهَبٌ
بِالطَّفِّ وُحِّدَتِ الأديَانُ قاطبَةً
أَمَّا الإِخَاءُ بِيَومِ الطفِّ جَسَّدَهُ
أَولادُ فَاطِمَةٍ أُمِّ البَنينَ وَ مَنْ
هذَا ادِّخَارِي لِيَومِ الطفِّ مُوصِيَةً
قُمْ عَلِّمِ الحبَّ مِن أُمِّ البَنِينَ وَ مَن
فَالطَّفُّ مَدرَسةٌ قَد عَلَّمَتْ أُمَمَاً
فَلنَختَرِ الطَّفَّ في
جَمعِ الصُّفُوفِ وَمَا

 

 

واقْصُدْ لِيَثْرِبَ وَ اتْرُكْ أَنَّكَ الحَزِنَا أَنشدْ كلامَاً وَ غَرِّدْ عِندَها علنا
فرَحاً يعمُّ دِيارَ الطُّهرِ وَ الوَطنَا
رَمزُ الشَّهادَةِ هَدَّ الكُفرَ وَ الوَثَنَا
أَمرَ الإِلهِ فَعافَ السيفَ وَ الكَفَنَا
صَرحَاً عَظيماً غَدَا في كَربَلا وبَنَى
وَ قَد حَلَلْتَ عَريساً فِي مَرَابِعِنَا
في عِطرِها الطِّيبُ تَزهُو في مزَارِعِنَا
مِن زَهرَةِالطِّيبِ حَتَّى عِطرِ نَرجِسِنا
بِالأكبَرِ البرِّ هذَا اليَومَ فَرحتنا
في مُلتَقَى الطَّفِّ يُضفِي بَهجَةً وَغِنَى
هَنِّئْ بِدَورِكَ ستَّ الطَّفِّ زَينَبَنَا
يَبقَى غِذَاءً يُنَمِّيْ فِكرَ أُمَّتِنَا
عَاشَ الحُسَينُ وَ يَهوِي خَصمُهُ عَلَنَا
آلَ النَّبِيِّ وَ يُعلِي حَقَّ سيِّدِنَا
لا يَسلُكُ النَّهجَ إِلاّ مَنْ بِهِ أَمِنَا
خطُّ النَّبِيِّ بِآلٍ – قَالَ – مَنهَجُنَا
يَروِي قُلُوبَاً سقَاهَا اللهُ كَوثَرَنَا
تُبَعِّدُ الشوكَ عَن أَقدَامِ أُمَّتِنَا
مَعنَى الشَّهادَةِ إيمَانَاً بِخَالِقِنَا
إِذْ قَدَّمَ الرُّوحَ قُربَانَاً لِبارِئِنَا
أَبُو عَليٍّ بِيَومِ الطفِّ عَلَّمَنَا
سِرْ في خُطَاهُ فَدَربُ الطَّفِّ مَسلَكُنَا
غَذَّى
النُّفُوسَ بِطَردِ الخَوفِ بَل وَبَنَى
اللهُ يُبعِدُ عَنْكَ الظالِمَ الأفِنَا
فَالطامِعُونَ بِفَكِّ الجَمع ِآفَتُنَا
بنوا لهُ عللاً تؤْذِيْ محبتنا
أَيُّ الدُّرُوبِ لَهُ فِي نَهج ِقائدِنَا
أَقوَى النُّسُورِ وَلَمْ نَعرِفْ لَهُمْ حَزَنَا
نَهوَى الشَّهادَةَ مَا دَامَ الحُسينُ بِنَا
أَدُّوا الشهَادَةَ إِيمَانَاً بِمَنهَجِنَا
فَليُبعِدِ الخَوفَ آلُ البَيتِ قدوتُنَا
لَم يَشهَدِ الخَلقُ تَوحيدَاً بِأمَّتِنَا
مِن كُلِّ طَائِفَةٍ قُطبٌ أَتَى وَ دَنَا
نَيلُ الشَّهادَةِ يَا مَولايَ كَانَ مُنَى
خَيرَ البَرَاهِينِ في التَّوحيدِ عَرَّفَنَا
فَليُصبِح ِالطفُّ مِنهَاجَاً يَسيرُ بِنَا
أَبنَاءُ حيدَرَ مَن لَمْ يَعبُدِ الوَثنَا
غَذَّتْهُمُ الحبَّ مِن أَعمَاقِهَا لَبَنَا
إِنَّ الأخُوَّةَ تَجلُو الكَربَ وَ الحَزَنَا
دَرسُ الإِخَاءِ بِهَا قَد صَارَ مُقترِنَا
مَعنَى المحَبَّةِ في تَوحِيدِ أُسرَتِنَا
نَحتاجُهُ اليَومَ فِي إِنجاحِ وِحدَتِنَا

 









(1)


























(2)
 

الهوامش:

(*) قمم الطفوف هم أبرز أفراد جيش الحق يوم الطف والذين كُتبت هذه القصيدة بمناسبة ولادتهم عام 1419 هـ … وهم:
ـ الإمام الحسين(ع): وُلد في 3 شعبان
ـ أخوه العباس(ع):وُلد في 4 شعبان
ـ الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع): وُلد في 5 شعبان
ـ علي الأكبر بن الحسين(ع): وُلد في 6 شعبان

(1) نرجس : هي والدة صاحب الزمان الحجة محمد بن الحسن العسكري(ع) الذي ولد في الخامس عشر من شعبان.

(2) زهير، الحر، وهب … ثلاثة رجال مختلفو الآراء والتوجهات:
ـ زهير: هو زهير بن القين البجلي؛ رجل عثماني الهوى سار هو وأصحابه مع قافلة الإمام الحسين(ع) مدة دون أن يسلموا عليه.
ـ الحر: هو الحر بن يزيد الرياحي؛ رجل أموي الهوى قاد كتيبة من الجند منعت الإمام الحسين(ع) من الوصول إلى الكوفة وأجبرته على الوصول إلى كربلاء.
ـ وهب: هو وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي؛ قيل عنه أنه كان نصرانياً.
إنَّ ما يجمع بين هؤلاء الرجال هو حسن العاقبة إذ اهتدوا في اللحظة الأخيرة وانضموا إلى نصرة الإمام الحسين(ع) واستشهدوا على جانب الحقيقة:
ـ زهير: افترق عن أصحابه وخطب في الجيش الأموي مندداً به وقاتل حتى استشهد.
ـ الحر: ترك المنصب الكبير الذي كان يتمتع به في الجيش الأموي وقاتل حتى استشهد.
ـ وهب: أسلم وقاتل حتى استشهد.
وهذا يدل على أن الثورة الحسينية واضحة الأهداف والمبادئ وما على الإنسان إلا أن يحرر عقله من الجمود والتعصب ليكتشف هذا الوضوح كما حدث لأولئك الأبطال.