34- منهج الإيمان

عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي تُرَابِكَ سيِّدِيْ وَبِبَابِ مِحرَابِ الإِمامِ تَوَسُّلِيْ
فعلِيُّ مغلاقٌ لِهَمِّ مُحِبِّهِ
وَ علِيُّ شَهْدٌ ذُقْ حَلاوَةَ نَهْجِهِ
وَ علِيُّ إِيصَالٌ لِجَنَّةِ رَبِّنَا
وَ علِيُّ مِيزَانٌ لِبَارِئِنَا غَدَاً
وَ علِيُّ مِيْثَاقٌ يُوَطِّدُ لُحْمَةً
وَ علِيُّ حَلاَّلٌ إِذَا نَادَيْتَهُ
وَ علِيُّ عِنْوَانٌ لِصَفْحَتِنَا إِذَا
وَ علِيُّ تَوفِيقٌ إِذَا شِئْتُمْ إِلَى
فَتَذَكَّرُوا الأحزَابَ أَو فِي خَيبَرٍ
فَهوَى ابْنُ وِدٍّ بَلْ وَ حُطِّمَ مَرْحبٌ
وَ تَأمَّلُوْا أَرْنُوْنَ أَوْ لُبْنَانَنَا
دَحَرُوا العَدُوَّ بِرَغْمِ فَتْكِ سلاحِهِ
وَ غَدَا الجَنوبُ مَنَارَةً يُهْدَى بِها
إِنْ جَاءَ نَصرُ اللهِ وَ الفَتْحُ الَّذِيْ
رُصُّوا الصُّفُوفَ وَوَاجِهُوْاعِدْوَانَهُمْ
فَعَقِيدَةُ الآلِ الكِرَامِ نَجَاتُنَا
وَبِغَيرِ هذَا لا تُنَالُ مَفَازَةٌ

 

 

مُتَبرِّكَاً وَ أَنَا أَلُـوذُ بِمَرْقــدِيْ فَهُوَ الوَسيْلَةُ بَلْ وَ سرُّ تَوَدُّدِيْ
وَ علِيُّ مِفْتَاحٌ لِبَابِ مُحَمَّدِ
وَعلِيُّ إِروَاءٌ لِذِي القَلْبِ الصَّدِيْ
فهوَ الصرَاطُ بِحَمْدِهِ لِلْمُقْتَدِيْ
فهُوَ القَسيْمُ لِجَنَّةٍ أَوْ موْقِدِ
بَينَ الأنامِ وَ ذِكْرُهُ قطرٌ نَدِيْ
في كُلِّ مُعْضلَةٍ سَبيلُ المهتَدي
حلَّ اللِّقَاءُ مَعَ الجلِيلِ الأمْجَدِ
رَصِّ الصُّفُوفِ بِوَجهِ ظُلْمِ
المُعْتَدِيْ
كَيْفَ الصفُوفُ تَنَاثَرَتْ بِتَبَدُّدِ
وَ كَذَا بَنُو صهْيونَ أَولادُ الرَّدِيْ
هذَا الجنوبُ بِنَهج ِحَيدَرَ يَهْتَدِيْ
وَ تَفَرَّقتْ أَزْلامُهُ بِتَشرُّدِ
قَدْ قَالَ لِلدُّنْيَا بِصوْتٍ وَاحدِ
عَهِدَ الإِلهُ بِهِ لِيَومِ المَوعدِ
فِي قُوَّةِ الإِيمانِ آلِ مُحَمَّدِ
نَصرُ الجَنُوبِ وَ ذَاكَ أَفضَلُ شَاهِدِ
فَتَنَبَّهُوا بَلْ وَ استَفِيقُوا إِلى غَدِ

 






(1)


(2)




(3)
 

الهوامش:

(1) قسيم الجنة والنار: لقب من ألقاب الإمام علي بن أبي طالب(ع)، لقّبه به النبي(ص) بقوله: (يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة) (الصواعق المحرقة ج2 - ص369) وهناك حادثة تتعلق بهذ الحديث ذكرناها في الهامش الأول من القصيدة الإحدى والأربعين (للإمام الصادق) عند الحديث عن أحمد بن حنبل.

(2) عُرف عن الإمام علي(ع) تصديه للمشاكل المستعصية وإيجاد الحلول الناجعة لها، وممن شهد لـه بذلك عمر بن الخطاب حين قال: (أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها) (البداية والنهاية ج7 - ص360).

(3) أرنون:قرية كانت فاتحة النصر المبين لجنوب لبنان الذي حمل راية أهل البيت فسطـّر أروع ملاحم البطولة منتهجاً لمبادئ الإمام الحسين(ع) في كربلاء، وقد أوحى لي تحرير هذه القرية بأبيات قلتُ فيها:


 

أَأرنونُ عَادَ مِنَ الذِّكْرَيَــــات بِيَوم ِ الطفوفِ إِمَامُ الأبَاةِ
تَحَدَّى السُّيُوفَ وَ قَهْرَ الطُّغَاة
لِكُلِّ عَظِيم ٍ يَرَى فِي المَمَات
مُحَالٌ لِعَيش ٍ بِقُربِ الغُزَاة
فَمَبرُوكُ أَرنُونُ أُمَّ البُنَاة
بِيَوم ِ الرِّضَا قَدْ وُهِبْتِ الحَيَاة
فَآلُ النَّبيِّ سفِينُ النَّجَاة
فَهَبُّوْا اقْتِلاعَاً لِشوكِ الغُزَاة
بِصَوتٍ جَلِيٍّ علا فِي الفَلاة
(إِذَا الشَّعْبُ يَومَاً أَرَادَ الحَيَاة

 

 

شُمُوخُ الحُســـينِ بِيَوم ِ الظَّفَرْ أَمِيريْ تَحَدَّىْ شَقِيَّاً كَفَرْ
وَ صَارَ اقْتِدَاءً لأتْقَى البَشرْ
سعَادَةَ روح ٍ، جَلاءَ الكَدَرْ
وَ فِينَا شبَابٌ يُذِيبُ الحَجَرْ
وُلِدْتِ بِمِيلادِ نور ِ القَمَرْ
وَ مِنْكِ المُعَادِيْ هَوَى وَ انْدَحَرْ
بِهمْ جَيشُ أَحرَارنَا قَدْ ظفَرْ
وَ لَمْ يَأبَهُوا لاشتِدَادِ الخَطرْ
وَ مِنْهُ المُعَادِي طوَى وَ انْحَسَرْ
فَلا بُدَّ أَنْ يَستَجِيبَ القَدَرْ)